هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْقُدُّوسُ

النور التاسع والخمسون

القدوس : الكامل المبارك والمطهر عن النقص بكل ما ينسب له .

والله تعالى هو الْقُدُّوسُ الحق : له كل كمال وجمال وجلال ، وله حقيقة معنى الأسماء الحسنى والصفات العليا بنفس ذاته ، ومن غير كثرة ولا تعدد ولا حد له ، فله مُلك الكمال التام الغير متناهي في علمه وقدرته وحياته وعلوه وكبرياءه ، وبكل وصف وصف به نفسه ، فله حقيقة الوصف من غير أي نقص وبمعناه الواسع الذي لا يحيط بعلمه عقل ولا فكر أبدا ، إلا إيمانا بأنه لا يمكنه حده وتصور سعته وكماله ومجده وطهره في فعله فضلا عن صفاته وذاته المقدسة سبحانه وتعالى عز وجل .

فالله تعالى هو الوجود المقدس : والسُبُّوح المنزه بكل ما ينسب له ، و القُدُّوس المطهر من كل عيب ونقص وحاجة وكثرة ، وبوحدة تامة بسيطة في ذاته وصفاته ظاهرا وباطنا بل وفعلا لا باطل فيه ولا لهو ولا ظلم ، بل تبارك الله أحسن الخالقين فهو الملك الحق المبارك بالخير الطاهر المقدس فهو القدوس سبحانه ، وبكل ما ينسب له في نفسه وبملكه وفعله بخلقه وربوبيته لعباده وهداه لهم ، فهو الملك القدوس المقدس القدس العزيز الحكيم سبحانه وتعالى .

ومن تجلى الله عليه بحقيقة الاسم الحسِن المقدس القدوس : بالتجلي الخاص : كمل وجوده وبحقيقة ذاته وصفاته وأفعاله وسيره وسلوكه ، فكان مطهر ومنزه بل صار وجود مقدس لا ينال ساحة وجوده وعلمه وصفاته وأفعاله وتصرفه ونفس حقيقته ولا في الهدى والدين ، شين وشبه وشك ونقص وحاجة ، فمن يتجلى عليه الاسم الإلهي المقدس بتجلي خاص يصل لمقام النبوة والولاية وهداية الناس لدين الله الحق المقدس ، فيكون مقدس ومطهر بل مبارك وخير وهدى يوصل للنعيم بكل تصرف له وبما ينسب له فضلا عن ذاته ، بل بالاتصال به وبالإقتداء به يتعلم العبد الطهارة والتقديس فينال نصيبه من فيض الله المقدس الذي يهب كل كمال وينجي من كل نقص وحاجة ، وهو كما ظهر الله القدوس بالقدس والتقديس منه للأنبياء وأوصياءهم فطهرهم وكملهم ، وبالخصوص بنبينا وآله الطيبين الطاهرين أهل البيت فهم المقدسون حق بكل ما ينتسب لهم من الهدى والدين والسيرة والسلوك فضلا عن الذات والصفات صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، ويشهد لهم كتاب الله بالتطهير والصدق ، ويتقدس كل من يقتدي بهم بحق وحشرنا الله معهم .

والمؤمن : هو العاقل الذي ملئ يقين بأن الله هو الواهب لكل كمال وجمال في الوجود والمطهِر من كل نقص وحاجة ، فيتوجه لله ويطلبه بكل وجوده وبكل طاعة أمر بها ويبتعد عن كل معصية تبعده عنه ، حتى يكمله ويقدسه ويطهره وينزهه من كل نقص وعيب في هدى ودين وعلم وعمل وصفه وسيرة وسلوك ، فيمكنه أن يخلص له في الطاعة والمعرفة بعظمته وهداه وعبوديته له وحده لا شريك له تعالى فيكون مباركا وجوده ومقدس بفضله .

 ولذا يجب على المؤمن أن ينزه نفسه بجد واجتهاد ويطهرها ويبعدها عن المعاصي والرذائل والحرام وكل شين ووسخ فكري وبدني ومالي وكل ما يبعده عن الله حتى يكمل وجوده ويتطهر فيتقدس ، أي يتخلى عن المعاصي ويستعد للطاعات فتتجلى عليه بركات القدس والتقديس فتطهره وتحليه بالبركات من فيض نور الأسماء الحسنى بكل كمال وجمال استعد له ، والله المتفضل المنان الذي يقدسه ويباركه فيقدس سره وباطنه ويعفو أثر كل سيئة فضلا عن ظاهره وما يستر عليه ، ولذا يجب أن يعرف دين الله الحق من المقدسين حقا الذين لا يرضون بظلم العباد ولا التعدي على حقوقهم ولا يخلط الهدى بقياس فكره ، فضلا من أن يخلطه بضلال أئمة الكفر وأتباعهم فيحرم نور القدس والكمال وحقائقها أبدا والعياذ بالله ، بل يتقوى بالإيمان الحق والهدى الواقعي فيملك نفسه ودينه بقوة حتى يصل لفيض ملك الله المقدس القوي سبحانه .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها