هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْمَنَّانُ

النور الثامن والستون

المنان : المعطي والمنعم من غير سؤال ولا يطلب به جزاء ، والمن قطعة من الخير ، والمن كان ينزل على بني إسرائيل ، وللمن معنى متقابل للشدة والضعف.

والله تعالى هو المَنّانُ الحق : فإنه سبحانه لغناه تجلت أسماءه الحسنى فشع نورها وكمالها في الوجود فظهر الوجود بكل مراتبه ، فلكل شيء يعطي سبحانه وجوده وكماله وقدرته وعلمه وكل ما يقدر عليه من الحركة والتصرف من غير سؤال فهداه بالهداية التكوينية والتشريعية ، والله له المنة إذ هدانا للإسلام وعرفنا حقيقة الإيمان به ، فالله هو المنعم من غير سؤال ونعمه لا تحصى وشرفنا بالإسلام فهو المنان الحق ، فإنه تعالى ينعم ويعطي برحمة وحنان ورأفة ولطف بعباده ، ويُذكرهم بفضله ليطلبوه وليزدادوا جمالا وبهاء بطلب النعم والبركات منه بمنّه الكريم الواسع المحيط .

وإن كل من أعطى من غير سؤال من مال الله : ثم ذكره لغيره يكون منه ذم عليه إلا الله تعالى ، فإن ذكره لنعمه وفضله على عباده فهو شرف لهم وكرامة وشهادة بالإيمان والإسلام ونعمة الهداية وهو الفوز والفلاح الدائم أبدا عنده سبحانه ، وكل عطاء من غير الله وبغير هدى الدين فهو يرجع له حسرة ووبال ، ولا يحق لمن ملكة الله أن يمن بل لابد أن يتواضع ويشكر الله ويحمده على توفيق الطاعة والظهور بالكرم من اسمه الكريم المنان ، ويذكر فضل الله لما أعطاه وكرمه بظهوره بآثار النعم والصلاح ، ولا بذكر عطائه للغير الذي هو من مال الله فيفتخر ويتكبر ويتجبر على عباد الله بالمن والأذى ، والناس عباد الله وهو لا يحب من يؤذيهم فيحبط عمله ويصير فخره هو ثوابه وعلى أذيتهم ينتظر عقابه .

ومن تجلى الله المنان عليه بالتجلي الخاص بالمن : فقد شرفه بالهداية للدين ونعمة الإيمان وبالخصوص الأنبياء وأوصيائهم ، وخير من تجلى عليهم الله المنان وجعل لهم الإيمان والدين الحق هم نبينا الكريم محمد وبعده آله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، فهم أهل اليُمن والبركة والخير والكوثر والهدى للعباد ولهم المنّة بما منّ الله عليهم وعلينا إذ عرفونا الإيمان بالله وكل ما يمكن معرفته من شؤون عظمته وبما يحب ، ولذا صار ذكرهم من ذكر الله تعالى : فإنه من تولاهم دخل في ولاية الله وبذكر فضلها يكون مؤمنا وتجاهر بالإيمان وبقبول ولاية الحق ورافض لولاية الباطل من أعداهم ، والله تعالى أمر نبينا أن يذكر نعمه عليه فقال له : وأما بنعمة ربك فحدث ، وإن نعمة الولاية والإخراج من الظلمات إلى النور بإذن الله بمعارف هداه والسير بعباده على صراط مستقيم، هي أحسن النِعم التي يجب أن تُذكر وأن يفتخر بها كل عبد ، ويحب منّة الله بها عليه ، فيظهر تجلي الله المنان عليه بحق ولما يسعده ويرضاه عنده .

والمؤمن : أهل يمن وبركة ولا يكون منان والله هو الذي منّ عليه بالنعم ، فإذا فعل خير وأعطى من غير سؤال فلابد أن يعرف هذا توفيق من الله تعالى له ، وهذه كرامة الله له حيث أنعم عليه حتى يتجلى بالخير والنعم ولا يؤذي أحد في ذكر ما أعطى أمام الناس لينتقص منه أو ليؤذيه أو ليفتخر عليه وعليهم، لأن ذكر الله تشريف وشهادة بالإيمان والرزق الواسع والكرامة لمن قبل منه ، وذكر العبد لعطائه يشعر بنقص عبد آخر وحاجته أمام الناس أو في نفسه والعياذ بالله من أذية مؤمن .

فالمؤمن : لا يحاول أن يتصف بالمنان يذكر فضله على الناس بحق أو بغير حق ليؤذي عباد الله إذ إنه يحبط عمله ويبطل صنيعه ويخرج من الإخلاص في سبيل الله للجهر ويخسر سعيه بفخره أو بتجبره ، فيكون قد ضيع نفسه وماله وأبعده الله ، لأن الله لا يحب الجهر بالسوء ونصر ولاية الطاغوت والشيطان وتسفيه ولاية المؤمنين وأذيتهم ، وليس بعد الحق إلا الضلال ، فيا منان مُن علينا بالصحة والعافية والولاية لما تحب حتى نخلص لك العبودية بتوليهم وحطنا بنعمك بتمجيد واسع يا منان يا محيط .

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها