هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْمُبِينُ

النور السبعون

 المبُيْن : المبين الظاهر أو المظهر لغيره ، والمُبيّن الشارح والموضح للأمور .

والله تعالى هو المبين الحق بالمعنيين : وذلك لأنه لما كان له كل كمال وجمال وجلال موصوف للأسماء الحسنى ، وبحقيقة تجليها وببركة فيضها ظهر الوجود وبانت عظمته تعالى وظهر علوه ومجده وقدرته وعلمه وخبرته وحكمته وهداه وقيوميته وفي كل شيء تجلت به ، وإن ظهور الأسماء الحسنى نعرفه من خلال التدبر بالوجود فنراه متقن حسن كامل وله غاية حقه ، فهو تعالى الخالق البارئ المصور ، وهو تعال المبين الظاهر في الوجود بكل كمال وتمام وحسن من خلال فعله وظهور خلقه ونعيمه عليه وهو المظهر له والظاهر فيه جليا ، فهو المبيّن تعالى والشارح والبرهان والدليل على عظمته وكبرياءه سبحانه بخلقه وهداه وبكل نعمه عليه .

ومن تجلى عليه الله بحقيقة أسمه المبين بالتجلي الخاص : ظهر وبان كماله وجماله وخُلقه الحسن ودقة صُنعه وحكمته في وجوده وعلمه وظهر فضله وشرفه ومجده في الوجود الأعلى في كل مراتبه وهنا لكل العباد ، وصار مبيّن وشارح لهدى الله ومعلم لتعاليمه ومُعرف لشؤون عظمة الله تعالى بأحسن معارف الأسماء الحسنى ، ومتصف بكل ما يقدر عليه ممكن من التحصيل والأخذ من بركاتها ، وتجلي نعيمها وهداها وبكل صورة ممكنة حقة لمخلوق ، وخير من تحلى وتجلى بها الأنبياء وأوصيائهم .

وأتم من ظهر وبان نوره هو نبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين : حتى خصهم الله المبين بكاتبه وكلامه المبين والطاهر الذي فيه تبيان كل شيء. فكانوا ورثة الكتاب بحق والراسخون بعلمه وبكل ما يحتاج العباد من معارفه وبيانها بالحق المبين ، وقد ومنحهم الله المبين علم البيان والفصاحة حتى كانوا أفصح العرب وأبلغهم وأحكمهم في كل شيء ظهر من كلامهم وسيرتهم وأحوالهم ، فبينوا دين الله بما يحب سبحانه بأوضح كلام وبأجمل بيان وبأبلغ أسلوب وبأروع العبارة وأحسن الحديث ، راجع أحوالهم في صحفهم وكلامهم في كتب الحديث ، ويكفيك نهج البلاغة لتعرف بيانا حقا لمعارف شؤون العظمة وهدى الدين بأروع بيان بعد كلام الله ورسوله المبين .

والمؤمن : لما كان يعرف أن هذا الوجود حق لا باطل فيه ويرى دقة الصنع وظهور الكمال والجمال فيه بل والجلال ، يبحث عن خالقه وهادية والقيوم عليه ، فيطلب هداه ودينه لأنه يعلم من خلق هذا الكون الرائع لا يمكن أن يهمل الإنسان من غير هدى يوصله لأحسن كمال وأفضل غاية ، ويعرف أنه ليس له طاقة لأن يأخذه بنفسه من الله لأنه قاصر وهذا منصب عظيم لهداة أهل الدنيا ، فيبحث عن أكمل الخلق الذين هداهم الله واصطفاهم وأظهر كمالهم وجمالهم فبيّن وأبان عظمتهم في العلم والعمل والصفات والسيرة والسلوك ، وبشرح دينه الحق القيم الذي فيه كل خير وصلاح ، فيتولاهم ويطلبه منهم .

ولو بحث أي مؤمن ومنصف بحق : فلا يسعه إلا أن يتوجه لنبينا الأكرم محمد الذي هو مظهر كل أسماء الله الحسنى ، والذي بان بها بكماله وجماله وبشرحه لدين الله وتعاليمه الحق الموافق للفطرة والعقل والوجدان فيطلبه منه ، ومن خلفائه الحقيقيين أئمة الحق بعده وهم آله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم  ، فيتلبس به ويظهر به بكل طاعة وعبودية وإخلاص لله رب العالمين ، فيكون بسيره وسلوكه مبيّن وشارح لدين الله ويظهر فيه اسم الله المبين والمبيّن ، ولا يتبع كل من بين وشرح وقال بالكلام المنمق المزخرف من قياسهم وفكرهم وبالكلمات التي تخلط الحق بالباطل فينخدع بهم ، فإن دين الله الحق واضح بيّن مبين ، كما يتبين الأخبار التي تحيط به ولا يتبع كل خبر حتى لو كان من فاسق وغير مؤمن ومغرض به وبدينه وبالمؤمنين ، ولا يبين ما نهى الله عنه من الغيبة والنميمة وما يفرق به بين المؤمنين والصالحين ويزرع الفتنة والفساد في الأرض والعياذ بالله، بل يبين ويتبين ما به صلاح الدين والمعاش له وللمؤمنين .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها