هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

.

الْمُقِيتُ

النور الحادي والسبعون

الْمُقِيتُ : القوت : هو ما به يقوى الشيء على ما يناسب حاله ، والمقيت : المُقدر والمقوي والمعطي لنفسه ولمن في حيطته ما به قوامهم وقوتهم من الرزق .

والله تعالى هو الْمُقِيتُ الحق : لأن الله هو المقيت بنفسه لغناه المطلق القديم ، ولا مقيت له ولا يتصور فيه القوت المادي والحاجة للقوت أبدا بغير وجوده وكماله ، وهو المقيت الذي يتجلى على كل شيء فيوجده ويتم ظهور كماله ، فيعطي كل شيء قوته ومدده ليصل لأحسن غاية تناسبه ، وإن احتياج الخلق لفيض تجلي الأسماء الحسنى في كل آن لأنه بنورها يتم بقاءه وما به كماله واستمراره ، وسواء نعيم قوت مادي أو معنوي من هداه التكويني والتشريعي فسبحان الله المحيط القيوم المبين المقيت حقا .

 فهو تعالى المقيت الحق : وكل شيء يأخذ قوت وجوده وصفاته وأفعاله منه ، وله منه قوت الهدى التكويني والتشريعي ما يناسبه ، فهو المقيت المطلق وكل شيء حسب حاله له في كل آن قوته من الله ومدده وعطائه ، فسبحانه من مقيت محيط بكل شيء علما وقدرة حتى غايته ، فهو الواحد الأحد الذي له الأسماء الحسنى التي تفيض القوت لكل شيء بحسب وجوده وحاله ، فيقوى على البقاء والاتصاف بأوصافه والقدرة على كل أفعاله حتى يصل لغايته .

ومن يتجلى الله المقيت بالتجلي الخاص : يحصل على كل كمال وجمال في وجوده وصفاته وأفعاله ، فيكمل ويعظم حتى يقول الله تعالى له : إنك لعلى خلق عظيم ، ويعطيه هداه والكتاب والحكمة وهي ملك الله العظيم ، وبل يعرج به لأعظم محل ملكوته وجبروته فيكون قاب قوسين أو أدنا ، فيبلغ الذروة في كماله ويبلغ العلى في الوجود فيصلي عليه الله وملائكته ورسله وكل عباده ، ويؤمر المؤمنين أن يصلوا عليه وعلى آله إلى يوم القيامة ، ويأمرهم بطاعته وامتثال أوامره ويجعله خاتم رسله ويكمل به دينه ويظهره على الدين كله .

 بل تكون ولايته وولاية وصيه وآله : كولاية الله حسب آية الولاية التي عرفتها وفي يوم الغدير ، ويأمر الله بمودتهم بآية مودة القربى ، ويصدقهم ويلعن من يكذبهم في آية المباهلة ، بل ويجعلهم كوثر الخير في الوجود والهداة للصراط المستقيم ، ويأذن برفع بيتهم بذكره ولم يلههم مله من بيع وشراء عن ذكره ، وهذا قمة التصديق لمن يتجلى عليه الله فيقوته بكل أسماءه الحسنى والصفات العليا فيهبه كل كمال وجمال له ولآله بالخصوص ، ولكل من يتبعهم ويطيعهم ، فضلا عن الرزق المادي من خمس الأرباح والأنفال ليقوتوا المحتاج و الضعيف في رزقه ممن يتولاهم بل ومستضعف الناس ، ولينشروا هدى الله بكل سيبل ممكن ، وأقاتنا الله المقيت من معارفهم وجعلنا على دينهم ومذهبهم إنه المقيت بالتكوين وبالتشريع يا مقيت يا الله .

والمؤمن : لما يعرف أن القوت الحقيقي هو عندما يكون دائم في الدنيا والآخرة ، وإلا من عنده قوت مادي يتقوى به على الفكر والعمل وليس له قوت هدى ، فهو في الحقيقة قوت منقطع وزائل فاني يكون وبال عليه ويحاسب عليه ، لأن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب ، وهو لا يساوي شيء في قيم الحق ، والقوت الحقيقي هو ما يُتسبب به لعيشة سعيدة راضيه مطمئنة في كل آن وزمان دنيا وآخرة ، ولا يكون إلا وفق الدين الإلهي الحق .

فلذا ترى المؤمن : يجعل كل ما يحصل عليه من قوت في الدنيا وما يتقوى به من فضل الله سواء في العلم والفكر والتصور والتخيل والتوهم والمادي والعملي والخلقي ، كله يستعمله كرأس مال ويجعله في خدمة كسب قوت الله الدائم العظيم ، فيكون في كل أحوال قد صرف قوت الله في طاعة الله مخلصا ، والله تعالى هو المقيت الحق فيجعل قوته له يتنزل أبدا ، و بأحسن نعيم ذاتي وصفاتي وفعلي ومحيط ، فيكون عنده حاضر ما يتصوره في الجنة وفي نعيم تام خالد ، فسبحان المحيط المقيت المصور .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها