هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية : الجزء الثالث

الشَّافِي
النور التاسع والتسعون

الإشراق الثاني :

ظهور نور الله الشافي لمن يدعوه بالأدعية الكريمة :

يَا مَنِ اسْمُهُ   دَوَاءٌ ، وَ ذِكْرُهُ شفاء ، وَ طَاعَتُهُ غِنًى‏ ،
  ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ  مَالِهِ  الرَّجَاءُ ، وَ سِلَاحُهُ الدُّعَاءُ [4].
يا طيب بنور الله الشافي : إن التوسل والدعاء بالأسماء الحسنى هو أعلى الذكر والدعاء والتوجه لله سبحانه ، وبه يتنزل نور الله الشافي ، وبالخصوص بالأدعية المختصة بالأسماء الحسنى مثل دعاء الجوشن ودعاء المجير وغيرها الكثير، بل بنفس التلاوة عن إيمان ومعرفة للحديث مورد الشرح هذا وبه ندخل الجنة وتنزل البركة ويرفع النقص.

وأعلم يا أخي المؤمن : وإن كان مطلق الذكر لله حسن في كل شيء بأسمائه أو بأي إطاعة أو باجتناب أي محرم أو الظهور بأي خُلق حسن وسيرة فاضلة أو كلمة طيبة أو عملا صالحا ودعاء، فإنه كلها مقربة وموجبة لتنزل نور الأسماء الحسنى وبكرم شافي لطيف وعظيم ، إذا كان الإنسان مؤمنا وطالب به رضا الله الشافي مخلصا .

لكن أعلم يا أخي الطيب : إن لكل طاعة واجتناب محرم خصائص وآثار خاصة به ، وإن الدعاء بصورة عامة حسن ومحبب ومقرب لله ومنزل لنور الأسماء الحسنى التي فيه ، وإنه لا يوجد دعاء ليس فيه ثناء على الله سبحانه وتعالى ، بل أول آداب الدعاء بعد الطهارة والتوجه هو التمجيد لله والثناء عليه بذكر عدة من الأسماء الحسنى ثم الصلاة على نبينا محمد وآله ، وهو معنى الاعتراف والإقرار بأن نورها نزل بأحسن تجلي ظهر في الوجود فيهم ، ونطلب بالدعاء أن ينزل الله كماله الشافي التامة لنا مثلهم ، ثم تذكر الحاجة وما نريده من الكمال أو رفع النقص ، وهذه السيرة متبعة في كل الأدعية إن لم نقل أكثرها ، أو متضمنة لهذا المعنى بصورة مباشرة ، أو غير مباشرة بأن الرواية من نبينا وآله صلى الله عليهم ، فنعتقد تحقق الأثر بصورة مباشرة من الشافي سبحانه وبكل لطف عظيم يصلحنا فعلا ، أو يذخر لنا إن لم يكن في صلاحنا فعلا .

كما أن لكل حالة : يريدها الإنسان سواء كمال نفسي روحي أو توفيق علمي أو عملي أو رفع نقص وفقر علمي أو بدني جسمي أو ملكي وحسب نوعه ، له دعاء خاص مناسب له في المضمون والنص من الأسماء والذكر الذي به نتوجه لله سبحانه وتعالى ، بل قد يتطلب زمان وأحوال وأوضاع خاصة ، بل قد يطلب دواء معين من المواد تضاف له حتى يكون مؤثر ، وقد أعدت كتب لخواص الأدعية والعوذات والأحراز لكل حالة من أحوال الإنسان نفسية أو بدنية أو طلب ملك وغيرها .

ونحن هنا في هذا الإشراق : المختص بالأدعية نختصر البحث لأنه ليس في الطب ولا كتاب دعاء لكل شيء ، بل هو بيان لمظاهر من اسم الله الشافي في كثير من أحوال كلام الله الشافي أو بأسمائه الحسنى كما عرفت في الإشراق السابق ، أو الدعاء الذي يكون مظهرا عظيما لتحقق نوره في العباد كما في هذا الإشراق ، أو ظهور نور الله الشافي في المأكل والمشرب وخواص بعض الفواكه كما في الإشراق الآتي ، أو في علاج الأمراض الروحية الواجب توقيها لنشفى منها في إشراق بعده ، أو يشرق نوره في بيان ظهوره الشافي في الثقلين الكتاب والعترة ، ثم يشرق نورنا في الجنة إن شاء الله بالانتهاء من شرح الأسماء الحسنى التي من أحصاه دخل الجنة ويشفينا الله الشافي من كل منغصات الدنيا ، ويهب لنا ملكا شافيا كافيا تاما بأعلى مجد ونور لا مرض فيه يحتاج لكوي النار ولا عذاب المبعدين عن طلب نور الله الشافي اللطيف العظيم أبدا .

ولذا في هذا الإشراق : نذكر ظهور نور الله الشافي بما تتضمنه بعض الأدعية ولمعرفة المزيد راجع كتب الأدعية والتداوي بالدعاء أو كتاب بحار النور الجزء الخامس والتسعون وبعده ، أو أخر كتاب مفاتيح الجنان كله وفي الباقيات الصالحات ، أو تقرأ هذا المختصر لبعض الأدعية المختارة التي إن شاء الله يتجلى لنا بسببها اسم الله الشافي بأعلى مظهر من نور كل الأسماء الحسنى أعده لأوليائه المقربين أبدا .

 

الإشعاع الأول :

نور الله الشافي الظاهر في معارف أهمية الدعاء والذكر لله :

{ قُلِ ادْعُواْ الله أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأسماء الحسنى
 وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110)
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرً (111) } الإسراء .

{ فَاذْكُـرُونِي أَذْكُـرْكُمْ وَاشْكُـرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) } البقرة .

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) } إبراهيم .
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
 إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) } غافر .
{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامً (77)}الفرقان.

{ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ
العظيم
(76) } الأنبياء .
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ
وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) } الأنبياء .

يا طيب : دعوة الله لنا لكي ندعوه ، هي دعوة لطلب المزيد من نوره الشافي الظاهر من كل أسمائه الحسنى بكل لطف وعظمة ، وإلا لا يزيد ولا ينقص شيء من عظمة الله إن دعونا أو عصينا ، فهو بإذنه وبمدده يكون كل تصرف للإنسان حتى الاختيار الذي وهبه لنا ، ولكن كرمنا بنعمة التي لا تحصى ، وأدبنا بهداه الذي بمعارفه بما في ذلك دعائه بالأسماء الحسنى وبكل ما طلب من طاعته وما به يقام شكره ، وذلك لكي نحصل على المزيد من كل نوع من نور تجلي الأسماء الحسنى أبدا في الدارين ، ونكون هنا في جنة الدنيا المطمئنة بفضل الله وفي الآخرة بأوسع ظهور روحي وخارجي .

وبعد إن عرفنا : شيء من دعوة الله لنا في كلامه المجيد الشافي ، وكيف استجاب لكرام خلقه ، سيأتي تفصيل آخر للدعاء بآيات الكتاب ومظاهر من تجلي نوره الشافي لنا في إشراق الثقلين ، ولكن هنا في هذا الإشعاع نذكر آداب الأدعية وأهميتها كما عرفت في الآيات أعلاه أو الأحاديث الآتية ، وبمختصر البيان لذكر يسير منها ، وإلا من يطلب المزيد من معرفة آداب الدعاء ونص الأدعية الكثير جدا الشاملة لكل شيء من شؤون الإنسان وأحواله ، سواء في طلب كمال أو لرفع ودفع نقص ، فعليه بمراجعة كتب الدعاء الواسعة كمفاتيح الجنان أو المنتخب الحسني أو الجزء الثاني والتسعون فما بعد من بحار النور أو مصباح الطوسي ومصباح الكفعمي ومفتاح الفلاح وكتب السيد بن طاووس رحمه الله الكثيرة في كل أنواع الأدعية والأحراز والعوذات أو غيرها .

وأما أهمية الدعاء في الحديث :

فعَنْ عَلَاءِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام :

 عَلَيْكَ بِالدُّعَــاءِ ، فَإِنَّهُ شـفــــاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ [5].

وعَنْ أَبِي وَلَّادٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام :
مَا مِنْ بَلَاءٍ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدٍ مُؤْمِنٍ
فَيُلْهِمُهُ الله عَزَّ وَ جَلَّ
 
الدُّعَاءَ ، إِلَّا كَانَ كَشْفُ ذَلِكَ الْبَلَاءِ وَشِيك
.
 وَ مَا مِنْ بَلَاءٍ يَنْزِلُ عَلَى عَبْدٍ مُؤْمِنٍ فَيُمْسِكُ عَنِ الدُّعَاءِ ،
 إِلَّا كَانَ ذَلِكَ الْبَلَاءُ طَوِيلًا
،
فَإِذَا نَزَلَ الْبَـلَاءُ فَعَلَيْكُـمْ بِالـدُّعَـاءِ وَ التَّضَـرُّعِ إِلَى الله عَزَّ وَ جَلَّ
[6].

وعَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ يَدَهُ إِلَى الله الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ ، إِلَّا اسْتَحْيَا الله عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْراً حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ فَضْلِ رَحْمَتِهِ مَا يَشَاءُ ، فَإِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَرُدَّ يَدَهُ حَتَّى يَمْسَحَ عَلَى وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ [7].

وقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ ، وَ عَمُودُ الدِّينِ ، وَ نور السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ [8].

وقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ ، وَ مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ ، وَ خَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ ، وَ قَلْبٍ تَقِيٍّ ، وَ فِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ ، وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى الله الْمَفْزَعُ .

وقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

الدُّعَاءُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ ، وَ مَتَى تُكْثِرْ قَـرْعَ الْبَـابِ يُفْتَـحْ لَكَ [9].

وعَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ الله شُكْرٌ ، وَ تَرْكُ ذَلِكَ كُفْرٌ ، فَارْتَبِطُوا نِعَمَ رَبِّكُمْ بِالشُّكْرِ ، وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ ، وَ ادْفَعُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ جُنَّةٌ مُنْجِيَةٌ تَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً .

وقَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام :

 مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ [10].

 وقَالَ عليه السلام: إِنَّ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ يَسْتَخْرِجُ الْحَوَائِجَ فِي الْبَلَاءِ [11].

وقَالَ عليه السلام : هَلْ تَعْرِفُونَ طُولَ الْبَلَاءِ مِنْ قِصَرِهِ ؟ قُلْنَا : لَا .

قَالَ : إِذَا أُلْهِمَ أَحَدُكُمُ الدُّعَاءَ عِنْدَ الْبَلَاءِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْبَلَاءَ قَصِيرٌ [12].

 

 

الإشعاع الثاني :

أدعية عامة تجللنا بأنوار الله الشافية وبركاته وترفع نقصنا :

يا طيب بنور الله الشافي : قد عرفت أن التوسل بالله في الدعاء وإن كان بكل صورة حسن ، ولكن كماله بل قد يكون من أسسه التوجه لله وأن لا يكون بقلب ساهي ، ومقارن للطهارة والوضوء ، وتقديم صدقة ، ومرافقه للرجاء القطعي اليقيني بأن الله قادر على كل شيء ، ثم خشية الله والاستغفار بعد تمجيد الله بأسمائه الحسنى والصلاة على النبي وآله صلى الله عليهم ، وطلب الحاجة ، كما توجد أدعية يومية يستحب قرأتها أو أدعية لتعقيب الصلاة أو لمناسبات خاصة وأحوال نطلبها ، وقد ذكرنا قسم منها في صحيفة الطيبين ، كما تجدها في كتاب مفاتيح الجنان بكل تفصيل ، وهذا مختصر قليل منها فيها اسم الله الشافي أو ما يتفرع عليه في المعنى فقط .

وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

مَنْ أَصَابَهُ أَلَمٌ فِي جَسَدِهِ فَلْيُعَوِّذْ نَفْسَهُ ، وَ لْيَقُلْ :

أَعُوذُ : بِعِزَّةِ الله وَ قُدْرَتِهِ عَلَى الْأَشْيَاءِ ، أُعِيذُ نَفْسِي بِجَبَّارِ السَّمَاءِ ، أُعِيذُ نَفْسِي بِمَنْ لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ سَمٌّ وَ لَا دَاءٌ ، أُعِيذُ نَفْسِي بِالَّذِي اسْمُهُ بَرَكَةٌ وَ شـفـاء .

 فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ : لَمْ يَضُرَّهُ أَلَمٌ وَ لَا دَاءٌ [13].

عقد في كتاب الكافي : بَاب أَنَّ الدُّعَاءَ شــفــاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ :

عَنْ حُسَيْنٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَ كَانَ خَبَّازاً قَالَ : شَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام وَجَعاً بِي . فَقَالَ : إِذَا صَلَّيْتَ ، فَضَعْ يَدَكَ مَوْضِعَ سُجُودِكَ ، ثُمَّ قُلْ :

 بِسْمِ الله ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله ، اشْفِنِي يَا شَافِي لَا شفاء إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شفاء لَا يُغَادِرُ سُقْماً ، شفاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ سُقْمٍ [14].

وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : دُعَاءُ الْمَكْرُوبِ فِي اللَّيْلِ :

 يَا مُنْزِلَ الشفاء بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، وَ مُذْهِبَ الدَّاءِ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، أَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ شِفَائِكَ شفاء لِكُلِّ مَا بِي مِنَ الدَّاءِ [15].

وفي طب الأئمة و الأمان‏ ذكرى : فِيمَا نَذْكُرُهُ لِزَوَالِ الْأَسْقَامِ وَ جَرَّبْنَاهُ فَبَلَغْنَا بِهِ نِهَايَاتِ الْمَرَامِ ، يُكْتَبُ فِي رُقْعَةٍ :

 يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ ، وَ ذِكْرُهُ شفاء ، يَا مَنْ يَجْعَلُ الشفاء فِيمَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْ شِفَائِي مِنْ هَذَا الدَّاءِ ، فِي اسْمِكَ هَذَا ، يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله يَا الله ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ [16].

وهذه يا طيب : أدعية عامة لكل شيء وإن لم يكن فيها اسم الله الشافي ولكن روح المعنى باطن فيه ، كما وراجع ما ذكرنا في اسم الله الشكور والعظيم :

فعن محمد بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 من تظاهرت عليه النعم ، فليقل : الحمد لله رب العالمين .

و من ألح عليه الفقر ، فليكثر من قول : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإنه كنز من كنوز الجنة ، و فيه الشفاء من اثنين و سبعين داء أدناها الهم [17].

وعن داود بن رزين سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول : اللهم إني أسألك العافية ، وأسألك جميل العافية ، وأسألك شكر العافية ، وأسألك شكر شكر العافية[18].

و عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا علي إذا أخذت مضجعك : فعليك بالاستغفار ، و الصلاة علي ، و قل : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و أكثر من قراءة : قل هو الله أحد ؛ فإنها نور القرآن .
و عليك بقراءة آية الكرسي ؛ فإن في كل حرف منها ألف بركة و ألف رحمة [19].

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام قال : ما من مؤمن عاد أخاه المؤمن و هو شاك ، فقال له :

 أعيذك بالله العظيم رب العرش الكريم ، من شر كل عرق نفار ، ومن شر حر النار ،
فكان في أجله تأخير إلا خفف الله عنه [20].

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ ، قَالَ : أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ ، وَ اشْفِ أَنْتَ الشافي ، وَ لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ[21] .

ومرت أدعية كريمة : في اسم الله الشكور والعظيم فراجعها ، أو راجع ما ذكرنا من كتب الدعاء ، أو صحيفة الطيبين من موسوعة صحف الطيبين ، وإن كتب الأدعية كثيرة جدا وبالخصوص الأدعية الجامعة والتي تكرر بعد الصلاة والأدعية اليومية ، وأدعية الأسبوع والأدعية الخاصة بيوم الجمعة ، فأغلبها عامة ويمكن تدفع بها البلاء والأمراض بصورة عامة بتكرارها والمواظبة عليها ، أو ترفع بلاء حاصل وأسألك الدعاء وأسال الله أن يكفيك كل ما يهمك وينجك من كل شر وشرير ، بحق نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، إنه أرحم الراحمين وهو العظيم اللطيف الشافي .

 

الإشعاع الثالث :

ظهور نور الله الشافي بأدعية للأمراض الخاصة :

في فِقْهُ الإمام الرِّضَا عليه السلام قَالَ : لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ ، سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ ؟

فَقَالَ : لِكُلِّ دَاءٍ دُعَاءٌ ،
 فَإِذَا أُلْهِمَ الْعَلِيلُ الدُّعَاءَ ، فَقَدْ أُذِنَ فِي شِفَائِهِ
[22].

و عن الحارث الأعور قال : شكوت إلى أمير المؤمنين عليه السلام  ألما و وجعا في جسدي ، فقال : إذا اشتكى أحدكم فليقل : بسم الله و بالله ، و صلى الله على رسول الله و آله ، أعوذ بعزة الله و قدرته على ما يشاء ، من شر ما أجد .
فإنه إذا قال ذلك ، صرف الله عنه الأذى إن شاء الله تعالى [23].

وعن إسحاق بن إبراهيم عن أبي الحسن العسكري قال : حضرته يوما و قد شكا إليه بعض إخواننا ، فقال : يا ابن رسول الله إن أهلي يصيبهم كثيرا هذا الوجع الملعون ؟ قال : و ما هو ؟ قال : وجع الرأس ، قال : خذ قدحا من ماء و اقرأ عليه :
{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ } ثم اشربه ، فإنه لا يضره إن شاء الله تعالى .

وعن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :

شكوت إليه وجع أضراسي ، و أنه يسهرني الليل ؟

قال فقال عليه السلام : يا أبا بصير ، إذا أحسست بذلك ، فضع يدك عليه ، و اقرأ : سورة الحمد، و قل هو الله أحد ، ثم اقرأ : { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }[24].

فإنه يسكن ثم لا يعود [25].

وعَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام : أَنَّ جَبْرَائِيلَ عليه السلام نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وَ النَّبِيُّ مُصْدَعٌ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ عَوِّذْ صُدَاعَكَ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ يُخَفِّفِ الله عَنْكَ .

 وَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ عَوَّذَ بِهَذِهِ الْعُوذَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ عَلَى أَيِّ وَجَعٍ يُصِيبُهُ ،
 شَـــفــَاهُ الله بِإِذْنِهِ ، تَمْسَحُ بِيَدِكَ عَلَى الْمَوْضِعِ وَتَقُولُ :

بِسْمِ الله : رَبِّنَا الَّذِي فِي السَّمَاءِ ، تَقَدَّسَ ذِكْرُ رَبِّنَا الَّذِي فِي السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ ، أَمْرُهُ نَافِذٌ مَاضٍ كَمَا أَنَّ أَمْرَهُ فِي السَّمَاءِ ، اجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الْأَرْضِ ، وَ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ خَطَايَانَا ، يَا رَبَّ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، أَنْزِلْ شفاء مِنْ شِفَائِكَ ، وَ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ . عَلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانَةَ وَ تُسَمِّي اسْمَهُ [26].

و عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فِي حَدِيثٍ قَالَ : قُلْتُ لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ مَا وَجَدْتُمْ عِنْدَكُمْ لِلْحُمَّى دَوَاءً ؟ قَالَ :

 مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَّا الدُّعَــاءَ وَ الْمَاءَ الْبَارِدَ [27].

يا طيب : بنور الله لم نذكر شيء مما موجود في الأدعية للأمراض الخاصة ، فإن أحببت المزيد فعليك بما ذكرنا من الكتب وكتاب طب الأئمة وفقه الإمام الرضا ، وتوجد كتب كثيرة في هذا المعنى .

وذكروا يوما حديثا : إنه قد جف القلم ، فقالوا إذا لماذا الدعاء ، فذهبوا :

وسألوا فقيه ؟ فقال : لعله الله يستجيب دعائنا .

وسألوا فيلسوف ؟ فقال : لأن الدعاء جزء السبب . وجزء سعي .

وسألوا العارف ؟ فقال : نعم قد جف القلم بدعائي ولابد لي من الدعاء .

يا طيب : لا إجبار على الطاعة ولا إكراه على الدين وقد تبين الرشد من الغي ، وعلى كل الأحوال ، في الدعاء ذكر لله الشافي ولنا المزيد من نوره بالتوجه له ، وبالخصوص إذا كان مرافق لطلب ما نحتاجه فنسأله منه بحالنا المتوجه له ومقالنا الناطق بتمجيده وحمده والطلب منه ، وأنت بأي حال كنت مما ينسب للفقهاء والفلاسفة والعرفاء ، فأنت لك نورك التام من فضل الله الشافي إذا كنت مخلصا لله الدين وتدعوه بيقين ، فإن من يحاسب على الذرة خير وذرة شر ، ويغفر الذنب العظيم بالتوبة ، لقادر على رفع أي مرض وبلاء ونقص ومرض ودفعها بأيسر الدعاء ، فإن الدعاء إذا كثر لعظيم عند الله وليس ذرة بل له قرب من الله وقد عرفت أنه قال أدعوني أستجب لكم وما يعبئ بكم ربكم لولا دعائكم واذكروني أذكركم ، وذكر الله للمطيع رحمة وبركة وشفاء من كل داء ونقص وحاجة ، وإن المخلص لم يتوجه لحالة من أي طائفة ، بل هو إنسان إلهي رباني ظهر به نور الله الشافي ، لأنه قد عرفت من عجل الله شفائه ألهمه الدعاء والتوسل به والتضرع له ليفيض عليه من نوره الكريم الشافي ، فيهبه كل كمال يحتاج ونور الله واسع إن وجد محل ولا مانع منه لمن يستعد له بالدعاء حقا كما علمه أولياء الله وأحبائه ، ولكل حالة دعاء خاص فتدبر كتب الأدعية ترى ما يشفي الغليل ويريح القلب وبها تطمئن النفس ويصفى الفكر ويسموا العقل باليقين والرضا .

وأنت يا أخي في الإيمان : عندك اليقين بأن الدعاء له أثره مهما كان توجهنا حتى بمجرد الرغبة لذكر الله حتى لو لم تكن لنا حاجة فعليه ، فإنه الدعاء في الرخاء يدفع البلاء ويجلب الكمال التام الشافي الأبدي ويذخر لنا إن شاء الله ، وعليك يا طيب بمراجعة صحيفة الطيبين من موسوعة صحف الطيبين أو كتاب الأدعية والمرغبة بها ككتب أسرار الصلاة ومعناها وما يصب في ترغيبنا بذكر الله والتوجه له دائما ، ليكون لنا نور الله الشافي ومشرق لنا من كل نور الأسماء الحسنى الجمالية لنا والجلالية على أعدائنا ويكفينا شرهم ويشغلهم عنا ، فننعم بالكمال الشافي والصحة والأمان والراحة والاطمئنان بفضل الله العظيم اللطيف الشافي .

 

 


[4]فقرات من أواخر دعاء كميل الذي علمه له الإمام علي عليه السلام .

[5] الكافي ج2ص471ح1باب أن الدعاء شفاء من كل داء .

[6] الكافي ج : 2 ص : 472ح2باب إلهام الدعاء .

[7] الكافي ج : 2 ص : 471ح2باب من دعا استجيب له .

[8] الكافي ج2ص468ح1 .الجعفريات ص222 .

[9] وسائل‏ الشيعة ج7 ص 39ج8655 . وح8658 .

[10]وسائل‏الشيعة ج7 ص41ح 8663 .

[11] وسائل‏الشيعة ج7ص40ح8660 . وح8662.

[12] وسائل‏الشيعة ج7ص44ب10 وح8675

[13] وسائل ‏الشيعة ج2ص422ب14ح2531.

[14] الكافي ج2ص567 باب الدعاء للعلل و الأمراض حديث 15 .

[15] بحار الأنوار  ب92ص9ب 55 العوذات الجامعة .

[16] بحار الأنوار ج92 ص67 ب 59 الدعاء لعموم الأوجاع ح48 .

[17] الأمالي ‏للصدوق ص556 م82ح13 .

[18] الدعوات ص84ح211.

[19] الدعوات ص84خ 214. 

[20] طب ‏الأئمة عليهم السلام ص : 120 في عيادة المريض .

[21] بحار الأنوار ج78ص222ب4ح24 .

[22] مستدرك‏ الوسائل ج2ص84 ب10ح1482-1 .

[23] طب ‏الأئمة ص18.

[24] طب‏ الأئمة ص19.

[25] طب ‏الأئمة عليهم السلام ص23 عوذة لوجع الأضراس و رقية لها .

[26] وسائل‏ الشيعة ج2ص423ب14 باب نبذة من الرقى و العوذ حديث2535.

[27] وسائل ‏الشيعة ج2ص431ص21ح2558 .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها