بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة زيارة وأدعية يوم عرفه

من أيام الحج

معنى يوم وجبل عرفه ودعاءه :

عَرَفه : عَرَفة ، يوم كريم من أيام الله ، يوم  عَرَفة يوم عَرَفَات ، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة وهو أول أعمال الحج بعد الإحرام من مكة ويقف الحاج في سفحه من الظهر إلى الغروب وفيه أعمال مستحبة وأهمها الأدعية وبالخصوص دعاء الإمام الحسين عليه السلام وآله الكرام ، بل حتى من لم يكن حاجا يستحب له الدعاء به في محل تواجده وبالخصوص في كربلاء ويستحب فيه مؤكدا زيارة الإمام الحسين عليه السلام  ، وسمي يوم عرفه لأنه يوقف في ذلك اليوم في سفح جبل أسمه عرفه ، وهو قرب مكة المكرمة ويبعد عنها حدود 22 كيلو متر ، وعلى بُعد 10 كيلو متر من منى ، و 6 كيلو متر من مزدلفة ، وارتفاعه ٧٠ مترا .

قال الله تعالى :

{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ

 فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ  يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ  فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ

فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ

فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ

وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن  قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ (198)

ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) } البقرة

بحوث ذات صلة :

و يَوْمُ‏ عَرَفَةَ : التّاسِعُ من ذِي الحِجَّةِ ، تَقُول هذا يَوْمُ‏ عَرَفَةَ بالفتحة غير منون، و لا تدخله الألف و اللام فلا تقول العرفة .

و التَّعْرِيفُ‏: الوُقُوفُ‏ بعرَفاتٍ ،‏ يُقال: عَرَّفَ‏ الناسُ إذا شَهِدُوا عَرَفاتٍ .

و عَرَفاتٌ‏ : موقِفُ الحاجِّ ذلِكَ اليَوْمَ، على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا من مَكَّةَ .

 وسُمِّيَتْ‏ بذلِكَ‏ : لأَنَّ آدَمَ و حَوّاءَ عليهما السّلامُ‏ تَعارَفَا بِها بعد نُزُولِهما من الجَنَّةِ.

أَو لِقَوْلِ جِبْرِيلَ : لإِبْراهِيمَ عليهما السَّلامُ ، لمّا عَلَّمَه المَناسِكَ‏ و أَراهُ المَشاهِدَ أَ عَرَفْت ‏؟ أَ عَرَفْتَ ‏؟ قال: عَرَفْتُ‏ عَرَفْتُ ‏. وقيل قال: هَذِهِ‏ عَرَفَاتٌ‏ فَاعْرِفْ‏ بِهَا مَنَاسِكَكَ ، وَ اعْتَرِفْ‏ بِذَنْبِكَ فَسُمِّيَتِ‏ عَرَفَاتٍ‏.

أَو لأَنَّها : مُقدَّسَةٌ مُعَظَّمَةٌ ، كأَنَّها عُرِفَتْ‏ ؛ أي طُيِّبَتْ.

وَ قِيلَ: لأَنَّ الناسَ‏ يَتَعارَفُونَ‏ بها.

و قيل: لِتَعرُّفِ‏ العِبادِ فيها إلى اللَّه تَعالَى بالعِباداتِ و الأَدْعِيَةِ.

في حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ‏ : ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ‏ ، و ذلِكَ بعدَ المُعَرَّفِ‏ ، ويريدُ بعدَ الوُقُوفِ‏ بعَرَفَةَ ، و هو في الأَصْلِ موضِعُ‏ التَّعْرِيفِ‏ .

وسمي جبل عرفات : لأنه حوله سفح ، فهو كالعرف له : وَ مَعارِفُ‏ الأَرضِ: أَوْجُهُها و ما عُرِف‏ مِنْها. اعْرَوْرفَ‏ الرَّجلُ : ارْتَفَع علَى‏ الأَعْرافِ‏. وَ جَبَلٌ‏ أَعْرَفُ ‏: له كالعُرْفِ . وَ عُرْفُ‏ الأَرْضِ، بالضَّمِّ : ما ارْتَفَعَ منها ، و حَزْنٌ‏ أَعرَفُ ‏: مُرْتَفِعٌ . وَ قُلَّةٌ عَرْفاءُ : مرتَفِعَةٌ ، و هو مجازٌ

وَ سَنامٌ‏ أَعْرَفُ ‏: أي طَوِيلٌ ذُو عُرْفٍ‏ . وَ ناقَةٌ عَرْفاءُ : مُشْرِفَةُ السَّنامِ،  و قيل: إذا كانَتْ مُذَكَّرةً تُشْبِهُ الجِمالَ.

 

روابط صحيفة أعمال عرفه
www.alanbare.com/9ar
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/9ar/9ar.pdf

وتجد يا طيب على العنوان التالي محاضرة للتدبر بدعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام يحسن سماعها قبل تلاوته

أو من

www.alanbare.com/9ar/9ar.mp3

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة عرفه والعمل بها أدعية وزيارة وأعمال

صحيفة يوم عرفة معنى عرفه

يا طيب : هذا دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة أعمال وفضل وثواب ليلة ويوم عرفة وأدعيته وشرح دعاء الإمام الحسين وزيارته وباقي أدعية الأئمة صلى لله عليهم وسلم :

يا طيب أقرء دعاء الإمام الحسين في يوم عرفه

وتدبر معانيه وأشكر الله و الإمام الذي عرّفه

+

إمامنا الحسين مجد الله وبأنواع الشكر شكره

في دعاء عرفه بعد ما بين جزيل مننه ونعمه

+

لحضرتك يا موالي محاضرة دعاء عرفه فاسمعه

فإنها تشرحه وتبين وتوضح فقرات ما تقرءه

+

وأقرء باقي أدعية يوم عرفة لائمتنا الأطهار البرره

تجدها في موقع موسوعة صحف الطيبين متوفره

+

وأتي بباقي أعمال يوم عرفه فأغتسل وبدنك طهره

وزر الحسين لتنال ثواب العمرة والحج دنيا وآخره

 

صحيفة أعمال عرفه

صحيفة أعمال يوم عرفه

صفحة عيد الفطر
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صحيفة أعمال عرفه

صحيفة أعمال يوم عرفه
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

في معنى عرفه وأعماله

لله من دعاء للحسين يوم عرَفه

شكر المنعم ومعنى التوحيد عرّفه

وبه تدبر بالآفاق والأنفس عِرفه

تراه هدى حق لابن خير البرية

 






لله من دعاء كريم رائع للحسين يوم عرَفه

مختصرة أعمال العمرة والحج :

عمرة مفردة :

يا طيب : إن من يذهب إلى بيت الله الحرام ، إما للعمرة المفردة في أي وقت وهي مستحبة ، وواجباتها النية يقصد الاتيان بأعمال العمرة قربة إلى تعالى ، ثم من أحد المواقيت يحرم فينوي ويلبس وثبي الإحرام ويلبي ، ثم لما يصل بيت الله يطوف به 7 مرات ، ويصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام ، ثم يذهب للصفا فيسعى بين الصفا والمروة سبعة ، ثم يحلق أو يقصر شعره ، ثم يرجع لبيت الله فيطوف حوله 7 ويسمى طواف النساء وثم يصلى ركعتي طواف النساء ، وبهذا تنتهي أعمال العمرة المفردة .

 

حج التمتع :

يا طيب : أما حج التمتع : فهو واجب على العاقل البالغ الحر المستطيع ، وهو قسمين .

والقسم الأول :

عمرة التمتع : وتقع في شوال أو ذي القعدة أو ذي الحجة إلى اليوم التاسع ، وتبدأ من الميقات فينوي الحج ويحرم بلباس الإحرام ويترك ما حرم عليه ، ثم يأتي بيت الله ويطوف حوله 7 أشواط ، ثم يصلي صلاة الطواف ركعتين ، ثم السعي بين الصفا والمروة سبعة ، ثم يقصر شعره أو ظفره ، ويحل من إحرامه .

 

والقسم الثاني :  واجبات حجّ التمتّع :

أولا يحرم بإحرام الحج من مكة ، ثم يذهب للوقوف بعرفات يوم 9 ذي الحجة من الظهر إلى غروب اليوم التاسع ، ثم الوقوف بالمزدلفة وهي المشعر الحرام من طلوع الفجر يوم العاشر يوم العيد إلى طلوع الشمس ، ثم يفيض ويخرج لمنى فيرمي جمرة العقبة يوم العيد بسبع حصيات صغار  و يذبح فينحر يوم العيد ، ثم يحلق أو يقصر شعره ، فيحل له تروك الإحرام إلا الطيب والنساء . ثم يأتي مكة .

فيطوف : بالبيت طواف الحج  ويصلي ركعتين ، ثم يسعى بين الصف والمروة ، فيحل له الطيب .

ثم بعد السعي : يأتي فيطوف حول الكعبة سبعة وهو طواف النساء ويصلي ركعتين فتحل له النساء . ثم يرجع : فيبيت في منى ليلة الحادي عشر ، والثانية عشر ، وفي يوميهما يرمي الجمرات الثلاثة بسبع حصيات في كل يوم ، وبعد ظهر اليوم الثاني عشر ينتهي الحج ، ويمكنه الرجوع إلى مكة أو أي مكان .

ويا طيب : لما كان شرح الأبوذية هو : بيان أعمال عرفة من حج التمتع :

فيستحب للحاج : المبيت في منى ليلة عرفة، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى، والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف، فإذا صلى الفجر عقب إلى طلوع الشمس.

ثم يذهب إلى عرفات : ولا بأس بخروجه منها قبل طلوع الشمس أيض ، فإذا توجه إلى عرفات فحين وصولها يستحب : الطهارة والغسل عند الزوال الشمس أي حين صلاة الظهر ، ويقف في سفح جبل عرفه في الميسرة منه ، وتفريغ النفس للدعاء ، وأفضل الأدعية المأثورة هي :

 

باب

أدعية عرفة

 

يا طيب : الدعاء سلاح المؤمن وأفضل ما تقرب به المتقربون لله تعالى ، وهو من أهم العبادات لله سبحانه ، وإن الله ما خلق الإنس والجن إلا ليعبدون ، فيذكروه بالتوحيد والتهليل والتكبير و التسبيح والتقديس ، و التوجه له بالشكر والحمد ، والاعتراف له بالعبودية والاستغفار والطلب العفو  للتقصير في الطاعة أو الخروج عن رسوم عبوديته بالمعصية ، ثم طلب الحاجة منه ورفع كل شدة وضر ودفع كل عدو وحاسد وحاقد ومشاكس ، وطلب نزول البركة والرحمة والخيرات على العبد والعباد والبلاد وبالخصوص المقربين ، وقد وعد الله عز وجل الاستجابة فقال سبحانه :

{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

إِنَّ  الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)} غافر.

فجعل : عبادة الدعاء مقربة له وتخرج العبد من الاستكبار إلى التواضع والقرب منه ، ولمثل هؤلاء وعد الإجابة وتعهد بالرحمة لهم والرشد في كل أمورهم فقال :

{  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

 فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} البقرة.

بل جعل الله سبحانه الدعاء : من أهم العبادة وكأنه سبب للخلقة وأصل لتكوين الإنسان الذي سخر له كل شيء ، وإنه من لم يطلب من الله ويدعوه ، فكأنه لم يتقرب له ولا طاعة له فقال :

{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ  رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ

 فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) } الفرقان.

ويا طيب : التفكر في الخلق والتكوين بحقه ، والتعبير بأحسن ما يمكن من الأسلوب بالتوجه لله بالدعاء والتسبيح والتقديس لله وحمده والشكر له بأفضل ما يستحقه ، والطلب منه بما فيه كل الخير والصلاح ، لا يكون بأفضل وجه ممكن إلا من العارف بعظمة الله والراسخ بعلمه ، كما قال الله تعالى :

{.. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ  يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَ يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) } آل عمران .

وقال الله تعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدً وَقَائِمًا يَحْذَرُ  الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الْأَلْبَابِ (9)}الزمر.

وقد جعل الله سبحانه : أفضل الدعاء والمباهلة وقبولها في الإسلام لأهل البيت عليهم السلام ، حين قال :

{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ

نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} آل عمران.

فجعل سبحانه : العلم والمعرفة عند نبي الرحمة وآله ، وبدعائهم وابتهالهم يستجاب الدعاء ، فضلا عن الصلاة والسلام عليهم والتسليم لهم ، وهذه الأدعية بين يديكم من الطيبين الطاهرين ، فتدبر بها .

كلام في الدعاء :

ويا طيب : يستحب الدعاء على طهارة والتوجه للقبلة ، و بقلب نقي يدعو لإخوانه المؤمنين والمؤمنات بكل خير ، وبالخصوص في الأماكن المقدسة مثل عرفة وبيت الله والمساجد وفي مراقد الأئمة والصالحين ، وبعد الصلاة وفي نصف الليل وعند الفجر والغروب وبعد الصلاة بالتعقيبات ، ويدعو بالمأثور وإظهار التواضع والتمسكن لله وطلب الحاجة بإلحاح ، والدعاء بالتحميد والتعظيم لله بذكر أسماءه الحسنى والصلاة على النبي وآله ، وليتيقن أن الله يستجيب الدعاء ، ويستغفر ذنوبه ويتوب إلى الله صادقا ، ويطلب منه مخلصا له الدين بكل إيمان وتقوى ويقين  .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏ الدُّعَاءُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ وَ عَمُودُ الدِّينِ وَ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏.

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام :‏ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ‏ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَرْضِ الدُّعَاءُ وَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ الْعَفَافُ ، وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع رَجُلًا دَعَّاءً .

وعن أمير المؤمنين غليه السلام :‏ الدُّعَاءُ مَفَاتِيحُ النَّجَاحِ وَ مَقَالِيدُ الْفَلَاحِ‏ ، وَ خَيْرُ الدُّعَاءِ مَا صَدَرَ عَنْ صَدْرٍ نَقِيٍّ وَ قَلْبٍ تَقِيٍّ ، وَ فِي الْمُنَاجَاةِ سَبَبُ النَّجَاةِ ، وَ بِالْإِخْلَاصِ يَكُونُ الْخَلَاصُ ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْفَزَعُ فَإِلَى اللَّهِ الْمَفْزَعُ.

و قال النبي صلى الله عليه وآله :‏ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى سِلَاحٍ يُنْجِيكُمْ مِنْ أَعْدَائِكُمْ ، وَ يُدِرُّ أَرْزَاقَكُمْ‏ ؟ قَالُو : بَلَى . قَالَ :: تَدْعُونَ رَبَّكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَإِنَّ سِلَاحَ الْمُؤْمِنِ الدُّعَاءُ.

و قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :‏ الدُّعَاءُ تُرْسُ الْمُؤْمِنِ‏ ، وَ مَتَى تُكْثِرْ قَرْعَ الْبَابِ يُفْتَحْ لَكَ.

وعن الإمام الرضا عليه السلام : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ‏ عَلَيْكُمْ بِسِلَاحِ الْأَنْبِيَاءِ ، فَقِيلَ وَ مَا سِلَاحُ الْأَنْبِيَاءِ ، قَالَ الدُّعَاءُ.

وقال الإمام الصادق عليه السلام :

إِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ الْقَضَاءَ وَ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً.

وقلا الإمام علي الحسين عليه السلام : إِنَّ الدُّعَاءَ وَ الْبَلَاءَ لَيَتَرَافَقَانِ‏ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِنَّ الدُّعَاءَ لَيَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً.

وقال الإمام الصادق عليه السلام :‏ الدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً ، فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ ، فَإِنَّهُ مِفْتَاحُ كُلِّ رَحْمَةٍ ، وَ نَجَاحُ كُلِّ حَاجَةٍ ، وَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِالدُّعَاءِ ، وَ إِنَّهُ لَيْسَ بَابٌ يُكْثَرُ قَرْعُهُ إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يُفْتَحَ لِصَاحِبِهِ .

وقال عليه السلام : مَا أَبْرَزَ عَبْدٌ يَدَهُ إِلَى اللَّهِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ إِلَّا اسْتَحْيَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَرُدَّهَ صِفْراً ، حَتَّى يَجْعَلَ فِيهَا مِنْ فَضْلِ رَحْمَتِهِ مَا يَشَاءُ ، فَإِذَ دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَرُدَّ يَدَهُ حَتَّى يَمْسَحَ عَلَى وَجْهِهِ وَ رَأْسِهِ.

وقال الإمام الصادق عليه السلام :‏ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُ فِي الشِّدَّةِ ، فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ.

وقال عليه السلام : كَانَ جَدِّي يَقُولُ‏  : تَقَدَّمُو فِي الدُّعَاءِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ دَعَّاءً فَنَزَلَ بِهِ الْبَلَاءُ فَدَعَا ، قِيلَ صَوْتٌ مَعْرُوفٌ،  وَ إِذَا لَمْ يَكُنْ دَعَّاءً فَنَزَلَ بِهِ بَلَاءٌ فَدَعَا قِيلَ أَيْنَ كُنْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ.

وقلا عليه السلام : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهٍ‏ ، فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ، ثُمَّ اسْتَيْقِنْ بِالْإِجَابَةِ.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :‏ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دُعَاءَ قَلْبٍ لَاهٍ ، وَ كَانَ عَلِيٌ‏  يَقُولُ : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ لِلْمَيِّتِ فَلَا يَدْعُو لَهُ وَ قَلْبُهُ لَاهٍ عَنْهُ ، وَ لَكِنْ لِيَجْتَهِدْ لَهُ فِي الدُّعَاءِ.

ويا طيب : أحاديث فضل الدعاء كثيرة راجعها في كتب الدعاء والأحاديث أعلاه من أصول الكافي ، واسألكم الدعاء والزيارة .

 

 

ليلة عرفة

يا طيب : عرفت بالنسبة للحاج المطلوب منه الحضور عند سفح جبل عرفة في مكة المكرمة ، من الظهر من زوال الشمس إلى الغروب ، ولكن أيضا لهذه الليلة سواء لمن كان في منى أو على جبل عرفة أي مكان كربلاء أو غيرها من البلاد ، يستحب له ذكر أدعية خاصة وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، ليقر لله بالعبودية ، والطاعة بمودة أولياءه والتبري من أعدائهم ، ولهذا نذكر أدعية ليلة عرفة أولا ثم يأتي م يستحب من أعمال يوم عرفة :

 

أدعية ليلة عرفة وفضلها :

قال ابن طاووس رحمه الله في إقبال الأعمال : عن أحمد بن جعفر بن شاذان يرويه عن النبي صلوات اللّه عليه انّه قال :

 انّ ليلة عرفة : يستجاب فيها ما دعا من خير ، و للعامل فيه بطاعة اللّه تعالى أجر سبعين و مائة سنة ، و هي ليلة المناجاة ، و فيه يتوب اللّه على من تاب ، و الحديث مختصر .

ومن دعاء في ليلة عرفة : وجدناه في كتب الدعوات ، يقول م هذا لفظه :  روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، يرفعه إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله ، أنّه قال :

من دعا به : في ليلة عرفة ، أو ليالي الجمع غفر اللّه له ، و الدعاء :

 

اللّهُمَّ : يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى‏ ، وَ مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى‏ ، وَ عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَ مُنْتَهى‏ كُلِّ حاجَةٍ ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلَى الْعِبادِ ، يا كَرِيمَ ، الْعَفْوِ  يا حَسَنَ التَّجاوُزِ  يا جَوادُ ، يا مَنْ لا يُوارِي مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ ، وَ لا بَحْرٌ عَجّاجٌ ،  وَ لا سَماءٌ ذاتُ أَبْراجٍ ، وَ لا ظُلَمٌ ذاتُ أرْنِتاجٍ‏  ، يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ .

أَسْأَلُكَ : بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ ، فَجَعَلْتَهُ دَكّاً  ، وَ خَرَّ مُوسى‏ صَعِقاً ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمْدٍ ، وَ سَطَحْتَ بِهِ الارْضَ عَلَى وَجْهِ ماءٍ جَمَدَ .

وَ بِاسْمِكَ : الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْمَكْتُوبِ الطَّاهِرِ ، الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ اجَبْتَ ، وَ إِذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ ، وَ بِاسْمِكَ الْقُدُّوسِ الْبُرْهانِ ، الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى‏ كُلِّ نُورٍ ، وَ نُورٌ مِنْ نُورٍ يُضِي‏ءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ ، إِذا بَلَغَ الارْضُ انْشَقَّتْ ، وَ إِذ بَلَغَ السَّماواتُ فُتِحَتْ ، وَ إِذا بَلَغَ الْعَرْشُ اهْتَزَّ .

وَ بِاسْمِكَ : الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ مَلائِكَتِكَ ، وَ اسْأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَ إِسْرافِيلَ ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى‏ جَمِيعِ الْأَنْبِياءِ وَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِ .

وَ بِالاسْمِ الَّذِي : مَشى‏ بِهِ الْخِضْرُ عَلى‏ قُلَلِ‏ الْماءِ كَما مَشى‏ بِهِ عَلى‏ جُدَدِ الارْضِ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوسى‏ ، وَ اغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ ، وَ انْجَيْتَ بِهِ مُوسى‏ بْنَ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الايْمَنِ ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ الْقَيْتَ عَلَيْه مَحَبَّةً مِنْكَ .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : بِهِ أَحْيى عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ الْمَوْتى‏ ، وَ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً ، وَ أَبْرَئَ الاكْمَهَ وَ الابْرَصَ بِاذْنِكَ .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَ جَبْرَئِيلُ وَ مِيكائِيلُ وَ إِسْرافِيلُ ، وَ حَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ مَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ ، وَ أَنْبِياؤُكَ الْمُرْسَلُونَ ، وَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ اهْلِ السَّماواتِ وَ الأَرَضِينَ .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ ، اذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ انْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنادى فِي الظُّلُماتِ انْ ل إِلهَ إِلَّا انْتَ ، سُبْحانَكَ انِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ ، وَ نَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ .

وَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ : الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُودُ ، وَ خَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ، اذْ قالَتْ‏ «رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» ، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعاءَها .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ الْبَلاءُ ، فَعافَيْتَهُ وَ أتَيْتَهُ اهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ ، رَحْمَةً مِنْكَ وَ ذِكْرى‏ لِلْعابِدِينَ .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَ قُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَ جَمَعْتَ شَمْلَهُ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ انَّكَ انْتَ الْوَهَّابُ .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : سَخَّرْتَ بِهِ الْبُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، اذْ قالَ تَعالى‏ «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى» ، وَ قَوْلُهُ:  «سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ »  .

وَ بِاسْمِكَ الَّذِي : تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَ اسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ ، وَ اسْأَلُكَ بِحَقِّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ بِحَقِّ إِبْراهِيمَ ، وَ بِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ الْقَضاءِ ، وَ بِحَقِّ الْمَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ ، وَ الصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ ، وَ بِحَقِّ الْقَلَمِ وَ ما جَرى‏ وَ اللَّوْحِ وَ ما أَحْصى ، وَ بِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى‏ سُرادِقِ الْعَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الْخَلْقَ وَ الدُّنْيا وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ بِأَلْفَيْ عامٍ .

وَ أشْهَدُ : أنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ احَدٌ مِنْ خَلْقِكَ ، لا مَلِكٌ مُقَرَّبٌ وَ لا نَبِيٌّ مُرْسَلُ ، وَ لا عَبْدٌ مُصْطَفى‏ .

وَ اسْأَلُكَ : بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ الْبِحارَ ، وَ قامَتْ بِهِ الْجِبَالُ ، وَ اخْتَلَفَ بِهِ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ ، وَ بِحَقِّ السَّبْعِ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَ بِحَقِّ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ ، وَ بِحَقِّ طه وَ يس وَ كَهيعص وَ حمعسق ، وَ بِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى‏ وَ انْجِيلِ عِيسى‏ وَ زَبُورِ داوُودَ وَ فُرْقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلى‏ جَمِيعِ الرُّسُلِ ، وَ باهِيّا شَراهِيّاً .

اللّهُمَّ : إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ تِلْكَ الْمُناجاةِ الَّتِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مُوسى‏ بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْناءَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ الْمَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْواحِ ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلى‏ وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النيرانُ لِتِلْكَ الْوَرَقَةِ ، فَقُلْتَ‏ «يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً»  .

وَ أَسْأَلُكَ : بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى‏ سُرادِقِ الْمَجْدِ وَ الْكَرامَةِ ، يا مَنْ‏ لا يُحْفِيهِ‏ سائِلٌ وَ لا يَنْقُصُهُ نائِلٌ ، يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَ إِلَيْهِ يُلْجَأُ ، أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَ بِاسْمِكَ الاعْظَمِ وَ جَدِّكَ الأَعْلى وَ كَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الْعُلى‏ .

اللَّهُمَّ : رَبَّ الرِّياحِ وَ ما ذَرَتْ ، وَ السَّماءِ وَ ما اظَلَّتْ وَ الارْضِ وَ ما اقَلَّتْ ، وَ الشَّياطِينِ وَ ما اضَلَّتْ وَ الْبِحارِ وَ ما جَرَتْ ، وَ بِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقٌّ ، وَ بِحَقِّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَ الرَّوْحانِيِّينَ وَ الْكَروبِيِّينَ وَ الْمُسَبِّحِينَ لَكَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ لا يَفْتُرُونَ‏  ، وَ بِحَقِّ إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ ، وَ بِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنادِيكَ بَيْنَ الصَّفا وَ الْمَرْوَةِ ، وَ تَسْتَجِيبُ لَهُ دُعاءَهُ يا مُجِيبُ .

أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ هذِهِ الأَسْماءِ ، وَ بِهذِهِ الدَّعَواتِ ، انْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَ ما أَخَّرْنا ، وَ ما أَسْرَرْنا وَ ما اعْلَنَّ ، وَ ما أَبْدينا وَ ما أَخْفَيْنا ، وَ ما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنَّا ، انَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ .

يا حافِظَ : كُلِّ غَرِيبٍ ، يا مُونِسَ كُلِّ وَحِيدٍ ، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ ، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ ، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ ، يا مُونِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ ، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ ، يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ ، ي غافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِيئَةٍ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِينَ .

يا فارِجَ : هَمِّ الْمَهْمُومِينَ ، يا بدِيعَ السَّماواتِ وَ الأَرضِينَ ، يا مُنْتَهى‏ غايَةِ الطَّالِبِينَ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، يا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ ، يا اجْوَدَ الاجْوَدِينَ ، يا اكْرَمَ الاكْرَمِينَ ، يا اسْمَعَ السَّامِعِينَ ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، يا اقْدَرَ الْقادِرِينَ .

اغْفِرْ لِيَ : الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ .

وَ اغْفِرْ لِيَ : الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّماءِ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَناءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشِّقاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَظْلِمُ الْهَواءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطاءَ ، وَ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اللَّهُ .

وَ احْمِلْ عَنِّي : كُلَّ تَبِعَةٍ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ اجْعَلْ لِي مِنْ امْرِي فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ يُسْراً ، وَ انْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَ رَجاءَكَ فِي قَلْبِي ، حَتّى‏ لا ارْجُوَ غَيْرَكَ .

اللّهُمَّ احْفَظْنِي : وَ عافِنِي فِي مَقامِي ، وَ اصْحِبْنِي فِي لَيْلِي وَ نَهارِي ، وَ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَ خَلْفِي ، وَ عَنْ يَمِينِي وَ عَنْ شِمالِي ، وَ مِنْ فَوْقِي وَ مِنْ تَحْتِي ، وَ يَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَ احْسِنْ لِيَ التَّيْسِيرَ ، وَ لا تَخْذُلْنِي فِي الْعَسِير .

وَ اهْدِنِي : يا خَيْرَ دَلِيلٍ ، وَ لا تَكِلْنِي الى‏ نَفْسِي فِي الأُمُورِ وَ لَقِّنِي كُلَّ سُرُرٍ ، وَ اقْلِبْنِي الى‏ اهْلِي بِالْفَلاحِ وَ النَّجاحِ مَحْبُوراً  فِي الْعاجِلِ وَ الْآجِلِ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

وَ ارْزُقْنِي : مِنْ فَضْلِكَ وَ اوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ ، وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ ، وَ اجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ وَ نارِكَ ، وَ اقْلِبْنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي الى‏ جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ .

اللّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَ مِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ ، وَ مِنْ حُلُولِ نِقْمَتِكَ ، وَ مِنْ نُزُولِ بَلائِكَ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَ دَرَكِ الشِّقاءِ وَ مِنْ سُوءِ الْقَضاءِ ، وَ شَماتَةِ الأَعْداءِ ، وَ مِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ ، وَ مِنْ شَرِّ ما فِي الْكِتابِ الْمُنْزَلِ .

اللَّهُمَّ : لا تَجْعَلْنِي مِنَ الأَشْرارِ ، وَ لا مِنْ أَصْحابِ النَّارِ ، وَ لا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأَخْيارِ ، وَ احْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً ، وَ تَوَفَّنِي وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأبْرارِ ، وَ ارْزُقْنِي‏ مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ .

اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ حُسْنِ بَلائِكَ وَ صُنْعِكَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الإِسْلامِ وَ السُّنَّةِ ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَ عَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ فَاهْدِنا وَ عَلِّمْنا ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ حُسْنِ بَلائِكَ وَ صُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً ، كَما خَلَقْتَنِي فَاحْسَنْتَ خَلْقِي ، وَ عَلَّمْتَنِي فَاحْسَنْتَ تَعْلِيمِي ، وَ هَدَيْتَنِي فَاحْسَنْتَ هِدايَتِي ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ إِنْعامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَ حَدِيثاً .

فَكَمْ : مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ .

فَلَكَ الْحَمْدُ : عَلى‏ كُلِّ حالٍ ، فِي كُلِّ مَثْوى‏ وَ زَمانٍ ، وَ مُنْقَلَبٍ وَ مُقامٍ ، وَ عَلى‏ هذِهِ الْحالِ وَ كُلِّ حالٍ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي مِنْ افْضَلِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي هذ الْيَوْمِ‏ ، مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، اوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ ، اوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ ، اوْ بَلاءٍ تَدْفَعُهُ ، اوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ ، اوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، اوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها ، فَإِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ بِيَدِكَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الارْضِ .

وَ انْتَ : الْواحِدُ الْكَرِيمُ ، الْمُعْطِي الَّذِي لا يَرُدُّ سائِلَهُ ، وَ لا يُخَيِّبُ آمِلَهُ ، وَ لا يَنْقُصُ نائِلَهُ ، وَ لا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَ طِيباً وَ عَطاءً وَ جُوداً ، وَ ارْزُقْنِي مِنْ خَزائِنِكَ الَّتِي لا تَفْنى‏ وَ مِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ ، إِنَّ عَطاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً ، وَ انْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وعن عبد اللّه بن مسعود يقول : ما من عبد و لا أمة دعا ليلة عرفة بهذا الدعاء ، و هي عشر كلم ، ألف مرّة ، لم يسأل اللّه عزّ و جلّ شيئا إلّ أعطاه ، الّا قطيعة رحم أو أثم :

سُبْحانَ : مَنْ فِي السَّماءِ عَرْشُهُ .

سُبْحانَ الَّذِي فِي الارْضِ سَطْوَتُهُ .

سُبْحانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ .

سُبْحانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطانُهُ .

سُبْحانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ .

سُبْحانَ : الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضاؤُهُ .

 سُبْحانَ الَّذِي فِي الْهَواءِ أمْرُهُ .

سُبْحانَ الَّذِي رَفَعَ السَّماءِ .

سُبْحانَ الَّذِي وَضَعَ الارْضَ .

سُبْحانَ مَنْ لا مَنْجَا مِنْهُ الَّا إِلَيْهِ.

 الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏2ص56 ف12

ويا طيب : سيأتي أيضا يستحب الدعاء في ليلة عرفة بالدعاء الآتي في أول أدعية يوم عرفة فضف لدعاء ليلتك وهو بعد الموضوع الآتي . وذكر الصدوق : و من السنة أن يجتمع الناس في الأمصار عشية عرفة بغير إمام، يدعون الله‏ .

 

 

فضل زيارة الإمام الحسين ليلة عرفة :

يا طيب : كما إن أعمال عرفة هي يوم التاسع من ذي الحجة ، ويستحب التهيؤ لها بالدعاء والذكر في ليلة عرفة كما عرفت ، كذلك زيارة الإمام الحسين عليه السلام جاءت أكثر الروايات الزيارة في يوم عرفة ، ولكنه جاءت أيضا روايات في فضل المبيت في كربلاء وزيارة الإمام الحسين في ليلة عرفة ، وبنفس الزيارة الآتية والتالية بعد فضل الزيارة في يوم عرفة ، فراجعها وزر بها ليلة ويوم عرفة ، ويؤيدها ما مذكور من الآداب الآتية للزيارة ، وأما أحاديث فضل زيارة ليلة عرفة للإمام الحسين فتدبر الأحاديث الآتية ، ثم التفصيل في فضل زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة مع نص الزيارة .

 

عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :‏

مَنْ زَارَ : الْحُسَيْنَ عليه السلام .

لَيْلَةَ : النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ ، وَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : أَلْفَ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ ، وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ ، وَ قُضِيَتْ لَهُ أَلْفُ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَ وَ الْآخِرَةِ .

 

و روى ابن ميثم‏ التمار عن الباقر عليه السلام قال :

مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عليه السلام :  أَوْ قَالَ : مَنْ زَارَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ : أَرْضَ كَرْبَلَاءَ ، وَ أَقَامَ بِهَا حَتَّى يُعَيِّدَ ، ثُمَّ يَنْصَرِفَ ، وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ سَنَتِهِ .

وسيأتي : ذكر مصادرها ، لأنه قسم من أحاديث يوم عرفة .

 

 


أدعية يوم عرفة

 

ما يستحب يوم عرفه :

يوم عرفة : هو اليوم التاسع من ذي الحجة ، يستحب صومه لمن لا يضعف عن الدعاء ولم يشك بالهلال ، و يستحب الاغتسال قبل الزوال ، ويطهر نفسه ونيته .

فإذا زالت الشمس : فابرز تحت السماء ، و صل الظهرين تحسن ركوعهن و سجودهن ، فإذا فرغت : فكبر الله مائة ، و احمده مائة ، و سبحه مائة ، و اقرأ التوحيد مائة ، و احمد الله تعالى ، و هلله و مجده و أثن عليه ما قدرت . و ان أحببت أن تزيد على ذلك فزد و اقرأ سورة القدر مائة مرة.

و صلاة : يوم عرفة فيما سوى عرفات من الأماكن و الأصقاع ، ركعتان بعد صلاة العصر و قبل الدعاء.

أحاديث فضل الدعاء في يوم عرفة

روي في إقبال الأعمال : بسنده عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انّه قال : من صلّى يوم عرفة قبل أن يخرج إلى الدعاء في ذلك ، و يكون بارزا تحت السّماء ركعتين ، و أعترف للّه عزّ و جلّ بذنوبه و أقرّ له بخطاياه ، نال ما نال الواقفون بعرفة من الفوز ، و غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر .

وقال ابن طاووس رحمه الله : فإذا تطهّرت و غسّلت عقلك بماء سحائب الإقبال على مولاك ، و غسلت قلبك بدموع الخشوع و الخضوع لمالك دنياك و أخراك ، فاغتسل الغسل المأمور به في عرفة ، فإنّه من المهمات ، و لتكن نيّتك في ذلك الغسل الموصوف ، و لكلّ غسل تحتاج إليه في ذلك اليوم المعروف.

فتغتسل : غسل التوبة ، عسى ان يكن قد بقي عليك شيء من عيوب القلوب و أدواء الذنوب ، و غسل يوم عرفة و غسل الحاجة و غسل قبول الدعوات ، فانّن وجدناه في الروايات ، و غسل الاستخارات ، عسى تحتاج إلى شيء من المشاورات ، و كلّ غسل يمكن في ذلك النهار.

يا طيب : كلها بغسل واحد ، وقال :

 و ليكن غسلك : قبل الظهرين بقليل لعلّك تصلّي وتدعو و أنت على ذلك الحال الجميل.

الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏2 ص 68 .

 طبعا ويمكن جمع الأغسال بغسل واحد بجميع النيات.

وتخير: لنفسك من الدعاء ما أحببت ، وأجتهد فإنه يوم دعاء و مسألة .

دعاء ليلة ويوم عرفة :

  و يستحب : أن يدعو ليلة الجمعة و يوم الجمعة ، و ليلة عرفة و يوم عرفة ، بهذا الدعاء :

 

 اللَّهُمَّ : مَنْ تَعَبَّأَ وَ تَهَيَّأَ  وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ ، لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَائِزَتِهِ ، فَإِلَيْكَ يَ رَبِّ  تَعْبِئَتِي وَ تَهْيِئَتِي  وَ إِعْدَادِي وَ اسْتِعْدَادِي‏ ، رَجَاءَ عَفْوِكَ  وَ طَلَبَ نَائِلِكَ وَ جَائِزَتِكَ ، فَلَا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ دُعَائِي يَا مَوْلَايَ .

يَا مَنْ : لَا يَخِيبُ‏عَلَيْهِ سَائِلٌ  وَ لَا يَنْقُصُهُ نَائِلٌ ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ  ثِقَةً بِعَمَلٍ صَالِحٍ عَمِلْتُهُ ، وَ لَا لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ ، أَتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلَى نَفْسِي بِالْإِسَاءَةِ وَ الظُّلْمِ ، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لَا حُجَّةَ لِي وَ لَا عُذْرَ ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَلَوْتَ بِهِ عَلَى الْخَاطِئِينَ ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ .

فَيَا مَنْ : رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ  وَ عَفْوُهُ عَظِيمٌ ، يَ عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ ، لَا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَ لَا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ .

فَهَبْ لِي : يَا إِلَهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَ تُحْيِي مَيِّتَ الْعِبَادِ ، وَ لَا تُهْلِكْنِي غَمّاً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي ، وَ تُعَرِّفَنِي الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَ أَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ .

إلَهِي : مُنْتَهَى أَجَلِي ، وَ لَا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَ لَا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ ، وَ لَا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي . يَا إِلَهِي : إِنْ وَضَعْتَنِي  فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَ إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَتَعَرَّضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ  أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ .

وَ قَدْ عَلِمْتُ يَا إِلَهِي : أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَ لَا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ ، وَ إِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَ إِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ .

وَ قَدْ تَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي : عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ  فَأَعِذْنِي ، وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ  فَأَجِرْنِي ، وَ أَسْتَرْزِقُكَ  فَارْزُقْنِي ، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ  فَاكْفِنِي ، وَ أَسْتَنْصِرُكَ عَلَى عَدُوِّي  فَانْصُرْنِي ، وَ أَسْتَعِينُ بِكَ  فَأَعِنِّي ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ يَا إِلَهِي  فَاغْفِرْ لِي ، آمِينَ آمِينَ آمِينَ‏ .  

بحار الأنوار ج‏86ص294ب 3ح6 ،مصباح المتهجد ص 188، البلد الأمين: 69، جنة الأمان، 435.


 

دعاء النبي الأكرم يوم عرفة :

وقال ابن طاووس في إقبال الأعمال : إسنادنا إلى مولانا الصّادق صلوات اللّه عليه ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعليّ عليه السلام: ألا أعلّمك دعاء يوم عرفة ، و هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء ؟ قال: تقول:

لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ : وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ ، وَ هُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ  كَالَّذِي تَقُولُ  وَ خَيْراً مِمَّ نَقُولُ، وَ فَوْقَ ما يَقُولُ الْقائِلُونَ.

اللّهُمَّ : لَكَ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي ، وَ لَكَ بَراءَتِي  وَ بِكَ حَوْلِي  وَ مِنْكَ قُوَّتِي .

اللّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ ، وَ مِنْ وَسْواسِ الصَّدْرِ ، وَ مِنْ شَتاتِ الْأَمْرِ ، وَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ .

اللّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الرِّياحِ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما تَجِي‏ءُ بِهِ الرِّياحِ ، وَ أَسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ .

اللّهُمَّ : أجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَ فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي نُوراً ، وَ فِي لَحْمِي وَ عِظامِي نُوراً ، وَ فِي عُرُوقِي وَ مَقْعَدِي وَ مُقامِي وَ مَدْخَلِي وَ مَخْرَجِي نُوراً ، وَ أَعْظِمْ لِي نُوراً  يا رَبِّ يَوْمَ أَلْقاكَ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏2ص73 ، عنه البحار 98: 215 ، ورواه الشيخ في التهذيب ج5ص183 ، مصباح المتهجد ص 687 ، و الصدوق في الفقيه ج2ص542.

 

حالات وأدعية للأئمة في يوم عرفة :

وعن قاسم بن حسين النيسابوري قال :

رأيت أبا جعفر عليه السلام ، عند ما وقف بالموقف ، مدّ يديه جميعا ، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض ، فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه‏ .

 

وعن عليّ بن داود قال: رأيت أبا عبد اللّه عليه السلام : في الموقف ، آخذا بلحيته و مجامع ثوبه ، و هو يقول بإصبعه اليمنى منكّس الرأس :

هذه رمّتي بما جنيت .

 

وعن حمّاد بن عبد اللّه قال : كنت قريبا من أبي الحسن موسى عليه السلام بالموقف ، فلمّا همّت الشمس للغروب ، أخذ بيده اليسرى بمجامع ثوبه ، ثمّ قال:

اللّهُمَّ : إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ ، إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِامُورٍ قَدْ سَلَفَتْ مِنِّي ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ بِرمَّتِي ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي  فَأَهْلُ الْعَفْوِ أَنْتَ  يا اهْلَ الْعَفْوِ ، يا أَحَقَّ مَنْ عَفى‏ أغْفِرْ لِي وَ لِأصْحابِي ، وَ حرّك دابّته فمرّ .

 

وعن مولانا عليّ بن موسى الرِّضا صلوات اللّه عليه في يوم عرفة :

 اللَّهُمَّ : كَما سَتَرْتَ عَلَيَّ ما لَمْ أَعْلَمْ ، فَاغْفِرْ لِي مَا تَعْلَمُ ، وَ كَما وَسَعَنِي عِلْمُكَ  فَلْيَسَعْنِي عَفْوُكَ ، وَ كَم بَدَأْتَنِي بِالإِحْسانِ  فَأَتِمَّ نِعْمَتَكَ بِالْغُفْرانِ ، وَ كَما أَكْرَمْتَنِي بِمَعْرِفَتِكَ فَاشْفَعْها بِمَغْفِرَتِكَ .

وَ كَما عَرَّفْتَنِي : وَحْدانِيَّتَكَ  فَأَكْرِمْنِي بِطاعَتِكَ ، وَ كَما عَصَمْتَنِي ما لَمْ أَكُنْ أَعْتَصِمُ مِنْهُ إِلَّا بِعِصْمَتِكَ ، فَاغْفِرْ لِي ما لَوْ شِئْتَ عَصَمْتَنِي مِنْهُ ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ ، ي ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ‏.

الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏2ص74 وعنه في بحار الأنوار ج98ص215.

وذكر الصدوق : و من السنة أن يجتمع الناس في الأمصار ، عشية عرفة بغير إمام، يدعون الله‏ .

يا طيب : وكذلك يستحب أن يجتمع المؤمنون في بلدانهم ، يوم عرفة في أي مكان كان ، ويدعون ويزورن الإمام الحسين عليه السلام .

ويا طيب : أنظر لحال الإمام الحسين عليه السلام في دعاءه وبكائه وطلبه بقنوت الفقراء والمساكين من الله تعالى في الدعاء الآتي .

 

دعاء الإمام الحسين

يوم عرفة

 

دعاء مولانا الحسين بن علي صلوات اللّه عليه : عن إقبال الأعمال والبلد الأمين وبحار الأنوار ، قال المجلسي رحمه الله : و قال الكفعمي في حاشية البلد الأمين المذكور على أول هذا الدعاء ، و ذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدين علي بن طاووس قدس الله روحه في كتاب مصباح الزائر .

 

 قال روى بشر و بشير الأسديان :

أَنَّ الْحُسَيْنَ : بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام ، خَرَجَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ يَوْمَئِذٍ مِنْ فُسْطَاطِهِ  مُتَذَلِّلً خَاشِعاً ، فَجَعَلَ عليه السلام يَمْشِي هَوْناً هَوْناً ، حَتَّى وَقَفَ هُوَ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ مَوَالِيهِ ، فِي مَيْسَرَةِ الْجَبَلِ  مُسْتَقْبِلَ الْبَيْتِ .

ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ

كَاسْتِطْعَامِ الْمِسْكِينِ

ثُمَّ قَالَ :

 الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ ، وَ ل لِعَطائِهِ مانِعٌ ، وَ لا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ ، وَ هُوَ الْجَوادُ الْواسِعُ ، فَطَرَ أَجْناسَ الْبَدائِعِ ، وَ أَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعَ ، لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ الطَّلائِعُ‏ ، وَ لا تَضِيعُ عِنْدَهُ الْوَدائِعُ .

أَتى : بِالْكِتابِ الْجامِعِ ، وَ بِشَرْعِ الإِسْلامِ  النُّورِ السَّاطِعِ ، وَ هُوَ لِلْخَلِيقَةِ صانِعٌ ، وَ هُوَ الْمُسْتَعانُ عَلَى الْفَجائِعِ ، جازِي كُلِّ صانِعٍ ، وَ رائِشُ كُلِّ قانِعٍ ، وَ راحِمُ كُلِّ ضارِعٍ  ، وَ مُنَزِّلُ الْمَنافِعِ   وَ الْكِتابِ الْجامِعِ  بِالنُّورِ السَّاطِعِ.

وَ هُوَ : لِلدَّعَواتِ سامِعٌ ، وَ لِلدَّرَجاتِ رافِعٌ ، وَ لِلْكُرُباتِ دافِعٌ ، وَ لِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ ، وَ راحِمُ عَبْرَةِ كُلِّ ضارِعٍ ، وَ دافِعُ‏ ضَرْعَةِ كُلِّ ضارِعٍ .

 فَلا إِلهَ غَيْرُهُ : وَ لا شَيْ‏ءَ يَعْدِلُهُ ، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ، وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

 

اللّهُمَّ : إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ ، وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ ، مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي ، وَ أَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي .

ابْتَدَأْتَنِي : بِنِعْمَتِكَ  قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً ، وَ خَلَقْتَنِي مِنَ التُّرابِ ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الْأَصْلابَ ، أَمْناً لِرَيْبِ الْمَنُونِ‏  وَ اخْتِلافِ الدُّهُورِ ، فَلَمْ أَزَلْ ظاعِناً  مِنْ صُلْبٍ إِلى‏ رَحِمٍ فِي تَقادُمِ‏ الْأَيَّامِ الْماضِيَةِ ، وَ الْقُرُونِ الْخالِيَةِ.

لَمْ تُخْرِجْنِي : لِرَأْفَتِكَ بِي  وَ لُطْفِكَ لِي‏  وَ إِحْسانِكَ إِلَيَّ ، فِي دَوْلَةِ أَيَّامِ‏ الْكَفَرَةِ ، الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَ كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، لكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي رَأْفَةً مِنْكَ  وَ تَحَنُّناً عَلَيَّ ، لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الْهُدَى ، الَّذِي فِيهِ يَسَّرْتَنِي  وَ فِيهِ أَنْشَأْتَنِي ، وَ مِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَؤُفْتَ بِي  بِجَمِيلِ صُنْعِكَ  وَ سَوابِغِ نِعْمَتِكَ .

فَابْتَدَعْتَ : خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى‏ ، ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ ، بَيْنَ لَحْمٍ وَ جِلْدٍ وَ دَمٍ ، لَمْ تُشْهِدْنِي بِخَلْقِي ، وَ لَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي .

ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي : إِلَى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً ، وَ حَفِظْتَنِي فِي الْمَهْدِ طِفْلًا صَبِيّاً ، وَ رَزَقْتَنِي مِنَ الْغَذاءِ لَبَناً مَرِيّاً ، وَ عَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الْحَواضِنِ‏ ، وَ كَفَّلْتَنِي الأُمَّهاتِ الرَّحائِمَ ، وَ كَلَأْتَنِي‏ مِنْ طَوارِقِ الْجانِّ ، وَ سَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيادَةِ وَ النُّقْصانِ ، فَتَعالَيْتَ يا رَحِيمُ يا رَحْمانُ .

حَتّى‏ إِذَا : اسْتَهْلَلْتُ‏ ناطِقاً بِالْكَلامِ ، أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الْأَنْعامِ ، فَرَبَّيْتَنِي زائِداً فِي كُلِّ عامٍ ، حَتَّى‏ إِذا كَمُلَتْ فِطْرَتِي ، وَ اعْتَدَلَتْ سَرِيرَتِي ، أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتِكَ ، وَ رَوَّعْتَنِي بِعَجائِبِ فِطْرَتِكَ ، وَ أَنْطَقْتَنِي لِما ذَرَأْتَ‏ فِي سَمائِكَ وَ أَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ ، وَ نَبَّهْتَنِي لِذِكْرِكَ وَ شُكْرِكَ ، وَ واجِبِ طاعَتِكَ وَ عِبادَتِكَ ، وَ فَهَّمْتَنِي ما جائَتْ بِهِ رُسُلُكَ ، وَ يَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ ، وَ مَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَ لُطْفِكَ .

ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي : مِنْ حَرِّ الثَّرى‏ ، لَمْ تَرْضَ لِي يا إِلهِي بِنِعْمَةٍ دُونَ أُخْرى ، وَ رَزَقْتَنِي مِنْ أَنْواعِ الْمَعاشِ  وَ صُنُوفِ الرِّياشِ‏   بِمَنِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيَّ ، وَ إِحْسانِكَ الْقَدِيمِ إِلَيَّ ، حَتّى‏ إذا أَتْمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ ، وَ صَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ .

لَمْ يَمْنَعْكَ : جَهْلِي وَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ  أَنْ دَلَلْتَنِي عَلى‏ مَا يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ ، وَ وَفَّقْتَنِي لِما يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ ، فَانْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي ، وَ إِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي ، وَ إِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي ، وَ إِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي ، كُلُّ ذلِكَ إِكْمالً لَانْعُمِكَ عَلَيَّ وَ إِحْساناً الَيَّ .

فَسُبْحانَكَ : سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدِئ مُعِيدٍ  حَمِيدٍ مَجِيدٍ ، وَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ ، وَ عَظُمَتْ آلاؤُكَ ، فَأَيَّ أَنْعُمِكَ‏ يا إِلهِي احْصِي عَدَداً أَوْ ذِكْراً ، أَمْ أَيَّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً ، وَ هِيَ يا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيهَا الْعادُّونَ ، أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِها الْحافِظُونَ ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَ دَرَأْتَ عَنِّي  اللَّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَ الضَّرّاءِ ، أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ الْعافِيَةِ وَ السَّرَّاءِ .

 

وَ أَنَا اشْهِدُكَ‏ يا إِلهِي : بِحَقِيقَةِ إِيمانِي ، وَ عَقْدِ عَزَماتِ يَقِينِي ، وَ خالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي ، وَ باطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي ، وَ عَلائِقِ مَجارِي نُورِ بَصَرِي ، وَ أَسارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي ، وَ خَرْقِ‏ مَسارِبِ‏ نَفْسِي ، وَ خَذارِيفِ‏ مارِنِ عِرْنِينِي‏ ، وَ مَسارِبِ صَماخِ‏ سَمْعِي.

 وَ ما ضُمَّتْ : وَ أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ ، وَ حَرَكاتِ لَفْظِ لِسانِي ، وَ مَغْرِزِ حَنَكِ‏ فَمِي وَ فَكِّي ، وَ مَنابِتِ أَضْراسِي ، وَ بُلُوغِ حَبائِلِ بارِعٍ‏ عُنُقِي، وَ مَساغِ‏  مَطْعَمِي‏  وَ مَشْرَبِي .

 وَ حَمالَةِ أُمِّ رَأْسِي ، وَ جُمَلِ حَمائِلِ حَبْلِ وَتِيْنِي ، وَ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرِي ، وَ نِياطُ حِجابِ قَلْبِي ، وَ أَفْلاذُ حَواشِي كَبِدِي .

 وَ ما حَوَتْهُ : شَراسِيفُ‏ أَضْلاعِي ، وَ حِقاقُ مَفاصِلِي ، وَ أَطْرافُ أَنامِلِي ، وَ قَبْضُ عَوامِلِي ، وَ دَمِي وَ شَعْرِي ، وَ بَشَرِي وَ عَصَبِي ، وَ قَصَبِي وَ عِظامِي ، وَ مُخِّي وَ عُرُوقِي ، وَ جَمِيعُ جَوارِحِي .

 وَ مَا انْتَسَجَ : عَلى‏ ذلِكَ أَيَّامُ رِضاعِي ، وَ ما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنِّي ، وَ نَوْمِي وَ يَقْظَتِي ، وَ سُكُونِي وَ حَرَكَتِي ، وَ حَرَكاتُ رُكُوعِي وَ سُجُودِي .

أَنْ لَوْ حاوَلْتُ : وَ اجْتَهَدْتُ مَدَى الْأَعْصارِ وَ الْأَحْقابِ‏ لَوْ عُمِّرْتُها ، أَنْ أُؤَدِّيَ شُكْرَ واحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ ، مَا اسْتَطَعْتُ ذلِكَ ، إِلّا بِمَنِّكَ الْمُوجِبِ عَلَيَّ شُكْراً آنِفاً جَدِيداً ، وَ ثَناءً طارِفاً عَتِيداً .

أَجَلْ : وَ لَوْ حَرَصْتُ وَ الْعادُّونَ مِنْ أَنامِكَ ، أَنْ نُحْصِيَ مَدى‏ إِنْعامِكَ ، سالِفَةً وَ آنِفَةً ، لَما حَصَرْناهُ عَدَداً ، وَ لا أَحْصَيْناهُ أَبَداً ، هَيْهاتَ أَنَّى ذلِكَ ، وَ أَنْتَ الْمُخْبِرُ عَنْ نَفْسِكَ  فِي كِتابِكَ النّاطِقِ  وَ النَّبَإِ الصَّادِقِ : { وَ إِنْ تَعُدُّو نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها  } .

صَدَقَ : كِتابُكَ اللَّهُمَّ وَ نَبَاؤُكَ ، وَ بَلَّغَتْ أَنْبِياؤُكَ وَ رُسُلُكَ ، ما أَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ ، وَ شَرَعْتَ لَهُمْ مِنْ دِينِكَ ، غَيْرَ أَنِّي‏ أَشْهَدُ بِجِدِّي وَ جَهْدِي ، وَ مَبالِغِ طاقَتِي وَ وُسْعِي ، وَ أَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً  فَيَكُونَ مَوْرُوثاً ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ  فَيُضادَّهُ فِيمَا ابْتَدَعَ ، وَ لا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ  فَيُرْفِدَهُ فِيما صَنَعَ .

سُبْحانَهُ : سُبْحانَهُ سُبْحانَهُ ، لَوْ كانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا وَ تَفَطَّرَتا ، فَسُبْحانَ اللَّهِ الْواحِدِ الْحَقِّ ، الْأَحَدِ الصَّمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ  وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ : حَمْداً ، يَعْدِلُ حَمْدَ  مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ أَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ الْمُخْلِصِينَ.

 

اللَّهُمَّ : أجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ ، وَ أَسْعِدْنِي بِتَقْواكَ ، وَ لا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ ، وَ خِرْ لِي فِي قَضائِكَ ، وَ بارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ ، حَتّى‏ لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ ، وَ لا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ .

اللَّهُمَّ : أجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي ، وَ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَ الإِخْلاصَ فِي عَمَلِي ، وَ النُّورَ فِي بَصَرِي ، وَ الْبَصِيرَةَ فِي دِينِي ، وَ مَتِّعْنِي بِجَوارِحِي ، وَ اجْعَلْ سَمْعِي وَ بَصَرِي الْوارِثَيْنِ مِنِّي ، وَ انْصُرْنِي عَلى‏ مَنْ ظَلَمَنِي ، وَ أَرِنِي فِيهِ‏ مَآرِبِي‏   وَ ثارِي  ، وَ أَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي .

اللّهُمَّ : أكْشِفْ كُرْبَتِي ، وَ اسْتُرْ عَوْرَتِي ، وَ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَ اخْسَأْ شَيْطانِي، وَ فُكَّ رِهانِي ، وَ اجْعَلْ لِي ي إِلهِي الدَّرَجَةَ الْعُلْيا فِي الاخِرَةِ وَ الأُولى.

اللّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي  فَجَعَلْتَنِي سَمِيعاً بَصِيراً ، وَ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي  فَجَعَلْتَنِي حَيّاً سَوِيّاً ، رَحْمَةً بِي  وَ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً .

 

رَبِّ : بِما بَرَأْتَنِي  فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي ، رَبِّ بِم أَنْشَأْتَنِي  فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي ، يا رَبِّ بِما أَحْسَنْتَ بِي  وَ فِي نَفْسِي عافَيْتَنِي ، رَبِّ بِما كَلَأْتَنِي وَ وَفَّقْتَنِي ، رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي ، رَبِّ بِما آوَيْتَنِي وَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ آتَيْتَنِي وَ أَعْطَيْتَنِي ، رَبِّ بِما أَطْعَمْتَنِي وَ سَقَيْتَنِي ، رَبِّ بِما أَغْنَيْتَنِي وَ أَقْنَيْتَنِي‏ ، رَبِّ بِما أَعَنْتَنِي وَ أَعْزَزْتَنِي ، رَبِّ بِما أَلْبَسْتَنِي مِنْ ذِكْرِكَ الصَّافِي ، وَ يَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الْكافِي .

صَلِّ : عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَعِنِّي عَلى‏ بَوائِقِ‏ الدَّهْرِ ، وَ صُرُوفِ الْأَيَّامِ وَ اللَّيالِي ، وَ نَجِّنِي مِنْ أَهْوالِ الدُّنْيا وَ كُرُباتِ الاخِرَةِ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ .

 

اللَّهُمَّ : ما أَخافُ فَاكْفِنِي ، وَ ما أَحْذَرُ فَقِنِي ، وَ فِي نَفْسِي وَ دِينِي فَاحْرُسْنِي ، وَ فِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي ، وَ فِي أَهْلِي وَ مالِي وَ وَلَدِي فَاخْلُفْنِي ، وَ فِيمَا رَزَقْتَنِي فَبارِكْ لِي ، وَ فِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي ، وَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي ، وَ مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الانْسِ فَسَلِّمْنِي ، وَ بِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي ، وَ بِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي ، وَ بِعَمَلِي فَلا تَبْتَلِنِي ، وَ نِعَمَكَ فَل تَسْلُبْنِي .

وَ إِلى‏ غَيْرِكَ : فَلا تَكِلْنِي  ، إِلى‏ مَنْ تَكِلْنِي ، إِلَى الْقَرِيبِ يَقْطَعُنِي ، أَمْ إِلَى الْبَعِيدِ يَتَجَهَّمُنِي‏ ، أَمْ إِلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ لِي .

وَ أَنْتَ رَبِّي : وَ مَلِيكُ أَمْرِي ، أَشْكُو إِلَيْكَ غُرْبَتِي ، وَ بُعْدَ دارِي ، وَ هَوانِي عَلى‏ مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي .

اللَّهُمَّ : فَلا تُحْلِلْ بِي غَضَبَكَ ، فَانْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا أُبالِي سِواكَ ، غَيْرَ أَنَّ عافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي .

فَأَسْأَلُكَ : بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ‏ وَ السَّماواتُ ، وَ انْكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ ، وَ صَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الاخِرِينَ ، أَنْ لا تُمِيتَنِي عَلى‏ غَضَبِكَ ، وَ لا تُنْزِلَ بِي سَخَطَكَ .

 لَكَ الْعُتْبى‏ : حَتّى‏ تَرْضى‏ قَبْلَ‏ ذلِكَ ، لا إِلهَ إِلَّ أَنْتَ ، رَبَّ  الْبَلَدِ الْحَرامِ ، وَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ، وَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، الَّذِي أَحْلَلْتَهُ الْبَرَكَةَ، وَ جَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمَنَهً.

 

يا مَنْ : عَفى‏ عَنِ الْعَظِيمِ مِنَ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ ، يا مَنْ أَسْبَغَ النِّعْمَةَ بِفَضْلِهِ ، يا مَنْ أَعْطَى الْجَزِيلَ‏ بِكَرَمِهِ .

يا عُدَّتِي : فِي كُرْبَتِي ، يا مُونِسِي فِي حُفْرَتِي ، ي وَلِيَّ نِعْمَتِي ، يا إِلهِي وَ إِلهَ آبائِي  إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ ، وَ رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَ إِسْرافِيلَ ، وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ آلِهِ الْمُنْتَجَبِينَ ، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ وَ الانْجِيلِ وَ الزَّبُورِ وَ الْفُرْقانِ الْعَظِيمِ‏  ، وَ مُنْزِلَ كهيعص وَ طه ، وَ يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ.

أَنْتَ كَهْفِي : حِينَ تُعْيِينِي الْمَذاهِبُ فِي سَعَتِها ، وَ تَضِيقُ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِرَحْبِها ، وَ لَوْ لا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ ، وَ أَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْداءِ ، وَ لَوْ لا نَصْرُكَ لِي لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلوبِينَ .

 

يا مَنْ : خَصَّ نَفْسَه بِالسُّمُوِّ وَ الرَّفْعَةِ ، وَ أَوْلِياؤُهُ بِعِزِّةِ يَتَعَزَّزُونَ ، يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى‏ أَعْناقِهِمْ  فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ ، تَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ  وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَ غَيْبَ ما تَأْتِي بِهِ  الْأَزْمانُ وَ الدُّهُورُ .

يا مَنْ : لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ إِلّا هُوَ ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما يَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ ، يا مَنْ كَبَسَ‏ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ  وَ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ .

يا مَنْ لَهُ : أَكْرَمُ الْأَسْماءِ ، يا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أَبَداً .

يا مُقَيِّضَ‏ : الرَّكْبِ لِيُوسُفَ  فِي الْبَلَدِ الْقَفْرِ ، وَ مُخْرِجَهُ مِنَ الْجُبِّ ، وَ جاعِلَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً ، يا رادَّ يُوسُفَ عَلى‏ يَعْقُوبَ  بَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناه مِنَ الْحُزْنِ  فَهُوَ كَظِيمٌ .

يا كاشِفَ : الضُّرِّ وَ الْبَلاءِ عَنْ أَيُّوبَ ، يا مُمْسِكَ يَدِ إِبْراهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ  وَ فَناءِ عُمْرِهِ ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا  فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى‏  وَ لَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً ، يا مَنْ أَخْرَجَ يُونُسَ  مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ ، يا مَنْ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ  فَأَنْجاهُمْ  ، وَ جَعَلَ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ  مِنَ الْمُغْرَقِينَ .

يا مَنْ : أَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ، يا مَنْ لا يُعَجِّلُ‏ عَلى‏ مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ ، يا مَنِ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْجُحُودِ  ، وَ قَدْ غَدَوْا فِي نِعْمَتِهِ  يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ  وَ يَعْبُدُونَ غَيْرَهُ ، وَقَدْ حادُّوهُ وَ نادُّوهُ  وَ كَذَّبُوا رُسُلَهُ.

يَا اللَّهُ : يا بَدِي‏ءُ لا بَدْءَ لَكَ ، يا دائِماً لا نَفادَ لَكَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا مُحْيِي الْمَوْتَى ، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى‏ كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ .

يا مَنْ : قَلَّ لَهُ شُكْرِي  فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَ عَظُمَتْ خَطِيئَتِي  فَلَمْ يَفْضَحْنِي ، وَ رَآنِي عَلَى الْمَعاصِي  فَلَمْ يَخْذُلْنِي .

يا مَنْ : حَفِظَنِي فِي صِغَرِي ، يا مَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي ، يا مَنْ أَيادِيهِ  عِنْدِي لا تُحْصى ، يا مَنْ نِعَمُهُ عِنْدِي لا تُجازى‏ ، يا مَنْ عارَضَنِي بِالْخَيْرِ وَ الإِحْسانِ ، وَ عارَضْتُهُ بِالإِساءَةِ وَ الْعِصْيانِ ، يا مَنْ هَدانِي بِالإِيْمانِ  قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الامْتِنانِ .

يا مَنْ : دَعَوْتُهُ مَرِيضاً  فَشَفانِي ، وَ عُرْياناً  فَكَسانِي ، وَ جائِعاً  فَأَطْعَمَنِي ، وَ عَطْشاناً  فَأَرْوانِي ، وَ ذَلِيلًا  فَأَعَزَّنِي ، وَ جاهِلًا  فَعَرَّفَنِي ، وَ وَحِيداً  فَكَثَّرَنِي ، وَ غائِباً  فَرَدَّنِي ، وَ مُقِلًّا  فَأَعْنانِي ، وَ مُنْتَصِراً  فَنَصَرَنِي ، وَ غَنِيّاً  فَلَمْ يَسْلُبْنِي .

 وَ أَمْسَكْتُ : عَنْ جَمِيعِ ذلِكَ  فَابْتَدَأَنِي .

فَلَكَ الْحَمْدُ : يا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي ، وَ نَفَّسَ كُرْبَتِي ، وَ أَجابَ دَعْوَتِي ، وَ سَتَرَ عَوْرَتِي وَ ذُنُوبِي ، وَ بَلَّغَنِي طَلِبَتِي ، وَ نَصَرَنِي عَلى‏ عَدُوِّي .

وَ إِنْ أَعُدَّ : نِعَمَكَ وَ مِنَنَكَ ، وَ كَرائِمَ مِنَحِكَ‏ ، لا أُحْصِيها يا مَوْلايَ .

 

أَنْتَ : الَّذِي أَنْعَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ .

أَنْتَ : الَّذِي أَكْمَلْتَ ، أَنْتَ  الَّذِي رَزَقْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ .

أَنْتَ : الَّذِي آوَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ .

أَنْتَ : الَّذِي غَفَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ .

أَنْتَ : الَّذِي عَضَدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ .

أَنْتَ : الَّذِي أَكْرَمْتَ ، تَبارَكْتَ رَبِّي وَ تَعالَيْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ دائِماً ، وَ لَكَ الشُّكْرُ واصِباً .

ثُمَّ أَنَا يا إِلهِي : الْمُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْه لِي .

أَنَا : الَّذِي أَخْطَأْتُ ، أَنَا الَّذِي أَغْفَلْتُ ، أَنَ الَّذِي جَهِلْتُ ، أَنَا الَّذِي هَمَمْتُ ، أَنَا الَّذِي سَهَوْتُ .

أَنَا : الَّذِي اعْتَمَدْتُ ، أَنَا الَّذِي تَعَمَّدْتُ ، أَنَ الَّذِي وَعَدْتُ ، أَنَا الَّذِي أَخْلَفْتُ ، أَنَا الَّذِي نَكَثْتُ ، أَنَ الَّذِي أَقْرَرْتُ.

إِلهِي‏ : أَعْتَرِفُ بِنِعْمَتِكَ عِنْدِي ، وَ أَبُوؤُهُ‏ بِذُنُوبِي  فَاغْفِرْ لِي .

يا مَنْ : لا تضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ ، وَ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ ، وَ الْمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ صالِحاً  بِمَعُونَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ ،  فَلَكَ الْحَمْدُ .

 

إِلهِي : أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ ، وَ نَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ ، فَأَصْبَحْتُ لا ذا بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ ، وَ لا ذا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ ، فَبِأَيِّ شَيْ‏ءٍ أَسْتَقْبِلُكَ‏ يا مَوْلايَ ، أَ بِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي ، أَمْ بِلِسانِي أَمْ بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي ؟ أَ لَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِي ، وَ بِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ ، فَلَكَ الْحُجَّةُ وَ السَّبِيلُ عَلَيَّ .

يا مَنْ : سَتَرَنِي مِنَ الآباءِ وَ الأُمَّهاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي ، وَ مِنَ الْعَشائِرِ وَ الإِخْوانِ أَنْ يُعَيِّرُونِي ، وَ مِنَ السَّلاطِينِ أَنْ يُعاقِبُونِي ، وَ لَوِ اطَّلَعُوا يا مَوْلايَ عَلى‏ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّى ، إِذاً ما أَنْظَرُونِي وَ لَرَفَضُونِي وَ قَطَعُونِي  .

 

فَها أَنَا ذا : بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدِي ، خاضِعاً ذَلِيلً حَقِيراً ، لا ذُو بَراءَةٍ فَأَعْتَذِرُ ، وَ لا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ ، وَ لا حُجَّةٍ لِي فَأَحْتَجَّ بِها ، وَ لا قائِلٌ لَمْ أَجْتَرِحْ‏  وَ لَمْ أَعْمَلْ سُوءاً.

وَ ما عَسَى : الْجُحُودُ لَوْ جَحَدْتُ  يا مَوْلايَ فَيَنْفَعُنِي ، وَ كَيْفَ وَ أَنَّى ذلِكَ ، وَ جَوارِحِي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ  بِما قَدْ عَمِلْتُ وَعَلِمْتُ ، يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ  أَنَّكَ سائِلِي  عَنْ عَظائِمِ الأُمُورِ .

وَ أَنَّكَ : الْحَكَمُ الْعَدْلُ الَّذِي لا يَجُورُ ، وَ عَدْلُكَ مُهْلِكِي ، وَ مِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي ، فَانْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي يا مَوْلايَ‏ بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ ، وَ إِنْ تَعْفُ عَنِّي‏ ، فَبِحِلْمِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ .

 

لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ : سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا انْتَ سُبْحانَكَ  انِّي كُنْتُ مِنَ الْوَجِلِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاجِينَ الرَّاغِبِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ  إِنِّي كُنْتُ مِنَ الْمُهَلِّلِينَ الْمُسَبِّحِينَ ، لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي وَ رَبُّ آبائِيَ الْأَوَّلِينَ .

اللَّهُمَّ : هذا ثَنائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً ، وَ إِخْلاصِي لَكَ مُوَحِّداً ، وَ إِقْرارِي بِآلائِكَ مُعَدِّداً ، وَ إِنْ كُنْتُ مُقِرّاً ، أَنِّي لا أُحْصِيها  لِكَثْرَتِها وَ سُبُوغِها  وَ تَظاهُرِها وَ تَقادُمِه .

 إِلى‏ حادِثٍ : ما لَمْ تَزَلْ تَتَغَمَّدُنِي بِهِ مَعَها ، مُذْ خَلَقْتَنِي وَ بَرَأْتَنِي  مِنْ أَوَّلِ الْعُمْرِ ، مِنَ الإِغْناءِ بَعْدَ الْفَقْرِ ، وَ كَشْفِ الضُّرِّ ، وَ تَسْبِيبِ الْيُسْرِ ، وَ دَفْعِ الْعُسْرِ ، وَ تَفْرِيجِ الْكَرْبِ ، وَ الْعافِيَةِ فِي الْبَدَنِ ، وَ السَّلامَةِ فِي الدِّينِ .

وَ لَوْ رَفَدَنِي‏ : عَلى‏ قَدْرِ ذِكْرِ نِعَمِكَ عَلَيَّ ، جَمِيعُ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الاخِرِينَ ، لَما قَدَرْتُ ، وَ ل هُمْ عَلى‏ ذلِكَ .

تَقَدَّسْتَ : وَ تَعالَيْتَ ، مِنْ رَبٍّ عَظِيمٍ  كَرِيمٍ رَحِيمٍ ، لا تُحْصى آلاؤُكَ ، وَ لا يَبْلُغُ ثَناؤُكَ ، وَ لا تُكافِئ نَعْماؤُكَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَتْمِمْ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ ، وَ أَسْعِدْن بِطاعَتِكَ ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ .

 

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ تُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّ إِذا دَعاكَ ، وَ تَكْشِفُ السُّوءَ ، وَ تُغِيثُ الْمَكْرُوبَ ، وَ تَشْفِي السَّقِيمَ ، وَ تُغْنِي الْفَقِيرَ ، وَ تَجْبُرُ الْكَسِيرَ ، وَ تَرْحَمُ الصَّغِيرَ ، وَ تُعِينُ الْكَبِيرَ ، وَ لَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ ، وَ لا فَوْقَكَ قَدِيرٌ ، وَ أَنْتَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.

يا مُطْلِقَ : الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ ، يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ ، يا عِصْمَةَ الْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ ، يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَ لا وَزِيرَ .

صَلِّ : عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَعْطِنِي‏ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ  أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ وَ أَنَلْتَ أَحَداً مِنْ عِبادِكَ ، مِنْ نِعْمَةٍ تُوَلِّيها ، وَ آلاءٍ تُجَدِّدُها ، وَ بَلِيَّةٍ تَصْرِفُه ، وَ كُرْبَةٍ تَكْشِفُها ، وَ دَعْوَةٍ تَسْمَعُها ، وَ حَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُه ، وَ سَيِّئَةٍ تَغْفِرُها ، إِنَّكَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ، وَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

 

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ ، وَ أَسْرَعُ مَنْ أَجابَ ، وَ أَكْرَمُ مَنْ عَفى‏ ، وَ أَوْسَعُ مَنْ أَعْطى‏ ، وَ أَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ ، يا رَحْمانَ الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ وَ رَحِيمَهُما ، لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْئُولٌ ، وَ لا سِواكَ مَأْمُولٌ .

دَعَوْتُكَ : فَأَجَبْتَنِي ، وَ سَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي ، وَ رَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي ، وَ وَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي ، وَ فَزِعْتُ إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ  عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ   وَ عَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ ، وَ تَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ ، وَ هَنِّئْنا عَطاءَكَ ، وَ اجْعَلْنا لَكَ شاكِرِينَ ، وَ لِآلائِكَ ذاكِرِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ .

 

اللَّهُمَّ : يا مَنْ مَلِكَ فَقَدَرَ ، وَ قَدَرَ فَقَهَرَ ، وَ عُصِيَ فَسَتَرَ ، وَ اسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ ، يا غايَةَ رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ ، وَ مُنْتَهى‏ أَمَلِ الرَّاجِينَ ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً ، وَ وَسِعَ الْمُسْتَقْبِلِينَ‏ رَأْفَةً وَ حِلْماً .

اللَّهُمَّ : إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ  الَّتِي شَرَّفْتَها وَ عَظَّمْتَها .

بِمُحَمَّدٍ : نَبِيِّكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِيَرَتِكَ ، وَ أَمِينِكَ عَلى‏ وَحْيِكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، السِّراجِ الْمُنِيرِ ، الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَ جَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، كَما مُحَمَّدٌ أَهْلُ ذلِكَ يَا عَظِيمُ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى‏ آلِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِينَ  الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ  أَجْمَعِينَ ، وَ تَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنَّا.

 فَالَيْكَ : عَجَّتِ‏ الْأَصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ ، وَ اجْعَلْ لَنا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ نَصِيباً فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ ، وَ نُورٍ تَهْدِي بِهِ ، وَ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها ، وَ عافِيَةٍ تُجَلِّلُها ، وَ بَرَكَةٍ تُنْزِلُها ، وَ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

اللَّهُمَّ : أقْلِبْنا فِي هذا الْوَقْتِ ، مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ ، مَبْرُورينَ غانِمِينَ ، وَ لا تَجْعَلْنا مِنَ الْقانِطِينَ ، وَ لا تُخْلِن مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ لا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَ لا تَرُدَّن خائِبِينَ ، وَ لا مِنْ‏ بابِكَ مَطْرُودِينَ ، وَ لا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ ، وَ لا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطاياكَ قانِطِينَ ، يا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ ، وَ يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ .

اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ أَقْبَلْنا مُوقِنِينَ‏ ، وَ لِبَيْتِكَ الْحَرامِ آمِّينَ قاصِدِينَ ، فَأَعِنَّا عَلى‏ مَنْسَكِنا ، وَ أَكْمِلْ لَن حَجَّنا ، وَ اعْفُ اللَّهُمَّ عَنَّا  وَ عافِنا ، فَقَدْ مَدَدْنا إِلَيْكَ أَيْدِيَن ، وَ هِيَ بِذِلَّةِ الاعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ .

اللَّهُمَّ : فَأَعْطِنا فِي هذِهِ الْعَشِيَّةِ ما سَأَلْناكَ ، وَ اكْفِنا مَا اسْتَكْفَيْناكَ ، فَلا كافِيَ لَنا سِواكَ وَ لا رَبَّ لَن غَيْرُكَ ، نافِذٌ فِينا حُكْمُكَ ، مُحِيطٌ بِنا عِلْمُكَ ، عَدْلٌ فِينا قَضاؤُكَ ، اقْضِ لَنا الْخَيْرَ وَ اجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ.

اللَّهُمَّ : أَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ ، عَظِيمَ الْأَجْرِ ، وَ كَرِيمَ الذُّخْرِ ، وَ دَوامَ الْيُسْرِ ، وَ اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا أَجْمَعِينَ ، وَ لا تُهْلِكْنا مَعَ الْهالِكِينَ ، وَ لا تَصْرِفْ عَنَّا رَأْفَتَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : أجْعَلْنا فِي هذا الْوَقْتِ  مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ ، وَ شَكَرَكَ فَزِدْتَهُ ، وَ تابَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ ، وَ تَنَصَّلَ‏ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ فَغَفَرْتَها لَهُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ .

اللَّهُمَّ : وَفِّقْنا  وَ سَدِّدْنا ، وَ اعْصِمْنا  وَ اقْبَلْ تَضَرُّعَنا ، يا خَيْرَ : مَنْ سُئِلَ ، وَ يا أَرْحَمَ مَنِ اسْتُرْحِمَ ، ي مَنْ لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ إِغْماضُ الْجُفُونِ ، وَ لا لَحْظِ الْعُيُونِ ، وَ لا مَا اسْتَقَرَّ فِي الْمَكْنُونِ ، وَ لا مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمِراتُ الْقُلُوبِ ، الا كُلُّ ذلِكَ قَدْ أَحْصاهُ عِلْمُكَ ، وَ وَسِعَهُ حِلْمُكَ .

سُبْحانَكَ : وَ تَعالَيْتَ ، عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ، تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ ، وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَ الْمَجْدُ ، وَ عُلُوُّ الْجِدِّ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ ، وَ الْفَضْلِ وَ الإِنْعامِ ، وَ الْأَيادِي الْجِسامِ ، وَ أَنْتَ‏ الْجَوادُ الْكَرِيمُ ، الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ ، أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ عافِنِي فِي بَدَنِي وَ دِينِي ، وَ آمِنْ خُوفِي ، وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ : لا تمكرْ بِي  وَ لا تَسْتَدْرِجْنِي  وَ لا تَخْذُلْنِي ، وَ أدْرَءْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الانْسِ.

قال بشر و بشير : ثم رفع الإمام الحسين عليه السلام صوته ، و بصره إلى السماء ، و عيناه قاطرتان كأنها مزادتان ، و قال :

 يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ ، وَ يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ ، وَ يا أَسْرَعَ الْحاسِبِينَ ، وَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ.

وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : حاجَتِيَ ، الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها  لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيها  لَمْ يَنْفَعْنِي م أَعْطَيْتَنِي ، أَسْأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، لا إِلهَ إِلَّ أَنْتَ وَحْدَكَ  لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكُ  وَ لَكَ الْحَمْدُ ، وَ أَنْتَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِ

الإقبال بالأعمال الحسنة لابن طاووس رحمه الله ج‏2ص75 -88 . وعنه في بحار الأنوار ج98ص216- 227 ، أخرجه الكفعمي في البلد الأمين ص251- 258 ، وي طيب يوجد هنا في بعض النسخ المخطوطة زيادة ، ولم توجد بالطبعة الحديثة من الإقبال ، ونقلها في بحار الأنوار وفي مفاتيح الجنان( المزادة أكبر من  قربة الماء )  .

 

قال بشر و بشير : فلم يكن له عليه السلام جهد ، إلا قوله : يا رب يا رب ، بعد هذا الدعاء .

 و شغل من حضر ممن كان حوله  و شهد ذلك المحضر  عن الدعاء لأنفسهم ، و أقبلوا على الاستماع له عليه السلام ، و التأمين على دعائه ، قد اقتصرو على ذلك لأنفسهم ، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه .

 و غربت الشمس ، و أفاض عليهم السلام و أفاض الناس معه .

 

 

 

تكملة الدعاء :

يا طيب : قال المجلسي رحمه الله : بعد نقل دعاء عرفة المروي عن الإمام الحسين عليه السلام ، قد أورد الكفعمي رحمه الله أيضا هذا الدعاء في البلد الأمين‏ ، و ابن طاووس في مصباح الزائر كما سبق ذكرهما ، و لكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريبا ، و هو من قوله : إلهي أنا الفقير في غناي ... إلى آخر هذا الدعاء ، و كذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الإقبال أيض ، و عبارات هذه الورقة : لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضا ، و إنما هي على وفق مذاق الصوفية ، و لذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزيدات بعض مشايخ الصوفية و من إلحاقاته و إدخالاته .

 و بالجملة : هذه الزيادة ، إما وقعت من بعضهم أولا في بعض الكتب و أخذ ابن طاووس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال ، أو وقعت ثانيا من بعضهم في نفس كتاب الإقبال ، و لعل الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانه في بعض النسخ العتيقة و في مصباح الزائر و الله أعلم بحقائق الأحوال .انتهى .

يا طيب : الدعاء المكمل لدعاء عرفة فيه عبارات قريبة من كلمات الصوفية ، ولكن نصه منطوقا ومفهوما لا يعارض العقائد الحقة ، طبعا مع أعمال التأويل والتقدير والتفحص حتى يفهم ، وفيه أسئلة استنكارية غير مألوفة في الأدعية ، ويلقي إشكال بدون جواب من باب دلال العارف العالم بالجواب ، وإن كان تعبير جمله جميل يدل على حسن أسلوب مؤلفه ، إن لم نقل نصه عن الإمام  ، لأنه قد يقرب من كلمات واسلوب الدعاء أعلاه ، ونفس ابن طاووس رحمه الله قد يصرح ببعض الأدعية أنها من إنشاءه ، ومن المعلوم إن كان الدعاء بأدعية أهل البيت أفضل وأكمل وأتم  ، لكن بعض الأدعية صدرت من بعض العلماء تعتبر مفيدة مؤثرة ونافعة إن شاء الله ولا مانع من الدعاء بها ، مادامت فيها شروط الدعاء وبالخصوص تمجيد الله وحمده وتسبيحه وشأنه الكريم وما يطلب منه ، وعلى أي حال : هذا نص تكملة الدعاء ونقله في البحار والإقبال الطبعة القديمة وفي مفاتيح الجنان ، فإن أحببت فأدعو به ، أو أتلوه رجاء أن يكون دعاء مأثورا، فتحصل على آثاره إن شاء الله، أو أنتقل : للأدعية المروية عن الإمام السجاد عليه السلام الآتية بعد التكملة لعلوها وكمالها وأسألكم الدعاء:

 

إِلَهِي : أَنَا الْفَقِيرُ فِي غِنَايَ ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي ؟

 إِلَهِي : أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي ، فَكَيْفَ لَا أَكُونُ جَهُولًا فِي جَهْلِي ؟

إِلَهِي : إِنَّ اخْتِلَافَ تَدْبِيرِكَ ، وَ سُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ ، مَنَعَا عِبَادَكَ الْعَارِفِينَ بِكَ ، عَنِ السُّكُونِ إِلَى عَطَاءٍ ، وَ الْيَأْسِ مِنْكَ فِي بَلَاءٍ .

إِلَهِي : مِنِّي مَا يَلِيقُ بِلُؤْمِي ، وَ مِنْكَ مَا يَلِيقُ بِكَرَمِكَ .

إِلَهِي : وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِاللُّطْفِ وَ الرَّأْفَةِ لِي ، قَبْلَ وُجُودِ ضَعْفِي ، أَ فَتَمْنَعُنِي مِنْهُمَا بَعْدَ وُجُودِ ضَعْفِي ؟

 

إِلَهِي : إِنْ ظَهَرَتِ الْمَحَاسِنُ مِنِّي  فَبِفَضْلِكَ  وَ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ ، وَ إِنْ ظَهَرَتِ الْمَسَاوِي مِنِّي  فَبِعَدْلِكَ  وَ لَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ .

إِلَهِي : كَيْفَ تَكِلُنِي وَ قَدْ تَوَكَّلْتَ لِي ، وَ كَيْفَ أُضَامُ وَ أَنْتَ النَّاصِرُ لِي ، أَمْ كَيْفَ أَخِيبُ وَ أَنْتَ الْحَفِيُّ بِي .

هَا أَنَا : أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ  ، وَ كَيْفَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ  بِمَا هُوَ مَحَالٌ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ أَشْكُو إِلَيْكَ حَالِي  وَ هُوَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ؟!

أَمْ كَيْفَ أُتَرْجِمُ بِمَقَالِي  وَ هُوَ مِنْكَ بَرَزٌ إِلَيْكَ ؟!   أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ آمَالِي  وَ هِيَ قَدْ وَفَدَتْ إِلَيْكَ ؟! أَمْ كَيْفَ لَا تُحْسِنُ أَحْوَالِي  وَ بِكَ قَامَتْ ؟!

إِلَهِي : مَا أَلْطَفَكَ بِي  مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي ، وَمَ أَرْحَمَكَ بِي  مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي.

 

 إِلَهِي : مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي  وَ أَبْعَدَنِي عَنْكَ ، وَ مَا أَرْأَفَكَ بِي ، فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ .

 إِلَهِي : عَلِمْتُ بِاخْتِلَافِ الْآثَارِ ، وَ تَنَقُّلَاتِ الْأَطْوَارِ ، أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي  أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، حَتَّى لَا أَجْهَلَكَ فِي شَيْ‏ءٍ .

 

إِلَهِي : كُلَّمَا أَخْرَسَنِي لُؤْمِي  أَنْطَقَنِي كَرَمُكَ ، وَ كُلَّمَا آيَسَتْنِي أَوْصَافِي أَطْمَعَتْنِي مِنَنُكَ .

إِلَهِي : مَنْ كَانَتْ مَحَاسِنُهُ مَسَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ مَسَاوِيهِ مَسَاوِيَ ؟! وَ مَنْ كَانَتْ حَقَائِقُهُ دَعَاوِيَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ دَعَاوِيهِ دَعَاوِيَ ؟!

إِلَهِي : حُكْمُكَ النَّافِذُ ، وَ مَشِيَّتُكَ الْقَاهِرَةُ ، لَمْ يَتْرُكَا لِذِي مَقَالٍ مَقَالًا ، وَ لَا لِذِي حَالٍ حَالًا .

 إِلَهِي : كَمْ مِنْ طَاعَةٍ بَنَيْتُهَا ، وَ حَالَةٍ شَيَّدْتُهَ ، هَدَمَ اعْتِمَادِي عَلَيْهَا عَدْلُكَ ، بَلْ أَقَالَنِي مِنْهَا فَضْلُكَ .

 إِلَهِي : إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي  وَ إِنْ لَمْ تَدُمِ الطَّاعَةُ مِنِّي  فِعْلًا جَزْماً ، فَقَدْ دَامَتْ مَحَبَّةً وَ عَزْماً .

إِلَهِي : كَيْفَ أَعْزِمُ  وَ أَنْتَ الْقَاهِرُ ؟! وَ كَيْفَ لَا أَعْزِمُ  وَ أَنْتَ الْآمِرُ ؟!

 

إِلَهِي : تَرَدُّدِي فِي الْآثَارِ  يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزَارِ ، فَاجْمَعْنِي عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنِي إِلَيْكَ .

كَيْفَ : يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ ، بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إِلَيْكَ ؟!

أَ يَكُونُ : لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ  مَا لَيْسَ لَكَ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ؟!

مَتَى : غِبْتَ ، حَتَّى تَحْتَاجَ إِلَى دَلِيلٍ  يَدُلُّ عَلَيْكَ ؟!

وَ مَتَى : بَعُدْتَ ، حَتَّى تَكُونَ الْآثَارُ   هِيَ الَّتِي تُوصِلُ إِلَيْكَ ؟!

عَمِيَتْ : عَيْنٌ  لَا تَرَاكَ ، عَلَيْهَا رَقِيباً .

وَ خَسِرَتْ : صَفْقَةُ عَبْدٍ ، لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً .

 

إِلَهِي : أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْآثَارِ ، فَارْجِعْنِي إِلَيْكَ بِكِسْوَةِ الْأَنْوَارِ ، وَ هِدَايَةِ الِاسْتِبْصَارِ ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ مِنْهَا  كَمَا دَخَلْتُ إِلَيْكَ مِنْهَا، مَصُونَ السِّرِّ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهَا ، وَ مَرْفُوعَ الْهِمَّةِ عَنِ الِاعْتِمَادِ عَلَيْهَا ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

إِلَهِي : هَذَا ذُلِّي ظَاهِرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ هَذَ حَالِي لَا يَخْفَى عَلَيْكَ ، مِنْكَ أَطْلُبُ الْوُصُولَ إِلَيْكَ ، وَ بِكَ أَسْتَدِلُّ عَلَيْكَ ، فَاهْدِنِي بِنُورِكَ إِلَيْكَ ، وَ أَقِمْنِي بِصِدْقِ الْعُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ .

إِلَهِي : عَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ ، وَ صُنِّي بِسِرِّكَ الْمَصُونِ .

إِلَهِي : حَقِّقْنِي بِحَقَائِقِ أَهْلِ الْقُرْبِ ، وَ اسْلُكْ بِي مَسْلَكَ أَهْلِ الْجَذْبِ .

إِلَهِي : أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي ، وَ بِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي ، وَ أَوْقِفْنِي عَلَى مَرَاكِزِ اضْطِرَارِي .

إِلَهِي : أَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي ، وَ طَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَ شِرْكِي ، قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي ، بِكَ أَنْتَصِرُ فَانْصُرْنِي ، وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ فَلَا تَكِلْنِي ، وَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ فَلَا تُخَيِّبْنِي ، وَ فِي فَضْلِكَ أَرْغَبُ فَلَا تَحْرِمْنِي ، وَ بِجَنَابِكَ أَنْتَسِبُ فَلَ تُبْعِدْنِي ، وَ بِبَابِكَ أَقِفُ فَلَا تَطْرُدْنِي .

 

إِلَهِي: تَقَدَّسَ رِضَاكَ  أَنْ تَكُونَ لَهُ عِلَّةٌ مِنْكَ ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ عِلَّةٌ مِنِّي ؟!

 إِلَهِي : أَنْتَ الْغَنِيُّ بِذَاتِكَ ، أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ النَّفْعُ مِنْكَ ، فَكَيْفَ لَا تَكُونُ غَنِيّاً عَنِّي ؟!

إِلَهِي : إِنَّ الْقَضَاءَ وَ الْقَدَرَ يُمَنِّينِي ، وَ إِنَّ الْهَوَى بِوَثَائِقِ الشَّهْوَةِ أَسَرَنِي ، فَكُنْ أَنْتَ النَّصِيرَ لِي حَتَّى تَنْصُرَنِي وَ تُبَصِّرَنِي ، وَ أَغْنِنِي بِفَضْلِكَ حَتَّى أَسْتَغْنِيَ بِكَ عَنْ طَلَبِي .

 

أَنْتَ: الَّذِي أَشْرَقْتَ الْأَنْوَارَ  فِي قُلُوبِ أَوْلِيَائِكَ ، حَتَّى عَرَفُوكَ وَ وَحَّدُوكَ .

وَ أَنْتَ الَّذِي : أَزَلْتَ الْأَغْيَارَ عَنْ قُلُوبِ أَحِبَّائِكَ ، حَتَّى لَمْ يُحِبُّوا سِوَاكَ،  وَ لَمْ يَلْجَئُوا إِلَى غَيْرِكَ .

أَنْتَ : الْمُونِسُ لَهُمْ ، حَيْثُ أَوْحَشَتْهُمُ الْعَوَالِمُ .

وَ أَنْتَ : الَّذِي هَدَيْتَهُمْ ، حَيْثُ اسْتَبَانَتْ لَهُمُ الْمَعَالِمُ .

مَا ذَا وَجَدَ : مَنْ فَقَدَكَ ؟!

وَ مَا الَّذِي فَقَدَ : مَنْ وَجَدَكَ ؟!

لَقَدْ خَابَ : مَنْ رَضِيَ دُونَكَ بَدَلًا ، وَ لَقَدْ خَسِرَ مَنْ بَغَى عَنْكَ مُتَحَوَّلًا .

كَيْفَ : يُرْجَى سِوَاكَ ، وَ أَنْتَ مَا قَطَعْتَ الْإِحْسَانَ ؟!

وَ كَيْفَ : يُطْلَبُ مِنْ غَيْرِكَ ، وَ أَنْتَ مَا بَدَّلْتَ عَادَةَ الِامْتِنَانِ ؟!

يَا مَنْ : أَذَاقَ أَحِبَّاءَهُ  حَلَاوَةَ الْمُؤَانَسَةِ ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَمَلِّقِينَ .

وَ يَا مَنْ : أَلْبَسَ أَوْلِيَاءَهُ مَلَابِسَ هَيْبَتِهِ ، فَقَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ‏ مُسْتَغْفِرِينَ .

أَنْتَ : الذَّاكِرُ قَبْلَ الذَّاكِرِينَ ، وَ أَنْتَ الْبَادِي بِالْإِحْسَانِ قَبْلَ تَوَجُّهِ الْعَابِدِينَ ، وَ أَنْتَ الْجَوَادُ بِالْعَطَاءِ قَبْلَ طَلَبِ الطَّالِبِينَ ، وَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ثُمَّ لِمَا وَهَبْتَنَ مِنَ الْمُسْتَقْرِضِينَ .

إِلَهِي : أطْلُبْنِي بِرَحْمَتِكَ  حَتَّى أَصِلَ إِلَيْكَ ، وَأجْذِبْنِي بِمَنِّكَ حَتَّى أُقْبِلَ إِلَيْكَ.

 

إِلَهِي : إِنَّ رَجَائِي لَا يَنْقَطِعُ عَنْكَ  وَ إِنْ عَصَيْتُكَ ، كَمَا أَنَّ خَوْفِي لَا يُزَايِلُنِي وَ إِنْ أَطَعْتُكَ .

فَقَدْ : دَفَعَتْنِي الْعَوَالِمُ إِلَيْكَ ، وَ قَدْ أَوْقَعَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ .

إِلَهِي : كَيْفَ أَخِيبُ  وَ أَنْتَ أَمَلِي ؟! أَمْ كَيْفَ أُهَانُ  وَ عَلَيْكَ مُتَّكَلِي ؟!

إِلَهِي : كَيْفَ أَسْتَعِزُّ  وَ فِي الذِّلَّةِ أَرْكَزْتَنِي ؟ أَمْ كَيْفَ لَا أَسْتَعِزُّ وَ إِلَيْكَ نَسَبْتَنِي ؟!

إِلَهِي : كَيْفَ لَا أَفْتَقِرُ ، وَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْفُقَرَاءِ  أَقَمْتَنِي ؟!

أَمْ كَيْفَ : أَفْتَقِرُ  وَ أَنْتَ الَّذِي بِجُودِكَ أَغْنَيْتَنِي ؟!

وَ أَنْتَ : الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُكَ  تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ  فَمَا جَهِلَكَ شَيْ‏ءٌ .

وَ أَنْتَ : الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ  فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ ، فَرَأَيْتُكَ ظَاهِراً فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ .

وَ أَنْتَ : الظَّاهِرُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ .

يَا مَنِ : أسْتَوَى بِرَحْمَانِيَّتِهِ  فَصَارَ الْعَرْشُ غَيْباً فِي ذَاتِهِ ، مَحَقْتَ الْآثَارَ بِالْآثَارِ ، وَ مَحَوْتَ الْأَغْيَارَ  بِمُحِيطَاتِ أَفْلَاكِ الْأَنْوَارِ .

يَا مَنِ : أحْتَجَبَ فِي سُرَادِقَاتِ عَرْشِهِ  عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصَارُ .

يَا مَنْ : تَجَلَّى بِكَمَالِ بَهَائِهِ  فَتَحَقَّقَتْ عَظَمَتُهُ مِنَ الِاسْتِوَاءِ .

كَيْفَ : تَخْفَى وَ أَنْتَ الظَّاهِرُ ، أَمْ كَيْفَ تَغِيبُ وَ أَنْتَ الرَّقِيبُ الْحَاضِرُ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ‏.

بحار الأنوار  ج‏95ص 227، ، البلد الأمين و الدرع الحصين ص251 أعمال ذو الحجة .إقبال الأعمال الطبعة القديمة ج‏1ص348

يا طيب : والدعاء أعلاه ، بعد دعاء الإمام الحسين عليه السلام جميل ويمكن يدعى به لأنه للمتدبر به لا يوجد ما يخالف الحمد والثناء والتقديس لله تعالى ، فيمكن الدعاء به ، وأسأل الله تعالى : أن يتقبل أعمالكم وأسألكم الدعاء والزيارة .

 

 

شرح دعاء عرف للإمام الحسين :

يا طيب : يبتدأ دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام ، بحمد الله والإقرار بقضائه الحتمي الذي لا يدفع ، سواء في إيجاد الوجود أو بقاءه ، وإن خلقه للخلق وعطائه ، ومده لأهل التكوين ولكل شيء فيه بما يناسبه ، وبما به صلاحه حسب شأنه ولا يمنع منه شيء ، فهو خير الخالقين وأحسن الصانعين ، فلا يوجد صنع صانع أفضل منه ، بل جوده في التكوين واسع ولكل شيء شامل ، وإنه تعالى فطر وشق وأوجد وأفاض أنواع الأجناس وأفرادها ببديع صنعه لا من مثال موجود ومخلوق قبله ، وبأفضل صورة ممكن متقنه محكمة لا يتصور أحسن منه ، ولا يخفى عليه شيء مما خلق سواء ، من بداية الخلق طلع وأشرف ظهوره أو أعلا وأعلاه أو أسفله وأدناه ، ولا يضيع عنده عمل عامل بهداه ومن توكل عليه وأستودعه دينه وعلمه وعمله وفقه وهداه ، ومن رجى ثوابه وجزاءه الحسن وكرامته وفضله مكنه وأعطاه .

ويا طيب : قد شرحنا بعض فقرات دعاء الإمام المهمة مع بعض التدبر في محاضرة على برنامج البال توك قبل ظهور برامج الجول ، فمن يحب أن يسمعها يراجع الروابط الآتية .

 وكانت أهم عناوين البحث هي :

أول الدعاء : حمد وثناء على الله واعتراف بالنعم بصورة مجملة ـ

تفصيل الخلق : وشكر نعمة الإيمان وتدرجه بالنعم حتى يكبر محفوظ بفضله ـ

شكر الله :  على الهداية  ـ

مع التقصير منا : فهو سبحانه متفضل ـ

الشهادة واستوداع الله إيمانه : بأجمل تفصيل كل خلية وشيء فيه ـ

الاعتراف بالقصور: بالشكر لله على نعمه ـ

طلب الكون : في طاعته سبحانه والإخلاص له والتوكل عليه ـ

الشكر لله وحمده: على النعم والتوفيق وطلب العون منه سبحانه على كل أمر ـ

التوسل بالله : بحقه وبحق أكرم خلقه وأن الخير منه تعالى

الشكر على النعم : وتمجيد الله بحمده على نعمه مفصلا ـ

الاعتراف : بأن كل النعم لكل الناس منه والطلب الرحمة ـ

التوسل : بحق النبي الأكرم وذكر فضل الله عليه والطلب منه بما كرمه ـ

الطلب من الله : بكل ما قسمه في هذه الليلة ـ

التوسل بالله : بلطفه ورحمته والاعتراف بالتقصير ـ

الاستدلال : بكل شيء على الله و بالله على كل شيء ـ

 

ويا طيب : هذه شرح مختصر وبيان معاني الفاظ الدعاء ، وهي كم موجوده في الحاشية والتعليقات على الدعاء في إقبال الأعمال الطبعة الحديثة :

الطلائع : الجماعة الطالعة في أول القوم ، لا تخفى بل الوديعة المخفية معلومة له تعالى .

التَّضَرُّع: التذلّل و المبالغة في السّؤال و الرّغبة. يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ بالكسر و الفتح، و تَضَرَّعَ إذا خضع و ذلّ .

ريب المنون: حوادث الدهر. ظعن: سار و رحل .

رائش : معطي بسعة وكرم لحديث: أَن رجلًا راشَه اللَّه مالً أَي أَعطاه .

 تحنّن: ترحّم .

والحواضن : جمع حاضنه وهي التي تقوم على الصغير في تربيته .

 كلأه اللّه فلانا : حرسه و حفظه .

استهلّ الصبيّ : رفع صوته بالبكاء عند الولادة .

 روعتني : ألقيت في روعي و قلبي عجائب خلقتك .

 ذرء : خلق .

 حرّ كل دار و أرض : وسطها .

 الرياش : اللباس الفاخر .

الأسارير : محاسن الوجه و الخدّين و الوجنتان .

 الخرق : النقض .

سرب الماء : مسيله و مجراه .

الخذاريف : القطعات .

العرنين : الأنف كله أو ما صلب منه .

المارن : طرف الأنف أو ما لان من طرفه .

الصماخ : الاذن الباطن الماضي إلى الرأس .

الحنك : أعلى باطن الفم ، الأسفل من طرف مقدم اللحيين .

برع الجبل : علاه .

ساغ الشراب : هنأ و سهل مدخله في الخلق .

الحمالة : علاقة السيف .

التامور : الوعاء و النفس و حيوتها و القلب و صوته و دمه .

النياط : عرق علق به القلب من الوتين فإذا انقطع مات صاحبه .

الشرسوف : طرف الضلع المشرف على البطن .

الحقاق : جمع حقة ، رأس الورك فيها عظم الفخذ و رأس العضد الذي فيه الوابلة .

 الحقب : ثمانون سنة أو أكثر ، الدهر .

الطرف : الحديث من المال.

العتيد : الشي‏ء الحاضر المهيأ .

الإرفا د : الإعطاء و الإعانة و الاسترفاد و الاستعانة .

في الأصل : و ارزقني ، ما أثبتناه من البلد الأمين .

المأرب : الحاجة .

خسأت الكلب خساء: طردته.

قنى المال : جمعه ، اقناه اللّه: أغناه و أعطاه ما يقتني.

 البوائق : الدواهي .

يتجهمني : يطردني .

الجزيل : الكثير .

رحب المكان : اتّسع .

نير المذلة : علائمهما .

كبس البئر : طمها بالتراب .

مقيّض : مقدّر .

الكظيم : بمعنى المكظوم و هو المملوّ كربا .

جحد : أنكر .

النفاد : الانقطاع .

أياديه : نعمائه .

المنحة : العطية .

واصبا : دائما .

رفده : أعانه .

عجّت : ارتفعت .

تنصّل : تبرّأ .

ادرء : أسقط .

المألوه : المعبود من دونه تعالى .

لا يعزب : لا يغيب .

 ادرء : أسقط .

المألوه : المعبود من دونه تعالى .

لا يعزب  : لا يغيب .

الإقبال بالأعمال الحسنة الطبعة الحديثة في الحاشية للمحقق ج2ص78-88 .

 

 

دعاء عرفه للإمام

علي بن الحسين

وكان من دعاء الإمام علي بن الحسين عليه السلام

يوم عرفة

الدعاء السابع والأربعون الصحيفة السجادية

الْحَمْدُ للهِ : رَبِّ الْعَالَمِينَ .

 اللَّهُمَّ : لَـكَ الْحَمْدُ ، بَدِيْعَ السَّموَاتِ وَالاَرْضِ ، ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، رَبَّ الاَرْبَابِ وَإلهَ كُلِّ مَألُوه ، وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوق ، وَوَارِثَ كُلِّ شَيْء ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـيْءٌ ، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْء ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء مُحِيطٌ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء رَقِيبٌ .

 

أَنْتَ الله : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الاَحَـدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ.

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ ، الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ ، الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، العَلِيُّ الْمُتَعَالِ ، الْشَدِيْدُ الْمِحَـالِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الـرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الاَكْرَمُ ، الدَّائِمُ الادْوَمُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الأوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَالاخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد.

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الدَّانِي فِي عُلُوِّهِ ، وَالْعَالِي فِي دُنُوِّهِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، ذُو الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الَّذِي أَنْشَأْتَ الاشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخ ، وَصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثال ، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَآء .

أنْتَ الَّذِي : قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيراً ، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَيْسِيراً ، وَدَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيْراً .

وَأَنْتَ الَّذِي : لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ ، وَلَمْ يُؤازِرْكَ فِي أَمْرِكَ وَزِيرٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ وَلا نَظِيرٌ .

أَنْتَ الَّذِي : أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ ، وَقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ ، وَحَكَمْتَ  فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ .

أَنْتَ الَّـذِي : لا يَحْوِيْـكَ مَكَانٌ ، وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ وَلا بَيَانٌ .

أَنْتَ الَّذِي : أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء عَدَدَاً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْء أَمَداً ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيْراً .

أَنْتَ الَّذِي : قَصُرَتِ الاوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ ، وَعَجَزَتِ الافْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ  ، وَلَمْ تُدْرِكِ الابْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ .

أَنْتَ الَّذِي : لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً ، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً .

أَنْتَ الَّذِي : لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ ، وَلا عِدْلَ فَيُكَاثِرَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ .

أَنْتَ الَّـذِي: ابْتَدَأ وَاخْتَـرَعَ ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَـدَعَ ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ .

 

سُبْحانَكَ : مَا أَجَلَّ شَأنَكَ :

 وَأَسْنَى : فِي الامَاكِنِ مَكَانَكَ ، وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرقَانَكَ .

سُبْحَانَكَ: مِنْ لَطِيف مَا أَلْطَفَكَ ، وَرَؤُوف مَا أَرْأَفَكَ ، وَحَكِيم مَا أَعْرَفَكَ.

 سُبْحَانَكَ : مِنْ مَلِيْك مَا أَمْنَعَكَ ، وَجَوَاد مَا أَوْسَعَكَ ، وَرَفِيعِ مَا أَرْفَعَكَ ، ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .

سُبْحَانَكَ : بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِين أَوْ دُنْيا وَجَدَكَ .

سُبْحَانَكَ : خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فِي عِلْمِكَ ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيْمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ .

سُبْحَانَكَ : لاَ تُجَسُّ ، وَلاَ تُحَسُّ ، وَلاَ تُمَسُّ ، وَلاَ تُكَادُ ، وَلاَ تُمَاطُ ، وَلاَ تُنَازَعُ ، وَلاَ تُجَارى ، وَلاَ تُمارى ، وَلاَ تُخَادَعُ ، وَلاَ تُمَاكَرُ .

سُبْحَانَكَ : سَبِيلُكَ جَدَدٌ ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ .

سُبْحَانَكَ : قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَآؤُكَ حَتْمٌ ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ .

سُبْحَانَكَ : لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ .

سُبْحَانَكَ : قاهِرَ الاَرْبَابِ ، بَاهِرَ الايآتِ ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ ، بَارِئ النَّسَماتِ .

 

لَكَ الْحَمْدُ : حَمْدَاً يَدُومُ بِدَوامِكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِد ، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِر .

حَمْداً : لاَ يَنْبَغِي إلاَّ لَكَ ، وَلاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إلاَّ إلَيْكَ .

حَمْداً : يُسْتَدَامُ بِهِ الاَوَّلُ ، وَيُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الاخِرِ .

حَمْداً : يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الاَزْمِنَةِ ، وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافَاً مُتَرَادِفَةً .

حَمْداً : يَعْجِزُ عَنْ إحْصَآئِهِ الْحَفَظَةُ ، وَيَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْهُ فِي كِتابِكَ الْكَتَبَةُ .

حَمْداً : يُوازِنُ عَرْشَكَ المَجِيْدَ ، وَيُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ .

حَمْداً : يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُهُ ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَآء جَزَآؤُهُ .

حَمْداً : ظَاهِرُهُ وَفْقٌ لِبَاطِنِهِ ، وَبَاطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فِيهِ .

حَمْداً : لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ سِوَاكَ فَضْلَهُ .

حَمْداً : يُعَانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيْدِهِ ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعَاً فِي تَوْفِيَتِهِ.

حَمْداً : يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ ، وَيَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ مِنْ بَعْدُ .

 حَمْداً : لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إلَى قَوْلِكَ مِنْهُ ، وَلاَ أَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ .

حَمْداً : يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ ، وَتَصِلُهُ بِمَزِيْد بَعْدَ مَزِيْد طَوْلاً مِنْكَ .

حَمْداً : يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ ، وَيُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ .

 

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد :

 الْمُنْتَجَبِ ، الْمُصْطَفَى ، الْمُكَرَّمِ ، الْمُقَرَّبِ ، أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ ، وَبارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً زَاكِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً نَامِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً رَاضِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَهَا .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إلاَّ بِهَا ، وَلاَ تَرى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ ، وَيَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَآئِكَ ، وَلاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِماتُكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ، وَتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنّكَ وَإنْسِكَ وَأَهْلِ إجَابَتِكَ ، وَتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ .

رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَآلِهِ ، صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَة سَالِفَة وَمُسْتَأْنَفَة ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذَلِكَ صَلَوَات تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا ، وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الاَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأمْرِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ ، وَخُلَفَآءَكَ فِي أَرْضِكَ ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ تُحَفِكَ وَكَرَامَتِكَ ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الاَشْيَآءَ مِنْ عَطَاياكَ وَنَوَافِلِكَ ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وَفَوائِدِكَ . رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا ، وَلاَ غَايَةَ لأمَدِهَا ، وَلاَ نِهَايَةَ لاِخِرِهَا .

رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمَا دُونَهُ ، وَمِلءَ سَموَاتِكَ وَمَا فَوْقَهُنَّ ، وَعَدَدَ أَرَضِيْكَ ، وَمَا تَحْتَهُنَّ ، وَمَ بَيْنَهُنَّ ، صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى ، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضَىً ، وَمُتَّصِلَةٌ بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً .

 

 اللَّهُمَّ : إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَان بِإمَام :

 أَقَمْتَهُ : عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَّمَنارَاً فِي بِلاَدِكَ ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ (أوَاِمِرِه) وَالانْتِهَآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ .

فَهُوَ : عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ ، وَبَهَآءُ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ ، وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً ، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاعَزِّ ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ ، وَقَوِّ عَضُدَهُ ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الاَغْلَبِ ، وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ ، وَشَرَائِعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

وَأَحْيِ بِهِ : مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرَّآءَ مِنْ سَبِيلِكَ ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ ، وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً ، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لاَِوْلِيَآئِكَ ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ .

وَهَبْ لَنا : رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ ، وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ ، وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ .

 

 اللَّهُمَّ : وَصَلِّ عَلَى أَوْلِيآئِهِمُ :

الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمْ : الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمْ ، الْمُقْتَفِيْنَ آثَارَهُمْ ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمْ ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلاَيَتِهِمْ ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإمَامَتِهِمْ ، الْمُسَلِّمِينَ لاَِمْرِهِمْ ، الْمُجْتَهِدِيْنَ فِي طاعَتِهِمْ ، الْمُنْتَظِرِيْنَ أَيَّامَهُمْ ، الْمَادِّينَ إلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمْ ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الغَادِيَاتِ، الرَّائِماتِ.

وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ : وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ ، إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَاجْعَلْنَ مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

 اللَّهُمَّ : هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ :

يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ .

 

اللَّهُمَّ : وَأَنَا عَبْدُكَ :

الَّذِي : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ ، وَبَعْدَ خَلْقِكَ إيَّاهُ ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ ، وَأَدْخَلْتَهُ فِيْ حِزْبِكَ ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْليآئِكَ ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ .

ثُمَّ أَمَرْتَهُ : فَلَمْ يَأْتَمِرْ ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إلَى نَهْيِكَ ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إلَى مَا زَيَّلْتَهُ ، وَإلَى مَا حَذَّرْتَهُ ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذالِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيْدِكَ ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ ـ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ ـ أَلاَّ يَفْعَلَ .

وَهَا أَنَا ذَا : بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ، ذَلِيلاً ، خَاضِعَاً ، خَاشِعاً ، خَائِفَاً ، مُعْتَرِفاً بِعَظِيم مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ ، وَجَلِيْل مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ .

 فَعُدْ عَلَيَّ : بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ ، وَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ ، وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّ يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ .

 

وَإنِّي : وَإنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، فَقَد قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ ، وَنَفْيَ الاَضْدَادِ وَالاَنْدَادِ وَالاشْبَاهِ عَنْكَ ، وَأَتَيْتُكَ مِنَ الاَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْها ، وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ بِهِ ، أَحَدٌ مِنْكَ إلاَّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ .

 ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ : بِالاِنابَةِ إلَيْكَ ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاسْتِكَانَةِ لَكَ ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ ، وَالثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجآئِكَ الَّذِي قَلَّ مَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيْكَ .

وَسَأَلْتُكَ : مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذّلِيلِ ، الْبَائِسِ الْفَقِيْرِ ، الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ .

 وَمَعَ ذَلِكَ : خِيفَةً وَتَضَرُّعاً ، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً ، لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَلاَ مُتَعَالِياً بِدالَّةِ الْمُطِيعِينَ ، وَلاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ .

وَأَنَا بَعْدُ : أَقَلُّ الاَقَلِّيْنَ ، وَأَذَلُّ الاَذَلِّينَ ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا .

 فَيَا مَنْ : لَمْ يَعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ ، وَلاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ ، وَيَا مَنْ يَمُنُّ بِإقَالَةِ الْعَاثِرِينَ ، وَيَتَفَضَّلُ بإنْظَارِ الْخَاطِئِينَ .

 أَنَا الْمُسِيءُ : الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ ، أَنَ الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً ، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً ، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ ، أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ ، أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنآءِ.

بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ : مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَريَّتِكَ ، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوالاتِكَ ، وَمَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ .

 تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِيَ هَذَا : بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَارَ إلَيْكَ مُتَنَصِّلاً ، وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً ، وَتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ ، وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ ، وَالْمَكَانَةِ مِنْكَ ، وَتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِيْ ذَاتِكَ ، وَأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ .

وَلاَ تُؤَاخِذْنِي : بِتَفْرِيطِيْ فِي جَنْبِكَ ، وَتَعَدِّي طَوْرِيْ فِي حُدودِكَ ، وَمُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ ، وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإمْلائِكَ لِي،  اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ ، وَلَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي .

 وَنَبِّهْنِي : مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ .

 وَخُذْ بِقَلْبِي : إلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ القَانِتِيْنَ ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ .

وَأَعِذْنِي : مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ ، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ ، وَ يَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ .

 وَسَهِّلْ لِي : مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إلَيْكَ ، وَالْمُسَابَقَةِ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ ، وَالْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ .

وَلاَ تَمْحَقْنِي : فِيمَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ ، وَلاَ تُتَبِّرْني فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ .

وَنَجِّنِيْ : مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ ، وَخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوى ، وَأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الاِمْلاءِ ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي ، وَهَوىً يُوبِقُنِي ، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُنِي .

وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي : إعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الامَلِ فِيكَ ، فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاَ تَمْنَحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِيْ بِهِ ، فَتَبْهَظَنِي مِمَّا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ ، وَلاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ ، وَلاَ حَاجَةَ بِكَ إلَيْهِ ، وَلاَ إنابَةَ لَهُ ، وَلاَ تَرْمِ بِيَ رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ .

بَلْ خُذْ بِيَدِيْ : مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّدِينَ ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِيْنَ ، وَزَلّةِ الْمَغْرُورِينَ ، وَوَرْطَةِ الْهَالِكِينَ ، وَعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وَإمآئِكَ ، وَبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَرَضِيتَ عَنْهُ ، فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً ، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً .

وَطَوِّقْنِي : طَوْقَ الاِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الازْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئاتِ ، وَفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ ، وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إلاَّ بِكَ  عَمَّا لا َ يُرْضِيْكَ عَنِّي غَيْرُهُ .

وَانْزَعْ مِنْ قَلْبِي : حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّة تَنْهى عَمَّ عِنْدَكَ ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَآءِ الْوَسِيلَةِ إلَيْكَ ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُبِ مِنْكَ .

وَزَيِّنَ لِيَ : التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمكَ ، وَتَفُكُّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ ، وَهَبْ لِي التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا ، وَسَرْبِلْنِي بِسِرْبالِ عَافِيَتِكَ ، وَرَدِّنِي رِدَآءَ مُعَافاتِكَ ، وَجَلِّلْنِي سَوابِغَ نَعْمَائِكَ ، وَظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ ، وَأَيْدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وَتَسْدِيْدِكَ ، وَأَعِنِّي عَلَى صالِحِ النِّيَّةِ وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ .

 وَلاَ تَكِلْنِي : إلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقائِكَ ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِياِئكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ ، بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لاِلائِكَ ، وَأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ ، وَأَعْتَرِفِ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إلَيَّ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي إلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الْرَّاغِبِينَ ، وَحَمْدِي إيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِيْنَ ، وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فاقَتِي إلَيْكَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إلَيْكَ ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمَعَانِدِينَ لَكَ

 فَإنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ : أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ ، وَأَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ ، وَأَعْوَدُ بِالاحْسَانِ ، وَأَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إلَى أنْ تَشْهَرَ ، فَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِما أُرِيدُ ، وَتَبْلُغُ مَا أُحِبُّ ، مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ ، وَلاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ .

 وَأَمِتْنِي : مِيْتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَعَنْ يِمِيِنهِ .

 وَذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ : وَأَعِزَّنِيْ عِنْدَ خَلْقِكَ ، وَضَعْنِي إذَا خَلَوْتُ بِكَ ، وَارْفَعْنِي بَيْنَ عِبادِكَ ، وَأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَزِدْنِي إلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً ، وَأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاءِ ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَنَآءِ .

 تَغَمَّدْنِي : فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي ، بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ ، وَالاخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَناتُهُ ، وَإذَا أَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً أَوْ سُوءً فَنَجِّنِي مِنْهَ لِواذاً بِكَ ، وَإذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَة فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِيْ آخِرَتِكَ ، وَاشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا ، وَقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا.

وَلاَ تَمْدُدْ لِيَ : مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي ، وَلاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهَآئِي ، وَلاَ تَسُمْنِي خَسِيْسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي ، وَلاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي ، وَلاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا ، وَلاَ خِيْفةً أوجِسُ دُونَهَا .

اجْعَلْ هَيْبَتِي : في وَعِيدِكَ ، وَحَذَرِي مِنْ إعْذارِكَ وَإنْذَارِكَ ، وَرَهْبَتِي عِنْدَ تِلاَوَةِ آياتِكَ ، وَاعْمُرْ لَيْلِي بِإيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ ، وَتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ ، وَتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إلَيْكَ ، وَإنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ ، وَمُنَازَلَتِي إيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ ، وَإجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ .

وَلاَ تَذَرْنِي : فِي طُغْيَانِي عَامِهاً ، وَلاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِين ، وَلاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَلاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ ، وَلاَ فِتْنَةً لِمَن نَظَرَ ، وَلاَ تَمْكُرْ بِيَ فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ ، وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِيَ غَيْرِي ، وَلاَ تُغَيِّرْ لِيْ إسْماً ، وَلاَ تُبدِّلْ لِي جِسْماً ، وَلاَ تَتَّخِذْنِي هُزُوَاً لِخَلْقِكَ ، وَلاَ سُخْرِيّاً لَكَ ، وَلاَ تَبَعاً إلاَّ لِمَرْضَاتِكَ ، وَلاَ مُمْتَهَناً إلاَّ بِالانْتِقَامِ لَكَ .

وَأَوْجِدْنِي : بَرْدَ عَفْوِكَ ، و حَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ ، وَرَوْحِكَ وَرَيْحَانِكَ ، وَجَنَّةِ نَعِيْمِكَ ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِكَ ، وَالاجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَعِنْدَك ، وَأَتْحِفْنِي بِتُحْفَة مِنْ تُحَفَاتِكَ ، وَاجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً ، وَكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَة ، وَأَخِفْنِي مَقَامَكَ ، وَشَوِّقْنِي لِقاءَكَ .

وَتُبْ عَلَيَّ : تَوْبَةً نَصُوحاً ، لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صِغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ، وَلاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَلاَ سَرِيرَةً ، وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَاعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى الْخَاشِعِيْنَ .

وَكُنْ لِي : كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ ، وَحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ ، وَاجْعَلْ لِيَ لِسَانَ صِدْق فِي الْغَابِرِيْنَ ، وَذِكْراً نامِياً فِي الاخِرِينَ ، وَوَافِ بِيَ عَرْصَةَ الاَوَّلِينَ ، وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ ، امْلاْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدَيَّ ، وَسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إلَيَّ .

وَجَاوِرْ بِيَ : الاَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَآئِكَ ، فِي الْجِنَاْنِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لاَِصْفِيآئِكَ ، وَجَلِّلْنِي شَرَآئِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لاَِحِبَّائِكَ ، وَاجْعَلْ لِيَ عِنْدَكَ مَقِيْلاً آوِي إلَيْهِ مُطْمَئِنّاً ، وَمَثابَةً أَتَبَوَّأُهَا وَأَقَرُّ عَيْناً .

 وَلاَ تُقَايِسْنِي : بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ، وَأَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَة .

وَاجْعَلْ لِي : فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة ، وأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوَالِكَ ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الاِحْسَانِ مِنْ إفْضَالِكَ ، وَاجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ ، وَهَمِّيَ مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ ، وَأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ العُقُولِ طَاعَتَكَ .

 وَاجْمَعْ لِي : الْغِنى ، وَالْعَفَافَ ، وَالدَّعَةَ ، وَالْمُعَافَاةَ ، وَالصِّحَّةَ ، وَالسَّعَةَ ، وَالطُّمَأْنِيْنَةَ ، وَالْعَافِيَةَ .

وَلاَ تُحْبِطْ : حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلاَ خَلَواتِي بِمَا يَعْرِضُ لِيَ مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ ، وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إلَى أَحَد مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَذُبَّنِي عَنِ التِماسِ مَ عِنْدَ الفَاسِقِينَ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً، وَلاَ لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً.

وَحُطْنِي : مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ ، حِيَاطَةً تَقِيْنِي بِهَ ، وَافْتَحْ لِيَ أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ ، وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ ، وَرِزْقِكَ الواسِعِ ، إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ .

 وَأَتْمِمْ لِي إنْعَامَكَ : إنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِيْنَ ، وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْرِيْ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَآءَ وَجْهِكَ يَاربَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الابِدِينَ .

 

دعاء الموقف

للإمام علي بن الحسين

عليه السلام يوم عرفة

 

قال المفيد في المزار :

و إذا حضرت : مشهد الحسين عليه السلام يوم عرفة أو عرفات نفسها ، أو حيث حللت من البلاد ، فاغتسل قبل الزوال ، و ابرز تحت السماء ، و ادع بهذا الدعاء :

 

اللَّهُمَّ : أَنْتَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ، وَ أَنْتَ اللَّهُ الدَّائِبُ‏ القائم فِي غَيْرِ وَصَبٍ وَ لَا نَصَبٍ ، وَ لَا تَشْغَلُكَ رَحْمَتُكَ عَنْ عَذَابِكَ  وَ لَا عَذَابُكَ عَنْ رَحْمَتِكَ ، خَفِيتَ مِنْ غَيْرِ مَوْتٍ  وَ ظَهَرْتَ فَلَا شَيْ‏ءَ فَوْقَكَ ، وَ تَقَدَّستَ فِي عُلُوِّكَ  وَ تَرَدَّيْتَ بِالْكِبْرِيَاءِ فِي الْأَرْضِ وَ فِي السَّمَاءِ ، وَ قَوِيتَ فِي سُلْطَانِكَ ، وَ دَنَوْتَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فِي ارْتِفَاعِكَ .

وَ خَلَقْتَ الْخَلْقَ : بِقُدْرَتِكَ  وَ قَدَّرْتَ الْأُمُورَ بِعِلْمِكَ ، وَ قَسَّمْتَ الْأَرْزَاقَ بِعَدْلِكَ  وَ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ عِلْمُكَ .

وَ حَارَتِ الْأَبْصَارُ : دُونَكَ  ، وَ قَصُرَ دُونَكَ طَرْفُ كُلِّ طَارِفٍ ، وَ كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ صِفَاتِكَ ، وَ غَشِيَ بَصَرَ كُلِّ نَاظِرٍ نُورُكَ ، وَ مَلَأْتَ بِعَظَمَتِكَ أَرْكَانَ عَرْشِكَ .

وَ ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ : عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ نَظَرْتَ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدٍ سَبَقَكَ إِلَى صَنْعَةِ شَيْ‏ءٍ مِنْهُ ، وَ لَمْ تُشَارَكْ فِي خَلْقِكَ  وَ لَمْ تَسْتَعِنْ بِأَحَدٍ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَمْرِكَ , وَ لَطُفْتَ‏ فِي عَظَمَتِكَ ، وَ انْقَادَ لِعَظَمَتِكَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ ، وَ ذَلَّ لِعِزِّكَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ .

أُثْنِي عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي : وَ مَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ فِي مِدْحَتِكَ ثَنَائِي مَعَ قِلَّةِ عَمَلِي وَ قِصَرِ رَأْيِي ، وَ أَنْتَ يَا رَبَّ الْخَالِقِ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ ، وَ أَنْتَ الْمَالِكُ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ ، وَ أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْعَبْدُ ، وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ ، وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ ، وَ أَنْتَ الْغَفُورُ وَ أَنَا الْخَاطِئُ ، وَ أَنْتَ الْحَيُ‏ الَّذِي لا يَمُوتُ‏ وَ أَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ .

يَا مَنْ : خَلَقَ الْخَلْقَ  وَ دَبَّرَ الْأُمُورَ ، فَلَمْ يُقَايِسْ شَيْئاً بِشَيْ‏ءٍ مِنْ خَلْقِهِ  وَ لَمْ يَسْتَعِنْ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَمْضَى الْأُمُورَ عَلَى خَلْقِهِ بِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَمْضَى الْأُمُورَ عَلَى قَضَائِهِ  وَ أَجَّلَهَا إِلَى أَجَلٍ ، قَضَى فِيهَا بِعَدْلِهِ  وَ عَدَلَ فِيهَا  بِفَصْلِهِ  وَ فَصَلَ فِيهَا بِحُكْمِهِ  وَ حَكَمَ فِيهَ بِعَدْلِهِ‏  وَ عَلِمَهَا بِحِفْظِهِ ، ثُمَّ جَعَلَ  مُنْتَهَاهَا إِلَى مَشِيَّتِهِ  وَ مُسْتَقَرَّهَا إِلَى مَحَبَّتِهِ  وَ مَوَاقِيتَهَا إِلَى قَضَائِهِ‏ .

 لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ :‏ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ‏  وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ‏ ، وَ لَا مُسْتَرَاحَ عَنْ أَمْرِهِ  وَ لَا مَحِيصَ لِقَدَرِهِ‏ ، وَ لَا خُلْفَ لِوَعْدِهِ  وَ لَا مُتَخَلَّفَ عَنْ دَعْوَتِهِ ، وَ لَا يُعْجِزُهُ شَيْ‏ءٌ طَلَبَهُ  وَ لَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ أَحَدٌ أَرَادَهُ  ، وَ لَا يَعْظُمُ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ فَعَلَهُ  وَ لَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ صَنَعَهُ ، وَ لَ يَزِيدُ فِي سُلْطَانِهِ طَاعَةُ مُطِيعٍ  وَ لَا تَنْقُصُهُ مَعْصِيَةُ عَاصٍ ، وَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيْهِ‏  وَ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً .

الَّذِي : مَلَّكَ الْمُلُوكَ بِقُدْرَتِهِ  وَ اسْتَعْبَدَ الْأَرْبَابَ بِعِزِّهِ ، وَ سَادَ الْعُظَمَاءَ بِجُودِهِ  وَ عَلَا السَّادَةَ بِمَجْدِهِ ، وَ انْهَدَّتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِهِ  وَ عَلَا أَهْلَ السُّلْطَانِ بِسُلْطَانِهِ وَ رُبُوبِيَّتِهِ ، وَ أَبَادَ الْجَبَابِرَةَ بِقَهْرِهِ  وَ أَذَلَّ الْعُظَمَاءَ بِعِزِّهِ ، وَ أَسَّسَ الْأُمُورَ بِقُدْرَتِهِ  وَ بَنَى الْمَعَالِيَ بِسُؤْدُدِهِ ، وَ تَمَجَّدَ بِفَخْرِهِ  وَ فَخَرَ بِعِزِّهِ  ، وَ عَزَّ بِجَبَرُوتِهِ  وَ عَمَّ بِنِعْمَتِهِ ، وَ وَسِعَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِرَحْمَتِهِ .

إِيَّاكَ أَدْعُو : وَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ وَ مِنْكَ أَطْلُبُ  وَ إِلَيْكَ أَرْغَبُ ، يَا غَايَةَ الْمُسْتَضْعَفِينَ  وَ يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَ مُعْتَمِدَ الْمُضْطَهِدِينَ  وَ مُنْجِيَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ مُثِيبَ الصَّابِرِينَ  وَ عِصْمَةَ الصَّالِحِينَ ، وَ حِرْزَ الْعَارِفِينَ  وَ أَمَانَ الْخَائِفِينَ ، وَ ظَهْرَ اللَّاجِئِينَ  وَ جَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ ، وَ طَالِبَ الْغَادِرِينَ  وَ مُدْرِكَ الْهَارِبِينَ ، وَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  وَ خَيْرَ النَّاصِرِينَ ، وَ خَيْرَ الْفَاصِلِينَ  وَ خَيْرَ الْغَافِرِينَ‏ ،  وَ أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ  وَ أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ .

لَا يَمْتَنِعُ : مِنْ بَطْشِهِ شَيْ‏ءٌ  وَ لَا يَنْتَصِرُ مِنْ عُقُوبَتِهِ ، وَ لَا مَحِيصَ عَنْ قَدَرِهِ وَ لَا يَحْتَالُ لِكَيْدِهِ ، وَ لَا يُدْرَكُ عِلْمُهُ  وَ لَا يُدْرَأُ مُلْكُهُ ، وَ لَا يُقْهَرُ عِزُّهُ  وَ لَا يُذَلُّ اسْتِكْبَارُهُ ، وَ لَا يُبْلَغُ جَبَرُوتُهُ  وَ لَا تَصْغُرُ عَظَمَتُهُ ، وَ لَا يَضْمَحِلُّ فَخْرُهُ وَ لَا يَتَضَعْضَعُ رُكْنُهُ ، وَ لَا تُرَامُ قُوَّتُهُ .

الْمُحْصِي : لِبَرِيَّتِهِ  الْحَافِظُ أَعْمَالَ خَلْقِهِ .

وَ لَا ضِدَّ لَهُ : وَ لَا نِدَّ لَهُ  ، وَ لَا وَلَدَ لَهُ  وَ لَا صَاحِبَةَ لَهُ ، وَ لَا سَمِيَّ لَهُ وَ لَا قَرِيبَ لَهُ ، وَ لَا كُفْوَ لَهُ  وَ لَا شِبْهَ‏ لَهُ  وَ لَا نَظِيرَ لَهُ .

وَ لا مُبَدِّلَ : لِكَلِماتِهِ‏  وَ لَا يُبْلَغُ مَبْلَغَهُ ، وَ لَا يَقْدِرُ شَيْ‏ءٌ قُدْرَتَهُ  وَ لَا يُدْرِكُ شَيْ‏ءٌ أَثَرَهُ ، وَ لَا يَنْزِلُ شَيْ‏ءٌ مَنْزِلَتَهُ  وَ لَا يُدْرَكُ شَيْ‏ءٌ أَحْرَزَهُ  وَ لَ يَحُولُ دُونَهُ شَيْ‏ءٌ .

بَنَى السَّمَاوَاتِ : فَأَتْقَنَهُنَّ وَ مَا فِيهِنَّ بِعَظَمَتِهِ، وَ دَبَّرَ أَمْرَهُ فِيهِنَّ بِحِكْمَتِهِ.

وَ كَانَ : كَمَا هُوَ أَهْلُهُ ، لَا بِأَوَّلِيَّةٍ قَبْلَهُ  وَ لَا بِآخِرِيَّةٍ بَعْدَهُ ، وَ كَانَ كَمَا يَنْبَغِي لَهُ يَرَى وَ لَا يُرَى  وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى .

يَعْلَمُ : السِّرَّ وَ الْعَلَانِيَةَ  وَ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَ لَيْسَ لِنَقِمَتِهِ وَاقِيَةٌ  ، يَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى ، وَ لَا تُحْصِنُ مِنْهُ الْقُصُورُ  وَ لَا تُجِنُّ مِنْهُ السُّتُورُ ، وَ لَ تُكِنُّ مِنْهُ الْجُدُورُ  وَ لَا تُوَارِي مِنْهُ الْبُحُورُ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ  وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ‏ .

يَعْلَمُ : هَمَاهِمَ الْأَنْفُسِ  وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ وَ وَسَاوِسَهَا  وَ نِيّاتِ‏ الْقُلُوبِ ، وَ نُطْقَ الْأَلْسُنِ  وَ رَجْعَ الشِّفَاهِ ، وَ بَطْشَ الْأَيْدِي  وَ نَقْلَ الْأَقْدَامِ ، وَ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ‏  وَ السِّرَّ وَ أَخْفى‏ ، وَ النَّجْوَى‏  وَ ما تَحْتَ الثَّرى‏ ، وَ لَا يَشْغَلُهُ شَيْ‏ءٌ عَنْ شَيْ‏ءٍ  ، وَ لَا يُفَرِّطُ فِي شَيْ‏ءٍ  وَ لَا يَنْسَى شَيْئاً لِشَيْ‏ءٍ .

أَسْأَلُكَ : يَا مَنْ عَظُمَ صَفْحُهُ  وَ حَسُنَ صُنْعُهُ ، وَ كَرُمَ عَفْوُهُ  وَ كَثُرَتْ نِعَمُهُ ، وَ لَا يُحْصَى إِحْسَانُهُ  وَ جَمِيلُ بَلَائِهِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوَائِجِي الَّتِي أَفْضَيْتُ بِهَا إِلَيْكَ ، وَ قُمْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْكَ  وَ أَنْزَلْتُهَا بِكَ  وَ شَكَوْتُهَا إِلَيْكَ ، مَعَ مَا كَانَ مِنْ تَفْرِيطِي فِيمَا أَمَرْتَنِي  وَ تَقْصِيرِي فِيمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ‏ .

يَا نُورِي : فِي كُلِّ ظُلْمَةٍ  ، وَ يَا أُنْسِي فِي كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَ يَا ثِقَتِي فِي كُلِّ شِدَّةٍ  وَ يَا رَجَائِي فِي كُلِّ كُرْبَةٍ ، وَ يَا وَلِيِّي فِي كُلِّ نِعْمَةٍ ، وَ يَا دَلِيلِي فِي الظَّلَامِ  أَنْتَ دَلِيلِي إِذَا انْقَطَعَتْ دَلَالَةُ الْأَدِلَّاءِ ، فَإِنَّ دَلَالَتَكَ لَ تَنْقَطِعُ .

لَا يَضِلُّ : مَنْ هَدَيْتَ ، وَ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ .

أَنْعَمْتَ عَلَيَّ : فَأَسْبَغْتَ ، وَ رَزَقْتَنِي فَوَفَّرْتَ ، وَ وَعَدْتَنِي‏ فَأَحْسَنْتَ  وَ أَعْطَيْتَنِي فَأَجْزَلْتَ ، بِلَا اسْتِحْقَاقٍ لِذَلِكَ بِعَمَلٍ مِنِّي ، وَ لَكِنِ ابْتِدَاءً مِنْكَ بِكَرَمِكَ وَ جُودِكَ ، فَأَنْفَقْتَ نِعْمَتَكَ فِي مَعَاصِيكَ ، وَ تَقَوَّيْتُ بِرِزْقِكَ عَلَى سَخَطِكَ ، وَ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِيمَا لَا تُحِبُّ ، فَلَمْ تَمْنَعْكَ جُرْأَتِي عَلَيْكَ  وَ رُكُوبِي مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ  وَ دُخُولِي فِيمَا حَرَّمْتَ عَلَيَّ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ  وَ لَمْ يَمْنَعْنِي عَوْدُكَ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، أَنْ عُدْتُ فِي مَعَاصِيكَ  فَأَنْتَ الْعَائِدُ بِالْفَضْلِ  وَ أَنَا الْعَائِدُ بِالْمَعَاصِي .

وَ أَنْتَ : يَا سَيِّدِي خَيْرُ الْمَوَالِي لِعَبِيدِهِ ، وَ أَنَا شَرُّ الْعَبِيدِ .

أَدْعُوكَ : فَتُجِيبُنِي  ، وَ أَسْأَلُكَ فَتُعْطِينِي ، وَ أَسْكُتُ عَنْكَ فَتَبْتَدِئُنِي ، وَ أَسْتَزِيدُكَ فَتَزِيدُنِي ، فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنَا لَكَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ .

أَنَا الَّذِي : لَمْ أَزَلْ أُسِي‏ءُ  وَ تَغْفِرُ لِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْبَلَاءِ  وَ تُعَافِينِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لِلْهَلَكَةِ  وَ تُنْجِينِي ، وَ لَمْ أَزَلْ أَضِيعُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فِي تَقَلُّبِي  فَتَحْفَظُنِي .

فَرَفَعْتَ خَسِيسَتِي‏ : وَ أَقَلْتَ عَثْرَتِي  وَ سَتَرْتَ عَوْرَتِي ، وَ لَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، وَ لَمْ تُنَكِّسْ بِرَأْسِي عِنْدَ إِخْوَانِي ، بَلْ سَتَرْتَ عَلَيَّ الْقَبَائِحَ الْعِظَامَ  وَ الْفَضَائِحَ الْكِبَارَ ، وَ أَظْهَرْتَ حَسَنَاتِيَ الْقَلِيلَةَ الصِّغَارَ  مَنّاً مِنْكَ  وَ تَفَضُّلًا  وَ إِحْسَاناً  وَ إِنْعَاماً  وَ اصْطِنَاعاً .

ثُمَّ أَمَرْتَنِي : فَلَمْ آتَمِرْ ، وَ زَجَرْتَنِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، وَ لَمْ أَشْكُرْ نِعْمَتَكَ  وَ لَمْ أَقْبَلْ نَصِيحَتَكَ  وَ لَمْ أُؤَدِّ حَقَّكَ ، وَ لَمْ أَتْرُكْ مَعَاصِيَكَ  ، بَلْ عَصَيْتُكَ بِعَيْنِي وَ لَوْ شِئْتَ أَعْمَيْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِسَمْعِي  وَ لَوْ شِئْتَ أَصْمَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِيَدِي  وَ لَوْ شِئْتَ لَكَنَّعْتَنِي‏  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِرِجْلِي  وَ لَوْ شِئْتَ لَجَذَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِفَرْجِي  وَ لَوْ شِئْتَ عَقَمْتَنِي  فَلَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ بِي ، وَ عَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِي  وَ لَمْ يَكُ هَذَا جَزَاؤُكَ مِنِّي .

فَعَفْوَكَ : عَفْوَكَ ، فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ الْمُقِرُّ بِذَنْبِي ، الْخَاضِعُ لَكَ بِذُلِّي ، الْمُسْتَكِينُ لَكَ بِجُرْمِي ، مُقِرٌّ لَكَ بِجِنَايَتِي  مُتَضَرِّعٌ إِلَيْكَ‏ ، رَاجٍ لَكَ فِي مَوْقِفِي هَذَا  ، تَائِبٌ مِنْ جَرِيرَتِي وَ مِنِ اقْتِرَافِي ، مُسْتَغْفِرٌ لَكَ مِنْ ظُلْمِي لِنَفْسِي ، رَاغِبٌ إِلَيْكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، مُبْتَهِلٌ إِلَيْكَ فِي الْعَفْوِ عَنِّي‏ مِنَ الْمَعَاصِي ، طَالِبٌ إِلَيْكَ أَنْ تُنْجِحَ لِي حَوَائِجِي  وَ تُعْطِيَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَ أَنْ تَسْمَعَ نِدَائِي  وَ تَسْتَجِيبَ دُعَائِي ، وَ تَرْحَمَ تَضَرُّعِي وَ شَكْوَايَ ، وَ كَذَلِكَ الْعَبْدُ الْخَاطِئُ يَخْضَعُ لِسَيِّدِهِ ، وَ يَتَخَشَّعُ لِمَوْلَاهُ بِالذُّلِّ .

يَا أَكْرَمَ : مَنْ أَقَرَّ لَهُ بِالذُّنُوبِ ، وَ أَكْرَمَ مَنْ خُضِعَ لَهُ وَ خُشِعَ ، مَا أَنْتَ صَانِعٌ  بِمُقِرٍّ لَكَ بِذَنْبِهِ  خَاشِعٍ لَكَ بِذُلِّهِ .

فَإِنْ‏ كَانَتْ : ذُنُوبِي قَدْ حَالَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ ، أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ  وَ تَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ ، وَ تُنْزِلَ عَلَيَّ شَيْئاً مِنْ بَرَكَاتِكَ ، أَوْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتاً ، أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً ، أَوْ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ .

فَهَا أَنَا ذَا : عَبْدُكَ  مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ  وَ عِزِّ جَلَالِكَ ، مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ  وَ مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ ، وَ مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ  وَ أَكْرَمِهِمْ لَدَيْكَ ، وَ أَوْلَاهُمْ بِكَ  وَ أَطْوَعِهِمْ لَكَ ، وَ أَعْظَمِهِمْ مِنْكَ مَنْزِلَةً  وَ عِنْدَكَ مَكَاناً ، وَ بِعِتْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمُ  الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ ، الَّذِينَ افْتَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ  وَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ وُلَاةَ أَمْرِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

يَا مُذِلَّ : كُلِّ جَبَّارٍ ، وَ يَا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ ، قَدْ بَلَغَ مَجْهُودِي  فَهَبْ لِي نَفْسِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ  بِرَحْمَتِكَ .

اللَّهُمَّ : لَا قُوَّةَ لِي عَلَى سَخَطِكَ ، وَ لَا صَبْرَ لِي عَلَى عَذَابِكَ ، وَ لَا غَنَاءَ بِي‏ عَنْ رَحْمَتِكَ ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ غَيْرِي  وَ لَا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرُكَ ، وَ لَا قُوَّةَ لِي عَلَى الْبَلَاءِ  وَ لَا طَاقَةَ لِي عَلَى الْجَهْدِ .

أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالْأَئِمَّةِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِسِرِّكَ ، وَ أَطْلَعْتَهُمْ عَلَى خَفِيَّتِك، وَ اخْتَرْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ طَهَّرْتَهُمْ وَ أَخْلَصْتَهُمْ‏ ، وَ اصْطَفَيْتَهُمْ وَ أَصْفَيْتَهُمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ هُدَاةً مَهْدِيِّينَ ، وَ ائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَ عَصَمْتَهُمْ عَنْ مَعَاصِيكَ ، وَ رَضِيتَهُمْ لِخَلْقِكَ وَ خَصَصْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ اجْتَبَيْتَهُمْ بِكَلَامِكَ وَ حَبَوْتَهُمْ ، وَ جَعَلْتَهُمْ حُجَجاً عَلَى خَلْقِكَ ، وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمْ  وَ لَمْ تُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَتِهِمْ ، وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ عَلَى مَنْ بَرَأْتَ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ : فِي مَوْقِفِي الْيَوْمَ ، أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ خِيَارِ وَفْدِكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ ارْحَمْ صُرَاخِي  وَ اعْتِرَافِي بِذَنْبِي  وَ تَضَرُّعِي ، وَ ارْحَمْ طَرْحِي رَحْلِي بِفِنَائِكَ ، وَ ارْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ .

يَا أَكْرَمَ : مَنْ سُئِلَ ، يَا عَظِيماً يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ ، أغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ‏ الْعَظِيمَ  إِلَّا الْعَظِيمُ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، يَا رَبَّ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَقْطَعْ رَجَائِي ، يَا مَنَّانُ مُنَّ بِهِ عَلَيَّ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  يَا مَنْ لَا يَخِيبُ سَائِلُهُ  لَا تَرُدَّنِي‏ خَائِباً ، يَا عَفُوُّ اعْفُ عَنِّي ، يَا تَوَّابُ تُبْ عَلَيَّ وَ اقْبَلْ تَوْبَتِي .

يَا مَوْلَايَ : حَاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيهَا لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي ، وَ إِنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي ، أَعْطِنِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .

اللَّهُمَّ : بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَنِّي تَحِيَّةً وَ سَلَاماً ، وَ بِهِمُ الْيَوْمَ فَاسْتَنْقِذْنِي .

يَا مَنْ : أَمَرَ بِالْعَفْوِ ، يَا مَنْ يَجْزِي عَلَى الْعَفْوِ ، يَا مَنْ يَعْفُو ، يَا مَنْ رَضِيَ الْعَفْوَ ، يَا مَنْ يُثِيبُ عَلَى الْعَفْوِ ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ .. يَقُولُهَا عِشْرِينَ مَرَّةً .

أَسْأَلُكَ : الْيَوْمَ الْعَفْوَ ، وَ أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ .

هَذَا : مَكَانُ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ ، هَذَا مَكَانُ الْمُضْطَرِّ إِلَى رَحْمَتِكَ ، هَذَا مَكَانُ الْمُسْتَجِيرِ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ مِنْكَ ، أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ .

يَا أَمَلِي : يَا رَجَائِي ، يَا خَيْرَ مُسْتَعَانٍ‏ ، يَا أَجْوَدَ الْمُعْطِينَ ، يَا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ ، يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ  ، وَ ثِقَتِي وَ رَجَائِي وَ مُعْتَمَدِي ، وَ يَا ذُخْرِي وَ يَا ظَهْرِي وَ عُدَّتِي ، وَ غَايَةَ أَمَلِي وَ رَغْبَتِي  ، يَا غِيَاثِي يَا وَارِثِي ، مَ أَنْتَ صَانِعٌ بِي فِي هَذَا الْيَوْمِ  الَّذِي قَدْ فَزِعَتْ فِيهِ إِلَيْكَ الْأَصْوَاتُ .

أَسْأَلُكَ : أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْلِبَنِي فِيهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً ، بِأَفْضَلِ مَا انْقَلَبَ بِهِ مَنْ رَضِيتَ عَنْهُ ، وَ اسْتَجَبْتَ دُعَاءَهُ ، وَ قَبِلْتَهُ وَ أَجْزَلْتَ حِبَاءَهُ ، وَ غَفَرْتَ ذُنُوبَهُ وَ أَكْرَمْتَهُ ، وَ لَمْ تَسْتَبْدِلْ بِهِ سِوَاهُ ، وَ شَرَّفْتَ‏ مَقَامَهُ ، وَ بَاهَيْتَ بِهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَ قَلَبْتَهُ بِكُلِّ حَوَائِجِهِ ، وَ أَحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَمَاتِ حَيَاةً طَيِّبَةً ، وَ خَتَمْتَ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَ أَلْحَقْتَهُ بِمَنْ تَوَلَّاهُ .

 اللَّهُمَّ : إِنَّ لِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةً ، وَ لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً ، وَ لِكُلِّ سَائِلٍ لَكَ عَطِيَّةً ، وَ لِكُلِّ رَاجٍ لَكَ ثَوَاباً ، وَ لِكُلِّ مُلْتَمِسٍ مَا عِنْدَكَ جَزَاءً ، وَ لِكُلِّ رَاغِبٍ إِلَيْكَ هِبَةً ، وَ لِكُلِّ مَنْ فَزِعَ إِلَيْكَ رَحْمَةً ، وَ لِكُلِّ رَاغِبٍ فِيكَ زُلْفَى ، وَ لِكُلِّ مُتَضَرِّعٍ إِلَيْكَ إِجَابَةً ، وَ لِكُلِّ مُسْتَكِينٍ إِلَيْكَ رَأْفَةً ، وَ لِكُلِّ نَازِلٍ بِكَ حِفْظاً ، وَ لِكُلِّ مُتَوَسِّلٍ إِلَيْكَ عَفْواً .

وَ قَدْ وَفَدْتُ : إِلَيْكَ ، وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ ، رَجَاءً لِمَا عِنْدَكَ  وَ رَغْبَةً إِلَيْكَ ، فَلَا تَجْعَلْنِي الْيَوْمَ أَخْيَبَ وَفْدِكَ ، وَ أَكْرِمْنِي بِالْجَنَّةِ ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ ، وَ جَمِّلْنِي بِالْعَافِيَةِ ، وَ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ ، وَ شَرَّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَ تَرُدَّنِي خَائِباً ، وَ سَلِّمْنِي مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ لِقَائِكَ حَتَّى تُبَلِّغَنِي الدَّرَجَةَ الَّتِي فِيهَا مُرَافَقَةُ أَوْلِيَائِكَ ،  وَ اسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِمْ مَشْرَباً رَوِيّاً  لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ  وَ تَوَفَّنِي فِي حِزْبِهِمْ ، وَ عَرِّفْنِي وُجُوهَهُمْ فِي رِضْوَانِكَ وَ الْجَنَّةِ ، فَإِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ هُدَاةً .

يَا كَافِيَ : كُلِّ شَيْ‏ءٍ  وَ لَا يَكْفِي مِنْكَ‏ شَيْ‏ءٌ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ مَا أَحْذَرُ ، وَ شَرَّ مَا لَا أَحْذَرُ ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ سِوَاكَ ، وَ بَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ، وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ لَا إِلَى رَأْيِي فَيُعْجِزَنِي ، وَ لَا إِلَى الدُّنْيَا فَتَلْفِظَنِي ، وَ لَا إِلَى قَرِيبٍ وَ لَا بَعِيدٍ .

 تَفَرَّدْ : بِالصُّنْعِ لِي  يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ .

اللَّهُمَّ : أَنْتَ أَنْتَ ، انْقَطَعَ الرَّجَاءُ إِلَّا مِنْكَ ، فِي هَذَا الْيَوْمِ تَطَوَّلْ عَلَيَّ فِيهِ بِالْعَافِيَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ .

اللَّهُمَّ : رَبَّ هَذِهِ الْأَمْكِنَةِ الشَّرِيفَةِ ، وَ رَبَّ كُلِّ حَرَمٍ وَ مَشْعَرٍ عَظَّمْتَ قَدْرَهُ‏ وَ شَرَّفْتَهُ ، وَ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَ بِالْحِلِّ وَ الْإِحْرَامِ ، وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْجِحْ لِي كُلَّ حَاجَةٍ بِمَا فِيهِ صَلَاحُ دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي ، وَ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَ‏  وَ مَنْ وَلَدَنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ ارْحَمْهُما كَم رَبَّيانِي صَغِيراً ، وَ اجْزِهِمَا عَنِّي خَيْرَ الْجَزَاءِ ، وَ عَرِّفْهِمَ بِدُعَائِي مَا تَقَرُّ أَعْيُنُهُمَا ، فَإِنَّهُمَا قَدْ سَبَقَانِي إِلَى الْغَايَةِ  وَ خَلَّفْتَنِي بَعْدَهُمَا ، فَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي  وَ فِيهِمَا  وَ فِي جَمِيعِ أَسْلَافِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  فِي هَذَا الْيَوْمِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ فَرِّجْ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ‏ ، وَ انْصُرْهُمْ وَ انْتَصِرْ بِهِمْ ، وَ أَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ ، وَ بَلِّغْنِي فَتْحَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اكْفِنِي كُلَّ هَوْلٍ دُونَهُ ، ثُمَّ اقْسِمِ اللَّهُمَّ لِي فِيهِمْ نَصِيباً خَالِصاً .

يَا مُقَدِّرَ الْآجَالِ : يَا مُقَسِّمَ الْأَرْزَاقِ ، أفْسَحْ لِي فِي‏ عُمُرِي ، وَ ابْسُطْ لِي فِي رِزْقِكَ‏ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَصْلِحْ لَنَا إِمَامَنَا وَ اسْتَصْلِحْهُ ، وَ أَصْلِحْ عَلَى يَدَيْهِ ، وَ آمِنْ خَوْفَهُ وَ خَوْفَنَا عَلَيْهِ ، وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ الَّذِي تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ .

اللَّهُمَّ : أمْلَأِ الْأَرْضَ بِهِ عَدْلًا وَ قِسْطاً ، كَمَ مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً ، وَ أمْنُنْ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَ أَرَامِلِهِمْ وَ مَسَاكِينِهِمْ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ خِيَارِ مَوَالِيهِ وَ شِيعَتِهِ أَشَدَّهُمْ لَهُ حُبّاً  وَ أَطْوَعَهُمْ لَهُ طَوْعاً ، وَ أَنْفَذَهُمْ لِأَمْرِهِ  وَ أَسْرَعَهُمْ إِلَى مَرْضَاتِهِ ، وَ أَقْبَلَهُمْ لِقَوْلِهِ  وَ أَقْوَمَهُمْ بِأَمْرِهِ ، وَ ارْزُقْنِي الشَّهَادَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى أَلْقَاكَ وَ أَنْتَ عَنِّي رَاضٍ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي خَلَّفْتُ الْأَهْلَ وَ الْوَلَدَ وَ مَ خَوَّلْتَنِي ، وَ خَرَجْتُ إِلَيْكَ وَ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ  رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ  وَ رَغْبَةً إِلَيْكَ ، وَ وَكَلْتُ مَا خَلَّفْتُ إِلَيْكَ  فَأَحْسِنْ عَلَيَّ فِيهِمُ‏ الْخَلَفَ ، فَإِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِكَ .

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، سُبْحَانَ اللَّهِ  وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ  وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ  وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ‏ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏  .

كتاب المزار للمفيد  ص153ب67.ورواه في مصباح المتهجد ص 477 دعاء زين العابدين عليه السلام ، عنه مصباح الكفعمي ص663 ، وابن طاوس في اقبال الأعمال ص 358، وعنه البحار ج98ص 228 ، و الحرّ العامليّ في الصحيفة السجّادية الثانية ص 137. و في الصحيفة السجّادية الجامعة ص337 دعاء 149 بتخريجاته و بياناته.

تسبيح يوم عرفة

تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير

وفي البلد الأمين : و ينبغي أن يقول هذا التسبيح بعد ذلك ، و ثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا ، و هو :

 

سُبْحَانَ اللَّهِ  : قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : مَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ يَبْقَى رَبُّنَا وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ.

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ الْمُسَبِّحِينَ ، فَضْلًا كَثِيراً ، لِرَبِّنَا الْبَاقِي وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً لَا يُحْصَى وَ لَا يُدْرَى ، وَ لَا يُنْسَى وَ لَا يَبْلَى ، وَ لَا يَفْنَى  وَ لَا يَكُونُ لَهُ مُنْتَهًى .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : تَسْبِيحاً يَدُومُ بِدَوَامِهِ ، وَ يَبْقَى بِبَقَائِهِ  ، فِي سِنِي الْعَالَمِينَ ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ  وَ أَيَّامِ‏ الدُّنْيَا ، وَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ .

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ : أَبَداً الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ ، مِمَّا لَا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَ لَا يُفْنِيهِ الْأَمَدُ ، وَ لَا يَقْطَعُهُ الْأَبَدُ ، وَ تَبَارَكَ‏ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ .

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ‏: قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏: مَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏يَبْقَى رَبُّنَا وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ.

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً يَفْضُلُ تحميد الحامدين ، فَضْلًا كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً يَفْضُلُ تحميد الحامدين ، فَضْلًا كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً يَفْضُلُ تحميد الحامدين ، فَضْلًا كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً يَفْضُلُ تحميد الحامدين ، فَضْلًا كَثِيراً ، لِرَبِّنَا الْبَاقِي وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً لَا يُحْصَى وَ لَا يُدْرَى ، وَ لَا يُنْسَى وَ لَا يَبْلَى ، وَ لَا يَفْنَى  وَ لَا يَكُونُ لَهُ مُنْتَهًى .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : تَحْمِيداً يَدُومُ بِدَوَامِهِ ، وَ يَبْقَى بِبَقَائِهِ  ، فِي سِنِي الْعَالَمِينَ ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ  وَ أَيَّامِ‏ الدُّنْيَا ، وَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : أَبَداً الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ ، مِمَّا لَا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَ لَا يُفْنِيهِ الْأَمَدُ ، وَ لَا يَقْطَعُهُ الْأَبَدُ ، وَ تَبَارَكَ‏ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ .

 

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ  : قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ لَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ: مَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْقَى رَبُّنَا وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ.

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا يَفْضُلُ تهليل المهللين ، فَضْلًا كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ .

لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا يَفْضُلُ تهليل المهللين ، فَضْلًا كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا يَفْضُلُ تهليل المهللين ، فَضْلًا كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا يَفْضُلُ تهليل المهللين ، فَضْلًا كَثِيراً ، لِرَبِّنَا الْبَاقِي وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ .

وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا لَا يُحْصَى وَ لَا يُدْرَى ، وَ لَا يُنْسَى وَ لَا يَبْلَى ، وَ لَا يَفْنَى  وَ لَا يَكُونُ لَهُ مُنْتَهًى .

وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : تَهْلِيلًا يَدُومُ بِدَوَامِهِ ، وَ يَبْقَى بِبَقَائِهِ  ، فِي سِنِي الْعَالَمِينَ ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ  وَ أَيَّامِ‏ الدُّنْيَا ، وَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ .

وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ : أَبَداً الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ ، مِمَّا لَا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَ لَا يُفْنِيهِ الْأَمَدُ ، وَ لَا يَقْطَعُهُ الْأَبَدُ ، وَ تَبَارَكَ‏ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ .

 

اللَّهُ‏ أَكْبَرُ: قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : مَعَ كُلِّ أَحَدٍ ، وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ يَبْقَى رَبُّنَا وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ.

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً يَفْضُلُ تكبير المكبرين ، فَضْلًا كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً يَفْضُلُ تكبير المكبرين، فَضْلًا كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً يَفْضُلُ تكبير المكبرين ، فَضْلًا كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً يَفْضُلُ تكبير المكبرين ، فَضْلًا كَثِيراً ، لِرَبِّنَا الْبَاقِي وَ يَفْنَى كُلُّ أَحَدٍ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً لَا يُحْصَى وَ لَا يُدْرَى ، وَ لَا يُنْسَى وَ لَا يَبْلَى ، وَ لَا يَفْنَى  وَ لَا يَكُونُ لَهُ مُنْتَهًى .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : تَكْبِيراً يَدُومُ بِدَوَامِهِ ، وَ يَبْقَى بِبَقَائِهِ  ، فِي سِنِي الْعَالَمِينَ ، وَ شُهُورِ الدُّهُورِ  وَ أَيَّامِ‏ الدُّنْيَا ، وَ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ .

وَ اللَّهُ‏ أَكْبَرُ : أَبَداً الْأَبَدِ وَ مَعَ الْأَبَدِ ، مِمَّا لَا يُحْصِيهِ الْعَدَدُ ، وَ لَا يُفْنِيهِ الْأَمَدُ ، وَ لَا يَقْطَعُهُ الْأَبَدُ ، وَ تَبَارَكَ‏ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‏ .

 

يا طيب : ذكر التسبيح فقط ، ثم بعد ذكر التسبيح :

ثم قل : و الحمد لله قبل كل أحد إلى آخره ، كما مر في التسبيح غير أنك تبدل لفظ التسبيح بالتحميد ، و كذلك تقول:  لا إله إلا الله ، و الله أكبر.

البلد الأمين و الدرع الحصين ص 259 ح16 . بحار الأنوار ج‏95ص214 ب18ح2.

 

فوضعنا ما عرفت أعلاه من ذكر الدعاء .

وأسألكم الدعاء والزيارة ، وأسال الله تعالى أن يتقبل أعمالكم وطاعاتكم ويوفقكم ولمن دعوتم له لكل خير ورحمة ، ويدفع عنكم كل ضر وشر .

 

باب

زيارة عرفه

 

ثواب زيارة الإمام الحسين يوم عرفة

يا طيب : هذه بين يديك أهم الأحاديث في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في ليلة ويوم عرفة ، فتدبر في ثوابها وفضل عبودية الله والإقرار له بالطاعة بما أمر من الصلاة والتسليم على أولياءه وطلب الاستغفار عندهم ، كما في آية الصلاة والسلام عليهم وآية لو جاؤوك فاستغفروا الله وأستغفر لهم الرسول ، وآية المودة ، وآيات إيتاء ذي القربة ، وقد ذكرناها في أبوذية الرضا عليه السلام ، وأم الأحاديث فهي :

 عن بشير الدهان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

 رُبَّمَا فَاتَنِي الْحَجُّ : فَأُعَرِّفُ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام .

 فَقَالَ عليه السلام : أَحْسَنْتَ يَا بَشِيرُ .

 أَيُّمَا مُؤْمِنٍ : أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، عَارِفاً بِحَقِّهِ .

فِي غَيْرِ يَوْمِ عِيدٍ : كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ، عِشْرِينَ حِجَّةً  وَ عِشْرِينَ عُمْرَةً  مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ ، وَ عِشْرِينَ غَزْوَةً مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ إِمَامٍ عَدْلٍ .

وَ مَنْ أَتَاهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ : كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ حِجَّةٍ  وَ مِائَةَ عُمْرَةٍ  ، وَ مِائَةَ غَزْوَةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ إِمَامٍ عَدْلٍ .

 

وَ مَنْ أَتَاهُ يَوْمَ عَرَفَةَ : عَارِفاً بِحَقِّهِ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَاتٍ ، وَ أَلْفَ غَزْوَةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ إِمَامٍ عَدْلٍ .

قال فقلت له : و كيف لي بمثل الموقف ؟

قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ، ثُمَّ قَالَ يَا بَشِيرُ .

 إِنَّ الْمُؤْمِنَ : إِذَا أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَوْمَ‏ عَرَفَةَ ، وَ اغْتَسَلَ فِي الْفُرَاتِ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : بِكُلِّ خُطْوَةٍ حِجَّةً بِمَنَاسِكِهَ ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ وَ غَزْوَةً .

 

2ـ وعن داود الرقي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، و أبا الحسن الرضا عليه السلام ، و هما يقولان‏ :

مَنْ أَتَى : قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام بِعَرَفَةَ ، أَقْلَبَهُ اللَّهُ ثَلِجَ الْفُؤَادِ .

 

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : يَبْدَأُ بِالنَّظَرِ إِلَى زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، عَشِيَّةَ عَرَفَةَ .

قَالَ قُلْتُ : قَبْلَ نَظَرِهِ لِأَهْلِ الْمَوْقِفِ ؟

قَالَ : نَعَمْ .

قُلْتُ : كَيْفَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لِأَنَّ فِي أُولَئِكَ أَوْلَادَ زِنًا ، وَ لَيْسَ فِي هَؤُلَاءِ أَوْلَادُ زِنًا.

 

4ـ عن عبد الله بن مسكان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام‏ :

 إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى :  يَتَجَلَّى لِزُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَبْلَ أَهْلِ عَرَفَاتٍ ، وَ يَقْضِي حَوَائِجَهُمْ ، وَ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُمْ ، وَ يُشَفِّعُهُمْ فِي مَسَائِلِهِمْ .

ثُمَّ يَأْتِي : أَهْلَ عَرَفَةَ ، فَيَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ .

 

5ـ  عن يونس بن يعقوب بن عمار : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

مَنْ فَاتَتْهُ : عَرَفَةُ بِعَرَفَاتٍ فَأَدْرَكَهَا بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لَمْ يَفُتْهُ .

وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : لَيَبْدَأُ بِأَهْلِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَبْلَ أَهْلِ عَرَفَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : يُخَالِطُهُمْ بِنَفْسِهِ  .

 

6ـ  عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :‏

مَنْ زَارَ : الْحُسَيْنَ عليه السلام .

لَيْلَةَ : النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ ، وَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : أَلْفَ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ ، وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ ، وَ قُضِيَتْ لَهُ أَلْفُ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَ وَ الْآخِرَةِ .

 

7ـ عن حنان بن سدير : عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ : اطَّلَعَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى زُوَّارِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ عليه السلام .  فَقَالَ لَهُمُ : اسْتَأْنِفُوا ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، ثُمَّ يَجْعَلُ إِقَامَتَهُ عَلَى أَهْلِ عَرَفَاتٍ.

 

8ـ وعن العرزمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول‏:

 إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ: نَظَرَ اللَّهُ إِلَى زُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَيَقُولُ :

ارْجِعُوا : مَغْفُوراً لَكُمْ مَا مَضَى ، وَ لَا يُكْتَبُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ ذَنْبٌ سَبْعِينَ يَوْماً مِنْ يَوْمِ يَنْصَرِفُ .

 

9ـ عن بشير الدهان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ : و هو نازل بالحيرة و عنده جماعة من الشيعة ، فأقبل إلي بوجهه فقال :

يَا بَشِيرُ : أَ حَجَجْتَ الْعَامَ ؟

 قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا ، وَ لَكِنْ عَرَّفْتُ بِالْقَبْرِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام .

 فَقَالَ عليه السلام : يَا بَشِيرُ ، وَ اللَّهِ مَا فَاتَكَ شَيْ‏ءٌ ، مِمَّا كَانَ لِأَصْحَابِ مَكَّةَ بِمَكَّةَ .

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ فِيهِ عَرَفَاتٌ ، فَسِّرْهُ لِي ؟

فَقَالَ عليه السلام : يَا بَشِيرُ ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَغْتَسِلُ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، ثُمَّ يَأْتِي قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ .

فَيُعْطِيهِ اللَّهُ : بِكُلِّ قَدَمٍ يَرْفَعُهَا أَوْ يَضَعُهَ ، مِائَةَ حِجَّةٍ مَقْبُولَةٍ ، وَ مِائَةَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ ، وَ مِائَةَ غَزْوَةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ إِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَعْدَاءِ رَسُولِهِ ، إِلَى أَعْدَى عَدُوٍّ لَهُ .

 يَا بَشِيرُ : اسْمَعْ وَ أَبْلِغْ مَنِ احْتَمَلَ قَلْبُهُ .

مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عليه السلام : يَوْمَ عَرَفَةَ ، كَانَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ .

 

10ـ عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

مَنْ زَارَ : قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، يَوْمَ عَرَفَةَ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : أَلْفَ أَلْفِ حِجَّةٍ مَعَ الْقَائِمِ ، وَ أَلْفَ أَلْفِ عُمْرَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ عِتْقَ أَلْفِ أَلْفِ نَسَمَةٍ ، وَ حُمْلَانَ أَلْفِ أَلْفِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَ سَمَّاهُ اللَّهُ عَبْدِيَ الصِّدِّيقَ أَمِنَ بِوَعْدِي .

وَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : فُلَانٌ صِدِّيقٌ زَ، كَّاهُ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ، وَ سُمِّيَ فِي الْأَرْضِ كَرُوباً .

 

11ـ  عن بشير الدهان قال : قال جعفر بن محمد عليه السلام :

‏ مَنْ زَارَ : قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، يَوْمَ عَرَفَةَ ، عَارِفاً بِحَقِّهِ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : ثَوَابَ أَلْفِ حِجَّةٍ وَ أَلْفِ عُمْرَةٍ ، وَ أَلْفِ غَزْوَةٍ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، وَ مَنْ زَارَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الْبَتَّةَ.

 

12ـ عن أبي سعيد القماط عن يسار عن أبي عبد الله عليه السلا قال :

مَنْ كَانَ مُعْسِراً : فَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ حِجَّةُ الْإِسْلَامِ ، فَلْيَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام وَ لْيُعَرِّفْ عِنْدَهُ ، فَذَلِكَ يُجْزِيهِ عَنْ حِجَّةِ الْإِسْلَامِ .

أَمَا إِنِّي : لَا أَقُولُ يُجْزِي ذَلِكَ عَنْ حِجَّةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا لِلْمُعْسِرِ ، فَأَمَّا الْمُوسِرُ إِذَا كَانَ قَدْ حَجَّ حِجَّةَ الْإِسْلَامِ فَأَرَادَ أَنْ يَتَنَفَّلَ بِالْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ ، وَ مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ شُغُلُ دُنْيَا أَوْ عَائِقٌ .

فَأَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام : فِي يَوْمِ عَرَفَةَ ، أَجْزَأَهُ ذَلِكَ عَنْ أَدَاءِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ ، وَ ضَاعَفَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً .

 قَالَ قُلْتُ : كَمْ تَعْدِلُ حِجَّةً وَ كَمْ تَعْدِلُ عُمْرَةً ؟

قَالَ عليه السلام : لَا يُحْصَى ذَلِكَ .

قَالَ قُلْتُ : مِائَةً ؟

قَالَ عليه السلام : وَ مَنْ يُحْصِي ذَلِكَ .

قُلْتُ : أَلْفاً ؟

 قَالَ عليه السلام : وَ أَكْثَرَ .

ثُمَّ قَالَ ‏: وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوه ، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ‏ كَرِيمٌ.

كامل الزيارات ص169ب70.

 

وقال الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد بإسناده عن :

عن أبي طالب الأنباري قال : أخبرني علي بن محمد ، أن محمد بن العباس ، حدثهم عن الحسين بن علي بن أبي حمزة ، عن حنان بن سدير قال : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : يَا حَنَانُ :

إِذَا كَانَ : يَوْمُ عَرَفَةَ ، أطَّلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى زُوَّارِ الْحُسَيْنِ عليه .

فَقَالَ لَهُمُ : أسْتَأْنِفُوا ، فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ .

تهذيب الأحكام  ج‏6ص51 ح117- 32 ، 118- 33 .

 

وعن بشير الدهان عن رفاعة النحاس قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي : يَا رِفَاعَةُ : أَ مَا حَجَجْتَ الْعَامَ ؟

 قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا كَانَ عِنْدِي مَا أَحُجُّ بِهِ ، وَ لَكِنِّي عَرَّفْتُ عِنْدَ قَبْرِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام .

 فَقَالَ لِي عليه السلام : يَا رِفَاعَةُ ، مَا قَصُرْتَ عَمَّا كَانَ أَهْلِ مِنًى فِيهِ ، لَوْ لَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَدَعَ النَّاسُ الْحَجَّ ، لَحَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ لَا تَدَعُ زِيَارَةَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَبَداً.

 ثُمَّ نَكَتَ : الْأَرْضَ وَ سَكَتَ طَوِيلًا .

 ثُمَّ قَالَ:

أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : مَنْ خَرَجَ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ ، غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ ، صَحِبَهُ أَلْفُ مَلَكٍ عَنْ يَمِينِهِ ، وَ أَلْفُ مَلَكٍ عَنْ يَسَارِهِ ، وَ كَتَبَ لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مَعَ نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ .

 

و روى أبو حمزة الثمالي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

مَنْ عَرَّفَ : عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام لَمْ يَرْجِعْ صِفْراً ، وَ لَكِنْ يَرْجِعُ وَ يَدُهُ مَمْلُوَّتَانِ .

 

و روى ابن ميثم‏ التمار عن الباقر عليه السلام قال :

مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ عليه السلام :  أَوْ قَالَ : مَنْ زَارَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ : أَرْضَ كَرْبَلَاءَ ، وَ أَقَامَ بِهَا حَتَّى يُعَيِّدَ ، ثُمَّ يَنْصَرِفَ ، وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ سَنَتِهِ .

وعن معاوية بن وهب البجلي قال : قال أبو عبد الله‏ عليه السلام :

مَنْ عَرَّفَ : عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام  ، فَقَدْ شَهِدَ عَرَفَةَ.

و روى هارون بن خارجة قال قال أبو عبد الله عليه السلام :‏

يَا هَارُونُ : كَمْ حَجَجْتَ ؟

 قَالَ قُلْتُ : تِسْعَ‏ عَشْرَةَ حِجَّةً ، وَ تِسْعَ عَشْرَةَ عُمْرَةً .

 فَقَالَ عليه السلام : لَوْ كُنْتَ أَتْمَمْتَهَا عِشْرِينَ حِجَّةً ، كُنْتَ كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام .

 

و روى عبد الله بن عبيد الله الأنباري قال :

 دَخَلْتُ : عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ :

جُعِلْتُ فِدَاكَ : إِنَّهُ لَيْسَ يَقَعُ‏ فِي يَدِي كُلَّ سَنَةٍ مَا أَقْوَى بِهِ عَلَى الْحَجِّ ؟

قَالَ عليه السلام : فَإِذَا لَمْ يَتَهَيَّأْ لَكَ ، فَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَكَ حِجَّةً .

 وَ إِذَا أَرَدْتَ الْعُمْرَةَ : وَ لَمْ يَتَهَيَّأْ لَكَ .

 فَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام ، فَإِنَّهُ يُكْتَبُ لَكَ عُمْرَةً .

 

فأما ما يقال : من الألفاظ فأكثر من أن تحصى ،و قد ذكرنا طرف من ذلك في كتاب الزيارات و تهذيب الأحكام ، و نذكر هاهنا بعض ذلك مما لا بد منه‏ .

 

روى لنا جماعة : وأسنده عن صفوان قال: استأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولانا الحسين فسألته أن يعرفني ما أعمل عليه . فقال : ي صفوان .

 صم ثلاثة أيام : قبل خروجك ، و اغتسل في اليوم الثالث .

ثم اجمع إليك أهلك ، ثم قل :

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَ أَهْلِي‏ وَ مَالِي وَ وُلْدِي ، وَ مَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ‏ ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَ الْغَائِبَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ احْفَظْنَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ ، وَ احْفَظْ عَلَيْنَا . اللَّهُمَّ : أجْعَلْنَا فِي حِرْزِكَ ، وَ لَا تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ ، وَ لَا تُغَيِّرْ مَ بِنَا مِنْ عَافِيَتِكَ ، وَ زِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَ مِنْ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ ، وَ مِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي النَّفْسِ وَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ .

ثُمَّ انْصَرِفْ : وَ أَنْتَ تَحْمَدُ اللَّهَ ، وَ تُسَبِّحُهُ ، وَ تُهَلِّلُهُ ، وَ تُكَبِّرُهُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

 مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج‏2ص 716 .

 

نص زيارة الإمام  الحسين عليه السلام :

 

قال في إقبال الأعمال : إذا كنت بمشهد الحسين عليه السلام في يوم عرفة ، فاغتسل غسل الزيارة و البس أطهر ثيابك ، و طهّر عقلك و قلبك ممّ يقتضي الابعاد بعقابك و عتابك ، لتكون طاهرا من الأدناس ، فيصحّ لك ان تقف بباب طاهر من الأرجاس ، و اقصد مقدس حضرته :

 

وقف على باب حرمه :

و كبّر اللّه تعالى .

و قل :

 

اللَّهُ اكْبَرُ كَبِيراً : وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً  وَ سُبْحانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا .

 وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا انْ هَدينا اللَّهُ .

 لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ .

السَّلامُ : عَلى‏ رَسُولِ اللَّهِ .

 السَّلامُ عَلى‏ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

 السَّلامُ عَلى‏ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ .

 السَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ .

السَّلامُ : عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى‏ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلى‏ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، السَّلامُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُوسى‏ ، السَّلامُ عَلى‏ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى‏ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلى‏ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَى الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْمُنْتَظَرِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ ، الْمُوالِي لِوَلِيِّكَ ، الْمُعادِي لِعَدُوِّكَ .

 اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ ، وَ تَقَرَّبَ الَى اللَّهِ بِقَصْدِكَ .

 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِوِلايَتِكَ ، وَ خَصَّنِي بِزِيارَتِكَ ، وَ سَهَّلَ لِي قَصْدَكَ.

 

ثم تدخل و تقف ما يلي الرّأس و تقول :

 

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى‏ كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى‏ رُوحِ اللَّهِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى‏ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى‏ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرى.

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا ثارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورِ ، اشْهَدُ انَّكَ قَدْ اقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَ امَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ اطَعْتَ اللَّهَ حَتّى‏ أَتاكَ الْيَقِينُ.

فَلَعَنَ اللَّهُ : أمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

يا مَوْلايَ : يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ ، اشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ وَ أَنْبِيائَهُ وَ رُسُلَهُ إنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بإِيابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرَائِعِ دِينِي وَ خَواتِيمِ عَمَلِي .

 فَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلى‏ أَرْواحِكُمْ وَ عَلى‏ أَجْسادِكُمْ ، وَ عَلى‏ شاهِدِكُمْ وَ عَلى‏ غائِبِكُمْ ، وَ عَلى‏ ظاهِرِكُمْ وَ عَلى‏ باطِنِكُمْ‏ .

 

السَّلامُ عَلَيْكَ : يَا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَ ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَ ابْنَ إِمامِ الْمُتَّقِينَ ، وَ ابْنِ قائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ الى‏ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَ كَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ ، وَ انْتَ بابُ الْهُدى‏ وَ إِمامُ التُّقى‏ وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقى‏ ، وَ الْحُجَّةُ عَلى‏ اهْلِ الدُّنْيا ، وَ خامِسُ أَصْحابِ الْكِسَاءِ .

غَذَّتْكَ : يَدُ الرَّحْمَةِ ، وَ رُضِعْتَ مِنْ ثَدْيِ الإِيمانِ ، وَ رُبِّيتَ فِي حِجْرِ الإِسْلامِ ، وَ النَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ ، وَ لا شاكَّةٍ فِي حَياتِكَ ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ عَلى‏ آبائِكَ وَ أَبْنائِكَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا صَرِيعَ الْعَبْرَةِ السَّاكِبَةِ ، وَ قَرِينَ‏ الْمُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ .

لَعَنَ اللَّهُ : أمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ ، فَقُتِلْتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً ، وَ اصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَ مَوْتُوراً  ، وَ اصْبَحَ دِينُ اللَّهِ لِفَقْدِكَ مَهْجُوراً .

السَّلامُ عَلَيْكَ : وَ عَلى‏ جَدِّكَ وَ أَبِيكَ ، وَ أُمِّكَ وَ أَخِيكَ ، وَ عَلى‏ الأَئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ ، وَ عَلى‏ الْمُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ ، وَ عَلى‏ الْمَلائِكَةِ الْحافِّينَ بِقَبْرِكَ ، وَ الشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ ، الْمُؤَمِّنِينَ عَلى‏ دُعاءِ شِيعَتِكَ ، وَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ .

بِأَبِي انْتَ وَ أُمِّي : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، بِأَبِي انْتَ وَ أُمِّي يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وَ جَلَّتِ الْمُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا ، وَ عَلى‏ جَمِيعِ اهْلِ السَّماواتِ وَ الارْضِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً اسْرَجَتْ وَ الْجَمَتْ وَ تَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ .

يا مَوْلايَ : يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ ، قَصَدْتُ حَرَمَكَ ، وَ اتَيْتُ مَشْهَدَكَ ، اسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ ، وَ بِالْمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ انْ تُصَلِّي عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ انْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ ، بِمَنِّهِ وَ جُودِهِ وَ كَرَمِهِ .

 

ثم قبّل الضريح : و صلّ عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت .

فإذا فرغت فقل :

اللَّهُمَّ : لَكَ صَلَّيْتُ وَ رَكَعْتُ‏  وَ سَجَدْتُ ، لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لأَنَّ الصَّلاةَ وَ الرُّكُوعَ وَ السُّجُودَ لا يَكُونَ الَّا لَكَ ، لأَنَّكَ انْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا انْتَ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَبْلِغْهُمْ عَنِّي افْضَلَ التَّحِيَّةِ وَ السَّلامِ ، وَ ارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَ السَّلامَ ، اللَّهُمَّ وَ هاتانِ الرَّكْعَتانِ هدِيَّةٌ مِنِّي الى‏ مَوْلايَ وَ سَيِّدِي وَ إِمامِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي ، وَ اجِرْنِي عَلى‏ ذلِكَ افْضَلَ أمَلِي وَ رَجائِي فِيكَ وَ فِي وَلِيِّكَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

ثم صر : إلى رجلي الحسين عليه السلام ، و زر علي بن الحسين عليهما السلام، و رأسه عند رجلي أبي عبد اللّه عليه السلام ، فتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ : يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَ الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ايُّهَا الْمَظْلُومُ ، لَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ امَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيِّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ  وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا  وَ عَلى‏ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَعَنَ اللَّهُ امَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ أَبْرَءُ الَى اللَّهِ وَ الَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَ الاخِرَةِ .

 

ثمّ توجّه إلى الشهداء فزرهم ، و قل :

السَّلامُ عَلَيْكُمْ : يا أَوْلِياءَ اللَّهِ وَ احِبَّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ اللَّهِ وَ أودّاءَهُ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ ، وَ أَنْصارَ نَبِيِّهِ ، وَ أَنْصارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ ابِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ ابِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اجْمَعِينَ .

بِأَبِي انْتُمْ وَ أُمِّي : طِبْتُمْ وَ طابَتِ الأرْضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ ، وَ فُزْتُمْ وَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ  مَعَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ .

 

ثم عد : إلى رأس الحسين عليه السلام و استكثر من الدعاء لنفسك و أهلك و إخوانك المؤمنين، و إذا أردت وداعه فودّعه و الشهداء ببعض ما قدّمناه من وداعاتهم .

 

ثم أمض إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام :

 فإذا أتيت فقف على قبره، وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسِ بْنِ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ اسْلاماً ، وَ اقْدَمِهِمْ إِيماناً ، وَ اقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ ، وَ احْوَطِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ ، اشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لأَخِيكَ .

فَنِعْمَ الأَخُ : الصّابِرُ الْمُجاهِدُ  الْمُحامِي النّاصِرُ ، وَ الأَخُ الدّافِعُ عَنْ أَخِيهِ ، الْمُجِيبُ إِلى‏ طاعَةِ رَبِّهِ ، الرّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ ، مِنَ الثَّوابِ الْجَزِيلِ وَ الثَّناءِ الْجَمِيلِ ، فَالْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعِيمِ ، انَّهُ حَمِيدٌ مُجِيدٌ .

 

ثم انكبّ‏ على القبر و قل:

اللَّهُمَّ : لَكَ تَعَرَّضْتُ وَ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ ، رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَ رَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَ جَزِيلَ إِحْسانِكَ.

فَاسْأَلُكَ : أنْ تُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ داراً ، وَ عَيْشِي بِهِمْ قارّاً ، وَ زِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً ، وَ ذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً ، وَ اقْلِبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً ، مُسْتَجاباً دُعائِي ، بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ احَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَ الْقاصِدِينَ إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم قبّل الضريح : و صلّ عنده صلاة الزيارة و ما بدا لك ، فإذ أردت وداعه رضوان‏ اللّه عليه فودّعه ببعض ما قدّمناه من وداعاته‏.

الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏2ص62ف18 .

 

 

 

*****

 

 

تكملة
 شرح معنى عرفة في الأبوذية:

شكر المنعم و كل معنى للتوحيد فيه عرّفه

 

معنى عرّفه علمه :

عرّفه : بتشديد الراء عرفه علمه ، عرّفه الأمر ، عرّفه بالأمر ، عرّفه على الأمر أي أعلمه إيّاه ، أخبره به وأطلعه عليه ، هداه وأرشده إليه ، والإمام الحسين يبدأ في دعاء عرفه بتعريف عظمة الله تعالى من أول الدعاء إلى آخره وبيان تجليه في خلقه ورعايته وهدايته له حتى يوصله لأحسن غايته ، وبالخصوص عنايته بالإنسان المؤمن الذي عرّفه الإسلام وهداه للإيمان وعلمه معارف دينه ، بأحسن تعريف ممكن ، مما يجعل الإنسان المنصف أن يقر لله بضرورة شكر نعمه التي لا تحصى ، وحمده على ما أتم له من كل خيرات الدنيا في الآفاق والأنفس نما يُمكنه لإقامة حياته وم به سعادته ، وما أعد له في الآخرة أزيد وأكثر وأحلى وأنفس .

وعرَّفه : ما حدث البارحة ، عرَّفه  نتيجة الامتحان ، عرّفه بشخص أخبره باسمه ، عرَّفه بزميله في العمل .

 

و التَّعْرِيفُ‏ : الإِعْلامُ‏ ، يُقال : عَرَّفَه‏ الأَمْرَ : أَعْلَمَه إِيّاه، وَ عَرَّفَهُ‏ بَيْتَه: أَعْلَمَه بمَكانِه، قال سِيبَوَيْه: عَرَّفْتُه‏ زَيْداً، فذَهَبَ إلى تَعْدِيَةِ عَرَّفْتُ‏ بالتَّثْقِيل إلى مَفْعُولَيْنِ، يعني أَنَّك تَقُول: عَرَفْتُ‏ زَيْداً، فيَتَعَدَّى إلى مَفْعُولَيْنِ، قال: و أَمّا عَرَّفْتُه‏ بزْيدٍ، فإِنَّما تُرِيدُ عرَّفْتُه‏ بهذِه العَلامَةِ و أَوْضَحْتُه بها، فهو سِوَى المَعْنَى الأَوّلِ، و إِنّما عَرَّفْتُه‏ بزيدٍ، كقَوْلِكَ سَمَّيْتُه بزَيْدٍ .

و التَّعْرِيفُ‏ : ضِدُّ التَّنْكِيرِ ، و به فُسِّرَ قولُه تعالى : {وَ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا  فَلَمَّ نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ  الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ()التحريم3} ، وقوله‏ { وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (محمد30)} قال الشيخ أبو علي: وَ لَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ‏ يا محمد حتى تعرفهم بأعيانهم إلى أن قال: وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏" مَا خَفِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، كَانَ‏ يَعْرِفُهُمْ‏ بِسِيمَاهُمْ".

 

وقال في مجمع البحرين :

وَ فِي الْحَدِيثِ‏ : لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فَضْلُ‏ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا .

كأن المراد بِالْمَعْرِفَةِ : الثقة بالله، و الانقطاع إليه، و التوكل عليه، و الاستغناء به عن غيره.

 

وفي الحديث الْمَعْرِفَةِ : مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقُ اللَّهِ تَعَالَى، وَ تَصْدِيقُ رَسُولِهِ، وَ مُوَالاةُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَ الِايتِمَامُ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَ الْبَرَاءَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ عَدُوِّهِمْ ، هَكَذَا يُعْرَفُ اللَّهُ.

وفي الحديث : أَدْنَى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤْمِناً ، أَنْ‏ يُعَرِّفَهُ‏ اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ ، فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَ يُعَرِّفَهُ‏ نَبِيَّهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ، وَ يُعَرِّفَهُ‏ إِمَامَهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ.

وفي الحديث : حَمَلَةُ الْقُرْآنِ‏ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

الْعُرَفَاءُ : جمع‏ عَرِيفٍ‏ ،  و هو القيم بأمور القبيلة و الجماعة من الناس يلي أمورهم، و يتعرف الغير منه أحوالهم‏ و هو دون الرئيس.

وَ سُئِلَ : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَعْنَى أَهْلُ الْقُرْآنِ‏ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟

 فَقَالَ : رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

وفي الحديث : الْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ .

وفي الحديث : مَنْ تَوَلَّى‏ عِرَافَةً أُتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَى عُنُقِهِ .

و هذا تحذير : من التصدر للرئاسة لما في ذلك من الفتنة، و أنه إذا لم يقم بحقه أثم و استحق العقوبة. و الْعَرِيفُ‏ كأمير فعيل بمعنى فاعل ، و العِرَافَةُ: عملُهُ .

و الْعَرَّافُ‏ مثقلا: المنجم، و الكاهن يستدل على معرفة المسروق و الضالة بكلام أو فعل، و قيل‏ الْعَرَّافُ‏ : يخبر عن الماضي، و الكاهن يخبر عن الماضي و المستقبل.

 

وفي الحديث‏ : تَعَرَّفْ‏ إلى اللّه في الرَّخاء ، يَعْرِفْك‏ في الشدَّة.

فإنَّ معناه : أَي اجعله يَعْرِفُكَ بطاعتِه و العَمَلِ فيم أَوْلاك من نِعمته ، فإنه يُجازِيك عند الشدَّة و الحاجة إليه في الدنيا و الآخرة .

 

ويا طيب : لو تدبرت في دعاء الإمام الحسين عليه السلام ، تجده كله معرفة بعظمة الله تعالى وتجليه في خلقه ، وحقيقة معنى ما قال الله تعالى :

{ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ

كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ( 28)  } فاطر .

ومعارف الدعاء : هي عين حقائق معارف كلام الله في القرآن حين التدبر في التكون والخلق والأنفس ، مثل قوله تعالى :

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى  يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ

أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) } فصلت .

ومثل قوله تعالى : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ يَتَسَاءلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4)  ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ( النبأ8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا  فَوْقَكُمْ سَبْعً شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجًا ( النبأ14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)  يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) } النبأ .

ويا طيب : عرفت أدعية عرفة ، و هذه الأدعية الكريمة عن الإمام الحسين عليه السلام وعن أهل البيت عليهم السلام ، هي التي أعطت أعلى المعرفة لعظمة الله ، وأجمل معنى للحج وشعور الحجاج بالأنس مع الله تعالى والقرب منه في أجمع خشوع وخضوع ، بل وحين قراءتها في جميع بلاد المؤمنين ، جعلت جميع المسلمين كأنهم حقيقة في عرفه ويعيشون حياة الحجاج في حجهم ، وبالخصوص من يقرأها في كربلاء أو في عرفه ، فيشعر حقيقة أنه متوجه لله بكل وجوده روحا وبدنا ، وقلبا وقالبا ، وأسألكم الدعاء والزيارة وتقبل الله أعمالكم .

 

*****

 

يا طيب من أول الخلق لآخره تحميد عِرفه

و اتدبره تراه دين حق من ابن خير البرية

 

 

عرفه : أعرفه اطلع وتعرف عليه تعلمه ، وتفكر في معانيه وتدبر خصائصه وأثاره ، المعرفة و العرفان : إدراك للشيء بتفكّر و تدبّر لأثره و هو أخصّ من العلم، و يضادّه الإنكار، يقال فلان يعرف اللّه و لا يقال يعلم اللّه . و يقال اللّه يعلم كذا و لا يقال يعرف كذا ، وفي أدعية يوم عرفة أعلى معارف معاني التوحيد بأجمل الخصائص والدقة في التفكر في الآفاق والأنفس والتأريخ والمجتمع ، والتدبر بشرح أدعية عرفة وبالخصوص دعاء الإمام الحسين عليه السلام ، يثبت الإيمان ويقوي المعرفة ويشرح الصدر ويخبت القلب ويطمئن بذكره ، ويسعد الروح ويوله العقل في معاني معرفة عظمة الله وتجليه في خلق .

عَرَفَه‏ : يَعْرِفُه‏ مَعْرِفَةً، و عِرْفانًا ، و عِرْفَةً بالكسرِ فيهما و عِرِفّانًا ، بكسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه‏ .

العِرفَانُ‏ : العلم ؛ عَرَفَه‏ يَعْرِفُه‏ عِرْفَة و عِرْفَاناً و عِرِفَّاناً و مَعْرِفةً و اعْتَرَفَه‏ ؛  و رجل‏ عَرُوفٌ‏ و عَرُوفَة : عَارِفٌ‏ يَعْرِفُ‏ الأُمور و لا يُنكِر أَحداً رآه مرة ، و الهاء في‏ عَرُوفَة للمبالغة .

و العَرِيف‏ و العارِفُ‏ : بمعنًى مثل عَلِيم و عالم .

 

والمعرفة أخص من العلم : فانّ‏ المَعْرِفَةَ تمييز الشيء عمّ سواه و علم بخصوصيّاته، والعلم مطلق المعرفة به ، فكلّ معرفة علم وليس كل علم معرفة .

والمَعْرِفةُ و العِرْفانُ ‏: إِدْراكُ الشي‏ءِ بتَفَكُّرٍ وَ تَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ ، فهي أَخصُّ من العِلمِ ، و يُضَادُّه الإِنكارُ ، وَ يُقال : فلانٌ‏ يعرِفٌ‏ اللَّه و رَسُولَه، و لا يُقال : يَعْلمُ اللَّه متَعَدِّياً إلى مفعولٍ واحدٍ ، لمّا كانَ‏ مَعرِفَةُ البَشَرِ للَّه تعالَى هو تَدبُّرُ  آثارِه دُونَ إدْراكِ ذاتِه .

 و يُقالُ: اللَّه يَعْلَمُ كذا ، و لا يُقالُ: يَعْرِفُ‏ كذا؛ لمّا كانت‏ المَعْرِفةُ تُسْتَعْمَلُ في العِلْمِ القاصِرِ المُتَوَصَّلِ إِليه بتَفَكُّر ، و أَصْلُه من‏ عَرَفْتُهُ‏ ، أي: أَصَبْتُ‏ عَرْفَه ‏، أي رائِحَتَه، أو من أَصَبْتُ‏ عَرْفَه ‏: أي خَدَّهُ‏ فهو عارِفٌ ‏، و عَريفٌ‏، و عَرُوفَةٌ يَعْرِفُ‏ الأُمورَ، و لا يُنْكِرُ أَحَداً رآه مرّةً .

وَ العارِفُ‏ :  هو المُخْتَصُ‏ بمَعْرِفَةِ اللَّه، و مَعْرِفةِ مَلَكُوتِه، و حُسْنِ مُعامَلَتِه.

وفي مجمع البحرين :

وفي الحديث : اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ .

و معناه : أن الله خلق الأشخاص و الأنوار و الأرواح ، و هو جل ثناؤه لا يشبهه شيء من ذلك ، فإذا نفي عنه الشبهين : شبه الأبدان و شبه الأرواح، فقد عرف الله بالله . و قيل : يعني اعرفوا الله بالعنوان الذي ألقاه في قلوبكم بطريق الضرورة من غير اكتساب و اختيار منكم .

و المَعْرِفَةُ : باعتبار السبر قد يراد بها :

العلم : بالجزئيات المدركة بالحواس الخمسة ، كما يقال‏ : عَرَفْتُ‏ الشيء أَعْرِفُهُ‏ بالكسر عِرْفَاناً إذا علمته بإحدى الحواس الخمسة .

و قد يراد بها : إدراك الجزئي و البسيط المجرد عن الإدراك المذكور ، كما يقال‏ عَرَفْتُ‏ اللهَ و لا يقال علمته .

 و قد يطلق : على الإدراك المسبوق بالعدم ، أو على الإدراك الأخير من الإدراكين إذا تخلل بينهما عدم  ، كما لو عرف الشيء ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا ، و على الحكم بالشيء إيجابا أو سلبا .

 و المراد من‏ مَعْرِفَةِ الله تعالى كما قيل :

الاطلاع : على نعوته و صفاته الجلالية و الجمالية بقدر الطاقة البشرية.

و أما الاطلاع : على الذات المقدسة فمما لا مطمع فيه لأحد.

قال سلطان المحققين ( نصير الدين الطوسي ) : إن مراتب‏ المَعْرِفَةِ مثل مراتب النار مثلا .

 و إن أدناها : من سمع أن في الوجود شيئا يعدم كل شيء يلاقيه و يظهر أثره في كل شيء يحاذيه و يسمى ذلك الموجود نارا ، و نظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى‏ مَعْرِفَةُ المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير وقوف على الحجة.

و أعلى منها : مرتبة من وصل إليه دخان النار و علم أنه ل بد له من مؤثر ، فحكم بذات لها أثر هو الدخان ، و نظير هذه المرتبة في معرفة الله‏ مَعْرِفَةُ أهل النظر و الاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع .

 و أعلى منها : مرتبة من أحس بحرارة النار بسبب مجاورتها ، و شاهد الموجودات بنورها و انتفع بذلك الأثر ، و نظير هذه المرتبة في معرفة الله‏ مَعْرِفَةُ المؤمنين المخلصين الذين اطمأنت قلوبهم بالله و تيقنوا أن الله‏ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‏ كما وصف به نفسه .

 و أعلى منها: مرتبة من احترق بالنار بكليته و تلاشا فيه بجملته ، و نظير هذه المرتبة في معرفة الله‏ مَعْرِفَةُ أهلِ الشهود و الفناء في الله و هي الدرجة العليا و المرتبة القصوى ، رزقنا الله الوصول إليها و الوقوف عليها بمنه و كرمه- انتهى كلامه. و قد جعل بعض الشارحين‏ المَعْرِفَةَ التي تضمنها .

ويا طيب : آيات طلب العلم وضرورة تعلم معارف الله كثيرة جد في كتاب الله وخصوصا طلب التفكر والتدبر بها والتعقل لها ، وهي أكثر من ثلاثمائة آية نصا فضلا عما يفهما منها ضرورة طلب العلم ، وكذا فضل طالب العلم للمتعلم وللمعلم كثيرة جدا في أحاديث فضل طلب العلم وضرورة معرفة عظمة الله تعالى ، وتعلم هداه وما به خير البشرية كثيرة جدا ، بل علماء الشيعة أول ما يبدؤون كتبهم الحديثية بها ، مثل الكافي والبحار وغيرها ، ولا يسع هذا المختصر التفصيل بها ونكتفي بذكر الآيات في قوله تعالى :

{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً  بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} آل عمران .

فجعل سبحانه : أولي العلم تلو أسمه وقد عرفت أنه لا يستوي عند الله العلماء وغيرهم في آيات سابقة .

وقائع وأحداث في يوم عرفة

 

يا طيب : عرفت أن تسمية جبل عرفة ويوم عرفه ، جاء من تعلم آدم وإبراهيم عليهم السلام لمعرفة المناسك أو عرفت حواء أدم ، وغيرها من الأقوال التي تصب في المعرفة ، ولذا نختمب بعض الأحاديث في هذا المعنى ، مما تعرف أهمية عرفة والمعرفة فيها ، وبعض أحكام عرفة ، وقد عرفت أهمية الدعاء والزيارة في يوم عرفة وفضله الكثير ، وهذه أحاديث تؤكد ما عرفت من المعنى :


 

 أحاديث في أهمية عرفة :

 

سببت تسمية عرفة والشاهد :

 عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام : عن عرفات ، لم سميت عرفات ؟

فقال : إن جبرئيل عليه السلام ،  خرج بإبراهيم عليه السلام ، يوم‏ عرفة ، فلما زالت الشمس .

قال له جبرئيل : يا إبراهيم اعترف بذنبك ، و اعرف مناسكك ، فسميت عرفات .

لقول جبرئيل : أعترف فأعترف.

علل الشرائع ج2ص436ب173ح1 .

و عن محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز و جل { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} البروج .

فقال أبو جعفر عليه السلام : ما قيل لك ؟

فقال قالوا : الشاهد يوم الجمعة ، و المشهود يوم‏ عرفة .

فقال أبو جعفر عليه السلام : ليس كما قيل لك ، الشاهد يوم‏ عرفة ، و المشهود يوم القيامة .

أ ما تقرأ القرآن ؟ قال الله عز و جل : {  إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103)} هود .

معاني الأخبار ص299 ح5

عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن قول الله عز و جل : { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3)} البروج ،  قال عليه السلام : الشاهد يوم‏ عرفة.

معاني الأخبار ص299ح4 .

فضل يوم عرفة والحج :

قال الإمام زين العابدين عليه السلام :

اللهم : هذا يوم‏ عرفة ، يوم شرفته و كرمته و عظمته، نشرت فيه رحمتك، و مننت فيه بعفوك، و أجزلت فيه عطيتك، و تفضلت به على عبادك.

اللهم : و أنا عبدك الذي أنعمت عليه ، قبل خلقك له و بعد خلقك إياه، فجعلته ممن هديته لدينك، و وفقته لحقك، و عصمته بحبلك، و أدخلته في حزبك، و أرشدته لموالاة أوليائك، و معاداة أعدائك. ....

الصحيفة السجادية ص220د47 من دعائه عليه السلام في يوم عرفة :

و قال علي بن الحسين عليه السلام : إنه إذا كان يوم‏ عرفة .

قال الله لملائكة سماء الدنيا : انظروا إلى عبادي أتوني شعث غبرا ، إن حقا علي أن أجيبهم ، أشهدكم أني قد شفعت محسنهم في مسيئهم ، و قد تقبلت من محسنهم فليفيضوا مغفورا لهم .

ثم يأمر ملكين : بالمأزمين هذا من هذا الجانب و هذا من هذا الجانب ، يقولان : اللهم سلم ، فما يكاد يرى صريعا و لا كسيرا.

النوادر للأشعري ص139ب31ح358.

 

وعن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم  رجلان رجل من الأنصار و رجل من ثقيف .

 فقال الثقيفي : يا رسول الله حاجتي ؟ فقال : سبقك أخوك الأنصاري .

فقال : يا رسول الله إني على ظهر سفر و إني عجلان ، و قال الأنصاري : إني قد أذنت له .

فقال : إن شئت سألتني ، و إن شئت نبأتك ، فقال : نبئني يا رسول الله .

فقال : جئت تسألني عن الصلاة و عن الوضوء و عن السجود ؟ فقال الرجل : إي و الذي بعثك بالحق .

فقال : أسبغ الوضوء ، و املأ يديك من ركبتيك ، و عفر جبينك في التراب ، و صل صلاة مودع ؟

و قال الأنصاري : يا رسول الله حاجتي .

فقال : إن شئت سألتني ، و إن شئت نبأتك . فقال : ي رسول الله نبئني .

قال : جئت تسألني عن الحج ، و عن الطواف بالبيت ،ـ و السعي بين الصفا و المروة ، و رمي الجمار ، و حلق الرأس ، و يوم‏ عرفة . فقال الرجل : إي و الذي بعثك بالحق .

قال : لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله به لك حسنة ، و لا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة .

و طواف بالبيت : و سعي بين الصفا و المروة ، تنفتل كما ولدتك أمك من الذنوب .

و رمي الجمار ذخر يوم القيامة و حلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة

 و يوم‏ عرفة : يوم يباهي الله عز و جل به الملائكة ، فلو حضرت ذلك‏ اليوم برمل عالج و قطر السماء و أيام العالم ذنوبا ، فإنه تبت ذلك اليوم‏ .

الكافي ج4ص261ح37 .

 

 

مسائل وأحكام في عرفة :

قال الصدوق رحمه في المقنع : فإذا أتيت عرفات ، فاضرب خباءك بنمرة قريبا من المسجد، فان ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم خباءه و قبته ، فإذا زالت الشمس يوم‏ عرفة فاقطع التلبية، و عليك بالتهليل، و التحميد، و الثناء على الله.

المقنع للصدوق 269 باب الحج .

 

وقال الصدوق : و إن كنت وسط زحام يوم الجمعة أو يوم‏ عرفة، لا تستطيع الخروج من المسجد من كثرة الناس، فتيمم و صل معهم، ثم تعيد إذا انصرفت .

المقنع للصدوق ص27ب3 .

 

عن عبد الله بن سليمان قال : كان أبو جعفر عليه السلام ، إذا كان يوم‏ عرفة ، لم يرد سائلا .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص142 .

عن حماد عن الحلبي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :‏ الغسل يوم‏ عرفة إذا زالت الشمس ، و تجمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين .

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : الحاج يقطع التلبية يوم‏ عرفة زوال الشمس.

الكافي ج4ص462ح4 ، ح1 .

 

الصوم والإفطار في عرفة

عن عبد الله بن المغيرة عن سالم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وحده ، و أوصى علي إلى الحسن و الحسين جميعا ، و كان الحسن إمامه .

فدخل رجل : يوم‏ عرفة على الحسن عليه السلام و هو يتغذى ، و الحسين عليه السلام صائم .

ثم جاء : بعد ما قبض الحسن عليه السلام فدخل على الحسين عليه السلام يوم‏ عرفة و هو يتغذى ، و علي بن الحسين صائم .

فقال له الرجل : إني دخلت على الحسن و هو يتغذى و أنت صائم ، ثم دخلت عليك و أنت مفطر ؟

 فقال عليه السلام : إن الحسن عليه السلام كان إماما ، فأفطر لئلا يتخذ صومه سنة ، و ليتأسى به الناس ، فلما أن قبض كنت الإمام ، فأردت أن ل يتخذ صومي سنة فيتأسى الناس بي .

علل الشرائع ج2ص386 ب117ح1 .

 

وعن حنان بن سدير عن أبيه قال : سألته عن صوم يوم عرفة ، فقلت : جعلت‏ فداك ، إنهم يزعمون أنه يعدل صوم سنة .

قال  : كان أبي عليه السلام لا يصوم . قلت : و لم جعلت فداك ؟

قال : يوم عرفة يوم دعاء و مسألة ، فأتخوف أن يضعفني عن الدعاء ، و أكره أن أصومه ، و أتخوف أن يكون يوم عرفة يوم الأضحى و ليس بيوم صوم .

علل الشرائع ج2ص385ب116ح1 .

 

و أما الصوم : الذي صاحبه فيه بالخيار ، فصوم يوم الجمعة ، و الخميس ، و الاثنين ، و صوم البيض ، و صوم ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان، و يوم‏ عرفة ،  كل ذلك صاحبه فيه بالخيار إن شاء صام، و إن شاء أفطر.

المقنع للصدوق ص181ب1 .

 

فضائل للإمام علي يوم عرفه :

عن القاسم بن الوليد عن شيخ من ثمالة قال : دخلت على امرأة من تميم عجوز كبيرة ، و هي تحدث الناس .

فقلت لها : يرحمك الله حدثيني في بعض فضائل أمير المؤمنين علي عليه السلام .

 قالت : أحدثك و هذا شيخ كما ترى بين يدي نائم . فقلت لها : و من هذا .

فقالت : أبو الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه وآل ، فجلست إليه ، فلما سمع حسي استوى جالسا . فقال : مه .

فقلت : رحمك الله ، حدثني بما رأيت من رسول الله ص يصنع بعلي عليه السلام ، فإن الله يسألك عنه .

فقال : على الخبير وقعت ، أما ما رأيت النبي يصنعه بعلي ، فإنه قال لي : ذات يوم ، يا أبا الحمراء انطلق فادع لي مائة من العرب ، و خمسين رجلا من العجم ، و ثلاثين رجلا من القبط ، و عشرين رجلا من الحبشة ، فأتيت بهم .

فقام رسول الله صلى الله عليه وآله : فصف العرب ، ثم صف العجم خلف العرب ، و صف القبط خلف العجم ، و صف الحبشة خلف القبط .

ثم قام : فحمد الله و أثنى عليه ، و مجد الله بتمجيد لم يسمع الخلائق بمثله .

ثم قال : يا معشر العرب و العجم و القبط و الحبشة ، أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله ؟ فقالوا : نعم .

فقال : اللهم اشهد ، حتى قالها ثلاثا ؟ فقال في الثلاثة : أقررتم بشهادة أن لا إله إلا الله ، و أني محمد عبده و رسوله ، و أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ولي أمرهم من بعدي .

فقالوا : اللهم نعم .

فقال : اللهم اشهد ، حتى قالها ثلاثا .

ثم قال لعلي : يا أبا الحسن ، أنطلق فاءتني بصحيفة و دواة ، فدفعها إلى علي بن أبي طالب ، و قال اكتب . فقال : و ما أكتب .

قال : اكتب‏ :

بسم الله الرحمن الرحيم‏ ، هذا ما أقرت به العرب و العجم و القبط و الحبشة ، أقروا بشهادة أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا عبده و رسوله ، و أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و ولي أمرهم من بعدي .

ثم ختم الصحيفة : و دفعها إلى علي عليه السلام ، فما رأيته إلى الساعة .

 

فقلت : رحمك الله زدني .

فقال : نعم ، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله

يوم‏ عرفة :

و هو آخذ بيد علي عليه السلام فقال : يا معشر الخلائق ، إن الله تبارك و تعالى باهى بكم في هذا اليوم ليغفر لكم عامة .

 ثم التفت إلى علي عليه السلام  فقال له : و غفر لك يا علي خاصة .

و قال : يا علي ادن مني ، فدنا منه .

فقال : إن السعيد حق السعيد من أحبك و أطاعك ، و إن الشقي كل الشقي من عاداك و نصب لك و أبغضك .

 يا علي :  كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك .

يا علي : من حاربك فقد حاربني ، و من حاربني فقد حارب الله عز و جل .

يا علي : من أبغضك فقد أبغضني ، و من أبغضني فقد أبغض الله ، و أتعس الله جده و أدخله نار جهنم.

الأمالي للصدوق ص382م17ح11 .

 

 عن فرات بن أحنف عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له‏ جعلت فداك ، للمسلمين عيد أفضل من ، الفطر ، و الأضحى ، و يوم الجمعة ، و يوم‏ عرفة ؟

قال فقال لي : نعم أفضلها و أعظمها و أشرفها عند الله منزلة ، و هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ، و أنزل على نبيه‏ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ  دِينًا  (3)} المائدة .

قال قلت : و أي يوم هو .

قال فقال لي : إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية و الإمامة للوصي من بعده ، ففعل ذلك ، جعلوا ذلك اليوم عيدا .

و إنه اليوم : الذي نصب فيه رسول الله  عليا للناس علما ، و أنزل فيه ما أنزل ، و كمل فيه الدين ، و تمت فيه النعمة على المؤمنين .

قال قلت : و أي يوم هو في السنة ؟

قال فقال لي : إن الأيام تتقدم و تتأخر ، فربما كان يوم السبت و الأحد و الإثنين إلى آخر الأيام السبعة . قال قلت " فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟

قال : هو يوم عبادة و صلاة و شكر لله تعالى ، و حمد له .

و سرور : لما من الله به عليكم من ولايتنا ، و إني أحب لكم أن تصوموه .

تفسير فرات الكوفي ص117ح123.

 

قال علي بن أبي طالب عليه السلام : إن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يوم غدير خم , و يوم‏ عرفة في حجة الوداع ، و يوم قبض‏ , في آخر خطبة خطبها ، حين قال : إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ، كتاب الله و أهل بيتي .

 فإن اللطيف الخبير : قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يرد علي الحوض كهاتين الإصبعين ، و أشار بمسبحته و الوسطى‏ ، فإن إحداهما قدام الأخرى‏ ، فتمسكوا بهما لا تضلوا و لا تزلوا ، و لا تقدموهم و لا تخلفوا عنهم ، و لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص655 .

 

عرفة في قصة آدم وإبراهيم :

يا طيب : جاءت قصص كريمة كثيرة ، ومهمة في حياة كبراء الدين وقصصهم ، نذكر قسما منها :

قصة آدم عليه السلام :

عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام : قال‏ إن آدم عليه السلام ، بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على الجنة و على خروجه من الجنة من جوار الله عز و جل.

 فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : يا آدم ، ما لك تبكي .

فقال : يا جبرئيل ما لي لا أبكي ، و قد أخرجني الله من الجنة من جواره ، و أهبطني إلى الدنيا .

فقال : يا آدم تب إليه .

قال : و كيف أتوب ، فأنزل الله عليه قبة من نور فيه موضع البيت ، فسطع نورها في جبال مكة ، فهو الحرم ، فأمر الله جبرئيل أن يضع عليه الأعلام .

 قال : قم يا آدم ، فخرج به يوم التروية ، و أمره أن يغتسل و يحرم ، و أخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة ، فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه جبرئيل عليه السلام  إلى منى فبات بها .

 

 فلما أصبح : أخرجه إلى عرفات .

و قد كان علمه : حين أخرجه من مكة الإحرام و علمه التلبية.

 فلما زالت الشمس يوم‏ عرفة : قطع التلبية ، و أمره أن يغتسل .

 فلما صلى العصر أوقفه بعرفات ، و علمه الكلمات التي تلقاها من ربه و هي :

 

سبحانك اللهم و بحمدك : لا إله إلا أنت ، عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي ، فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم .

 سبحانك اللهم و بحمدك : لا إله إلا أنت ، عملت سوءا و ظلمت نفسي ، و اعترفت بذنبي ، فاغفر لي إنك خير الغافرين .

سبحانك اللهم و بحمدك : لا إله إلا أنت ، عملت سوءا و ظلمت نفسي ، و اعترفت بذنبي ، فاغفر لي‏ إنك أنت التواب الرحيم‏ .

 فبقي إلى أن غابت الشمس : رافعا يديه إلى السماء ، يتضرع و يبكي إلى الله ، فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها .

 فلما أصبح : قام على المشعر الحرام ، فدعا الله تعالى بكلمات و تاب إليه .

ثم أفضى إلى منى : و أمره جبرئيل أن يحلق الشعر الذي عليه ، فحلقه .

 ثم رده إلى مكة : فأتى به عند الجمرة الأولى ، فعرض له إبليس عندها .

فقال : يا آدم أين تريد ، فأمره جبرئيل أن يرميه بسبع حصيات ، فرمى ، و أن يكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل .

ثم ذهب : فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات  ، فرمى و كبر مع كل حصاة تكبيرة .

 ثم ذهب : فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات عند كل حصاة تكبيرة .

 فذهب إبليس لعنه الله .

 و قال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد هذا اليوم أبدا .

 فانطلق به إلى البيت الحرام : و أمره أن يطوف به سبع مرات ، ففعل.

 فقال له : إن الله قد قبل توبتك ، و حلت لك زوجتك .

 قال : فلما قضى آدم حجه ، لقيته الملائكة بالأبطح ، فقالو : يا آدم بر حجك ، أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت بألفي عام‏ .

تفسير القمي ج1 ص 44 .

 

قصة إبراهيم وإسماعيل :

 عن أبان بن عثمان عن أبي بصير أنه سمع :

أبا جعفر و أبا عبد الله عليهما السلام يذكران‏ :

أنه لما كان : يوم التروية ، قال جبرئيل لإبراهيم عليه السلام : تروه‏ من الماء فسميت التروية ، ثم أتى منى فأباته بها .

ثم غدا به إلى عرفات : فضرب خباه بنمرة دون عرفة ، فبنى مسجد بأحجار بيض ، و كان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي الإمام يوم‏ عرفة ، فصلى بها الظهر و العصر.

ثم عمد به إلى عرفات :

فقال : هذه عرفات ، فاعرف بها مناسكك ، و اعترف بذنبك .

فسمي : عرفات .

 

 ثم أفاض : إلى المزدلفة فسميت المزدلفة ، لأنه ازدلف إليه .

ثم قام : على المشعر الحرام ، فأمره الله أن يذبح ابنه .

و قد رأى فيه : شمائله و خلائقه ، و أنس ما كان إليه .

فلما أصبح : أفاض من المشعر إلى منى .

فقال لأمه : زوري البيت أنت و احتبس الغلام .

فقال : يا بني هات الحمار و السكين حتى أقرب القربان .

فقال أبان فقلت لأبي بصير : ما أراد بالحمار و السكين .

قال : أراد أن يذبحه ، ثم يحمله فيجهزه و يدفنه .

قال : فجاء الغلام بالحمار و السكين .

فقال : يا أبت أين القربان ؟

قال : ربك يعلم أين هو يا بني ، أنت و الله هو ، إن الله قد أمرني بذبحك‏ ، فأنظر ما ذا ترى‏ .

قال : يا أبت افعل ما تؤمر ، ستجدني إن شاء الله من الصابرين‏ .

قال : فلما عزم على الذبح .

قال : يا أبت خمر وجهي ، و شد وثاقي .

قال : يا بني الوثاق مع الذبح ، و الله لا أجمعهما عليك اليوم .

قال أبو جعفر عليه السلام :  فطرح له قرطان الحمار ، ثم أضجعه عليه ، و أخذ المدية ، فوضعها على حلقه .

قال : فأقبل شيخ ، فقال : ما تريد من هذا الغلام ؟ قال : أريد أن أذبحه .

فقال : سبحان الله غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه .

فقال : نعم ، إن الله قد أمرني بذبحه .

فقال : بل ربك نهاك عن ذبحه ، و إنما أمرك بهذا الشيطان في منامك .

قال : ويلك الكلام الذي سمعت ، هو الذي بلغ بي ما ترى ، ل و الله لا أكلمك ، ثم عزم على الذبح .

فقال الشيخ : يا إبراهيم إنك إمام يقتدى بك ، فإن ذبحت ولدك ذبح الناس أولادهم ، فمهلا .

فأبى أن يكلمه .

قال أبو بصير : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : فأضجعه عند الجمرة الوسطى ، ثم أخذ المدية فوضعها على حلقه ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم انتحى‏ عليه ، فقلبها جبرئيل عن حلقه .

فنظر إبراهيم : فإذا هي مقلوبة ، فقلبها إبراهيم على خده ، و قلبها جبرئيل على قفاها ، ففعل ذلك مرارا .

ثم نودي : من ميسرة مسجد الخيف ، يا إبراهيم‏ قد صدقت الرؤيا ، و اجتر الغلام من تحته .

و تناول جبرئيل الكبش : من قلة ثبير ، فوضعه تحته .

و خرج الشيخ الخبيث : حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت ، و البيت في وسط الوادي .

فقال : ما شيخ رأيته بمنى فنعت نعت إبراهيم .

قالت : ذاك بعلي ، قال : فما وصيف رأيته معه‏ ، و نعت نعته .

قالت : ذاك ابني .

قال : فإني رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه.

قالت : كلا ما رأيت إبراهيم إلا أرحم الناس ، و كيف رأيته يذبح ابنه .

قال : و رب السماء و الأرض ، و رب هذه البنية ، لقد رأيته أضجعه و أخذ المدية ليذبحه .

قالت : لم ، قال : زعم أن ربه أمره بذبحه .

قالت : فحق له أن يطيع ربه ....

 

و ذكر : أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :

أراد أن يذبحه : في الموضع الذي حملت أم رسول الله ، عند الجمرة الوسطى ، فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر .

حتى كان : آخر من ارتحل منه علي بن الحسين عليه السلام ، في شيء كان بين بني هاشم و بين بني أمية ، فارتحل فضرب بالعرين‏ .

الكافي ج4ص207ص9 . تروه الهاء للسكت. النمرة: الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات. القرطاط بالضم: البرذعة و كذلك القرطان. و هي الحلس الذي يلقى تحت الرجل. و المدية مثلثة السكين المعظمة . الانتحاء. الاعتماد و الميل على الشي‏ء. يقال: انتحى على سيفه إذا اعتمد عليه. ثبير كامير: جبل بمكة يقال: أشرق ثبير كيم نعير. الوصيف: الخادم غلاما كان او جارية. 

ويا طيب : قصة الفداء بكبش عظيم هو الإمام الحسين عليه السلام ، فراج صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، باب الآيات المؤولة بالإمام عليه السلام :

 

 

مناشدة الإمام الحسين يوم عرفة :

قال سليم بن قيس : في حديث طويل ، في الشدة بعد الإمام الحسن على الشيعة وقيام الإمام الحسين عليه السلام بالإمام :

فلما مات الحسن بن علي عليه السلام : لم يزل الفتنة و البلاء يعظمان و يشتدان ، فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه أو مقتول أو طريد أو شريد ، و لم يبق عدو لله إلا مظهرا حجته غير مستتر ببدعته وضلالته .

 

 فلما كان قبل موت معاوية بسنة .

 

حج الحسين بن علي عليهم السلام : و عبد الله بن عباس و عبد الله بن جعفر معه‏ ، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته ، ثم أرسل رسلاً لا تدعو أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروفين بالصلاح والنسك إلا أجمعوهم لي .

 

 فاجتمع إليه بمنى : أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه عامتهم من التابعين ، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله و غيرهم .

 فقام  فيهم الحسين عليه السلام خطيباً :

فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :

 أما بعد :

فإن هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتهم ، و إني أريد أن أسألكم عن شيء ، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني ، أسألكم بحق الله عليكم و حق رسول الله و حق قرابتي من نبيكم ، لما سيرتم مقامي هذا و وصفتم مقالتي و دعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس و وثقتم به ، فأدعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ، فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر و يذهب الحق و يغلب و الله متم نوره ولو كره الكافرون .

 و ما ترك : شيئاً مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه و فسره ، و لا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبيه وأخيه وأمه و في نفسه و أهل بيته إلا رواه .

و كل ذلك يقول الصحابة : اللهم نعم قد سمعنا و شهدنا .

و يقول التابعي : اللهم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة .

 

فقال عليه السلام : أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به و بدينه .

قال سليم : فكان فيما ناشدهم الحسين عليه السلام و ذكرهم أن قال :

أنشدكم الله : أ تعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين آخى بين أصحابه ، فآخى بينه و بين نفسه ، و قال : أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة .

قالوا : اللهم نعم .

قال أنشدكم الله : هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، اشترى موضع مسجده و منازله فابتناه ، ثم ابتنى فيه عشرة منازل تسعة له ، و جعل عاشرها في وسطها لأبي ، ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه ، فتكلم في ذلك من تكلم .

فقال صل الله عليه وآله : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه ، ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره ، وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله صل الله عليه وآله ، فولد لرسول الله صل الله عليه وآله وله فيه أولاد . قالوا : اللهم نعم .

قال : أ فتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعه من منزله إلى المسجد فأبى عليه ثم خطب صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال  :

 إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه ، وإن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه . قالوا : اللهم نعم .

قال أنشدكم الله : أ تعلمون أن رسول الله ص نصبه يوم غدير خم ، فنادى له بالولاية وقال ليبلغ الشاهد الغائب . قالوا : اللهم نعم .

قال أنشدكم الله : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال له في غزوة تبوك : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وأنت ولي كل مؤمن بعدي .

 قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله أ تعلمون أن رسول الله صل الله عليه وآله حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة لم يأت إلا به و بصاحبته و ابنيه .

 قالوا : اللهم نعم .

قال أنشدكم الله : أ تعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر ، ثم قال : لأدفعه إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله كرار غير فرار يفتحها الله على يديه .

 قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه ببراءة ، وقال : لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني . قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تنزل به شدة قط إلا قدمه لها ثقة به ، وأنه لم يدعه باسمه قط إلا أن يقول يا أخي و ادعوا لي أخي .

 قالوا : اللهم نعم .

 

قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضى بينه و بين جعفر و زيد ، فقال له : يا علي أنت مني و أنا منك ، وأنت ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي . قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أنه كانت له من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم خلوة ، و كل ليلة دخلة إذا سأله أعطاه و إذا سكت أبدأه .

 قالوا : اللهم نعم .

 

قال : أ تعلمون أن رسول الله ص فضله على جعفر و حمزة حين قال لفاطمة عليها السلام : زوجتك خير أهل بيتي أقدمهم سلما و أعظمهم حلما و أكثرهم علما . قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أن رسول الله ص قال أنا سيد ولد آدم و أخي علي سيد العرب و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة و ابناي الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة .

 قالوا : اللهم نعم .

قال : أ تعلمون أن رسول الله ص أمره بغسله و أخبره أن جبرائيل يعينه عليه . قالوا : اللهم نعم .

 

قال : أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قال في آخر خطبة خطبها : أيها الناس‏ إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي فتمسكو بهما لن تضلوا .

قالوا : اللهم نعم .

فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة ، و في أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه صل الله عليه وآله وسلم إلا ناشدهم فيه ، فيقول : الصحابة اللهم نعم قد سمعنا ، و يقول التابعي : اللهم قد حدثنيه من أثق به فلان و فلان .

ثم ناشدهم‏ : أنهم قد سمعوه صل الله عليه وآله وسلم يقول : من زعم أنه يحبني و يبغض عليا فقد كذب ليس يحبني وهو يبغض عليا .

فقال له قائل : يا رسول الله و كيف ذلك .

قال : لأنه مني و أنا منه ، من أحبه فقد أحبني‏ ، و من أحبني فقد أحب الله  ، و من أبغضه فقد أبغضني‏ ، و من أبغضني فقد أبغض الله .

فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا و تفرقوا على ذلك .

سليم ‏بن‏ قيس ص777ح26.

 

أقول : هذا الذكر كان يذكر لنا شيء يسير من سيرة وسلوك آهل البيت وصحبهم عليهم صلاة الله وسلامه ، وبيان لقليل من عمل أعدائهم وطغيانهم ، ويصدقه كل مَن له وجدان منصف قد تدبر في تأريخ الدين الإسلامي الحنيف ، وكل من تدبر كتاب الله وسنة رسوله في بيان هداة الدين على طول التاريخ وملاك ولايتهم وهدايتهم واختيارهم من قبل الله تعالى ، وعرف الملاك الذي اصطفى أولياء دينه من الأنبياء أو الرسل أو الأئمة وأوصياء للأنبياء ، وأنه كان لوجودهم الخالص له وطهارتهم وصدقهم وصبرهم وجهادهم بأنفسهم وبكل وجودهم في سبيل رفع دين الله تعالى وتعريف بما يحب ويرضى .

فيتيقن إن  لله تعالى له عناية بأولياء دينه ويختار من لم يلبس إيمانه بظلم لولاية دينه وتعليم هداه ، وليس  كل من يدعي الخلافة على المسلمين ولو كان سيطر بالظلم والغصب يمكنه أن يكون هو المعلم لمعرفة الله المقدسة الطاهرة من كل شك وشبهة ، ولا كل من ليس له رعاية من الله تعالى يمكنه أن يكون إمام دين وولي لرب العالمين وخليفة لله على خيار عباده المؤمنين ، راجع كتاب الله وتدبر فيه ملك الإمامة وأسسها ، تعرف أنه لا يمكن أن يكون ولي لله وإمام حق غير نبين وآله الطيبين الطاهرين .

 ولكن مغفلين ظلموا أنفسهم ومن تبعهم وغرتهم الدنيا والسلطة والحكم وأحقاد من أحد وبدر وخيبر وحنين وغيرهن ، وأعانهم قوم آخرون فتسلطوا ، ول يعني مجرد تسلطهم وحكمهم إنه بحق صاروا أولياء دين الله ومعلمين له ولو برأيهم ، فإنه من لم يتبع دين الله من عند أولياءه ويأخذه من أئمة الكفر فإنه يعبده بدينهم ، بل يعبد غير الله بل رب أخترعه له معاوية ومن لف لفه فضلاً عن التعاليم الأخرى للدين .

فإنها كانت منافسة في تعاليم الدين فضلاً عن مسائل الإمامة ، فإنه من ناصر معاوية وحزبه وكل من صار مثله والي أو مفتي أو حاكم على بلاد المسلمين ليس له صحبة إلا أيام أو سنة أو سنتين ، ولم يكن له علم دين يذكر ولا صحبة تُعرف أهمية وجوده واهتمام الرسول به ، حتى معاوية الذي سمي كاتب الوحي لم يكتب شيء من الوحي ، بل كان أحد كتاب الوحي وممن صحب النبي قد هدر دمه رسول الله لأنه كان يكتب خلاف ما يقول له رسول الله ، ومعاوية لم يكتب شيء يذكر ولكنه هو الذي جعل نفسه كاتب الوحي وصهر رسول الله وسمى نفسه خال المسلمين وهو من الفضائل خالي ، وكله بلباقته وما دبر له من لعق قصعته وأعطاه من أموال المسلمين ،فتحدثوا عنه ولم يصدقه أحد فحتى من ينقل عن النواصب البخاري ترك معاوية بدون فضيلة .

 

 

تكميل

أحاديث في المعرفة

 

يا طيب : طلب الخالق وحب تحصيل الكمال من الله تعالى فطرية في كل الخلق ، فكل شيء يطلب كماله من الله تعالى حسب حاله ، وبالخصوص في البشر ، بالإضافة إلى أن معرفة عظمة الله تعالى ، تتم بالتدبر بالآفاق والأنفس ، وكل شيء يدل عليه تعالى ، ولكن لترشيد التدبر ، وللمعرفة الحقيقة بعظمة الله وهداه فإنه الله تعالى بالإضافة للعقل ، جعل هداة منه يعرفوهم الحقيقة لكي لا يضل الناس بالأهواء ومن يستغل الدين ويجعله بضاعة يستعبد بها الناس ويحرفهم عن الحق من معرفة عظمته وهداه وتعاليمه ، وهم الأنبياء وأوصيائهم بعده ، وبهذا يبين أنه تعالى كم أحكم وأتقن صنع التكوين ، كذلك أحكم هداه وحفظه بأئمة حق وولاة لأمره إلى أخر الدني ومادامت مستمر الحياة فيها ، ولمعرفة هذا المعنى في المعرفة الحقة و الواجب معرفته نذكر الأحاديث الآتية في المعرفة :

عن النضر بن قرواش قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول‏ :

إنما احتج الله : على العباد ، بما آتاهم و عرفهم‏.

المحاسن ج‏1 ص236 ب22 ج203 .

طبعا : من العقل والهداة بأمره من الأنبياء والأوصياء :

و عن أبي ربيحة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله رفعه قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام  : بما عرفت ربك ؟

فقال : بما عرفني‏ نفسه .

 قيل : و كيف عرفك‏ نفسه ؟

فقال : لا تشبهه صورة ، و لا يحس بالحواس ، و لا يقاس بالقياس ، قريب في بعده ، بعيد في قربه ، فوق كل شيء ، و لا يقال شيء تحته ، و تحت كل شيء و لا يقال شيء فوقه .

المحاسن ج‏1 ص239ب24ح217

ويا طيب : في نهج البلاغة : كثير من معارف التوحيد الحق عن أمير المؤمنين عليه السلام ، ومن يراجعه يتيقن معنى هذا الحديث :

و عن أبي بصير، قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو لا علي ما عرف‏ دين الله‏ .

الأصول الستة عشر ص179ح142، 89 .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يا علي : ما عرف‏ الله إلا بي ثم بك ، من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته .

يا علي : أنت علم الله بعدي الأكبر في الأرض ، و أنت الركن الأكبر في القيامة ، فمن استظل بفيئك كان فائزا ، لأن حساب الخلائق إليك ، و مآبهم إليك ، و الميزان ميزانك ، و الصراط صراطك ، و الموقف موقفك ، و الحساب حسابك ، فمن ركن إليك نجا ، و من خالفك هوى و هلك .

اللهم : اشهد ، اللهم اشهد ، ثم نزل .

كتاب سليم بن قيس ج2ص855ح44 .

 

قال الإمام الصادق عليه السلام : روي بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي رحمه الله قال :

دخلت : على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما نظر إلي ، فقال:

 يا سلمان : إن الله عز و جل لن يبعث نبيا ولا رسولا إلا وله اثنا عشر نقيبا .

قال قلت : يا رسول الله عرفت هذا من أهل الكتابين .

قال : يا سلمان هل عرفت نقبائي الاثني عشر ، الذين اختارهم الله تعالى للإمامة من بعدي .

فقلت : الله و رسوله أعلم .

فقال : يا سلمان ، خلقني الله تعالى من صفوة نوره  و دعاني  فأطعته ، فخلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه .

فخلق : من نوري و نور علي فاطمة ، و دعاها  فأطاعته .

فخلق : مني و من علي و فاطمة ، الحسن و الحسين  فدعاهما  فأطاعاه .

فسمانا الله تعالى : بخمسة أسماء من أسمائه ، فالله تعالى المحمود  و أنا محمد ، و الله العلي  و هذا علي ، و الله الفاطر  و هذه فاطمة ، و الله ذو الإحسان  و هذا الحسن ، و الله المحسن  و هذا الحسين .

و خلق من نور الحسين : تسعة أئمة  فدعاهم  فأطاعوه .

من قبل : أن يخلق الله تعالى سماء مبنية ، و أرضا مدحية ، أو هواء أو ملكا أو بشرا .

و كنا أنوارا : نسبحه ، و نسمع له و نطيع .

قال فقلت : يا رسول الله بأبي أنت و أمي ، ما لمن عرف‏ هؤلاء حق معرفتهم ؟

فقال : يا سلمان من عرفهم‏ حق معرفتهم ، و اقتدى بهم فوالاهم و تبرأ من عدوهم ، كان و الله منا ، يرد حيث نرد ، و يكن حيث نكن .

فقلت : يا رسول الله  فهل إيمان بغير معرفتهم بأسمائهم و أنسابهم ؟

فقال : لا يا سلمان .

قلت : يا رسول الله فأنى لي بهم .

فقال : قد عرفت إلى الحسين .

قلت : نعم .

قال رسول الله : ثم سيد العابدين‏ علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله تعالى ، ثم علي بن موسى الرضا الراضي بسر الله تعالى ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على سر الله ، ثم م‏ح‏م‏د الناطق القائم بحق الله تعالى .

قال سلمان : فبكيت .

ثم قلت : يا رسول الله : إني مؤجل إلى عهدهم .

قال : يا سلمان اقرأ : { فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَ عَلَيْكُمْ عِبَادًا  لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (الإسراء5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ  وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) } الإسراء .

قال رحمه الله : فاشتد بكائي و شوقي ، قلت : يا رسول الله ، أ بعهد منك .

فقال : إي و الذي بعثني و أرسلني  لبعهد مني ، و بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة أئمة من ولد الحسين ، و بك و من هو منا و مظلوم فينا ، و كل من محض الإيمان محضا .

إي و الله يا سلمان : ثم ليحضرن إبليس و جنوده ، و كل من محض الكفر محضا ، حتى يؤخذ بالقصاص و الأوتار و التراث ، و لا يظلم ربك أحدا .

و نحن تأويل هذه الآية : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ  وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَ مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (القصص6)  } القصص.

قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله ، و ما يبالي سلمان كيف لقي الموت أو لقاه.

مصباح الشريعة ص63ب28 . والحديث في آخره يشير إلى الرجعة حين ظهور ولي الأمر صاحب الزمان عليه السلام .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

‏ يا علي :أعطيت ثلاثا لم يجتمعن لغيرك ، مصاهرتي ، و زوجك ، و ولديك .

 و الرابع : لولاك ما عرف‏ المؤمنون.

صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص94 ح31 .

و قال الإمام الحسين بن علي عليه السلام :

‏ من عرف‏ : حق أبويه الأفضلين محمد و علي ، و أطاعهما حق الطاعة .

قيل له : تبحبح في أي الجنان شئت .

تفسير الإمام ص 330ح193

 

وفي الحديث القدسي : قال نبي الله موسى عليه السلام :

 و من هذا : العبد الآبق منك ؟ قال : العاصي المتمرد .

قال : فمن الضال عن فنائك ؟ قال: الجاهل بإمام زمانه تعرفه ، و الغائب عنه بعد ما عرفه ‏، الجاهل بشريعة دينه ، تُعرفه شريعته ، و م يعبد به ربه، و يتوصل به‏ إلى مرضاته.

تفسير الإمام ص 342

عن يزيد بن خليفة قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام ، فلما جلسنا عنده، قال:

نظرتم : حيث نظر الله ، و اخترتم حيث اختار الله ، و ذهب الناس يمينا و شمالا ، و قصدتم قصد محمد صلى الله عليه و آله و أهل بيته ، و أنتم على المحجة البيضاء ، فأعينوا ذلك بورع .

فلما أردنا أن نقوم قال: ما على عبد إذا عرّفه‏ الله أن ل يعرفه الناس ؛ إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، و من عمل لله كان ثوابه على الله ، و إن كل رياء شرك‏ .

الأصول الستة عشر ص245ح 310، 106 .

 

وعن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال : أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب ، فجعل لكل سبب شرحا ، و جعل لكل شرح علما ، و جعل لكل علم بابا ناطقا .

عرفه‏ : من عرفه‏ ، و جهله من جهله ، ذلك رسول الله و نحن.

بصائر الدرجات ج1ص6ب3 ح1 .

 

عن عبد الرحمن بن كثير قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول‏ :

نحن : ولاة أمر الله ، و خزنة علم الله ، و عيبة وحي الله ، و أهل دين الله ، و علينا نزل كتاب الله ، و بنا عبد الله ، و لولانا ما عرف‏ الله ، و نحن ورثة نبي الله و عترته.

بصائر الدرجات ج1ص61ب3 ح3 .

عن سعد الإسكاف قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : قوله عز و جل‏ : { وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ (46) } الأعراف.

فقال : يا سعد ، إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم‏ و عرفوه ، و أعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه ، و أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم ، فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة ، و من ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة ، يفرغ بعضها في بعض .

و من أتى آل محمد : أتى عينا صافية ، تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد و لا انقطاع ، ذلك .

و إن الله : لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه ، لكن جعل الله محمدا و آل محمد الأبواب التي تؤتى منه ، و ذلك قوله‏ : { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا  وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) } البقرة .

 

و عن نصر العطار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، لعلي يا علي عليه السلام :

ثلاث أقسم أنهن حق ، إنك و الأوصياء :

عرفاء : لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم .

و عرفاء : لا يدخل الجنة ، إلا من عرفكم‏ و عرفتموه .

و عرفاء : لا يدخل النار ، إلا من أنكركم و أنكرتموه.

بصائر الدرجات ج‏1ص499ب16ح11 ، 12.

 

وعن أبي بصير : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله‏ و على الأعراف { وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ (46) } الأعراف.

قال : نحن أصحاب الأعراف ؟

 فمن عرفنا : كان منا ، و من كان منا كان في الجنة .

و من أنكرنا : كان في النار.

بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم ج1ص500ب16 ح15 .

معنى عرفه بألفاظ مطولة أبوذية:

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

لله من دعاء كريم رائع للحسين يوم عرَفه

شكر المنعم و كل معنى للتوحيد فيه عرّفه

يا طيب تحميد من أول الخلق لآخره عِرفه

و اتدبره تراه دين حق من ابن خير البرية

 

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

لله من دعاء للحسين يوم عرَفه

شكر المنعم ومعنى التوحيد عرّفه

وبه تدبر بالآفاق والأنفس عِرفه

تراه هدى حق لابن خير البرية

 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

صحيفة أدعية وزيارة عرفة

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

يا طيب : لحضرتكم صحيفة عرفة من موسوعة صحف الطيبين وفيها الأعمال والأدعية والزيارة كاملة

www.alanbare.com/9ar

ملف بي دي أف صالح للمطالعة والقراءة على المبايل

www.alanbare.com/9ar/9ar.pdf

محاضرة في بيان معاني دعاء عرفه للإمام الحسين عليه السلام

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم ولحضرتكم محاضرة سريعة في التدبر والتفكر وقراءة دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام ، وبيان أهميته وشأنه الكريم ومعارف التوحيد فيه وتطور أحوال الإنسان برعاية الله سبحانه ، وبيان حقائق توسله بالله وشكره على نعمه والاعتراف بفضله وطلب المزيد منه والمغفرة ، وهو دعاء رائع الأسلوب وجميل البيان حكيم المعنى ، يستحق الاستماع له ولو مرة واحدة ، ولو تسمعه وأنت تعمل أو تتصفح ، والمحاضرة قديمة ألقيت على برنامج البالتوك على الانترنيت في غرفة الحق وكانت مقر لالتقاء الشيعة من كل مكان العالم ، قبل ظهور الموبايل وبرامجه وحتى الفيس بوك وغيره .

لخادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن الأنباري

https://drive.google.com/file/d/0BzQSGz-qSyihaTFOVUxqVk41d1E/view

أو

أو من

www.alanbare.com/9ar/9ar.mp3

ولحضرتكم يا طيب : تفاصيل خروج الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء في يوم التروية يوم قبل يوم عرفة وقصة شهادة مسلم بن عقيل رحمه الله

من موسوعة صحف الطيبين

صحيفة الإمام الحسين عليه السلام الفهرس المفصل على الروابط التالية :

www.alanbare.com/3/f

أو :

www.alanbare.com/3




  ف

       

ت