بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة أبو الحسن علي الأكبر
بن الحسين بن علي بن أبي طالب

عليهم السلام

بين يديك يا طيب : صحيفة سبط سيد الأوصياء وسيد المرسلين وسيدة النساء ، وحبيب حبيبهم النبيل الكريم أبن الأشراف النبلاء ، المخلص لله تعالى العبادة ونصر دينه بكل صفاء ، والمقدام لثبات مبادئ الهدى الحق بصدق الوفاء ، والمضحي بكل شيء في سبيل العدل والإحسان ، والرافض بكل عزم وإصرار للجور والطغيان ، وقدوة الشاب المؤمن البر الوفي لمبادئ الإسلام والإصلاح حتى اليقين بالسر والاعلان .

السيد الأكبر علوا وشرفا ونبلا :
أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام

أسمه ونسبه : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

كنيته : أبو الحسن .

لقبة : الأكبر ، ودائما يقرن باسمه لتعريفه ، وتمييزه من أخيه الإمام الثالث زين العابدين عليه السلام .

صفاته : أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

اسم أمه : ليل بن عروة الثقفي الشهيد في سبيل عقيدته وثباته في سبيل الله تعالى .

ولد علي الأكبر عليه السلام : في 11 شهر شعبان سنة 33 للهجرة أو 35 .

عمره الشريف : 25 سنة وقيل 27سنة .

كان في إمامة جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : 5 سنين .

وفي إمامة عمه الحسن بن علي عليه السلام : 10 سنين .

وفي إمامة والده الحسين عليه السلام : 10 سنين .

وإنه أصغر من عمه العباس بن علي عليه السلام بـ : 9 سنوات .

وأكبر من أخيه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام بـ : 3 سنوات .

أستشهد : في كربلاء في يوم عاشوراء دفاعا عن مبادئ وحقائق دين الله بصدق ، أليس هو الذي لا يبالي إن وقع على الموت أو قع عليه الموت ، ما دام سائر مع أبيه وإمامه المقدام بحق ، فإنه أقدم لإحياء هدى الله الواقعي ومعارف عظمته بعشق ، فنال الحسنى حين أستشهد في سبيل الله وإليه شهق ، ولأعلى مقام في أعلى عليين مع أجداده الطيبين الطاهرين سمق ، فكان من وفائه وثباته وصفاء روحه للمؤمنين نور الإخلاص شرق ، فهو الحق وابن المحقين وأهل الحق بحق .

فهنيئا له : الثبات والوفاء والنصيحة والإخلاص ، وهنيئا لكم يا طيبين الولاية ومعرفة الإمامة ، والسير على الصراط المستقيم للمنعم عليه بهدى الله الطيبين الطاهرين ، وجعلنا الله من الثابتين على هديهم المبين ، ومتمسكين بولايته مخلصين بمعارفهم لله تعالى العبادة والدين ، فإنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

والصحيفة : 170 صفحة .
تأليف : خادم علوم آل محمد عليهم السلام .
الشيخ : حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صحيفة علي الأكبر عليه السلام ، الماثلة بين يديك الكريمتين 170 صفحة كتاب في صفحة ويب على الانترنيت واحدة ، وهي صالحة للقراءة والنسخ واللصق للاقتباس والمشاركة في المواقع الاجتماعية
www.alanbare.com/ak

كتاب الكتروني صلاح للقراءة والمطالعة على الحاسب والجوال
www.alanbare.com/ak/ak.pdf

صحيفة علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الصورة أوضح

شرح حديث الإمامة و الإمام للإمام الرضا عليه السلام target=
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

علي مع القرآن والحق وهم مع علينه

المحق لا يهاب الموت ولو وقع علينه

الأكبر قالها لأبيه و أحنه بيهم علينه

وطهرنه من الباطل وبقوا بيه آل أمية

وهذا شعر دارمي يشوقنا لقراءة الصحيفة :

سلام الله على الشهيد علي بن الحسين الأكبر

زيارته توجب لنا الثواب الجزيل والذنوب تغفر


بتلاوة صحيفة الأكبر تعرف الصديق المطهر

ومعارف الهدى والقدوة الناصر للحق المظفر


تعلم هدى ابن الحسين تنال ذروة العلم الأزخر

والجود والكرم في سبيل الله العلي العزيز الأكبر


يا طيب :
سيأتي بقية الدارمي
وبقية الصور عن علي الأكبر عليه السلام
ومقدمة تبليغ مولده الكريم ومقدمة تبليغ شهادته
في أخر الصفحة هذه فتابع البحث مشكورا






قال النبي علي مع القرآن والحق و القرآن والحق مع علينا

معنى علينا :

علينا : علينه ، علي نا ، عَلْي اسم ، نا ضمير المتكلمين المتصل كضمير نحن المنفصل ، عَليّنُا ، علينا نحن ، و علينه باللهجة العراقية بقلب الألف هاء ، إمام الحق سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة رسول الله وابن عم سيد المرسلين ، نا ضمير يعود على رسول رب العالمين الأكرم وخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم لجلالة شأنه وعلو منزلته ، ونحن معه فهو علي لنا لأنا نؤمن بأنه هو ولي الله وحجته وخليفته الحق بعد رسول الله ، وتم تنصيبه بأمر الله تعالى ، لأنه مع القرآن والقرآن معه ، وهو مع الحق والحق معه ، وله شواهد من كتاب الله وسنة نبيه وسيرته وسلوكه وصفاته يقر لها كل منصف وطيب .

العَلِيّ : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : رفيع القدر وعظمة الشأن الذي لا رتبة فوق رتبته ، قال تعالى : { وَلاَ يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }،{ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا } .. عَليّ : اسم ، الجمع عَلِيُّون و عِلْيَة صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من علا ، العَلِيُّ المرتفعُ ، عِلْيَة القوم : أشرافهُم وصفوتهم وأرفعهم قدرًا وأسماهم مكانةً ، وذكر معنى أوسع في أبوذية علي .

 

معنى الحق :

الحَقُ‏ : من أَسماءِ اللَّهِ تَعالَى {‏ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُ‏ الْمُبِينُ‏ } و هو الموجود المتحقق وجوده بنفسه مستقلا ، وهو سبحانه حق بصفاته ، وفعله كله حق ، وربوبيته و إلهيته ثابته بحق سواء أمن به المؤمنون أو جحده الكافرون .

و الحَقُ‏ هو المطابقة و الموافقة للواقع في نفس الأمر ، ويستعمل في الواجب و اللازم و الجدير ، و الأمر المحكم والثابت والمستقيم ، و مقابله الباطل و الضّلال، و الباطل ما ليس له ثبوت ، و الضّلال ما خرج و انحرف عن ما هو عليه الواقع .

والدين الحق‏ : الإسلام و هو حكم الله سبحانه لا حكم إلا له ، وهو المنطبق على الخلقة الإلهية وتدبيرها بهداه في التكوين وفي التشريع ، وهو الذي يسلك بصراط مستقيم لنعيم الله ورضا منه أكبر ، و ما وراءه من حكم هو باطل لا يسوق الإنسان إلا إلى الشقاء و الهلاك و يرديه في عذاب السعير .

وأهل الحق : من تبع حكم الله ورسوله وأولي الأمر المصطفين الأخيار والطيبين الطاهرين وتعلم معارفهم وعمل بها مخلصا له ، فتثبت له آثاره ويجزل ثوابه ، ويكون إيمانه بالله إحقاق للحق ، و كلمة الحق هي كلمة طيبة من شأنها أن تصعد إلى الله تعالى ويرفعها العمل الصالح ويحقق مصداقها ولم تبقى أدعاء لا حقيقة لها ، ومثلها كلمة الصديق علي الأكبر بن الحسين عليه السلام الذي حققها علما وعملا بالشهادة .

والعلم الحق‏ : هو العلم من حيث إن الخارج الواقع يطابقه ولا يكون إلا وفق هدى الله تعالى ومن علّمهم سبحانه وهم يهدون بأمره .

والعمل الحق : هو الذي يطابق تعاليم الله ومخلصا في طلب وجهه الكريم ، ويكون محكما ثباتا لا يزول وله آثار جميلة حسنه ونعيم خالص مما يكدر العيش أو ما ينغض الحياة السعيدة والباقية في الحبور والهناء والدائمة في البهاء والسناء .

 

 

آيات بأن الله وخلقه وكتابه ورسوله وآل نبيه وهداهم حق :

يا طيب : هدف الإسلام هو الحق وبه يقام العدل ونعرف عظمة الله ونشكره بكل أنواع العبودية ، وجاء لفظ الحق سواء اسما لله تعالى ، أو هدى حق أو إقامة الحق ، ولم يخلق الله الخلق عبثا ولا باطلا ، بل يقذف بالحق على الباطل فيدمغه ويزهقه ، فهو الحق تعالى وكل ما خلق حق ورسوله وآله حق ويهدون بالحق ، و في كثير من الآيات منها :

في بيان أنه الحق تعالى قال :

{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) } الحج .

والله حق ودينه حق ويوافي العباد بالحق فقال سبحانه :

{ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) }النور .

والله سبحانه خلق التكوين وما فيه بالحق :

{ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ (44)} العنكبوت ، { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) } الروم ، { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّ فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) } الأنبياء .

وإن كل ما جاء من الله وأمر به حق :

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108) } يونس .

والله أرسل رسله وخاتمهم وآله والقرآن بالحق :

{ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ .. (43) } الأعراف.

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ

لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) } التوبة .

{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105)

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) } الإسراء .

أمة من عباد الله يهدون بالحق وهم النبي وآله :

{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (180)

وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (الأعراف181)

وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ (182) } الأعراف .

يا طيب : لكي نعرف من في الأمة الذين يهدون بالحق ، سنتيقن بما يعرفنا بأنهم هم الأئمة من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وكذا كان في كل أمة نذير نبي وهادي وصي ، ونبينا هو النذير ولذا قال سبحانه وتعالى :

{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا

وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)} فاطر.

ويا طيب : لما ختمت النبوة والإنذار ، فجعل بقاء الهاد الذي يهدي للحق ، في كل أمة وزمان ولا يخلو الزمان منه ، ولذا قال سبحانه وتعالى :

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ

إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ

وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد .

يا طيب : فجعل الله لكل قوم هاد بعد أن كان رسول الله هو المنذر بالحق ، والهاد هو شهيد على الناس بعده بالحق ، يشهدهم ويعلمهم ما يحتاجونه ويرجعون له عند الاختلاف ، ثم يشهد عليهم ولهم يوم القيامة ، ولذا قال الله تعالى :

{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ

وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء

وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ

وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) } الزمر.

يا طيب : الشهيد بالحق هو الهادي لهم ، وكل أمة وزمان لابد أن يكون موجود مع العباد ، والأنبياء والرسل هم الشهداء ، والله سبحانه بعد ما ختم النبوة جعل بعدهم من يهدي بأمره بالحق ، وهو الشهيد على العباد بعد خاتم الأنبياء وهو وصيه وخليفته بالحق وآله بعده ، و أكد الله سبحانه بوجود الهاد من الشهداء كما في الآتين السابقتين ، كما أن كلمة الشهداء لا يراد بهم شهداء الحرب لأنه لا توجد كلمة شهيد في القرآن بمعنى شهيد الحرب ، وإنما كلمة شهيد تشريف له جاءت في الأحاديث ، والمراد بالشهداء بعد مرتبة النبي والنذير هو شهيد الأعمال والإمام والهاد لكل أمة وقوم ، كما عرفت في الآية السابقة بتثنية النبيين بالشهداء الحق ، ويؤكد هذا المعنى سبحانه وتعالى بقوله :

{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ

شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ

وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) } النحل .

يا طيب : تدبر الآيات أعلاه الشهيد من كل أمة من أنفسهم يعني حي معهم في زمانهم ، يشهد بأنهم عملوا بالهدى الحق الذي جاء به الهداة المهديين ، فالأئمة شهداء والرسول شهيدا عليهم ، والشهيد لابد أن يكون من النبي كنفسه ومنه ، وهم قرباه لإن إيتاء مطلق ذوي القربى ونتعلم منهم ينقض كلام الله سبحانه وهذا مستحيل لأنه في القربى من يوجد لا يؤمن بالله تعالى أو لا فقه له أو ليس من أهل العلم ، ولابد أن يكون من يعلم طاهر ككتاب الله والله زكاه وجعله من النبي كنفسه ، وكالقرآن يهدي بالحق ليشهد لهم وعليهم بالإيمان والتصديق ، ولذا إيتاء القربى لا يكون إلا قربى النبي المطهرين وآل محمد المصدقين بالحق صلى الله عليهم وسلم .

ولذا قال الله تعالى : في حق سيد المرسلين والشاهد منه علي ابن أبي طالب عليه السلام وهو من أخص القربى وأحقهم بالتقدير بأمر الله ورسوله كما سيأتي ويكفي التدبر بالآيات الآتية :

{ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ

وَيَتْلُوهُ

شَاهِدٌ مِّنْهُ (17) } هود .

{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً

قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ

وَمَنْ عِندَهُ

عِلْمُ الْكِتَابِ (43) } الرعد ,

فالشاهد منه بالحق : كما عرفت في أول آية الشهادة أعلاه ، وهنا يتلوه فالرسول على البينة الحق كما عرفة في أوائل الآيات ، وهنا أكده الله تعالى بأنه عنده علم الكتاب ، وجاء في كثير من الأحاديث كما سترى بأنه أمير المؤمنين وآله هم الشهداء الذين يهدون بالحق الذي أمرنا أن نأتيهم وهم من سيد المرسلين وخاتم النبيين ، بل هم كنفسه وآله وقرباه كما عرفت وكما جاء في آية المباهلة وآية القربى والتطهير وآيات أخرى وتدبر في قوله تعالى :

{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ

أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ

وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ

وَأَنفُسَنَ وأَنفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) }آل عمران .

وجاء النبي الأكرم : في المباهلة بالحسن والحسين وفاطمة وعلي بن أبي طالب وهم الشهداء والهداة بالحق لله وعندهم علم الكتاب والشهداء منه ، وملعون من يكذبهم كما في الآية أعلاه ومعناها أنهم على الحق وصادقين مصدقين.

وهم يا طيب القربى : الذين أمر أن نأتيهم ، وكما عرفت بضرورة إيتاءهم لنتعلم منهم في الآيات السابقة ، وأكد هذا سبحانه بقوله :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا

إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى .

واقتراف الحسنة : مودتهم وإتيانهم والأخذ منهم هدى الله تعالى ، لأنهم أمة يهدون بالحق وبه يعدلون كما عرفت في الآيات أعلاه ، وبهم يتم الإيمان ويصلح العمل وتغفر الذنوب ويشكر السعي وتضاعف الحسنات بالحق، وإذ عرفنا شهداء الحق والهداة الحق .

فأعلم يا طيب : أن الوزن والحساب حق ، والفوز والنجاة لمن تبع الحق والله هو الحق وهداه الحق ومن جعلهم مطهرين طيبين شهداء الحق ويعلمون هداة الحق الذي نطلب منه أن يهدينا لصراطهم لأنهم المنعم عليهم بالتطهير وإلهام الهدى الحق علما وعملا ، ونطلب من الله صراطهم في كل يوم في سورة الفاتحة حين قرأتها عشر مرات في الصلاة خمس صلوات وفي كل صلاة ركعتين ، وإلا من لم يعرفهم ويحيل على مجهول يكون كمن لم يتبعهم ونصيبه من العلم والعمل كما في آخر كلمات الفاتحة بلا غير ولا لا فتدبر .

ويا طيب : إن كنت تريد أن تزاد الحسنات بالحق لك ، فأتبع أئمة الحق من آل محمد لأنه يوم القيامة يقام الحق ، والفوز والنجاة لهم ولمن تبعهم ، وثقل ميزانه بالحسنات بتعلم الهدى منهم وعبودية الله تعالى به بما يحب ويرضى ، ويترك من خالفهم ولا يخلطهم وإلا يخسر الوزن بالحق ، لإن الله الحق أنزل الحق وعلمه وعرف أهله .

وأما الحق يوم القيامة فقال الله تعالى :

يا طيب : قد عرفت أنه قد جاء الحق من الله الحق ومن حققهم به وجودا وهدى ، ومن تعلم منهم فتحقق بالحق علما وعملا ، وكذا في الآخرة بالحق يقضى بينهم كما عرفت في آية الشهداء وتدبر قوله تعالى:

{ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ

إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) } الإسراء .

{ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ

أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)} الأنعام.

{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ

فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ (9) } الأعراف .

ودليل يوم القيامة الحق قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَ وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (الحج7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8) } الحج .

{ فَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ

وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ

وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (30)

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (31)

فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ

فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ

إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)

كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ

عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (33)

قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم

مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ

قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ

أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ

أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ

أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى

فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا

إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (36) وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)} يونس .

أحاديث علي مع القرآن :

يا طيب : بعد أن عرفنا أن الله تعالى هو الحق ، وإن الحق من الله ، ومن حققهم بالحق أحق أن يتبعون وهم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وتيقنا إنه هناك أمة يهدون بالحق وهم القربى وقد أمرنا سبحانه بإتيانهم وإتباعهم ، وهم يهدون بأمره الحق وهم شهداء الحق ، أي هم النبي وآله الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار ، وآيات الإمامة والولاية كثيرة ، ويكفي منها ما عرفت ، ونؤكد هذا المعنى ، بأن رسول الله قرن الإمام علي وآله بالقرآن فسماهم الثقلين وهو حديث مشهور جدا وقد ألفت فيه كتب كثيرة فراجعه في الغدير وإحقاق الحق وفي صحيفة الثقلين من موسوعة صحف الطيبين ، وهنا نذكر بعض الأحاديث في أن علي مع القرآن والقرآن مع علي ومع آله ، وقد ذكرنا هذا المعنى في صحيفة سادة الوجود مفصلا ، وكذا في شرح أبوذية علمهم ، والآن نتدبر الأحاديث الآتية مما لم نذكرها هناك:

عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : شهدت مع علي عليه السلام يوم الجمل ، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس ، حتى إذا كان عند الظهر فكشف الله ذلك عني ، فقاتلت قتالا شديدا.

قال: ثم بعد ذلك أتيت المدينة ، فأتيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله فسلمت و استأذنت ، فقيل: من ذا ؟ فقلت: سائل. فقالت : أطعموا السائل.

فقلت : إني و الله لا أسأل طعاما و لا شرابا، و لكني أبو ثابت مولى أبي ذر.

فقالت: مرحبا ، فقصصت عليها قصتي .

قالت: فأين كنت حين طارت القلوب مطائرها ؟

قال فقلت : إلى أحسن ذلك ، كشف الله ذلك عني حين زوال الشمس ، فقاتلت قتالا شديدا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى فرغ .

قَالَتْ: أَحْسَنْتَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ :

إِنَّ عَلِيّاً مَعَ‏ الْقُرْآنِ .

وَ الْقُرْآنَ مَعَ عَلِيٍّ .

لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ‏ .

الأمالي للطوسي ص506م18 ح1108- 15.

وعن جابر بن‏ عبد الله الأنصاري قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و آله يوما صلاة الفجر، ثم انفتل و أقبل علينا يحدثنا ، فقال :

أيها الناس : من فقد الشمس فليتمسك بالقمر، و من فقد القمر فليتمسك بالفرقدين.

قال : فقمت أنا و أبو أيوب الأنصاري و معنا أنس بن مالك .

فقلنا: يا رسول الله ، من الشمس ؟

قال : أنا ، فإذا هو صلى الله عليه و آله ضرب لنا مثلا .

فقال: إن الله تعالى خلقنا و جعلنا بمنزلة نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم .

فأنا : الشمس ، فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر .

قلنا : فمن القمر ؟

قال : أخي و وصيي و وزيري و قاضي ديني و أبو ولدي ، و خليفتي في أهلي علي بن أبي طالب .

قلنا : فمن الفرقدان ؟

قال: الحسن و الحسين.

ثم مكث مليا و قال : فاطمة هي الزهرة .

وَ عِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي :

هُمْ مَعَ‏ الْقُرْآنِ‏

وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ

لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ .

الأمالي للطوسي ص516م18ح1131- 38.

وقال السيد شرف الدين في المراجعات : المراجعة الثامنة : والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابيا متضافرة .

وقد صدع : بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف له شتى ، تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرة على منبره في المدينة ، وأخرى في حجرته المباركة في مرضه ، والحجرة غاصة بأصحابه ، إذ قال :

أيها الناس : يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ، ألا إني مخلف فيكم

كتاب الله عزوجل ، وعترتي أهل بيتي .

ثم أخذ بيد علي : فرفعها .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم:

هذا علي مع القرآن .

والقرآن مع علي .

لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .

وقد اعترف بذلك : جماعة من أعلام الجمهور ، حتى قال ابن حجر إذ أورد حديث الثقلين : ثم اعلم لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا ، قال : ومر له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه ، وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه قاله بالمدينة في مرضه ، وقد امتلات الحجرة بأصحابه . وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر .

قال : ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ى آخر .

وحسب أئمة العترة الطاهرة : أن يكونوا عند الله ورسوله بمنزلة الكتاب ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكفى بذلك حجة تأخذ بالأعناق إلى التعبد بمذهبهم ، فإن المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا ، فكيف يبتغي عن اعداله حول ..

ويا طيب : قال في مستدرك المراجعات : تحت الرقم 611 .

في التعليق قال الرسول صلى الله عليه وآله :

علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

يوجد هذا الحديث في : المناقب للخوارزمي الحنفي ص 110 ط الحيدرية وص 107 ط تبريز ، المعجم الصغير للطبراني ج 1 / 55 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 399 ط الحيدرية وص 254 ط الغري ، مجمع الزوائد ج 9 / 134 ، الصواعق لابن حجر ص 122 وص 124 ط المحمدية وص 74 وص 75 ط الميمنية بمصر ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 173 ط السعادة بمصر وص 67 ط الميمنية ، اسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الابصار ص 157 ط السعيدية وص 143 ط العثمانية ، نور الابصار للشبلنجي ص 73 ط السعيدية وص 73 ط العثمانية ، الغدير للاميني ج 3 / 180 ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 40 و 90 و 185 و 237 و 283 و 285 ط اسلامبول وص 44 و 103 و 219 و 281 و 339 و 342 ط الحيدرية وج 1 / 38 و 88 وج 2 / 10 و 61 و 108 و 110 ط العرفان بصيدا ، غاية المرام ص 540 باب 45 ط إيران ، فيض القدير للشوكاني ج 4 / 358 ، الجامع الصغير للسيوطي ج 2 / 56 ، عبقات الانوار قسم حديث الثقلين ج 1 / 277 ، فرائد السمطين للحمويني ج 1 / 177 ح 140.

وفي إحقاق الحقج 5 ص 640 عن : المناقب لابن مردويه مخطوط ، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند لأحمد ج 5 ص 31 ط الميمنية ، المناقب لعبد الله الشافعي مخطوط ، مفتاح النجا للبدخشي ص 66 مخطوط ، اسنى المطالب ص 136 ، أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص 597 و 598 ط لاهور ، الفتح الكبير للنبهاني ج 2 ص 242 ط مصر .

ويا طيب : يوجد عندنا في أحاديث كثيرة ومفصلة لحقيقة كونه مع القرآن وكيفية علمه به وتعلمه وتعليمه ، وإن القرآن الآن المطبوع في كل بلاد المسلمين ، هو برواية عن حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمان السلمي عن علي ابن أبي طالب ، كما شرحنا أن جمعه وقرآنه وتفسيره الحق هو من علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ما وصل للعباد من آله وتلاميذه ، فراجعه هذا المعنى في صحيفة سادة الوجود، ولا يسعه هذا المختصر.

ويا طيب : بعد أن عرفنا أن علي مع القرآن والقرآن معه ، فلنذكر بعض الأحاديث في أن الحق مطلقا سواء قرآن أو علم تفسير أو عمل وسيرة وسلوك ومنطقا وحديثا فهو مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان أبدا بل ومع آله المعصومين عليهم الصلاة والسلام أجمعين ، فتدبر الأحاديث الآتية :

 

 

أحاديث علي مع الحق :

يا طيب : الحق هو الله ، وكل ما خلق الله حق ، وإن عليا أو مع آله الطيبين الطاهرين مع الحق مطلقا ، هو تجلي الحق لهم بالحق فهداهم وعلمهم ومكنهم من تطبيقه وتعليمه والدفاع عنه بكل وجودهم ، حتى صاروا هم عين الحق ، ومن يحب أن يتحقق بالحق بحق ، فيجب عليه أن يتعلم منهم ويخلص لله به لينجوا من الضلال والباطل ولا يكون ممن يتعصى على الحق ويخالفه ويناقضه ويمتنع من التحقق به فيخسر نعيم وجوده ومحيطه بالحق ، فيساق لنار الحرمان ويحترق بها بالحق ، وفي هذا المعنى أحاديث عن رسول الله كثيرة ، وكذا في سيرتهم وسلوكهم ، فلنتدبر بعض هذه الأحاديث :

عن أبي ذر رحمه الله : في حديث يوم شورى قال الإمام علي عليه السلام : ....

قال: أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و آله ناجاني يوم الطائف دون الناس ، فأطال ذلك ، فقال بعضكم : يا رسول الله، إنك انتجيت عليا دوننا ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما أنا انتجيته ، بل الله عز و جل انتجاه ؟

قالوا : نعم.

قال: أ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال:

الْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عَلِيٍّ

وَ عَلِيٌ‏ مَعَ‏ الْحَقِ‏

يَزُولُ الْحَقُّ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ.

قالوا : نعم .

قال: فهل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و آله قال :

إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ :

كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي

وَ إِنَّهُمَا : لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.

وَ إِنَّكُمْ : لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُمَا وَ اسْتَمْسَكْتُمْ بِهِمَا.

قالوا : نعم.

.....

الأمالي للطوسي ص545ح1168- 4 م20. والحديث طويل هذا كان قسما منه.

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول‏ :في علي خصالا : لو كانت واحدة منها في جميع الناس ، لاكتفوا بها فضلا .

قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه .

و قوله : علي مني كهارون من موسى .

و قوله : علي مني و أنا منه .

و قوله : علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي و معصيته معصيتي.

و قوله : حرب علي حرب الله ، و سلم علي سلم الله .

و قوله : ولي علي ولي الله ، و عدو علي عدو الله .

و قوله : علي حجة الله ، و خليفته على عباده .

و قوله : حب علي إيمان ، و بغضه كفر .

و قوله : حزب علي حزب الله ، و حزب أعدائه حزب الشيطان .

وَ قَوْلُهُ :

عَلِيٌ‏ مَعَ‏ الْحَقِ‏

وَ الْحَقُّ مَعَهُ

لَا يَفْتَرِقَانِ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ .

و قوله : علي قسيم الجنة و النار .

و قوله : من فارق عليا فقد فارقني ، و من فارقني فقد فارق الله عز و جل .

وَ قَوْلُهُ : شِيعَةُ عَلِيٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

الأمالي للصدوق ص 89م20ح1 . الخصال ج2ص496ح5 خ13 .

وعن أصبغ بن نباتة قال : لما أن أصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي عليه السلام ، و به رمق فوقف عليه و هو يتألم لما به .

فقال : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا زَيْدُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ إِلَّا خَفِيفَ الْمَئُونَةِ كَثِيرَ الْمَعُونَةِ .

قال فرفع رأسه و قال : وَ أَنْتَ مَوْلَايَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ إِلَّا بِاللَّهِ عَالِماً وَ بِآيَاتِهِ عَارِفاً ، وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُ مَعَكَ مِنْ جَهْلٍ .

و لكني سمعت حذيفة بن اليمان يقول : سمعت رسول الله يقول :

عَلِيٌّ : أَمِيرُ الْبَرَرَةِ ، وَ قَاتِلُ الْفَجَرَةِ ، مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ .

أَلَا وَ إِنَّ الْحَقَّ : مَعَهُ‏ وَ يَتْبَعُهُ ، أَلَا فَمِيلُوا مَعَهُ.

الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ج1ص103ح151 .

وعن عقرب عن أم سلمة قال: قلت لها : ما تقولين في هذا الذي قد أكثر الناس في شأنه من بين حامد و ذام ؟ قالت : و أنت ممن يحمده أو يذمه ؟ قلت : ممن يحمده . قالت : يكون كذلك .

فَوَ اللَّهِ : لَقَدْ كَانَ عَلَى‏ الْحَقِ‏ ، مَا غَيَّرَ وَ مَا بَدَّلَ حَتَّى قُتِلَ .

و سألتها عن هذه الآية قوله تعالى‏ : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } قالت : نزلت في بيتي ، و في البيت سبعة : جبرئيل ، و ميكائيل ، و محمد ، و علي ، و فاطمة ، و الحسن و الحسين ، جبرئيل يحمل على النبي ، و النبي يحمل على علي صلى الله عليهم أجمعين جميعا .

تفسير فرات الكوفي ص336ح457 ، ويحمل يعني يلقي الكلام .

وقال في مستدرك المراجعات في قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

علي مع الحق

والحق مع علي

ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة .

يوجد في : تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 14 / 321 ، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 3 / 119 ح 1162 ، غاية المرام ص 539 ( باب ) 45 ط إيران ، الغدير للاميني ج 3 ص 177 ، الامامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 / 73 ط مصطفى محمد بمصر وج 1 ص 68 ط آخر ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 / 30 ، فرائد السمطين للحمويني ج 1 / 177 .

وذكره في إحقاق الحق ج 5 ص 624 مفصلا بطرق كثيرة وبعدة عبارات ، أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص 598 ط لاهور . ونقله في الغدير ج 3 ص 178 عن : المناقب لابن مردويه ، فضائل الصحابة للسمعاني ، ربيع الابرار للزمخشري .

قال الرسول صلى الله عليه وآله :

رحم الله عليا ، اللهم أدر الحق معه حيث دار .

يوجد في : صحيح الترمذي ج 5 / 297 ح 3798 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج 3 / 124 ، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 56 ، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 3 / 117 ح 1159 و 1160 ، غاية المرام ص 539 ( باب ) 45 ط إيران ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 / 572 أفست بيروت على ط مصر ، وج 10 / 270 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 / 62 ط الميمنية بمصر ، الفتح الكبير للنبهاني ج 2 / 131 ، جامع الاصول لابن الاثير ج 9 / 420 ، فرائد السمطين للحمويني ج 1 / 176 .

وذكره في احقاق الحق ج5ص 626 عن : المحاسن والمساوي للبيهقي ص 41 ط بيروت ، الانصاف للباقلاني ص 58 ط القاهرة ، المناقب لعبد الله الشافعي ص 28 مخطوط ، الجمع بين الصحاح لرزين ج 3 مخطوط ، تاريخ الاسلام للذهبي ج 2 / 198 ط مصر ، مفتاح النجا للبدخشي مخطوط ، شرح ديوان أمير المؤمنين للمبيدي ص 180 مخطوط ، ارجح المطالب لعبيدالله الحنفي ص 599 ط لاهور .

وعن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال مشيرا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام :

الحق مع ذا

الحق مع ذا

راجع : ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 / 119 ح 1161 ، مجمع الزوائد ج 7 / 35 ، الغدير ج 3 / 179 .

وعن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله:

الحق مع علي بن أبي طالب حيث دار .

راجع : فرائد السمطين للحمويني الشافعي ج 1 / 177 ح 139 .

يا طيب : بعد أن عرفنا معنى الحق وأهله ، فلنذكر كلمات طيبة في الحق :


 

كلمات في الحق :

يا طيب : بين يديك كلمات طيبة في الحق وأهله ، ويعرف ويشهد أمير المؤمنين وآله لمن تبعهم بالحق ، وإن من خالفهم هم أهل الباطل والضلال ، ونذكر قسما منها وفي هذا المعنى توجد أحاديث كثيرة ، منها :

ذكر المجلسي رحمه الله : في بحار الأنوار باب في أن علي مع الحق والحق مع علي وذكر فيه أحاديث كثيرة ، نختار منه الحديث الأول :

عن أبو الورد عن أبي جعفر عليه السلام :

{ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ (19) } الرعد .

قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى‏ :{ أَيُّهَ النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْرًا لَّكُمْ } ، يَعْنِي بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ ، { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)} ‏ النساء.

وعن الإمام الباقر عليه السلام : { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن } يَعْنِي بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ { وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ (29) } الكهف .

و عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله‏ :

{ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) } يونس ، يَسْأَلُونَكَ يَا مُحَمَّدُ عَلِيٌّ وَصِيُّكَ‏ قُلْ إِي وَ رَبِّي‏ إِنَّهُ لَوَصِيِّي.

و عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى‏ : { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} مَنْ عَادَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ ، { وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71) } آل عمران ، الَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ فِي عَلِيٍّ .

وعن زيد بن علي‏ في قوله تعالى‏ : { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ

قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ

أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ

أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) } يونس .

كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام : يُسْأَلُ وَلَا يَسْأَلُ .

وقوله تعالى : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ (71) ‏ } المؤمنون .

يَعْنِي عَلِيّاً إِنْ لَمْ يَكُنْ مَعْصُوماً.

وَ يُرْوَى‏ أَنَّهُ : قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فِي عَلِيٍ‏ الْعَصْرِ إِلَى آخِرِهَا .

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} العصر.

وعن أبي بن كعب‏ : نزلت‏ و العصر في أمير المؤمنين و أعدائه .

بيانه‏: { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا } لقوله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)} المائدة ، وقوله : { وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‏ } لقوله تعالى‏ : { يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ }.

وقوله : { وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ‏ } لقوله : الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ وَ عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِ‏ .

{ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ } لقوله :‏ { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)‏ } البقرة .

و أخبرنا الحداد عن أبي نعيم بإسناده قال ابن عباس‏: { وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ } عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

تفسير الثمالي‏ في قوله تعالى ‏ : { طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) } الشعراء ، إِنَّ مِنَ الْآيَاتِ مُنَادِياً يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ :

أَلَا إِنَّ الْحَقَّ مَعَ عَلِيٍّ وَ شِيعَتِهِ.

بحار الأنوار ج‏38 ص26ب57 ح1 .

يا طيب : هذه كانت بعض الآيات في تفسير الحق ، ولكم بعض الأحاديث :

ذكر سليم بن قيس‏ : أنه جلس إلى سلمان و أبي ذر و المقداد في إمارة عمر بن الخطاب، فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشدا . فقالوا له:

عَلَيْكَ : بِكِتَابِ اللَّهِ فَالْزَمْهُ .

وَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : فَإِنَّهُ مَعَ الْكِتَابِ لَا يُفَارِقُهُ.

وَ إِنَّا نَشْهَدُ : أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ :

إِنَّ عَلِيّاً : مَعَ‏ الْقُرْآنِ‏ وَ الْحَقِّ ، حَيْثُمَا دَارَ دَارَ .

إِنَّهُ : أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ، وَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُمَّتِي ، وَ هُوَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ .

وَ الْفَارُوقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ، وَ هُوَ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَخَلِيفَتِي‏ فِي أُمَّتِي وَ يُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص881ح52 .

الحديث أعلاه : مع القرآن الحق والحق مطلق ، وأمير المؤمنين الحق يعرف آله بالحق معه وأنهم مع القرآن والحق ، فتدبر :

عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

إن الله بارك و تعالى : طهرنا و عصمنا ، و جعلنا شهداء على خلقه ، و حججا في أرضه .

وَ جَعَلَنَا : مَعَ‏ الْقُرْآنِ‏ .

وَ جَعَلَ : الْقُرْآنَ مَعَنَا .

لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا يُفَارِقُنَا.

كمال الدين و تمام النعمة ج1ص240ب22ح63.

وهذا حديث آخر : يصرح فيه أمير المؤمنين الحق أنه وآله على الحق :

قال أمير المؤمنين عليه السلام : نظر رسول الله إلى الحسن والحسين يوما و قد أقبل ، فقال صلى الله عليه وآله : هذان و الله سيدا شباب أهل الجنة و أبوهما خير منهما ، إن خير الناس عندي : و أحبهم إلي و أكرمهم علي أبوكما ، ثم أمكم ، ألا إن أخي و خليلي و وزيري و صفيي و خليفتي من بعدي و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي علي بن أبي طالب .

فإذا هلك : فابني الحسن من بعده ، فإذا هلك فابني الحسين من بعده ، ثم الأئمة التسعة من عقب الحسين .

هُمُ‏ الْهُدَاةُ الْمُهْتَدُونَ

هُمْ مَعَ الْحَقِّ

وَ الْحَقُ‏ مَعَهُمْ‏

لَا يُفَارِقُونَهُ وَ لَا يُفَارِقُهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

هم زر الأرض : الذين تسكن إليهم الأرض .

و هم : حبل الله المتين .

و هم : عروة الله الوثقى التي‏ لا انفصام لها .

و هم : حجج الله في أرضه و شهداؤه على خلقه و خزنة علمه و معادن حكمته .

و هم : بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق .

و هم : بمنزلة باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا ، فرض الله في الكتاب طاعتهم ، و أمر فيه بولايتهم ، من أطاعهم‏ أطاع الله‏ و من عصاهم عصى الله‏ .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص734ح 21 .

وقال أمير المؤمنين في كلامه في الصالحين من أصحابه :

أَنْتُمُ الْأَنْصَارُ عَلَى‏ الْحَقِ‏ : و الإخوان في الدين ، و الجنن‏ يوم البأس‏ ، و البطانة دون الناس ، بكم : أضرب المدبر ، و أرجو طاعة المقبل .

فأعينوني : بمناصحة خلية من الغش ، سليمة من الريب ، فوالله إني لأولى الناس بالناس‏.

نهج البلاغة ص175كلمة 118 .

قال عبد اللَّه بن وأل : فأخذت الكتاب منه و خرجت من عنده و أنا يومئذ شابّ حدث ، فمضيت به غير بعيد ، فرجعت اليه فقلت :

يا أمير المؤمنين : ألا أمضي مع زياد بن خصفة الى عدوّك إذا دفعت اليه الكتاب؟

فقال: يا ابن أخي افعل .

فو اللَّه انّي لأرجو أن تكون

من أعواني على‏ الحقّ‏

و أنصاري على القوم الظّالمين .

الغارات ج‏1ص342 .

وهكذا : من نصر الحسين وآله عليهم السلام في زمانه على الحق ، وكل من نصرهم على طول الزمان فهو على الحق وناصر لهم على الظلم .

و من كلام أمير المؤمنين عليه السلام : في يعض ممن كان يخالف الحق وهو في الكوفة ، و فيه يبين سبب طلبه الحكم و يصف الإمام الحق‏ :

أيتها النفوس: المختلفة القلوب المتشتتة الشاهدة أبدانهم ، والغائبة عنهم عقولهم .

أَظْأَرُكُمْ‏ : عَلَى‏ الْحَقِ‏ .

و أنتم : تنفرون عنه‏ نفور المعزى من وعوعة الأسد .

هَيْهَاتَ : أَنْ أُطْلِعَ بِكُمْ سِرَارَ الْعَدْلِ .

أَوْ أُقِيمَ : اعْوِجَاجَ الْحَقِّ.

اللهم : إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ، و لا التماس شيء من فضول الحطام ، و لكن لنرد المعالم من دينك ، و نظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، و تقام المعطلة من حدودك .

اللهم : إني أول من أناب و سمع و أجاب لم يسبقني إلا رسول الله بالصلاة .

و قد علمتم : أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج و الدماء و المغانم و الأحكام و إمامة المسلمين ، البخيل ، فتكون في أموالهم نهمته‏ ، و لا الجاهل فيضلهم بجهله ، و لا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف‏ للدول‏ فيتخذ قوما دون قوم.

وَلَا الْمُرْتَشِي : فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ.

و يقف بها : دون المقاطع‏ ، و لا المعطل للسنة فيهلك الأمة .

نهج البلاغة ص188كلمة 131 . وأظاركم أعطفكم وأدعوكم وأوجهكم .قوله فيقف بها دون المقاطع جمع مقطع و هو ما ينتهي الحق إليه ، أي لا تصل الحقوق إلى أربابها لأجل ما أخذ من الرشوة عليها ، وقطع الحق من أن يصل لصاحبه ، سواء من بيت المال أو من حقوق الناس .

و من كلام لأمير المؤمنين : في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة ، كلم به بكليب الجرمي‏ ، و قد أرسله : قوم من أهل البصرة لما قرب منها .

لِيَعْلَمَ لَهُمْ مِنْهُ : حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصْحَابِ الْجَمَلِ ، لتزول الشبهة من نفوسهم .

فَبَيَّنَ لَهُ : مِنْ أَمْرِهِ مَعَهُمْ مَا عَلِمَ بِهِ أَنَّهُ عَلَى‏ الْحَقِ‏ .

ثم قال له : بايع . فقال : إني رسول قوم ، و لا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم .

فقال :أ رأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث‏ ، فرجعت إليهم و أخبرتهم عن الكلإ و الماء ، فخالفوا إلى المعاطش و المجادب ، ما كنت صانعا ؟

قال : كنت تاركهم و مخالفهم إلى الكلإ والماء.

فقال عليه السلام : فامدد إذا يدك .

فقال الرجل: فوالله ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة علي فبايعته عليه السلام.

نهج البلاغة ص245كلام170 . والكلاء العشب وما يقتاته الحيوان والناس .

ثم قال عليه السلام‏ في خطبه له ومنها يصف المبطلين وأهل الحق :

أيها الناس : إني قد بثثت لكم المواعظ ، التي وعظ الأنبياء بها أممهم ، و أديت إليكم ما أدت الأوصياء إلى من بعدهم ، و أدبتكم بسوطي فلم تستقيموا ، و حدوتكم بالزواجر فلم تستوسقوا .

لله أنتم : أ تتوقعون إماما غيري يطأ بكم الطريق ، و يرشدكم السبيل ؟

ألا إنه قد أدبر : من الدنيا ما كان مقبلا ، و أقبل منها ما كان مدبرا .

و أزمع الترحال : عباد الله الأخيار ، و باعوا قليلا من الدنيا لا يبقى ، بكثير من الآخرة لا يفنى .

ما ضر إخواننا : الذين سفكت دماؤهم و هم بصفين ، ألا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص و يشربون الرنق‏ .

قد و الله : لقوا الله فوفاهم أجورهم ، و أحلهم دار الأمن بعد خوفهم .

أَيْنَ إِخْوَانِيَ : الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّرِيقَ .

وَ مَضَوْا : عَلَى‏ الْحَقِ‏ .

أَيْنَ عَمَّارٌ : وَ أَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ ، وَ أَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ‏ ، و أين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية ، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة .

قَالَ : ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى لِحْيَتِهِ الشَّرِيفَةِ الْكَرِيمَةِ ، فَأَطَالَ الْبُكَاءَ .

ثُمَّ قَالَ : أَوْهِ أَوِّهِ عَلَى إِخْوَانِيَ الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ ، وَ تَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ ، أَحْيَوُا السُّنَّةَ وَ أَمَاتُوا الْبِدْعَةَ ، دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا ، وَ وَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوه ‏ .

نهج البلاغة ص263خطبة 182 . الإزماع: العزم ، و أزمع الأمرَ و به و عليه مضى فيه فهو مُزْمِعْ و ثبت عليه عزم . والرنق الكدر شديد الملوحة .

ويا طيب : بعد أن عرفنا الحق وأهله ، فإن شيعة علي وآله أهل الحق تدبر :

وعن بدر بن الوليد الخثعمي قال : دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله عليه السلام ليودعه ، فقال أبو عبد الله عليه السلام :

أَمَا وَ اللَّهِ : إِنَّكُمْ لَعَلَى الْحَقِّ .

وَ إِنَّ مَنْ خَالَفَكُمْ : لَعَلَى غَيْرِ الْحَقِّ .

و الله : ما أشك أنكم في الجنة ، فإني لأرجو أن يقر الله أعينكم إلى قريب‏ .

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :

أَمَا إِنَّهُ : لَيْسَ عِنْدَنَا لِأَحَدٍ ، مِنَ النَّاسِ

حَقٌّ وَ لَا صَوَابٌ

إِلَّا مِنْ شَيْ‏ءٍ أَخَذُوهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ .

وَ لَا أَحَدٌ : مِنَ النَّاسِ يَقْضِي بِحَقٍّ وَ عَدْلٍ وَ صَوَابٍ

إِلَّا مِفْتَاحُ ذَلِكَ الْقَضَاءُ وَ بَابُهُ وَ أَوَّلُهُ وَ سَبَبُهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فإذا اشتبهت عليهم الأمور كان الخطاء من قبلهم إذا أخطئوا .

وَ الصَّوَابُ : مِنْ قِبَلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

المحاسن ج1ص146ب15ح 53 .

وعن عمران بن ميثم عن حبابة الوالبية قال: دخلنا على امرأة قد صفرتها العبادة أنا و عباية بن ربعي ، فقالت : من الذي معك ؟

قلت : هذا ابن أخيك ميثم ؟

قالت : ابن أخي و الله حقا .

أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ :

مَا أَحَدٌ : عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ، إِلَّا نَحْنُ وَ شِيعَتُنَا ، و سائر الناس منها برآء .

المحاسن ج1ص146ب16ح54 .

ويا طيب : الحق هي وصية أهل البيت لآلهم وبه يعلمون ويعملون ، فتدبر الحديث الآتي ، وستجده علما وعملا عند أخيه علي الأكبر عليه السلام :

وعن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :‏ لما حضرت أبي علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ، ضمني إلى صدره ، و قال :

يَا بُنَيَّ : أُوصِيكَ بِمَا أَوْصَانِي بِهِ ( الحسين بن علي ) أَبِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، وَ بِمَا ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ بِهِ .

يَا بُنَيَّ :

أصْبِرْ عَلَى‏ الْحَقِ‏

وَ إِنْ كَانَ مُرّاً .

الكافي ج2ص91ح13 .

ويا طيب : لمعرفة من مضى على الحق بعده ، فتدبر قول أبنه وحفيده في شرح شطر الآتي من الأبوذية :

*****


وما دمنا على الحق لا فرق وقعنا على الموت أو وقع علينا

معنى علينا علينه :

علينا : علا نا ، فوقنا ، وعلينا علينه باللهجة المحلية العراقية ، ما دمنا على الحق جاءنا الموت أو ذهبنا له لنقيمه حتى الشهادة لا فرق ، كلمة كريمة ولفظ عظيم الموعظة ، ويدل على إخلاص المؤمن المتقي الموقن بأن من يكون مع الله يكون الله معه ، ينصره ولو بعد حين ، فيجعل مرقده مزارا ، وموقفه عبرة ، وتضحيته منارا للعز ، وفداءه شمس تضيء الكرامة والإباء على الضيم ، وهدى منير لمن يحب سبيل الله رب العالمين وصراطه المستقيم ورضاه وما أعد لأوليائه من النعيم في الدارين ، فيسلك سبيله ويسير على منهجه طالبا لرضا الله وعزته وكرامته وعلو المنزلة ورفعة المقام عنده .

عَلَى : حرف جرّ بمعنى فوق ، يفيد الاسْتِعْلاَءُ ، استعلى الشيء صعده . وعلى حقّ مُحِقّ ، كما في التنزيل العزيز : { وعَلَيْها وَعَلَى الفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22) } المؤمنون ، أو علَى فعل يَعلِي عُلِيًّ وعَلْيًا فهو عالٍ وعلِيّ ، والمفعول مَعلِيّ ، علَى الشَّجرةَ رقيها وصعدها، عَلاَه بالسيف ضَرَبَه ، عَلاَ فلانٌ حاجتَه ظَهَرَ عليها ، ووقع علينا الموت أي نلنا أحدى الحسنيين الشهادة ، وهم صلوات الله عليهم وقوعوا على الموت ونالوا الشهادة وأعلى مراتب المجاهدين في سبيل الله والفوز برضوان الله ، لأنهم على الحق ومحقين فيما أقدموا عليه من التضحية من أجل دين الله والفداء لأجل إصلاح عباد الله ولو بعد حين ، فإنهم منصورين بالحق وعالين على الباطل ظاهرا وباطنا .

 

كلمة الحق طيبة :

يا طيب : لنعرف بالإضافة لما مر ، معنى الحق ، بل والتضحية في سبيل إقامة الحق ، لأنه يقود لرضا الله الحق تعالى ، ويحقق بنعيمه الحق الثابت الدائم بأعلى سعادة ، نذكر بعض الكلام للسيد الطباطبائي رحمه الله في تفسير الميزان ، مع التصرف به لما يلائم بحثنا هذا في تحقيق معنى قول الشهيد السعيد الحق علي الأكبر بن الحسين بن علي إن أبي طالب المتجلي بأفضل معنى لحق الله تعالى بقوله : ألسنا على الحق ، ولا يهمنا أن نموت محقين ، وهي كلمات طيبة حقه ، قال السيد رحمه الله مع بعض التصرف :

قال الله تعالى مثلا : {

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً

كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ

أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24)

تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)

يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَ وَفِي الآخِرَةِ

وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27) } إبراهيم .

ـ ويا طيب : سترى الكلمة الطيبة في الحق عن المنصور المؤيد الشهيد السعيد علي الأكبر بن الحسين عليه السلام ، السنا على الحق ، محقين ، وثباته حتى الشهادة في سبيل إحقاق الحق وتعريفة في حينه ولكل من يعرف قصته من المنصفين والطيبين. ـ

وقال قوله تعالى :

{ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَ يُبْطِلَ الْباطِلَ (8) الأنفال.

و قوله تعالى: { وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى‏ (132) } طه.

و قوله تعالى : { وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ

إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ

وَ إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (173) } الصافات.

وقوله تعالى : { وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى‏ أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)} يوسف، إلى غير ذلك من الآيات.

و تذييل الكلام في هذه الآية الأخيرة بقوله : { وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ‏ } ، مشعر بأن هذه الغلبة من الله سبحانه ليست بحيث يفقهها جميع الناس ، بل أكثرهم جاهلون بها ، و لو كانت هي الغلبة الحسية التي يعرفها كل أحد لم يجهلها الأكثرون ، و إنما جهلها من جهلها ، و أنكرها من أنكرها من جهتين :

الأولى : أن الإنسان محدود فكره ، مقصور نظره على ما بين يديه مما يشهده و لا يغيب عنه ، يتكلم عن الحال و يغفل عن المستقبل ، و يحسب دولة يوم دولة ، و يعد غلبة ساعة غلبة ، و يأخذ عمره القصير و متاعه القليل مقياسا يحكم به على عامة الوجود .

لكن الله سبحانه : و هو المحيط بالزمان و المكان ، و الحاكم على الدنيا و الآخرة ، و القيوم على كل شيء إذا حكم حكم فصلا ، و إذا قضى قضى حقا ، و الأولى و العقبى بالنسبة إليه واحدة ، لا يخاف فوتا ، و لا يعجل في أمر ، فمن الممكن .

بل الواقع ذلك :

أن يقدر فساد يوم

مقدمة يتوسل بها

إلى إصلاح دهر .

أو حرمان فرد

ذريعة إلى فلاح أمة .

فيظن الجاهل : أن الأمر أعجزه تعالى ، و أن الله سبحانه مسبوق مغلوب ، ساء ما يحكمون .

لكن الله سبحانه : يرى سلسلة الزمان كما يرى القطعة منه ، و يحكم على جميع خلقه كما يحكم على الواحد منهم ، لا يشغله شأن عن شأن و لا يئوده حفظهما و هو العلي العظيم .

قال تعالى : { لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ

مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمِهادُ (196) } آل عمران .

و الثانية : أن غلبة المعنويات غير غلبة الجسمانيات :

فإن غلبة الجسمانيات : و قهرها ، أن تتسلط على الأفعال فتجعلها منقادة مطيعة للقاهر الغالب عليها بسلب حرية الاختيار ، و بسط الكره و الإجبار ، كما كان ذلك دأب المتغلبين من ملوك الاستبداد ، فكانوا يقتلون فريقا ، و يأسرون آخرين ، و يفعلون ما يشاءون بالتحكم و التهكم .

و قد دل التجارب : و حكم البرهان ، على أن الكره و القسر لا يدوم ، و أن سلطة الأجانب لا تستقر على الأمم الحية استقرارا مؤبدا ، و إنما هي رهينة أيام قلائل .

و أما غلبة المعنويات : فبأن توجد لها قلوب تستكنها ، و بأن تربي أفرادا تعتقدها و تؤمن بها ، فليس فوق الإيمان التام درجة ، و لا كإحكامه حصن .

فإذا استقر الإيمان : بمعنى من المعاني ، فإنه سوف يظهر دهرا ، وإن استخفى يوما أو برهة.

و لذلك نجد : أن الدول المعظمة ، و المجامع الحية اليوم ، تعتني بشأن التبليغ أكثر مما تعتني بشأن العدة و القوة .

فسلاح المعنى : أشد بأسا.

هذا في المعنويات الصورية الوهمية : التي بين الناس في شئونهم الاجتماعية ، التي لا تتجاوز حد الخيال و الوهم .

و أما المعنى الحق : الذي يدعو إليه سبحانه ، فإن أمره أوضح و أبين .

فالحق من حيث نفسه : لا يقابل إلا الضلال و الباطل ، و ما ذا بعد الحق إلا الضلال ، و من المعلوم أن الباطل لا يقاوم الحق ، فالغلبة لحجة الحق على الباطل.

و الحق‏ : من حيث تأثيره و إيصاله إلى الغاية ، أيضا غير مختلف و لا متخلف.

فإن المؤمن : لو غلب على عدو الحق‏ في ظاهر الحياة ، كان فائزا مأجورا .

و إن غلب عليه : عدو الحق‏ ، فإن أجبره على ما لا يرتضيه الله سبحانه ، كانت وظيفته الجري على الكره و الاضطرار، و وافق ذلك رضاه تعالى ، قال تعالى: { إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً (28) } آل عمران .

و إن قتله : كان ذلك له حياة طيبة لا موتا .

قال تعالى : { وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ

بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) } البقرة .

فالمؤمن :

منصور :

غير مغلوب أبدا .

إما ظاهرا و باطنا .

و إما باطنا فقط .

قال تعالى : { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ (52) } التوبة .

و من هنا يظهر : أن الحق هو الغالب في الدنيا ظاهرا و باطنا معا .

الميزان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 186

يا طيب : فالحسين عليه السلام وآله ، لو لم يقدموا على التضحية والفداء لإقامة الحق ، لكان إما أن يسالموا فيعتقد بعد ذلك طول الدهر ، أن يجب السكوت عن الحق وعدم إقامته والرضا بالخنوع والذل أبدا ، والتسليم للمستكبر دائما ، والعيش في نير ظلم الطغاة مهما كان ما يفسد من الدين ، ولا تبين حدود لما يجب عمله إن أستفحل الأمر وجر إلى ضياع الحق وخراب الدين وحرف الهدى أبدا .

فموقف الإمام الحسين وآله عليهم السلام : ومن تبعه بيان لما حل بالدين من الظلم والفساد بصورة لا يمكن السكوت عليها ، وإن السكوت على الطغاة وهم يتجاهرون بالفسق والفجور ويدعون إليه ويجازون عليه ويرضوه للناس ويمكنوهم منه ، يؤدي لضياع الدين الحق ، والإقرار بالباطل وقبوله ، ولا مجال للتقية هنا فيه ، لأنه ينقلب الباطل حق وتسليم له حتى لا يعرف عن غلبة الظلمة إلا ضرورة رضا المقهورين .

ومع التضحية والفداء : للحسين وآله وما بان ونشر من قصصهم ، إلى الآن تجد بعضهم يرضا برضا الظالمين ، ويعتبرهم أئمة دين له ويصحح فعلهم ، ويخطأ عمل الحسين وآله وصحبه عليهم السلام ، فكيف لو كان مستسلم ، لما كان لبيان الحق منحى ولا لتعريف الهداة الصادقين مجالا أبدا .

ولذا كان الله تعالى : ضحى بالحسين وآله يوما ، لبيان الحق دهرا بل إلى يوم القيامة ، وبالخصوص لمن يعرف قصصهم ويتدبر كلامهم ، وإنهم خرجوا للإصلاح ولإقامة الحق ، وتضحية وفداء في يوم عاشر محرم ، ليقيم الدين الحق ويعرفه للعباد أبدا .

ويا طيب : لكي يستقر هذا المعنى ، نتدبر كلام آخر للسيد رحمه الله قال:

فأمر الله تعالى نبيه : أن يجيبهم .

فقال : { يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ

قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ

يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا

قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ

لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ

وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ

وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ

وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} آل عمران.

فبين لهم سبحانه :

أولاً : أن قتل من قتل منكم في المعركة ، ليس لعدم كونكم على الحق‏، و عدم كون الأمر لكم على ما تزعمون ، بل لأن القضاء الإلهي ، و هو الذي لا مناص من نفوذه و مضيه ، جرى على أن يضطجع هؤلاء المقتولون في هذه المضاجع ، فلو لم تكونوا خرجتم إلى القتال ، لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم .

فلا مفر : من الأجل المسمى الذي‏ لا تستأخرون عنه ساعة و لا تستقدمون.

و ثانيا : أن سنة الله جرت على عموم الابتلاء و التمحيص ، و هي واقعة بهم و بكم لا محالة ، فلم يكن بد من خروجكم و وقوع هذا القتال .

حتى يحل المقتولون : محلهم ، و ينالوا درجاتهم .

و تحلوا أنتم : محلكم ، فيتعين لكم أحد جانبي السعادة و الشقاوة بامتحان ما في صدوركم من الأفكار، و تخليص ما في قلوبكم من الإيمان و الشرك.

الميزان في تفسير القرآن ج4ص50 .

يا طيب : قال الإمام الحسين عليه السلام ، في المدنية وفي كل من عارض خروجه ، إنه خرج بأمر الله وإن له منزلة لا ينالها إلا بالشهادة ، وإنه لابد من القيام بالتضحية والفداء لأجل إصلاح الدين والعباد ، وتعريفهم الحق بتضحيته وإخلاصه ، وبما يقدمه من الفداء في سبيل الله تعالى من النفس والأهل والمال ، وحتى يبين إخلاصه بحق ويتبعه المؤمنون ، ويعرف حقه وحق الدين عنده وعند آله كل المنصفين ، فيتبعوه ولو بعد حين ، وهذا معنى أنهم على الحق وأنهم محقين ، وإن من قتلهم ورضا بمن قتلهم وصحح فعلهم من أهل الباطل ويحب الظالمين وما يتعلمه مخلوط مشوش بأفكار الظالمين ومن لم يقيموا حرمة للدين ، ولتعرف كلمات الإمام الحسين عليه السلام راجع صحيفته جزء خروجه من المدينة حتى كربلاء وجزء شهادته ، في موسوعة صحف الطيبين فتعرف كثير من الحقائق المجمل ذكرها هنا والمشار إليها فقط .

ويا طيب : بهذا نعرف الكلمة الطيبة للصديق علي الأكبر بن الحسين عليه السلام أنه :

قال السنا على الحق .

فقال الحسين عليه السلام : بلى، يا بنيّ، و الّذي إليه مرجع العباد.

قال : يا أبت إذا لا نبالي ؛ نموت محقّين .لتعرف كيف يحق الله الحق بكلماته ، ويعرف أهله .

ويا طيب : قبل أن نذكر كلمات علي الأكبر ، فلنذكر بعض المعرفة عنه ، وبعض شأنه الكريم لنعرف بعض قيمة كلمته الطيبة الحقة ، فلنتدبر :



صحيفة
علي بن الحسين الأكبر

عليه السلام

اسم علي الأكبر ولقبه وكنيته :

لكم يا طيبين : مختصرا من حياة علي بن الحسين عليه السلام الطيبة .

الاسم : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

كنيته : أبو الحسن .

لقبة : الأكبر ، ودائما يقرن باسمه لتعريفه ، وتمييزه من أخيه الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام .

قال أبو الفرج : علي بن الحسين .

وهو علي الأكبر : ولا عقب له .

ويكنى : أبا الحسن .

وولد : علي بن الحسين في خلافة عثمان.

مقاتل الطالبيين ص57 .

اسم أمه المكرمة :

السيّدة : ليلى بنت أبو مرّة ، بن عروة بن‏ مسعود الثقفي الشهيد في سبيل عقيدة ودعوته للدين وثباته في سبيل الله تعالى.

ولجدها قصص كريمة في الإسلام منها : في سنة 6 للهجرة كان قد نفر من قومه من ثقيف في الطائف الى مكّة و حالف قريشا بأهله و ولده و من أطاعه ، فلمّا أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بأصحابه في عام الحديبية معتمرا .

ولما بدا النبي : الدعوة للإسلام ، فأتوه قريش فاسمع قصتهم :

وفي تفسير الإمام العسكري عليه السلام :

فقال المشركون : بعضهم لبعض ، لقد استفحل‏ أمر محمد ، و عظم خطبه فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته‏ و توبيخه ، و الاحتجاج عليه ، و إبطال ما جاء به، ليهون خطبه على أصحابه ، و يصغر قدره عندهم ، فلعله ينزع عما هو فيه من غيه و باطله و تمرده و طغيانه ، فإن انتهى و إلا عاملناه بالسيف الباتر.

قال أبو جهل: فمن ذا الذي يلي كلامه و مجادلته ؟

قال عبد الله بن أبي أمية المخزومي: أنا إلى ذلك، أ فما ترضاني له قرنا حسيبا ، و مجادلا كفيا ؟ قال أبو جهل: بلى‏ ، فأتوه بأجمعهم‏ .

فابتدأ عبد الله بن أبي أمية المخزومي فقال: يا محمد، لقد ادعيت دعوى عظيمة، و قلت مقالا هائلا ، زعمت أنك رسول الله رب العالمين، و ما ينبغي لرب العالمين و خالق الخلق أجمعين ، أن يكون مثلك رسولا له ! بشر مثلنا ، تأكل كما نأكل ، و تمشي في الأسواق كما نمشي ، فهذا ملك الروم ، و هذا ملك الفرس لا يبعثان رسولا إلا كثير المال ، عظيم الحال ، له قصور و دور و بساتين‏ و فساطيط و خيام و عبيد و خدام ، و رب العالمين فوق هؤلاء كلهم أجمعين ، فهم عبيده ، و لو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده ، بل لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيا ، لكان إنما يبعث إلينا ملكا ، لا بشرا مثلنا ، ما أنت يا محمد إلا مسحورا ، و لست بنبي .

فقال رسول الله : هل بقي من كلامك شيء ؟

قال: بلى، لو أراد الله أن يبعث رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا ، و أحسنه حالا ، فهلا نزل هذا القرآن الذي تزعم أن الله أنزله عليك ، و ابتعثك به رسولا على‏ رجل من القريتين عظيم‏:

إما الوليد : بن المغيرة بمكة .

و إما عروة : بن‏ مسعود الثقفي بالطائف.

التفسير المنسوب للإمام العسكري ص502 . عروة بن مسعود جد ليلى أم علي الأكبر .

وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي :

فلما نزل رسول الله الحديبية : خرجت قريش يحلفون باللات و العزى لا يدعون محمدا يدخل مكة و فيهم عين تطرف .

فبعث إليهم : رسول الله ، أني لم آت لحرب ، و إنما جئت لأقضي نسكي و أنحر بدني و أخلي بينكم و بين لحماتها .

فبعثوا : عروة بن‏ مسعود الثقفي ، و كان عاقلا لبيبا ، و هو الذي أنزل الله فيه‏ : { وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَ الْقُرْآنُ

عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّ يَجْمَعُونَ (32) وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)} الزخرف.

فلما أقبل : على رسول الله ، عظم ذلك .

و قال: يا محمد تركت قومك و قد ضربوا الأبنية ، و أخرجوا العود المطافيل ، يحلفون باللات و العزى لا يدعوك تدخل مكة ، فإن مكة حرمهم و فيهم عين تطرف أ فتريد أن تبيد أهلك و قومك يا محمد!

فقال رسول الله : ما جئت لحرب ، و إنما جئت لأقضي نسكي فأنحر بدني و أخلي بينكم و بين لحماتها .

فقال عروة: بالله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت .

فرجع : إلى قريش و أخبرهم ، .....

تفسير القمي ج2ص310 .

فلم يقبلوا منه .. وأرسلوا غيره حتى تم الصلح على أن يرجع ، ويحج في السنة الآتية وهم يخرجون من مكة .

ولعروة بن مسعود الثقفي : كلام جميل في وصف النبي لما أتى عروة قريشاً، فقال:

يا قوم إني وفدت إلى الملوك : كسرى ، و قيصر ، والنجاشي ، وإني والله ما رأيت ملكاً قط ، أطوع فيما بين ظهرانيه من محمد في أصحابه ، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً ، وليس بملك .

والله : ما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه أيهم يظفر منه بشيء ، ولا يسقط شيء من شعره إلا أخذوه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيماً له ، ولا يتكلم رجل منهم حتى يستأذن ، فإن هو أذن له تكلم ، وإن لم يأذن له سكت .

وقد عرض عليكم : خطة رشد فاقبلوها ، قد حرزت القوم ، واعلموا أنكم إن أردتم منهم السيف بذلوه لكم .

وقد رأيت قوماً : لا يبالون ما يصنع بهم إذا منعتم صاحبهم، والله لقد رأيت معه نساء ما كن ليسلمنه أبداً على حال ، فَرُوا رأيكم ، فأتوه يا قوم ، واقبلوا ما عرض عليكم ، فإني لكم ناصح ، مع أني أخاف أن لا تُنصروا على رجل أتى زائراً لهذا البيت معظماً له معه الهدي ينحره وينصرف.

فقالت قريش: لا تتكلم بهذا يا أبا يعفور ، أَوَ غيرك تكلم بهذا ؟ ولكن نرده عامنا هذا ، ويرجع إلى قابل .

فقال: ما أراكم إلا تصيبكم قارعة .

فانصرف : هو ومن تبعه إلى الطائف.

الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص 116، بترتيب الشاملة ، وإنه قد جاء لنصرة قريش وجماعة من قومه لكن لما عرف الحق رجع .

إسلامه وشهادته رحمه الله :

و في سنة 8 هـ في حرب حنين على ثقيف في الطائف : كان عروة بن مسعود في جرش يتعلّم صنعة الدّبابات و المجانيق ، و لم يشهد حرب حنين و كان قد صاهر أبا سفيان على ابنته آمنة ، فلمّا كان يوم حنين تقدّم ابو سفيان مع المغيرة بن شعبة الى الطائف فناديا ثقيفا : أن آمنونا حتى نكلّمكم ! فامنوهما ، ولكنهم لم يقبلوا أن يسلموا .

وأن رسول الله صلى الله عليه وآله : لما انصرف عنهم .

اتّبعه : عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة ، فأسلم ، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام .

فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : إنهم قاتلوك . وعرف : أن فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم.

فقال عروة: لو وجدوني نائماً ما ايقظوني .

أو قال : يا رسول الله ، أنا أحب إليهم من أبكارهم .

وكان فيهم : كذلك محبباً مطاعاً .

فخرج : يدعو قومه إلى الإسلام رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم .

فلما أشرف لهم : على عُلِّيَّة له ، وقد دعاهم إلى الإسلام ، وأظهر لهم دينه .

رموه بالنبل : من كل وجه ، فأصابه سهم فقتله .

فقيل لعروة : ما ترى في دمك ؟

قال رحمه الله : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم .

وقالوا : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال فيه :

إن مثله : في قومه ، لَكَمَثَلِ صاحب يس في قومه .

الصحيح من سيرة النبي باب 28 .

يا طيب : وذكروا قضى رسول اللّه دينه و دين اخيه الاسود بن مسعود من حلى اللّات وثن ثقيف ، هذا كان في جد أمه أبو أم علي الأكبر الشهيد رحمه الله .

وأما ما جاء في أبيها :

أبو مرة بن عروة الثقفي : ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، له ولأبيه صحبة ، وأبوه من أعيان الصحابة .

وقال الواقدي : خرج أبو مرة وأبو مليح ابنا عروة بن مسعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلماه بقتل عروة وأسلما .

أسد الغابة ج3ص244.


مختصر عمر علي الأكبر :

عمره : عمر الحق والعدل والشرف والكرامة والإباء والهدى والدين ، تجسد فيه الحق روحا ومعنى وحقيقة وواقعا ، فصار عمرا لتعريف الحق بحقيقته سلام الله عليه ، وهذا ملخص عمره بالسنين :

عمره الشريف : 25 سنة ، وقيل أقوال أخرى . 11 شعبان 35ﻫ، أو 41ﻫ. أو 33 هـ . وعلى القول الأشهر أنه ولد عليه السلام سنة 35 ، فيكون :

كان في إمامة جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : 5 سنين .

وفي إمامة عمه الحسن بن علي عليه السلام : 10 سنين .

وفي إمامة والده الحسين عليه السلام : 10 سنين .

مجموع عمره الشريف : 25 سنة .

وإنه أصغر من عمه العباس بن علي عليه السلام بـ : 9 سنوات .

وأكبر من أخيه الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام بـ : 3 سنوات .

أستشهد : في كربلاء في يوم عاشوراء دفاعا عن مبادئ وحقائق دين الله بصدق ، أليس هو الذي لا يبالي إن وقع على الموت أو قع عليه الموت ما دام سائر مع أبيه وإمامه المفدى على الحق ، فإنه أقدم لإحياء هدى الله الواقعي ومعارف عظمته بعشق ، فنال الحسنى حين أستشهد في سبيل الله وإليه شهق ، ولأعلى مقام في أعلى عليين مع أجداده الطيبين الطاهرين علا وسمق ، فكان من وفائه وثباته وصفاء روحه للمؤمنين نور الإخلاص شرق .

فهنيئا له : الثبات والوفاء والنصيحة والإخلاص ، وهنيئا لكم يا طيبين الولاية ومعرفة الإمامة ، والسير على الصراط المستقيم للمنعم عليهم بهدى الله الطيبين الطاهرين ، وجعلنا الله من الثابتين على هديهم الحق المبين ، ومتمسكين بولايتهم و مخلصين بمعارفهم لله تعالى العبادة والدين ، فإنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


صفات علي الأكبر وشخصيته :

يا طيب : قال الإمام الحسين عليه السلام ، أن أبنه الأكبر كان أشبه الخلق برسول الله ، ولا يكون أشبه به من غيره إلا أن تكون له مواصفات كثيرة في الشهامة والنبل والعلم والعمل والعبودية والإخلاص والوفاء لله وحب الحق والعمل به هدى وعبودية لله تعالى ، فضلا من أن يكون شبه جسمي وأن يكون أشبه الناس خَلقا بجسده وخُلقا ومنطقا بروحه وفكره وعقله وسيرته وسلوكه وتصرفه شبها حقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

ذكر في تسلية المجالس :

تقدّم : عليّ بن الحسين عليه السلام .

و امّه : ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي .

و هو : يومئذ ابن ثماني عشرة سنة .

و رفع الحسين عليه السلام : سبّابته ، نحو السماء ، و قال :

اللَّهُمَّ : اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ .

فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ .

أَشْبَهُ النَّاسِ :

خَلْقاً ، وَ خُلُقاً ، وَ مَنْطِقاً ، بِرَسُولِكَ .

كُنَّا : إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ .

نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ .

اللَّهُمَّ : امْنَعْهُمْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ .

وَ فَرِّقْهُمْ تَفْرِيقاً ، وَ مَزِّقْهُمْ تَمْزِيقاً .

وَ اجْعَلْهُمْ طَرَائِقَ قِدَداً ، وَ لَا تُرْضِ الْوُلَاةَ عَنْهُمْ أَبَداً .

فَإِنَّهُمْ : دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ، ثُمَّ عَدَوْا عَلَيْنَا يُقَاتِلُونَنَا .

ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد :

مَا لَكَ : قَطَعَ اللَّهُ رَحِمَكَ ، وَ لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَمْرِكَ ، وَ سَلَّطَ عَلَيْكَ مَنْ يَذْبَحُكَ بَعْدِي عَلَى فِرَاشِكَ .

كَمَا قَطَعْتَ : رَحِمِي ، وَ لَمْ تَحْفَظْ قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ .

ثمّ رفع الحسين عليه السلام صوته و تلا :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } آل عمران .

تسلية المجالس و زينة المجالس ج2ص311 . وستأتي الرواية كاملة ..

قال أبو الفرج في المقاتل بسنده عن : سعيد بن ثابت قال :

لما برز : علي بن الحسين إليهم أرخى الحسين عينيه فبكى .

ثم قال الحسين عليه السلام :

اللَّهُمَّ : فَكُنْ أَنْتَ الشَّهِيدَ عَلَيْهِمْ .

فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ :

غُلَامٌ أَشْبَهُ الْخَلْقِ بِرَسُولِ اللَّهِ .

فجعل : يشد عليهم .

ثم يرجع إلى أبيه فيقول : يا أبه العطش .

فيقول له الحسين :

اصْبِرْ حَبِيبِي : فَإِنَّكَ لَا تُمْسِي حَتَّى يَسْقِيَكَ رَسُولُ اللَّهِ بِكَأْسِهِ.

و جعل : يكر كرة بعد كرة حتى رمي بسهم فوقع في حلقه فخرقه .

و أقبل : يتقلب في دمه .

ثم نادى :

يَا أَبَتَاهْ عَلَيْكَ السَّلَامُ

هَذَا جَدِّي رَسُولُ اللَّهِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ .

وَ يَقُولُ : عَجِّلِ الْقَدُومَ عَلَيْنَا .

و شهق : شهقة ، فارق الدنيا.

بحار الأنوار ج45ص45 بقية الباب 37 . مقاتل الطالبيين 85 .

يا طيب : وهذا كلام حق يصدق بعضه بعضا ، فإنه يرى جده عند الشهادة ، ويسقيه بكأسه الأوفى الذي لا ظمأ بعده أبدا .

ومن اهتمام الإمام الحسين به : وحبه له أظهر له معجزة :

عن كثير بن شاذان قال: شهدت : الحسين بن علي عليهما السلام .

و قد اشتهى عليه : ابنه علي‏ الأكبر عنبا في غير أوانه.

فضرب يده : إلى سارية المسجد ، فأخرج له عنبا و موزا فأطعمه .

و قال عليه السلام : مَا عِنْدَ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ أَكْثَرُ .

دلائل الإمامة ص183ح101/ 6 ، ونقل عنه في نوادر المعجزات وإثبات الهداة ومدينة المعاجز.

وقال أبو الفرج : وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وتكنى أم شيبة، وأمها بنت أبي العاص بن أمية وهو أول من قتل في الواقعة.

وإياه عني معاوية : في الخبر الذي حدثني به محمد بن محمد بن سليمان، قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال : حدثنا جرير، عن مغيرة قال:

قال معاوية : من أحق الناس بهذا الأمر ؟

قالوا : أنت !

قال : لا .

أولى الناس : بهذا الأمر علي بن الحسين بن علي .

جده : رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفيه : شجاعة بني هاشم .

وسخاء : بني أمية .

وزهو : ثقيف .

مقاتل الطالبيين ص57 .

يا طيب : في وصف علي الأكبر قال الحق ، فهو كريم من أولاد الكرام لأبيه وجداه المصطفى والمرتضى وأبيه سيد الشهداء ، فهم المصطفون الطيبون الطاهرون الأخيار ، ولا أقل يقول سخاء وزهو ثقيف وجده الشهيد عروة فدى المغيرة ، وقد غدر بمسافرين معه فقتلهم ففداه عمه عروه رحمه الله ثلاثة عشر دية تحملها عن قومه ، وكان المغيرة بن شعبه صار حاكم معاوية على الكوفة قبل ابن زياد ، ومعاوية أدخل لؤم بني أميه وعرفه بالسخاء من جهة أم أمه ولا يعرف فيهم سخاء وأبو سفيان لما أسر رسول الله له ابنه وهو اخ لمعاوية قيل له أفديه فلم يقبل و قال فجيعتين في ابني ومالي لا افعل ، فمن أين أتاهم السخاء.

وقال الزركلي في الأعلام :

000 - 61 هـ = 000 - 680 م

علي الاكبر : بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي .

من سادات الطالبيين وشجعانهم .

قتل : مع أبيه الحسين السبط الشهيد، في وقعة الطف كربلاء ، وكان أول من قتل بها من أهل الحسين، طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبدي من بني عبد القيس .

وهو : يحوم حول أبيه ، يدافع عنه ، ويقيه ، وينشد رجزا .

أوله : أنا علي بن الحسين بن علي ، وانهال أصحاب الحسين على مرة فقطعوه بأسيافهم ، وضم : الحسين عليا ، فلما مات بين يديه .

قال عليه السلام : قتل الله قوما قتلوك يا بني .

وعلى الدنيا بعدك العفاء .

وكان مولده : في خلافة عثمان.

كنيته : أبو الحسن ، وليس له عقب .

وذكره: معاوية يوما فقال، فيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أمية، وزهو ثقيف!

وسماه المؤرخون : عليا الاكبر ، تمييزا له عن أخيه علي الاصغر زين العابدين ، الآتية ترجمته .

الأعلام للزركلي ج4ص277.

نعم علي الأكبر عليه السلام : فهو سيد من سادات الطالبيين وبني هاشم وله شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله صفة خلقا فهو يشبهه ، ويا طيب ذكرنا تفاصيل صفات النبي وخلقه وهو القرآن في صحيفة النبوة ، وذكرنا حديث صفاته عن الإمام الحسين عليه السلام وحب التشبه به ، وإنها كما عرفت تجلت بعلي الأكبر عليه السلام ، لأن الإمام الحسين عليه السلام أتقنها وعرفها يقينا ، فطبقها وعلمها ولده وبراه عليها حتى كان خلقه حقا خلق رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ، فنذكرها هنا ، لتعرف تفصيل صفاته عليه السلام وهي كصفات جد أبيه سيد المرسلين .


خلق وأخلاق سيد المرسين وشبيهه علي الأكبر والحسين :

يا طيب : ننقل ما ذكرنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من حب التشبه بجده سيد المرسلين ، وأنه ربى ابنه علي الأكبر على ما أحب لنفسه ، ولنعرف هذا نذكر صفات سيد المرسلين كما رواها سبطه الحسين ، وكيف ربى أبنه عليها ، وقد عرفنا إن الله خص الإمام الحسين من الهيئة والشكل والجسم والنظارة والجمال والحسن والشبه ، بما خص به سيد المرسلين ، ولكي نعرف شكل وصورة الإمام الحسين وعلي الأكبر ، ننقل مواصفات جده رسول الله وهيئته ، وإن الإمام الحسن والحسين كيف كانا يتتبعا آثار جدهم ويقتصا أحواله ليكونا مثله وشبهه خلقا وأخلاقا ، حتى أنك حين تراهم ترى رسول الله وتتصوره بأحسن صورة ممكن لبشر ، فنتعرف بهذا الحديث على خلقهم وأخلاقهم ، وإن أول الحديث عن الإمام الحسن وآخره عن الإمام الحسين ، وتحققه فيهم روحا وهديا ومعنى وحقيقة وتجسدا واقعا :

عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق: بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بمدينة الرسول قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال :

قال الحسن بن علي عليه السلام :

سألت : خالي هند بن أبي هالة ، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وآله .

و حدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدثنا عبد الله بن أحمد عبدان و جعفر بن محمد البزاز البغدادي قالا : حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثني جميع بن عمير العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة عن أبيه :

عن الحسن بن علي عليه السلام قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي .

و كان وصافا : للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أنا أشتهي : أن تصف لي منه شيئا .

لعلي أتعلق به .

فقال رحمه الله : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

فخما مفخما : يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر .

أطول : من المربوع ، و أقصر من المشذب ، عظيم الهامة .

رجل الشعر ، إن انفرقت عقيقته فرق ، و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ، أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ في غير قرن بينهما ، عرق يدره الغضب ، أقنى العرنين له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب مفلج الأسنان.

دقيق المسربة : كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة .

معتدل الخلق : بادنا متماسكا ، سواء البطن و الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، عريض الصدر .

أنور المتجرد : موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر .

طويل الزندين : رحب الراحة ، شثن الكفين و القدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء .

إذا زال : زال قلعا ، يخطو تكفؤا ، و يمشي هونا ، ذريع المشية إذا مشى ، كأنما ينحط في صبب ، و إذا التفت التفت جميعا .

خافض الطرف: نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة.

يبدر : من لقيه بالسلام .

قال فقلت : فصف لي منطقه ؟

فقال : كان صلى الله عليه وآله وسلم متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه ، يتكلم بجوامع الكلم ، فصلا لا فضول فيه و لا تقصير .

دمثا لينا : ليس بالجافي و لا بالمهين ، تعظم عنده النعمة و إن دقت ، لا يذم منها شيئا ، غير أنه كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه ، و لا تغضبه الدنيا ، و ما كان لها ، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ، و لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له .

إذا أشار : أشار بكفه كلها ، و إذا تعجب قلبها ، و إذا تحدث اتصل بها ، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، و إذا غضب أعرض و أشاح ، و إذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .

قال الصدوق رحمه الله : إلى هاهنا رواه أبو القاسم بن منيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد ، و الباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره .

قال الحسن صلى الله عليه وآله وسلم : و كتمتها الحسين عليه السلام زمانا ، ثم حدثته به ، فوجدته قد سبقني إليه ، فسألته عما سأله عنه .

فوجدته قد سأل أباه : عن مدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم و مخرجه ، و مجلسه و شكله ، فلم يدع منه شيئا .

قال الحسين عليه السلام :

سألت أبي عليه السلام : عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

فقال عليه السلام : كان دخوله لنفسه ، مأذونا له في ذلك ، فإذا أوى إلى منزله ، جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، و جزء لأهله ، و جزء لنفسه .

ثم جزأ : جزأه بينه و بين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، و لا يدخر عنهم منه شيئا .

و كان من سيرته : في جزء الأمة ، إيثار أهل الفضل بإذنه ، و قسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، و منهم ذو الحاجتين ، و منهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ، و يشغلهم في ما أصلحهم و الأمة من مسألته عنهم ، و بإخبارهم بالذي ينبغي .

ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته ، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ، ثبت الله قدميه يوم القيامة .

لا يذكر عنده : إلا ذلك ، و لا يقيد من أحد عثرة ، يدخلون روادا ، و لا يفترقون إلا عن ذواق ، و يخرجون أدلة .

قال عليه السلام : فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان يصنع فيه ؟

فقال عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، و يؤلفهم و لا ينفرهم .

و يكرم : كريم كل قوم ، و يوليه عليهم ، و يحذر الناس ، و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ، و لا خلقه ، و يتفقد أصحابه .

ويسأل الناس : عما في الناس ، ويحسن الحسن و يقويه ، و يقبح القبيح و يهونه .

معتدل الأمر : غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا ، و لا يقصر عن الحق ، و لا يجوزه الذين يلونه من الناس ، خيارهم : أفضلهم عنده ، أعمهم نصيحة للمسلمين ، و أعظمهم عنده منزلة : أحسنهم مؤاساة و مؤازرة .

فسألته : عن مجلسه ؟

فقال عليه السلام : كان صلى الله عليه وآله وسلم : لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر ، و لا يوطن الأماكن ، و ينهى عن إيطانها ، و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، و يعطي كل جلسائه نصيبه ، و لا يحسب من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه .

من سأله حاجة : لم يرجع إلا بها ، أو بميسور من القول .

قد وسع الناس منه : خلقه ، و صار لهم أبا ، و صاروا عنده في الخلق سواء .

مجلسه : مجلس حلم و حياء ، و صدق و أمانة ، و لا ترتفع فيه الأصوات ، و لا تؤبن فيه الحرم ، و لا تنثى فلتاته ، متعادلين ، متواصلين‏ فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون الكبير ، و يرحمون الصغير ، و يؤثرون ذا الحاجة ، و يحفظون الغريب .

فقلت : فكيف كان سيرته في جلسائه ؟

فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ و لا غليظ ، و لا صخاب و لا فحاش ، و لا عياب و لا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ، و لا يخيب فيه مؤمليه .

قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، و الإكثار ، و ما لا يعنيه .

و ترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا و لا يعيره ، و لا يطلب عثراته و لا عورته ، و لا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه .

إذا تكلم : أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، و لا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم .

يضحك : مما يضحكون منه ، و يتعجب مما يتعجبون منه ، و يصبر للغريب على الجفوة في مسألته و منطقه ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم .

و يقول صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

قال عليه السلام : فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

قال عليه السلام : كان سكوته على أربع :

على الحلم ، و الحذر ، و التقدير ، و التفكر .

فأما التقدير : ففي تسوية النظر ، و الاستماع بين الناس .

و أما تفكره : ففيما يبقى أو يفنى .

و جمع له : الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ، و لا يستفزه .

و جمع له الحذر : في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، و تركه القبيح لينتهي عنه ، و اجتهاده الرأي في صلاح أمته ، و القيام فيما جمع لهم من خير الدنيا و الآخرة.

الحديث تم :

يا طيب : هذه الأخلاق حفظها الإمامين الحسن والحسين وأبيهما ، وتخلقوا بها ، فكانوا أشبه به خلقا وخلقا ، وهذه المواصفات هي آداب الدين والظهور بتعاليمه ، وهي من أسس سيادتهم وبيان لملاكها ، وهم يحكوها ليتحقق بها من يقتدي بهم ، وبها أدبوا أولادهم ، وبالخصوص الإمام الحسين عليه السلام حتى جعلها روحا وحياة لأنبه علي الأكبر ، حتى كان حين يشتاق لرؤية رسول الله ينظر إليه .

معاني ‏الأخبار ص80ح1 ، عيون ‏أخبار الرضا ج1ص316 ح1. بحار الأنوار ج16ص148ب8 ح4 . عيون الأثر ابن سيد الناس ج2ص413 . الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1ص155.

ويا طيب : هذا شرح لمعنى هذه الصفات الكريمة كما في معاني الأخبار قال الصدوق عن شيخه في شرح الحديث :

فخما مفخما : معناه كان عظيما معظما في الصدور و العيون ، و لم يكن خلقته في جسمه الضخامة و كثرة اللحم . و قوله : يتلألأ تلألؤ القمر : ينير و يشرق كإشراق القمر . و قوله :أطول من المربوع و أقصر من المشذب : فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم أي ليس بالطويل الممغط.

والشعر الرجل : الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعد، والعقيقة شعر الرأس أراد إن فرقته من ذات نفسها فرقها وإلا تركها معقوصة ، وأزهر اللون : نيره وأنه كان أبيض مشربا بحمرة .

قوله أزج الحواجب : معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما ، و قوله في غير قرن : معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف و ابيضاض يقال لهما البلج ، أقنى العرنين : القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه و العرنين الأنف . و قوله كث اللحية : معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيه . ضليع الفم : معناه ليس صغير الفم يتكلم بكل فمه ، كمن يحسن الكلام ويبينه ، فيتشدق في كلامه من غير بخل في البيان ولا اعوجاج في تكلمه.

و قوله : كان عنقه جيد دمية : والجيد العنق ، والدمية صورته الحسنة مثل الدمى .

و قوله : بادنا متماسكا : معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم و لا بكثيره . و قوله : سواء البطن و الصدر : معناه أن بطنه ضامر و صدره عريض فمن هذه الجهة ساوى بطنه صدره .

و الكراديس : رءوس العظام . و قوله : أنور المتجرد : معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب.

و قوله طويل الزندين : في كل ذراع زندان و هما جانبا . عظم الذراع : فرأس الزند الذي يلي الإبهام يقال له الكوع و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال له الكرسوع . و قوله : رحب الراحة : معناه واسع الراحة كبيرها و العرب تمدح بكبر اليد ، و قالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كما قالوا ضيق الباع في الذم . و قوله شثن الكفين : معناه خشن الكفين و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومة الكف . و قوله سائل الأطراف : أي تامها غير طويلة و لا قصيرة .

و قوله :سبط القصب : معناه ممتد القصب غير منعقدة و القصب العظام المجوف التي فيها مخ نحو الساقين و الذراعين . و قوله : خمصان أخمصين : معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض . و قوله : مسيح القدمين : معناه ليس بكثير اللحم فيهما و على ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما . و قوله : زال قلعا : معناه متثبتا . و قوله يخطو تكفؤا : معناه خطاه كأنه يتكسر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها و لا تبختر فيها و لا خيلاء . و قوله : و يمشي هونا : معناه السكينة و الوقار . و قوله : ذريع المشية : معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار. قوله : كأنما ينحط في صبب : الصبب الانحدار . و قوله : دمثا : الدمث اللين الخلق فشبه بالدمث من الرمل و هو اللين .

قوله : إذا غضب أعرض و أشاح : قالوا في أشاح جد في الغضب و انكمش .

و قوله : يسوق أصحابه : معناه يقدمهم بين يديه تواضعا و تكرمة لهم ، و من رواه يفوق : أراد يفضلهم دينا و حلما و كرما . و قوله : يفتر عن مثل حب الغمام : معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام ما يسمى الحالوب والبرد .

قوله : ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة : معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة ترفع إلى العامة علومه و آدابه و فوائده ، و فيه قول آخر فيرد ذلك بالخاصة على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب الباء عن من و على عن إلى ، قيام بعض الصفات مقام بعض .

و قوله : يدخلون روادا : الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم إلى المنزل يرتاد لهم الكلاء يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي من ورائهم ، كما ينفع الرائد من خلفه .

و قوله : و لا يفترقون إلا عن ذواق : معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهي ، و الأدلة التي تدل الناس على أمور دينهم .

و قوله : لا تؤبن فيه الحرم : أي لا تعاب أبنت الرجل فأنا آبن و المأبون المعيب .

و قوله : و لا تنثى فلتاته : معناه من غلط فيه غلطة لم يشنع و لم يتحدث بها .

و قوله : إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير : معناه أنهم كانوا لإجلالهم نبيهم لا يتحركون ، فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده .

و قوله : و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ : معناه من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده ، ومن استشعر منه نفاقا و ضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه ولم يحفل به .

و قوله : إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه : معناه فأعينوه و أسعفوه على طلبته .

يا طيب : هذه أكرم صفات في الوجود لأكرم مخلوق في التكوين ، وكان الإمام الحسين كما في الحديث يحب التشبه بها ، ولما كان علي الأكبر عليه السلام يشبه رسول الله في كل المواصفات خَلقا وخُلقا ، وكلاما ومنطقا ، فهو كجده كما رباه أبيه الإمام الحسين عليه السلام وأدبه وعلمه خلق القرآن وصفاته وكل ما يجب أن يتحلى به الإنسان الكامل في الدين والآداب الإسلامية والأخلاق الربانية التي حبها الله تعالى لعباده وعلمها لنبيه وآله صلى الله عليهم وسلم ، فقد تجسدت في علي الأكبر عليه السلام ، فهذه صفاته بالتفصيل جسدا ماديا ورحا معنويا ، وقد أجملها الإمام الحسين عليه السلام بما عرفت : و رفع الحسين عليه السلام : سبّابته ، نحو السماء ، و قال :

اللَّهُمَّ : اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ .

فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ .

أَشْبَهُ النَّاسِ :

خَلْقاً ، وَ خُلُقاً ، وَ مَنْطِقاً ، بِرَسُولِكَ .

كُنَّا : إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ ، نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ .

صلوات الله عليهم وسلامه : وأدبنا الله بهداهم وخلقنا بخلقهم وجعلنا معهم في الدارين ، فإنه أرحم الراحمين وهو ولي التوفيق بالحق .

علي الأكبر في المدينة المنورة :

يا أخوتي الطيبين : بعد ما عرفنا حقائق خلق وأخلاق علي الأكبر لنرى تجسديه لخلقه على سماء الواقع وأرض الحقيقة ، فنذكر لكم بعض الذكر عن أحوال السيد التقي والمخلص الوفي الحق علي بن الحسين عليه السلام .

يا طيب : لما هلك معاوية أرسل يزيد إلى والي المدينة بالخبر وطلب منه أن يبايع له وبالخصوص من الإمام الحسين وعدة نفر من أهل المدينة منهم عبد الله بن عمر وعبدالله بن الزبير ، ولما وصل الخبر في الليل ، دعا والي المدينة الإمام ليخبره ويأخذ منه البيعة ، فجمع الإمام الحسين عليه السلام وجوه بني هاشم :

فإن الإمام الحسين عليه السلام : في 27 رجب سنة 60 للهجرة ، حين دعاه الوليد لينعي له معاوية ، ويطلب من البيعة ليزيد .

والإمام قبل إن يدخل : على والي المدينة ، جمع الإمام ثلاثون فردا من بني هاشم ، وأمرهم أن يقفوا في الباب الإمارة ، وإن علا صوته مع الوليد أن يدخلوا عليه حتى يخرج معهم .

وحتما كان : فيهم ومعهم علي الأكبر .

بل من ذوي الرأي فيهم : لما عرفت من خَلقه وخُلقه الشبيه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما لم يأتي نص بمن كان معه من الأفراد الملازمين له في كل حله وترحاله وشهادة ومحاجته لأعداء الدين ، ولما جاء الخبر مجملا لهم ، ولم يذكر أسماء من جمع من بني هاشم حين الدخول على والي المدينة ، لم نذكر تفاصيل الخبر هنا ومر ذكره في الجزء السابع من صحيفة الإمام الحسين من موسوعة صحف الطيبين ، وبهذه التذكرة نعرف أنه كان علي الأكبر عليه السلام معهم .

علي الأكبر حين الخروج من المدينة :

يا طيب : يبدأ ذكر أبو الحسن علي الأكبر بن الحسين عليهم السلام حين خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ، بعد أن رفض البيعة لطاغية زمانه ، ومر التفصيل في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، في الجزء السابع وجاء فيه:

بعد زيارة الإمام الحسين عليه السلام : لجده رسول الله في مسجد المدينة المنورة وحب توديعه والصلاة عنده ، فأخذته إغفائه فرأ جده وأمره بالمسير لكربلاء :

فأتى الحسين عليه السلام : أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا ، و ودعهم .

و حمل : أخواته على المحامل ، و ابنته ، و ابن أخيه القاسم بن الحسن بن علي عليهم السلام .

ثم سار : في أحد و عشرين رجلا من أصحابه و أهل بيته .

منهم : أبو بكر بن علي ، و محمد بن علي ، و عثمان بن علي ، و العباس بن علي ، و عبد الله بن مسلم بن عقيل .

و علي : بن الحسين الأكبر.

و علي بن الحسين الأصغر...

ويا طيب : وقصة الرؤيا هي : أن الإمام الحسين عليه السلام قبل أن يخرج من المدينة بعد أن رفض البيعة لطاغية زمانه ، ذهب لوداع جده سيد المرسلين و زيارته والدعاء عنده ، وبعد الصلاة أخذته إغفائه فرأى رسول الله يقول له :

بأبي أنت : كأني أراك مرملا بدمك .

بين عصابة : من هذه الأمة .

يرجون : شفاعتي ، ما لهم عند الله من خلاق .

يا بني : إنك قادم على أبيك ، و أمك و أخيك ، و هم مشتاقون إليك .

و إن لك : في الجنة درجات

لا تنالها إلا بالشهادة .... .

فانتبه الحسين عليه السلام : والقصة بعدها ما عرفت .

الأمالي للصدوق ص151 م 30 ح1 . بحار الأنوار ج44ص313ب 37 ح1 . وبتفصيل أكثر في تسلية المجالس لأبي طالب الموسوي ج‏2ص157 .


وراثة الحق من علي مع الحق:

يا طيب : إن السيد النبيل والشهم المغوار التقي الحق علي الأكبر هو من الحسين وعلي بن أبي طالب وآله عليهم السلام ، كما عرفت له خلق وخُلق رسول الله ، ورسول الله هو أس الحق وتجلي نور الله الحق في خلقه ، وهكذا جد علي الأكبر علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، وقد عرفت بعض معاني الحق المتجلي فيهم وبهم بفضل الله الحق عليهم ، و إنهم محقين وعلى الحق ، وقد جسدوا الحق بل جعلوا له روحا ومعنى وأخرجوه من قالب اللفظ لعالم الحقيقة والواقع بأعلى معانيه وجودا ، وقد عرفنا الحق بكل سيرتهم وسلوكهم وكلماتهم وتعاليمهم بما لا مزيد له من البيان ، وإنهم لا يهمهم أمر الدنيا وزينتها ولا الحياة فيها أو فراقها من أجل إقامة الحق و ما داموا محقين ، وما سترى من قول علي الأكبر ألسنا على الحق ، هو مقتبس من قول جده أمير المؤمنين عليه السلام :

الإمام علي على الحق :

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في جواب لرسالة أخيه عقيل :

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَنِي : أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكَ بِرَأْيِي فِيمَا أَنَا فِيهِ .

فَإِنَّ رَأْيِي : جِهَادُ الْمُحِلِّينَ‏

حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ

لَا يَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ مَعِي عِزَّةً

وَ لَا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي وَحْشَةً

لِأَنِّي مُحِقٌّ

وَ اللَّهُ مَعَ الْحَقِّ

وَ اللَّهِ مَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَقِّ

وَ مَا الْخَيْرُ كُلُّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ

إِلَّا لِمَنْ كَانَ مُحِقّاً

و أما ما عرضت به‏ علي من مسيرك إلي ببنيك و بني أبيك .

فلا حاجة لي : في ذلك، فأقم راشدا محمودا .

فو الله : أحب أن تهلكوا معي إن هلكت .

وَ لَا تَحْسَبَنَّ ابْنَ أُمِّكَ :

وَ لَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ مُتَخَشِّعاً .

وَ لَا مُتَضَرِّعاً وَ لَا مُقِرّاً لِلضَّيْمِ وَاهِناً .

وَ لَا سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ

وَ لَا وَطِي‏ءَ الظَّهْرِ لِلرَّاكِبِ الْمُقْتَعِدِ

إني لكما قال أخو بني سليم :

فَإِنْ تَسْأَلِينِي كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي‏

صَبُورٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيبٌ‏

يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرَى بِي كَآبَةٌ

فَيَشْمَتَ عَادٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبٌ‏

الغارات ج2ص300 ، المحلّين: البغاة ، سموا بذلك لاستحلالهم ما حرم اللّه سبحانه. مقرّا للضيم: راضيا به ، و الضيم الظلم، و الوطيء اللين ، و المقتعد الذي يتخذ ظهر الدابّة قعودا يستعمله للركوب في كلّ حاجاته ولم يستخدمها لجهاد وحرب ، و الكلام كناية عن إبائه عليه السلام للضيم و امتناعه من الذلّ وتحقق بحقائق الحق وحبه له والموت في سبيله ، أخو بني سليم العباس بن مرداس السّلمي .


ألسنا على الحق كلمة خالدة:

يا طيب : سترى في حديث مختصر جوامع الكلم الطيب ، بل يعجز اللبيب عن شرحه ووفاء حقه ، لأن شهيد الحق علي الأكبر جعل لها روحا ومعنى ، وأنزلها لعالم الحقيقة والواقع ، كلمات الحق لمحق ، وبها ترى أنه ليس فيه خلق رسول الله وآدابه ورحه ومعنى هداه واقعا فقط ، بل في علي الأكبر عليه السلام روح أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام وآدابه وخلقه وحقيقته بحق ، قال كلمات خلدها التأريخ ودخلت روح الطيبين والمنصفين أدبا ودين ، ورقة وعطف ولطف وشهامة وصبر ووفاء لحق الله ومن جعلهم مع الحق والحق معهم يدور حيث ما داروا ، وهم محقين وأهل الحق أبدا ، ولو تكتب بالذهب وتعلق في كل مكان لكانت أدبا ودينا وهدى وتربيه وتعليم خلقي وآدابي عظيم كريم لمن يعقل ، بل لمن عنده إنصاف قليل وله روح فيها طيبة ، أو له غيرة وشهامة ، ولأثرة أثرا كريما في أرواح العباد وتعليمهم آداب الدين وتطبيقه ، والصبر وحقائقه ، والرشد ومعانيه ، فتدبرها تعرف هذا يا طيب :

قال أبو مخنف : في وقائع مسير الحسين عليه السلام من مكة المكرمة إلى كربلاء ، حين وصوله إلى قصر بني مقاتل فنزل به ، فاذا هو بفسطاط مضروب .

فقال عليه السلام : لمن هذا الفسطاط ؟

فقيل: لعبيد اللّه بن الحرّ الجعفي .

قال : أدعوه لي ، و بعث إليه رسولا ، فلمّا أتاه الرسول قال له‏ : هذا الحسين بن علي يدعوك .

قال عبيد اللّه بن الحرّ : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون ! و اللّه ما خرجت من الكوفة إلا كراهة أن يدخلها الحسين و أنا بها ، و اللّه ما اريد أن أراه و لا يراني .

فأتاه الرسول : فأخبره ، فأخذ الحسين عليه السّلام نعليه فانتعل ، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه ، فسلّم و جلس .

ثم دعاه : إلى الخروج معه ، فأعاد ابن الحرّ تلك المقالة .

فقال عليه السّلام‏ : فإن لا تنصرنا ، فاتّق اللّه أن تكون ممن يقاتلنا .

فو اللّه : لا يسمع واعيتنا أحد ، ثم لا ينصرنا إلا هلك .

ثم قام من عنده .

قال عاقبة بن سمعان :

لمّا كان : في آخر الليل ن أمر الحسين عليه السّلام بالاستقاء من الماء .

ثم أمرنا : بالرحيل ففعلنا ، فلمّا ارتحلنا من قصر بني مقاتل .

و سرنا ساعة : خفق الحسين عليه السّلام برأسه خفقة ، ثم انتبه .

و هو يقول :

إنّا للّه و إنّا إليه راجعون

و الحمد للّه ربّ العالمين .

ففعل : ذلك ، مرّتين أو ثلاثا .

فأقبل إليه : ابنه عليّ بن الحسين عليه السّلام ، على فرس له .

فقال : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون .

و الحمد للّه ربّ العالمين .

يا أبت : جعلت فداك ، ممّ حمدت اللّه‏ و استرجعت ؟

قال عليه السّلام : يا بنيّ إني خفقت برأسي خفقة .

فعنّ لي فارس على فرس فقال : القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم .

فعلمت : أنها أنفسنا نعيت إلينا .

قال له : يا أبت ، لا أراك اللّه سوءا.

· ألسنا : على الحق ؟

· قال عليه السّلام‏ : بلى و الذي إليه مرجع العباد .

· قال علي الأكبر :

· يا أبت إذا لا نبالي

· نموت محقّين .

· فقال له : جزاك اللّه من ولد خير ، ما جزى ولدا عن والده .

وقعة الطف لأبي مخنف الكوفي ص177 ، وعنه في الإرشاد 226 ، إعلام الورى بأعلام الهدى ج1ص451.

وفي تسلية المجالس : قال: ثم سار صلوات اللّه عليه حتى نزل الثّعلبيّة ، وقت الظهيرة فوضع رأسه فرقد ، ثم استيقظ. فقال: رأيت هاتفا ، يقول: أنتم تسرعون و المنايا تسرع بكم إلى الجنّة.

فقال له ابنه عليّ : يا أباه ، ألسنا على الحقّ ؟

فقال: بلى، يا بنيّ، و الّذي إليه مرجع العباد.

فقال: يا أباه.

إذن لا نبالي بالموت .

فقال الحسين عليه السلام: جزاك اللّه خير ما جزى ولدا عن والده.

تسلية المجالس ج2ص235.

يا طب : كل ما عرفته عن الحق تحققه هذه الكلمة بحق اليقين علما وعملا .

والله يا طيب : من زمن بعيد ، كلما تذكرت كلام السيد الأكبر شهيد الحق علي بن الحسين عليه السلام ، تأخذني رقة وعبرة وتدعوني لتطبيق الهدى ، وتهون علي كل مصائب الدينا و تجعلني من أهل الثبات والذين لا يبالون بكل ما في الدنيا من أجل دينه، فأسل نفسك دائما ، ألسنا على الحق ، وكن مع الحق وعلى حق في كل وجودك.



علي الأكبر في كربلاء :

يا طيب : بعد أن عرفنا المعرفة العلمية للحق وكلمته الطيبة ، الآن وفي البحوث الآتية نرى تحققه واقعا ودفاعا عنه حتى شهادة علي الأكبر وآله عليهم السلام ، وهذا الموقف الأول مع أبيه وعمه في كربلاء :

علي الأكبر مع الحسين في مواجهة الطاغي :

ثم أرسل الحسين عليه السلام : إلى عمر بن سعد لعنه الله .

أني : أريد أن أكلمك ، فالقني الليلة بين عسكري و عسكرك .

فخرج إليه : ابن سعد في عشرين .

و خرج إليه : الحسين عليه السلام ، في مثل ذلك .

فلما التقيا : أمر الحسين عليه السلام أصحابه فتنحوا عنه .

و بقي معه :

أخوه : العباس .

و ابنه : علي الأكبر .

و أمر : عمر بن سعد أصحابه ، فتنحوا عنه ، و بقي معه ابنه حفص ، وغلام له .

فقال له الحسين عليه السلام : ويلك يا ابن سعد .

أ ما تتقي الله : الذي إليه معادك .

أ تقاتلني : و أنا ابن من علمت ؟

ذر : هؤلاء القوم ، و كن معي .

فإنه : أقرب لك إلى الله تعالى .

فقال عمر بن سعد : أخاف أن يهدم داري.

فقال الحسين عليه السلام : أنا أبنيها لك .

فقال : أخاف أن تؤخذ ضيعتي .

فقال الحسين عليه السلام : أنا أخلف عليك خيرا منها ، من مالي بالحجاز .

فقال : لي عيال و أخاف عليهم .

ثم سكت : و لم يجبه إلى شيء .

فانصرف : عنه الحسين عليه السلام ، و هو يقول :

ما لك : ذبحك الله على فراشك عاجلا ، و لا غفر لك يوم حشرك .

فو الله : إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا .

فقال ابن سعد : في الشعير كفاية عن البر ، مستهزئا بذلك القول .

بحار الأنوار ج44ص387ب37 . تسلية المجالس ج2ص265 .

ويا طيب : لمعرفة القصة وتفاصيلها راجع صحيفة الإمام الحسين عليه السلام الجزء الثامن ، من موسوعة صحف الطيبين ، وبهذا تعرف شأن علي الأكبر كان تلو ابيه وعمه قمر بني هاشم العباس بن علي عليهم السلام ، وأنه يرافق أبيه عليه السلام في كل مواقفه ، وقد عرفت لا نبالي أن نموت محقين ووقوفه مع أبيه وقربه ، وهذا المقال أعلاه ثانية ، وأنظر ثالثه .


علي الأكبر يرفض أمان بني أمية :

ذكر في كتاب أنساب قريش :

ولد الحسين بن علي بن أبي طالب : علياً الأكبر ، قتل بالطف مع أبيه .

وأمه : آمنة أو ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن معتب بن عمرو بن سعد بن قسي.

وأمها : ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية.

وكان رجل : من أهل العراق .

دعا : علي بن الحسين الأكبر إلى الأمان .

وقال له : إن لك قرابة بأمير المؤمنين ، يعني يزيد بن معاوية .

ونريد : أن يرى هذا الرحم ، فإن شئت ، أمناك .

فقال علي : لقرابة رسول الله صلى الله عليه وله وسلم .

أحق : أن ترعى .

ثم شد عليه وهو يقول :

أنا علي بن حسين بن علي

أنا وبيت الله أولى بالنبي

من شمر وشبت وابن الدعي

فحمل عليه : مرة بن منقذ بن النعمان ؛ فطعنه ؛ وهو رجل من عبد القيس ؛ فضمه أبوه الحسين إليه حتى مات .

وجعل الحسين يقول : على الدنيا بعدك العفاء .

نسب قريش ج2ص57 .

نعم يا مولاي : حقكم أحق أن يرعى ويحفظ ، و أنتم الحق وأولى وأحق بالنبي وعلي والدين والهدى وعبودية الله والإخلاص له وتطبيق تعاليمه ورضاه والجنة ونعيمها في أعلى عليين لكم ولمن تبعكم ، وجعلنا الله معكم وعلى منهجكم في الدنيا والآخرة .



شهادة علي الأكبر برواية المقاتل :

قال أبو مخنف : حدثني زهير بن عبد الرحمن ابن زهير الخثعمي .

قال : كان آخر من بقى مع الحسين من أصحابه سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمي.

قال : وكان أولى قتيل من بني أبى طالب يومئذ .

على الاكبر : ابن الحسين بن على .

وأمه : ليلى ابنة أبى مرة بن عروة بن مسعود الثقفي .

وذلك : أنه أخذ يشد على الناس ، وهو يقول :

أنا على بن حسين بن علي

نحن ورب البيت أولى بالنبي

تالله لا يحكم فينا ابن الدعي

قال : ففعل ذلك مرارا ، فبصر به مرة بن منقذ بن النعمان العبدى ثم الليثي .

فقال : على (عليه ) أثام العرب ، إن مر بي يفعل مثل ما كان يفعل ، إن لم أثكله أباه .

فمر يشد : على الناس بسيفه .

فاعترضه : مرة بن منقذ فطعنه .

فصُرع : واحتوله الناس فقطعوه بأسيافهم .

قال أبو مخنف : حدثني سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم الازدي .

قال : سماع أذني يومئذ من الحسين .

يقول : قتل الله قوما قتلوك يا بني .

ما أجرأهم :

على الرحمن

وعلى انتهاك حرمة الرسول .

على الدنيا : بعدك العفاء .

قال : وكأني أنظر إلى امرأة .

خرجت : مسرعة ، كأنها الشمس الطالعة .

تنادى : يا أخياه ، ويا ابن أخاه .

قال : فسألت عليها ؟

فقيل : هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فجاءت : حتى أكبت عليه .

فجاءها الحسين : فأخذ بيدها ، فردها إلى الفسطاط .

وأقبل الحسين : إلى ابنه ، وأقبل فتيانه إليه .

فقال : احملوا أخاكم .

فحملوه : من مصرعه ، حتى وضعوه بين يدى الفسطاط الذى كانوا يقاتلون أمامه .

تاريخ الطبري ج4ص340 .

إنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ويفرحون بأن قتلت ، فلقد قتلوا الحق والقرآن وأتوا أمرا عظيما جليلا ، تخر الجباه مسلمة ومصلية على الشهيد الأكبر وتعليه مودة وتبجيلا ، فسلام الله عليه وجعلنا الله معه ومع آله الشهداء الصديقين في الدنيا تبعا مهتدين عالمين عارفين وعاملين عابدين ولله ومخلصين الدين ، وفي الآخرة معهم في أعلى عليين وبكل نعيمه متنعمين ، إن شاء الله ألسنا على الحق ومع الحق عند آل محمد ، فأصدقنا يا رب العالمين ، يا خير ناصر ومعين وحققنا بما آملنا يا ولين المؤمنين يا الله ، ورحم الله من قال آمين .


شهادة علي الأكبر برواية المناقب :

قال في المناقب :

ثم تقدم‏ : علي‏ بن‏ الحسين‏ الأكبر عليه السلام .

و هو : ابن ثمان عشرة سنة .

و يقال : ابن خمس و عشرين .

و كان عليه السلام :

يُشْبِهُ : بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله

خَلْقاً

وَ خُلُقاً

وَ نُطْقاً .

و جعل يرتجز و يقول‏ :

أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ‏

مِنْ عَصَبَةٍ جَدُّ أَبِيهِمْ النَّبِيُ‏

نَحْنُ وَ بَيْتِ اللَّهِ أَوْلَى بِالْوَصِيِ

وَ اللَّهِ لَا يَحْكُمُ فِينَا ابْنُ الدَّعِيِ‏

أَضْرِبُكُمْ بِالسَّيْفِ أَحْمِي عَنْ أَبِي

أَطَعْنُكُمْ بِالرُّمْحِ حَتَّى يَنْثَنِيَ‏

طَعْنَ غُلَامٍ هَاشِمِيٍّ عَلَوِيٍ‏

فقتل : سبعين مبارزا ، ثم رجع إلى أبيه ، و قد أصابته جراحات.

فقال: يَا أَبَتِ الْعَطَشُ .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : يَسْقِيكَ جَدُّكَ .

فَكَرَّ أَيْضاً عَلَيْهِمْ وَ هُوَ يَقُولُ‏ :

الْحَرْبُ قَدْ بَانَتْ لَهَا حَقَائِقُ‏

وَ ظَهَرَتْ مِنْ بَعْدِهَا مَصَادِقُ‏

وَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ لَا نُفَارِقُ

جُمُوعَكُمْ أَوْ تُغْمَدَ الْبَوَارِقُ‏

فطعنه : مرة بن منقذ العبدي على ظهره غدرا ، فضربوه بالسيف .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ : عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ الْعَفَا .

و ضمه : إلى صدره ، و أتى به إلى باب الفسطاط ...

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب المازندراني ج4ص109.

شهادة علي الأكبر برواية المجالس :

تقدّم : عليّ بن الحسين عليه السلام .

و امّه : ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي .

و هو : يومئذ ابن ثماني عشرة سنة .

و رفع الحسين عليه السلام : سبّابته ، نحو السماء ، و قال :

اللَّهُمَّ : اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ .

فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ :

أَشْبَهُ النَّاسِ :

خَلْقاً ، وَ خُلُقاً ، وَ مَنْطِقاً .

بِرَسُولِكَ .

كُنَّا : إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ .

نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ .

اللَّهُمَّ : امْنَعْهُمْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ ، وَ فَرِّقْهُمْ تَفْرِيقاً ، وَ مَزِّقْهُمْ تَمْزِيقاً ، وَ اجْعَلْهُمْ طَرَائِقَ قِدَداً ، وَ لَا تُرْضِ الْوُلَاةَ عَنْهُمْ أَبَداً .

فَإِنَّهُمْ : دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ، ثُمَّ عَدَوْا عَلَيْنَا يُقَاتِلُونَنَا .

ثمّ صاح الحسين بعمر بن سعد :

مَا لَكَ : قَطَعَ اللَّهُ رَحِمَكَ ، وَ لَا بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَمْرِكَ ، وَ سَلَّطَ عَلَيْكَ مَنْ يَذْبَحُكَ بَعْدِي عَلَى فِرَاشِكَ .

كَمَا قَطَعْتَ : رَحِمِي .

وَ لَمْ تَحْفَظْ : قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ .

ثمّ رفع الحسين عليه السلام صوته و تلا :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)

ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) } آل عمران .

أرجاز لعليّ الأكبر ، و استشهاده عليه السلام‏ :

ثمّ حمل عليّ بن الحسين على القوم، و هو يقول:

أنا عليّ بن الحسين بن عليّ

من عصبة جدّ أبيهم النبيّ‏

و اللّه لا يحكم فينا ابن الدعيّ

أطعنكم بالرمح حتى ينثني‏

أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضرب غلام غلام هاشميّ علويّ‏

فلم يزل يقاتل : حتى ضجّ الناس من كثرة من قتل منهم .

و روي : أنّه قتل على عطشه مائة و عشرين رجلا، ثمّ رجع إلى أبيه و قد أصابته جراحات كثيرة .

فقال : يا أبة .

العطش : قد قتلني .

و ثقل الحديد : أجهدني .

فهل : إلى شربة من ماء سبيل أتقوّى بها على الأعداء ؟

فبكى الحسين عليه السلام و قال :

يا بنيّ : يعزّ على محمد صلّى اللّه عليه و آله ، و على عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ، و عليّ :

أن تدعوهم فلا يجيبوك

و تستغيث بهم فلا يغيثوك .

يا بنيّ : هات لسانك ، فأخذ بلسانه فمصّه و دفع إليه خاتمه .

و قال : أمسكه في فيك و ارجع إلى قتال عدوّك ، فإنّي أرجو أنّك لا تمسي حتى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى ، شربة لا تظمأ بعدها أبدا .

فرجع عليه السلام إلى القتال و هو يقول:

الحرب قد قامت لها الحقائق

و ظهرت من بعدها مصادق‏

و اللّه ربّ العرش لا نفارق

جموعكم أو تغمد البوارق

فلم يزل يقاتل : حتى قتل تمام المائتين ، ثمّ ضربه مرّة بن منقذ العبدي لعنه اللّه على مفرق رأسه ضربة صرعته ، و ضربه الناس بأسيافهم .

ثمّ اعتنق عليه السلام فرسه : فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إربا إربا .

فلمّا بلغت : الروح التراقي .

قال رافعا صوته: يا أبتاه .

هذا جدّي : رسول‏ اللّه صلّى اللّه عليه و آله

قد سقاني : بكأسه الأوفى

شربة : لا أظمأ بعدها أبدا .

و هو يقول لك‏ :

العجل العجل : فإنّ لك كأسا مذخورة حتى تشربها الساعة .

فصاح الحسين عليه السلام و قال :

قتل اللّه : قوما قتلوك .

ما أجرأهم : على اللّه و على رسوله

و على انتهاك : حرمة الرسول .

على الدنيا بعدك العفا .

قال حميد بن مسلم :

فكأنّي أنظر : إلى امرأة خرجت مسرعة ، كأنّها الشمس الطالعة ، تنادي بالويل و الثبور ، و تقول :

يا حبيباه : يا ثمرة فؤاداه ، ويا نور عيناه .

فسألت عنها ؟

فقيل : هي زينب بنت عليّ عليه السلام .

و جاءت : و انكبّت عليه .

فجاء إليها الحسين : فأخذ بيدها فردّها إلى الفسطاط.

و أقبل عليه السلام : بفتيانه .

و قال : احملوا أخاكم .

فحملوه : من مصرعه ، فجاءوا به حتى وضعوه عند الفسطاط الّذي كانوا يقاتلون أمامه.

فنظر الحسين بطرفه إلى السماء و قال:

اللّهمّ : أنت الشاهد على القوم .

الّذين : قتلوا

أشبه الخلق بنبيّك.

تسلية المجالس و زينة المجالس (مقتل الحسين عليه السلام)، ج2ص311 .

فسلام الله : عليه وعلى آله وصلاته أبدا ورحمة الله وبركاته ، وجعلنا الله معهم وعلى منهجهم الحق في الدنيا والآخرة ، نسير على الهدى الحق لعبوديته بكل ما أمر من الدين الحق مخلصين ، وفي الآخرة أسأله سبحانه أن يجعلنا معهم بحق في أعلى عليين فإنه أرحم الراحمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليم العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وهو سبحانه خير ناصر ومعين .

مرقد رأس علي الأكبر والشهداء بالشام :

يا طيب : مرقد السيد الجليل والفدائي الحق الشهم علي الأكبر في كربلاء المقدسة مسجى عند رجلين وقدم والده الإمام الحسين عليه السلام ، وعليه قبة شامخة يستجاب تحتها الدعاء ، و تناطح السحاب عزة وعلوا ورفعة ومجدا حقا ، ويزوره المؤمنون ويقدسون موقفه الحق الذي جسده علما وعملا بحق وجعل له روحا وحياة ومعنى مقدسا ، هذا .

ونذكر ما روي عن محل رأسه الشريف .

وذكر العلاّمة السيّد محسن الأمين رحمه الله : أنّه رأى في سنة 1321 ه ،في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق ، مشهداً وضع على بابه صخرة مكتوب عليها : هذا مدفن : رأس العبّاس ابن علي.

ورأس علىّ الأكبر بن الحسين ، ورأس حبيب بن مظاهر .

قال : ثُمّ إنّه انهدم بعد ذلك بسنين هذا المشهد ، وأُعيد بناؤه ، وأُزيلت هذه الصخرة ، وبُني ضريح داخل المشهد ، ونقش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء .

ولكن الحقيقة : أنّه منسوب إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرها ، بحسب ما كان موضوعاً على بابه كما مرّ ، وهذا المشهد الظنّ القوي بصحة نسبته ، لأنّ الرؤوس بعد حملها إلى دمشق والطواف بها وانتهاء غرض يزيد من إشهارها .

في أعيان الشيعة ج4ص290ق 1 .


الشعر في علي الأكبر :

لم ترى عين نظرت مثله :

وقال أبو مخنف : وحدثني أحمد بن سعيد، عن يحيى، عن عبيد الله بن حمزة، عن الحجاج بن المعتمر الهلالي، عن أبي عبيدة، وخلف الأحمر: أن هذه الأبيات قيلت في علي بن الحسين الأكبر:

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشي ومن ناعل

يغلي نئي اللحم حتى إذا

أنضج لم يغل على الآكل

كان إذا شبت له ناره

أوقدها بالشرف القابل

كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حي ليس بالآهل

أعني ابن ليلى ذا الثدي والندى

أعني ابن بنت الحسب الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه

ول يبيع الحق بالباطل

مقاتل الطالبيين ص57 .

نعم رحمه الله وسلام الله عليه : لم يبع الحق بالباطل ، أولسنا على الحق ، نعم والله أنتم على الحق وعين الحق ومعلمي الحق ومؤدبي من يحب الله الحق بالحق ، صلوات الله عليك سيدي ومولاي يا علي الأكبر وعلى آبائك الطيبين الطاهرين والمستشهدين معكم.

جمع الصفات الغر فهي تراثه :

وقال الشيخ عبد الحسين العاملي قدس سره :

جمع الصفات الغر فهي تراثه

عن كل غطريف وشهم أصيد

في بأس حمزة في شجاعة حيدر

بأبي الحسين وفي مهابة أحمد

وتراه في خلق وطيب خلائق

وبليغ نطق كالنبي محمّد.

نعم والله : جمع كلمات الحق الغر وجعلها در في تراثه وأورثها لمن يعقل ، حتى جعلها جامعة لمعنى الحق وحقائقه وناطقة بأصول الدين وروح الهدى ، ومانعة من كل معنى للباطل أن يدخل فيهم بينهم وعليهم فأماته عندهم وعند من تبعهم ، ونعم ببلاغة نطق كالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وخلقه خلق القرآن ، وبحسن الكلمة الطيبة الصاعدة لرب العباد وبعمل صالح يرفعها لأعلى منازل يوم التناد ، ونعم وبشجاعة حمزة وحيدر وأبيه الحسين صلوات الله عليهم ، وجعلنا الله معهم داخلين ، ومنع عنا ومنا كل خلق وفكر لأعدائه وحب من ظلمهم من الخاسرين لتعاليم وهدى رب العالمين .

عهدي بربعهم أغنّ المعهَد

الشيخ عبد الحسين صادق العاملي المتوفى 1361 رحمه الله وهي تمام القصيدة السابقة:

قال يرثي علي بن الحسين شهيد كربلاء عليه السلام :

عهدي بربعهم أغنّ المعهَد

وندّيه يفتر بالروض الندي

ما باله درس الجديدُ جديدَه

ومحا محاسن خدّه المتورد

أفلّت أهلّته وغابت شهبه

في رائح للنائبات ومُغتدي

زمّت ركاب قطينه أيدي سَبا

تفلي الفلاة بمتهِم وبمنجِد

ولقد وقفت به ومعتلج الجوى

بجوانحي عن حبس دمعي مقعدي

فتخالني لضناي بعض رسومه

ولحرّ أحشائي أثافي مَوقَد

أرنوا اليه وناظري مُتقسّم

بطلوله لمصوب ومُصعّد

ما أن أرى إلا الحمائم هُتّفاً

ما بين غِرّيد وصيداح شَدي

ناحت ونحت وأين مني نوحُها

شتان نَوح شجٍ وسجع مُغرّد

لي لا لها العين المرقرق دمعها

والمهجة الحراء والقلب الصَدي

حجر على عيني يمر بها الكرى

من بعد نازلة بعترة أحمد

أقمار تمٍّ غالها خسف الردى

واغتالها بصروفه الزمن الردي

شتى مصائبهم فبين مكابدٍ

سُمّا ومنحور وبين مُصفّد

سل كربلا كم مُهجَة لمحمدٍ نُهبت

بها وكم إستجذبت من يد

ولكم دم زاكٍ أُريق بها وكم

جثمان قُدسٍ بالسيوف مُبدّد

وبها على صبر الحسين ترقرقت

عبراته حُزناً لأكرم سيّد

وعلّي قدر من ذوابة هاشم

عبقت شمائله بطيب المحتد

أفديه من ريحانة رَيّانة

جفّت بحر ظَما وحرّ مُهند

بكر الذبول على نَضارة غُصنه

إن الذبول لآفة الغصن الندي

ماء الصبا ودم الوريد تجاريا

فيه ولاهب قلبه لم يخمد

لم أنسه متعمما بثبا الضيا

بين الكماة وبالأسنّة مرتدي

يَلقى ذوابلها بذابل معطفٍ

ويشيم أنصلها بجيد أجيَد

خضبت ولكن من دم وفراته

فاحمرّ ريحان العِذار الأسود

جمع الصفات الغُرو هي تراثه

من كل غطريف وشهم أصيد

في بأس حمزة في شجاعة حيدر

بإبا الحسين وفي مهابة أحمد

وتراه في خلق وطيب خلائق

وبليغ نطق كالنبي محمد

يرمي الكتائب والفلا غصّت

بها في مثلها من عزمه المتوقد

فيردّها قَسرا على أعقابها

في بأسٍ عِرّيس العرينة مُلبد

ويؤب للتوديع وهو مجاهدٌ

لظما الفؤاد وللحديد المجهد

صادي الحشى وحسامه ريّان

من ماء الطلا وغراره لم يبرد

يشكو لخير أب ظمآه وما اشتكى

ظماء الحشى إلا إلى الضامي الصدي

فانصاع يُؤثره عليه بريقه

لو كان ثَمّة ريقة لم تجمد

كل حشاشة كصالية الغضا

ولسانه ظماء كشقة مبرد

ومذ انثنى يلقى الكريهة باسما

والموت منه بمسمَع وبمشهد

لفّ الوغى وأجالها جول الرحا

بمثقّفٍ من بأسه ومُهنّد

عثر الزمان به فغادر جسمه

نهب القواضب والقنا المتقصد

ومحى الردى يا بئس ما غال الردى

منه هِلال دُجاً وغرة فرقد

يا نجعة الحيين هاشم والعُلى

وحِمى الذمارين العُلى والسودد

كيف ارتقت هم الردى لك صعدة

مطرورة الكعبين لم تتأود

فلتذهب الدنيا على الدنيا العفا

ما بعد يومك من زمانٍ أوغد

ادب الطف ج9ص 229.

يا أشبه الناس بنفس المصطفى

الشيخ محمد بن طاهر السماوي بحاثة كبير وأديب لبيب وفقيه : وله قصيدة في علي الاكبر شهيد الطف منها :

يا أشبه الناس بنفس المصطفى

خليقة و خلق و منطقا

بمن اذا اشتاقوا النبي أبصروا

وجها له يجلو سناه الفسقا

لله من ظام ولكن سيفه

من الدمار أو يمج العلقا

يرشف من ثغر أبيه بضعة

لا تستطيع بالظما أن تنطقا

ثم يعود للقتال جاهدا

يقط كشحا ويقد مفرقا

يستقبل البيض بوجه ويرى

أن الفنا خير له من البقا

حتى هوى على الثرى موزعا

بين المواضي والقنا مفرقا

يستحمل الريح سلاما

لاب بر فينقض عليه صعقا

يا زهرة الدنيا على الدنيا العفا

و زهرة الافق وليت أطبقا

ونبعة ريانة من دوحة

بها النبي والوصي اعتنقا

فمن نحاك بالحسام ضاربا

جسما تغذى بالتقى وما اتقى

وأي سيف حز منك منحرا

جرى به دم الهدى مندفقا

أدب الطف ج10 ص 25 .

بُنيّ اقتطعتك من مهجتي

السيد مهدي الغريفي المتوفى 1343 رحمه الله :

قال من قصيدة يرثي بها علي الأكبر ابن الامام الحسين عليهم السلام :

بُنيّ اقتطعتك من مهجتي

علامَ قطعتَ جميل الوصالِ

بُنيّ عراك خسوف الردى

وشأن الخسوف قبيل الكمالِ

بُنيّ حرامٌ عليّ الرقاد

وأنت عفير بحرّ الرمالِ

بُنيّ بكتك عيون الرجال

ليوم النزيل ويوم النزالِ

ادب الطف ج9ص 100.

وحق الهوى العذري

وقال الشيخ قاسم المُلا المتوفى 1374 ه رحمه الله ، ومن شعره في علي الاكبر بن الحسين شهيد الطف :

وحق الهوى العذري لست ارى عذرا

لصب يواتي بعد بعدكم الصبرا

ولست أرى يحلول عيني منامها

وما عاشق من لم تكن عينه سهرى

يقولون لي بالعرف صابر هواهم

واني أرى صبري بشرع الهوى نكرا

أجيرتنا بالجزع جار غرامكم

وجرعتموني يوم ودعتم مرا

سلوا الليل عني هل أذوق رقاده

وهل انا قد سامرت الابه الزهرا

ولم يشجني ركب أجد مسيره

كركب حسين حين جد به المسرى

سروا عن مغاني طيبة وحدت

بهم نجائب تطوي في مناسمها القفرا

الى ان اناخوا بالطفوف قلاصهم

وحادي نواهم بعد شقشقة قرا

فما عشقوا فيها سوى البيض

رونقا ولا سامروا الا المثقفة السمرا

فواثكل خير الرسل اكرم فتية

بهم عرقت للفخر فاطمة الزهرا

فيا راكب الوجناء تسبق طرفه اذا

ما فلت اخفافها السهل والوعرا

تجوب الفيافي لا تمل من السرى

اذا غرد الحادي وحنت الى المسرى

أقم صدرها ان جئت اكناف طيبة

ومن طيبها تستنشق الند و العطرا

هنالك فاخضع واخلع النعل

والتثم ثراها وقل والعين باكية عبرى

اليك رسول الله جئت معزيا

بقاصمة للدين قد قصمت ظهرا

شبيهك في الاخلاق والخلق

أودعت محاسنه في كربلا بثرى الغبرا

ذوى غصنه من بعدما كان يانعا

وبالرغم ريح الحتف تقصمه قسرا

فيا ليل طل حزنا فليلى بنوحها

وأجفانها ان جنها ليلها سهرى

تعط الحشا لا البرد حزنا على ابنها

وأدمت اديم الخد من خدشها الظفرا

فما أم خشف أدركته على ظما

وخوف حبالات نأت في الفلا ذعرا

بأوجد منها حين للسبط عاينت

ومنه صقيل الوجه حزنا قد اصفرا

أعيدي دعاء الام يا ليل انني

أرى ابنك في اعداه يغتنم النصرا

فأرخت على الوجه المصون اثيثها

وطرف أبيه السبط من طرفها أجرى

ولم أنسه لما عليه قد انحنى

واحشاؤه حزنا مسعرة حرى

ينادي على الدنيا العفا ونداؤه

عليه عظيم شجوه يصدع الصخرا

بني جرحت القلب مني فلم أجد

لجرحك طول الدهر غورا ولا سبرا

بني تركت العين غرقى بدمعها

وجذوة قلبي حرها يضرم الجمرا

اذا رمت أن اسلو مصابك برهة

تهيجني فيه الكئابة بالذكرى

ادب الطف ج10 ص74.

إذا ما صفاك الدهر عيشاً مروّقا

الشيخ علي شرارة المتوفى 1335رحمه الله :

قال يرثي علي الاكبر ابن الحسين وقد استشهد مع أبيه بكربلاء

إذا ما صفاك الدهر عيشاً مروّقا

أصابك سهم الدهر سهماً مفوّقا

فلا تأمن الدهر الخؤون صروفه

حذاراً وان يصفو لك الدهر رونقا

وجار على سبط النبي بنكبة

فأردى له ذاك الشباب المؤنقا

على الدين والدنيا العفا بعد

سيدٍ شبيه رسول الله خَلقا نطقا

وخُلقاً كأن الله أودع حسنه

اليه انتهى وصلا وفيه تعرّقا

حوى نعته والمكرمات بأسرها

فحاز فخاراً والمكارم والتقى

تخطى ذرى العلياء مذ طال في

الخطى فحاز سما العلياء سمتاً رتقى

من دوحة منها النبوة أورقت

فطاها لها أصل وذامنه أورقا

فمن ذا يدانيه إذا انتسب الورى

له المجد ذلاً لاوي الجيد مطرقا

ولم أنس شبل السبط حين أجالها

فقرّب آجالاً وفرّق فيلقا

يصول عليهم مثلما صال حيدر

فكم لهم بالسيف قد شجّ مفرقا

كأن قضاء الله يجري بكفه من

سيفه يجري النجيع تدفقا

ولما دعاه الله لباه مسرعاً

فسارع فيما قد دعاه تشوقا

فخرّ على وجه الصعيد كأنه

هلال أضاء الافق غرباً شرقا

فنادى أباه رافع الصوت معلناً

أرى جدّي الطهرَ الرسولَ المصدّقا

سقاني بكأس لست أظمأ

بعدها سقاني زلالاً كوثرياً معبّقا

فجاء اليه السبط وهو برجوة

يرى إبنه ذاك الشباب المؤنقا

رآه ضريباً للسيوف ورأسه

كرأس عليٍّ شقه السيف مفرقا

فخرّ عليه مثلما انقضّ أجدلٌ

وأجرى عليه دمعه مترقرقا

فقال على الدنيا العفا بتلهف

لمن بعدك اخترتُ الرحيلَ على البقا

أرى الدهر أضحى بعدك الي مظلما

وقد كان دهري فيك أزهر مشرقا

فأبعدت عن عيني الكرى وتركتن

ي فريداً وجفن العين مني مؤرقا

وأودعتني ناراً تؤجج في الحشا

لها شعلٌ بين الشغاف تعلّقا

مضيت إلى الفردوس حُزتَ نعيمها

لكاً رقيت الي أعظمُ مرتقى

الشيخ علي شرارة ابن الشيخ حسن كان عالماً فاضلاً ملمّاً بكثير من العلوم .أدب الطف ج8 ص 302 .


زيارة علي الأكبر :

يا طيب : فضيلة زيارة علي الأكبر كزيارة أبيه ، بل زيارة مواليهم إن لم تستطع زيارتهم تكون كزيارتهم ، لأنهم يُذكرون بهم وبهداهم والاعتراف لهم بالحق والإمامة والولاية والطاعة لله تعالى وأنهم على الحق ، وهذه فضيلة زيارة مناسبة لأنها مذكور فيها علي الأكبر عليه السلام ، وأنه على الحق لكنهم منعوهم حقهم ، كما أنها قرب يوم ولادته :

عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏:

مَنْ أَتَى : قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام

عَارِفاً بِحَقِّهِ

كَتَبَهُ اللَّهُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ .

كامل الزيارات ص147ب59 ح3 .

ويا طيب : ومع زيارة الحسين عليه السلام زيارة علي الأكبر عليه السلام في كل الزيارات ، وإنما يذكر لما له من الحق والحرمة والجاه الكبير ، وتجدها مفصلة في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام المختصة بالزيارة من موسوعة صحف الطيبين ، كما وسيأتي معنى عليين في شرح الشطر الآتي جنة عليه وأما الأحاديث:

عن عبد الله بن حماد البصري عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

قال لي : إن عندكم أو قال في قربكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها و ما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها ، و لا تحافظون عليها و لا على القيام بها ، و إن لها لأهلا خاصة قد سموا لها و أعطوها بلا حول منهم و لا قوة ، إلا ما كان من صنع الله لهم و سعادة حباهم الله بها و رحمة و رأفة و تقدم .

قلت : جعلت فداك و ما هذا الذي وصفت لنا و لم تسمه ؟

قال عليه السلام :

زِيَارَةُ : جَدِّيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَإِنَّهُ غَرِيبٌ‏ بِأَرْضِ‏ غُرْبَةٍ .

يَبْكِيهِ : مَنْ زَارَهُ وَ يَحْزَنُ لَهُ مَنْ لَمْ يَزُرْهُ وَ يَحْتَرِقُ لَهُ مَنْ لَمْ يَشْهَدْهُ .

وَ يَرْحَمُهُ : مَنْ نَظَرَ إِلَى قَبْرِ ابْنِهِ عِنْدَ رِجْلِهِ .

فِي أَرْضِ فَلَاةٍ : لَا حَمِيمَ قُرْبَهُ ، وَ لَا قَرِيبَ .

ثُمَّ مَنَعَ : الْحَقَّ .

و توازر عليه : أهل الردة حتى قتلوه و ضيعوه و عرضوه للسباع ، و منعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب ، و ضيعوا حق رسول الله ص و وصيته به و بأهل بيته ، فأمسى مجفوا في حفرته صريعا بين قرابته و شيعته ، بين أطباق التراب ، قد أوحش قربه في الوحدة و البعد عن جده و المنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للإيمان ، و عرفه حقنا .

فقلت له : جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان ، و في حفظ أموالهم ، و أنا عندهم مشهور ، فتركت للتقية إتيانه ، و أنا أعرف ما في إتيانه من الخير .

فقال : هل تدري ما فضل من أتاه و ما له عندنا من جزيل الخير ؟ فقلت : لا .

فقال : أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء ، و أما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح ومساء .

و لقد حدثني أبي : أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة أو من الجن أو من الإنس أو من الوحش ، و ما من شيء إلا و هو يغبط زائره و يتمسح به ، و يرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره .

ثم قال : بلغني أن قوما يأتونه من نواحي الكوفة و أناسا من غيرهم ، و نساء يندبنه .

و ذلك : في النصف من شعبان ، فمن بين قارئ يقرأ ، و قاص يقص ، و نادب يندب ، و قائل يقول المراثي .

فقلت : نعم جعلت فداك ، قد شهدت بعض ما تصف .

فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا ، و يمدحنا و يرثي لنا ، و جعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا ، و غيرهم يهددونهم و يقبحون ما يصنعون .

كامل الزيارات ص325ب108ح1 .

زيارة الأكبر في شعبان :

يا طيب ذكرت زيارة لعلي بن الحسين عليه السلام مع أبيه في أيام شعبان ، وتناسب زيارته في يوم مولده لأنه حل في 11 شعبان .

ذكر الشهيد الأول رحمه في كتاب المزار : عن المفيد والسيد بن طاووس ، زيارات أبي عبد اللّه عليه السّلام المخصوصة بالأيام و الشّهور ، و ما يتعلّق منها من قول أو عمل مبرور .

منها : زيارة أوّل يوم من رجب و ليلته ، و ليلة النّصف من شعبان‏ .

قال : فإذا أردت زيارته عليه السلام في الأوقات المذكورة ، فاغتسل و البس أطهر ثيابك ، و قف على باب قبته مستقبل القبلة :

وَ سَلِّمْ : عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ فَاطِمَةَ ، وَ الْحَسَنِ ، وَ الْحُسَيْنِ ، وَ الْأَئِمَّةِ ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ :

ثم ادخل ، و قف على ضريحه عليه السلام ، و كبر الله مائة مرة ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.......

ثم بعد أن ذكر الزيارة كاملة والدور حول الضريح وآدابه :

ثُمَّ امْضِ : إِلَى ضَرِيحِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ :

و قف عليه :و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ :

أَيُّهَا : الصِّدِّيقُ الطَّيِّبُ ، الزَّكِيُّ الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَ ابْنُ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ‏ عَلَيْكَ : مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

مَا أَكْرَمَ : مَقَامَكَ ، وَ أشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ .

أَشْهَدُ : لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ ، وَ أَجْزَلَ ثَوَابَكَ .

وَ أَلْحَقَكَ : بِالذِّرْوَةِ الْعَالِيَةِ ، حَيْثُ الشَّرَفِ كُلِّ الشَّرَفِ .

وَ فِي الْغُرَفِ : السَّامِيَةِ ،كَمَا مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ .

وَ جَعَلَكَ : مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً .

صَلَوَاتُ اللَّهِ : عَلَيْكَ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ.

فَاشْفَعْ : أَيُّهَا السَّيِّدُ الطَّاهِرُ إِلَى رَبِّكَ .

فِي حَطِّ : الْأَثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي ، وَتَخْفِيفِهَا عَنِّي.

وَ ارْحَمْ ذُلِّي : وَ خُضُوعِي لَكَ ، وَ لِلسَّيِّدِ أَبِيكَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمَا .

ثم انكب : على القبر ، و قل :

زَادَ اللَّهُ : فِي شَرَفِكُمْ فِي الْآخِرَةِ ، كَمَا شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيَا .

وَ أَسْعَدَكُمْ : كَمَا أَسْعَدَ بِكُمْ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلَامُ الدِّينِ ، وَ نُجُومُ الْعَالَمِينَ .

وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

ثم قال : توجه إلى الشهداء رضوان الله عليهم ، و قل‏:... .

المزار للشهيد الأول ص142 ، وعنه في بحار الأنوار ج98ص336ب26ح1 ، زيارته عليه السلام في أول يوم من رجب و النصف من شعبان و ليلتيهما .

ويا طيب : لما كان ولادة علي بن الحسين عليه السلام ولادته : في 11 شعبان ، فتكون هذه الزيارة أقرب زيارة يزار بها في يوم ولادته .

ويا طيب : هذه زيارة أخرى :

ثُمَّ اذْهَبْ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ فَقِفْ عِنْدَ قَبْرِ عَلِيٍّ الْأَكْبَرِ وَ قُلْ:

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ وَ ابْنُ الشَّهِيدِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَ ابْنُ الْمَظْلُومِ

لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ

وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ

وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ.

ثُمَّ الْتَصِقْ بِالْقَبْرِ وَ قَبِّلِ الضَّرِيحَ وَ قُلْ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيِّهِ

لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ

بِكَ عَلَيْنَ وَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ

فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ

وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ.

زاد المعاد 508

يا طيب : وهذه زيارة مطلقة أخرى :

ثُمَّ تَحَوَّلُ عِنْدَ رَأْسِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَ تَقُولُ :

سَلَامُ اللَّهِ : وَ سَلَامُ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ .

يَا مَوْلَايَ : وَ ابْنَ مَوْلَايَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَيْكَ .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ : وَ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتِكَ، ، وَ عِتْرَةِ آبَائِكَ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ ، الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.

الكافي ج4ص574ح1ب229 .

والسلام عليك : يا سيدي ويا مولاي يا علي بن الحسين ورحمة الله وبركاته ، فإنك على الحق وحققت الحق وأدبت بالحق ، فجلعنا الله معكم أبد في الدارين ، وأسألكم الدعاء والزيارة يا طيبين .

*****


قالها علي الأكبر لأبيه الحسين وأحنه شيعتهم فزنه و علينا

بيهم وبمنهجهم الحق و طهرنه من الضلال وطبنه بجنه علية

معنى علينا عليين :

علينه : لهجة عراقية لـ علي نا ، علو مع ضمير المتكلم المتصل نا ، ارتفعنا و صعدنا وعلونا ، نحن شيعة علي بن أبي طالب والحسين وعلي الأكبر وآلهم المعصومين الطيبين الطاهرين ، لنا المقام السامي والشأن الكريم بالحق والحقيقة ، لأنا تبعنا الحق وعرفنا الهدى وعملنا بالتقى ، على منهج سيد الحق وآله المحقين علي الأكبر وآله الطيبين الطاهرين وحجج الله وأولياء أمره في العالمين ، وهداته المهديين المصطفين الأخيار الطيبين الطاهرين بفضل الله الحق تعالى عليهم وعلينا بحق إن شاء الله وبإذنه .

عَليَ: فعل علِيَ : يَعلَ اعْلَ عَلاءً فهو عليّ ، عَلِيَ النَّهَارُ اِرْتَفَعَ ، عَلِيَ فِي الْمَجْدِ وَالْمَكَارِمِ اِرْتَفَعَ شَرُفَ ، و عِلّيّ اسم الجمع عِلِّيُّون ، العِلِّيّ أعلى مكان وأَعلى درجة ، ساكن أَعلى مكان، قَوْمٌ عِلِّيُّونَ يَسْكُنُونَ فِي أَعْلَى مَكَانٍ . ، أَوْ فِي دَرَجَةٍ عُلْيا .

قال الله تعالى :{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)} المطففين ، وهم آل محمد صلى الله عليهم وسلم ومن تبعهم كما ستعرف .

و { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } . و الملأ الأعلى : عالم الأرواح المجرَّدة ، الملائكة المقرّبون أو عامّة الملائكة ، و انتقل إلى الرَّفيق الأعلى تُوفِّي مات أو أستشهد وأرتفع وعلى في أَعْلَى عِلِّيِّينَ .

{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ } و العلوّ معنوي وحقيقي شأنا ومحلا .

بالحسين وآله طبنا وطهرنا :

يا طيب : إن الله لم يوحي لكل أحد ، بل أصطفى الطيبين الطاهرين من الأنبياء والمرسلين وأوصيائهم وبالخصوص بعد ما ختم النبوة ، فجعل ذرية النبي وآله هم أئمة الحق وخلفائه ، وبهم طهرنا من الشرك والضلال وكل شيء وباطل ، وتطيبنا بالحق والعدل وبكل صلاح علموه بسيرتهم وسلوكهم وأحاديثهم ، ونكتب عن الطيب والطهر للتصريح به في شطر الأبوذية فنشرحه ، وإن آية التطهير كافية ، ونذكر يسيرا عن الطيب ومنها ما جاء في الزيارات :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَهْلَ الصَّفْوَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوَى

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُمْ ، وَ صَبَرْتُمْ فِي ذَاتِ اللَّهِ ، وَ كُذِّبْتُمْ ، وَ أُسِي‏ءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ.

وَ أَشْهَدُ : أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ ، وَ أَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ ، وَ أَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ ، وَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا ، وَ أَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا ، وَ أَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ .

لَمْ تَزَالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ يَنْسَخُكُمْ فِي أَصْلَابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ وَ يَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ وَ لَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ .

طِبْتُمْ‏ : وَ طَابَتْ مَنْبِتُكُمْ ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنَا دَيَّانُ الدِّينِ ، فَجَعَلَكُمْ‏ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ‏.

وَ جَعَلَ : صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنَا ، وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا ، إِذَا اخْتَارَكُمُ اللَّهُ لَنَا .

وَ طَيَّبَ خَلْقَنَا : بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَيْنَا مِنْ وَلَايَتِكُمْ ، وَ كُنَّا عِنْدَهُ مُسَمَّيْنَ لِعِلْمِكُمْ ، مُعْتَرِفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ .....

كامل الزيارات ص54 ب15 .

وبهذا المعنى جاء لطيبنا بهم :

عن أبي سعيد القاضي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :

من أتى قبر الحسين : ماشيا كتب الله له بكل خطوة و بكل قدم يرفعها و يضعها ، عتق رقبة من ولد إسماعيل ، و من أتاه بسفينة فكفت بهم‏ سفينتهم.

نَادَى مُنَادٍ : مِنَ السَّمَاءِ

طِبْتُمْ‏ ، وَ طَابَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ .

كامل الزيارات 135ب49ح9 .

الطيبون الحسين وآله ومن تبعه :

الحسين و اصحابه ليلة عاشوراء : لمّا امسى الحسين و أصحابه قاموا الليل كلّه يصلّون و يستغفرون، و يدعون و يتضرّعون.

قال الضحّاك بن عبد اللّه المشرقي الهمداني : و هو الذي نجا من أصحاب الحسين عليه السّلام‏ :

فمرّت‏ بنا : خيل لهم تحرسنا ، و انّ حسينا عليه السّلام‏ يقرأ :

{ وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا: أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (178)

ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى‏ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ

حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ

مِنَ الطَّيِّبِ (179) } آل عمران .

فسمعها رجل : من تلك الخيل التي كانت تحرسنا .

فقال : نحن و ربّ الكعبة الطيّبون ميّزنا منكم ! فعرفته :

فقلت لبرير بن خضير الهمداني : تدري من هذا ؟ قال: لا .

قلت : هذا أبو حرب السّبيعي‏ .

فقال له برير بن خضير: يا فاسق ! أنت يجعلك اللّه في الطيّبين ‏؟!

فقال له أبو حرب‏ : من أنت ؟

قال : أنا برير بن خضير .

قال أبو حرب‏ : انّا للّه ، عزّ عليّ ، هلكت و اللّه ، هلكت و اللّه يا برير !

قال برير : يا أبا حرب ! هل لك أن تتوب الى اللّه من ذنوبك العظام !

فو اللّه :

إنّا لنحن الطيّبون

و لكنكم لأنتم الخبيثون !

قال أبو حرب مستهزأ : و أنا على ذلك من الشاهدين !

قلت له : و يحك ! أ فلا ينفعك معرفتك !

قال أبو حرب‏ : جعلت فداك، فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي و ها هو ذا معي.

قال برير : قبّح اللّه رأيك ، على كلّ حال أنت سفيه ! فانصرف عنّا .

وقعة الطف ص202 .

وقال في الحاشية في برير : عابدا ناسكا، و هو القائل لعبد الرحمن بن عبد ربه الانصاري:

و اللّه لقد علم قومي انى ما احببت الباطل شابا و لا كهلا، و لكن و اللّه أني لمستبشر بما نحن لاقون ! و اللّه إن بيننا و بين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم ، و لوددت انهم قد مالوا علينا.

و كان يقول: ان عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا ، و ان معاوية بن أبي سفيان ضال مضلّ ، و ان إمام الهدى و الحق علي بن أبي طالب عليه السّلام ، و باهل رجلا من عسكر عمر بن سعد يدعى يزيد بن معقل على حقانية هذه المعاني و دعا : أن يقتل المحق منهما المبطل، ثم بارزه فقتله.

وفي يوم كربلاء : فقام عبد اللّه بن عمير الكبي‏ للمبارزة : ... فأخذت امرأته : أمّ وهب عمودا، ثم اقبلت نحو زوجها تقول له : فداك أبي وامّي!

قاتل : دون الطيّبين‏ ذريّة محمد!

فاقبل إليها : يردّها نحو النساء، فاخذت تجاذبه ثوبه ، ثم قالت : إنّي لن ادعك : دون أن أموت معك !

فناداها الحسين عليه السّلام‏ فقال: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي رحمك اللّه الى النساء فاجلسي معهن، فانه ليس على النساء قتال. فانصرفت : إليهنّ .

وقعة الطف ص219.

الطيب والطهر بالنبي وآله عند الطيبين :

ويا طيب : معنى التطيب بالنبي وآله صلى الله عليهم وسلم صاغة شيعتهم بأحلى المعاني وأطيب الكلام وأحلى العبارات وأجمل الأسلوب :

فرحم الله أسامة إذ قال :

أمكم فاطمة و جدكم محمد

و حيدر أبوكم طبتم‏ و طاب المولد

ورحم الله الكوفي إذ قال :

يا آل أحمد أنتم خير مشتمل‏

بالمكرمات و أنتم خير معترف‏

خلافة الله فيكم غير خافية

يفضي بها سلف منكم إلى خلف‏

طبتم‏ فطاب مواليكم لطيبتكم‏

و باء أعداؤكم بالخبث في النطف‏

رأيت نفعي و ضري عندكم فإذا

ما كان ذاك فعنكم أين منصرفي

ورحمه الكوفي‏ إذ قال أيضا :

سادتي عدتي عمادي ملاذي‏

خمسة عندهم تحط رحال‏

سادتي سادة بهم ينزل الغيث

علينا و تقبل الأعمال‏

سادة حبهم يحط الخطايا

و لديهم تصدق الآمال‏

سادة قادة إليهم إذا ما

ذكر الفضل تضرب الأمثال‏

و بهم تدفع المكاره و الخيفة

عنا و تكشف الأهوال‏

و بهم طابت المواليد و امتاز

لنا الحق و الهدى و الضلال‏

و بهم حرم الحرام و زال

الشك في ديننا و حل الحلال

المناقب ج4ص325 .


زينة الجنة وأعلى عليين للنبي وآله وشيعتهم :

وفي حديث سبعون منقبة :للإمام علي عليه السلام لم يشركه فيها أحد قال عليه السلام ،و أما الثانية و الأربعون : فإني سمعت رسول الله يقول :

أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ : فَإِنَّ مَنْزِلَكَ فِي الْجَنَّةِ مُوَاجِهُ مَنْزِلِي .

وَ أَنْتَ مَعِي : فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى فِي أَعْلَى‏ عِلِّيِّينَ‏ .

قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ مَا أَعْلَى عِلِّيُّونَ ؟

فقال : قبة من درة بيضاء ، لها سبعون ألف مصراع ، مسكن لي و لك .

الخصال ج‏2ص577ب70ح1 .

وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

إن الله خلقنا : من أعلى‏ عليين‏ ، و خلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، و خلق أبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوي إلينا ، لأنها خلقت مما خلقنا ، ثم تلا هذه الآية : { كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏ }سورة المطففين .

و خلق عدونا : من سجين ، و خلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه ، و أبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوي إليهم ، لأنها خلقت مما خلقوا منه ، ثم تلا هذه الآية : { كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ‏ } سورة المطففين .

بصائر الدرجات ج1ص14ب9ح3.

وعن جابر الجعفي قال: كنت مع محمد بن علي عليهم السلام فقال عليه السلام:

يا جابر : خلقنا نحن و محبينا من طينة واحدة ، بيضاء نقية من أعلى‏ عليين‏ .

فخلقنا : نحن من أعلاها ، و خلق محبونا من دونها .

فإذا كان يوم القيامة : التفت العليا بالسفلى .

و إذا كان يوم القيامة : ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبينا ، و ضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا ، فأين ترى يصير الله نبيه و ذريته ، و أين ترى يصير ذريته محبيها .

فضرب جابر : يده على يده ، فقال : دخلناها و رب الكعبة ثلاثا.

بصائر الدرجات ج‏1ص15ب9ح6 .

هنيئا لكم : يا رافضة يا طيبين الجنة وأعلى عليين والحجة النور ، والتمسك بهم بالقبض المؤكد على المتابعة والإخلاص في الولاء حتى نتنور بنورهم ونكون معهم أين ما كانوا .

وقال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } يونس .

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله :

{ فَضْلُ اللَّهِ } عَزَّ وَ جَلَّ : الْقُرْآنُ وَ الْعِلْمُ بِتَأْوِيلِهِ .

{ وَ رَحْمَتُهُ }: تَوْفِيقُهُ لِمُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ‏ ، وَ مُعَادَاةُ أَعْدَائِهِمْ .

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله : وَ كيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون ، و هو ثمن الجنة و نعيمها، فإنه يكتسب بها رضوان الله تعالى ، الذي هو أفضل من الجنة ، و يستحق بها الكون بحضرة محمد و آله الطيبين‏ ، الذي هو أفضل من الجنة .

وَإِنَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ الطَّيِّبِينَ‏ : أَشْرَفُ زِينَةٍ فِي الْجِنَانِ .

التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ص 15 .

ويا طيب : بيّنا هذا المعنى في أن زينة الجنة والمقامات العلى وأعلى عليين هم النبي وآله وفي شرح أبوذية زين ، وأن شيعتهم معهم لهم زينة الجنان كلها ، وكذلك في شرح أبو ذية علي عليه السلام .

و ورد في : ورود ملك الموت على المؤمن و إراءته منازله و سادته:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏ لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله ، حتى يكون وقت نزع‏ روحه و ظهور ملك الموت له.

و ذلك : أن ملك الموت يرد على المؤمن، و هو في شدة علته، و عظيم‏ ضيق صدره بما يخلفه من أمواله، و لما هو عليه من شدة اضطراب أحواله في معامليه و عياله‏ و قد بقيت في نفسه حسراتها، و اقتطع دون أمانيه فلم ينلها.

فيقول‏ له ملك الموت: ما لك تجرع‏ غصصك.

فيقول: لاضطراب أحوالي، و اقتطاعك لي دون أموالي و آمالي‏ .

فيقول له ملك الموت : و هل يحزن‏ عاقل من فقد درهم زائف ، و اعتياض ألف ألف ضعف الدنيا ؟ فيقول : لا.

فيقول ملك الموت : فانظر فوقك .

فينظر : فيرى درجات الجنان و قصورها التي تقصر دونها الأماني.

فيقول ملك الموت: تلك منازلك و نعمك و أموالك و أهلك و عيالك ، و من كان من أهلك هاهنا ، و ذريتك صالحا، فهم‏ هناك معك ، أ فترضى به‏ بدلا مما هناك‏.

فيقول : بلى و الله.

ثم يقول: انظر. فينظر، فيرى محمدا و عليا و الطيبين من آلهما في أعلى‏ عليين‏ .

فيقول له‏ : أ و تراهم هؤلاء ساداتك و أئمتك، هم هناك جلاسك‏ و آناسك ، أ فما ترضى بهم بدلا مم تفارق هاهنا .

فيقول : بلى و ربي.

فذلك ما قال الله عز و جل :

{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا

تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا

وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ

وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) } فصلت .

فما أمامكم : من الأهوال فقد كفيتموها ، و لا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري و العيال و الأموال‏ ، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم‏ ، و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏ ، هذه منازلكم .

و هؤلاء : ساداتكم و آناسكم و جلاسكم‏ .

التفسير المنسوب إلى الإمام ص 239ح117.

ونختم البحث في الحق و نتيجته في أعلى عليين

بدعاء عن أخي علي الأكبر الإمام علي بن الحسين عليهم السلام :

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ : عَلَى مَا عَرَّفَنَا مِنْ نَفْسِه ِ، وَ أَلْهَمَنَا مِنْ شُكْرِهِ ، وَ فَتَحَ لَنَا مِنْ أَبْوَابِ الْعِلْمِ بِرُبُوبِيَّتِهِ، وَ دَلَّنَا عَلَيْهِ مِنَ الْإِخْلَاصِ لَهُ فِي تَوْحِيدِهِ، وَ جَنَّبَنَا مِنَ الْإِلْحَادِ وَ الشَّكِّ فِي أَمْرِهِ (11) حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ فِيمَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَ نَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إِلَى رِضَاهُ وَ عَفْوِهِ.

(12) حَمْداً يُضِي‏ءُ لَنَا بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرْزَخِ، وَ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا بِهِ سَبِيلَ الْمَبْعَثِ، وَ يُشَرِّفُ بِهِ مَنَازِلَنَا عِنْدَ مَوَاقِفِ الْأَشْهَادِ، يَوْمَ‏ تُجْزى‏ كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ‏ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ‏، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ‏. (13)

حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنَّا إِلَى أَعْلَى‏ عِلِّيِّينَ‏

فِي كِتَابٍ مَرْقُومٍ‏ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‏ (14)

حَمْداً تَقَرُّ بِهِ عُيُونُنَا إِذَا بَرِقَتِ الْأَبْصَارُ، وَ تَبْيَضُّ بِهِ وُجُوهُنَا إِذَا اسْوَدَّتِ الْأَبْشَارُ. (15) حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَلِيمِ نَارِ اللَّهِ إِلَى كَرِيمِ جِوَارِ اللَّهِ. (16)

حَمْداً نُزَاحِمُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ

وَ نُضَامُّ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ الْمُرْسَلِينَ

فِي دَارِ الْمُقَامَةِ الَّتِي لَا تَزُولُ، وَ مَحَلِّ كَرَامَتِهِ الَّتِي لَا تَحُولُ.

الصحيفة السجادية ص30 .

والحمد لله رب العالمين يوم ولادة علي الأكبر سنة 11 شعبان 1437

وتم المراجعة مرة أخرى في ليلة شهادته سنة 1438 للهجرة

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


للتبليغ : دارميات وصور مناسبة لمولد وشهادة علي الأكبر عليه السلام

الأبوذية المفصلة المشروحة لمعنى علينه:

أبوذية تشرح معنى علينا علينه و الحق مختصرا

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

قال النبي علي مع القرآن والحق و القرآن والحق مع علينه

وما دمنا على الحق لا فرق وقعنا على الموت أو وقع علينه

قالها علي الأكبر لأبيه الحسين وأحنه شيعتهم فزنه و علينه

بيهم وبمنهجهم الحق و طهرنه من الضلال وطبنه بجنه علية


دارميات تشوقنا لقراءة علي الأكبر وتعرفنا شأنه الكريم

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام
صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

إي ورب العباد نحن بحق على الحق

قال الحسين لأبنه علي لما عليه رق

+

استرجع الحسين في طريق كربلاء والسماء رمق

مسترجعا لله المنايا والشهادة تحققها وبالله وثق

+

الأكبر سأله يا أبتها ألسنا على الحق والهدى الغدق

فقال إي ورب العباد ولا ينال سبيلنا إلا من الله وفق

+

الأكبر في كربلاء رفض أمان الأدعياء و من فسق

يدافع عن الحق وآل النبي ومن آمن بالله وصدق

+

قال الحسين خرج لهم الكريم ذاتا وصفة وخير من نطق

شبيه النبي خَلقا وخُلقا ولعن من قاتله ومن لهامته فلق

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام
صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

سلام الله على الشهيد علي بن الحسين الأكبر

زيارته توجب لنا الثواب الجزيل والذنوب تغفر

+

بتلاوة صحيفة الأكبر تعرف الصديق المطهر

ومعارف الهدى والقدوة الناصر للحق المظفر

+

تعلم هدى ابن الحسين تنال ذروة العلم الأزخر

والجود والكرم في سبيل الله العلي العزيز الأكبر

+

ألسنا على الحق كلمة علي الأكبر الخالدة لا تنكر

لا نبالي وقعنا على الموت أو علينا وقع بفخر سطر

+

علي الأكبر قدوة للطيبين المحبين للحق وله نُصر

والعاملين بمعارف هدى الله مثله سعيهم يشكر

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

السلام على المقدس الصديق علي الأكبر

لا يهاب الموت ما دام على الحق فهو الأبر

+

ألسنا على الحق كلمة حق عظيمة خالدة فتدبر

ورثها من جداه المصطفى والمرتضى علي الأكبر

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

الأكبر على الحق فلا يحكم فيه ابن الدعي

ولا يرضاه الله ورسوله للشهم المغوار الأبي

+

الحق والإيمان والقرآن يدورون مع علي

ومع أبن وأبن ابن علي فكل منهم ولي

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

على الدنيه بعد علي الأكبر العفى

كلمة تعرف بقتله فقد كل الهدى

+

الأكبر أشبه الناس خلقا وخلقا وبمنطوقه

برسول الله فالراضي بقتله كافر بمفهومه

عفا : زال وأنمحى وأنثر وبلي ، فكان علي الأكبر للحسين أجمل شيء في الدنيا وبشهادته زال حسنها .

صحيفة علي الأكبر علي بن الحسين عليه السلام

سقى رسول الله حفيده الأكبر حين شهادته شربه

ولمن تولاه شربة على الحوض عبدها أبدا ما يمظمه

+

قانون الله من حب عمل كأنه عمله

وليتوله قوم حشر وياهم أساه الوفه

كلمات الإمام الحسين عليه السلام في حق علي الأكبر عليه السلام

محاورة الحق بين أهل الحق الحسين وأبنه علي عليهم السلام

قال الإمام الحسين عليه السلام :
عنّ لي فارس على فرس فقال :
القوم يسيرون و المنايا تسري إليهم .
فعلمت : أنها أنفسنا نعيت إلينا .
قال له : يا أبت ، لا أراك اللّه سوءا.
ألسنا : على الحق ؟
قال عليه السّلام‏ : بلى و الذي إليه مرجع العباد .
قال علي الأكبر :
يا أبت إذا لا نبالي
نموت محقّين .
فقال له : جزاك اللّه من ولد خير ، ما جزى ولدا عن والده .
وقعة الطف ص177 ، وعنه في الإرشاد 226

+

علي الأكبر أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وِآله

قال الإمام الحسين عليه السلام لما برز علي الأكبر عليه السلام :
اللَّهُمَّ : اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ .
فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ :أَشْبَهُ النَّاسِ :
خَلْقاً ، وَ خُلُقاً ، وَ مَنْطِقاً . بِرَسُولِكَ .
كُنَّا : إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ . نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ .
اللَّهُمَّ : امْنَعْهُمْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ ، وَ فَرِّقْهُمْ تَفْرِيقاً ، وَ مَزِّقْهُمْ تَمْزِيقاً ، وَ اجْعَلْهُمْ طَرَائِقَ قِدَداً ، وَ لَا تُرْضِ الْوُلَاةَ عَنْهُمْ أَبَداً .
فَإِنَّهُمْ : دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ، ثُمَّ عَدَوْا عَلَيْنَا يُقَاتِلُونَنَا .
تسلية المجالس ج2ص235.

نماذج كتاب صحيفة علي الأكبر عليه السلام

ما مكتوب على جلد الكتاب

وقدوة الشاب المؤمن البر الوفي لمبادئ الإسلام والإصلاح حتى
اليقين بالسر والاعلان ، السيد الأكبر علوا وشرفا ونبلا :
أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
وقال أبيه الإمام الحسين عليه السلام في حقه في محاورة الحق :
حين قال : عنّ لي فارس على فرس فقال : القوم يسيرون و
المنايا تسري إليهم ، فعلمت : أنها أنفسنا نعيت إلينا .
قال له : يا أبت ، لا أراك اللّه سوءا. ألسنا : على الحق ؟
قال عليه السّلام‏ : بلى و الذي إليه مرجع العباد .
قال علي الأكبر : يا أبت إذا لا نبالي نموت محقّين .
فقال له: جزاك اللّه من ولد خير ما جزى ولدا عن والده.
وقال الحسين ع حينما برز لمجاهدة القوم الكافرين :
اللَّهُمَّ : اشْهَدْ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ
فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ :أَشْبَهُ النَّاسِ
خَلْقاً ، وَ خُلُقاً ، وَ مَنْطِقاً . بِرَسُولِكَ
كُنَّا : إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ . نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ

صور زيارة علي الأكبر عليه السلام


عناوين مفيدة :

صحيفة سيد الشهداء

أبا عبد الله الحسين عليه السلام

وشرح أبوذية علينه

علي بن الحسين الأكبر عليه السلام

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

فهرس 3000 ثلاثة آلاف صفحة عن الإمام الحسين عليه السلام

www.alanbare.com/3/f

أو الصفحة الأصلية :

www.alanbare.com/3

صحيفة علي الأكبر عليه السلام

و شرح معنى علينه و الحق

صفحة ويب : صالحة للقراءة والنسخ واللصق والمشاركة في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/ak

صحيفة علي الأكبر عليه السلام وشرح معنى علينه ومعنى الحق كتاب الكتروني بي دي أف صالح للمطالعة والقراءة بصورة جيدة على الحاسب والمبايل

www.alanbare.com/ak/ak.pdf


أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وآله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
https://www.alanbare.com





  ف

       

ت