بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة قبيلة الأنباريين

من شعب ربيعة الفرس

المقدمة : تعريف مختصر :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ :

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ :بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ

إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }

الحجرات .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى

صحيفة قبيلة الأنباريين

كتاب يهتم بتعريف قبيلة الأنباريين ونسبهم وموقف جدهم الكريم حسان البكري والعشائر المتفرعة عنه ومشجراتهم ومحل تواجدهم وشيوخهم أعمدتهم ورواتهم وأهم مكارمهم وآدابهم وأخلاقهم لا للتفاخر بل لأهمية صلة الرحم


روابط الصحيفة لتبليغها :

صحيفة قبيلة الأنباريين
https://www.alanbare.com/alanbareen

الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/alanbareen/alanbareen.pdf

كتاب أضواء على عشيرة الأنباريين
https://www.alanbare.com/alanbareen/aduaa-ala-ashert-al-anbareen

كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/alanbareen/aduaa-ala-ashert-al-anbareen.pdf

صفحة سيرة لشيخ حسن الأنباري
https://www.alanbare.com/alanbare

الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.comalanbare/alanbare.pdf

ويا طيب تجد تفاصيل الصحيفة في البحوث الآتية :

المؤلف

الراجي لرحمة الله وشفاعة نبيه وآله عليهم السلام

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

https://www.alanbare.com


صحيفة قبيلة الأنباريين

 صحيفة

تشويق لقراءة صحيفة الأنباريين

صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

همة وعزيمة وشهامة وإخلاص و ولاء الانباري

لأمير المؤمنين علي ومن يوم شهادة الانباري

الخلائق سجله أله ولآله فخر وعز و الانباري

حسان البكري الربعي وأحفاده تنگلب للناصبية

الانباري : اسم لقب خص بجد الأنباريين لعظيم تضحيته وفداءه ويومه ومحله الكريم ، وبه تلقب أبناءه وأحفاده الأنباريين .

الانباري : الآن باري : الآن وفي كل زمان رب الخلق وبارئهم سبحانه أعز الأنباريين وكرمهم لموقف جدهم الشهم ، وبالاعتزاز بالدفاع عن الدين علما وعملا ، وسنذكر تأريخهم وعلمائهم .

والانباري : والآن باري : من المباراة ، والآن وفي أي وقت من تحدى جدهم وعادى أصالة الأنباريين ، ينقلب خاسئ دنيء ردي بإذن الله وفضله .


حمل ونزل صحيفة قبيلة الأنباريين  صحيفة

من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها
كتاب الكتروني بي دي اف pdf
جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

حمل ونزل كتاب أضواء على عشيرة الأنباريين للمؤرخ عباس المرادي رحمه الله  صحيفة

من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها
كتاب الكتروني بي دي اف pdf
جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب






مقدمة صحيفة قبائل الأنباريين

وضرورة صلة الرحمة ومعرفة القرابة

وحرمة التفاخر بالأنساب

 

المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم : والحمد لله  رب العالمين ، الأول قبل الإنشاء والإحياء ، والأخر ببعد فناء الأشياء ، والذي لا يحاط به علما ول تعد نعمه بإحصاء ، والحمد لله الذي خلق فسوى ، فأنشأ الملائكة وعلى العرش أستوى ،  وخلق الكرسي والسموات العلى ، وما بينهم وعالم الدنيا ، والكواكب والنجوم وللأرضي دحى ، وخلق اليل والنهار والفصول والجو والهوى ، وبالسحاب والأمطار للعيون والأنهر أجرى ، وأخرج كل نبات حسن وهيئ المرعى ، وأطعم البشر و الحيوان فاكهة وأبى ، وأنعم على العباد بنعم لا تحصى ، وكرم بني الإنسان وأختار لهم رسل وأنبياء وأوصياء ولهم هدى .

فصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وسلم وبارك وترحم وتحنن عليهم أجمعين ، بصلاة لا تعد ولا تحصى إلى يوم الدين ، وأنزل كل رحمة خير وبركة على صحبهم المنتجبين ، وعلى كل أتباعهم حقا وشيعتهم والموالين .

والحمد لله : الذي عرفنا بالمصطفين الأخيار و المنعم عليهم الأكرمين ، ونجانا بهم من عمى البصيرة والدين ، وأبعدنا عن أئمة الضلال والمغضوب عليهم من أولياء الشياطين  .

أما بعد يا طيب : فهذه صحيفة كريمة تعرفنا شريحة وقسم من أولياء نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وتبين لنا نسبهم واتصالهم بوالي مخلص لسيد الأوصياء وأمير المؤمنين عليه السلام ، وهو الشهيد حسان البكري من ربيعه من بكر ابن وائل من شيبان ، وتبين فرع قبيلته ونسبهم وعشائرهم ومحل تواجدهم ومضايفهم.

وبيان وتعريف : لشؤون كريمة تخصهم ، مع تجميع لمدارك وكتابات ومقالات تاريخية تخصهم ، وتعريف رواة عن أهل البيت عليهم السلام منهم ، أو أنهم يتلقبون بالأنباريين موالين لهم ، مع ذكر شخصياتهم وشيوخهم الحاضرين في زمننا هذ والمعاصرين لنا ، وذكر لشهدائهم الكرام ، مع التوثيق بالأفلام والصور .

مع مقدمة : تبين أهمية معرفة النسب وضرورة صلة الرحم ، مع شرح أية كريمة مختصة بتقسم الله للبشر بشعوب وقبائل بعد أن خلقهم من ذكر وأنثى ، ثم جعل التقوى هي الشرف الحقيقي والنسب المنجي والفخر الأبدي والصادق الحق الباقي في نعيم دائم .

 

ويا طيب : إن كاتب هذه الصحيفة طالب علوم دينية ، ولم يكاد يشغلني شيء عن نشر معارف أهل البيت عليهم السلام من فترة طويلة ، ولم أدخل هذ الباب من تعريف تأريخ الأنباريين إلا لضرورة ووجوب صلة الرحم في الدين الإسلامي ، وتأكيدها بشدة واستحبابها بروايات كثيرة صحيحة موثوقة من أهل البيت عليهم السلام ، فأحببت أن لا يفوتني هذا الباب من الثواب وضرورة تعريفه للناس ليتعاونوا على البر والتقوى ، وليعين قويهم ضعيفهم بالعدل وعلى الإيمان ، وليشارك غنيهم من لم تأته الدنيا بالإحسان ، وليساعد وجيههم من نالته نواكب الدنيا نوائب الدهر ، وحتى أحث فيها على ما يشد أواصر الأخوة الإيمانية بين الأقارب ، ويجمعهم على الهدى الحق والصراط المستقيم لأهل البيت عليهم السلام .

 

وبالخصوص : حين رأيت مجتمعاتهم ومنتدياتهم ومضايفهم وأقوالهم واهتمامهم وكتاباتهم وما ينشرون على المواقع الاجتماعية ، كلها تصب في تعريف الحق ونصر العدل وحب البر والإحسان ، وعلى نهج الإيمان والتقوى ، والموالاة لمراجع الدين المجتهدين الطيبين والسير على خطاهم حقا ومخلصين ، وتنفيذ أوامرهم على طول الزمان والتأريخ وبالخصوص في الوقت الحاضر ، فحببت أن أكون معهم شرعا وعرفا واقعا ومنهم علما وعملا ونسبا ، فأشاركهم بما يؤصل أوصر الحق والهدى بينهم ، وما يؤكدا ضرورة تناصرهم وتعاونهم على البر والتقوى ، وأجمع لهم ما ينفعهم في تعريف النسب لمن مضى ، وما يقوي العمل بالهدى  ، وأسأل الله التوفيق ، وأن يحفظهم ويحفظ جميع المؤمنين والموالين وأنصار أهل البيت عليهم السلام من جميع المؤمنين وكل الشعوب والقبائل والعشائر والتجمعات ، وينصرهم ويؤيدهم بفضله إنه أرحم الراحمين .

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

حسن جليل الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

 

 





ذ

تفسير آية قبائل التقوى

 

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‏ :بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ

إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }

الحجرات .

 

مختصر التدبر بالآية :

يا طيب : بين يديك تفسير آية كريمة تبين أهم ما يوصل لرض الله تعالى ويدخل العباد في رحمته وينزلهم في خيره وبركاته ويوصلهم لنعيمه ، فعرف سبحانه وتعالى فيها سبب خلقه للبشر من ذكر وأنثى وغرضه ، ثم جعلهم أقسام منتشرون في الأرض على نحو شعوب وقبائل ، بأنه قد وضع لهم دستور حياة ومنهج سعادة فيما بينهم ، و إن اتبعوه نالوا كل خير وبركة ونعيم وإحسان وبر منه ومنها ، وهو قد بينه سبحانه بكلمات مختصرة واسعة المعنى ،  وكلمات موجزة ضروري التحقق بها من كل العباد ، وفيه دستور حياة واجب حتمي على البشر كله بشعوبه ومجتمعاته وقبائله وعشائره وأسره و أفراده .

 وهو تعالى خلق البشر : ليتعارفوا بالتقوى ، لينالوا رضا الله وسعاد الدارين بالحق الآخرة والأولى .

 ومن المحقق : أن التعارف تعاون متبادل الرضا ، وإلا يكون تلاقي تناكر وتباعد بل تباغض وغيظ .

وبيانه : إنه حين نرى إنسان يبذل ما عنده وأشياءه العزيزة أو شيء مما يملكه أو أي خدمة يقدمها لغيره ، واقعها أنه عرفها لغيره أي في الحقيقة حب التعاون بأخذ ما عنده على أن يعوض بما يناسبه ليسد خلته ويستمر بعيشه ، أي قدم معروفه وحب تبادله ، ولذا يجب على من يحب المعاملة معه أن يعينه بما يناسبه بتبادل ما يعوضه بالرضا بينهم ، وإن لا يهضمه حقه أو يغبنه فيغيظه .

ولذا يا طيب : جاء في كثير من الروايات إن معنى لتعارف كبيان لغرض الخلقة وهو التعاون ، فحقيقة التعارف الحق الصادق ، يوجب التعاون على البر والتقوى والإحسان ، والتفضل والامتنان ، والرحمة والأمن والإيمان ، ويوجب السعادة وكل خير ونعيم وبركة للبشرية ، ويمنع التناكر والتباعد والتكبر والتفاخر والهجران ، بل والحسد والبغي والبغض والعداوة والتنافر والشنئان ، ويبعد عن كل ما يسلب الأمن والراحة والاطمئنان .

فلذا بين سبحانه : بعد ما عرفنا أن غرض الخلقة التعارف أي التعاون ، فيكون أكثر العباد عونا بما عنده من الحلال لغيره سواء إهداء أو معاملة أو بيع وشراء يكون أشد تقوى ، فلخص الله سبحانه كل نشأة التكوين وغرضها بآية واحده ، وهو بأنه أكثركم تعاون بكل تصرفه بأن يكون حسن ، هو أتقاكم فيكون أقربكم رض لله ويتحقق بنعيمه ، لأنه لابد أن يكون المتقي بعيدا عن كل محرم مكروه مبغوض لله تعالى ، وأشدها ابتعادا عن العدوان والبغي على العباد ، وأكثرهم محبة لله تعالى وعباده وأنواع خلقه ، فهو عون للعباد في قضاء حوائجهم وعدم ظلمهم ، فضلا عن ظلم نفسه بالمعصية والحرام ، فكون العبد المتعارف بتعاون بحق متقي ، هو لأنه متحقق بكل حلال موجب لرضا الله تعالى من غير بغي ، وإن أفضل التعارف والتعاون هو بين القربى وأولي الأرحام .

علما : إن التعارف والتعاون ، لا يقتصر على المعاملة والتجارة ، بل يشمل بذل المال إنفاقا أو قرضا ، بل يشمل بذل المساعدة بالبدن أو بالجاه ، أو بالكلمة الطيبة والخلق الحسن ، وإراءة الطريق الصحيح حين المشاورة ، وأن ل يخون ولا يغدر ولا ينكث ، وإن يكون متسم بسمات الصالحين والخيرين ، بعيد عما يشين المروءة ، ملتزم بتعاليم الله تعالى مبتعدا عن حرامه ومعاصيه ، فهو من العابدين الشاكرين لينال ثواب الدارين ونعيم وسعادة الدنيا والآخرة ، وإلا من يتعاون يريد الدنيا فهي نصيبه منها لا غير .

ويا طيب : بعد أن عرفنا هذا نتدبر في ما ذكروا لها من تفسير وروايات :

 

 



تفسير الآية للطبرسي :

قال : الفضل ابن الحسن الطبرسي في تفسير الآية :

قوله تعالى : { يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ } .

أي من : آدم و حواء ، و المعنى أنكم متساوون في النسب ، لأن كلكم يرجع في النسب إلى آدم و حواء ، زجر الله سبحانه عن التفاخر بالأنساب‏.

ثم ذكر سبحانه : أنه إنما فرق أنساب الناس ليتعارفوا ، ل ليتفاخروا .

 

فقال : { وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ }.

 و هي : جمع شعب ، و هو الحي العظيم ، مثل مضر و ربيعة .

 و  قبائل : هي دون الشعوب ، كبكر من ربيعة ، و تميم من مضر ، هذا قول أكثر المفسرين .

 

 وقوله تعالى : { لِتَعارَفُوا } .

 أي جعلناكم :  كذلك لتعارفوا ، فيعرف بعضكم بعضا ، بنسبه و أبيه و قومه .

و لو لا ذلك : لفسدت المعاملات ، و خربت الدنيا ، و لما أمكن نقل حديث .

 

وقوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ } .

 أي إن : أكثركم ثوابا ، و أرفعكم منزلة عند الله ، أتقاكم لمعاصيه ، و أعملكم بطاعته‏ .

و روي : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :

يقول الله تعالى يوم القيامة :

أمرتكم : فضيعتم ما عهدت إليكم فيه ، و رفعتم أنسابكم .

فاليوم : أرفع نسبي ، و أضع أنسابكم .

أين المتقون : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ } .

 

و روي أن رجلا : سأل عيسى بن مريم ، أي الناس أفضل ؟

فأخذ عليه السلام : قبضتين من تراب .

فقال : أي هاتين أفضل ، الناس خلقوا من تراب ، فأكرمهم أتقاهم .

 

روى أبو بكر البيهقي : بالإسناد عن عباية بن ربعي :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إن الله عز و جل : جعل الخلق قسمين ، فجعلني في خيرهم قسم .

و ذلك قوله : { وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ } و { أَصْحابُ الشِّمالِ } ، فأنا من أصحاب اليمين ، و أنا خير أصحاب اليمين .

ثم جعل القسمين : أثلاثا فجعلني في خيرها ثلثا .

و ذلك قوله  : { فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ } و { أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ } و {السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ }.

 فأنا : من السابقين ، و أنا خير السابقين .

ثم جعل الأثلاث : قبائل ، فجعلني في خيرها قبيلة .

و ذلك قوله : { وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ } .

 فإني : أتقي ولد آدم ، و لا فخر .

و أكرمهم : على الله ، و لا فخر .

ثم جعل القبائل : بيوتا ، فجعلني في خيرها بيتا .

و ذلك قوله عز و جل : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) } الأحزاب .

فأنا و أهل بيتي : مطهرون من الذنوب‏ .

قوله تعالى  : { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ }  بأعمالكم .

قول تعالى : { خَبِيرٌ } ، بأحوالكم ، لا يخفى عليه شيء من ذلك .

مجمع البيان في تفسير القرآن ج9ص207 .

هذا بعض التفسير للآية الكريمة : ونتدبر في أمور متعلقة بضرورة المودة للقربى وصلة الرحم ، وبصورة خاصة وعامة ، وحرمة التفاخر بالأنساب .

 

 



آيات قبل آية الشعوب والقبائل :

يا طيب : تتمة للفائدة نذكر بعض الآيات التي تسبق آية إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ...، وفيها بيان رباني لطيف ، يعرف أهم وقائع التعارف بين البشر من ذكرا أو أنثى أو شعوب وقبائل وما يحصل بينهم من حوادث الزمان ، فبين الله سبحانه :

 إن من أهم شؤون : ذوي الشأن وأهل العقد والحل من أهل الشعوب والقبائل أو فقل شيوخهم وكبارهم ، أو ما نسميهم من سادة القوم وقادتهم ، هو نصر الحق وإقامة الصلح بين الشعوب بل حتى بين القبائل بل بين الأفراد وبالخصوص المؤمنين منهم ، وأن يقوموا بالعدل والإحسان فيما بينهم ، وأن ينصرون المظلوم ويأخذوا له حقه ، ويوقفون الظالم عند حده ، كما وأصاهم الله سبحانه ، بأن يقموا الصلح بينهم و بالعدل وعلى التقوى ، وبين لهم أهم أركانها .

 وأصاهم سبحانه : بأن لا يسخر قوم من قوم ، وأن لا يتلامزو بذكر عيوب بعضهم البعض ، ولا يتنابزوا بالألقاب وباسم لا يحبه ، لأنه فسق ولا يصح من المؤمن والإنسان الشريف النبيل أن يأتي به ، وإن من يستصغر غيره فهو من أهل الفسق والجور والفجور ويخرج من معالي حقوق الإنسانية فضلا عن التقوى فيكون ظالم غير منصور من المؤمنين ، ويجب أن ينتصف منه .

كما وصى سبحانه : بأن نظن ظن حسن بالعباد ، وأن لا نتجسس عليهم ولا نغتاب بعضنا البعض ، فجعل الغيبة وما يشابهها أو يتفرع عليها من النميمة من الغدر والخيانة وما يخالف مجالس الأمانة وما يوجب اطمئنان النفس ، فجعله جيفة أي ميتة لا تؤكل من قبل الإنسان النبيل الفاضل ، وإنها أعمال تخالف التقوى أيضا ، ويكون الإنسان خفيف الميزان  .

ثم عرفنا الله سبحانه : بالآية الكريمة بأنه غرض الخلقة من ذكر وأنثى وشعوب وقبائل ، ليتعارفوا ويتعاونوا بالتقوى وما يوجب القرب من الله تعالى ، لا أن يأتوا بما يوجب التناكر والتباغض والتعالي والظلم وغيره مما يفرق بين العباد ويوجب بينهم الضغينة بالأخلاق المذمومة والأفعال القبيحة المشؤومة ، بل عمل بمعارف الإيمان وما عرفه الله من الهدى والذي فيه تقوى وحاجز عما يخرج من طاعة الله ، بل الإنسان الطيب يتقوى بهمة عالية وعزيمة صادقة على ما أمر به من معالي الأخلاق الإسلامية والآداب الربانية الكريمة الحسنة ، والتي توجب المودة والمحبة والتقارب والتألف والتعاون بين المؤمنين بل بين الناس كلهم ، بل ما يوجب التعارف والمعرفة والمعروف في كل أنواع التعامل بين العباد .

وكلام الله خير : من كل كلام وبيان للمتدبر به ، نذكر الآيات بقول الله تعالى وهي تفسر نفسها وتغني عما ذكرنا ، وبالكلام البليغ الجامع لكل الحكم وما يقال في تفسيرها ، بقوله سبحانه وتعالى :

{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا

فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي  تَبْغِي

حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ

فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ

وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ

وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)

يَا أَيُّهَا  الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ

عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ

وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ

 وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ

وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ

بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  (11)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ

إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ

وَلَا تَجَسَّسُوا

وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا

أَيُحِبُّ  أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12)

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم

مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ

لِتَعَارَفُوا

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ

إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }  الحجرات .

يا طيب : ما تلوت من الآيات بيان كريم لدستور الحياة والسعادة بين البشر ، وكيف يتكرم الإنسان ويعلو بخلق كريم وآداب حسنة فاضلة ، يجعله شخصية محترمة ومحبوبة من العباد ، ويسمع كلامه وينفذ قوله إن تحلى به ، فإنه حين يكون متقي المحرمات وعامل بالواجبات ، ويعمل بالعدل والإحسان ، ولا يتصف بالأخلاق المذمومة وبعيد عن الآداب المنبوذة ، حتما يكون شخصية فاضلة كريمة ويقدم في المجتمع ، وبالخصوص إن كان أصيل ومعروف بهذه المواصفات الكريمة في نسبة فيكون فاضل كابر عن الكابر ومحترم في قبيلته ومجتمعه  .

كما يا طيب : حرم الله الافتخار بالمال والأنساب والأسباب والجاه بدون تقوى ، بل لا فخر له ولا احترام حقيقي قلبي من الناس له ولا من أقرب المقربين له إن من لم يكن متقي صالح ، ولذا عرفنا الله تعالى في آية التعارف بالتقوى مناط وسبب الكرامة في الدنيا والآخرة وبين العباد ، فيجب الالتزام بها وبالخصوص حين نراجع أهم آداب الدين والإسلام في الآيات قبلها ، ونتخلى عن كل صفة مذمومة ونتحلى بالأخلاق والأفعال والصفات الممدوحة والتي تجمعها كلمة :

التقوى : وهي ملكة نفسانية وإرادة روحانية وعزيمة وجدانية ، تدعو الإنسان المؤمن لطاعة الله المنعم وشكره ، وتمنع من الوقوع في المعاصي ، وتحفظه بجناحي رجاء الثواب وخوف العقاب من الانزلاق عن كل ما يبعد عن الله تعالى ، وتقويه بنفس مطمئنة بذكر الله في جميع الأحوال وفي كل مكان وأي زمان ، فلا يتوانى عن طاعة الله تعالى وإتيان ما أحب ويقرب منه ، من العلم الحكيم والعمل الصالح والسيرة الحسنة والسلوك الفاضل والقول الحسن والفعل الجميل والصفات الكريمة ، ويكون ذو ذات طيبة بكل فعل خير وعبادة وطاهرة من كل معصية وقبيح وشر ، ولا يخالف أوامر الله تعالى ، ولا يقترب من ما نهى عنه بل ولا يفكر فيها ، وإن حصل ما يبعده عنه تعالى يستغفر الله وينيب إليه فورا ويتوب إليه في كل انتباه بعد غفله ، ولا يصر مستكبر على ما وسوس به الشيطان وتسول له النفس الأمارة بالسوء ، كما وإن للتقوى مراتب كثيرة جدا ولعلها على عدد مراتب درجات الجنة من أضعف الإيمان إلى أصحاب اليقين وعينه وحقه .

والله تعالى : مدح التقوى وذكر فضلها في كثير من الآيات ، منها :

قال الله تعالى :{ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ  يَعْلَمْهُ اللّهُ

 وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197)  } البقرة.

و قوله تعالى : { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَ‏ تُقاتِهِ‏ } :

أَنَّ مَعْنَاهُ : أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى ، وَ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرَ ، وَ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى، وَ هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق عليه السلام .

وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن خالد، قال: قال أبو الحسن الأول عليه السلام : كيف تقرأ هذه الآية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ

 اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ

 وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) } آل عمران .

قال عليه السلام : مَاذَا ؟

 قلت : مُسْلِمُونَ .

فقال عليه السلام : سبحان الله ! يوقع عليهم الإيمان فيسميهم مؤمنين ، ثم يسألهم الإسلام ، و الإيمان فوق الإسلام ! .

 قلت: هكذا تقرأ في قراءة زيد .

قال عليه السلام : إنما هي في قراءة علي عليه السلام ، و هي التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه و آله { إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسَلِّمُونَ } لرسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم للإمام من بعده .

البرهان في تفسير القرآن ج‏1ص668 ح1857/3 .

يا طيب : تجد في الموقع لمحق تفسير سورة الحجرات كامل عن الميزان في تفسير القرآن للعلامة السيد محمد حسين طباطبائي رحمه الله ، فتدبر فيها كله ، فإنه فيها بحث علمي وجداني روائي تحليلي عميق ، ينتفع به من يحب التوسع بالمعرفة في أهم آداب الدين .

 

 





 

ضرورة صلة أبناء العشيرة
 والتلطف للقرابة وإظهار مودتهم

صحيفة قبيلة الأنباريين

 

مستحبات وصل أبناء العشيرة :

عن علي بن النعمان :عن ابن مسكان ، عن أبي حمزة عن يحيى ابن أم الطويل قال :

خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس :

فحمد الله : و أثنى عليه .

ثم قال عليه السلام :

لا يستغني الرجل : و إن كان ذا مال و ولد .

عن عشيرته : و عن مداراتهم ، و كرامتهم ، و دفاعهم عنه ، بأيديهم و ألسنتهم .

هم : أعظم الناس حياطة له من ورائه ، و المهم لشئونه .

و أعظمهم : عليه حنوا ، إن أصابته مصيبة ، أو نزل به يوما بعض مكاره الأمور .

و من يقبض : يده عن عشيرته ، فإنما يقبض عنهم يد واحدة ، و تقبض عنه منهم أيدي كثيرة .

و من محض عشيرته :

صدق : المودة ، و بسط عليهم يده بالمعروف  إذا وجده .

ابتغاء : وجه الله ، أخلف الله له ما أنفق في دنياه ، و ضاعف له الأجر في آخرته .

و إخوان الصدق : في الناس ، خير من المال يأكله و يورثه .

لا يزدادن : أحدكم في أخيه زهدا ، و لا يجعل منه بديلا ، إذ لم ير منه مرفقا ، أو يكون مقفورا من المال .

لا يغفلن : أحدكم من القرابة ، يرى به الخصاصة ، أن يسدها مم لا يضره إن أنفقه ، و لا ينفعه إن أمسكه  .

كتاب الزهد لابن سعيد ص37ح98 .

 

وفي نهج البلاغة : بدل الجمل الأخيرة :

ألا لا يعدلن : أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة ، أن يسده بالذي لا يزيده إن أمسكه ، و لا ينقصه إن أهلكه .

و من يقبض : يده عن عشيرته ، فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة ، و تقبض منهم عنه أيد كثيرة .

و من تلن : حاشيته يستدم ، من قومه المودة .

نهج البلاغة ص64خ23 .

يا طيب هذه كلمات عالية المباني عميقة المعاني ، وفيها موعظة وحكمة بتطبيقها يسعد البشر في وضعه الإنساني ، ويزيده شرفه ونبله في تصرفه الإيماني ، فبعد أن حمد الله وأثنا عليه ، يوجب أمير المؤمنين بقدر المستطاع الحنو والحب والرأفة والتكريم والمودة والمدارات والدفاع عن أبناء العشيرة ، ونصرهم باليد واللسان ، وبما معناه وتفسيره نصر أبن العشيرة ظالما ومظلوما ، نصره ظالما بردعه عن الظلم والبغي ونصيحته بحرمة الجور ، وإنه يرجع عليه بالذنوب والسيئات في النفس وقبح الروح والسمعة ، وله عذاب عظيم في الدنيا والآخرة ، وإن البغي يرجع لصاحبة مضاعف بحكة الله وتقدير الأمور ، ونصره مظلوما بأخذ الحق له ومساعدته في إرجاع ما هضم منه .

كما عليه السلام عرفنا : بأن سجية الخلقة إن وصل أبناء عشيرته توجب حبهم ومدارتهم له وحياطتهم له بالدفاع عنه ، ومساعدته في شؤون الحياة ودرء مكاره الأمور عنه ، والإنسان معرض لتقلب الأحوال ، وإن دام في النعمة فلا نعمة أفضل من الأفعال الصالحة التي تقربه لله تعالى وأوجبها في العمل الصالح مدرات ومساعدة العباد وبالخصوص أولى القرب والرحم .

وبين عليه السلام : أن الإنسان هو فرد اجتماعي لابد له من أن يتعارف ويتعاون من الآخرين ، وأقرب الناس له عشيرته يحسن أن يمد يده لمساعدتهم بما يستطيع ، وإن قبض يده الواحدة ولم يعتني بهم ولم يجتمع معهم ، يخسرهم كلهم ولم تصل أيديهم لمساعدته لأنهم لا يعرفون بأحواله ولا أهتم بهم ليهتموا به .

كما أنه عليه السلام : عرفنا أنه يجب على من يصل عشيرته يكون ممحضا أي مخلصا في عمله ويقصد به قربة إلى الله تعالى ، ويكون له طاعة وعبادة لله سبحانه لأنه هو أمره بوصل القربى كما عرفنا في تفسير الآية وفي آيات كثيرة خصة بأهل البيت وعامة بين كل البشر ، فيجب على من يحب أن يصل أبناء عشيرته ورحمه أن وجد عنده شيء من المعروف والخير والبر والإحسان ، يجب ويحسن له أن يريد به وجه الله سبحانه والقربة إليه أولا ، فيخلف الله عليه ويزيده من فضله في الدنيا ، ويضاعف له الأجر والحسنات في الآخرة .

وعرف عليه السلام : إن الأخ الصادق وبالخصوص القربى وذوي الرحم خير من المال الزائد عنده ويجمعه لورثته ولا ينفقه في سد نقص أو خلة لقراباته ، وثم عمم عليه السلام لكل الأصدقاء المقفورين أين الخالين من المال مثل الأرض القفر الخالية من النبات ، فيحسن أن يساعد عباد الله بما يستطاع وبالخصوص الإخوان في الله وبالأخص الأقرباء الأقرب فالأقرب .

ثم يؤكد عليه السلام : مرة أخرى بل مرة ثالثة ورابعة بالتدبر في كلامه ، ويعرفنا ضرورة وصل القرابة وبالخصوص من به خصاصة وحاجة ومنقصة ، في أن يقدم ويسارع في سدها ويعينه بما يستطيع من جاه أو شأن أو مال أو بيده أو بكلامه وتعريفه طريق النجاة من مخمصته ، وبالخصوص المال الزائد عنده الذي لا يزيده أن أمسكه فإنه لا يحتاجه فعلا وفائض عن حاجته ، وكذلك إن أعطاه لا يؤثر عليه فينقصه ويقله .

ثم يطلب الإمام عليه السلام : بنص كلامه ومعناه وفحواه من المؤمن وأتباعه ومواليه ومن يسمع كلامه فيطبقه قربة إلى الله تعالى ، و أن لا يتجبر ولا يتكبر ولا يتفاخر ولا يتعالى ولا يبتعد عنهم ، بل يقترب منهم بمدارات ومودة وتكريم ، كما ذكر في أول كلامه وأكده بضرورة اللين والكلام الحسن والمجاملة اللطيفة وعن حب ومودة لهم ، فيستديمهم جنبه ويفرح بهم ويفرحون به من دون تباغض ولا ما نغص الأخوة والقرابة .

 



واجبات أخرى لمدارات العشيرة :

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

وَ أَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ :

 فَإِنَّهُمْ : جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ .

وَ أَصْلُكَ : الَّذِي إِلَيْه تَصِيرُ ، وَ بِهِمْ تَصُولُ .

وَ هُمُ : الْعُدَّةُ عِنْدَ الشِدَّةِ .

فَأَكْرِمْ : كَرِيمَهُمْ ، وَ عُدْ سَقِيمَهُمْ .

وَ أَشْرِكْهُمْ : فِي أُمُورِهِمْ ، وَ تَيَسَّرْ عِنْدَ مَعْسُورٍ لَهُمْ .

وَ اسْتَعِنْ بِاللَّهِ : عَلَى أُمُورِكَ ، فَإِنَّهُ أَكْفَى مُعِينٍ .

أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ : دِينَكَ وَ دُنْيَاكَ ، وَ أَسْأَلُهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهُ.

تحف العقول ص87   كتابه إلى ابنه الحسن عليه السلام . وقسم منها في نهج البلاغة ص391ك31 .

يا طيب : هكذا أمير المؤمنين يؤكد في خطب أخرى ضرورة وصل أبناء العشيرة وإكرامهم ، ويبين الأسباب واللعل الموجبة لذلك ، بأنك منهم وهم أصلك ، وبهم تستعين على أمورك إن احتجت لهم بالشدائد ، وإن يحترم كبيرهم وذو الشأن فيهم وكرمائهم لما يسدون من خير وبر وإحسان ومساعدة لأقربائهم ، ويجب مساعدة سقيمهم سواء مريض أو فقير ، كما يدعونا للمشاركة معهم في أفراحهم وأتراحهم والوقوف بجنبهم في عسرهم وشدتهم وعونهم ، كما أنه أكد بضرورة أن يكون كله قربة إلى الله تعالى والطاعة له بكل ما شرفنا به من معارف.

 





أحاديث صلة الرحم



غرر الكلم في صلة الرحم:

يا طيب : بين يديك الكريمتين كلمات غراء ودرر عصماء ومعارف تفرح الألباء وتنير العقلاء ، في تعريف فضائل صلة الرحم والأقرباء ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سيد الأوصياء ، فتدبر بها وأحفظ قسما منها مؤمنا به وكن بها من العلماء ، وأعمل بها مخلصا لوجه الله لتنال رضاه وتحصل على أفضل وأحسن الجزاء ، فإنها قرة عين الإنسان النبيل الكريم وكل الشرفاء ، وبتطبيقها تكن إنسان كامل عاقل من الألباء ، وعلمها وأنشرها بين المؤمنين وأخوتك الأعزاء ، لينتشر البر والإحسان والعدل وتكون لأصلك وأهلك من الأوفياء ، ولا تمر عليها مرور الكرماء ، فتنساها وتترك العمل بها فتخسر كـأهل الجاهلية الجهلاء ، أخذوا التفاخر بالقبيلة والعشيرة والرحم وهم فيما بينهم أعداء ، ويفكرون في نشر الفتنة والقطيعة وهم في خيلاء ، لم يعرفوا أن صلة الرحمة وصية الله رب العباد الأصفياء ، قد أوصى بصلة الرحم وحب الأقرباء ، لينتشر بيهم حين يتعارفون ويتعاونوا العدل والإحسان وترتفع البغضاء بينهم والشحناء ، وتنتشر المودة والصلح والبر وحب الخير بين الأحياء ، وحين التحقق بها يرون خلقك الكريم فينتشر الخير حتى بين الأقرباء والغرباء ، ويكون البشر القريب والبعيد من الصلحاء ، هذا أسأل الله لكم التوفيق وأسألكم الزيارة والدعاء .

في وصية طويلة : لأمير المؤمنين عليه السلام لأبنه الحسن ختمه بهذه الكلمات .

قال أمير المؤمنين عليه السلام : في صلة الرحم و فوائدها :

إن صلة الأرحام : لمن موجبات الإسلام .

 و إن الله سبحانه : أمر بإكرامها .

و أنه تعالى : يصل من وصلها ، و يقطع من قطعها ، ويكرم من أكرمها .

 

وقال عليه السلام في غرر الحكم :

أوفر البر : صلة الرحم .

أفضل الشيم : صلة الأرحام .

ذو الكرم : جميل الشيم ، مسد للنعم ، وصول للرحم .

زكاة اليسار : بر الجيران ، و صلة الأرحام .

زين النعم : صلة الرحم .

صلة الرحم : من أحسن الشيم .

صلة الأرحام : من أفضل شيم الكرام .

من الكرم : صلة الرحم .

من أفضل : المروءة ، صلة الرحم .

لا يكونن : أخوك على قطيعتك ، أقوى منك على صلته .

إن الرحم : إذا تماست تعاطفت .

بصلة الرحم : تستدر النعم .

حراسة النعم : في صلة الرحم .

زيادة الشكر : و صلة الرحم ، تزيدان النعم ، و تفسحان في الأجل .

صلة الرحم : تدر النعم ، و تدفع النقم .

صلة الرحم : منماة للعدد ، مثراة للنعم .

صلة الرحم : تسوء العدو ، و تقي مصارع السوء .

صلة الأرحام : تثمر الأموال ، و تنسأ في الآجال .

صلة الرحم : توجب المحبة ، و تكبت العدو .

صلة الرحم : توسع الآجال ، و تنمي الأموال .

صلة الأرحام : مثراة في الأموال ، رافعة للأعمال .

صلة الرحم : تنمي العدد ، و توجب السؤدد .

صلة الرحم : عمارة النعم ، و دفاعة النقم .

في صلة الرحم : حراسة النعم .

غرر الحكم ص406ف3 ح9290 - 9314 .

 

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :

الشرف : اصطناع العشيرة .

أكرم : ذوي رحمك ، و وقر حليمهم ، و احلم عن سفيههم ، و تيسر لمعسرهم ، فإنهم لك نعم العدة ، في الشدة و الرخاء .

بر الرجل : ذوي رحمه صدقة .

عليكم : بصنائع الإحسان ، و حسن البر بذوي الرحم و الجيران ، فإنهما يزيدان في الأعمار ، و يعمران الديار .

غرر الحكم ص407ف3 ح9328 - 9338 .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ مَنْ‏ أَحَبَ‏ : أَنْ‏ يُوَسَّعَ‏ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.

مشكاة الأنوار ص166ف25 .

 

 وَ قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمِ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ بِخِلَالٍ ، إِنْ تَمَسَّكْتَ بِهِنَّ لَمْ تَزَلْ سَيِّداً .

ابْسُطْ خُلْقَكَ‏ : لِلْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ ، وَ أَمْسِكْ جَهْلَكَ عَنْ الْكَرِيمِ وَ اللَّئِيمِ .

وَ احْفَظْ إِخْوَانَكَ :

وَ صِلْ أَقَارِبَكَ

وَ آمِنْهُمْ مِنْ قَبُولِ سَاعٍ ـ أَوْ سَمَاعِ بَاغٍ ، يُرِيدُ إِفْسَادَكَ ، وَ يَرُومُ خِدَاعَكَ .

وَ لْيَكُنْ إِخْوَانُكَ : مَنْ إِذَا فَارَقْتَهُمْ وَ فَارَقُوكَ ، لَمْ تَغْتَبْهُمْ وَ لَمْ يَغْتَابُوكَ.

كشف الريبة ص47 .

و من دعاء علي بن الحسين عليه السلام :

إِلَهِي وَ سَيِّدِي : ارْحَمْنِي مَصْرُوعاً عَلَى الْفِرَاشِ تَقْلِبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي ، وَ ارْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُغَسِّلُنِي صَالِحُ جِيرَتِي .

وَ ارْحَمْنِي مَحْمُولًا

قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ

أَطْرَافَ جَنَازَتِي .

وَ ارْحَمْ فِي ذَلِكَ الْبَيْتَ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِي وَ وَحْدَتِي وَ غُرْبَتِي‏ ....

الدعوات للراوندي ص179ح496 .

 



حرمة وآثار قطيعة الرحم :

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : في ذم قطيع الرحم وتقبيحه ، وقد لا تجد أشد سوء وعقوبة عند الله لأهل قطيعة الرحمة :

قال علي بن أبي طالب عليه السلام :

أقبح المعاصي : قطيعة الرحم ، و العقوق .

جانبوا : التخاذل و التدابر ، و قطيعة الأرحام .

بقطيعة الرحم : تستجلب النقم .

حلول النقم : في قطيعة الرحم .

في قطيعة : الرحم ، حلول النقم .

قطيعة الرحم : تجلب النقم .

قطيعة الرحم : تزيل النعم .

قطيعة الرحم : من أقبح الشيم .

ليس : مع قطيعة الرحم ، نماء .

ليس : لقاطع رحم ، قريب .

ليس : من الكرم ، قطيعة الرحم .

من ذا الذي : يرجو فضلك ، إذا قطعت ذوي رحمك .

ما آمن : بالله ، من قطع رحمه .

غرر الحكم ص407ف3 ح9315 - 9327 .

 

وقال عليه السلام :

 عَدَاوَةُ الْأَقَارِبِ‏ ، أَمَضُّ مِنْ لَسْعِ الْعَقَارِبِ.

 عيون الحكم و المواعظ لليثي ص339ح5775ف5 .

يا طيب : فلا تقطع رحمك فضلا من أن تعاديهم ، فتكون أقبح أذية من أشد الحيوانات لسعا ، ولا تعمل على ما ويوجب قطيعتهم ، بل برهم وأستجلب ودهم بالمحبة والمودة والإحسان .

 

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

 مَا مِنْ ذَنْبٍ : أَجْدَرَ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، مِنَ الْبَغْيِ ، وَ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ .

كشف الريبة ؛ ص47

 

وقال الإمام علي عليه السلام :

 لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ : قَاطِعٌ .

قيل : قاطع بين الناس و هو النمام ، و قيل : قاطع الرحم‏ .

رب : عشير ، غير حبيب .

رب : قريب ، أبعد من بعيد .

من جفا : أهل رحمه ، فقد شان كرمه .

غرر الحكم ص407ف3 ح9328 - 9338 .

يا طيب : لعله تجد في هذه الأحاديث قطعية الرحم مثل الشرك ، فإنه لا يدخل الجنة قاطع رحم ، ولعله بل بيقين معناه وإن صام وصلى و عمل الخير .

 

 



التحذير من التعصب الجاهلي والبغي

  بتوسط القرابة والفخر بهم

 

يا طيب : عرفنا معرفة حقة بأنه يحسن ويستحب بل يجب صلة الرحم ، وهي تنمي العدد وتزيد بالرزق وترضي الرب ، وعبودية لله لأنه إطاعة لما أمر الله تعالى به من الإحسان لذوي القربى ، وقد عرفت بعض فضلها الكريم ، والآن نذكر :

تحذير وتنبيه : عن التعصب الجاهلي للأقرباء سواء عشيرة أو قبيلة بل وحتى التفاخر بالآباء ، وبالخصوص حين يكون الغرض منه التعالي على النجباء والمؤمنين وعباد الله الصالحين ، لأنه عرفنا إن الكرامة للعباد عند الله بالتقوى وأفضل التقوى هو التعارف والتعاون بين القبائل والعشائر والأفراد على البر والتقوى والإحسان بل والتواضع لعباد الله وبالخصوص المؤمنين منهم وأولي الرحم، لا للتفاخر عليهم و على الغير فضلا من البغي بالقرابة واستنصارهم على الظلم للعباد وأخذ حقهم أو ظلمهم بأي نوع من الظلم .

ولذا يا طيب : حان الآن أن نذكر في حرمة التفاخر والتعصب الجاهلي بالأقرباء والعشائر والقبائل :

 



آيات العشيرة بدون تقوى لا تنجي :

يا طيب : نضع هذه الآية نصب أعيننا وعليها نتعامل أولا ، ثم نراعي ما يجب الحرمة وحفظ الرحم ، بحيث يكون ملاكها التقوى :

قال الله عز وجل :

{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

 يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ

أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } المجادلة .

 

وقال الله تعالى :

{ لَن  تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ

وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ

وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)

 قَدْ كَانَتْ لَكُمْ  أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ  وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ

 إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ

رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)

رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً  لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) } الممتحنة .

وقال الله سبحانه :

{ فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ (33)

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ

مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)

 لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ (39)

وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41)  أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) } عبس .

وقال سبحانه وتعالى :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3)  تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ( المعارج5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبً (7)

 يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ (8)  وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)

يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ

لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ

 بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)

  وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13)

 وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14)

 كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)

 إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ( المعارج21)

 إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)

 وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ  حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)

وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)

 وَالَّذِينَ  هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)

 وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ  حَافِظُونَ (29) إِلَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى  وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)

وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32)

 وَالَّذِينَ  هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33)

 وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)

أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ  مُّكْرَمُونَ (35)

 فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ (39)

فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ  (41) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي  كَانُوا يُوعَدُونَ (44) } المعارج.

 

قال الله سبحانه وتعالى :

{ فَإِذَا نُفِخَ  فِي الصُّورِ

فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ

وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101)

فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  (102)

وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُو أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ

(103)} المؤمنون .

في هذه الآية الكريمة : تأكيد لما عرفنا من آية الشعوب والقبائل والتفاضل بالتقوى ، و فيها تحذير كريم ، وبيان جليل الخطب ، يجب مراعاته وحفظ حرمته والالتزام به ، وجعله مقياس للمحبة والتواصل ، وبتعاليمها يتم التناصر ورد الباغي والمعجب بنفسه وهله والظالم بكل أحوله وأحواله ، ولذا سبحانه ذم الفخر الباطل والتفاخر من دون أن يكون فيه دين وتقوى ، فقال سبحانه يذم قوم يتفاخرون بقرباهم الأموات فضلا عن الأحياء :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ  تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَ عَيْنَ  الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } التكاثر.

وخلاصة القول قوله تعالى كأية قبائل التقوى :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ  وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) } العصر .

يا طيب : السورتان أعلاه جاء في القرآن واحدة بعد الأخرى ، في حين إن الأولى تنهى التفاخر بالأنساب والقربى بنهي شديد ، السورة بعدها تدفع توهم المفارقة وتنهى عن الابتعاد عن القرابة ومطلق العباد ، وضرورة نصر المؤمنين والتواصي بالحق وبالخصوص لذوي القربى ، لأنه ستأتي آيات وروايات كثيرة بأنه يجب نصر القربى بالحق كما ينصر الغير بالحق ، والقربى ضرورة لها الوصية الأولى سواء أرث أو تعليم حق أو عمل صالح أو بر وخير ومعروف وتعارف بمعاملة نافعة أو هدية أو أي يشيء يوجب المحبة والمودة على الإيمان والهدى .

ويا طيب : لو تدبرت بالسورتين لرأيت كأنها تفصيل وشرح وتفسير للآية الكريمة  { يا أيها الناس إنا  خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}.

ونصر ذوي الرحم : بالحق والعدل هو دين الله ويجب أن يلتزم به المؤمن ليفلح في الدنيا والآخرة ، وبه يفوز برضوان الله وينجو من كل وسواس الشيطان والفخر وما يوجبه من التكبر والاعتزاز بالنفس ، ويرى أن أي إنسان كان وأضعف إنسان موجود وأفقر إنسان معدم إن كان أكثر منه تقوى يكون أفضل منه ، ويجب عليه تقديره واحترامه وحفظ كرامته ونصره وتأييده ، لأنه أقرب لله تعالى منه وأكثر تقديرا عند الخالق سبحانه ثوابا ومحبة وشرفا وعزة .

وبهذا يا طيب : أتضح لنا الفرق بين التفاخر بالأنساب وحرمته ، وبين التعاون

ونصر ذوي الرحم والقربى والاعتزاز بهم بالحق وصلتهم بالبر والإحسان ووصلهم بما يمكن وصله ولو بسلام وتحية بل والتفضل بما من الله به علينا ما استطعن فإنه تنمي الإيمان والأعمال والعمر والرزق وبها كل خير وبركة عجلا وأجلا .

 





أحاديث الفخر والكبر

 

يا طيب : هذه معارف مختصر في أسباب الفخر بالحسب والنسب مم يوجب التكبر على العباد ، وهو محرم مهما كان ، إلا أن يكون بيان لما يوجب المحبة للإيمان بالله ورسوله والمؤمنين .

 

معنى الحسب والنسب :

يا طيب : قيل (و لا حسب أبلغ من الادب) قيل الادب وضع الاشياء موضعها و لا يتحقق ذلك الا بالعلم و العمل .

 و الحسب : الشرف بالآباء ، و ما يعده الانسان من مفاخرهم .

و قيل الحسب : هو الشرف المكتسب في الرجل ، و ان لم يكن آباؤه أشرافا ، و الغرض منه الترغيب الى تحصيل الادب لأنه أشرف الكمالات للإنسان و أكمله ، و التزهد في التفاخر بشرف الاباء لأنه اعتباري لا نصيب فيه للولد حقيقة، و الايماء الى أن الاباء ينبغي أن يورثوا الآداب.

و الفخر: ادعاء العظمة و الكبر و الشرف.

 و قيل: التطاول على الناس بتعديد المناقب.

 

ما يجوز التفاخر به :

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 يَنْبَغِي : أَنْ يَكُونَ التَّفَاخُرُ :

بِعُلُوِّ : الْهِمَمِ ، وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَمِ ، وَ الْمُبَالَغَةِ فِي الْكَرَمِ .

لَا : بِبَوَالِي الرِّمَمِ ، وَ رَذَائِلِ الشِّيَمِ .

عيون الحكم و المواعظ لليثي ص555ب29ح10223.

بوالي الرمم : الأموات ، ورذائل الشيم الفخر بالمعاصي والبغي .

 

حرمة الفخر والتكبر :

 عن أبي حمزة الثمالي قال : قال علي بن الحسين عليه السلام :‏

 عَجَباً : لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ ، الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً ، ثُمَّ هُوَ غَداً جِيفَةٌ .

الكافي ج2ص328ب134ح1 .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

‏ آفَةُ الْحَسَبِ : الِافْتِخَارُ وَ الْعُجْبُ.

الكافي ج2ص328ب134ح2 .

 

وعن عقبة بن بشير الأسدي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أنا عقبة بن بشير الأسدي ، و أنا في الحسب الضخم من قومي .

قال فقال : مَا تَمُنُّ عَلَيْنَا بِحَسَبِكَ ، إِنَّ اللَّهَ :

رَفَعَ بِالْإِيمَانِ : مَنْ كَانَ النَّاسُ يُسَمُّونَهُ وَضِيعاً ، إِذَا كَانَ مُؤْمِناً .

وَ وَضَعَ بِالْكُفْرِ : مَنْ كَانَ النَّاسُ يُسَمُّونَهُ‏ شَرِيفاً إِذَا كَانَ كَافِراً .

فَلَيْسَ لِأَحَدٍ : فَضْلٌ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِالتَّقْوَى‏  .

الكافي ج2ص328ب134ح3 .

 

عن عيسى بن الضحاك قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

عَجَباً : لِلْمُخْتَالِ الْفَخُورِ ، وَ إِنَّمَا خُلِقَ مِنْ نُطْفَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ جِيفَةً ، وَ هُوَ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ لَا يَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِهِ‏ .

الكافي ج2ص329ب134ح4 .

 

 عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 أتى : رسول الله صلى الله عليه وآله رجل ، فقال : يا رسول الله أن فلان بن فلان حتى عد تسعة .

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : أَمَا إِنَّكَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ  .

الكافي ج2ص329ب134ح5 . على اعتبار أنهم كانوا كفار وهو متكبر مفتخر بهم .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ آفَةُ الْحَسَبِ : الِافْتِخَارُ.

الكافي ج2ص329ب134ح6 .

روى الصدوق في العيون : عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول‏ :

مَنْ أَحَبَّ : عَاصِياً ، فَهُوَ عَاصٍ .

 وَ مَنْ أَحَبَّ : مُطِيعاً ، فَهُوَ مُطِيعٌ .

وَ مَنْ أَعَانَ : ظَالِماً فَهُوَ ظَالِمٌ ، وَ مَنْ خَذَلَ عَادِلًا فَهُوَ ظَالِمٌ .

إِنَّهُ لَيْسَ : بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ .

وَ لَا يَنَالُ : أَحَدٌ وَلَايَةَ اللَّهِ إِلَّا بِالطَّاعَةِ .

وَ لَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

ايتُونِي بِأَعْمَالِكُمْ :

لَا بِأَحْسَابِكُمْ وَ أَنْسَابِكُمْ‏ .

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏ : { فَإِذَا نُفِخَ  فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (المؤمنون103) تَلْفَحُ  وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104) ‏ } المؤمنون .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏2ص235ب58ح7 . باب قول الرضا عليه السلام لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه و قوله فيمن يسيء عشرة الشيعة من أهل بيته و يترك المراقبة .

 

عن موسى بن نصر الرازي : قال رجل للرضا عليه السلام :

 وَ اللَّهِ : مَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ‏ أَشْرَفُ‏ مِنْكَ أَباً .

فقال عليه السلام : التَّقْوَى شَرَّفَهُمْ ، وَ طَاعَةُ اللَّهِ أَحْظَتْهُمْ .

فَقَالَ لَهُ آخَرُ : أَنْتَ وَ اللَّهِ خَيْرُ النَّاسِ .

فَقَالَ لَهُ : لَا تَحْلِفْ يَا هَذَا ، خَيْرٌ مِنِّي مَنْ كَانَ أَتْقَى لِلَّهِ تَعَالَى وَ أَطْوَعَ لَهُ .

وَ اللَّهِ : مَا نُسِخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : { وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ‏ } .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص236ب58ح10 .

 

عن السري بن خالد عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام عن‏

آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : قال لعلي عليه السلام :

 يا علي : أوصيك بوصية فاحفظها عني .

فقال له علي : يا رسول الله أوص ، فكان في وصيته أن قال :

إِنَّ الْيَقِينَ : أَنْ لَا تَرْضَى أَحَداً بِسَخَطِ اللَّهِ ، وَ لَا تَحْمَدَ أَحَداً عَلَى مَا آتَاكَ اللَّهُ ، وَ لَا تَذُمَّ أَحَداً عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ ، فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ ، وَ لَا يَصْرِفُهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ ، إِنَّ اللَّهَ بِحُكْمِهِ وَ فَضْلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الْفَرَحَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا ، وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ .

يَا عَلِيُّ : إِنَّهُ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ، وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ ، وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ ، وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ ، وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَ لَا وَرَعَ كَالْكَفِّ .

وَ لَا حَسَبَ : كَحُسْنِ الْخُلُقِ .

وَ لَا عِبَادَةَ كَالتَّفَكُّرِ .

يَا عَلِيُّ : آفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ ، وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ ، وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ ، وَ آفَةُ الظَّرْفِ الصَّلَفُ ، وَ آفَةُ السَّمَاحَةِ الْمَنُّ ، وَ آفَةُ الشَّجَاعَةِ الْبَغْيُ ، وَ آفَةُ الْجَمَالِ الْخُيَلَاءُ.

وَ آفَةُ الْحَسَبِ الْفَخْرُ .

يَا عَلِيُّ : إِنَّكَ لَا تَزَالُ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي ، أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ‏.

المحاسن للبرقي ج1ص16ب10ح47 .

عن أبي حمزة الثمالي قال : قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام :

 عجبا : للمتكبّر الفخور؟

 الّذي كان : بالأمس نطفة ، ثمّ هو غدا جيفة .

وقال المازندراني في بيانه :

قوله : عجبا للمتكبر الفخور ، الّذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة .

 و في الخبر الآتي : عن أبى جعفر الباقر عليه السلام :

 عجبا : للمختال الفخور ، و انما خلق من نطفة ، ثم يعود جيفة .

و هو : فيما بين ذلك ، لا يدرى ما يصنع به.

 

 و قال أمير المؤمنين عليه السلام :

ما لابن آدم : و الفخر ، أوله نطفة ، و آخره جيفة ، لا يرزق نفسه ، و لا يدفع حتفه .

 و فى طريق العامة عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال:

 قال اللّه تعالى : خلقتكم من التراب ، و مصيركم الى التراب .

فلا تتكبروا : على عبادي في حسب و لا مال ، فتكونوا على أهون من الذر .

و انما تجزون : يوم القيامة بأعمالكم

لا بأحسابكم .

و ان المتكبرين : في الدنيا ، أجعلهم يوم القيامة مثل الذر يطأهم الناس .

 ( والذر يعني : بأحجام صغيرة تضيق على أرواحهم فيستصغرون أنفسهم )

و معنى الجميع : إن في الإنسان كثيرا من صفات النقصان ، فلا يليق بشخص أن يفتخر على غيره من الإخوان .

و فيه إشعار :

بأن دفع هذا المرض : المهلك ، واقع تحت اختيار العبد .

و علاجه : مركب من أجزاء علمية و عملية :

 أما العلمية :

فبأن يعرف اللّه : و توحيده في ذاته و صفاته و أفعاله .

و أن يعلم : أن كل موجود سواه مقهور مغلوب عاجز ، لا وجود له إلا بفيض جوده و رحمته ، و أن الانسان مخلوق من أكثف الأشياء و أخسها و هو التراب ، ثم النطفة النجسة القذرة ، ثم العلقة ، ثم المضغة ، ثم العظام ، ثم الجنين الّذي غذاه دم الحيض ، ثم يصير في القبر جيفة منتنة ، يهرب منه أقرب الناس إليه‏ .

و هو : فيما بين ذلك ، ينقلب من طور الى طور، و من حال إلى حال ، من مرض إلى صحة ، و من صحة إلى مرض إلى غير ذلك من الأحوال المتبادلة ، و هو لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا ، و لا موتا و لا حياة و لا نشورا.

 و أن يعلم : أنه يبقى في البرزخ وحيدا فريدا منقطعا ، ل يدرى ما يفعل به ، و أنه يقوم من مرقده عند قيام الساعة بين يدى العليم الخبير ، الّذي لا يعزب عنه مثقال ذرة ، فينبئه بما عمله من صغير و كبير ، و أنه لا يدري مآل أمره هناك ، هل هو الى الجنة أو الى النار .

و أن يعلم : أن استكمال كل شيء سواء كان طبيعيا أو اراديا ، لا يتحقق الا بالانكسار و الضعف ، فإن العناصر ما لم تنكسر سورة كيفياتها الصرفة ، لم تقبل صورة كمالية حيوانية أو إنسانية ، و البذر ما لم يقع في التراب و لم يقرب من التعفن و الفساد لم يقبل صورة نباتية ، و لم تخرج منه سنبلة ذات حبات و ثمرة ، و ماء الظهر ما لم يصر منيا منتنا ، لا يقبل صورة إنسانية قابلة للخلافة الربانية .

فمن حصلت له : هذه العلوم و المعارف و أمثالها ، و صارت ملكة له ، أمكنة التحرز من التكبر و الفخر .

 

 و أما العملية :

 فهي المداومة : على التواضع ، لكل عالم و جاهل ، و صغير و كبير، و المواظبة على الانكسار و العجز ، و الاقتداء بطريقة المتواضعين من الأنبياء و المرسلين ، و الاهتداء بسنة الائمة الطاهرين عليهم السلام ، و غيرهم من الأخيار الصالحين ، فإن من تتبع سيرتهم و حسن معاشرتهم مع الخلائق ، وجد أنهم كانوا متواضعين في جميع الأحوال .

 

 



ثم الّذي يبعث المتكبر على التكبر أمور:

الأول : النسب .

فإن كان : افتخاره به ، باعتبار أن أباه كان حاكما ، فليعلم أن كل حاكم غير معصوم فهو طاغوت كما ورد به الخبر، و كل طاغوت من أهل النار ، فوجب البراءة منه ، فكيف يفتخر به .

و إن كان : باعتبار ، أنه كان ذا مال ، فليعلم أن المال ليس من الكمالات التي يقع بها الافتخار ، بل ورد ذمه في كثير من الأخبار ، و على تقدير أن يكون كمالا ، كان ذلك الكمال لأبيه لا له ، و العاقل لا يفتخر بكمال غيره .

و ان كان : باعتبار أنه كان خيرا ، أو فاضلا عالما ، فليعلم أن ذلك الكمال كان لأبيه ، و هو بريء منه ، و يتوجه إليه ما قيل: ( ما معناه

إذا لم يكن في الولد نياشين الأب

يقال له أنت ليس ولده بل أجنبي )

 على أنه : لو حضر أبوه ، و قال له : الشرف الّذي تدعيه و تفتخر به كان لي ، فما لك من شرف تفتخر به ، فهو يعجز عن الجواب و يسود وجهه ، و يستحق أن يقال له:

إن افتخرت بآباء مضوا سلفا

قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدا

 ثم لما كان : نظره إلى الأصل ، كان أصله القريب أولى بالنظر إليه ، و هو النطفة القذرة النجسة المنتنة ، و قد أشار سبحانه إلى أصل الانسان و نسبه بقوله‏ : { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ } .

 فمن كان : هذا أصله و نسبه ، لا يليق به التكبر و الافتخار.

 

الثاني الحسن و الجمال :

و هو صفاء : ظاهر البدن بالتناسب في الصور و الأشكال ، فإن أفتخر به.

 فليعلم : أنه قد يزول بأدنى الأمراض و الأسقام ، و ما هو في عرضة الزوال ليس بكمال يفتخر به .

و لينظر أيضا : إلى أصله مما خلق منه من نطفة ، ثم من علقة ثم من مضغة، و الى ما يصير إليه في القبر من جيفة منتنة ، و إلى ما في باطنه من الخبائث المكدرة لطبعه ، مثل الأقذار التي في جميع اعضائه ، و الرجيع الّذي في أمعائه ، و البول الّذي في مثانته ، و المخاط الّذي في أنفه ، و الوسخ الّذي في أذنيه ، و الدم الّذي في عروقه ، و الصديد الّذي تحت بشرته ، إلى غير ذلك من المقابح و الفضائح .

فاذا عرف هذا : لم يفتخر بجماله ، الّذي هو كخضراء الدمن.

 

الثالث : القوة و الشجاعة :

فمن أفتخر بها : فليعلم أن الّذي خلقه هو أشد منه قوة ، و أن الأسد و الفيل أقوى منه ، و أن أدنى العلل و الأمراض تجعله أعجز من كل عاجز ، و أذل من كل ذليل ، و أن البعوضة لو دخلت في أنفه أهلكته ، و لم يقدر على دفعه .

فاذا عرف : هذه الأمور حق المعرفة ، علم أنه لا يليق به الافتخار بالقوة.

 

الرابع والخامس: الغنى و الثروة :

الخامس : كثرة الأتباع و الأنصار ، و العشيرة ، و قرب السلاطين و الاقتدار من جهتهم .

و الكبر و الفخر : بهذين السببين ، أقبح .

لأنه : بأمر خارج عن ذات الأنسان و صفاته ، فمن تكبر و افتخر .

فليعلم : أنه لو تلف ماله أو غصب أو نهب ، أو تغير عليه السلطان و عزله ، لبقى ذليلا عاجزا ، و إن الفرقة اليهودية و الفرنكية و أضرابهم أكثر منه أموالا و جاها .

فاذا علم هذا : علم أن التكبر بهما في غاية الجهل .

و قد حكي : أن رجلا من رؤساء اليونان ، أفتخر على عبد حكيم .

فقال العبد : سبب افتخارك عليّ ، إن كانت هذه الأثواب الفاخرة التي لبستها فالحسن و الزينة فيها لا فيك ، و ان كان هذا الفرس الّذي أنت عليه فالفراهة و الكمال فيه لا فيك ، و إن كان فضل آبائك فالفضل إن كان ، كان فيهم ل فيك ، فلو أخذ كل ذي فضل فضله بقيت لا شيء و بلا فضيلة ، فمن أنت حتى تفتخر علي .

 

السادس : العلم :

و هذا السبب : أعظم الاسباب و أقواها ، فإنه كمال نفساني ، له قدر عظيم عند اللّه تعالى و عند الخلائق ، و صاحبه معظم عند جميع المخلوقات ، كما دل عليه صريح الروايات .

و لهذا قيل : إذا ذل العالم ، ذل بذله العالم .

فإذا تكبر العالم : و أفتخر .

فليعلم : أن خطر أهل العلم ، أكثر من خطر أهل الجهل .

و أن اللّه تعالى : يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم .

 و ان العصيان : مع العلم ، أفحش من العصيان مع الجهل .

و أن عذاب العالم : أشد من عذاب الجاهل .

و أنه تعالى : شبه العالم الغير العامل تارة بالحمار و تارة بالكلب .

و أن الجاهل : أقرب إلى السلامة من العالم لكثرة آفاته .

و أن الشياطين : أكثرهم على العالم .

و سوء العاقبة : و حسنها ، أمر لا يعلمه الا اللّه سبحانه ، فلعل الجاهل يكون أحسن عاقبة من العالم .

و أن العالم : ينبغي أن يكون مستغرقا في شهود الحق ، لا يلاحظه غيره فضلا أن يتكبر و يفتخر عليه .

و ان الكبرياء : رداء اللّه و مختص به .

و أن المتكبر : ممقوت عند اللّه تعالى ، و معذب في الآخرة.

 كما قال تعالى‏ : { أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ } .

 و أن الكلب و الخنزير : أحسن حالا من أهل جهنم .

فإذا علم : هذه الامور بعين اليقين ، و تأمل فيها تأملا صادق أنيقا ، و نظر إليها نظرا دقيقا ، أمكن له التخلص من رذيلة الافتخار ، و النجاة من معصية الاستكبار.

 

السابع : العبادة و الورع و الزهادة :

و هي أيضا : فتنة عظيمة .

و علاجها : صعب .

لكن من‏ كان : ذاته لطيفا ، و طبعه شريفا ، و ذهنه زكيا ، و عقله نقيا ، أمكنه أن يعالجها بحسن التدبير ، و لطف التصوير .

بأن يتصور : أنه لا ينبغي له الفخر و التكبر على من تقدمه في العلم ، لما فيه من فضيلة العلم .

الّذي قال اللّه تعالى في تعظيمه‏ : { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ } .

 و قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : و لا يبلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ، ما بلغ العاقل  .

 و لا على : من تأخر عنه في العلم ، إذ لعل قليل علمه يكون مقبولا ، و كثير علمه يكون مردودا .

و لا على الجاهل و الفاسق : إذ قد يكون لهما خصلة خفية ، و صفة قلبية موجبة لمحبة الرب و رحمته ، و لو فرض خلوهما عن جميع ذلك بالفعل ، فلعل الأحوال في العاقبة تنعكس ، و قد وقع أمثال ذلك كثيرا .

و لو فرض : عدم ذلك‏ ، فليتصور أن تكبره في نفسه شرك ، فيحبط عمله ، فيصير هو في الآخرة مثلهم ، بل أقبح منهم .

و اللّه هو المستعان : و إنما بسطنا الكلام ، لأن في أحاديث هذا الباب إشارة اجمالية إلى ما ذكرنا ، تظهر لمن تأمل فيها تأملا دقيقا.

شرح الكافي  باب الفخر و الكبر للمولى صالح المازندراني ج9ص348ح1 .

 

العزة لله ورسوله وللمؤمنين

يا طيب : بعد هذه المعرفة الكريمة في سبب التفاخر ومذمته بأي صورة كانت ، فأعلم إنه العزة والكرامة كلها ،  كما قال سبحانه :

{ وَلاَ يَحْزُنكَ  قَوْلُهُمْ

إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)} يونس .

{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ

 وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)} المنافقون.

وإنما معرفة النسب : والقرابة وصلة الرحمة ، هو لما أمر الله به ، أي لكي يتعارفوا ويتعاونوا ، ويقيموا حدود الله ونشر دينه ونصر الحق من هداه ، وتعلم تعاليمه وتطبيقها وإقامة العبودية لله سبحانه ، ومنها التواصل بالخير ، وإقامة ما يوجب المحبة والتألف والتناصر بالحق والعدل والإحسان ، ورفع حاجة المحتاج ، ورد مظلمة الظالم ، وغيرها مما حببه الله لنا في دينه وأوجبه في هداه ، ولذ في الخبر : تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم .

وقد وردت أخبار : بأن الرحم حتى سبعة أظهر ، بل حتى أربعين ظهرا ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله .

ولو لم تكن هذه الآية في قوله تعالى لكفانا معرفة توصية الله واستحباب صلة الرحمة كما قال سبحانه :

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ

الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَ رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء

وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ

وَالأَرْحَامَ

إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

(1) } النساء .

ثم ذكر الله سبحانه : في سورة النساء كثيرا من آداب الصلة وحسنها والبر وفضله ، ثم ذكر كيفية التوارث وحصص الأقرباء ، كما أن توجد تعاليم إسلامية تحمل الدية للأقرباء والعشيرة وكيف تقسم عليهم ، مما يدل ضرورة المعرفة بالنسب والالتزام به ، حتى تتم به بعض أحكام الإسلام ، بل من أهمها .

كما أنه من أكبر مناهي الله تعالى :

هو حرمة قطع الرحم  كما عرفت وكما قال سبحانه :

{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

وَتُقَطِّعُوا  أَرْحَامَكُمْ (22) } محمد .

صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم : ونحن على ذلك من الشاهدين والشاكرين ، والعياذ بالله من قطع الرحم وهجره بأي صورة كانت لا ترضي الله ورسوله ، وجعلنا الله واياكم من المؤمنين الذين يصلون أرحامهم والخصوص ذوي القربى ، وأقرب القربى كما سترى الله هو أقرب لنا من حبل الوريد ، والله سألن مودة القربى للنبي وآله كما سترى في الموضوع الآتي .

فيا طيب : بعد معرفة القرى والرحم الديني للعشيرة والقبيلة لنتعارف ونتعاون على البر والتقوى ، وحرمة الهجران ، حان الآن أن نذكر مقال بسيط في صلة أرحم رحم لنا أخرجنا من الظلمات إلى النور بإذن الله وهو رحم رسول الله وقرباه وأن لا نقطعهم ، فننقطع عن رحمة الله وهداه ودينه وكل تعاليمه ، فتدبر .

 

 





آيات القربى :

يا طيب : إن آيات القربى وصلة الرحم كثيرة في القرآن الكريم ، وبالخصوص الوالدين ، وقد قال الله تعالى يحث عليهم بعد توحيده وسيأتي الكلام فيها في معنى أولاد علي عليه السلام .

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ

لاَ  تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى

وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ

وَقُولُواْ لِلنَّاسِحُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ  وَآتُواْ الزَّكَاةَ

ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (83) } البقرة.

يا طيب : لا وصية أشد من هذه الوصية للقربى بعد الوالدين وعبودية الله ، فهي من دين الله سبحانه وهو من أشد ما ويوصل لرحمة الله بل الرحم من الرحمة الممتدة من الله لعباده .

ويا طيب : التأكيد معرفة معنى حب القربى ، يجب أن توصل بحب رسول الله وآله صلى الله عليهم وسلم ، ولمعرفة بعض التفصيل نتدبر في ما :

قال الله تبارك وتعالى :

{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ  فِي كُلِّ أُمَّةٍ

شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ

وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ

وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى

وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) 

وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ  وَلاَ تَنقُضُواْ  الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ  جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً  إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)

وَلاَ تَكُونُواْ   كَالَّتِي  نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا  تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ

أَن تَكُونَ أُمَّةٌ   هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ

 إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ  اللّهُ بِهِ 

وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)

وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً

وَلكِن  يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93)

....

مَنْ  عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) } النحل .

 

يا طيب : إن الآيات أعلاه ، وإن كانت من آيات الإمامة الصريحة ، وبالتدبر بها نعرف أن الهدى والدين عند قربى النبي الأكرم ، وهم الشهداء إمام بعد إمام في كل الزمان إلى يوم القيامة ، وهم من الناس ومعهم كلا في زمانه .

ولذلك : لمناسبة الشهيد وهو شهيد الأعمال ووجوده في كل زمان كما في أول الآيات أعلاه والقربى تعود لشهادة رسول الله وشهيد من آله لأعمالن في كل زمان ، وهو إمام ذلك العصر والزمان ،  بما يكون بمستوى مقام النبي الأكرم ووصيا وخليفة بالحق له .

ولكون : إذا كنا مأمورين بحب القرابة ، فالله تعالى أمرن بقرابة النبي الأكرم في آية المودة ، وحبه صلى الله عليه وآله وسلم وحب قرابته أولى ، وبالخصوص بعد أن طهرهم الله تعالى في آية التطهير وصدقهم بآية المباهلة وأمر بودهم بآية المودة ، فضلا عن آيات الولاية والإمامة وغيرها .

وهذا هو : عهد الله تعالى ، وهو العدل في الحكم المطلوب في الآيات أعلاه ، من يحب بحق أن يتبع هدى الله الحق من أهل الصراط المستقيم المنعم عليهم بتعليم دين الله ، وبه يتخلص الإنسان عن الفحشاء والمنكر والبغي سواء في تعدي حدود الله أو في عبوديته مطلقا ، وبه يتم الثبات على الهدى بعد معرفته.

وعلو وفضل : آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، و تربية الله لهم واصطفائهم وتطهيرهم واجتبياهم واختيارهم لدينه وهداه .

 لا يعلو عليه شيء : ولا يربوا فوقه مقام ، و لا يجوز لن أن نحسدهم عليه لأنه نهى الله العبد عنه بقول تعالى :

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ  اللّهُ مِن فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ  وَالْحِكْمَةَ

وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) } النساء .

وآل إبراهيم عليه السلام : هم آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وفضل الله وملكه العظيم من الكتاب والحكمة لهم ، ولو تتدبر الآيات قبلها وبعده في سورة النساء وتطبقها مع الآيات أعلاه ، لتراها تحكي قصة واحدة في تعريف الإمامة والهدى لنبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين بعده صلى الله عليهم وسلم ، لقرابتهم منه وصفاء وجودهم ،  بين تكريمهم  وعزتهم عليه ، وأنه أختارهم الله واصطفاهم وطهرهم كما طهر كتابه فجعلهم الصادقون بكتابه والرسوخ بعلمه .

ولكن يا طيب :

 ظاهر الآيات : الأولى أعلاه ، لعامة الناس ، وبالخصوص حين النظر لها بدون تدبر ، أو مرسلة بدون تعمق .

وهو أنه يجب : أو يستحب استحباب مؤكدا ، أن يصل الإنسان قرابته .

ويودهم : ويلطف بهم ، وبالعدل والإحسان يتعامل معهم .

وكما عرفنا : في آية الشعوب والقبائل ، إنما خلقوا ليتعارفو فيتعاونوا ويتعاضدوا على تقوى الله وإقامة عبوديته بالحق .

 ولا يجوز للعبد : مهما كان في شأن وثروة ومال ، ومهما كان لهم من قرابة عزيزة وقوية وكثيرة الجاه .

أن يتبختر : على الناس ويغلظ لهم القول ،  فضلا عن قول الفحشاء لهم والانتقاص منهم .

فيقول : منكرا من القول غير مرضي لله تعالى ، فيبغي بالتقوي بحسبه ونسبه أو ماله وجاهه .

فيظلم : أو يدخله العجب ،  وما ذكر الله تعالى في الآيات أعلاه ، من مذمته وعقابه ومقته يكفي للبصير وصاحي الضمير .

فإنه مذموم جدا : ومحرم منهي عند الله سبحانه وتعالى ، أن يتكاثر الإنسان ويفتخر بعشيرته وقبيلته .

وبالخصوص : أن يكون في غير سبيل الله وبيان طاعتهم له ، وبدون غرض التوصل لإظهار المودة والتعاون والتآلف مع العباد .

ولتكون : نتيجته التعاطف ، هو لمعرفة الحق والتعبد لله بدينه الحق معهم .

فيكون : معرف الإنسان نسبه و أصوله ، هو أن يوصلهم ويتعاون معهم بما عنده وإعانتهم .

كما عرفنا في الآيات وحديث أمير المؤمنين عليه السلام .

فإنه سبحانه وتعالى : حرم التفاخر بالقبيلة والعشيرة بغير التعاون والمودة والإحسان بين العباد بمجموعهم، فضلا عما عرفنا عن حرمة الفحشاء والمنكر والبغي، قال عز وجل :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ  تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَ عَيْنَ  الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } التكاثر .

فإنها : نزلت في قوم تفاخروا وعدوا أحيائهم ، فتساووا ، فذهبو لمقابرهم يعدون أمواتهم فذمهم الله سبحانه وتعالى ، وقبح فعلهم .

وإذا عرفنا الآيات أعلاه : فلنتدبر بعض الأحاديث الشريفة عن آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، في هذا المعنى من حرمة التفاخر والبغي :

 

 



أحاديث القربى :

عن مسمع أبي سيار: أن أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام :

 كتب إليه في كتاب : 

أنظر : أن لا تكلمن بكلمة بغي أبدا .

و إن أعجبتك : نفسك ، و عشيرتك .

الكافي ج‏6ص631ب96ح5683- 2 .

وعن صفوان بن يحيى عن حنان قال :

سمعت أبي يروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :

كان سلمان : جالسا مع نفر من قريش في المسجد ، فأقبلوا ينتسبون ، و يرفعون في أنسابهم ، حتى بلغوا سلمان .

فقال له عمر بن الخطاب : أخبرني من أنت ، و من أبوك ، و م أصلك ؟

فقال : أنا سلمان بن عبد الله .

كنت : ضالا ، فهداني الله عز و جل بمحمد  صلى الله عليه وآله وسلم .

و كنت : عائلا ، فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

و كنت : مملوكا فأعتقني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

هذا : نسبي ، و هذا حسبي .

قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و سلمان رضي الله عنه يكلمهم .

فقال له سلمان : يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء ، جلست معهم فأخذوا ينتسبون و يرفعون في أنسابهم ، حتى إذا بلغوا إلي .

قال عمر بن الخطاب : من أنت ، و ما أصلك ، و ما حسبك ؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله : فما قلت له يا سلمان ؟

قال قلت له : أنا سلمان بن عبد الله .

كنت : ضالا ، فهداني الله عز ذكره بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

و كنت : عائلا ، فأغناني الله عز ذكره بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.

و كنت : مملوكا ، فأعتقني الله عز ذكره بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

هذا : نسبي ، و هذا حسبي .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يا معشر قريش :

إن حسب : الرجل دينه ، و مروءته خلقه ، و أصله عقله .

وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : { إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (13) } الحجرات .

ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان :

 ليس لأحد : من هؤلاء عليك فضل ، إلا بتقوى الله عز و جل .

و إن كان : التقوى لك عليهم ، فأنت أفضل .

الكافي ج8 ص181ح203 .

وأسأل الله تعالى : أن يلهمنا العلم والعمل بمعارفه وهداه الحق ، من المنعم عليهم بصراطه المستقيم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، ويجعلن من المتقين المخلصين له الدين ، فإنه هو ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين

تذكرة أخيرة لوصل القربى :

تتمة بيان لمعرفة الآيات أعلاه :

قال الله عز وجل :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ  وَالطَّاغُوتِ

وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51) 

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)

 أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ  يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53) 

أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ  

عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54)

فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ

وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) 

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ  الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)

وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي  مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (57)

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ

أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا

وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ 

إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ  سَمِيعً بَصِيرًا (58)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ

إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)} النساء.

والقرآن الكريم : كتاب الله وكلامه المقدس، وهو شرعه ودينه ، وبه سبحانه ، عرفنا من خصهم بالكرامة والكتاب والحكمة ، أولي القربى والمطهرون من آل محمد عليهم الصلاة والسلام .

 وإن من يحسدهم : ويبغي عليهم ، ويمنعهم من تعريف هداه ، ويصرف الناس عنهم ، بتسلطه على الحكم ، أو تعريف غيرهم أئمة وهداة للدين ، ثم يقول هم أهدى من آل محمد صلى الله عليهم سبيلا ، كما ترى في الآيات الأولى .

والإنسان المنصف : فضلا عن المؤمن ، ويجب أن يحكم بالعدل ويعرف أن الأمانة الإلهية وهي دينه وهداه ، عند من خصهم بالكتاب والحكمة ، ولا يعدل بهم أحد ، ويطيع الشهداء وأولي الأمر الذي خصهم الله بتعاليمه وعرفهم هداه ليعرفوه للعباد ، وبتطبيق الآيات بمجموعها ، نعرف أنه لابد لنا من إمام حق وولي أمر لله في عباده بعد رسوله وهو وصيه وخليفته بالحق وهو أرحم الرحم وأقرب القربى بأمر الله ، ولا يكون إلا من آل محمد صلى الله عليهم وسلم .

وفي ديوان الإمام علي عليه السلام :

كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَ اكْتَسِبْ أَدَباً

يُغْنِكَ   مَحْمُودُهُ   عَنِ     النَّسَبِ‏

فَلَيْسَ  يُغْنِي  الْحَسِيبَ    نِسْبَتُهُ

بِلَا   لِسَانٍ    لَهُ   وَ  لَا  أَدَبٍ‏

  ديوان أمير المؤمنين عليه السلام ص67 .

 















قبيلة الأنباريين في تأريخ العراق

صحيفة قبيلة الأنباريين

 

يا طيب : إن من أهم الكتب وأحسنها تقريبا بل قطعا ، هوالكتاب: موسوعة عشائر العراق ، لمؤلفه : عباس محمد العزاوي (ولد بقضاء الخالص في ديالى بالعراق 1890م/ 1307هـ - وتوفي ببغداد عام 1391 هـ / 1971 م) هو مؤرخ محام أديب عراقي، كان عضوا في عدة مجامع علمية، وقد بدا بكتابته وهو شابا تقريبنا في الثلاثين من عمره وأعتنى به في ما بقي منه ، وقد خصص الجزء الثالث كما كتب تحت عنوان ،  موسوعة عشائر العراق أهل الأرياف ، ويبحث في المنتفق ، وربيعة ، وكعب ، وإمارة كل منها ، وقيس ، وعبادة ، وبني تميم وبني هاشم ، وما يمت إليها من العدنانية أو يساكنهم من غيرها ، مع بيان أحوالهم العام وسائر ما يقربها فذكر في الجزء 3 صفحة 210 إلى صحفة  212 المطبوع بطبع الدار العربية للموسوعات و الكتاب مرقم آليا في المكتبة الشاملة ج3 ص 361 ، فهو بعد أن ذكر عشائر ربيعه قال ومنهم :

5 - الانباريون:

كانوا يسكنون :  كرود قزاق على الفرات فى أنحاء المسيب ، ثم أقاموا في الحركاوي عند فتح نهر اليوسفية.

ونخوتهم : ( أولاد علي ) .

 ويرأسهم : خضير الحمادي السليمان ، وملا فياض ابن الحاج حسين.

وهم : أصحاب جمال وثراء ، وأهل عمل ، يستخدمون الفلاحين ليكونو سراكيلهم.

ويدعون : أن أصلهم من ربيعة من جنانة (كنانة) .

ومنهم : من يقول أصلهم يهود. هوّس عليهم الجدادة، " عتبك على الطارش ما جانا " أي لم يأتنا رسولك فعتابك عليه. و " خليني افرغ لك ييهودي " أي دعني أفرغ لك يايهودي. وأخرى: " وش جابك للبر ييهودي " ، والمحفوظ يهليجي أي ما جاء بك الى البر يا يهودي والعداء ظاهر.

ومنهم من يقول : كانوا في الانبار أيام الامام علي فكانوا وكلاءه .

إلى آخر ما قيل : مما يفسر بنبز للمعادين لهم.

 قال لي ذلك السيد هاشم الكيلاني. وقزاق من الاوقاف القادرية.

أفخاذهم :

 1 - البو سهيل. رئيسهم ملا فياض ابن حاجي حسين.

2 - البو شيخ علي. رئيسهم محمد المحسن.

3 - البو علوش. رئيسهم ابراهيم الحمد.

4 - البو حسن. رئيسهم خضير الحمادي.

5 - البو خدّام. رئيسهم علوان السليمان. وتوفي.

6 - البو حسين. رئيسهم ابراهيم المهجهج.

7 - البو عبد ربه. رئيسهم علوان السليمان.

8 - البو طهماز. رئيسهم ناصر العباس الحسين.

وأصل نخوتهم : جدهم الاعلى المسمى (عليا)، وان رئيسهم : المل فياض يتصل به. وهو ابن حاجي حسين بن سهيل بن محمد بن فرج بن حسن ابن علي.

 ومنهم : في ناحية السعدية وفى خانقين،  وبينهم مياح ورئيسهم جوامير ابن نكة.

ومنهم: 1 - البو حسين. رئيسهم ناصر أبو والده يسكنون فى كربلاء والحسينية.

2 - البو محسن. رئيسهم عيسى المحسن. يسكنون فى المسيب.

3 - العاكول. رئيسهم سعود الخضير. ومنهم فى قرية الرعايا.

4 - البو حردان. في شثاثة (عين التمر) فى قصر العين رئيسهم حمد العباس وتوفي وآلت الرئاسة الى ابنه محمد.

5 - البو شهاب. في محلة الأنباريين (محلة التل) فى الكاظمية.

هذا : ويطول بنا ذكر عشائر ربيعة المنتشرة في الانحاء العديدة. والمشهور ان عبودة وعبادة منهم ، وان عشائر ربيعة تولت رئاسة أكبر عشائر القرنة والهارثة وبني خيكان كما هو الشائع .

يا طيب : ومعنى السركال : عامية ، هو نائب شيخ العشيرة ، وفي معنى آخر هو المشرف على العاملين في زراعة الحقل الذي يمتلكه شيخ العشيرة. خلي انروح لبيت السركال ، وإن ما ذكر من المشاحنة ممن يقربهم بالسكن ، فإنه يلفظ بم يظهر بغضه وغضبه عليهم ، ولأنهم كما ذكر ونص عليه العزاوي بأنهم كانوا أغنياء وأصحاب ثروة وجمال يعني ثروة ومترفين مما يبين على حسن حالهم ومعيشتهم يصفهم المعادي باليهودي ، لأنه معروف أن اليهود كانوا في العراق تجار وأغنياء ، حتى كان في المثل في العراق يقال لمن ينفق بكثرة قاتل يهودي.

وأما مقال : نخوتهم أولاد علي عليه السلام ، وأنهم وكلائه فسيأتي المقال مع مع بعض التفصيل الآتي ، فإن كتاب العزاوي مبني على الاختصار ومجمل .

 

 







والي الإمام علي عليه السلام على الأنباري جد الأنباريين حسان البكري

 

صحيفة قبيلة الأنباريين

يا طيب : قال في كتاب الغارات : انّ علم الأنساب علم عظيم النّفع ، جليل القدر ، أشار الكتاب العظيم في آية : { وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا } ؛ إلى تفهّمه ، و قد صنّف النّاس في هذا الفنّ كتبا مختصرة و مطوّلة ، و مجملة و مفصّلة ، و اجتهدوا غاية الاجتهاد ، و بحثو عن الآباء و الأجداد ، امتثالا للحديث النّبويّ المنقول :

 تعلّموا : من أنسابكم ، ما تصلون به أرحامكم .

فانّ صلة الرّحم : منساة للأجل ، محبّبة في الأهل ، مثراة في المال‏ .

كتاب الغارات ج‏2ص 747 .

 

 



الاعتزاز بلقب الأنباري ليوم حسان :

يا طيب : قد كتبة مقال في محرم حول حسان البكري جد الأنباريين وهو رحمه الله والي أمير المؤمنين على الأنباري ، كما يتوارث هذا المعنى أحفاده وكل من ينتسب له منهم شيوخهم وباقي أفراد عشائرهم وكل شخص من قبيلة الأنباريين ، وحفظوه أب عن جد ، ولما كان المقال في محرم لأنه ذكرتني شهادة سيدي ومولاي سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء أبو عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام بشهادته ، فإنه حسان دافع عن وليه وإمامه ودينه ومذهبه حتى أستشهد كأصحاب الحسين عليه السلام ، وإن كان الفرق بين إمام ومأموم ولكن الحق يذكر فكتبت :

عظم الله أجوركم يا موالين : ويا أبناء العم الطيبين بمصابن بآل محمد الإمام الحسين عليه السلام وآله وصحبه :

أولا : لا يقاس بأل محمد أحد مهما كان ، ولا يوم حقا كيوم أب عبد الله الحسين عليه السلام يوم كربلاء ، والمصيبة بقدر المصاب به ، وهو سيد شباب أهل الجنة أجمعين ، وإمام معصوم واجب الطاعة حقا ، و سبط رسول الله وأمير المؤمنين أبوي هذه الأمة واقعا علما وعملا تربيتها وهدا ودينا ، ومن لم ينتسب لهم ولحبهم ويطيعهم لا قيمة له مهما كان أصله وفصله ، ومن لم يتبعهم من أهل النار حتم ، ولا حب له من مؤمن فضلا من الله تعالى يقينا .

 

ثانيا : نعتز ونحب الانتساب للأنباري ، لكون مصابه شبيه بمصاب الإمام الحسين عليه السلام وصحبه في كربلاء  ، لكونه أستشهد جدنا في طاعة آل محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين .

فلذا انتسب أحفاده إليه : وافتخروا بيومه واعتزوا بلقبه والتسمي به ، لأنه كان له موقف الصديقين والأصحاب المخلصين والأنصار الصابرين الثابتين ، ولم ترى له مثيل إلا في أهل بدر وهم قلة أمام كثرة ، ويوم حنين حين فر المسلمون وهم عشرة آلاف من المعركة ولم يثبت إلا سبعة أو عشر مع النبي وأمير المؤمنين ، ويوم الحسين وأنصاره النبلاء الشرفاء حتى استشهدوا كلهم .

 

ثالثا : أرجو من كل أنباري أن يقرأ المقال للأخير ثم يحكم ، وينشره ويحتفظ به ليعرف أصله وسبب تسميته بالأنباري .

 وستراه : إن شاء الله يحب الانتساب للأنباري بكل وجوده ، كما يحب الانتساب للحسين وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، لأنه كان في طاعتهم وإن سبب شهادته في الدفاع عن إمامتهم وولايتهم ، وهو العبد الصالح ، وهو كحبيب ابن مظاهر ، بل موقفه لعله أعلى لأنه كان قائد المعركة وإمامه في الكوفة ، وهو الثابت المقاوم الصابر الشهيد الوفي الصديق .

 

رابعا : أصل المقال والبحث الآتي في التعليقات الآتية للأخ الأستاذ أبو القاسم الأنباري ، ولكن الربط هنا والتخريج لخادمكم ، وإن كنت أعرف انتسابنا لحسان البكري صاحب الأنبار ويومها الشريف الكريم ، والمقاوم فيه مقاومة الأبطال الصابرين الشرفاء هو وصحبه الثلاثون الشهداء حقا ، وهو كالأنصار الشهداء مع الحسين سيد الشهداء عليهم السلام ، من قبل معرفتي بأبي القاسم حفظه الله.

 

خامسا : انتخابي لنشره في هذه الأيام لأن تشابه الواقعة بين يوم كربلاء ويوم الأنبار ، ويوم الأنباري ويوم سيد الشهداء سيدنا وسيده وإمامن وإمامه من وجه:

أولا : لأنه جدنا حسان أيضا طلب ممن لم يحب الثبات معه أن يترك ساحة المعركة وثبت وهو وثلاثون حتى الشهادة ، كما فعل الإمام الحسين ليلة العاشر .

ثانيا : إن أحد رواة واقعة الأنباري ، من الأزد ، وهو عفيف الأزدي وسيأتي ـ وهو كحسان في الأنبار ناصر أمير المؤمنين عليه السلام ، وعفيف من أنصار الإمام الحسين عليه السلام وإن كان في الكوفة ، وقصته الكريمة ومعركته وشهادته في يوم الثاني عشر من المحرم في الكوفة ، والذي قتله أبن زياد بعد معركة كريمة ،  وكان هذا الأزدي الذي نقل شهاد جدنا حسان وقد أستعفى وترك القتال والثبات حتى الشهادة ، ولكنه كان ناقلا للشهادة بتفصيل دقيق وكأنه كمن استعفى من الحسين عليه السلام ثم روى قصة كربلاء ولكنه نال الشهادة بعد حين وندم.

 وإن حسان البكري : خادم الأبي الحسين عليهم السلام ، ووالي من قبله على أستان الأنبار وما ولاها من عين التمر وهيت وتكريت وغيرها ، ومن المعلوم كانوا يولون في صدر الحكومة الإسلامية كل رئيس عشيرة على قومه وبني عمومته ، والكل ينسبوه لبكر بن وائل من ربيعة بن نزان العدناني ، فضلا عن كثير من القصص قبل الإسلام وحينه تعرف سكنهم الأنبار وأطرافها من المدن والبادية .

 

سادسا : كان شهادة حسان رحمه الله ، في  أواخر سنة 39 للهجرة ، وقد ولاه أمير المؤمنين عليه السلام الأنبار من أول حكومته ، وبقى والي للأنبار ما يقارب أربع سنوات هي مدة حكومة الإمام عليه السلام إلا أشهر حتى شهادته وهي قريب من أيام شهادة أمير المؤمنين عليه السلام أول سنة 40 للهجرة .

 

سابعا : حب الانتساب له تخليدا ليوم شهادته في الأنبار ، فكان يسأل الناس حين يتعرفوا بينهم ، من أي الأعمام أنت ، فإنه في الجواب كان كلا ينتسب لعشيرته وقومه ، ومن كان من ربيعة يقول ربعي فيسأل أكثر فيقول تغلبي أو قضاعي أو يشكري أو حنفي أو شيباني أو بكري أو غيرها .

 فيطلب : التفصيل أكثر لانتشار هذه العشائر وكثرتها أيضا .

 فيقولون : أبناء حسان ، أبناء الأنباري ، أي صاحب يوم الأنبار ، وهو يوم الثبات والصبر والشهادة في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق ، ونصر للهدى وبيان لواقع الدين الصادق علما وعملا عند آل محمد عليهم السلام ، ويوم لبيك ي حسين ويا أبا الحسين وجده وهدى الله ، ثم أخذوا أبناءه وأحفاده ينتشرون في الأرض مع الاعتزاز بهذه النسبة وحب الانتساب بها .

 

فتابع يا طيب : شهادته وما قال حينها  ، وما قال أمير المؤمنين وتدبر قولهم :

 



شهادة حسان وترحم أمير المؤمنين عليه :

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ : قَدْ أَتَانِي الصَّرِيخُ يُخْبِرُنِي ، أَنَّ أَخَا غَامِدٍ ، قَدْ نَزَلَ‏ الْأَنْبَارَ عَلَى أَهْلِهَا لَيْلًا ، فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ كَمَا يُغَارُ عَلَى الرُّومِ وَ الْخَزَرِ.

 فَقَتَلَ بِهَا عَامِلِي ابْنَ حَسَّانَ ، وَ قَتَلَ مَعَهُ رِجَالً صَالِحِينَ ذَوِي فَضْلٍ ، وَ عِبَادَةٍ وَ نَجْدَةٍ ، بَوَّأَ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ .

منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئي ج5ص254 .نهج السعادة للشيخ المحمودي ج2ص404 , موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ ج7ص12رقم2759 تخريج24 .

وكفى بهذا الوصف له شرفا ومنقبه ولأحفاده معزة وحب تخليده والانتساب إليه .

 

وكان أخر كلماته جدنا حسان قبل شهادته في يوم الأنبار :

عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَفِيفٍ‏ ( الأزدي ) قَالَ : وَ اللَّهِ ، إِنِّي لَفِي جُنْدِ الْأَنْبَارِ ، مَعَ أَشْرَسَ بْنِ حَسَّانَ الْبَكْرِيِ‏ .

إِذْ صَبَّحَنَا : سُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ فِي كَتَائِبَ ، تَلْمَعُ الْأَبْصَارُ مِنْهَا ، فَهَالُونَا وَ اللَّهِ ، وَ عَلِمْنَا إِذْ رَأَيْنَاهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا بِهِمْ طَاقَةٌ وَ لَا يَدٌ .

فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ : صَاحِبُنَا وَ قَدْ تَفَرَّقْنَا ، فَلَمْ يَلْقَهُمْ نِصْفُنَا ، وَ ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ فَأَحْسَنَّ قِتَالَهُمْ ، وَ اللَّهِ حَتَّى كَرِهُونَا ، ثُمَّ نَزَلَ صَاحِبُنَا .

 وَ هُوَ يَتْلُو قَوْلَهُ تَعَالَى‏ :

{ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ

وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ

وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) } الأحزاب.

 ثُمَّ قَالَ لَنَا : مَنْ كَانَ لَا يُرِيدُ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَ لَا يَطِيبُ نَفْساً بِالْمَوْتِ ، فَلْيَخْرُجْ عَنِ الْقَرْيَةِ مَا دُمْنَ نُقَاتِلُهُمْ ، فَإِنَّ قِتَالَنَا إِيَّاهُمْ شَاغِلٌ لَهُمْ عَنْ طَلَبِ هَارِبٍ ، وَ مَنْ أَرَادَ مَا عِنْدَ اللَّهِ ، فَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ .

ثُمَّ نَزَلَ فِي ثَلَاثِينَ رَجُلًا قَالَ : فَهَمَمْتُ وَ اللَّهِ بِالنُّزُولِ مَعَهُ ، ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي أَبَتْ ، وَ اسْتَقْدَمَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ ، فَلَمَّا قُتِلُو أَقْبَلْنَا مُنْهَزِمِينَ .

الغارات للثقفي ج2ص320 ، وعنه شرح نهج البلاغة ج1ص144  .

 

هذا وسيأتي تفصيل البحث بعض الشيء في التعليقات الآتية إن شاء الله .

 

وأسأل الله : لكم جميعا يا أبناء العم أن يحفظكم ويوفقكم لكل خير ويبارك بكم ويشكر سعيكم وحبكم لأهل البيت عليهم السلام ، وعظم الله أجوركم ومصابكم بالإمام الحسين عليه السلام سيد الشهداء والشهداء معه ، وكل من حبهم ووالاهم ونصرهم ، وبالخصوص السابقون الأولون ونصير الحق الشهيد جدنا :

حسان بن حسان البكري ، صاحب يوم الأنبار ، والذي أنتسب له آبائن وأجدادنا من قبل ، وأسألكم الدعاء والزيارة وجعلنا الله من الثابتين على نهجهم ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين

 







نخوة الأنباريين
أولاد علي عليه السلام

صحيفة قبيلة الأنباريين

 

مقدمة وتوضيح معنى الأنباري :

يا طيب : كتبت في موقع الأنباريين بمناسبة ولادة الإمام علي عليه السلام :

هنيئا لكم يا : أولاد علي عليه السلام المحترمين ، أفراح نبي الرحمة وآله وحلول مولد الإمام علي عليه السلام في 13 رجب ، وإليكم يا أنباريين ويا أبناء العم الطيبين و أولاد علي المكرمين ، معرفة قيمة وروايات كريمة :

لحديث رسول الله :

أنا وعلي أبوا هذه الأمة

صلى الله عليهم وسلم.

 وبارك الله فيكم : وشكر سعيكم لما تظهرون من الفرح والسرور بميلاد أئمة الحق .

أولاً : نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أبوا هذه الأمة من الأولين والآخرين ، بل وعلى رأي كثير من العلماء أبوا هذا التكوين ، سواء بالمعرفة النورانية أو الروحانية الدينية ، أو في حقيقة الخلق المادية لمعنى أبو تراب .

والمعنى الأعلى : إن حقيقة الإنسان روحه وليس بدنه وتكوين جسده ، وبتراكم الحسنات من العبودية والأعمال الصالحة تشتد نورانية المؤمن ، فيكون إنسان حقيقي ويتكامل ويسموا في قوة الروح النورانية ، ويصل لمحله المناسب في درجات مراتب النور الأعلى حتى أعلى الملكوت بل الجبروت ، ولكل إنسان مؤمن درجات في النور .

أو يصير : الإنسان المؤمن بالفطرة ، فتحول لنسناس بالمعاصي والآثام ، فيتنزل في مراتب دركات النار وظلمات جهنم الكفر ، حسب أعماله الطالحة ومساوئه المشينة وشدة ظلمات كفره .

 وشرحنا : هذا المعنى ، في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في الجزء الأول من موسوعة صحف الطيبين ، فمن أحب فليراجع .

يا طيب :

ثانيا : اختصت قبيلة الأنباريين من بين بني عمومتهم من شعب ربيعة أو غيرها ، بخصائص كريمة سواء في نسبهم ولقبهم بالأنباري ، أو بتأريخهم المشرق وإطاعتهم لأئمة الحق وعلماء المذهب ومراجعهم ، هذا ، فضلا عن الرواة الكثيرين لأحاديث أهل البيت منهم ، وقد ذكرهم الأخ أبو القاسم الأنباري حفظه الله في بحوث مفصله ، منشورة في قسم الملفات على موقع الأنباريين ، ولنا بحوث أخرى من كتب الشيعة جميلة في كثرة رواياتهم عن أهل البيت عليهم السلام .

 أو في خصوص : نخوتهم بـ أولاد علي عليه السلام ، وهو مورد بحثنا بهذه المناسبة الكريمة .

 وقد تم : بيان النسب وسبب تسميتهم بالأنباريين في موضوع سابق سأضع رابطه أخر البحث _ وقد مر بهذه الصحيفة أعلاه _ ، وهو وصول نسبهم للشهيد حسان البكري والي الإمام علي على الأنباري ، حسب المشجرات الموجودة عند شيوخ عشائر الأنباريين ، عند شيخ مشايخ الأنباريين في اليوسفية الشيخ سرمد ومن قبل عند أبيه وأجداده رحمهم الله ، وفي عين التمر عند الشيخ عبد الأمير طامي الحمد من البوحردان، وفي الحسينية ، والمسيب ، وفي الكاظمية المقدسة ونسخة منها عند أبو القاسم ، وهكذ عند غيرهم الكثير ممن أستنسخ شجرة عشيرته.

وما كان من تأريخهم : من مسجد الأنباريين الذي دفن عنده الشريف الرضي مؤلف نهج البلاغة ، أو الباب الكاظمي الذي بسببه أعطوا منازلهم ومقابر تخصهم لتوسعة الحرم المقدس والصحن الشريف،  فعوضوا بتسمية أحد الأبواب باسمهم ، أو في إطاعتهم للعلماء ونزول كبار الشيعة في جوارهم وقربهم والتدريس في مسجدهم والواذ بهم عند نشوب الفتن ، حتى كانت ثورة العشيرين ومشاركتهم الفعالة ودورهم المشرف ، فأستشهد من شيوخهم فضلا عن أبناء أعمامهم ، و نفي قسما منهم مع ابن الشيرازي قائد ثورة العشرين لخارج العراق ، وكل هذا منشور بوثائق ومدون في كتب التأريخ .

ويا طيب :

 وقد عرفنا : إن تمام نسبهم ، هو لاتصال نسبهم بجدهم الشهيد السعيد حسان البكري الربعي والي أمير المؤمنين على الأنبار ، و يومه المشهود يوم الأنباري ، وعرفهم الناس بأبناء الأنباري تخليدا له ، ولموقفه الشهم ودفاعه الأبي عن الحق وثباته على الولاية ، ولذا تمسوا بالأنباريين .

وإلا الأنبار : كمدينة قبل أكثر من ستمائة سنة هجرها أهله ، لتحول نهر الفرات عنها وهي الآن أطلال لا سكن فيها ، وأنقاض لا أهمية لها ، واستبدلت الأنبار بمدينة الرمادي على شط الفرات ، وصارت المنطقة كلها تسمى بـ لواء الرمادي على طول تأريخ السابق ونسي اسم الأنبار إلا ما يذكر ببعض مطاوي كتب التأريخ .

نعم : يعرف الناس عشيرة كريمة موالية وثابتة على الحق وحب أهل البيت ، باسم الأنباريين نسبة لجدهم حسان وموقفه الكريم يوم الأنبار ، وحينها على طول هذا التأريخ مما يقارب من الف وأربعمائة سنة لم يخطر ببال أحد أن الأنباري سني أو من أهل مدينة عامية ، بل شيعي موالي من المخلصين المتقدمين في الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام وحبهم وطاعتهم .

 حتى جاءت : الفترة القريبة السابقة بحكومة الموتية واجتهاد طاغوت العراق هدام حسين ، بتغيير أسماء الألوية العراقية بتسميتها بالمحافظات ، فجعل مثلا :

لواء الرمادي : محافظة الأنبار ومركزها الرمادي .

 وجعل : لواء كركوك محافظة التأميم ، ولواء الموصل محافظة نينوى  ، واستحدث محافظة صلاح الدين ومركزها تكريت ، وسمى لواء بعقوبة محافظة ديالى ، ولواء الحلة محافظة بابل ، ولواء الناصرية محافظة ذي قار ، ولواء الكوت محافظة واسط ، ولواء العمارة محافظة ميسان  ، ولواء الديوانية محافظة القادسية ، ولواء السماوة : سماها بمحافظة  المثنى ، نسبة للقائد الإسلامي فاتح العرق المثنى بن حارثة الشيباني من ربيعة ، وهكذا .

وبهذا عرفنا : إن مجرد التسمية باسم مدينة منقرضة صارت في خبر كان لا فضيلة له ولا حسنة له ولا أهمية فيه ولا مكرمة توجب الاعتزاز به ، إل أن تكون عنبار لأطعمة الجيش الفارسي ومقرا له .

وإن البقاء مثلا : بالتسمي بالربعي أو البكري ، لألف مرة أفضل من كلمة الأنباري بدون وجود الجد الشهيد السعيد الأنباري لنا ، بل والتسمية بالكربلائي والكاظمي والبغدادي والعراقي والأنباريون يسكونون هذه المناطق الشريفه، وغيره لأحب للكثير من التسمية بالأنباري كنسبة للأنبار كمدينة بدون جد .

 فمدينة : منقرضة كانت عنبار لطعام جيش الدولة الفارسية ، ثم أصبح مدينة كبيرة مهمة ومركز تجاري كبير لأغلب أهل البادية وسكنتها قبائل من ربيعة ، ولكنها انقرضت كما عرفتم ، وللتخفيف سميت أنبار بدل من عنبار ، وسمي أبناء الشهيد حسان البكر ، أبناء الأنباري بل لقواعد اللغة وإدغام النون بالباء ، صار أمباري كما في جنسيات بعض أنباريي أهل عين التمر مثلا ، وإن كان ينطقوه الأنباري بدون دمج وإدغام .

 نعم : قد أضمحلت مدينة الأنبار وهجرها أهلها ، ومن ثم قد هجر اسم الأنبار ستمائة سنة بل أكثر ، ولم يعرفها أحد على طول تأريخ طويل كمدينة حتى يسأل خبراء التأريخ عنها أو تراجع كتب البلدان ، حتى رجع أسمها كمحافظة في عهد قريب كما عرفنا .

ولكن : إحياء لموقف صحابي للنبي الأكرم ومعتمد لمولى الموحدين أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وثباته الشريف الأبي ، هو الذي جعل أبناء وأحفاد حسان البكري بأن يحافظوا على موقفه الكريم المشهود ويومه يوم الأنباري المخلص الوفي في إطاعة الحق والوفاء للهدى ، فجعلهم يتمسكون باللقب ويتسمون بالأنباري ، مع ما في الاسم الآن من شبهة الانتساب لأبناء العامة .

 ومن ثم : بالشرح والبيان واتضاح الأمر في اسم الأنباري وسببه في مشجرات الأنساب عند شيوخ عشائر الأنباريين وأبنائهم ، ثبت الطيبون من أبناء الأنباري الشهيد السعيد وحافظوا على لقبه ولم يتيهوا ولم يتهيبوا الشبهة بالعامية ، ولم تحصل لهم شبهة في نسبهم ولا في نخوتهم ، ولا بعدا عن أصلهم ، ولا نكران عم يحكي التأريخ من المفاخر عنهم ، ولم يتيهوا ويسألوا الغير عن نسبهم ويلتصقوا بعشائر لم تعترف بهم ، إلا أفراد لا علم لهم بحقيقة النسب الشريف لهم ، وما فيه من الهمة على طاعة الحق والثبات على الولاية .

 

 



نخوة الأنباريين:  أولاد علي :

 الأنباريين : نخوتهم وندائهم في المهمات وللاجتماع أولاد علي عليه السلام.

نخوة الأنباريين : أولاد علي عليه السلام ، ويتوارثوها عن أجدادهم ، وخطت على أعلامهم ، وفي شجرة أنسابهم ، وحفظوها لأولادهم ، كما ترون في الصور المبينة لبعض تاريخ الأنباريين ، جاءت من نفس النسبة لموقف جدهم حسان البكري وثباته على الولاية لعلي ابن أبي طالب عليه السلام والدفاع عنه حتى الشهادة ، وحبهم لأمير المؤمنين عليه السلام لأنه أبو هذه الأمة ، وكل مؤمن يحب أن يكون أبنه الروحي والمعنوي ، ليتنور وجوده ويعتز بتكوينه ويرتفع في العبودية والطاعة لأئمة الحق ويعبد الله بهدى الصادقين ، ولكي لا يهوى في دركات الحاطمة  . 

كما أنه : تأكدت نخوتم بموقف لأبن عم لهم أسمه علي ، كان حاكم على الأنبار من طرف العباسيين ودفاعه عن الهاشميين، وكان في أواخر بقاء مدينة الأنبار حتى انقرضت وهجرها أهلها  .

وإن أولاد علي عليه السلام : كل مؤمن طيب ، ولكن أختص الأنباريين بهذا اللقب وتعززت ألفتهم ومحبتهم بهذه النخوة ، وكلها نسبنا ولقبا ونخوة في حب أهل البيت صلى الله عليهم وسلم ، وبالخصوص أمير المؤمنين علي عليه السلام ، والثبات على الطاعة لهم ، وبهذا يتم الإخلاص والتفاني لله تعالى طاعة ، و عبودية بدينهم وهداهم ، والذي يسير بالمخلصين على صراط مستقيم لكل نعيم ، كما ندعو الله في كل يوم في الصلاة عند قراءة سورة الفاتحة عشر مرات.

 

فنخوة الأنباريين : أولاد علي :

نخوة : تدل على الشهامة والشهادة ، وتدعو للقوة والتضحية والفداء ، وإنها أسم على مسمى ، وفضيلة بيان شرف ، وأعتزاز بنسب مؤمن ، وجد موالي لأمير المؤمنين ، وتعرف فضيلة لسيد الوصيين بأنه ورسول الله صلى الله عليهم وسلم هم أبوى هذه الأمة ، وتعرفنا بأنها متمسكين بأبوتهم في معرفة تعاليم الدين والهدى والتضحية في سبيله حتى الشهادة إن شاء الله ، وإن كانت تغيض بعض المعاندين وكل النواصب ، فتمسكوا بها تمسكا بحب النبي وآله صلى الله عليهم وسلم .

فهنيئا لكم : يا أولاد علي ويا أنباريين وأولاد الشهيد حسان البكري ، ما خصكم التقدير به من النسبة لصحابي جليل وشهيد مخلص في الثبات على الولاية ، وما انتخبتم من النخوة بـ أولاد علي ، وحب الاجتماع على أكرم اسم فيه العلو والرأفة والكرامة والشرف والثبات ولإيمان والإخلاص ، علي عليه السلام ، فبارك الله فيكم وكثر الله من أمثالكم وثبتكم الله كما ثبت أجدادكم على الطاعة لأهل البيت عليهم السلام وخدمتهم ونشر معارفهم .

 

 







أحاديث أبوي هذه الأمة :

ولحضرتكم يا طيبين : أحاديث كريمة  تشرح نفسها ، وبالتدبر فيها قليلا تبين معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

أنا علي أبوا هذه الأمة .

 عن الحسين بن خالد : عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ أنا سيد : من خلق الله عز و جل .

 و أنا خير : من جبرئيل و ميكائيل ، و إسرافيل و حملة العرش ، و جميع ملائكة الله المقربين و أنبياء الله المرسلين .

و أنا صاحب : الشفاعة و الحوض الشريف .

و أنا و علي‏ : أبوا هذه‏ الأمة .

من عرفنا : فقد عرف الله عز و جل .

و من أنكرنا : فقد أنكر الله عز و جل .

و من علي : سبطا أمتي ، و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين .

و من ولد الحسين : تسعة أئمة ، طاعتهم طاعتي ، و معصيتهم معصيتي ، تاسعهم قائمهم و مهديهم .

كمال الدين و تمام النعمة ج1ص261ب24ح7.

 

وعن الإمام علي بن الحسين عن أبيه ، قال حدثني أمير المؤمنين علي عليه السلام  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:

إن الله : قد فرض عليكم طاعتي ، و نهاكم عن معصيتي ، و أوجب عليكم اتباع أمري .

و أن تطيعوا : علي بن أبي طالب بعدي .

فإنه : أخي و وزيري ، و وارث علمي ، و هو مني و أنا منه .

حبه : إيمان ، و بغضه كفر .

ألا فمن : كنت مولاه ، فهو مولاه .

أنا و علي‏ : أبوا هذه‏ الأمة .

فمن : عصى أباه ، حشر  مع ولد نوح .

حيث قال له أبوه‏ : { يا بني اركب معنا و لا تكن مع الكافرين قال سآوي إلى‏ جبل‏ ...}

 ثم قال النبي صلى الله عليه وآله :

اللهم : أنصر من نصره ، و أخذل من خذله ـ و وال وليه ، و عاد عدوه .

ثم بكى النبي صلى الله عليه وآله : و ودعه ثلاث كرات ، بمشهد جمع من المهاجرين ، و الأنصار كانوا حوله جالسين يبكون‏ .

مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين و الأئمة ص 46 المنقبة 22 .

 

وعلي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال : سألت أبا الحسن الرض علي بن موسى عليه السلام :

 فقلت له : لم كني النبي صلى الله عليه وآله ،  بأبي القاسم ؟

فقال : لأنه كان له ابن يقال له قاسم ، فكني به .

قال فقلت له : يا ابن رسول الله ، فهل تراني أهلا للزيادة .

فقال عليه السلام : نعم ، أ ما علمت أن رسول الله  قال :

أنا و علي‏ : أبوا هذه‏ الأمة .

قلت : بلى .

قال : أ ما علمت أن رسول الله  أب لجميع أمته ، و علي منهم‏ ؟

 قلت : بلى .

قال : أ ما علمت أن عليا عليه السلام ، قاسم الجنة و النار .

قلت : بلى .

قال : فقيل له أبو القاسم ، لأنه أبو قسيم الجنة و النار .

فقلت له : و ما معنى ذلك ؟

قال : إن شفقة النبي على أمته ، شفقة الآباء على الأولاد .

و أفضل أمته : علي .

و من بعده : شفقة علي عليه السلام ، عليهم .

كشفقته : صلى الله عليه وآله ، لأنه وصيه و خليفته و الإمام بعده .

فلذلك قال : أنا و علي‏ أبوا هذه الأمة .

و صعد النبي المنبر فقال : من ترك دينا أو ضياعا  ، فعلي و إلي ، و من ترك مالا فلورثته ، فصار بذلك أولى بهم من آبائهم و أمهاتهم ، و أولى بهم منهم بأنفسهم .

و كذلك أمير المؤمنين : بعده جرى ذلك له ، مثل ما جرى لرسول الله .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص85ح29 . معاني الأخبار ص52ح3 .

والحديث : كريم فيه معنى نوراني ،  نبي الرحمة  أبو القاسم  أبو أفضل خلق الله وهو علي ، أي لأن علي قسيم الجنة والنار ، هذا في الآخرة ، وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم وعلي أول المؤمنين ، فهو أولى به ، وعلي أولى بنا ، فهم أبوانا نورا ونعيما في الدنيا والآخرة  ، وصلى الله على محمد وآل محمد والحمد لله على نعمة الولاية ، والنخوة بأولاد علي عليه السلام  .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :‏

أفضل والديكم : و أحقهما لشكركم ، محمد و علي‏ صلى الله عليهم وسلم.

و قال علي بن أبي طالب عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول‏:

أنا و علي‏ :  أبوا هذه‏ الأمة .

و لحقنا : عليهم ، أعظم من حق أبوي ولادتهم .

فإنا : ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، و نلحقهم من العبودية بخيار الأحرار  .

و قالت فاطمة عليها السلام :

أبوا هذه الأمة : محمد و علي .

يقيمان : أودهم‏ ، و ينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهم .

 و يبيحانهم : النعيم الدائم إن وافقوهما  .

 

و قال الحسن بن علي عليه السلام :

محمد و علي : أبوا هذه الأمة .

فطوبى : لمن كان بحقهما عارفا ، و لهما في كل أحواله مطيع . يجعله الله : من أفضل سكان جنانه ، و يسعده بكراماته و رضوانه‏ .

 

و قال الحسين بن علي عليه السلام :

 من عرف : حق أبويه الأفضلين ، محمد و علي  ، و أطاعهما حق الطاعة .

قيل له :  تبحبح في أي الجنان شئت‏  .

 

و قال علي بن الحسين عليه السلام :

إن كان : الأبوان إنما عظم حقهما على أولادهما ، لإحسانهما إليهم .

فإحسان : محمد و علي إلى هذه لأمة ، أجل و أعظم فهما،  بأن يكونا أبويهم أحق‏ ....

 

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ص 330 ، ح 189 - 194 ، وعنه في البحار وتفسير البرهان وكتاب تأويل الآيات وغيرها .

فبارك الله فيكم : يا أولاد علي عليه السلام ، وكثر الله من أمثالكم يا أنباريين ، وأبناء الشهيد السعيد حسان البكري ، وزرقنا الله تعالى وإياكم حب أبوا هذه الأمة وأبناءهم عليهم الصلاة والسلام ، والعبودية لله تعالى المخلصة بهداهم ، والسير على صراطهم المستقيم في الدنيا والآخرة لكل سعادة ونعيم ، ورضوان من الله أكبر إن شاء الله ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين  .

 

يا طيب : هذا قسم من الصحيفة وإن شاء الله نضع باقي بحوث صحيفة الأنباريين إن وفقنا الله وأطال في عمرنا .

 

 

 





عشائر الأنباريون
حسب الحروف الأبجدية

صحيفة قبيلة الأنباريين

البو حردان ، البو حسن ، البو حسين ( البو والدة ) ، البو خدام

البو خليفة ، البو ريان ،البو سهيل ( البو محمد ) ، البو شهاب

البو طهماز ، البو كاظم ، البو عبد زيد ، البو عبيد ، البو علوش

البو شيخ علي ، البو ملة علي اللطيف ، البو هادي ،  الأجباريين

 

 

والأنباريون : بحسب وثائقهم ومصادرهم القديمة

هم قبيلة من قبائل شعب ربيعة العدنانيين وعشائرها العريقة

وإن أجدادهم من الأوائل الذين سكنوا منطقة الأنبار و عين التمر والبادية حولهما

فسموا بالأنباريين ، وقد يدغمون النون والباء فيسمون بـ الأمباريين

ويقصد بالأنباريين : ربيعة الأنبار ومن سكن قربها ، كتمييزا وتعريف لهم من بين بني عمومتهم

كـ ربيعة البصرة وربيعة الذين سكنوا الكارون والأهواز و الكوت والموصل ودياربكر والجزيرة وباقي المدن والدول ،  أو من بين قبائل ربيعة كـ عنزه ومياح والسراي والكريش وعبودة والباوية والبو دراج وبنوعمير ؟

وغيرهم من ربيعة : الذين لم ينتسبوا لمنطقة ولا لجد معين ويتلقبون بالربيعي أو الربعي وغيرهم من قبائل شعب ربيعة ، و انتقل كثير ممن سكن حول الأنبار وعين التمر وما حولها من البوادي لحواضر مدن العراق لما بنيت وانتشروا فيها .

 وأهم مناطق سكن الأنباريين الآن :

 بغداد الكاظمية وأبو غريب

والنجف والكوفة

والمحمودية واليوسفية والإسكندرية

 والمسيب والحلة والكفل

 وكربلاء وعين التمر والحسينية والهندية

 وديالى خانقين والسعدية وسلمان باك والمدحتية والرعايا

والديوانية والبصرة والموصل والرمادي والفلوجة وغيرها من مدن العراق وخارجه

 

وأما : ألبو حـــــردان : فهم الذين يسكنون مركز قضاء عين التمر قصر الـعـيـن و قصر الـبـو حردان ومناطق متفرقة من كربلاء .

وهذا نسب أحد أفراد هذه العشيرة الساكنين في عين التمر وكربلاء حسب ما وجود في شجرة هذه العائلة وبه نعرف أغلب نسب الأنباريين وهو :

صاحب موسوعة صحف الطيبين خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ كاتب هذه الصحيفة قبيلة الأنباريين هو :

حسن بن جليل بن حسن بن محمد بن عباس بن علي بن جبر بن مُكن بن حردان بن عبيد بن حسين بن علي بن كعيّد بن معرج بن علي بن عبد الله بن جاسم بن داوود بن محمد بن إبراهيم بن كاظم بن نزار بن سهيل بن إسماعيل بن زيد بن رسول بن مروان بن عامر بن عمر بن بركات بن ياسر بن محمد بن أحمد بن سعد بن وضاح بن حسان بن يحيى بن حسن بن عبد الله بن حسان بن حسان بن عمر بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعه بن عباد بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن أكلب بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان

يعود الأنباريون بالنسب إلى حسان بن حسان البكري والي الإمام علي عليه السلام على مدينة الأنبار

موثق حسب ما في كتاب جمهرة العرب لأبن الكلبي ص 300 ج1 .

 

وهذا ما نقلته : عن شجرة عشيرة الأنباريين الساكنين في قضاء عين التمر البو حردان ، وهي عند الفاضل :

الشيخ عبد الأمير طامي حمد بن محمد بن عباس الأنباري

شيخ عشيرة الأنباريين في قضاء عين التمر

والشيخ عبد الأمير خضير حمادي سليمان بن محمد الأنباري

شيخ عشيرة الأنباريين العام

وأسأل الله التسديد والتوفيق : وجعله من باب صلة الرحم بدون تفاخر بحسب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل الأنباري

 

 





 

عناوين مفيدة :

بارك الله فيكم يا طيب : وحفظكم الله ورعاكم ، بين أيديكم الكريمة روابط صحيفة الأنباريين على موقع موسوعة صحف الطيبين .

تأليف

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل البوحردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

صحيفة الأنباريين يمكن الاقتباس منها وتبليغه في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/alanbareen

الصحيفة كتاب الكتروني جيد للمطالعة على الحاسب والجوال

www.alanbare.com/alanbareen/alanbareen.pdf

 

رابط موقع كتاب

أضواء على عشيرة الأنباريين

إعداد عباس كاظم المرادي

www.alanbare.com/alanbareen/asherh

كتاب الكتروني جيد للمطالعة على الحاسب والجوال

www.alanbare.com/alanbareen/asherh.pdf











  ف

       

ت