بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____






صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين و فتح خيبر
صحيفة الإمام عليه عليه السلام ، العبادات

عليه السلام

يا طيب : هنا تجد إن شاء الله معنى دحو الأرض ، وما يناسب معنى الدحو لباب خيبر وفتحها بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، وتجد معنى الدحو علما بمعنى الأنزع من الشرك والضلال ، والبطين بالعلم والخبير بمعارف هدى الله الحق وهو خيبر به فتدبر بها مشكورا .

صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين و فتح خيبر
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

أبوذية دحى

صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين و فتح خيبر
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

الله أبدع الخلق وللأرض من تحت الكعبة دحى

وبنبينا هدى العباد و بعلي للكفار ولبابهم دحى

وللأنزع من الشرك البطين بعلم الدين الحق دحى

وسدد الآل بالروح وبكل أمر ليلة القدر المقضية

أبوذية خيبر :

صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين و فتح خيبر
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

علي خليفة ووصي للنبي وخيبر

ناصر الله ورسوله وقالع باب خيبر

وبالقرآن وبمعارف الله عليم خيبر

من تمسك بصراطه فاز بجنة عليه

( خيبر :  خي بر ، أخ بار . خيبر : محل قلعات اليهود في منطقة خيبر. خيبر : مبالغة من خبير اي شديد الخبرة )





الله أبدع الخلق وللأرض من تحت الكعبة دحى

 

دحى : بمعنى بسط وسع مد :

دحى : دحا دحّا يَدحو ادْحُ دَحْوًا ، فهو داحٍ والمفعول مَدْحُوّ ، والأرض مدحوه ، ودحا الخباز العجين بسطه ورققه. ومَدحوحاً مُوَسَّعاً؛ و قد دَحَّه‏ أَي وَسَّعَه؛ و الدُّحُحُ الأَرضون الممتدّة.

دَحَا  اللَّهُ الأرْضَ : بَسَطَهَا ومَدَّها ووَسَّعَها للسُّكنى والإعمار ، دَحَاهَا فَلمّا رآهَا اسْتَوَتْ عَلَى الْمَاءِ أرْسَى عَلَيْهَا الجِبالا ، دَحَاهُ‏ يَدْحُوهُ‏ إذا بسطه و مهّده .

قال الله تعالى : { أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا  فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)

 وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ  وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) } النازعات .

ويا طيب : الكلام في قصة خلق الكائنات وبالخصوص الأرض وتمهيدها مع أجوائها ونباتها وفصولها وليلها ونهارها والكواكب المحيطة بها وبالخصوص الشمس والقمر كلام طويل ذكرنا بعضه في شرح اسم الله الخالق وأسم الله العظيم في صحيفة شرح الأسماء الحسنى ، ونذكر هنا فقط مسائل متعلقة بيوم دحو الأرض في خمسة وعشرين ذي القعدة وبسطها من تحت الكعبة ، وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل صيام هذا اليوم وعد نعم الله تعالى والتدبر بها ليثبت الإيمان ، فلنتدبرها :

 

أحاديث صيام يوم الدحو :

وفي ثواب الأعمال : بسنده عن أبي طاهر بن حمزة عن الوشاء قال : كنت مع أبي و أنا غلام ، فتعشينا عند الرضا عليه السلام .

 لَيْلَةَ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ : مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ.

فَقَالَ : لَيْلَةَ خَمْسٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ، وُلِدَ فِيهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام ، وَ وُلِدَ فِيهَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام .

وَفِيهَا دُحِيَتِ الْأَرْضُ : مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ.

و أيضا خصلة : لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم ، كان كمن صام ستين شهرا .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال 79. بحار الأنوار ج94ص123ب63ح1.

 

و عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا عليه السلام : في يوم خمسة و عشرين‏ من‏ ذي‏ القعدة .

فقال : صوموا ، فإني أصبحت صائما .

قلنا : جعلنا فداك أي يوم هو ؟

فقال عليه السلام : يوم نشرت فيه الرحمة ، وَ دُحِيَتْ فِيهِ الْأَرْضُ ، و نصبت فيه الكعبة ، وهبط فيه آدم عليه السلام .

الكافي ج4ص149ح4 .

 

وعن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا: عن أبي الحسن الأول‏ الإمام موسى الكاظم عليه السلام قال :

بعث الله عز و جل : محمدا صلى الله عليه و آله رحمة للعالمين في سبع‏ و عشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم، كتب الله له‏ صيام ستين شهرا .

وَ فِي خَمْسَةٍ  وَ عِشْرِينَ‏ : مِنْ‏ ذِي‏ الْقَعْدَةِ ، وُضِعَ‏ الْبَيْتُ ، وَ هُوَ أَوَّلُ رَحْمَةٍ وُضِعَتْ عَلى‏ وَجْهِ الْأَرْضِ‏ ، فجعله الله عز و جل مثابة للناس و أمنا ، فمن صام ذلك اليوم، كتب الله له صيام ستين شهرا .

و في أول يوم من ذي الحجة : ولد إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فمن صام ذلك اليوم، كتب الله له صيام ستين شهرا .

الكافي ج‏7ص600ح6589/ 2.

 

وعن محمد بن الليث المكي قال حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال: و حك في صدري ما الأيام التي تصام ؟

فقصدت : مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليه السلام ، و هو بصربا ، و لم أبد ذلك لأحد من خلق الله ، فدخلت عليه .

فلما بصر بي قال عليه السلام : يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن ، و هي أربعة :

 أولهن : يوم السابع و العشرين من رجب ، يوم بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله إلى خلقه‏ رحمة للعالمين‏ .

و يوم مولده : و هو السابع عشر من شهر ربيع الأول .

وَ يَوْمُ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِينَ : مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ، فِيهِ دُحِيَتِ‏ الْكَعْبَةُ .

و يوم الغدير : فيه أقام رسول الله أخاه عليا ، علما للناس و إماما من بعده .

قلت : صدقت جعلت فداك ، لذلك قصدت ، أشهد أنك حجة الله على خلقه‏ .

تهذيب الأحكام ج4ص305ب69ح922-4.

 

وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى دَحَا الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِ الْكَعْبَةِ إِلى‏ مِنًى ، ثُمَّ دَحَاهَا مِنْ مِنًى إِلى‏ عَرَفَاتٍ ، ثُمَّ دَحَاهَا مِنْ عَرَفَاتٍ إِلى‏ مِنًى ؛ فالأرض من عرفات ، و عرفات من منى ، و منى من الكعبة .

وَ كَذَلِكَ : عِلْمُنَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.

من لا يحضره الفقيه ج2ص241ح2297 .


 

تفكر عرفاني للسيد في دحو الأرض :

بيان فضل الله ووجب الإنابة له :

قال السيد الجليل والعالم الرباني والمعلم العرفاني السيد بن طاووس رحمه الله :

فصل : فيما نذكره من التنبيه على فضل الله جل جلاله بدحو الأرض و بسطها لعباده و الإشارة إلى بعض معاني إرفاده بذلك و إسعاده‏

اعلم : أن كل حيوان فإنه مضطر إلى مسكن يسكن فيه و يتحصن به مما يؤذيه  ، فمن أعظم المنن الجسام إنشاء الأرض للأنام ، و من أسرار ما في ذلك من الأنام أن الله جل جلاله لم يجعل بناء الأرض و تدبير إنشائها إلى ملائكته و لا غيرهم من خاصته‏ ، و تولاها بيد قدرته و رحمته ، و ملأها من كنوز حلمه و عفوه و رأفته.

 فاذكر أيها الإنسان : المتشرف بنور الألباب ، المعترف بالإقرار برب الأرباب ، أنه لو كنت في دار الفناء فقيرا يتعذر عليك تحصيل مسكن للبقاء يتحصن فيه من حر الصيف و برد الشتاء ، و لا معك ثمن و لا أجرة العمارة للبناء ، فرحمك سلطان ذلك الزمان و بنا لك مسكنا بيده ، و ملأه مما يحتاج إليه من الإحسان ، و ما أتعب لك فيه قلبا و لا جسدا و لا قدما و لا يدا و لا أهلا و لا ولدا ، بل عمره و أنت ما عرفت ذلك السلطان و لا خدمته ، ثم دعاك لتسكن فيما عمره بيده لك ، فسكنته و وجدته قد ملأه من ذخائر العناية بك .

فكيف كان يكون : محبتك لذلك السلطان العظيم ، و مراقبتك لحقه الجسيم ، و اعترافك بإحسانه العميم .

فليكن الله جل جلاله : عندك ، على أقل المراتب مثل ذلك السلطان المملوك لربك جل جلاله الذي هو أصل المواهب ، أقول و ليكن كل يوم يأتي فيه وقت إنشاء المسكن الجديد كيوم العيد ، معترفا لمولاك المجيد بحقه الشامل للعبيد ، و كن مشغولا رحمك الله ذلك اليوم و غيره بالشكر لله جل جلاله و التحميد و التمجيد ، و إياك و أن يمر عليك مثل هذا اليوم و أنت متهاون بقدره و متغافل عن مولاك و عظيم شأنه ، و متثاقل عن واجب شكره ، فتسقط من عين عنايته ، و تهون و تدخل تحت ذل ذمة جل جلاله لك في قوله :‏ { وَ كَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَ هُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ‏ } .

و تذكر رحمك الله : أنك لو احتجت إلى فراش في دارك و بساط تجلس عليه لمسارك ف، فرش ذلك الفراش و ذلك البساط بيدك ، كيف تكون في المراقبة و المحبة و الخدمة له بنفسك و مالك و لسانك و أهلك و ولدك ، فلا يكن الله جل جلاله عندك دون هذه الحال ، و قد بسط لك الأرض فراشا ، و جعل لك فيها معاشا ، و تذكر رحمك الله جل جلاله منته عليك و إحسانه إليك .

كيف أنزل الكعبة الشريفة : و جعلها بابا إليه و محلا لفتح أبواب عفوه و رحمته عند الجرأة عليه ، و استرضاك و أنت ملطخ بأنجاس الذنوب و أدناس العيوب أن تزوره إليها ، و أن تكون قبلة لك إذا أردت التوجه إليه توجهت إليها ، و ارحم ضعف قلبك و كبدك و رقة نفسك و جسدك ، فلا تعرضها لخطر أن يكون مولاك و مالك دنياك و أخراك مقبلا عليك يدعوك إليه ، و أنت معرض عنه متمرد عليه ، ويحك من أين يأتيك وجودك إذا ضيعته ، و من أين يأتيك بقاؤك إذا أهملته ، و من أين يأتيك حياتك إذا أعرضت عنه ، و من أين يأتيك عافيتك إذا هربت منه ، و من يحميك من بأسه الشديد ، و من يدفع عنك غضبه إذا غضب من قريب أو بعيد ، و من ترجوه لنوائبك و مصائبك و أسقامك و بلوغ‏ مرامك إذا خرجت من حماه و هجرته و آثرت عليه ما لا بقاء له لولاه .

 عد ويحك إلى الطواف : حول كعبة كرمه ، و طف بالذل على أبواب حلمه و رحمته و سالف نعمه ، و أجر على الخدود دموع الخشوع ، و جد بماء الجفون قبل نفاد ماء الدموع ، و ابك على قدرك لحبه و قربه ، و اندب على ما فرطت فيه ندب العارف بعظيم ذنبه ، العاجز عن تفريج كربه ، فإنك تجده جل جلاله بك رحيما ، و عنك حليما و عليك عطوفا ، و باحتمال سفهك رؤوفا ، فلمن تدخر الذل أحق به منه ، و لمن تصون الدمع إذا حبسته عنه ، و اذكرني بالله عند تلك الساعة فيما تناجيه جل جلاله من الدعاء و الضراعة.

 

فضائل ليلة ويوم دحو الأرض :

وقال السيد بن طاووس رحمه الله : فصل فيما نذكره من فضل زائد لليلة يوم دحو الأرض و يومها

و هو ما نقلناه : من خط علي بن يحيى الخياط ، و قد ذكرنا أنه من جملة من رويناه عنه بإسناد ذكره عن عبد الرحمن السلمي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول‏ :

إن أول رحمة : نزلت من السماء إلى الأرض في خمس و عشرين من ذي القعدة ، فمن صام ذلك اليوم و قام تلك الليلة ، فله عبادة مائة سنة صام نهارها و قام ليلها ، و أيما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربهم عز و جل لم يتفرقوا حتى يعطوا سؤلهم ، و ينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة يضع منها تسعة و تسعين في خلق الذاكرين و الصائمين في ذلك اليوم ، و القائمين في تلك الليلة.

قال و في حديث آخر : عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في خلال حديث‏ :

و أنزل الله الرحمة : لخمس ليال بقين من ذي القعدة ، فمن صام ذلك اليوم  ، كان له كصوم سبعين سنة.

قال و في رواية : في خمس و عشرين ليلة من ذي القعدة أنزلت الرحمة من السماء ، و أنزل تعظيم الكعبة على آدم عليه السلام ، فمن صام ذلك اليوم استغفر له كل شيء بين السماء و الأرض .

 

أدعية يوم دحو الأرض :

قال السيد بن طاووس رحمه الله : فصل فيما نذكره من الدعاء في يوم خمس و عشرين من ذي القعدة .

رويناه بطرق متعددة : منها عن جدي أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، فيما نذكره في المصباح الكبير ، فقال قدس الله جل جلاله روحه و نور ضريحه ما هذا لفظه :

ذو القعدة يوم الخامس و العشرين : منه دحيت الأرض من تحت الكعبة ، و يستحب صوم هذا اليوم.

و روي‏:  أن صومه يعدل صوم ستين شهرا.

و يستحب أن يدعا في هذا اليوم بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ : دَاحِيَ الْكَعْبَةِ ، وَ فَالِقَ الْحَبَّةِ ، وَ صَارِفَ اللَّزْبَةِ ، وَ كَاشِفَ الْكُرْبَةِ ، أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ أَيَّامِكَ ، الَّتِي أَعْظَمْتَ حَقَّهَا ، وَ قَدَّمْتَ سَبْقَهَا ، وَ جَعَلْتَهَا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ وَدِيعَةً ، وَ إِلَيْكَ ذَرِيعَةً ، وَ بِرَحْمَتِكَ الْوَسِيعَةِ .

أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ : الْمُنْتَجَبِ فِي الْمِيثَاقِ ، الْقَرِيبِ يَوْمَ التَّلَاقِ ، فَاتَّقِ‏ كُلَّ رَتْقٍ ، وَ دَاعٍ إِلَى كُلِّ حَقٍّ ، وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَطْهَارِ ، الْهُدَاةِ الْمَنَارِ ، دَعَائِمِ الْجَبَّارِ ، وَ وُلَاةِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ .

وَ أَعْطِنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا : مِنْ عَطَائِكَ الْمَخْزُونِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَ لَا مَمْنُونٍ ، تَجْمَعُ لَنَا التَّوْبَةَ وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ ، يَا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَ أَكْرَمَ مَرْجُوٍّ .

يَا كَفِيُّ يَا وَفِيُّ : يَا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ ، الْطُفْ لِي بِلُطْفِكَ ، وَ أَسْعِدْنِي بِعَفْوِكَ ، وَ أَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ ، وَ لَا تُنْسِنِي كَرِيمَ ذِكْرِكَ ، بِوُلَاةِ أَمْرِكَ ، وَ حَفَظَةِ سِرِّكَ ، وَ احْفَظْنِي مِنْ شَوَائِبِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ .

وَ أَشْهِدْنِي أَوْلِيَاءَكَ : عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي ، وَ حُلُولِ رَمْسِي ، وَ انْقِطَاعِ عَمَلِي ، وَ انْقِضَاءِ أَجَلِي .

اللَّهُمَّ : وَ اذْكُرْنِي عَلَى طُولِ الْبِلَى ، إِذَا حَلَلْتُ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى ، وَ نَسِيَنِي النَّاسُونَ مِنَ الْوَرَى ، وَ أَحْلِلْنِي دَارَ الْمُقَامَةِ ، وَ بَوِّئْنِي مَنْزِلَ الْكَرَامَةِ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ مُرَافِقِي أَوْلِيَائِكَ ، وَ أَهْلِ اجْتِبَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ ، وَ بَارِكْ لِي فِي لِقَائِكَ ، وَ ارْزُقْنِي حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الْأَجَلِ ، بَرِيئاً مِنَ الزَّلَلِ وَ سُوءِ الْخَطَلِ‏ .

اللَّهُمَّ : وَ أَوْرِدْنِي حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ اسْقِنِي مَشْرَباً رَوِيّاً سَائِغاً هَنِيئاً ، لَا أَظْمَأُ بَعْدَهُ ، وَ لَا أُخَلَّا وِرْدَهُ ، وَ لَا عَنْهُ أُذَادُ ، وَ اجْعَلْهُ لِي خَيْرَ زَادٍ ، وَ أَوْفَى مِيعَادٍ ، يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ .

اللَّهُمَّ : وَ الْعَنْ جَبَابِرَةَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، لِحُقُوقِ أَوْلِيَائِكَ الْمُسْتَأْثِرِينَ .

اللَّهُمَّ : وَ اقْصِمْ دَعَائِمَهُمْ ، وَ أَهْلِكْ أَشْيَاعَهُمْ وَ عَامِلَهُمْ ، وَ عَجِّلْ مَهَالِكَهُمْ ، وَ اسْلُبْهُمْ مَمَالِكَهُمْ ، وَ ضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسَالِكَهُمْ ، وَ الْعَنْ مَسَاهِمَهُمْ وَ مَشَارِكَهُمْ .

اللَّهُمَّ : وَ عَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِيَائِكَ ، وَ ارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظَالِمَهُمْ ، وَ أَظْهِرْ بِالْحَقِّ قَائِمَهُمْ ، وَ اجْعَلْهُ لِدِينِكَ مُنْتَصِراً ، وَ بِأَمْرِكَ فِي أَعْدَائِكَ مُؤْتَمِراً .

اللَّهُمَّ : احْفَظْهُ بِمَلَائِكَةِ النَّصْرِ ، وَ بِمَا أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْرِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتَّى تَرْضَى ، وَ يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَ عَلَى يَدَيْهِ ، جَدِيداً غَضّاً ، وَ يُمَحِّصَ الْحَقَّ مَحْصاً ، وَ يَرْفَضَ الْبَاطِلَ رَفْضاً .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ صَحْبِهِ وَ أُسْرَتِهِ ، وَ ابْعَثْنَا فِي كَرَّتِهِ ، حَتَّى نَكُونَ فِي زَمَانِهِ مِنْ أَعْوَانِهِ .

اللَّهُمَّ : أَدْرِكْ بِنَا قِيَامَهُ ، وَ أَشْهِدْنَا أَيَّامَهُ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ ، وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَ ارْدُدْ إِلَيْنَا سَلَامَهُ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

هذا آخر الدعاء : و ادع بما يجريه الله على خاطرك قبل انقضاء دار الفناء.

 

ما يحسن لحالنا يوم الدحو :

قال السيد بن طاووس رحمه الله : فصل فيما نذكره مما ينبغي أن يكون المكلف عليه في اليوم المشار إليه‏ :

اعلم : أن من مهمات أهل السعادات عند تجديد النعم الباهرات ، أن يكونوا مشغولين بالشكر لواهب تلك العنايات ، و خاصة إن كان العبد ما هو في حالاته موافقا لمولاه في إرادته و كراهاته ، بل يكره سيده شيئا فيخالفه في كراهته ، و يحب سيده شيئا فيخالفه‏ في محبته ، و يعامل أصدقاءه و معارفه بالصفاء و الوفاء أكثر مما يعامل بذلك مالك الأشياء و من بيده تدبير دار الفناء و دار البقاء ، و إليه ورود ركائب الآمال و الرجاء ، فليكن متعجبا كيف علم الله جل جلاله أن هذا العبد يكون إذا خلقه على هذه الصفات من المخالفات.

 

صلاة يوم دحو الأرض :

قال السيد بن طاووس رحمه الله : فصل في صلاة غريبة في هذا اليوم‏ ، رأيتها في كتب الشيعة القميين قال : و روي‏ أنه :

يصلي : في اليوم الخامس و العشرين من ذي القعدة :

 ركعتان عند الضحى : بالحمد مرة ، و الشمس و ضحيها خمس مرات .

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا  يَغْشَاهَا (ا4) وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا (5)

 وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا  (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا  (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (الشمس11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا  يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) } الشمس .

 

 و يقول بعد التسليم :

 لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ : إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

و تدعو و تقول :

 يَا مُقِيلَ الْعَثَرَاتِ : أَقِلْنِي عَثْرَتِي ، يَا مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ أَجِبْ دَعْوَتِي ، يَا سَامِعَ الْأَصْوَاتِ اسْمَعْ صَوْتِي ، وَ ارْحَمْنِي وَ تَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِي ، وَ مَا عِنْدِي يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ.

إقبال الأعمال ج1ص310.

يا طيب : طَحاها  ودَحاها واحدٌ وسَّعَها ومدها ووسعها ، والظاهر الأمر بقراءة سورة الشمس بدل النازعات التي فيها والأرض وما دحها ، للإشارة لوجود لفظا آخرا وهو طحاها في القرآن له نفس معنى دحها ، ويفسره بمعارف أخرى ، ليستنير المؤمن بقراءته له في صلاة ذلك اليوم المستحبة بالإضافة لما مر في سورة النازعات .

وذكر : في مفاتيح الجنان ، عن السيد الداماد رحمه الله قال : في رسالته المسماة الأربعة أيام في خلال أعمال يوم دحو الأرض أن زيارة الرضا عليه السلام في هذا اليوم هي أكد آدابه ، ويتأكد استحباب زيارته عليه السلام في اليوم الأول من رجب ...



وبنبينا هدى العباد و بعلي للكفار ولبابهم دحى

دحى بمعنى رمى :

دحى  : رمى ، دحا يدحو ويدحى دحوا  وداحي اسم فاعل من دحَى ، دَحَ‏ فلانٌ فلاناً يَدُحُّه‏ دَحّاً ودَحاه‏ يَدْحُوه إِذا دفعه و رمى به، دَحَا  الحَجَرَ رَمَى بِهِ دَفَعَهُ ، دحا  المطر الحصى عن وجه الأرض دفعها فرقها. يقال دحوت الحصاة أي قذفتها و يقال للاعب الجوز ادح و أبعد المدى و يقال : دحا الصبي المِدحاةَ .

و الدِّحْية: رئيسُ الجُنْدِ و مُقَدَّمُهم، و كأَنه من‏ دَحاه‏ يَدْحُوه‏ إذا بَسَطه و مَهَّده لأَن الرئيس له البَسْط و التَّمْهيد.

والدَّحُ ‏: الدفع و إِلصاق الشيء بالأَرض، و هو من قريب الدَّسِّ.

و الدَّحُ‏: الضرب بالكف منشورة أَيَّ طوائِف الجسد أَصابت، و الفعل كالفعل. و دَحَ‏ في قفاه‏ يَدُحُ‏ دَحّاً و دُحُوحاً، و هو شبيه بالدَّعِّ؛ و قيل: هو مثل الدَّعِّ سواءً.

ودَحَاهُ‏ :  مَرَّرَه‏ على وَجْه الأَرْض‏، كمَرْمَرَه‏.و يُمَرْمِرُه‏ على وَجْه الأَرْض، أَي يَدْحُوه. و أَصله‏ يُمَرِّرُه‏.

ويا طيب : أشتهر بين العامة والخاصة وكثر في الأحاديث والأخبار ورود معنى أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو داحي الباب ، داحي باب خيبر ، وقصته في فتح خيبر طويلة ونذكر منها مختصرا ونركز على قلع الإمام للباب وكيف دحى به ، فلنتدبره :

 

علي داحي باب خيبر :

يا طيب : علي ابن أبي طالب دحى كل باب للكفر ودفعها وأزالها ورج رتاجها ، وعلى يديه فتحت حصون الكفر والشرك ودك أبوباها ودحاها ، وبالخصوص باب خيبر ، ويطول الكلام في ذكر كل مغازي النبي الأكرم التي كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمير كل جيش هو فيه بأمره ، ولكن نذكر مختصر فتح خيبر ، ولأن أشتهر بأنه داحي باب خيبر وراميه بدفعه له في الأرض أذرعا كثيرة ، وستجد وصفه في هذا الوصف المختصر لفتح خيبر :

 

فتح خيبر برواية المفيد :

قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد : جهاد علي ع في فتح‏ خيبر  :

 فصل : ثم تلت الحديبية خيبر ، و كان الفتح فيها لأمير المؤمنين عليه السلام بلا ارتياب ، و ظهر من فضله في هذه الغزاة ما اجتمع على نقله‏ الرواة و تفرد فيها من المناقب بما لم يشركه فيه أحد من الناس‏.

فروى محمد بن يحيى الأزدي : عن مسعدة بن اليسع و عبيد الله‏ بن عبد الرحيم عن عبد الملك بن هشام ، و محمد بن إسحاق و غيرهم من أصحاب الآثار ، قالوا : لما دنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر ، قال للناس : قفوا ، فوقف الناس ، فرفع يديه إلى السماء و قال :

 اللَّهُمَّ : رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ مَا أَظْلَلْنَ ، وَ رَبَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا أَقْلَلْنَ ، وَ رَبَّ الشَّيَاطِينِ وَ مَا أَضْلَلْنَ ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَ خَيْرَ مَا فِيهَا ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَ شَرِّ مَا فِيهَا .

ثم نزل تحت شجرة في المكان‏ : فأقام و أقمنا بقية يومنا و من غده ...

و حاصر رسول الله : خيبر بضعا و عشرين ليلة ، و كانت الراية يومئذ لأمير المؤمنين عليه السلام ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب ، و كان المسلمون يناوشون‏  اليهود من بين أيدي حصونهم و جنباتها.

فلما كان ذات يوم : فتحوا الباب ، و قد كانوا خندقوا على أنفسهم ، و خرج مرحب برجله يتعرض‏ للحرب .

فدعا رسول الله  : أبا بكر ، فقال له : خذ الراية ، فأخذها في جمع من المهاجرين، ‏ فاجتهد و لم يغن شيئا ، فعاد يؤنب القوم الذين اتبعوه و يؤنبونه.

فلما كان من الغد : تعرض لها عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثم رجع يجبن أصحابه و يجبنونه .

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ليست هذه الراية لمن حملها ، جيئوني بعلي بن أبي طالب . فقيل له : إنه أرمد .

قال : أرونيه تروني رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله ، يأخذها بحقها ليس بفرار .

فجاءوا : بعلي عليه السلام ، يقودونه إليه ؟

فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما تشتكي يا علي ؟

قال : رمد ، ما أبصر معه ، و صداع برأسي .

فقال له : أجلس ، و ضع رأسك على فخذي ، ففعل علي عليه السلام ذلك.

 فدعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : و تفل في يده فمسحها على عينيه‏ و رأسه ، فانفتحت عيناه و سكن ما كان يجده من الصداع .

و قال في دعائه له :

اللَّهُمَّ : قِهِ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ ، وَ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ وَ كَانَتْ رَايَةً بَيْضَاء .

و قال له : خذ الراية و امض بها ، فجبرئيل معك ، و النصر أمامك ، و الرعب مبثوث في صدور القوم.

 و اعلم : يا علي ، أنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه إليا ، فإذا لقيتهم ، فقل : أنا علي ، فإنهم يخذلون إن شاء الله .

قال علي عليه السلام : فمضيت بها حتى أتيت الحصون ، فخرج مرحب و عليه مغفر و حجر قد ثقبه‏ مثل البيضة على رأسه ، و هو يرتجز و يقول‏ :

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبٌ‏ _  شَاكٍ سِلَاحِي بَطَلٌ مُجَرَّبٌ‏

فقلت‏ :

أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَةً _ لَيْثٌ لِغَابَاتٍ‏ شَدِيدٌ قَسْوَرَةٌ

أَكِيلُكُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَةِ

 فاختلفنا ضربتين : فبدرته فضربته فقددت الحجر و المغفر و رأسه ح، تى وقع السيف في أضراسه فخر صريعا .

وجاء في الحديث: أن أمير المؤمنين عليه السلام لما قال أنا علي بن أبي طالب .

قال حبر من أحبار : القوم غُلبتم و ما أنزل على موسى‏ ، فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به .

و لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام : مرحبا رجع من كان معه ، و أغلقوا باب الحصن عليهم دونه .

فصار أمير المؤمنين : إليه ، فعالجه حتى فتحه ، و أكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه ، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام باب الحصن ، فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا ، فظفروا بالحصن و نالوا الغنائم.

فلما انصرفوا : من الحصون ، أخذه أمير المؤمنين بيمناه فدحا به أذرعا من الأرض ، و كان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم.

و لما فتح أمير المؤمنين عليه السلام : الحصن و قتل مرحبا و أغنم الله المسلمين أموالهم ، استأذن حسان بن ثابت رسول الله أن يقول شعرا .

فقال له : قل ، فأنشأ يقول‏ :

و كان علي أرمد العين يبتغي ‏ _  دواء فلما لم يحس مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلة ‏ _  فبورك مرقيا و بورك راقيا

و قال سأعطي الراية اليوم صارما ‏ _  كميا محبا للرسول مواليا

يحب إلهي و الإله يحبه‏ ‏ _  به يفتح الله الحصون الأوابيا

فأصفى بها دون البرية كلها ‏ _  عليا و سماه الوزير المؤاخيا

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج1ص124 . و عبل الذراعين شديد القصرة. و السندرة: مكيال ضخم. والرتاج بالباب الكبير المغلق .

 


 



شعر داحي باب خيبر :

وقال في المناقب : وفي الإرشاد : لما انصرفوا من الحصون ، أخذه علي بيمناه فدحا به أذرعا من الأرض ، و كان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم .

وعن علي بن الجعد : عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس في خبر طويل ، و كان لا يقدر على فتحه إلا أربعون رجلا .

و قال جابر : إن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها ، و إنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلا .

رواه : أبو الحسن الوراق المعروف بغلام المصري عن ابن جرير الطبري التاريخي‏ ، و في رواية جماعة خمسون رجلا ، و في رواية أحمد سبعون رجلا.

وعن ابن جرير الطبري صاحب المسترشد : إنه حمله بشماله ، و هو أربعة أذرع في خمسة أشبار في أربع أصابع عمقا ، حجرا أصلد دون يمينه ، فأثرت فيه أصابعه و حمله بغير مقبض ، ثم تترس به فضارب الإقران حتى هجم عليهم .

ثُمَّ زَجَّهُ‏ ( أي رماه ) : مِنْ وَرَائِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً.

رحم الله ديك الجن‏ إذ قال :

سطا يوم بدر بأبطاله‏ _ و في أحد لم يزل يحمل‏

و عن بأسه فتحت خيبر _ و لم ينجها بابها المقفل‏

دحا أربعين ذراعا به‏ _ هزبر به دانت الأشبل

و في رامش أفزاي : كان طول الباب ثمانية عشر ذراعا ، و عرض الخندق عشرون‏ ، فوضعه جانبا على طرف الخندق ، و ضبط جانبا بيده حتى عبر عليه العسكر ، وكانوا ثمانية آلاف وسبعمائة رجل، وفيهم من كان يتردد و يخف عليه.

و قد زج باب الحصن عنه بكفه‏ _ و ظل لأجساد اليهود .

و عبر جيش العز من فوق زنده _ و ما مسه منه هناك تضجر

وعن أبو عبد الله الجذلي‏ : قال له عمر : لقد حملت منه ثقلا ، فقال : ما كان إلا مثل جنتي التي في يدي.

و في رواية أبان‏ : فو الله ما لقي علي من البأس تحت الباب ، أشد ما لقي من قلع الباب.

وفي تاريخ الطبري : قال أبو رافع س: قط من شماله ترسه ، فقلع بعض أبوابه و تترس بها ، فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها.

وفي روض الجنان‏ قال بعض الصحابة : ما عجبنا يا رسول الله من قوته في حمله و رميه و إتراسه ، و إنما عجبنا من إجساره و أحد طرفيه على يده .

فقال النبي : كلاما معناه ، يا هذا أ نظرت إلى يده ، فانظر إلى رجليه .

قال : فنظرت إلى رجليه ، فوجدتهما معلقتين ، فقلت هذا أعجب ، رجلاه على الهواء .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ليستا على الهواء ، و إنهما على جناحي جبرئيل .

 

فأنشأ بعض الأنصار رحمه الله يقول‏ :

إن امرأ حمل الرتاج‏ بخيبر _ يوم اليهود بقدرة لمؤيد

حمل الرتاج رتاج باب قموصها _ و المسلمون و أهل خيبر شهد

فرمى به و لقد تكلف رده‏ _ سبعون كلهم له متسدد

ردوه بعد تكلف و مشقة _ و مقال بعضهم لبعض ازدد

 

ورحم الله الناشئ‏ إذ قال :

و الباب حين دحا به عن حصنهم _ عشرين باعا في الفضا دكداك

علي رمى باب المدينة خيبر _ ثمانين شبرا وافيا لم يثلم

 

ورحم الله ابن حماد إذ قال :

 أم من دحا باب القموص و من علا _ في الحرب مرحب بالحسام القاضب‏

 

ورحم الله ابن مكي‏ إذ قال :

فهزها فاهتز من حولهم‏ _ حصنا بنوه حجرا جلمدا

ثم دحا الباب على نبذه‏ _ تمسح خمسين ذراعا عددا

و عبر الجيش على راحته‏ _ حيدرة الطاهر لما وردا

 

ورحم الله العوني ‏إذ قال :

و دنا إلى الباب المشيد و هزه‏ _ هزا رأيت الأرض منه ترجف‏

و رواية أخرى بأن دحى به‏ _ سبعين باعا و القتام مسجف‏

 

ورحم الله ابن علوية إذ قال :

أمن أقل‏ لخيبر الباب الذي‏ _ أعيا به نفرا من الأعوان

هل مد حلقته فصير متنه‏ _ ترسا يقل به شبا القضبان‏

ترسا يصك به الوجوه بملتقى‏ _ رب بها حمي الوطيس عوان‏

 

ورحم الله  ابن رزيك‏ إذ قال :

و الباب لما دحاه‏ و هو في سغب _  من الصيام و ما يخفى تعبده‏

و قلقل الحصن فارتاع اليهود له‏ _ و كان أكثرهم عمدا يفنده‏

نادى بأعلى العلى جبرئيل ممتدحا _ هذا الوصي و هذا الطهر أحمده

 

ورحم الله  الزاهي‏ إذ قال :

و اقتلع الباب اقتلاعا معجزا _  يسمع في دوية ارتجاسه‏

كأنه شرارة لموقد رأ _ خرجها من ناره مقباسه

ورحم الله تاج الدولة إذ قال :

و اقتلع الباب غداة خيبر _ فكبر الناس به و قد دحا

و قالت الأملاك لا سيف سوى‏ _ سيف علي و سواه لا فتى‏

و عبر الجيش على راحته‏ _ و الباب جسرا فوق يمناه بدا

و رحم الله  الشاعر إذ قال :

و دحا الباب بكف صافحت‏ _ كف جبرائيل من غير اختلال‏

فتباهت فيه أملاك العلى‏ _ و هي في أفلاكها عن ذي الجلال

و هذا كله : خرق العادة و لا يتيسر إلا لنبي أو وصي نبي ، و إذا لم يجز أن يكون نبيا لا بد أن يكون وصيا

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص294-297 . ونقل قسما منه في الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج2ص6 . و القاضب: القاطع. نبذ الشي‏ء: طرحه ورمى به لقلة الاعتداد به. القتام غبار الحرب. والرتاج الباب الكبير المخلق ، والقموص أكبر حصون خيبر وكان فيه مرحب وجيشه ، والسجف الستر. من البخت بمعنى الخط. لهث : خرج لسانه من التنفس الشديد عطشا او تعبا او إعياء. و مؤتنف الشباب: اوله. اقل الشيء: جعله قليلا. شبا الشي‏ء: علا. القضبان: جمع القضيب.


 

 



وللأنزع من الشرك البطين بعلم الدين الحق دحى

وسدد الآل بالروح وبكل أمر ليلة القدر المقضية

 

دحى بمعنى ملئ :

دحى : ملئ دحا يدحو دحوا ، و دَحَ‏ الطعامُ بطنَه‏ يَدُحُّه‏ إِذا ملأَه حتى يسترسل إِلى أَسفل . و اندَحَ‏ بطنُه‏ انْدِحاحاً اتسع. و انْدَحَّتْ‏ خَواصِرُ الماشية انْدِحاحاً إِذا تَفَتَّقَتْ من أَكل البقل .

في الحديث‏: كان لأُسامة بطْنٌ‏ مُنْدَحٌ‏. أَي متسع.

و الدَحْدَاح :‏ المُحكم العَالِمُ‏ المُعَلِّم. و الدُّحُحُ‏: الأَرَضونَ المُمْتدّةُ.

و الدَّحْدَاحُ‏ و الدَّحْداحَة : من الرِّجال و النِّساءِ المُسْتديرُ المُلَمْلَمُ .

ويا طيب : في هذا المعنى أي إن الدحو يأتي بمعنى الامتلاء الحديث الآتي :

عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

 إن جبرئيل عليه السلام : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و الحسين عليه السلام يلعب بين يديه ، فأخبره أن أمته ستقتله .

قال : فجزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 فقال : أ لا أريك التربة التي يقتل فيها .

قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله  إلى المكان الذي قتل فيه الحسين ،  حتى التقتا القطعتان فأخذ منها .

وَ دُحِيَتْ‏ : فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ .

فخرج و هو يقول : طوبى لك من تربة ، و طوبى لمن يقتل حولك .

قال : و كذلك صنع صاحب سليمان ، تكلم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سرير سليمان و بين العرش من سهولة الأرض و حزونتها - حتى التقت القطعتان فاجتر العرش .

قال سليمان : يخيل إلي أنه خرج من تحت سريري .

قال : و دحيت‏ في أسرع من طرفة العين.

كامل الزيارات 59ب17ح1 .

ويا طيب : والتقاء القطعتين أي من طرف الدينة مع كربلاء ، أو محل سليمان حتى بلقيس باليمن ، ثم دحيت أي ملئت بعدما فتقت ، وبهذا المعنى جاء في بيت الأبوذية ، بإن الإمام علي عليه السلام ملئ علما وحلما وفهما وشجاعة وإيمانا وهدى وكل فضيلة كريمة ومنقبة شريفة يستحقها وصي رسول الله .

 

ويا طيب : عرفت أن أصل الدحو هو التوسع والانبساط والامتداد ، أو دفع الشيء عن محله الأول ورميه ليتسع بوجوده ومحله ومكانه ، أو زيادة الشيء في وجوده ومحله حتى يتسع وينبسط ممتلأ بما يزيده سعة ، وبالخصوص بالفضائل ومعاني الكرامة من العلم والهدى ، ولمعرفة هذا المعنى وشرح شطر الأبوذية هذا نذكر بعض المعارف تبين لنا ، إن الإمام علي عليه السلام قد زاده الله وجعله مملوء بالعلم والجسم أي بسطه بهما ، وكما قال في حق طالوت :

{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ  اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا

قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ  الْمَالِ

قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  (247) } البقرة .

 

زاده الله بسطة في العلم والجسم :

حديث ملء الإمام علما :

قال في المناقب : و روى ابن أبي البختري من ستة طرق ، و ابن المفضل من عشر طرق ، و إبراهيم الثقفي من أربعة عشر طريقا : منهم عدي بن حاتم و الأصبغ بن نباتة و علقمة بن قيس و يحيى ابن أم الطويل و زر بن حبيش و عباية بن ربعي و عباية بن رفاعة و أبو الطفيل .

‏ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ : بحضرة المهاجرين و الأنصار .

وَ أَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ : كَيْفَ مُلِئَ‏ عِلْماً ، لَوْ وَجَدْتُ لَهُ طَالِباً .

سَلُونِي : قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي ، هَذَا سَفَطُ الْعِلْمِ ، هَذَا لُعَابُ رَسُولِ اللَّهِ ، هَذَا مَا زَقَّنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ زَقّاً .

فَاسْأَلُونِي : فإِنَّ عِنْدِي عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ .

أَمَا وَ اللَّهِ : لَوْ ثُنِّيَتْ لِيَ الْوِسَادَةُ ، ثم أجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، و بين أهل الزبور بزبورهم ، و بين أهل الفرقان بفرقانهم ،حتى ينادي كل كتاب بأن عليا حكم بحكم الله .

في‏ و في رواية : حتى ينطق الله التوراة و الإنجيل‏ .

و في رواية : حتى يزهر كل كتاب من هذه الكتب ، و يقول : يا رب إن عليا قضى بقضائك .

ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ، لو سألتموني عن آية آية في ليلة أنزلت أو في نهار أنزلت ، مكيها و مدنيها ، و سفريها و حضريها ، ناسخها و منسوخها ، و محكمها و متشابهها ، و تأويلها و تنزيلها ، لأخبرتكم

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج2ص38 ، السفط محركة: وعاء كالقفة.

وفي حديث : المباهاة والتفاخر ، وذكر الفضائل بين قريش والأنصار في عهد عثمان ، قال الإما علي عليه السلام في ذكر فضائله ومناقبه وأقول النبي الأكرم في حقه الشريف في حديث طويل : ......

وَ قَوْلُهُ صلى الله عليه وآله وسلم : إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا ، كِتَابَ اللَّهِ ، وَ عِتْرَتِي‏  ، لَا تَتَقَدَّمُوهُمْ ، وَ لَا تَتَخَلَّفُوا عَنْهُمْ .

وَ لَا تُعَلِّمُوهُمْ : فَإِنَّهُمْ‏ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ الْخَلِيفَةُ عَلَى الْأُمَّةِ إِلَّا أَعْلَمَهُمْ‏ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ.

 وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ‏ : { أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ  يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)} يونس.

وَ قَالَ‏ : { وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (247) } البقرة.

وَ قَالَ‏ : { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ  عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (4)‏ } الأحقاف .

و قال رسول الله : ما ولت أمة قط أمرها رجلا ، و فيهم أعلم منه ، إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، فما الولاية غير الإمارة على الأمة ، و الدليل على كذبهم و باطلهم و فجورهم أنهم سلموا علي بإمرة المؤمنين بأمر رسول الله ، و هي الحجة عليهم و عليك .....

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص636ح11 .


 

 

أحاديث معنى الأنزع البطين :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ يا علي : إن الله تعالى قد غفر لك ، و لأهلك ، و لشيعتك ، و محبي شيعتك ، و محبي محبي شيعتك.

 فَأَبْشِرْ : فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِينُ ، مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ ، بَطِينٌ‏ مِنَ الْعِلْمِ.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص47ب31ح182 .

 

وعن سليمان بن مهران : عن عباية بن ربعي قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه فقال له :

أخبرني : عن الأنزع البطين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقد اختلف الناس فيه .

فقال له ابن عباس : أيها الرجل ، و الله لقد سألت عن رجل ما وطئ الحصى بعد رسول الله أفضل منه ، و إنه لأخو رسول الله ، و ابن عمه ، و وصيه ، و خليفته على أمته .

وَ إِنَّهُ لَأَنْزَعُ : مِنَ الشِّرْكِ .

بَطِينٌ‏ : مِنَ الْعِلْمِ .

و لقد سمعت رسول الله يقول : من أراد النجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الأنزع يعني عليا عليه السلام.

معاني الأخبار ص63 ح11 . علل الشرائع ج1ص159ب128ح3 .

 

ويا طيب : بعد أن عرفنا أن الإمام علي عليه السلام قد زاده الله بسطة في العلم وقد ملء بالعلم ، ويشهد له الخاص والعام وكل معرف حياته وشأنه الكريم ، وقد كتبنا قسم من فضله في صحيفة سادة الوجود من موسوعة صحف الطيبين ، وكذلك في صحيفته فراجع لترى كيف دحى الله ورسوله الإمام بالعلم .

 

زاده الله بسطة في الجسم :

ونذكر الآن : دحى : مَدحوحاً مُوَسَّعاً؛ و قد دَحَّه‏ أَي وَسَّعَه؛ و دَحَ‏ في الثَّرى بيتاً إِذا وسعه، أي معنى سعة جسم الإمام علي عليه السلام الكريم وانبساطه وأنه الله زاده بسطة في الجسم ، وقد عرفت الدحو بمعنى الانبساط والتوسع والملء للشيء ، وإنه بنفسه ملء منبسطا في جسمه وقوة وعضلات وقدرة بفضل الله تعالى حتى كان يهابه كل من يراه ، وبالخصوص بالحروب ، ويوصف بالبسط بالجسم كما يوصف الآن أبطال كمال الأجسام  .

 

وصف فاطمة والنبي لعلي :

قال علي بن إبراهيم : ما حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال‏ :

كَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام : لا يذكرها أحد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا أعرض عنه حتى أيس الناس منها .

فَلَمَّا أَرَادَ : أن يزوجها من علي أسر إليها.

 فَقَالَتْ عليها السلام : يا رسول الله أنت أولى بما ترى ، غير أن نساء قريش تحدثني عنه :

أَنَّهُ رَجُلٌ : دَحْدَاحُ‏ الْبَطْنِ ، طَوِيلُ الذِّرَاعَيْنِ ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ ، أَنْزَعُ ، عَظِيمُ الْعَيْنَيْنِ ، لِمَنْكِبَيْهِ مُشَاشاً كَمُشَاشِ الْبَعِيرِ ، ضَاحِكُ السِّنِّ ، لَا مَالَ لَهُ .

 فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله :

 يَا فَاطِمَةُ : أ ما علمت أن الله أشرف على الدنيا ، فَاخْتَارَنِي عَلَى رِجَالِ الْعَالَمِينَ نَبِيّاً ، ثم اطلع أخرى : فَاخْتَارَ عَلِيّاً عَلَى رِجَالِ الْعَالَمِينَ وَصِيّاً ، ثُمَّ اطَّلَعَ : فَاخْتَارَكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

 يَا فَاطِمَةُ : إنه لما أسري بي إلى السماء ، وجدت مكتوبا على صخرة بيت المقدس : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ .

 فَقُلْتُ : لجبرئيل و من وزيري ؟

فَقَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

فَلَمَّا انْتَهَيْتُ : إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَيْهَا : إِنِّي‏ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي ، مُحَمَّدٌ حَبِيبِي‏  صَفْوَتِي مِنْ خَلْقِي، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ .

فَقُلْتُ لِجَبْرَئِيلَ : وَ مَنْ وَزِيرِي ؟

قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ .

فلما جاوزت : سدرة المنتهى ، انتهيت إلى عرش رب العالمين ،  فوجدت مكتوبا على كل قائمة من قَوَائِمِ الْعَرْشِ : أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا ، مُحَمَّدٌ حَبِيبِي ، أَيَّدْتُهُ بِوَزِيرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِيرِهِ .

 فَلَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ : رَأَيْتُ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةَ طُوبَى ، أَصْلُهَا فِي دَارِ عَلِيٍّ .

 وَ مَا فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ : وَ لَا مَنْزِلٌ  إِلَّا وَ فِيهَا فَرْعٌ مِنْهَا أَعْلَاهَا ، أَسْفَاطُ  حلل من سندس و إستبرق ، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مائة ألف حلة ما فوقها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة ، و هو ثياب أهل الجنة .

وَسَطَهَا : ظل ممدود كعرض السماء و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسوله ، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه ، و ذلك قوله‏ : { وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ } .

 أَسْفَلُهَا : ثِمَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، و طعامهم متذلل في بيوتهم ، يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة ، مما رأيتم في دار الدنيا و مما لم تروه ، و ما سمعتم به و ما لم تسمعوا مثلها ، و كلما يجتنى منها شي‏ء نبت مكانها أخرى‏ لا مقطوعة و لا ممنوعة .

وَ يَجْرِي نَهَرٌ : فِي أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ ، ينفجر منها الأنهار الأربعة، ، نهر من ماء غير آسن‏ ، و نهر من لبن لم يتغير طعمه‏ ، و نهر من خمر لذة للشاربين‏ ، و نهر من عسل مصفى‏.

 

يَا فَاطِمَةُ : إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي فِي عَلِيٍّ سَبْعَ خِصَالٍ :

هُوَ أَوَّلُ : من ينشق عنه القبر معي .

وَ أَوَّلُ : من يقف معي على الصراط فيقول للنار خذي ذا و ذري ذا .

وَ أَوَّلُ : من يكسى إذا كسيت .

وَ أَوَّلُ : من يقف معي على يمين العرش .

وَ أَوَّلُ : من يقرع معي باب الجنة .

وَ أَوَّلُ : من يسكن معي عليين .

وَ أَوَّلُ : من يشرب معي من الرحيق المختوم‏ ختامه مسك و في ذلك فليتنافس المتنافسون‏.

 

يَا فَاطِمَةُ : هَذَا مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلِيّاً فِي الْآخِرَةِ ، وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْجَنَّةِ .

 إِذَا كَانَ فِي الدُّنْيَا : لَا مَالَ لَهُ .

فَأَمَّا مَا قُلْتِ : إِنَّهُ بَطِينٌ ، فَإِنَّهُ مَمْلُوٌّ مِنَ الْعِلْمِ ، خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ وَ أَكْرَمَهُ مِنْ بَيْنِ أُمَّتِي .

 وَ أَمَّا مَا قُلْتِ : إِنَّهُ أَنْزَعُ عَظِيمُ الْعَيْنَيْنِ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِصِفَةِ آدَمَ عليه السلام .

وَ أَمَّا طُولُ يَدَيْهِ : فإن الله طولهما ليقتل بهما أعداءه و أعداء رسوله و به يظهر الله‏ الدين‏ و لو كره المشركون‏، و به يفتح الله الفتوح ، و يقاتل المشركين على تنزيل القرآن و المنافقين من أهل البغي  و النكث و الفسوق على تأويله .

وَ يُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ : سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ يُزَيِّنُ بِهِمَا عَرْشَهُ .

يَا فَاطِمَةُ : ما بعث الله نبيا إلا جعل له ذريته من صلبه ، و جعل ذريتي من صلب علي، و لو لا علي ما كانت لي ذرية .

فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ .

فقال ابن عباس عند ذلك: وَ اللَّهِ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْؤٌ غَيْرُ عَلِيٍّ عليه السلام .

تفسير القمي ج2ص336 . وعنه بحار الأنوار ج43ص101ب5ح11 .

 

قال نصر فحدثني عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب‏: ....

وَ كَانَ عَلِيٌّ : رَجُلًا دَحْدَاحاً .

 أَدْعَجَ الْعَيْنَيْنِ : كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ حَسَناً ، ضَخْمَ الْبَطْنِ ، عَرِيضَ الْمَسْرُبَةِ ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ ، ضَخْمَ الْكُسُورِ ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ ـ أَصْلَعَ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ شَعَرٌ إِلَّا خِفَافٌ مِنْ خَلْفِهِ‏ ، لِمَنْكِبَيْهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ‏ السَّبُعِ الضَّارِي‏ ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ بِهِ وَ مَارَ بِهِ جَسَدُهُ‏ ، لَهُ سَنَامٌ كَسَنَامِ الثَّوْرِ ، لَا تَبِينُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ‏ ، قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً .

 لَمْ يُمْسِكْ بِذِرَاعِ رَجُلٍ قَطُّ : إِلَّا أَمْسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَنَفَّسَ ، وَ هُوَ إِلَى السُّمْرَةِ ، أَذْلَفَ الْأَنْفِ‏ ، إِذَا مَشَى إِلَى الْحَرْبِ هَرْوَلَ وَ قَدْ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالْعِزِّ وَ النَّصْرِ.

وقعة صفين ص232.

 

الدحداح : الملم الواسع العضلات والممتلئ البدن والمربوع الجسم وممتد أقرب إلى الطول وأبعد من القصر مأخوذ من دحى بمعنى السعة والانبساط والامتداد ، وقد مر في حيث فاطمة عليها السلام دحداح البطن وفسر بالعلم ، نعم إذا صغر ولم يقال دحداح بل قيل دحدوح أو دحيدح فيكمن أن يشير للقصر ، وأنى لهم ذلك ولم يوصف به ، بل التكبير دحداح والشجر الدحداح ودوحة غدير خم هي شحرة عظيمة دحداحة مرتفعة في السماء كما ذكروها و واسعة الظل فجمع النبي المسلمين تحتها وبايعوه ، هذا ، وكل بني هاشم يوصفون بالطول أقرب كالعباس عم النبي والعباس بن علي عليهم السلام وغيرهم من بني عبد المطلب .

و المسربة : الشعر وسط الصدر إلى البطن. وشثن: غليظ. و الكسور: الأعضاء. و الخفاف، بالضم: الخفيف؛ و بالكسر: جمع خفيف.

و المشاش، بالضم: رءوس العظام، مثل المنكبين و المرفقين و الركبتين.

و تكفأ جسده: تمايل . و المور: التحرك و المجيء و الذهاب كما تتكفأ النخلة العيدانة أي الطويلة .

وذكر سنام الثور وفي الأصل : سنام البعير، و سنام كل شيء : أعلاه.

 العضد: ما بين المرفق إلى الكتف، يذكر و يؤنث. و الساعد: الذراع. الذلف: قصر الأنف و صغره ، والآن للحلاة يعملون تصغير الأنوف ولملمتها .

 

 

و قيل له عليه السلام : بأي شيء غلبت الأقران ؟

فقال عليه السلام : مَا لَقِيتُ رَجُلًا إِلَّا أَعَانَنِي‏ عَلَى‏ نَفْسِه‏ .

نهج البلاغة ص531ر324، 318.

قال السيّد الرضيّ‏ رحمه اللّه: يومئ عليه السلام إلى تمكّن هيبته في القلوب.

والقرن أقران: كفؤك ومن يقاومك نظيرك في الشجاعة أو العلم أو غيرها.

و روي عن ابن عباس قال :

كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : إِذَا أَطْرَقَ ، هِبْنَا أَنْ نَبْتَدِيَهُ بِالْكَلَامِ.

 

ورحم الله العوني‏ إذ قال :

و غصن رسول الله أحكم غرسه‏ _ فعلا الغصون نضارة و تماما

و الله ألبسه المهابة و الحجى‏ _ و ربا به أن يعبد الأصناما

ما زال يغذوه بدين محمد _ كهلا و طفلا ناشيا و غلاما

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج2ص116ص13 .


 

 

تسديد الله للنبي وآله بالروح :

يا طيب : نبين معنى نزول الروح بكل أمر الله على النبي وآله في ليلة مباركة على النبي وآله بالآيات ثم نذكر روايات مختصرة في هذا المعنى .

سورة إنا أنزلناه والدخان :

ويا طيب : ما مر مختصر الكلام في علم الإمام وما وهبه الله من البسط في العلم والجسم ، وبقي أمرا مذكورا في الشطر الأخير من الأبوذية وهو تسديد الله للنبي وآله بالروح ، وتؤكد نزوله بليلة القدر التي قضى الله تعالى أن تنزل الملائكة والروح بإذنه من كل أمر في كل سنة إلى يوم القيامة وبعد النبي الأكرم لأوصيائه .

 وهو في الحقيقة : يشير بل يشرح ما ذكر في آية الكرسي بأنه لا يشفع ولا يحصل على علم الله أحد إلا بإذنه تعالى ، ثم ذكر سبحانه بأنه أذن أن ينزل العلم في ليلة مبارك خيرا من ألف شهر وهي ليلة القدر المختصة بالنبي وآله بلا منازع لهم ، أي نزول الروح بكل أمر لهم وإن كانت الخيرات تنزل على العباد المترقبين لها ويحيوها ، وأما تمام العلم وكماله وأتمه لأنه بكل أمر ونزل به الروح فلا يداني فيه أحد النبي وآله بعده صلى الله عليهم وسلم لا أن يحصل عليه منهم بتعليمهم ، ولا يدعي بنزول الروح عليه ليلة القدر بكل أمر من علم الله إلا النبي أو وصيه الإمام بعده وهم آل البيت عليهم السلام والمعصومين من ذريته كلا في زمانه ، وقد شرحنا هذا المعنى في صحيفة سادة الوجود مفصلا فراجع .

وأما الآيات : فنذكر قسما منها فتدبر فيها يا طيب :

قال الله سبحانه وتعالى :

{ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء

وَسِعَ  كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) } البقرة

فالله سبحانه : بين أنه لا يحاط به علما وإنه لا ينال ما عنده من العلم ويشفع به بتبليغه وتعريفه للبشر إلا من يصطفيه وإن يجب أن يكون أتقى وأعبد وأكرم وأطيب وأطهر الخلق فيخصه بعلمه بما يشاء سبحانه  وهم أعلم بمن يستحقه فيشفع به بتعليمه ، وليس إلا نبينا الأكرم وآله هم المطهرون وكوثر الخير وقد باهل بهم فصدقهم وكذب مخالفهم بل لعنه في آية المباهلة ، فضلا عن آيات الإمامة والولاية الكثيرة في حقهم عليهم السلام ، حتى جعل أجر الرسالة ونفعها لنا في مودة القربى ولا يكونوا إلا قربها لأن مطلق القربى لكل إنسان أو المؤمنين بعضهم كفار أو لا دين لهم أو أعوان ظلمة لا يستحقون المودة التي توجب الحسنة المضاعفة وغفران الله وشكره للسعي كما في آية المودة ، وعرفها سبحانه وختمها إلى يوم القيامة بأن جعل سورة إنا أنزلناه مختصة بهم بآل النبي ، وهي جارية لإمام العصر والزمان المهدي المنتظر إلى يوم القيامة بعد آباءه الكرام ، فقال سبحانه :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)

تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)  } القدر .

وأكد الله سبحانه : هذا المعنى بأن الروح من عالم الأمر وينزل بكل أمر من علم يهدي به العباد لولي الأمر ، وهو المختار المصطفى والطيب الطاهر من العباد ، وهو العالم به المجتبي له والمنزل عليه الروح ، كما قال سبحانه :

{ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى  مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ (2) } النحل .

وقال عز وجل : { رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) }  غافر

فبين الله سبحانه : أن يختار من عباده لأمر الروح وليلة القدر مستمرة لأخر الدهر فينزل الروح فيها ،  و إن صاحب الروح ذو علم وافر جم كثير ، ومن يسأل عنه علمه قليل بقوله :

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي

وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ  إِلاَّ قَلِيلاً (85) } الإسراء ,

وأيضا حكى الله تعالى : سورة إنا أنزلناه بمعناه الكريم أخر ، في أول سورة الدخان بقوله الكريم :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا  يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ  السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) } الدخان.

فيا طيب : لا أحد يدعي أنه خص بليلة القدر والروح فيها وبكل أمر غير النبي وآله ، وقد بينا معناها في صحيفة سادة الوجود من موسوعة صحف الطيبين بالتفصيل فراجع ، وهذه أحاديث يسيره تعرف شأنها واحتجاج أهل البيت عليهم السلام بها .

أحاديث أهمية سورة القدر :

سورة إنا أنزلناه : نسبة آل محمد  ولهم فيها سيد العلم في  سيد الليالي:

عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في صلاة النبي صلى الله عليه و آله في السماء في حديث الإسراء قال :

ثم أوحى الله عز و جل إليه : اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك و تعالى :

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ  .

 و هذا في الركعة الأولى.

 ثم أوحى الله عز و جل إليه : اقرأ بالحمد لله ، فقرأها مثل ما قرأ أولا .

ثم أوحى الله عز وجل‏ إليه : اقرأ إِنَّا أَنْزَلْنـاهُ

فإنها نسبتك  و نسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة .

إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس الحسني ج 1ص151 ، عن التبيان رواه الكليني في الكافي 1 : 248 .

وعن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال :

 يا معشر الشيعة : خاصموا بسورة { إنا أنزلناه } تفلحوا ، فوالله :

 إنها لحجة : الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .

وإنها لسـيدة دينكم :  وأنها لغاية علمنا ..

مستدرك الوسائل للميرزا النوري ج4ص363 ح 4943 / 145  ، الجنة الواقية المصباح ص 588 . ويأتي إن شاء الله تمام الحديث.

وعن المصباح  للكفعمي عن الإمام الصادق عليه السلام  :

 لكل شيء ثمرة ، وثمرة القرآن { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء كنز ، وكنز القرآن { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء عون ، وعون الضعفاء { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء يسر ، ويسر المعسرين { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء عصمة ، وعصمة المؤمنين { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء هدى ، وهدى الصالحين { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء سـيـد ، وسـيـد العلم { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء زينة ، وزينة القرآن { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء فسطاط ، وفسطاط المتعبدين { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء بشرى ، وبشرى البراي { إنا أنزلناه } .

ولكل شيء حجة ، والحجة بعد النبي { إنا أنزلناه } .

فآمنوا به . قيل : وما الإيمان بها ؟

قال عليه السلام : أنها تكون في كل سنة ، وكل ما ينزل فيها حـق .

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده إذ جاء أعرابي فسأله عن مسائل في الحج و غيره.. إلى أن قال:

أما إنه ما أنزل  الله عز وجل   كتابا  ،  ولا خلق خلقا  .

 إلا وجعل له سيدا :

 فالقرآن سيد الكتب المنزلة ، وشهر  رمضان سيد الشهور .

و ليلة القدر : سـيـدة الليالي .

والفردوس : سيد الجنان، و بيت الله الحرام: سيد البقاع. وجبرائيل: سيد الملائكة . 

وأنا : سيـد الأنبياء ، و علي: سيـد الأوصياء .والحسن والحسين :  سيدي شباب أهل الجنة .

و لكل امرئ من عمله  ســيـد :

و  حـبـي و حـب علي بن أبي طالب : ســيـد  الأعمـال

و ما  يتقـرب به  المتقربون من  طاعة ربهم

تأويل ‏الآيات ‏الظاهرة  ص829 سورة الإخلاص . الفضائل ص 147 . كنز الفوائد ج2ص237.

ويا طيب : هذه بعض الأحاديث وتكملتها في صحيفة سادة الوجود .


عناوين مفيدة

يا طيب : بين يديك الكريمتين روابط لصحيفة سادة الوجود في موسوعة صحف الطيبين لتقرأ معنى السيادة في التكوين ، وكيف يختص بها أهل البيت المعصومين من آل النبي الأكرم علي بن أبي طالب وأولاده بعده إلى قيام الزمان لضرورة وجود من يكون منهم ينزل عليه الروح من كل أمر ، وهو الحجة المهدي المنتظر أبو صالح الإمام : محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، فهم أئمتنا وسادتنا وقادتنا لهدى الله وحق عبوديته بما يحب ويرضا ، وقد أفلح من تولاهم وفاز وخاب وخسر من تول من خالفهم وعاداهم .

 

موسوعة صحف الطيبين

 وفيها تجد صحيفة سادة الوجود وغيرها مما يعرفنا حق أهل البيت عليهم السلام وشأنهم الكريم :

 www.alanbare.com

صفحة معنى الدحو و الأنزع و البطين وشرح معنى الدحو في الأبوذية ملف جيد للمطالعة والقراءة على الحاسب والجوال بي دي اف

www.alanbare.com/dha.pdf

ملف ويب جيد للقراءة والاقتباس منه بالنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/dha

 

صحيفة سادة الوجود :

www.alanbare.com/s

 

تأليف وإعداد
أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وآله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
https://www.alanbare.com





  ف ✐
  ✺ ت