بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -

❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة حمزة سيد الشهداء

وغزوة أحد

يا طيب :تجد في هذه الصحيفة الحياة الكريمة لسيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله وناصره ومؤيد دين الله وحب عبوديته والإخلاص له ، وتجد أخبار معركة أحد كاملة ومعارف قيمة من تأريخ الإسلام وهداه

رابط صحيفة حمزة سيد الشهداء عليه السلام
www.alanbare.com/hmzh
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/hmzh/hmzh.pdf

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صفحة عيد الفطر
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صحيفة حمزه سيد الشهداء

صحيفة حمزه سيد الشهداء

صحيفة حمزه سيد الشهداءومعنى أحد

صحيفة حمزه سيد الشهداء
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :
في معنى أحد وشأن حمزه سيد الشهداء:

رحم الله حمزة شهيد أحد

إذ لم يبقى مع النبي أحد

إلا هو وعلي سيفه أحد

ناصرا للتوحيد والعبودية

أو :

رحم الله  حمزة  سيد الشهداء  في  معركة أحد

بها هرب  المسلمون  و لم يبقى  مع النبي أحد

إلا علي  يحمي الرسول  بذي الفقار وهو أحد

سيف دافع عن هدى الواحد الأحد والعبودية


 





رحم الله حمزة سيد الشهداء في معركة أحد

 

معركة أحد :

أحد : أُحُدٌ بضمتين جبل بالمدينة ، وقعت عنده معركة أحد ، وقد غزت قريش رسول الله في المدينة المنورة ، فخرج بجيش المسلمين فلقيهم عند جبل أحد ووقعت الحرب بينهم ، وفي هذه المعركة قتل عم النبي حمزة سيد الشهداء رحمه الله ومعه سبعون شهيدا هو سيدهم وسيد غيرهم من الأولين والآخرين ما عدى النبيين والأئمة ، وكان قد عاهد الله على الثبات هو وبني أخوته عبيدة بن الحارث وجعفر الطيار وعلي بن أبي طالب عليهم السلام ، ونزلت فيهم آيات وسيأتي تفصيل المعركة في الشرح فتابع الروابط .

 

جبل أحد :

موقع جبل أُحُد : بضمّ الألف والحاء ، هو جبل يطل على المدينة المنوّرة من الجهة الشمالية ، وكان يبعد عنها ثلاثة أميال ونصف قبل أن يصله العمران ، و يمتد الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب ويميل نحو الشمال ، وهو أكبر جبال المدينة وأعلاها .

والجبل : سمي بهذا الاسم لتوحده عن الجبال ، وأنه محاط بالأودية والسهول ، فهو غير مرتبط بسلاسل جبال من حوله .

وأغلب صخور الجبل : من الجرانيت الأحمر، وبعض الصخور تميل ألوانها إلى الأخضر الداكن والأسود، وبها عدة تجاويف تسمى المهاريس ، تقوم باحتجاز مياه الأمطار، وبه العديد من الكهوف والشقوق التي يتجاوز ارتفاع بعضها متراً ونصف وعمقها عشرة أمتار.

يبلغ طول الجبل : 7 كيلومترات ، وعرضه بين 2 و 3 كيلومتر ، وارتفاعه يصل إلى قرابة 350 متراً.

ويبعد الجبل : 5 كيلومترات عن المسجد النبوي ، ينتشر بالجبل العديد من النباتات والأعشاب المختلفة .

و وقعت غزوة أحـد : في سفوحه الجنوبية ، ولذلك سُمّيت غزوة أحد ، وكان جبل أحد عن يمين جيش النبي صلى الله عليه وسلم ، وجبل الرماة أشبه بالهضبة الصغيرة بالنسبة له وهو قربه وهو منه وعن يساره ، وسمي بذلك لوقوف الرماة عليه ، والمسلمين جنبة وبينه بين جل أحد  .

مكانة جبل أحد الدينية :

لجبل أحد : مكانة دينية كريمة وتقدس لما على سفوحه مراقد شهداء معركة أحد من المسلمين وبالخصوص مرقد أسد الله ورسوله سيد الشهداء أبو عمارة حمزة بن عبد المطلب عليه السلام ، فصار مزار المسلمين وبالخصوص النبي الأكرم وفاطمة الزهراء عليها السلام ، ثم من حب النبي وآله ، فيزارون يترحم عليهم ويجزوهم عن الإسلام والمسلمين خيرا ويقرأون لهم الفاتحة ويسألون الله تعالى بحق أن يقضي حوائجهم .

كما جاء : جبل أحد كمقياس لبعض ثواب الأعمال ومقدار حسناتها ، ومن الأحاديث في حق جبل أحد :

عن أبي حميد الساعدي قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة .

قال صلى الله عليه وآله : هذه طابة ، وَ هَذَا جَبَلُ‏ أُحُدٍ يُحِبُّنَا وَ نُحِبُّهُ.

إعلام الورى بأعلام الهدى ص124.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله : من أذن سنة واحدة بعثه الله عز وجل يوم القيامة و قد غفرت ذنوبه كلها بالغة ما بلغت ، و لو كانت مثل زنة جَبَلِ‏ أُحُدٍ .

من لا يحضره الفقيه ج1ص161ح452 .

وعن المفضل بن عمر عن الخيبري و يونس بن ظبيان قالا : سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

 ما من شيء : أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام .

و إن الله : ليجعل له الدرهم في الجنة ، مِثْلَ جَبَلِ‏ أُحُدٍ .

ثم قال : إن الله تعالى يقول في كتابه‏:

{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً (245) } البقرة .

قال : هو و الله في صلة الإمام خاصة.

الكافي ج1ص537ح2 .

 

وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : من شيع ميتا حتى يصلي عليه ، كان له قيراط من الأجر ، و من بلغ معه إلى قبره حتى يدفن كان له قيراطان من الأجر ، وَ الْقِيرَاطُ مِثْلُ جَبَلِ‏ أُحُدٍ.

الكافي ج3ص173ح4 .

 

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ مائة آية يصلي بها في ليلة، كتب الله عز و جل له بها قنوت ليلة؛ و من قرأ مائتي آية في غير صلاة  لم يحاجه القرآن يوم القيامة ؛ و من قرأ خمسمائة آية في يوم و ليلة في صلاة النهار و الليل ، كتب الله عز و جل له في اللوح المحفوظ قنطارا من حسنات، و القنطار ألف و مائتا أوقية .

 وَ الْأُوقِيَّةُ : أَعْظَمُ مِنْ جَبَلِ‏ أُحُدٍ .

الكافي ج4ص645ب12 .

 

وعن صفوان الجمال : عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث له طويل قال : قلت : فما لمن جهز إليه أي للإمام الحسين عليه السلام و لم يخرج لعلة ؟

قال : يعطيه الله بكل درهم أنفقه من الحسنات مِثْلَ جَبَلِ‏ أُحُدٍ ، و يخلف عليه أضعاف ما أنفق ، و يصرف عنه من البلاء مما قد نزل فيدفع ، و يحفظ في ماله ... و ذكر الحديث بطوله .

كامل الزيارات ص129ب46ح5 .

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

 

 

تفاصيل معركة أحد :

يا طيب : معركة أحد وقعت في 15 شوال سنة 3 للهجرة ، وقد ذكرت تفاصيل كثيرة تعرف معركة أحد ، وخيرها ما حدث به الإمام الصادق عليه السلام كما في تفسير علي بن إبراهيم القمي ، فلذا نختاره ، ونضع للبحث عناوين توجهنا لمحتويات الحديث ، ونتعرف على تفاصيل المعركة بين الإيمان والهدى الحق والمشركين وضلالهم ، فلنتدبر :

 

نزول آيات في غزوة أحد :

يا طيب : نزل من القرآن الكريم في بيان غزة وأحد ما يقارب الخمسين آية في سورة آل عمران تفصل غزوة أحد وتبين أسبابها وحال المؤمنين والمنافقين والمجاهدين الثابتين والفارين وثواب الشهداء والمنفقين وعقاب الكفار وأمثالهم ، وهي اختبار للمؤمنين ويجب الثقة بالله ونفي العجب وضرورة التوكل على الله تعالى والثبات ومواضيع وعبر ومواعظ كثيرة ، بل وأحكام وعقائد هدى بينه للمتقين  .

وتبدأ قوله تعالى : { وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ  مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) } آل عمران .

وجاء في تفسيرها : عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال‏ :

سبب نزول هذه الآية : أن قريشا خرجت من مكة تريد حرب رسول الله ، فخرج يبغي موضعا للقتال.

و قوله‏ : {إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122) } آل عمران ، نزلت في عبد الله بن أبي و قوم من أصحابه اتبعوا رأيه في ترك الخروج و القعود عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 

سبب الغزوة وعدد الكفار في أحد :

 قال عليه السلام : و كان سبب غزوة أحد ، أن قريشا لما رجعت من بدر إلى مكة و قد أصابهم ما أصابهم من القتل و الأسر ، لأنه قتل منهم سبعون و أسر منهم سبعون ، فلما رجعوا إلى مكة .

قال أبو سفيان : يا معشر قريش لا تدعوا النساء تبكي على قتلاكم ، فإن البكاء و الدمعة إذا خرجت  أذهبت الحزن و الحرقة و العداوة لمحمد ، ويشمت بنا محمد و أصحابه.

 فلما غزوا رسول الله : يوم أحد ، أذنوا لنسائهم بعد ذلك في البكاء و النوح .

فلما أرادوا : أن يغزوا رسول الله إلى أحد.

ساروا (قريش) : في حلفائهم من كنانة و غيرها ، فجمعوا الجموع و السلاح ، و خرجوا من مكة في ثلاثة آلاف فارس ، و ألفي راجل ، و أخرجوا معهم النساء يذكرنهم و يحثنهم على حرب رسول الله  ، و أخرج أبو سفيان  هند بنت عتبة ، و خرجت معهم عمرة بنت علقمة الحارثية .

 

الرسول يعد أصحابه ومنافق يثبطهم:

فلما بلغ رسول الله : ذلك ، جمع أصحابه و أخبرهم أن الله قد أخبره أن قريشا قد تجمعت تريد المدينة ، و حث أصحابه على الجهاد و الخروج .

 فقال عبد الله بن أبي : و قومه ، يا رسول الله لا تخرج من المدينة حتى نقاتل في أزقتها ، فيقاتل الرجل الضعيف و المرأة و العبد و الأمة ، على أفواه السكك و على السطوح ، فما أرادنا قوم قط فظفروا بنا و نحن في حصوننا و دورنا ، و ما خرجنا إلى أعدائنا قط إلا كان الظفر لهم .

فقام سعد بن معاذ رحمه الله : و غيره من الأوس ، فقالوا : يا رسول الله ما طمع فينا أحد من العرب و نحن مشركون نعبد الأصنام ، فكيف يطمعون فينا و أنت فينا ،  لا حتى نخرج إليهم فنقاتلهم ، فمن قتل منا كان شهيدا ، و من نجا منا كان قد جاهد في سبيل الله.

 فقبل رسول الله قوله : و خرج مع نفر من أصحابه يبتغون موضع القتال ، كما قال الله :

{ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ  مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121) إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ  (122) } آل عمران ،  يعني عبد الله بن أبي و أصحابه .

 فضرب رسول الله : معسكره مما يلي من طريق العراق ، و قعد عبد الله بن أبي ، و قومه من الخزرج اتبعوا رأيه .

و وافت قريش : إلى أحد .

 

رسول الله يعد أصحابه للمعركة :

و كان رسول الله : عد أصحابه ، و كانوا 700 سبعمائة رجلا .

فوضع عبد الله بن جبير : في خمسين من الرماة على باب الشعب ، و أشفق أن يأتي كمينهم في ذلك المكان .

 فقال رسول الله : لعبد الله‏ بن جبير و أصحابه ، إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة فلا تخرجوا من هذا المكان ، و إن رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا ، و الزموا مراكزكم .

و وضع أبو سفيان : خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا ، و قال لهم إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم ، فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم .

فلما أقبلت الخيل : و اصطفوا و عبأ رسول الله أصحابه .

دفع الراية : إلى أمير المؤمنين .

 

وقوع المعركة وانتصار المسلمين :

 فحملت الأنصار : على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة ، و وقع أصحاب رسول الله في سوادهم .

 و انحط خالد بن الوليد : في مائتي فارس ، فلقي عبد الله بن جبير فاستقبلوهم بالسهام فرجعوا ، و نظر أصحاب عبد الله بن جبير إلى أصحاب رسول الله ينهبون سواد القوم .

قالوا لعبد الله بن جبير : تقيمنا هاهنا و قد غنم أصحابنا ، ونبقى نحن بلا غنيم .

 فقال لهم عبد الله : اتقوا الله ، فإن رسول الله قد تقدم إلينا أن لا نبرح ، فلم يقبلوا منه ، و أقبل ينسل رجل فرجل ، حتى أخلوا من مركزهم ، و بقي عبد الله بن جبير : في اثني عشر رجلا .

 

المبارزات ومقتل أصحاب الرايات :

و قد كانت راية : قريش مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار ، فبرز و نادى يا محمد تزعمون أنكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار ، و نجهزكم بأسيافنا إلى الجنة ، فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي .

 فبرز إليه أمير المؤمنين عليه السلام يقول :

يا طلح إن كنت كما تقول __ لنا خيول و لكم نصول‏

فاثبت لننظر أينا المقتول __ و أينا أولى بما تقول‏

فقد أتاك الأسد الصئول‏ __ بصارم ليس به فلول‏

بنصرة القاهر و الرسول‏

فقال طلحة : من أنت يا غلام ؟

قال عليه السلام : أنا علي بن أبي طالب .

قال : قد علمت‏ يا قضيم‏ ،  أنه لا يجسر علي أحد غيرك ، فشد عليه طلحة فضربه ، فاتقاه أمير المؤمنين بالجحفة ( الترس ).

ثم ضربه أمير المؤمنين : على فخذيه فقطعهما جميعا ، فسقط على ظهره ، و سقطت الراية ، فذهب علي عليه السلام ليجهز عليه فحلفه بالرحم ، فانصرف عنه.

فقال المسلمون : أ لا أجهزت عليه ؟

قال : قد ضربته ضربة لا يعيش منها أبدا.

و أخذ الراية : أبو سعيد بن أبي طلحة .

فقتله علي عليه السلام :

و سقطت : الراية على الأرض فأخذها شافع بن أبي طلحة فقتله علي عليه السلام.

 فسقطت الراية : إلى الأرض.

 فأخذها عثمان بن أبي طلحة ، فقتله علي عليه السلام .

 فسقطت : الراية إلى الأرض ، فأخذها الحارث بن أبي طلحة ، فقتله علي .

فسقطت : الراية إلى الأرض، و أخذها أبو عذير بن عثمان فقتله علي .

 وسقطت : الراية إلى الأرض فأخذها عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فقتله علي.

و سقطت : الراية إلى الأرض، فقتل أمير المؤمنين التاسع من بني عبد الدار، و هو أرطاة بن شرحبيل مبارزة .

و سقطت : الراية إلى الأرض، فأخذها مولاهم صواب فضربه أمير المؤمنين ع على يمينه فقطعها.

 و سقطت : الراية إلى الأرض، فأخذها بشماله ، فضربه أمير المؤمنين ع على شماله فقطعها .

 و سقطت الراية إلى الأرض، فاحتضنها بيديه المقطوعتين.

 ثم قال : يا بني عبد الدار هل أعذرت فيما بيني و بينكم ، فضربه أمير المؤمنين على رأسه فقتله .

 و سقطت : الراية إلى الأرض، فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية فقبضتها.

 

فرار الأصحاب بالتفاف خالد :

و انحط خالد بن الوليد : على عبد الله بن جبير و قد فر أصحابه ، و بقي في نفر قليل ، فقتلوهم على باب الشعب ، و استعقبوا المسلمين فوضعوا فيهم السيف.

 و نظرت قريش : في هزيمتها إلى الراية قد رفعت ، فلاذوا بها ، و أقبل خالد بن الوليد يقتلهم ، فانهزم‏ أصحاب رسول الله هزيمة قبيحة ، و أقبلوا يصعدون في الجبال و في كل وجه .

 فلما رأى رسول الله : الهزيمة كشف البيضة عن رأسه .

و قال : إني أنا رسول الله إلى أين تفرون عن الله و عن رسوله .


 

 

معنى علي قضيم :

وعن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام : أنه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي عليه السلام ، يا قضيم ؟

 قال : إن رسول الله  كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب ، و أغروا به الصبيان ، و كانوا إذا خرج رسول الله يرمونه بالحجارة و التراب ، فشكا ذلك إلى علي .

 فقال : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، إذا خرجت فأخرجني معك ، فخرج رسول الله  و معه أمير المؤمنين ، فتعرض الصبيان لرسول الله ص كعادتهم ، فحمل عليهم أمير المؤمنين ـ و كان يقضمهم في وجوههم و آنافهم و آذانهم ، فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم ، و يقولون قضمنا علي قضمنا علي ، فسمي لذلك القضيم .

والقضم : الأكل بأطراف الأسنان وهو العض .

 

الثاني يحكي فرارهم :

و روي عن أبي واثلة : شقيق بن سلمة قال‏ كنت أماشي فلانا إذ سمعت منه همهمة ، فقلت له مه ، ما ذا يا فلان قال ويحك أ ما ترى الهزبر (الأسد) ، القضم بن القضم ، و الضارب بالبهم ، الشديد على من طغى و بغى ، بالسيفين و الراية .

 فالتفت : فإذا هو علي بن أبي طالب .

 فقلت له: يا هذا هو علي بن أبي طالب

 فقال : ادن مني أحدثك عن شجاعته و بطولته ، بايعنا النبي يوم أحد على أن لا نفر و من فر منا فهو ضال ، و من قتل منا فهو شهيد و النبي زعيمه .

 إذ حمل علينا : مائة صنديد ، تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون ، فأزعجونا عن طحونتنا (كتيبتنا) .

فرأيت عليا  : كالليث يتقي الذر ، و إذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا .

 ثم قال : شاهت الوجوه و قطت‏ و بطت و لطت (أي قطعت و شقت و ضربت ) ، إلى أين تفرون ، إلى النار ، فلم نرجع .

 ثم كر علينا الثانية : و بيده صفيحة يقطر منها الموت ، فقال : بايعتم ثم نكثتم ، فو الله لأنتم أولى بالقتل ممن قتل .

فنظرت إلى عينيه : كأنهما سليطان‏ (كزيت مشتعل) يتوقدان نارا ، أو كالقدحين المملوئين دما ، فما ظننت إلا و يأتي علينا كلنا ، فبادرت أنا إليه من بين أصحابي.

 فقلت : يا أبا الحسن الله الله ، فإن العرب تكر وتفر ، وإن الكرة تنفي الفرة .

 فكأنه عليه السلام : استحيا فولى بوجهه عني ، فما زلت أسكن روعة فؤادي ، فو الله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة .

 

الباقين مع رسول الله ودفاعهم :

وقال عليه السلام : و لم يبق مع رسول الله  إلا أبو دجانة الأنصاري ، و سماك بن خرشة ، و أمير المؤمنين عليه السلام .

فكلما حملت طائفة : على رسول الله استقبلهم أمير المؤمنين ، فيدفعهم عن رسول الله ، و يقتلهم حتى انقطع سيفه‏ .

و بقيت مع رسول الله : نسيبة بنت كعب المازنية ، و كانت تخرج مع رسول الله في غزواته تداوي الجرحى ، و كان ابنها معها فأراد أن ينهزم و يتراجع ، فحملت عليه ، فقالت : يا بني إلى أين تفر عن الله و عن رسوله فردته ، فحمل عليه رجل فقتله ، فأخذت سيف ابنها فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته .

 فقال رسول الله : بارك الله عليك يا نسيبة ، و كانت تقي رسول الله ص بصدرها و ثدييها و يديها ، حتى أصابتها جراحات كثيرة .

و حمل ابن قميئة : على رسول الله ، فقال : أروني محمدا لا نجوت إن نجا محمد ، فضربه على حبل‏ عاتقه ، و نادى قتلت محمدا و اللات و العزى .

و نظر رسول الله : إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره و هو في الهزيمة ،  فناداه : يا صاحب الترس ألق ترسك و مر إلى النار ، فرمى بترسه .

 فقال رسول الله : يا نسيبة خذي الترس ، فأخذت الترس و كانت تقاتل المشركين ، فقال رسول الله : لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان و فلان .

 

أمير المؤمنين يأخذ ذي الفقار :

فلما انقطع : سيف أمير المؤمنين عليه السلام  ، جاء إلى رسول الله .

 فقال : يا رسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح ، و قد انقطع سيفي .

فدفع إليه رسول الله : سيفه « ذا الفقار » .

فقال : قاتل بهذا ، و لم يكن يحمل على رسول الله  أحد ، إلا يستقبله أمير المؤمنين ، فإذا رأوه رجعوا ، فانحاز رسول الله ص إلى ناحية أحد ، فوقف و كان القتال من وجه واحد .

و قد انهزم : أصحابه فلم يزل أمير المؤمنين يقاتلهم ، حتى أصابه في وجهه و رأسه و صدره و بطنه ، و يديه و رجليه تسعون جراحة فتحاموه .

 و سمعوا : مناديا ينادي من السماء :

لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ

وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ

 فنزل جبرئيل : على رسول الله .

فقال : هذه و الله المواساة يا محمد .

فقال رسول الله : لأني منه و هو مني .

 و قال جبرئيل : و أنا منكما .

 

شهادة حمزة وتمثيل هند به :

و كانت هند بنت عتبة : في وسط العسكر ، فكلما انهزم رجل من قريش رفعت إليه ميلا و مكحلة ، و قالت : إنما أنت امرأة فاكتحل بهذا .

و كان حمزة بن عبد المطلب : يحمل على القوم ، فإذا رأوه انهزموا ، و لم يثبت له واحد .

و كانت هند بنت عتبة : قد أعطت وحشيا عهدا ، لئن قتلت محمدا أو عليا أو حمزة ، لأعطيتك رضاك .

و كان وحشي : عبدا لجبير بن مطعم حبشيا .

 فقال وحشي : أما محمد فلا أقدر عليه ، و أما علي فرأيته رجلا حذرا ، كثير الالتفات فلم أطمع فيه .

 قال : فكمنت لحمزة ، فرأيته يهد الناس هدا ، فمر بي فوطئ على جرف نهر فسقط ، فأخذت حربتي فهززتها ، و رميته فوقعت في خاصرته و خرجت من مثانته مغمسة بالدم، فسقط ، فأتيته فشققت بطنه و أخذت كبده ، و أتيت بها إلى هند.

فقلت لها : هذه كبد حمزة ، فأخذتها في فيها فلاكتها ، فجعلها الله في فيها مثل الداغصة  فلفظتها و رمت بها ، فبعث الله ملكا فحملها و ردها إلى موضعها .

 فقال أبو عبد الله عليه السلام : يأبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

 فجاءت إليه هند : فقطعت مذاكيره ، و قطعت أذنيه ، و جعلتهما خرصين‏ ( حلقتين ) و شدتهما في عنقها ، و قطعت يديه و رجليه‏ .

 

نهاية الحرب بمحاورة :

و تراجعت الناس : فصارت قريش على الجبل .

فقال أبو سفيان : و هو على الجبل ، اعل هبل .

 فقال رسول الله : لأمير المؤمنين ، قل له : الله أعلى و أجل .

فقال : يا علي إنه قد أنعم علينا .

فقال علي : بل الله أنعم علينا .

ثم قال أبو سفيان : يا علي أسألك باللات و العزى ، هل قتل محمد .

فقال له أمير المؤمنين : لعنك الله ، و لعن الله اللات و العزى معك ، و الله ما قتل محمد ، و هو يسمع كلامك .

فقال : أنت أصدق ، لعن الله ابن قميئة زعم أنه قتل محمدا .

 

شهيد يدخل الجنة ولم يصلي :

و كان عمرو بن قيس : قد تأخر إسلامه ، فلما بلغه أن رسول الله في الحرب ، أخذ سيفه و ترسه ، و أقبل كالليث العادي ، يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ،  و أن محمدا رسول الله ، ثم خالط القوم فاستشهد .

 فمر به : رجل من الأنصار ، فرآه صريعا بين القتلى.

 فقال : يا عمرو أنت على دينك الأول ؟

فقال : معاذ الله ، و الله إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ثم مات.

 فقال رجل : من أصحاب رسول الله ، يا رسول الله إن عمرو بن قيس قد أسلم ، فهو شهيد ؟

فقال : إي و الله ، إنه‏ شهيد ، ما رجل لم يصل لله ركعة دخل الجنة غيره.

 

حنظلة غسيل الملائكة :

و كان حنظلة : بن أبي عامر ، رجل من الخزرج ، قد تزوج في تلك الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد ، بنت عبد الله بن أبي سلول ، و دخل بها في تلك الليلة.

 و استأذن رسول الله : أن يقيم عندها ، فأنزل الله : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ  يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ  لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62)‏ } النور.  فأذن له رسول الله : فهذه الآية في سورة النور ، و أخبار أحد في سورة آل عمران ، فهذا دليل على أن التأليف على خلاف ما أنزله الله .

 فدخل حنظلة : بأهله ، و واقع عليها ، فأصبح و خرج و هو جنب ، فحضر القتال ، فبعثت‏ امرأته إلى أربعة نفر من الأنصار لما أراد حنظلة أن يخرج من عندها ، و أشهدت عليه أنه قد واقعها .

 فقيل لها : لم فعلت ذلك ؟

قالت : رأيت في هذه الليلة في نومي ، كأن السماء قد انفرجت ، فوقع فيها حنظلة ثم انظمت ، فعلمت أنها الشهادة ، فكرهت أن لا أشهد عليه ، فحملت منه .

فلما حضر القتال : نظر حنظلة إلى أبي سفيان على فرس ، يجول بين العسكرين فحمل عليه فضرب عرقوب فرسه‏ (عرق في يد الدابة) فاكتسعت الفرس و سقط أبو سفيان إلى الأرض ، و صاح يا معشر قريش أنا أبو سفيان و هذا حنظلة يريد قتلي ، و عدا أبو سفيان ، و مر حنظلة في طلبه .

 فعرض له : رجل من المشركين فطعنه ، فمشى إلى المشرك في طعنه فضربه فقتله ، و سقط حنظلة إلى الأرض ، بين حمزة و عمرو بن الجموح و عبد الله بن حزام و جماعة من الأنصار .

 فقال رسول الله : رأيت الملائكة يغسلون حنظلة بين السماء و الأرض ، بماء المزن في صحائف من ذهب ، فكان يسمى غسيل الملائكة .

 

مقتل من رمى الرسول :

و روي‏ أن مغيرة بن العاص : كان رجلا أعسر ، فحمل في طريقه إلى أحد ثلاثة أحجار ، فقال : بهذه أقتل محمدا ،.

فلما حضر القتال : نظر إلى رسول الله و بيده السيف فرماه بحجر ، فأصاب به رسول الله فسقط السيف من يده

فقال : قتلته و اللات و العزى .

فقال أمير المؤمنين : كذب لعنه الله .

 فرماه بحجر آخر : فأصاب جبهته .

فقال رسول الله : اللهم حيره .

 فلما انكشف الناس : تحير ، فلحقه عمار بن ياسر فقتله .

و سلط الله على ابن قميئة الشج: فكان يمر بالشجرة فيقع وسطها فتأخذ من لحمه، فلم يزل كذلك حتى صار مثل الصرر (السنبل) و مات لعنه الله .

 

آيات عتاب لله للهاربين من الحرب :

وقال عليه السلام : و رجع المنهزمون من أصحاب رسول الله‏ ، فأنزل الله على رسوله :

{ أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ  الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) } آل عمران .

يعني : و لما يرى ، لأنه عز و جل قد علم قبل ذلك من يجاهد و من لا يجاهد ، فأقام العلم مقام الرؤية ، لأنه يعاقب الناس بفعلهم لا بعلمه.

 

قوله :  { لَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ  رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (143) } آل عمران  .

و في رواية أبي الجارود : عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام في قو له : { لَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ  رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (143)} آل عمران.

فإن المؤمنين : لما أخبرهم الله بالذي فعل بشهدائهم يوم بدر و منازلهم من الجنة ، رغبوا في ذلك ، فقالوا : اللهم أرنا القتال ، نستشهد فيه ، فأراهم الله إياه في يوم أحد ، فلم يثبتوا إلا من شاء الله منهم.

 فذلك قوله : { لَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ } .

 

و أما قوله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ  انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) } آل عمران .

 فإن رسول الله : لما خرج يوم أحد و عهد العاهد به على تلك الحال ، فجعل الرجل يقول لمن لقيه ، إن رسول الله ص قد قتل النجاء (الخلاص)، فلما رجعوا إلى المدينة أنزل الله‏ { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏ ـ إلى قوله‏ ـ انقلبتم على‏ أعقابكم‏ } .

يقول : إلى الكفر .

 

و قوله : { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا  أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146)} آل عمران.

يقول : { وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ } ، و الربيون : الجموع الكثيرة ، و الربوة الواحدة عشرة آلاف ، يقول الله تبارك و تعالى : { فَمَا وَهَنُواْ لِمَا  أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } ، { مَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ  أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) } آل عمران.

 

قال علي بن إبراهيم‏ في قوله:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ (149) } آل عمران .

يعني عبد الله بن أبي : حيث خرج مع رسول الله ، ثم رجع يجبن أصحابه .

قال : للمؤمنين يوم أحد يوم الهزيمة ، ارجعوا إلى دينكم .عن علي عليه السلام .‏

 

قوله تعالى : { بَلِ  اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ  مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151) } آل عمران .

يعني : قريش‏ بما أشركوا بالله‏ .

 

قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ  تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا  وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) } آل  عمران .

 يعني : أصحاب عبد الله بن جبير الذين تركوا مركزهم و مروا للغنيمة .

 قوله‏ : {  وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ } .

يعني : عبد الله بن جبير و أصحابه الذين بقوا حتى قتلوا ، { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ } أي يختبركم‏ .

{ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } .

 

ثم ذكر المنهزمين : من أصحاب رسول الله .

 فقال : { إذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ  تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153) } آل عمران .

و في رواية أبي الجارود : عن أبي جعفر عليه السلام في قوله‏ : { فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ } ، فأما الغم الأول : فالهزيمة و القتل ، و أما الغم الآخر : فإشراف خالد بن الوليد عليهم ، يقول‏ : { لِّكَيْلاَ  تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ ‏ } من الغنيمة ، { وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ } يعني قتل إخوانهم‏ ، { وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .

قوله تعالى : { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ  الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ  لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ  إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) } آل عمران .

{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً } ‏ . قال : يعني الهزيمة

و رجع إلى تفسير علي بن إبراهيم.

قال‏ : و تراجع أصحاب رسول الله ص المجروحون و غيرهم ، فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله ، فأحب الله أن يعرف رسوله من الصادق منهم و من الكاذب .

 فأنزل الله : عليهم النعاس في تلك الحالة ، حتى كانوا يسقطون إلى الأرض ، و كان المنافقون الذين يكذبون لا يستقرون ، قد طارت عقولهم و هم يتكلمون بكلام لا يفهم عنهم ، فأنزل الله‏ { نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ ‏ } يعني المؤمنين‏ ، { وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ  الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ }  قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله : { قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ  لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا }  يقولون لو كنا في بيوتنا ما أصابنا القتل ، قال الله : { لو ا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ  إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .

فأخبر الله رسوله : ما في قلوب القوم ، و من كان منهم مؤمنا و من كان منهم منافقا كاذبا بالنعاس

 

 فأنزل الله عليه : { مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ  وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ  وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)‏ } آل عمران .

 يعني : المنافق الكاذب من المؤمن الصادق ، بالنعاس الذي ميز بينهم‏ .

 

و قوله : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا  اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} آل عمران ، أي خدعهم حتى طلبوا الغنيمة { بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ } قال بذنوبهم‏ ، { وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ }.

 

ثم قال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني عبد الله بن أبي و أصحابه الذين قعدوا عن الحرب‏ { وَقَالُواْ  لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي  قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ  لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ (158)} آل عمران .

 

ثم قال لنبيه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ  الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }‏ أي انهزموا و لم يقيموا معك.

 

 ثم قال تأديبا لرسوله‏ : { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ  يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ  وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ  وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ 160) ‏} آل عمران

 

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله :

{ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ  الْقِيَامَةِ } ، و صدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا (خائنا للأمانة ) و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة ، و من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار ، ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار ، { ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء  بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ  (163) } آل عمران .

 

و أما قوله‏ : { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ  وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) ‏ } آل عمران ، فهذه الآية لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

 

و أما قوله‏ : أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ  أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } ، يقول بمعصيتكم أصابكم ما أصابكم‏ ، { إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) ‏ } آل عمران .

{ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ  تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ  } .

  فهم ثلاث مائة منافق : رجعوا مع عبد الله بن أبي سلول .

فقال لهم جابر بن عبد الله : أنشدكم الله في نبيكم و دينكم و دياركم .

 فقالوا : و الله لا يكون قتال اليوم ، { قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ  يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ  أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) } آل عمران .

و في رواية علي بن إبراهيم قوله‏ : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ  فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)}  آل عمران.

 

و قوله : { وَلَقَدْ  نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) } آل عمران  ، قال أبو عبد الله عليه السلام ،  ما كانوا أذلة و فيهم رسول الله ، و إنما نزل : لقد نصركم ببدر و أنتم ضعفاء .


 

 

 

بعد معركة أحد

 الرسول يسأل عن الربيع :

قال عليه السلام : فلما سكن القتال .

 قال رسول الله : من له علم بسعد بن الربيع ؟ فقال رجل : أنا أطلبه .

 فأشار رسول الله : إلى موضع ، فقال : اطلبه هناك ، فإني قد رأيته في ذلك الموضع ، قد شرعت حوله اثنا عشر رمحا .

 قال : فأتيت ذلك الموضع ، فإذا هو صريع بين القتلى .

 فقلت : يا سعد ، فلم يجبني ، ثم قلت : يا سعد ، فلم يجبني.

 فقلت : يا سعد ، إن رسول الله  قد سأل عنك .

 فرفع رأسه : فانتعش كما ينتعش الفرخ .

ثم قال : إن رسول الله ص لحي ؟

قلت : إي و الله إنه لحي، و قد أخبرني أنه رأى حولك اثني عشر رمحا .

فقال : الحمد لله صدق رسول الله ، لقد طعنت اثنتي عشرة طعنة كلها قد جأفتني‏ (دخلت فيه الرماح ) ، أبلغ قومي الأنصار السلام .

و قل لهم : و الله ما لكم عند الله عذر، أن تشوك رسول الله شوكة و فيكم عين تطرف ، ثم تنفس فخرج منه مثل دم الجزور ، و قد كان اختفى في جوفه ، و قضى نحبه رحمه الله ، ثم جئت إلى رسول الله ص فأخبرته .

فقال : رحم الله سعدا ، نصرنا حيا ، و أوصى بنا ميتا .

رسول الله يسأل عن حمزة :

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من له علم بعمي حمزة ؟

 فقال الحارث بن سمية : أنا أعرف موضعه ، فجاء حتى وقف على حمزة ، فكره أن يرجع إلى رسول الله فيخبره .

فقال رسول الله : لأمير المؤمنين ، يا علي اطلب عمك ، فجاء علي عليه السلام ،  فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه .

فجاء رسول الله : حتى وقف عليه ، فلما رأى ما فعل به بكى .

ثم قال : و الله ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا المكان ، لئن أمكنني الله من قريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم .

 فنزل عليه جبرئيل فقال : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ  لِّلصَّابِرينَ (126) } النحل .

 فقال رسول الله : بل أصبر ، فهذه الآية في سورة النحل و كان يجب أن تكون في هذه السورة ( أي آل عمران ) ، التي فيها أخبار أحد .

 فألقى رسول الله : على حمزة بردة كانت عليه ، فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه ، و إذا مدها على رجليه بدا رأسه ، فمدها على رأسه و ألقى على رجليه الحشيش .

و قال : لو لا أني أحذر نساء بني عبد المطلب ، لتركته للعادية و السباع ، حتى يحشر يوم القيامة من بطون السباع و الطير .

 

 

الصلاة على الشهداء وحمزة ودفنهم :

 و أمر رسول الله : بالقتلى، فجمعوا فصلى عليهم ، و دفنهم في مضاجعهم‏ .

و كبر على حمزة : سبعين تكبيرة .

 قال : و صاح إبليس لعنه الله بالمدينة «قتل محمد» فلم يبق أحد من نساء المهاجرين و الأنصار إلا خرجن .

 و خرجت فاطمة : بنت رسول الله تعدو على قدميها ، حتى وافت رسول الله و قعدت بين يديه ، فكان إذا بكى رسول الله  بكت لبكائه ، و إذا انتحب انتحبت .

 

 و نادى أبو سفيان : موعدنا و موعدكم في عام قابل فتقبل .

 فقال رسول الله : لأمير المؤمنين ، قل : نعم .

 

 

النبي يدخل المدينة :

و ارتحل رسول الله : و دخل المدينة ، و استقبلته النساء يولولن و يبكين .

فاستقبلته : زينب بنت جحش ، فقال لها رسول الله : احتسبي  فقالت : من يا رسول الله ، قال : أخاك . قالت‏ : إنا لله و إنا إليه راجعون‏ هنيئا له الشهادة .

 ثم قال لها : احتسبي ، قالت : من يا رسول الله ؟ قال : حمزة بن عبد المطلب ، قالت‏ : إنا لله و إنا إليه راجعون‏ ، هنيئا له الشهادة، .

ثم قال لها : احتسبي قالت من يا رسول الله قال زوجك مصعب بن عمير، قالت وا حزناه ، فقال رسول الله ص إن للزوج عند المرأة لحدا ما لأحد مثله ، فقيل لها لم ؟ قلت : ذلك في زوجك . قالت : ذكرت يتم ولده.

 

 

الرسول يرسل الإمام ليعرف خبر الكفار :

قال عليه السلام : و تآمرت قريش على أن يرجعوا على المدينة .

فقال رسول الله : من رجل يأتينا بخبر القوم فلم يجبه أحد .

 فقال أمير المؤمنين : أنا آتيك بخبرهم .

 قال : اذهب فإن كانوا ركبوا الخيل و جنبوا الإبل ، فهم يريدون المدينة ، و الله لئن أرادوا المدينة لا يأذن الله فيهم ، و إن كانوا ركبوا الإبل و جنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة .

 فمضى أمير المؤمنين : على ما به من الألم و الجراحات ، حتى كان قريبا من القوم ، فرآهم قد ركبوا الإبل و جنبوا الخيل .

فرجع أمير المؤمنين : إلى رسول الله فأخبره.

 فقال رسول الله : أرادوا مكة .

 

النبي يخرج للكفار إلى حمراء الأسد :

فلما دخل رسول الله المدينة : نزل عليه جبرئيل ، فقال : يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ، و لا يخرج معك إلا من به جراحة .

 فأمر رسول الله مناديا ينادي : يا معشر المهاجرين و الأنصار ، من كانت به جراحة فليخرج ، و من لم يكن به جراحة فليقم .

 فأقبلوا : يضمدون جراحاتهم و يداوونها ، فأنزل الله على نبيه : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ  وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) } النساء ، و هذه الآية في سورة النساء و يجب أن تكون في هذه السورة .

 

قال عز و جل‏ : {  إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ  فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ  يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)} آل عمران .

فخرجوا : على ما بهم من الألم و الجراح ، فلما بلغ رسول الله بحمراء الأسد.

  و قريش : قد نزلت الروحاء .

قال : عكرمة بن أبي جهل ، و الحارث بن هشام ، و عمرو بن عاص ، و خالد بن الوليد ، نرجع فنغير على المدينة ، فقد قتلنا سراتهم و كبشهم يعني حمزة.

 فوافاهم رجل : خرج من المدينة ، فسألوه الخبر.

فقال : تركت محمدا و أصحابه بحمراء الأسد ، يطلبونكم جد الطلب .

فقال أبو سفيان : هذا النكد و البغي ، قد ظفرنا بالقوم و بغينا ، و الله ما أفلح قوم قط بغوا .

 فوافاهم : نعيم بن مسعود الأشجعي ، فقال أبو سفيان : أين تريد ؟ قال : المدينة لأمتار لأهلي طعاما ، قال هل : لك أن تمر بحمراء الأسد ، و تلقى أصحاب محمد ، و تعلمهم أن خلفاءنا و موالينا ، قد وافونا من الأحابيش‏ حتى يرجعوا عنا ، و لك عندي عشرة قلائص‏ أملؤها تمرا و زبيبا .

 قال نعم .

 فوافى : من غد ذلك اليوم حمراء الأسد .

 فقال لأصحاب محمد : أين تريدون ؟

قالوا : قريش .

قال : ارجعوا ، فإن قريشا قد أجنحت إليهم خلفاؤهم ، و من كان تخلف عنهم ، و ما أظن إلا و أوائل القوم قد طلعوا عليكم الساعة

 فقالوا : حسبنا الله و نعم الوكيل‏ .

و نزل جبرئيل : على رسول الله ، فقال : ارجع يا محمد ، فإن الله قد أرهب قريشا، و مروا لا يلوون على شيء ، و رجع رسول الله ص إلى المدينة .

و أنزل الله‏ : { الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ  وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ  النَّاسُ } يعني نعيم بن مسعود ، فهذا اللفظ عام و معناه خاص‏ ، { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} آل عمران.

 

سبب خسارة الحرب وحرب بدر :

فلما دخلوا المدينة : قال أصحاب رسول الله : ما هذا الذي أصابنا ، قد كنت تعدنا النصر .

 فأنزل الله‏ : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ  أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) } آل عمران.

و ذلك : لأن يوم بدر قتل من قريش سبعون ، و أسر منهم سبعون ، و كان الحكم في الأسارى القتل .

فقامت الأنصار : إلى رسول الله ، فقالوا : يا رسول الله هبهم لنا و لا تقتلهم حتى نفاديهم .

فنزل جبرئيل فقال : إن الله قد أباح لهم الفداء ، أن يأخذوا من هؤلاء و يطلقوهم ، على أن يستشهد منهم في عام قابل ، بقدر من يأخذوا منه الفداء من هؤلاء ، فأخبرهم رسول الله بهذا الشرط .

 فقالوا : قد رضينا به ، نأخذ العام الفداء من هؤلاء نتقوى به ، و يقتل منا في عام قابل بعدد ما نأخذ منهم الفداء ، و ندخل الجنة ، فأخذوا منهم الفداء و أطلقوهم .

 فلما كان : في هذا اليوم وهو يوم أحد، قتل من أصحاب رسول الله سبعون .

 فقالوا : يا رسول الله ما هذا الذي أصابنا ، و قد كنت تعدنا بالنصر، فأنزل الله «أ و لما أصابتكم مصيبة- قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا- قل هو من عند أنفسكم‏» بما اشترطتم يوم بدر.

تفسير القمي ج‏1ص110 إلي 127 .

 

يا طيب : بالإضافة لما عرفت في هذا الموضوع ، فقد مر في موضوع سابق أن من أسباب الخسارة للحرب ، هو نزول من وضعهم الله على جبل الرماة لكي لا يلتف عليهم جيش الكفار ، فنزلوا للغنيمة ، وتركوا مواضعهم ، ومن الأمور بعضهم أغتر بنصر بدر فلم وغنائمها فلم تكن عنده عزيمة مثلها هنا لأنه خالط الإخلاص بعض حب الدنيا ، والأهم أن الله يختبرهم كما في الآيات النازلة في أحد ليظهر إخلاص المخلصين ، من غيرهم من الفارين وعدم الثابتين ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .


سيد الشهداء في بدر :

يا طيب : في أبوذية بدر تفاصيل البحث في المعركة ودور حمزة سيد الشهداء فيها ، ولنعرف بعض نصر المسلمين المؤزر فيها ، وهنا نذكر مختصرا من معركة بدر لنعرف دور حمزة سيد الشهداء عليه السلام ، في حديث واحد :

عن حارثة بن مضرب عن علي عليه السلام قال : فلما انتهينا إلى بدر و قد بات رسول الله ليله يدعو و يقول: اللهم إن تهلك هذه الفئة لا تعبد في الأرض .

 فلما أن طلع الفجر قال رسول الله :

 إلي‏ يا عباد الله : فأقبلنا من تحت الشجر و الحجر، فصلى ، ثم حث على القتال و أمر به ، و قال : جمع قريش عند هذا الضلع الأحيمر من الجبل ، فلما أقبل المشركون إذا منهم رجل يسير على جمل أحمر .

 فقال رسول الله : يا علي ، ناد يا حمزة من صاحب الجمل و ما يقول لهم ، فإن يك أحدا فيه خير  أو يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل .

فناداهم حمزة : من صاحب الجمل ؟

قالوا : عتبة بن ربيعة و هو ينهى عن القتال ، و يقول: يا قوم أرى قوما مستميتين، يا قوم لا تصلوا إليهم حتى تهلكوا، فليل قتالهم غيركم فاعصبوها برأسي، فقالوا خيرا ، فبلغ ذلك أبا جهل فقال : لقد ملئت رئتك و جوفك رعبا من محمد و أصحابه‏ .

 فقال عتبة : تصبر يا مصفر استه ، ليقتلنكم القوم ، إني أجبن ، فثنى رجله و نزل و اتبعه أخوه شيبة بن ربيعة و الوليد ، فقال : من يبارزنا ، فانبرز له شباب من الأنصار .

فقال : لا حاجة لنا في قتالكم ، إنا نريد بني عمنا !!

 فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة.

فقتل حمزة عتبة .

 قال علي: و عمدت إلى شيبة فقتلته و اختلف الوليد و عبيدة ضربتين، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، و ملنا على الوليد فقتلناه ، و أسرنا منهم سبعين، و قتلنا منهم سبعين ، فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب أسيرا .

فقال العباس: يا رسول الله إن هذا و الله أسرني بعد ما أسرني رجل أجلح- من أحسن الناس وجها، على فرس أبلق ما أراه في القوم.

فقال الأنصاري : أنا أسرته يا رسول الله.

فقال : اسكت لقد أيدك الله عز و جل بملك كريم .

شواهد التنزيل ج‏1ص 510ح541 .


 

حياة حمزة سيد الشهداء :

يا طيب : إن حمزه رحمه الله كان في عمر النبي صلى الله عليه وآله تقريبا ، وكان صديقا للنبي من قبل البعثة ، وله قصص كثيرة مع النبي الأكرم ، ونحن نكتب عن شهادته في معركة أحد ، فيحسن أن نفصل بعض البحث عنه ، وتبدأ قصصهما من أيام الرضاعة ، حيث رضعا من مرضعة واحدة وهي ثويبة وقد أسلمت وحسن إسلامها وكان النبي الأكرم يوصلها بالهدايا ، فكان حمزة عليه السلام أخ النبي الأكرم بالرضاعة ، كما لإعلان إسلامه وإشهاره قصة كريمة ، وكان يد أبي طالب اليمنى في الدفاع عن النبي الأكرم وحمايته ، كما أنه بعث النبي الأكرم وعرج بروحه ومن بين حمزة وعلي وجعفر عليهم السلام ، ثم كان يدافع عنه حتى دخل معه شعب أبي طالب ثلاث سنوات في أشد حال الحرمان والمضايقة من قريش وعقدهم الظالم في الصحيفة حيث لم يؤمر النبي لا بالهجرة ولا بالقتال ، كما له قصة في حماية النبي والأنصار في بيعتهم في العقبة ، حتى هاجر ولحق بالنبي ودافع عن الإسلام والهدى في بدر وله مواقفه المشهودة في البراز ، ثم لشهادته قصة ، ولإيمانه وإخلاصه خصه الله تعالى بمقام عالي في الدنيا والآخرة ، فجعل مرقده مزار لأهل البيت عليهم السلام والمؤمنين المخلصين ، ثم جعله سيد الشهداء ما خلى الأنبياء والأوصياء ، وأسد الله ورسوله ، وحتى بعد شهادته كان النبي الأكرم يذكره بفضائل والمناقب الكثيرة ، ويعده في عداد أهل البيت عليهم ، بل يكون تلوهم حتى لأنه يكون الخامس عشر بعد المعصومين عليهم السلام النبي وفاطمة وأمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة الأئمة من ذرية الإمام الحسين عليهم السلام ، كما له مقام عالي يوم القيامة ، حتى ليكون من الركاب الأربعة في يوم القيامة ، وحتى ليكون من يحب النبي وآله ، في أعلى مقام مع الشهداء والصديقين ، ويقال من يموت على حبهم يحشر ويكون في المقام قرب حمزة وهو أقرب مقام للعباد المؤمنين المخلصين مع أهل البيت عليهم السلام ، وهذا أعلى مقام بعد رسول الله وآله والأنبياء ، ولمعرفة هذه المعاني تابع الأحاديث الآتية .

 

 

مختصر أسمه ونسبة وعمره الشريف :

أسمه : حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي ونسبه نسب النبي ، لأن حمزة أخ أبو النبي عبد الله بن عبد المطلب.

أشقاؤه حمزة تسعة : الحارث ، و الزبير ، و حجل‏ ، و هو الغيداق ، و ضرار و هو نوفل ، و المقوم ، و أبو لهب و هو عبد العزى،  و عبد الله‏  ، و أبو طالب ، و العباس و هو أصغرهم سنا ، و كانوا من أمهات شتى ، إلا عبد الله و أبو طالب فإنهما كانا ابني أم .

وشقيقاته ستة : عاتكة ، أميمة ، البيضاء و هي أم حكيم‏ ، و صفية و هي أم الزبير ، و برة ، و أروى و يقال زويدة .

أمه : هالة بنت اهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة.

 و هي : ابنة عم آمنة بنت وهب أم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله .

وهو : عم رسول الله وأخي عبد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

ألقابه :

سيد الشهداء ، أسد الله وأسد رسوله .

كناه :

أبو يعلى ، أبو عمارة .

 

ولد في مكة المكرمة قبل رسول الله : بـ 4 سنين  قبل عام الفيل ، وقبل الهجرة بـ 17 عشر سنة أي سنة 605 ميلادي ،  وقيل قبل رسول الله بـ 2 سنة  ، وعلى القول الأول .

أمن برسول الله صلى الله عليه وآله : وعمره 44 سنة وهو أول الأوائل من أسلم ، وأعلن إسلامه بعد حادثة سيأتي ذكرها .

هاجر للمدينة المنورة : وعمره 57 سنة .

وقاد غزوة : سيف البحر وعمرة 58.

وحضر غزوة : بدر وعمره 59 سنة.

وحضر غزوة أحد : وأستشهد فيها .

و كان استشهاده : في 15 النصف من شوال من سنة 3 ثلاث للهجرة ، و كان عمره الشريف 60 ستين سنة . و صلّى النبيّ على حمزة ثمّ لم يؤت بقتيل إلّا و صلّى عليه معه حتّى صلّى عليه  صلاة.

 

و هاجر الى المدينة : وآخى : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بينه و بين زيد بن حارثة في يوم المؤاخاة ، وكما آخى النبي بينه وبين علي بن أبي طالب ... .

و أول لواء : عقده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حين قدم المدينة لحمزة في غزوة سيف البحر ، و شهد بدرا و أبلى فيها بلاء عظيما مشهورا ، و شهد أحدا وقتل كثير من الكفار وكانوا يهابوه ، و قتل بها غدرا ومكرا لا مواجه ولا مبارزة ورمي عن بعد ، و مثل به المشركون ، و بقرت هند أم معاوية زوجة ابي سفيان بطن حمزة سلام اللّه عليه فأخرجت كبده ، فجعلت تلوكها فلم تستطع ، فلما شهده النبيّ صلّى اللّه عليه و آله اشتد وجده عليه.

 و روي أنّه صلى الله عليه وآله : وقف عليه و قد مثّل به ، فلم ير منظرا كان أوجع لقلبه منه ، فقال :

 رحمك اللّه : أي عم ، فلقد كنت وصولا للرحم، ، فعولا للخيرات .

 و روي عن جابر قال : لما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حمزة قتيلا بكى فلما رأى ما مثّل به شهق.

و لما عاد إلى المدينة : سمع النوح على قتلى الأنصار قال، لكنّ حمزة لا بواكي له فسمع الأنصار فأمروا نساءهم أن يندبن حمزة قبل قتلاهم ، ففعلن ذلك .

فسلام الله عليه : يوم ولد يوم استشهد ويوم يبعث حيا ، ويا طيب بعد هذا المختصر ، و أنظر التفصيل في حياته في الأحاديث والروايات الآتية فتدبرها .

 

معنى لفظ حمزة :

حمزة : حَمُزَ الرجلُ حَمُزَ حَمَازَةً  اشتدَّ وصَلُب فهو حامِز وحميزٌ والفاعل حامِزٌ و حَمُوزٌ  المفعول محموز ، وحَمِيزُه . أي اشتد فهو حَمِيزُ  الفؤاد و حَامِزُهُ .

 والحَمُوزُ : يقال : إِنَّهُ لَحَمُوزٌ لِمَا حَمَزَهُ : حريصٌ على حفظ ما تحت يده .

 و الحَمِيزُ : الشديد الذكيّ و الظريف الخفيف .

 وفي حديث بن عباس رضي الله عنه : أفضل الأعمال أحْمَزُها ، أي أمتنها وأقواها.

و الحَمْزَة : الأَسدُ ؛ لشدَّته وصَلابته . حمز : إشتد ، زاد .

و حَمَازَة : مصدر حمز حموضة، شدة ، قسوة ، وحَمَزَ  الشراب حَمَزَ حَمَزاً  صَار حِرّيفاً لاذعاً . و حَمَزَ  اللبن والرمانُ ونحوهما : حَمُضَ .

 و  حَمَزَ الهم : اشتدَّ . و  حَمَزَ  الفؤادُ : جَرُؤ . و حَمَزَ الشيءَ : قبضَه وضمَّه . و  حَمَزَ  النصلَ ونحوه : حدَّده وشَحَذه . و حَمَزَ الشرابُ اللسانَ : لذعه . و حَمَزَ  الكلمةُ فُؤادَه : اشتدّت عليه وأَوجعته . و  حَمَزَ الدواءُ الجُرْحَ : سكنَ وَرَمَه .

 

وحمزة : سيد الشهداء رحمه الله كان اسم على مسمى فهو أسد الله وأسد رسوله ، وكان شديد حاد في دينه وصلب قوي و شجاع أبي وبطل مغوار ، وفهم فطن ذكي في معرفة الهدى وتقبل تعاليم الله والتسليم لها ، وأختار الله وقبض نور هداه مدافعا عنه حتى الشهادة مخلصا لله الدين ، و حامى ونصر رسول الله قبل الهجرة وبعدها ، وكان لا يفارق سيفه حماية لرسول الله وهدى رب العالمين ، وكان حامضا لاذعا على الكفار في بدر وغيرها حتى كمنوا له واغتيل من لئيم غدرا وليس مواجهة ومبارزة ، فأوجع فقد رسول الله وآله الطيبين الطاهرين وجميع المؤمنين ، فرحمه الله وسلامه عليه يوم ولد ويوم واستشهد ويوم يبعث حيا ، وجعلنا وإيكم من رفقاءه في الجنة نحف بالنبي وآل الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

زوجته وأبناءه :

يا طيب : لسيد الشهداء حمزة رحمه الله ولدان وبنتان ، يعلى وعمارة توفيا في حياته ، وأم أبيها وفاطمة ، وفاطمة التي هاجرة مع الفواطم فاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين حين هاجر رسول الله والتحق به أمير المؤمنين مع الفواطم الثلاثة بعد ثلاثة أيام من هجرة رسول الله وذكرنا قصة الهجرة في صحيفة فاطمة الزهراء مفصلا ، وأم أبيها والظاهر أنها كانت صغيرة ، و لحقت برسول الله بالمدينة بعد عمرته بعد عام الفتح ، والأحاديث في هذا المعنى متفاوتة ويستخلص منها ما ذكرنا .

وقال النعمان المغربي : و كان يكنى : أبا عمارة ، و لا عقب له ، و كان قد ولد له ولد سماه عمارة من امرأة بني النجار ، و مات .

 و كانت له ابنة يقال لها : أم أبيها ، و هي التي تقدم الخبر بإخراج علي عليه السلام لها من مكة في عمرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعد الحديبية .. .

شرح الأخبار ج3ص227 .

وفي سنة سبعة من الهجرة : كانت عمرة القضاء في شهر ذي القعدة ، بعد صلح الحديبية وكان فيما كتب في الصلح في سنة قبلها : كما روى بن بطريق عن البخاري في حديث منه : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب ، و أن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه بها ، و أن لا يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها ، فلما دخلها و مضى الأجل أتوا عليا عليه السلام فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل .

فخرج النبي صلى الله عليه وآله :

 فتبعته ابنة حمزة تنادي‏ يا عم يا عم ، فتناولها علي فأخذ بيدها .

و قال لفاطمة عليها السلام : دونك ابنة عمك فحملتها ، فاختصم فيها علي و زيد و جعفر .

فقال علي عليه السلام : أنا أخذتها و هي ابنة عمي .

و قال جعفر : ابنة عمي و خالتها تحتي .

فقال زيد : ابنة أخي .

فقضى بها النبي : لخالتها ، و قال : الخالة بمنزلة الأم .

و قال لعلي : أنت مني و أنا منك .

و قال لجعفر : أشبهت خلقي و خلقي .

و قال لزيد : أنت أخونا و مولانا .

و قال علي عليه السلام : أ لا تتزوج بنت حمزة .

فقال : إنها بنت أخي من الرضاعة  .

عمدة عيون صحاح الأخبار ص325ح544 .  صحيح البخاري ج5ص 141 باب عمرة القضاء.

 

وقيل زوجاته : بنت الملة بن مالك ، وخولة بنت قيس ، وسلمى بنت عميس .

وذريته : يعلى بن حمزة، وعامر بن حمزة، وعمارة بن حمزة، وأمامة بنت حمزة ، ولم تأتي أمامة بنت له في وإنما المذكور في الروايات فاطمة ، وأم أبيها .

 

يا طيب : عرفت أن لحمزة عليه السلام بنت باسم فاطمة هاجرت مع فاطمة الزهراء ، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين حين حملهم أمير المؤمنين بهجرته إلى النبي الأكرم في المدينة المنورة وذكرنا قصة الهجرة مفصلة في صحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام ، كما أن أم أبيها كانت الظاهر من تصرفها صغيرة في مكة المكرمة ، أي لعلها رضيعة ، وكبرت بعد عمرة القضاء فكان عمرها سبع سنوات ويبدوا هذا من تصرفها في طلب رحيلها مع النبي الأكرم صلى الله عليها وآله إلى المدينة .

 

حمزة أخ الرسول من الرضاعة :

يا طيب : رضع رسول الله قبل حليمة السعدية ، من ثويبة مولاة أبي لهب أياما ، و كانت أرضعت قبله حمزة عمه ، و بعده أبا سلمة المخزومي ، فكان لرسول الله أخوة من الرضاعة أبن ثويبه مسروح وعمه حمزة و أبا سلمة ، وأولاد حليمة ، ونذكر بعض أحاديث الرضاع ، وفيها أيضا يذكر سن سيد الشهداء حمزة وأنه أسن من رسول الله صلى الله عليه بـ 4 سنوات أو قيل 2 سنة .

قال الواقدي : و أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال :‏ شيبة أكبر من عتبة بثلاث سنين ، و حمزة أسن‏ من النبي ص بأربع سنين ، و العباس أسن من النبي  بثلاث سنين .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج‏14ص132 ف3 .

 

وقال الطبرسي في حياة النبي الأكرم : و أرضعته : حتّى شبّ حليمة بنت عبد اللّه بن الحارث بن شجنة السعديّة من بني سعد بن بكر بن هوازن .

 و كانت ثويبة : مولاة أبي لهب بن عبد المطّلب أرضعته أيضا بلبن ابنها مسروح ، و ذلك قبل أن تقدم حليمة .

 و توفّيت ثويبة : مسلمة ، سنة سبع من الهجرة ، و مات ابنها قبلها ، و كانت قد أرضعت ثويبة قبله حمزة بن عبد المطّلب عمّه ، فلذلك قال رسول اللّه عليه السلام لابنة حمزة : إنّها ابنة أخي من الرضاعة .

 و كان حمزة : أسنّ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بـ 4 أربع سنين‏  .

إعلام الورى بأعلام الهدى ج‏1ص45 .

وذكر في الإصابة : ولدت آمنة لعبد اللّه رسول اللّه ، وولدت هالة لعبد المطلب حمزة ، فأرضعت منهما أبا سلمة ابن عبد الأسد .

 فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : يكرم ثويبة .

 و كانت : تدخل على النبي صلّى اللّه عليه و آله بعد أن تزوج خديجة ، فكانت خديجة تكرمها ، و أعتقها أبو لهب بعد ما هاجر الرسول الى المدينة .

 فكان صلّى اللّه عليه و آله : بعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر.

الإصابة ج1ص 16.

 

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن عليا عليه السلام ذكر لرسول الله صلى الله عليه و آله ابنة حمزة .

 فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : أ ما علمت أنها ابنة أخي من الرضاعة ؟

و كان رسول الله صلى الله عليه و آله : وعمه حمزة عليه السلام قد رضعا من امرأة.

الكافي ج10ص892ح9909/ 11.

 

واخرج مسلم عن الإمام علي عليه السلام قال : قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : مالك لا تنوق في قريش و تدعنا ، أي لم تتزوج من قريش و لا تتزوج من بني هاشم ؟

قال صلّى اللّه عليه و آله : و عندكم شيء ؟

قلت : نعم بنت حمزة .

 فقال صلّى اللّه عليه و آله : إنها لا تحل لي فإنها ابنة أخي من الرضاعة .

الطبري في الذخائر ص 107 .

وقال الشيخ الطوسي : حمزة بن عبد المطلب بن هاشم‏ بن عبد مناف‏ أسد الله، أبو عمارة،  و قيل: أبو يعلى، رضيع رسول الله صلى الله عليه و آله .

رجال الطوسي ص35 باب الحاء ح174- 1.

 

يبعث النبي من قرب حمزة :

يا طيب : يوجد حديث يفصل بعثت النبي وكان نائم قرب حمزة وجعفر وعلي عليهم السلام ، فأيقظه جبرائيل وبشره بالبعثة واسري به ، وذكرناه في أبوذية سابقة ، فلم نعيده هنا فعلا ، لأنه ضاق الوقت وأنا أكتب هذا الموضوع في يوم شهادة حمزة عليه السلام ، في يوم 15 شوال سنة 1437 للهجرة ، وأعده للنشر إن شاء الله .. وتمام الحديث في صحيفة المبعث ..


معاهدة النصرة بين أربعة :

عن جابر الجعفي : عن الإمام الباقر أبي جعفر قال : عن أمير المؤمنين عليه السلام في خبر طويل يذكر ما أمتحن الله تعالى رسوله ووصيه ، ويبين فيه صبرهم وثباتهم ، وبعد ما بين حالة مع الحكام الأول والثاني يبينه مع الثالث ، فقال عليه السلام :

ما منعني منها : إلا الذي منعني من أختيها قبلها ، و رأيت الإبقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي و آنس لقلبي من فنائها ، و علمت أني إن حملتها على دعوة الموت ركبته ، فأما نفسي فقد علم من حضر ممن ترى و من غاب من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،  أن الموت عندي بمنزلة الشربة الباردة في اليوم الشديد الحر من ذي العطش الصدى .

وَ لَقَدْ كُنْتُ : عَاهَدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ .

  أَنَا : وَ عَمِّي‏ حَمْزَةُ ، وَ أَخِي جَعْفَرٌ ، وَ ابْنُ عَمِّي عُبَيْدَةُ ، عَلَى أَمْرٍ وَفَيْنَا بِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ .

فَتَقَدَّمَنِي أَصْحَابِي : و تخلفت بعدهم ، لما أراد الله عز و جل .

فأنزل الله فينا: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } .

حَمْزَةُ : وَ جَعْفَرٌ ، وَ عُبَيْدَةُ ، وَ أَنَا وَ اللَّهِ الْمُنْتَظِرُ .. وَ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِيلًا ..... .

الخصال ج2ص364ص58 .

 

حمزة يدافع عن النبي الأكرم :

يا طيب : حمزة كما عرفت كان من المؤمنين ولم يشهر إسلامه كأخيه أبي طالب ، ليكون له شأن ومنعة بين قريش ويسمع كلامه ولا يعادى ، وليتمكن من صرف كفار قريش من أذية رسول الله ويسمعهم كلامه ويثبط عزائمهم عن أذي الرسول ، ولكن لما كانت حادثة سيئة ضد رسول الله فلم يتحمل وأعلن إسلامه ، وأسمع لقصة وقعت في سنة 2 اثنين من البعثة وعمره 46 سنة ، و التي يرويها الكثير دون التوجه لما مروي عن أهل البيت عليهم السلام ، وأنه من المؤمنين أوائل لم يعلن إسلامه .

قال ابن حيون النعمان : فأما حمزة بن عبد المطلب عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ، و عمّ علي عليه السلام ، فكان على ما كان عليه أبو طالب من الحمية في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الذبّ عنه ،  و لم يسلم ( الصحيح لم يعلن إسلامه ) إلى أن خرج يوما لصيد ، و مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في المسجد الحرام ينادي قريشا ، فنالوا منه ، و كان أكثرهم قولا فيه أبو جهل‏.

و جاء حمزة من الصيد : فاخبر بذلك‏ ، فجاء مغضبا و هو مقلد قوسه حسب ما كان في صيده ، فكان من شأنه اذا دخل المسجد أن يبدأ، فيطوف بالبيت ، ثم يأتي نادي بني عبد المطلب فيجلس .

فلم يلو على شيء : حتى وقف على أبي جهل ، فشجه شجة منكرة .

 و قال : أ تشتم ابن أخي ، فأنا على دينه أقول ما يقول .

 فأردد عليّ : إن استطعت .

فقام إليه رجال : من بني مخزوم لينتصروا منه ، فقام إليهم أبو جهل .

و قال : دعوا أبا عمارة : فاني و اللّه سببت ابن أخيه سبا قبيحا .

 ( و إنما فعل ذلك : ليستميله لأن لا يسلم ) فتمادى حمزة على الإسلام ، و أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أظهر إسلامه ، فعلم بنو عبد شمس أنه سيمنع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لما أن أسلم.

و كان حمزة رحمه الله : منيع الجانب من قريش ، شديد العارضة ، أبيّ النفس ، فكفّ بنو عبد شمس من أذى النبي صلّى اللّه عليه و آله ، و عن شتمه ، و أظهر حمزة الإسلام ، و دخل في جملة أهله .

شرح الأخبار للمغربي ج3ص226 .

يا طيب : وأبو جهل : و هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي ، كنيته : أبو الحكم ،  كناه المسلمون : أبا جهل ، و كان أشد الناس عداوة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و شهد بدرا ، فكان من جملة قتلى المشركين.

السيرة الحلبية ج2ص33 .

 

 وقال في المناقب : إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له ، فوجد النبي صلّى اللّه عليه و آله في دار أخته مهموما و هي باكية .

 فقال له : ما شأنك ؟ قالت: ذلّ الحمى، يا أبا عمارة ، لو لقيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم ابن هشام ، وجده هاهنا جالسا ، فأذله و سبه و بلغ منه ما يكره  ، فانصرف حمزة إلى المسجد ... .

المناقب ج1ص 62 .

ويا طيب : توجد أحاديث في دخوله شعب أبي طالب مع بني عبد المطلب في محاصرة قريش لهم ، كما أنه كان أحد أركان المدافعين عن رسول الله وعيونه في بيعة العقبة ، وأحاديث أخرى في فضله وشأنه في مكة المكرمة .

 

سيد الشهداء في المدينة المنورة :

يا طيب : هاجر حمزة إلى المدينة المنورة قبل النبي بوقت قصير ، ونزل حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة الكلبي، وأبو مرثد كناز بن حصن الغنوي (ويُقال ابن حصين)، وابنه مرثد، وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب، وأنسة وأبو كبشة، وهما موليا الرسول محمد، نزلوا على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف من الخزرج بقباء، ويقال: بل نزلوا على سعد بن خيثمة، ويقال: بل نزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة النجاري الخزرجي، كل ذلك يُقال .

 

آخى النبي بين حمزة وزيد :

وقال في المنهاج : ثمّ آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله بين أصحابه من المهاجرين و الأنصار فقال : تأخوا في اللَّه أخوين أخوين ، ثمّ أخذ بيد علىّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: هذا أخى ، فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله سيد المرسلين و إمام المتقين و رسول ربّ العالمين الذي ليس له خطير و لا نظير من العباد و علىّ بن أبي طالب عليه السّلام أخوين .

 و كان حمزة بن عبد المطلب : عم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ، و زيد بن حارثة مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله أخوين .

و جعفر بن أبي طالب : و معاذ بن جبل أخوين ، و كذا غير واحد من المهاجرين و الأنصار أخوين على التفصيل المذكور فيهما.

منهاج البراعة ج‏15ص150 .

 

حمزة يقود غزوة سيف البحر :

يا طيب : وكانت أول سرية بعثها النبي الأكرم : سرية سيف البحر .

وأَنَّهُ بَعَثَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : في ثلاثين راكبا ، فساروا حتى بلغوا سيف‏ البحر من أرض جهينة .

 فلقوا  : أبا جهل بن هشام في ثلاثين و مائة راكب من المشركين ، فحجز بينهم مجد بن عمرو الجهني ، فرجع الفريقان ولم يكن بينهما قتال.

إعلام الورى بأعلام الهدى ص72 .

 

وفي هاش البحار عن الامتاع : و كانت غزوة سيف البحر  ذلك على رأس سبعة أشهر من مقدمه المدينة .

و في سيرة ابن هشام : أن راية عبيدة بن الحارث كان أول راية عقدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في الإسلام .

 ثمّ قال : بعض الناس يقول: كانت راية حمزة اول راية عقدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لاحد من المسلمين و ذلك أن بعثه و بعث عبيدة كانا معا ، فشبه ذلك على الناس.

 وفي سيرة ابن هشام و الامتاع : الى سيف البحر من ناحية العيص، و العيص: من ناحية ذى المروة على ساحل البحر بطريق قريش التي كانوا يأخذون منها الى الشام.  قاله ياقوت الحموي .

بحار الأنوار ج‏19ص186ب8 .

 

 

حمزة يبايع بيعة الرضا :

قال ابن طاووس : بعد أن بين إسلام أم المؤمنين خديجة وعلي بن أبي طالب عليهم السلام ، وكيفية البيعة الخاصة لهم ، ثم ذكر بيعة يوم الدار لبني عبد المطلب  ...

 قال لطّرفة الثالثة : في أخذ الرسول صلّى اللّه عليه و آله البيعة لعليّ على حمزة و فاطمة البتول‏ حيث هاجر إلى المدينة ، و نصّه‏ عليه بالخلافة و المنزلة المكينة .

 

عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه جعفر الصادق عليهم السلام قال :

 لمّا هاجر النبي‏ صلّى اللّه عليه و آله : إلى‏ المدينة و اجتمع الناس ، و سكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المدينة ، و حضر خروجه إلى بدر ، دعا الناس إلى البيعة ، فبايع كلّهم على السمع و الطاعة ، و  كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا خلا دعا عليّا عليه السّلام‏ فأخبره من يفي منهم و من‏ لا يفي، و يسأله كتمان ذلك .

ثمّ دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : عليّا عليه السّلام و حمزة رضي اللّه عنه و فاطمة عليها السّلام .

 فقال لهم‏ : بايعوني ببيعة الرّضا .

فقال حمزة : بأبي أنت و أمّي على ما نبايع ؟ أ ليس قد بايعنا ؟

قال : يا أسد اللّه و أسد رسوله ، تبايع للّه و لرسوله‏ بالوفاء ، و الاستقامة لابن أخيك، إذن تستكمل الإيمان .

قال : نعم ، سمعا و طاعة ، وبسط يده .

ثمّ قال لهم‏ : { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏ } ، عليّ عليه السّلام أمير المؤمنين ، و حمزة سيّد الشّهداء ، و جعفر الطّيّار في الجنّة ، و فاطمة سيّدة نساء العالمين ، و السّبطان الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنّة .

 هذا شرط من اللّه : على جميع المسلمين ، من الجنّ و الإنس أجمعين‏ ، { فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى‏ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } ، ثمّ قرأ : { إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏ (10)} الفتح.

 قال : ثمّ خرج‏  رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى الناس، فدعاهم إلى مثل‏ ما دعا أهل بيته من البيعة رجلا رجلا ، فبايعوا ، و ظهرت الشحناء و العداوة من يومئذ لنا .

و كان ممّا : شرط عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن لا ينازع الأمر و لا يغلبه ، فمن فعل ذلك فقد شاقّ اللّه و رسوله .

 

و قال : لمّا كانت الليلة الّتي أصيب حمزة في يومها ، دعاه‏ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال :

 يا حمزة : يا عمّ رسول اللّه ، يوشك أن تغيب غيبة بعيدة ، فما تقول لو وردت على اللّه‏ تبارك و تعالى ، و سألك عن شرائع الإسلام و شروط الإيمان ؟

فبكى حمزة و قال : بأبي أنت و أمّي‏ ، أرشدني و فهّمني.

فقال : يا حمزة، تشهد أن لا إله إلّا اللّه مخلصا ، و أنّي رسول اللّه بعثني بالحقّ .

فقال‏ حمزة : شهدت .

 قال ‏: و أنّ الجنّة حقّ ، و أنّ النار حقّ ، و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، و الصّراط حقّ ، و الميزان حقّ ، و فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ‏ ، و فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ، و أنّ عليّا أمير المؤمنين .

قال حمزة : شهدت و أقررت و آمنت و صدّقت .

و قال‏ : الأئمّة من ذرّيّته الحسن و الحسين عليهما السّلام و في ذرّيّته‏ .

قال حمزة : آمنت و صدّقت .

و قال : و فاطمة سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين‏ .

قال : نعم ، صدّقت .

و قال : و حمزة سيّد الشّهداء ، و أسد اللّه و أسد رسوله ، و عمّ نبيّه .

فبكى حمزة و قال : نعم، صدقت و بررت يا رسول اللّه ، و بكى حمزة حتّى سقط على وجهه ، و جعل يقبّل عيني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله .

و قال : جعفر ابن أخيك طيّار يطير في الجنّة مع الملائكة ، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و آله‏  خير البريّة ، تؤمن يا حمزة بسرّهم و علانيتهم ، و ظاهرهم و باطنهم ، و تحيى على ذلك و تموت ، توالي من والاهم ، و تعادي من عاداهم .

قال : نعم يا رسول اللّه ، أشهد اللّه و أشهدك و كفى باللّه شهيدا .

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله : سدّدك اللّه و وفّقك .

طرف من الأنباء و المناقب، ص121 الطرفة الثالثة والرابعة والخامسة ، وعنه في بحار الأنوار ج65ص395ب27 .

 

سيد الشهداء في غزة بدر وأحد:

يا طيب : عرفت بعض الكلام عن غزة بدر وأحد وحضور سيد الشهداء حمزة فيهما ، وتفصيل غزوة بدر في أبوذية بدر ، وتفصيل غزوة أحد قد عرفته في المواضيع السابقة .

وغزوة بدر : وتسمى غزة وبدر الكبرى ، و هذه الغزوة كانت على رأس 18  ثمانية عشر شهرا من قدوم النبي الأكرم إلى المدينة المنورة غزوة بدر الكبرى و هو يوم الجمعة السابع عشر من رمضان سنة اثنتين من الهجرة ، و بدر اسم موضع بين مكة و المدينة ، و كانت الوقعة عنده و هذه الغزوة هي الداهية العظمى التي هدت قوى الشرك و قذفت طواغيته في قليب الهلكة ، و دوخت مردة الكفار و سقتهم كأسات البوار و هي أول حرب كان بها الامتحان ، وتفصيلها يأتي في أبوذية بدر ، ونذكر هنا بالإضافة لما عرفت سابقا ، مواقف كريم لحمزة سيد الشهداء رحمه الله ، والتفصيل تجده هناك إن شاء الله ، وأول مواقف بدر كانت لحمزة رحمه الله :

قال الواقدي : فلما تزاحف الناس قال الأسود بن عبد الأسد المخزومي حين دنا من‏ الحوض ، أعاهد الله‏ لأشربن‏ من حوضهم ، أو لأهدمنه ، أو لأموتن دونه ، فشد حتى دنا من الحوض .

و استقبله حمزة بن عبد المطلب : فضربه فأطن‏ قدمه ، فزحف الأسود ليبر قسمه ، زعم حتى وقف في الحوض فهدمه برجله الصحيحة ، و شرب منه .

و أتبعه حمزة : فضربه في الحوض فقتله ، و المشركون ينظرون ذلك على صفوفهم‏  .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؛ ج‏14 ؛ ص127 أطنها قطعها . مغازى الواقدى 62، 63.

ويا طيب : موقف حمزة سيد الشهداء في غزوة أحد وشهادته فيها قد عرفت بالتفصيل في عدة مواضيع في تفاصيل غزوة أحد في المواضيع السابقة ، ولكن نكمل بموضوع أمر سيد المرسلين بالبكاء على حمزة سيد الشهداء.


 

لكن حمزة لا بواكي له :

قال الواقدي : ( و أقبل رسول الله من أحد ) حتى نزل ببني حارثة يمينا ، حتى طلع على بني عبد الأشهل و هم يبكون على قتلاهم .

 فقال صلى الله عليه وآله : لكن حمزة لا بواكي له .

 فخرج النساء : ينظرن إلى سلامة رسول الله ، فخرجت إليه أم عامر الأشهلية ، و تركت النوح فنظرت إليه و عليه الدرع كما هي .

فقالت : كل مصيبة بعدك جلل .

 و خرجت : كبشة بنت عتبة بن معاوية بن الحارث بن الخزرج ، تعدو نحو رسول الله و هو واقف على فرسه ، و سعد بن معاذ آخذ بعنان فرسه .

فقال سعد : يا رسول الله أمي ، فقال : مرحبا بها ، فدنت حتى تأملته ، و قالت : إذ رأيتك سالما فقد شَفَت‏ ( أي طابت وتعافت) المصيبة ، فعزاها بعمرو بن معاذ .

 ثم قال : يا أم سعد أبشري ، و بشري أهليهم أن قتلاهم قد ترافقوا في الجنة جميعا ، و هم اثنا عشر رجلا ، و قد شفعوا في أهليهم .

فقالت : رضينا يا رسول الله ، و من يبكي عليهم بعد هذا .

ثم قالت : يا رسول الله ادع لمن خلفوا .

فقال : اللهم أذهب حزن قلوبهم و آجر مصيبتهم ، و أحسن الخلف على من خلفوا .

ثم قال لسعد بن معاذ : حل أبا عمرو الدابة ، فحل الفرس و تبعه الناس .

فقال : يا أبا عمرو ، إن الجراح في أهل دارك فاشية ، و ليس منهم مجروح إلا يأتي يوم القيامة جرحه كأغزر ما كان اللون لون دم ، و الريح ريح مسك ، فمن كان مجروحا فليقر في داره و ليداوي جرحه ، و لا تبلغ معي بيتي ، عزمة مني .

فنادى فيهم سعد : عزمة من رسول الله ، ألا يتبعه جريح من بني عبد الأشهل ، فتخلف كل مجروح و باتوا يوقدون النيران و يداوون الجراح ، و إن فيهم لثلاثين جريحا .

و مضى سعد بن معاذ : مع رسول الله  إلى بيته .

ثم رجع إلى نسائه : فساقهن ، فلم تبق امرأة إلا جاء بها إلى بيت رسول الله ، فبكين بين المغرب و العشاء.

 و قام رسول الله : حين فرغ من النوم لثلث الليل ، فسمع البكاء .

فقال : ما هذا ؟

قيل : نساء الأنصار يبكين على حمزة .

فقال : رضي الله تعالى عنكن و عن أولادكن ، و أمر النساء أن يرجعن إلى منازلهن .

قالت : أم سعد بن معاذ ، فرجعنا إلى بيوتنا بعد ليل ، و معنا رجالنا .

فما بكت منا : امرأة قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا .

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج‏15ص42.

 

يا طيب : وسيأتي بحث في أن فاطمة الزهراء عليها السلام كانت تزوره وتدعو له وتبكية بالأسبوع مرتين حتى استشهدت ، وله زيارة خاصة عن الأئمة عليهم السلام وكانوا يأمرون شيعتهم بزيارته ، بل كل الصحابة والتابعين والمؤمنين إلى يومنا هذا من يحضر المدينة بعد الحج يزوره ويسلم عليه ويترحم عليه ويدعو الله عند مرقده الطاهر ، وإن هدم قبته وصرحه الشامخ الوهابية وآل سعود ، يحرفوا الناس عن الصحابة الصالحين والمقدسين ، ويعرفون معاوية وأمثاله من المنافقين أفضل الصحابة ليقر لهم الناس بالملاك والفسق والفجور كالحكام السابقين .

 

آيات في حق حمزة :

يا طيب : إن آيات المؤمنين والوفاء بالعهد والشهداء والصالحين والصديقين ، كلها تنطبق على حمزة كفرد ومصداق أول للمؤمنين بعد النبي والأئمة ، وحين تأتي فضيله فيكون عليه السلام من مصاديقها لشهادة النبي له ولإخلاصه وثباته ودفاعه عن الهدى ودين الله حتى مضى في سبيل الله ، فكرمه الله بآيات مع سيد المرسلين و سيد الأوصياء ، حتى عد من أهل البيت عليهم السلام ، ونذكر بعض الآيات فتدبر:

 

آية هذا خصمان :

عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر يقول‏ أقسم بالله لنزلت هذه الآية : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ (19) } الحج .

فِي هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ : حَمْزَةَ وَ عُبَيْدَةَ وَ عَلِيٍّ، وَ عُتْبَةَ وَ شَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ وَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ .

شواهد التنزيل ج1ص507ح537 . عن أسباب النزول للواحدي ورواه البخاري ،وَ رَوَاهُ أَيْضاً ابْنُ سَعْدٍ فِي تَرْجَمَةِ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ فِي الطَّبَقَةِ الْأُولَى مِنَ الْبَدْرِيِّينَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ كِتَابِ الطَّبَقَاتِ الْكُبْرَى: ج 3 ص 17، ورواه مسلم وغيرهم .

 

وعن أبي صالح عن ابن عباس‏ في قوله : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن  نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) .....} الحج .

 فَالَّذِينَ آمَنُوا : عَلِيٌّ وَ حَمْزَةُ وَ عُبَيْدَةُ .

 وَ الَّذِينَ كَفَرُوا : عتبة و شيبة و الوليد .

تبارزوا : يوم بدر .

شواهد التنزيل ج1ص516ح547 .

 

آية الذين آمنوا وعملوا الصالحات :

وعن أبي صالح عن ابن عباس‏ في قوله :  

و قوله: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن  ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) } الحج.

قَالَ : هُمْ‏ عَلِيٌّ وَ حَمْزَةُ وَ عُبَيْدَةُ.

شواهد التنزيل ج1ص516ح547 .

 

آية الله يدخل الذين آمنوا :

وعن محمد بن يزيد : مولى أبي جعفر عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده‏ في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى قَوْلِهِ‏ صِراطِ الْحَمِيدِ } .

قَال َ: ذَلِكَ عَلِيٌّ وَ حَمْزَةُ وَ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ، وَ الْمِقْدَادُ.

شواهد التنزيل ج1ص515ح546 .

 

 

آية رجال صدقوا ما عاهدوا الله :

قال الإمام علي عليه السلام : في وصيته للإمام الحسن وحضور أبناءه وبعض أصحابه وهي طويلة ، ومنها :

اللهم : إنك شهيد و كفى بك شهيدا ، إني بايعت رسولك و حجتك في أرضك محمدا صلى الله عليه وآله  أنا و ثلاثة من أهل بيتي ، على أن لا ندع لله أمرا إلا عملناه ، و لا ندع له نهيا إلا رفضناه ، و لا وليا إلا أحببناه ، و لا عدوا إلا عاديناه ، و لا نولي ظهورنا عدوا ، و لا نمل عن فريضة ، و لا نزداد لله و لرسوله إلا نصيحة .

فقتل أصحابي : رحمة الله و رضوانه عليهم ، و كلهم من أهل بيتي ، عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ قُتِلَ بِبَدْرٍ شَهِيداً ، وَ عَمِّي‏ حَمْزَةُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيداً رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ رِضْوَانُهُ ، وَ أَخِي جَعْفَرٌ قُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ شَهِيداً رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، فأنزل الله في و في أصحابي : {  مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( الأحزاب23)} الأحزاب .

 أَنَا وَ اللَّهِ : الْمُنْتَظِرُ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِيلًا .

ثم وعدنا بفضله الجزاء فقال‏ : { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ  هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } يونس .

 وَ قَدْ آنَ لِي فِيمَا نَزَلَ بِي أَنْ أَفْرَحَ بِنِعْمَةِ رَبِّي فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْراً وَ بَكَوْا ..... .

دعائم الإسلام ج2ص348 ح1297 .

 

قال العصامي في ترجمة أمير المؤمنين : قال الحافظ الذهبي : سئل علي و هو على منبر الكوفة عن قوله تعالى : { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى‏ نحبه و منهم من ينتظر } .

 فقال : اللهم اغفر ، هذه الآية نزلت في ، و فِي عَمِّي‏ حَمْزَةَ ، وَ فِي ابْنِ عَمِّي عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .

فَأَمَّا عُبَيْدَةُ : فَقَضَى نَحْبَهُ شَهِيداً يَوْمَ بَدْرٍ.

وَ أَمَّا حَمْزَةُ : فَقَضَى نَحْبَهُ شَهِيداً يَوْمَ أُحُدٍ .

و أما أنا : فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا ، و أشار إلى لحيته و رأسه ، عهد عهده إلي حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم.

 كِتَابِ سِمْطِ النُّجُومِ ج2ص469، شواهد التنزيل ج2ص6ح2سورة الأحزاب آية 23 .

 

ويا طيب : توجد روايات كثيرة تبين أن حمزة عليه السلام من المصداق الأول للمتقين والشهداء والصديقين نكتفي بهذا .

 

 

أحاديث فضل حمزة :

يا طيب : إن الله سبحانه بعد شهادة حمزة عليه السلام ، فقد ناصر مغوار هميم وشجاع بطل رحيم وأخ عزيز كريم وعون ومساعد شهم ذو قلب سليم ، ولذا الله سبحانه وتعالى واساه بشهادته ، بأن جعله أسد الله ورسوله ، وسيد الشهداء ، ثم رزقه الصبر والسلوان في من بقى من أهله ، ويذكره بمقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفضائله ومناقبه وأنه هو خليفته ووصيه وبقيته في أهل بيته عليهم السلام ، ...

 

تسلية الله للنبي بعد شهادة حمزة :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : في حديثه مع الإعرابي وهو حديث طويل ذكر الكثير من فضائل أمير المؤمنين في السيادة ، وفيه يسلي الله النبي عن حزنه بوجود علي ابن أبي طالب ويصبره بوصيه وخليفته بعده ، ليذهب همه عن الفكر بالنصار ويزيل حزنه عن فقده أعز ناصر ومعين كان معه وهو حمزة رحمه ، وذكرناه بتمامه في صحيفة سادة الوجود ، و منه :

 كنت يوم أحد جالسا ، و قد فرغت من جهاز عمي‏ حمزة .

فاذا أنا بجبرائيل عليه السّلام : و قد هبط عليّ، فقال: يا محمد، اللّه تعالى يقرئك السلام ، و يقول لك : اني فرضت الصلاة و وضعتها عن العليل‏ ، و الزكاة و وضعتها عن المعسر، و الصوم فوضعته عن المسافر، و الحج و وضعته عن المقتر ، و الجهاد فوضعته عمّن له عذر و فرضت ولاية علي و محبته على جميع الخلق، فلم أعط أحدا فيها رخصة .... .

شرح الأخبار ج1ص221ح207 .

 

حمزة أسد الله ورسوله وسيد الشهداء :

يا طيب : لقب حمزة ، أسد الله ورسوله ، وسيد الشهداء ، جاء في عدة روايات متفرقة ، ومعروف باللقبين عند العامة والخاصة ، ونذكر رواية تعرف أن رسوله الله يذكرهما له ، وستأتي روايا أخرى ألقابه فيها ومنها :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 ما في القيامة : راكب غيرنا  و نحن أربعة .

فقام إليه : العباس بن عبد المطلب ، فقال : من هم يا رسول الله ؟

 فقال : أما أنا فعلى البراق .....

 قال العباس : و من يا رسول الله ؟

قال : و أخي صالح على ناقة الله عز و جل التي عقرها قومه .

قال العباس : و من يا رسول الله ؟

قَالَ : وَعَمِّي‏ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

 أَسَدُ اللَّهِ .

وَ أَسَدُ رَسُولِهِ .

 سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ.

عَلَى نَاقَتِيَ : الْعَضْبَاءِ .

قال العباس : و من يا رسول الله ؟

قال : و أخي علي على ناقة من نوق الجنة .....

الخصال ج1ص203ح19 .

 

ويا طيب : لكي لا يشتبه برتبة لقب سيد الشهداء ، بين أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رحمه الله ، وبين سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام  ، ويجب أن نعرف أن حمزة أفضل الشهداء وسيدهم بعد الأنبياء والأئمة رتبة ، وأنه صار سيد وأسد لنصرهم والإقرار لهم بالإمام كما عرفت في البيعة لهم في موضوع سابق ، كما فيما ستراه في الروايات الكثيرة الآتي ، والخصوص ما تبينه هذه الرواية ،  فتدبر :

عن سلمان رضي الله عنه قال : في حديث دخول فاطمة الزهراء على أبيها رسول الله في مرضه ، فقال لها في حديث طويل يبين لها أن الله أختاره وأختار بعلها وبينها الأئمة بعده وبين فظلهم وإمامتهم قال ...

يا بنية : إنا أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها أحدا من الأولين و لا أحدا من الآخرين غيرنا .

أنا : سيد الأنبياء و المرسلين و خيرهم .

و وصيي : خير الوصيين و وزيري بعدي خير الوزراء .

 و شهيدنا : خير الشهداء ، أعني حمزة عمي‏ .

قالت : يا رسول الله سيد الشهداء الذين قتلوا معك ؟

قال : لا بل سيد الشهداء من الأولين و الآخرين .

ما خلا : الأنبياء و الأوصياء .

و جعفر بن أبي طالب : ذو الهجرتين ، و ذو الجناحين المضرجين‏ يطير  بهما مع الملائكة في الجنة .

  و ابناك : الحسن و الحسين سبطا أمتي ، و سيدا شباب أهل الجنة .

و منا : و الذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة ، الذي يملأ الله به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا .

قالت فاطمة عليها السلام :  يا رسول الله فأي هؤلاء الذين سميت أفضل .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآل :

 أخي علي : أفضل أمتي .

 و حمزة  و جعفر : هذان أفضل أمتي .

بعد علي و بعدك و بعد ابني و سبطي الحسن و الحسين و بعد الأوصياء من ولد ابني هذا و أشار رسول الله بيده إلى الحسين عليه وعليهم الصلاة والسلام ....

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص565ح1 .

يا طيب : فقد ذكرنا في أبوذية سابقة بأن أهل البيت النبي وآله لا يقاس بهم أحد ، وحين نقول سيد الشهداء لحمزة رحمه الله ، فلا نقصد أنه سيد النبي أو علي والأئمة عليهم السلام ، بل كما عرفت في الأحاديث السابقة ، فإن الأنبياء والأوصياء لا يقاس أحد ممن أمن بهم وتعلم منهم ، ومثله حديث أبو ذر أصدق أقل أهل الأرض لهجة ، فهو صار أصدق العباد لأنه صدق النبي وعلي والحسن والحسين وجعلهم قدوة له وهكذا ، ولذا مثل هذه الأحاديث في التفضيل المطلق للأصحاب ، تكون في الرتبة بعد أهل البيت الطيبين الطاهرين الذين صدقهم ، فهم صدقوهم فصدقوا وصاروا سادة الصحابة بعدهم .

 

 

حمزة سيد الشهداء من أهل البيت :

عن أبي أيوب الأنصاري : أن رسول الله قال لفاطمة  :

إنا أهل بيت :

أعطينا : سبع خصال ، لم يعطها أحدا من الأولين قبلنا ، و لا يدركها أحد من الآخرين غيرنا.

نبينا : خير الأنبياء و هو أبوك، و وصينا خير الأوصياء و هو بعلك.

 وَ شَهِيدُنَا : خَيْرُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّكِ .

و من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء و هو جعفر بن أبي طالب ابن عمك .

 ومنا سبطا هذه الأمة ، و مهديهم ولدك‏  .

المسترشد ص613ص279 .

 

و عن عليّ بن عليّ الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في شكاته الّتي قبض فيها ، فإذا فاطمة رضي اللّه عنها عند رأسه ، قال : فبكت حتّى ارتقع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله سلّم طرفه إليها ، فقال: حبيبتي فاطمة ما الّذي تبكيك ؟ فقالت : أخشى الضّيعة بعدك .

فقال: يا حبيبتي أما علمت أنّ اللّه عزّ و جلّ اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطّلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك و أوحى إليّ أن أنكحت إيّاه .

يا فاطمة : و نحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم تعط لأحد قبلنا و لا تعطي أحدا بعدنا .

أنا خاتم النّبيين : و أكرم النّبيين على اللّه و أحبّ المخلوقين إلى اللّه عزّ و جلّ و أنا أبوك . و وصيّي : خير الأوصياء و أحبّهم إلى اللّه و هو بعلك .

و شهيدنا : خير الشّهداء و أحبّهم إلى اللّه و هو عمّك حمزة بن عبد المطّلب و عمّ بعلك .

و منّا : من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنّة حيث شاء و هو ابن عمّ أبيك و أخو بعلك .

و منّا : سبطا هذه الأمّة و هما ابناك الحسن و الحسين و هما سيّدا شباب أهل الجنّة ، و أبوهما و الّذي بعثني بالحقّ خير منهما .

يا فاطمة : و الّذي بعثني بالحقّ إنّ منهما مهديّ هذه الأمّة ، إذا صارت الدّنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطّعت السّبل و أغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا، و لا صغير يوقّر كبيرا، فيبعث اللّه عزّ و جلّ عند ذلك منهما من يفتح حصون الضّلالة و قلوبا غلفا ، يقوم بالدّين آخر الزّمان كما قمت به في أوّل الزّمان ، و يملأ الدّنيا عدلا كما ملئت جورا .

 يا فاطمة : لا تحزني و لا تبكي ، فانّ اللّه عزّ و جلّ أرحم بك و أرأف عليك منّي ، و ذلك لمكانك من قلبي ، و زوّجك اللّه زوجا و هو أشرف أهل بيتك حسبا و أكرمهم منصبا و أرحمهم بالرّعية و أعدلهم بالسّوية و أبصرهم بالقضّية، و قد سألت ربّي عزّ و جلّ أن تكوني أوّل من يلحقني من أهل بيتي.

 قال علي رضى اللّه عنه : فلمّا قبض النّبي صلّى اللّه عليه وآله سلّم لم تبق فاطمة رضي اللّه عنها بعده إلّا خمسة و سبعين يوما حتّى ألحقها اللّه عزّ و جلّ به صلّى اللّه عليه و سلّم.

 الهيثمي في مجمع الزّوائد ج9ص 168.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : في حديث طويل يخاطب المسلمين ، منه ...

ألا إن الله خلق خلقه : ففرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين ، ثم فرق الفرقة ثلاث فرق‏ ، شعوبا و قبائل و بيوتا ، فجعلني في خيرها شعبا و خيرها قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا ، فذلك قوله‏ : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا (33) } الأحزاب ، فحصلت‏  في أهل بيتي و عترتي و أنا و أخي علي بن أبي طالب‏ .

 ألا و إن الله : نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختارني منهم .

ثم نظر نظرة : فاختار أخي عليا ، و وزيري و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي .

فبعثني : رسولا و نبيا و دليلا ، فأوحى إلي أن اتخذ عليا أخا و وليا و وصيا ، و خليفة في أمتي بعدي ....

يا أيها الناس : ليبلغ مقالتي شاهدكم غائبكم ، اللهم اشهد عليهم‏ .

 يا أيها الناس : إن الله نظر نظرة ثالثة ، فاختار منهم بعدي‏ اثني عشر وصيا من أهل بيتي ، و هم‏  خيار أمتي ، منهم أحد عشر إماما بعد أخي‏ ، واحدا بعد واحد .... هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي ، أول الأئمة أخي علي ع خيرهم ، ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين و أمهم ابنتي فاطمة صلى الله عليه وآله .

 ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِمْ‏ : جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّي وَ أَخُو أَخِي .

 وَ عَمِّي‏ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ .....

كتاب سليم بن قيس ج2ص685 .

ويا طيب : وأنظر الأحاديث الآتية .

 

حمزة من السبعة خير الأولين والآخرين :

عن الأصبغ بن نباتة  عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال : إ

ذا جمع الله الأولين و الآخرين فخير الناس سبعة كلهم من ولد عبد المطلب .

 يدعى نبيكم : خير الأنبياء من ولد عبد المطلب ، و وصي نبيكم سيد الأوصياء من ولد عبد المطلب، و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة من ولد عبد المطلب، وَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، و جعفر ذو الجناحين من ولد عبد المطلب ، و المهدي الذي يخرج في آخر الزمان من ولد عبد المطلب ، نحلة من الله لم يعط الأولين و الآخرين مثلها.

المسترشد ص 611ح278 . احقاق الحقّ ج 18 ص 418 و 419، ج 19 ص 666. وابن المغازلي في المناقب ص 48 .

 

وعن أمير المؤمنين عليه السلام بعد حرب الجمل في حديث طويل منه أنه قال : .... فإن أفضل الخلق : يوم يجمعهم الله سبعة من بني عبد المطلب ، لا ينكر فضلهم إلا كافر و لا يجحد إلا جاحد .

 قال عمار بن ياسر رضي الله عنه‏ : سمهم يا أمير المؤمنين لنعرفهم ؟

قال عليه السلام : إن أفضل الخلق يوم يجمع الله الرسل ، و إن من أفضل الرسل محمدا صلى الله عليه وآله .

 ثم إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي ، و إن أفضل الأوصياء وصي محمد صلى الله عليه وآله ، ثم إن أفضل الناس بعد الأوصياء الشهداء .

وَ إِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ : حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ .

و جعفر بن أبي طالب : ذو الجناحين يطير بهما مع الملائكة لم يحل بحليته أحد من الآدميين في الجنة شيء شرفه الله به .

و السبطان : الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ، و من ولدت إياهما عليها السلام ، و المهدي عليه السلام ....

ثم قال : أبشروا ثلاثا ، من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله‏ عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ، ذلك الفضل من الله و كفى‏ بالله عليما .

تفسير فرات الكوفي ص111ح113 .

يا طيب : عد حمزة سيد الشهداء رحمه الله مع أهل البيت في كثير من الأحاديث ، دليل على مقامه العالي وإخلاصه التام ، وتدبر الأحاديث الآتية .

من فضائل أمير المؤمنين أن حمزة عمه :

يا طيب : إن أهل البيت وأئمة الحق علي وآله آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، كالنبي الأكرم ، يفتخرون ويعتزون بأن حمزة عمهم وأنه أسد الله ورسوله وسيد الشهداء ، ويفرحون بذكره ، بل يعدوه من المعزز لفضائلهم وأنه لتصديقه وثباته فهو منهم في المقام العالي والجاه الرفيع ، وعرفت هذا المعنى وتدبره في هذا الحديث لأمير المؤمنين عليه السلام :

قال الإمام علي عليه السلام : واللّه :

إن منا : لرسول اللّه صلى الله عليه وآله .

و إن منا : حمزة سيد الشهداء .

و إن منا : الإمام المفترض الطاعة ، من انكره مات ان شاء يهوديا و ان شاء نصرانيا .

ثم قال : و اللّه ما ترك اللّه الارض قط منذ قبض اللّه آدم ، الا و فيها من يهتدى به الى اللّه ، و هو حجة اللّه الى العباد ، من تركه هلك ، و من لزمه نجى ، حقا على اللّه .

الأصول الستة عشر ص90 .

 

فعد الإمام : حمزة سيد الشهداء في مقام عالي مع النبي وعلي وهو معهم في الدنيا والآخرة ، وهكذا يعرفه في كثير من المواقف . ومنها : حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الشورى لخمسة معه أنتخبهم الثاني ليختاروا الخليفة له بعده ، والحديث طويل منه :.... قال عليه السلام : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ص حين رجع عمر يجبن أصحابه و يجبنونه قد رد راية رسول الله صلى الله عليه وآله منهزما .

 فقال له رسول الله : لأعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله و رسوله و يحب الله و رسوله لا يرجع حتى يفتح الله عليه ، فلما أصبح قال : ادعوا لي عليا ؟ فقالوا : يا رسول الله هو رمد ما يطرف .

فقال : جيئوني به ، فلما قمت بين يديه تفل في عيني ، و قال : اللهم أذهب عنه الحر و البرد ، فأذهب الله عني الحر و البرد إلى ساعتي هذه ، و أخذت الراية فهزم الله المشركين و أظفرني بهم ، غيري ؟

قالوا : اللهم لا .

قَالَ : نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ ، لَهُ أَخٌ مِثْلُ أَخِي جَعْفَرٍ الْمُزَيَّنِ بِالْجَنَاحَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، يَحِلُّ فِيهَا حَيْثُ يَشَاءُ ، غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا .

قَالَ : نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَهُ عَمٌّ ، مِثْلُ عَمِّي‏ حَمْزَةَ ، أَسَدِ اللَّهِ وَ أَسَدِ رَسُولِهِ وَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ ، غَيْرِي ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا ... الخصال ج2ص555ب 40 ح31 .

 

شعر للإمام علي يذكر عمه بحمزة :

يا طيب : ليس في الأحاديث يذكر الإمام علي عليه السلام عمه حمزة وفضله ، بل حتى في الشعر  قال أمير المؤمنين عليه السلام : يفتخر بأهل بيت النبوة وعد في حمزة أيضا لما له من الفضائل يقارب بها النبي والأئمة عليهم السلام .

 فعن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أبي يوسف المدائني قال : كتب معاوية إلى أمير المؤمنين عليه السلام : يا أبا الحسن إن لي فضائل كثيرة  ، كان أبي سيدا في الجاهلية ، و صرت ملكا في الإسلام ، و أنا صهر رسول الله ، و خال المؤمنين ، و كاتب الوحي .

فلما قرأ أمير المؤمنين عليه السلام كتابه قال : أ بالفضائل يفخر علي ابن آكلة الأكباد .

يا غلام اكتب : و أملى عليه‏ :

مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ أَخِي وَ صِهْرِي __ وَ حَمْزَةُ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي‏

وَ جَعْفَرٌ الَّذِي يُضْحِي وَ يُمْسِي‏ __ َطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّي‏

و بنت محمد سكني و عرسي‏ __ منوط لحمها بدمي و لحمي‏

و سبطا أحمد ابناي منها __ فمن منكم له سهم كسهمي‏

سبقتكم إلى الإسلام طرا __ غلاما ما بلغت أوان حلمي‏

و أوجب لي ولاية عليكم __ رسول الله يوم غدير خم‏

و ما إن زلت أضربهم بسيفي __ إلى أن ذل للإسلام قومي‏

فويل ثم ويل ثم ويل‏ __ لمن يلقى الإله غدا بظلم‏

 

 فلما قرأها معاوية قال : مزقه يا غلام لا يقرأها أهل الشام فيميلون نحو ابن أبي طالب.

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج‏1ص87.الفصول المختارة ص280 .

 

الإمام الحسن يفتخر بأن حمزة عمه :

يا طيب : وهكذا الإمام الحسن والحسين يفتخرون به ويعدوه ممن يؤيد ولايتهم وإمامتهم ، وأنه سيد أهل شباب الجنة لأنه منهم ، ويكون أحد الفضائل لهم .

عن سليم بن قيس عن الإمام الحسن بن عليّ عليه السلام :

إنّه حمد اللّه تعالى و أثنى عليه‏ و قال : { السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ } ، فكما أن للسابقين فضلهم على من بعدهم ، كذلك لأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فضيلته على السابقين بسبقه السابقين.

و قال :  { أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } و استجاب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و واساه بنفسه.

ثمّ عمه : حمزة سيد الشهداء .

 و قد كان : قتل معه كثير، فكان حمزة سيدهم ، بقرابته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله .

ثم جعل اللّه : لجعفر جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة حيث يشاء ، و ذلك لمكانهما و قرابتهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و منزلتهما منه .

 وصلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:

 على حمزة سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه.

و جعل لنساء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : فضلا على غيرهن‏ لمكانهن من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

و فضّل اللّه : الصلاة في مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بألف صلاة على سائر المساجد إلّا المسجد الذي ابتناه إبراهيم عليه السلام بمكّة ، لمكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و فضله.

و علّم : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الناس الصلوات ، فقال: قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد .

فحقّنا : على كل مسلم أن يصلي علينا مع الصلاة فريضة واجبة من اللّه.

و أحلّ اللّه : لرسوله الغنيمة و أحلّها لنا، و حرّم الصدقات عليه و حرّمها علينا، كرامة أكرمنا اللّه و فضيلة فضّلنا اللّه بها.

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص960ح93 . كما وذكر ما يقرب من هذا في حديث خطبته في صلحه مع معاوية كما في الأمالي للطوسي ص561م21ح1174- 1.

 

الإمام الحسين يوجب حرمة حمزة :

قال الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء يخاطب من يدعي أنه مسلم :

أمّا بعد : فانسبوني فانظروا من أنا ؟

 ثم ارجعوا : الى أنفسكم و عاتبوها، ، فأنظروا ، هل يحلّ لكم قتلي و انتهاك حرمتي ؟!

 أ لست : ابن بنت نبيكم صلّى اللّه عليه و آله‏ و سلّم ، و ابن وصيّه و ابن عمّه ، و أول المؤمنين باللّه و المصدّق لرسوله بما جاء به من عند ربّه .

 أو ليس : حمزة سيد الشهداء عمّ أبي ؟

أو ليس : جعفر الشهيد الطيّار ذو الجناحين عمّي؟!

وقعة الطف 206 .

ويا طيب : في هذا المعنى بأن حمز سيد الشهداء وأنه من أهل البيت ، وإن بالإضافة لما لهم من الشأن الكريم والمقام العالي العظيم بفضل الله والجاه الرفيع ، فإن حمزة عم أهل البيت وله حرمة خاصة يضاف لهم بما له من المناقب والفضائل ، فتتأكد الحرمة ويجب حفظها وعدم تضييعها ، وكل منها تكون كحديث الثقلين تحف به نورا ، وتوجب ولايتهم وضرورة طاعتهم والاقتداء بهم والتعلم منهم ومولاتهم ، وترك من حاربهم وخالفهم ولم يحفظ حقهم العالي وشأنهم الشريف عند الله ، وبهذا يكون العبد مع النبي وآله في الجنة .

ويا طيب : بعد أن عرفنا شأن حمزه سيد الشهداء في الدنيا ، وإن كان الجاه والمقام في الدنيا والآخرة متفرع على بعض وإن الدنيا مزرعة الآخرة ، فلنتعرف على جاه الرفيع لحمزة سيد الشهداء في الآخرة .

 

البشارة حمزة في الجنة :

يا طيب : البرزخ ويوم القيامة والجنة والنار والمواقف فيها تبع لما في الاعتقاد الصحيح والعمل الصالح المرضي لله في الدينا ، كما أن معرفة مقام العبد في الآخرة يدل على صلاحه وإيمانه وإخلاصه في العبودية لله والطاعة ولولاة أمره في الدنيا ، ومقام حمزة عرفنا في الدينا فهو في الآخرة مع أهل البيت وفي مقامهم يحف بهم ، ولذا تأتي البشارة للنبي تعرف إخلاصه وثباته :

وقد جاء عن الإمام علي عليه السّلام ، أنه قال : إن النبي صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله صلاة الفجر ، ثم التفت إلينا ، فنظر مليا ، ثم سجد ست سجدات .

فقال له العباس : يا رسول اللّه ، ما هذا السجود ؟

فقال: هبط عليّ جبرائيل ، فقال : إنك يا محمّد في الجنة ، فسجدت .

ثم بشّرني : أن عليا في الجنة ، فسجدت .

 ثم بشرني : أن فاطمة في الجنة ، فسجدت .

 ثم بشرني : أن الحسن و الحسين في الجنة و أنهما سيدا شبابها ، فسجدت .

ثم بشرني : أن عمي حمزة في الجنة ، فسجدت .

ثم بشرني : أن ابن عمي جعفر في الجنة يطير فيها بجناحين ، فسجدت .

قال : فكان العباس بعد ذلك ، يقول : منا سبعة ليس في الناس مثلهم :

 منا : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر ذو الجناحين، و ليس من هذه الأمة أحد يعدلهم ، فمن ناصبنا حربا أو جحدنا حقنا ، فقد حارب اللّه و رسوله و جحد ما أنزل اللّه عزّ و جلّ على نبيه صلّى اللّه عليه و آله .

شرح الأخبار ج2ص509ح899 .

 

وفي حديث طويل فيه فضائل ومقام من حب علي بن أبي طالب عليه السلام وهو حديث طويل ، ذكرنا في صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة ، وفيه :

عن نافع عن ابن عمر قال : سألت النبي عن علي بن أبي طالب عليه  فغضب ، و قال : ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي ؟

 ألا و من أحب عليا : فقد أحبني و من أحبني رضي الله عنه ، و من رضي الله عنه كافأه بالجنة . ....  .

أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً : تقبل الله منه حسناته و تجاوز عن سيئاته ، وَ كَانَ فِي الْجَنَّةِ رَفِيقُ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ . ....

بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص36.

 

سيد الشهداء حمزة في جنة البرزخ :

عن محمّد بن الحسين، بإسناده ، عن أبي علقمة قال :

 صلّى بنا : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوما صلاة الفجر ، فلما سلّم، التفت إلينا .

فقال : أ لا أخبركم برؤيا رأيتها البارحة في منامي ؟

قلنا : بلى يا رسول اللّه .

قال : رأيت عمي حمزة ، و ابن عمي جعفر رضوان اللّه عليهما ، و بين أيديهما طبق فيه نبق ، فأكلا منه مليّا ، ثم تحول النبق عنبا ، فأكلا منه مليا ، ثم تحول العنب رطبا ، فأكلا منه مليا .

 فقلت لهما : بأبي و أمي قد صرتما الى الآخرة و عملتما ، فأي الأعمال في الدنيا أفضل ؟ فأخبراني أيها وجدتما أفضل ؟

فقالا : فديناك بالآباء و الأمهات ، وجدنا أفضل الأعمال : الصلاة عليك ، و سقي الماء ، و حب علي بن أبي طالب عليه السّلام .

شرح الأخبار ج2ص380ح737 .

 

زيارة سيد الشهداء وشهداء أحد:

يا طيب : زيارة قبور الشهداء مستحبة وبالخصوص قبر سيد الشهداء حمزة عليه السلام ، وقد وردت فيه روايات عن أهل البيت عليهم السلام ، وكان النبي الأكرم  صلى الله عليه وآله والصحابة يزوره ، وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام تزوره في كل أسبوع مرتين ، وكانت ولازالت الزيارة والصلاة والدعاء عندهم مستمرة لهم ومستحبة استحباب مؤكد.

وكانت قبة : وضريح على مرقد حمزة والشهداء ، ولكن هدمها الوهابية إطاعة للكفار والاستعمار ، ليمحوا معالم الدين ومعرفة الربانيين من الصحابة المخلصين ، وحتى يعرفوا غيرهم بالقرب من النبي والدفاع عنه حتى ولو كان من المنافقين ولا سابقة له ولا فضيله وكان قد هرب في أحد أو كان في معسكر الكفار في حرب أحد ، وليقتدي بهم الناس ويقبل منهم أن التجبر للحاكم ولو فسق ، فيؤمن بأنه يجب أن يطاع الحاكم مهما كان ويحترم كما أطاع الناس معاوية وأمثاله ، ولا يطالب بالعدل والإصلاح ومعرفة الدين الحق ، بل ما يعينه الحكام من الفقهاء هم لهم الفتوى ولا تكون إلا حسب أذواقهم وسياساتهم الراكعة لليهود والاستعمار .

زيارة حمزة سيد الشهداء :

 وأما زيارة حمزة والشهداء وروايات الزيارات لهم فهي :

 قال بن قولويه : زيارة حمزة عم رسول الله عليه السلام و قبور الشهداء ، ورواه بسندين عن الأئمة عليهم السلام قال:

 و تقول عند قبر حمزة :

 

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ خَيْرَ الشُّهَدَاءِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَسَدَ اللَّهِ وَ أَسَدَ رَسُولِهِ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ جَاهَدْتَ‏ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ‏ ، وَ نَصَحْتَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ، وَ نَصَحْتَ لِرَسُولِ اللَّهِ‏ ، وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ ، وَ طَلَبْتَ مَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَ رَغِبْتَ فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ .

 

ثم ادخل : فصل ، و لا تستقبل القبر عند صلاتك .

فإذا فرغت من صلاتك : فانكب على القبر ، و قل :

 

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ ، بِلُزُوقِي بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ .

لِتُجِيرَنِي : مِنْ نَقِمَتِكَ وَ سَخَطِكَ‏ وَ مَقْتِكَ ، وَ مِنَ الْإزْلَالِ فِي يَوْمٍ تَكْثُرُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ وَ الْمَعَرَّاتُ ، وَ تَشْتَغِلُ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا قَدَّمَتْ ، وَ تُجَادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِهَا ، فَإِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيَّ وَ لَا حُزْنٌ ، وَ إِنْ تُعَاقِبْ فَمَوْلَايَ لَهُ الْقُدْرَةُ عَلَى عَبْدِهِ .

اللَّهُمَّ : فَلَا تُخَيِّبْنِي الْيَوْمَ ، وَ لَا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حَاجَتِي ، فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغَاءً لِمَرْضَاتِكَ ، وَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي ، وَ عُدْ بِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي ، وَ بِرَأْفَتِكَ عَلَى جِنَايَةِ نَفْسِي ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي ، وَ مَا أَخَافُ أَنْ تَظْلِمَنِي ، وَ لَكِنْ أَخَافُ سُوءَ يَوْمِ الْحِسَابِ .

فَانْظُرِ الْيَوْمَ : تَقَلُّبِي عَلَى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَبِهِمْ فُكَّنِي ، وَ لَا تُخَيِّبْ سَعْيِي ، وَ لَا يَهُونُ عَلَيْكَ ابْتِهَالِي ، وَ لَا تَحْجُبْ مِنْكَ صَوْتِي ، وَ لَا تَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوَائِجِي .

يَا غِيَاثَ : كُلِّ مَكْرُوبٍ وَ مَحْزُونٍ ، يَا مُفَرِّجُ عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرَانِ ، الْغَرِيبِ الْحَرِيقِ ، الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلْكَةِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَ انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً ، وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِي وَ غُرْبَتِي وَ انْفِرَادِي ، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضَاكَ ، وَ تَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذِي لَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ سِوَاكَ ، وَ لَا تَرُدَّ أَمَلِي.

زيارة الشهداء :

وقال في المزار الكبير باب :  زيارة قبور الشهداء بأحد رضوان اللّه عليهم ‏:

إذا أتيت قبورهم فقل :

 

السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّه : السَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَيُّهَا الشُّهَدَاءُ الْمُؤْمِنُونَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْإِيمَانِ وَ التَّوْحِيدِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَ أَنْصَارَ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ : اخْتَارَكُمْ لِدِينِهِ ، وَ اصْطَفَاكُمْ لِرَسُولِهِ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ‏ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ‏ ، وَ ذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ عَنْ نَبِيِّهِ ، وَ جُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ ، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ ، وَ عَرَّفَنَا وُجُوهَهُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوَانِهِ وَ مَوْضِعِ إِكْرَامِهِ ، مَعَ‏ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : حِزْبُ اللَّهِ ، وَ أَنَّ مَنْ حَارَبَكُمْ فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ ، وَ أَنَّكُمْ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ الْفَائِزِينَ ، الَّذِينَ هُمْ‏ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ‏ ، فَعَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ‏ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ.

أَتَيْتُكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ : زَائِراً ، وَ لِحَقِّكُمْ عَارِفاً ، وَ بِزِيَارَتِكُمْ إِلَى اللَّهِ مُتَقَرِّباً ، وَ بِمَا سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الْأَعْمَالِ وَ مَرْضِيِّ الْأَفْعَالِ عَالِماً ، فَعَلَيْكُمْ سَلَامُ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ، وَ عَلَى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ وَ سَخَطُهُ .

اللَّهُمَّ : انْفَعْنِي بِزِيَارَتِهِمْ ، وَ ثَبِّتْنِي عَلَى قَصْدِهِمْ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى مَا تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ ، وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دَارِ رَحْمَتِكَ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنَا فَرَطٌ وَ نَحْنُ لَكُمْ لَاحِقُونَ .

و يقرأ سورة : إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، ما قدر عليه ، و ينصرف راشدا ، و تصلي عند كل من زرته ركعتي الزيارة مندوبا قربة إلى الله تعالى .

المزار الكبير لابن المشهدي ص96ب10 .

 

وذكر عن الإمام الصادق عليه السلام قال :

ثم مررت:  بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه .

ثم مررت : بقبور الشهداء فقمت عندهم ، فقلت :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَهْلَ الدِّيَارِ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ ، وَ إِنَّا بِكُمْ لَاحِقُونَ .

 

 تم تأتي المسجد : الذي في المكان الواسع إلى جنب الجبل ، عن يمينك حتى تدخل أحدا فتصلي فيه ، فعنده خرج النبي صلى الله عليه وآله إلى أحد ، حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه .

 ثم مر أيضا : حتى ترجع ، فصل عند قبور الشهداء ما كتب الله لك .

ثم امض على وجهك : حتى تأتي مسجد الأحزاب فتصلي فيه ، فإن رسول الله دعا فيه يوم الأحزاب ، و قال :

 يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ : وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَ يَا غِيَاثَ الْمَلْهُوفِينَ ، اكْشِفْ هَمِّي وَ كَرْبِي وَ غَمِّي ، فَقَدْ تَرَى حَالِي وَ حَالَ أَصْحَابِي .

كامل الزيارات ص22ب5ح1 ، ح2 .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام لابن عمار :

لا تدع : إتيان المشاهد كلها ، و مسجد قبا فإنه المسجد الذي‏ أسس على التقوى‏ من أول يوم‏ ، و مشربة أم إبراهيم ، و مسجد الفضيخ ، و قبور الشهداء ، و مسجد الأحزاب و هو مسجد الفتح .

و بلغني أن النبي : كان إذا أتى قبور الشهداء ، قال :

السَّلَامُ‏ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ .

و ليكن فيما تقول في مسجد الفتح : يَا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ وَ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ اكْشِفْ عَنِّي غَمِّي وَ كَرْبِي وَ هَمِّي، كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ ص هَمَّهُ وَ غَمَّهُ وَ كَرْبَهُ وَ كَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ فِي هَذَا الْمَكَانِ.

كامل الزيارات ص25ب6ح1 .

 

يا طيب : وقد عرفنا أن الصحابة كانوا يزورون قبور الشهداء ويسلمون عليهم في مواضيع سابقة في هذه الصحيفة وتدبر ما يأتي ..

 

فاطمة الزهراء ومرقد حمزة :

عن هشام بن سالم : عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:

عَاشَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ : بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ يَوْماً ، لَمْ تُرَ كَاشِرَةً  وَ لَاضَاحِكَةً .

 تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ : فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ الْإِثْنَيْنِ وَ الْخَمِيسَ .

فَتَقُولُ عليها السلام :

هاهُنَا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

وَ هاهُنَا :  كَانَ ‏الْمُشْرِكُونَ .

وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرى‏ عنه عليه السلام :

 أَنَّهَا كَانَتْ : تُصَلِّي هُنَاكَ‏ ، وَ تَدْعُو حَتّى‏ مَاتَتْ عَلَيْهَا السَّلَامُ .

الكافي ج9ص272ب221ح8131/ 3 . و الكاشرُ: المتبسّم من غير صوت. و الكَشْرُ: بُدُوُّ الأسنان عند التبسّم. وهاهنا كان رسول الله أي موقفه والمسلمين في حرب أحد ، وما يقابلهم من المشركين .

 

وعن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إِنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام :  كَانَتْ تَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ غَدَاةِ سَبْتٍ.

 فَتَأْتِي قَبْرَ حَمْزَةَ : وَ تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ ، وَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ .

تهذيب الأحكام ج1ص465ب23ح 168 .

وقال الواقدي : و كانت فاطمة بنت رسول الله ص تأتيهم بين اليومين و الثلاثة ، فتبكي عندهم و تدعو.

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج‏15ص40.

زيارة الأصحاب لمرقد حمزة :

يا طيب : زيارة مراقد المؤمنين بصورة عامة مستحبة وعقد في الوسائل بابا باسم تأكد استحباب زيارة قبور الشهداء كل إثنين و كل خميس‏ ، ولها آدب كريمة من الخشوع وإظهار الحزن عليهم ، وسؤال الله المغفرة لهم ، وتلاوة القرآن عندهم وبالخصوص آية الكرسي ويس وإنا أنزلناه ، والدعاء عندهم لقضاء الحوائج ، ولها أدعية وزيارات خاصة لعموم المؤمنين مروية عن أهل البيت ومنها ما عرفت ، وكذا كان يزور صحابة النبي مراقد الشهداء ، ومنها ما :

قال الواقدي‏ : و كان رسول الله يزور قتلى أحد في كل حول ، و إذا لقوه بالشعب رفع صوته :

يقول السلام‏ : عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ .

و كان : أبو بكر يفعل مثل ذلك ، و كذلك عمر بن الخطاب ، ثم عثمان ، ثم معاوية حين يمر حاجا و معتمرا ( وكان في أحد في معسكر المشركين يقاتلهم ) .

قال : و كانت فاطمة بنت رسول الله  تأتيهم بين اليومين و الثلاثة ، فتبكي عندهم و تدعو.

و كان سعد بن أبي وقاص : يذهب إلى ما له بالغابة ، فيأتي من خلف قبور الشهداء ، فيقول : السلام عليكم ثلاثا ، و يقول : لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه السلام إلى يوم القيامة .

قال‏ و مر رسول الله : على قبر مصعب بن عمير ، فوقف عليه و دعا ، و قرأ : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } .

 ثم قال : إن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة ، فأتوهم فزوروهم و سلموا عليهم ، و الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه.

و كان أبو سعيد الخدري : يقف على قبر حمزة ، فيدعو و يقرأ ، و يقول مثل ذلك .

و كانت أم سلمة رحمها الله : تذهب فتسلم عليهم في كل شهر ، فتظل يومها ، فجاءت يوما : و معها غلامها أنبهان ، فلم يسلم ، فقالت : أي لكع أ لا تسلم عليهم ، و الله لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة.

قال : و كان أبو هريرة و عبد الله بن عمر يذهبان ، فيسلمان عليهم .

قالت فاطمة الخزاعية : سلمت على قبر حمزة يوما،  و معي أخت لي ، فسمعنا من القبر قائلا يقول : و عليكما السلام و رحمه الله ، قالت : و لم يكن قربنا أحد من الناس‏.

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدج‏15ص40.

 

وعن زرارة قال : ذهبت أنا و بكير مع رجل من ولد علي إلى المشاهد حتى انتهينا إلى أحد ، فأرانا قبور الشهداء ، ثم دخل بنا الشعب ، فمضينا معه ساعة ، حتى مضينا إلى مسجد هناك .

فقال : إن رسول الله صلى فيه فصلينا فيه ، ثم أرانا مكانا في رأس جبل .

فقال : إن النبي صعد إليه ، فكان يكون فيه ماء المطر .

قال زرارة : فوقع في نفسي أن رسول الله  لم يصعد إلى ماء .

ثم فقلت : أنا فإني لا أجي‏ء معكم ، أنا نائم هاهنا حتى تجيئوا ، فذهب هو و بكير ، ثم انصرفوا و جاءوا إلي فانصرفنا جميعا ، حتى إذا كان الغد .

أتينا أبا جعفر عليه السلام فقال لنا : أين كنتم أمس ، فإني لم أركم ؟ فأخبرناه و وصفنا له المسجد و الموضع الذي زعم أن النبي صعد إليه فغسل وجهه فيه .

فقال أبو جعفر عليه السلام : ما أتى رسول الله ذلك المكان قط .

فقلنا له : و روي لنا أنه كسرت رباعيته .

فقال : لا قبضه الله سليما ، و لكنه شج في وجهه ، فبعث عليا فأتاه بماء في حجفة .

فعافه رسول الله : أن يشرب منه ، و غسل وجهه .

معاني الأخبار ص406ح80 .


قصيد غراء للغروي رحمه الله :

 في سيد الشهداء عم رسول الله حمزة بن عبد المطلب عليهما السلام  :

إن غاظك الزمان والدهر الحرب
فلذ بحمزة بن عبد المطلب

فهو سليل السادة الأكارم
من دوحة العلياء والمكارم
من دوحة النبوة الغراء
من جنة الصفات والأسماء
هو العزيز ما أعز جاره
يجير باللطف من استجاره
إليه تنتهي مكارم الأولى
فهو ربيب المجد بل رب العلا
مثال الشرف

وهو مثال الشرف الأصيل
وهيكل المجد بلا مثيل

 بل هو في عين أولي الأبصار
إنسان عين المجد والفخار
وكيف وهو مفخر الأئمة
سيد أعمام نبي الرحمة
وهو له أخ من الرضاعة
نال به القوة والشجاعة
بل مكرمات خاتم النبوة
تراثه من طرف الأخوة
آيات فضله المبين محكمة
بينة في الصحف المكرمة
طلعته

طلعته تشرق بالشهامة
غرته تبرق بالكرامة

منطقه ناطقة الفصاحة
وكفه كالغيث في السماحة
وقلبه مشكاة نور المعرفة
معرفة المبدء ذاتا وصفة
 جوامع الحكمة في لطيفته
مكارم الأخلاق في صحيفته
والعز والإباء والحمية
إحدى معالي نفسه الأبية
وهو ملاذ أهل بيت العصمة
والغوث في الشدائد الملمة
وفارس الإسلام في حروبها
ومفزع الأيام في خطوبها
 مفترس الذئاب والأسود
وليث غاب الغيب والشهود
 أسد الله

بل أسد الله فجلت قدرته
تقضي على كل كمي صولته

تقر منه الأسد كالثعالب
قرت به عيون آل غالب
ترعد من صولته الضراغمة
وكيف وهو ضيغم الضياغمة
بل فيه من مهابة الرسول
ما كاد أن يذهب بالعقول
بل هو سيف الله في هام العدى
وليس سيف الله ينبو أبدا
وسهمه الصائب في مرماه
فليس يعدوه إلى سواه
ببدر وأحد

له مواقف ببدر وأحد
والفضل للساعد منه والعضد

 فساعد الدين الحنيف ساعده
واستحكمت بعزمه قواعده
 وفت في أعضاد عباد الصنم
بالعضد الأقوى من الطود الأشم
فكم أباد من عتاة الكفرة
وأوقع الكسر على الجبابرة
كم من كتيبة لهم محاها
بحد سيفه متى وافاها
 كم راية نكسها بسطوته
كم هامة حطمها بهمته
كم خاص بالبتار في تيارها
وكم أزال الخيل عن قرارها
آنس اللقاء

حتى إذا اشتاق إلى دار البقا
من طعنة الوحشي آنس اللقا

هوى على وجه الثرى قتيلا
فمثلت هند به تمثيلا
حتى غدت تلوك منه الكبدا
بل كبد الدين ومهجة الهدى
 فسميت آكلة الأكباد
والله للظالم بالمرصاد
فهل تريها أخذت بثأرها
بل ذهبت بعارها ونارها
 فدا بنفسه النبي الأمي
فديته أكرم به من عم
 وقد بكاه سيد البرايا
وهو عليه أعظم الرزاي
 بل أغيظ المواقف الملمة
موقفه على نبي الرحمة
كيف وقد مثل تمثيلا بمن
لم يسمح الدهر بمثله ولن
المثل الأعلى

 بالمثل الأعلى لكل مكرمة
بالآية العظمى لنور العظمة

بمهجة الجد وبهجة الشرف
بهيكل القدس وصفوة السلف
فلتبكه عيون أملاك السما
فإن عرش المجد قد تهدما
ولتبكه عيون آل فهر
فإنه إنسان عين الدهر
بكته عين العز والإباء
بكته عين المجد والعلياء
وقد بكاه سيفه الصقيل
حيث أصاب حده الفلول فهل يضن
فهل يضن مسلم بعبرته
على فقيد المصطفى وعترته
ناحت عليه الملة البيضاء
وحنت الشريعة الغراء
 ناحت عليه أخته صفية
تندبه بندبة شجية
تذيب قلب الصخرة الصماء
أشجى شجى من ندبة الخنساء

 

 

شرح مفردات بعض ألفاظ القصيدة :

غاظك: حملك على الغيظ. الحرب: الشديد الغيظ. الأبية: المرتفعة عن الدنايا. المفترس: المصطاد. الضراغم جمع الضرغم والضياغم جمع الضيغم وهما بمعنى الأسد.

 الهام: جمع الهامة: رأس كل شيء وتطلق على الجثة. . ينبو: يكل ولا يقطع . أي كسر قوتهم وفرق عنهم أعوانهم. الطود الأشم: الجبل المرتفع. الكتيبة: القطعة من الجيش أو الجماعة من الخيل. وافاها: أتاها وفاجأها.

مثلت به: جدعته وظهرت آثار فعلها عليه تنكيلا. تلوك الكبد: تمضغه أهون المضغ وتديره في فمها. فدى فلانا بنفسه: قال له جعلت فداك . لم يسمح: لم يجد ولم يعط.

الفلول: جمع الفل: الكسر والثلمة في حد السيف . يضن: يبخل. العبرة: الدمعة، الحزن بلا بكاء. الشجية: الحزينة. الصماء: الصلبة والغليظة مؤنث الأصم. الخنساء: أعظم شواعر العرب قتل أخواها معاوية وصخر فرثتهما محرضة قومها على الأخذ بالثار أسلمت مع قومها واشترك أولادها الأربعة في وقعة القادسية وفيها قتلوا لها ديوان أكثره في الرثاء. وفي حاشية النسخة المخطوطة:

تذيب قلب الصخر بالبكاء
تكاد تنسى ندبة الخنساء
كتاب الأنوار القدسية للشيخ محمد حسين الأصفهاني ص 173-177 وأبيات الشعر من 1938 إلى 198 والتعليقات من 637 إلى 657 . من المنشور على مكتبة الغدير موقع العلويين .

 


بها هرب المسلمون و لم يبقى مع النبي أحد

 

معنى أحد منفي :

أحد : فرد ، أحد يعبر عن الواحد وهو في بيت الأبوذية منفي بلم ، أي ينفي بقاء جنس المسلمون من الصحابة ، أو فرد فرد منهم على الاستغراق ، لم يبقى أي لم يثبت مع النبي أحد يدافع عنه ، بل فروا وهربوا وتزلزلوا وتركوا النبي وحيدا إلا علي عليه السلام وأبو دجانه ومن عرفت ممن لهم موقف مشهود وبعض الصحب رضوان الله عليه ، فلم يبقى أحد : حرف نفي وجزم وقلب ينفي المضارع ويجزمه ويقلب زمانه إلى المضي ، يبق : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف ، ومع ظرف مضاف للنبي تحكي عن ظرف زمان ، أي في زمان غزة أحد لم يبق ( يبقى ) مع النبي أحدا خبر يحكي عن منفي وجوده أي فرد على الاستغراق إلا المستثنى ، أو مع ظرف مكان جبل أحد ، أي لم يبقى على جبل أحد مع النبي أحدٌ من المسلمين .

أحَدٌ : بالتنكير اسم لكل من يصلح أن يخاطَب ، يقال : ليس في الدار أحد ، يستوي فيه المفرد والمفردة وفروعهما . وتقول : لا  أحَدَ  في الدار ، ولا تقل فيها  أحد .

 

جمع : آحَاد ، والأَحَدُ :‏ أَصله وَحَدٌ ، ويقع على الذكر والأُنثى ، ويكون مرادفًا لواحدٍ في موضعين سماعًا : أَحدهما : وصفُ اسم الباري تعالى . ‏ فيقال : هو الواحد وهو الأَحد ، لاختصاصه بالأَحديَّة فلا يَشْرِكُهُ فيها غيرُه ، ولهذا لا يُنعَت به غيرُ الله تعالى ، فلا يقال رجلٌ  أَحدٌ ، ولا درهمٌ  أَحدٌ ، ونحو ذلك . الثاني : أَسماء العدد ، للغلبة وكثرة الاستعمال ، فيقال : أَحدٌ  وعشرون ، وواحدٌ ‏ وعشرون .

وفي غير هذين الموضعين : يقع الفرقُ بينهما في الاستعمال .

بأَن الأَحدَ : لنفي ما يُذكر معه ، فلا يُستعمل إِلاَّ في ‏ الجحد لما فيه من العموم ، نحو : ما قام  أحدٌ  ؛ أَو مضافًا ، نحو ما قام  أَحدُ  الثلاثة .

‏ وأَمّا الواحدُ : فيُستَعْمَل في الإِثبات مضافًا وغيرَ مضاف .  فيقال : جاءني واحدٌ من القوم . ‏ ويكون بمعنى شيء ، وهو موضُوع للعموم ، فيستعمل لغير العاقل أَيضًا ، نحو : ما ‏ بالدار من  أَحدٍ  ، أي من شيءِ عاقلاً كان أَو غيرَ عاقل .


إلا علي يحمي الرسول بذي الفقار وهو أحد

سيف دافع عن هدى الواحد الأحد والعبودية

 

معنى أحد حاد قاطع مانع :

أحدَّ : سيف ذو الفقار مصقول حاد معد للقطع وللبتر والمنع ، والحد منع التجاوز والتعدي و وقف الشيء عند حده ، فالإمام علي عليه السلام له مواقفه المشهودة في يوم غزوة أحد ، حين هرب المسلمون وبقي هو سيد الموقف يدافع عن سيد المرسلين ، وكسر سيفه ، فأعطه النبي الأكرم سيفه ذو الفقار ، فوقف يدافع عن النبي ويمنع كفار قريش من الوصول إليه حتى نالته سبعون جراحه ومع ذلك أوقفهم عند حدهم ومنع النبي منهم ، ونزل جبرائيل ينادي لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار ، وبمواساته باها الله تعالى الملائكة ، وقال النبي ما يمنعه وأنه مني فقال جبرائيل وأنا منكم وعرف باقي الشرح مفصلا.

 

 

أحدَّ : اِحْتِدَادُ  السَّيفَ والسِّكِّينِ والشفرة أَيْ كَوْنُهُ حَادّاً قَاطِعاً . أحدَّ السَّيفَ ونحوَه حَدّه ، شحَذه حَدَّ السيف يحد بالكسر حِدَّةً صَارَ حَدِيداً مَاضِياً ،  وسيوف حِدَادٌ وألسنة حداد بالكسر فيهما ، و حاد الأطراف القاطعة من السيف ولسكين وغيره ، استحدَّ  فلانٌ السِّكِّينَ وجدها حادّة أو طلب حَدَّها و شَحَذَها . وإحتدّت السكين : رق حدها فصارت حادة . اسْتَحَدْ  احْتَلق بآلةٍ حادَّة . الحَدُّ الحاجز بين الشيئين وحد الشيء منتهاه.

 

و حَدَّ : السِّكِّينَ‏ و السَّيْفَ و كُلَّ كَلِيلٍ‏ يَحُدُّها حَدًّا و أَحَدَّهَا إِحدَاداً و حَدَّدَهَا، شَحَذَها و مَسَحَهَا بحَجَرٍ أَو مِبْرَد ، و حَدَّدَه‏ فهو مُحَدَّدٌ مثْلُه ، واحتدّ  الكلام بينهما نشِط واشتدَّ وصار حادًّا ، تحتدّ المعركةُ بين أنصار الحقّ وأنصار الباطل اِحْتَدَّ  الصِّرَاعُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِاِشْتَدَّ حِدَّةً ، واِحْتَدَّتِ الْمُنَافَسَةُ بَيْنَهُمَا.

و حَدُّ كلِّ شيْ‏ءٍ: طَرَفُ شَبَاتِه، كحَدِّ السِّكّينِ و السَّيْفِ و السِّنَانِ و السَّهْمِ، و الحَدُّ مِن كُلِّ ذلكَ: مَا رَقَّ منْ شَفْرَتِه، و الجمْع‏ حُدودٌ.

و الحَدُّ : الدَّفْعُ و المَنْعُ، و حَدَّ الرَّجُلَ عن الأَمْر يَحُدُّه‏ حَدًّا  مَنَعَهُ و حَبَسَهُ ، تقول: حَدَدْتُ‏ فُلاناً عن الشّرِّ أَي مَنَعْتُه .

 و الحَدُّ : تَمْيِيزُ الشَّيْ‏ءِ عَن الشَّيْ‏ءِ ، و قد حَدَدْتُ‏ الدَّارَ أَحُدُّهَا حَدًّا ، و التَّحْدِيدُ مثلُه ، و حَدَّ الشي‏ءَ من غَيْرِه‏ يَحُدُّه‏ حَدًّا و حَدَّدَه‏ مَيَّزَه .

و الحَدُّ : الصَّرْفُ عن الشَّيْ‏ءِ مِن الخيرِ و الشَّرِّ ، و المحدود المحروم و المَمْنُوع من الخَيْرِ و غيرِه، و كُلُّ مَصْرُوفٍ عن خيرٍ أَو شَرٍّ: مَحدودٌ كالحُدِّ، بالضّمّ، و عن الشَّرِّ،

و الحدُّ منْكَ : بَأْسُكَ‏ و نَفَاذُكَ في نَجْدَتِك ، يقال: إِنه لَذُو حَدٍّ، و هو مَجازٌ.

و الحَدُّ: ما يَعْتَرِي الإِنْسانَ من الغَضَبِ كالحِدَّةِ بالكسر .

و في الحديث‏ : الحِدَّةُ تَعتَرِي خِيارَ أُمَّتي .

الحِدَّةُ : كالنشاطِ و السُّرْعَةِ في الأُمورِ و المضَاءِ فيها، مأْخوذٌ من‏ حَدِّ السَّيْفِ، و المُرَاد بالحِدَّة هنا المَضَاءُ في الدِّين و الصَّلابةُ و المَقْصِد إِلى الخَيْرِ، و يقال: هو من‏ أَحدِّ الرحال‏ ، و له‏ حَدٌّ و حِدَّةٌ، و احْتَدَّ عليه .

وعرفت : أن الإمام علي كان أحد مانع للكفار عن رسول الله وبسيفه الحاد الذي قطع الكفار وأبطالهم ، وقد كتبنا في أبو ذيات سابقة تفاصيل عن سيف ذي الفقار وعرفته عنه في تفاصيل غزوة أحد أعلاه .

معنى الله الواحد الأحد :

يا طيب : قد فصلنا بحوث أسماء الله الحسنى وشروحها في صحيفة التوحيد من موسوعة صحف الطيبين ، ونذكر هنا مختصرا في بيان هذين الاسمين الكريمين :

 

الْوَاحِدُ : الله الواحد الذي لا ثاني له ، فهو الفرد الذي لا مثيل له ولا نظير له من خلقه ولا وزير ولا لأحد من خلقه يستشير كان ولم يزل ويبقى وحده لا شريك له ، ولا غيره وآثاره في الوجود ، فهو الله الواحد الأحد .

وقال سبحانه وتعالى : {  يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ  الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) } يوسف .

 وقال الله تعالى : { أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ  الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) } الرعد . وقال الله سبحانه : { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ  الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) }إبراهيم .

الأَحَدُ : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (الإخلاص3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ  كُفُوًا أَحَدٌ (4)} الإخلاص .

 

و الأحَد : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه الأحدي والمتوحد في الذات والصفات ، وإن صفاته عين ذاته ولا تجزؤ فيه تعالى ولا يقبل الانقسام ، وأنه واحد الحقيقة لا يتثنى بذاته ولا في صفاته ، وإن صفاته تعالى عين ذاته ، وذاته عين صفاته تعالى ، فهو تعالى المُنفرِد بوحدانيَّته ولا شبيه له .

و يجوز : أن ينعت الشيء بأنه‏ واحد، فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى، لخلوص هذا الاسم الشريف له جل ثناؤه .

و تقول : أحدت‏ الله و وحدته‏، و هو الواحد الأحد ، وفي الحديث‏: أن الله تعالى لم يرض‏ بالوحدانية لأحد غيره، شر أمتي‏ الوحداني‏ المعجب بدينه، المرائي بعمله .

ويا طيب : قد شرحنا هذا المعنى للاسمين الكريمين ، في موسوعة صحف الطيبين صحيفة شرح أسماء الله الحسنى من صحيفة التوحيد ، فإن أحببت المزيد فراجع ولك الشكر .

 

 

رحم الله العم حمزة سيد الشهداء في معركة أحد

بها هرب المسلمون ولم يبقى مع النبي منهم أحد

إلا الولي علي يحمي النبي بذي الفقار وهو أحد

سيف دافع عن هدى الواحد الأحد و العبودية

 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

صحيفة

سيد الشهداء حمزة عم النبي
وغزوة أحد

تأليف وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

الصحيفة على الأنترنيت ملف ويب قابل للاختيار منه والنسخ ثم اللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/hmzh

كتاب الكتروني جيد للمطالعة على الحاسب والجوال :

www.alanbare.com/hmzh/hmzh.pdf





  ف ✐

  ✺ ت