بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة حرب صاحبة الجمل

حرب الجمل

بيان مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم بمناسبة : حرب صاحبة الجمل ، في 10 جمادى الأولى سنة 36 للهجرة ، وما سببته من مصائب للمؤمنين والفتن للمسلمين على طول التأريخ ، نذكر للمؤمنين بعض وقائع حرب الجمل ، حيث تسببت أمنا بقتل 20 الف مسلم من أبنائها بحربها لأهل البيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام ، من أجل أن تولي على المسلمين أبن أختها عبد الله بن الزبير وهو شاب ورفضوا ولاية علي وهو الوصي حقا بنص القرآن والسنة شرعا وعرفا وإنصافا ودينا ، فنقضت البيعة هي وطلحة والزبير ومن تبعها من بني أمية ومن قتل أمير المؤمنين أقاربهم في بدر وحنين وأحد وغيرها وكثير من المنافقين الذين يتربصون بالدين الحق الدوائر ، ولنعرف الحق والهدى وأهله ، والباطل والضلال وأهله ، نذكركم ببعض ما جرى بهذه المناسبة

الراجي لرحمة ربه بأن يجعله من أنصار الحسين ومنهجه الحق حقا

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


صحيفة حرب صاحبة الجمل
https://www.alanbare.com/jml
الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/jml/jml.pdf

صحيفة حرب صاحبة الجمل

حرب الجمل

رحم الله الشيخ حسن الِأنباري حرب صاحبة الجمل


لله من مصيبة أجرتـها على الإسلام صاحبة جَمَل

قتلت عشرت آلاف بفتنتها التي لا تحصيها جُمَل

وأغبى من جيشها من بتوبة كاذبة خادعة لها جمّل

وسجدتها لقتل علي ومنع الحسن ورضاها بمعاوية

+





شرح الجمل :

هنا بيان ثلاث معاني لكلمة جمل :

الجمل ذكر الأبل :

جَمَل : اسم ، الجمع : أجمال وأجْمُل وجِمال وجَمَالة وجُمْل للإبل الذكور خاصة، المؤنث ناقة والجمع نُوق ونِيَاق ، والجَمَلُ : الكبيرُ من الإِبل من رتبة الحافِريَّات المجترَّة ، والجمل العربيّ : وحيد السِّنام يُستخدم للحمل ، وفي المثل : الجمل في شيء والجمّال في شيء ، يُضرب للاثنين ل يعلم أحدهما ما يدور في خلد الآخر ويشغل باله ، ما له ناقة ولا جمل : ل دخل له في الأمر .

يوم الجمل : من الأيّام المشهورة ، في 10 جمادى الأولى سنة 36 للهجرة ، وقيل له ذلك لأنّ عائشة غزت عليًّا على جمل ، فلمّا هزم أصحابها ثبت منهم قوم يحمون الجمل الذي كانت عليه ، ولم يتفرقوا حتى قتل الجمل ، وكان اسمه عسكر وكان كبيرا شديدا ، وقد حذرها النبي من القيام بالفتنة وتكون صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوئب ويكون عن يمينها وشمالها قتل كثير ..

وأرجوا من المؤمنين : أن لا يسموها باسمها فتثير فتنة ، وإنما يسموها : صاحبة الجمل ، وما ذنب الجمل حتى تكون معركة باسمه ، وإنم هي المسببة وكانت عائشة وماتت على حب فتنته والتفاصيل في الروابط الآتية ...

جمل جمع جملة :

جُمَل : جُمْلات جمع جُملة ، و الجُمْلَةُ جماعة كلِّ شيءٍ ، و أخَذ الشَّيءَ جُمْلة متجمّعًا لا متفرّقًا ، وبالجُمْلة وعلى الجُمْلة إجمالاً بصورة موجزة ، و جُمْلة الأمر وجُمْلة القول : خلاصة وإيجاز شديد لبيان موضوع أو واقعة ، مِنْ جُمْلتها من مجموعها من بينها .

والجُمَل: عند البَلاَغيِّين والنَّحويِّين كُلُّ كلام اشتَمل على مُسْنَدٍ ومُسنَدٍ إِليه ، و جُمْلة إنشائيّة : لا تحتمل التَّصديق والتَّكذيب ، جُمْلة اعتراضيّة : أي معترضة تتوسّط أجزاء الجُمْلة لغرضٍ ما ، جُمْلة خبريّة : تحتمل التَّصديق والتَّكذيب ، شِبْه الجُمْلة : في النحو والصرف الكلام المؤلّف من الجار والمجرور ، أو الظرف والمضاف إليه ، وجمّل أسلوبه حسَّنه وزيَّنه .

وفتنة صاحبة الجمل : لا يحصيها كلام ولو كانت جمله كثيرة ، لكثرة آثارها وشدة فتنها من زمانها إلى اليوم بل ليوم القيامة ، وما سببته من قتل وقتال بين المسلمين والمؤمنين على طول التأريخ ، وتجري بين من حكاها على حقيقته وحذر منها وعرف خطئها ، وبين من أيدها وحاول تخليصها من فعلها الخبيث في التسبب بقتل المسلمين ، وخروجها على إمام زمانها ، وتزكيتها وتحسين وتجميل أفعالها .

فعن ‏نافع‏ ‏عن ‏عبد الله ‏‏قال : ‏قام النبي ‏‏خطيبا :

فأشار : نحو مسكن ‏ ‏عائشة .

‏فقال :‏ ‏هنا الفتنة ، ثلاثا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . ‏

صحيح البخاري رقم 2873 .

وفي أحد خطب أمير المؤمنين عليه السلام : بعد أن حمد الله وأثنى عليه :

أيها الناس : أنا الذي فقأت عين‏ الفتنة و لم يكن ليجترئ عليه غيري ، و ايم الله لو لم أكن فيكم ، لما قوتل : أهل الجمل ، و لا أهل صفين ، و لا أهل النهروان ، .....

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص712ح17 .

و من خطبة له عليه السلام :

وقال عليه السلام : أما بعد حمد الله و الثناء عليه ، أيها الناس فإني فقأت‏ عين‏ الفتنة ، و لم يكن ليجترئ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبه ، و اشتد كلبها .....

نهج البلاغة ص137خ93 .

معنى جمّل حسّن وزكّى :

جمل : جَمَّلَ فعل ، جمَّلَ يجمِّل جَمالاً وتجميلاً ، فهو مُجمِّل ، والمفعول مُجمَّل ، وجَمَّلَ صُورَتَها : صَيَّرَهَا جَمِيلَةً وزَيَّنَهَ وحَسَّنَهَا فهي جميلة ، والتجميل : جراحة تُجمِّل أشكال الوجه أو الجسم ، وتعمل على إعادة بناء وإصلاح بعض أجزاء الجسم عن طريق نقل الأنسجة خاصة ، ودهن التَّجميل مستحضر للتزيُّن والعناية بالبشرة ، وهو تجميل للشكل والصورة .

و جميلٌ بنا : من اللائق ، يَجمُل بنا يحسُن ، فالجمال الحق جمال الإيمان بالله ورسوله وأوصيائه ، والعافية من المعاصي ، وطاعة الله في كل ما شرفنا به من الواجبات والمستحبات وترك ما حرمه علينا وكرهه ، وأخذ تعاليمه من مصدرها الحق عند آل محمد عليهم السلام ، وتتميمه بجمال الروح بالخلق الكريم ، فهو يفوق كل جمال وله أعلى الدرجات .

وتزكيت صاحبت الجمل : وتجميل تصرفها بعد عدائها لسيد الأوصياء وسيدا شباب أهل الجنة ، وتسببها بقتل 20 ألف أو أكثر ، وفرحها بمقتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ومنع الأمام الحسن عليه السلام من أن يدفن عند جده سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وهو بيته وأرثه من أمه لأن الزوجة لا ترث الأرض ، ورضاها بمعاوية وتسلم الهدايا منه وهو ظالم لأهل البيت.

لأمر خطير : يوجب تصديق الظالمين وأخذ الدين من وعاظهم ، والكون على فكرهم وخطأهم في ظلم العباد وعدم التصرف بالحق ، فضلا ترك الهدى الحق عند النبي وآله المنعم عليهم بهدى الصراط المستقيم الذي نطلب الثبات عليه في اليوم عشر مرات في الصلاة حين قراءة الفاتحة ، ونسأل الله أن ينجينا من المغضوب عليهم والضالين ممن خالف المنعم عليهم والظالمين لهم .

والله تعالى : أنعم على أهل البيت بأن طهرهم في آية التطهير وأمر بودهم بآية المودة ، وصدقهم بأية المباهلة ولعن من يخالفهم ، وجعل لهم الإمامة التي طلبها إبراهيم عليه السلام لذريته فصدقه الله تعالى بأن لا يجعلها لظالم ، ومن أظلم من قاتل سيد الوصيين وسيدا شباب أهل الجنة ومن قبل الصديقة الطاهرة حتى مات فكيف يطهر ويزكى ويجمل فعله ويحسن قبيح عمله .

مختصر قصة الجمل :

إن الإمام علي عليه السلام : لم يبايع من غصب الخلافة منه ، لأنهم بايعوه في يوم الغدير على أنه أولى بهم من أنفسهم كالله ورسوله ، وهكذ في الأيام الأولى أعترض كثير من الصحابة على أبي بكر ، ولهم خطب معروفة مدونة في محاجته ، حتى أعتزل أبو بكر في بيته ثلاثة أيام ، ثم جاءه عمر وقد جمع الجموع لنصره ، ثم هجم على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام وأخرجوا الإمام مكرها ، ببيعة ظاهرية أرد بها حفظ الإسلام من الضياع لو قاومهم .

وبعد أن حكم : أبوبكر أكثر من سنتين بعد رسول الله ظلما وقد غصب الخلافة من علي بن أبي طالب بعد أن بايعه في يوم الغدير ، ورّث الحكم لعمر بن الخطاب فحكم عشر سنين ، ثم ورثها بالشورى لعثمان بن عفان فحكم أثنى عشر سنة ، وأفسد في الحكم بتوليته البلاد لبني أمية فقط ، فجعل ولاة منهم من شرب الخمر وصلى بالناس الصبح فأراد أن يزيدهم ، وإسرافه وتبذيره بهبته كل ما جاءه من الخمس لمروان بن الحكم زوج بنته ، فهاج عليه المسلمون .

وكان أكبر المحرضين عليه : عائشة زوجة النبي ، فكانت تقول : أقتلوا نعثلا فقد كفر ، لأنه منعها بعض ما كان يعطيها عمر ، وأيدها زوج أخته الزبير بن العوام ، وأبن أختها عبد الله بن الزبير ، وطلحة بن عبيد الله أبن عم والدها أبو بكر ، ومن نصرهم من أهل المدينة ، ومن مصر والكوفة من الحجاج الذين طالبوا عثمان بعزل الولاة الفاسقين فلم يقبل منهم ، وأمر برسالة للولاة في بلادهم بقتلهم ، فلما عرفوا كتابه بقوا في المدينة ، حتى قتلوه في 18 ذي الحجة سنة 35 للهجرة .

وبايعوا الإمام علي عليه السلام : في نفس اليوم بعد أن أمتنع عليهم ، ولما أصروا عليه أخذهم إلى مسجد رسول الله للبيعة ، فأول من بايعه طلح ثم الزبير وأبنه وباقي المسلمين .

ولكن لما أخذهم بالعدل : ومساواته بين المسلمين بالعطاء ، ولم يولهم شيء من بلاد المسلمين .

نكثوا البيعة : وتسللوا إلى مكة ، أولهم عائشة ثم طلحة والزبير وأبنه وبعض الناس ممن كان له طمع في السلطة فخاب ، فأيدهم عبد الله بن عامر ابن اخت عثمان ، وكان والي البصرة وإيران فهرب منها إلى مكة بما عنده من المال ، فأعطى كل من ينصر عائشة لحرب الإمام علي عليه السلام ، جمل ومائة دينار ذهب ، وأعطى عائشة كثير من الأموال ، حتى كانت عائشة تخرج يدها من الهودج تحمل بدرة من الدنانير وتصيح بأعلى صوتها : من يأتيني برأس علي وله هذه البدرة .

وجمعوا الجموع : بقيادة عائشة بنت أبي بكر وطلحة والزبير ، فاجتماع الناكثون لبيعة علي بن أبي طالب عليه السلام في مكة بعد مقتل عثمان بأربعة أشهر وفي بيت عائشة ، ثم توجهوا إلى البصرة ، فخرجوا في سبعمائة رجل من أهل المدينة ومكّة ممن أيدها لما وعدوهم من المال ، ولحقهم الناس حتّى كانوا ثلاثة آلاف رجل ، حتى استولوا على البصرة ، فكونوا جيش عدته أكثر من 30000 ثلاثين ألف شخص .

فلما عرف الإمام علي عليه السلام : بنكثهم للبيعة وبغدرهم ، وأنهم طردوا واليه ابن حنيف على البصرة بعد نتفوا ريش لحيته ورأسه ، ولم يقتلوه خوفا من عشيرته ، و بعد أن قتلوا عدة من أنصاره وجرحوا أكثر من مائة .

توجه الإمام علي عليه السلام : إلى العراق بعد أن أيده المؤمنون من الصحابة ومن أهل المدينة وبالخصوص من بقي من أهل بدر ، ونصره قسم من أهل البصرة ، و أهل الكوفة أمدوه بجيش .

فكانت : معركة الجمل :

لأنه كانت عائشة : راكبة على جمل ، ويسمى عَسْكراً ، وكان عظيم الخلق شديداً وقد أعجبها حين رأته ، ولما فر الناس بعد حرب طاحنة قتل فيه الكثير ، بقي حولها الكثير من الناس يدافعون عنها ، حتى قتل الجمل فتفرقوا عنه .

فأرسل الإمام علي عليه السلام : إليها أخوها محمد بن أبي بكر وكان الإمام زوج أمه ومربيا له ، فسألت من يحدثني ؟

فقال لها : أبغض أهلك إليك ، وأنزلها من هودجها ,

ثم أرسلها : الإمام علي عليه السلام إلى المدينة مع أربعين امرأة من عبد قيس الربعيين من أهل البصر ، وقد ألبسهن لباس الرجال المحاربين حتى أوصلنها المدينة .

وقد قتل :

في معركة الجمل 25000 خمسة وعشرون ألف من المسلمين من الطرفين ، منهم 5000 ألاف من المؤمنين من أصحاب الإمام والباقي من أصحابه ، وقيل مجموع من قتل 30000 ثلاثين ألف عشرة من المؤمنين.

ولذا دخلت أُمّ أوفى العبديّة : على عائشة بعد وقعة الجمل .

فقالت : يا أُمّ المؤمنين ، ما تقولين في امرأة قتلت ابناً لها صغيراً ؟

قالت : وجَبَتْ لها النار .

قالت : فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين الفاً ؟

قالت : خذوا بيد عدوّة الله .

وإلى الآن : كل من يذكر الجمل ، ويذكر سبب الفتنة ودوامه ممن خالف أهل البيت ، يعتبره بعض المسلمين عدوا لله تعالى ، ويعتبروه عدو الصحابة ، مع أنه أكثر جيش الإمام علي عليه السلام من أهل المدينة من الصحابة ، ويترحم عليهم أهل البيت وشيعتهم ، وينكرون فعل من خالفهم ، وكذا من يذكر صاحبة الجمل ومعركة الجمل وعدائها لأله البيت ، يقولون يسبون نساء النبي ، في حين تسع من نساء النبي وأولهن خديجة كانت هي من ربت الإمام علي عليه السلام حين أخذه النبي لبيته وعمره خمس سنوات ، وبعدها كل نساء النبي يؤيدنه لم يؤيدنها ، وفي خطاب لأم سلمة تنصحه لأن لا تكون صاحبة فتنه الجمل ، لكنها أبت وخرج وتبرجت تبرج أهل الجاهلية ، ولم تسمع كلام الله ورسوله .

وذكر خلافها لأهل البيت : هو ليس انتقاصا للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، كما أن ذكر زوجة نوح وزوجة لوط ، ليس انتقاص لنوح ولوط ، وإل لم يذكرهن الله تعالى في القرآن ويعرفها لكل بشر ، وسوف يأتي بعض البيان لهذا .

عداء صاحبة الجمل لأهل البيت عليهم السلام :

يا طيب : من يراجع تأريخ الحوادث بعد شهادة النبي الأكرم ، يتيقن عدائها لأهل البيت ، وكرهها لآل النبي الأكرم ، وأول شهادتها بحديث كاذب ، إن الأنبياء لا يورثون ، حين طالبت فاطمة الزهراء عليها السلام بفدك التي وهبه لها النبي بأمر الله تعالى ، ولكن صاحبة الجمل اعتبرت نفسها وارثة لبيت النبي ، ومنعت الإمام الحسن من الدفن فيه ، ولها قصص خلاف لفاطمة وخديجة حين يذكرها النبي .

ثم حرب الجمل : للإمام علي عليه السلام ، تبين الحقد الدفين لها وشدته ، حتى جمعت جيش تحاول فيه قتله وقتل الحسن والحسين لو تمكنت منهم ، فضل عن سلب الخلافة من أهل البيت ، وكان هذا نتيجة فعلها وحربها لهم ، فتجر عليهم الناس وحاربوهم في صفين والنهروان ، وأضعفوا حكم الإمام علي عليه السلام ، وفتنوا الناس حتى قتل عليه السلام في محراب عبادته ، وسلموا الحكم لمعاوية ولم ينصروا الإمام الحسن عليه السلام وهو سيد شباب أهل الجنة ، بل وقتلوا الحسين عليه السلام وهو أيضا سيد شباب أهل الجنة ، بل حاربوا شيعته بسبب فتنتها على طول الزمان والتأريخ .

وبغض عائشة : لأهل البيت إلى أخر عمرها معروف ، ومنها :

وتعريفه مختصرا : يظهر جليا مكنون الحقد على أهل البيت ، قيادته معركة الجمل ، وأقوالها ...

عن أبي البختري قال : لما أن جاء عائشة قتل علي سجدت .

مقاتل الطالبين: 27

تظهر فرحها علنا : وإنه من يأتي خبر سارا يشكر الله ، وهكذ فعل معاوية حين سمع بشهادة الحسن عليه السلام .

وفي رواية أخرى : كأنها كانت في عناء سفر بحكومة الإمام عليه السلام ، وبقتل استراحت بوصولها لغايتها، فقد روى الكثير:

ولما انتهى إلى عائشة قتل علي - رضي الله عنه - قالت:

فألقت عصاها واستقرت بها النوى

كما قر عيناً بالإياب المسافر

فقالت : فمن قتله ؟

فقيل : رجل من مراد .

فقالت:

فإن يك نائياً فلقد نعاه

غلامٌ ليس في فيه التراب

فقالت زينب ابنة أبي سلمة: ألعلي تقولين هذا ؟

فقالت : إني أنسى، فإذا نسيت فذكروني.

راجع الطبري ج4 ص 115 ، والجمل للمفيد ص159 وغيرها الكثير .

وبالبيت الأول : تظهر سرورها واطمئنانها واستقرارها بقتل الإمام علي عليه السلام ، وفي الثاني : تمدح قاتل الإمام بن ملجم وتنعاه وتزكي نفسه .

وهكذا في شهادة الإمام الحسن عليه السلام :

خرجت على بغل : ومعها جمع ، فمنعته من الدفن في بيته وعند جده حتى رموا تابوته بسبعين سهما ، ممن كان معها من بني أمية وأعوانها .

فقال لها ابن عباس : وا سوأتاه يوما على جمل ، ويوما على بغل .

وفي رواية : يوما تجملت ، ويوما تبغلت ، وإن عشت تفيلت .

وقيل :

يا بنت أبي بكر لا كان ولا كنت

لك التسع من الثمن وبالكل تحكمت

على أنه : كل نساء النبي لم يعترضن ، وإنها لا تملك من الأرض ، والبيت يرجع لفاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليهم وسلم ، وإن عائشة شهدت عند أبيها أن النبي لا يورث ، فكيف ورثت هي ودفنت أبوها وصاحبه في البيت ، دون سيدة النساء وباقي نساء النبي ومنعت صاحب البيت الإمام الحسن منه .

وبهذا يبين حقدها : مستمر على أهل البيت ولم تتب ، بعد مرور سنوات كثيرة على أفعلها تقرب العشرين سنة .

وأما رضاها بمعاوية : فقد اجتمعت به وعاتبته ، لكنها رضت بأفعاله ،فكان يهدي لها الهدايا ، ويبعث له بالأموال الكثيرة ، فكانت أجمل العلاقة بينهم ، ولكن لما أخذ البيعة ليزيد أنكرت عليه ، وكانت تتوقع الخلافة لأخيها عبد الرحمن بن أبي بكر بعده ، فاعترضت عليه بأشد الاعتراض ، فساءت العلاقة بينهما ، فدس له من خنقها ليلا ودفنت ليلا ولم تقم لها نائحة في وقتها .

ولكن الآن : بعض الناس يدافع عنها مع أنها رأس الفتنة ، وعدائه المتأصل لأهل البيت النبوي الطاهر حتى الوفاة ، وتسببها بقتل 20 الف إنسان مسلم ومؤمن ، فهناك من يحاول من يزكيها ويختلق لها الأعذار ويجمل تصرفها حسن في كل معادتها لأهل البيت ، ويخترع الأحاديث في فضلها ويصدقها .

مع أن الله سبحانه : عاتبها وأستنكر أفعالها في كثير من الآيات مثل التظاهر على النبي ، حتى طلقها ثم رجعها بواسطه ، ولو كانت مفضلة مثل خديجة لما تزوج عليها ، فإنه تزوج عليها تسعة وسرية يقسم لها معهن ، ولم تكن مفضله مثل زوجته المكرمة بأشهر يخصها بدون قسمة في مشربتها ، أقصد مارية القبطية أم أبنه إبراهيم ، على أنه في دفنها في غرفتها أخرجها منها ، وجعل غرفتها مرقد له، والكلام طويل راجعه فيما ذكرنا من الروابط.

آيات وأحاديث تبين خطئها :

في صحيح البخاري : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .

وصاحبة الجمل : لم تعترف بإمامة الإمام علي عليه السلام ، ولذا حاربته .

كما أن فاطمة الزهراء : أقرت للإمام علي بالإمامة ، وماتت غاضبة على أبي بكر ، ولم تعترف بإمامته كما في صحيح البخاري .

وقد حذر الله تعالى : نساء النبي أن يتبرجن تبرج الجاهلية ، وأمرهن أن لا يخرج من بيوتهن فضلا من تجيش الجيوش لمحاربة أهل البيت المطهرين ، فقد قال الله سبحانه : :

{ يَ نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ

فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلً مَّعْرُوفًا (32)

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ

وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى

وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ

وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)

وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ

إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) } الأحزاب .

إن نساء النبي : لهن حرمة بالنبي ، لأنهن مع أهل البيت الطاهر المطهر وصاحب البيت سيد المرسلين وآله ولذا ذكر الضمير بعد أن يخاطبهن بنون النسوة ، فإنه سبحانه : بعد أن بين سبحانه أن لا يخضعن لأحد بقول وخديعة ، لأنكن في بيت مطهر ومع آله .

أمرهن أن يقرن في بيتهن : ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، مثل هند أم معاوية حين كانت تعد في قيادات قريش ، حتى أمرت عبدها بقتل حمزة عم النبي ثم أخردت قلبه ولاكته بأسنانها .

ولكن صاحبة الجمل : دون نساء النبي التسعة ، لم تطع الله ورسوله ، وخرجت تحارب سادت شباب أهل الجنة المطهرون ، ولم تستفيد من وعظ الله وكلامه في كتابه ولا من رسوله ، ولا وضعت حرمة لأهل البيت .

ولم يكن لها حكمة علمية : في الإيمان بإمام زمانها الحق علي بن أبي طالب عليه السلام بل حاربته .

ولا حكمة عملية : بأن لا تخضع بالقول وتبرج تبرج الجاهلية الأولى وأشد فخرجت بجيش ، وحاربت أهل البيت عليهم السلام . وقد قال الله تعالى :

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا

اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ

كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ

فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا

وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ( 10) } التحريم .

والظاهر : صاحبة الجمل الثالثة ، زوجت نبي فخانته بمحاربة آله أهل البيت صلى الله عليهم وسلم .

ومثلها ومثل أصحابها : مثل من قال الله تعالى في حقه : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ

الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا

فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( 175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا

وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ

فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث

ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا

فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) } الأعراف .

فالله تعالى : جعل الهدى وصراطه المستقيم عند المنعم عليهم نبي الرحمة وآله ، لأنه أيدهم بآية التطهير ، وأمر بمودتهم في آية مودة القربى ، وباهل بهم وصدقهم ، وجعل لهم الولاية والإمامة ، وهم دعوة إبراهيم حين طلب الإمامة لولده، لا مخالفتهم محاربتهم وعدائهم.

لكنها ومن تبعها : ومن يبرر فعلها ترك آل البيت وأصر على عدائه لهم ، ويتشبث بتحسين وتجميل أفعال قبيحة وأعمال رديه لها ، ويدافع عنها ويقتل ويقاتل عليها ، ولا يقبل حتى ذكر الحقيقة وتعريف أهل الحقة ، وقد قال الله تعالى :

{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ

فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)

وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72)

وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) } الإسراء .

وإلى الآن من فتنتهم : وفتنوا بها يتخذوها خليلا ، ومن فق عين الفتنة إمام الحق يعادوه ، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم .

ويا طيب : الكلام طويل ولا يسعه النشر في المواقع الاجتماعية ، ولكن ما وضعنا من الروابط ، يفصل ويشرح ما ذكرا من المجمل المختصر فراجع .

كتب حرب الجمل

من ألف في حرب الجمل :

يا طيب : بين أيديكم بعض عناوين لكتب كتبت في أحوال حرب صاحبة الجمل وتفاصيل معاركها ومن كان فيها ، وقد قال مؤلف كتاب في هذا الموضوع ومن كتاب : من له كتاب عن يوم الجمل تأليف مشتاق طالب محمد ، قال .

حظيت معركة الجمل : بعناية جمع كبير من المؤرخين والمؤلفين فسطروا حوادث الواقعة مفصلة في العديد من المصنفات نذكر منها المؤلفات القديمة اما المؤلفات الحديثة فهي في غاية الكثير هذا غير ما عقده المؤرخون من فصول لهذه الواقعة ضمن مؤلفات غي متخصصة بها تتناول حياة امير المؤمنين عليه السلام :

فعد منها :

أحكام أهل الجمل : للشيخ الامام أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي المفيد المولود سنة 338 ، والمتوفى ليلة الجمعة ثالث شهر رمضان سنة 413 ، عبر بذلك الشيخ الطوسي في الفهرست ، ولكن النجاشي عد من تصانيفه كتاب الجمل ولعلهما واحد ، وهو غير ( النصرة لسيد العترة في جرب البصرة ) له ‹ صفحة 296 › كما هو صريح النجاشي .

تسمية من شهد مع أمير المؤمنين : عليه السلام في حروبه الجمل وصفين والنهروان من الصحابة ، لعبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين عليه السلام تمام مدة خلافته بالكوفة ، وهو أول من صنف في المغازي والسير والرجال في الإسلام لم نعرف من سبقه فيه ، لأنه كتبه في عصر أمير المؤمنين عليه السلام الذي استشهد سنة الأربعين من الهجرة ، ذكره الشيخ في الفهرست .

كتاب الجمل : أي حرب الجمل وقضاياه لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، وجده الاعلى عم المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وانتقل من الكوفة إلى أصفهان وتوفى ( 383 ) ذكره النجاشي .

كتاب الجمل : لأبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، أصله من الكوفة ونزل ( برق رود ) بقم وتوفى ( 274 أو 280 ) ذكره النجاشي .

كتاب الجمل : لأبي عبد الله جابر بن يزيد الجعفي المتوفى ( 128 ) .

كتاب الجمل : لأبي أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري المتوفى ( 332 ) .

كتاب الجمل : لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الراوي عن الصادق .

كتاب الجمل : للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه المتوفى 381.

كتاب الجمل : لمؤمن الطاق محمد بن علي بن النعمان ، قال الشيخ في الفهرس كتاب الجمل في امر طلحة والزبير وعايشة ، ومناظرته مع أبي حنيفة في الرجعة مشهورة.

كتاب الجمل : لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي المتوفى ( 207 ) .

كتاب الجمل : للشيخ المفيد اسمه كتاب النصرة لسيد العترة في حرب البصرة .

كتاب الجمل : لأبي محمد مصبح بن هلقام بن علوان العجلي الراوي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام .

كتاب الجمل : لابن أبي الجهم القابوسي ، وهو أبو القاسم المنذر بن محمد بن المنذر من طبقة ثقة الاسلام الكليني .

كتاب الجمل : لنصر بن مزاحم المنقري العطار الكوفي ، ذكره الشيخ والنجاشي .

كتاب الجمل لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي النسابة المتوفى (206).

كتاب من شهد الجمل مع علي عليه السلام من الصحابة : للكلبي النسابة المتوفى سنة 206 ، نقل عنه في الاستيعاب والإصابة ترجمة زيد بن صوحان العبدي الشهيد في الجمل ، وأخويه صيحان وسيحان ، وبقى صعصعة بعد شهادة الأمير ولقي معاوية .

من شهد الجمل : مع علي عليه السلام من الصحابة .

النصرة لسيد العترة في حرب البصرة : وفتنة الجمل بها ومقالات الناس فيها وحكم المتولين للقتال بها ، للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قم‍ 917 . وهو غير كتاب الجمل و النصرة هذه موجودة عند السيد أبى القاسم الأصفهاني المحرر ، صاحب نعم الزاد ليوم المعاد في النجف . أوله : [ الحمد لله الذي ضمن النصر لناصريه وأعان على الحق بتوفيق متبعيه . . . سألت أن أورد لك ذكر الاختلاف بين أهل القبلة في حديث الفتنة بالبصرة . . . قد جمعت لك كل ما صدر عنهم وأثبته في هذا الباب برهانا يفضى الناظر . . . ] ونسخة أخرى بخط علي بن ظاهر بن المير حاج بن محمد بن أحمد ابن شقير كتبها لنفسه ومعه كشف المحجة لابن طاووس سنة 1117 موجودة في مكتبة ( الشيخ هادي كاشف الغطاء ) .

وقعة الجمل : لأبي بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن عباس الشاعر الكاتب الصولي 335 . نقل فيه الواقعة بالإسناد عن شيخات وعجائز من بني عبد القيس شهدن الواقعة كما في فهرس دار الكتب الظاهرية بدمشق . ص 84 .




  ف ✐

           

  ✺ ت