بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة عيد الفطر

من صحف شهر رمضان

وفيها التهنئة بعيد الفطر وأدعية وأعمال ليلته ونهاره وما يستحب فيهما وكيفية صلاة عيد الفطر و مستحباته وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام و نصها ، وشرح معاني فطر والفطرة ، و عيد : العيد والمعاد وإعادة التلاوة لكتابة الله تعالى

رابط صحيفة دعاء الفطر
www.alanbare.com/r/f
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/r/f.pdf

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صفحة عيد الفطر
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صفحة عيد الفطر

صفحة عيد الفطر

صفحة معنى عيد الفطر

صفحة عيد الفطر
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

في معنى العيد والفطر

أهنئكم بيوم فطر و عيد

و برحمة الله أمنتم و عيد

و برحمة الله أمنتم و عيد

وللقرآن بعده أتلو و عيد

أو :

هنيئا لكم تمام الصيام وحلول يوم فطر وعيد

وأبارك أفراحكم بالطاعة وبرحمته أمنتم وعيد

وبباقي السنة لا تهجر القرآن و له أتلو وعيد

وبهدى المنعم عليهم توجه لله مخلص العبودية

أو :

معنى فطر :

هنيئا لكم يا طيب السرور بعيد فطر

ذهب العناء و بقي الأجر فرحا فطر

فإنه ذهبت الذنوب فأنت كيوم فطرد

نظيف طاهر مكرم بفضل رب البرية

فطر : عيد ، وتجد في هذه الصحيفة كل أحكامة ومستحباته إن شاء الله.

فطر : أمر بالطيران من الفرح ، لطاعة الله في شهره الكريم  .

فطر : الخلقة ، فطرة الله التي خلق عليها العباد :


 





هنيئا لكم تمام الصيام وحلول يوم فطر وعيد

معنى عيد :

وعيد : و عيد ، واو عاطفة ، عيد ، عيد الفطر أول يوم من شهر شوال ، وهو يوم طاعة وعبادة ، وفيه يستحب الغسل والصلاة وأدعية وزيارة ، ويجب إعطاء زكاة الفطرة ، وبه يتم الفرح والسرور للمؤمنين جميعا ، صغيرهم بالعيدية والأكل والشرب المميز والطيبات واللباس الجديد وزيارات الأحبة والقرابات والأصدقاء في يومه الأول ويومين تضاف له ، وكذا كبيرهم .

 و يفرح المؤمن : لما قام به من الواجبات والتوجه لله تعالى بالعبودية وتمام واجب الصوم في شهر رمضان وما أدى من مستحبات الدعاء وطلب الجنة والسعادة واليسر والنصر بإخلاص ، وما توفق له من تلاوة كلام الله القرآن المجيد ، و للتوجه له تعالى بالدعاء والتضرع بأدعية شهر رمضان كدعاء الافتتاح وأدعية الليالي والسحر والأيام وهو بين الخوف والرجاء ، وحضور أدعية ليالي القدر ومجالس الذكر ، والفرح بأفراح آل محمد صلى الله عليهم وسلم فيه والحزن لحزنهم ، والإنفاق في سبيل الله تعالى والصدقات والتوسعة على العيال وعباد الله بقدر المستطاع ، وطلب كل خير والنصر والتأييد والتوفيق لهم والتوسعة عليهم وشفاء مريضهم في شهر الله رمضان وفي أيام العيد ، و الكف عن أنواع المحرمات والصبر في جنب الله تعالى والاستغفار والتوبة وطلب العفو منه،  والتعوذ به من النار والشياطين وكل شر وشرير وضر وعسر وكل منافق ومن يريد بالمؤمنين سوءا ومن يمكر بهم ويكيدهم ، وهو شهر كنا فيه مع الله ونبقى معه دائما وهو تعالى معانا أبدا بقبول الطاعات ومغفرة إسراف ما فات إن شاء الله .

عِيْد : عِيدٌ اسم الجمع أَعْيَادٌ ، وعَيَّدَ فعل عيَّدَ يعيِّد تعييدًا فهو مُعيِّد ،  والعِيدُ : ما يعود أو يكرر أو يرجع مرة أخرى ، و عَيَّدَ : شَهِدَ العِيدَ واحتفلَ به ، والعِيدُ : كلُّ يوم يُحتفَلُ فيه بذكرى حادثةٍ عزيزة أو دينيَّة ، ويحتفل المسلمون بعيديْ الفِطْر والأضحى المباركَيْن ، عيد الفِطْر : العيد الذي يَعقُب صومَ رمضان . عيد  الأضحى : العيد الكبير الذي يحتفل به المسلمون يوم العاشر من ذي الحجّة ، وعند المؤمنين أهم عيد هو عيد الغدير الذي نصب فيه رسول الله بأمر الله تعالى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولي للمؤمنين وحجة الله عليهم وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو وآله المعصومين والقرآن الثقلين والأمرين العزيزين النفيسين الواجب التعلم منهم هدى الله وتعاليم عبوديته وما به سعادة العباد ، ويوم الجمعة أيضا عيد ، فالأعياد أربعة ، وعيد الغدير أهمها لأنه فيه كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب .


 

كما هناك أعياد كثيرة : عيد  المولد النَّبويّ لسيد المرسلين صلّى الله عليه وسلّم ، وأعياد مواليد أئمة الحق من آله صلى الله عليهم وسلم ، ومواليد أحفادهم ومواليد المؤمنين ، و عيد الميلاد : عيد  مولد السَّيِّد المسيح عليه السَّلام عند المسيحيين ، وسميت هذه الأيام الشريفة وأيام الله الكريمة عيد ، لأنه تعاد ذكراها كل سنة ويحتفل بها المؤمنون ويسرون بها ، كما أنه لبعضها أعمال وأدعية خاصة وغسل وزيارة ، وبعضها أعياد قومية قديمة أو شخصية أو وطنية لا علاقة للدين بها ، ولا مانع من إقامتها والفرح والسرور بها ، بل والتصدق والإحسان وزيارة القرابات وتهنئتهم بها وتقديم الهدايا ، بشرط مراعات آداب الإسلام وعدم ارتكاب المحرمات وما ينافي تعاليم الدين الحنيف.

 

التهنئة بالعيد :

يا أخواني الطيبين : عيد سعيد عليكم إن شاء الله ولكم التهاني والسرور ، والفرح والحبور ، والفضل والخيرات ، والحسنات المضاعفات والأجور المزادات ، لما أبديتم من الطاعات والأعمال الصالحات والنيات الحسنات ، وفي شهر الله المبارك الكريم رمضان  ، كعيدية وجائزة من الله العزيز الحكيم والرب الرحمن الرحيم واللطيف الودود الحنان المنان ، ولكم مني المودة والمحبة والسلام والتحية والإكرام ، ولكم ولكل من في حيطتكم وأهل مودتكم وأحبتكم ، أطيب الأطعمة والمرطبات والفاكهة والحلويات ، المادية والمعنية ، وعلى البعد فعلا لكم بعض المعارف من الروحانيات حول عيد الفطر وآدابه و مستحباته ، وهي أعمال ليلة الفطر ويومها ، وأسألكم الدعاء والزيارة:

 

دعاء وتذكرة  :

  تقبل الله : طاعاتكم أخواني الطيبين ، وبارك الله في أعمالكم وضاعف لكم الحسنات ، وزاد الله أعماركم في محبته ، وأطالها في طاعته ، وشكر سعيكم وجعلكم من أهل مودته .

هذا شهر الله رمضان : لياليه قد تصرمت ، وأيامه قد أنقضت ، وأذن وداعه بأحسن الثواب لكم ، وسعيد الأيام عليكم ، إن شاء الله .

وحل عيد الفطر : أعاده الله عليكم وعلى كل طيب من أمثالكم ، باليمن والبركة ، والخير والرحمة ، والخلاص من كل سوء وسيئة ، ومعصية وذنب ، ومصاب ومصيبة ، وأيد قواتنا والحشد الشعبي بالنصر والتأييد والفوز والفلاح ، ونصرهم على أعدائهم ومن يكيدهم ويريد بهم سوء .

وأسأل الله تعالى : في عيد الفطر وكل الأيام ، أن يجعلنا على خالص الفطرة ، وجميل حسن الخلقة ، وحقيقة الإنسانية والإنصاف ، والعدل والإحسان ، والطاعة لله مخلصين له الدين ، وبأحسن العبودية حتى ننال غفرانه ، بل و الشكر منه لنا في كل سعي وعلم وعمل أتينا به .

ويا موالين : نحن بعدنا في التشريف لمن أحب الله لا كلفة عليه ، وإن كلفه الله بالطاعة لما فيه خيره وصلاحه وما دمنا في هذه الحياة الدنيا ، فيجب علينا العمل بالطاعات واجتناب المحرمات ، بل ويجب الإخلاص في العمل والنيات ، وفي طول العمر كله فيما سبق منه وما هو آت .

وكان شهر رمضان المبارك : نعم العون على الطاعة لله ومراقبة النفس ، وإظهار حب الله سبحانه وذكره وعبوديته ، وتطبيق كل هداه ودينه علما وعملا ، ورأيناه في حقائق إيماننا وتوجهنا ، وبما أظهرنا من طاعة لله تعالى وبما تجنبنا من معصيته .

وقد تمت أيام شهر رمضان : وذهبت لياليه ، وبالعيد نعيد ونفرح ونسر إن شاء الله بثوابه جزيل لنا ، وغفرانه لكل ما أسرفنا في الأيام الخالية ، وننال أفضل جوائز المطيعين وثواب العابدين بفضله ورحمته إن شاء الله .

ولذا يا طيبين : يجب علينا المراقبة والصبر على الطاعة وعن المعصية في الأيام التالية ، ولا نقصر عما حب الله لنا من آداب دينه وما يقربنا من محبته ، وما يقام به عبوديته ، لنكون دائما بكل أيامنا في عيد ، ونحصل على النعيم والخير والثواب المزيد .

وخير كلام جامع : لهذا المعنى بأعلى بيان ، وبليغ بأفضل معنى ، وحسن بأكرم أسلوب ، وهو من أحاديث آل محمد صلى الله عليهم وسلم :

قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض الأعياد :

إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ :

لِمَنْ قَبِلَ اللَّهُ صِيَامَهُ ، وَ شَكَرَ قِيَامَهُ .

وَ كُلُّ يَوْمٍ :

لَا يُعْصَى اللَّهُ فِيهِ ، فَهُوَ عِيدٌ .

نهج ‏البلاغة ص551ح428 .

تعبير كريم : فيه غرر كلمات الهدى ، ودرر البيان القيم لمعارف الدين ، حكم جامعة في بيان حقائق الصوم ، ودرر عزيزة غالية في بيان التقوى وحقائق ثواب الله ، فإنه كلام من سيد الأوصياء وبيان شريف لخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويندر مثله في الكلام غيره بل معدوم ، وتفقد حقيقة العبودية معاني تخالفه وبنيان لفظه مهدوم وهباءً منثورا من يعانده .

والكلام يا أخوتي : لمولى الموحدين عليه السلام في بيان ما مضى من شهر رمضان ، وكيف يكون أجره في العيد بأحسن حال ممكن ، وهو رضى الله وقبوله للصيام وشكره لما قمنا به من الطاعات .

وشكر الله تعالى لنا : نعرفه بالتوفيق للبقاء في طاعته ، ورعايته للعبد لكي لا يقع في معصيته ، ومن يوفقه الله لهذا فهو السعيد حقا وفي النعيم الواقعي قطعا.

ولذا يجب علينا : المراقبة لباقي الأيام وأحوالنا فيها ، لكي لا نخرج من العيد الدائم في كل أيام حياتنا في الدارين ، ولا من صفاء الرضا ألإلهي ، ولا من جمال الرعاية الربانية ، ولا نحبط ما عملناه ، ولا نهدر دعائنا وأقوالنا فنسقط ما رفعناه ، ولا نهدم من الأيمان والتقوى لما شيدناه.

 

ومثل هذا الدر في الكلام الجامع : حديث لأبن أمير المؤمنين ، سبط رسول الله الأكبر ، وسيد شباب أهل الجنة المجتبى ، الإمام الحسن بن علي عليه السلام روي:

نظر الإمام الحسن بن علي عليه السلام :

إلى أناس : في يوم فطر يلعبون و يضحكون .

فقال عليه السلام : لأصحابه و التفت إليهم .

إن الله عز و جل : جعل  شهر رمضان مضمارا لخلقه .

 يستبقون فيه : بطاعته إلى رضوانه .

فسبق فيه : قوم ففازوا ، و تخلف آخرون  فخابوا .

فالعجب : كل العجب من الضاحك اللاعب .

في اليوم الذي : يثاب فيه المحسنون ، و يخيب فيه المقصرون .

و أيم الله : لو كشف الغطاء ، لشغل محسن بإحسانه ، و مسيء بإساءته .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج1ص511ح1479 .

فيا طيبين : هذا يوم العيد ، يوم الجوائز والمكرمات للمؤمنين من أمثالكم إن شاء الله ، ويوم الفوز بالرضوان لكل الموالين ومن يحب الطيبين الطاهرين ، وإن شاء الله إحسان الله إليكم محفوظ فلا تبطلوه ، وحافظوا عليه بل لأعلى المراتب بالطاعات أرفعوه ، وليس عليكم إلا العمل الصالح والكلم الطيب ، وتجنب كل شين وخبيث محرم ، وعيشوا في روح النيات الجميلة البهية ، وطهارة الطاعة والعبودية لله الحسنة السنية ، وطيب الأعمال الصالحة الزكية ، وإن الكلام من العمل ، وإن قولنا فعل لنا ، بل نياتنا تسعدنا ، وأفكارنا تعبدنا ، وأقوالنا تلزمنا ، وأعمالنا ترفعنا ، فلنبارد الخيرات ونسارع بالطاعات ونسأل الله القرب في العبادات ، فما هي إلا أيام تمر مر السحاب ، ثم الثواب الجزيل والثناء الجميل وشكر السعي من الرب الجليل .

 

ولنتدبر هذا الحديث أيضا :

عن جراح المدائني : عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال :

إن الصيام : ليس من الطعام و الشراب وحده .

ثم قال عليه السلام : قالت مريم : { إني نذرت للرحمن صوما } أي صوما صمتا .

فإذا صمتم :

فاحفظوا : ألسنتكم .

و غضوا : أبصاركم .

و لا تنازعوا : و لا تحاسدوا .

وقال عليه السلام : و سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، امرأة تسب جارية لها و هي صائمة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  بطعام .

 فقال لها : كلي . فقالت : إني صائمة ؟

فقال : كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك .

إن الصوم : ليس من الطعام و الشراب .

و قال أبو عبد الله عليه السلام :

إذا صمت : فليصم سمعك و بصرك من الحرام و القبيح .

و دع : المراء ، و أذى الخادم .

و ليكن عليك وقار الصيام .

و لا تجعل : يوم صومك كيوم فطرك .

الكافي ج4ص87ح3 .

ويا طيب : إذا كان النظر والكلام بعضه يبطل الصوم ، ولا يحق لمن يكون في طاعة الله أن يأتي بمثله ، لأنه ظلم ومخالف لحقيقة العبودية ، فلا يحق أيضا في غير شهر رمضان إتيانه ، فإنه يبطل باقي الأعمال لمن لم يراعي شؤونه .

وإن من مثل : الصوم ، الصلاة .

فإن الصلاة : تنهى عن الفحشاء والمنكر ، فمن صلى ولكن أتى بشيء منهما ، فلم يكن قد أتى بحقيقة الصلاة بما توجب من آثارها ، كما لم تصوم تلك المرأة حقيقة الصوم مع عمل ما ينكره الدين من الفحشاء.

 

موعظة :

فيا أخوتي الطيبين : بعد ما عرفنا الأحاديث السابقة ، فإن كل إنسان ما دام في الدنيا ولم يخرج منها للآخرة العليا إن شاء الله لنا جميعا ، ولأعدائنا وأعداء آل محمد السفلى ، فنحن متشرفون بالتكليف وحفظ النفس عما يشينها من المعاصي ، ويجب علينا تزينها بالطاعات والعبودية المخلصة لله سبحانه  .

وإن من يأتي : بما يخالف شرع الله في لحظات الغفلة ، عليه الاستغفار والتوبة فورا ، ولا يتوانى عن الإنابة لله والرجوع له حالا .

وقد جاء في الروايات : إن العبد مؤجل بما يأتي من المعاصي سبع ساعات حتى تكتب عليه وتثبت في صحيفة أعماله ، فلا يتمادى العبد المؤمن في الغي والعصيان ، ولا يصر على ما ارتكب من الذنوب ، بل عليه تذكر الله تعالى حالا وطلب التوبة منه رأسا ولا يسوف ، ويقول الآن عصيت كيف أتوب واستحي أن أطلب من الله العفو ، فهذا هو فكر الشيطان .

وقد قال سبحانه :

{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ

فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200)

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ

إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ

تَذَكَّرُواْ

فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) } الأعراف .

فيتعوذ المتقي : ويستعيذ بالله تعالى من الشيطان ، ومن كل فكر وعمل شيطاني ، ويذكر الله فيستغفر ويطلب عفوه ، وبالخصوص بذكر التسبيحات الأربعة : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ويكررها ، ويكرر الصلاة على محمد وآل محمد ، فيقول : اللهم صل على محمد وآل محمد وأغفر لي .

ثم إن كانت المعصية : ذنب حق لآخرين يرجعه ، وإن كان قد قصر في طاعة يأتي بها قضاء ، وإن كان محرم آخر لا قضاء له ، يطلب العفو من الله ويستغفر الله ، وينوي أن لا يعيده ، وفورا وحالا وبعد التقصير وعمل الجهالة فورا .

وقد قال الله تعالى :

 { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ

وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)

وَالَّذِينَ إِذَا  فَعَلُواْ فَاحِشَةً  أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ

ذَكَرُواْ اللّهَ  فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ  وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ

وَلَمْ يُصِرُّواْ  عَلَى مَا فَعَلُواْ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)

أُوْلَئِكَ  جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) } آل عمران .

فهذا هو : لطف ربنا الرحمن الرحيم ، يغفر الذنوب لمن يؤوب ويرجع له ، بل يجزي الجنة ويخلد فيها التأبين .

وقال سبحانه وتعالى الحنان المنان :

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ

لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ  الذُّنُوبَ جَمِيعًا

إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)

وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ   وَأَسْلِمُوا لَهُ

مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) } الزمر .

ومع هذه الآيات الكريمة : ورحمة الله والواسعة وغفرانه للذنوب كلها ، فلا معصية تدوم ، ولا ذنب يكتب لمؤمن حقا ، وهو يعرف عظمة الله ، ويطلب رضاه ، وإن قصر يرجع له ، وإن خالف يطلب عفوه ، ويفر منه إليه ، يفر من غضب الله إلى رحمته ، ويشرد من عذاب المعاصي إلى لطف التوبة والطاعة ، وينوي أن لا يأتي بما يشين دينه وحقيقته الإيمانية إن شاء الله ، وإن كرر الغفلة يكرر التوبة .

فإن الله سبحانه : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}البقرة .

وبهذه المعرفة يا طيبين : تكون إن شاء الله كل أيامنا أعيادا ، ويقبل الله علمنا ، ويشكر سعينا دوما ، وأسأل الله سبحانه وتعالي  لي ولكم التوفيق التام الكامل لما يحب ويرضى .

ولندعو الله سبحانه وتعالى : ما استطعنا في أي وقت ممكن وبالخصوص بعد الصلاة ، أو حين الاجتماع وبعده جميعا .

بدعاء الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه فنقول :

دعاء :

اللهم ارزقنا :

توفيق الطاعة   و بعد المعصية

و صدق النية   و عرفان الحرمة

و أكرمنا : بالهدى و الاستقامة

و سدد ألسنتنا : بالصواب و الحكمة

و أملأ قلوبنا : بالعلم و المعرفة

و طهر بطوننا : من الحرام و الشبهة

و كف‏ أيدينا : عن الظلم و السرقة

و اغضض أبصارنا : عن الفجور و الخيانة

و أسدد أسماعنا : عن اللغو و الغيبة

و تفضل : على علمائنا بالزهد و النصيحة ، و على المتعلمين بالجهد و الرغبة ، و على المستمعين بالإتباع و الموعظة .

و على مرضى المسلمين : بالشفاء و الراحة
 و على موتاهم : بالرأفة و الرحمة .

 و على مشايخنا : بالوقار و السكينة .

و على الشباب : بالإنابة و التوبة ، و على النساء : بالحياء و العفة .

و على الأغنياء : بالتواضع و السعة ، و على الفقراء : بالصبر و القناعة .

و على الغزاة : بالنصر و الغلبة ، و على الأسراء  بالخلاص و الراحة .

و على الأمراء : بالعدل و الشفقة ، و على الرعية  بالإنصاف و حسن السيرة .

و بارك : للحجاج و الزوار في الزاد و النفقة ، و اقض ما أوجبت عليهم من الحج و العمرة .

بفضلك : و رحمتك يا أرحم الراحمين .

المصباح ‏للكفعمي ج280ف29 . والبلد الأمين ص349

 

شكوى :

ويا طيب : في 27 رمضان سنة 1437 حصل تفجير قام به النواصب لآل محمد عليهم السلام في الكرادة ومناطق أخرى فكان أكثر من 200 من الشهداء وضعفهم من الجرحى فكتبت بما يناسب هذا الحديث :

عظم الله أجوركم وتقبل الله أعمالكم وحفظكم الله ورعاكم، قال الصدوق رحمه الله :  قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام :‏

 مَا مِنْ عِيدٍ لِلْمُسْلِمِينَ  أَضْحًى وَ لَا فِطْرٍ

 إِلَّا وَ هُوَ يُجَدَّدُ فِيهِ لآِلِ مُحَمَّدٍ حُزْنٌ .

قِيلَ : وَ لِمَ ذَلِكَ ؟

قَالَ : لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ حَقَّهُمْ فِي يَدِ غَيْرِهِمْ‏ .

من لا يحضره الفقيه ج‏1ص512ح1480.

ويحزن شيعتهم : في كل الأيام فضلا عن الأعياد والمناسبات ، لأنهم يرون قتلتهم ومن يفجر محافلهم يعفى عنهم ويعيشون في دعة ، ولا يجرى عليهم الحكم ، لما في كبار حكامهم من العمالة والخيانة ، والخضوع للاستكبار والخنوع للاستعمار والخشوع أمام  آل سعود ، والسجود للوهابية باطنا ومحاربتهم ظاهرا حفظا على المناصب والهبات ، ولو يعدم في كل تفجير ضعف الضحايا من الشهداء والجرحى ، لما قاموا بالتفجيرات وهابوا الجد في إجراء العدل والإنصاف المميت .

وأسال الله تعالى : أن ينجي شيعة أمير المؤمنين من النواصب وأعوانهم ، ويحفظهم من سوء ومكروه ومن كل من يكيدهم ويمكر بهم ويريد بهم سوء ويرجعه في نحرهم ويجعل بأسهم بينهم إنه على كل شيء قدير آمين .


 

 

 

أعمال ليلة الفطر ويومه

يا طيب : ذكرت أعمال كثيرة من الأدعية والصلاة والغسل والزيارة للإمام الحسين عليه السلام وغيرها لليلة الفطر ويومه ، ونختار قسم منها وبالخصوص الأدعية ، والتوسعة تجدها في كتاب إقبال الأعمال ، وبحار الأنوار ، ونذكر مختصر يجمع أهمية ليلة العيد ويومها كما قال المفيد رحمه الله :

 

أعمال مجملة لليلة الفطر ويومه :

قال المفيد رحمه الله في مسار الشيعة : في شهر شوال :

أول ليلة منه : فيها غسل عند وغروب الشمس كما ذكرنا ذلك في أول ليلة من شهر رمضان ، و فيها دعاء الاستهلال ، و هو عند رؤية الهلال .

و فيها : ابتداء التكبير عند الفراغ من فرض المغرب ، و انتهاؤه عند الفراغ من صلاة العيد من يوم الفطر ، فيكون ذلك في عقب أربع صلوات .

وذكر : أن يستحب التكبير بعد الصلاة المغرب والعشاء و .. وسيأتي .

فبذلك : ثبت السُنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و جاءت الأخبار بالعمل به عن الصادقين من عترته عليهم السلام .

 و من السُنة في هذه الليلة : ما وردت الأخبار بالترغيب فيه ، و الحض عليه أن يسجد الإنسان بعد فراغه من فريضة المغرب ، و يقول في سجوده :

 يا ذا الحول يا ذا الطول، يا مصطفي محمدا وناصره ، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي كل ذنب أذنبته ونسيته أنا ، وهو عندك في كتاب مبين .

ثم يقول : أتوب إلى الله مئة مرة ، و لينو عند هذا القول ما تاب منه من الذنوب و ندم عليه إن شاء الله تعالى .

 و يستحب : صلاة مخصوصة سيأتي ذكرها.

 و تطابقت الآثار : عن أئمة الهدى عليهم السلام بالحث على القيام في هذه الليلة و الانتصاب للمسألة و الاستغفار و الدعاء . 

 و روي أن أمير المؤمنين عليه السلام :  كان لا ينام فيها و يحييها بالصلاة و الدعاء و السؤال ، و يقول في هذه الليلة يعطى الأجير أجره .

أول يوم من شوال : و هو يوم عيد الفطر ، و إنما كان عيد المؤمنين بمسرتهم بقبول أعمالهم و تكفير سيئاتهم و مغفرة ذنوبهم ، و ما جاءتهم من البشارة من عند ربهم جل اسمه من عظيم الثواب لهم على صيامهم و قربهم و اجتهادهم .

 و في هذا اليوم غسل : و هو علامة التطهير من الذنوب و التوجه إلى الله تعالى في طلب الحوائج و مسألة القبول .

 و من السنة فيه : الطيب والعطر، و لبس أجمل الثياب ، و الخروج إلى الصحراء و البروز للصلاة تحت السماء .

 و يستحب : أن يتناول الإنسان فيه شيئا من المأكول قبل التوجه إلى الصلاة ، و أفضل ذلك السكر ، و يستحب تناول شيء من تربة الحسين عليه السلام إن فيها شفاء من كل داء ، و يكون ما يؤخذ منها مبلغا يسيرا .

و صلاة العيد : في هذا اليوم فريضة مع الإمام ، و سُنة على الانفراد و هي ركعتان بغير أذان و لا إقامة ، و وقتها عند انبساط الشمس بعد ذهاب حمرتها ، و في هاتين الركعتين اثنتا عشرة تكبيرة ، منها سبع في الأولى مع تكبيرة الافتتاح و الركوع ، و خمس في الثانية مع تكبيرة القيام و القراءة فيها عند آل الرسول عليه السلام قبل التكبير ، و القنوت : فيها بين كل تكبيرتين بعد القراءة .

و في هذا اليوم : فريضة إخراج الفطرة و وقتها من طلوع الشمس إلى الفراغ من صلاة العيد ، فمن لم يخرجها من ماله و هو متمكن من ذلك قبل مضي وقت الصلاة ، فقد ضيع فرضا و احتقب مأثما ، و من أخرجها من ماله فقد أدى الواجب و إن تعذر عليه وجود الفقراء .

 و الفطرة : زكاة واجبة نطق بها القرآن ، و سنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، و بها يكون تمام الصيام ، و هي من الشكر لله تعالى على قبول الأعمال ، و هي تسعة أرطال بالبغدادي من التمر ، و هو قدر الصاع أو صاع من الحنطة أو الشعير أو الأرز أو الذرة أو الزبيب ، حسب ما يغلب على استعماله في كل صقع من الأقوات ، و أفضل ذلك التمر على ما جاءت به الأخبار .

و في هذا اليوم : بعينه و هو أول يوم من شوال سنة 41-  إحدى و أربعين من الهجرة أهلك الله تعالى أحد فراعنة هذه الأمة عمرو بن العاص و أراح منه أهل الإسلام و تضاعفت به المسار للمؤمنين . م . مسار الشيعة للمفيد .

و أول يوم منه : عيد الفطر ، و يقال له :  يوم الرحمة ، لأنه يرحم فيه عباده ، و فيه أوحى ربك إلى النحل صنعة العسل . المصباح .

 

ما يستحب فعله ليلة الفطر :

ليلة الفطر : هي ليلة ثبوت هلال أول ليلة من شهر شوال ، و انقضاء شهر رمضان المبارك ، ولها أعمال مستحبة ، منها : إحياء هذه الليلة بالصلاة والدعاء ، الغسل أولها في أخرها ، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، والاستغفار وأدعية خاصة ، والمبيت في المسجد .

 

ومن المستحبات :

الغسل ليلة العيد :

قال المصباح : يستحب الغسل : في هذه الليلة ، بعد غروب الشمس .

وقال : و اغتسل  في آخر الليل ، و اجلس في مصلاك إلى طلوع الفجر .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص649، 651 .

 

الدعاء بعد صلاة العشاء :

وقال السيد في الإقبال : بسنده عن الحسن بن راشد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ،  إن الناس يقولون إن المغفرة تنزل على من صام شهر رمضان ليلة القدر ؟

فقال : يا حسن إن القاريجار إنما يعطى أجره عند فراغه من ذلك ليلة العيد .

قلت : جعلت فداك فما ينبغي لنا أن نفعل فيها ؟

 قال : إذا غربت الشمس فاغتسل ، فإذا صليت المغرب و الأربع التي بعدها .

فارفع يديك و قل :

 يَا ذَا الْمَنِّ : يَا ذَا الطَّوْلِ ، يَا ذَا الْجُودِـ ، يَا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَ نَاصِرَهُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ ، وَ هُوَ عِنْدَكَ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .

ثم تخر ساجدا و تقول : مائة مرة :

أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ .

و أنت ساجد :  ثم تسأل حاجتك ، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى. 

وقال في مصباح التهجد :

و من السنة أن يقول : عقيب صلاة المغرب ليلة الفطر ، وهو ساجد ثم ذكرما ذكر أعلاه .

 فأنت مخير : بأن تذكر الدعاء بعد الصلاتين أو تختار بعد أحد الصلاتين .

وأن القاريجار أي العامل معرب كارگر .

التكبير بعد الصلاة :

و يستحب أيضا : التكبير ، عقيب أربع صلوات : المغرب ، و العشاء الآخرة ، و صلاة الفجر ، و صلاة العيد ، يقول :

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .

وَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا .

وَ لَهُ الشُّكْرُ عَلَى مَا أَوْلَانَا.

مصباح ‏المتهجد ص 649 .

دعاء يا دائم الفضل :

ثم قل عشرا : في كل ليلة عيد ، و كل ليلة جمعة أيضا :

 يَا دَائِمَ : الْفَضْلِ عَلَى الْبَرِيَّةِ ، يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ ، يَا صَاحِبَ الْمَوَاهِبِ السَّنِيَّةِ،  صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ خَيْرِ الْوَرَى سَجِيَّةً ، وَ اغْفِرْ لَنَا يَا ذَا الْعُلَى فِي هَذِهِ الْعَشِيَّةِ.

البلد الأمين والدرع الحصين ص238 ف46.

إحياء ليلة الفطر والتفرغ للعبادة :

في مصباح المتهجد قال : روى أبو البختري وهب بن وهب عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

كان يعجبه : أن يفرغ نفسه ، أربع ليال في السنة، وهي :

أول ليلة : من رجب .

 وليلة النصف : من شعبان .

 و ليلة الفطر .

وليلة النحر : أي الأضحى .

و كان علي بن الحسين عليه السلام :‏

 يحييها بالصلاة : حتى يصبح ،  و كان يبيتها في المسجد .

و يقول لابنه الباقر عليه السلام :

 يا بني : ما هي بدون ليلة يعني ليلة القدر.

البلد الأمين ص237 .

ثواب العمل في ليلة عيد الفطر و التطوع فيها :

يا طيب : إن الأعمال والأدعية كثيرة في ليلة عيد الفطر ويومه ، ومن استطاع أن يأتي بها فله الحسنى ، ولا أقل أن لا يترك أن يأتي ببعض الأدعية والصلوات ولو واحده ، ولا يكون ليلة الفطر له كباقي الليالي ، فهي تقريبا آخر ليلة فيها أدعية كثيرة وأعمال لها ثواب عظيم ، وهي ليلة ويوم الجوائز والهدايا والثواب على الطاعات والعبادات ، فنذكر قسما وافر منها ، لعله من يوفق لها كلها أو لبعضها المؤمنون ، وأسألكم الدعاء والزيارة .

وقال في الإقبال : منها ركعتان بين العشاءين ، رواهما الحارث الأعور : أن أمير المؤمنين عليه السلام :

 كان يصلي : ليلة الفطر بعد المغرب و نافلتها ركعتين :

 يقرأ في الأولى : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، و مائة مرة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

و في الثانية : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مرة .

ثم يقنت : و يركع و يسجد و يسلم .

ثم يخر : لله ساجدا ، و يقول في سجوده : أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ ، مائة مرة

ثم قال : و الذي نفسي بيده لا يفعلها أحد ، فيسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه الله تعالى ، و لو أتاه من الذنوب مثل رمل عالج .

إقبال الأعمال ج1ص272 .

وذكر في المزار الكبير : عن عبد الله بن مسعود : عن النبي صلى الله عليه و آله، عن جبرئيل، عن إسرافيل، عن الله تبارك و تعالى أنه قال :

من صلى ليلة الفطر : عشر ركعات ، يقرأ في كل ركعة منها : فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد عشر مرات .

 و يقول في ركوعه و سجوده :

سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ.

ثم يتشهد و يسلم : بين كل ركعتين .

 فإذا فرغ منها قال ألف مرة:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.

ثم يسجد و يقول في سجوده :

يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ : يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، يَا رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُمَا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يَا إِلَهَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَ تَقَبَّلْ صَوْمِي وَ صَلَاتِي وَ قِيَامِي.

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : و الذي بعثني بالحق نبيا إنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله له ، و يتقبل منه شهر رمضان، و يتجاوز عن ذنوبه، و إن كان قد أذنب سبعين ذنبا ، أخبرني جبرئيل عليه السلام فقلت : يا جبرئيل يتقبل منه خاصة شهر رمضان أو من جميع عباده في بلاده، قال:

نعم : و الذي بعثك بالحق نبيا، يا محمد إن من كرامته على الله و عظيم منزلته يتقبل منه من جميع الموحدين فيها بين المشرق و المغرب صلاتهم و يغفر لهم و يستجيب دعاءهم بعد ما يجيبونه، و الذي بعثني بالحق إن من صلى هذه الصلاة و استغفر بهذا الاستغفار يقبل الله صلاته و صيامه و قيامه و يغفر له و يستجاب دعاؤه.

لأن الله عز و جل قال في كتابه :

{ وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ‏ (90) } هو ، و قَالَ: { وَ الَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ‏ (135)} آل عمران ، وقَالَ : { وَ اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) } المزمل ، وَ قَالَ: { وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (4) } النصر .

 و قال النبي صلى الله عليه و آله : هذه هدية لي و لأمتي خاصة من الرجال و النساء، لم يعطها أحد من الأنبياء الذين كانوا قبلي و لا غيرهم‏  .

 و روى سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما من عبد يصلي ليلة العيد ست ركعات إلا شفع في أهل بيته كلهم ، و إن كانوا قد أوجبت لهم النار .

قيل: و لم ذلك يا رسول الله ؟

 قال: لأن المحسن لا يحتاج إلى الشفاعة ، إنما الشفاعة لكل هالك.

 يقرأ في كل ركعة خمس مرات : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، بَعْدَ الْحَمْدِ  .

المزار الكبير ص628ب5ح1 ، ح2 .

ومن صلوات ليلة الفطر : قال في الإقبال و منها ما روي‏ :

أَنَّ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْفِطْرِ : أَرْبَعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ ، وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، و ثلاث مرات قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، أعطاه الله بكل ركعة عبادة أربعين سنة ، و عبادة كل من صام و صلى في هذا الشهر ، و ذكر فضلا عظيما.

إقبال الأعمال ج1ص274 .

الصلاة الخاصة ودعاء يا الله :

وفي إقبال الأعمال : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه‏ من صلى ليلة الفطر ركعتين .

 يقرأ في الأولى : الْحَمْدَ مَرَّةً ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ ، في الثانية : الْحَمْدَ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً وَاحِدَةً ، لم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه .

الدُّعَاءُ فِي دُبُرِهَا :

يَا اللَّهُ  يَا اللَّهُ

يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ  ، يَا اللَّهُ  يَا رَحِيمُ  ، يَا اللَّهُ يَا مَلِكُ ، يَا اللَّهُ  يَا قُدُّوسُ ، يَا اللَّهُ يَا سَلَامُ .

يَا اللَّهُ : يَا مُؤْمِنُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُهَيْمِنُ ، يَا اللَّهُ  يَا عَزِيزُ ، يَا اللَّهُ  يَا جَبَّارُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُتَكَبِّرُ .

يَا اللَّهُ : يَا خَالِقُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَارِئُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُصَوِّرُ ، يَا اللَّهُ  يَا عَالِمُ ، يَا اللَّهُ  يَا عَظِيمُ .

يَا اللَّهُ : يَا كَرِيمُ ،  يَا اللَّهُ  يَا حَلِيمُ ، يَا اللَّهُ  يَا حَكِيمُ ، يَا اللَّهُ  يَا سَمِيعُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَصِيرُ .

يَا اللَّهُ : يَا قَرِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُجِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا جَوَادُ ، يَا اللَّهُ  يَا وَاحِدُ ، يَا اللَّهُ  يَا وَلِيُّ .

يَا اللَّهُ : يَا وَفِيُّ ، يَا اللَّهُ  يَا مَوْلَى يَا اللَّهُ يَا قَاضِي ، يَا اللَّهُ  يَا سَرِيعُ ، يَا اللَّهُ  يَا شَدِيدُ .

يَا اللَّهُ : يَا رَءُوفُ ، يَا اللَّهُ  يَا رَقِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُجِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا جَوَادُ ، يَا اللَّهُ  يَا مَاجِدُ .

يَا اللَّهُ : يَا حَفِيظُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُحِيطُ ، يَا اللَّهُ  يَا سَيِّدَ السَّادَاتِ ، يَا اللَّهُ  يَا أَوَّلُ ، يَا اللَّهُ  يَا آخِرُ .

يَا اللَّهُ : يَا ظَاهِرُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَاطِنُ ، يَا اللَّهُ  يَا فَاخِرُ ، يَا اللَّهُ‏  يَا قَاهِرُ .

يَا اللَّهُ : يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ .

 يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ يَا رَبَّاهْ

يَا اللَّهُ : يَا وَدُودُ ، يَا اللَّهُ  يَا نُورُ،  يَا اللَّهُ  يَا دَافِعُ ، يَا اللَّهُ  يَا مَانِعُ ، يَا اللَّهُ  يَا رَافِعُ .

يَا اللَّهُ : يَا فَاتِحُ ، يَا اللَّهُ  يَا نَفَّاعُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُغِيثُ ، يَا اللَّهُ  يَا جَلِيلُ ، يَا اللَّهُ  يَا جَمِيلُ .

يَا اللَّهُ : يَا شَهِيدُ ، يَا اللَّهُ  يَا شَاهِدُ ، يَا اللَّهُ  يَا حَبِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا فَاطِرُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُطَهِّرُ .

يَا اللَّهُ : يَا مَالِكُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُقْتَدِرُ ، يَا اللَّهُ  يَا قَابِضُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَاسِطُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُحْيِي .

يَا اللَّهُ : يَا مُمِيتُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَاعِثُ ، يَا اللَّهُ  يَا وَارِثُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُعْطِي ، يَا اللَّهُ  يَا مُفْضِلُ .

يَا اللَّهُ : يَا مُنْعِمُ ، يَا اللَّهُ  يَا حَقُّ ، يَا اللَّهُ  يَا مُبِينُ ، يَا اللَّهُ  يَا طَبِيبُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُحْسِنُ .

يَا اللَّهُ : يَا مُجْمِلُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُبْدئُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُعِيدُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَارِئُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَدِيعُ .

يَا اللَّهُ : يَا هَادِي ، يَا اللَّهُ  يَا كَافِي ، يَا اللَّهُ  يَا شَافِي،  يَا اللَّهُ  يَا عَلِيُّ ، يَا اللَّهُ  يَا حَنَّانُ .

يَا اللَّهُ : يَا مَنَّانُ ، يَا اللَّهُ  يَا ذَا الطَّوْلِ ، يَا اللَّهُ  يَا مُتَعَالِي ، يَا اللَّهُ  يَا عَدْلُ ، يَا اللَّهُ  يَا ذَا الْمَعَارِجِ .

يَا اللَّهُ : يَا صَادِقُ ، يَا اللَّهُ  يَا دَيَّانُ ، يَا اللَّهُ  يَا بَاقِي ، يَا اللَّهُ  يَا ذَا الْجَلَالِ ، يَا اللَّهُ  يَا ذَا الْإِكْرَامِ .

يَا اللَّهُ : يَا مَعْبُودُ ، يَا اللَّهُ  يَا مَحْمُودُ ، يَا اللَّهُ  يَا صَانِعُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُعِينُ ، يَا اللَّهُ  يَا مُكَوِّنُ .

يَا اللَّهُ : يَا فَعَّالُ ، يَا اللَّهُ  يَا لَطِيفُ ، يَا اللَّهُ  يَا خَبِيرُ ، يَا اللَّهُ  يَا غَفُورُ ، يَا اللَّهُ  يَا شَكُورُ .

يَا اللَّهُ : يَا نُورُ ، يَا اللَّهُ  يَا حَنَّانُ ، يَا اللَّهُ  يَا قَدِيرُ .

يَا اللَّهُ : يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ.

 يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ .

يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبَّاهْ .

أَسْأَلُكَ  : أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ،  وَ تَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضَاكَ ، وَ تَعْفُوَ عَنِّي بِحِلْمِكَ ، وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ  مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ ، مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ ، وَ مِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَسِبُ ، فَإِنِّي عَبْدُكَ  لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِوَاكَ ، وَ لَا أَجِدُ أَحَداً أَسْأَلُهُ غَيْرَكَ.

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ : ما شاءَ اللَّهُ ، لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

  ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ :

يَا اللَّهُ :

يَا اللَّهُ : يَا رَبِّ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبِّ ، يَا اللَّهُ  يَا رَبِّ .

يَا اللَّهُ : يَا اللَّهُ ، يَا مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ ، بِكَ تَنْزِلُ كُلُّ حَاجَةٍ .

أَسْأَلُكَ : بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَ الْأَسْمَاءِ الْمَشْهُورَاتِ عِنْدَكَ ، الْمَكْتُوبَةِ عَلَى سُرَادِقِ عَرْشِكَ  ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَ تَكْتُبَنِي فِي الْوَافِدِينَ إِلَى بَيْتِكَ الْحَرَامِ .

وَ تَصْفَحَ لِي : مِنَ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، وَ تَسْتَخْرِجَ‏ لِي يَا رَبِّ كُنُوزَكَ ، يَا رَحْمَانُ .

إقبال الأعمال ج1ص272. مصباح المتهجد ج2ص648 .

أعمال يوم العيد :

تهنئة وأعمال عامة :

لكم يا أخواني الطيبين :  إن شاء الله كعيدية من الله العلي العظيم ، الرحمن الرحيم ، و الغفور الشكور ، واللطيف الودود ، كل الخير والبركة ، والإحسان والرحمة ، و الفضل والعزة ، والكرامة والهداية ، والأجر والثواب ، مع مزيد الفضائل والكرامات ، ومضاعفة الحسنات ، لما أقمتم من الطاعات ،  والأفعال الصالحات ، ولما أديتم من الأعمال الخيرة ، والنيات الحسنة ، في شهر الله الكريم رمضان الخير والعبودية والبركة ، وكجائزة وهدية الرحمة والإحسان من الرب المنان والكريم الحنان .

  ولكم مني يا طيبين : المودة والسلام والتحية والإكرام ، وأطيب الأطعمة والمرطبات ، وأنضج الفواكه والحلويات ، و لكم منه تعالى أجمل وأروع الطيب الطاهر الحلال من نعمه التي لا تحصى من المادية والروحانيات ، ولكل من يحيط بكم ، وأهل مودتكم بمناسبة عيد الفطر السعيد ، وإن شاء الله في دوام السرور والأفراح ، والسعادة والنعمة والصلاح .

ويا أخوتي الطيبين : لليلة العيد ونهاره ، آداب كريمة ، وأعمال صالحة حسنة .

منها :

الغسل : وزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، والاستغفار ، والصلاة والأدعية الآتية ، ولبس ثياب نظيفة ، والإفطار قبل صلاة العيد على حلو مثل التمر والزبيب ، كما يستحب الإفطار بذرات من التربة كربلاء ، و عيادة المرضى وأهل الحاجة ، وبالخصوص زيارة الأهل وذوي القربى والرحم ، ولو بالمخابرة ورسائل الجوال إن كانوا على بعد ، والترفيه عليهم بما يفرحهم من الأطعمة الطيبة والأشربة الحلال اللذيذة والمرطبات الشهية .

كما لا تفوتنا صلاة العيد : جماعة أو فرادى ، وسيأتي بيانها .

 

يوم العيد يوم الجوائز والغفران :

وعن جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ إذا كان أول يوم من شوال : نادى مناد :

أيها المؤمنون : اغدوا إلى جوائزكم .

ثم قال : يا جابر ، جوائز الله ليست كجوائز هؤلاء الملوك .

ثم قال : هو يوم الجوائز.

إقبال الأعمال ج1ص283 .

 

وعن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال :

إذا كان يوم القيامة : زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها.

 قيل : ما هذه الأيام ؟

قال : يوم الأضحى ، و يوم الفطر ، و يوم الجمعة ، و يوم الغدير ، و إن يوم الغدير بين الأضحى و الفطر و الجمعة كالقمر بين الكواكب ...

و قيل للنبي‏ صلى الله عليه وآله : يا رسول الله ، ما شهر رمضان أو ما رمضان ؟

قال: أَرْمَضَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ ذُنُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَ غَفَرَهَا لَهُمْ .

قيل : يا رسول الله فشوال ؟

قَالَ : شَالَتْ فِيهِ ذُنُوبُهُمْ ، فَلَمْ يَبْقَ فِيهِ ذَنْبٌ إِلَّا غَفَرَهُ.

إقبال الأعمال  ج‏1ص305.


 

زكاة الفطرة :

كما لا تنسوا : زكاة الفطرة ، وهي واجبة على كل نفس ، وتدفع البلاء وضمان للصحة لكل السنة ، ويمكن دفعها من أول شهر رمضان حتى ظهر يوم العيد ، ويتأكد إخراجها بل يجب في العيد ، وهي عين أو قيمة ٣  ثلاث كيلوات حنطة أو دقيقها ، أو بقوتك الغالب ولا تبخل بها ، فإنها صدقة تحفظ النفس والبدن من العاهات والوعكات وتمنحك الصحة والعافية ، وتجب عليك وعلى من تعوله من أهل بيتك الواجبين النفقة .

وقال السيد في الإقبال : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اذهب فأعط عن عيالنا فطرة و عن الرقيق جمعهم ، لا تدع منهم أحدا فإنك إن تركت منهم إنسانا تخوفت عليه الفوت .

 قال قلت : و ما الفوت قال الموت.

و عن أبي عبد الله  قال: أد أداء الفطرة عن كل حر و مملوك فإن لم تفعل خفت عليه عليك‏ الفوت ، قلت : و ما الفوت ؟ قال : الموت .

 قلت : أصلي الصلاة أو بعدها ؟

قال : إن أخرجتها قبل الظهر فهي فطرة ، و إن أخرجتها بعد الظهر فهي صدقة و لا تجزيك.

قلت : فأصلي الفجر و أعزلها ، فتمكث يوما أو بعض يوم آخر ثم أتصدق بها .

قال : لا بأس هي فطرة إذا أخرجتها قبل الصلاة ، قال و قال : هي واجبة على كل مسلم محتاج أو موسر يقدر على فطرة.

و منها المعرفة  : بأن إخراج الفطرة تمام لما نقص من الزكاة.

كما رويناه عن‏ أبي جعفر ابن بابويه من كتابه بإسناده أيضا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: من أدى زكاة الفطرة أتم الله له بها ما نقص من زكاة ماله.

و منها : معرفة أن الصوم مردود إن لم يخرج الفطرة على الوجه المحدود.

كما رويناه عن ابن بابويه أيضا بإسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام :

 إن من تمام الصوم : إعطاء الزكاة ، يعني الفطرة كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم  تمام الصلاة ، لأنه من صام و لم يؤد الزكاة فلا صوم له إذا تركها متعمدا ، و لا صلاة له إذا ترك الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله وسلم ،  لأن الله عز و جل قد بدأ بها قبل الصوم ، و قال‏ :  { قد أفلح من تزكى و ذكر اسم ربه فصلى}‏.

إقبال الأعمال ج1ص275 .


 

التكبير في ليلة العيد ويومه :

عن سعيد النقاش قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لي : أما إن في الفطر تكبيرا و لكنه مسنون . قال : قلت : و أين هو ؟  قال : في ليلة الفطر : في المغرب ، و العشاء الآخرة ، و في صلاة الفجر ، و صلاة العيد ، ثم يقطع .

قال قلت : كيف أقول ؟ قال‏ : تقول :

اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

وَ اللَّهُ أَكْبَرُ  اللَّهُ أَكْبَرُ  وَ لِلَّهِ‏ الْحَمْدُ

اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا .

و هو قول الله : { وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة.الكافي ج4ص166ب71ح1 .

وفي التهذيب :اللَّهُ أَكْبَرُ : اللَّهُ أَكْبَرُ .

اللَّهُ أَكْبَرُ  لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .

وَ اللَّهُ أَكْبَرُ  وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ .

اللَّهُ أَكْبَرُ  عَلَى مَا هَدَانَا .

‏تهذيب ‏الأحكام ج3ص139ح43 .

في العلل : التي تروى عن الفضل بن شاذان النيسابوري رضي الله عنه ، و يذكر أنه سمعها من الرضا عليه السلام :‏  أنه إنما جعل يوم الفطر العيد :ليكون للمسلمين : مجتمعا يجتمعون فيه ، و يبرزون لله عز و جل فيمجدونه على ما من عليهم .

فيكون : يوم عيد ، و يوم اجتماع ، و يوم فطر ، و يوم زكاة ، و يوم رغبة ، و يوم تضرع .

و لأنه : أول يوم من السنة يحل فيه الأكل و الشرب ، لأن أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان . فأحب الله عز و جل : أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه و يقدسونه .

و إنما جعل التكبير فيها : أكثر منه في غيرها من الصلاة ، لأن التكبير إنما هو تعظيم لله و تمجيد على ما هدى و عافى ، كما قال الله عز و جل : { و لتكبروا الله على‏ ما هداكم و لعلكم تشكرون‏ } .

و إنما جعل فيها ( أي في صلاة العيد ) : اثنتا عشرة تكبيرة ، لأنه يكون في كل ركعتين اثنتا عشرة تكبيرة ، و جعل سبع في الأولى ، و خمس في الثانية ـ و لم يسو بينهما ، لأن السنة في الصلاة الفريضة ، أن تستفتح بسبع تكبيرات ، فلذلك بدئ هاهنا بسبع تكبيرات ، و جعل في الثانية خمس تكبيرات ، لأن التحريم من التكبير في اليوم و الليلة خمس تكبيرات  ، و ليكون التكبير في الركعتين جميعا وترا وترا.

من لا يحضره الفقيه ج1ص522ح1485 .


 

 

دعاء بعد صلاة الفجر :

دعاء بعد : صلاة الفجر وروي أيضا بعد صلاة العيد ، ففي أيهما قرأت إن شاء الله يستجاب لك :

 

قال في المزار الكبير : ثم يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة العيد ، وكذا قال في الكفعمي في المصباح .

وقال السيد في الإقبال : فصل فيما نذكره من صلاة الفجر يوم العيد و ما يختص تعقيبها في اليوم المذكور.

أقول : إن التكبير الذي ذكرناه بعد العشاء و المغرب‏ إلى ليلة عيد الفطر ، ينبغي أن يكون عقيب صلاة الفجر .

 

و يدعو أيضا فيقول: ما رواه محمد بن أبي قرة في كتابه بإسناده  الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه و أرضاه يدعو به ، فأخرج إلي دفترا مجلدا بأحمر فيه أدعية شهر رمضان من جملتها الدعاء بعد صلاة الفجر يوم الفطر :

إقبال الأعمال ج‏1ص276 .

اللَّهُمَّ : إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ إِمَامِي ، وَ عَلِيٍّ مِنْ خَلْفِي، وَ أَئِمَّتِي عَنْ يَمِينِي وَ شِمَالِي، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى لَا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ، فَهُمْ أَئِمَّتِي فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفِي مِنْ عَذَابِكَ وَ سَخَطِكَ ، وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ الْجَنَّةَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.

أَصْبَحْتُ : بِاللَّهِ مُؤْمِناً مُوقِناً مُخْلِصا ً، عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَ سُنَّتِهِ ، وَ عَلَى دِينِ عَلِيٍّ وَ سُنَّتِهِ، وَ عَلَى دِينِ الْأَوْصِيَاءِ وَ سُنَّتِهِمْ ، آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِيَتِهِمْ ، وَ أَرْغَبُ إِلَى اللَّهِ فِيمَا رَغِبُوا فِيهِ.

وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ : مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذُوا مِنْهُ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ ، وَ لَا مَنَعَةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ‏، حَسْبِيَ اللَّهُ‏ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ‏، اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُكَ فَأَرِدْنِي ، وَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَكَ فَيَسِّرْهُ لِي .

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ قُلْتَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ، وَ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَ وَعْدُكَ الصِّدْق ُ{ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَ الْفُرْقانِ‏ } فَعَظَّمْتَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ ، وَ خَصَصْتَهُ بِأَنْ جَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، اللَّهُمَّ وَ قَدِ انْقَضَتْ أَيَّامُهُ وَ لَيَالِيهِ ، وَ قَدْ صِرْتُ مِنْهُ إِلَى مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي.

فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي : بِمَا سَأَلَكَ بِهِ مَلَائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تَقْبَلَ مِنِّي كُلَّمَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ فِيهِ ، وَ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِتَضْعِيفِ عَمَلِي وَ قَبُولِ تَقَرُّبِي وَ قُرُبَاتِي ، وَ اسْتِجَابَةِ دُعَائِي ، فَهَبْ لِي‏ مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَ آمِنِّي يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ فَزَعٍ وَ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.

أَعُوذُ : بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَ بِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ، وَ بِحُرْمَةِ الْأَوْصِيَاءِ أَنْ يَتَصَرَّمَ هَذَا الْيَوْمُ وَ لَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُؤَاخِذَنِي بِهَا، أَوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّهَا مِنِّي لَمْ تَغْفِرْهَا لِي.

أَسْأَلُكَ : بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ يَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تَرْضَى عَنِّي ، وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ رَضِيتَ عَنِّي فَزِدْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي رِضًى ، وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنِّي فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّي يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، وَ اجْعَلْنِي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ، عِتْقاً لَا رِقَّ بَعْدَهُ.

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تَجْعَلَ يَوْمِي هَذَا خَيْرَ يَوْمٍ عَبَدْتُكَ فِيهِ مُنْذُ أَسْكَنْتَنِي الْأَرْضَ، أَعْظَمَهُ أَجْراً، وَ أَعَمَّهُ نِعْمَةً وَ عَافِيَةً، وَ أَوْسَعَهُ رِزْقاً، وَ أَبْتَلَهُ عِتْقاً مِنَ النَّارِ، وَ أَوْجَبَهُ مَغْفِرَةً، وَ أَكْمَلَهُ رِضْوَاناً، وَ أَقْرَبَهُ إِلَى مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى.

 اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانٍ صُمْتُهُ لَكَ، وَ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ فِيهِ ثُمَّ الْعَوْدَ فِيهِ، حَتَّى تَرْضَى وَ تُرْضِيَ كُلَّ مَنْ لَهُ قِبَلِي تَبِعَةٌ، وَ لَا تُخْرِجْنِي مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَ أَنْتَ عَنِّي رَاضٍ.

اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ فِي هَذَا الْعَامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذَنْبُهُمُ، الْمُسْتَجَابِ دُعَاؤُهُمُ، الْمَحْفُوظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ أَدْيَانِهِمْ، وَ ذَرَارِيِّهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، وَ جَمِيعِ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِمْ.

اللَّهُمَّ اقْلِبْنِي مِنْ مَجْلِسِي هَذَا وَ فِي يَوْمِي هَذَا وَ فِي سَاعَتِي هَذِهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، مُسْتَجَاباً دُعَائِي، مَرْحُوماً صَوْتِي، مَغْفُوراً ذَنْبِي.

 اللَّهُمَّ : وَ اجْعَلْ فِيمَا شِئْتَ وَ أَرَدْتَ، وَ قَضَيْتَ وَ حَتَمْتَ وَ أَنْفَذْتَ، أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي، وَ أَنْ تُقَوِّيَ ضَعْفِي، وَ تَجْبُرَ فَاقَتِي، وَ أَنْ تَرْحَمَ مَسْكَنَتِي ، وَ أَنْ تُعِزَّ ذُلِّي، وَ تُونِسَ وَحْشَتِي ، وَ أَنْ تُكْثِرَ قِلَّتِي، وَ أَنْ تُدِرَّ رِزْقِي فِي عَافِيَةٍ وَ يُسْرٍ وَ خَفْضِ عَيْشٍ، وَ تَكْفِيَنِي كُلَّ مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي، وَ لَا تَكِلَنِي إِلَى نَفْسِي فَأَعْجِزَ عَنْهَا، وَ لَا إِلَى النَّاسِ فَيَرْفُضُونِي، وَ عَافِنِي فِي نَفْسِي وَ بَدَنِي‏ وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي، وَ أَهْلِ مَوَدَّتِي وَ جِيرَانِي وَ إِخْوَانِي وَ ذُرِّيَّتِي، وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي.

تَوَجَّهْتُ : إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ قَدَّمْتُهُمْ إِلَيْكَ أَمَامِي، وَ أَمَامَ حَاجَتِي وَ طَلِبَتِي وَ تَضَرُّعِي وَ مَسْأَلَتِي، فَاجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ‏ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ‏، فَإِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ، فَاخْتِمْ لِي بِهَا السَّعَادَةَ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ*.

اللَّهُمَّ : وَ لَا تُبْطِلْ عَمَلِي وَ طَمَعِي وَ رَجَائِي يَا إِلَهِي وَ مَسْأَلَتِي، وَ اخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَ السَّلَامَةِ وَ الْإِسْلَامِ، وَ الْأَمْنِ وَ الْإِيمَانِ، وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرِّضْوَانِ، وَ الشَّهَادَةِ وَ الْحِفْظِ يَا مُنْزَلًا بِهِ كُلُّ حَاجَةٍ، يَا اللَّهُ - ثلاث مرات - أَنْتَ لِكُلِّ حَاجَةٍ فَتَوَلَّ عَاقِبَتَهَا، وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ بِشَيْ‏ءٍ لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَ فَرِّغْنَا لِأَمْرِ الْآخِرَةِ.

يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ تَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ  ، كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ سَلَّمْتَ وَ تَحَنَّنْتَ وَ مَنَنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

و يستحب : أن يدعو بدعاء علي بن الحسين عليهما السلام، و قد تقدم ذكره، و هو:

يَا مَنْ يَرْحَمُ : مَنْ لَا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ ...

ثم تسجد و تقول :

أَعُوذُ بِكَ :  مِنْ نَارٍ حَرُّهَا لَا يُطْفَى، وَ حَدِيدُهَا لَا يَبْلَى، وَ عَطْشَانُهَا لَا يُرْوَى.

ثم يقلب خده الأيمن و يقول:

إِلَهِي : لَا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَ تَعْفِيرِي لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ.

و يقلب خده الأيسر و يقول:

ارْحَمْ : مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ ، وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ.

ثم يعود إلى السجود و يقول :

إِنْ كُنْتُ : بِئْسَ الْعَبْدُ ، فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يَا كَرِيمُ، الْعَفْوَ الْعَفْوَ- مِائَةَ مَرَّةٍ.

المزار الكبير ص640ح6 .


 

دعاء عند بزوغ شمس يوم العيد:

قال الكفعمي في المصباح : إذا صليت الفجر يوم الفطر فعقب إلى أن تبزغ الشمس.

فإذا بزغت :  فانهض قائما و ادع تجاه القبلة بما رُوِيَ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ عليه السلام وَ هُوَ :

إِلَهِي وَ سَيِّدِي : أَنْتَ فَطَرْتَنِي وَ ابْتَدَأْتَ خَلْقِي لَا لِحَاجَةٍ مِنْكَ إِلَيَّ بَلْ تَفَضُّلًا مِنْكَ عَلَيَّ ، وَ قَدَّرْتَ لِي أَجَلًا وَ رِزْقاً لَا أَتَعَدَّاهُمَا وَ لَا يَنْقُصُنِي أَحَدٌ مِنْهُمَا شَيْئاً ،  وَ كَنَفْتَنِي مِنْكَ بِأَنْوَاعِ النِّعَمِ وَ الْكِفَايَةِ طِفْلًا وَ نَاشِئاً مِنْ غَيْرِ عَمَلٍ عَمِلْتُهُ فَعَلِمْتَهُ مِنِّي فَجَازَيْتَنِي عَلَيْهِ ، بَلْ كَانَ ذَلِكَ مِنْكَ تَطَوُّلًا عَلَيَّ وَ امْتِنَاناً .

فَلَمَّا بَلَغْتَ بِي : أَجَلَ الْكِتَابِ مِنْ عِلْمِكَ بِي وَ وَفَّقْتَنِي لِمَعْرِفَةِ وَحْدَانِيَّتِكَ وَ الْإِقْرَارِ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، فَوَحَّدْتُكَ مُخْلِصاً لَمْ أَدَّعِ لَكَ شَرِيكاً فِي مُلْكِكَ ، وَ لَا مُعِيناً عَلَى قُدْرَتِكَ ، وَ لَمْ أَنْسُبْ إِلَيْكَ صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً .

فَلَمَّا بَلَغْتَ بِي : تَنَاهِيَ الرَّحْمَةِ مِنْكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَنْ هَدَيْتَنِي بِهِ مِنَ الضَّلَالَة، ِ وَ اسْتَنْقَذْتَنِي بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَ اسْتَخْلَصْتَنِي بِهِ مِنْ الْحَيْرَةِ ، وَ فَكَكْتَنِي بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ .

وَ هُوَ : حَبِيبُكَ وَ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أ، َزْلَفُ خَلْقِكَ عِنْدَكَ وَ أَكْرَمُهُمْ مَنْزِلَةً لَدَيْكَ ، فَشَهِدْتُ مَعَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَ أَقْرَرْتُ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ،  وَ لَهُ بِالرِّسَالَةِ ، وَ أَوْجَبْتَ لَهُ عَلَيَّ الطَّاعَةَ فَأَطَعْتَهُ كَمَا أَمَرْتَ ، وَ صَدَّقَتُهُ فِيمَا حَتَمْتَ .

وَ خَصَصْتُهُ : بِالْكِتَابِ الْمُنْزَلِ عَلَيْهِ وَ السَّبْعِ الْمَثَانِي الْمُوحَاتِ إِلَيْهِ ، وَ أَسْمَيْتَهُ الْقُرْآنَ ، وَ أَكْنَيْتَهُ الْفُرْقَانَ الْعَظِيمَ  ، فَقُلْتَ جَلَّ اسْمُكَ‏ { وَ لَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏ } ، وَ قُلْتَ جَلَّ قَوْلُكَ حِينَ اخْتَصَصْتَهُ بِمَا سَمَّيْتَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ { طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ‏} ، وَ قُلْتَ عَزَّ قَوْلُكَ‏ { يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ‏ } ، وَ قُلْتَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ‏ { ص وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ } ، وَ قُلْتَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ‏ { ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } .

فَخَصَصْتَهُ : أَنْ جَعَلْتَهُ قَسَمَكَ حِينَ أَسْمَيْتَهُ ، وَ قَرَنْتَ الْقُرْآنَ بِهِ ، فَمَا فِي كِتَابِكَ مِنْ شَاهِدِ قَسَمِ وَ الْقُرْآنُ مُرْدَفٌ بِهِ إِلَّا وَ هُوَ اسْمُهُ ، وَ ذَلِكَ شَرَفٌ شَرَّفْتَهُ بِهِ ، وَ فَضْلٌ بَعَثْتَهُ إِلَيْهِ ، تَعْجِزُ الْأَلْسُنُ وَ الْأَفْهَامُ عَنْ عِلْمِ وَصْفِ مُرَادِكَ بِهِ ، وَ تَكِلُّ عَنْ عِلْمِ شَأْنِكَ عَلَيْهِ .

فَقُلْتَ : عَزَّ جَلَالُكَ فِي تَأْكِيدِ الْكِتَابِ وَ قَبُولِ مَا جَاءَ بِهِ‏ { هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ‏ } وَ قُلْتَ عَزَّيْتَ  وَ جَلَّيْتَ { ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ } ، وَ قُلْتَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَيْتَ فِي غَايَةِ ابْتِدَائِهِ‏ { الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ‏ } وَ { الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ‏ } وَ { الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ‏ } وَ { الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ‏ } وَ فِي أَمْثَالِهَا مِنْ سُوَرِ الطَّوَاسِينِ وَ الْحَوَامِيمِ ، فِي كُلِّ ذَلِكَ بَيَّنْتَ بِالْكِتَابِ .

  مَعَ الْقَسَمِ : الَّذِي هُوَ اسْمُ مَنِ اخْتَصَصْتَهُ لِوَحْيِكَ وَ اسْتَوْدَعْتَهُ سِرَّ غَيْبِكَ ، وَ أَوْضَحَ لَنَا مِنْهُ شُرُوطَ فَرَائِضِكَ ، وَ أَبَانَ عَنْ وَاضِحِ سُنَّتِكَ ، وَ أَفْصَحَ لَنَا عَنِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ ، وَ أَنَارَ لَنَا مُدْلَهِمَّاتِ الظَّلَامِ ، وَ جَنَّبَنَا رُكُوبَ الْآثَامِ ، وَ أَلْزَمَنَا الطَّاعَةَ ، وَ وَعَدَنَا مِنْ بَعْدِهَا الشَّفَاعَةَ .

فَكُنْتُ : مِمَّنْ أَطَاعَ أَمْرَهُ ، وَ أَجَابَ دَعْوَتَهُ ، وَ اسْتَمْسَكَ بِحَبْلِهِ ، وَ أَقَمْتُ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتُ الزَّكَاةَ .

وَ الْتَزَمْتُ الصِّيَامَ : الَّذِي جَعَلْتَهُ حَقّاً فَقُلْتَ جَلَّ اسْمُكَ‏ { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ‏ } ، ثُمَّ إِنَّكَ أَبَنْتَ فَقُلْتَ‏ { شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏ } ، وَ قُلْتَ‏ { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏ } .

وَ رَغَّبْتَ فِي الْحَجِّ : بَعْدَ إِذْ فَرَضْتَهُ إِلَى بَيْتِكَ الَّذِي حَرَّمْتَهُ ، فَقُلْتَ جَلَّ اسْمُكَ‏ { وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } ، وَ قُلْتَ‏ { وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى‏ كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ‏ وَ لِيُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاهُمْ .

وَ أَعِنِّي اللَّهُمَّ : عَلَى جِهَادِ عَدُوِّكَ فِي سَبِيلِكَ مَعَ وَلِيِّكَ ، كَمَا قُلْتَ جَلَّ قَوْلُكَ‏ { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ‏ } ، وَ قُلْتَ جَلَّتْ أَسْمَاؤُكَ‏ { وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ‏ } .

اللَّهُمَّ : فَأَرِنِي ذَلِكَ السَّبِيلَ حَتَّى أُقَاتِلَ فِيهِ بِنَفْسِي وَ مَالِي ، طَلَبَ رِضَاكَ فأَكُونَ مِنَ الْفَائِزِينَ .

إِلَهِي : أَيْنَ الْمَفَرُّ عَنْكَ فَلَا يَسَعُنِي بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَ كُنْ بِي رَءُوفاً رَحِيماً وَ اقْبَلْنِي وَ تَقَبَّلْ مِنِّي ، وَ أَعْظِمْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ بَرَكَةَ الْمَغْفِرَةِ وَ مَثُوبَةَ الْأَجْرِ،  وَ أَرِنِي صِحَّةَ التَّصْدِيقِ بِمَا سَأَلْتُ ، وَ إِنْ أَنْتَ عَمَّرْتَنِي إِلَى عَامٍ مِثْلِهِ وَ يَوْمٍ مِثْلِهِ وَ لَمْ تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي ، فَأَعِنِّي بِالتَّوْفِيقِ عَلَى بُلُوغِ رِضَاكَ ، وَ أَشْرِكْنِي يَا إِلَهِي فِي هَذَا الْيَوْمِ فِي دُعَاءِ مَنْ أَحْبَبْتَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ أَشْرِكْهُمْ فِي دُعَائِي إِذَا أَجَبْتَنِي فِي مَقَامِي هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَإِنِّي رَاغِبٌ إِلَيْكَ لِي وَ لَهُمْ  ، وَ عَائِذٌ بِكَ لِي وَ لَهُمْ ، فَاسْتَجِبْ لِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‏ .

 

دعاء الخروج لصلاة العيد :

فإذا عزمت : على الخروج إلى صلاة العيد فاطعم قبل خروجك و ليكن إفطارك على شي‏ء من التربة بعد أن تقرأ عليها ما مر في آخر الفصل الحادي و الأربعين و أخرج زكاة الفطر قبل خروجك و استفتح خروجك بهذا الدعاء إلى أن تدخل مع الإمام فإن ضاق الوقت عن إتمامه فاقضه بعد الصلاة فتقول.

اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَ إِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي ، وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ .

اللَّهُ أَكْبَرُ : عَلَى مَا هَدَانَا .

 اللَّهُ أَكْبَرُ : إِلَهَنَا وَ مَوْلَانَا .

اللَّهُ أَكْبَرُ : عَلَى مَا أَوْلَانَا وَ حُسْنِ مَا أَبْلَانَا .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَلِيُّنَا الَّذِي اجْتَبَانَا.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : رَبُّنَا الَّذِي خَلَقَنَا وَ سَوَّانَا.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : رَبُّنَا الَّذِي بَرَأَنَا .

اللَّهُ أَكْبَرُ : [رَبُّنَا] الَّذِي أَنْشَأَنَا .

اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي بِقُدْرَتِهِ هَدَانَا.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي بِدِينِهِ حَيَّانَا .

اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي مِنْ فِتْنَتِهِ عَافَانَا.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي بِالْإِسْلَامِ اصْطَفَانَا.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي فَضَّلَنَا بِالْإِسْلَامِ عَلَى مَنْ سِوَانَا .

 

 اللَّهُ أَكْبَرُ : [وَ أَكْبَرُ] سُلْطَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَعْلَى بُرْهَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَجَلُّ سُبْحَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَقْدَمُ إِحْسَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَعَزُّ أَرْكَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَعْلَى مَكَاناً .

اللَّهُ أَكْبَرُ : وَ أَسْنَى شَأْناً .

 

اللَّهُ أَكْبَرُ : نَاصِرُ مَنِ اسْتَنْصَرَ .

اللَّهُ أَكْبَرُ : ذُو الْمَغْفِرَةِ لِمَنْ اسْتَغْفَرَ.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي خَلَقَ فَصَوَّرَ.

 اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي أَمَاتَ فَأَقْبَرَ .

اللَّهُ أَكْبَرُ : الَّذِي إِذَا شَاءَ أَنْشَرَ .

اللَّهُ أَكْبَرُ:  أَقْدَرُ [أَقْدَسُ‏] مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ أَظْهَرُ .

اللَّهُ أَكْبَرُ : رَبُّ الْخَلْقِ وَ الْبَشَرِ وَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ .

اللَّهُ أَكْبَرُ : كُلَّمَا سَبَّحَ اللَّهَ شَيْ‏ءٌ .

وَ كَبَّرَ : وَ كَمَا يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُكَبَّرَ .

 

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ نَبِيِّكَ وَ صَفِيِّكَ وَ نَجِيِّكَ وَ أَمِينِكَ وَ نَجِيبِكَ وَ صَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَ خَلِيلِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ الَّذِي هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَ عَلَّمْتَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ، وَ بَصَّرْتَنَا بِهِ مِنَ الْعَمَى ، وَ أَقَمْتَنَا بِهِ عَلَى الْمَحَجَّةِ الْعُظْمَى ، وَ سَبِيلِ التَّقْوَى ، وَ أَخْرَجْتَنَا بِهِ مِنَ الْغَمَرَاتِ إِلَى جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ،  وَ أَنْقَذْتَنَا بِهِ مِنْ شَفَا جُرُفِ الْهَلَكَاتِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ وَ أَشْرَفَ وَ أَكْبَرَ وَ أَطْهَرَ وَ أَطْيَبَ وَ أَتَمَّ وَ أَعَمَّ وَ أَزْكَى وَ أَنْمَى وَ أَحْسَنَ وَ أَجْمَلَ ، مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : شَرِّفْ مَقَامَهُ فِي الْقِيَامَةِ،  وَ عَظِّمْ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَالَهُ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ الْخَلْقِ مِنْكَ مَنْزِلَةً ،  وَ أَعْلَاهُمْ مَكَاناً ، وَ أَفْسَحَهُمْ لَدَيْكَ مَجْلِساً ، وَ أَعْظَمَهُمْ عِنْدَكَ شَرَفاً ، وَ أَرْفَعَهُمْ مَنْزِلًا .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَئِمَّةِ الْهُدَى الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ الْمُهْتَدِينَ ، وَ الْحُجَجِ عَلَى خَلْقِكَ ، وَ الْأَدِلَّاءِ عَلَى سُنَّتِكَ ، وَ الْبَابِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَى ، وَ التَّرَاجِمَةِ لِوَحْيِكَ ، كَمَا اسْتَنُّوا سُنَّتَكَ ، النَّاطِقِينَ بِحِكْمَتِكَ ، وَ الشُّهَدَاءِ عَلَى خَلْقِكَ .

اللَّهُمَّ : اشْعَبْ بِهِمُ الصَّدْعَ ، وَ ارْتُقْ بِهِمُ الْفَتْقَ ، وَ أَمِتْ بِهِمُ الْجَوْرَ ، وَ أَظْهِرْ بِهِمُ الْعَدْلَ ، وَ زَيِّنْ بِطُولِ بَقَائِهِمُ الْأَرْضَ ،  وَ أَيِّدْهُمْ بِنَصْرِكَ ، وَ انْصُرْهُمْ بِالرُّعْبِ ، وَ قَوِّ نَاصِرَهُمْ ، وَ اخْذُلْ خَاذِلَهُمْ ، وَ دَمْدِمْ عَلَى مَنْ نَصَبَ لَهُمْ ، وَ دَمِّرْ عَلَى مَنْ قَشَمَهُمْ ، وَ افْضُضْ بِهِمْ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ ، وَ شَارِعَةَ الْبِدَعِ ، وَ مُمِيتَةَ السُّنَنِ ، وَ الْمُتَعَزِّزِين بِالْبَاطِلِ ، وَ أَعِزَّ بِهِمُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَذِلَّ بِهِمُ الْمُنَافِقِينَ وَ الْكَافِرِينَ وَ جَمِيعَ الْمُلْحِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : وَ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ وَ النَّبِيِّينَ الَّذِينَ بَلَّغُوا عَنْكَ الْهُدَى ، وَ اعْتَقَدُوا لَكَ الْمَوَاثِيقَ بِالطَّاعَةِ ، وَ دَعَوْا الْعِبَادَ إِلَيْكَ بِالنَّصِيحَةِ ، وَ صَبَرُوا عَلَى مَا لَقُوا مِنَ الْأَذَى وَ التَّكْذِيبِ فِي جَنْبِكَ.

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَيْهِمْ،  وَ عَلَى ذَرَارِيِّهِمْ وَ أَهْلِ بُيُوتَاتِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ ، وَ جَمِيعِ أَشْيَاعِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

اللَّهُمَّ : اخْصُصْ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ الْمُبَارَكِينَ السَّامِعِينَ الْمُطِيعِينَ لَكَ ، الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، بِأَفْضَلِ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِي بَرَكَاتِكَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

 

 فَإِذَا تَوَجَّهَ إِلَى صَلَاةِ الْعِيدِ فَلْيَقُلْ:

 اللَّهُمَّ  : مَنْ تَهَيَّأَ وَ تَعَبَّأَ وَ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ طَلَبِ جَوَائِزِهِ وَ فَوَاضِلِهِ ، فَإِلَيْكَ يَا سَيِّدِي وِفَادَتِي وَ تَهْيِئَتِي وَ إِعْدَادِي وَ اسْتِعْدَادِي رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَوَائِزِكَ وَ نَوَافِلِكَ ، فَلَا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ رَجَائِي يَا مَوْلَايَ ، يَا مَنْ لَا يَخِيبُ عَلَيْهِ سَائِلٌ وَ لَا يَنْقُصُهُ نَائِل ،ٌ فَإِنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَ لَا شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهَا ، وَ لَكِنْ أَتَيْتُكَ خَاضِعاً مُقِرّاً بِالظُّلْمِ وَ الْإِسَاءَةِ ، لَا حُجَّةَ لِي وَ لَا عُذْرَ .

فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ : أَنْ تُعْطِيَنِي مَسْأَلَتِي ، وَ تَقْلِبَنِي بِرَغْبَتِي ، وَ لَا تَرُدَّنِي مَجْبُوهاً وَ لَا خَائِباً ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ  أَرْجُوكَ لِلْعَظِيمٍ ، أَسْأَلُكَ يَا عَظِيمُ أَنْ تَغْفِرَ لِيَ الْعَظِيمَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّد، ٍ وَ ارْزُقْنِي خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ ،  وَ عَظَّمْتَهُ ، وَ تَغْسِلُنِي فِيهِ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِي وَ خَطَايَايَ ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ‏ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ‏ .

 

ثم صل صلاة العيد و قد مر ذكرها في الفصل السابع و الثلاثين .

 

و ادع بعدها بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ : إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمَامِي ، وَ عَلِيٍّ مِنْ خَلْفِي ، وَ أَئِمَّتِي عَنْ يَمِينِي وَ شِمَالِي ، أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ وَ سَخَطِكَ ، وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى ، لَا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ ، فَهُمْ‏ أَئِمَّتِي فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفِي مِنْ عَذَابِكَ وَ سَخَطِكَ‏ ، وَ أَدْخِلْنِي‏ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ‏ .

المصباح جنة الأمان الواقية للكفعمي ص 650 ف46 .


 

الغسل ليوم العيد وصلاته :

الغسل يوم العيد :

قال في إقبال الأعمال : عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 الْغُسْلُ يَوْمَ الْفِطْرِ سُنَّةٌ.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: صلاة العيد يوم الفطر أن تغتسل من نهر ، فإن لم يكن نهر ، وفر أنت بنفسك استيفاء الماء بتخشع ، و ليكن غسلك تحت الظلال أو تحت حائط و تستتر بجهدك ، فإذا هممت بذلك فقل :

اللَّهُمَّ : إِيمَاناً بِكَ ، وَ تَصْدِيقاً بِكِتَابِكَ ، وَ اتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

ثُمَّ سَمِّ : و اغتسل ، فإذا فرغت من الغسل ، فقل :

اللَّهُمَّ : اجْعَلْهُ كَفَّارَةً لِذُنُوبِي ، وَ طَهِّرْ دِينِي . اللَّهُمَّ : أَذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ.

ثم ادع عند التهيؤ للخروج إلى صلاة العيد ، وسيأتي كاملا ، أو تكتفي بما مر.

إقبال الأعمال ج‏1ص 280.


صلاة يوم العيد وأحكامها وكيفيتها :

يا طيب : يخرج لصلاة العيد بعد شروق الشمس ويطعم شيء كما عرفت ويلبس أنظف ثيابه ويمس الطيب ، ويخرج للصلاة وعليه الوقار والسكينة ، وهذه بعض أداب الصلاة والخروج لها .

الدعاء حين الخروج لصلاة العيد :

عن أبي حمزة الثمالي : عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: ادع في الجمعة و العيدين إذا تهيأت للخروج فقل :

اللَّهُمَّ : مَنْ تَهَيَّأَ فِي هَذَا الْيَوْمِ أَوْ تَعَبَّأَ ، أَوْ أَعَدَّ وَ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ ، رَجَاءَ رِفْدِهِ وَ جَائِزَتِهِ وَ نَوَافِلِهِ ، فَإِلَيْكَ يَا سَيِّدِي كَانَتْ وِفَادَتِي وَ تَهْيِئَتِي ، وَ إِعْدَادِي وَ اسْتِعْدَادِي رَجَاءَ رِفْدِكَ وَ جَوَائِزِكَ وَ نَوَافِلِكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ وَصِيِّ رَسُولِكَ ، وَ صَلِّ يَا رَبِّ عَلَى أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ‏ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى‏ بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةُ  الْمَهْدِيُّ  مُحَمَّدٍ بْنِ الْحَسَنِ .

 اللَّهُمَّ : افْتَحْ لَنَا فَتْحاً يَسِيراً ، وَ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً .اللَّهُمَّ : أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَ سُنَّةَ رَسُولِكَ ، حَتَّى لَا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ .

اللَّهُمَّ : إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلَامَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تُذِلُّ بِهَا النِّفَاقَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تَجْعَلُنَا فِيهَا مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى طَاعَتِكَ وَ الْقَادَةِ إِلَى سَبِيلِكَ ، وَ تَرْزُقُنَا بِهَا كَرَامَةَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ : مَا أَنْكَرْنَا مِنْ حَقٍّ فَعَرِّفْنَاهُ ، وَ مَا قَصُرْنَا عَنْهُ فَبَلِّغْنَاهُ .

وَ تَدْعُو اللَّهَ لَهُ : وَ عَلَى عَدُوِّهِ ، وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ .

وَ يَكُونُ آخِرُ كَلَامِكَ : اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَذَكَّرَ فِيهِ فَيَذَّكَّرُ.

إقبال الأعمال ج‏1ص 280.


أحكام صلاة يوم العيد :

صلاة العيدين : وهي واجبة في زمان حضور الإمام مع اجتماع الشرائط ، ومستحبة في عصر غيبة الإمام سواء جماعة أو فرادى ، ولا يعتبر فيها العدد ولا تباعد الجماعتين ، ولا غير ذلك من شرائط صلاة الجمعة .

ويأتي الإمام : بخطبتين بعد الصلاة يفصل بينهما بجلسة خفيفة ، ولا يجب الحضور عندهما ، ولا الإصغاء ، والأحوط عدم تركهما في زمان الغيبة إذا كانت الصلاة جماعة ، لا يتحمل الامام في هذه الصلاة غير القراءة .

و إذا لم تجتمع شرائط وجوبها : كحضور الإمام فالظاهر بطلانها بالشك في ركعتيها حين لم يدري أنه في الأولى أو الثانية فتعاد ، ولزوم قضاء السجدة الواحدة إذا نسيت ، وسجود السهو عند تحقق موجبه .

و إذا شك المصلي : في جزء منها وهو في المحل أتى به ، وإن كان بعد تجاوز المحل مضى ولم يعتني بشكه .


 

وقتها ومكانها وآدابها :

وقتها : من طلوع الشمس إلى الزوال ، والاظهر سقوط قضائها لو فاتت .

ويستحب : الاصحار بها إلا في مكة المعظمة ، فإن الاتيان بها في المسجد الحرام أفضل ، وأن يخرج إليها راجلا حافيا لابسا عمامة بيضاء مشمرا ثوبه إلى ساقه ، وإن لم يتيسر الخروج للصحراء ، فيصلي فتحت السماء أفضل ولو في فناء المسجد أو البيت والسطح أو حتى داخل الظل أو حتى البيت فهي مستحب ولها مستحبات.

وأن يصلّي : على الأرض من دون بساط ولا بارية، وأن يرجع عن المصلّى من غير الطّريق الذي ذهب منه إن أمكن، وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم . وبعد صلاة العيد : يدعوا بالمأثور ، وأن يزور الإمام الحسين عليه السلام .

ويستحب : أن يأكل المؤمن قبل خروجه إلى الصلاة في الفطر ، وبعد عوده في الاضحى مما يضحي به إن كان عيد أضحى.

 ويستحب : الغسل قبلها ، والجهر فيها بالقراءة ، إماما كان أو منفردا ، ورفع اليدين حال التكبيرات ، والسجود على الأرض .

ومن أحكامها : ليس في هذه الصلاة أذان ولا إقامة ، بل يستحب أن يقول المؤذن : الصلاة ثلاثا .


 

 

كيفية صلاة العيد :

يا طيب : من يحب أن يعرف تفاصيل صلاة العيد عليه أن يراجع مرجع تقليده ، وهي في عصر الغيبة مستحبة جماعة أو فرادا ، وصلاة العيد ركعتان فيهما 9 قنوتات ، 5 قنوتات في الركعة الأولى ، و 4 أربعة قنوتات في الركعة الثانية ، وقبل كل قنوت تكبير أي تسعة تكبيرات رافعا يده إلى نحره ثم يقنت، ويضاف لها 3 تكبيرات ، الأول تكبير النية والإحرام ، وقبل الركوعين للركعتين يكبر  لكل ركوع مرة ثم يسجد سجدتين وبعد الثانيين يتشهد ويسلم ، وصفتها كما قال السيد بن طاووس في الإقبال أو الكفعمي في مصباح مع بعض الشرح وهي :

وَ صِفَةُ صَلَاةِ الْعِيدِ : أن يقوم مستقبل القبلة ، فيستفتح الصلاة يتوجه فيها لله تعالى ناويا صلاة العيد .

في الركعة الأول :

و يكبر التكبيرة الأولى : تكبيرة الاستفتاح ، فيحرم بها للصلاة رافع يده إلى نحره ، فإذا توجه :

قرأ الحمد : و سبح اسم ربك الأعلى .

ثم يرفع يده : بالتكبير الثانية :

 فإذا كبر قنت : القنوت الأول ، فبسط كفيه أمامه ، و قال :

 اللَّهُمَّ  أَهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَ الْعَظَمَةِ ، وَ أَهْلَ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ ، وَ أَهْلَ الْعَفْوِ وَ الرَّحْمَةِ ، وَ أَهْلَ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ ،  أَسْأَلُكَ ِحَقِّ هَذَا الْيَوْمِ ، الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيداً ، وَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذُخْراً وَ مَزِيداً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ، وَ أَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ  .

 ثُمَّ يُكَبِّرُ التكبيرة ثَالِثَةً : ويقنت القنوت الثاني بالدعاء أعلاه ، لأن الأولى كانت تكبيرة الإحرام للصلاة والتكبيرة الثانية قرأنا فيها الدعاء أعلاه .

ثم يكبر التكبيرة رَابِعَةً : ويقنت القنوت الثالث ويقرأ الدعاء أعلاه .

ثم يكبر التكبيرة  خَامِسَةً : ويقنت القنوت الرابع ويقرأ الدعاء أعلاه .

ثم يكبر التكبيرة سَادِسَةً : ويقنت القنوت الخامس ويقرأ الدعاء أعلاه .

مِثْلَ ذَلِكَ : يقنت بعد كل تكبيرة ، فيَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الدُّعَاءِ ، فيكون قد قنت بعد كل تكبيرة ( 5 ) خمسة مرات بالإضافة لتكبيرة الإحرام فتكون ستة.

 ثُمَّ يُكَبِّرُ التكبيرة السَّابِعَةَ : وَ يَرْكَعُ بِهَا ، ويسجد سجدتين ثم يقوم .

فَإِذَا صَلَّى هَذِهِ الرَّكْعَةَ .

 

 قَامَ إِلَى الركعة الثَّانِيَةِ :

فَإِذَا اسْتَوَى قَائِماً : قَرَأَ الْحَمْدَ ، وَ سُورَةَ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها .

 ثُمَّ يُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً أولى : ويقتت وَيَقُولُ بَعْدَهَا الدُّعَاءَ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ أعلاه .

 ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَانِيَةً : ويقنت القنوت الثاني أعلاه.

ثم يكبر تكبيرة ثَالِثَةً : وقتت القنوت الثالث بالدعاء أعلاه .

ثم يكبر تكبيرة رَابِعَةً : وقنت القنوت الرابع بالدعاء أعلاه .

مِثْلَ ذَلِكَ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الدُّعَاءِ دعاء القنوت الرابع .

كَبَّرَ التكبيرة الْخَامِسَةَ : وَ رَكَعَ بَعْدَهَا ، ويسجد سجدتين ويتشهد ويسلم مثل صلاة الصبح ، أي تشهد كامل ، ويسبح تسبيحة فاطمة الزهراء ويدعو بما يحب وبالأدعية المأثورة.

فَيَحْصُلُ لَهُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ : وفيها اثْنَتَا عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً : سَبْعٌ تكبيرات : فِي الْأُولَى ، وَ خَمْسٌ فِي الثَّانِيَةِ ، مِنْهَا :

في الركعة الأولى : تَكْبِيرَةُ الِافْتِتَاحِ فِي الْأُولَى وَ تَكْبِيرَةُ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ ، فيكون 5 خمسة مرات قنت في الركعة الأولى قبل كل قنوت تكبير ، وتكبير للإحرام ، وتكبير للركوع ، فيكون سبعة تكبيرات .

وفي الركعة الثانية : يكبر ويقنت 4 أربع مرات بعد قراءة السورتين ، ويكبر تكبير واحد ويركع أي الخامس أي يكون الخامس في الركعة الثانية وبعده يسجد سجدتين ويتشهد ويسلم .

فَإِذَا سَلَّمَ : عَقَّبَ بِتَسْبِيحِ الزَّهْرَاءِ عليها السلام ، وَ مَا خَفَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ ثُمَّ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الآتي .

مصباح المتهجد وسلاح المتعبد ج2ص655.


 

 

سورة الأعلى للركعة الأولى بعد الحمد:

{ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيم ِ

سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا(13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى ( 18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) }

 

قنوت صلاة العيد :

اللَّهُمَّ : أَهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَ الْعَظَمَةِ ، وَ أَهْلَ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ ، وَ أَهْلَ الْعَفْوِ وَ الرَّحْمَةِ ، وَ أَهْلَ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ ،  أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ هَذَا الْيَوْمِ ، الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيداً ، وَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذُخْراً وَ مَزِيداً ،  أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ،  وَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ،  وَ أَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ ،  اللَّهُمَّ  إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا سَأَلَكَ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ ،  وَ أَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الْصّالِحُونَ .

 

سورة الشمس للركعة الثانية بعد الحمد :

{ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا(2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا(13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) } .

 

ويا طيب : يمكن القنوت بما شئت وما ذكرنا هو المشهور وأفضلها وهو المروي في المزار الكبير لأبن المشهدي ص 639 ، الإقبال ج1ص495 ومصباح الكفعمي كما عرفت، كما يمكن قراءة غير السورتان أعلاه وقراءتهما أفضل وهما المرويتان كما يمكن قراءة سورة الغاشية بدل سورة الأعلى ، كما أنه ما ذكرنا من المستحبات لصلاة مستحب في أول تعريف آدابها غير ملزمه فيمكن الصلاة بثوب نظيف ولا يشترط البياض ولا حتى البروز تحت السماء وإن كان الصلاة بمستحباتها أحب وأولى .

والآن نذكر : أفضل الأدعية بعد صلاة العيد ثم زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، كما وأفطر قبل الصلاة بشيء حلو أو ماء ، ولا تنسى زكاة الفطرة فهي قيمة ثلاثة كيلوات من قوتك الغالب ، وإن أعطيت مبلغها أجزأ وكلما زدت في ثمنها حسب سعتك زادك الله خير وبركة ولا يضيع عند الله معروف فلا تبخل ، كما يحسن التوسعة على العيال وإظهار نعمت الله عليك وعليهم ، و تبريك العباد طاعاتهم ، وزيارة معمري القربى وكبار قومك ، وإتحاف الأهل ومن شئت بهدية أو إطعام الطيبات مما أقدرك الله عليه بلا حرج ، فإنه لآل محمد صلى الله عليهم وآلهم عيدا وإن كانوا يتجدد الحزن فيه لأنه حقهم بيد غيرهم ، ولكن أوصونا بإقامة العيد وإظهار نعم الله وآداب الإسلام .

تعقيب صلاة العيد :

قال السيد بن طاووس في الإقبال : ثمّ سبّح تسبيح فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها ، و كبّر التكبير الّذي ذكرناه عقيب صلاة المغرب من ليلة العيد ، و احضر عقلك و قلبك للتحميد و التمجيد و الدعاء بعد صلاة العيد ، فقل:

اللّهُمَّ : إِنِّي سَأَلْتُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي صِيامَ شَهْرِ رَمَضانَ ، وَ أَنْ تُحْسِنَ مَعُونَتِي عَلَيْهِ ، وَ أَنْ تُبَلِّغَنِي اسْتِتْمامَهُ وَ فِطْرَهُ ، وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ فِي ذلِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَ حُسْنِ مَعُونَتِكَ ، وَ تَسْهِيلِ أَسْبابِ تَوْفِيقِكَ وَ أَحْسَنْتَ‏ مَعُونَتِي عَلَيْهِ ، وَ فَعَلْتَ ذلِكَ بِي ، وَ عَرَّفْتَنِي حُسْنَ صَنِيعِكَ ، وَ كَرِيمَ إِجابَتِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ ما رَزَقْتَنِي مِنْ ذلِكَ ، وَ عَلى‏ ما أَعْطَيْتَنِي مِنْهُ .

اللّهُمَّ : وَ هَذا يَوْمٌ عَظَّمْتَ قَدْرَهُ ، وَ كَرَّمْتَ حالَهُ ، وَ شَرَّفْتَ حُرْمَتَهُ ، وَ جَعَلْتَهُ عِيداً لِلْمُسْلِمِينَ ، وَ أَمَرْتَ عِبادَكَ أَنْ يَبْرُزُوا لَكَ فِيهِ ، لِتُوَفّى‏ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ ثَوابَ ما قَدَّمَتْ ، وَ لِتُفَضِّلَ عَلى‏ أَهْلِ النَّقْصِ فِي الْعِبادَةِ ، وَ التَّقْصِيرِ فِي الاجْتِهادِ فِي أَداءِ الْفَرِيضَةِ مِمَّا لا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ ، وَ لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ سِواكَ.

اللّهُمَّ : وَ قَدْ وافاكَ فِي هذا الْيَوْمِ فِي هذا الْمَقامِ ، مَنْ عَمِلَ لَكَ عَمَلًا ، قَلَّ ذلِكَ الْعَمَلُ أَوْ كَثُرَ ، كُلُّهُمْ يَطْلُبُ أَجْرَ ما عَمِلَ ، وَ يَسْأَلُ الزِّيادَةَ مِنْ فَضْلِكَ فِي ثَوابِ صَوْمِهِ لَكَ وَ عِبادَتِهِ إِيَّاكَ ، عَلى‏ حَسَبِ ما قُلْتَ : { يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } .

اللّهُمَّ : وَ أَنَا عَبْدُكَ الْعارِفُ بِما أَلْزَمْتَنِي ، وَ الْمُقِرُّ بِما أَمَرْتَنِي ، الْمُعْتَرِفُ بِنَقْصِ عَمَلِي وَ التَّقْصِيرُ فِي اجْتِهادِي ، وَ الْمُخِلُّ بِفَرْضِكَ عَلَيَّ ، وَ التَّارِكُ لِما ضَمِنْتُ لَكَ عَلى‏ نَفْسِي .

اللّهُمَّ : وَ قَدْ صُمْتُ ، فَشُبْتُ‏ صَوْمِي لَكَ فِي أَحْوالِ الْخَطاءِ وَ الْعَمْدِ ، وَ النِّسْيانِ وَ الذِّكْرِ ، وَ الْحِفْظِ ، بِأَشْياءَ نَطَقَ بِها لِسانِي ، أَوْ رَأَتْها عَيْنِي وَ هَوَتْها نَفْسِي ، أَوْ مالَ إِلَيْها هَوايَ وَ أَحَبَّها قَلْبِي ، أَوْ اشْتَهَتْها رُوحِي ، أَوْ بَسَطْتُ إِلَيْها يَدِي ، أَوْ سَعَيْتُ إِلَيْها بِرِجْلِي ، مِنْ حَلالِكَ الْمُباحِ بِأَمْرِكَ ، إِلى‏ حَرامِكَ الْمَحْظُورِ بِنَهْيِكَ .

اللّهُمَّ : وَ كُلُّ ما كانَ مِنِّي مُحْصىً عَلَيَّ غَيْرَ مُخِلٍّ بِقَلِيلٍ وَ لا كَثِيرٍ ، وَ لا صَغِيرٍ وَ لا كَبِيرٍ .

 اللّهُمَّ : وَ قَدْ بَرَزْتُ إِلَيْكَ وَ خَلَوْتُ بِكَ ، لِأَعْتَرِفُ لَكَ بِنَقْصِ عَمَلِي ، وَ تَقْصِيرِي فِيما يُلْزِمُنِي ، وَ أَسْأَلُكَ الْعَوْدَ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ وَ الْعائِدَةِ الْحَسَنَةِ عَلَيَّ ، بِأَحْسَنِ رَجائِي وَ أَفْضَلِ أَمَلِي وَ أَكْمَلِ طَمَعِي فِي رِضْوانِكَ .

اللّهُمَّ : فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي كُلَّ نَقْصٍ ، وَ كُلَّ تَقْصِيرٍ ، وَ كُلَّ إِساءَةٍ ، وَ كُلَّ تَفْرِيطٍ ، وَ كُلَّ جَهْلٍ ، وَ كُلَّ عَمْدٍ ، وَ كُلَّ خَطاءٍ دَخَلَ عَلَيَّ ، فِي شَهْرِي هذا ، وَ فِي صَوْمِي لَهُ ، وَ فِي فَرْضِكَ عَلَيَّ ، وَهَبهُ لِي ، وَ تَصَدَّقْ بِهِ عَلَيَّ ، وَ تَجاوَزْ لِي عَنْهُ.

يا غايَةَ : كُلِّ رَغْبَةٍ ، وَ يا مُنْتَهى‏ كُلِّ مَسْأَلَةٍ ، وَ اقْلِبْنِي مِنْ وَجْهِي هذا ، وَ قَدْ عَظَّمْتَ فِيهِ جائِزَتِي ، وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتِي وَ كَرَّمْتَ فِيهِ حِبائِي وَ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ ، بِأَفْضَلِ مِنْ رَغْبَتِي وَ أَعْظَمِ مِنْ مَسْأَلَتِي يا إِلهِي.

يا اللَّهُ يا اللَّهُ : يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا اللَّهُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْ‏ءٌ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، الْعَمْدَ مِنْها وَ الْخَطَأَ ، فِي هذا الْيَوْمِ ، وَ فِي هذِهِ السَّاعَةِ .

يا رَبَّ : كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ وَلِيَّهُ ، افْعَلْ ذلِكَ بِي ، وَ تُبْ بِمَنِّكَ وَ فَضْلِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ عَلَيَّ ، تَوْبَةً نَصُوحاً لا أَشْقى‏ بَعْدَها أَبَداً.

يا اللَّهُ يا اللَّهُ : يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، لَكَ الْأَمْثالُ الْعُلْيا وَ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ بَعْدَ الْيَقِينِ ، وَ مِنَ الْكُفْرِ بَعْدَ الإِيمانِ.

يا إِلهِي : أغْفِرْ لِي ، يا إِلهِي تَفَضَّلْ عَلَيَّ ، يا إِلهِي تُبْ عَلَيَّ ، يا إِلهِي ارْحَمْنِي ، يا إِلهِي ارْحَمْ فَقْرِي ، يا إِلهِي ارْحَمْ ذُلِّي ، يا إِلهِي ارْحَمْ مَسْكَنَتِي ، يا إِلهِي ارْحَمْ عَبْرَتِي ، يا إِلهِي لا تُخَيِّبْنِي وَ أَنَا أَدْعُوكَ ، وَ لا تُعَذِّبْنِي وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُكَ ‏.

اللّهُمَّ : إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلام : { وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } ، أَسْتَغْفِرُكَ يا رَبِّ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِي كُلِّها ، ما تَعَمَّدْتُ مِنْها وَ ما أَخْطَأْتُ ، وَ ما حَفِظْتُ وَ ما نَسِيتُ .

اللّهُمَّ : إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الصَّلاةُ وَ السَّلامُ‏ : { وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي ، فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّينَ ، بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ ، وَ بارِكْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ ، وَ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَهُمْ فِيهِ ، وَ أَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَهُمْ مِنْهُ ، فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، عِتْقاً بَتِلًا ، لا رِقَّ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَ لا حِرْقَ بِالنَّارِ ، وَ لا ذُلَّ ، وَ لا وَحْشَةَ ، وَ لا رُعْبَ وَ لا رَوْعَةَ ، وَ لا فَزَعَةَ وَ لا رَهْبَةَ بِالنَّارِ ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِالْجَنَّةِ بِأَفْضَلِ حُظُوظِ أَهْلِها ، وَ أَشْرَفِ كَراماتِهِمْ ، وَ أَجْزَلِ عَطائِكَ‏ لَهُمْ ، وَ أَفْضَلِ جَوائِزِكَ إِيَّاهُمْ ، وَ خَيْرِ حِبائِكَ لَهُمْ .

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَقْلِبْنِي مِنْ مَجْلِسِي هذا ، وَ مِنْ مَخْرَجِي هذا ، وَ لا تَبْقِ لِي فِيما بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ ، وَ لا خَطِيئَةً إِلَّا مَحَوْتَها ، وَ لا عَثْرَةً إِلَّا أَقَلْتَها ، وَ لا فاضِحَةً إِلَّا صَفَحَتْ عَنْها ، وَ لا جَرِيرَةً إِلَّا خَلَّصْتَ مِنْها ، وَ لا سَيِّئَةً إِلَّا وَهَبْتَها لِي ، وَ لا كُرْبَةً إِلَّا وَ قَدْ خَلَّصْتَنِي مِنْها ، وَ لا دَيْناً إِلَّا قَضَيْتَهُ ، وَ لا عائِلَةً إِلَّا أَغْنَيْتَها ، وَ لا فاقَةً إِلَّا سَدَدْتَها ، وَ لا عَرْياً إِلَّا كَسَوْتَهُ .

وَ لا مَرِيضاً : إِلَّا شَفَيْتَهُ ، وَ لا سَقِيماً إِلَّا داوَيْتَهُ ، وَ لا هَمّاً إِلَّا فَرَّجْتُهُ ، وَ لا غَمّاً إِلَّا أَذْهَبْتَهُ ، وَ لا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ ، وَ لا عُسْراً إِلَّا يَسَّرْتَهُ ، وَ لا ضَعْفاً إِلَّا قَوَّيْتَهُ ، وَ لا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَها ، عَلى‏ أَفْضَلِ الْأَمَلِ وَ أَحْسَنِ الرَّجاءِ وَ أَكْمَلِ الطَّمَعِ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ : إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالدُّعاءِ ، وَ دَلَلْتَنِي عَلَيْهِ ، فَسَأَلْتُكَ ، وَ وَعَدْتَنِي الإِجابَةَ ، فَتَنَجَّزْتُ بِوَعْدِكَ ، وَ أَنْتَ الصَّادِقُ الْقَوْلِ الْوَفِيُّ الْعَهْدِ .

اللّهُمَّ وَقَدْ قُلْتَ‏: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }.

 وَ قُلْتَ‏ : { وَ سْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ‏ }.

 وَ قُلْتَ‏ : { وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ } .

اللّهُمَّ : وَ أَنَا أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي مُتَنَجِّزاً لِوَعْدِكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَعْطِنِي كُلَّ ما وَعَدْتَنِي ، وَ كُلَّ امْنِيَّتِي ، وَ كُلَّ سُؤْلِي ، وَ كُلَّ هَمِّي ، وَ كُلَّ نَهْمَتِي ، وَ كُلَّ هَوايَ ، وَ كُلَّ مَحَبَّتِي ، وَ اجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ سائِحاً فِي جَلالِكَ ، ثابِتاً فِي طاعَتِكَ ، مُتَرَدِّداً فِي مَرْضاتِكَ ، مُتَصَرِّفاً فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ ، غَيْرَ مَصْرُوفٍ مِنْهُ ، قَلِيلًا وَ لا كَثِيراً ، فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ مَعاصِيكَ ، وَ لا فِي مُخالَفَةٍ لِأَمْرِكَ‏  ، إِلهُ الْحَقِّ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللّهُمَّ : وَ كَما وَفَّقْتَنِي لِدُعائِكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ وَفِّقْ لِي إِجابَتَكَ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

اللّهُمَّ : مَنْ تَهَيَّأَ ، أَوْ تَعَبَّأَ ، أَوْ أَعَدَّ ، أَوِ اسْتَعَدَّ ، لِوِفادَةٍ إِلى‏ مَخْلُوقٍ ، رَجاءَ رِفْدِهِ وَ جَوائِزِهِ وَ نَوافِلِهِ وَ فَضائِلِهِ وَ عَطاياهُ ، فَالَيْكَ يا سَيِّدِي كانَتْ تَهْيِئَتِي وَ تَعْبِئَتِي ، وَ إِعْدادِي ، وَ اسْتِعْدادِي ، رَجاءَ رِفْدِكَ وَ جَوائِزِكَ وَ فَواضِلِكَ ، وَ نَوافِلِكَ وَ عَطاياكَ .

وَ قَدْ غَدَوْتُ : إِلى‏ عِيدٍ مِنْ أَعْيادِ امَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ‏ ، وَ لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ ، وَ لا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ .

وَ لكِنِّي أَتَيْتُكَ : خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي ، وَ إِساءَتِي إِلى‏ نَفْسِي ، وَ لا حُجَّةَ لِي وَ لا عُذْرَ لِي ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ‏ عَفْوِكَ ، الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخاطِئِينَ ، وَ أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ لَهُمْ عَظِيمَ جُرْمِهِمْ ، وَ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى‏ عَظِيمِ جُرْمِهِمْ‏ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ .

فَيا مَنْ : رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ ، وَ فَضْلُهُ‏  عَظِيمٌ .

يا عَظِيمُ : يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ ، صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ عُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَ عافِيَتِكَ ، وَ تَعَطَّفْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، وَ أَوْسِعْ‏ «6» عَلَيَّ رِزْقَكَ .

يا رَبِّ : إِنَّهُ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلَّا حِلْمُكَ ، وَ لا يَرُدُّ سَخَطَكَ إِلَّا عَفْوُكَ ، وَ لا يُجِيرُ مِنْ عِقابِكَ إِلَّا رَحْمَتُكَ ، وَ لا يُنْجِينِي مِنْكَ إِلَّا التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ هَبْ لِي يا إِلهِي فَرَجاً ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِها تُحْيِي أَمْواتَ الْعِبادِ ، وَ بِها تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلادِ.

وَ لا تُهْلِكْنِي : يا إِلهِي غَمّاً حَتّى‏ تَسْتَجِيبَ لِي ، وَ تُعَرِّفَنِي الإِجابَةَ فِي دُعائِي ، وَ أَذِقْنِي طَعْمَ الْعافِيَةِ إِلى‏ مُنْتَهى‏ أَجَلِي ، وَ لا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَ لا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ ، وَ لا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي .

يا رَبِّ : إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَ إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَ مَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي إِنْ عَذَّبْتَنِي ، وَ مَنْ ذَا الَّذِي يُعَذِّبُنِي إِنْ رَحِمْتَنِي ، وَ مَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي إِنْ أَهَنْتَنِي ، وَ مَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي إِنْ أَكْرَمْتَنِي ، وَ إِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ .

وَ قَدْ عَلِمْتُ يا إِلهِي : أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ جَوْرٌ وَ لا ظُلْمٌ ، وَ لا فِي عُقُوبَتِكَ عَجَلَةٌ ، وَ إِنَّما يَعْجلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ ، وَ إِنَّما يَحْتاجُ إِلَى‏ الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَ قَدْ تَعالَيْتَ عَنْ ذلِكَ سَيِّدِي عُلُوّاً كَبِيراً .

اللّهُمَّ : فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لا تَجْعَلْنِي لِلْبَلاءِ غَرَضاً ، وَ لا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، وَ مَهِّلْنِي وَ نَفِّسْنِي ، وَ أَقِلْنِي‏ عَثْرَتِي ، وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِي ، وَ لا تُتْبِعْنِي بِبَلاءٍ عَلى‏ أَثَرِ بَلاءٍ ، فَقَدْ تَرى‏ ضَعْفِي ، وَ قِلَّةَ حِيلَتِي ، وَ تَضَرُّعِي إِلَيْكَ .

أَعُوذُ بِكَ : اللّهُمَّ الْيَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ أَعِذْنِي ، وَ أَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَجِرْنِي ، وَ أَسْتَرْحِمُكَ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ ارْحَمْنِي ، وَ أَسْتَهْدِيكَ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اهْدِنِي ، وَ أَسْتَنْصِرُكَ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْصُرْنِي ، وَ أَسْتَكْفِيكَ‏ فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اكْفِنِي .

وَ أَسْتَرْزِقُكَ : فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْزُقْنِي‏ ، وَ أَسْتَعْصِمُكَ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي ، فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اعْصِمْنِي ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اغْفِرْ لِي ، فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ لِشَيْ‏ءٍ كَرِهْتَهُ إِنْ شِئْتَ ذلِكَ .

يا رَبِّ : يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اسْتَجِبْ لِي جَمِيعَ ما سَأَلْتُكَ ، وَ طَلبْتُهُ مِنْكَ ، وَ رَغِبْتُ فِيهِ إِلَيْكَ ، وَ أَرِدْهُ وَ قَدِّرْهُ ، وَ اقْضِهِ وَ أَمْضِه ، وَ خِرْ لِي فِيما تَقْضِي مِنْهُ ، وَ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِهِ ، وَ أَسْعِدْنِي بِما تُعْطِينِي مِنْهُ ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَ سَعَةِ ما عِنْدَكَ ، فَإِنَّكَ واسِعٌ كَرِيمٌ ، وَ صِلْ ذلِكَ كُلِّهِ بِخَيْرِ الآخِرَةِ وَ نَعِيمِها ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعالَمِينَ .

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً ، وَ اجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ، اللّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِمْ دِينَكَ وَ سُنَّةَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلامُ ، حَتّى‏ لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ .

اللّهُمَّ : إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ ، فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ ، تُعِزُّ بِهَا الإِسْلامَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَ أَهْلَهُ ، وَ تَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى‏ طاعَتِكَ ، وَ الْقادَةِ إِلى‏ سَبِيلِكَ ، وَ تَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ.

اللّهُمَّ : ما أَنْكَرْنا مِنَ الْحَقِّ فَعَرِّفْناهُ ، وَ ما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ ، اللّهُمَّ وَ اسْتَجِبْ لَنا ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَتَذَكَّرُ فَتَنْفَعُهُ الذِّكْرى‏.

اللّهُمَّ : وَ قَدْ غَدَوْتَ إِلى‏ عِيدٍ مِنْ أَعْيادِ امَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ لَمْ أَثِقْ بِغَيْرِكَ ، وَ لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أَثِقُ بِهِ ، وَ لا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ .

 اللّهُمَّ : بارِكْ لَنا فِي عِيدِنا هذا ، كَما هَدَيْتَنا لَهُ ، وَ رَزَقْتَنا ، وَ أَعِنَّا عَلَيْهِ .

اللّهُمَّ : تَقَبَّلْ مِنَّا ما أَدَّيْتَ عَنّا فِيهِ مِنْ حَقٍّ ، وَ ما قَضَيْتَ عَنّا فِيهِ مِنْ فَرِيضَةٍ ، وَ مَا اتَّبَعْنا فِيهِ مِنْ سُنَّةٍ ، وَ ما تَنَفَّلْنا فِيهِ مِنَ نافِلَةٍ ، وَ ما أَذِنْتَ لَنا فِيهِ مِنْ تَطَوُّع ، وَ ما تَقَرَّبْنا إِلَيْكَ مِنْ نُسُكٍ ، وَ ما اسْتَعْمَلْنا فِيهِ مِنَ الطَّاعَةِ ، وَ ما رَزَقْتَنا فِيهِ مِنَ الْعافِيَةِ وَ الْعِبادَةِ .

اللّهُمَّ : تَقَبَّلْ مِنَّا ذلِكَ كُلَّهُ زاكِياً وافِياً ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللّهُمَّ : لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ، وَ لا تُذِلَّنا بَعْدَ إِذْ أَعْزَزْتَنا ، وَ لا تُضِلَّنا بَعْدَ إِذْ وَفَّقْتَنا ، وَ لا تُهِنّا بَعْدَ إِذْ أَكْرَمْتَنا ، وَ لا تُفْقِرْنا بَعْدَ أَغْنَيْتَنا ، وَ لا تَمْنَعْنا بَعْدَ إِذْ أَعْطَيْتَنا ، وَ لا تَحْرِمْنا بَعْدَ إِذْ رَزَقْتَنا ، وَ لا تُغَيِّرْ شَيْئاً مِنْ نِعَمِكَ عَلَيْنا ، وَ لا إِحْسانِكَ إِلَيْنا لِشَيْ‏ءٍ كانَ مِنَّا ، وَ لا لِما هُوَ كائِنٌ .

فَانَّ فِي كَرَمِكَ : وَ عَفْوِكَ وَ فَضْلِكَ ، سَعَةً لِمَغْفِرَةِ ذُنُوبِنا بِرَحْمَتِكَ ، فَأَعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النَّارِ ، بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، يا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ .

أَسْأَلُكَ : بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فِي هذَا الشَّهْرِ ، أَنْ تَزْدادَ عَنِّي رِضا لا سَخَطَ بَعْدَهُ أَبَداً عَلَيَّ ، وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنِّي ، وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ ، فَمِنَ الآنَ ، فَارْضَ عَنِّي رِضا لا سَخَطَ بَعْدَهُ عَلَيَّ أَبَداً ، وَ ارْحَمْنِي رَحْمَةً لا تُعَذِّبْنِي بَعْدَها أَبَداً ، وَ أَسْعِدْنِي سَعادَةً لا أَشْقى‏ بَعْدَها أَبَداً ، وَ أَغْنِنِي غِنًى لا فَقْرَ بَعْدَهُ أَبَداً ، وَ اجْعَلْ أَفْضَلَ جائِزَتِكَ لِيَ الْيَوْمَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .

وَ أَعْطِنِي : مِنَ الْجَنَّةِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَ إِنْ كُنْتَ بَلَّغْتَنا لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، وَ إِلَّا فَأَخِّرْ آجالَنا إِلى‏ قابِلٍ حَتّى‏ تُبَلِّغَناهُ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَ عافِيَةٍ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا بِشَهْرِ رَمَضانَ ، وَ أَعْطِ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ما سَأَلْتُكَ لِنَفْسِي ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ما شاءَ اللَّهُ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، حَسْبُنا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .

اللّهُمَّ : إِنَّكَ تَرى‏ وَ لا تُرى‏ ، وَ أَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى ، فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى‏ ، تَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى ، فَلَكَ الْحَمْدُ يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي أَعْلا عِلِّيِّينَ .

وَ لَكَ الْحَمْدُ : فِي الظُّلُماتِ وَ النُّورِ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْغُدُوِّ وَ الآصالِ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي الْأَزْمانِ وَ الْأَحْوالِ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ فِي قعْرِ أَرْضِكَ ، وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ كُلِّ حالٍ .

إِلهِي : صَلَّيْنا خَمْسَنا ، وَ حَصَّنَّا فُرُوجَنا ، وَ صُمْنا شَهْرَنا ، وَ أَطَعْناكَ رَبَّنا ، وَ أَدَّيْنا زَكاةَ رُءُوسِنا ،  طَيِّبَةً بِها نُفُوسنا ، وَ خَرَجْنا إِلَيْكَ لِأَخْذِ جَوائِزِنا .

فَصَلِّ : عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لا تُخَيِّبْنا ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِالتَّوْبَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ ، وَ لا تَرُدَّنا عَلى‏ عَقَبِنا ، وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا ، وَ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا ، وَ ارْزُقْنا صِيامَهُ وَ قِيامَهُ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنا .

وَ امْنُنْ : عَلَيْنا بِالْجَنَّةِ ، وَ نَجِّنا مِنَ النَّارِ ، وَ زَوِّجْنا مِنَ الْحُورِ الْعِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ خِيَرَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ ، مُحَمَّدٍ النَّبِي وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً  .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج‏1ص496.


 

 

دعاء الإمام السجاد بعد صلاة العيد :

ولكم يا أخوتي الكرام : هذا الدعاء العظيم المعاني ، الكريم البيان  الجميل الأسلوب  الحسن المفهوم ، وهو عن الإمام سيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام وهو الدعاء السادس والأربعون في الصحيفة السجادية ، ولندعو به في أي وقت وبالخصوص في الأوقات الخاصة به .

وَ كَانَ مِنْ دُعَاءِ الْإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ  الْحُسَيْنِ السَّجَّادُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ قَامَ قَائِماً ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَة َ،  فِي يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ :

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

يَا مَنْ : يَرْحَمُ ، مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ .

وَيَا مَنْ : يَقْبَلُ ، مَنْ لا تَقْبَلُهُ الْبِلاَدُ .

وَيَا مَن : لاَ يَحْتَقِرُ ، أَهْلَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ .

وَيَا مَنْ : لا يُخَيِّبُ ، الملِحِّيْنَ عَلَيْـهِ .

وَيَا مَنْ : لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ ، أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ .

وَيَا مَنْ : يَجْتَبِي صَغِيرَ مَا يُتْحَفُ بِهِ ، وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ .

وَيَا مَنْ : يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيْلِ ، وَيُجَازيْ بِالْجَلِيلِ .

وَيَا مَنْ : يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ .

وَيَا مَنْ : يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ .

وَيَا مَنْ : لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ .

وَيَا مَنْ : يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا.

 

انْصَرَفَتِ الأمَالُ : دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ .

وَأمْتَلاَتْ : بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبات .

وَتَفَسَّخَتْ : دُونَ بُلُوغِ نَعْتِـكَ الصِّفَاتُ .

 

فَلَكَ الْعُلُوُّ : الأعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَال ، وَالْجَلاَلُ الأمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَل .

كُلُّ جَلِيْل : عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، وَكُلُّ شَرِيف فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ .

 

خَابَ : الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ .

وَخَسِرَ : الْمُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ .

وَضَاعَ : الْمُلِمُّونَ إلاّ بِكَ .

وَأَجْدَبَ : الْمُنْتَجِعُـونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ .

 

بَابُكَ : مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ .

وَجُودُكَ : مُبَـاحٌ لِلسَّائِلِينَ .

وَإغاثَتُكَ : قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيْثِينَ .

 

لاَ يَخِيبُ : مِنْـكَ الامِلُونَ ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ .

رِزْقُكَ : مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُعْتَـرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ .

عَـادَتُكَ : الإحْسَـانُ إلَى الْمُسِيئينَ .

وَسُنَّتُـكَ : الإبْقَـاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ .

حَتَّى لَقَدْ : غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَن النُّزُوعِ .

وَإنَّمَا :

تَأَنَّيْتَ : بهمْ لِيَفِيئُوا إلَى أَمْرِكَ .

وَأَمْهَلْتَهُمْ : ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ .

فَمَنْ كَانَ : مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ  خَتَمْتَ لَهُ بِهَا َ.

مَنْ كَانَ : مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ  خَذَلْتَهُ لَهَا

كُلُّهُمْ : صَائِرُونَ إلَى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُمْ آئِلَة إلَى أَمْـرِكَ .

لَمْ يَهِنْ عَلَى طُـولِ مُـدَّتِهِمْ سُلْطَانُـكَ ، وَلَمْ يَـدْحَضْ لِتَـرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ.

حُجَّتُكَ : قَائِمَةٌ لاَ تُدْحَضُ ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزُولُ .

فَالْوَيْلُ : الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ .

وَالْخَيْبَةُ : الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ .

وَالشَّقاءُ : الأشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ .

مَا أكْثَرَ : تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ .

وَمَا أَطْوَلَ : تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ .

وَمَا أَبْعَدَ : غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ .

وَمَا أَقْنَطَهُ : مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ .

عَدْلاً : مِنْ قَضَائِكَ لاَ تَجُورُ فِيهِ .

وَإنْصَافاً : مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ .

فَقَدْ : ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ الاعْذَارَ .

وَقَـدْ : تَقَدَّمْتَ بِـالْوَعِيْـدِ ، وَتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيْبِ .

وَضَرَبْتَ : الأمْثَالَ ، وَأَطَلْتَ الأمْهَالَ وَأَخَّرْتَ .

وَأَنْتَ : مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالْمُبَادَرَةِ .

لَمْ تَكُنْ :

أَنَاتُكَ عَجْزاً ، وَلا إمْهَالُكَ وَهْناً .

وَلاَ إمْسَاكُكَ : غَفْلَةً ، وَلاَ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً .

بَلْ لِتَكُونَ :

حُجَّتُكَ : أَبْلَغَ ،  وَكَرَمُكَ أكمَلَ .

وَإحْسَانُكَ : أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ أَتَمَّ .

كُـلُّ ذلِكَ : كَانَ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كائِنٌ وَلاَ تَزَالُ  .

حُجَّتُكَ :

أَجَلُّ مِنْ أَنْ توصَفَ بِكُلِّهَا .

وَمَجْدُكَ : أَرْفَـعُ مِنْ أَنْ تُحَدَّ بِكُنْهِهِ .

وَنِعْمَتُكَ : أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا.

وَإحْسَانُكَ : أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ .

وَقَدْ قَصَّرَ بِيَ : السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ.

وَفَهَّهَنِي : الامْسَاكُ عَنْ تَمْجيدِكَ .

وَقُصَارَايَ : الاقْرَارُ بِالْحُسُورِ ، لاَ رَغْبَةً  يا إلهِي ، بَلْ عَجْزاً .

فَهَا أَنَا ذَا : أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ .

وَاسْمَعْ : نَجْوَايَ ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي .

وَلاَ تَخْتِمْ : يَوْمِيَ بِخَيْبَتِي ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي .

وَأكْرِمْ : مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي وَإلَيْكَ مُنْقَلَبِي .

إنَّكَ : غَيْرُ ضَائِق بِمَا تُرِيْدُ ، وَلاَ عَاجِز عَمَّا تُسْأَلُ .

وَأَنْتَ : عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيْرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

الصحيفة السجادية ص206د46 .


 

 

زيارة الإمام الحسين في ليلة العيد ويومه :

تهنئه وتذكرة :

عيد سعيد لكم يا موالين : وأفراح تعمكم  وسرور يتغمدكم كل حين ، بحق نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وتقبل الله أعمالكم يا طيبين ، وشكر سعيكم رب العالمين ، ذهب العناء وبقي الأجر الوافر إن شاء الله ، ومتعكم الله بصحة عامة دائمة وعافية شاملة ، وأمن وأمان ونصر دائم ، ووفقكم الله لكل خير ، وأفرحكم بالنصر والتأييد على أعداء آل محمد وفتنهم في كل مكان .

يا أخوتي الطيبين : كرمنا الله بمعرفة الحق وأهله ، وشرفنا بتعاليم الهدى ذي الصراط المستقيم عند المنعم عليهم ، والمصطفين الأخيار آل طه وياسين ، وأهل المصطفى الأمين ، والطيبين الطاهرين بفضل رب العالمين .

وأن كل من يتصل بهم : ويقر لهم بالإمام والولاية والوصاية لرسول الله فيقتدي بهم ، يصل لحقيقة نعيم الهداية ويعرف عظمة الله وهداه بحق ، ويعبد الله بما يحب ويرضا ، ويسير بصراط مستقيم لنعيم دائم هدى ودين ودنيا وآخرة وسعادة واطمئنان و عبودية وحياة كريمة مبتعد عن حب الظالمين والطغاة وكل معصية وشين .

ومن الكرامات : التي شرفنا الله بها في العيد ، وهي عيدية كريمة وإيمانية يقينية ، هي السلام والصلاة وزيارة رمز الكرامة والعزة والفوز من الله بالرضا ، وحقيقة الشهامة والإباء وتعليم الهدى ، ويمثل خلاصة بيان الإخلاص لله في الطاعة والعبودية له تعالى ، فخص سيد شباب أهل الجنة ، وسيد الشهداء أبا عبد الله الحسين في ليلة العيد و يومه ، بزيارة كريمة نقر لله بها بالعبودية وللأئمة بالطاعة ، فنثبت بمعرفتهم على الإيمان الحق ، ونسير بهداهم لخالص طاعة الله وعبودية ، وهي :

 

زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه في ليلتي عيد الفطر و عيد الأضحى‏ :

يا طيب : زيارة الإمام الحسين عليه السلام في أي وقت مستحبة ، ومنها المختصر ، كتكرار : صلى الله عليك يا أبا عبد الله ، ثلاثا ، أو غيرها تجدها في صحيفته عليه السلام ، كما أن لها أداب ، من الطهارة والغسل والتوجه إلى جهته أو القبلة ، وأدعية مخصوصة لنية الزيارة والغسل والقصد والقرب منه وكلها مستحبة ، ويمكن أيتناها كلها أو قسما منها قدر المستطاع ، بل المباشرة بالزيارة .

فهنا : نذكر الزيارة وآدابها كاملة ، ومن كان قربه الإمام في كربلاء مثلا أو سافر وحل عند مرقده المقدس ، أو لم يتيسر لها بعضها يأتي ما يستطيع من آدابها وأدعيتها ، كما يمكن قراءة هذه الأدعية والزيارة حين قصد الإمام وأنت راكب الطائرة أو السيارة بل حتى في البيت قبل الوصول أو في الفندق كالغسل وأدعية والصلاة ، أو قربه قبل الدخول للمرقد المقدس ، لأنه بعضها الآن ليس في طريق الزائر أو لم تتيسر لكل زائر مثل الصوم والغسل ، ولكن يقرأ أدعيتها ، فنذكر حديث مقدمات الزيارة ، ثم نص الزيارة ، وأسألكم الدعاء والزيارة .

 

فضل الزيارة في العيد :

عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام : ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين‏ عليه السلام ؟

 فقال : أحسنت يا بشير :

أيما مؤمن : أتى قبر الحسين عارفا بحقه .

فِي غَيْرِ يَوْمِ عِيدٍ : كتب الله له عشرين حجة و عشرين عمرة مبرورات مقبولات،  و عشرين حجة و عمرة مع نبي مرسل أو إمام عدل .

وَ مَنْ أَتَاهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ : كتب الله له مائة حجة و مائة عمرة و مائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل .

قال قلت له : كيف لي بمثل الموقف ؟

قال : فنظر إلي شبه المغضب ، ثم قال لي : يا بشير :

إن المؤمن : إذا أتى قبر الحسين يوم عرفة و اغتسل من الفرات ثم توجه إليه ، كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها و لا أعلمه إلا قال و غزوة.

الكافي ج4ص580ح1 .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ‏ عليه السلام .

 لَيْلَةً : مِنْ ثَلَاثِ لَيَالٍ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ .

 لَيْلَةَ الْفِطْرِ : و ليلة الأضحى ، و ليلة النصف من شعبان.

كامل الزيارات ص 171ب72ح6 .

وعن عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام :

 مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام :  لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ ، وَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ ، فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ .

كَتَبَ اللَّهُ لَهُ : أَلْفَ حَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ ، وَ أَلْفَ عُمْرَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ ، وَ قُضِيَتْ لَهُ أَلْفُ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

وسائل الشيعة ج‏14ص 476ب54ح2 .


 

 

مقدمات الزيارة :

قال المجلسي رحمه الله : قال مؤلف المزار الكبير لابن المشهدي رحمه الله ، زيارة أخرى : لأبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، يزار بها أيضا في العيدين ، إذا أردت زيارته عليه السلام:

 فصم : ثلاثة أيام ، و اغتسل في اليوم الثالث ، و اجمع أهلك إليك و ولدك . و قل :

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ الْيَوْمَ نَفْسِي وَ أَهْلِي ، وَ مَالِي وَ وُلْدِي ، وَ كُلَّ مَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ ، الشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَ الْغَائبَ .

اللَّهُمَّ : احْفَظْنَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ  وَ احْفَظْ عَلَيْنَا .

اللَّهُمَ‏ : اجْعَلْنَا فِي حِرْزِكَ ، وَ لَا تَسْلُبْنَا نِعْمَتَكَ ، وَ لَا تُغَيِّرْ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَةٍ وَ عَافِيَةٍ ، وَ زِدْنَا مِنْ فَضْلِكَ ، إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ .

 

ثم اخرج : من منزلك خاشعا ، و أكثر من التهليل و التكبير و التحميد و التمجيد ، و الصلاة على النبي ، و امض و عليك السكينة و الوقار  .

و روي : أن الله تعالى : يخلق من عرق زوار قبر الحسين .

من كل عرقة : سبعين ألف ملك ، يسبحون الله و يستغفرون له ، و لزوار الحسين ، إلى أن تقوم الساعة .

 

فإذا لاحت لك : القبة السامية ، فقل :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : وَ سَلامٌ عَلى‏ عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى‏ ، آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ .

وَ سَلامٌ : عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .

وَ سَلَامٌ : عَلَى آلِ يس ، إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ، وَ السَّلَامُ عَلَى الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، الْأَوْصِيَاءِ الصَّادِقِينَ .

الْقَائِمِينَ : بِأَمْرِ اللَّهِ وَ حُجَجِهِ ، السَّاعِينَ إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمُجَاهِدِينَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ .

النَّاصِحِينَ : لِجَمِيعِ عِبَادِهِ ، الْمُسْتَخْلَفِينَ فِي بِلَادِهِ ، الْمُرْشِدِينَ إِلَى هِدَايَتِهِ وَ إِرْشَادِهِ .

 

فإذا أشرفت على قنطرة العلقمي فقل :

اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ قَصَدَ الْقَاصِدُونَ ، وَ فِي فَضْلِكَ طَمِعَ الرَّاغِبُونَ ، وَ بِكَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ ، وَ عَلَيْكَ تَوَكَّلَ الْمُتَوَكِّلُونَ .

وَ قَدْ قَصَدْتُكَ : وَافِداً ، وَ فِي رَحْمَتِكَ طَامِعاً ، وَ لِعِزَّتِكَ خَاضِعاً ، وَ لِوُلَاةِ أَمْرِكَ طَائِعاً ، وَ لِأَمْرِهِمْ مُتَابِعاً .

اللَّهُمَّ : ثَبِّتْنِي عَلَى مَحَبَّةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَ لَا تَقْطَعْ أَثَرِي عَنْ زِيَارَتِهِمْ ، وَ احْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِمْ .

 

فإذا أتيت الفرات :

فَكَبِّرِ اللَّهَ : مائة تكبيرة ، وَ هَلِّلْهُ مائة تهليلة ، وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ مائة مرة.

ثم قل :

اللَّهُمَّ : أَنْتَ خَيْرُ مَنْ وَفَدَ إِلَيْهِ الرِّجَالُ ، وَ شُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ .

وَ أَنْتَ سَيِّدِي : أَكْرَمُ مَزُورٍ ، وَ أَكْرَمُ مَقْصُودٍ .

وَ قَدْ جَعَلْتَ : لِكُلِّ زَائِرٍ كَرَامَةً ، وَ لِكُلِّ وَافِدٍ تُحْفَةً .

فَأَسْأَلُكَ : أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ ، فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَ اشْكُرْ سَعْيِي .

وَ ارْحَمْ : مَسِيرِي إِلَيْكَ مِنْ أَهْلِي، بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ ، بَلْ لَكَ الْمَنُّ عَلَيَّ .

إِذْ جَعَلْتَ : لِيَ السَّبِيلَ ، إِلَى‏ زِيَارَةِ ابْنِ نَبِيِّكَ ، وَ عَرَّفْتَنِي فَضْلَهُ ، وَ حَفِظْتَنِي بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، حَتَّى بَلَّغْتَنِي هَذَا الْمَكَانَ ، وَ قَدْ رَجَوْتُكَ فَلَا تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَ قَدْ أَمَّلْتُكَ فَلَا تُخَيِّبْ أَمَلِي .

وَ اجْعَلْ : مَسِيرِي هَذَا ، كَفَّارَةً لِذُنُوبِي ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

 

و انزل و اغتسل و قل في غسلك :

بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ : وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ الصَّادِقِينَ عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ .

اللَّهُمَّ : طَهِّرْ بِهِ قَلْبِي ، وَ اشْرَحْ بِهِ صَدْرِي ، وَ نَوِّرْ بِهِ قَلْبِي، وَيَسِّرْ بِهِ أَمْرِي.

اللَّهُمَّ : اجْعَلْهُ لِي نُوراً وَ طَهُوراً ، وَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَ آفَةٍ وَ عَاهَةٍ ، وَ سُوءِ مَا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْ لِي شَاهِداً يَوْمَ حَاجَتِي ، وَ فَقْرِي وَ فَاقَتِي إِلَيْكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

 

فإذا فرغت : من غسلك ، فالبس ثوبين طاهرين :

و صل ركعتين خارج المشرعة :

و هو المكان الذي قال الله جل و عز : {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء  وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) } الرعد .

تقرأ في الأولى: فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .

و في الثانية : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

فإذا سلمت : فسبح ، ثم قل :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الْوَاحِدِ الْمُتَوَحِّدِ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .

الَّذِي : هَدانا لِهذا ، وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ ، لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ .

اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً كَثِيراً ، أَبَداً لَا يَنْقَطِعُ وَ لَا يَفْنَى ، حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَ لَا يَنْفَدُ آخِرُهُ ، حَمْداً يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ .

وَ صَلَّى اللَّهُ : عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَ عَلَى آلِهِ الْأَخْيَارِ الْأَبْرَارِ ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .

 

فإذا توجهت إلى الحائر على ساكنه السلام فقل :

اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَ لِبَابِكَ قَرَعْتُ ، وَ بِفِنَائِكَ نَزَلْتُ ، وَ بِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ ، وَ لِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ ، وَ بِوَلِيِّكَ تَوَسَّلْتُ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْ زِيَارَتِي مَبْرُورَةً ، وَ دُعَائِي مَقْبُولًا .

 

ثم امش : و قصر خطاك ، و عليك السكينة و الوقار و الخشوع .

وَ التَّكْبِيرُ : وَ التَّهْلِيلُ وَ التَّحْمِيدُ وَ التَّمْجِيدُ ، وَ الثَّنَاءُ عَلَى اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ .

وَ الْبَرَاءَةُ : مِمَّنْ أَسَّسَ الْجَوْرَ وَ الظُّلْمَ عَلَيْهِمْ ، وَ دَفَعَهُمْ عَنْ مَقَامَاتِهِمْ ، وَ أَزَالَهُمْ عَنْ مَرَاتِبِهِمْ ، وَ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً ، أَوْ جَحَدَهُمْ حَقّاً .

 

و إذا أردت الاستئذان :

فقم عند باب القبة و ارم بطرفك نحو القبر و قل :

يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، عَبْدُكَ وَ ابْنُ أَمَتِكَ ، الذَّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ الْمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ ، وَ الْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ .

جَاءَكَ : مُسْتَجِيراً بِكَ ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ ، مُتَوَسِّلًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكَ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ ، أَ أَدْخُلُ يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهَذَا الْحَرَمِ الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ .

بحار الأنوار ج98ص357ب30ح3،2 ،  المزار الكبير ص 138.

 

 

نص الزيارة الإمام الحسين عليه السلام:

قال المفيد و السيد و الشهيد رضي الله عنهم :

 إذا أردت زيارته في الليلتين المذكورتين ( ليلتي العيد ) .

فقف : على باب القبة و ارم بطرفك نحو القبر مستأذنا ، فقل :

يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

عَبْدُكَ : وَ ابْنُ أَمَتِكَ ، الذَّلِيلُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ الْمُصَغَّرُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكَ ، وَ الْمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ .

جَاءَكَ : مُسْتَجِيراً بِكَ ، قَاصِداً إِلَى حَرَمِكَ ، مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ ، مُتَوَسِّلًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِكَ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ ، أَ أَدْخُلُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِهَذَا الْحَرَمِ ، الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْمَشْهَدِ .

 

فإن خشع : قلبك ، و دمعت عينك .

فأدخل : رجلك اليمنى قبل اليسرى ، و قل :

بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ : وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ .

اللَّهُمَّ : أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً ، وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ .

 

ثم قل :

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً : وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً ، وَ سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ : الْفَرْدِ الصَّمَدِ ، الْمَاجِدِ الْأَحَدِ ، الْمُتَفَضِّلَ الْمَنَّانِ ، الْمُتَطَوِّلِ الْحَنَّانِ ، الَّذِي  مِنْ تَطَوُّلِهِ ، سَهَّلَ لِي زِيَارَةَ مَوْلَايَ بِإِحْسَانِهِ ، وَ لَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيَارَتِهِ مَمْنُوعاً ، وَ لَا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً ، بَلْ تَطَوَّلَ وَ مَنَحَ .

 

ثم أدخل : فإذا توسطت و صرت حذاء ( إزاء قرب جنب مقابل ) القبر ، فقم حذاءه ( جنبه وإزاءه مقابله ) بخضوع و بكاء و تضرع ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ.

 السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ أَمِينِ اللَّهِ‏ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ

 السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ عَلِيٍّ حُجَّةِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْوَصِيُّ ، الْبَرُّ التَّقِيُّ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ ، وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ جَاهَدْتَ : فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، حَتَّى اسْتُبِيحَ حَرَمُكَ ، وَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً .

 

ثم قم : عند رأسه ، خاشعا قلبك ، دامعة عينك ، ثم قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا بَطَلَ الْمُسْلِمِينَ .

يَا مَوْلَايَ :

أَشْهَدُ أَنَّكَ : كُنْتَ نُوراً ، فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ ، وَ الْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا ، وَ لَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ ، وَ أَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ مَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّ : الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ ، كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ أَعْلَامُ الْهُدَى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا .

 

ثم انكب : على القبر ، و قل :

إِنَّا لِلَّهِ : وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ .

يَا مَوْلَايَ : أَنَا مُوَالٍ لِوَلِيِّكُمْ ، وَ مُعَادٍ لِعَدُوِّكُمْ ، وَ أَنَا بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ .

بِشَرَائِعِ : دِينِي ، وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي .

وَ قَلْبِي : لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ ، وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ .

يَا مَوْلَايَ : أَتَيْتُكَ خَائِفاً فَآمِنِّي ، وَ أَتَيْتُكَ مُسْتَجِيراً فَأَجِرْنِي ، وَ أَتَيْتُكَ فَقِيراً فَأَغْنِنِي .

سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ : أَنْتَ مَوْلَايَ ، حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

آمَنْتُ : بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِيَتِكُمْ ، وَ بِظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ ، وَ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : التَّالِي لِكِتَابِ اللَّهِ ، وَ أَمِينُ اللَّهِ ، الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .

لَعَنَ اللَّهُ : أُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

 

ثم صل : عند الرأس ركعتين ، فإذا سلمت ، فقل :

اللَّهُمَّ : إِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ ، وَ لَكَ رَكَعْتُ ، وَ لَكَ سَجَدْتُ ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، فَإِنَّهُ‏  لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ وَ الرُّكُوعُ وَ السُّجُودُ إِلَّا لَكَ ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلَامِ وَ التَّحِيَّةِ ، وَ ارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلَامَ .

اللَّهُمَّ : وَ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ ، هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى سَيِّدِيَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ على آلِهِ‏ ، وَ تَقَبَّلْهُمَا مِنِّي ، وَ أْجُرْنِي عَلَيْهِمَا أَفْضَلَ أَمَلِي وَ رَجَائِي فِيكَ ، وَ فِي وَلِيِّكَ ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ .

 

ثم انكب : على القبر ، و قبله ، و قل :

السَّلَامُ : عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ ، أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَشْهَدُ ، أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ ، وَ صَفِيُّكَ الثَّائِرُ بِحَقِّكَ .

أَكْرَمْتَهُ : بِكَرَامَتِكَ ، وَ خَتَمْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ ، وَ جَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ ، وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ .

وَ أَكْرَمْتَهُ : بِطِيبِ الْوِلَادَةِ ، وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ .

فَأَعْذَرَ : فِي الدُّعَاءِ ، وَ مَنَحَ النَّصِيحَةَ ، وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ ، حَتَّى اسْتَنْقَذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ وَ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ .

وَ قَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ : مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا ، وَ بَاعَ حَظَّهُ مِنَ الْآخِرَةِ بِالْأَدْنَى ، وَ تَرَدَّى فِي هَوَاهُ .

وَ أَسْخَطَكَ : وَ أَسْخَطَ نَبِيَّكَ .

وَ أَطَاعَ : مِنْ عِبَادِكَ ، ، أُولِي الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ ، وَ حَمَلَةَ الْأَوْزَارِ ، الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ .

فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ : صَابِراً مُحْتَسِباً ، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ .

حَتَّى سُفِكَ : فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ ، وَ اسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ .

اللَّهُمَّ : الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا ، وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .

 

 

ثم اعطف : على علي بن الحسين ، و هو عند رجل الحسين عليه السلام ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْمَظْلُومُ الشَّهِيدُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ، عِشْتَ سَعِيداً ، وَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً شَهِيداً .

 

ثم انحرف : إلى قبور الشهداء ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : أَيُّهَا الذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ .

بِأَبِي أَنْتُمْ : وَ أُمِّي ، فُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً .

 

ثم امض : إلى مشهد العباس بن علي عليه السلام ، و قف على ضريحه الشريف ، و قل‏ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ ، وَ الصِّدِّيقُ الْمُوَاسِي .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : آمَنْتَ بِاللَّهِ ، وَ نَصَرْتَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ دَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ ، وَ وَاسَيْتَ بِنَفْسِكَ .

فَعَلَيْكَ : مِنَ اللَّهِ أَفْضَلُ التَّحِيَّةِ وَ السَّلَامُ .

 

ثم انكب : على القبر ، و قل :

بِأَبِي أَنْتَ : وَ أُمِّي ، يَا نَاصِرَ دِينِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا نَاصِرَ الْحُسَيْنِ الصِّدِّيقَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدَ .

عَلَيْكَ مِنِّي : السَّلَامُ ، مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ .

ثم صل : عند رأسه ركعتين ، و قل ما قلت عند رأس الحسين عليه السلام من دعاء هدية الصلاة له .

 

فارجع : إلى مشهد الحسين عليه السلام ، و أقم عنده ما أحببت ، إلا أنه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك .

فإذا أردت : وداعه فقم عند الرأس ، و أنت تبكي و تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَوْلَايَ ، سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ .

فَإِنْ أَنْصَرِفْ : فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ .

وَ إِنْ أُقِمْ : فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ .

يَا مَوْلَايَ : لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ ، وَ رَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ .

وَ الْمُقَامَ : فِي حَرَمِكَ ، وَ الْكَوْنَ فِي مَشْهَدِكَ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

 

ثم قبله : و أمر سائر بدنك ، فإنه أمان و حرز ، و اخرج من عنده القهقرى ، لا توله دبرك ، و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا بَابَ الْمَقَامِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَرِيكَ الْقُرْآنِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ الْخِصَامِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِينَةَ النَّجَاةِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا مَلَائِكَةَ رَبِّيَ الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْحَرَمِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَبَداً مَا بَقِيتُ ، وَ بَقِيَ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ .

و قل :

إِنَّا لِلَّهِ : وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

 

ثم انصرف : مرحوما مغبوطا إن شاء الله تعالى .

 قال السيد رحمه الله : فإذا فعلت ذلك ، كنت كمن زار الله في عرشه .

 

 قال العلامة المجلسي رحمه الله بيان :

قوله : و لا عن ذمته مدفوعا : الذِمة بالكسر العهد . و الأمان : و الضمان‏ . و الحرمة : و الحق . و البَطل : بالتحريك الشجاع .

قوله : لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، أي لم يصادفك في آبائك كافر و لا فاسق ، متصف بصفات الجاهلية ، بل كلهم كانوا معصومين مطهرين ، و مدلهمات الثياب : أيضا كناية عنها . و يحتمل : أن يكون إحداهما إشارة إلى طيب الولادة منه و من آبائه الكرام إلى آدم عليهم السلام ، أو إلى عدم عروض الشكوك و الشبه له .

 و المعقل : الحصن ، و يحتمل رفعه بالعطف على الجار ، قوله : كلمة التقوى ، إفراد بعض الفقرات للحمل على كل واحد ، أو للإشارة إلى أنهم من نور واحد ، و كرجل واحد ، لتوافقهم في العلوم و الفضائل و الكمالات .

قوله : قتيل العبرات : العبرة بالفتح الدمعة ، أو تردد البكاء في الصدر ، أي القتيل الذي تسكب عليه العبرات ، كما قال صلوات الله عليه : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر .

قوله : الثائر بحقك : أي يطلب دمه و دماء أهل بيته في الرجعة بحقك و بحكمك ، أو في الأولى أيضا طلب دم أبيه بالحق أو قتل الناس بالحق ، و يحتمل أن يكون الثائر : بمعنى المقتول،  قال الفيروزآبادي : الثأر : الدم و الطلب به ، و قاتل حميمك ، و الثائر : من لا يبقى على شي‏ء حتى يدرك ثاره ، انتهى . و لا يبعد أن يكون مستعملا في مطلق الطلب ، أي الطالب بحقك .

قوله : فأعذر في الدعاء : أي بالغ فيه حتى أبدى عذره ، و الـمُهجة بالضم الدم ، أو دم القلب و الروح.

بحار الأنوار ج98ص353ب30ح1 . مصباح الزائر ص 172- 175 و مزار الشهيد ص 48- 50 و فيه الى نهاية زيارة الشهداء .

 

دعاء الندبة :

يا طيب : دعاء الندبة من أفضل الأدعية ، ونسأل الله أن يسرع لنا ما نطلب وننتدب ، وفيه تأريخ الدين من أول شروعه ، وبالخصوص الدين الإسلامي ، وما فيه العقائد الحقة ، وتعريف وبيان أهل هدى الصادق وصراطه المستقيم والمنعم عليهم على طول التأريخ واقعا المصطفين الأخيار والمجتبين من الشهداء والصديقين ، ووتعريف لأولياء أمر الله وثباتهم وصبرهم .

وهو دعاء كريم : يستحق التلاوة والتدبر فيه ومعرفة حقائقه ومعانيه .

و الدُّعاء : اسم صوت المنادي الجمع أَدعية  ، و دَعا فعل دعا  إلى ، دعا  بـ ، دعا  على ، دعا  لـ ، يَدعُو  ادْعُ  ، مصدر دُعَاءٌ ، دَعْوٌ ، دَعْوَةٌ دُعاءً .

و الدُّعاءُ  : ما يُدْعَى به الله من القول ،‏ الدعاء  للمريض ‏: طلب الشفاء من الله ‏، الدعاء  بالبركة ‏: ‏ طلب النماء والزيادة ‏، الدعاء  بالخير ‏:‏ الخير هو الحسن لذاته ولما يحققه من نفع وسعادة وهو سؤال الله تعالى هذا الخير ‏، ولدعاء  بالشر ‏: الشر هو السوء والفساد , والدعاء بالشر هو أن يسأل الإنسان الله تعالى أن ينزل السوء بشخص ما ‏، الدعاء  على العصاة ‏: سؤال الله تعالى أن ينزل نقمته وغضبه على المذنبين ‏، الدعاء بالعافية ‏:‏ هو سؤال الله تعالى الصحة الجيدة والنجاة من الأمراض ‏، الدعاء  بالهداية ‏:‏ سؤال الله تعالى الرشاد وحسن الخلق ‏، الدعاء  في المرض ‏: الدعاء  بالشفاء أثناء المرض ‏، الدعاء  للمؤمنين والمؤمنات ‏: ‏ سؤال الله عز وجل الخير والفلاح للرجال والنساء من المؤمنين ‏،‏ التأمين بعد  الدعاء  ‏: وهو قول آمين أي اللهم استجب بعد الدعاء بالخير ‏، الدعاء  بمغفرة الذنوب ‏: ‏ أي الطلب من الله تعالى أن يمحو الذنوب ويتجاوز عنها ‏، الدعاء  عند الإفطار ‏: ‏الأدعية  الذي وردت به السنة عند الإفطار بعد الصيام ‏وفي ليالي وأيام شهر رمضان وغيره.

وفي دعاء الندبة : كل المعاني أعلاه فيه ، وهو يدعى به في الأعياد ويوم الجمعة ، ونندب وننادي ونستغيث الله أن يعجل في فرج وليه وإمام الحق صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عليه السلام .

و النُّدْبَةُ : نَدُبَ : اسم لجمع ندوب ، و نُدَباء مصدر نَدَبَ، أَفْرَغَ نَدْبَهُ رِثَاءهُ وَمَا يُصَاحِبُهُ مِنْ أَنِينٍ وَتَوَجُّعٍ، و رَجُلٌ  َدْبٌ سَرِيعٌ إِلَى الفَضَائِلِ ، خَفِيفٌ حَذِرٌ نَشِيطٌ ظَرِيفٌ ، ندوب الزمان : آثار أحداثه على الإنسان ، النُّدْبَةُ : تَعْداد محاسن المندوب وخصاله الحميدة وفعاله الجميلة ، وأنتدب الشَّخصَ للأمر ندَبه  دعاه إليه فكلّفه إيّاه وانتدبه للقيام بمهمّة ، وانْتَدَبَ للأمر استجاب وسارع . اِنْتَدَبَ  لِلدَّعْوَةِ اِسْتَجابَ لَها ، اِنْتَدَب الشَّيْءُ ظَهَرَ .

ولذا ندعو ونندب : ونستحث رب العلى لظهور وليه سريعا ، ونطلب منه أن يستجيب لنا ويعجل في ظهور مولانا صاحب الزمان بعد أن نعدد رعايته وعنايته تعالى بخلقه إذ أختار لهم من أول خلقهم نبي بعد نبي وكل منهم له معجزات وخصائص إلى أن تختم النبوة بنينا الأكرم ونذكر أهم خصائصه ، ثم نذكر كيف أن الله لم يمهل الخلق بعد ختم النبوة ، ووضع لهم أخيه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة بعده ، ونذكر أدلة قرآنية وأحاديث نورانية تعرفه .

ثم يبين الدعاء : أن الطغاة والعصاة لم تعتني بوصية الله ورسوله ، بل غصبت حقهم وحاربتهم ، وأعتدت عليهم بأنواع الظلم والقتل والحروب .

ثم نطلب من الله تعالى : أن يظهر وليه وحجة وإمام الحق من آل محمد ليقيم دينه وينتقم من أعداءه ويبيد ظلمهم، ويقيم العدل والحق والهدى ، ويجعلنا من أعوانه وأنصاره ، وأما الدعاء :

قال بن المشهدي في المزار الكبير : قال محمد بن أبي قرة : نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء، و ذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه و عجل فرجه و فرجنا به، و يستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة:

وقال السيد بن طاووس في الإقبال : دعاء آخر بعد صلاة العيد ، و يدعى به في الأعياد الأربعة ، واللفظ له :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، وَ لَهُ الْحَمْدُ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلى‏ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .

اللّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلى‏ ما جَرى‏ بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ ، الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دِينِكَ ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ ، الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَ لا اضْمِحْلالَ ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيا الدَّنِيَّةِ ، وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها  .

 فَشَرَطُوا : لَكَ ذلِكَ ، وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ .

فَقَبِلْتَهُمْ : وَ قَرَّبْتَهُمْ ، وَ قَدَّرْتَ‏ لَهُمُ ، الذِّكْرَ الْعَلِيَّ ، وَ الثَّناءَ الْجَلِيَّ ، وَ أَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ ، وَ كَرَّمْتَهُمْ‏ بِوَحْيِكَ ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ ِلَيْكَ ، وَ الْوَسِيلَةَ إِلى‏ رِضْوانِكَ .

فَبَعْضٌ : أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ ، إِلى‏ أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْها ، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ‏ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ .

وَ بَعْضٌ : اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلًا ، وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخرِينَ ، فَأَجَبْتَهُ ، وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً ز

 وَ بَعْضٌ : كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً ، وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَ وَزِيراً .

وَ بَعْضٌ : أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ ، وَ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ .

وَ كُلٌ‏ : شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً ، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً ، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ ، مِنْ مُدَّةٍ إِلى‏ مُدَّةٍ ، إِقامَةً لِدِينِكَ ، وَ حُجَّةً عَلى‏ عِبادِكَ ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ ، وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى‏ أَهْلِهِ ، وَ لا يَقُولَ‏ أَحَدٌ لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا مُنْذِراً ، وَ أَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً ، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى‏ .

إِلى‏ أَنْ إِنْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ : إِلى‏ حَبِيبِكَ وَ نَجِيبِكَ ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، فَكانَ‏ ، كَما انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ ، وَ أَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ ، وَ أَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ ، قَدَّمْتَهُ عَلى‏ أنْبِيائِكَ ، وَ بَعَثْتَهُ إِلى‏ الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ ، وَ أَوْطَأْتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ ، وَ عَرَجْتَ بِرُوحِهِبِهِ إِلى‏ سَمائِكَ ، وَ أَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَ ما يَكُونُ الَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ .

ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ : وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَ الْمُسَوِّمِينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ .

 وَ وَعَدْتَهُ : أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .

وَ ذلِكَ : بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ‏  مُبَوَّءَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ.

وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ :{أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ   فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن  دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} .

وَ قُلْتَ‏ : { إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .

وَ جَعَلْتَ : أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ ، فَقُلْتَ‏ : { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ } .

وَ قُلْتَ‏: { ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ }.

 وَ قُلْتَ‏ :  { ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى‏ رَبِّهِ سَبِيلًا } .

 فَكانُوا : هُمُ السَّبِيلُ إِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ إِلى‏ رِضْوانِكَ .

فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ :

 أَقامَ وَلِيَّهُ : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما ادِياً ، إِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرُ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ .

 فَقالَ وَ الْمَلأُ أَمامَهُ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ ، وَ عادِ مَنْ عاداهُ ، وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ .

وَ قالَ : مَنْ كُنْتُ أَنَا نَبِيهُ‏  فَعَلِيٌّ أَمِيرُه .

 وَ قالَ: أَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ ، وَ سائِرُ النّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى‏ .

وَ أَحَلَّهُ : مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى‏ ، فَقالَ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى‏ إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي.

وَ زَوَّجَهُ : أبْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ ، وَ أَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ ، وَ سَدَّ الْأَبْوابَ إِلَّا بابَهُ .

ثُمَّ أَوْدَعَهُ : عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ ، فَقالَ: أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِيٌّ بابُها ، فَمَنْ أَرادَ الْمَدِينَةَ ، فَلْيَأْتِها مِنْ بابَها .

ثُمَّ قالَ لَهُ : أَنْتَ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وارِثِي ، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي ، وَ دَمُكَ مِنْ دَمِي ، وَ سِلْمُكَ سِلْمِي ، وَ حَرْبُكَ حَرْبِي ، وَ الإِيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ ، كَما خالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي ، وَ أَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَلِيفَتِي ، وَ أَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي ، وَ تُنْجِزُ عِداتِي ، وَ شِيعَتُكَ عَلى‏ مَنابِرَ مِنْ نُورٍ ، مُبْيَضَّةً وجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جِيرانِي ، وَ لَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِي.

 

فَكَانَ بَعْدَهُ : هُدىً مِنَ الضَّلالِ ، وَ نُوراً مِنَ الْعَمى‏ ، وَ حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِينِ ، وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقِيمِ ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ ، وَ لا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ ، وَ لا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبهِ ، يَحْذُو حَذْوَ  الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‏  ، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأْوِيلِ ، وَ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ .

قَدْ وَتَرَ : فِيهِ صَنادِيدَ  الْعَرَبِ ، وَ قَتَلَ أَبْطالَهُمْ ، وَ ناوَشَ‏ ذُؤْبانَهُمْ ، وَ أَوْدَعَ‏ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ .

فَأَضَبَّتْ‏ : عَلى‏ عَداوَتِهِ ، وَ أكَبَّتْ عَلى‏ مُنابَذَتِهِ‏ حَتّى‏ قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَ الْقاسِطِينَ وَ الْمارِقِينَ .

وَ لَمَّا قَضى‏ نَحْبَهُ‏ : وَ قَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرِينَ يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ .

 لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :  فِي الْهادِينَ بَعْدَ الْهادِينَ ، وَ الأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى‏ مَقْتِهِ ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى‏ قَطِيعَةِ رَحِمِهِ  وَ إِقْصاءِ وَلَدِهِ ، إِلَّا الْقَلِيلُ مِمَّنْ وَفى‏ لِرِعايَةِ الْحَقِّ فِيهِمْ .

فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ : وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ ، وَ اقْصِيَ مَنْ اقْصِيَ ، وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى‏ لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ ، إِذْ كانَتِ الْأَرْضُ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا ، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .

فَعَلى‏ الْأَطائِبِ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما ، فَلْيَبْكِ الْباكُونَ ، وَ إِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتذْرفِ‏ الدُّمُوعُ ، وَ لْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ ، وَ يَضِجَّ الضَّاجُّونَ ، وَ يَعِجَ‏ الْعاجُّونَ.

أَيْنَ الْحَسَنُ : أَيْنَ الْحُسَيْنُ ، أَيْنَ أَبْناءُ الْحُسَيْنِ ، صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ ، أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ ، أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ ، أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ ، أَيْنَ الْأَقْمارُ الْمُنِيرَةُ ، أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ ، أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ.

أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ : الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ  ، أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ ، أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لإقامَةِ الْأَمْتِ‏ وَ الْعِوَجِ ، أَيْنَ الْمُرْتَجى‏ لِازالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ ، أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الْفَرائِضِ وَ السُّنَنِ ، أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ  لإِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّرِيعَةِ ، أَيْنَ الْمُؤَمِّلُ لِاحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ ، أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَ أَهْلِهِ.

أَيْنَ قاصِمُ : شَوْكَةِ الْمُعْتَدِينَ ، أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ ، أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانَ وَ الطُّغْيانِ ، أَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ ، أَيْنَ طامِسُ‏ آثارِ الزَّيْغِ وَ الْأَهْوالِ ، أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَ الافْتِراءِ ، أَيْنَ مُبِيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ ، أَيْنَ مُسْتَأْصِلُ أَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْلِيلِ وَ الإِلْحادِ.

أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِياءِ : وَ مُذِلُّ الْأَعْداءِ ، أَيْنَ جامِعُ الْكَلمَةِ عَلَى التَّقْوى‏ ، أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى ، أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الْأَوْلِياءُ ، أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ السَّماءِ ، أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى‏ ، أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا.

أَيْنَ الطَّالِبُ : بِذُحُولِ‏ الْأَنْبِياءِ وَ أَبْناءِ الْأَنْبِياءِ ، أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاء ، أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى‏ مَنْ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى

 أَيْنَ الْمُضْطَرُّ : الَّذِي يُجابُ إِذا دَعى‏ ، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ‏ ذُو الْبِرِّ وَ التَّقْوى‏ ، أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفى‏ وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى‏ ، وَ ابْنُ خَدِيجَةَ الْغَرَّاءِ وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى‏ .

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي : وَ نَفْسِي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِما ، يَا بْنَ السَّادَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمِينَ ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيِّينَ‏ ، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبِينَ ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الْأَنْجَبِينَ ، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبِينَ ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الْأَكْرَمِينَ، يَا بْنَ الْأَطائِبِ الْمُعَظَّمِينَ الْمُطَهَّرِينَ ، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنِيرَةِ ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضِيئَةِ ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ ، يَا بْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ .

يَا بْنَ السُّبُلِ : الْواضِحَةِ ، يَا بْنَ الْأَعْلامِ اللَّائِحَةِ ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ ، يَا بْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقِيمِ ، يَا بْنَ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ.

يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ : يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ ، يَا بْنَ الْبَراهِينَ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ ، يَا بْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ ، يَا بْنَ طه وَ الْمُحْكَماتِ ، يَا بْنَ يس وَ الذَّارِياتِ ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى ، دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى .

لَيْتَ شِعْرِي : أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى‏ ، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ‏ أَوْ ثَرى‏ ، أَ بِرَضْوى‏ أَمْ غَيْرِها أَمْ ذِي طُوى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرى الْخَلْقَ وَ لا تَرى‏ ، وَ لا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَ لا نَجْوَى ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونَيِ الْبَلْوَى ، وَ لا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَ لا شَكْوى‏ .

بِنَفْسِي أَنْتَ : مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا ، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ‏ عَنَّا ، بِنَفْسِي أَنْتَ امْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى‏ ، مِنْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا ، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لا يُسامى‏ ، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ‏ مَجْدٍ لا يُجازى‏ ، بِنَفْسِي أَنْتَ‏ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى‏ ، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ‏ شَرَفٍ لا يُساوى‏ .

إلى‏ مَتى‏ : أُحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ ، وَ الى‏ مَتى‏ ، وَ أَيَّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ ، وَ أَيَّ نَجْوى‏ ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَ أُناغى‏ ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى‏ ، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى‏ .

هَلْ مِنْ مُعِينٍ : فَأُطِيلَ مَعَهُ الْعَوِيلَ وَ الْبُكاءَ ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا ، هَلْ قُذِيتْ‏ عَيْنٌ فَساعَدْتَها عَيْنِي عَلَى الْقَذى‏ ، هَلْ إِلَيْكَ يَا بْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقى‏ ، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِغَدِهِ فَنَحْظى‏ ، مَتى‏ نَرِدُ مَناهِلَكَ الروِيَّةَ فَنَروى‏ ، مَتى‏ نَنْتَقِعُ‏ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى‏ ، مَتى‏ نُغادِيكَ وَ نُراوِحُكَ‏ فَتَقِرُّ عُيُونُنا ، مَتى‏ تَرانا وَ نَريكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى‏.

أَ تَرانا نَحُفُّ بِكَ : وَ أَنْتَ تَؤُمُّ الْمَلأَ ، وَ قَدْ مَلأْتَ الْأَرْضَ عَدْلًا ، وَ أَذَقْتَ أَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً ، وَ أَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَ اجْتَثَثْتَ‏ أُصُولَ الظَّالِمِينَ .

 وَ نَحْنُ نَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللّهُمَّ : أَنْتَ كَشّافُ الْكُرَبِ وَ الْبَلْوَى ، وَ إِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فِعِنْدَكَ الْعَدْوى‏ ، وَ أَنْتَ رَبُّ الآخِرَةِ وَ الأُولى ، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى‏ ، وَ أَرِهِ‏ سَيِّدَهُ يا شَدِيدَ الْقُوى‏ ، وَ أَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسَى وَ الْجَوَى وَ بَرِّدْ غَلِيلَهُ‏ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ ، وَ مَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعى‏ وَ الْمُنْتَهى ‏.

اللّهُمَّ : وَ نَحْنُ عَبِيدُكَ التَّائِقُونَ‏ إِلى‏ وَلِيِّكَ ، الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً ، وَ أَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً ، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنَّا إِماماً ، فَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً ، وَ زِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إكْراماً ، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً ، وَ أَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيَّاهُ إَمامَنا ، حَتّى‏ تُورِدَنا جَنانَكَ،  وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ .

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى‏ حُجَّتِكَ وَ وَلِيِّ أَمْرِكَ ، وَ صَلِّ عَلى‏ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ ، وَ صَلِّ عَلى‏ عَلِيٍّ أَبِيهِ السَّيِّدِ الْقَسْوَرِ ، ( وَ حامِلِ اللِّواءِ فِي الْمَحْشَرِ ، وَ ساقِي أَوْلِياءَهُ مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ ، وَ الْأَمِيرِ عَلى‏ سائِرِ الْبَشَرِ ، الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ ، وَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَقَدْ خَطَرَ وَ كَفَرَ.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : وَ عَلى‏ أَخِيهِ ، وَ عَلى‏ نَجْلِهِما الْمَيامِينَ الْغُرَرِ ، ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ ما أَضاءَ قَمَرٌ ) ، وَ عَلى‏ جَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى‏ ، وَ عَلى‏ مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ ، وَ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ ، وَ أَتَمَّ وَ أَدْوَمَ ، وَ أَكْبَرَ وَ أَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى‏ أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها ، وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها ، وَ لا نَفادَ لِأَمَدِها.

اللّهُمَّ : وَ أَقِمْ‏ بِهِ الْحَقَّ ، وَ أَدْحِضْ‏ بِهِ الْباطِلَ ، وَ أَدِلْ بِهِ أَوْلِيائَكَ ، وَ أَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ ، وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إِلى‏ مُرافَقَةِ سَلَفِهِ ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ‏ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ ، وَ يَمْكُثُ‏  فِي ظِلِّهِمْ ، وَ أَعِنَّا عَلى‏ تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ ، وَ الاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ ، وَ الاجْتِنابِ عَنْ مَعْصِيَتِهِ.

وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ : وَ هَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ ، وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ ، ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً ، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً ، وَ دُعائَنا بِهِ مُسْتَجاباً ، وَ اجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً ، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً ، وَ حَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً .

وَ أَقْبِلْ إِلَيْنا : بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ ، وَ انْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً ، نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ .

ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنَّا : بِجُودِكَ ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأْسِهِ وَ بِيَدِهِ ، رَيّاً رَوِيّاً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمَأ  بَعْدَهُ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‏  .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص505 . مع اختلاف يسير وزيادة وضعناها بين قوسين عما في المزار الكبير ص573ح2 .وَقال تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ‏ وسيأتي دعاء آتي مناسب للعيد . ورواه عنه في بحار الأنوارج‏99ص104ب7ج2 .

شرح بعض كلمات الدعاء : زخرف الدّنيا : زينتها و أصله الذّهب ثمّ أطلق على كلّ مزيّن ، الزّبرج بالكسر : الزّينة من وشي أو جوهر و الذّهب .  الذّريعة : الوسيلة . الرّدء: النّاصر العون. في الأصل  وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ بِرُوحِهِ ، وفي المزار القديم و مزار شيخ ابن المشهدي و بعض نسخ مصباح الزائر: به ، فأثبتناه منها .  

بوّأه : هيّأ له و أنزله فيه . حذا حذوا: قطعها على مثال . الوتر: الانتقام أو الظلم فيه . الصّنديد: السّيّد الشّجاع. ناوشوهم في القتال : نازلوهم. الذّؤبان جمع الذّئب، و ذؤبان العرب صعاليكهم و لصوصهم. الضّبّ: الحقد الخفيّ. نابذه الحرب: جاهره بها.

 النحيب : البكاء الشديد مع رفع الصوت،  وتذرف العيون : تنزل دمعها بكثرة ، عجّ: صاح و رفع صوته. لأمت: الضعف ، المكان المرتفع.

أين مبيد : مهلك ، طامس : يمحي ويدرس أي يزيل عهدهم ، الذحل : الثأر .

الغطريف : السيد الشريف السخي ، والخضرم : الكثير العطاء الجواد المعروف بالكرم ، والقمقام : السيد الجامعُ للسيادة الواسعُ الخير كالبحر .

تقلك : تحملك ، الثرى: التراب الندى رضوى جبل بالمدينة، يروى أنّه عليه السّلام قد يكون هناك، و ذو طوى مثل موضع قرب مكّة. عزّ عليّ اشتدّ و صعب، الحسيس: الصوت الخفي الحركة. النازح الذاهب بعيدا . فحنى : تحنن و تعطف لا يسامي: لا يفاخر. أثيل المتأصل في الشرف المجيد ، يحاذي يساوي يقاس .

 تلد بالمكان: أقام وتلَد المجدُ قدُم ، ضاهى: شاكل و شابه. نصّفه: نصيف الشرف عميمه وأعلاه وراس في الفضل والعشيرة والقوم . المناغات : أتكلّم معك بما يعبر لي عن شوقي لك وما يهم . الورى : الخلق والعباد السابقين . و قذيت عين : تراكم في دمع العين من كثرة البكاء وقذفت بالغمض و الرمض. نروى من الماء: شرب و شبع. الصدى: العطش الشديد. الرواح: العشي أو من الزوال إلى الليل. تبير تهلك و أجتثّ: قلعه من أصله. أدحض: أبطل.القسور: العزيز، الغلام القويّ الشّجاع. الحجزة في المجاز الاعتصام بالشيء و التمسك به.


 

 

دعاء مختصر :

وقال السيد بن طاووس بعد دعاء الندبة أعلاه ، فإذا فرغت من الدعا : فتأهّب للسجود بين يدي مولاك ، وقل ما رويناه بإسنادنا الى أبي عبد اللَّه عليه السلام قال : إذا فرغت من دعاء العيد المذكور ضع خدّك الأيمن على الأرض و قل:

سَيِّدِي سَيِّدِي : كَمْ مِنْ عَتِيقٍ لَكَ ، فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ أَعْتَقْتَ ، سَيِّدِي سَيِّدِي ، وَ كَمْ مِنْ ذَنْبٍ قَدْ غَفَرْتَ ، فَاجْعَلْ ذَنْبِي فِيمَنْ غَفَرْتَ ، سَيِّدِي سَيِّدِي ، وَ كَمْ مِنْ حاجَةٍ قَدْ قَضَيْتَ ، فَاجْعَلْ حاجَتِي فِيما قَضَيْتَ ، سَيِّدِي سَيِّدِي ، وَ كَمْ مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ كَشَفْتَ ، فَاجْعَلْ كُرْبَتِي فِيما كَشَفْتَ.

سَيِّدِي سَيِّدِي : وَ كَمْ مِنْ مُسْتَغِيثٍ قَدْ أَغَثْتَ ، فَاجْعَلْنِي فِيمَنْ أَغَثْتَ ، سَيِّدِي سَيِّدِي كَمْ مِنْ دَعْوَةٍ قَدْ أَجَبْتَ ، فَاجْعَلْ دَعْوَتِي فِيما أَجَبْتَ .

سَيِّدِي سَيِّدِي : ارْحَمْ سُجُودِي فِي السَّاجِدِينَ ، وَ ارْحَمْ عَبْرَتِي فِي الْمُسْتَعْبِرِينَ ، وَ ارْحَمْ تَضَرُّعِي فِيمَنْ تَضَرَّعَ مِنَ الْمُتَضَرِّعِينَ.

سَيِّدِي سَيِّدِي : كَمْ مِنْ فَقِيرٍ قَدْ أَغْنَيْتَ ، فَاجْعَلْ فَقْرِي فِيما أَغْنَيْتَ ، سَيِّدِي سَيِّدِي ، ارْحَمْ دَعْوَتِي فِي الدَّاعِينَ ، سَيِّدِي وَ إِلهِي أَسَأْتُ وَ ظَلَمْتُ وَ عَمِلْتُ سُوءً ، وَ اعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ، وَ بِئْسَ ما عَمِلْتُ ، فَاغْفِرْ لِي يا مَوْلايَ ، أَيْ كَرِيمُ أَيْ عَزِيزُ أَيْ جَمِيلُ‏  .

فإذا فرغت و انصرفت : رفعت يديك ، ثمّ حمدت ربك ، ثم تقول ما تقدّم عليه ، و سلّمت على النبي صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم ، و حمدت اللَّه تبارك و تعالى و الحمد للَّه ربّ العالمين.

أعلم : إنّه يوم إطلاق الخلع من الملوك على الاتباع و الأولياء ، هو يوم اشتغال من رحموه و أكرموه بالحمد ، و الشكر و الثناء ، و حماية جنابهم الشريف ، و بابهم المقدّس المنيف ، عن كلّ ما يكدّر صفو إقبالهم ، أو يغيّر إحسانهم إليه.

فكن رحمك اللَّه : ذلك اليوم على أتمّ مراقبة لهذا اليوم ، المحسن إليك المطّلع عليك ، فكذا عادة العبد الكريم الأوصاف ، يكون استرقاقه بالإنعام و الإحسان ، أحسن سريرة و أكمل سيرة ، من يوم تستعبد فيه العبيد و اللّئام بالاستحقاق و الهوان.

فلا تكون باللَّه : مملوكا لئيما ، و قد مكّنك ان تكون ملكا كريما ، فلا أقلّ من حفظ إقباله عليك و مراعاة إحسانه إليك مقدار ذلك النّهار ، و اختمه تتمة الأبرار الأخيار ، ببسط أكفّ السّؤال و إطلاق لسان الابتهال ، في أن يلهمك ان تكون معه ، كما يريد فيك و يرضى به عنك مدّة مقامك في دار الزوال.

فليس ذلك : بعزيز و لا غريب ، ممّن انهضك من ذلّ التراب و نطف الأصلاب ، حتّى عرض عليك ان تقوم له مقام جليس و حبيب ، و أهّلك لارتقاء مدارج العبادات ، و الأكرميّة عنده جلّ جلاله ، بالتّقوى الذي هو أسّ العبادات و أساسها ، كما يقول عزّ من قائل‏ { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ } .

فشمّر في ذلك : الأمر الجليل ، و انتهز الفرصة و اغتنمها ، و اللَّه هو الملهم للصواب ، و إليه المرجع و المآب.

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص513 ، رواه السيد في مصباح الزائر بإسناده عن صاحب الزمان عليه السلام ، أورده ابن المشهدي في مزاره ، أخرجه المحدث النوري في تحية الزائر عن المزار القديم.


 

 

وأبارك أفراحكم بالطاعة وبرحمته أمنتم وعيد

معنى الوعد والوعيد :

وعيد : يوم الوعيد ، أحد أسماء يوم القيامة ، وهو يوم الوعد والوعيد ، يوم وعد الله فيه بجزاء العباد المؤمنين المحسن بإحسانه كل حسنه بعشرة ويضاعف الحسنات لمن يخلص له العبودية ولديه لمن أطاعه المزيد ، والوعيد للعصاة والطغاة المسيء بسيئاته وبفضله وعفوه السيئة بواحدة ، أو يغفر له إن تاب وقضى حق ما أسرف على نفسه ، وإلا المشرك والكافر والمصر على المعاصي والمعاند والظالم ومعين الظلمة ومحبهم فله عذاب شديد ، وهذا وعد ووعيد من الله حق لكل العباد ، وأسأل الله لكم ولي أن يأمننا عز وجل جميعا يوم الوعيد ويرزقنا أحسن ثواب يوم الوعد ولن يخلف الله وعده ، وأسأل الله سبحانه أن يعاملنا بفضله ولطفه وبره وإحسانه ، ولا يعاملنا بعدله لأنه ما من عبد إلا وقصر بالطاعة والعبودية وأنشغل بالدنيا وزينتها أو غفل عن بعض الطاعات ، أو أتى ببعض المنهي عنه وارتكب بعض المحرمات ، وفي شهر رمضان كنا قد سألنا الله أن يغفر لنا ويعفو عنا ويتوب علينا ، والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له ، إن كان مخلصا وأدى الحق وقضى ما أسرف فيه ، بل تبدل السيئات حسنات للمخلصين ، وأسأل الله لكم ولي أن يجعلنا منهم دائما في شهر رمضان وعيد الفطر وغيره .

وَعِيدٌ : مصدر وَعَدَ توعَّدَ يتوعَّد توعُّدًا فهو مُتوعِّد والمفعول مُتوعَّد ، توعَّد فلانًا هدَّده وخوَّفَه بالعقوبة ، توعَّد تلميذًا بالعقاب ،  كَانَ وَعِيدُهُ شَدِيداً أي تَهْدِيدُهُ ، الوَعْدُ بِالشَّرِّ ، يَلْتَزِمُ بِتَنْفِيذِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ .

قال الله تعالى : { فَذَكِّرْ بِالقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ  (45) } ق ـ

و يَوْمُ الوَعِيدِ : يَوْمُ القِيَامَةِ .

قال الله تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الوَعِيدِ (20) } ق .

 وقال سبحانه :{ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }  ، تهديد وتوعّد بالشَّرّ ، إنذار بما سيحدث من دمار ونكبات ، وقال تعالى : { وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ }

أَوعَد فلانًا : تهدّده و أوعده شرًّا ، قال تعالى : { وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } .

والوَعْدُ : يُستعمل في الخير والشر ، يُقال  وَعَد  يَعِدُ بالكسر وَعْدًا ، قال الفرَّاء يُقال : وَعَدْتُهُ خيرا ووعدته شرا ، فإذا أَسْقطوا الخير والشر ، قالوا في الخير : الوَعْدُ و العِدَةُ ، وفي الشر : الإيعَادُ و الوَعِيدُ ، أوْعَدَهُ شَرّاً : تَهَدَّدَهُ بِكُلِّ سُوءٍ . أوْعَدَهُ خَيْراً : وَعَدَهُ خَيْراً .

و وعَدَ : يَعِد عِدْ وَعْدًا وعِدَةً وموعِدًا وموعِدةً وموعودًا فهو واعد والمفعول مَوْعود ، وعَد  فلانًا الأمرَ منّاه به ، قال إنه يعطيه له أو ينيله إيّاه ، وعد الجمع وعود ، مصدر وعَدَ ما يُقْطَع من عهد في الخير والشرّ ، التزام باحترام عَهد والتقيُّد به بأمانة ، وَفّى بوَعْده : أتمّه.

 أخلف بوعده : نكثه ، قطَع  الوَعْدَ على نفسه بكذا  ألزم نفسَه بشيء ما .  وَعْدٌ  صوريّ : التزام شكليّ ، وَعْدٌ  عرقوبيّ : التزام كاذب ، وهو وصف حال من يعد ويخلف ، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد قال الله تعالى : { بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إلاَّ غُرُورًا } . وعن الشيطان الرجيم { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ } .

ومن الله الوعد الحق : { وَعَدَ  اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29)} الفتح ،.  وقال سبحانه .{ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً } .

والوَعْد :جمع وعود ، وهو ما يُقْطَع من عهد في الخير والشرّ ، التزام باحترام عَهد والتقيُّد به بأمانة ، وَعْدُ  الحُرِّ دَيْنٌ عليه ، فكيف من الله تعالى ، و

*****


 

 

وبباقي السنة لا تهجر القرآن وله أتلو وعيد

وبهدى المنعم عليهم توجه لله مخلص العبودية

معنى عيد وكرر :

وعيد : واو عاطفة ، عيد  كرر راجع مرة أخرى ، كما تلوت وقرأت القرآن المجيد في شهر رمضان ولو مرة ، فأعد قراءة وكرر تلاوته ، وأتلو كتاب الله وكلامه ما استطعت في غير شهر رمضان ، وتدبر فيه وتمعن في معانيه ، فإنه الهدى الإلهي والدين الإسلام والأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة والأحكام الحقة ، وهو الحكمة والبيان وتفصيل كل شيء وبه أحسن القصص وأبلغ الكلام وأفضل المواعظ وأجمل العبارة والأسلوب .

عادَ : يَعود عُدْ عَوْدةً وعَوْدًا فهو عائدٌ والجمع عُوَّاد ، وعُوَّدٌ وهنَّ عُوَّدٌ وعَوائدُ والمفعول مَعُودٌ ، عُدْتُ أَعُودُ عُدْ مصدر عَوْدٌ عَوْدَةٌ . عَادَ إِلَيْهِ وَلَهُ وَعَلَيْهِ : رَجَعَ ، اِرْتَدَّ ، عَادَ إِلَى كُتُبِهِ يُرَاجِعُهَا رَجَعَ إِلَيْهَا ، عَادَ أَدْرَاجَهُ رَجَعَ ، وَلَّى مِنْ حَيْثُ أَتَى ، و عَادَ إِلَى وَعْيِهِ صَحَا ، و عَادَ الْمَرِيضَ زَارَهُ ، عَادَ الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ زَارَهُ لِيُعَالِجَهُ .

 عاد  أدراجَه : عاد من حيث أتى ، عاد إلى رُشْده وعَى ، صحا ، عادت المياه إلى مجاريها عادت الأمور إلى أوضاعها السَّابقة ، صلَح الأمر بعد فساد ، زال سوء التفاهم ، عادت له الحياة بُعث من جديد ، جُدِّد الاهتمام به ، عاد على أعقابه : تراجع ، و عَادَ  الشيءَ : أَتاه مرَّة بعد أُخرى .

 

 

فضل تلاوة القرآن المجيد :

بسم الله الرحمن الرحيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تقبل الله تعالى أعمالكم وطاعاتكم  وجعل القرآن ربيع قلوبكم ، وتلاوتكم ومعرفة تفسيره والتدبر به ، نورا في ميزان حسناتكم ، ووفقكم الله تعالى لكل خير ، وجعلكم الله تعالى من حملة القرآن ووعاته ورعاته ، ومن تدبر فيه فعظم الله أجره وزكى عمله وضاعف حسناته ، ولكم بعض الأحاديث في فضل التدبر بالقرآن الكريم وتلاوته .

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إن أردتم : عيش السعداء ، و موت الشهداء .

و النجاة : يوم الحسرة ، و الظلل يوم الحرور ، و الهدى يوم الضلالة .

فادرسوا القرآن :

فإنه : كلام الرحمن ، و حرز من الشيطان ، و رجحان في الميزان .

بحار الأنوار ج89 ص18ح18 .

 

وعن الإمام الرضا عن أبيه عليهم السلام : أن رجلا سأل أبا عبد الله الصادق عليه السلام :

 ما بال القرآن : لا يزداد على النشر و الدرس إلا غضاضة ؟

فقال : لأن الله تبارك و تعالى ، لم يجعله لزمان دون زمان ، و لا لناس دون ناس .

فهو : في كل زمان جديد .

و عند : كل قوم غض ، إلى يوم القيامة .

بحار الأنوار ج89ص15ح8 .

 

وعن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 القلوب أربعة :

فقلب : فيه إيمان ، و ليس فيه قرآن .

و قلب : فيه قرآن و إيمان .

و قلب : فيه قرآن ، و ليس فيه إيمان .

و قلب : لا قرآن فيه ، و لا إيمان .

 

فأما القلب : الذي فيه إيمان ، و ليس فيه قرآن .

كالثمرة : طيب طعمها ، ليس لها ريح .

 

و أما القلب : الذي فيه قرآن ، و ليس فيه إيمان .

كالأشنة : طيب ريحها ، خبيث طعمها .

 

و أما القلب : الذي فيه إيمان ، و قرآن .

كجراب المسك : إن فتح فتح طيبا ، و إن وعى وعى طيبا .

 

و أما القلب : الذي لا قرآن فيه ، و لا إيمان .

كالحنظلة : خبيث ريحها ، خبيث طعمها .

 

 

وقال عليه السلام في فضل تعلم القرآن والتفقه فيه :

و تعلموا القرآن : فإنه أحسن الحديث .

و تفقهوا فيه : فإنه ربيع القلوب .

و استشفوا بنوره : فإنه شفاء الصدور .

و أحسنوا تلاوته : فإنه أنفع القصص .

و إن العالم : العامل بغير علمه ، كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، و الحسرة له ألزم ، و هو عند الله ألوم .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لسلمان ، في حديث طويل ذكر في كثير من ثواب تلاوة القرآن وتلاوته وفي آخره ... :

 يا سلمان : المؤمن إذا قرأ القرآن ، فتح الله عليه أبواب الرحمة .

و خلق الله : بكل حرف يخرج من فمه ، ملكا يسبح له إلى يوم القيامة .

و إنه ليس شي‏ء : بعد تعلم العلم ، أحب إلى الله من قراءة القرآن .

و إن أكرم العباد : إلى الله بعد الأنبياء ، العلماء ثم حملة القرآن .

يخرجون من الدنيا : كما يخرج الأنبياء ، و يحشرون من‏ قبورهم مع الأنبياء .

و يمرون : على الصراط مع الأنبياء ، و يأخذون ثواب الأنبياء .

 

فطوبى : لطالب العلم ، و حامل القرآن .

مما لهم : عند الله من الكرامة و الشرف .

 

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 فضل القرآن : على سائر الكلام ، كفضل الله على خلقه .

 

و قال : القرآن غنى لا غنى دونه ، و لا فقر بعده .

و قال : القرآن مأدبة الله ، فتعلموا مأدبته ما استطعتم .

إن هذا القرآن :

هو : حبل الله ، و هو النور المبين ، و الشفاء : النافع .

فأقروه : فإن الله عز و جل ، يأجركم على تلاوته ، بكل حرف عشر حسنات .

أما إني لا أقول : { الم } حرف واحد ، و لكن ألف و لام و ميم ثلاثون حسنة .

 

و قال صلى الله عليه وآله وسلم :

القرآن:  أفضل كل شي‏ء دون الله .

فمن وقر القرآن : فقد وقر الله ، و من لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله .

و حرمة القرآن : على الله ، كحرمة الوالد على ولده .

 

و قال صلى الله عليه وآله وسلم :

حملة القرآن ، هم :

المحفوفون : برحمة الله .

الملبوسون : نور الله عز و جل .

 

يا حملة القرآن :

تحببوا : إلى الله ، بتوقير كتابه يزدكم حبا ، و يحببكم إلى خلقه .

يدفع : عن مستمع القرآن شر الدنيا ، و يدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة .

و المستمع : آية من كتاب الله ، خير من ثبير ذهبا ، و لتالي آية من كتاب الله خير من تحت العرش إلى تخوم السفلى .

 

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في فضل القرآن الكريم :

ثم أنزل عليه : الكتاب نورا ، لا تطفأ مصابيحه .

و سراجا : لا يخبو توقده .

و بحرا : لا يدرك قعره .

و منهاجا : لا يضل نهجه .

و شعاعا : لا يظلم ضوءه .

و فرقانا : لا يخمد برهانه .

و تبيانا : لا تهدم أركانه .

و شفاء : لا تخشى أسقامه .

و عزا : لا تهزم أنصاره .

و حقا : لا تخذل أعوانه .

 

فهو :

معدن : الإيمان ، و بحبوحته .

و ينابيع : العلم ، و بحوره .

و رياض : العدل ، و غدرانه .

و أثافي : الإسلام ، و بنيانه .

و أودية : الحق ، و غيطانه .

و بحر : لا ينزفه المستنزفون .

و عيون : لا ينضبها الماتحون .

و مناهل‏ : لا يغيضها الواردون .

و منازل : لا يضل نهجها ، المسافرون .

و أعلام : لا يعمى عنها ، السائرون .

و آكام : لا يجوز عنها ، القاصدون .

 

جعله الله :

 ريا : لعطش العلماء .

و ربيعا : لقلوب الفقهاء .

و محاج : لطرق الصلحاء .

و دواء : ليس بعده داء .

و نورا : ليس معه ظلمة .

و حبلا : وثيقا عروته .

و معقلا : منيعا ذروته .

و عزا : لمن تولاه .

و سلما : لمن دخله .

و هدى : لمن ائتم به .

و عذرا : لمن انتحله .

و برهانا : لمن تكلم به .

و شاهدا : لمن خاصم به .

و فلجا : لمن حاج به .

و حاملا : لمن حمله .

و مطية : لمن أعمله .

و آية : لمن توسم .

و جنة : لمن استلأم .

و علما : لمن وعى .

و حديثا : لمن روى .

و حكما : لمن قضى .

نهج ‏البلاغة ص316 .

 

 

وقال عليه السلام في نهج البلاغة :

 

اعلموا : أن هذا القرآن هو :

الناصح ، الذي لا يغش .

و الهادي : الذي لا يضل .

و المحدث : الذي لا يكذب .

 

و ما جالس : هذا القرآن أحد .

إلا قام عنه : بزيادة أو نقصان .

زيادة : في هدى ، و نقصان من عمى .

 

و اعلموا :

أنه ليس على أحد : بعد القرآن من فاقة .

و لا لأحد : قبل القرآن من غنى .

 

فاستشفوه : من أدوائكم .

و استعينوا به : على لأوائكم .

فإن فيه : شفاء من أكبر الداء .

و هو : الكفر و النفاق ، و العمى و الضلال .

 

فاسألوا الله به : و توجهوا إليه بحبه .

و لا تسألوا به : خلقه .

إنه : ما توجه العباد إلى الله بمثله .

 

و اعلموا :

 أنه شافع مشفع ، و قائل مصدق .

و أنه : من شفع له القرآن ، يوم القيامة ، شفع فيه .

و من : محل به القرآن ، يوم القيامة ، صدق عليه .

 

فإنه : ينادي مناد يوم القيامة .

ألا إن : كل حارث مبتلى في حرثه ، و عاقبة عمله .

غير حرثة : القرآن .

 

فكونوا : من حرثته و أتباعه .

و استدلوه : على ربكم .

و استنصحوه : على أنفسكم .

و اتهموا عليه : آراءكم .

و استغشوا فيه : أهواءكم .

 

وفي الكافي قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 أ لا أخبركم : بالفقيه حق الفقيه .

من  :لم يقنط الناس من رحمة الله ، و لم يؤمنهم من عذاب الله ، و لم يرخص لهم في معاصي الله .

 

و لم يترك القرآن : رغبة عنه إلى غيره .

 

ألا لا خير : في علم ليس فيه تفهم .

ألا لا خير : في قراءة ليس فيها تدبر .

ألا لا خير : في عبادة ليس فيها تفكر .

 

و في رواية أخرى :

ألا لا خير : في علم ليس فيه تفهم .

ألا لا خير : في قراءة ليس فيها تدبر .

ألا لا خير : في عبادة لا فقه فيها .

ألا لا خير : في نسك لا ورع فيه .

 

وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

إن الله تبارك و تعالى : أنزل في القرآن تبيان كل شي‏ء .

حتى و الله : ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد .

حتى : لا يستطيع عبد ، يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ، إلا و قد أنزله الله فيه .

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 من كان :

القرآن : حديثه .

و المسجد : بيته .

بنى الله : له بيتا في الجنة .

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

إن الله عز و جل : ليهم بعذاب أهل الأرض جميعا ، حتى لا يحاشي منهم أحدا .

إذا عملوا : بالمعاصي و اجترحوا السيئات .

فإذا نظر : إلى الشيب ، ناقلي أقدامهم إلى الصلاة .

و الولدان : يتعلمون القرآن .

رحمهم : فأخر ذلك عنهم .

 

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 إن أهل القرآن : في أعلى درجة من الآدميين .

ما خلا : النبيين و المرسلين .

و لا تستضعفوا : أهل القرآن و حقوقهم ، فإن لهم من الله لمكانا .

 

قال الإمام الصادق عليه السلام :

 من شدد : عليه القرآن ، كان له أجر .

و من يسر : عليه ،  كان مع الأبرار .

 

وقال عليه السلام :

من قرأ القرآن : و هو شاب مؤمن .

اختلط القرآن : بدمه و لحمه .

و جعله الله : مع السفرة الكرام البررة .

و كان القرآن : حجيجا عنه يوم القيامة .

و يقول : يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله ، إلا عاملي .

فبلغ به : كريم عطاياك .

فيكسوه الله عز و جل : حلتين من حلل الجنة ، و يوضع على رأسه تاج الكرامة .

ثم يقال له : هل أرضيناك‏ فيه .

فيقول القرآن : يا رب قد ، كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا .

قال : فيعطى الأمن بيمينه ، و الخلد بيساره ، ثم يدخل الجنة .

فيقال له : اقرأ آية و اصعد درجة .

ثم يقال له : بلغنا به و أرضيناك فيه .

فيقول : اللهم نعم .

قال : و من قرأ كثيرا ، و تعاهده من شدة حفظه ، أعطاه الله أجر هذا مرتين .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 حملة القرآن : عرفاء أهل الجنة .

 

قال الإمام الصادق عليه السلام :

 إن هذا القرآن : فيه منار الهدى ، و مصابيح الدجى .

فليجل جال : بصره ، و يفتح للضياء نظره .

فإن التفكر : حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور .

 

وقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام في تفسيره عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

حملة القرآن : المخصوصون برحمة الله ، الملبسون نور الله .

المعلمون : كلام الله ، المقربون عند الله .

من والاهم : فقد والى الله ، و من عاداهم فقد عادى الله .

يدفع الله : عن مستمع القرآن ، بلوى الدنيا .

و عن قارئه : بلوى الآخرة .

و الذي نفس محمد : بيده ، لسامع آية من كتاب الله ، و هو معتقد .

إلى أن قال : أعظم أجرا من ثبير ذهبا يتصدق به .

و لقارئ آية : من كتاب الله معتقدا ، أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام :

 الحافظ للقرآن : العامل به ، مع السفرة الكرام البررة .

 

وأسأل الله تعالى : أن يجعلنا وإياكم من الحفظة له و الواعين والرعاة له ، فنتلو منه ما تيسر كل يوم ، ونقرأ آيات منه كل ما حانت فرصه ، ولا نهجره ، فهجر كلام الله معنى ، والدعاء كلامنا معه ، وأسألكم الدعاء والزيارة .


 

 

صور تبليغ عيد الفطر المبارك

يا طيب أفتحها وبلغها لمن تحب مشكورا

صفحة عيد الفطر
التهنئة بعيد الفطر

نرحب بكم في موسوعة صحف الطيبين

سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا ...

تكبير صلاة العيد عيد الفطر عيد الأضحى

تهنئة عيد الفطر المبارك

تهنئة بعيد الفطر
مرقد الإمام عليه السلام
السلام على عليكم يا أهل بيت النبوة السلام عليك يا سيد ويا مولاي يا أبا عيد الله الحسين ورحمة الله وبركاته
قنوت صلاة العيد
ا طيب أيامكم سعيدة وجعلكم الله في كل خير وبركة وسعادة وأمن وأمان وبركة وفرح وسرور بحق نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين وأسألكم الدعاء والزيارة

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم
صحيفة
شهر رمضان الكريم

صحيفة عيد الفطر
فيها أعمال وأدعية ليلة ويوم الفطر المبارك يمكن نسخ نصوصها ونشره بلصقه في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/r/f

صحيفة عيد الفطر في ملف بي دي أف للمطالعة والقراءة والدعاء

www.alanbare.com/r/f.pdf

 

صحيفة شهر رمضان

آدب الصوم وأحكامه وفضائله وأدعيته

تأليف وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

www.alanbare.com/r

مكاتبة شهر رمضان والصوم

www.alanbare.com/r/f.pdf

 





  ف ✐
  ✺ ت