هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف الظهور والتجلي  /  صحيفة  سادة الوجود / الجزء الأول
 معنى السيادة وملاكها وتأريخها وظهورها بنور واهب السيادة
في مراتب التدوين
في سيد الكتب وآياته وعلومه والتكوين سيد المرسلين وآله الطيبين الطاهرين سادة المتقين
الباب الأول /
مصباح هدى /  معنى السيد وملاكه 

 

النور الثالث

أنواع السيادة الحقة والباطلة ومراتبها وأسسها وملاكها

يا طيب : بعد أن عرفنا إن السيد هو الذي يكون : الرئيس الكبير في قومه المطاع في عشيرته و إن لم يكن هاشميا و لا علويا . و السيد : الذي يفوق في الخير .

و السيد : المالك ، و يطلق السيد : على الرب و الفاضل و الكريم و الحليم و المتحمل أذى قومه و الزوج و المقدم في الشرف والشأن ، والمطاع الماجد في كل قوم ، نذكر هنا بعض الروايات والأقوال الأخرى التي ترينا شيئا كريما آخرا من حقيقة معنى السيد وترينا سعة معناه وأسس يستحق بها من يسمى بالسيد السيادة على غيره .

قال في المصباح المنير يقال : ساد يسود سيادة ، و الاسم السؤدد : و هو المجد ، و الشرف ، فهو سيد ، و الأنثى سيدة ، ثم أطلق ذلك على الموالي لشرفهم على الخدم و إن لم يكن في قومهم شرف ، فقيل سيد العبد و سيدته ، و سيد القوم رئيسهم ، و أكرمهم ، و السيد المالك انتهى[21] . وقال الله ليحيى : سيدا وحصورا .

ولكن يا طيب : هناك معاني مقابلة للسيد الحق تطلق على سيد الباطل  ، وهو الذي يطلق على الطغاة وأئمة الكفر وأهل الضلال والمتجبرين المتكبيرن والمتسلطين بغير حق ، لما لهم من القدرة على الغير ، فيطيعهم أتباعهم حبا لما عندهم من الشأن الظالم والقدرة الغادرة ، والتي بها يكون لهم معهم شأن ما يسوسون به الناس فيوقروهم خوفا وليجعلوهم تحت أمرتهم تبعا لأسيادهم أئمة الضلال والكفر والنفاق .

 وهو معنى آخر مقابل وضد المعنى الأول الذي عرفته للسيد الحق ، ولنسميه سيد الباطل ، وهذا المعنى نشير له هنا بموضوع مختصر لأنه ليس بحثنا مختص بالسيد الكاذب لأهل الباطل والضلال، بل نذكر أسسه لنعرف مقابل السيد الحق ، فيتضح معنى السيد الحق والسيد الباطل وما بينهما من مراتب لمعنى السيد وملاكه :

 

الإشراق الأول :

معاني بها يسود السيد ويستحق بها السيادة الحقة :

يا طيب : كل ما ذكرنا من المعنى اللغوي عرفنا به ملاك وخصائص واقعية حقة لمعنى السيد ، وفي كلها يرجع شأنه لمن يبذل ما فضله الله تعالى من علمه أو جاهه أو خُلقه أو ماله أو بدنه أو خصائص يتميز بها ، على أن تكون خصائص كريمة و فاضلة حقا، فيكون سيد قومه من هذه الناحية، ولذا نؤكد في هذا الإشعاع هذا المعنى، فنذكر معاني تكون أسس لمعنى السيد الحق كمقدمة أولية لمعرفة معنى السيد حتى يأتي معناه العالي التام بالتدرج في مراتبه ، ووفق أحاديث ذكرها سادات الوجود :

قال الإمام علي عليه السلام :

لا سـيادة لمن لا ســخـاء لــه ، المعـروف سـيادة .

المعـروف أشرف ســيادة ،  الإيـثار أفضل عبادة و أجل سـيادة [22].

وإن أصل هذا المعنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

  سَــيِّدُ الْقَـوْمِ : خَادِمُـــهُمْ [23].

وقال الإمام الصادق عليه السلام :

أربع خصال يسـود بها المرء : العفة ، والأدب ، والجود ، والعقل [24].

في الحقيقة : في الأحاديث السابقة عن سيد الوصيين وسيده سيد المرسلين وحفيدهم ، كان أس السيادة هو البذل وتقديم الخير والمعروف ، وتقديم خدمات تناسب شأن السيد سواء من علمه أو عمله أو شأنه أو جاهه أو ماله أو بدنه و بها يسود غيره ، وبها الإنسان يستحق سيادة واقعية من جهة معروفه وأهميته وسعته .

وكون أس معنى السيد : البذل للمعروف والخير والبركة والسخاء بما فضل الله تعالى عباده ، هو من أجل إقامة حقيقة عبوديته سبحانه ونصر المؤمنين وتعليمهم هداه ، وهو أس بحث هذا الجزء ، وبه نعرف حقيقة السيد وشأنه الكريم في المجتمع الديني الإسلامي وبه نعرف سادة الوجود ، فوفق ما يقرره العقل والوجدان وهدى الدين نعرف سادته لنكون على هداهم ونسلك سبيلهم فنكون معهم ومنهم، فتابع البحث .

فمن يبذل المعروف بحق يسود ولذا  قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم :

 صِلَةُ الرَّحِمِ ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ ، مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ .

  سُــــؤْدُدٌ فِي الْعَشِــيرَةِ .

وَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟

فَقَالَ : أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَ أَوْصَلُهُمْ لَرَحِمِهِ [25].   

و قيل لقيس بن عاصم : بم ســـدت قومـك ؟

قال : ببذل الندى ، وكف الأذى ، و نصر المولى[26] .

فإنه إن كان بذله للندى بحق وهو مؤمن فهو السيد بحق وإلا إن كان أدعاء فقط يكون كما في الإشعاع الآتي ، ولذا يكون السيد الحق من يكون متقيا لله ، وهذا ما سنعرفه في ملاك سادة الوجود ولذا جاء عن الإمام علي عليه السلام قال على ما في : ميزان الحكمة في معنى السيد وما يوجب السؤدد :

السيد : من تحمل المؤونة ، وجاد بالمعونة .

 السيد : من تحمل أثقال إخوانه ، وأحسن مجاورة جيرانه .

السيد : من لا يصانع ، ولا يخادع ، ولا تغره المطامع .

 من حلـم ســاد ، ومن تفهم ازداد . باحتمال المؤن يجب السؤدد .

الشريف كل الشريف من شرفه علمه ، والسؤدد حق السؤدد لمن اتقى الله ربه .

وعن الإمام الحسن عليه السلام : الإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد .

وعن الإمام الحسين عليه السلام : السؤدد :

 إحشاش ( اصطناع ومعونة ) العشيرة ، واحتمال الجريرة .

و أما ما يمنع السؤدد ويشينه ولا تتحقق بسببه السيادة :

فقال الإمام علي  عليه السلام  : ما أكمل السيادة من لم يسمح .  ما ساد من احتاج إخوانه إلى غيره  . منازعة السفل تشين السادة . الإمام الصادق عليه السلام : لا يطمعن . . . المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد . لا يسود سفيه [27] .

يا طيب : ترى الأحاديث أن السخاء والكرم وبذل المعروف وعمل الخير هو من أسس السيادة ، ثم أن المسامحة بالحلم وتحمل الأذى أيضا له دوره في تمام السيادة ، وهذه أمور حقيقتها تمام العقل ، وهي من آداب الدين وتقرن بالتقوى ، يعني السيد وذو السؤدد يجب أن يكون ما يبذله وفق تعاليم الدين الإسلامي كما سيأتي .

فالمعنى العام لتمام السيادة الحقة : عمل الخير المرضي لله سيد السادات تعالى ، لا كل بذل حتى لأهل الباطل ونصر الضلال فإنه ليس له سيادة حقة كما سترى ، ولذا جاء عن الإمام علي عليه السلام في بيان السيادة بصورة عامة بالبذل وإن حقيقة السيادة التامة هو بذل التقي ومعروف المؤمنين أي وبما يرضي الله سيد السادات :

سـادة الناس : في الدنيا الأسخياء ، و في الآخرة الأتقياء [28].

إنما ســادة أهل الدنيا و الآخرة : الأجواد .

سـادة : أهل الجنة الأسخياء و المتــقـون [29].

يا طيب : إن السخي التقي هو السيد الحق ، ولا يكون سخاء فيما لا يرضي الله بل إعانة على التهلكة والوقوع في الضلال والباطل وإعانة على الكفر والطغيان ، فالتقي السخي من يبذل معروفة ويتحمل ويصبر في جنب الله يكون سيدا وله شئنا من السيادة الحقة ، وللتحقق بنور السيادة له درجات هنا و في الجنة ، ويكون سيد حسب حاله مع الإيمان ، إذ للإيمان رتب ومنازل ، بها يكون سيدا هنا إذا رافقه سخاء ببذل معروفه ، و سيأتي تفصيلا كثيرا، وسنعرف حال المؤمنين في الجنة كيف تخاطبهم الحور العين بسيدنا ، وإن أعلاهم سيادة وسادة الأتقياء في الدنيا والآخرة هم نبينا وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم كما جاء في الآثار الكثير التي ستراها في هذه الصحيفة .

 ولمعرفة بعض التفاصيل عن سخاء أهل البيت عليهم السلام وتقواهم : راجع من موسوعة صحف الطيبين ، صحيفة الإمام الرضا باب أخلاقه عليه السلام ، وراجع في الجزء السابق والأجزاء الآتية لتعرف سخاء الإمام الحسين عليه السلام وآله بأنفسهم في سبيل نشر دين الله تعالى ، وإن الجود بالنفس أقصى غاية الجود ، وكما ستعرف أحاديث تعرفهم بهذا الملاك من بذل أعلى معروف، وذلك بعد أن نعرف أنواع و ملاك السيادة وأسسها ، ولنقدم بعض الأحاديث في هذا المعنى حتى يأتي تمام البحث لبيان ملاك السيادة : فعن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال :

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس ذات يوم ، و أصحابه جلوس حوله ، فجاء علي عليه السلام و عليه سمل ثوب منخرق عن بعض جسده ، فجلس قريبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 فنظر إليه ساعة ، ثم قرأ : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ

 وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) } الحشر .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :

 أما إنك رأس الذين نزلت فيهم هذه الآية .

و ســــيـدهــم و إمــامـهـم .

 ثم قال رسول الله لعلي : أين حلتك التي كسوتكها يا علي .

فقال : يا رسول الله إن بعض أصحابك أتاني يشكو عراه و عرى أهل بيته ، فرحمته و آثرته بها على نفسي ، و عرفت أن الله سيكسوني خيرا منها .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : صدقت ، أما إن جبرائيل فقد أتاني يحدثني ، أن الله قد اتخذ لك مكانها في الجنة حلة خضراء من إستبرق ، و صبغتها من ياقوت و زبرجد ، فنعم الجواز جواز ربك ، بسخاوة نفسك و صبرك على سلمتك هذه المنخرقة ، فأبشر يا علي .

فانصرف علي : فرحا ، مستبشرا بما أخبره به رسول الله صلوات الله عليهما و على ذريتهما الطيبين الطاهرين و رحمه الله و بركاته [30].

وقال فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ فِي مَنَاقِبِ السِّبْطَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ :

كَانَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : سَيِّداً زَاهِداً وَرِعاً صَالِحاً ، نَاصِحاً حَسَنَ الْخُلُقِ ، فَذَهَبَ ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ أَصْحَابِهِ إِلَى بُسْتَانٍ لَهُ ، وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الْبُسْتَانِ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ صَافِي ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْبُسْتَانِ ، رَأَى الْغُلَامَ يَرْفَعُ الرَّغِيفَ فَيَرْمِي بِنِصْفِهِ إِلَى الْكَلْبِ ، وَ يَأْكُلُ نِصْفَهُ ، فَتَعَجَّبَ الْحُسَيْنُ عليه السلام مِنْ فِعْلِ الْغُلَامِ .

 فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَكْلِ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ :

اغْفِرْ لِي وَ لِسيدي ، وَ بَارِكْ لَهُ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى أَبَوَيْهِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

فَقَامَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : وَ نَادَى يَا صَافِي ، فَقَامَ الْغُلَامُ فَزِعاً .

 وَ قَالَ : يَا سيدي وَ سَــيِّدَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِنِّي مَا رَأَيْتُكَ، فَاعْفُ عَنِّي. فَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ يَا صَافِي ، دَخَلْتُ بُسْتَانَكَ بِغَيْرِ إِذْنِكَ .  فَقَالَ صَافِي : بِفَضْلِكَ وَ كَرَمِكَ وَ سُـــؤْدُدِكَ تَقُولُ هَذَا .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : إِنِّي رَأَيْتُكَ تَرْمِي بِنِصْفِ الرَّغِيفِ إِلَى الْكَلْبِ وَ تَأْكُلُ نِصْفَهُ ، فَمَا مَعْنَى ذَلِكَ .

فَقَالَ الْغُلَامُ : يَا سيدي ، إِنَّ الْكَلْبَ يَنْظُرُ إِلَيَّ حِينَ آكُلُ ، فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْهُ لِنَظَرِهِ إِلَيَّ ، وَ هَذَا كَلْبُكَ يَحْرُسُ بُسْتَانَكَ مِنَ الْأَعْدَاءِ ، وَ أَنَا عَبْدُكَ ، وَ هَذَا كَلْبُكَ نَأْكُلُ مِنْ رِزْقِكَ مَعاً . فَبَكَى الْحُسَيْنُ عليه السلام ، ثُمَّ قَالَ : إِنْ كَانَ كَذَلِكَ ، فَأَنْتَ عَتِيقٌ لِلَّهِ ، وَ وَهَبَ لَهُ أَلْفَ دِينَارٍ .

فَقَالَ الْغُلَامُ : إِنْ أَعْتَقْتَنِي فَإِنِّي أُرِيدُ الْقِيَامَ بِبُسْتَانِكَ .

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عليه السلام : إِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يَنْبَغِي أَنْ يُصَدِّقَهُ بِالْفِعْلِ ، الْبُسْتَانُ أَيْضاً وَهَبْتُهُ لَكَ ، وَ إِنِّي لَمَّا دَخَلْتُ الْبُسْتَانَ ، قُلْتُ : اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ ، فَإِنِّي قَدْ دَخَلْتُ بُسْتَانَكَ بِغَيْرِ إِذْنِكَ ، كُنْتُ قَدْ وَهَبْتُ الْبُسْتَانَ بِمَا فِيهِ ، غَيْرَ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي لِأَكْلِهِمُ الثِّمَارَ وَ الرُّطَبَ ، فَاجْعَلْهُمْ أَضْيَافَكَ ، وَ أَكْرِمْهُمْ لِأَجْلِي أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَ بَارَكَ لَكَ فِي حُسْنِ خُلُقِكَ وَ رَأْيِكَ .

فَقَالَ الْغُلَامُ : إِنْ وَهَبْتَ لِي بُسْتَانَكَ فَإِنِّي قَدْ سَبَلْتُهُ لِأَصْحَابِكَ [31].

وهذا الذي عرفت يا طيب : من معروف وسخاء أهل البيت عليهم السلام ، هو جود مع تقى  وكرم مع زهد  وتفضل مع خصاصة، ولهذا فضلهم الله على غيرهم حتى كانت الذرية الطيبة منهم سادة أهل الوجود عليهم السلام ، ولذا جاء في الأثر:

عن الحسين بن خالد : عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من أحب أن يركب سفينة النجاة ، و يستمسك بالعروة الوثقى ، و يعتصم بحبل الله المتين ، فليوال عليا بعدي ، و ليعاد عدوه . و ليأتم بالأئمة الهداة من ولده ، فإنهم : خلفائي ، و أوصيائي ، و حجج الله على الخلق بعدي .

و ســـادة أمـتـي : و قـادة الأتـقـياء إلى الجنـة ، حزبهم حزبي ، و حزبي حزب الله عز و جل ، و حزب أعدائهم حزب الشيطان [32].

وبعد أن عرفنا سادة الحق الأتقياء وبذلهم للخيرات والمعروف ، فلنعرف ملاك غيرهم سادة الباطل لما عندهم من المال والسلطة فقط وإن لم يكن لهم تقوى .

 

 

الإشراق الثاني :

أمورا تبعد عن السيادة وسادة ليس لهم حقيقة السيادة وسادة الباطل :

يا طيب : أصل البحث يخص معنى السيد الحقيقي ذو الشأن الماجد الرفيع واقعا ، لا السيد المشبه والذي يسود غيره بالقهر ، فإنه ليس له سيادة واقعية ، بل هو سيد الباطل ، وإن قبوله من التابع له بالولاء والاعتراف له بعظمة الشأن الضال وكبرياء المجد الكاذب الذي ليس فيه من الأخلاق الحميدة والآداب الكريمة شيء أيضا باطل .

وقد عرفنا سابقا سعة معنى السيد : وأنه هو الذي له الرئاسة في قومه أو في بيته أو شأن يخصه وبه يسود على غيره ممن هو تحت حيطته ، فيكون متفضل عليه بهذه الخصوصية ، وإلا إن لم يكن له خصوصية يتعالى بها على غيره يكون لمن هو مثله نظيرا له ومثيلا له ، وهما بمستوى واحد ، وإن السيد الحق هو الإنسان الذي يبذل المعروف والخير والبركة على غيره بحق ، وغيره يطلق عليه سيدا لأمور أخرى منها :

فقد يكون للعادة : يقال سيدي للمخاطب ، كما في الجيوش بين مراتب أفراده ، أو للرؤساء والملوك لما لهم من المناصب الدنيوية ،  وبدون النظر للصفات الفاضلة والأخلاق الحميدة والشأن الكريم ، بل للسلطة والتسلط فقط .

و قد يقال للبعض سيدي : للمجاملة ومن غير معرفة بالمخاطب ، فلذا قد يكون معنى ارتجالي بدون مصداق حقيقي ، أو له مصداق فاضل لكنه لا يعرفه القائل على الحقيقة وقاله للمجاملة ، وهذا يكون في الاجتماعات والمحافل والمؤتمرات العامة .

والموارد أعلاه ليست نظرا لبحث السيد : ومرت في أول النور الأول ، وذكرت للتذكير بها ولترينا أهميته وفضل لفظه ومعناه وسعته، وسوف ترى في أول مجالس سفينة النجاة أنها لها مصاديق كثير فيما يطلق على سيد الأقوام والملل ، لقبوهم بما يبذلون لهم من شؤون مقبولة لهم ، سواء كانت حسنة في الإسلام فيكون فيها شمة من السيادة الحقة ، أو لا فتكون داخلة في معنى السيادة الآتي .

 

 

ولنقدم أولا من يسود بماله فيكون رئيس قومه :

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 احذروا المال : فإنه كان فيما مضى رجل قد جمع مالا و ولدا ، و أقبل على نفسه ، و جمع لهم فأوعى .

 فأتاه ملك الموت : فقرع بابه و هو في زي مسكين ، فخرج إليه الحجاب .

  فقال لهم : ادعوا لي ســيدكم ؟

قالو : أ و يخرج سـيدنا إلى مثلك ، و دفعوه حتى نحوه عن الباب .

ثم عاد إليهم : في مثل تلك الهيئة ، و قال : ادعوا لي سـيدكم ، و أخبروه أني ملك المـــوت ، فلما سمع ســيدهم هذا الكلام ، قعد فرقا .

 و قال لأصحابه : لينوا له في المقال ، و قولوا له : لعلك تطلب غير ســيـدنا بارك الله فيك . قال لهم : لا و دخل عليه ، و قال له : قم فأوص ما كنت موصيا ، فإني قابض روحك قبل أن أخرج ، فصاح أهله و بكوا .

فقال : افتحوا الصناديق ، و اكتبوا ما فيها من الذهب و الفضة . ثم أقبل على المال يسبه ، و يقول له : لعنك الله يا مال أنت أنسيتني ذكر ربي ، و أغفلتني عن أمر آخرتي ، حتى بغتني من أمر الله ما قد بغتني .

 فأنطق الله المال فقال له : لم تسبني و أنت ألأم مني ، أ لم تكن في أعين الناس حقيرا فرفعوك لما رأوا عليك من أثري .

 أ لم تحضر أبواب الملوك و السادة و يحضرهما الصالحون ، و تدخل قبلهم و يؤخرون.

أ لم تخطب بنات الملوك و السادة و يخطبهن الصالحون فتنكح و يردون .

فلو كنت تنفقني في سبيل الخيرات لم أمتنع عليك ، و لو كنت تنفقني في سبيل الله لم أنقص عليك ، فلم تسبني و أنت ألأم مني ، إنما خلقت أنا و أنت من تراب ، فأنطلق تراثا ، و إنطلق بإثمي ، هكذا يقول المال لصاحبه[33] .

فإن قول : ملك الموت لصاحب المال سيدهم للسخرية به ، وتقديمه من قبل قومه طمعا بماله ولما له من السلطة عليهم ، وهذا سيد بماله .

 

 

 ولكن الأتعس من يقال له سيد وهو سيد الآثام وسيد الباطل .

فإنه قد يقال سيد لشخص : لخوفا منه  .

فيقال للمخاطب : يا سيد لما له من السلطة وقدرة التجبر على الغير لمن يناديه بكلمة سيد وأمثاله ، فيخاطب بكلمة ولفظ سيد للخوف ولاتقاء شره ، لا للاحترام الحق لما فيه من الخصال الحميدة .

أو يقول له سيدي : لقبوله بما هو عليه حتى بصفاته الرذيلة ، لما عنده من أمور ملك الدنيا ، ويطيعه لما يصيب من عنده من زينتها ، فيترنم المخاطب المطيع له بكلمة سيدي أمامه تملقا ، فيكون مثله إن حبه واقعا ، ويكون عبد لسيد محقر واقعا .

فالبحث في هذا الإشراق بالخصوص : لمعنى مقابل لمعنى السيد الحق ، وهو لمعنى داني في سيادة لئيم وماكر وظالم ومضل وكافر ومنافق .

 فإنه لكل شيء سيد يناسبه: كما ترى وسترى تفصيلا أكثر ، ويُطلق سيد لمن له شأنا من قبل أتباعه ، وسيد الباطل يقال له سيد وذلك لما له قدرة التسلط عليهم وحبهم لما عنده من الضلال والمكر والظلم والعدوان والفتنة والكفر ، بعد أن ضلوا وابتعدوا عن صراط الحق وهدى الله ودينه الواقعي ، فكانوا عبيدا لسيد الباطل .

فإنه من لم يكن له أخلاق فاضلة مثل لا يقال له سيد وليس له سيادة ، كما أنه من يكون بخيل أو لئيم أو ضال أو كافر أو منافق أو شرير أو غيرها لا يكون سيد ولا له سيادة حقيقة ، لأنه بذله للظلم والطغيان والضلال لا للمعروف ، وسخائه عدوان وأثم وسيئات لا حسنات ومكارم وهدى حق ، وإن قيل له سيد فهو تشبيه لهذا المعنى الذي يطلق على الكرام ، وقلب لحقيقته حين يراد به اللئام .

فعَنِ الإمام الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ : لَا سُؤْدُدَ لِسَيِّئِ الْخُلُقِ [34].

فإن أطلق سيد : على من ساء خلقه فلا على الحقيقة ، وكذا على من أطلقه على بخيل سواء بماله أو بجاهه أو بكلامه وعلمه أو بما عنده مما فضله الله به ، وقد عرفت أحاديث المعروف سابقا بل السيد حقيقة فيه لمعنى المناقب والمكارم الحقة ، وقد جاء في حديثه صلى الله عليه وآله وسلم لحي من الأنصار لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم فقال :  

يا بني سلمة من سيدكم ؟ قالوا : الجد بن قيس وإنا لنبخله .

قال : وأي داء أدوى من البخل ، بل سيدكم الخير الأبيض عمرو بن الجموح .

قال : وكان على أضيافهم في الجاهلية .

قال : وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج [35].

فإذا كان سيء الخلق والبخيل بما فضله الله ليس له سيادة ، فكذلك من يأمر بالمنكر ويحب الضلال ويعمل بالسيئات والخبائث ويصورها بشكل طبيعي ليجعلها عادة بين الناس ليس له سيادة ، وبالخصوص كبراء الملوك والحكام فضلا عن أتباعهم ومن يحب الطغاة وأهل الكفر والضلال ، ولذا جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام :

 

التحذير من طاعة الكبراء وسادات الباطل :

أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ : مِنْ طَاعَةِ سَــادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ ، الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ ، وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ ، وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ‏ .

وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ : مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ ، وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ ، فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ ، وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ ، وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ .

فَاتَّقُوا اللَّهَ : وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً ، وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً .

وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ : الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ ، وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ ، وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ ، وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ ، وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ .

 اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ : مَطَايَا ضَلَالٍ ، وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ ، وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ ، وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ ، وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ ، فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ ، وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ ، وَ مَأْخَذَ يَدِهِ[36].

ويا طيب : لا يكون الإنسان كبير حقا وهو ضال و مضل بأخلاق إبليس كما عرفت ، وكما ستعرف في الحديث الآتي ، إن حب جنود إبليس له لفكره الضال ، وحب من في قلوبهم مرض للمنكر ولنشر الرذائل والسيئات والتظاهر بها وجعلها أمرا طبيعيا بين الناس ، لا يجعل أمرهم ومن يقرون له بالطاعة سيد بمعنى فاضلا وكريما ، بل تشبيه وقلب لمعنى السيد وإرادة لغير حقيقته كما عرفته في معناه اللغوي ، بل والعرفي والاجتماعي كما تراه ، بل هو على سبيل السخرية أو على سبيل التشبيه والعادة ، وإن حبوا رئيسهم وأطاعوه ونفذوا أوامره عن إقرار له بوجوب الطاعة لأنه رئيسهم فخاطبوه بكلمة يا سيد فهو سيد الباطل ، وكلمة حق أطلقت وأريد بها ضلال فهو كذب محض وشر يتبعه شر وينشر ويوسع ليطغى أكثر ، وقد عرفت حقيقة المعنى في كلام الإمام علي عليه السلام ، ولذا جاء : 

عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :

لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام يوم الغدير ، صرخ إبليس في أبالسته‏ وجنوده صرخة ، فلم يبق منهم أحد في بر و لا بحر إلا أتاه .

فقالوا : يا سيدهم و مولاهم ، ما ذا دهاك ، فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه . فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا ، إن تم له لم يعص الله أبدا .

فقالوا : يا سيدهم ، أنت كنت لآدم من قبل .

فلما قال المنافقون : إنه ينطق عن الهوى .

 و قال أحدهم لصاحبه : أ ما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون ، يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، صرخ إبليس صرخة بطرب ، فجمع أولياءه ، ثم قال : أ ما علم أني كنت لآدم من قبل ؟ قالوا : نعم . قال : أما آدم نقض العهد و لم يكفر الرب ، و هؤلاء نقضوا العهد و كفروا بالرسول .

فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و أقام الناس غير علي عليه السلام ، لبس إبليس تاج الملك ، و نصب منبرا ، و قعد في الثوية ، و جمع خيله و رجله ، ثم قال لهم : اطربوا ، لا يطاع الله حتى يقوم إمام .

ثم تلا أبو جعفر عليه السلام :{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } . ثم قال أبو جعفر عليه السلام :

كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله ، و الظن من إبليس حين قالوا لرسول الله : إنه ينطق عن الهوى ، فظن بهم ظنا، فصدقوا ظنه [37].

وإن سادة قريش : بل كل أهل الوجود هم نبينا الأكرم وآله صلى الله عليهم وسلم كما ستعرف ويقر به كل مؤمن منصف ، ولكن حين يطلق على أئمة الكفر والنفاق منهم أيضا يقال لهم سادة للتشبيه وللسخرية ، وللعادة لبيان رؤساء القوم الضالين لمن يقبل ضلال سيد وسادة الباطل ، أو ليستنكر سيادتهم إن كان مؤمنا .

 ولذا جاء في الحديث :عن أبو جعفر الطبري بإسناده إلى ابن عباس :

أن سادات قريش : كتبت صحيفة تعاهدت فيها على قتل علي ، و دفعوها إلى أبي عبيدة الجراح أمير قريش .

 فنزلت الآية فطلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه فدفعها إليه . فقال :

 أ كفرتم بعد إسلامكم فحلفوا بالله لم يهموا بشي‏ء منه ، فأنزل الله :

{ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ

وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُوا } [38].

وسيأتي تفسير قوله تعالى : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ

يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)

وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَــادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) } الأحزاب .

وإنه لا يجوز : أن يقال لمنافق أو كافر أو ضال سيدي ويا سيد ، لأنه إن قبله يكون ضالا مثله ويحشر معه ، وإن كان يعرف ضلاله فيكون كاذبا مرتكبا للحرام مؤيدا للضلال ومشجعا وناشرا له ولطغيان كبرائه وسادته .

فيا طيب : إن من يطيع الشيطان وكل ظالم وماكر ومضل وناشر للفسق والفجور ومعلم للعدوان والطغيان ، ليس له سيادة حقيقة مهما كان له من القدرة والتسلط والقهر ، فيجب على كل طيب ومنصف أن لا يطيعه ويبتعد عنه ، وتبقى الطاعة للسيد الحق المعلم للدين وآدابه .

ولذا لا نذكر : تفاصيل وملاك وأسس سيد الباطل وساداته ، ولم نتعرض لسادة أهل الطغيان والمكر والحيلة والظلم والمنكر والفسق والفجور والظلم وصفاتهم ، ولا ما يتعلق بتأريخهم ورذائلهم وسيئاتهم بشيء إلا عرضا ، فلا نسرد أنواعهم ولا ما أظهروا في مرور الأيام والتأريخ وبين الأقوام .

 ونصب البحث هن : في معرفة معنى السيد الحق وصفاته وما يوصل لمعناه ويرينا عظمة شأنه وما يراد منه وبالخصوص حين يعرفنا به سيد المرسلين ، ولذا سنتعرف على أمور بها يسود المؤمن ، وسعة معنى السيد في التأريخ كله ، وبالخصوص بين المسلمين وما يقارب عصر نبينا الأكرم ، لنعرف معنى السيد الحق الذي له الرئاسة الدينية وولاية الهداية الربانية المطلقة لنطبقه على أعلى مصاديقه الواقعية ، فنعرف السيد الحق ونقر له بالسيادة بصدق ، وبه نتقرب لله سيد السادة ، وواهب السيادة لسادة الكون ليجعلنا معهم من سادة أهل الدنيا والآخرة بحق واقعا ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .



 

[21]بحار الأنوار ج84ص348ب13 .

[22]غرر الحكم ص379ح8560 . وص385ح8798 . وص382ح 8674.  وص395ح9161 .

[23]من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج4ص378ح5791 .

[24]الاختصاص 244 .

[25]مستدرك‏ الوسائل ج15ص245ب11.

[26]التوحيد ص 207 .

[27]ميزان الحكمة لمحمدي الري شهري ج2ص1379.رقم 250 رقم 1923 .

[28]الأمالي ‏للصدوق ص32م9ح1 . غرر الحكم ص379 ح 8557 .

[29]غرر الحكم ص 378 ح 8546 . ص378ح 8556 .

[30]تأويل‏ الآيات ‏الظاهرة ص655 .

[31]مستدرك ‏الوسائل ج7ص192ب17ح8006-6 .

[32]عيون ‏أخبار الرضا ج1ص292ب28ح 43 . الأمالي ‏للصدوق ص18م5ح5 . كشف‏ الغمة ج2ص295 .

[33]بحار الأنوار ج100ص24ب2ح27 .

[34]مستدرك ‏الوسائل ج12ص74ب69 باب تحريم إساءة الخلق .

[35]شعب الايمان للبيهقي ج 7 ص 431 .

[36]نهج‏ البلاغة ص 290.

[37]تأويل‏ الآيات ‏الظاهرة ص464سورة سبأ آية 20. الكافي ج8ص344ح542 .

[38]الصراط المستقيم ج1ص296ب8 . سورة التوبة الآية 74

 

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم الصلاة والسلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة سادة الوجود رزقنا واهب السيادة نعيم هداه بأحسن جود