بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

 

الدعاء الحادي عشر

وكان من دعائه عليه السلام

بِخَواتِمِ الخَيْرِ

 

يا مَنْ : ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ ، وَيَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِينَ ، وَيَا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ .

صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْر ، وَأَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْر ، وَجَوَارِحَنَا بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَة .

 فَإنْ قَدَّرْتَ : لَنَا فَرَاغاً مِنْ شُغُل ، فَاجْعَلْهُ فَرَاغَ سَلاَمَة ، لا تُدْرِكُنَا فِيهِ تَبِعَةٌ ، وَلاَ تَلْحَقُنَا فِيهِ سَاَمَةٌ ، حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنَّا كُتَّابُ السَّيِّئَاتِ ، بِصَحِيفَة خَالِيَة مِنْ ذِكْرِ سَيِّئاتِنَا ، وَيَتَوَلّى كُتَّابُ الْحَسَنَاتِ عَنَّا مَسْرُورِينَ بِمَا كَتَبُوا مِنْ حَسَنَاتِنَا .

وَإذَا انْقَضَتْ : أَيَّامُ حَيَاتِنَـا ، وَتَصَرَّمَتْ مُـدَدُ أَعْمَارِنَـا ، وَاسْتَحْضَرَتْنَا دَعْوَتُكَ الَّتِي لاَ بُدَّ مِنْهَا وَمِنْ إجَابَتِهَا  ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ خِتَامَ مَا تُحْصِي عَلَيْنَا كَتَبَةُ أَعْمَالِنَا تَوْبَةً مَقْبُولَةً ، لا تُوقِفُنَا بَعْدَهَا عَلَى ذَنْب اجْتَرَحْنَاهُ ، وَلاَ مَعْصِيَة اقْتَرَفْنَاهَا ، وَلاَ تَكْشِفْ عَنَّا سِتْراً سَتَرْتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الاشْهَادِ يَوْمَ تَبْلُو أَخْبَارَ عِبَادِكَ إنَّكَ رَحِيمٌ بِمَنْ دَعَاكَ ، وَمُسْتَجيبٌ لِمَنْ نَادَاكَ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الثاني عشر

وكان من دعائه عليه السلام

في الاعتراف وطلب التوبة إلى الله تعالى

 

اللَّهُمَّ : إنَّهُ يَحْجُبُنِي عَنْ مَسْأَلَتِكَ ، خِلاَلٌ ثَلاثٌ ، وَتَحْدُونِي عَلَيْهَا خَلَّةٌ وَاحِدَةٌ ، يَحْجُبُنِي : أَمْرٌ أَمَرْتَ بِهِ فَأَبْطَأتُ عَنْهُ ، وَنَهْيٌ نَهَيْتَنِي عَنْهُ فَأَسْرَعْتُ إلَيْهِ ، وَنِعْمَةٌ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَصَّـرْتُ فِي شُكْرِهَـا . وَيَحْدُونِي عَلَى مَسْأَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلَى مَنْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إلَيْكَ ، وَوَفَدَ بِحُسْنِ ظَنِّـهِ إلَيْكَ  ، إذْ جَمِيعُ إحْسَانِكَ تَفَضُّلٌ ، وَإذْ كُلُّ نِعَمِكَ ابْتِدَاءٌ .

 فَهَا أَنَا ذَا يَا إلهِيْ : وَاقِفٌ بِبَابِ عِزِّكَ وُقُوفَ المُسْتَسْلِمِ الذَّلِيْل ، وَسَائِلُكَ عَلَى الْحَيَاءِ مِنّي سُؤَالَ الْبَائِسِ الْمُعِيْلِ .

 مُقـرٌّ لَكَ : بأَنّي لَمْ أَسْتَسْلِمْ وَقْتَ إحْسَانِـكَ إلاَّ بِالاِقْلاَعِ عَنْ عِصْيَانِكَ ، وَلَمْ أَخْلُ فِي الْحَالاتِ كُلِّهَا مِنِ امْتِنَانِكَ .

 فَهَلْ يَنْفَعُنِي يَا إلهِي إقْرَارِي عِنْدَكَ بِسُوءِ مَا اكْتَسَبْتُ ؟ وَهَلْ يُنْجِيْنِي مِنْكَ اعْتِرَافِي لَكَ بِقَبِيْحِ مَا ارْتَكَبْتُ ؟ أَمْ أَوْجَبْتَ لِي فِي مَقَامِي هَذَا سُخْطَكَ ؟ أَمْ لَزِمَنِي فِي وَقْتِ دُعَائِي مَقْتُكَ ؟

 سُبْحَانَكَ ! لاَ أَيْأَسُ مِنْكَ ، وَقَدْ فَتَحْتَ لِيَ بَابَ التَّوْبَةِ إلَيْكَ .

بَلْ أَقُولُ : مَقَالَ الْعَبْدِ الذَّلِيلِ الظَّالِمِ لِنَفْسِهِ ، الْمُسْتَخِفِّ بِحُرْمَةِ رَبِّهِ ، الَّذِي عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ فَجَلَّتْ ، وَأَدْبَرَتْ أَيّامُهُ فَوَلَّتْ ، حَتَّى إذَا رَأى مُدَّةَ الْعَمَلِ قَدِ انْقَضَتْ ، وَغَايَةَ الْعُمُرِ قَدِ انْتَهَتْ  ، وَأَيْقَنَ أَنَّهُ لا مَحيصَ لَهُ مِنْكَ  ، وَلاَ مَهْرَبَ لَهُ عَنْكَ .

تَلَقَّاكَ : بِالانَابَةِ  ، وَأَخْلَصَ لَكَ التَّوْبَةَ  ، فَقَامَ إلَيْكَ بِقَلْبِ طَاهِر نَقِيٍّ ، ثُمَّ دَعَاكَ بِصَوْت حَائِل خَفِيٍّ  ، قَدْ تَطَأطَأَ لَكَ فَانْحَنى ، وَنَكَّسَ رَأسَهُ فَانْثَنَى ، قَدْ أَرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ ، وَغَرَّقَتْ دُمُوعُهُ خَدَّيْهِ  .

 يَدْعُوكَ : بِيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ انْتَابَهُ الْمُسْتَرْحِمُونَ ، وَيَا أَعْطَفَ مَنْ أَطَافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ  ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ أكْثَرُ مِنْ نِقْمَتِهِ ، وَيَا مَنْ رِضَاهُ أَوْفَرُ مِنْ سَخَطِهِ ، وَيَا مَنْ تَحَمَّدَ إلَى خَلْقِهِ بِحُسْنِ التَّجاوُزِ  ، وَيَا مَنْ عَوَّدَ عِبادَهُ قَبُولَ الانَابَةِ  ، وَيَا مَنِ اسْتَصْلَحَ فَاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ ، وَيَا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسيرِ ، وَيَا مَنْ كَافى قَلِيْلَهُمْ بِالْكَثِيرِ ، وَيَا مَنْ ضَمِنَ لَهُمْ إجَابَةَ الدُّعاءِ ، وَيَا مَنْ وَعَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسْنَ الْجَزاءِ .

 مَا أَنَ : بِأَعْصَى مَنْ عَصَاكَ فَغَفَرْتَ لَهُ  ، وَمَا أَنَا بِأَلْوَمِ مَنِ اعْتَذَرَ إلَيْكَ فَقَبِلْتَ مِنْهُ ، وَمَا أَنَا بِأَظْلَمِ مَنْ تَابَ إلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِ .

 أَتُوبُ إلَيْكَ : فِي مَقَامِي هَذَا ، تَوْبَةَ نَادِم عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ ، مُشْفِق مِمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ ، خَالِصِ الْحَيَاءِ مِمَّا وَقَعَ فِيْهِ ، عَالِم بِأَنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ لاَ يَتَعـاظَمُكَ ، وَأَنَّ التَّجَـاوُزَ عَنِ الاثْمِ الْجَلِيْلِ لا يَسْتَصْعِبُكَ  ، وَأَنَّ احْتِمَالَ الْجنَايَاتِ الْفَـاحِشَةِ لا يَتَكَأَّدُكَ .

 وَأَنَّ أَحَبَّ عِبَادِكَ إلَيْكَ : مَنْ تَرَكَ الاسْتِكْبَارَ عَلَيْكَ ، وَجَانَبَ الاِصْرَارَ ، وَلَزِمَ الاسْتِغْفَارَ ، وَأَنَا أَبْرَأُ إلَيْكَ مِنْ أَنْ أَسْتَكْبِرَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أصِـرَّ ،  وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَصَّرْتُ فِيهِ  ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلَى مَا عَجَزْتُ عَنْهُ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَهَبْ لِي مَا يَجبُ عَلَيَّ لَكَ  ، وَعَافِنِي مِمَّا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ ، وَأجِرْنِي مِمَّا يَخَافُهُ أَهْلُ الاساءَةِ ، فَإنَّكَ مَلِيءٌ بِالْعَفْوِ ، مَرْجُوٌّ لِلْمَغْفِرَةِ ، مَعْرُوفٌ بِالتَّجَاوُزِ  .

 لَيْسَ لِحَاجَتِي : مَطْلَبٌ سِوَاكَ ، وَلا لِذَنْبِي غَافِرٌ غَيْرُكَ ، حَاشَاكَ ، وَلاَ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إلاّ إيَّاكَ ، إنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ .

صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَاقْض حَاجَتِي وَأَنْجِحْ طَلِبَتِي ، وَاغْفِرْ ذَنْبِي ، وَآمِنْ خَوْفَ نَفْسِيْ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ، وَذلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الثالث عشر

وكان من دعائه عليه السلام

 في طلب الحوائج إلى الله تعالى

 

اللَّهُمَّ : يَا مُنْتَهَى مَطْلَبِ الْحَاجَاتِ ، وَيَا مَنْ عِنْدَه نَيْلُ الطَّلِبَاتِ ، وَيَا مَنْ لا يَبِيْعُ نِعَمَهُ بالاثْمَانِ  ، وَيَا مَنْ لا يُكَدِّرُ عَطَايَاهُ بِالامْتِنَانِ ، وَيَا مَنْ يُسْتَغْنَى بِهِ وَلاَ يُسْتَغْنَى عَنْهُ ، وَيَا مَنْ يُرْغَبُ إلَيْهِ وَلا يُرْغَبُ عَنْهُ ، وَيَا مَنْ لا تُفنى خَزَآئِنَهُ الْمَسَائِلُ ، وَيَا مَنْ لاَ تُبَدِّلُ حِكْمَتَهُ الْوَسَائِلُ ، وَيَا مَنْ لاَ تَنْقَطِعُ عَنْهُ حَوَائِجُ الْمُحْتَاجِينَ ، وَيَا مَنْ لاَ يُعَنِّيهِ دُعَاءُ الدَّاعِينَ .

 تَمَدَّحْتَ : بِالْغَنَاءِ عَنْ خَلْقِكَ ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْغِنَى عَنْهُمْ ، وَنَسَبْتَهُمْ إلَى الفَقْرِ وَهُمْ أَهْلُ الْفَقْرِ إلَيْكَ .

 فَمَنْ حَاوَلَ : سَدَّ خَلَّتِهِ مِنْ عِنْدِكَ ، وَرَامَ صَرْفَ الْفَقْر عَنْ نَفْسِهِ بِكَ ، فَقَدْ طَلَبَ حَاجَتَهُ فِي مَظَانِّها ، وَأَتَى طَلِبَتَهُ مِنْ وَجْهِهَا .

وَمَنْ تَوَجَّهَ : بِحَاجَتِهِ إلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ جَعَلَهُ سَبَبَ نُجْحِهَا دُونَكَ ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْحِرْمَانِ ، وَاسْتَحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَوْتَ الاِحْسَانِ .

 اللَّهُمَّ : وَلِي إلَيْكَ حَاجَةٌ ، قَـدْ قَصَّرَ عَنْهَـا جُهْدِي ، وَتَقَطَّعَتْ دُونَهَا حِيَلِي ، وَسَوَّلَتْ لِيْ نَفْسِي رَفْعَهَا إلَى مَنْ يَرْفَعُ حَوَائِجَهُ إلَيْكَ ، وَلاَ يَسْتَغْنِي فِي طَلِبَاتِهِ عَنْكَ ، وَهِيَ زَلَّةٌ مِنْ زَلَلِ الْخَاطِئِينَ ، وَعَثْرَةٌ مِنْ عَثَراتِ الْمُذْنِبِينَ .

 ثُمَّ انْتَبَهْتُ : بِتَذْكِيرِكَ لِي مِنْ غَفْلَتِي وَنَهَضْتُ بِتَوْفِيقِكَ مِنْ زَلَّتِي ، وَنَكَصْتُ بِتَسْـدِيدِكَ عَنْ عَثْـرَتِي .

وَقُلْتُ : سُبْحَانَ رَبّي كَيْفَ يَسْأَلُ مُحْتَاجٌ مُحْتَاجـاً ، وَأَنَّى يَرْغَبُ مُعْدِمٌ إلَى مُعْدِم ؟!  فَقَصَدْتُكَ : يا إلهِي بِالرَّغْبَةِ ، وَأَوْفَدْتُ عَلَيْكَ رَجَائِي بِالثِّقَةِ بِكَ ، وَعَلِمْتُ أَنَّ كَثِيرَ مَا أَسْأَلُكَ يَسِيرٌ فِي وُجْدِكَ ، وَأَنَّ خَطِيرَ مَا أَسْتَوْهِبُكَ حَقِيرٌ فِيْ وُسْعِكَ ، وَأَنَّ كَرَمَكَ لاَ يَضِيقُ عَنْ سُؤَال أحَد ، وَأَنَّ يَدَكَ بِالْعَطايا أَعْلَى مِنْ كُلِّ يَد .

 اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاحْمِلْنِي بِكَرَمِكَ عَلَى التَّفَضُّلِ ، وَلاَ تَحْمِلْنِي بِعَدْلِكَ عَلَى الاسْتِحْقَاقِ ، فَما أَنَا بِأَوَّلِ رَاغِبِ رَغِبَ إلَيْكَ فَأَعْطَيْتَهُ وَهُوَ يَسْتَحِقُّ الْمَنْعَ ، وَلاَ بِأَوَّلِ سَائِل سَأَلَكَ فَأَفْضَلْتَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَسْتَوْجِبُ الْحِرْمَانَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَكُنْ لِدُعَائِي مُجِيباً ، وَمِنْ نِدائِي قَرِيباً ، وَلِتَضَرُّعِي رَاحِماً ، وَلِصَوْتِي سَامِعاً ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي عَنْكَ ، وَلا تَبُتَّ سَبَبِي مِنْكَ ، وَلاَ تُوَجِّهْنِي فِي حَاجَتيْ هَذِهِ وَغَيْرِهَا إلى سِوَاكَ ، وَتَوَلَّنِي بِنُجْحِ طَلِبَتِي ، وَقَضاءِ حَاجَتِي ، وَنَيْلِ سُؤْلِي ، قَبْلَ زَوَالِي عَنْ مَوْقِفِي هَذَا ، بِتَيسِيرِكَ لِيَ الْعَسِيْرَ ، وَحُسْنِ تَقْدِيرِكَ لِي فِي جَمِيعِ الاُمُورِ .

وَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً دَائِمَةً نَامِيَةً لاَ انْقِطَاعَ لاِبَدِهَا ، وَلا مُنْتَهَى لاِمَدِهَا ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ عَوْناً لِيْ ، وَسَبَباً لِنَجَاحِ طَلِبَتِي ، إنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيْمٌ .

وَمِنْ حَاجَتِي : يَا رَبِّ كَذَا وَكَذَا ـ وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ ثمّ تَسْجُـدُ وَتَقُولُ فِي سُجُودِكَ: ـ فَضْلُكَ آنَسَنِي ، وَإحْسَانُكَ دَلَّنِي ، فَأَسْأَلُكَ بِكَ وَبِمُحَمَّـد وَآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهمْ أَنْ لاَ تَرُدَّنِي خَائِباً .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الرابع عشر

وكان من دعائه عليه السلام

إذا اعتديَ عليه أو رأى من الظالمين ما لا يحبّ

 

يَامَنْ : لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ أَنْبَآءُ الْمُتَظَلِّمِينَ ، وَيَا مَنْ لاَ يَحْتَاجُ فِي قِصَصِهِمْ إلَى شَهَادَاتِ الشَّاهِدِينَ ، وَيَا مَنْ قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ مِنَ الْمَظْلُومِينَ ، وَيَا مَنْ بَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِينَ ، قَدْ عَلِمْتَ يَا إلهِي مَا نالَنِي مِنْ [ فُلاَنِ بْنِ فُلاَن ] مِمَّا حَظَرْتَ ، وَانْتَهَكَهُ مِنّي مِمَّا حَجَزْتَ عَلَيْهِ ، بَطَراً فِي نِعْمَتِكَ عِنْدَهُ ، وَاغْتِرَاراً بِنَكِيرِكَ عَلَيْهِ .

فَصَلِّ اللَّهُمَّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَخُذْ ظَالِمِي وَعَدُوِّي عَنْ ظُلْمِي بِقُوَّتِكَ ، وَافْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ ، وَاجْعَلْ لَهُ شُغْلاً فِيَما يَلِيهِ ، وَعَجْزاً عَمَّا يُناوِيْهِ .

اللَّهُمَّ : وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلاَ تُسَوِّغْ لَهُ ظُلْمِي ، وَأَحْسِنْ عَلَيْـهِ عَوْنِي ، وَاعْصِمْنِي مِنْ مِثْـلِ أَفْعَالِهِ ، وَلا تَجْعَلْنِي فِي مِثْلِ حَالِهِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَعِدْنِي عَلَيْهِ عَدْوى حَاضِرَةً .

اللَّهُمَّ : تَكُونُ مِنْ غَيْظِي بِهِ شِفَاءً ، وَمِنْ حَنَقِي عَلَيْهِ وَفَاءً .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَعَوِّضْنِي مِنْ ظُلْمِهِ لِي عَفْوَكَ ، وَأَبْدِلْنِي بِسُوْءِ صنِيعِهِ بِيْ رَحْمَتَكَ ، فَكُلُّ مَكْرُوه جَلَلٌ دُونَ سَخَطِكَ ، وَكُلُّ مَرْزِئَة سَوَاءٌ مَعَ مَوْجِدَتِكَ .

 اللَّهُمَّ : فَكَمَا كَـرَّهْتَ إلَيَّ أَنْ أَظْلِمَ ، فَقِنِي مِنْ أَنْ أُظْلَمَ .

 اللَّهُمَّ : لاَ أَشْكُو إلَى أَحَد سِوَاكَ ، وَلاَ أَسْتَعِينُ بِحَاكِم غَيْرِكَ حَاشَاكَ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَصِلْ دُعَائِي بِالاجَابَةِ ، وَأَقْرِنْ شِكَايَتِي بِالتَّغْيِيرِ .

 اللَّهُمَّ : لا تَفْتِنِّي بِالْقُنُوطِ مِنْ إنْصَافِكَ ، وَلاَ تَفْتِنْـهُ بِالاَمْنِ مِنْ إنْكَارِكَ ، فَيُصِرَّ عَلَى ظُلْمِي ، وَيُحَاضِرَنِي بِحَقِّيْ ، وَعَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيْل مَا أَوْعَدْتَ الظَّالِمِينَ ، وَعَرِّفْنِي مَا وَعَدْتَ مِنْ إجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَوَفِّقْنِي لِقَبُولِ مَا قَضَيْتَ لِيْ وَعَليَّ ، وَرَضِّنِيْ بِمَا أَخَذْتَ لي وَمِنِّي ، وَاهْـدِنِي لِلَّتِيْ هِي أَقْوَمُ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا هُوَ أَسْلَمُ .

اللَّهُمَّ : وَإنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِيْ عِنْدَكَ ، فِي تَأْخِيرِ الاَخْذِ لِي ، وَتَرْكِ الانْتِقَامِ مِمَّنْ ظَلَمَنِيْ ، إلَى يَوْمِ الْفَصْلِ ، وَمَجْمَعِ الْخَصْمِ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَيِّدْنِي مِنْكَ بِنِيَّة صَادِقَة ، وَصَبْر دَائِم ، وَأَعِذْنِي مِنْ سُوءِ الرَّغْبَةِ ، وَهَلَعِ أَهْلِ الْحِرْصِ ، وَصَوِّرْ فِي قَلْبِي ، مِثَالَ مَا ادَّخَـرْتَ لِي مِنْ ثَوَابِـكَ ، وَأَعْدَدْتَ لِخَصْمِي مِنْ جَزَائِكَ وَعِقَابِكَ  ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ سَبَباً لِقَنَاعَتِي بِمَا قَضَيْتَ  ، وَثِقَتِي بِمَا تَخَيَّرْتَ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ  ، إنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ  ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الخامس عشر

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

إذا مرض أو نزل بِهِ كَرْبٌ أو بَلِيَّةٌ

 

اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِي ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَحْدَثْتَ بِيْ مِنْ عِلَّة فِي جَسَـدِي .

 فَمَا أَدْرِي يَـا إلهِي : أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ ، وَأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أوْلَى بِالْحَمْدِ لَكَ .

 أَوَقْتُ الصِّحَةِ : الَّتِي هَنَّـأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ ، وَنَشَّطْتَنِي بِهَا لابْتِغاءِ مَرْضَاتِكَ وَفَضْلِكَ ، وَقَوَّيْتَنِي مَعَهَا عَلَى مَـا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَـاعَتِـكَ .

 أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ : الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا ، وَالنِّعَمِ الَّتِي أَتْحَفْتَنِي بِهَا ، تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَى ظَهري مِنَ الْخَطِيئاتِ ، وَتَطْهيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ ، وَتَنْبِيهاً لِتَنَاوُلِ التَّوْبَةِ ، وَتَذْكِيراً لِمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِيمِ النِّعْمَةِ ، وَفِي خِلاَلِ ذَلِكَ مَا كَتَبَ لِيَ الْكَاتِبَانِ مِنْ زَكِيِّ الاعْمَالِ ، مَا لا قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ ، وَلا لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ ، وَلاَ جَارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ ب، َلْ إفْضَالاً مِنْكَ عَلَيَّ ، وَإحْسَاناً مِنْ صَنِيعِـكَ إلَيَّ .

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَحَبِّبْ إلَيّ مَـا رَضِيتَ لِي  ، وَيَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِيْ ، وَطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ  ، وَامْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَـدَّمْتُ ، وَأَوْجِدْنِي حَلاَوَةَ الْعَافِيَةِ  ، وَأَذِقْنِي بَرْدَ السَّلاَمَةِ ، وَاجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إلَى عَفْوِكَ ، وَمُتَحَوَّلِي عَنْ صَرْعَتِي إلَى تَجَاوُزِكَ ، وَخَلاصِي مِنْ كَرْبِي إلَى رَوْحِكَ ، وَسَلاَمَتِي مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إلَى فَرَجِكَ ، إنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالاِحْسَانِ ، الْمُتَطَوِّلُ بِالامْتِنَانِ ، الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ.

 

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية