بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

الدعاء السادس عشر

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

إذا استقالَ من ذنوبه أو تضرَّعَ في طلبِ العفو عن عيوبه

اللَّهُمَّ : يَا مَنْ بِرَحْمَتِهِ يَسْتَغِيثُ الْمُذْنِبُونَ ، وَيَا مَنْ إلَى ذِكْرِ إحْسَانِهِ يَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ ، وَيَا مَنْ لِخِيفَتِهِ يَنْتَحِبُ الْخَاطِئُونَ .

 يَا اُنْسَ : كُلِّ مُسْتَوْحِش غَرِيبِ ، وَيَا فَرَجَ كُلِّ مَكْرُوب كَئِيب ، وَيَا غَوْثَ كُلِّ مَخْذُوَل فَرِيد ، وَيَا عَضُدَ كُلِّ مُحْتَاج طَرِيد .

 أَنْتَ الَّذِي : وَسِعْتَ كُلَّ شَيْء رَحْمَةً وَعِلْماً ، وَأَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوق فِي نِعَمِكَ سَهْماً ، وَأَنْتَ الَّذِيْ عَفْوُهُ أَعْلَى مِنْ عِقَابِهِ ، وَأَنْتَ الَّذِي تَسْعَى رَحْمَتُهُ أَمَامَ غَضَبِهِ ، وَأَنْتَ الَّذِي عَطَآؤُهُ أكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ ، وَأَنْتَ الَّذِيْ اتَّسَعَ الْخَلاَئِقُ كُلُّهُمْ فِي وُسْعِهِ ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَرْغَبُ فِي جَزَاءِ مَنْ أَعْطَاهُ ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يُفْرِطُ فِي عِقَابِ مَنْ عَصَاهُ .

وَأَنَا يَا إلهِي : عَبْدُكَ الَّذِي أَمَرْتَهُ بِالدُّعاءِ ، فَقال : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، هَا أَنَا ذَا يَا رَبِّ مَطْرُوحٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا الَّذِي أَوْقَرَتِ الْخَطَايَا ظَهْرَهُ ، وَأَنا الَّذِي أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمْرَهُ ، وَأَنَا الَّذِي بِجَهْلِهِ عَصاكَ ، وَلَمْ تَكُنْ أَهْلاً مِنْهُ لِذَاكَ .

 هَلْ أَنْتَ يَا إلهِي : رَاحِمٌ مَنْ دَعَاكَ فَأُبْلِغَ فِي الدُّعَاءِ ، أَمْ أَنْتَ غَافِرٌ لِمَنْ بَكَاكَ فَأُسْرِعَ فِي الْبُكَاءِ ، أَمْ أَنْتَ مُتَجَاوِزٌ عَمَّنْ عَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ تَذَلُّلاً ، أَم أَنْتَ مُغْن مَنْ شَكَا إلَيْكَ فَقْرَهُ تَوَكُّلاً .

 إلهِي : لاَ تُخيِّبْ مَنْ لا يَجدُ مُعْطِياً غَيْرَكَ ، وَلاَ تَخْذُلْ مَنْ لا يَسْتَغْنِي عَنْكَ بِأَحَد دُونَكَ .  إلهِي : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي  وَقَدْ أَقْبَلْتُ عَلَيْكَ ، وَلا تَحْرِمْنِي  وَقَـدْ رَغِبْتُ إلَيْكَ ، وَلا تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ  وَقَدْ انْتَصَبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ .

أَنْتَ الَّذِي : وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَارْحَمْنِي ، وَأَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالعَفْوِ  فَاعْفُ عَنِّي .

 قَـدْ تَرَى يَـا إلهِي : فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خِيفَتِكَ ، وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَانْتِفَاضَ جَوَارِحِي مِنْ هَيْبَتِكَ ، كُلُّ ذَلِكَ حَياءً مِنِّي لِسُوءِ عَمَلِي ، وَلِذَاكَ خَمَدَ صَوْتِي عَنِ الْجَأرِ إلَيْكَ ، وَكَلَّ لِسَانِي عَنْ مُنَاجَاتِكَ .

يَا إلهِي : فَلَكَ الْحَمْدُ ، فَكَم مِنْ غَائِبَة سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَم تَفْضَحْنِي ، وَكَمْ مِنْ ذنْبِ غَطَّيْتَهُ عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهَرْنِي ، وَكَمْ مِنْ شَائِبَة أَلْمَمْتُ بِهَا فَلَمْ تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَهَا ، وَلَمْ تُقَلِّدْنِي مَكْرُوهَ شَنَارِهَا ، وَلَمْ تُبْدِ سَوْأَتَهَا لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعَايِبِي مِنْ جِيْرَتِي ، وَحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ عِنْدِي .

ثُمَّ لَمْ يَنْهَنِي ذَلِكَ : عَنْ أَنْ جَرَيْتُ إلَى سُوءِ مَا عَهِدْتَ مِنّي ، فَمَنْ أَجْهَلُ مِنِّي يَا إلهِيْ بِرُشْدِهِ و، َمَنْ أَغْفَلُ مِنِّي عَنْ حَظِّهِ ، وَمَنْ أَبْعَدُ مِنِّي مِنِ اسْتِصْلاَحِ نَفْسِهِ ، حِيْنَ اُنْفِقُ مَا أَجْرَيْتَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ ، فِيمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ .

وَمَنْ أَبْعَدُ : غَوْراً فِي الْبَاطِلِ ، وَأَشَدُّ إقْدَاماً عَلَى السُّوءِ مِنّي حِينَ أَقِفُ بَيْنَ دَعْوَتِكَ وَدَعْوَةِ الشَّيْطَانِ ، فَـأتَّبعُ دَعْوَتَهُ عَلَى غَيْرِ عَمىً مِنّي فِيْ مَعْرِفَة بِهِ ، وَلا نِسْيَان مِنْ حِفْظِي لَهُ ، وَأَنَا حِينَئِذ مُوقِنٌ بِأَنَّ مُنْتَهَى دَعْوَتِكَ إلَى الْجَنَّةِ ، وَمُنْتَهَى دَعْوَتِهِ إلَى النَّارِ .

سُبْحَانَكَ : مَا أَعْجَبَ مَا أَشْهَدُ بِهِ عَلَى نَفْسِي ، وَاُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُوْمِ أَمْرِي ، وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ : أَنَاتُكَ عَنِّي ، وَإبْطآؤُكَ عَنْ مُعَاجَلَتِي ، وَلَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمِي عَلَيْكَ ، بَلْ تَأَنِّياً مِنْكَ لِي ، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَيَّ ، لانْ أَرْتَـدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الْمُسْخِطَةِ ، وَاُقْلِعَ عَنْ سَيِّئَـاتِي الْمُخْلِقَةِ ، وَلاَِنَّ عَفْوَكَ عَنّي أَحَبُّ إلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتِي .

بَلْ أَنَا يَا إلهِي : أكْثَرُ ذُنُوباً ، وَأَقْبَحُ آثاراً ، وَأَشْنَعُ أَفْعَالاً ، وَأَشَدُّ فِي الْباطِلِ تَهَوُّراً ، وَأَضْعَفُ عِنْدَ طَاعَتِكَ تَيَقُّظاً ، وَأَقَلُّ لِوَعِيْدِكَ انْتِبَاهاً وَارْتِقَاباً مِنْ أَنْ اُحْصِيَ لَكَ عُيُوبِي ، أَوْ أَقْدِرَ عَلَى ذِكْرِ ذُنُوبِي ، وَإنَّمَا اُوبِّخُ بِهَذا نَفْسِي طَمَعَـاً فِي رَأْفَتِكَ الَّتِي بِهَـا صَلاَحُ أَمْرِ الْمُذْنِبِينَ ، وَرَجَاءً لِرَحْمَتِكَ الَّتِي بِهَا فَكَاكُ رِقَابِ الْخَاطِئِينَ .

 اللَّهُمَّ : وَهَذِهِ رَقَبَتِي قَدْ أَرَقَّتْهَا الذُّنُوبُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَعْتِقْهَا بِعَفْوِكَ ، وَهَذَا ظَهْرِي قَدْ أَثْقَلَتْهُ الْخَطَايَـا ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ .

يَا إلهِي : لَوْ بَكَيْتُ إلَيْكَ حَتَّى تَسْقُطَ أَشْفَارُ عَيْنَيَّ ، وَانْتَحَبْتُ حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتِي ، وَقُمْتُ لَكَ حَتَّى تَتَنَشَّرَ قَدَمَايَ ، وَرَكَعْتُ لَكَ حَتَّى يَنْخَلِعَ صُلْبِي ، وَسَجَدْتُ لَكَ حَتَّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتَايَ ، وَأكَلْتُ تُرَابَ الارْضِ طُولَ عُمْرِي ، وَشَرِبْتُ مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي ، وَذَكَرْتُكَ فِي خِلاَلِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِسَانِي ، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْكَ .

مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ : مَحْوَ سَيِّئَة وَاحِـدَة مِنْ سَيِّئـاتِي ، وَإنْ كُنْتَ تَغْفِـرُ لِي حِيْنَ أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ ، وَتَعْفُو عَنِّي حِينَ أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ ، فَإنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِب لِيْ بِاسْتِحْقَاق ، وَلا أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِـاسْتِيجَاب إذْ كَـانَ جَزَائِي مِنْـكَ فِي أَوَّلِ مَا عَصَيْتُكَ النَّارَ ; فَإنْ تُعَذِّبْنِي ، فَأَنْتَ غَيْرُ ظَالِم لِيْ.

إلهِي : فَـإذْ قَـدْ تَغَمَّـدْتَنِي بِسِتْـرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْنِي ، وَتَـأَنَّيْتَنِي بِكَـرَمِـكَ فَلَمْ تُعَـاجِلْنِي ، وَحَلُمْتَ عَنِّي بِتَفَضُّلِكَ  فَلَمْ تُغَيِّـرْ نِعْمَتَـكَ عَلَيَّ ، وَلَمْ تُكَـدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدِي ، فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعِيْ ، وَشِـدَّةَ مَسْكَنَتِي ، وَسُوءَ مَوْقِفِيْ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَقِنِي مِنَ الْمَعَاصِي ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِالطَّاعَةِ ، وَارْزُقْنِي حُسْنَ الاِنابَةِ ، وَطَهِّرْنِي بِالتَّـوْبَةِ ، وَأَيِّـدْنِي بِالْعِصْمَةِ ، وَاسْتَصْلِحْنِي بِالْعَافِيَةِ ، وَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ الْمَغْفِـرَةِ ، وَاجْعَلْنِي طَلِيقَ عَفْـوِكَ ، وَعَتِيقَ رَحْمَتِكَ ، وَاكْتُبْ لِي أَمَاناً مِنْ سَخَطِكَ .

وَبَشِّرْنِي بِذلِكَ : فِي الْعَاجِلِ دُونَ الاجِلِ ، بُشْرى أَعْرِفُهَا ، وَعَرِّفْنِي فِيهِ عَلاَمَةً أَتَبَيَّنُهَا ، إنَّ ذلِكَ لاَ يَضيقُ عَلَيْكَ فِي وُسْعِكَ  ، وَلا يَتَأَّدُكَ فِي قُدْرَتِكَ ، وَلا يَتَصَعَّدُكَ فِي أناتِكَ  ، وَلا يَؤودُك فِي جَزِيلِ هِباتِكَ الَّتِي دَلَّتْ عَلَيْهَا آيَاتُكَ ، إنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ ، وَتَحكُمُ مَا تُرِيدُ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ، وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ المُطَهَّرِينَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء السابع عشر

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

إذا ذكر الشّيطانُ فاستعاذ منه ومن عداوته وكيده

 

اللَّهُمَّ : إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَـاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَكَيْدِهِ وَمَكَائِدِهِ ، وَمِنَ الثِّقَةِ بِأَمَـانِيِّهِ وَمَوَاعِيدِهِ وَغُرُورِهِ وَمَصَائِدِهِ ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ ، وَامْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا ، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إلَيْنَا .

 اللَّهُمَّ : اخْسَأْهُ عَنَّا بِعِبَادَتِكَ ، وَاكْبِتْهُ بِدُؤوبِنَا فِي مَحَبَّتِكَ ، وَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِتْراً لاَ يَهْتِكُهُ ، وَرَدْماً مُصْمِتاً لا يَفْتُقُهُ .

اللَّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَاشْغَلْهُ عَنَّا بِبَعْضِ أَعْدَائِكَ ، وَاعْصِمْنَا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعَايَتِكَ ، وَاكْفِنَا خَتْرَهُ ، وَوَلِّنَا ظَهْرَهُ، وَاقْطَعْ عَنَّا إثْرَهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَمْتِعْنَا مِنَ الْهُدَى ، بِمِثْلِ ضَلاَلَتِهِ ، وَزَوِّدْنَا مِنَ التَّقْوَى ضِدَّ غَوَايَتِهِ ، وَاسْلُكْ بِنَـا مِنَ التُّقى خِـلافَ سَبِيلِهِ مِنَ الـرَّدى .

 اللَّهُمَّ : لاَ تَجْعَلْ لَهُ فِي قُلُوبِنَا مَدْخَلاً ، وَلاَ تُوطِنَنَّ لَهُ فِيمَا لَدَيْنَا مَنْزِلاً.

اللَّهُمَّ : وَمَا سَوَّلَ لَنَا مِنْ بَاطِل فَعَرِّفْنَاهُ ، وَإذَا عَرَّفْتَنَاهُ فَقِنَاهُ ، وَبَصِّرْنَا مَا نُكَايِدُهُ بِهِ ، وَأَلْهِمْنَا مَا نُعِدُّهُ  ، وَأَيْقِظْنَا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكُونِ إلَيْهِ ، وَأَحْسِنْ بِتَوْفِيقِكَ عَوْنَنَا عَلَيْهِ .

اللَّهُمَّ : وَأَشْرِبْ قُلُوبَنَـا إنْكَارَ عَمَلِهِ ، وَالْـطُفْ لَنَا فِي نَقضِ حِيَلِهِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَحَوِّلْ سُلْطَانَهُ عَنَّا ، وَاقْطَعْ رَجَاءَهُ مِنَّا  ، وادْرَأْه عَنِ الْوُلُوعِ بِنَا .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ آباءَنَا وَاُمَّهَاتِنَا ، وَأَوْلاَدَنَا وَأَهَالِينَا ، وَذَوِي أَرْحَامِنَا وَقَرَابَاتِنَا ، وَجِيْرَانَنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـاتِ ، مِنْهُ فِي حِـرْز حَـارِز ، وَحِصْن حَافِظ  ، وَكَهْف مَانِع ، وَألْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً وَاقِيَةً ، وَأَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً مَاضِيَةً .

 اللَّهُمَّ : وَاعْمُمْ بِذلِكَ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَأَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَعَادَاهُ لَكَ بِحَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّة ، وَاسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ فِي مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبَّانِيَّةِ.

اللَّهُمَّ : احْلُلْ مَا عَقَدَ ، وَافْتقْ مَا رَتَقَ ، وَافسَخ مَا دَبَّرَ ، وَثَبِّطْهُ إذَا عَزَمَ ، وَانْقُضْ مَا أَبْرَمَ .

 اللَّهُمَّ : وَاهْزِمْ جُنْدَهُ ، وَأَبْطِلْ كَيْدَهُ ، وَاهْدِمْ كَهْفَهُ ، وَأَرْغِمْ أَنْفَهُ .

 اللَّهُمَّ : اجْعَلْنَا فِي نَظْم أَعْدَآئِهِ ، وَاعْزِلْنَا عَنْ عِدَادِ أَوْلِيَائِهِ ، لا نُطِيعُ لَهُ إذَا اسْتَهْوَانَا ، وَلا نَسْتَجِيبُ لَهُ إذَا دَعَانَا ، نَأْمُرُ بِمُنَاوَاتِهِ مَنْ أَطَاعَ أَمْرَنَا ، وَنَعِظُ عَنْ مُتَابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنَا .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الـطَّاهِرِينَ وَأَعِذْنَا وَأَهَـالِينَا وَإخْـوَانَنَا ، وَجَمِيـعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ مِمَّا اسْتَعَذْنَا مِنْهُ ، وَأَجِرْنَا مِمَّا اسْتَجَرْنَا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ ، وَاسْمَعْ لَنَا مَا دَعَوْنَا بِهِ ، وَأَعْطِنَا مَا أَغْفَلْنَاهُ ، وَاحْفَظْ لَنَا مَا نَسِيْنَاهُ ، وَصَيِّرْنَا بِذَلِكَ فِي دَرَجَاتِ الصَّالِحِينَ ، وَمَـرَاتِبِ الْمُؤْمِنِينَ ، آمينَ رَبَّ ا لْعَالَمِينَ .

 

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الثامن عشر

 

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

 إذا دُفِعَ عَنْهُ ما يَحْذَرُ أَوْ عُجِّلَ لَهُ مَطْلَبُهُ

 

اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلَى حُسْنِ قَضَائِكَ ، وَبِمَا صَرَفْتَ عَنِّي مِنْ بَلائِكَ .

فَلاَ تَجْعَـلْ : حَظِّي مِنْ رَحْمَتِكَ ، مَا عَجَّلْتَ لِي مِنْ عَافِيَتِكَ ، فَاكُونَ قَدْ شَقِيتُ بِمَا أَحْبَبْتُ ، وَسَعِدَ غَيْرِي بِمَا كَرِهْتُ .

 وَإنْ يَكُنْ : مَا ظَلِلْتُ فِيهِ ، أَوْ بِتُّ فِيهِ ، مِنْ هَذِهِ الْعَافِيَةِ بَيْنَ يَدَيْ بَلاء لاَ يَنْقَطِعُ ، وَوِزْر لاَ يَرْتَفِعُ .

 فَقَدِّمْ لِي : مَا أَخَّرْتَ ، وَأَخِّرْ عَنّي مَا قَدَّمْتَ .

 فَغَيْرُ كَثِير : مَا عَاقِبَتُهُ الْفَنَاءُ ، وَغَيْرُ قَلِيل مَا عَاقِبَتُهُ الْبَقَاءُ .

 وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ .

 

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء التاسع عشر

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

عند الاستسقاءِ بعد الجدب

 

اللَّهُمَّ : اسْقِنَـا الْغَيْثَ ، وَانْشُرْ عَلَيْنَـا رَحْمَتَـكَ ، بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ مِنَ الْسَّحَابِ الْمُنْسَـاقِ ، لِنَبَاتِ أَرْضِـكَ الْمُونِقِ فِي جَمِيـعِ الافَاقِ ، وَامْنُنْ عَلَى عِبَادِكَ بِإينَاعِ الثَّمَرَةِ ، وأَحْيِ بِلاَدَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ .

وَأَشْهِدْ : مَلائِكَتَكَ الْكِرَامَ السَّفَرَةَ ، بِسَقْي مِنْكَ نَافِع ، دَائِم غُزْرُهُ ، وَاسِعٌ دِرَرُهُ ، وَابِل سَرِيع عَاجِل ، تُحْيِي بِهِ مَا قَدْ مَات ، وَتَرُدُّ بهِ مَا قَدْ فَاتَ ، وَتُخْرِجُ بِهِ مَا هُوَ آت ، وَتُوَسِّعُ بِهِ فِي الاَقْوَاتِ ، سَحَاباً مُتَرَاكِماً هَنِيئاً مَرِيئاً ، طَبَقاً مُجَلْجَلاً ، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ ، وَلاَ خُلَّب بَرْقُهُ .

 اللَّهُمَّ : اسْقِنَا غَيْثاً مَغيثَاً ، مَرِيعاً مُمْرِعاً عَرِيْضَاً ، وَاسِعاً غَزِيراً ، تَرُدُّ بِهِ النَّهِيضَ ، وَتَجْبُرُ بِهِ الْمَهِيضَ .

اللَّهُمَّ : اسْقِنَا سَقْياً تُسِيلُ مِنْهُ الظِّرابَ ، وَتَمْلا مِنْهُ الْجِبَابَ ، وَتُفَجِّرُ بِهِ الانْهَارَ ، وَتُنْبِتُ بِـهِ الاشْجَارَ ، وَتُرْخِصُ بِهِ الاسْعَارَ فِي جَمِيع الامْصَارِ ، وَتَنْعَشُ بِهِ البَهَائِمَ وَالْخَلْقَ ، وَتُكْمِلُ لَنَا بِهِ طَيِّبَاتِ الرِّزْقِ ، وَتُنْبِتُ لَنَا بِهِ الزَّرْعَ ، وَتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ ، وَتَزِيدُنَا بِهِ قُوَّةً إلَى قُوَّتِنَا .

 اللَّهُمَّ : لا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنَا سَمُوماً ، وَلاَ تَجْعَلْ بَرْدَهُ عَلَيْنَا حُسُوماً ، وَلاَ تَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنَا رُجُوماً ، وَلا تَجْعَلْ مَاءَهُ عَلَيْنَا اُجَاجـاً .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَارْزُقْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ وَالارْضِ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

 

الدعاء العشرون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في مكارِمِ الأخلاق ومرضِيِّ الأفعال

 

اللَّهمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الاِيْمَانِ ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الاعْمَالِ .

 اللَّهُمَّ : وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي ، وَصَحِّحْ بِمَـا عِنْدَكَ يَقِينِي ، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الاهْتِمَامُ بِهِ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ ، وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ ، وَأَغْنِنِي وَأَوْسِعْ عَلَىَّ فِي رِزْقِكَ ، وَلاَ تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ ، وَأَعِزَّنِي ، وَلا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ ، وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلاَ تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ ، وَأَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى يَدَيَّ الْخَيْرَ ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ ، وَهَبْ لِي مَعَـالِيَ الاَخْـلاَقِ ، وَاعْصِمْنِي مِنَ الْفَخْرِ .

 اللَّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلا تَـرْفَعْنِي فِيْ النَّاسِ دَرَجَـةً  إلاّ حَطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَهَا ، وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظَاهِرَاً  إلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً بَاطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِهَا .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صَالِح لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ ، وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيْغُ عَنْهَا ، وَنِيَّةِ رُشْد لاَ أَشُكُّ فِيْهَا ، وَعَمِّرْنِي مَا كَانَ عُمْرِيْ بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ ، فَإذَا كَانَ عُمْرِي مَرْتَعَاً لِلشَّيْطَانِ فَـاقْبِضْنِي إلَيْـكَ قَبْـلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُـكَ إلَيَّ ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ .

اللَّهُمَّ : لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعَابُ مِنِّي  إلاّ أَصْلَحْتَهَا ، وَلا عَائِبَةً اُؤَنَّبُ بِهَا  إلاّ حَسَّنْتَهَا ، وَلاَ اُكْـرُومَـةً فِيَّ نَاقِصَةً  إلاّ أَتْمَمْتَهَا .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَأَبْدِلْنِي مِنْ بِغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَئانِ  الْمَحَبَّةَ ، وَمِنْ حَسَدِ أَهْلِ الْبَغْيِ  الْمَوَدَّةَ ، وَمِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلاَحِ  الثِّقَةَ ، وَمِنْ عَدَاوَةِ الاَدْنَيْنَ  الْوَلايَةَ ، وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الاَرْحَامِ  الْمَبَرَّةَ ، ومِنْ خِـذْلانِ الاَقْرَبِينَ  النُّصْـرَةَ ، وَمِنْ حُبِّ الْمُدَارِينَ  تَصْحيحَ الْمِقَةِ ، وَمِنْ رَدِّ الْمُلاَبِسِينَ  كَرَمَ الْعِشْرَةِ ، وَمِنْ مَرَارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ  حَلاَوَةَ الاَمَنَةِ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ لِيْ يَداً عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَلِسَـاناً عَلَى مَنْ خَـاصَمَنِي ، وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَنِي ، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلَى مَنْ كَايَدَنِي ، وَقُدْرَةً عَلَى مَنِ اضْطَهَدَنِي ، وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي ، وَسَلاَمَةً مِمَّنْ تَوَعِّدَنِي ، وَوَفِّقْنِي لِطَاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي ، وَمُتَابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَنِي .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَسَدِّدْنِي لاَِنْ أعَـارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْـحِ ، وَأَجْـزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ ، وَاُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ ، وَاُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ ، واُخَـالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إلَى حُسْنِ الذِّكْرِ ، وَأَنْ أَشْكرَ الْحَسَنَةَ وَاُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَـةِ .

 اللَّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ ، وَحَلِّنِي بِحِلْيَـةِ الصَّالِحِينَ ، وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ ، فِيْ بَسْطِ الْعَدْلِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَإطْفَاءِ النَّائِرَةِ ، وَضَمِّ أَهْلِ الْفُرْقَةِ ، وَإصْلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَإفْشَاءِ الْعَارِفَةِ ، وَسَتْرِ الْعَائِبَةِ ، وَلِينِ الْعَرِيكَةِ ، وَخَفْضِ الْجَنَـاحِ ، وَحُسْنِ السِّيرَةِ ، وَسُكُونِ الرِّيـحِ ، وَطِيْبِ الْمُخَالَقَـةِ ، وَالسَّبْقِ إلَى الْفَضِيلَةِ ، وإيْثَارِ التَّفَضُّلِ ، وَتَرْكِ التَّعْييرِ ، وَالافْضَالِ عَلَى غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ ، وَالـقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإنْ عَـزَّ ، وَاسْتِقْلاَلِ الخَيْـرِ وَإنْ كَثُـرَ مِنْ قَـوْلِي وَفِعْلِي  ، وَاسْتِكْثَارِ الشَّرِّ وَإنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي ، وَأكْمِلْ ذَلِكَ لِي بِدَوَامِ الطَّاعَةِ ، وَلُزُومِ الْجَمَاعَةِ ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ ، وَمُسْتَعْمِلِ الرَّأي الْمُخْتَرَعِ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إذَا كَبُرتُ  ، وَأَقْوَى قُوَّتِكَ فِيَّ إذَا نَصِبْتُ ، وَلاَ تَبْتَلِيَنّي بِالكَسَلِ عَنْ عِبَادَتِكَ ، وَلا الْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ ، وَلاَ بِالتَّعَرُّضِ لِخِلاَفِ مَحَبَّتِكَ ، وَلاَ مُجَامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ ، وَلا مُفَارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إلَيْكَ .

 اللَّهُمَّ : اجْعَلْنِي أصُوْلُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ، وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحَاجَةِ ، وَأَتَضَرَّعُ إلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ  ، وَلا تَفْتِنّي بِالاسْتِعَانَةِ بِغَيْرِكَ إذَا اضْطُرِرْتُ ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إذَا افْتَقَـرْتُ ، وَلاَ بِـالتَّضَـرُّعِ إلَى مَنْ دُونَـكَ إذَا رَهِبْتُ ، فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ : خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ ، وَإعْرَاضَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رَوْعِي ، مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالْحَسَـدِ ، ذِكْـراً لِعَظَمَتِكَ ، وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ ، وَتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ ، وَمَا أَجْرَى عَلَى لِسَانِي : مِنْ لَفْظَةِ فُحْش ، أَوْ هُجْر أَوْ شَتْمِ عِرْض ، أَوْ شَهَادَةِ بَاطِل ، أو اغْتِيَابِ مُؤْمِن غَائِبِ ، أَوْ سَبِّ حَاضِر ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ .

 نُطْقاً : بِالْحَمْدِ لَكَ ، وَإغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ ، وَذَهَاباً فِي تَمْجيدِكَ ، وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ ، وَاعْتِرَافاً بِإحْسَانِكَ ، وَإحْصَاءً لِمِنَنِكَ .

اللّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَلاَ اُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْعِ عَنِّي ، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ القَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي ، وَلاَ أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدَايَتِي ، وَلاَ أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي ، وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدِي .

 اللَّهُمَّ : إلَى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ ، وَإلَى عَفْوِكَ قَصَـدْتُ ، وَإلَى تَجَـاوُزِكَ اشْتَقْتُ ، وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ ، وَلاَ فِي عَمَلِي مَا أَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ ، وَمَالِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلَى نَفْسِي إلاَّ فَضْلُكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ  .

اللَّهُمَّ : وَأَنْطِقْنِي بِالْهُـدى ، وَأَلْهِمْنِي ألتَّقْـوَى وَوَفِّقْنِي لِلَّتِيْ هِيَ أَزْكَى وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا هُوَ أَرْضَى.

اللَّهُمَّ : اسْلُكْ بِيَ الـطَّرِيقَـةَ الْمُثْلَى ، وَاجْعَلْنِي عَلَى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَى. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَمَتِّعْنِي بِالاقْتِصَادِ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدَادِ ، وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشَادِ ، وَمِنْ صَالِحِي الْعِبَادِ ، وَارْزُقْنِي فَوْزَ الْمَعَادِ ، وَسَلاَمَةَ الْمِرْصَادِ .

 اللَّهُمَّ : خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي مَـا يُخَلِّصُهَـا ، وَأَبْق لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي مَـا يُصْلِحُهَا ; فَإنَّ نَفْسِي هَالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَهَا .

 اللَّهُمَّ : أَنْتَ عُدَّتِي إنْ حَزَنْتُ ، وَأَنْتَ مُنْتَجَعِي إنْ حُرِمْتُ ، وَبِكَ استِغَاثَتِي إنْ كَرِثْتُ ، وَعِنْدَكَ مِمَّا فَاتَ خَلَفٌ ، وَلِمَا فَسَدَ صَلاَحٌ ، وَفِيمَا أنْكَرْتَ تَغْييرٌ  ؛ فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ الْبَلاءِ بِالْعَافِيَةِ ، وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالْجِدةِ ، وَقَبْلَ الضَّلاَلِ بِالرَّشَادِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبَادِ ، وَهَبْ لِيْ أَمْنَ يَوْمِ الْمَعَادِ ، وَامْنَحنِي حُسْنَ الارْشَادِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ ، وَادْرَأ عَنّي بِلُطْفِـكَ ، وَاغْـذُنِي بِنِعْمَتِكَ ، وَأَصْلِحْنِي بِكَـرَمِـكَ ، وَدَاوِنِي بصُنْعِـكَ ، وَأَظِلَّنِيْ فِي ذَرَاكَ ، وجَلِّلْنِي رِضَـاكَ ، وَوَفِّقنِي إذَا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الامُـورُ لاِهْـدَاهَـا ، وَإذَا تَشَـابَهَتِ الاعْمَالُ لازْكَاهَا ، وَإذَا تَنَاقَضَتِ الْمِلَلُ لاِرْضَاهَا .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَتَوِّجْنِي بِالْكِفَايَةِ ، وَسُمْنِي حُسْنَ الْوِلايَةِ ، وَهَبْ لِيْ صِدْقَ الْهِدَايَةِ ، وَلا تَفْتِنِّي بِالسَّعَةِ ، وَامْنَحْنِي حُسْنَ الدَّعَةِ ، وَلا تَجْعَلْ عَيْشِي كَدّاً كَدّاً ، وَلاَ تَرُدَّ دُعَائِي عَلَيَّ رَدّاً ; فَإنِّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدّاً .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ ، وَامْنَعْنِي مِنَ السَّـرَفِ ، وَحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ ، وَوَفِّرْ مَلَكَتِي بِالْبَرَكَةِ فِيهِ ، وَأَصِبْ بِي سَبِيلَ الْهِدَايَةِ لِلْبِرِّ فِيمَا اُنْفِقُ مِنْهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الاكْتِسَابِ ، وَارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسَاب ، فَلاَ أَشْتَغِلَ عَنْ عِبَادَتِكَ بِالطَّلَبِ ، وَلا أَحْتَمِلَ إصْرَ تَبِعَاتِ الْمَكْسَبِ .

اللَّهُمَّ : فَأَطْلِبْنِي بِقُدْرَتِكَ مَا أَطْلُبُ ، وَأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمَّا أَرْهَبُ .

 اللَّهُمَّ: صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهِي بِالْيَسَارِ ، وَلاَ تَبْتَذِلْ جَاهِي بِالاقْتارِ ، فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ ، وَأَسْتَعْطِيَ شِرَارَ خَلْقِكَ ، فَأفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطَانِي ، وَاُبْتَلَى بِـذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي ، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الاعْطَاءِ وَالْمَنْعِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـةِ ، وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِيْ عِبَادَة ، وَفَراغاً فِي زَهَادَة ، وَعِلْماً فِي اسْتِعمَـال ، وَوَرَعـاً فِي إجْمَال .

 اللَّهُمَّ : اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلي ، وَحَقِّقْ فِي رَجَاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي ، وَسَهِّلْ إلَى بُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلِي ، وَحَسِّن فِي جَمِيعِ أَحْوَالِيْ عَمَلِي .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الْغَفْلَةِ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِـكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ ، وَانْهَجْ لِي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهْلَةً ، أكْمِلْ لِي بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالاخِـرَةِ .

 اللَّهُمَّ : وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، كَأَفْضَلِ مَـا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ ، وَأَنْتَ مُصَلٍّ عَلَى أَحَد بَعْدَهُ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً  ، وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ .

 

 

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية