بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

تاريخ مولده : و دلائل إمامته ، و مدة خلافته و مبلغ سنه ، وسيرته وسلوكه وتعاليمه وحكمة ومواعظه ، وأخباره مع أصحابه والحكام ومعاصريه ، و ذكر شهادته وزيارته

المقدمة : نحمد الله ونبين مختصر الصحيفة :

الحمد لله : الأول قبل الإنشاء ، والآخر بعد فناء الأشياء ، والذي خلق فسوى ، وذرئ كل شيء في التكوين وهدى ، وجعل رزقه ومدده منه فأغنى ، وأوصل كل شيء إلى غايته القصوى ، ولله تعالى الشكر على ما خص عباده بالهداية التشريعية بالإضافة للهداية التكوينية ، ووفقنا لأن نختار من خصهم بتعاليم العلية ، وجعلن من أولياءهم ومحبيهم في هذه الدنيا الدنية ، وأسأله سبحانه أن يجعلنا من العالمين والعاملين بتعاليمهم والمطيعين لهم حتى نكون مخلصين له العبودية .

فصلِ اللهم : على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار خير البرية ، الذين خصصتهم بالقرآن وصراطك المستقيم وهداه وتعاليمه السنية ، بأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت وسلمت على أحدا من أنبياءك ورسلك وأنزل عليهم وعلى محبيهم أنوار كراماتك الشذية ، وثبتنا على هداهم حتى معرفته حق المعرفة والعمل به حتى نكون معهم ومنهم في أعلى عليين في حياتنا الأبدية .

يا طيب : هذه صحيفة خليفة الله وحجته على خلقه وولي أمر الله في عباده والمنتخب المنتجب من أصفياءه ، خليفة رسول الله وخاتم النبين وسبطه الِإمام الحادي العاشر بعد آباءه ، المعصوم الثالث عشر بعده أبيه وأجداده ، ناشر المعارف الإسلامية وهاديها بأفضل أسلوب كريم وأفصحه ، ومعلم معارف دين الله ومبينه وشارحه ، ناصر دين الله بالحجج البرهانية وبالأدلة القوية وموضحه ، مفسر كتاب الله ومعلم دين الله بأحسن أسلوب وأفصحه ، صاحب أشرف نسب بالوجود وأبو الإمام المهدي الموعود ومن تبعه ما أفلحه .

سيدنا ومولانا وإمامنا أبو محمد : الحسن الملقب بـ العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين سيد الشهداء أخو الحسن المجتبى بن علي المرتضى زوج فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وولده: م ح م د الحجة المهدي المنتظر عجل الله تعالى ظهور وفرج عنا بنوره ، وهؤلاء المعصومين الأربعة عشر هم أولياء دين الله وأصحاب ليلة القدر والروح وكل أمر الله ودينه وتعاليمه والصراط المستقيم والمنعم عليهم بهدى الله ، فمن تبعهم نجى ومن تخلف عنهم هلك.

وتجد يا طيب : في صحيفته كل ما تحب معرفة عنه من أسمه ونسبه وإمامته ومناقبه وفضائله وأخلاقه وآدابه وأهم حكمه ومواعظه وتعاليمه واحتجاجاته وسيرته وسلوكه مع أهل زمانه والحكام حتى الشهادة ومرقده ومحله .

وقد ولد عليه السلام : يوم الجمعة 8 لثمان أو 10 عشرة من شهر ربيع الآخر بالمدينة المنورة سنة 232 هـ ، و كان مقامه مع أبيه علي الهادي عليه السلام 23 ثلاث وعشرون سنة ، وأيام إمامته بعد أبيه 6 ست سنوات، و قد كمل عمره 28 ثمانية و عشرون سنة ، ومرض عليه السلام في أول ربيع الأول من أثر السم وأستشهد في ٨ ثمانية منه سنة ٢٦٠ ه ، ومرقده المقدس في سامراء وقد دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسر من رأى ، و قد أخفى مولد ابنه المهدي المنتظر لشدة طلب سلطان الوقت له فلم يره إلا الخواص من شيعته ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ . الْبَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الْوَفِيَّ ، النُّورِ الْمُضِيءِ خَازِنِ عِلْمِكَ وَ الْمُذَكِّرِ بِتَوْحِيدِكَ وَ وَلِيِّ أَمْرِكَ وَ خَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِينَ ، وَ الْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا . فَصَلِّ عَلَيْهِ : يَا رَبِّ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَصْفِيَائِكَ وَ حُجَجِكَ ، وَ أَوْلَادِ رُسُلِكَ ، يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ .

الراجي لرحمة الله ولطفه وغفرانه وفضله

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن الأنباري

موسوعة صحف الطيبين


روابط موقع صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام
https://www.alanbare.com/11/
الصحيفة كتاب الكتروني
https://www.alanbare.com/11/11.pdf

صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة الإمام

صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الِأنباري إذ قال :


يا طيب : هذا الدارمي ليشوقنا لقراءة صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام .

يا طيب تدبر بجد صحيفة الإمام الحسن العسكري

تجد إمامنا الحادي عشر بعد آباءه خير إماما وولي

+

تعلم معارف إمامنا العسكري تعرف الرب العظيم العلي

وتفوق في تعاليم الولاية والإمامة وتطمئن بالهدى الجلي

+

يا موالي خصص وقتا كريما لمطالعة صحيفة أبو المهدي

لترضي إمام زمانك وتعرف تعاليمه وتكن معه حين يأتي

+

فتعبد الله بدين أنزله ليسعدنا في حياة الدارين وله مرضي

وتنال ثواب عبوديته بأعلى ما أعده لعبد صالح مهتدي

+

وإن من يهجر إماما ولا يعتني بتعاليمه وعنه يكون ملتوي

فهو كالتارك لكلهم يكون في آخرته بجنهم لضلاله ينشوي

===

دارمي يشوقنا لقراءة صحيفة الإمام

صحيفة الإمام الحسن العسكري عليه السلام

السلام على أئمتي الهادي والعسكري في سامراء

وعلى الحجة بن الحسن وأقدم لهم التحية والولاء

+

فإنهم أئمتي وسادتي وهم من خيرة أهل البيت الألباء

وصفوة الله وخيرته وهم من نسل أصحاب الكساء

+

فرحم الله كل مؤمن قدم نفسه لهم و صار من الشهداء

ورحم كل محامي عن المذهب ومن قدم نفسه لهم الفداء

+

و تحياتي لكل طيب يتعلم معارفهم ويطبقها مع رجاء

ثواب الله ورضاه وينشرها وأسأل الله له أحسن الجزاء

+

و وفق الله كل من يحبه و له محبة حقه للآل النجباء

ووقاه الله كل شر وضر الأعداء وجعله من السعداء





مصباح هدى
أنوار مولد وإمامة الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

تاريخ مولده : وأسمه ونسبه ، و دلائل إمامته ، و مدة خلافته



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

النور الأول
اسم الإمام ونسبه ولقبه وكنتيه ومولده

الإشراق الأول :
اسم الإمام ونسبه :

أسمه : الحسن :

وهو الإمام : الحادي عشر ، وحجة الله على عباده ، وولي أمره في خلقه بعد آباءه الكرام ، فهو : الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام .

وهو المعصوم الثالث عشر : الواجب على العباد الرجوع له لكي يعتصموا من الخطأ ويرفع به الاختلاف في معارف الدين ، وهو أبو محمد : الحسن الملقب بـ ( العسكري ) ، بن علي ( الهادي ) ، بن محمد ( الجواد ) ، بن علي ( الرضا ) ، بن موسى ( الكاظم ) ، بن جعفر ( الصادق ) ، بن محمد ( الباقر ) ، بن علي ( السجاد ) ، بن الحسين ( سيد الشهداء ) ، أخو الحسن ( المجتبى ) ، بن علي ( المرتضى ) ، زوج فاطمة ( الزهراء ، سيدة النساء ) بنت محمد ( رسول الله سيد المرسلين ) صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

وولده: محمد (المنتظر، الحجة، المهدي ) عجل الله تعالى ظهور وفرج عنا بنوره.

وهؤلاء المعصومين : الأربعة عشر العسكري وآباءه مع ولده الحجة وهم آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، هم أولياء دين الله وحججه وأصحاب الصراط المستقيم ، والمنعم عليهم بهدى الله ، فمن تبعهم نجى، ومن تخلف عنهم ضل وهلك بغضب الله ، وهم المطهرون الصادقون أولي القربى والمودة ، و أولي النعيم الذين نسأل الله كل يوم الهداية لصراطهم المستقيم في تلاوة سورة الفاتحة عشرة مرات في الصلوات اليومية .

وقال في المناقب :

و كان : هو و أبوه و جده ، يعرف كل منهم في زمانه ، بابن الرض .

اسم أمه : المكرمة وهي أم ولد .المناقب ج4ص422 .

يقال لها : حديث ، و قيل سوسن ، كما في الكافي.

لقبه وكنيته :

و ألقابه : العسكري وهو أشهرها وبه يلقب عليه السلام .

الكافي ج1ص503 .

وذكر في المناقب ألقاب أخرى وصف بها عليه السلام وهي :

الصامت : الهادي ، الرفيق ، الزكي ، السراج المضيء ، الشافي المرضي ، المطهر التقي ، فتاح الأبواب : مذلل الصعاب ، نقي الجيب ، بعيد الريب ، بريء من العيب ، أمين على الغيب ، معدن الوقار بلا شيب ، خافض الطرف ، واسع الكف ، كثير الحباء ، كريم الوفاء ، عظيم الرجاء ، قليل الإفتاء ، لطيف الغذاء ، كثير التبسم ، جميل التنعم ، سريع التحكم .

وأضاف في تأريخ أهل البيت : التقيّ . النقيّ .

والمعروف الآن وفي الروايات : الهادي والنقي لقب والده ، والتقي لقب جده.

وفي تاريخ أهل البيت :

كنية الحسن بن عليّ عليه السلام: أبو محمّد .

تاريخ أهل البيت نقلا عن الأئمة عليهم السلام ص139.

وفي مرآة العقول :

أبو الخلف ، أبو المهدي .

قال المجلسي أقول : تكنيته عليه السلام بأبي محمد و ذكره ، لا يدل على جواز ذكر القائم عليه السلام باسمه .

لأن الكنية : لا مدخل له باسم الوالد ، فإنه يكنى غالبا عند الولادة تفألا ، و قد يتكنى من ليس له ولد أصلا.

مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ج6ص131 .

مولده عليه السلام :

ولد عليه السلام : يوم الجمعة : 8 لثمان خلون من شهر ربيع الآخر بالمدينة ، و قيل : ولد بسر من ‏رأى سنة 232 هـ اثنتين و ثلاثين و مائتين .

وقيل مولده عليه السلام : 10 ربيع الآخر .

وذكر السيد بن طاووس: فصل فيما نذكره من صوم اليوم العاشر من ربيع الآخر ، روينا ذلك بإسنادنا : إلى شيخنا المفيد رضوان الله عليه ، في كتاب حدائق الرياض ، الذي أشرنا إليه ، فقال :

عند ذكر : ربيع الآخر ، ما هذا لفظه .

اليوم العاشر منه : سنة اثنتين و ثلاثين و مائتين من الهجرة ، كان مولد سيدنا : أبي محمد الحسن : بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام .

و هو يوم : شريف ، عظيم البركة ، يستحب صيامه .

وقال رحمه الله : فصل فيما نذكره من فضل هذا الصيام الحاضر ، و احترام اليوم العاشر من ربيع الآخر ، لأجل تعظيم المولود فيه و فضله الباهر :

أقول : إن كل يوم ولد فيه إمام من أئمة الإسلام ، فهو يوم عظيم الإنعام .

ينبغي : أن يتلقى بما يستحقه من الشكر لله جل جلاله ، و الثناء على مقدس مجده ، و الزيادة في مهمات حمده ، و أن يعترف لله جل جلاله بما فتح الله فيه من الأبواب إلى سعادة الدنيا و يوم الحساب .

و يعترف للإمام : بحقه ، الذي أوجبه الله جل جلاله برياسته و سياسته ، و شفقته و عظمته ، و يختمه بما يليق به من خاتمته و قد قدمنا في عدة مواضع من هذا الكتاب تفصيلا لهذه الأسباب .

إقبال الأعمال ص618 .

ويا طيب : يستحب في أيام الله سبحانه ، وما خص فيها من فضائل ميلاد الأئمة عليهم السلام ، أن يوسع على العيال ، ويتحفوا بما فضل الله رب الأسرة أو من هو متمكن فيها ، وكلا حسب قدرته ، سواء إطعام الطعام وتقديم المشروبات والحلويات الطيبة المحللة ، أو تشريفهم بملابس جديدة ، وأن يتذكر فضل الله عليه بالمولاة لآل محمد والفرح لفرحهم ، وأن يذكر لأهله وأصدقائه وأصحابه في العمل فضائل الإمام ومناقبه ، وأن يشرح لهم بعضا من سيرته وسلوكه وأحاديثه الشريفة وتعاليمه العالية ، وبالخصوص في هذا الزمان النشر في المواقع الاجتماعية ، وإظهار الفرح والسرور بمواليد الأئمة وكذا الحزن لحزنهم بشهادتهم.

ومن يستطيع من الموالين : أن يدعو أهل أبيته أو جيرانه أو أصدقائه أو قسم منهم ولو واحد لمأدبة ويتلى فيها القرآن والروايات والمدائح وفضائل الإمام ، أو في مسجد أو حسينية فيقيم الاحتفال المناسب لهذا اليوم ، ويقيم احتفال يذكر به ما يستطيع هو أو الخطيب من شرف الإمام والولاية وأهمية معرفتهم والتعريف بهم وبيان فضلهم وعلومهم التي خصهم الله سبحانه بها .

لكي يستقيم المؤمنون : ويثبت الناس ويعرفوا أئمتهم ، ولا يندرس معرفة الأئمة ومن أختارهم الله واصطفاهم لدينه ، وإلا إن لم يعرفوا يتولى العباد كل إنسان حتى المنافق والضال ومن يعرف فكره واستحسانه وقياسه دين ، وهو يروي عن المخالفين لآل محمد ولم يروي عنهم بل ممن ينصب لهم العداء ، ويتعلم من ضلالهم ويجعله هدى ، فيضل العباد وينتشر الجور والفساد .

و يا طيب : لا مانع من كون ميلاد الإمام العسكري أن يكون في يوم 8 أو 10 من شهر ربيع الثاني بل في بعض الروايات 4 ربيع الثاني ، فإنه يكون مناسبة كريمة ويمكن الاحتفال في ثلاثة أيام ، يذكر فيها معارف الله للمؤمنين ، وتعاليم خصها الله بالمنعم عليهم بهدى الصراط المستقيم ، ونجعل الفرح والسرور بأيام مولد من كرمه الله بروح القدس في زمانه وكرمه بالولاية والإمامة وتعريف الهدى الحق والصرط المستقيم ، والسير على صراط الله بمعارفهم حين الاحتفال بأيامهم ، ونشر هداهم وفضائلهم ومناقبهم وتعالميهم ، فنثبت على الهدى ونشحن الروح بعطر روايات المخلصين لله بكل وجودهم ، فنخلص له تعالى بما عرفونا من آدابه وتعالميه وأخلاقه وحقائق ما يرضي الله من الدين الحق ، ونفرح ونسر بكرامة الله لنا وما عرفنا وهدان بالطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار .

الإشراق الثاني :
مختصر في حياة الإمام العسكري عليه السلام :

هو الإمام : الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

والده : الإمام علي عليه السلام . وأُمه اسمها : حديثة .

وكنيته : أبو محمد . ولقبه : العسكري .

ولد : في المدينة المنورة ، يوم الجمعة ، ٨ أو 10 ربيع الثاني سنة ٢٣٢ ه ، وقيل : 231 هـ . وقيل : ولد في سر من رأى .

مقامه مع أبيه : 23 ثلاث و عشرون سنة .

وبدأت إمامته : في يوم 3 رجب سنة 254 ه بعد شهادة والده .

و أيام إمامته : بعد أبيه 6 ست سنين ، لأن شهادته سنة 260 هـ.

و قد كمل عمره : 29 تسعا و عشرين سنة ، و يقال : 28 ثمان و عشرين سنة .

و كان في سني إمامته : بقية أيام الحاكم العباسي المعتز أشهر ، ثم ملك المهتدي ، و المعتمد ، و بعد مضي خمس سنين من ملك المعتمد ، قبض أي.

أستشهد : في ٨ ربيع الأول سنة ٢٦٠ ه .

مرقده المقدس : في سامراء، دفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسر من رأى.

وقال في المناقب : و قد كمل عمره : 29 تسعا و عشرين سنة ، و يقال : 28 ثمان و عشرين سنة . ومرض : في أول شهر ربيع الأول سنة 260 ستين و مائتين ، و توفي يوم الجمعة 8 لثمان خلون منه .

و قد أخفى : مولد ابنه لشدة طلب سلطان الوقت له ، فلم يره إلا الخواص من شيعته .

فسلام الله عليه : يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .

المناقب ج4ص420 .الإرشاد ج2ص313 .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

النور الثاني
النص على إمامة الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

يا طيب : بعد ما عرفه أسمه ونسبه عليه السلام ومختصر عمره الكريم ، نذكر بعض المعرفة عن إمامته وولايته عليه السلام :

الإشراق الأول :
رواة النص من أبيه على إمامته :

النص على الإمامة بصورة عامة : يبحث عنها في الأصل الرابع للدين وهو أصل الإمامة وشؤونها ، وهي آيات كثيرة ، مثل آية الإمامة يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ، وأنت منذر ولكل قوم هاد ، وآيات الولاية ، وآيات كثيرة تخص فضائل مناقب أهل البيت عليهم السلام كلهم ، أو ما يخص نبي الرحمة وآله الكرام بصورة عامة كأية التطهير والمباهلة والمودة وأولي القربى وغيرها ، أو الآيات التي تعرف الإمام الأول علي بن أبي طالب عليه السلام بالخصوص ، وهي كل ما يشمل تأريخ الإسلام .

فضلا عن أحاديث كثيرة : في المناقب والفضائل ، والتي تبين شرف وعلو وطهارة وطيب نبي الرحمة وآله الكرام ، وقد ألفت فيها كتب كثيرة ، ككتاب إحقاق الحق ، أو المراجعات ، أو العبقات ، أو الغدير ، وكتب كثيرة تخص بيان الإمامة .

فضلا عن بحوث عقلية كثيرة : تعرفنا أن الله سبحانه وتعالى له الحجة البالغة وهو صاحب ليلة القدر والروح النازل بكل أمر وله كل معرفة يحتاجه العباد ويعتصمون بها من الضلال والأهواء والقياس والاستحسان ، ولا يمكن أن يترك خلقه بغير ولي لأمره، يعرفهم هداه ويرجع له في معرفة دينه ، ولا يجعل كل من هب ودب ، ولا كل من يعظ لسلطان أو متكلم يفتي بما يحب من رأيه واستحسانه ، بل لابد من أن نتفكر في هذا الكون المتقن ، فنرى أنه سبحانه كما أحسن صنعه ، قد أحسن وأتقن الهدى ، وقد جعل المسير على صراط المستقيم عند المنعم عليهم بهداه .

ولذا هنا : لا نتعرض لبيان أدلة الإمامة العامة ، والتي تشمل ذكر كل الائمة عليهم السلام ، ولكن نذكر من أدلة الإمامة ما يخص نفس إمامة الإمام الحسن العسكري عليه ، أي أحاديث النص عليه من أبيه الإمام علي الهادي عليه السلام.

ولمعرفة أدلة الأمام العامة : راجع موسوعة صحف الطيبين ، سواء أصول الدين ، أو صحيفة الإمام علي عليه السلام ، أو الإمام الحسين عليه السلام ، وقد بحثنا فيه أدلة الإمامة ببحث كريم ، ينفع كبيان لجميع أدلة الإمامة ، بل حتى يمكن مراجعة بحث الأسماء الحسنى وشرحها لتعرف.

تولى الإمام الحسن العسكري عليه السلام الإمامة : بعد أبيه : في يوم وفاته ، وقد ، توفي الاِمام الهادي - عليه السلام - في زمن المعتز العباسي في 3 الثالث من رجب ، وقيل : لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة 254 ، أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره بسامراء .

قال بعضهم : مات مسموماً.

وأما بصورة خاصة : فرواة النص على الإمام الحسن العسكري عن أبيهم هم:

يحيى بن بشار القنبري ، و علي بن عمرو النوفلي .

و عبد الله بن محمد الأصفهاني ، و علي بن جعفر .

و مروان الأنباري ، و علي بن مهزيار .

و علي بن عمرو العطار ، و محمد بن يحيى .

و أبو هاشم الجعفري ، و أبو بكر الفهفكي .

و شاهويه بن عبد الله ، و داود بن القاسم الجعفري .

و عبدان بن محمد الأصفهاني .

المناقب ج4ص420 .الإرشاد ج2ص313 .

وسيأتي نص الأحاديث عنهم : في الإشراق الآتي .

الإشراق الثاني :
نص أحاديث إمامته عن أبيه :

يا طيب : الأدلة على إمامة الأئمة تبحث في الأصل الرابع للدين والمذهب ، وتراجع فيها الكتب المفصلة مثل المراجعات ، والألفين ، أو الغدير ، وعبقات الأنوار ، وإحقاق الحق ، وغيرها من الكتب وبحثنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وصحيفة الثقلين وصحيفة سادة الوجود وصحيفة ذكر علي عبادة وغيرها من موسوعة صحف الطيبين ما يغني ويقني في الإمامة إن شاء الله ، وهنا نذكر فقط بعض الروايات في النص على الإمام الحسن العسكري بما يخص شخصه الكريم والتي صدرت علما وعملا وتقرير لإمامته من أبيه أبو الحسن علي الهادي عليه السلام .

قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد :

و كان الإمام : بعد أبي الحسن علي بن محمد عليهم السلام .

ابنه : أبا محمد الحسن بن علي ، لاجتماع خلال الفضل فيه ، و تقدمه على كافة أهل عصره ، فيما يوجب له الإمامة ، و يقتضي له الرئاسة :

من العلم : و الزهد ، و كمال العقل ، و العصمة ، و الشجاعة ، و الكرم ، و كثرة الأعمال المقربة إلى الله .

ثم لنص أبيه عليه السلام عليه : و إشارته بالخلافة إليه .

الإرشاد ج2ص313 .

وذكر الشيخ المفيد رحمه الله : في كتاب الإرشاد باب ذكر طرف من الخبر الوارد بالنص عليه من أبيه عليه السلام و الإشارة إليه بالإمامة من بعده :

بإسناده : عن يحيى بن يسار العنبري قال :

أوصى : أبو الحسن علي بن محمد عليه السلام إلى ابنه الحسن عليه السلام ، قبل مضيه بأربعة أشهر .

و أشار إليه : بالأمر من بعده ، وأشهدني على ذلك ، وجماعة من الموالي .

وقال بإسناده عن علي بن عمرو النوفلي قال :

كنت : مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره .

فمر بنا : محمد ابنه .

فقلت : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك .

فقال : لا ، صاحبكم بعدي الحسن .

و بهذا الإسناد عن يسار بن أحمد عن عبد الله بن محمد الأصبهاني قال :

قال أبو الحسن عليه السلام : صاحبكم بعدي ، الذي يصلي عليّ .

قال : و لم نكن نعرف أبا محمد قبل ذلك .

قال : فخرج أبو محمد بعد وفاته ، فصلى عليه .

وعن علي بن جعفر قال : كنت حاضرا أبا الحسن عليه السلام ، لما توفي ابنه محمد .

فقال : للحسن ، يا بني أحدث لله شكرا .

فقد : أحدث فيك أمرا .

وعن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري قال :

كنت حاضرا : عند مضي أبي جعفر محمد بن علي ( يعني ابن الإمام الهادي وأسمه محمد ولقبه الآن سبع الدجيل ) .

فجاء أبو الحسن عليه السلام : فوضع له كرسي ، فجلس عليه و حوله أهل بيته .

و أبو محمد : ( أي الحسن ) ابنه ، قائم في ناحية .

فلما فرغ : من أمر أبي جعفر ( محمد بن علي سبع الدجيل ).

التفت : إلى أبي محمد عليه السلام فقال :

يا بني : أحدث لله شكرا .

فقد : أحدث فيك أمرا .

الكافي ج‏2ص115ح5 ، والإرشاد ج2ص316 ، وبصائر الدرجات ص472ح13

وبإسناده : عن علي بن مهزيار قال :

قلت لأبي الحسن عليه السلام : إن كان كون ، و أعوذ بالله ، فإلى من ؟

قال : عهدي إلى الأكبر من ولدي ، يعني الحسن عليه السلام .

وبالإسناد المفيد في كتاب الإرشاد : عن علي بن عمرو العطار قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام ؟

و ابنه : أبو جعفر يحيا ، و أنا أظن أنه هو الخلف من بعده .

فقلت له : جعلت فداك من أخص من ولدك .

فقال : لا تخصوا أحدا حتى يخرج إليكم أمري .

قال : فكتبت إليه بعد ، فيمن يكون‏ هذا الأمر .

قال : فكتب إلي ، في الأكبر من ولدي .

قال : و كان أبو محمد عليه السلام أكبر من جعفر .

وعن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني هاشم، منهم الحسن بن الحسين الأفطس.

أنهم حضروا : يوم توفي محمد بن علي بن محمد دار أبي الحسن عليه السلام.

و قد بسط له : في صحن داره ، و الناس جلوس حوله .

فقالوا : قدرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب ، و بني العباس ، و قريش ، مائة و خمسون رجلا ، سوى مواليه و سائر الناس .

إذ نظر إلى الحسن بن علي عليه السلام : و قد جاء مشقوق الجيب ، حتى قام عن يمينه .

و نحن لا نعرفه : فنظر إليه أبو الحسن عليه السلام بعد ساعة من قيامه .

ثم قال له : يا بني أحدث لله شكرا ، فقد أحدث فيك أمرا .

فبكى الحسن عليه السلام : و استرجع .

فقال : الحمد لله رب العالمين .

و إياه أسأل : تمام نعمه علينا ، إنا لله و إنا إليه راجعون .

فسألنا عنه ؟ فقيل لنا : هذا الحسن ابنه .

فقدرنا له : في ذلك الوقت عشرين سنة و نحوها .

فيومئذ عرفناه : و علمنا أنه قد أشار إليه بالإمامة ، و أقامه مقامه .

وعن محمد بن يحيى قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام ، بعد مضي أبي جعفر ابنه ، فعزيته عنه ؟

و أبو محمد : جالس ، فبكى أبو محمد .

فأقبل عليه أبو الحسن عليه السلام فقال :

إن الله تعالى : قد جعل فيك خلفا منه ، فاحمد : الله عز و جل .

الإرشاد ج2ص314 .

وقال المفيد في الإرشاد : أخبرني أبو القاسم عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم الجعفري قال :

كنت : عند أبي الحسن‏ عليه السلام : بعد ما مضى ابنه أبو جعفر .

و إني لأفكر في نفسي : أريد أن أقول ، كأنهما أعني أبا جعفر و أبا محمد في هذا الوقت ، كأبي الحسن موسى ، وإسماعيل ابني جعفر بن محمد ، وإن قصتهما كقصتهما .

فأقبل علي أبو الحسن : قبل أن أنطق .

فقال عليه السلام : نعم يا أبا هاشم ، بدا لله في أبي محمد بعد ، أبي جعفر ، ما لم يكن يعرف له .

كما بدا له : في موسى ، بعد مضي إسماعيل ، ما كشف به عن حاله .

و هو كما : حدثتك نفسك ، و إن كره المبطلون .

أبو محمد : ابني الخلف من بعدي ، عنده علم ما يحتاج إليه ، و معه آلة الإمامة .

و بهذا الإسناد : عن أبي بكر الفهفكي قال :

كتب إلي أبو الحسن عليه السلام :

أبو محمد ابني :

أصح آل محمد غريزة ، و أوثقهم حجة ، و هو الأكبر من ولدي .

و هو الخلف : و إليه تنتهي عرى الإمامة ، و أحكامها .

فما كنت : سائلي عنه ، فاسأله عنه ، فعنده ما تحتاج إليه .

و بهذا الإسناد عن إسحاق بن محمد عن شاهويه بن عبد الله‏ قال :

كتب إلي أبو الحسن عليه السلام : في كتاب ، أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر ، و قلقت لذلك .

فلا تقلق : فإن الله لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يتبين لهم ما يتقون .

صاحبك : أبو محمد ابني ، و عنده ما تحتاجون إليه ، يقدم الله ما يشاء و يؤخر ما يشاء ، و ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها .

و في هذا : بيان ، و إقناع لذي عقل يقظان .

وبالإسناد عن داود بن القاسم الجعفري قال :

سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول :

الخلف من بعدي : الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف .

فقلت : و لم جعلني الله فداك .

فقال : إنكم لا ترون شخصه ، و لا يحل لكم ذكره باسمه .

فقلت : فكيف نذكره .

فقال : قولوا : الحجة من آل محمد عليهم السلام .

و الأخبار في هذا الباب كثيرة يطول بها الكتاب

الإرشاد ج2ص320 .

الإشراق الثالث :
وفاة سبع الدجيل وإمامة العسكري :

في الكافي : عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مروان الأنباري ، قال :

كنت حاضرا : عند مضي أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام .

فجاء : أبو الحسن ( الإمام علي الهادي ) عليه السلام .

فوضع له : كرسي ، فجلس عليه ، و حوله أهل بيته .

و أبو محمد ( الإمام الحسن العسكري ) : قائم في ناحية ، فلم فرغ من أمر أبي جعفر ( محمد بن علي _ سبع الدجيل _ أي من الفاتحة وإقامة مجلس العزاء له ).

التفت : إلى أبي محمد عليه السلام ، فقال :

يا بني : أحدث لله تبارك و تعالى شكراً .

فقد : أحدث فيك أمراً .

الكافي ج1ص326ح1 .

يا طيب : إن محمد سبع الدجيل : بن الإمام علي الهادي، وكان أكبر من الإمام الحسن العسكري ، وكان ذا فضل وعلم و وجاه ، و كان الأصحاب يتوقعون الإمامة له ، ولكنه توفى في حياة أبيه عليه السلام ، فلذ لكي يعرفنا الإمام أبو الحسن علي الهادي بأن الإمام بعده ابنه الحسن العسكري عليه السلام ، قال له أحدث الله لك أمر وشأن كريم ومقام شريف يوجب الشكر ، بل الشكر الكبير ، لأنه أعظم منصب إلهي في الأرض بعد آباءه الكرام قد خص بك بعد وفاة أخيك الكبير .

و روى ابن قولويه : عن علي بن جعفر ، و مروان الأنباري : و الحسن الأفطس :

أنهم حضروا يوم توفي محمد ( سبع الدجيل ) بن علي بن محمد عليه السلام دار أبي الحسن ، و هي مملوءة من الناس .

إذ نظر إلى الحسن ، و قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ، ونحن لا نعرفه .

فنظر إليه أبو الحسن ( الإمام الهادي ) : بعد ساعة من قيامه .

ثم قال : و أحدث لله شكرا ، فقد أحدث فيك أمرا .

فبكى الحسن ( العسكري ) و استرجع .

و قال : الحمد لله رب العالمين ، و أنا أسأل تمام النعمة ، إن لله و إنا إليه راجعون .

المناقب ج4ص423 .

يا طيب : هذه الروايات تعرفنا بأن الإمام علي الهادي عند وفاة ولده محمد ( سبع الدجيل ) في حياته وهو أكبر ولده ، أمر أبنه الحسن العسكري عليه السلام ، أن يشكر الله لأنه تحققت الإمامة له بعد أبيه ، وإن الإمام الهادي عليه السلام هو الإمام العاشر ، وولده الحسن العسكري عليه السلام الإمام الحادي عشر ، وهو والد الإمام الحجة المنتظر المهدي الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

وقال في المناقب :

و يستدل على إمامته عليه السلام : بطريق العصمة و النصوص ، و بما استدل على أمير المؤمنين بعد النبي بلا فصل .

و كل من : قطع على ذلك ، قطع على أن الإمام بعد علي بن محمد النقي ، الحسن العسكري ، لأنه لم يحدث مزقة أخرى بعد الرضا عليه السلام .

و قد صحت إمامته : و طريق النص من آبائه عليهم السلام ، من المؤالف و المخالف .

و رواة النص من أبيه : يحيى بن بشار القنبري ، و علي بن عمرو النوفلي ، و عبد الله بن محمد الأصفهاني ، و علي بن جعفر ، و مروان الأنباري ، و علي بن مهزيار ، و علي بن عمرو العطار ، و محمد بن يحيى ، و أبو هاشم الجعفري ، و أبو بكر الفهفكي ، و شاهويه بن عبد الله ، و داود بن القاسم الجعفري ، و عبدان بن محمد الأصفهاني .

المناقب ج4ص425 .

ونختم البحث بحديث كريم النص والمعنى :

عن داود بن القاسم الجعفري قال :

سمعت أبا الحسن العسكري الإمام علي الهادي عليه السلام يقول :

الخلف من بعدي : الحسن .

فكيف لكم : بالخلف من بعد الخلف . قلت : و لم جعلني الله فداك .

قال : لأنكم لا ترون شخصه ، و لا يحل لكم ذكره باسمه . قلت : كيف نذكره ؟ قال : قولوا : الحجة من آل محمد .

وسائل ‏الشيعة ج16ص239ب33ح21458.

الإشراق الرابع : الرواة عن الإمام العسكري :

يا طيب : إن لكل إمام أصحاب ورواة للحديث الصادر منه ، وقد ألفت فيه هذا كتب كالفهرس للشيخ الطوسي ورجال الكشي والنجاشي وابن داود والعلامة الحلي ، وكتب مفصلة في رواة الحديث كثيرة ، وهنا نختصر البحث ومن يحب التفصيل يراجع ما ذكرنا من الكتب ، من الرواة عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام كما في مناقب آل أبي طالب قال :

و من ثقاته :

علي بن جعفر : قيم لأبي الحسن .

و أبو هاشم : داود بن القاسم الجعفري ، و قد رأى خمسة من الأئمة .

و داود : بن أبي يزيد النيسابوري ، و محمد بن علي بن بلال ، و عبد الله بن جعفر الحميري القمي ، و أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ، و الزيات ، و السمان ، و إسحاق بن الربيع الكوفي ، و أبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي ، و إبراهيم بن عبدة بن إبراهيم النيسابوري .

و من وكلائه : محمد بن أحمد بن جعفر ، و جعفر بن سهيل الصيقل و قد أدركا أباه و ابنه.

و من أصحابه : محمد بن الحسن الصفار ، و عبدوس العطار ، و سري بن سلامة ، و أبو طالب الحسن بن جعفر الفافاني ، و أبو البختري مؤدب ولد الحجاج.

و بابه : الحسين بن روح النوبختي .

المناقب ج4ص423 .

يا طيب : مرت أحاديث كثيرة ومفصلة في صحيفة الإمامة صحيفة الإمام الحسن والحسين وباقي الأئمة عليهم السالم تعرفنا الأحاديث العامة في الإمامة ، وتذكر أسمائهم مفصله من قبل جدهم رسول الله تنص عليهم بالأسماء والألقاب فراجعه ، وسيأتي بعض منها ، و نكتفي بهذا في مبحث إمامة الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وندخل في حياة الإمام الخاصة ونتعلم أهم معارفه .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾


سفينة نجاة
فيها ذكر أحاديث الإمام العسكري وأخلاقه
ومعاجزه وأحواله حتى شهادته

وسيرته وسلوكه وتعاليمه وحكمة ومواعظه ، وأخباره مع أصحابه والحكام ومعاصريه ، و ذكر شهادته وزيارته

الذكر الأول
أحاديثه ومعارف هداه عليه السلام

يا طيب : في هذا الذكر نتعرف على معارف قيمة في تعاليم هدى الإسلام الحق والمرضي عبودية الله بها حين الاعتقاد بها وتعلمها وتعليمها وتطبيقها ، وهي مروية عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، ومنها .

الإشراق الأول :
تبليغ الدين وتعريف هدى رب العالمين :

يا طيب : معارف تعاليم الإمام كثيرة ، وقسم منها في التفسير المنسوب له عليه السلام ، وفي جميع أبواب الفقه ، ونختار في هذا المختصر بعضا منه ، ومما يكون فيها جوامع الحكم.

الإشعاع الأول : الإمام وذروة الحقائق :

وقال الشهيد الثاني رحمه الله في الدرة الباهرة :

وجد مكتوبا بخطّه هذا الكتاب‏ و قال عليه السّلام :

قَدْ صَعِدْنَا : ذُرَى الْحَقَائِقِ بِأَقْدَامِ النُّبُوَّةِ وَ الْوَلَايَةِ .

وَ نَوَّرْنَا : السَّبْعَ الطَّرَائِقَ ، بِأَعْلَامِ الْفُتُوَّةِ .

فَنَحْنُ : لُيُوثُ الْوَغَى ، وَ غُيُوثُ النَّدَى .

وَ فِينَا : السَّيْفُ وَ الْقَلَمُ فِي الْعَاجِلِ ، وَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ الْعَلَمُ فِي الْآجِلِ.

وَ أَسْبَاطُنَا : خُلَفَاءُ الدِّينِ ، وَحُلَفَاءُ الْيَقِينِ ، وَمَصَابِيحُ الْأُمَمِ ، وَمَفَاتِيحُ الْكَرَمِ.

فَالْكَلِيمُ : أُلْبِسَ حُلَّةَ الِاصْطِفَاءِ ، لَمَّا عَهِدْنَ مِنْهُ الْوَفَاءَ .

وَ رُوحُ الْقُدُسِ : فِي جِنَانِ الصَّاقُورَةِ ، ذَاقَ مِنْ حَدَائِقِنَا الْبَاكُورَةِ .

وَ شِيعَتُنَا : الْفِئَةُ النَّاجِيَةُ ، وَ الْفِرْقَةُ الزَّاكِيَةُ ، صَارُوا لَنَا رِدْءاً وَ صَوْناً ، وَ عَلَى الظَّلَمَةِ أَلْباً وَ عَوْناً ، وَ سَيَنْفَجِرُ لَهُمْ يَنَابِيعُ الْحَيَوَانِ بَعْدَ لَظَى النِّيرَانِ ، لِتَمَامِ الطَّوَاوِيَةِ وَ الطَّوَاسِينِ مِنَ السِّنِينَ.

الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة ص 49 حديث 167/ 20. ورواه عنه في بحار الأنوار ج26ص264ح5 ، نقلا عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان.

وقال المجلسي رحمه الله : أقول: هذه حكمة بالغة و نعمة سابغة تسمعها الآذان الصم و تقصر عليها الجبال الشم صلوات الله عليهم و سلامه. و الصاقورة: السماء الثالثة. و باطن القحف المشرف على الدماغ و المراد الأول. و الباكورة: أول ما يدرك من الفاكهة، و أول كل شيء، والعلم ، والطواوية سورة طه والطور و طس والتين ، بل والقدر والنبأ والضحى والعاديات وغيرها .

الإشعاع الثاني : أجمل وأعلى أدلة التوحيد :

يا طيب : هذا أجمل وأحلى وأكمل وأطيب أدلة التوحيد ومعرفة الفطرة المؤمنة والتوجه لله تعالى والإقرار بعظمته سبحانه ،

ذكر الصدوق بسنده : عن الإمام الحسن بن علي بن محمد العسكري عليه السلام :

في قول الله عز و جل : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .

فقال : الله : هو الذي يتأله إليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق ، و عند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، و تقطع الأسباب من جميع من سواه .

تقول : بِسْمِ اللَّهِ ، أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له ، المغيث إذا استغيث ، و المجيب إذا دعي .

و هو ما قال رجل للصادق عليه السلام :

يا ابن رسول الله : دلني على الله ما هو ، فقد أكثر علي المجادلون وحيروني؟

فقال عليه السلام له : يا عبد الله ، هل ركبت سفينة قط .

قال : نعم .

قال : فهل كسرت بك ، حيث لا سفينة تنجيك ، و لا سباحة تغنيك .

قال : نعم .

قال : فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء ، قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟

قال : نعم .

قال الصادق عليه السلام : فذلك الشيء ، هو الله ، القادر على الإنجاء حيث لا منجى ، و على الإغاثة حيث لا مغيث

معاني ‏الأخبار ص4 ح2 .

يا طيب : أنا الشيخ حسن جليل حسن حردان الأنباري ، كانت لي قصة كريمة عجيبة جميلة مع هذا الحديث ، كنت في عمر الحادي عشر في كربلاء المقدسة في الفرع الذي فيه بيتنا وقد ورثناه عن أجدادنا ، كان البيت حين الخروج من بابه يقابل باب السلطانية للإمام الحسين عليه السلام قبل بناء المستوصف الجديد ، وكنت إذا خرجت من باب الدار استطيع رؤية باب الحسين عليه السلام المقدسة ومقابلها يكون مرقد سيد إبراهيم المجاب عليه السلام ، وحين ذهابي للبيت في الفرع يكون في طريقي حائط جدار المدرسة الهندية ولغرفه شبابيك على هذا الزقاق والفرع حين مروري لدارن ، وفي يوم مررت وإذا اسمع طلبة ممن يسكن هذه المدرسة في الغرفة المطلة على الزقاق ، سمعتهم يقرؤون هذا الحديث ، فوقفت وسمعته ، فتأثرت به كثيرا ، وكنت دائما أتذكره فتطمئن نفسي وتستقر وتفرح وتسر روحي وأتيقن بأن الله يسمع ويرى ، وكأنه يدور في خلدي وقرار نفسي علمه بحالي يغنيه عن سؤالي ، وفي بعض الأحيان أتوجه له تعالى بطلب نفسي او مقالي ومعي معنى هذا الحديث ، وإلى الآن أشعر بأنه هذه الوقفة للاستماع من توفيق الله لهدايتي لمعرفته وعبودية وطاعته ، فالشكر لله وله الحمد على ما أنعم وهدى ووفق وجعلني من محبي دينه وأهله ومعرفيه صلى الله عليهم وسلم ، فلله الشكر والحمد والمنة والفضل على ما نعم ووفق وهدى ، وأسأل الله الثبات على دينه وحسن العاقبة حتى يحشرني مع النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

الإشعاع الثالث : الإمام ينبه الكندي :

يا طيب : هذا حديث يحكي واقعة كريمة في بيان اهتمام الإمام بالدين ، وحفظ أهم تعاليمه وعدم التلاعب والتشكيك في هداه ، وبالخصوص في معارف القرآن الكريم ، ويروي واقعة تعاليم بها الإمام ينبه الكندي لسلامة القرآن وصيانته من التحريف :

قال أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل :

أن إسحاق الكندي : كان فيلسوف العراق في زمانه ، أخذ في تأليف تناقض القرآن ، و شغل نفسه بذلك ، و تفرد به في منزله .

و أن بعض تلامذته : دخل يوما على الإمام الحسن العسكري .

فقال له أبو محمد عليه السلام : أ ما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟

فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟

فقال له أبو محمد : أ تؤدي إليه ما ألقيه إليك ؟ قال : نعم .

قال عليه السلام : فصر إليه و تلطف في مؤانسته و معونته على ما هو بسبيله ، فإذا وقعت الأنسة في ذلك ، فقل قد حضرتني مسألة ، أسألك عنها ، فإنه يستدعي ذلك منك .

فقل له : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن ، هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها .

فإنه سيقول لك : إنه من الجائز ، لأنه رجل يفهم إذا سمع ، فإذا أوجب ذلك.

فقل له : فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه ، فيكون واضعا لغير معانيه .

فصار الرجل : إلى الكندي و تلطف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة .

فقال له : أعد عليّ ، فأعاد عليه ، فتفكر في نفسه ، و رأى ذلك محتملا في اللغة و سائغا في النظر . فقال : أقسمت إليك إلا أخبرتني من أين لك .

فقال : إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك .

فقال : كلا ما مثلك من اهتدى إلى هذا ، و لا من بلغ هذه المنزلة ، فعرفني من أين لك هذا ؟

فقال : أمرني به أبو محمد .

فقال : الآن جئت به ، و ما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت .

ثم إنه : دعا بالنار ، و أحرق جميع ما كان ألفه .

المناقب ج4ص 424 .

الإشراق الثالث :
الحكم والمواعظ الطويلة :

يا طيب : هذه بعض الحكم والمواعظ والكتب والخطب والنصائح الطويلة للإمام الحسن العسكري عليه السلام ، ونذكرها عما روى في تحف الحقول ابن شعبة الحراني ، بسنده عن الإمام الخالص الهادي أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام في كلمات غراء في طوال هذه المعاني‏ من الموعظة والحكمة وأقوال بليغة وجوامع الكلم وتعاليم الدين الإسلامي الكريم :

الإشعاع الأول : كتاب في الإمامة :

يا طيب : ، هذا حديث لنص مكتوب من الإمام إلى إسحاق النيسابوري ، وفيه تعاليم قيمة في معرفة الإمام والإمام ، وبيان محل هدى الله وضرورة التمسك بمعارف الإمام والتوجه له في معرفة تعاليم الدين ، قال في تحف العقول : كتاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري‏:

سَتَرَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ : بِسَتْرِهِ ، وَ تَوَلَّاكَ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ بِصُنْعِهِ ، فَهِمْتُ كِتَابَكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَ نَحْنُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ نِعْمَتِهِ أَهْلُ بَيْتٍ ، نَرِقُّ عَلَى أَوْلِيَائِنَ ، وَ نَسُرُّ بِتَتَابُعِ إِحْسَانِ اللَّهِ إِلَيْهِمْ وَ فَضْلِهِ لَدَيْهِمْ ، وَ نَعْتَدُّ بِكُلِّ نِعْمَةٍ يُنْعِمُهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ .

فَأَتَمَّ اللَّهُ عَلَيْكَ : يَا إِسْحَاقُ ، وَ عَلَى مَنْ كَانَ مِثْلَكَ مِمَّنْ قَدْ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ بَصَّرَهُ ، بَصِيرَتَكَ نِعْمَتَهُ ، وَ قَدَّرَ تَمَامَ نِعْمَتِهِ دُخُولَ الْجَنَّةِ ، وَ لَيْسَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ إِنْ جَلَّ أَمْرُهَا وَ عَظُمَ خَطَرُهَا ، إِلَّا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ عَلَيْهَا ، مُؤَدٍّ شُكْرَهَا .

وَ أَنَا أَقُولُ‏ : الْحَمْدُ لِلَّهِ أَفْضَلَ مَا حَمِدَهُ حَامِدُهُ إِلَى أَبَدِ الْأَبَدِ ، بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَ نَجَّاكَ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَ سَهَّلَ سَبِيلَكَ عَلَى الْعَقَبَةِ .

وَ ايْمُ اللَّهِ : إِنَّهَا لَعَقَبَةٌ كَئُودٌ ، شَدِيدٌ أَمْرُهَا ، صَعْبٌ مَسْلَكُهَا ، عَظِيمٌ بَلَاؤُهَا ، قَدِيمٌ فِي الزُّبُرِ الْأُولَى ذِكْرُهَا .

وَ لَقَدْ كَانَتْ مِنْكُمْ : فِي أَيَّامِ الْمَاضِي ( أبيه عليه الهادي عليه السلام ) إِلَى أَنْ مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وَ فِي أَيَّامِي هَذِهِ ، أُمُورٌ كُنْتُمْ فِيهَا عِنْدِي غَيْرَ مَحْمُودِي الرَّأْيِ ، وَ لَا مُسَدَّدِي التَّوْفِيقِ .

فَاعْلَمْ يَقِيناً : يَا إِسْحَاقُ ، أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا أَعْمَى { فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } الإسراء .

يَا إِسْحَاقُ : لَيْسَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ ، وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ .

وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ ، حِكَايَةً عَنِ الظَّالِمِ ، إِذْ يَقُول: ُ

{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) } طه .

وَ أَيُّ آيَةٍ : أَعْظَمُ‏ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ أَمِينِهِ فِي بِلَادِهِ ، وَ شَهِيدِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، مِنْ بَعْدِ مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِ الْأَوَّلِينَ النَّبِيِّينَ ، وَ آبَائِهِ الْآخِرِينَ الْوَصِيِّينَ ، عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ‏ : وَ أَيْنَ تَذْهَبُونَ كَالْأَنْعَامِ عَلَى وُجُوهِكُمْ ، عَنِ الْحَقِّ تَصْدِفُونَ ، وَ بِالْبَاطِلِ تُؤْمِنُونَ ، وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ تَكْفُرُونَ ، أَوْ تَكُونُونَ مِمَّنْ يُؤْمِنُ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ يَكْفُرُ بِبَعْضِ ، فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ‏ وَ مِنْ غَيْرِكُمْ ، إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ طُولُ عَذَابٍ فِي الْآخِرَةِ الْبَاقِيَةِ ، وَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ .

إِنَّ اللَّهَ : بِمَنِّهِ وَ رَحْمَتِهِ، لَمَّا فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْفَرَائِضَ، لَمْ يَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْكُمْ ، بَلْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْكُمْ ، لِيَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ‏ ، وَ لِيَبْتَلِيَ‏ ما فِي صُدُورِكُمْ ، وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ‏ ، لِتُسَابِقُوا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَ لِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُمْ فِي جَنَّتِهِ.

فَفَرَضَ عَلَيْكُمُ : الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ ، وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ ، وَ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ ، وَ الصَّوْمَ ، وَ الْوَلَايَةَ . وَ جَعَلَ لَكُمْ : بَاباً تَسْتَفْتِحُونَ بِهِ أَبْوَابَ الْفَرَائِضِ ، وَ مِفْتَاحاً إِلَى سَبِيلِهِ .

لَوْ لَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله : وَ الْأَوْصِيَاءُ عليهم السلام مِنْ وُلْدِهِ ، لَكُنْتُمْ حَيَارَى‏ كَالْبَهَائِمِ ، لَا تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ الْفَرَائِضِ ، وَ هَلْ تُدْخَلُ مَدِينَةٌ إِلَّا مِنْ بَابِهَ .

فَلَمَّا مَنَّ عَلَيْكُمْ : بِإِقَامَةِ الْأَوْلِيَاءِ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ ، قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ‏ : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (59) } المائدة .

فَفَرَضَ عَلَيْكُمْ : لِأَوْلِيَائِهِ حُقُوقاً ، أَمَرَكُمْ بِأَدَائِهَا ، لِيَحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ، مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَآكِلِكُمْ وَ مَشَارِبِكُمْ .

قَالَ اللَّهُ‏ : { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‏ (23) } .

وَ اعْلَمُوا : أَنَ‏ مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ .

وَ لَقَدْ طَالَتِ الْمُخَاطَبَةُ : فِيمَا هُوَ لَكُمْ وَ عَلَيْكُمْ ، وَ لَوْ لَا مَا يُحِبُّ اللَّهُ مِنْ تَمَامِ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، لَمَا رَأَيْتُمْ لِي خَطّاً ، وَ لَا سَمِعْتُمْ مِنِّي حَرْفاً ، مِنْ بَعْدِ مُضِيِّ الْمَاضِي عليهم السلام .

وَ أَنْتُمْ فِي غَفْلَةٍ : مِمَّا إِلَيْهِ مَعَاذُكُمْ‏ ، وَ مِنْ بَعْدِ إِقَامَتِي لَكُمْ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدَةَ ، وَ كِتَابِيَ الَّذِي حَمَلَهُ إِلَيْكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّيْسَابُورِيُ‏ .

وَ اللَّهُ‏ الْمُسْتَعانُ‏ : عَلَى كُلِّ حَالٍ .

وَ إِيَّاكُمْ : أَنْ تُفَرِّطُوا فِي جَنْبِ اللَّهِ‏ ، فَتَكُونُو مِنَ الْخَاسِرِينَ ، فَبُعْداً وَ سُحْقاً لِمَنْ رَغِبَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، وَ لَمْ يَقْبَلْ مَوَاعِظَ أَوْلِيَائِهِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ طَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ .

رَحِمَ اللَّهُ : ضَعْفَكُمْ وَ غَفْلَتَكُمْ ، وَ صَبَّرَكُمْ عَلَى أَمْرِكُمْ ، فَمَا أَغَرَّ الْإِنْسَانَ بِرَبِّهِ الْكَرِيمِ . وَ لَوْ فَهِمَتِ : الصُّمُّ الصِّلَابُ ، بَعْضَ مَا هُوَ فِي هَذَا الْكِتَابِ لَتَصَدَّعَتْ‏ قَلَقاً وَ خَوْفاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَ رُجُوعاً إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ .

{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) } التوبة .

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ.

تحف العقول ص484 .

الإشعاع الثاني : وصية لشيعته :

وقال عليه السلام : لِشِيعَتِهِ‏ :

أُوصِيكُمْ : بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَ الْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ .

وَ الِاجْتِهَادِ لِلَّهِ ، وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ ، وَ طُولِ السُّجُودِ ، وَ حُسْنِ الْجِوَارِ .

فَبِهَذَا : جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عيه وآله .

صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ ، وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ ، وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ ، وَ أَدُّوا حُقُوقَهُمْ‏,

فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ : إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ ، وَ صَدَقَ فِي حَدِيثِهِ ، وَ أَدَّى الْأَمَانَةَ ، وَ حَسَّنَ خُلُقَهُ مَعَ النَّاسِ .

قِيلَ : هَذَا شِيعِيٌّ ، فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ .

اتَّقُوا اللَّهَ : وَ كُونُوا زَيْناً ، وَ لَا تَكُونُوا شَيْناً .

جُرُّوا إِلَيْنَا : كُلَّ مَوَدَّةٍ ، وَ ادْفَعُوا عَنَّ كُلَّ قَبِيحٍ ، فَإِنَّهُ مَا قِيلَ فِينَا مِنْ حُسْنٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ ، وَ مَا قِيلَ فِينَا مِنْ سُوءٍ فَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ .

لَنَا حَقٌّ : فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ تَطْهِيرٌ مِنَ اللَّه ،ِ لَا يَدَّعِيهِ أَحَدٌ غَيْرُنَا إِلَّ كَذَّابٌ .

أَكْثِرُوا : ذِكْرَ اللَّهِ ، وَ ذِكْرَ الْمَوْتِ ، وَ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ ، وَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ .

احْفَظُوا : مَا وَصَّيْتُكُمْ بِهِ ، وَ أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ ، وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلَامَ.

تحف العقول ص486.

الإشراق الثالث :
حكم وأقول ومواعظ المتوسطة :

قال ابن شعبة الحسن بن علي الحراني : في كتاب تحف القول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، و روي عن الإمام الخالص الهادي أبي محمد الحسن بن علي ( العسكري ) عليه السلام في قصار هذه المعاني‏ قال :

كَتَبَ عليه السلام : إِلَى رَجُلٍ سَأَلَهُ دَلِيلًا مَنْ سَأَلَ آيَةً أَوْ بُرْهَاناً ، فَأُعْطِيَ مَا سَأَلَ ، ثُمَّ رَجَعَ عَمَّنْ طَلَبَ مِنْهُ الْآيَةَ ، عُذِّبَ ضِعْفَ الْعَذَابِ .

وَ مَنْ صَبَرَ : أُعْطِيَ التَّأْيِيدَ مِنَ اللَّهِ ، وَ النَّاسُ مَجْبُولُونَ عَلَى حِيلَةِ إِيثَارِ الْكُتُبِ الْمُنَشَّرَةِ ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّدَادَ ، فَإِنَّمَا هُوَ التَّسْلِيمُ أَوِ الْعَطَبُ‏ ، وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ.

وَ كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ شِيعَتِهِ : يُعَرِّفُهُ اخْتِلَافَ الشِّيعَةِ .

فَكَتَبَ عليه السلام : إِنَّمَا خَاطَبَ اللَّهُ الْعَاقِلَ ، وَ النَّاسُ فِيَّ عَلَى طَبَقَاتٍ:

الْمُسْتَبْصِرُ : عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، مُتَمَسِّكٌ بِالْحَقِّ ، مُتَعَلِّقٌ بِفَرْعِ الْأَصْلِ، غَيْرُ شَاكٍّ وَ لَا مُرْتَابٍ ، لَا يَجِدُ عَنِّي مَلْجَأً .

وَ طَبَقَةٌ : لَمْ تَأْخُذِ الْحَقَّ مِنْ أَهْلِهِ ، فَهُمْ كَرَاكِبِ الْبَحْرِ ، يَمُوجُ عِنْدَ ، مَوْجِهِ وَ يَسْكُنُ عِنْدَ سُكُونِهِ .

وَ طَبَقَةٌ : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ‏ ، شَأْنُهُمُ الرَّدُّ عَلَى أَهْلِ الْحَقّ، ِ وَ دَفْعُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ‏ ح، َسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ‏ .

فَدَعْ : مَنْ ذَهَبَ‏ يَمِيناً وَ شِمَالًا ، فَإِنَّ الرَّاعِيَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَجْمَعَ غَنَمَهُ ، جَمَعَهَا بِأَهْوَنِ سَعْيٍ ، وَ إِيَّاكَ وَ الْإِذَاعَةَ وَ طَلَبَ الرِّئَاسَةِ ، فَإِنَّهُمَا يَدْعُوَانِ إِلَى الْهَلَكَةِ.

وقال عليه السلام :‏ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي لَا تُغْفَرُ ، (قول ) : لَيْتَنِي لَا أُؤَاخَذُ إِلَّا بِهَذَا . ثُمَّ قَالَ عليه السلام : الْإِشْرَاكُ فِي النَّاسِ ، أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ عَلَى الْمِسْحِ الْأَسْوَدِ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ .

وَ خَرَجَ فِي بَعْضِ تَوْقِيعَاتِهِ عليه السلام : عِنْدَ اخْتِلَافِ قَوْمٍ مِنْ شِيعَتِهِ فِي أَمْرِهِ ، مَا مُنِيَ أَحَدٌ مِنْ آبَائِي بِمِثْلِ مَا مُنِيتُ بِهِ ، مِنْ شَكِّ هَذِهِ الْعِصَابَةِ فِيَّ ، فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ أَمْراً اعْتَقَدْتُمُوهُ وَ دِنْتُمْ بِهِ إِلَى وَقْتٍ ثُمَّ يَنْقَطِعُ ، فَلِلشَّكِّ مَوْضِعٌ، وَ إِنْ كَانَ مُتَّصِلًا مَا اتَّصَلَتْ أُمُورُ اللَّهِ ، فَمَا مَعْنَى هَذَا الشَّكِّ .

وقال عليه السلام :‏ حُبُّ الْأَبْرَارِ لِلْأَبْرَارِ ثَوَابٌ لِلْأَبْرَارِ ، وَ حُبُّ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ فَضِيلَةٌ لِلْأَبْرَارِ ، وَ بُغْضُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ زَيْنٌ لِلْأَبْرَارِ ، وَ بُغْضُ الْأَبْرَارِ لِلْفُجَّارِ خِزْيٌ عَلَى الْفُجَّارِ.

وقال عليه السلام :‏ إِنَّكُمْ فِي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً .

مَنْ يَزْرَعْ خَيْراً : يَحْصُدْ غِبْطَةً ، وَ مَنْ يَزْرَعْ شَرّاً يَحْصُدْ نَدَامَةً ، لِكُلِّ زَارِعٍ مَا زَرَعَ ، لَا يُسْبَقُ بَطِي‏ءٌ بِحَظِّهِ ، وَ لَا يُدْرِكُ حَرِيصٌ مَا لَمْ يُقَدَّرْ لَهُ ، مَنْ أُعْطِيَ خَيْراً فَاللَّهُ أَعْطَاهُ ، وَ مَنْ وُقِيَ شَرّاً فَاللَّهُ وَقَاهُ.

تحف العقول ص486.

الإشراق الرابع :
حكم ومواعظ الإمام القصيرة :

قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام :‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : أَقْرَبُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا.

وقال عليه السلام :‏ مِنَ الْجَهْلِ ، الضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ .

وقال عليه السلام :‏ مِنَ الْفَوَاقِرِ الَّتِي تَقْصِمُ الظَّهْرَ ، جَارٌ إِنْ رَأَى حَسَنَةً أَطْفَأَهَا ، وَ إِنْ رَأَى سَيِّئَةً أَفْشَاهَا.

قال عليه السلام‏ : لَا تُمَارِ فَيَذْهَبَ بَهَاؤُكَ ، وَ لَا تُمَازِحْ فَيُجْتَرَأَ عَلَيْكَ.

وقال عليه السلام :‏ مَنْ رَضِيَ بِدُونِ الشَّرَفِ مِنَ الْمَجْلِسِ ، لَمْ يَزَلِ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يَقُومَ.

تحف العقول ص486.

وقال عليه السلام : أَوْرَعُ النَّاسِ مَنْ وَقَفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ ، أَعْبَدُ النَّاسِ مَنْ أَقَامَ عَلَى الْفَرَائِضِ ، أَزْهَدُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ الْحَرَامَ ، أَشَدُّ النَّاسِ اجْتِهَاداً مَنْ تَرَكَ الذُّنُوبَ.

وقال عليه السلام :‏ لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصِّيَامِ وَ الصَّلَاةِ ، وَ إِنَّمَا الْعِبَادَةُ كَثْرَةُ التَّفَكُّرِ فِي أَمْرِ اللَّهِ.

وقال عليه السلام :‏ بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ يَكُونُ ذَ وَجْهَيْنِ وَ ذَا لِسَانَيْنِ ، يُطْرِي أَخَاهُ شَاهِداً ،وَ يَأْكُلُهُ غَائِباً ، إِنْ أُعْطِيَ حَسَدَهُ وَ إِنِ ابْتُلِيَ خَذَلَهُ‏.

وقال عليه السلام :‏ الْغَضَبُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.

وقال عليه السلام :‏ أَقَلُّ النَّاسِ رَاحَةً الْحَقُودُ .

وقال عليه السلام :‏ مِنَ التَّوَاضُعِ السَّلَامُ عَلَى كُلِّ مَنْ تَمُرُّ بِهِ ، وَ الْجُلُوسُ دُونَ شَرَفِ الْمَجْلِسِ.

وقال عليه السلام :‏ الْمُؤْمِنُ بَرَكَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ ، وَ حُجَّةٌ عَلَى الْكَافِرِ.

وقال عليه السلام :‏ قَلْبُ الْأَحْمَقِ فِي فَمِهِ ، وَ فَمُ الْحَكِيمِ فِي قَلْبِهِ.

وقال عليه السلام :‏ لَا يَشْغَلْكَ رِزْقٌ مَضْمُونٌ ، عَنْ عَمَلٍ مَفْرُوضٍ.

وقال عليه السلام :‏ مَنْ تَعَدَّى فِي طَهُورِهِ ، كَانَ كَنَاقِضِهِ .

وقال عليه السلام :‏ مَا تَرَكَ الْحَقَّ عَزِيزٌ إِلَّا ذَلَّ ، وَ لَا أَخَذَ بِهِ ذَلِيلٌ إِلَّا عَزَّ.

وقال عليه السلام :‏ صَدِيقُ الْجَاهِلِ تَعِبٌ.

وقال عليه السلام :‏ خَصْلَتَانِ لَيْسَ فَوْقَهُمَا شَيْ‏ءٌ ، الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ، وَ نَفْعُ الْإِخْوَانِ.

وقال عليه السلام :‏ جُرْأَةُ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ فِي صِغَرِهِ ، تَدْعُو إِلَى الْعُقُوقِ فِي كِبَرِهِ.

وقال عليه السلام :‏ لَيْسَ مِنَ الْأَدَبِ ، إِظْهَارُ الْفَرَحِ عِنْدَ الْمَحْزُونِ.

وقال عليه السلام :‏ خَيْرٌ مِنَ الْحَيَاةِ مَا إِذَا فَقَدْتَهُ أَبْغَضْتَ الْحَيَاةَ ، وَ شَرٌّ مِنَ الْمَوْتِ مَا إِذَا نَزَلَ بِكَ أَحْبَبْتَ الْمَوْتَ .

وقال عليه السلام :‏ رِيَاضَةُ الْجَاهِلِ ، وَ رَدُّ الْمُعْتَادِ عَنْ عَادَتِهِ ، كَالْمُعْجِزِ.

وقال عليه السلام :‏ التَّوَاضُعُ نِعْمَةٌ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهَا.

وقال عليه السلام :‏ لَا تُكْرِمِ الرَّجُلَ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ.

وقال عليه السلام :‏ مَنْ وَعَظَ أَخَاهُ سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ وَ مَنْ وَعَظَهُ عَلَانِيَةً فَقَدْ شَانَهُ.

وقال عليه السلام :‏ مَا مِنْ بَلِيَّةٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِيهَا نِعْمَةٌ تُحِيطُ بِهَا.

وقال عليه السلام :‏ مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَكُونَ لَهُ رَغْبَةٌ تُذِلُّهُ.

تحف العقول ص 489 .

وقال عليه السلام :‏ إِنَّ الْوُصُولَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَفَرٌ- لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِامْتِطَاء اللَّيْلِ مَنْ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَمْنَعَ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُعْطِيَ-.

وقال عليه السلام : لِلْمُتَوَكِّلِ ، لَا تَطْلُبِ الصَّفَ مِمَّنْ كَدَرْتَ عَلَيْهِ ، وَ لَا النُّصْحَ مِمَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظَنِّكَ إِلَيْهِ ، فَإِنَّمَا قَلْبُ غَيْرِكَ لَكَ كَقَلْبِكَ لَهُ.

ورواها عنه في بحار الأنوار ج‏75ص370ب29ح1 جمع الأحاديث أعلاه وأضاف ، لها ما يأتي من اللمع والدرر الباهرة وإعلام الورى .

الإشراق الخامس :
لمع من حكم الإمام :

وقال الحلواني : حسين بن محمد بن حسن بن نصر من أهل القرن الخامس الهجري رحمه الله ، في كتابه نزهة الناظر وتنبيه الخاطر ، صفحة 144 .

لمع من كلام الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السّلام‏ :

1- قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا يَعْرِفُ النِّعْمَةَ إِلَّ الشَّاكِرُ، وَلَا يَشْكُرُ النِّعْمَةَ إِلَّا الْعَارِفُ‏.

2- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ مَدَحَ غَيْرَ الْمُسْتَحِقِّ لِلْمَدْحِ ، فَقَدْ قَامَ مَقَامَ الْمُتَّهَمِ‏.

3- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :

ادْفَعِ الْمَسْأَلَةَ : مَا وَجَدْتَ التَّحَمُّلَ يُمْكِنُكَ ، فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ خَبَراً جَدِيداً .

وَ الْإِلْحَاحُ فِي الْمَطَالِبِ : يَسْلُبُ الْبَهَاءَ ، إِلَّا أَنْ يُفْتَحَ لَكَ بَابٌ تُحْسِنُ‏ الدُّخُولَ فِيهِ ، فَمَا أَقْرَبَ الصُّنْعَ‏ مِنَ الْمَلْهُوفِ ، وَ رُبَّمَا كَانَتِ الْغِيَرُ نَوْعاً مِنْ أَدَبِ‏ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ الْحُظُوظُ مَرَاتِبُ : فَلَا تَعْجَلْ عَلَى ثَمَرَةٍ لَمْ تُدْرِكْ، فَإِنَّهَا تُنَالُ فِي أَوَانِهَا .

وَ الْمُدَبِّرُ لَكَ : أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ الَّذِي يُصْلِحُ حَالَكَ‏ فِيهِ فَثِقْ بِخِيَرَتِهِ‏ فِي أُمُورِكَ.

وَ لَا تَعْجَلْ : حَوَائِجَكَ ، فِي أَوَّلِ وَقْتِكَ فَيَضِيقَ قَلْبُكَ، وَ يَغْشَاكَ الْقُنُوطُ.

وَ اعْلَمْ :

أَنَّ لِلْحَيَاءِ : مِقْدَاراً ، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ ضَعْفٌ .

وَ لِلْجُودِ : مِقْدَاراً ، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ‏ فَهُوَ سَرَفٌ .

وَ لِلْحَزْمِ : مِقْدَاراً ، فَإِنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ جُبْنٌ .

وَ لِلِاقْتِصَادِ : مِقْدَاراً ، فَإِنْ زَادَ عَلَيْهِ فَهُوَ بُخْلٌ .

وَ لِلشَّجَاعَةِ : مِقْدَاراً ، فَإِنْ زَادَ عَلَيْهَا فَهُوَ التَّهَوُّرُ .

4- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

لِلْقُلُوبِ : خَوَاطِرُ مِنَ الْهَوَى .

وَ الْعُقُولُ : تَزْجُرُ وَ تَزَادُ .

وَ فِي التَّجَارِبِ : عِلْمٌ مُسْتَأْنَفٌ .

وَ الِاعْتِبَارُ : يُفِيدُ الرَّشَادَ .

وَ كَفَاكَ : أَدَباً لِنَفْسِكَ ، تَجَنُّبُكَ مَا تَكْرَهُ‏ مِنْ غَيْرِكَ‏ .

5- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: احْذَرْ كُلَّ ذَكِيٍ‏ سَاكِنِ الْأَطْرَافِ‏.

6- و قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْ عَقَلَ أَهْلُ الدُّنْيَ خَرِبَتْ‏.

7- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: خَيْرُ إِخْوَانِكَ مَنْ نَسِيَ‏ ذَنْبَكَ إِلَيْهِ‏ .

8- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَضْعَفُ الْأَعْدَاءِ كَيْداً مَنْ أَظْهَرَ عَدَاوَتَهُ‏ .

9- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: حُسْنُ الصُّورَةِ جَمَالٌ ظَاهِرٌ، وَ حُسْنُ الْعَقْلِ جَمَالٌ بَاطِنٌ‏.

10- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَوْلَى النَّاسِ بِالْمَحَبَّةِ مَنْ أَمَّلُوهُ‏.

11- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ آنَسَ بِاللَّهِ اسْتَوْحَشَ مِنَ النَّاسِ‏.

12- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ لَمْ يَتَّقِ وُجُوهَ النَّاسِ لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ‏ .

13- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: جُعِلَتِ الْخَبَائِثُ فِي بَيْتٍ، وَ جُعِلَ مِفْتَاحُهُ الْكَذِبَ‏.

14- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا نَشِطَتِ الْقُلُوبُ فَأَوْدِعُوهَا، وَ إِذَا نَفَرَتْ فَوَدِّعُوهَا.

15- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللِّحَاقُ بِمَنْ تَرْجُو، خَيْرٌ مِنَ الْمُقَامِ مَعَ مَنْ لَاتَأْمَنُ شَرَّهُ‏.

16- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الْمَنَامِ رَأَى الْأَحْلَامَ‏ .

يعني: إنّ طلب الدنيا كالنوم، و ما يظفر به كالحلم‏ .

17- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: الْجَهْلُ خَصْمٌ، وَ الْحِلْمُ حُكْمٌ، وَ لَمْ يَعْرِفْ رَاحَةَ الْقَلْبِ مَنْ لَمْ يُجَرِّعْهُ الْحِلْمُ غُصَصَ الْغَيْظِ .

18- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا أَدْرِي مَا خَوْفُ امْرِئٍ وَ رَجَاؤُهُ ، مَا لَمْ يَمْنَعَاه مِنْ رُكُوبِ شَهْوَةٍ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ ، وَ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مُصِيبَةٍ إِنْ نَزَلَتْ بِهِ .

19- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ رَكِبَ ظَهْرَ الْبَاطِلِ‏ ، نَزَلَ بِهِ دَارَ النَّدَامَةِ .

20- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:

الْمَقَادِيرُ : الْغَالِبَةُ ، لَا تُدْفَعُ بِالْمُغَالَبَةِ .

وَ الْأَرْزَاقُ : الْمَكْتُوبَةُ لَا تُنَالُ بِالشَّرَهِ‏ ، وَ لَا تُدْفَعُ بِالْإِمْسَاكِ عَنْهَا .

وَ الْمُطَالَبَةُ : تُذَلِّلُ لِلْمَقَادِيرِ نَفْسَكَ.

وَ اعْلَمْ : أَنَّكَ غَيْرُ نَائِلٍ بِالْحِرْصِ إِلَّ مَا كُتِبَ لَكَ‏.

21- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا كَانَ الْمَقْضِيُّ كَائِناً فَالضَّرَاعَةُ لِمَاذَا ؟

22- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَائِلُ الْكَرِيمِ يُحَبِّبُكَ إِلَيْهِ، وَنَائِلُ اللَّئِيمِ يَضَعُكَ لَدَيْهِ‏.

23- وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ كَانَ الْوَرَعُ سَجِيَّتَهُ‏ ، وَ الْإِفْضَالُ جَنِيَّتَهُ‏ ، انْتَصَرَ مِنْ‏ أَعْدَائِهِ بِحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَ تَحَصَّنَ‏ بِالذِّكْرِ الْجَمِيلِ مِنْ وُصُولِ نَقْصٍ إِلَيْهِ‏ .

المصدر نزهة الناظر و تنبيه الخاطر، ص 146 ، وروى عنه هذه الأحاديث أو بعضها في عدة الداعي وأعلام الدين ، وفي بحار الأنوار ج75ص370ب29ح1 . وبعضه في الدرة الباهرة للشهيد الثاني ، وغيرها ممن ألف في غرر حكم الأئمة ومواعظهم عليهم السلام .

وعن الحسن بن راشد قال :

سألت : أبا الحسن العسكري عليه السلام ، عن رجل أوصى بمال في سبيل الله .

فقال : سبيل الله شيعتنا .

من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج4ص206ح5478 .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

الذكر الثاني
معجزات الإمام الحسن العسكري عليه السلام

الإشراق الأول :
بعض من معجزات الإمام :

يا طيب : الأحاديث في معجزات الإمام كثيرة ، وكان إظهارها ضروري لمعرفة إمامته ، وبالخصوص في محنته مع الحكام وسكنه بين عسكر أعدائه وسجنه ، حتى قد يشك بإمامته ، فلذا أظهر الإمام بعض ما خصه الله من الكرامات ، فيما يثبت حقه وإمامته ويختم الظهور العلني بها للإمامة ، ولذ نذكر قسم منها ، ومن يريد الكثير يراجع البحار وغيره من الكتب المفصلة ، كما يوجد أغلبها في المناقب والخرايج والجرايح وكشف الغمة وغيرها مما يهتم بذكر معجزات الأئمة وتأريخ حياتهم عليهم السلام .

الإشعاع الأول : قصة الجواهر :

قال كافور الخادم : كان يونس النقاش يغشى سيدنا الإمام و يخدمه ، فجاءه يوما يرعد ، فقال : يا سيدي أوصيك بأهلي خيرا .

قال عليه السلام : و ما الخبر ؟ قال : عزمت على الرحيل . قال : و لم يا يونس ، و هو يتبسم .

قال : وجه إلي ابن بغي ، بفص ليس له قيمة ، أقبلت نقشه فكسرته باثنين ، و موعده غد ، و هو ابن بغي ، أما ألف سوط أو القتل .

قال : امض إلى منزلك إلى غد فرح ، فما يكون إلا خيرا ، فلم كان من الغد ، وافاه بكرة يرعد .

فقال : قد جاء الرسول يلتمس الفص .

قال : امض إليه فلن ترى إلا خيرا .

قال : و ما أقول له يا سيدي ؟

قال : فتبسم عليه السلام .

و قال : امض إليه و اسمع ما يخبرك به ، فلا يكون إلا خير .

قال : فمضى و عاد ، و قال : قال لي : يا سيدي ، الجواري اختصمن فيمكنك أن تجعله اثنين حتى نغنيك .

فقال الإمام عليه السلام : اللهم لك الحمد ، إذ جعلتنا ممن يحمدك حقا ، فأي شيء قلت له ؟

قال : قلت له : أمهلني حتى أتأمل أمره . فقال : أصبت .

المناقب ج4ص421 .

الإشعاع الثاني : نفقات الإمام :

يا طيب : سترى في هذا الموضع حديث تعرف به ، أن نفقات الإمام تضاهي نفقات الحكام :

في كتاب الجلاء و الشفاء : قال أبو جعفر العمري :

إن أبا طاهر بن بلبل : حج ، فنظر إلى علي بن جعفر الهمداني ، و هو ينفق النفقات العظيمة .

فلما انصرف : كتب بذلك إلى أبي محمد .

فوقع : في رقعته ، قد أمرنا له بمائة ألف دينار ، ثم أمرن لك بمثلها .

المناقب ج4ص425 .

و هذا يدل على أن كنوز الأرض تحت أيديهم .

الإشعاع الثالث : مطر السماء :

يا طيب : في هذا الحديث الإمام يكشف سر المطر بدعاء النصراني :

علي بن الحسن بن سابور قال : كان في زمن الحسن الأخير عليه السلام قحط .

فخرجوا للاستسقاء : ثلاثة أيام ، فلم يمطر عليهم .

قال : فخرج يوم الرابع بالجاثليق مع النصارى فسقوا .

فخرج المسلمون : يوم الخامس ، فلم يمطروا ، فشك الناس في دينهم .

فأخرج المتوكل : الحسن عليه السلام من الحبس .

و قال : أدرك دين جدك يا أبا محمد .

فلما خرجت النصارى : و رفع الراهب يده إلى السماء .

قال أبو محمد : لبعض غلمانه ، خذ من يده اليمنى ما فيها ، فلما أخذه كان عظما أسود . ثم قال : استسق الآن ، فاستسقى فلم يمطروا ، وصحت السماء.

فسأل المتوكل : عن العظم .

قال عليه السلام : لعله أخذ من قبر نبي ، و لا يكشف عظم نبي إلا ليمطر.

المناقب ج4ص425 .

الإشعاع الرابع : العمل بوصاياه :

يا طيب : إن كلام الإمام لا يجوز تجاوزه ، ويجب العمل به كله ، وإلا لا يلوم العبد إلا نفسه سواء في العاجل أو في الآجل ، وفي هذا الحديث نرى إن الإمام يأمر بالعمل بوصاياه كاملة ولا يحق تعديها :

عن أبي هاشم الجعفري : عن داود بن الأسود قال : دعاني سيدي أبو محمد عليه السلام ، فدفع إلي خشبة ، كأنها رجل باب مدورة طويلة ـ ملء الكف .

فقال عليه السلام : صر بهذه الخشبة إلى العمري .

فمضيت : فلما صرت إلى بعض الطريق ، عرض لي سقاء معه بغل ، فزاحمني البغل على الطريق .

فناداني السقاء : صح على البغل ، فرفعت الخشبة التي كانت معي ، فضربت البغل ، فانشقت .

فنظرت : إلى كسرها ، فإذا فيها كتب .

فبادرت سريعا : فرددت‏ الخشبة إلى كمي .

فجعل السقاء : يناديني و يشتمني ، و يشتم صاحبي .

فلما دنوت : من الدار راجعا ، استقبلني عيسى الخادم عند الباب ، فقال :

يقول لك مولاي أعزه الله : لم ضربت البغل ، و كسرت رجل الباب .

فقلت له : يا سيدي ، لم أعلم ما في رجل الباب .

فقال : و لم احتجت أن تعمل عملا ، تحتاج أن تعتذر منه ، إياك بعدها أن تعود إلى مثلها .

و إذا سمعت : لنا شاتما ، فامض لسبيلك التي أمرت بها ، و إياك أن تجاوب من يشتمنا ، أو تعرفه من أنت . فإننا : ببلد سوء ، و مصر سوء ، و امض في طريقك ، فإن أخبارك و أحوالك ترد إلينا ، فاعلم ذلك .

الإشعاع الخامس : يعرف حق الإمامة :

يا طيب : في هذا الحديث الإمام ينهى عن الغلو ويعرف الهدى الحق :

وعن إدريس بن زياد الكفرتوثائي قال : كنت أقول فيهم قولا عظيم .

فخرجت : إلى العسكر للقاء أبي محمد عليه السلام ، فقدمت و على أثر السفر و وعثائه ، فألقيت نفسي على دكان حمام ، فذهب بي النوم .

فما انتبهت : إلا بمقرعة أبي محمد عليه السلام ، قد قرعني بها حتى استيقظت.

فعرفته : فقمت قائما ، أقبل قدميه و فخذه ، وهو راكب ، والغلمان من حوله . فكان : أول ما تلقاني به ، أن قال :

يا إدريس : { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) } الأنبياء .

فقلت : حسبي يا مولاي ، و إنما جئت أسألك عن هذا .

قال : فتركني و مضى .

الإشعاع السادس : الإمام يكلم غلمانه بلغاتهم :

وعن أبو حمزة نصر الخادم قال : سمعت أبا محمد عليه السلام ، يكلم غلمانه بلغاتهم .

فيهم : ترك ، و روم ، و صقالبة .

فقلت : في نفسي ، هذا ولد بالمدينة ، و لم يظهر حتى مضى أبو الحسن ، فكيف هذا ؟

فأقبل علي فقال : إن الله بين حجته من سائر خلقه ، و أعطاه معرفة كل شي‏ء .

فهو : يعرف اللغات ، و الأنساب ، و الحوادث ، و لو لا ذلك لم كان بين الحجة و المحجوج فرق .

المناقب ج4ص428 ، بحار الأنوار ج50ص283ب3ح60 .

يا طيب : ما ذكرنا هنا في كل المواضيع وأنوارها مختصرا عنه عليه السلام والبحث المفصل إن شاء الله في صحيفة الإمام العسكري عليه السلام التامة .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

الذكر الثالث
احتجاجات الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

يا طيب : احتجاجات الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام كثيرة ، وبالخصوص إن أخذنا بيانه في تفسير القرآن أو بيان الهدى الحق وما أقام عليه من البرهان والبيان والدليل المحكم على تثبيت معناه الحق ، فيحج ويخصم كل قول مخالف له ، ويبين الحق من كلام الله وحقائق الأمور ، وهنا نختصر المقال بذكر ما ذكر الطبرسي رحمه الله عنه في كتاب الاحتجاج على أولي اللجاج ، ومن أحب المزيد يراجع ما روي عنه في أنواع الأبواب العقائدية والفقهية والأخلاقية وغيرها .

الإشراق الأول : معنى الختم على القلوب :

ذكر الطبرسي رحمه الله : احتجاج الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام في أنواع شتى من علوم الدين‏ ، و بإسناده ذكر في كتاب الاحتجاج :

أن أبا محمد العسكري عليه السلام قال : في قوله تعالى‏ : { خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) }البقرة .

أي وسمها بسمة : يعرفها من يشاء من ملائكته إذا نظروا إليه ، بأنهم لما أعرضوا عن النظر فيما كلفوه و قصروا فيما أريد منهم ، و جهلوا ما لزمهم الإيمان به ، فصاروا كمن على عينيه غطاء لا يبصر ما أمامه .

فإن الله عز و جل : يتعالى عن العبث و الفساد ، و عن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه ، فلا يأمرهم بمغالبته ، و لا بالمصير إلى ما قد صدهم بالقسر عنه .

ثم قال‏ عليه السلام : { وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } يعني في الآخرة ، العذاب المعد للكافرين ، و في الدنيا أيضا لمن يريد أن يستصلحه ، بم ينزل به من عذاب الاستصلاح لينبهه لطاعته ، أو من عذاب الإصلاح ليصيره إلى عدله و حكمته.

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص456 .

الإشراق الثاني : معنى الأرض فراشا والسماء بناء :

وقال الطبرسي بالإسناد المتكرر من أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنه قال : في تفسير قوله تعالى‏ : { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً

وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ

فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22) } البقرة .

جعلها : { الأرض فراشا } ملائمة لطبائعكم ، موافقة لأجسادكم ، لم يجعلها شديدة الحمي و الحرارة فتحرقكم ، و لا شديدة البرودة فتجمدكم ، و لا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم ، و لا شديدة النتن فتعطبكم ، و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ، و لا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في حرثكم و أبنيتكم و دفن موتاكم .

و لكنه : جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به ، و تتماسكون و تتماسك عليها أبدانكم و بنيانكم ، و جعل فيها من اللين ما تنقاد به لحرثكم و قبوركم و كثير من منافعكم ، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم .

ثم قال‏ : { و السماء بناء } ، يعني : سقفا من فوقكم محفوظا ، يدير فيها شمسها و قمرها و نجومها لمنافعكم .

ثم قال‏ : { و أنزل من السماء ماء } ، يعني : المطر ينزله من علو ليبلغ قلل جبالكم و تلالكم و هضابكم و أوهادكم ، ثم فرقه رذاذا و وابلا و هطلا و طلا لتنشفه أرضكم ، و لم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة ليفسد أرضكم و أشجاركم و زروعكم و ثماركم .

ثم قال‏ : { فأخرج به من الثمرات رزقا لكم‏ } ، يعني : مما يخرجه من الأرض رزقا لكم .

{ فلا تجعلوا لله أندادا } : أشباها و أمثالا من الأصنام ، التي لا تعقل و لا تسمع و لا تبصر ، و لا تقدر على شيء .

{ و أنتم تعلمون‏ } أنها لا تقدر على شيء ، من هذه النعم الجليلة ، التي أنعمها عليكم ربكم.

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص456 .

الإشراق الثالث : ما نتبع من العلماء :

بيان ما يجب أتباعه من العلماء وما يترك منهم :

وقال الطبرسي : و بالإسناد الذي مضى ذكره عن الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام :‏ في قوله تعالى‏ :

{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) } البقرة .

أن الأمي : منسوب إلى أمه ، أي هو كما خرج من بطن أمه لا يقر و لا يكتب.

{ لا يعلمون الكتاب‏} المنزل من السماء ، و لا المتكذب به ، ولا يميزون بينهما .

{ إلا أماني } ‏، أي : إلا أن يقرأ عليهم و يقال لهم إن هذ كتاب الله و كلامه ، لا يعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف ما فيه .

{ و إن هم إلا يظنون‏ } أي ما يقرأ عليهم رؤساؤهم من تكذيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نبوته ، و إمامة علي عليه السلام سيد عترته ، و هم يقلدونهم ، مع أنه محرم عليهم تقليدهم .

{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79)} البقرة.

هذا لقوم اليهود : كتبوا صفة زعموا أنها صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، و هي خلاف صفته ، و قالوا للمستضعفين منهم هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان ، إنه طويل عظيم البدن و البطن ، أهدف‏ ( أي جسيم ) أصهب الشعر ، و محمد بخلافه ، و هو يجيء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة .

و إنما أرادوا بذلك : أن تبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم ، و تدوم لهم إصابتهم ، و يكفوا أنفسهم مئونة خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله ، و خدمة علي عليه السلام و أهل بيته و خاصته .

فقال الله عز و جل‏ : { فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون‏ } ، من هذه الصفات المحرفات و المخالفات لصفة محمد و علي ، الشدة لهم من العذاب في أسوء بقاع جهنم ، و ويل لهم الشدة في العذاب ثانية مضافة إلى الأولى ، بما يكسبونه من الأموال التي يأخذونها إذا ثبتوا عوامهم على الكفر بمحمد رسول الله و الحجة لوصيه و أخيه علي بن أبي طالب ولي الله .

ثم قال عليه السلام : قال رجل للصادق عليه السلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم ، لا سبيل لهم إلى غيره ، فكيف ذمهم بتقليدهم و القبول من علمائهم ، وهل عوام اليهود إل كعوامنا يقلدون علماءهم ؟

فقال عليه السلام : بين عوامنا و علمائنا و عوام اليهود و علمائهم ، فرق من جهة ، و تسوية من جهة .

أما من حيث استووا : فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم .

و أما من حيث افترقوا : فلا .

قال : بين لي يا ابن رسول الله ؟

قال عليه السلام : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم ، بالكذب الصراح ، و بأكل الحرام و الرشاء ، و بتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات و العنايات و المصانعات ، و عرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم ، و أنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه ، و أعطوا ما لا يستحقه من تعصبو له من أموال غيرهم و ظلموهم من أجلهم ، و عرفوهم يقارفون المحرمات ، و اضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ، و لا على الوسائط بين الخلق و بين الله ، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوه ، و من قد علمو أنه لا يجوز قبول خبره و لا تصديقه في حكايته ، و لا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه .

وجب عليهم : النظر بأنفسهم في أمر رسول الله ، إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى ، و أشهر من أن لا تظهر لهم .

و كذلك عوام أمتنا : إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر ، و العصبية الشديدة ، و التكالب على حطام الدنيا و حرامها ، و إهلاك من يتعصبون عليه ، و إن كان لإصلاح أمره مستحقا و بالترفق‏ بالبر و الإحسان على من تعصبو له ، و إن كان للإذلال و الإهانة مستحقا .

فمن قلد من عوامنا : مثل هؤلاء الفقهاء ، فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد ، لفسقة فقهائهم .

فأما من كان من الفقهاء :

صائنا : لنفسه .

حافظا : لدينه .

مخالفا : على هواه .

مطيعا : لأمر مولاه .

فللعوام : أن يقلدوه .

و ذلك : لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم.

فإنه من ركب : من القبائح و الفواحش مراكب ، فسقة العامة ، فلا تقبلوا منا عنه شيئا و لا كرامة ، و إنما كثر التخليط فيما يحتمل عنا أهل البيت لذلك ، لأن الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره بجهلهم ، ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم .

و آخرون : يتعمدون الكذب علينا ، ليجروا من عرض الدنيا م هو زادهم إلى نار جهنم .

و منهم : قوم نصاب ، لا يقدرون على القدح فينا ، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة ، فيتوجهون به عند شيعتنا و ينتقصون بنا عند نصابنا ، ثم يضيفون إليه أضعافه و أضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها ، فيتقبله المستسلمون من شيعتنا على أنه من علومنا ، فضلوا و أضلوا ، و هم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليه السلام و أصحابه ، فإنهم يسلبونهم الأرواح و الأموال ، و هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون و لأعدائنا معادون ، و يدخلون الشك و الشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم و يمنعونهم عن قصد الحق المصيب .

لا جرم : أن من علم الله من قلبه من هؤلاء القوم ، أنه ل يريد إلا صيانة دينه و تعظيم وليه ، لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر ، و لكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ، ثم يوفقه الله للقبول منه ، فيجمع الله له بذلك خير الدنيا و الآخرة ، و يجمع على من أضله لعنا في الدنيا و عذاب الآخرة .

ثم قال قال رسول الله : أشرار علماء أمتنا المضلون عنا ، القاطعون للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون أندادنا بألقابنا ، يصلون عليهم ، و هم للعن مستحقون و يلعنونا .

و نحن : بكرامات الله مغمورون ، و بصلوات الله و صلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم مستغنون .

ثم قال عليه السلام : قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : من خير خلق الله بعد أئمة الهدى و مصابيح الدجى ؟

قال عليه السلام : العلماء إذا صلحوا .

قيل : فمن شرار خلق الله بعد إبليس و فرعون و نمرود ، و بعد المتسمين بأسمائكم و المتلقبين بألقابكم ، و الآخذين لأمكنتكم و المتأمرين في ممالككم ؟

قال عليه السلام : العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق. و فيهم قال الله عز و جل‏ : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) } البقرة .

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص457 .

الإشراق الرابع : حقائق الملائكة والأئمة :

يا طيب : سترى في هذا الحديث الكريم ، حقيقة قصة هاروت وماروت وفضل الملائكة والأئمة :

عن الطبرسي بسنده : عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، و أبي الحسن علي بن محمد بن سيار ، أنهما قالا : قلنا للحسن أبي القائم عليه السلام:

إن قوما عندنا : يزعمون أن هاروت و ماروت ملكان ، اختارتهم من الملائكة لما كثر عصيان بني آدم ، و أنزلهما الله مع ثالث لهما إلى الدنيا ، و أنهما افتتنا بالزهرة و أرادا الزنا بها ، و شربا الخمر ، و قتلا النفس المحرمة ، و أن الله يعذبهما ببابل ، و أن السحرة منهما يتعلمون السحر ، و أن الله مسخ هذا الكوكب الذي هو الزهرة .

فقال الإمام عليه السلام : معاذ الله من ذلك ، إن ملائكة الله معصومون محفوظون من الكفر و القبائح بألطاف الله ، فقال عز و جل فيهم‏ : {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} التحريم .

و قال‏ : { وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ } يعني الملائكة { لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) } الأنبياء .

و قال في الملائكة : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) } الأنبياء.

كان الله : قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه في الأرض ، و كانو كالأنبياء في الدنيا ، و كالأئمة .

أ فيكون : من الأنبياء و الأئمة قتل النفس و الزنا و شرب الخمر ؟

ثم قال عليه السلام : أ ولست تعلم أن الله لم يخل الدنيا من نبي أو إمام من البشر؟

أ و ليس يقول‏ : { وَمَ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يعني إلى الخلق { إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى (109) } يوسف .

فأخبر : أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة و حكام ، و إنما أرسلوا إلى أنبياء الله ؟

قالا : قلنا له : فعلى هذا لم يكن إبليس ملكا ؟

فقال : لا ، بل كان من الجن ، أ ما تسمعان الله تعالى يقول : {‏ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (50) } الكهف ، فأخبر أنه كان من الجن .

و هو الذي قال : {وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) } الحجر.

و قال الإمام عليه السلام : حدثني أبي عن جدي عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

أن الله : اختارنا معاشر آل محمد ، و اختار النبيين ، و اختار الملائكة المقربين ، و ما اختارهم إلا على علم منه بهم ، أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته ، و ينقطعون به من عصمته ، و ينضمون به إلى المستحقين لعذابه و نقمته .

قالا فقلنا : فقد روي لنا أن عليا عليه السلام لما نص عليه رسول الله بالإمامة ، عرض الله ولايته على فئام و فئام‏ (أي على جماعات) من الملائكة ، فأبوها ، فمسخهم الله ضفادع ؟

فقال : معاذ الله ، هؤلاء المكذبون علينا الملائكة ، هم رسل الله كسائر أنبياء الله إلى الخلق ، أ فيكون منهم الكفر بالله ؟ قلنا : لا .

قال عليه السلام : فكذلك الملائكة ، إن شأن الملائكة عظيم ، و إن خطبهم لجليل.

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص458 .

الإشراق الخامس : بالتقية يتخلص من الظلم :

يا طيب : في هذا الحديث ترى ، فضل التقية والتورية للتخلص من ظلم النواصب :

قال الطبرسي: بالإسناد الذي تكرر عن أبي يعقوب و أبي الحسن أيضا أنهما قالا : حضرنا : عند الحسن بن علي أبي القائم عليهم السلام :

فقال له بعض أصحابه : جاءني رجل من إخواننا الشيعة ، قد امتحن بجهال العامة ، يمتحنونه في الإمامة ، و يحلفونه فكيف يصنع حتى يتخلص منهم ؟

فقلت له : كيف يقولون ؟

قال : يقولون : أ تقول إن فلانا هو الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فلا بد لي أن أقول نعم و إلا أثخنوني ضربا .

فإذا قلت : نعم ، قالوا لي : قل و الله ؟

فقلت لهم : نعم ، و أريد به نعما من الأنعام الإبل و البقر و الغنم .

قلت : فإذا قالوا : و الله .

فقل : ولى ، أي تريد عن أمر كذا ، فإنهم لا يميزون و قد سلمت .

فقال لي : فإن حققوا عليك ؟

فقالوا : قل : و الله ، و بين الهاء .

فقلت : قل : و الله ، برفع الهاء ، فإنه لا يكون يمينا إذ لم يخفض ، فذهب ثم رجع إلي .

فقال : عرضوا علي و حلفوني فقلت كما لقنتني ؟

فقال له الحسن عليه السلام : أنت كما قال رسول الله صلى لله عليه وآله : الدال على الخير كفاعله ، لقد كتب الله لصاحبك بتقيته ، بعدد كل من استعمل التقية من شيعتنا و موالينا و محبينا ، حسنة ، و بعدد من ترك التقية منهم حسنة ، أدناها حسنة ، لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت ، و لك بإرشادك إياه مثل ما له .

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص459 .

الإشراق السادس : معاملة المؤمنين :

يا طيب : في هذا الحديث نتعرف ، على بيان أهمية التواضع للإخوان المؤمنين وإكرامهم : ذكر الطبرسي رحمه الله ، بالإسناد المتكرر ذكره عن الحسن العسكري عليه السلام أنه قال :

أعرف الناس : بحقوق إخوانه ، وأشدهم قضاء لها ، أعظمهم عند الله شأنا.

و من تواضع : في الدنيا لإخوانه ، فهو عند الله من الصديقين ، و من شيعة علي بن أبي طالب حقا .

و لقد ورد على أمير المؤمنين عليه السلام : أخوان له مؤمنان أب و ابن.

فقام إليهما : و أكرمهما ، و أجلسهما في صدر مجلسه ، و جلس بين أيديهما ، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه ، ثم جاء قنبر بطست و إبريق خشب و منديل لييبس ، و جاء ليصب على يد الرجل ماء .

فوثب أمير المؤمنين عليه السلام : فأخذ الإبريق ليصب على يد الرجل ، فتمرغ الرجل في التراب ، و قال : يا أمير المؤمنين ، الله يراني و أنت تصب على يدي ؟

قال عليه السلام : اقعد و اغسل يدك ، فإن الله عز و جل يراك و أخوك الذي لا يتميز منك و لا يتفضل عليك ، يخدمك يريد بذلك خدمة في الجنة ، مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا ، و على حسب ذلك في ممالكه فيها . فقعد الرجل .

فقال له علي عليه السلام : أقسمت عليك بعظيم حقي الذي عرفته و بجلته ، و تواضعك لله ، بأن ندبني لما شرفك به من خدمتي لك ، لما غسلت مطمئن كما كنت تغسل لو كان الصاب عليك قنبرا ، ففعل الرجل .

فلما فرغ : ناول الإبريق محمد بن الحنفية ، و قال : يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه ، لصببت على يده ، و لكن الله يأبى أن يسوى بين ابن و أبيه إذا جمعهما مكان ، لكن قد صب الأب على الأب .

فليصب : الابن على الابن ، فصب محمد بن الحنفية على الابن .

ثم قال الحسن العسكري عليه السلام : فمن اتبع عليا عليه السلام على ذلك ، فهو الشيعي حقا.

الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص 455-460 .

الذكر الرابع
أحاديث غراء عن الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

يا طيب : هذه أحاديث كريمة يرويها الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن آباءه الكرام عن رسول الله ، ويعرف بها شؤون متنوعة من تعاليم الدين ومعارف هدى رب العالمين ، نضيفها لنكمل الموضوع السابق بعناوين مختصر تعرف موضوع أحاديثه ومواعظه وأقوال وحكمة ، وأسأل الله أن ينفعنا بها ويرزقنا حفظها والعلم والعمل بها :

الإشراق الأول :
معارف في التوحيد وأهميته :

يا طيب : هذه بعض المعارف في التوحيد ، ومرت أحاديث في هذ المعنى في قصار الحكم والمواعظ ، وسيأتي قسما أخرى في مطاوي أحاديث وأدعية آتية :

الإشعاع الأول : معرفة الله بحقائق المعرفة :

في كتاب التوحيد بإسناده : عن الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه عن جده عليه السلام قال : قام رجل إلى الرضا عليه السلام .

فقال له : يا ابن رسول الله صف لنا ربك ، فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا ؟

فقال الرضا عليه السلام : إنه من يصف ربه بالقياس ، لا يزال الدهر في الالتباس ، مائلا عن المنهاج ، ظاعنا في الاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل .

أعرفه : بما عرف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة .

لا يدرك : بالحواس ، و لا يقاس بالناس ، معروف بغير تشبيه ، و متدان في بعده .

لا بنظير : لا يمثل بخليقته ، و لا يجور في قضيته .

الخلق : إلى ما علم منقادون ، و على ما سطر في المكنون من كتابه ماضون ، و لا يعملون خلاف ما علم منهم ، و لا غيره يريدون .

فهو : قريب غير ملتزق ، و بعيد غير متقص .

يحقق : و لا يمثل ، و يوحد و لا يبعض .

يعرف : بالآيات ، و يثبت بالعلامات ، فلا إله غيره الكبير المتعال .

التوحيد ص47ب2ح9 .

الإشعاع الثاني : من دخل حصني :

وذكر الصدوق بسنده : عن الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو السيد المحجوب إمام عصره ، قال حدثني أبي علي بن محمد النقي ، قال حدثني أبي محمد بن علي التقي ، قال حدثني أبي علي بن موسى الرضا ، قال حدثني أبي موسى بن جعفر الكاظم ، قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق ، قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، قال حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين ، قال حدثني أبي الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة ، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء ، قال حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء ، قال حدثني جبرئيل سيد الملائكة ، قال قال الله سيد السادات عز و جل :

إني أنا الله لا إلا أنا : فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني ، و من دخل حصني أمن من عذابي .

عيون‏ أخبار الرضا ج2ص135ب37ح3 .

الإشعاع الثالث : أهمية الحب والبغض في الله :

قال الصدوق بسنده : عن الإمام الحسن العسكري بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن أبيه عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أصحابه ذات يوم :

يا عبد الله : أحبب في الله و أبغض في الله ، و وال في الله و عاد في الله .

فإنه : لا تنال ولاية الله إلا بذلك .

و لا يجد رجل : طعم الإيمان ، و إن كثرت صلاته و صيامه ، حتى يكون كذلك .

و قد صارت : مواخاة الناس يومكم هذا ، أكثرها في الدنيا ، عليها يتوادون و عليها يتباغضون ، و ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا .

فقال له : و كيف لي إن أعلم أني قد واليت و عاديت في الله عز و جل ، فمن ولي الله عز و جل حتى أواليه ، و من عدوه حتى أعاديه .

فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله : إلى علي عليه السلام .

فقال : أ ترى هذا ؟ فقال : بلى .

قال : ولي هذا ولي الله فواله ، و عدو هذا عدو الله فعاده ، وال ولي هذا و لو أنه قاتل أبيك و ولدك ، و عاد عدو هذا و لو أنه أبوك و ولدك .

الأمالي للصدوق ص11 م3ح7 .

الإشراق الثاني : معاني قرآنية ومعارف هدى:

يا طيب : يوجد تفسير منسوب الإمام كتب بأسلوب من تعلم منه ، وفي معاني كريمة كلها موافقه لتعاليم الهدى الحق ، وكتابتها هنا مع بيانه أو بدونه يستوعب مجالا والسعا لا تتسع له الصحيفة ، ويمكن أن مراجعتها في التفاسير مع الشرح أو في نفس تفسيره عليه السلام نصا ، ومنها :

الإشعاع الأول : أهمية سورة الفاتحة ومعناها :

قال الصدوق رحمه الله بسنده : عن الإمام الحسن (العسكري ) بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله تبارك و تعالى :

قسمت فاتحة الكتاب : بيني و بين عبدي ، فنصفها لي و نصفه لعبدي ، و لعبدي ما سأل .

إذا قال العبد : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } سورة الفاتحة .

قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي ، و حق علي أن أتمم له أموره ، و أبارك له في أحواله .

فإذا قال : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } .

قال الله جل جلاله : حمدني عبدي ، و علم أن النعم التي له من عندي ، و أن البلايا التي إن دفعت عنه فبتطولي ، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة ، و أرفع عنه بلايا الآخرة ، كما دفعت عنه بلايا الدنيا .

فإذا قال : { الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) } .

قال الله جل جلاله : شهد لي بأني الرحمن الرحيم ، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ، و لأجزلن من عطائي نصيبه .

فإذا قال : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) } .

قال الله عز و جل : أشهدكم كما اعترف أني أنا مالك يوم الدين ، لأسهلن يوم الحساب حسابه ، و لأتقبلن حسناته ، و لأتجاوزن عن سيئاته .

فإذا قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ (5) } .

قال الله‏ عز و جل : صدق عبدي إياي يعبد ، أشهدكم لأثيبنه على عبادته ، ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي .

فإذا قال : { وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) }.

قال الله عز و جل : بي استعان و التجأ ، أشهدكم لأعيننه على أمره ، و لأغيثنه في شدائده ، و لآخذن بيده يوم نوائبه .

فإذا قال : { أهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) } الفاتحة .

قال الله جل جلاله : هذا لعبدي ، و لعبدي ما سأل ، قد استجبت لعبدي و أعطيته ما أمل ، و آمنته مما منه وجل.

و قيل لأمير المؤمنين عليه السلام : يا أمير المؤمنين أخبرن عن { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } سورة الفاتحة ، أ هي من فاتحة الكتاب ؟

فقال عليه السلام : نعم ، كان رسول الله يقرأها و يعدها آية منه .

و يقول : فاتحة الكتاب ، هي السبع المثاني.

وقال الصدوق بسنده : عن الإمام الحسن ( العسكري ) بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي قال :

قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } ، آية من فاتحة الكتاب ، و هي سبع آيات .

تمامها ب : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) } .

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

إن الله عز و جل قال لي : يا محمد ، ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم .

فأفرد الامتنان : علي بفاتحة الكتاب ، و جعلها بإزاء القرآن العظيم .

و إن فاتحة الكتاب : أشرف ما في كنوز العرش ، و إن الله عز و جل خص محمدا و شرفه بها ، و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ، ما خلا سليمان .

فإنه أعطاه منها : بسم الله الرحمن الرحيم ، أ لا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت : { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (النمل30) أَلَّا تَعْلُو عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)} النمل .

ألا فمن قرأها : معتقدا لموالاة محمد و آله الطيبين ، منقاد لأمرهما ، مؤمنا بظاهرهما و باطنهما .

أعطاه الله عز و جل : بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها و خيراتها .

و من استمع : إلى قارئ يقرأها ، كان له قدر ثلث ما للقارئ ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم ، فإنه غنيمة ، لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة .

أمالي الصدوق ص154م33ح1 ح2 .‏

الإشعاع الثاني : فضيلة لأمير المؤمنين :

ذكر الصدوق بسنده : عن بكر بن أحمد القصري قال :

حدثني أبو محمد الحسن ( العسكري ) بن علي بن محمد بن علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

ليلة أسرى بي ربي عز و جل : رأيت في بطنان العرش ملكا ، بيده سيف من نور.

يلعب به : كما يلعب علي بن أبي طالب بذي الفقار .

وإن الملائكة: إذا اشتاقوا إلى وجه علي بن أبي طالب، نظرو إلى وجه ذلك الملك .

فقلت : يا رب هذا أخي علي بن أبي طالب و ابن عمي .

فقال : يا محمد هذا ملك خلقته على صورة علي ، يعبدني في بطنان عرشي ، تكتب حسناته و تسبيحه و تقديسه لعلي بن أبي طالب إلى يوم القيامة .

عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام ج2ص131ح15 .

الإشعاع الثالث: علة فرض الصوم:

وقال الصدوق رحمه الله بسنده : عن إسحاق بن محمد عن حمزة بن محمد قال :

كتبت : إلى أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

لم فرض الله عز و جل الصوم ؟

فورد في الجواب : ليجد الغني مس الجوع ، فيمُن على الفقير .

الأمالي للصدوق ص42 م 11 ح2 .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

الذكر الخامس
أدعية وأحراز الإمام الحسن العسكري

عليه السلام

يا طيب : في هذا الذكر تجد مشارق تنورنا معارف كريمة لأحراز وعوذات و أدعية وصلوات ، رويت عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وفيه مشارق أنور تنورنا معارف عبودية تقربنا لله تعالى .

الإشراق الأول : حراز الإمام العسكري :

يا طيب : العوذه بالله: أعاذه به، حصنه ودعا له بالحفظ، رقاه ، وأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : ألتجئ إلى الله وأعتصم به من الشيطان ، وتقرأ أو تكتب وتعلق للوقاية من الشر والضر ، و الحرز:اسم للشيء الذي يذخر ويصان ويحرز ، وتحرز أي صار في مكان حصينا منيعا ، ولا استعاذة منجيه وحافظة من الشر إلا بالله وحصن منيع يتحرز به من الضر إلا بالله تعالى ، وهذه بعض الأدعية نتوجه بها إلى الله تعالى ليحصننا ويعيذنا حين لنتجئ إليه فيحصننا الله تعالى من كل سوء بحرز حصين هي ولاية الله سبحانه تعالى لنا ، وهذه بعضها عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام .

روى أبن طاووس رحمه الله :

حِرْزُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ :

احْتَجَبْتُ : بِحِجَابِ اللَّهِ النُّورِ ، الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ عَنِ الْعُيُونِ .

وَ أَحَطْتُ : عَلَى نَفْسِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي ، وَ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ عِنَايَتِي .

بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .

وَ أَحْرَزْتُ : نَفْسِي ، وَ ذَلِكَ كُلَّهُ ، مِنْ كُلِّ مَ أَخَافُ وَ أَحْذَرُ ، بِاللَّهِ الَّذِي:

لا إِلهَ إِلَّا هُوَ : الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ ، لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ .

مَنْ‏ ذَا الَّذِي : يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ ، وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ .

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ : السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ، وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما ، وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .

وَمَنْ أَظْلَمُ : مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ، فَأَعْرَضَ عَنْها ، وَ نَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ.

إِنَّا جَعَلْنا : عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً .

وَ إِنْ تَدْعُهُمْ : إِلَى الْهُدى‏ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً .

أَ فَرَأَيْتَ : مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ، وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ ، وَ خَتَمَ عَلى‏ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ ، وَ جَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً .

فَمَنْ يَهْدِيهِ : مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ، أَ فَلا تَذَكَّرُونَ .

أُولئِكَ : الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصارِهِمْ، وَ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ.

وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ : جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً ، وَ جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ، وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً .

وَ إِذا ذَكَرْتَ : رَبَّكَ ، فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ، وَلَّوْ عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ .

مهج الدعوات و منهج العبادات ص45 . بحار الأنوار ج91ص364ب49ح1 .

حِرْزٌ آخَرُ : لِلْعَسْكَرِيِّ عليه السلام :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : يَا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي .

وَ يَا غَوْثِي : عِنْدَ كُرْبَتِي ، و يَا مُونِسِي عِنْدَ وَحْدَتِي .

احْرُسْنِي : بِعَيْنِكَ الَّتِي لَا تَنَامُ ، وَ اكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لَا يُرَامُ .

يا طيب : الحرز هو المحل الذي نلتجئ له لحفظ أنفسنا وما يهمن أمره ، ولا حرز وحصن وملجئ إلا الله الحي القيوم سبحانه تعالى ومن جعله حرزا بفضله ، وكهفا نعوذ به من كل شر ، ونسلم به من كل آفة وخطر وما يضر من الأمور السيئة والخبيثة .

الإشراق الثاني :
دعاء الصباح للعسكري :

يا طيب : في دعاء الصباح المروي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وهو غير دعاء الصباح المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ، نقدم شرح لنعرف ما سيعلمنا الدعاء من المعارف وكيفية التوسل بالله والطلب منه ، ثم نذكر نص الدعاء ، ثم بيان مختصر لبعض معاني الفاظه :

الإشعاع الأول : تعريف وشرح الدعاء :

يا طيب : هذا دعاء كريم مروي عن الإمام عليه السلام ، وقبل ذكره أذكر لحضرتكم ، بعض التدبر به ، لكي نتوجه لبعض معانيه أو كلها بقدر السعة والإمكان ، ولنتمكن بفهم أن تدبر ونتوجه لحقائقه والتحقق بهداه ومعارفه ، وندعو الله سبحانه بتوجه وطلب حقيقي ، وأسأل الله أن يوفقنا لبيانه ، وأن يجعلنا متحققين بمعانيه ومفاهيمه بأوسع المعرفة والعبودية ، وأن يهبنا نوره ولطفه ، و كما دع به الإمام عليه السلام .

والبيان : إن الدعاء فيه نداء للرب العظيم ، وهو نداء متكرر ، وفيه ذكر لأسمائه الحسنى سواء ذاتية أو صفاتية أو فعلية ، وفيه بيان لسنن الله سبحانه وما يعرف من حكمته وتدبيره ، وما وعد الله المطيعين والداعين والعابدين .

وهو من أدعية الصباح : و فيه معارف هدى وعبودية ، توجب لمن يدعو بها الفلاح ، وفيه يطلب الداعي من الله سبحانه بعد تعظيمه وتمجيده ، الصلاح لحاله في الدنيا والآخرة .

وفي أول الدعاء : يعترف العبد لله سبحانه ، بأنه تعالى أكبر من كل وصف وما يستعظم معرفته ووصفه بحقه سبحانه وتعالى ، كما يعترف لله بالوحدانية ونفي الشريك والوزير وكل ظهير ، فضلا عن الند أو المعين .

فيعترف لله سبحانه : بالخلق لأهم المؤثرات في جو الأرض وأحواله ، وهما الشمس والقمر ، وأنه بفضله يؤمن الخائف والمستجير ، وهو الذي ينجي العباد مثل ما ينجي الأسير المكبل بالقيود ، أو الطفل الصغير الذي لا يملك لنفسه نفع ولا ضرا ولا حيل له ولا قوة .

ثم يبدأ مرة أخرى : فيذكر تجلي الله سبحانه ، وما وصف نفسه من ظهور نوره في التكوين ، وأنه يدبر خلقه وكل شؤونه بما فيه خيرهم وصلاحهم ، فهو يخلق ويميت ويعيد ، ويشفي الصدور المغبونة والحزينة والمنكوبة بما يصلح حالها ، فيبدل أحوالها لأحسن حال يصلح لها ، لأنه تعالى هو الخالق للظل وما فيه من الوجود وحقائق الخلقه ، وكل حرارة تحركه وأفعاله ، أو أحوال التكوين وتغير فصول الزمان وتنوع كائناتها وشأنها بين البرودة والحرارة .

وهو سبحانه : يعلم أحوال العباد وما في صدورهم وما يطلبوه بمقالهم وحاله ، فيعطي كل شيء هداه ، وبالخصوص ما يوصله لرضاه من إقامة عبادته وشكره ، فأنزل لعباده دينه وهداه حتى يصلوا لكل نعيم فيه خيرهم وفلاحهم ، فأنزل الكتب السماوية كالقرآن وهو الفرقان ، والزبور لداود وأمثالها لباقي الأنبياء ، فعرفه العباد وعرفوا تعاليمه وعبدوه وشكروه ، وليس هذا فقط بل حتى الملائكة تسبح لله وتحمده في كل وقت سواء في الصباح أو حين الظهر .

ثم يعرفنا الدعاء الكريم : إن الله دائم ثابت في سننه ، فهو يخرج رزقه وما به زينة الطبيعة وخيرها من النبات في كل حين ، سواء نموه وتكامله ووصوله لغايته و في الصباح أو المساء لا فرق ، وهو كما يخرج النبات يحي الأموات وهو برهان لجزائه وما يهبه من الثواب من نعيمه لعباده بل ولكيفية الخلق والحياة بعد الموت ، فهو تعالى كما ينمي النبات ويخرجه لتكامل ، ينشأ العظام الدارسات القديمة التي صارت رفات فيحيها ويكسوها عظما فيثيب صاحبها ، ولهذا يجازيهم فل يخيب من يتوجه له ، وهو يسمع صوت الداعين له ، ويهب لهم كل خير فيه صلاحهم وم سألوه بحالهم ومقالهم ، كما أنه سبحانه ، لا يفوته من يظلم ويغصب الحقوق ويجور ويفسد ، فهو سبحانه كما يثيب المطيع ويحيي عظامه الدارسة ، يحي العاصي ويكسي عظامه البالية ، ويجازي المحسن بإحسانه والمسيء بسيئاته .

والله سبحانه : لا يشغله خلق عن خلق ، ولا دعاء عن دعاء ، ولا يفوته تدبير تغير أحول الخلق ، ولا تختلط عليه شؤون التكوين مع كثرتها وتبدل أحوالها ، فهو سبحانه يدبر عباده وشؤونهم وما خلق بدون عناء حركة ولا يؤوده حفظهم وما توجبه الربوبية من القيومية والتدبير لهم ، فلا تختلف عليه الشؤون ولا يمنعه شأن لتدبير شيء ، عن تدبير باقي الشؤون للخلق وما يحتاجونه من نوره ومدده ولطفه ، فكل شيء له مدد وفيض آني حاضر ، فيدبره بفضله ورحمته وكل حسب حاله .

والله سبحانه : جعل من سننه بما به الخير والصلاح للعباد ، وبالخصوص من يتوجه له بالدعاء والعبودية ، والإنفاق في سبيله والصدقة على عباده الضعفاء ، فيدفع عنهم البلاء والسوء والشر حتى لو كان مقضي لهم يستحقوه بأنفسهم ، ولكن لتوجههم له يدفعه عنهم ، وحتى لو كان قضائه محكم ، وهذا فضل الله سبحانه وبره ورحمته ، مع أنه ليس محتاج لخلقه ، لأنه هو الواسع العليم العظيم ، ولا يحاط به علما فضلا من أن يحيطه موضع أو مكان، بل سننه جارية بالخير والبركة في كل شيء وفي كل زمان ومكان.

وإنه سبحانه : كما يدفع البلاء بالصدقة والدعاء مع عدم حاجته لها ، ومثله أنه سبحانه جعل الخير لعباده في الدواء ، وجعل شفاء للمرضى بما شاء من نبات خلقه أو غيره ، وإن الجائع الذي يشبه أن يكون شبه الميت أو المريض القريب من الموت جدا ، جعله يمكن أن يسد رمقه ويشبعه ويعافيه ويعطيه قوة بأقل غذاء يتناوله ، وبالخصوص ممن يصاب بالضعف فيعطى مثلا ماء السكر ، أو خائف ماء ملح وغيرها من الأدوية أو الأغذية ، وسبحانه يزيل كثير من الأمراض والداء بأقل الدواء ، فهذ من فضل الله على عباده .

ويا طيب : فمن يتدبر في هذا الخلق وأحواله ، فعليه بالتوجه لله تعالى ويصدق بوعده ووعيده ، وأنه تعالى بيده حوائج السائلين ، فعليهم بالدعاء ليرفع حوائجهم ويستجيب لمطالبهم حين دعائهم ، وإن السائلين للرب العظيم هم أقرب في النجاة والشفاء واليسر والصحة والعافية والخير والبركة من غيرهم ، وحتى لو كان دعائهم بحالهم وهم صامتين ولكن قلوبهم معلقة به فضلا عن الداعين له والمتوسلين به ، وإن داعي لا يحرم الجزاء آني أو مؤجل لما يصلح حاله ، وأولها الطمئنينة حين سلم أموره لله وتوكل ولجئ إليه وفوض أموره له وعمل ما عليه ، ولا يهمله الله حتم بل يرعاه وإن أمهله لما في صلاحه فتره ، ليعده للكون معه والتوجه له.

ولذا الإمام عليه السلام :

بعد ما ذكر من الأدلة : وبعد ما أقام من البراهين على لطف الله ورحمته لعباده ، وأن من يتوجه له يهب له ما يطب ، و يعطيه ما يسأل ، وقد أصاغه بحال توسل وصورة دعاء ، مع ما فيه من البيان لمعارف العبودية والاعتراف لله بالعظمة الجلال ، وبيان حكمته في خلقه وتدبيره لهم .

أخذ الإمام عليه السلام : بعد ما عرفت .

يعرفنا عليه السلام : عظمة الله وجلاله ، ويعلمنا علوه وكرمه ، ويرينا حقائق لطفه ورحمته ، وأنه سبحانه :

عظيم لا يوصف : وخطره جليل عالي عظيم ، في حين أنه كريم بمن يتوجه له فيظفر بمطلبه منه .

وهذه السنن : والأحول لا تبطل ، وأنها قوانين ربانية لا تتغير ولا تبلى ، سواء في ملكه أو تجليه وظهور وتوسعة الخلق وتدبيره ورزقه وإيصاله إلى كماله في نموه وتدرج أحواله بما يناسبه ، فتجلي نوره دائم لا يطفئ ، وإن عرش الله في ملكوت الخلق أعلاه ، وأن سلطانه وظهور تدبيره في كل مكان سواء في البر أو في البحر لا يشذ من خلقه شيء عن تدبيره ، وأنه من يعصي ويحاول أن يبتعد عن هداه فالنار وجهنم حريقها مأواه ، ومن يطيع فله الجنة والرحمة الواسعة ، وإن وعده حق صادق ، وفضله عام لمن يطلبه ، فلنطلب من الرب العظيم ونستعطفه، فهو المغيث للمستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين .

فالله سبحانه : هو الخالق المدبر ، وكل شيء تحت رحمته وسلطانه ، فهو بالمنظر الأعلى ، وعباده هم المحتاجين له ، ويا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله غني حميد ، فهو رب كل شيء سواء أرواح وأبدان في الدنيا ، أو ميتة من الدنيا وهي في عالم البرزخ ، سواء أجساد حية أو صارت رميم بالية ، فهو بصير بحال كل خلقه في ملكوت وجبروته أو في الأرض ، ويسمع نجواهم وحالهم ، ويحاسبهم بسرعة ، ويحاكمهم بالعدل ، ويرحم من يستحق ويعطي من يناله لطفه فيطلق قيده من بلاء الدني والآخرة ، ولم يذكر في الدعاء غضبه على العاصين ، لأنه متوجه لطلب رحمته بالدعاء ، فلذا ذكر الإمام عليه السلام : عزة الله فيعز أهل التقوى ، وأنه تعالى يغفر لمن يؤمن به ممن يشاء .

ثم الإمام عليه السلام : لما ذكر ما يناسب من بيان عظمة الله وجلاله ولطفه ورحمته ، ذكر أن الله سبحانه دائم لا يمكن لمن هو فاني أن يدرك له أمد ، بل لا أمد له ولا يصح عليه الزمان لأنه مخلوق له ، ولا يحصى لما خلق وم لطف به ولا بنعمه عدد وحساب ، وأن مدده وعطائه دائم لخلقه لا ينقطع ، ومن تكون مواصفات نوره وخيره بهذه الحالة .

يجب على العبد : أن يشهد له بالوحدانية والربوبية والخالقية والتدبير والإلهية ، وإن هذه الشهادة نفعها لنا ، وبها نرتفع وتكون لنا عدة نستجلب بها رحمته ، وكما أن الشهادة لله بالوحدانية هي نفعها لنا وبيان لظهور حقيقة إيمانن ، وبها نكون عباد سامعين مطيعين ومؤمنين داعين وعابدين له ومتوجهين ، ومن يكون مؤمنا مطيع فله النجاة والفوز والفلاح برضا الله سبحان وبكل نعيم أعده لأوليائه ، ولا حسرة للعبد المطيع السامع لمعارف الله والعامل بها ولا ندامة .

كما أنه يجب : على المؤمن أن يشهد بالرسالة للنبي وأنه طرق باب الله وأخذ تعاليمه ممن أرسله ، فيعترف لرسوله بأنه عبد مكرم قد صلى الله عليه وملائكة وعباده المؤمنون ، وأنه نبي مرسل قد بلغ تعاليم الله ، وأدى ما أرسل به وعمل به ، ونحن له تابعون مطيعون ، وهو أسوة حسنة لنا ، وقدوة بينه في كل أحواله وعلمه وعمله .

وإن الله سبحانه : كما هدانا بنبي الرحمة ، فهو لخلقه رازق ، وهو دائما يخلق ويرزق ، ويعطي لكل شيء صلاحه ويمنع عنه ما يضره ، ويعطي ويرفع من يطيعه ، ويضع من يعصيه ، ويغني من يشاء ويفقر من يشاء ، ويخذل من يستدرجه بالنعم فلا يشكره ويعبده ، وينصر من يطيعه ويدعوه ، ويعفو عمن يشاء وبالخصوص من يستغفره ويعمل صالحا ، ويتجاوز عما يعلم منه ، وفي كل قضائه وتدبيره وجزاءه وثوابه لعباده لا يجور ولا يظلم .

فيدبر سبحانه : التكوين وخلقه بالقبض لما يشاء مما خلق أو بسطه ، ويمحو ما يشاء ويثبت ، ويبدأ ويعيد ، ويميت ، ويتصرف بخلقه بما فيه صلاحه ، وكلا حسب حاله وطلبه وتوجهه له أو بعده عنه وتعصيه على قبول رحمته ، وسواء في الحياة لمن أحياهم ، أو في عالم الغيب لمن أماتهم ، أو حين جمعهم كلهم في يوم القيامة ، والله سبحانه حي لا يموت ، وبيده الخير وهو على كل شيء قدير.

والإمام عليه السلام : بعد ما ذكر نعيمه لمن عمل بهداه ، ونصره لمن أطاعه ، وخذلانه لمن عصاه .

طلب من الله تعالى : ودعاه أن يصلي على نبي الرحمة ، وأن يجعل نور تعاليمه وفضله تعمه ، فيهتدي لما يحب ويرضى من معارفه وعبوديته وشكره ، فيخلص له الدين مثله ، وأن يرحمه كما ترحم على نبيه ولمن أطاعه بهداه ، يتفضل عليه بفضله ونعيمه ، وينشر عليه رحمته وينزل عليه بركاته وخيره وبره ، وإنه عليه السلام ذكر أنه طالما تعود هذا اللطف والإحسان الجميل له من الله ، وهو لكل مطيع له ، فيجعله في أحسن حال معه ، وهو لا ينسى ما أعطاه من فضله الكثير الجزيل ، فجعله ويجعل كل من يتوجه له في أفضل عبوديته ، ونعيم شكره وثوابه وجزاءه الحسن ، كما أنه تعالى يغفر له ويستر القبيح من أفعاله إن صدرت منه .

وسأل الله سبحانه : أن يصلي على نبي الرحمة كما أمر بالصلاة على نبيه ، وأن يعجل في قضاء حوائجه ، ويقيل عثرته ، ويرحم غربته بين من لم يعرف قدره ، أو لبعده عن وطنه المدينة ، وأن يجعله في أحسن حال معه وفي نعمه ، وأن يجعله في صحة من سقم الحيرة والتعب الروحي وما يشابه من الشك والشبهة ، وأن يجعله في سعة من المال بعد فقدانه وعدمه ، و أن يهبه شفاء من الأمراض ويهبه صحة البدن ، والمهم أن يجعل صحته وماله وحاله في طاعته ، فيجعل ما يهبه من فضله في طاعة الله ويتقوى بها على عبوديته ، وأن يمهده ويعينه بما يهبه من الصحة والمال في التوجه له وعبوديته ، وأن يجعل كل ما طلبه في الحال قبل موته ، وقبل أن ينتهي أجله في الدنيا وينقطع عمله فيها ، واليوم كما قال جده علي بن أبي طالب عليه السلام : فإن اليوم عمل و لا حساب و إن غدا حساب و لا عمل ، وهذا من أفضل المعرفة في الدعاء وإن كان كله علما وفهما وبيانا لمعرفة عظمة الله وكيفية دعائه .

وإن الإمام عليه السلام : لم يكتفي بالطلب للدنيا وأحواله ، من الرزق لما يقوى به على طاعته والهدى والعبودية ، بل طلب أن يصلي على نبي الرحمة وآله ، وأن يعينه على الموت وكربه وأحوال قبض الروح ، وعلى القبر وحسابه وظلمته ووحشته وقدومه لعالم آخر في ملكوت الله سبحانه ، وبالخصوص يوم القيامة حين الميزان والحساب فيه والذي لا يغادر صغيرة فضلا عن كبيرة ، بل والأشد أن يعينه وينجيه ويعبر به على الصراط ولا يجعله ممن تزل قدمه فيهوى في النار ، بل وطلب من الله تعالى أن ينجيه من كل أهوال يوم القيامة وترويعه وشدائده .

وأنه لا تكون النجاة للعبد : إلا أن يتفضل الله سبحانه على العبد ، فيجعله مقيم بالتوجه لطاعته و التحقق بعبودية ، والإخلاص له ، فينجح عمله الذي يرى آثاره في الدنيا والآخرة ، وقبل حلوله في البرزخ والقيامة ، فيجعل له قوة يسمع بها الكلام الحسن من كتابه وهدى نبيه وتعاليمه فيعمل بها ، ويبصر دين الله فيطيعه به ، وأن يستعمل كل قواه في صالح العلم والعمل ، وبفضلهم يفهم م يريد الله منه في هذه الدنيا ليحل في أحسن حال في الآخرة ، فإن الله هو الهادي والدال على الصواب والمقوي للعباد على طاعته ، فإن رب جليل لا يرذل من يطيعه ول يرضى لهم بالخزي ، وإن العبد ذليل لولا هدى الله وتوفيقه لعباده لعبادته والإخلاص له لمن وفقه ، ولا يقاس الخالق الرب العظيم الكريم ، بالعبد الفقير المحتاج للطف الله ورحمته وبره ، سواء في وجوده أو في ما استعمل من قواه وأفعاله بل وفي علمه وفهمه ، ولا يكون إلا بتوفيق من الله تعالى .

ويختم الإمام عليه السلام الدعاء : بذكر ألطف وأرأف صفاته وأرحمها ، فيذكر أسمه الحنان وهو اللطف والرحمة المتقدمة للعباد ، ومنّه وفضله لمن توجه له وعبده ، فيعطيه كل صلاحه وما به نعيمه ولا يبالي فيا كثر من كرمه له وبره ، وهو بيده كل شيء وهو على كل شيء ، وهو تعالى له الجلال من العظمة والبهاء والعلو والكبرياء والقدس والتنزيه ، فلا يكون منه إلا الخير والرحمة والكرم واللطف والإحسان ، وهو كما مَنّ وتفضل علينا بخلقنا وبهداه بتوسط رسوله محمد صلى الله عليه وآله ، وبما حافظ على هداه من التحريف بآل النبي الأكرم الطيبين الطاهرين ، حتى عرفنا الهدى ومحله وكيف يعبد به سبحانه ، فنشكرا لله على هداه وما وفق له من الطاعة والعبودية له بما يحب ويرضى من الدين ، وما يوصل له بصراط مستقيم من الهدى لكل خير ونعيم .

ولله الحمد وله الشكر وله المنة : على ما هدانا وعلمنا وعرفن سبيل أولياءه في عباده ، وأئمة الحق ممن كرمهم بعلمه وهداه ، فعلمنا معارفهم ورضن لدينه مقتدين بهم مطيعين لهم متأسين بعبوديته وطاعته والإخلاص له بهم ، وصلى الله على نبي الرحمة وآله الكرام الطيبين الطاهرين ، فالحمد لله على نعم الولاية والهداية والتوفيق ، والشكر له على كل نعمه وبخصوص هداه ، وأسأله لنا جميعا الثبات في عبوديته وطاعته بما يحب ويرضى ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين .

8 ربيع الأول يوم شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام سنة 1433 هــ .

الإشعاع الثاني : نص دعاء الصباح :

مصباح الشيخ، و البلد الأمين، و إختيار ابن الباقي :

دعاء مروي عن أبي الحسن العسكري عليه السلام في الصباح :

يَا كَبِيرَ : كُلِّ كَبِيرٍ ، يَا مَنْ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ لَ وَزِيرَ .

يَا خَالِقَ : الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ الْمُنِيرِ ، يَا عِصْمَةَ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ .

يَا مُطْلِقَ : الْمُكَبَّلِ الْأَسِيرِ ، يَا رَازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ .

يَا جَابِرَ : الْعَظْمِ الْكَسِيرِ ، يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ .

يَا نُورَ : النُّورِ ، يَا مُدَبِّرَ الْأُمُورِ .

يَا بَاعِثَ : مَنْ فِي الْقُبُورِ ، يَا شَافِيَ الصُّدُورِ .

يَا جَاعِلَ : الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ ، يَا عَالِماً بِذَاتِ الصُّدُورِ .

يَا مُنْزِلَ : الْكِتَابِ وَ النُّورِ ، وَ الْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ وَ الزَّبُورِ .

يَا مَنْ : تُسَبِّحُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْأَبْكَارِ وَ الظُّهُورِ .

يَا دَائِمَ : الثَّبَاتِ ، يَا مُخْرِجَ النَّبَاتِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ .

يَا مُحْيِيَ : الْأَمْوَاتِ ، يَا مُنْشِيَ الْعِظَامِ الدَّارِسَاتِ ، يَا سَامِعَ الصَّوْتِ.

يَا سَابِقَ الْفَوْتِ : يَا كَاسِيَ الْعِظَامِ الْبَالِيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ .

يَا مَنْ : لَا يَشْغَلَهُ شُغُلٌ عَنْ شُغُلٍ ، يَا مَنْ لَ يَتَغَيَّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ .

يَا مَنْ : لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَجَشُّمِ حَرَكَةٍ وَ لَا انْتِقَالٍ .

يَا مَنْ : لَا يَمْنَعُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ .

يَا مَنْ : يَرُدُّ بِأَلْطَفِ الصَّدَقَةِ وَ الدُّعَاءِ ، عَنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ ، مَا حُتِمَ وَ أُبْرِمَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ .

يَا مَنْ : لَا يُحِيطُ بِهِ مَوْضِعٌ وَ لَا مَكَانٌ .

يَا مَنْ : يَجْعَلُ الشِّفَاءَ فِيمَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ .

يَا مَنْ : يُمْسِكُ الرَّمَقَ مِنَ الدَّنِفِ الْعَمِيدِ ، بِمَ قَلَّ مِنَ الْغَدَاءِ .

يَا مَنْ : يُزِيلُ بِأَدْنَى الدَّوَاءِ ، مَا غَلُظَ مِنَ الدَّاءِ .

يَا مَنْ : إِذَا وَعَدَ وَفَى ، وَ إِذَا تَوَعَّدَ عَفَا .

يَا مَنْ : يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ .

يَا مَنْ : يَعْلَمُ مَا فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ .

يَا عَظِيمَ : الْخَطَرِ ، يَا كَرِيمَ الظَّفَرِ .

يَا مَنْ : لَهُ وَجْهٌ ، لَا يَبْلَى .

يَا مَنْ : لَهُ مُلْكٌ لَا يَفْنَى .

يَا مَنْ : لَهُ نُورٌ لَا يُطْفَأُ .

يَا مَنْ : فَوْقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ عَرْشُهُ .

يَا مَنْ : فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ سُلْطَانُهُ .

يَا مَنْ : فِي جَهَنَّمَ سَخَطُهُ .

يَا مَنْ : فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ .

يَا مَنْ : مَوَاعِيدُهُ صَادِقَةٌ .

يَا مَنْ : أَيَادِيهِ فَاضِلَةٌ .

يَا مَنْ : رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ .

يَا غِيَاثَ : الْمُسْتَغِيثِينَ ، يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ .

يَا مَنْ : هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، وَ خَلْقُهُ بِالْمَنْزِلِ الْأَدْنَى .

يَا رَبَّ : الْأَرْوَاحِ الْفَانِيَةِ ، يَا رَبَّ الْأَجْسَادِ الْبَالِيَةِ .

يَا أَبْصَرَ : النَّاظِرِينَ ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ .

يَا أَسْرَعَ : الْحَاسِبِينَ ، يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ .

يَا أَرْحَمَ : الرَّاحِمِينَ .

يَا وَهَّابَ : الْعَطَايَا ، يَا مُطْلِقَ الْأُسَارَى .

يَا رَبَّ : الْعِزَّةِ ، يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَ أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ .

يَا مَنْ : لَا يُدْرَكُ أَمَدُهُ .

يَا مَنْ لَا يُحْصَى عَدَدُهُ .

يَا مَنْ لَا يَنْقَطِعُ مَدَدُهُ .

أَشْهَدُ : وَ الشَّهَادَةُ لِي رِفْعَةٌ وَ عُدَّةٌ ، وَ هِيَ مِنِّي سَمْعٌ وَ طَاعَةٌ ، وَ بِهَا أَرْجُو النَّجَاةَ يَوْمَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ .

أَنَّكَ : أنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ .

وَ أَنَّ مُحَمَّداً : عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

وَ أَنَّهُ : قَدْ بَلَّغَ عَنْكَ ، وَ أَدَّى مَا كَانَ وَاجِباً عَلَيْهِ لَكَ .

وَ أَنَّكَ : تَخْلُقُ دَائِماً وَ تَرْزُقُ ، وَ تُعْطِي وَ تَمْنَعُ .

وَ تَرْفَعُ : وَ تَضَعُ ، وَ تُغْنِي وَ تُفْقِرُ .

وَ تَخْذُلُ : وَ تَنْصُرُ ، وَ تَعْفُو وَ تَرْحَمُ .

وَ تَصْفَحُ : وَ تَجَاوَزُ عَمَّا تَعْلَمُ ، وَ لَا تَجُورُ وَ لَا تَظْلِمُ .

وَ أَنَّكَ : تَقْبِضُ وَ تَبْسُطُ ، وَ تَمْحُو وَ تُثْبِتُ .

وَ تُبْدِئُ : وَ تُعِيدُ ، وَ تُحْيِي وَ تُمِيتُ .

وَ أَنْتَ : حَيٌّ لَا تَمُوتُ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

وَ اهْدِنِي : مِنْ عِنْدِكَ ، وَ أَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ .

وَ انْشُرْ : عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَ أَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ .

فَطَالَمَا : عَوَّدَتْنِي الْحَسَنَ الْجَمِيلَ ، وَ أَعْطَيْتَنِي الْكَثِيرَ الْجَزِيلَ، وَ سَتَرْتَ عَلَيَّ الْقَبِيحَ.

اللَّهُمَّ: فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

وَ عَجِّلْ : فَرَجِي ، وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَ ارْحَمْ غُرْبَتِي .

وَ ارْدُدْنِي : إِلَى أَفْضَلِ عَادَتِكَ عِنْدِي .

وَ اسْتَقْبِلْ بِي : صِحَّةً مِنْ سُقْمِي ، وَ سَعَةً مِنْ عَدَمِي .

وَ سَلَامَةً : شَامِلَةً فِي بَدَنِي .

وَ بَصِيرَةً وَ نَظْرَةً : نَافِذَةً فِي دِينِي .

وَ مَهِّدْنِي وَ أَعِنِّي : عَلَى اسْتِغْفَارِكَ وَ اسْتِقَالَتِكَ .

قَبْلَ : أَنْ يَفْنَى الْأَجَلُ ، وَ يَنْقَطِعَ الْعَمَلُ .

وَ أَعِنِّي : عَلَى الْمَوْتِ وَ كُرْبَتِهِ ، وَ عَلَى الْقَبْرِ وَ وَحْشَتِهِ .

وَ عَلَى : الْمِيزَانِ وَ خِفَّتِهِ ، وَ عَلَى الصِّرَاطِ وَ زَلَّتِهِ .

وَ عَلَى : يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ رَوْعَتِهِ .

وَ أَسْأَلُكَ : نَجَاحَ الْعَمَلِ قَبْلَ انْقِطَاعِ الْأَجَلِ .

وَ قُوَّةً : فِي سَمْعِي وَ بَصَرِي .

وَ اسْتِعْمَالًا : لِصَالِحِ مَا عَلَّمْتَنِي وَ فَهَّمْتَنِي .

إِنَّكَ : أَنْتَ الرَّبُّ الْجَلِيلُ ، وَ أَنَا الْعَبْدُ الذَّلِيلُ .

وَ شَتَّانَ : مَا بَيْنَنَا .

يَا حَنَّانُ : يَا مَنَّانُ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ .

صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ صَلِّ : عَلَى مَنْ بِهِ فَهَّمْتَنَا ، وَ هُوَ أَقْرَبُ وَسَائِلِنَ إِلَيْكَ .

رَبَّنَا : مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ .

الإشعاع الثالث : معاني ألفاظ الدعاء :

قال المجلسي رحمه الله : توضيح ، قال الكفعمي قدس سره : رأيت في كتاب عدة السفر و عمدة الحضر ، لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رحمه الله :

أنه من دعا بهذا الدعاء : و هو يا كبير كل كبير ... إلى آخره ، في كل صباح ، قضى الله سبحانه له سبعين حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة ، و قال رحمه الله :

الكبير و الكثير : بالفتح و لا يكسر ، كافاهما ، إنما يكسر أول فعيل ، إذا كان ثانيه حرفا حلقيا نحو شعير و رغيف و بهيم و سعيد ، قاله ابن الجواليقي في كتابه إصلاح غلط العامة انتهى .

و قال الجوهري : الكبل : القيد الضخم ، يقال : كبلت الأسير و كبلته إذا قيدته فهو مكبول و مكبل . يا نور النور : أي خالق الأنوار و جاعلها نورا .

يا شافي : الصدور من غيظ الأعادي ، أو من الأخلاق الذميمة ، التي هي أمراض القلوب ، يا جاعل الظل ، أي خالقه ، و الجعل يطلق غالبا فيما ل يقوم بنفسه ، من الأعراض و الخلق فيما يقوم بنفسه من الأجسام و نحوها .

و الحرور : الريح الحارة بالليل ، و قد يكون بالنهار ، و حر الشمس ، و الحر الدائم ، و النار ، ذكره الفيروزآبادي. بذات الصدور : أي بالنيات ، و الأسرار التي فيها ، و النور عطف تفسير للكتاب . و الإبكار : الغدوة ، والظهور : جمع الظهر بالضم .

الدارسات : أي الباليات ، من درس الثوب أي خلق .

يا سابق الفوت : أي لا يفوته شي‏ء ، بل يسبق فوته فيدركه قبل فوته ، و الفوت السبق أيضا ، أي يسبق بسبق من سبق و قيل سبق الفوت ، فلا يفوت هو و هو بعيد ، و تجشم الأمر تكلفه على مشقة . و أعنان السماء : نواحيها.

و قال الفيروزآبادي‏ : الدنف : محركة ، المرض الملازم ، و رجل و امرأة و قوم دنف محركة ، فإذا كسرت أنثت و ثنيت و جمعت . و قال الكفعمي رحمه الله ، العميد : قال شارح السبع العلويات فيه هو الذي هذه المرض ، قال : و هو المعمود أيضا ، و قال الجوهري : عمده المرض ، أي فدحه ، و قال الهروي : العمد : ورم يكون في الظهر ، و منه الحديث ، و شفي العمد ، و أقام الأود ، و المراد حسن السياسة ، انتهى .

و الوعد : يطلق غالبا في الخير ، وقد يطلق في الشر أيضا ، و التوعد و الإيعاد : التهدد بالشر . و الخطر : القدر و المنزلة ، والسبق يتراهن عليه، والإشراف على الهلاك ، و الكل هنا مناسب ، و إن كان الأول أنسب .

يا كريم الظفر : أي الكريم عند الظفر ، أو ظفره جليل عظيم ، لا يطفأ على بناء المعلوم و المجهول بالهمز و غيره تخفيفا ، وأصله الهمز ، في القاموس: طفأت النار كسمع ، طفوءا ذهب لهبها و أطفأتها انتهى.

و الأيادي : النعم . بالمنظر الأعلى : المنظرة : المرقبة ، أي في المرقب الأعلى ، يرقب عباده ، و هو مطلع على جميع أحوالهم ، أو هو أعلى و أرفع من أنظار الخلق و أفكارهم . و يا أهل التقوى : أي هو سبحانه لعظمته و جلاله ، أهل لأن يتقى عذابه و سطوته ، و لكرمه و جوده أهل لأن يغفر .

يا من لا يدرك أمده : أي انتهاء وجوده أزلا و أبدا ، أو أمد حقيقته و كنه ذاته و صفاته . يا من لا يحصى عدده : أي عدد معلوماته و مقدوراته و مخلوقاته ، و تقديراته و ألطافه و نعمه . و المَدد بالتحريك : الزيادة و المعونة ، و يمكن أن يقرأ بضم الميم جمع مدة .

و الشهادة لي : الجمل معترضة بين أشهد و معموله . و أنك تخلق : في بعض النسخ تعطي ، فالمراد جنس العطاء مع قطع النظر عن خصوص الأشخاص ، أو العطاي الشاملة من الإيجاد و الرزق بقدر الضرورة و الحفظ ، و ما سيأتي من قوله عليه السلام و تعطي و تمنع بالنسبة إلى الأشخاص ، أو العطايا الخاصة من زوائد الإحسان ، و الفضل و التوفيقات ، و الهدايات المخصوصة ببعض الأشخاص ، و بعض الأحوال و في القاموس العدم بالضم و بضمتين ، و بالتحريك الفقدان .

و مهدني : قال الكفعمي رحمه الله : أي مكني ، و التمهد التمكن ، أو بمعنى أصلحني ، و تمهيد الأمور إصلاحها ، و تمهيد العذر قبوله ، قاله الجوهري ، و المهاد : الفراش ، و منه قوله تعالى : { فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } أي يوطئون ، و مهدت لنفسي و مهدت : أي جعلت لها مكانا وطئا سهلا ، و قوله تعالى : { وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ } أي بئس ما مهد لنفسه في معاده ، انتهى . و أقول : يمكن أن يكون المعنى ، مهدني و هيئني لاستغفارك أو عبادتك ، و لا يبعد أن يكون في الأصل باللام من المهلة .

و قال في النهاية : الحنان : الرحمة و العطف و الرزق و البركة ، و في أسماء الله تعالى ، الحنّان : هو بتشديد النون الرحيم بعباده ، فعال من الحنين للمبالغة ، و قال : المنان : هو المعطي من المن العطاء لا من المنة ، و كثيرا ما يرد المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ، و لا يطلب الجزاء عليه ، و المنان : من أبنية المبالغة ، كالسفاك و الوهاب . انتهى . و الجلال : الاستغناء المطلق ، و الإكرام : الفضل العام ، أو الجلال : الصفات السلبية أو القهرية ، و الإكرام : الثبوتية ، أو اللطفية.

البلد الأمين ص60 الدعاء في الصباح . المصباح‏ للكفعمي ص78 ف14 في تعقيب صلاة الصبح . مهج‏ الدعوات ص277 , بحار الأنوار ج83ص176ب43ح45.

يا طيب : توجد كثير من الأدعية عن الإمام تراجع في كتب الدعاء المفصلة ، ونكتفي بهذا عنه عليه السلام ، وللمزيد راجع مهج الدعوات .

الإشراق الثالث :
أدعية وصلاة يوم الإمام :

يا طيب : إن أيام الأسبوع مختصة بأدعية ، وزيارات خاصة للأئمة ، ذكرناها في صحيفة الطيبين ، و إن يوم الخميس ، مختص باسم الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام ، وفي هذا اليوم دعاء خاص ، وزيارة وصلاة خاصة للإمام العسكري عليه السلام ، فنذكرها في أشعة نور :

الإشعاع الأول : دعاء يوم الخميس‏ :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ : الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ ، وَ جَاءَ بِالنَّهَارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ ، وَ كَسَانِي ضِيَاءَهُ وَ أَنَ فِي نِعْمَتِهِ ، اللَّهُمَّ فَكَمَا أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لِأَمْثَالِهِ ، وَ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ لَا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَ فِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ ، بِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ ، وَ اكْتِسَابِ الْمَآثِمِ ، وَ ارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَ خَيْرَ مَا فِيهِ وَ خَيْرَ مَا بَعْدَهُ ، وَ اصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَ شَرَّ مَا فِيهِ وَ شَرَّ مَا بَعْدَهُ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي بِذِمَّةِ الْإِسْلَامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ ، وَ بِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ ، وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وآله أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِيَ الَّتِي رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِي ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ : اقْضِ لِي فِي الْخَمِيسِ خَمْساً ، لَا يَتَّسِعُ لَهَا إِلَّا كَرَمُكَ ، وَ لَا يُطِيقُهَا إِلَّا نِعَمُكَ : سَلَامَةً أَقْوَى بِهَا عَلَى طَاعَتِكَ ، وَ عِبَادَةً أَسْتَحِقُّ بِهَا جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ ، وَ سَعَةً فِي الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلَالِ ، وَ أَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَوَاقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ ، وَ تَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْهُمُومِ وَ الْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اجْعَلْهُ لِي شَافِعاً ، وَ اجْعَلْ تَوَسُّلِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَافِعاً . إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

البلد الأمين ص140، المصباح للكفعمي ص29 ، بحار الأنوار ج87 ص212ح39.

الإشعاع الثاني : زيارة يوم الخميس :

و يوم الخميس : مختص باسم الحسن بن علي العسكري عليه السلام .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ خَالِصَتَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ وَارِثَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ حُجَّةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَنَا مَوْلًى لَكَ وَ لِآلِ بَيْتِكَ ، وَ هَذَا يَوْمُكَ ، وَ هُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ ، وَ أَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَ مُسْتَجِيرٌ بِكَ ، فَأَحْسِنْ ضِيَافَتِي وَ إِجَارَتِي ، بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

جمال الأسبوع ص 25 ، بحار الأنوار ج99ص210ب9ح1 .

الإشعاع الثالث : السَّلَامُ وَ الصَّلَاةُ عَلَى الْإِمَامِ :
الْحَسَنِ بْنِ عَلَيٍّ العسكري الثِّقَةِ الْمُنْتَخَبِ :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْإِمَامُ التَّقِيُّ ، وَ ابْنُ الْخَلَفِ الرَّضِيِّ ، سَمِيُّ سِبْطِ نَبِيِّ الْهُدَى ، وَ وَارِثُ مَنْ مَضَى مِنَ الْأَوْصِيَاءِ ، وَ الْمُنْقِذُ مِنَ الرَّدَى ، السِّرَاجُ الْأَزْهَرُ، وَالْقَمَرُ الْأَنْوَرُ . السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا سَيِّدِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْإِمَامِ الْهَادِي ، وَ الصَّادِعِ الدَّاعِي ، الْحَاكِمِ بِالْعَدْلِ ، وَ الْقَائِمِ بِمَا عَلَى مُحَمَّدٍ أُنْزِلَ ، الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، ابْنِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ أَعِنْهُ عَلَى مَا اسْتَرْعَيْتَهُ ، وَ ادْفَعْ عَنْهُ ، وَ احْفَظْ شِيعَتَهُ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أَبْلِغْهُ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَ السَّلَامَ ، وَ ارْدُدْ عَلَيْنَا مِنْهُ التَّحِيَّةَ وَ السَّلَامَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

بحار الأنوار ج87 ص212 ح39 .

الإشراق الرابع :
حديث الصلاة على المعصومين :

يا طيب : هذا حديث كريم عن الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام ، ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله قال : أخبرنا جماعة من أصحابن ، عن أبي المفضل الشيباني ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العابد ، بالدالية لفظا .

قال : سألت مولاي ، أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام في منزله بسر من رأى ، سنة خمس و خمسين و مائتين ، أن يملي علي : من الصلاة على النبي و أوصيائه ، و أحضرت معي قرطاسا كثيرا ، فأملى علي لفظا من غير كتاب :

الإشعاع الأول: الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ:

اللَّهُمَّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا حَمَلَ وَحْيَكَ ، وَ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا أَحَلَّ حَلَالَكَ ، وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَ عَلَّمَ كِتَابَكَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا أَقَامَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَى الزَّكَاةَ ، وَ دَعَا إِلَى دِينِكَ.

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَدَّقَ بِوَعْدِكَ ، وَ أَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ، وَسَتَرْتَ بِهِ الْعُيُوبَ ، وَفَرَّجْتَ بِهِ الْكُرُوبَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا دَفَعْتَ بِهِ الشَّقَاءَ ، وَ كَشَفْتَ بِهِ الْغَمَّاءَ.

وَ أَجَبْتَ : بِهِ الدُّعَاءَ ، وَ نَجَّيْتَ بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا رَحِمْتَ بِهِ الْعِبَادَ ، وَ أَحْيَيْتَ بِهِ الْبِلَادَ .

وَ قَصَمْتَ : بِهِ الْجَبَابِرَةَ ، وَ أَهْلَكْتَ بِهِ الْفَرَاعِنَةَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا أَضْعَفْتَ بِهِ الْأَمْوَالَ ، وَ أَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الْأَهْوَالِ.

وَ كَسَرْتَ: بِهِ الْأَصْنَامَ ، وَ رَحِمْتَ بِهِ الْأَنَامَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الْأَدْيَانِ ، وَ أَعْزَزْتَ بِهِ الْإِيْمَانَ.

وَ تَبَّرْتَ ك بِهِ الْأَوْثَانَ ، وَ عَظَّمْتَ بِهِ الْبَيْتَ الْحَرَامَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ ، وَ سَلِّمْ تَسْلِيماً .

الإشعاع الثاني : الصَّلَاةُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

أَخِي : نَبِيِّكَ ، وَ وَصِيِّهِ وَ وَلِيِّهِ ، وَ صَفِيِّهِ وَ وَزِيرِهِ .

وَ مُسْتَوْدَعِ : عِلْمِهِ ، وَ مَوْضِعِ سِرِّهِ.

وَ بَابِ : حِكْمَتِهِ ، وَ النَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ.

وَ الدَّاعِي : إِلَى شَرِيعَتِهِ ، وَ خَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ .

وَ مُفَرِّجِ : الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ ، قَاصِمِ الْكَفَرَةِ ، وَ مُرْغِمِ الْفَجَرَةِ .

الَّذِي : جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى .

اللَّهُمَّ : وَالِ مَنْ وَالاهُ ، وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ ، وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ .

وَ الْعَنْ : مَنْ نَصَبَ لَهُ ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ .

وَ صَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ‏ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

الإشعاع الثالث : الصَّلَاةُ عَلَى السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الصِّدِّيقَةِ ، فَاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ .

حَبِيبَةِ : حَبِيبِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ أُمِّ أَحِبَّائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ .

الَّتِي : انْتَجَبْتَهَا وَ فَضَّلْتَهَا ، وَ اخْتَرْتَهَا عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : كُنِ الطَّالِبَ لَهَا مِمَّنْ ظَلَمَهَا ، وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهَا .

وَكُنِ : الثَّائِرَ اللَّهُمَّ بِدَمِ أَوْلَادِهَا .

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا جَعَلْتَهَا أُمَّ أَئِمَّةِ الْهُدَى ، وَ حَلِيلَةَ صَاحِبِ اللِّوَاءِ .

وَ الْكَرِيمَةَ : عِنْدَ الْمَلَإِ الْأَعْلَى .

فَصَلِّ : عَلَيْهَا وَ عَلَى أُمِّهَا خَدِيجَةَ الْكُبْرَى .

صَلَاةً : تُكْرِمُ بِهَا وَجْهَ أَبِيهَا ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ تُقِرُّ بِهَا أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِهَا .

وَ أَبْلِغْهُمْ : عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَ السَّلَامِ .

الإشعاع الرابع والخامس : الصَّلَاةُ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، عَبْدَيْكَ وَ وَلِيَّيْكَ ، وَ ابْنَيْ رَسُولِكَ.

وَ سِبْطَيِ : الرَّحْمَةِ ، وَ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

أَفْضَلَ : مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَوْلَادِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، وَ وَصِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ .

أَشْهَدُ أَنَّكَ : يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ .

عِشْتَ : مَظْلُوماً ، وَ مَضَيْتَ شَهِيداً.

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الْإِمَامُ الزَّكِيُّ ، الْهَادِي الْمَهْدِيُّ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَيْهِ ، وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ عَنِّي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ .

الْمَظْلُومِ : الشَّهِيدِ ، قَتِيلِ الْكَفَرَةِ ، وَ طَرِيحِ الْفَجَرَةِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

أَشْهَدُ مُوقِناً : أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ ، قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَ مَضَيْتَ شَهِيداً .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ، الطَّالِبُ بِثَأْرِكَ ، وَ مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ ، مِنَ النَّصْرِ وَ التَّأْيِيدِ فِي هَلَاكِ عَدُوِّكَ ، وَ إِظْهَارِ دَعْوَتِكَ .

وَ أَشْهَدُ : أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

وَ عَبَدْتَ اللَّهَ : مُخْلِصاً ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

لَعَنَ اللَّهُ : أُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ أَمَةً أَلَبَّتْ عَلَيْكَ .

وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى : مِمَّنْ أَكْذَبَكَ ، وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ ، وَ اسْتَحَلَّ دَمَكَ.

بِأَبِي : أَنْتَ وَ أُمِّي ، يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ .

لَعَنَ اللَّهُ : قَاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ خَاذِلَكَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ وَاعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ .

وَ لَعَنَ اللَّهُ : مَنْ سَبَى نِسَاءَكَ .

أَنَا إِلَى اللَّهِ : مِنْهُمْ بَرِي‏ءٌ ، وَ مِمَّنْ وَالاهُمْ وَ مَالَأَهُمْ ، وَ أَعَانَهُمْ عَلَيْهِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ : وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ، كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ بَابُ الْهُدَى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا .

وَ أَشْهَدُ أَنِّي : بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ ، وَ لَكُمْ تَابِعٌ ، بِذَاتِ نَفْسِي ، وَ شَرَائِعِ دِينِي ، وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي ، وَ مُنْقَلَبِي فِي دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي.

الإشعاع السادس: الصَّلَاةُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ سَيِّدِ الْعَابِدِينَ:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، سَيِّدِ الْعَابِدِينَ ، الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ .

وَ جَعَلْتَ مِنْهُ : أَئِمَّةَ الْهُدَى . الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ .

الَّذِي : اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ ، وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَ اصْطَفَيْتَهُ ، وَ جَعَلْتَهُ هَادِياً مَهْدِيّاً .

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَيْهِ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ.

حَتَّى يَبْلُغَ بِهِ : مَا تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ فِي الدُّنْيَ وَ الْآخِرَةِ ، إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

الإشعاع السابع : الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقر:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، بَاقِرِ الْعِلْمِ .

وَ إِمَامِ : الْهُدَى ، وَ قَائِدِ أَهْلِ التَّقْوَى ، وَ الْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبَادِكَ.

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَ مَنَاراً لِبِلَادِكَ .

وَ مُسْتَوْدَعاً : لِحِكْمَتِكَ ، وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ ، وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِ ، وَحَذَّرْتَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : يَا رَبِّ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ ، وَ رُسُلِكَ وَ أُمَنَائِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .

الإشعاع الثامن : الصَّلَاةُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادق:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، الصَّادِقِ .

خَازِنِ : الْعِلْمِ ، الدَّاعِي إِلَيْكَ بِالْحَقِّ ، النُّورِ الْمُبِينِ .

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا جَعَلْتَهُ ، مَعْدِنَ كَلَامِكَ وَ وَحْيِكَ ، وَ خَازِنَ عِلْمِكَ.

وَ لِسَانَ : تَوْحِيدِكَ ، وَ وَلِيَّ أَمْرِكَ ، وَ مُسْتَحْفِظَ دِينِكَ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ، مِنْ أَصْفِيَائِكَ وَحُجَجِكَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

الإشعاع التاسع : الصَّلَاةُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظم:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْأَمِينِ الْمُؤْتَمَنِ ، مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ .

الْبَرِّ الْوَفِيِّ: الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، النُّورِ الْمُبِينِ، الْمُجْتَهِدِ الْمُحْتَسِبِ، الصَّابِرِ عَلَى الْأَذَى فِيكَ.

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا بَلَّغَ عَنْ آبَائِهِ ، مَا اسْتَوْدَعَ مِنْ أَمْرِكَ وَ نَهْيِكَ ، وَ حَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ .

وَ كَابَدَ : أَهْلَ الْعِزَّةِ وَ الشِّدَّةِ ، فِيمَا كَانَ يَلْقَى مِنْ جُهَّالٍ قَوْمِهِ .

رَبِّ : فَصَلِّ عَلَيْهِ ، أَفْضَلَ وَ أَكْمَلَ ، مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِمَّنْ‏ أَطَاعَكَ ، وَ نَصَحَ لِعِبَادِكَ ، إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمُ .

الإشعاع العاشر : الصَّلَاةُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، الرِّضَا .

الَّذِي : ارْتَضَيْتَهُ ، وَ رَضِيتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ .

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ ، وَ قَائِماً بِأَمْرِكَ .

وَ نَاصِراً : لِدِينِكَ ، وَ شَاهِداً عَلَى عِبَادِكَ .

وَ كَمَا : نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ ، وَ دَعَا إِلَى سَبِيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ .

إِنَّكَ : جَوَادٌ كَرِيمُ .

الإشعاع الحادي عشر : الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الجواد :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى .

عَلَمِ : التُّقَى ، وَ نُورِ الْهُدَى ، وَ مَعْدِنِ الْوَفَاءِ .

وَ فَرْعِ : الْأَزْكِيَاءِ ، وَ خَلِيفَةِ الْأَوْصِيَاءِ ، وَ أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ .

اللَّهُمّ : وَ كَمَا هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَ اسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْحَيْرَةِ.

وَ أَرْشَدْتَ بِهِ : مَنِ اهْتَدَى ، وَ زَكَّيْتَ مَنْ تَزَكَّى . فَصَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .

الإشعاع الثاني عشر : الصَّلَاةُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادي:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ .

وَصِيِّ : الْأَوْصِيَاءِ ، وَ إِمَامِ الْأَتْقِيَاءِ، وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ : كَمَا جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِيءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ .

فَبَشَّرَ : بِالْجَزِيلِ مِنْ ثَوَابِكَ ، وَ أَنْذَرَ بِالْأَلِيمِ مِنْ عِقَابِكَ ، وَ حَذَّرَ بَأْسَكَ.

وَ ذَكَّرَ : بِأَيَّامِكَ ، وَ أَحَلَّ حَلَالَكَ ، وَ حَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَ بَيَّنَ شَرَائِعَكَ وَ فَرَائِضَكَ .

وَ حَضَّ : عَلَى عِبَادَتِكَ ، وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَ نَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ، مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ، يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ .

قال أبو محمد اليمني : فلما انتهيت إلى الصلاة عليه أمسك ، فقلت له في ذلك . فقال عليه السلام : لو لا أنه دين ، أمرنا الله تعالى أن نفعله و نؤديه إلى أهله ، لأحببت الإمساك ، و لكنه الدين، اكْتُبْ :

الإشعاع الثالث عشر: الصَّلَاةُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ العسكري:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ .

الْبَرِّ التَّقِيِّ : الصَّادِقِ الْوَفِيَّ ، النُّورِ الْمُضِيءِ ، خَازِنِ عِلْمِكَ ، وَ الْمُذَكِّرِ بِتَوْحِيدِكَ .

وَ وَلِيِّ أَمْرِكَ : وَ خَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِينَ ، وَ الْحُجَّةِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : يَا رَبِّ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَصْفِيَائِكَ وَ حُجَجِكَ ، وَ أَوْلَادِ رُسُلِكَ ، يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ .

الإشعاع الرابع عشر : الصَّلَاةُ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ الْمُنْتَظَرِ:

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ ، وَ ابْنِ أَوْلِيَائِكَ .

الَّذِينَ : فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ ، وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ .

وَ أَذْهَبْتَ : عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً .

اللَّهُمَّ : انْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ، وَأَوْلِيَاءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصَارَهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ.

اللَّهُمَّ : أَعِذهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ ، وَ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ .

وَ احْفَظْهُ : مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ .

وَ احْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ : أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ .

وَ احْفَظْ فِيهِ : رَسُولَكَ وَ آلَ رَسُولِكَ .

وَ أَظْهِرْ بِهِ : الْعَدْلَ ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ ، وَ انْصُرْ نَاصِرِيهِ ، وَ اخْذُلْ خَاذِلِيهِ.

وَ اقْصِمْ بِهِ : جَبَابِرَةَ الْكَفَرَةِ ، وَ اقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنَافِقِينَ ، وَ جَمِيعَ الْمُلْحِدِينَ .

حَيْثُ كَانُوا : وَ أَيْنَ‏ كَانُوا ، مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ، وَبَرِّهَا وَ بَحْرِهَا.

وَ امْلَأْ بِهِ : الْأَرْضَ عَدْلًا ، وَ أَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ ، عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ .

وَ اجْعَلْنِي اللَّهُمَّ : مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ ، وَ أَتْبَاعِهِ وَ شِيعَتِهِ .

وَ أَرِنِي : فِي آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَأْمُلُونَ ، وَ فِي عَدُوِّهِمْ مَا يَحْذَرُونَ .

إِلَهَ الْحَقِّ آمِين‏ .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد للطوسي ج1ص400, جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع لابن طاووس ص484 ، البلد الأمين و الدرع الحصين للكفعمي ص 304 ، زاد المعاد مفتاح الجنان ص310 ، و بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار للمجلسي ج‏91ص73ب 30ح1 .



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

الذكر السادس
شهادة الإمام الحسن بن علي العسكري

عليه السلام

الإشراق الأول :
خبر يفصل شهادة الإمام:

الإشعاع الأول : نص الخبر :

عن الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا :

كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان : على الضياع والخراج بقم ، فجرى في مجلسه يوما ، ذكر العلوية ومذاهبهم ، وكان شديد النصب .

فقال : ما رأيت ، ولا عرفت بسر من رأى ، رجلا من العلوية ، مثل :

الحسن : ابن علي بن محمد بن الرضا .

في هديه وسكونه : وعفافه ونبله ، وكرمه عند أهل بيته ، وبني هاشم ، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القواد والوزراء ، وعامة الناس .

فإني كنت يوما : قائما على رأس أبي ، وهو يوم مجلسه للناس ، إذ دخل عليه حجابه .

فقالوا : أبو محمد ابن الرضا بالباب .

فقال بصوت عال : أئذنوا له .

فتعجبت : مما سمعت منهم ، أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته ، ولم يكن عنده إلا خليفة ، أو ولي عهد ، أو من أمر السلطان أن يكنى .

فدخل : رجل أسمر ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالة وهيبة .

فلما نظر إليه أبي : قام يمشي إليه خطا ، ولا أعلمه فعل هذ بأحد من بني هاشم والقواد .

فلما دنا منه : عانقه ، وقبل وجهه وصدره ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه .

وجلس إلى جنبه : مقبلا عليه بوجهه ، وجعل يكلمه ويفديه بنفسه .

وأنا متعجب : مما أرى منه إذ دخل عليه الحاجب .

فقال : الموفق قد جاء .

وكان الموفق : إذا دخل على أبي ، تقدم حجابه وخاصة قواده ، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج .

فلم يزل أبي : مقبلا على أبي محمد يحدثه ، حتى نظر إلى غلمان الخاصة .

قال حينئذ : إذا شئت جعلني الله فداك .

ثم قال لحجابه : خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا - يعني الموفق .

فقام : وقام أبي ، وعانقه ومضى .

فقلت لحجاب أبي وغلمانه : ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي ، وفعل به أبي هذا الفعل . فقالوا : هذا علوي .

يقال له : الحسن بن علي ، يعرف بابن الرضا ، فازددت تعجب ، ولم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي ، وما رأيت فيه .

حتى كان الليل : وكانت عادته أن يصلي العتمة ، ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات وما يرفعه إلى السلطان .

فلما صلى وجلس : جئت فجلست بين يديه ، وليس عنده أحد .

فقال لي : يا أحمد لك حاجة ؟

قلت : نعم يا أبه ، فإن أذنت لي سألتك عنها ؟

فقال : قد أذنت لك يا بني ، فقل ما أحببت .

قلت : يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة ، فعلت به ما فعلت ، من الإجلال والكرامة والتبجيل ، وفديته بنفسك وأبويك ؟

فقال : يا بني ذاك إمام الرافضة ، ذاك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا ، فسكت ساعة .

ثم قال : يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ، م استحقها أحد من بني هاشم غير هذا . وإن هذا : ليستحقها في فضله ، وعفافه ، وهديه ، وصيانته ، وزهده ، وعبادته ، وجميل أخلاقه ، وصلاحه .

ولو رأيت : أباه رأيت رجلا ، جزلا ، نبيلا ، فاضلا .

فازددت قلقا وتفكرا : وغيظا على أبي ، وما سمعت منه ، واستزدته في فعله ، وقوله فيه ما قال .

فلم يكن لي همة بعد ذلك : إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره .

فما سألت أحدا : من بني هاشم ، والقواد ، والكتاب ، والقضاة ، والفقهاء ، وسائر الناس .

إلا وجدته عنده : في غاية الإجلال والإعظام ، والمحل الرفيع ، والقول الجميل ، والتقديم له على جميع أهل بيته ، ومشايخه .

فعظم قدره عندي : إذ لم أر له وليا ، ولا عدوا ، إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه .

فقال له : بعض من حضر مجلسه من الأشعريين، يا أبا بكر فم خبر أخيه جعفر؟

فقال : ومن جعفر فتسأل عن خبره ؟

أو يقرن بالحسن جعفر : معلن الفسق فاجر ماجن ، شريب للخمور ، أقل من رأيته من الرجال وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه .

ولقد ورد : على السلطان ، وأصحابه .

في وقت : وفات الحسن بن علي ، ما تعجبت منه ، وما ظننت أنه يكون وذلك .

أنه لما اعتل : بعث إلى أبي ، أن ابن الرضا قد اعتل .

فركب من ساعته : فبادر إلى دار الخلافة ، ثم رجع مستعجلا ، ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين ، كلهم من ثقاته وخاصته .

فيهم نحرير : فأمرهم بلزم دار الحسن ، وتعرف خبره وحاله .

وبعث إلى نفر : من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده ، صباحا ومساء .

فلما كان بعد ذلك : بيومين أو ثلاثة أخر ، أنه قد ضعف .

فأمر المتطببين : بلزوم داره ، وبعث إلى قاضي القضاة ، فأحضره مجلسه ، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ، ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه .

فأحضرهم : فبعث بهم إلى دار الحسن ، وأمرهم بلزومه ليلا ونهار ، فلم يزالوا هناك حتى توفي عليه السلام .

فصارت : سر من رأى ضجة واحدة ، وبعث السلطان إلى داره من فتشه ، وفتش حجرها ، وختم على جميع ما فيها .

وطلبوا أثر ولده : وجاءوا بنساء يعرفن الحمل ، فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن .

فذكر بعضهن : أن هناك جارية بها حمل ، فجعلت في حجرة ، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم .

ثم أخذوا بعد ذلك : في تهيئته ، وعطلت الأسواق .

وركبت : بنو هاشم ، والقواد ، وأبي ، وسائر الناس إلى جنازته .

فكانت : سر من رأى يومئذ ، شبيها بالقيامة .

فلما فرغوا : من تهيئته ، بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل .

فأمره بالصلاة عليه : فلما وضعت الجنازة للصلاة عليه .

دنا أبو عيسى منه : فكشف عن وجهه ، فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة والمعدلين .

وقال : هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ، مات حتف أنفه على فراشه.

حضره من حضره : من خدم أمير المؤمنين ، وثقاته ، فلان وفلان ، ومن القضاة فلان وفلان ، ومن المتطببين فلان وفلان .

ثم غطى وجهه : وأمر بحمله فحمل من وسط داره ، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه .

فلما دفن : أخذ السلطان والناس في طلب ولده ، وكثر التفتيش في المنازل والدور .

وتوقفوا : عن قسمة ميراثه ، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين ، حتى تبين بطلان الحمل .

فلما بطل الحمل : عنهن ، قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر .

وادعت أمه : وصيته ، وثبت ذلك عند القاضي .

والسلطان : على ذلك يطلب أثر ولده .

فجاء : جعفر بعد ذلك إلى أبي ، فقال :

اجعل لي : مرتبه أخي ، وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار .

فزبره أبي وأسمعه وقال له : يا أحمق ، السلطان جرد سيفه في الذين زعموا ، أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك ، فلم يتهيأ له ذلك .

فإن كنت : عند شيعة أبيك أو أخيك إماما ، فلا حاجة بك إلى السلطان ، أن يرتبك مراتبهما ، ولا غير السلطان .

وإن لم تكن عندهم : بهذه المنزلة ، لم تنلها بنا .

واستقله أبي : عند ذلك ، واستضعفه ، وأمر أن يحجب عنه ، فلم يأذن له في الدخول عليه حتى مات أبي .

وخرجنا : وهو على تلك الحال والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي .

الكافي ج1ص504ح1 .

الإشعاع الثاني : شرح الخبر :

ابن خاقان : أبو الحسن عبيد الله بن يحيى التركي ، ثم البغدادي ، وزر للمتوكل وللمعتمد ، وجرت له أمور. وقد نفاه المستعين إلى برقة، ثم قدم بغداد بعد خمس سنين، ثم وزر سنة ست وخمسين. ونفاه المعتز، فلما ولي المعتمد طلبه، وخلع عليه، فأدبته النكبة، وتهذب كثيرا ، وله أخبار في الحلم والسخاء. مات وعليه ست مائة ألف دينار، مع كثرة ضياعه .

سير أعلام النبلاء ج25ص 5ر5 ، ويكفي لمعرفة عدم ولائه لأهل البيت إطراء الذهبي.

الموفق : هو أخو الخليفة المعتمد على الله احمد بن المتوكل وكان صاحب جيشه ، و انتقلت الخلافة بعد المعتمد الى ابن الموفق أحمد الملقب بالمعتضد.

وجعفر : هو بن الإمام علي الهادي ، ولم يفرح الإمام بمولده وقال سيضل به كثير من الناس ، وهو أخو الإمام الحسن العسكري ، وهو المعروف بالكذاب ، وقد عرفت أوصافه ، والسماط : صف من الناس ، و الماجن : من لم يبال بما قال وم صنع , والشريب: كسكين : المولع بالشراب .

ونحرير : كان من خواص خدم الخليفة وكان شقيا من الأشقياء .

وحتف أنفه : يعنى هلك من غير قتل ولا ضرب . وزبره : أي زجره .

و في شرح أصول الكافي للمازندراني قوله : و طلبوا اثر ولده :

قال الصدوق : عن أبا الحسن بن و جنا يقول: حدثنا أبي عن جده أنه كان في دار الحسن بن علي عليه السلام قال :

فكبستنا الخيل : و فيهم جعفر ابن علي الكذاب ، و اشتغلوا بالنهب و الغارة .

و كانت همتي : في مولاي القائم عليه السلام ، قال : فاذا بالقائم عليه السلام ، قد أقبل ، و خرج عليهم من الباب ، و أنا أنظر إليه . و هو عليه السلام : ابن ست سنين ، فلم يره أحد حتى غاب .

قوله : فذكر بعضهن ان هناك جارية بها حمل ، و هي صيقل الجارية ، كما يفهم من كمال الدين ، فوجه المعتمد خدمه فحملت الى دار المعتمد ، فجعلن نساء المعتمد و خدمه ، و نساء الموفق و خدمه ، و القاضي ابن أبى شوارب ، يتعاهدن أمره في كل وقت ، و يراعونها الى أن ظهر بطلان الحمل .

قوله : في كلام جعفر مع أبي الراوي : و ان لم يكن فيك ما في أخيك .

هذا الكلام : يدل على صحة الخبر ، و هو جار في علماء الشيعة الى زماننا ، بخلاف علماء أهل السنة ، فإن القضاة و المفتين في دولة الخلفاء كانو منصوبين من قبلهم ، و اعتاد الناس متابعة المنصوبين و ترك المعزولين ، و كلما تقرب علماؤهم الى السلاطين ، كان أنبه لشأنهم ، و أنفذ لكلمتهم .

و أما علماء الشيعة : فكلما كانوا أبعد من الولاة ، و أقل معاشرة لهم ، ,كان ارفع لقدرهم ، و اوجب لا قبال الناس عليهم ، و لم يؤثر فيهم العزل و النصب .

و اعتاد الشيعة : أن ينقادوا لعالم عرفوا منه الفقاهة و الورع ، و ان لم ينصبه احد عليهم ، و العامة ان ينقادوا لمن نصبه الخلفاء ، و ان لم يعرفو منه علما و ورعا ، فصار دينهم ملعبة للولاة ، و مخالفتهم قليل التأثير في صرف الولاة عن مقاصدهم ، و تنفرهم غير ناجح في كسر سورتهم كما هو عند الشيعة .

فإن للدين و اهله و علمائه : أصالة و استقلالا ، يوجب صيانته عن تأثير الولاة ، و يطمئن بأن ما عليه أهل الدين في هذا الزمان ، هو الّذي كان عليه قد ماؤهم في عصر الأئمة ، اللهم الا ان يكون بعضهم اخطأ في فهم حكم بسبب من الاسباب العلمية ، لا لتأثير الولاة من الخارج .

و إنا نعلم : إن أكثر أهل السنة و الجماعة في زماننا ، متأثرون بالتشيع ، بحيث لو كانوا يبدون عقائدهم الحالية في عهد معاوية و مروان و هشام بن عبد الملك و الحجاج و المتوكل و أمثالهم ، لعدوا من الشيعة ، و عوقبوا، كما لو كان بناء أهل دمشق على ان يقولوا علي كرم اللّه وجهه ، أو يزوروا مسجد رأس الحسين عليه السلام ، أو كان بناء أهل سامرا على أن يزوروا العسكريين عليهم السلام كل ليلة جمعة ، و أن يكتبوا أسامي الائمة الاثنا عشر على كتيبة المساجد ، أو يكرمو اولاد على و فاطمة عليهما السلام و يسموهم الشرفاء ، و أمثال ذلك ، كان جرما قطع .

شرح الكافي للمازندراني ج7ص317 .

مرقده المطهر : الحسن بن عليّ العسكريّ عليه السلام: قبره بسرّ من رأى .

تاريخ أهل البيت نقلا عن الأئمة عليهم السلام ص 144.

الإشراق الثاني :
شعر في الإمام العسكري :

أسرع السير أيها الحادي :

أسرع السير أيّها الحادي
إنّ قلبي إلى الحمى صادي
وإذا ما رأيت عن كثب
مشهد العسكري والهادي
فالثم الأرض خاضعاً فل
قد نلت والله خير إسعاد
وإذا ما حللت ناديهم
يا سقاه الإله من نادي
فالثم الأرض خاضعاً ولهاً
واخلع النعل انّه الوادي
الشاعر: بهاء الدين العاملي .

شعر في فضل الإمام العسكري من كتاب المناقب :

شعر في شهادة الإمام عليه السلام :

و روى الحسين بن روح قال أبو الحسن علي الهادي عليه السلام :

قبري : بسرمن‏رأى أمان لأهل الخافقين.

قال أبو يحيى المغربي رحمه الله :

يا راكب الشهباء تعمل علبة سلم على قبر بسامراء
قبر الإمام العسكري و ابنه _ و سمي أحمد خاتم الخلفاء

وقال الحميري رحمه الله :

هم الأئمة بعد المصطفى و هم _ من اهتدى بالهدى و الناس ضلال‏
و إنهم خير من يمشي على قدم _ و هم لأحمد أهل البيت و الآل‏

قال العبدي رحمه الله :

لأنتم على الأعراف أعرف عارف _ بسيما الذي يهواكم و الذي يشنا
أئمتنا أنتم سندعى بكم غدا _ إذا ما إلى رب العباد معا قمنا
و إن إليكم في المعاد إيابنا _ إذا نحن من أجداثنا صرعا عدنا
و إن موازين الخلائق حبكم _ فأسعدهم من كان أثقلهم وزنا
و موردنا يوم القيامة حوضكم _ فيظمى الذي يقصى و يروى الذي يدنى‏
و أمر صراط الله ثم إليكم _ فعلوا لنا إذ نحن عن أربكم جدنا
و إن ولاكم يقسم الخلق في غد _ فيسكن ذا نارا و يسكن ذا عدنا
و أنتم لنا غيث و أمن و رحمة _ فما عنكم بد و لا عنكم مغنى‏

قال العوني رحمه الله :

أبهى و أكرم عند الله ما خلقوا _ و نور أنوارهم كالدر منعقد
يفديكم يا بني الهادي أبا حسن _ نفسي و مالي و الأهلون و الولد
ي خيرة الله خار الله حالمها _ لم يحتلم كذا ما عاش يعتضد

وقال الحميري رحمه الله :

شهدت و ما شهدت بغير حق _ بأن الله ليس له شبيه‏
نحب محمد و نحب فيه _ بني أبنائه و بني أبيه‏
فأبشر بالشفاعة غير شك _ من الموصى إليه و من بنيه‏
فإن الله يقبل كل قول _ يدان به الوصي و يرتضيه‏
المناقب ج4ص427 .

رحم الله الحر العاملي إذ قال :

قتله بسمه المعتمد _ بقوة يرق منها الجلمد
وعمره تسع وعشرون وقد _ قيل ثمان بعد عشرين فقد
وعاش من بعد أبيه خمسا _ وقيل : ستا ثم حل الرمسا
ودفنه عند أبيه ظاهر _ لقبره الأشرف نور زاهر

رحم الله السيد محسن الأمين إذ قال :

ابكى وهل يشفى الغليل بكائي _ بدرين قد غربا بسامراء
علمين من رب البرية للورى _ صبا با على قنة العلياء
نجمين يهدى السالكون لربهم _ بهداهم في الفتنة العمياء
قد ضل من لا يهتدى بهداهما _ ومتى هداية خابط الظلماء
وهما سبيل الله حقا من يحد _ عنه يته في ظلمة طخياء
بعلي الهادي وبالحسن ابنه _ كشف الكروب ومدفع اللأواء
يا آل أحمد ما ببعض صفاتكم _ ولو اجتهدت يفي جميع ثنائي
اني وقد نطق الكتاب بمد حكم _ نصا فأخرس ألسن البلغاء
وعليكم الصلوات في صلواتنا _ تتلى بكل صبيحة ومساء

رحم الله علي الجشي إذ قال :

أبا القائم ارحمني فأنت مؤملي _ وأنت غياثي في الأمور الشدائد
ويومك هذا فلتجرني من الأذى _ وضيفك فيه فاحبني بالعوائد
فأنت لعمر الله أفضل منجدٍ _ واكرم مقصودٍ إلى كل قاصد
وان لم أكن أهلاً لذلك سيدي _ فبالآل بلغني جميع مقاصدي
فاني منسوبٌ اليك فلا تسيء صديقي _ بردي لا ولا تشف حاسدي
عليكم سلام الله ما بلغ أمرئ مناه _ أو استكفى بكم شر حاقد

رحم الله من قال بحق الإمام العسكري :

قد خر بدر من سماء معاني _ يا وحشة الإسلام والإيمان
مات الإمام العسكري ببغيهم _ ونال الأنام مرارة الفقدان
قد جرّعته يد الزمان نوائباً _ تنبوا عن الإحصاء والتبيان
آذوه اذ ما بعّدوه بظلمهم _ من غير إجرام عن الأوطان
عادوه من بغي وحقد فيهم _ نظروا إليه نظرة الشنآن
سجنوه يا لله وهو إمامهم _ سبط النبي، معادل القرآن
قتلوا أباه وهو إذ ذا صابر _ يشكوا الذي يلقاه للديّان
يا ويلهم ماذا أرادوا منهم _ حتى أبادوهم من العدوان
وكأنما قال النبي لهم ألا _ جوروا على أهلي بغير توان
سمّوا الإمام العسكري عداوة _ وسقوه كأس السمّ بالأشجان
من بعد ذا منعوه عن شرب الدوا _ فهوت ذكاء من سما عدنان
وثواه مهديّ الزمان بلحده _ من بعد ما قد لف في الأكفان

ورحم الله من قال بحق العسكري :

لو كان شأنك في التجلد شاني _ لصبرت عند طوارق الحدثان
أو ما تراني كلما طال العنا _ القيت للأقدار فضل عناني
ولو أن مابي قد أصيب ببعضه _ ثهلان ضعضع جانبي ثهلان
فاذا غزتك القارعات وضيّقت _ أيدي الحوادث فيك كل مكان
عرّج بسامراء فعنك ستنجلي _ بالعسكري عساكر الأحزان
من أم مثواه المقدس يلتجيء _ لمنار ايمان وكهف أمان
حيث الملائك خضع في ساحة _ تهوي الملوك بها على الأذقان
جنن المخوف بها وجنات الندى _ لذوي الرجاء قطوفهن دواني
من سادة سر الوجود وجودهم _ كأنها الأرواح في الأبدان
الفائزين بنيل كل فضيلة _ والحائزين سباق كل رهان
هم رحمة الله التي لا تُقبل _ الأعمال لولاهم لدى الرحمن
جمت مواهبه فأعيا عده _ وسمت مناقبه عن التبيان
بأبي الذي استسقي فأرسلت السما _ في الجدب وابل غيثه الهتان
وأبان كذب الجاثليق ورهطه _ وأعادهم بالخزي والخذلان
أفديته مضطهد تجرع من _ بني العباس صاب الظلم و العدوان
باحت بسم أبي محمد غيلة _ بكوامن الأحقاد و الشنأن
بأبي الذي ختمت رزايا أهله _ فيه فليس لرزئه من ثاني
بأبي الذي خفت حلوم أولي النهى _ لمصابه و بكى له الثقلان
وقضى قصي الدار لم يرحوله _ أحدا من الأنصار و الأعوان
بأبي الذي حضر المغيب عنده _ سرا ولم تر شخصه عينان
وعن الامامة و القيام بعبئها _ في الدين قد أنبا أبا الأديان
دع عنك ما فعل البعيد قرابة _ واعجب لفعل الأقرب المتداني
فعلى بني الزهراء آل نثيلة _ أعدى وأعتى من بني مروان
يا من همُ نعم الذرائع في غد _ لفكاك عان او إغاثة جاني
إن كنت في الدنيا أسأت فانكمريوم المعاد معادن الإحسان
ماذا يقول القائلون بمدحكم _ من بعد مدح الله في القرآن
صلى الإله عليكمُ ما غردت _ ورق على ورق من الأفنان



☽ ۩ ۞ يا طيب : أنتخب حديثا وأنسخه وبلغه في المواقع الاجتماعية مشكورا ۞ ۩ ☾

الذكر السابع
زيارة الإمامين العسكريين والدعاء عندهما

يا طيب : في هذا الذكر ، نذكر فضل زيارة الإمامين الهمامين، والسيدين الاعليين :

أبي الحسن : علي بن محمد النقي الهادي.

و أبي محمد : الحسن بن علي الزكي العسكري .

و آداب زيارتهما : و الدعاء في مشهدهما صلوات الله عليهم .

ونجعلها : في مشارق نور ، نذكر في أولهما : فضل زيارتهما وأهميتها .

وفي الإشراق الثاني : الزيارة الجامعة للإمامين عليها السلام .

وفي الإشراق الثالث : الزيارة المختصة لكل إمام منهم .

وفي الإشراق الرابع : زيارة السيدة نرجس أم الإمام المهدي .

وفي الإشراق الخامس : زيارة السيد حكيمة بنت الإمام الجواد .

وفي الإشراق السادس : فيما يستحب الدعاء بحضرتهم عليهم السلام .

وقد يكون : في كل إشراق أشعة نور ، تُفصل بحوث كل إشراق .

الإشراق الأول :
فضل زيارة الإمامين العسكريين :

الإشعاع الأول : كلام في فضل الزيارة :

يا طيب : إن زيارة النبي الأكرم وآله ، من أفضل مصاديق التحقق العلمي والعملي للاعتراف والإقرار بالإمامة ، وبمعاني الأصل الثالث و الرابع للدين ، النبوة والإمامة ، وإظهار معاني فرعي الدين التولي لأولياء الله والتبري من أعدائهم.

بل زيارة النبي وآله صلى عليهم وسلم : تحققنا بمعاني العبودية لله سبحانه ، وإطاعة أمره تعالى ، من ضرورة إظهار المودة لمن أحبهم وأطهرهم ، واصطفاهم وأختارهم هداة لدينه ، وجعلهم أولي النعيم وصراطه المستقيم .

وإن الزيارة للنبي وآله عليهم الصلاة والسلام : نفسها عبودية لله سبحانه ، وإظهار معارف عظمته وجلاله وكبريائه ومجده وتسبيحه وتقديسه ، وكرمه ولطفه ورأفته ورحمته بعباده ، وبيان حقائق عالية في حسن تدبيره وقيومته وربوبيته لعباده ، وإتقان هداه بعد ان أتقن كل شيء صنعه ، فنقر له بأنه سبحانه كما أحسن كل شيء خلقه وأتقنه ، ونعترف له تعالى بأنه أختار أفضل وأكرم وأحسن وأشرف وأطهر خلقه ، لقيادة عبادة لعبوديته وتعليم دينه وهداه.

و سترى يا طيب : في الزيارة لنبي الرحمة وآله بصورة عامة ، وهنا في زيارة الإمامين عليهما السلام ، عبارات محكمة ، وكلمات بليغة ، ومعاني حسنة ، واسلوب جميل ، وبيان رائع ، في توضيح حقائق عبودية الله سبحانه وتمجيده وتقديسه ، وبيان علوه وعظمته وجلاله وحكمته وتدبيره ، والاعتراف له بالطاعة ، ومن ثم بيان شأن كريم لآل محمد عليهم السلام ، ومناقب عالية فاضلة لهم ، سواء في وجودهم أو صفاتهم أو أفعالهم ، فضلا عن بيان كرامات الله سبحانه لهم ، وما جعل لهم من الشأن الشريف في جميع مراتب الوجود ، وبالخصوص ما جعل لهم من الولاية والإمامة ، والخلافة والقيادة ، ووجوب المحبة والمودة والطاعة.

وسترى يا طيب : إن زيارتهم والسلام والصلاة عليهم ، هي امتثال لآيات المودة والمحبة والطاعة وايتان أولي القربى ، وشهادة بالتطهير لهم والتزكية ، واعتراف لهم بما خصهم الله به من معارف الكتاب والحكمة ، وأنهم هم المنعم عليهم بالهدى وهم أصحاب الصراط المستقيم ، والشأن العالي الكريم .

وقد قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُو تَسْلِيمًا (56)

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57)

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُو فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) } الأحزاب .

ويا طيب : إن أهل البيت عليهم السلام نورهم واحد ، وإن الصلاة على النبي لا تتم إلا بالصلاة على آله معه ، سواء بالتشهد في الصلاة ، أو في مطلق الصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وآله ، وما أحلا الصلاة والسلام على النبي حين تكون قربه أو قرب واحد من آله المعصومين عليهم السلام ، وزيارتهم تبين المودة من قرب وحب مع تحمل لعناء السفر ، وهو عين التسليم لأوامرهم وطلبهم زيارتهم ليعرفهم الناس ويقر لهم العبد بالإمامة والولاية والمودة بصدق .

ويا طيب : الصلاة والسلام على آل محمد عليهم السلام عن قرب ، هو أمر لله قبل أمر الأئمة وتعاليمهم بأحاديث كثير ، حيث تعبر عن قوله تعالى :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ

وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ

جَآؤُوكَ

فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ

لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابً رَّحِيمًا (64) } النساء .

ويا طيب : أمر الله لو جاؤوك هو عين لفظ الزيارة للنبي أو لآله الطيبين الطاهرين ، وإنه كما الصلاة والسلام عليه والتسليم له لا يتم إل بالصلاة والسلام والتسليم لآله بعده ، وفي الآية أعلاه إن الله سبحانه وتعالى يضيف الزيارة وطلب الاستغفار عندهم عند النبي وآله معه ، لأنهم لا يفترقون ولا يحق التفريق بينهم ، فهم أولي أمر الله مثله وبعده إمام بعد إمام ، ولذا قال تعالى في تمام الآيات :

{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70) ...

وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ

وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) ...

مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)

وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَ أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) } النساء .

ويا طيب : إن أولي الأمر هم آل النبي وأهل بيته المعصومين وأئمة الحق أجمعين ، وإن النبي وآله أحياء يرزقون ، يسمعون الكلام في وهم في البرزخ ، ويردون بأحسن التحية والسلام والصلاة علينا وطلب الرحمة من الله لنا ، كما أنهم يستغفرون لنا ، ويشفعون لنا عند الله لقضاء حوائجنا ، وهذا تجده جلينا في نص الآيات أعلاه ، ولذا شرع استحباب زيارتهم وضرورتها جدا ، وإن من الجفاء والحرمان ترك زيارة النبي وآله صلى الله عليهم وسلم .

الإشعاع الثاني : أحاديث فضل الزيارة :

يا طيب : مر في صحيفة الزيارة المختصرة ، من موسوعة صحف الطيبين ، وزيارة باقي الأئمة ، بعض البيان لأحاديث تستوجب الزيارة لهم ، سواء كلهم أو كل إمام بخصوصه ، وهنا نبين ما يخص من فضل زيارة الإمامين عليهم السلام ، فنذكر :

في التهذيب وغيره عن الإمام الصادق عليه السلام قال :

من زار : إماما مفترض الطاعة ، وصلّى عنده أربع ركعات .

كتبت له : حجّة ، وعمرة.

وعن الحسن بن علي الوشاء قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : إن لكل إمام : عهدا في عنق أوليائهم و شيعتهم .

و إن من : تمام الوفاء بالعهد ، و حسن الأداء زيارة قبورهم.

فمن زارهم : رغبة في زيارتهم ، و تصديقا لما رغبوا فيه .

كان : أئمتهم ، شفعاءهم يوم القيامة.

تهذيب الأحكام ج6ص93ب43ح2.

وعن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

ما لمن : زار ، أحدا منكم ؟

قال عليه السلام : كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

تهذيب الأحكام ج6ص93ب43ح1 .

وقال في التهذيب وغيره : عن ابن هاشم الجعفري ، قال :

قال لي أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام :

قبري : بسرمن‏رأى أمان لأهل الجانبين .

وقال في البحار أقول : قد مرت أخبار فضل زيارتهما في أول الكتاب .

تهذيب الأحكام ج6ص93ب43ح3. بحار الأنوار ج99ص59ب6ح1 .

و قال المجلسي رحمه الله : بيان : اعلم أن زيارتهما صلوات الله عليهما ، في الأوقات و الأيام الشريفة ، و الأزمان المختصة بهما ، أفضل و أنسب .

كيوم ولادة الإمام الهادي عليه السلام :

و هو : 15 النصف من ذي الحجة .

و برواية ابن عياش : 2 ثاني رجب ، أو 5 خامسه .

و برواية إبراهيم بن هاشم : 13 ثالث عشر رجب .

و الأول : أشهر ، و لكن كونه في رجب قد ورد به الخبر .

و يوم وفاته : 3 و هو ثالث رجب برواية إبراهيم بن هاشم و غيره .

أو : 2 ثانيه ، و 5 خامسه على بعض الأقوال.

أو : 4 لأربع بقين من جمادى الآخرة ، برواية الكليني.

الكافي ج 1 ص 497.

و يوم إمامته : و هو 30 آخر ذي القعدة ، أو 11 الحادي عشر منه .

و يوم ولادة الإمام العسكري عليه السلام :

و هو : 10 عاشر ربيع الثاني على قول المفيد ، و الشيخ .

مسار الشيعة ص 24 طبع سنة 1315. مصباح المتهجد ص 554.

أو : 8 ثامنه على قول الطبرسي .

إعلام الورى ص 349. التهذيب ج 6 ص 92. إعلام الورى ص 349.

أو 4 رابعه على قول الشهيد .

و يوم وفاته : و هو 8 ثامن ربيع الأول على قول الكليني و الشيخ في التهذيب و الطبرسي و الشهيد رحمهم الله ، أو : 1 أوله على قول الشيخ في المصباح . مصباح المتهجد ص 553.

و يوم : انتقال الخلافة إليه ، و هو يوم وفاة والده صلوات الله عليهما.

بحار الأنوار ج99ص78ب6ح11 .

الإشراق الثاني
الزيارات المختصرة للإمامين

يا طيب : لقد جرت عدت تغييرات على محل بناء المرقدين للإمامين الطيبين العسكريين عليهم السلام ، وأول ما تدخل صحن كبير ثم حضرة فيها شباك كبير يحيط بمراقدهم المقدسة ، وفيه الإمام علي الهادي والإمام العسكري والسيدة نرجس زوجة العسكري وأم الإمام المهدي عجل الله ظهور ، والسيد حكيمة بن محمد الجواد عمتهم :

الإشعاع الأول : زيارة مشتركة للإمامين :

في كامل الزيارات والفقيه والتهذيب : إذا أردت زيارة قبر أبي الحسن علي بن محمد ، و أبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام ، تقول بعد الغسل : إن وصلت إلى قبريهما ، و إلا أومأت بالسلام من عند الباب ، الذي على الشارع الشباك ، وفي التهذيب عن المفيد : فإذا أتيته فقف بظاهر الشباك و اجعل وجهك تلقاء القبلة .تقول:

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا حُجَّتَيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا نُورَيِ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا مَنْ بَدَا لِلَّهِ فِي شَأْنِكُمَ .

أَتَيْتُكُمَا : زَائِراً ، عَارِفاً بِحَقِّكُمَا ، مُعَادِياً لِأَعْدَائِكُمَا ، مُوَالِياً لِأَوْلِيَائِكُمَا .

مُؤْمِناً : بِمَا آمَنْتُمَا بِهِ ، كَافِراً بِمَا كَفَرْتُمَ بِهِ ، مُحَقِّقاً لِمَا حَقَّقْتُمَا ، مُبْطِلًا لِمَا أَبْطَلْتُمَا .

أَسْأَلُ اللَّهَ : رَبِّي وَ رَبَّكُمَا ، أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكُمَا .

الصَّلَاةَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

وَ أَنْ يَرْزُقَنِي : مُرَافَقَتَكُمَا فِي الْجِنَانِ مَعَ آبَائِكُمَ الصَّالِحِينَ .

وَ أَسْأَلُهُ : أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ .

وَ يَرْزُقَنِي : شَفَاعَتَكُمَا وَ مُصَاحَبَتَكُمَا ، وَ يُعَرِّفَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَا .

وَ لَا يَسْلُبَنِي : حُبَّكُمَا ، وَ حُبَّ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ .

وَ أَنْ لَا يَجْعَلَهُ : آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَ ، وَ يَحْشُرَنِي مَعَكُمَا فِي الْجَنَّةِ ، بِرَحْمَتِهِ .

اللَّهُمَّ : ارْزُقْنِي حُبَّهُمَا ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمَ .

اللَّهُمَّ : الْعَنْ ظَالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ ، وَ انْتَقِمْ مِنْهُمْ .

اللَّهُمَّ : الْعَنِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ وَ الْآخِرِينَ ، وَ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ ، وَ أَبْلِغْ بِهِمْ وَ بِأَشْيَاعِهِمْ وَ مُحِبِّيهِمْ وَ مُتَّبِعِيهِمْ ، أَسْفَلَ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ : عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ ، وَ اجْعَلْ فَرَجَنَا مَعَ فَرَجِهِمْ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

و تجتهد : في الدعاء لنفسك و لوالديك ، و تخير من الدعاء .

فإن وصلت إليهما: صلوات الله عليهما، فصل عند قبريهما ركعتين (لكلا منهما).

و إذا دخلت المسجد : و صليت ، دعوت الله بما أحببت ، إنه قريب مجيب.

و هذا المسجد : إلى جانب الدار ، و فيه كانا يصليان عليهم السلام.

كامل الزيارات ص 313. من لا يحضره الفقيه ج2ص607ح3211 . ولم يذكر يا من بدا الله في شأنكما ، والظهار المراد به أن كلا الإمامين كان لهما أخر أكبر منهما في العمر توفي في حياة والدهما ، وكان المؤمنين يضنون الإمام هو الأخ الأكبر لهما ، ولكن لما توفيا عرف أن الإمام هو من بقي حي ، وهذا يعتبر من باب البداء الذي ، لأنهما لو أبقاهما لكنا إمامين ولكن توفيا فصارة الإمام للأخ الأصغر ، وباب البداء في التكوين يشبه النسخ في التدوين ، وهو انقطاع الحكم لمصلحة يعرفها الله ولم يظهر حكم انقطاعها ، حتى يظهر حكم ينسخها ويغيرها ، فتظهر بحقيقتها حين يشاء سبحانه بأنها حكم منقطع كان ولم يكن دائمي ، وفي تهذيب الأحكام ج6ص94ب44 . بدل شأنكما فيكما ، وذكر الزيارة عن شيخ الصدوق ، محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله ، بحار الأنوار ج99ص61ب6ح5 .

الإشعاع الثاني : نص آخر لزيارة الإمامين :

زيارة : الإمامين‏ الهمامين‏ ، السّيّدين السّندين :

أبي الحسن : عليّ بن محمّد الهادي ، و أبي محمّد بن الحسن عليّ العسكري ، عليهما السّلام ، بسرّمن‏رأى‏ :

فإذا أردت ذلك : و وردت مشهدهما عليهما السلام ، اغتسل مندوب .

فإذا وقفت على قبريهما قل :

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا نَجِيَّيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا نُورَيِ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا أَمِينَيِ اللَّهِ .

أَتَيْتُكُمَا : زَائِراً لَكُمَا ، عَارِفاً بِحَقِّكُمَا ، مُؤْمِناً بِمَا آمَنْتُمَا بِهِ ، كَافِراً بِمَا كَفَرْتُمَا بِهِ ، مُحَقِّقاً لِمَا حَقَّقْتُمَ ، مُبْطِلًا لِمَا أَبْطَلْتُمَا .

أَسْأَلُ اللَّهَ : رَبِّي وَ رَبَّكُمَا ، أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِكُمَا .

الصَّلَاةَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

وَ أَنْ يَرْزُقَنِي : شَفَاعَتَكُمَا ، وَ لَا يُفَرِّقَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَا ، وَ لَا يَسْلُبَنِي حُبَّكُمَا ، وَ حُبَّ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ .

وَ أَنْ لَا يَجْعَلَهُ : آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَ ، وَ أَنْ يَحْشُرَنِي مَعَكُمَا ، وَ يَجْمَعَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَا فِي الْجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ .

ثُمَّ تَنْكَبُّ : على كل واحد من القبرين فتقبله ، و تضع خديك عليه .

ثم ترفع رأسك و تقول :

اللَّهُمَّ : ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى وَلَايَتِهِمْ .

اللَّهُمَّ : الْعَنْ ظَالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ ، وَ انْتَقِمْ مِنْهُمْ .

اللَّهُمَّ : الْعَنِ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ وَ الْآخِرِينَ ، وَ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ‏ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ : عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَ ابْنِ نَبِيِّكَ ، وَ اجْعَلْ فَرَجَنَا مَعَ فَرَجِهِمْ ، يَا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثُمَّ تُصَلِّي : عند الرأس أربع ركعات ، و تصلي بعدها م بدا لك .

وَ تَدْعُو : لنفسك ، و لوالديك ، و لجميع المؤمنين ، بم تريد .

وفي وداع الإمامين تقف كوقوفك في أول دخولك ، و تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ ، أَسْتَوْدِعُكُمَ اللَّهَ ، وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمَا السَّلَامَ.

آمَنَّا بِاللَّهِ : وَ بِالرَّسُولِ ، وَ بِمَا جِئْتُمَا بِهِ ، وَ دَلَلْتُمَا عَلَيْهِ .

اللَّهُمَّ : أكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

ثم أسأل الله العود إليهما ، و ادع بما أحببت ، إن شاء الله .

تهذيب الأحكام ج6ص94ب45 .

وفي المزار : ثُمَّ اخْرُجْ و وجهك إلى القبرين على أعقابك.

المزار للشهيد الاول ص201 ف8 .

الإشراق الثالث :
زيارة كل من الإمامين العسكريين :

يا طيب : ما مر من الزيارات مشتركة للإمامين ، وهذه زيارات مفصلة ومنفردة لكلا من الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهم الصلاة والسلام :

الإشعاع الأول :أذن الدخول :

قال السيد ابن طاوس نور الله مرقده : إذا وصلت إلى محلة الشريف بسرمن‏رأى ، فاغتسل : عند وصولك غسل الزيارة ، و البس أطهر ثيابك ، و أمش على سكينة و وقار إلى أن تصل الباب الشريف .

فإذا بلغته : فاستأذن ، و قل :

أَ أَدْخُلُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ .

أَ أَدْخُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَ أَدْخُلُ يَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ‏ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ.

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ.

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى ، أَ أَدْخُلُ يَا مَوْلَايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ .

أَ أَدْخُلُ : يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذَ الْحَرَمِ الشَّرِيفِ .

الإشعاع الثاني : زيارة الإمام علي الهادي :

ثم تدخل : مقدما رجلك اليمنى .

و تقف : على ضريح الإمام أبي الحسن الهادي عليه السلام .

مستقبل القبر : و مستدبر القبلة .

و تكبر الله : مائة تكبيرة .

و تقول :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، الزَّكِيَّ الرَّاشِدَ ، النُّورَ الثَّاقِبَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ: يَا صَفِيَّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سِرَّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَمِينَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبْلَ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا آلَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خِيَرَةَ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ ، عَلَيْكَ يَا حَقَّ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حَبِيبَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الْأَنْوَارِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا زَيْنَ الْأَبْرَارِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَلِيلَ الْأَخْيَارِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عُنْصُرَ الْأَطْهَارِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ الرَّحْمَنِ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا رُكْنَ الْإِيمَانِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَلَمَ الْهُدَى .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حَلِيفَ التُّقَى ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْأَمِينُ الْوَفِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الرَّضِيُّ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أيُّهَا الزَّاهِدُ التَّقِيُّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا التَّالِي لِلْقُرْآنِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُبَيِّنُ لِلْحَلَالِ مِنَ الْحَرَامِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا النَّجْمُ اللَّائِحُ .

أَشْهَدُ يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ خَلِيفَتُهُ فِي بَرِيَّتِهِ‏ ، وَ أَمِينُهُ فِي بِلَادِهِ ، وَ شَاهِدُهُ عَلَى عِبَادِهِ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ بَابُ الْهُدَى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَ الْحُجَّةُ عَلَى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، الْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُيُوبِ ، وَ الْمُخْتَصُّ بِكَرَامَةِ اللَّهِ ، وَ الْمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللَّهِ ، وَ الْمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ اللَّهِ ، وَ الرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ ، وَ تَحْيَا بِهِ الْبِلَادُ .

أَشْهَدُ يَا مَوْلَايَ : أَنِّي بِكَ وَ بِآبَائِكَ وَ أَبْنَائِكَ ، مُوقِنٌ مُقِرٌّ ، وَ لَكُمْ تَابِعٌ ، فِي ذَاتِ نَفْسِي ، وَ شَرَائِعِ دِينِي ، وَ خَاتِمَةِ عَمَلِي ، وَ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ .

وَ أَنِّي وَلِيٌّ : لِمَنْ وَالاكُمْ ، عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ .

مُؤْمِنٌ : بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِيَتِكُمْ ، وَ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ .

بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي : وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

ثم قبل ضريحه : وضع خدك الأيمن عليه ، ثم الأيسر ، وَ قُلِ :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ صَلِّ : عَلَى حُجَّتِكَ الْوَفِيِّ ، وَ وَلِيِّكَ الزَّكِيِّ .

وَ أَمِينِكَ : الْمُرْتَضَى ، وَ صَفِيِّكَ الْهَادِي .

وَ صِرَاطِكَ : الْمُسْتَقِيمِ ، وَ الْجَادَّةِ الْعُظْمَى .

وَ الطَّرِيقَةِ : الْوُسْطَى ، وَ نُورِ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ .

وَ وَلِيِّ : الْمُتَّقِينَ ، وَ صَاحِبِ الْمُخْلِصِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ .

وَ صَلِّ : عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ .

الْمَعْصُومِ : مِنَ الزَّلَلِ ، وَ الطَّاهِرِ مِنَ الْخَلَلِ ، وَ الْمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالْأَمَلِ .

الْمَبْلُوِّ : بِالْفِتَنِ ، وَ الْمُخْتَبَرِ بِالْمِحَنِ .

وَ الْمُمْتَحَنِ : بِحُسْنِ الْبَلْوَى ، وَ صَبْرِ الشَّكْوَى .

مُرْشِدِ : عِبَادِكَ ، وَ بَرَكَةِ بِلَادِكَ .

وَ مَحَلِّ : رَحْمَتِكَ ، وَ مُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ .

وَ الْقَائِدِ : إِلَى جَنَّتِكَ ، الْعَالِمِ فِي بَرِيَّتِكَ ، وَ الْهَادِي فِي خَلِيقَتِكَ .

الَّذِي : ارْتَضَيْتَهُ وَ انْتَجَبْتَهُ ، وَ اخْتَرْتَهُ لِمَقَامِ رَسُولِكَ فِي أُمَّتِهِ .

وَ أَلْزَمْتَهُ : حِفْظَ شَرِيعَتِهِ .

فَاسْتَقَلَّ : بِأَعْبَاءِ الْوَصِيَّةِ ، نَاهِضاً بِهَا ، وَ مُضْطَلِعاً بِحَمْلِهَا .

لَمْ يَعْثُرْ : فِي مُشْكِلٍ ، وَ لَا هَفَا فِي مُعْضِلٍ .

بَلْ كَشَفَ : الْغُمَّةَ ، وَ سَدَّ الْفُرْجَةَ ، وَ أَدَّى الْمُفْتَرَضَ .

اللَّهُمَّ : فَكَمَا أَقْرَرْتَ نَاظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ ، فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ ، وَ أَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ .

وَ صَلِّ عَلَيْهِ : وَ بَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَ سَلَاماً .

وَ آتِنَا : مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوَالاتِهِ ، فَضْلًا وَ إِحْسَاناً ، وَ مَغْفِرَةً وَ رِضْوَاناً .

إِنَّكَ : ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‏ .

ثم تصلي : صلاة الزيارة .

فإذا سلمت ، فقل :

اللَّهُمَّ : يَا ذَا الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ ، وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ .

وَ الْمِنَنِ : الْمُتَتَابِعَةِ ، وَ الْآلَاءِ الْمُتَوَاتِرَةِ .

وَ الْأَيَادِي : الْجَلِيلَةِ ، وَ الْمَوَاهِبِ الْجَزِيلَةِ .

صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ .

وَ أَعْطِنِي : سُؤْلِي ، اجْمَعْ شَمْلِي ، وَ لُمَّ شَعَثِي .

وَ زَكِّ عَمَلِي ، وَ لَا تُزِغْ قَلْبِي : بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ، وَ لَا تُزِلَّ قَدَمِي.

وَ لَا تَكِلْنِي : إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَ لَا تُخَيِّبْ طَمَعِي .

وَ لَا تُبْدِ : عَوْرَتِي ، وَلَا تَهْتِكْ سِتْرِي ، وَ لَ تُوحِشْنِي ، وَ لَا تُؤْيِسْنِي.

وَ كُنْ لِي : رَؤوفاً رَحِيماً ، وَ اهْدِنِي ، وَ زَكِّنِي ، وَ طَهِّرْنِي ، وَ صَفِّنِي ، وَ اصْطَفِنِي ، وَ خَلِّصْنِي ، وَ اسْتَخْلِصْنِي ، وَ اصْنَعْنِي ، وَ اصْطَنِعْنِي ، وَ قَرِّبْنِي إِلَيْكَ ، وَ لَا تُبَاعِدْنِي مِنْكَ ، وَ الْطُفْ بِي وَلَا تَجْفُنِي ، وَأَكْرِمْنِي وَ لَا تُهِنِّي .

وَ مَا أَسْأَلُكَ : فَلَا تَحْرِمْنِي ، وَمَا لَا أَسْأَلُكَ فَاجْمَعْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ : يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

وَ أَسْأَلُكَ : بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ .

وَ بِحُرْمَةِ : نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

وَ بِحُرْمَةِ : أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ، وَ الْحَسَنِ ، وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ مُحَمَّدٍ ، وَ جَعْفَرٍ ، وَ مُوسَى ، وَ عَلِيٍّ ، وَ مُحَمَّدٍ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ الْحَسَنِ ، وَ الْخَلَفِ الْبَاقِي ، صَلَوَاتُكَ وَ بَرَكَاتُكَ عَلَيْهِمْ . أَنْ تُصَلِّيَ : عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

وَ تُعَجِّلَ : فَرَجَ قَائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ ، وَ تَنْصُرَهُ ، وَ تَنْتَصِرَ بِهِ لِدِينِكَ .

وَ تَجْعَلَنِي : فِي جُمْلَةِ النَّاجِينَ بِهِ ، وَ الْمُخْلِصِينَ فِي طَاعَتِهِ .

وَ أَسْأَلُكَ : بِحَقِّهِمْ ، لَمَّا اسْتَجَبْتَ لِي دَعْوَتِي ، وَ قَضَيْتَ حَاجَتِي .

وَ أَعْطَيْتَنِي : سُؤْلِي وَ أُمْنِيَّتِي ، وَ كَفَيْتَنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي.

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ : يَا نُورُ يَا بُرْهَانُ ، يَا مُنِيرُ يَا مُبِينُ .

يَا رَبِّ : اكْفِنِي شَرَّ الشُّرُورِ ، وَ آفَاتِ الدُّهُورِ .

وَ أَسْأَلُكَ : النَّجَاةَ ، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ .

و ادعُ : بما شئت ، و أكثر من قولك :

يَا عُدَّتِي : عِنْدَ الْعُدَدِ ، وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدُ ، وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدُ.

وَ يَا وَاحِدُ : يَا أَحَدُ ، وَ يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً .

صَلِّ : عَلَى جَمَاعَتِهِمْ ، وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَ . ( تذكر حاجتك ) .

فقد روي عنه صلوات الله عليه أنه قال :

إنني دعوت الله عز و جل : ألا يخيب‏ من دعا به ، في مشهدي بعدي .

الإشعاع الثاني : زيارة الإمام أبو محمد الحسن العسكري :

ثم قال بن طاووس رضي الله عنه : فإذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري صلوات الله عليه ، فليكن بعد عمل جميع ما قدمناه ، في زيارة أبيه الهادي عليه السلام :

( أي أن تكون على غسل ولابس أطهر الثياب ، وإن استأذنت قبل وإلا فتستأذن بالاستئذان السابق ، ثم تستقبل القبر ، والقبلة خلفك ، و تكبر الله مائة تكبيرة ) .

ثم قف على ضريحه عليه السلام و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَوْلَايَ .

يَا أَبَا مُحَمَّدٍ : الْحَسَنَ الْعَسْكَرِيَّ ابْنَ عَلِيٍّ الْهَادِي الْمُهْتَدِي، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ أَوْلِيَائِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَجِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا صَفِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ أَصْفِيَائِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ ، وَ ابْنَ خُلَفَائِهِ ، وَ أَبَا خَلِيفَتِهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَاتَمِ الْوَصِيِّينَ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْأَوْصِيَاءِ الرَّاشِدِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عِصْمَةَ الْمُتَّقِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ الْفَائِزِينَ.

السلَامُ عَلَيْكَ : يَا رُكْنَ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا فَرَجَ الْمَلْهُوفِينَ.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ الْأَنْبِيَاءِ الْمُنْتَجَبِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا خَازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا الدَّاعِي بِحُكْمِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا النَّاطِقُ بِكِتَابِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا حُجَّةَ الْحُجَجِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا هَادِيَ الْأُمَمِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ النِّعَمِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا عَيْبَةَ الْعِلْمِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِينَةَ الْحِلْمِ .

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا أَبَا الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ .

الظَّاهِرَةِ : لِلْعَاقِلِ حُجَّتُهُ ، وَ الثَّابِتَةِ فِي الْيَقِينِ مَعْرِفَتُهُ .

الْمُحْتَجَبِ : عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ ، وَ الْمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفَاسِقِينَ .

وَ الْمُعِيدِ : رَبُّنَا بِهِ :

الْإِسْلَامَ : جَدِيداً بَعْدَ الِانْطِمَاسِ ، وَ الْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الِانْدِرَاسِ .

أَشْهَدُ يَا مَوْلَايَ : أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ .

وَ أَمَرْتَ : بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ دَعَوْتَ : إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ، وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .

وَ عَبَدْتَ اللَّهَ : مُخْلِصاً ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

أَسْأَلُ اللَّهَ : بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ .

أَنْ يَتَقَبَّلَ : زِيَارَتِي‏ لَكُمْ ، وَ يَشْكُرَ سَعْيِي إِلَيْكُمْ ، وَ يَسْتَجِيبَ دُعَائِي بِكُمْ ، وَ يَجْعَلَنِي : مِنْ أَنْصَارِ الْحَقِّ ، وَ أَتْبَاعِهِ وَ أَشْيَاعِهِ ، وَ مَوَالِيهِ وَ مُحِبِّيهِ.

وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ : وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

ثُمَّ قَبِّلْ ضَرِيحَهُ : و ضع خدك الأيمن عليه ، ثم الأيسر ، وَ قُلِ :

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ .

وَ صَلِّ : عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، الْهَادِي إِلَى دِينِكَ ، وَ الدَّاعِي إِلَى سَبِيلِكَ.

عَلَمِ الْهُدَى : وَ مَنَارِ الْتُّقَى ، وَ مَعْدِنِ الْحِجَى ، وَ مَأْوَى النُّهَى ، وَ غَيْثِ الْوَرَى .

وَ سَحَابِ : الْحِكْمَةِ ، وَ بَحْرِ الْمَوْعِظَةِ .

وَ وَارِثِ : الْأَئِمَّةِ ، وَ الشَّهِيدِ عَلَى الْأُمَّةِ .

الْمَعْصُومِ : الْمُهَذَّبِ ، وَ الْفَاضِلِ الْمُقَرَّبِ .

وَ الْمُطَهَّرِ : مِنَ الرِّجْسِ .

الَّذِي وَرَّثْتَهُ : عِلْمَ الْكِتَابِ ، وَ أَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطَابِ .

وَ نَصَبْتَهُ : عَلَماً لِأَهْلِ قِبْلَتِكَ ، وَ قَرَنْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ .

وَ فَرَضْتَ : مَوَدَّتَهُ ، عَلَى جَمِيعِ خَلِيقَتِكَ .

اللَّهُمَّ : فَكَمَا أَنَابَ بِحُسْنِ الْإِخْلَاصِ فِي تَوْحِيدِكَ .

وَ أَرْدَى : مَنْ خَاضَ فِي تَشْبِيهِكَ .

وَ حَامَى : عَنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِكَ .

فَصَلِّ : يَا رَبِّ عَلَيْهِ صَلَاةً ، يَلْحَقُ بِهَا مَحَلَّ الْخَاشِعِينَ .

وَ يَعْلُو : فِي الْجَنَّةِ ، بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ .

وَ بَلِّغْهُ مِنَّا : تَحِيَّةً وَ سَلَاماً .

وَ آتِنَا : مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوَالاتِهِ ، فَضْلًا وَ إِحْسَاناً ، وَ مَغْفِرَةً وَ رِضْوَاناً .

إِنَّكَ : ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ، وَ مَنٍّ جَسِيمٍ .

ثُمَّ تُصَلِّي : صلاة الزيارة ، فإذا فرغت ، فَقُلْ :

يَا دَائِمُ : يَا دَيْمُومُ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ .

يَا كَاشِفَ : الْكَرْبِ وَ الْهَمِّ ، وَ يَا فَارِجَ الْغَمِّ .

وَ يَا بَاعِثَ : الرُّسُلِ ، وَ يَا صَادِقَ الْوَعْدِ ، وَ يَ حَيُّ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ .

أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِحَبِيبِكَ : مُحَمَّدٍ ، وَ وَصِيِّهِ عَلِيٍّ ، ابْنِ عَمِّهِ وَ صِهْرِهِ عَلَى ابْنَتِهِ ، الَّذِي خَتَمْتَ بِهِمَا الشَّرَائِعَ ، وَ فَتَحْتَ التَّأْوِيلَ وَ الطَّلَائِعَ .

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا : صَلَاةً يَشْهَدُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ ، و َ يَنْجُو بِهَا الْأَوْلِيَاءُ وَ الصَّالِحُونَ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِفَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، وَالِدَةِ الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ .

وَ سَيِّدَةِ : نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، الْمُشَفَّعَةِ فِي شِيعَةِ أَوْلَادِهَا الطَّيِّبِينَ .

فَصَلِّ عَلَيْهَا : صَلَاةً دَائِمَةً ، أَبَدَ الْآبِدِينَ ، وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ.

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِالْحَسَنِ : الرَّضِيِّ ، الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ .

وَ الْحُسَيْنِ : الْمَظْلُومِ الْمَرْضِيِّ ، الْبَرِّ التَّقِيِّ ، سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ .

الْإِمَامَيْنِ: الْخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ، التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ، الطَّاهِرَيْنِ‏ الشَّهِيدَيْنِ، الْمَظْلُومَيْنِ الْمَقْتُولَيْنِ.

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا : مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ مَا غَرَبَتْ ، صَلَاةً مُتَوَالِيَةً مُتَتَالِيَةً .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : سَيِّدِ الْعَابِدِينَ ، الْمَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمِينَ .

وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ : الْبَاقِرِ الطَّاهِرِ ، النُّورِ الزَّاهِرِ .

الْإِمَامَيْنِ : السَّيِّدَيْنِ ، مِفْتَاحَيِ الْبَرَكَاتِ ، وَ مِصْبَاحَيِ الظُّلُمَاتِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا : مَا سَرَى لَيْلٌ ، وَ مَا أَضَاءَ نَهَارٌ ، صَلَاةً تَغْدُو وَ تَرُوحُ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ : الصَّادِقِ عَنِ اللَّهِ ، وَ النَّاطِقِ فِي عِلْمِ اللَّهِ .

وَ بِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ : الْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي نَفْسِهِ ، وَ الْوَصِيِّ النَّاصِحِ .

الْإِمَامَيْنِ : الْهَادِيَيْنِ الْمَهْدِيَّيْنِ ، الْوَافِيَيْنِ الْكَافِيَيْنِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا : مَا سَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ ، وَ تَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ .

صَلَاةً : تَنْمِي وَ تَزِيدُ ، وَ لَا تَفْنَى وَ لَا تَبِيدُ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ، وَ بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى .

الْإِمَامَيْنِ : الْمُطَهَّرَيْنِ الْمُنْتَجَبَيْنِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا: مَا أَضَاءَ صُبْحٌ، وَدَامَ صَلَاةً ، تُرَقِّيهِمَ إِلَى رِضْوَانِكَ فِي الْعِلِّيِّينَ مِنْ جِنَانِكَ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ :

بِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ : الرَّاشِدِ .

وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : الْهَادِي .

الْقَائِمَيْنِ : بِأَمْرِ عِبَادِكَ ، الْمُخْتَبَرَيْنِ بِالْمِحَنِ الْهَائِلَةِ ، وَ الصَّابِرَيْنِ فِي الْإِحَنِ الْمَائِلَةِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِمَا : كِفَاءَ أَجْرِ الصَّابِرِينَ ، وَ إِزَاءَ ثَوَابِ الْفَائِزِينَ.

صَلَاةً : تُمَهِّدُ لَهُمَا الرِّفْعَةَ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا رَبِّ :

بِإِمَامِنَا : وَ مُحَقِّقِ زَمَانِنَا ، الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ، وَ الشَّاهِدِ الْمَشْهُودِ ، وَ النُّورِ الْأَزْهَرِ : وَ الضِّيَاءِ الْأَنْوَرِ ، وَ الْمَنْصُورِ بِالرُّعْبِ ، وَ الْمُظَفَّرِ بِالسَّعَادَةِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : عَدَدَ الثَّمَرِ ، وَ أَوْرَاقِ الشَّجَرِ ، وَ أَجْزَاءِ الْمَدَرِ و، َ عَدَدَ الشَّعْرِ وَ الْوَبَرِ .

وَ عَدَدَ : مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَ أَحْصَاهُ كِتَابُكَ .

صَلَاةً : يَغْبِطُهُ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ .

اللَّهُمَّ : وَ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ ، وَ احْفَظْنَا عَلَى طَاعَتِهِ .

وَ احْرُسْنَا : بِدَوْلَتِهِ ، وَ أَتْحِفْنَا بِوَلَايَتِهِ ، وَ انْصُرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا بِعِزَّتِهِ .

وَ اجْعَلْنَا يَا رَبِّ : مِنَ التَّوَّابِينَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‏ .

اللَّهُمَّ : وَ إِنَّ إِبْلِيسَ الْمُتَمَرِّدَ اللَّعِينَ ، قَدِ اسْتَنْظَرَكَ لِإِغْوَاءِ خَلْقِكَ فَأَنْظَرْتَهُ .

وَ اسْتَمْهَلَكَ : لِإِضْلَالِ عَبِيدِكَ فَأَمْهَلْتَهُ ، بِسَابِقِ عِلْمِكَ فِيهِ.

وَ قَدْ عَشَّشَ : وَ كَثُرَتْ جُنُودُهُ ، وَ ازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ .

وَ انْتَشَرَتْ : دُعَاتُهُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ .

فَأَضَلُّوا : عِبَادَكَ ، وَ أَفْسَدُوا دِينَكَ ، وَ حَرَّفُو الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ .

وَ جَعَلُوا : عِبَادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقِينَ ، وَ أَحْزَاباً مُتَمَرِّدِينَ .

وَ قَدْ وَعَدْتَ : نُقُوضَ بُنْيَانِهِ ، وَ تَمْزِيقَ شَأْنِهِ .

فَأَهْلِكْ : أَوْلَادَهُ وَ جُيُوشَهُ ، وَ طَهِّرْ بِلَادَكَ مِنِ اخْتِرَاعَاتِهِ وَ اخْتِلَافَاتِهِ .

وَ أَرِحْ عِبَادَكَ : مِنْ مَذَاهِبِهِ وَ قِيَاسَاتِهِ ، وَ اجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ .

وَ ابْسُطْ عَدْلَكَ : وَ أَظْهِرْ دِينَكَ ، وَ قَوِّ أَوْلِيَاءَكَ ، وَ أَوْهِنْ أَعْدَاءَكَ .

وَ أَوْرِثْ : دِيَارَ إِبْلِيسَ ، وَ دِيَارَ أَوْلِيَائِهِ ، أَوْلِيَاءَكَ .

وَ خَلِّدْهُمْ : فِي الْجَحِيمِ ، وَ أَذِقْهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ .

وَ اجْعَلْ : لَعَائِنَكَ ، الْمُسْتَوْدَعَةَ فِي مَنَاحِسِ الْخِلْقَةِ ، وَ مَشَاوِيهِ الْفِطْرَةِ ، دَائِرَةً عَلَيْهِمْ ، وَ مُوَكَّلَةً بِهِمْ ، وَ جَارِيَةً فِيهِمْ ، كُلَّ مَسَاءٍ وَ صَبَاحٍ ، وَ غُدُوٍّ وَ رَوَاحٍ .

رَبَّنا : آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ .

يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم أدعُ بما تحب لنفسك و لإخوانك .

مصباح الزائر ص 210 ، و عنه في .بحار الأنوار ج99ص64ب6ح5 .

الإشعاع الثالث : زيارة أم القائم :

وقال السيد بن طاووس رحمه الله : ثُمَّ تَزُورُ أُمَّ الْقَائِمِ عليه السلام :

وَ قَبْرُهَا : خلف ضريح مولانا الحسن العسكري عليه السلام ، فَتَقُولُ :

السَّلَامُ : عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الصَّادِقِ الْأَمِينِ ، السَّلَامُ عَلَى مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .

السَّلَامُ : عَلَى الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ ، الْحُجَجِ الْمَيَامِينِ .

السَّلَامُ : عَلَى وَالِدَةِ الْإِمَامِ ، وَالْمُودَعَةِ أَسْرَارَ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ ، وَالْحَامِلَةِ لِأَشْرَفِ الْأَنَامِ.

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الْمَرْضِيَّةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا شَبِيهَةَ أُمِّ مُوسَى ، وَ ابْنَةَ حَوَارِيِّ عِيسَى.

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، السَّلَامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الْمَنْعُوتَةُ فِي الْإِنْجِيلِ ، الْمَخْطُوبَةُ مِنْ رُوحِ اللَّهِ الْأَمِينِ .

وَ مَنْ رَغِبَ : فِي وُصْلَتِهَا ، مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ ، وَ الْمُسْتَوْدَعَةُ أَسْرَارَ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : وَ عَلَى آبَائِكِ الْحَوَارِيِّينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : وَ عَلَى بَعْلِكِ ، وَ وُلْدِكِ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : وَ عَلَى رُوحِكِ ، وَ بَدَنِكِ الطَّاهِرِ .

أَشْهَدُ أَنَّكِ : أَحْسَنْتِ الْكَفَالَةَ ، وَ أَدَّيْتِ الْأَمَانَةَ .

وَ اجْتَهَدْتِ : فِي‏ مَرْضَاةِ اللَّهِ ، وَ صَبَرْتِ فِي ذَاتِ اللَّهِ ، وَحَفِظْتِ سِرَّ اللَّهِ.

وَ حَمَلْتِ : وَلِيَّ اللَّهِ ، وَبَالَغْتِ فِي حِفْظِ حُجَّةِ اللَّهِ ، وَرَغِبْتِ فِي وُصْلَةِ أَبْنَاءِ رَسُولِ اللَّهِ .

عَارِفَةً : بِحَقِّهِمْ ، مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِمْ ، مُعْتَرِفَةً بِمَنْزِلَتِهِمْ .

مُسْتَبْصِرَةً : بِأَمْرِهِمْ ، مُشْفِقَةً عَلَيْهِمْ ، مُؤْثِرَةً هَوَاهُمْ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكِ : مَضَيْتِ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكِ ، مُقْتَدِيَةً بِالصَّالِحِينَ .

رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً : تَقِيَّةً نَقِيَّةً زَكِيَّةً .

فَرَضِيَ اللَّهُ : عَنْكِ وَ أَرْضَاكِ ، وَ جَعَلَ الْجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَ مَأْوَاكِ.

فَلَقَدْ أَوْلَاكِ : مِنَ الْخَيْرَاتِ مَا أَوْلَاكِ ، وَ أَعْطَاكِ مِنَ الشَّرَفِ مَا بِهِ أَغْنَاكِ.

فَهَنَّاكِ اللَّهُ : بِمَا مَنَحَكِ مِنَ الْكَرَامَةِ وَ أَمْرَاكِ .

ثم ترفع رأسك وَ تَقُولُ :

اللَّهُمَّ : إِيَّاكَ اعْتَمَدْتُ ، وَ لِرِضَاكَ طَلَبْتُ .

وَ بِأَوْلِيَائِكَ : إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ ، وَ عَلَى غُفْرَانِكَ وَ حِلْمِكَ اتَّكَلْتُ .

وَ بِكَ اعْتَصَمْتُ : وَ بِقَبْرِ أُمِّ وَلِيِّكَ لُذْتُ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ انْفَعْنِي بِزِيَارَتِهَ .

وَ ثَبِّتْنِي : عَلَى مَحَبَّتِهَا ، وَ لَا تَحْرِمْنِي شَفَاعَتَهَ ، وَ شَفَاعَةَ وَلَدِهَا .

وَ ارْزُقْنِي : مُرَافَقَتَهَا ، وَاحْشُرْنِي مَعَهَا وَ مَعَ وَلَدِهَا ، كَمَا وَفَّقْتَنِي لِزِيَارَةِ وُلْدِهَا وَ زِيَارَتِهَا .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ : بِالْحُجَجِ الْمَيَامِينِ مِنْ آلِ طه وَ يس .

أَنْ تُصَلِّيَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ .

وَ أَنْ تَجْعَلَنِي : مِنَ الْمُطْمَئِنِّينَ الْفَائِزِينَ ، الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ .

الَّذِينَ : لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ .

وَ اجْعَلْنِي : مِمَّنْ قَبِلْتَ سَعْيَهُ ، وَ يَسَّرْتَ أَمْرَهُ ، وَ كَشَفْتَ ضُرَّهُ ، وَ آمَنْتَ خَوْفَهُ .

اللَّهُمَّ : بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ عَجِّلْ لَهُمْ بِانْتِقَامِكَ .

وَ لَا تَجْعَلْهُ : آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاهَ ، وَ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ إِلَيْهَا أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي .

وَ إِذَا تَوَفَّيْتَنِي : فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهَا ، وَ أَدْخِلْنِي فِي شَفَاعَةِ وَلَدِهَا وَ شَفَاعَتِهَا .

وَ اغْفِرْ لِي : وَ لِوالِدَيَّ ، وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ .

وَ آتِنا : فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَ قِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ .

وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا سَادَاتِي ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

مصباح الزائر ص 214- 215 . بحار الأنوار ج99ص72 . وذكر بعد الزيارة عن مزار الشهيد ص 65. المزار الكبير ص 217. وذكر المجلسي عن السيد قال : و قد تقدم في ذكر زيارة فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها أكثر هذه الألفاظ ، و إنما نقلن ما وجدناه ، و الله الموفق لما يرضاه . و ذكر عن المفيد و الشهيد و غيرهما في كتبهم ، زيارة أم القائم عليها السلام هكذا ، و قال مؤلف المزار الكبير أملاه على رجل من البحرين ، سمعته يزور بها ، ثم ذكر هذه الزيارة بعينها .

الإشعاع الرابع : زيارة السيد حكيمة :

يا طيب : والسيدة حكيمة : و هي بنت الإمام محمد الجواد ، ابن علي يبن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهي عمة الإمام علي الهادي النقي ، وعمة أبي الإمام الحسن العسكري ، وهي التي كانت حاضرة حين ولادة الإمام المهدي المنتظر ، وهي عقيلة بني هاشم في زمانها عليهم الصلاة والسلام وعجل الله فرجهم ، وقبرها الشريف مما يلي رجلي العسكريين عليهم السلام .

وقد وجدت لها زيارتين : أحدها في زاد المعاد للعلامة المجلسي ، والثانية في مفاتيح الجنان للقمي ، كما وتكون زيارتها بنفس هيئة الوقوف التي عرفتها في زيارة الإمام :

ذكر العلامة : محمد باقر المجلسي في زاد المعاد ، فقال :

زيارة حكيمة خاتون :

لسَّلَامُ : عَلَى سَيِّدِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، الْمَوْلُودِ فِي بَيْتِ اللَّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ.

السَّلَامُ : عَلَى الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، وَلِيَّيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ ، الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ، أُمَنَاءِ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا بِنْتَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا بِنْتَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا بِنْتَ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا بِنْتَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، التَّقِيِّ الْجَوَادِ الْأَمِينِ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا عَمَّةَ الْإِمَامِ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا مِنْ وُلِدَ فِي حَجْرِهَا الْإِمَامُ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا السَّيِّدَةُ الْجَلِيلَةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الْحَسِيبَةُ النَّبِيلَةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الْعَالِمَةُ الْعَامِلَةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ‏ : أَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الْكَرِيمَةُ الْعَلِيمَةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : أَيَّتُهَا الْحَكِيمَةُ الْحَلِيمَةُ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : وَ عَلَى رُوحِكِ وَ بَدَنِكِ .

السَّلَامُ عَلَيْكِ وَ عَلَى جِسْمِكِ وَ جَسَدِكِ.

السَّلَامُ عَلَيْكِ : يَا مَوْلَاتِي، وَابْنَةَ مَوْلَايَ ، وَسَيِّدَتِي وَ ابْنَةَ سَيِّدِي، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

أَشْهَدُ أَنَّكِ : قَدْ أَقَمْتِ الصَّلَاةَ ، وَ آتَيْتِ الزَّكَاةَ .

وَ أَمَرْتِ : بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتِ عَنِ الْمُنْكَرِ .

وَ أَطَعْتِ : اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ، وَ صَبَرْتِ عَلَى الْأَذَى فِي جَنْبِهِ ، حَتَّى أَتَاكِ الْيَقِينُ.

فَلَعَنَ اللَّهُ : مَنْ جَحَدَكُمْ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكِ ، وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّكِ .

وَ لَعَنَ اللَّهُ : أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ ، مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ ، مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ ، وَ ضَاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ .

أَتَيْتُكِ : يَا مَوْلَاتِي وَ ابْنَةَ مَوْلَايَ ، زَائِراً ، قَاصِداً ، وَافِداً .

فَكُونِي : شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي غُفْرَانِ ذُنُوبِي ، وَ قَضَاءِ حَوَائِجِي ، وَ إِعْطَاءِ سُؤْلِي ، وَ كَشْفِ ضُرِّي .

فَإِنَّ لَكِ : وَ لِأَبِيكِ وَ أَجْدَادِكِ الطَّاهِرِينَ ، جَاهاً عَظِيماً ، وَ شَفَاعَةً مَقْبُولَةً .

السَّلَامُ عَلَيْكِ : وَ عَلَى آبَائِكِ الطَّاهِرِينَ الْمُطَهَّرِينَ ، وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقِيمِينَ فِي هَذَا الْحَرَمِ الشَّرِيفِ الْمُبَارَكِ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

وَ ادْعُ : بِمَا شِئْتَ .

زاد المعاد- مفتاح الجنان‏ للعلامة محمد باقر المجلسي الوفاة سنة1110 ه ص539 .

زِيَارَةُ ثانية لـ حَكِيمَةَ بنت الإمام الجواد عليها السلام :

قال عباس القمي رحمه الله في مفاتيح الجنان :

وقد ذكرنا : في كتاب هدية الزائر ، فضائل حكيمة بنت الإمام محمد التقي عليه السلام ، وقبرها الشريف مما يلي رجلي العسكريِّيْن عليهم السلام ، متصل بضريحهما .

وقلنا هناك : إنّ كتب الزيارة لم تخصها بزيارة خاصة مع ماله من رفيع المنزلة ، فينبغي أن تزار بالزيارة العامة لأولاد الأئمة عليهم السلام ، أو تزار بما ورد لزيارة عمّتها الكريمة فاطمة بنت موسى عليه السلام .

بان تستقبل القبلة وتقول :

السَّلامُ : عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَى نُوحٍ نَبِيِّ الله ، السَّلامُ عَلَى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله ، السَّلامُ عَلَى مُوسى كَلِيمِ الله . السَّلامُ عَلَى عِيسى رُوحِ اللهِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا رَسُولَ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ ي خَيْرَ خَلْقِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ ، وَصِيَّ رَسُولِ الله .

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكُما : يا سِبْطَي الرَّحْمَةِ ، وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ ، سَيِّدَ العابِدِينَ ، وَ قُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ ، الطَّاهِرَ الطُّهْرَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا عَلِيَّ بْنَ مُوسى ، الرِّضا المُرْتَضى .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ ، التَّقِيَّ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ .

السَّلامُ عَلَيْكَ : يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ.

اللّهُمَّ : صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ، وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ، وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ.

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا بِنْتَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ.

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا بِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ .

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا بِنْتَ وَلِيِّ الله .

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا اُخْتَ وَلِيِّ الله .

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا عَمَّةَ وَلِيِّ الله .

السَّلامُ عَلَيْكِ : يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ بْنَ عَلِيٍّ التَّقِيِّ ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ .

السَّلامُ عَلَيْكِ : عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ ، وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ .

وَأَوْرَدَنا : حَوْضَ نَبِيِّكُمْ ، وَ سَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ .

صَلَواتُ الله : عَلَيْكُمْ .

أَسْأَلُ الله : أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ .

وَأَنْ يَجْمَعَنا : وَإِيَّاكُمْ ، فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

وَ أَنْ لا يَسْلُبَنا : مَعْرِفَتَكُمْ ، إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ .

أَتَقَرَّبُ : إِلى الله بِحُبِّكُمْ ، وَ البَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ .

وَ التَّسْلِيمِ : إِلى الله ، راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَ لا مُسْتَكْبِرٍ .

وَعَلى يَقِينٍ : ما أَتى بِهِ مُحَمَّدٌ ، وَ بِهِ راضٍ .

نَطْلُبُ بِذلِكَ : وَجْهَكَ يا سَيِّدِي .

اللّهُمَّ : وَرِضاكَ ، وَ الدَّارَ الآخِرةَ .

يا حَكِيمَةُ : اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ ، فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ.

اللّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ ، أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ ، فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ .

وَ لا حَوْلَ : وَ لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ .

اللّهُمَّ : اسْتَجِبْ لَنا ، وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ ، وَ عِزَّتِكَ وَ بِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ .

وَصَلّى الله : عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الإشعاع الخامس : وداع الإمامين العسكريين :

ثم قال السيد بن طاووس رحمه الله : في ذكر وداع الإمامين العسكريين صلوات الله عليهما ، فإذا فرغت من زيارة أم القائم عليها السلام ، ( وما عرفت من زيارة حكيمة بن الإمام الجواد عليها السلام ) ، و أردت وداع العسكريين صلوات الله عليهما .

فقف على ضريحهما و قل :

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا حُجَّتَيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا نُورَيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : وَ عَلَى آبَائِكُمَا ، وَ عَلَى أَجْدَادِكُمَ وَ أَوْلَادِكُمَا.

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمَا وَ أَجْسَادِكُمَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : سَلَامَ مُوَدِّعٍ ، لَا سَئِمٍ ، وَ لَا قَالٍ ، وَ لَا مَالٍّ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : سَلَامَ وَلِيٍّ ، غَيْرِ رَاغِبٍ عَنْكُمَ ، وَ لَا مُسْتَبْدِلٍ بِكُمَا غَيْرَكُمَا ، وَ لَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكُمَا .

يَا ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ : أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَ أَسْتَرْعِيكُمَ ، وَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمَا السَّلَامَ.

آمَنْتُ بِاللَّهِ : وَ بِالرَّسُولِ ، وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اكْتُبْنَ مَعَ الشَّاهِدِينَ .

اللَّهُمَّ : لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي ، وَ ارْدُدْنِي إِلَيْهِمَا ، وَ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ، ثُمَّ الْعَوْدَ إِلَيْهِمَا مَا أَبْقَيْتَنِي ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي مَعَهُمَا ، وَ مَعَ آبَائِهِمَا الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ تَقَبَّلْ عَمَلِي ، وَ اشْكُرْ سَعْيِي ، وَ عَرِّفْنِي : الْإِجَابَةَ فِي دُعَائِي ، وَ لَا تُخَيِّبْ سَعْيِي ، وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي .

وَ ارْدُدْنِي : إِلَيْهِمَا ، بِبِرٍّ وَ تَقْوَى ، وَ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ زِيَارَتِهِمَا فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَ تَرُدَّنِي خَائِباً وَ لَا خَاسِراً.

وَ ارْدُدْنِي : مُفْلِحاً مُنْجِحاً ، مُسْتَجَاباً دُعَائِي ، مَرْحُوماً صَوْتِي ، مَقْضِيّاً حَوَائِجِي ،وَ احْفَظْنِي : مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَ مِنْ خَلْفِي ، وَ عَنْ يَمِينِي وَ عَنْ شِمَالِي .

وَ اصْرِفْ عَنِّي : شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، وَ شَرَّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ـ إِنَّ رَبِّي : عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .

ثُمَّ انْصَرِفْ : مَرْحُوماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ .

مصباح الزائر ص216 بحار الأنوار ج99ص73 ح8 .

.

الإشراق الثالث :
زيارات جامعة للإمامين العسكريين معا :

الإشعاع الأول : الزيارة الأولى :

قال السيد بن طاووس رحمه الله : زيارة أخرى لهما مع صلوات الله عليهما ، إذا أردت ذلك ، فتستأذن بما تقدم ، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى .

فإذا وقفت على قبريهما صلوات الله عليهما .

فقف عندهما : و اجعل القبلة بين كتفيك ، وَ كَبِّرِ اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ .

وَ قُلِ :

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا حَبِيبَيِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا حُجَّتَيِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا نُورَيِ اللَّهِ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا أَمِينَيِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا سَيِّدَيِ الْأُمَّةِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا حَافِظَيِ الشَّرِيعَةِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا تَالِيَيْ كِتَابِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا وَارِثَيِ الْأَنْبِيَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا خَازِنَيْ عِلْمِ الْأَوْصِيَاءِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا عَلَمَيِ الْهُدَى ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا مَنَارَيِ التُّقَى.

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا عُرْوَتَيِ اللَّهِ الْوُثْقَى ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا مَحَلَّيْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا مَسْكَنَيْ ذِكْرِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَا حَامِلَيْ سِرِّ اللَّهِ.

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا مَعْدِنَيْ كَلِمَةِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا ابْنَيْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا قُرَّتَيْ عَيْنِ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ.

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : يَا ابْنَيْ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : وَ عَلَى آبَائِكُمَا الطَّاهِرِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : وَ عَلَى وَلَدِكُمَا الْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : وَعَلَى أَرْوَاحِكُمَا وَأَجْسَادِكُمَ وَ أَبْدَانِكُمَا ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

بِأَبِي أَنْتُمَا : وَ أُمِّي ، وَ أَهْلِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي .

يَا ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ : أَتَيْتُكُمَا زَائِراً لَكُمَ ، عَارِفاً بِحَقِّكُمَا .

مُؤْمِناً : بِمَا آمَنْتُمَا بِهِ ، كَافِراً بِمَا كَفَرْتُمَ بِهِ ، مُحَقِّقاً لِمَا حَقَّقْتُمَا ، مُبْطِلًا لِمَا أَبْطَلْتُمَا .

مُوَالِياً : لَكُمَا .

مُعَادِياً : لِأَعْدَائِكُمَا وَ مُبْغِضاً لَهُمْ .

سِلْماً : لِمَنْ سَالَمْتُمَا ، مُحَارِباً لِمَنْ حَارَبْتُمَ .

عَارِفاً : بِفَضْلِكُمَا ، مُحْتَمِلًا لِعِلْمِكُمَا ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكُمَا .

مُؤْمِناً : بِإِيَابِكُمَا ، مُصَدِّقاً بِدَوْلَتِكُمَا ، مُرْتَقِباً لِأَمْرِكُمَا .

مُعْتَرِفاً : بِشَأْنِكُمَا ، وَ بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتُمَ عَلَيْهِ .

مُسْتَبْصِراً : بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكُمَا ، وَ بِالْعَمَى الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ .

أَسْأَلُ اللَّهَ : رَبِّي وَ رَبَّكُمَا ، أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيَارَتِي إِيَّاكُمَا .

الصَّلَاةَ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَنْ يَرْزُقَنِي شَفَاعَتَكُمَا ، وَ لَا يُفَرِّقَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَا .

وَ لَا يَسْلُبَنِي : حُبَّكُمَا وَ حُبَّ آبَائِكُمَا الصَّالِحِينَ .

وَ أَنْ يَحْشُرَنِي : مَعَكُمَا ، وَ يَجْمَعَ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمَ فِي جَنَّتِهِ بِرَحْمَتِهِ وَ فَضْلِهِ.

ثُمَّ تَنْكَبُّ : على قبر كل واحد منهما فتقبله ، و تضع خدك الأيمن عليه و الأيسر .

ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تَقُولُ :

اللَّهُمَّ : ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى وَلَايَتِهِمْ .

اللَّهُمَّ : الْعَنْ ظَالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ ، وَ انْتَقِمْ مِنْهُمْ ، اللَّهُمَّ الْعَنِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ مِنْهُمْ ، وَ ضَاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ : عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ ، وَاجْعَلْ فَرَجَنَا مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ : إِنِّي قَدْ أَتَيْتُ لِزِيَارَةِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ ، رَجَاءً لِجَزِيلِ الثَّوَابِ ، وَ فِرَاراً مِنْ سُوءِ الْحِسَابِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِأَوْلِيَائِكَ ، الدَّالِّينَ عَلَيْكَ ، فِي غُفْرَانِ ذُنُوبِي ، وَ حَطِّ سَيِّئَاتِي .

وَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ : فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، فِي هَذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ الشَّرِيفَةِ .

اللَّهُمَّ : فَتَقَبَّلْ مِنِّي ، وَ جَازِنِي عَلَى حُسْنِ نِيَّتِي ، وَ صَالِحِ عَقِيدَتِي ، وَ صِحَّةِ مُوَالاتِي .

أَفْضَلَ : مَا جَازَيْتَ أَحَداً مِنْ عَبِيدِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَدِمْ لِي مَا خَوَّلْتَنِي.

وَ اسْتَعْمَلَنِي : صَالِحاً فِيمَا آتَيْتَنِي ، وَ لَا تَجْعَلْنِي أَخْسَرَ وَارِدٍ إِلَيْهِمْ.

وَ أَعْتِقْ : رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ.

وَ اجْعَلْنِي : مِنْ رُفَقَاءِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ حُلْ : بَيْنِي وَ بَيْنَ مَعَاصِيكَ حَتَّى لَا أَعْصِيَكَ ، وَ أَعِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَوْلِيَائِكَ ، حَتَّى لَا تَفْقِدَنِي حَيْثُ أَمَرْتَنِي ، وَ لَا تَرَانِي حَيْثُ نَهَيْتَنِي .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ اغْفِرْ لِي : وَ ارْحَمْنِي ، وَ اعْفُ عَنِّي ، وَ عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ أَعِذنِي : مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ ، وَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَ مِنْ شَرِّ الْمُنْقَلَبِ ، وَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَ وَحْشَتِهِ ، وَ مِنْ مَوَاقِفِ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ اجْعَلْ : جَائِزَتِي فِي مَوْقِفِي هَذَا غُفْرَانَكَ .

وَ تُحْفَتَكَ : فِي مَقَامِي هَذَا عِنْدَ أَئِمَّتِي وَ مَوَالِيَّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.

أَنْ تُقِيلَ : عَثْرَتِي ، وَ تَقْبَلَ مَعْذِرَتِي ، وَ تَتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي ، وَ تَجْعَلَ التَّقْوَى زَادِي ، وَ مَا عِنْدَكَ خَيْراً لِي فِي مَعَادِي ، وَ تَحْشُرَنِي فِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله .

وَ تَغفِرَ لِي : وَ لِوَالِدَيَ‏ .

فَإِنَّكَ : خَيْرُ مَرْغُوبٍ إِلَيْهِ ، وَ أَكْرَمُ مَسْئُولٍ اعْتُمِدَ عَلَيْهِ .

وَ لِكُلِّ وَافِدٍ : كَرَامَةٌ ، وَ لِكُلِّ زَائِرٍ جَائِزَةٌ .

فَاجْعَلْ : جَائِزَتِي فِي مَوْقِفِي هَذَا ، غُفْرَانَكَ وَ الْجَنَّةَ لِي ، وَ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ .

اللَّهُمَّ : وَ أَنَا عَبْدُكَ الْخَاطِئُ الْمُذْنِبُ ، الْمُقِرُّ بِذَنْبِهِ .

فَأَسْأَلُكَ : يَا اللَّهُ يَا كَرِيمُ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، لَا تَحْرِمْنِي الْأَجْرَ وَ الثَّوَابَ مِنْ فَضْلِ عَطَائِكَ ، وَ كَرِيمِ تَفَضُّلِكَ .

يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ .

وَ يَا مَوْلَايَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ .

أَتَيْتُكُمَا : زَائِراً لَكُمَا ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ إِلَى رَسُولِهِ وَ إِلَيْكُمَا ، وَ إِلَى أَبِيكُمَا وَ إِلَى أُمِّكُمَا ، بِذَلِكَ .

أَرْجُو : بِزِيَارَتِكُمَا ، فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، فَاشْفَعَا لِي عِنْدَ رَبِّكُمَا ، فِي إِجَابَةِ دُعَائِي ، وَ غُفْرَانِ ذُنُوبِي ، وَ ذُنُوبِ وَالِدَيَّ ، وَ إِخْوَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنَاتِ .

يَا اللَّهُ : يَا اللَّهُ ، يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ ، يَا اللَّهُ .

يَا رَحْمَانُ : يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ ، يَا رَحْمَانُ .

لَا إِلَهَ : إِلَّا أَنْتَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ اسْتَجِبْ : دُعَائِي فِيمَا سَأَلْتُكَ ، وَ صِلْ بِذَلِكَ مَنْ بِمَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا .

يَا اللَّهُ يَا كَرِيمُ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

سُبْحَانَ اللَّهِ : رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ ، وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَا تَحْتَهُنَّ ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .

وَ سَلامٌ : عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ .

وَ الصَّلَاةُ : عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .

ثُمَّ تُصَلِّي : عند الضريح أربع ركعات ، صلاة الزيارة .

فإذا فرغت : رفعت يديك إلى السماء ، و دعوت بما قدمنا ذكره عقيب زيارة الجواد عليه السلام ،

و هُوَ قَوْلُهُ : اللَّهُمَّ : أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَ الْمَرْبُوبُ .. بِتَمَامِهِ. وهو الآتي..

وَ وَدَاعُ هَذِهِ الزِّيَارَةِ : قد تقدم في الزيارة السابقة .

مصباح الزائر ص 257. بحار الأنوار ج99ص73ح9 .

الدعاء بعد الزيارة :

وأما الدعاء : الذي مر في زيارة الإمام الجواد عليه السلام ، فنذكره هنا للفائدة :

فقال : ثم صل صلاة الزيارة ، فإذا سلمت فقل :

اللَّهُمَّ : أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ ، وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ.

وَ أَنْتَ : الْمَالِكُ‏ وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ ، وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ .

وَ أَنْتَ : الرَّازِقُ وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ ، وَ أَنْتَ الْقَادِرُ وَ أَنَا الْعَاجِزُ .

وَ أَنْتَ : الْقَوِيُّ وَ أَنَا الضَّعِيفُ ، وَ أَنْتَ الْمُغِيثُ وَ أَنَا الْمُسْتَغِيثُ.

وَ أَنْتَ : الدَّائِمُ وَ أَنَا الزَّائِلُ ، وَ أَنْتَ الْكَبِيرُ وَ أَنَا الْحَقِيرُ .

وَ أَنْتَ : الْعَظِيمُ وَ أَنَا الصَّغِيرُ ، وَ أَنْتَ الْمَوْلَى وَ أَنَا الْعَبْدُ .

وَ أَنْتَ : الْعَزِيزُ وَ أَنَا الذَّلِيلُ ، وَ أَنْتَ الرَّفِيعُ وَ أَنَا الْوَضِيعُ .

وَ أَنْتَ : الْمُدَبِّرُ وَ أَنَا الْمُدَبَّرُ ، وَ أَنْتَ الْبَاقِي وَ أَنَا الْفَانِي .

وَ أَنْتَ : الدَّيَّانُ ، وَ أَنَا الْمُدَانُ ، وَ أَنْتَ الْبَاعِثُ وَ أَنَا الْمَبْعُوثُ .

وَ أَنْتَ : الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ ، وَ أَنْتَ الْحَيُّ وَ أَنَا الْمَيِّتُ .

تَجِدُ : مَنْ تُعَذِّبُ يَا رَبِّ غَيْرِي ، وَ لَا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرَكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ قَرِّبْ فَرَجَهُمْ .

وَ ارْحَمْ : ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، وَ وَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وَ أُنْسِي بِكَ يَا كَرِيمُ .

ثُمَّ تَصَدَّقْ عَلَيَّ : فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، بِرَحْمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ ، تُهْدِى‏ءُ بِهَا قَلْبِي ، وَ تَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي ، وَ تَلُمُّ بِهَا شَعَثِي ، وَ تُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي ، وَ تُكْرِمُ بِهَا : مَقَامِي ، وَ تَحُطُّ بِهَا عَنِّي وِزْرِي ، وَ تَغْفِرُ بِهَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي .

وَ تَعْصِمُنِي : فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي ، وَتَسْتَعْمِلُنِي فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بِطَاعَتِكَ وَمَا يُرْضِيكَ عَنِّي .

وَ تَخْتِمُ عَمَلِي : بِأَحْسَنِهِ ، وَ تَجْعَلُ لِي ثَوَابَهُ الْجَنَّةَ .

وَ تَسْلُكُ بِي : سَبِيلَ الصَّالِحِينَ ، وَ تُعِينُنِي عَلَى صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَنِي ، كَمَا أَعَنْتَ الصَّالِحِينَ عَلَى صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، وَ لَا تَنْزِعْ مِنِّي صَالِحاً أَعْطَيْتَنِيهِ أَبَداً .

وَ لَا تَرُدَّنِي : فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ أَبَداً ، وَ لَا تُشْمِتْ بِي عَدُوّاً وَ لَا حَاسِداً أَبَداً .

وَ لَا تَكِلْنِي : إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ أَرِنِي : الْحَقَّ حَقّاً فَأَتَّبِعَهُ ، وَ الْبَاطِلَ بَاطِلً فَأَجْتَنِبَهُ .

وَ لَا تَجْعَلْهُ : عَلَيَّ مُتَشَابِهاً ، فَأَتَّبِعَ هَوَايَ بِغَيْرِ هُدًى مِنْكَ .

وَ اجْعَلْ : هَوَايَ تَبَعاً لِطَاعَتِكَ ، وَ خُذْ رِضَا نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي .

وَ اهْدِنِي : لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

ثم أدعُ بما أحببت .

مصباح الزائر ص206بحار الأنوار ج99ص7ب2ح11 .

دعاء آخر بعد الزيارة :

ونذكر دعاء آخرا : ذكره العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ، وهو أطول من الدعاء السابق وإن تضمن فقراته ، ونذكره لمن أحب أن يدعو به أو يكتفي بأحدهما ، فقال : أقول : وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا الدعاء ، الذي أحاله على ما سبق ، بوجه يخالفه ، فأحببت إيراده .

و هو هذا :

اللَّهُمَّ : أَنْتَ الرَّبُّ وَ أَنَا الْمَرْبُوبُ ، وَ أَنْتَ الْخَالِقُ وَ أَنَا الْمَخْلُوقُ.

وَ أَنْتَ : الْمَالِكُ ، وَ أَنَا الْمَمْلُوكُ ، وَ أَنْتَ الْمُعْطِي وَ أَنَا السَّائِلُ.

وَ أَنْتَ : الرَّازِقُ ، وَ أَنَا الْمَرْزُوقُ ، وَ أَنْتَ الْقَادِرُ وَ أَنَا الْعَاجِزُ .

وَ أَنْتَ : الْقَوِيُ‏ ، وَ أَنَا الضَّعِيفُ ، وَ أَنْتَ الْمُغِيثُ وَ أَنَا الْمُسْتَغِيثُ.

وَ أَنْتَ : الدَّائِمُ ، وَ أَنَا الزَّائِلُ ، وَ أَنْتَ الْكَبِيرُ وَ أَنَا الْحَقِيرُ .

وَ أَنْتَ : الْعَظِيمُ ، وَ أَنَا الصَّغِيرُ ، وَ أَنْتَ الْعَزِيزُ وَ أَنَا الذَّلِيلُ .

وَ أَنْتَ : الرَّفِيعُ ، وَ أَنَا الْوَضِيعُ ، وَ أَنْتَ الْمُدَبِّرُ وَ أَنَا الْمُدَبَّرُ .

وَ أَنْتَ : الْبَاقِي ، وَ أَنَا الْفَانِي ، وَ أَنْتَ الدَّيَّانُ وَ أَنَا الْمُدَانُ .

وَ أَنْتَ : الْبَاعِثُ ، وَ أَنَا الْمَبْعُوثُ ، وَ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَ أَنَا الْفَقِيرُ .

وَ أَنْتَ : الْحَيُّ ، وَ أَنَا الْمَيِّتُ .

تَجِدُ : مَنْ تُعَذِّبُ يَا رَبِّ غَيْرِي ، وَ لَا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرَكَ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عَاذَ بِذِمَّتِكَ ، وَ لَجَأَ إِلَى عِزِّكَ ، وَ اسْتَظَلَّ بِفَيْئِكَ ، وَ اعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ ، وَ لَمْ يَثِقْ إِلَّا بِكَ .

يَا جَزِيلَ الْعَطَايَا : يَا فَكَّاكَ الْأُسَارَى ، يَا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ مِنْ جُودِهِ الْوَهَّابَ.

أَسْأَلُكَ : أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ لَا تَرُدَّنِي مِنْ هَذَا الْمَقَامِ خَائِباً .

فَإِنَّ هَذَا مَقَامٌ : تُغْفَرُ فِيهِ الذُّنُوبُ الْعِظَامُ ، وَ تُرْجَى فِيهِ الرَّحْمَةُ مِنَ الْكَرِيمِ الْعَلَّامِ .

مَقَامٌ : لَا يُخَيَّبُ فِيهِ السَّائِلُونَ ، وَ لَا يُرَدُّ فِيهِ الرَّاغِبُونَ .

مَقَامُ : مَنْ لَاذَ بِمَوْلَاهُ رَغْبَةً ، وَ تَبَتَّلَ إِلَيْهِ رَهْبَةً .

مَقَامُ : الْخَائِفِ مِنْ يَوْمٍ ، يَقُومُ فِيهِ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ ، وَ لَا تَنْفَعُ فِيهِ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ، إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ ، وَ كَانَ مِنَ الْفَائِزِينَ .

ذَلِكَ يَوْمٌ : لا يَنْفَعُ فِيهِ مالٌ وَ لا بَنُونَ ، إِلَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ، وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَ قِيلَ لَهُمْ : هذا ما كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ، مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ ، وَ جاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ.

اللَّهُمَّ : فَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُخْلَصِينَ الْفَائِزِينَ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ .

وَ اغْفِرْ لِي : وَ لِوالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الدِّينِ ، وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

وَ اخْلُفْ : عَلَى أَهْلِي وَ وُلْدِي فِي الْغَابِرِينَ ، وَ اجْمَعْ بَيْنَنَا جَمِيعاً فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

وَ سَلِّمْنِي : مِنْ أَهْوَالِ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ لِقَائِكَ ، حَتَّى تُبْلِغَنِي الدَّرَجَةَ الَّتِي فِيهَا مُرَافَقَةُ أَوْلِيَائِكَ وَ أَحِبَّائِكَ .

الَّذِينَ : عَلَيْهِمْ دَلَلْتَ ، وَ بِالاقْتِدَاءِ بِهِمْ أَمَرْتَ .

وَ اسْقِنِي : مِنْ حَوْضِهِمْ مَشْرَباً رَوِيّاً ، لَا ظَمَأَ بَعْدَهُ أَبَداً .

وَ احْشُرْنِي : فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمْ ، وَ اجْعَلْنِي فِي حِزْبِهِمْ.

وَ عَرِّفْنِي : وُجُوهَهُمْ فِي رِضْوَانِكَ وَ الْجَنَّةِ .

فَإِنِّي : رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً ، وَ هُدَاةً وَ وُلَاةً .

فَاجْعَلْهُمْ : أَئِمَّتِي وَ هُدَاتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ .

وَ لَا تُفَرِّقْ : بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَ تَضَرُّعِي إِلَيْكَ ، وَ وَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ ، وَ أُنْسِي بِكَ .

يَا كَرِيمُ : تَصَدَّقْ عَلَيَّ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، بِرَحْمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ :

تَهْدِي بِهَا : قَلْبِي ، وَ تَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي ، وَ تَلُمُّ بِهَا شَعَثِي .

وَ تُبَيِّضُ بِهَا : وَجْهِي ، وَ تُكْرِمُ بِهَا مَقَامِي .

وَ تَحُطُّ بِهَا : عَنِّي وِزْرِي ، وَ تَغْفِرُ بِهَا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي ، وَ تَعْصِمُنِي بِهَا فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي ، وَ تُوَسِّعُ لِي بِهَا فِي رِزْقِي .

وَ تَمُدُّ بِهَا : فِي أَجَلِي ، وَ تَسْتَعْمِلُنِي فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بِطَاعَتِكَ ، وَ مَا يُرْضِيكَ عَنِّي .

وَ تَخْتِمُ لِي : عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ ، وَ تَجْعَلُ لِي ثَوَابَهُ الْجَنَّةَ .

وَ تَسْلُكُ بِي : سَبِيلَ الصَّالِحِينَ ، وَ تُعِينُنِي عَلَى صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَنِي ، كَمَا أَعَنْتَ الصَّالِحِينَ عَلَى صَالِحِ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، وَ لَا تَنْزِعْ مِنِّي صَالِحَ مَا أَعْطَيْتَنِيهِ أَبَداً .

وَ لَا تَرُدَّنِي : فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ أَبَداً ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَ لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

وَ أَرِنِي : الْحَقَّ حَقّاً فَأَتْبَعَهُ ، وَ الْبَاطِلَ بَاطِلً فَأَجْتَنِبَهُ ,

وَ لَا تَجْعَلْهُ : عَلَيَّ مُتَشَابِهاً ، فَأَتَّبِعَ هَوَايَ ، بِغَيْرِ هُدًى مِنْكَ .

وَ اجْعَلْ : هَوَايَ مُتَّبِعاً لِرِضَاكَ وَ طَاعَتِكَ ، وَ خُذْ رِضَا نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي.

وَ اهْدِنِي: لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .

بحار الأنوار ج99ص75ب6ح 10 .

الإشعاع الثاني : زيارة جامعة ثانية للإمامين:

قال السيد بن طاووس رحمه الله : زيارة أخرى لهما عليهما السلام .

على صفة : ما تقدم ، تقف عليهما ، و أنت على غسل ، و تقول :

السَّلَامُ : عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ .

السَّلَامُ : عَلَى الْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومِينَ مِنْ وُلْدِهِ الْمَهْدِيِّينَ .

الَّذِينَ : أَمَرُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ ، وَ قَرَّبُوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ، وَ اجْتَنَبُوا مَعْصِيَةَ اللَّهِ ، وَ جَاهَدُوا أَعْدَاءَهُ ، وَ دَحَضُوا حِزْبَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَ هُدُوا إِلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

السَّلَامُ عَلَيْكُمَا : أَيُّهَا الْإِمَامَانِ ، الطَّاهِرَانِ الصِّدِّيقَانِ .

اللَّذَانِ : اسْتَنْقَذَا الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مُخَالَطَةِ الْفَاسِقِينَ ، وَ حَقَنَا دِمَاءَ الْمُحِبِّينَ بِمُدَارَاةِ الْمُبْغِضِينَ .

أَشْهَدُ : أَنَّكُمَا حُجَّتَا اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وَ سِرَاجَا أَرْضِهِ وَ بِلَادِهِ .

وَ تَجَرَّعْتُمَا : فِي رَبِّكُمَا غَيْظَ الظَّالِمِينَ ، وَ صَبَرْتُمَا فِي مَرْضَاتِهِ عَلَى عِنَادِ الْمُعَانِدِينَ .

حَتَّى أَقَمْتُمَا : مَنَارَ الدِّينِ ، وَ أَبَنْتُمَا الشَّكَّ مِنَ الْيَقِينِ .

فَلَعَنَ اللَّهُ : مَانِعَكُمَا الْحَقَّ ، وَ الْبَاغِيَ عَلَيْكُمَ مِنَ الْخَلْقِ .

ثم ضع : خدك الأيمن على القبر و قل :

اللَّهُمَّ : إِنَّ هَذَيْنِ الْإِمَامَيْنِ قَائِدَايَ .

وَ بِهِمَا وَ بِآبَائِهِمَا : أَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ ، يَوْمَ قُدُومِي عَلَيْكَ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ .

أَنَّهُمَا : عَبْدَانِ لَكَ ، اصْطَفَيْتَهُمَا وَ فَضَّلْتَهُمَ ، وَ تَعَبَّدْتَ خَلْقَكَ بِمُوَالاتِهِمَا .

وَ أَذَقْتَهُمَا : الْمَنِيَّةَ ، الَّتِي كَتَبْتَ عَلَيْهِمَ ، وَ مَا ذَاقَا فِيكَ أَعْظَمُ مِمَّا ذَاقَا مِنْكَ .

وَ جَمَعْتَنِي : وَ إِيَّاهُمَا ، فِي الدُّنْيَا عَلَى صِحَّةِ الِاعْتِقَادِ فِي طَاعَتِكَ .

فَاجْمَعْنِي : وَ إِيَّاهُمَا ، فِي جَنَّتِكَ .

يَا مَنْ : حَفِظَ الْكَنْزَ بِإِقَامَةِ الْجِدَارِ ، وَ حَرَسَ مُحَمَّداً ِالْغَارِ ، وَ نَجَّى إِبْرَاهِيمَ مِنَ النَّارِ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّنِ اعْتَقَدَ فِيهِمَ اللَّاهُوتَ ، وَ قَدَّمَ عَلَيْهِمَا الطَّاغُوتَ .

اللَّهُمَّ : الْعَنِ النَّاصِبَةَ الْجَاحِدِينَ ، وَالْمُسْرِفِينَ الْغَالِينَ ، وَالشَّاكِّينَ الْمُقَصِّرِينَ وَالْمُفَوِّضِينَ .

اللَّهُمَّ : إِنَّكَ تَسْمَعُ كَلَامِي ، وَ تَرَى مَقَامِي ، وَ عِلْمُكَ مُحِيطٌ بِمَا خَلْفِي وَ أَمَامِي .

فَأَجِرْنِي : مِنْ كُلِّ سُوءٍ يُخْرِجُ دِينِي، وَ اكْفِنِي كُلَّ شُبْهَةٍ تُشَكِّكُ يَقِينِي.

وَ أَشْرِكْ : فِي دُعَائِي إِخْوَانِي ، وَ مَنْ أَمْرُهُ يَعْنِينِي .

اللَّهُمَّ : إِنَّ هَذَا مَوْقِفٌ ، خُضْتُ إِلَيْهِ الْمَتَالِفَ ، وَ قَطَعْتُ دُونَهُ الْمَخَاوِفَ .

طَلَباً : أَنْ تَسْتَجِيبَ فِيهِ دُعَائِي ، وَ أَنْ تُضَاعِفَ فِيهِ حَسَنَاتِي ، وَ أَنْ تَمْحُوَ فِيهِ سَيِّئَاتِي .

اللَّهُمَّ : وَأَعْطِنِي فِيهِ، وَإِخْوَانِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ شِيعَتِهِمْ ، وَأَهْلَ حُزَانَتِي وَ أَوْلَادِي وَقَرَابَاتِي .

مِنْ كُلِّ خَيْرٍ : مُزْلِفٍ فِي الدُّنْيَا ، وَ مُحْظٍ فِي الْآخِرَةِ .

وَ اصْرِفْ : عَنْ جَمْعِنَا كُلَّ شَرٍّ ، يُورِثُ فِي الدُّنْيَ عُدْماً ، وَ يَحْجُبُ غَيْثَ السَّمَاءِ ، وَ يُعْقِبُ فِي الْآخِرَةِ نَدَماً .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اسْتَجِبْ ، وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ .

ثم تخرج عنهما : و لا تول ظهرك إليهما .

و امض إلى السرداب : فزر صاحب الأمر ، صلوات الله عليه بم سيأتي.

بحار الأنوار ج99ص75ب6ح11 . مصباح الزائر 258 .

قال المجلسي رحمه الله : توضيح بعض ما يحتاج إلى التوضيح و البيان في تلك الزيارات السالفة قوله و لا هفا هفا الرجل زل قوله ، و اصنعني أي حسن أخلاقي و أعمالي كأنك صنعتني مرة أخرى أو من قولهم صنع الفرس إذا أحسن القيام عليها و سمنها ، و اصطنعتك لنفسي أي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه و الاصطناع افتعال من الصنيعة و هي العطية و الكرامة و الإحسان ، و الغض الطري الذي لم يتغير ، و الإحن كعنب جمع الإحنة بالكسر و هي الحقد و الغضب.

قوله المائلة : أي التي تميل إلى الانتقام و الخروج عن الصبر قوله كفاء أجر الصابرين أي ما يكون مكافئا له قوله و إزاء ثواب الفائزين أي م يكون موازيا له قوله مناحس الخلقة أي مشائمها أي اللعائن التي قررتها للذين في خلقتهم و طينتهم نحوسة و رداءة و كذا مشاويه الفطرة من الشوه بمعنى القبح و العيب.

قوله : من هول المطلع قال الجزري : يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال ، قوله و من أمره يعنيني أي يهمني و أعتني بشأنه ، و حزانتك بالضم عيالك الذي تتحزن لأمرهم ، و قوله مزلف من الزلفى و هو القرب و قوله محظ من الحظوة و هي المكانة و المنزلة .

بحار الأنوار ج99ص78ب6ح11 ..

الإشراق الثالث :
الدعاء عند العسكريين :

وفي الأمالي للشيخ الطوسي : عن المنصوري ، عن عم أبيه ، قال :

قلت للإمام علي بن محمد عليه السلام : علمني يا سيدي دعاء أتقرب إلى الله عز و جل به .

فقال عليه السلام : لي ، هذا دعاء كثيرا ما أدعو به .

و قد سألت الله عز و جل : أن لا يخيب من دعا به في مشهدي ، و هو :

يَا عُدَّتِي : عِنْدَ الْعُدَدِ ، وَ يَا رَجَائِي وَ الْمُعْتَمَدُ ، وَ يَا كَهْفِي وَ السَّنَدُ.

وَ يَا وَاحِدُ : يَا أَحَدُ ، وَ يَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ لَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً.

صَلِّ : عَلَى جَمَاعَتِهِمْ ، وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَ .

( يعني : تذكر حاجتك وما تحب أن يقضيه الله تعالى لك من أمور الدنيا والآخرة ) .

أمالي الطوسيّ ج 1 ص 286. بحار الأنوار ج99ص59ب6ح2 .

في عدة الداعي : روي أن رجلا كان له شيء موظف على الخليفة كل سنة ، فغضب عليه ، و قطعه عدة سنوات .

فدخل الرجل: على مولانا أبي الحسن الهادي عليه السلام، فحكى له صدوده عنه.

و طلب منه : أنه عليه السلام ، إذا اجتمع به ، أن يذكره عنده ، و يشفع له برد جائزته ، ثم خرج الرجل .

فلما كان الليل: بعث إليه الخليفة يستدعيه، فتأهب الرجل وخرج إلى منزل الخليفة.

فلم يصل : حتى وافاه‏ عدة رسل ، كل يقول : أجب أمير المؤمنين .

فلما وصل : إلى البواب ، قال له : جاء علي بن محمد هنا . قال البواب : لا .

فلما دخل على الخليفة : قربه و أدناه ، و أمر له بكل ما انقطع عن جائزته.

فلما خرج : قال له البواب ، و يسمى الفتح .

قل له : يعلمني الدعاء الذي دعا لك به .

ثم فيما بعد : دخل الرجل على أبي الحسن عليه السلام .

فلما بصر عليه السلام به قال : هذا وجه الرضا .

قال : نعم ، و لكن قالوا : إنك ما جئت إليه .

فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الله عودنا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه ، و لا نسأل سواه ، فخفت أن أغير ، فيغير ما بي .

فقال : يا سيدي ، الفتح يقول : يعلمني الدعاء الذي دعا لك به .

فقال عليه السلام: إن الفتح يوالينا بظاهره دون باطنه ، الدعاء لمن دعا به، بشرط أن يوالينا أهل البيت ، لكن هذا الدعاء ، كثيرا ما يدعو به عند الحوائج ، فتقضى .

و قد سألت الله عز و جل : أن لا يدعو به بعدي أحد عند قبري ، إلا استجيب له ، ثم ذكر الدعاء : كما مر.

بحار الأنوار ج99ص60ب6ح2 . عدّة الداعي ص41-42 .

الإشراق الرابع
قصص أذن الدخول :

يا طيب : هذه بعض المواقف لموالين تحكي جواز إذن الدخول للمرقد المقدس للعسكريين والمراقد قربها :

ذكر في الأمالي: عن الفحام ، قال : حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة ، و كان لا يدخل المشهد ، و يزور من وراء الشباك .

فقال لي : جئت يوم عاشوراء ، نصف نهار ظهير ، و الشمس تغلي ، و الطريق خال من أحد ، و أنا فزع من الدعاة ، و من أهل البلد الجفاة ، إلى أن بلغت الحائط الذي أمضي منه إلى الشباك ، فمددت عيني ، و إذا برجل جالس على الباب ، ظهره إلي ، كأنه ينظر في دفتر .

فقال لي : إلى أين يا أبا الطيب ، بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر بن الرضا .

فقلت : هذا حسين ، قد جاء يزور أخاه .

قلت : يا سيدي ، أمضي أزور من الشباك ، و أجيئك فأقضي حقك .

قال : و لم لا تدخل يا أبا الطيب ؟

فقلت له : الدار لها مالك ، لا أدخلها من غير إذنه .

فقال : يا أبا الطيب ، تكون مولانا رقا ، و توالينا حقا ، و نمنعك تدخل الدار .

أدخل : يا أبا الطيب .

فقلت : أمضي أسلم إليه ، و لا أقبل منه .

فجئت إلى الباب : و ليس عليه أحد ، فتعسر بي .

فبادرت : إلى عند البصري ، خادم الموضع ، ففتح لي الباب ، فدخلت .

فكنا نقول : أ ليس كنت لا تدخل الدار .

فقال : أما أنا فقد أذنوا لي ، و بقيتم أنتم .

بحار الأنوار ج99ص60ب6ح4 . أمالي الطوسي ص286م11ح 558-5 .

وقال في مفاتيح الجنان :

عند قبر العسكريِّيْن عليهما السلام : على المشهور ، قبور عصبة من السادة العظام، منهم حسين ابن الإمام علي النقي عليه السلام، وإني لم أقف على حال الحسين هذا وقوفاً ، ويبدو لي أنّه من أعاظم السادة وأجلائهم ، فقد استفدت من بعض الاحاديث ، أنه كان يعبر عن مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، وأخيه الحسين هذا بالسِّبطين ، تشبيها لهما بسبطي نبيِّ الرحمة ، جدَّيهما الإمامين الحسن والحسين عليهم السلام .

وقد ورد : في حديث أبي الطيب ، أن صوت الحجة صَلَوات الله عَليه ، كان يشبه صوت الحسين عليه السلام .

والفقيه المحدّث الحكيم : السيد أحمد الاردكاني اليزدي قال في كتاب (شجرة الأولياء) عند ذكره أولاد الإمام علي النقي (عليه السلام): إن ابنه الحسين كان من الزُهّاد والعُبّاد وكان يقر لأخيه بالإمامة ولعل المتتبع البصير يعثر على غير ما وقفنا عليه ممّا يومي إلى فضله وجلاله.

واعلم أيضاً : أنّ للسيد محمد بن الإمام علي النقي (عليه السلام) مزار مشهور قرب قرية ( بلد ) وهو معروف بالفضل والجلال وبما يبديه من الكرامات الخارقة للعادات ، ويتشرف بزيارته عامة الخلائق ينذرون له النذور ويهدون إليه الهداي الكثيرة ويسألون عنده حوائجهم.

والعرب في تلك المنطقة : تهابه وتخشاه وتحسب له الحساب. وقد برز منه كما يحكى كرامات كثيرة لا يسع المقام ذكرها ، ويكفيه فضلاً وشرفاً أنّه كان أهلا للإمامة وكان أكبر أولاد الإمام الهادي (عليه السلام) وقد شق جيبه في عزائه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).

وكان شيخنا ثقة الإسلام : النوري نور الله مرقده يعتقد في زيارته اعتقاداً راسخاً ، وهو قد سعى لتعمير بقعته الشريفة وضريحه .

وكتب على ضريحه الشريف : هذا مرقد السيد الجليل أبي جعفر محمد ابن الإمام أبي الحسن علي الهادي عليه السلام ، عظيم الشأن جليل القدر ، وكانت الشيعة تزعم أنّه الإمام بعد أبيه عليه السلام ، فلمّا توفى نصّ أبوه على أخيه أبي محمد الزّكي عليه السلام ، وقال له: أحدث للهِ شكراً فقد أحدث فيك أمراً.

خلّفه أبوه في المدينة طفلاً : وقدم عليه في سامراء مشتداً ونهض إلى الرجوع إلى الحجاز ولما بلغ بلد على تسعة فراسخ مرض وتوفى ومشهده هناك.

ولما توفي : شق أبو محمد أخيه الحسن عليه السلام عليه ثوبه .

وقال في جواب من عابه عليه: قد شق موسى على أخيه هارون، وكانت وفاته في حدود اثنين وخمسين بعد المائتين .

مفاتيح الجنان ج2ص161 بعد زيارة الإمامين عليهم السلام .




  ف ✐

           

  ✺ ت