بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
النور السادس

تبليغ حديث سيادة الحسين لكل العباد قبل و بعد شهادته

يا طيب : عرف الإمام الحسين عليه السلام أهل الكوفة والمدينة ، وبلغ أنه سيد أهل الدنيا والآخرة ، وأنهم كانوا ليعرفون أنه سيد شباب أهل الجنة ، وسيد أهل الدنيا وواجب الطاعة ، ولكنه ملئ معاوية ويزيد بطونهم من الحرام ، وأطاعوا أئمة الكفر والظلم ، وتركوا ما أوجب عليهم رسول الله من وجوب طاعته كما تركوا أبيه وأخيه من قبل .

وإن الإمام الحسين عليه السلام : له فضائل كثيرة ومقام عالي ومناقب كريمة كثيرة يعرفها المسلمون ، وفي الإشراق السابق ، عرفهم مقامه الكريم عند الله سبحانه وشأنه الكبير بتعريف رسول الله ، وبكل معنى يصرح به مقام السيادة له ، ولكنهم لم يرعوا حرمة لما عرفهم سيد الأنبياء والمرسلين في أن الحسين سيد شباب أهل الجنة ، وله السؤدد الحق في الدين والدنيا والآخرة ، فقتلوه وسبوا آله ولم يرغبوا بالجنة وثواب الله .

وإن الإمام الحسين عليه السلام : بإقدامه صار سيد الشهداء مع أنه سيد شباب أهل الجنة ، وصار عليه السلام نبراس حق يرينا سبيل الله وصراطه المستقيم لمن يحب أن يكون مع سادة أهل الجنة إلى أبد الدهر ، و غصب حقه وقتله لم يكن يمنع إشراقه لآن يفيض نور الله لمن يطلبه منه ومن آله ، بل زاد إشراق نوره وتجليه وصار المؤمنون يتعلمونه منه حقائق معارف شؤون عظمة الله سبحانه ، وبه عرف العباد ضرورة متابعة الحق على كل حال وفي أي حال ، وبالخصوص ممن يصبر ويستشهد في سبيل نشر الهدى الحق .

 فسيد شباب أهل الجنة : أستشهد ويقر له كل أهل الوجود أنه سيد في الكونين بعد أبيه وأخيه وأمه وجده ، ولهم المقام الأسمى ، وبقي الموالون يعقدون مجالس ذكره وحبوا السلوك إلى الله بصراطه المستقيم ، فركبوا سفينة نجاته واستناروا بمصباح هداه .

وأخذ يا طيب : المؤمنون ينادونه بالسيادة ويعرفون سيادته بكل مناسبة ، و في زيارة وبنقل أحاديث سيادته إلى يوم القيامة ، و يقتدون به فهنيئا لهم ، فتابع أحاديثهم .

 

 


 

الإشراق الأول :

تبليغ سيادة الإمام الحسين من أصحابه وآله في مسيره وبعد الشهادة  :

يا طيب : إن المؤمنين ومن تفضل الله عليهم بمعرفة الحق وتعريفه ، يتناقلون فضائل أل محمد صلى الله عليهم وسلم وينشرونها بكل وجودهم ، وفي كل المناسبات الممكنة ، فكان عند المؤمنين حقا من مهام الدين هو تعريف أل محمد بفضل الله عليهم وبالخصوص مقام السيادة والولاية والإمامة ، وأن وجوب الاقتداء بهم في كل ما عرفوه يروه أنه من أهم وأحلى وأعلى شؤون الإيمان ، فصاروا يتسابقون في بيان سؤددهم والإقرار بإمامتهم وولايتهم ، وأن الطاعة لهم هي طاعة لهدى الله ، لأن سيرتهم وسلوكهم وعلومهم وعملهم هو شرع الله وبيان دينه ، وما يقام به العبودية له سبحانه و بما يحب ويرضى ، وإن كل ما ينقل عنهم هو بيان لهدى الله وخلق الدين القويم .

وإن من أهم ما ينقله المؤمنون ويتناقلوه : وأنه مما ويصلهم لمعرفة أهل هدى الله سبحانه ، هو حديث السيادة لأهل البيت عليهم السلام ، وتراه بكثرة روايته في صحيفة سادة الوجود من موسوعة صحف الطيبين ، وهنا بعد الذي عرفنا من تناقله في الكتب الكثيرة وعن عدة متواترة من الصحابة والتابعين في حياتهم ، تراه ينقله المؤمنون إلى يوم القيامة ، سواء في كتبهم ، أو مجالسهم ، أو في فرحهم لفرح أل محمد ، أو بحزنهم لحزنهم ، أو في زيارتهم والكون في طاعتهم وقصده للإقرار لهم بالإمامة والسيادة .

ولا تجد كتاب كتب في فضائلهم : ولا تجد فيه حديث السيادة لآل محمد كلهم في صدرها ومن أركانها ، وقد بحث في تعريف عدد رواته وفي مصادره ، وفي تواتره سندا ونصا ، وشرح بما يسعه المقام لكل مؤلف وغرضه ، وعرفته في كل كتب القوم .

ويا طيب : في هذا الإشراق نذكر ما كان ينقله المؤمنون عن سيادة الإمام الحسين بالخصوص أو مع آله وتعرف ولائهم، وتعرف من هجر تعاليم رسول الله من  الناس فتبع أعداءهم من سادة الباطل ، ثم في الإشراق الأتي نذكر ما يذكر من سيادتهم في زيارتهم.

 


الإشعاع الأول :

 تبليغ أم سلمة وابن عباس لسيادة الإمام الحسين وشهادته :

يا طيب : عرفت في ما مر كثرة أحاديث السيادة وتنوعها ، وهذه أحاديث فيها بيان لسيادة الإمام الحسين عليه السلام حين الشهادة وبعده، وهي كثيرة نقلها كل من ألف في مناقب أل محمد وفضائلهم ، وأما الأحاديث القريبة من شهادة الإمام الحسين عليه السلام بعد ما عرفت أحاديث الإمام وأحاديث رسول الله والصحابة ، فهي:

عن  أم المؤمنين أم سلمة : وهي أول من عرف الناس شأن سيد شباب أهل الجنة ، فذكرت لأهل المدينة يوم قتل الحسين حقائق تعرف عظمته عند الله ورسوله :

ذكر الطوسي في آماليه : عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال :

بينا أنا راقد في منزلي : إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و آله .

 فخرجت : يتوجه بي قائدي إلى منزلها ، و أقبل أهل المدينة إليها الرجال و النساء ، فلما انتهيت إليها ، قلت : يا أم المؤمنين ، ما بالك تصرخين و تغوثين ، فلم تجبني .

و أقبلت : على النسوة الهاشميات ، و قالت :

يا بنات عبد المطلب : أسعدنني ، و ابكين معي .

فقد : و الله قتل سـيدكن .

و ســيد شباب أهل الجنة .

 قد : و الله قتل سبط رسول الله و ريحانته الحسين .

فقيل : يا أم المؤمنين ، و من أين علمت ذلك ؟

قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله في المنام الساعة شعثا مذعورا ، فسألته عن شأنه ذلك .  

فقال : قتل ابني الحسين و أهل بيته اليوم فدفنتهم ، و الساعة فرغت من دفنهم .

 قالت : فقمت حتى دخلت البيت و أنا لا أكاد أن أعقل .

 فنظرت : فإذا بتربة الحسين ، التي أتى بها جبرائيل من كربلاء ،  فقال : إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك ، و أعطانيها النبي صلى الله عليه و آله .

 فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اجعلي هذه التربة في زجاجة .

أو قال : في قارورة و لتكن عندك ، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين ، فرأيت القارورة الآن ، و قد صارت دما عبيطا تفور .

 قال : و أخذت أم سلمة من ذلك الدم ، فلطخت به وجهها.

و جعلت ذلك اليوم : مأتما و مناحة على الحسين عليه السلام .

 فجاءت الركبان : بخبره ، و أنه قد قتل في ذلك اليوم .

 قال عمرو بن ثابت : قال أبي : فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام منزله ، فسألته عن هذا الحديث ، و ذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبد الله بن عباس .

فقال أبو جعفر عليه السلام : حدثنيه عمر بن أبي سلمة ، عن أمه أم سلمة .

قال ابن عباس : في رواية سعيد بن جبير عنه قال : فلما كانت الليلة رأيت رسول الله صلى الله عليه و آله في منامي أغبر أشعث ، فذكرت له ذلك و سألته عن شأنه .

فقال لي : أ لم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين و أصحابه .

قال عمرو بن أبي المقدام فحدثني سدير ، عن أبي جعفر عليه السلام :

 أن جبرائيل : جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله ، بالتربة التي يقتل عليها الحسين عليه السلام . قال أبو جعفر : فهي عندنا [110].

يا طيب : الحديث عن أم سلمة وما عرفها رسول الله سيأتي أن شاء الله بتفصيل أكثر أول الجزء بعد الآتي ، وغرضنا هنا أحاديث السيادة بالخصوص .

 


الإشعاع الثاني :

 تبليغ ميثم الثمار لسيادة الإمام الحسين وشهادته :

يا طيب : ميثم التمار رحمه الله من أصحاب أمير المؤمنين المخلصين ، وكان كثير ما يجلس عنده أمير المؤمنين ، وكان من أصحاب أسراره ، فهو يحدث موالية له بحديث الإمام الحسين عليه السلام ، ويعرفها أن القوم سيقتلوه ولا يعتنوا بأمر سيادته ، ويتبعوا سادة الكفر والباطل ، ويحذرها الظلمة ، ويعرفها الحق وأهل الهدى ، لتنقله لكل مؤمن يحب أن يقتدي بسادة الوجود الحق وأهل دين الله القويم من بعده حتى وصل إلينا .

عن جبلة المكية ، قالت : سمعت ميثم التمار رحمه الله يقول :

و الله : لتقتلن هذه الأمة ابن نبيها ، في المحرم ، لعشر مضين منه .

و ليتخذن : أعداء الله ذلك اليوم يوم بركة ، و إن ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى ذكره ، أعلم ذلك بعهد عهده إلى مولاي أمير المؤمنين ، و لقد أخبرني أنه.

 يبكي عليه كل شي‏ء : حتى الوحوش في الفلوات ، و الحيتان في البحار ، و الطير في جو السماء ، و تبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الأرض .

 و مؤمنوا : الإنس و الجن ، و جميع ملائكة السماوات و رضوان ، و مالك و حملة العرش ، و تمطر السماء دما و رمادا .

ثم قال: وجبت لعنة الله على قتلة الحسين عليه السلام ، كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر ، و كما وجبت على اليهود و النصارى و المجوس .

قالت جبلة : فقلت له : يا ميثم و كيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي عليه السلام يوم بركة ؟

فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال :

سيزعمون بحديث يضعونه : أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم عليه السلام .

  و إنما تاب الله : على آدم ، في ذي الحجة.

 ويزعمون: أنه اليوم الذي قبل الله فيه توبة داود.

 وإنما قبل الله : توبته ، في ذي الحجة .

 و يزعمون : أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت .

 و إنما أخرجه الله : من بطن الحوت ، في ذي القعدة .

و يزعمون : أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي .

و إنما استوت : على الجودي ، يوم الثامن عشر من ذي الحجة .

و يزعمون : أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل .

و إنما كان ذلك : في شهر ربيع الأول .

ثم قال ميثم : يا جبلة اعلمي :

أن الحسين بن علي

 ســيـد الشــهداء يوم القيامة .

و لأصحابه على سائر الشهداء درجة .

 يا جبلة : إذا نظرت إلى الشمس حمراء كأنها دم عبيط ، فاعلمي :

أن ســيـدك الحسين قد قتل .

قالت جبلة : فخرجت ذات يوم ، فرأيت الشمس على الحيطان كأنه الملاحف المعصفرة ، فصحت حينئذ و بكيت و قلت :

 قد و الله قتل ســيدنا الحسين بن علي عليه السلام [111].

فسلام الله عليه : يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا وجعلنا  الله معه في الدارين.

ويا طيب : سيأتي حديث أخر يذكر فيه ميثم حبه للإمام الحسين في الجزء الآتي ، ويعرف أنه هو أيضا سيقتل .

 


 

 

الإشعاع الثالث :

 تبليغ العقيلة لسيادة شقيقها الإمام الحسين بعد شهادته :

يا طيب : وبعد أن عرفنا أحاديث السيادة حين الشهادة وقبلها ، فهذه العقيلة وشقيقة الإمام الحسين زينب بنت علي عليه السلام ، والإمام سيد الساجدين علي بن الحسين ، يعرفون الناس أنهم سادة العباد ، وأن الحسين سيد شباب أهل الجنة وسيدهم في الدنيا ، وإن قتل ولم يطاع ، فلم ينتقص شأنه الكريم عند الله ورسوله أبدا ، وهو السيد الواجب الطاعة أبدا بكل تعاليمه وفي آي حال له ، وإن الخاسر هو من خسر أتباع الحق وأهله  وأطاع النفاق وأئمة الكفر وسادة الطغيان والضلال .

ومن جملة ما قالت : زينب عليه السلام ، وهي تخاطب أهل الكوفة ، وكانوا قد خرجوا يبكون وهم ينظرون لأسرى آل رسول الله وهم يقادون لابن زياد وليزيد :

أ تبكون : إي و الله ، فابكوا كثيرا ، و اضحكوا قليلا .

 فلقد فزتم : بعارها و شنارها ، و لن تغسلوا دنسها عنكم أبدا .

فسليل خاتم الرسالة .

و ســيـد شباب أهل الجنة

و ملاذ خيرتكم ، و مفزع  نازلتكم ، و أمارة محجتكم ، و مدرجة حجتكم خذلتم ، و له فتلتم .

ألا ساء ما تزرون : فتعسا و نكسا ، فلقد خاب السعي ، و تربت الأيدي .

 و خسرت الصفقة ، و بؤتم بغضب من الله ، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة .

ويلكم : أ تدرون أي كبد لمحمد فريتم ، وأي دم له سفكتم ، وأي كريمة له أصبتم .

 لقد جئتم شيئا إدا ، وتكاد السماوات يتفطرن منه وتشقق الأرض وتخر الجبال هدا[112] .

ويا طيب : تم في الجزء الثامن شرح الخطبة كاملة ومفصلا .

وهكذا شقيقة الإمام العقيلة زينب بنت علي عليه السلام : أخذت تبلغ سيادة الحسين وآله صلى الله عليهم وسلم ، وفي كل موطن يمكن فيه أن تعرف الحق والهدى ، وهكذا يجب أن نقتدي بهم فنعرفهم ونتعرف عليهم ونعمل بكل تعاليمهم أبدا ، لنفوز بما فازوا به من مقام السيادة في الجنة ، ونكون معهم ، ونحف بهم ، إن شاء الله :

احتجاج العقيلة : زينب بنت علي عليها السلام ، على يزيد لعنه الله ،

فقالت له : حين كان منحنيا على ثنايا أبي عبد الله ، و كان مقبل رسول الله ، ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه :

 لعمري : لقد نكأت القرحة ، و استأصلت الشافة بإراقتك دم.

 ســيـد شـباب أهل الجنة .

و ابن يعسوب دين العرب ، و شمس آل عبد المطلب [113].

وفي ينابيع المودة يحكي موقفا آخر للعقيلة عليه السلام مع طاغية زمانها قال :

قالت زينب : يا يزيد أما تخاف الله ورسوله من قتل الحسين ؟

 وما كفاك ذلك : حتى تستجلب بنات رسول الله من العراق إلى الشام .

وما كفاك : حتى تسوقنا إليك كما تساق الإماء على المطايا بغير وطاء .

 وما قتل أخي الحسين : أحد غيرك يا يزيد ، ولولا أمرك ما يقدر ابن مرجانة أن يقتله ، لأنه كان أقل عددا وأذل نفسا ، أما خشيت من الله بقتله .

وقد قال رسول الله فيه وفي أخيه :

 الحسن والحسين

سيدا شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين .

فإن قلت : لا ، فقد كذبت ، وإن قلت : نعم ، فقد خصمت نفسك ، واعترفت بسوء فعلك .

 فقال: ذرية يتبع بعضها بعضا. وبقي يزيد خجلا ساكتا [114].

وللإمام زين العابدي: بيان واسع في بيان ملاك سيادتهم يأتي ذكره في الجزء التاسع.

 


 

 

الإشعاع الرابع :

 الصحابة والتابعون يبلغون سيادة الحسين إلى يوم القيامة :

 ويا طيب : هكذا أخذ المؤمنون الصحابة والتابعين يعرفون الطغاة وكل الناس ، أن سادة الحق هم أل محمد صلى الله عليهم ، وإن الحسين وأخيه سيدا شباب أهل الجنة :

ففي حديث دخول سبيا آل محمد صلى لله عليهم وسلم عند طاغية زمانهم جاء :

ثم دعا يزيد : بقضيب خيزران فجعل ينكت به ثنايا الحسين عليه السلام ، فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي و قال : ويحك يا يزيد أ تنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة ، أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه و ثنايا أخيه الحسن ، و يقول :

أنتما سيدا شباب أهل الجنة .

فقتل الله : قاتلكما ، و لعنه و أعد له جهنم وَ ساءَتْ مَصِيراً .

قال : فغضب يزيد و أمر بإخراجه فأخرج سحبا ... [115]

يا طيب : غضب لأنه يعرف أن سيد الشباب لابد أن يكون سيد أهل الدنيا في زمانه ، وهكذا يفهمه كل إنسان مؤمن طيب يتوجه لعظمة خلق الله وتجلي أكرم نور أسمائه الحسنى في أوليائه وقادة الأمم وسادتهم ، ولذا جاء في خطب قادة ثورة التوابين :

فقال التوابون : يا لله ما صنعنا لأنفسنا ، قتلنا لابن سمية :

ســيـد شـباب أهل الجنة

فخرجوا على عبيد الله بن زياد ، فكان من أمرهم ما كان[116] .

فالتوابون : ولو لم يعرفوه بأنه كان سيدهم ، وأنهم خذلوه ونصروا سيد الباطل بدله ، لما كان معنى لثورتهم وتوبتهم ، بل تابوا من الباطل ورجعوا لسيد الحق فنصروه ولو بعد حين ، ولله في خلقه شؤون .

ويا طيب : هكذا بقيت أحاديث السيادة يرويها الطيبون ويعرفها السلف للخلف من المؤمنين ، ويتناقلون معناها قبل لفظها الصالحون ، ويعرفون كل من يحبون تعليمه الهدى الحق وأهله ، مَن هم أهل السيادة والقيادة الحقة في الدنيا والآخرة ، وأهل المقام الكريم الشريف عند الله تعالى ، وهذه أحاديث ينقلها محمد بن الحنفية وزيد بن علي بن الحسين  ، لم نذكرها سباقا لتعرف كثرة من ينقلها ويعرفها للمؤمنين فضلا عما عرفت من كثرة من ينقلها من الصحابة الذين عرفتهم .

عن زر بن حبيش قال : سمعت محمد بن الحنفية رضي الله عنه يقول :

فينا ست خصال : لم تكن في أحد ممن كان قبلنا و لا تكون في أحد بعدنا .

منا محمد سيد المرسلين . و علي سيد الوصيين .و حمزة سيد الشهداء .

و الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة .

و جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء .

و مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم عليه السلام [117].

مسند زيد بن علي بإسناده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وأبوهما خير منهم [118].

يا طيب : إن بني هاشم وأهل البيت يعرفون العباد بأن سادتهم سادة أهل الجنة وخير البشر ، ولا أحد تراه يستطيع أن ينكر عليهم ، بل كل من يعرف الحديث يؤيدهم ، لأنه حديث روي عن الصحابة عن رسول الله ، وبعضها تؤيد بعض، وهذا الحديث متواتر معنى ولفظ بما لا ترى له مثيل ، ويعرفنا بمناط اليقين وقاطع للشك والشبهة وبأعلى بيان ، بأن النبي سيد المرسلين والنبيين وفاطمة سيدة نساء العلمين وعلي سيد الوصيين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن هذا لمعنى الحقيقي مستمر لأهل البيت في ذريتهم بفضل الله عليهم إلى يوم القيامة سيد بعد سيد .

ويا طيب : بعد إن عرفنا كثرة الحديث ممن ينقله ويعرفه للموالين له كما في أغلبها ، أو يحذر به أعداء الله سبحانه من الطغاة وسادة الباطل معاوية ومروان ويزيد وغيرهم .

فلنتعرف يا طيب : الآن على أسلوب آخر من تعريف سيادة أل محمد عليهم السلام وبالخصوص الإمام الحسين عليه السلام من أولياءهم وممن استنار بهداهم ، وهي ذكر نص حديث السيادة في زيارتهم والسلام والصلاة عليهم ، لأهمته ولمعرفة أن فيه ملاك الهدى والدين والتقى وبذله بعلم بكل وجودهم وتبليغه حتى الشهادة وبكل أسلوب ممكن علما وعملا .

فهنيئا لأتباعهم : ولمن تولاهم وأقر لهم بالسيادة سواء بنقل أحاديثهم أو زيارتهم ، وجعلنا الله وإياكم منهم ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين .

 


 

الإشراق الثاني :

 زوار الحسين بكربلاء يبلغون ويعتقدون سيادته وهم معه في الجنة :

يا طيب : إن من أهم الأمور التي تعرف أل محمد صلى الله عليهم وسلم بالسيادة بعد نقل الأحاديث ، هي زيارتهم وقصد مراقدهم والإقرار لهم بالإمامة والولاية ، فنعترف ونشهد لهم ونشهد الله تعالى بأنهم أولي أمر الله في العباد ونعرفهم بالسيادة .

فإنه لا توجد زيارة لهم : إلا و يذكر فيها بأنهم سادة العباد ، فنخاطبهم بـ يا سيدي ، أو يا سيد ومولاي ، أو أنك سيد الشهداء أو سيد شباب أهل الجنة ، وهكذا في زيارة النبي الأكرم سيد الأنبياء والمرسلين وزيارة سيد الأوصياء وسيدة نساء العلمين ، فنقر لهم بالسيادة ، ونعتقد معناها في حقهم ، بأنهم أهل البذل والجود بملاكها بفضل الله عليهم أحياء وأموات ، فنطلب منهم أن يشفعوا لنا عند الله في قضاء حوائجنا ، والاستغفار لنا ، وطلب التوفيق من الله لنا في كل أمورنا ، والثبات على الهدى والدين ، والتحقق بكل ما علموه لنا لنقيم به العبودية لله سبحانه مخلصين ، فيحققنا بالكون معهم يوم القيامة في الجنة ونعيمها إن شاء الله ، فإنه أرحم الراحمين وولي التوفيق .

ويا طيب : نقل كل أحاديث الزيارة يطول بنا المقام بها ، ولكن ننقل بعض الزيارات للإمام الحسين عليه السلام ، فيها نذكره بالسيادة ، وأما زيارات آله الكرام فتأتي في صحفهم في صحيفة سادة الوجود .

وقبل أحاديث الزيارة : نذكر أحاديث تعرفنا بأن كل ما ينتسب للإمام الحسين يسود على غيره حتى الماء والأرض كماء الفرات وأرض كربلاء ، فضلا عن الشهداء الذين كانوا معه ، وهكذا من يزوره ، فلذا أيضا نقدم ذكر أحاديث تعرفنا أنه يستحب استحباب مؤكد زيارة الإمام الحسين سيد الشهداء والجنة ، وأنه من سره أن ينظر له يوم القيامة أن يكون من زواره هنا ومن المقرين له بالسيادة والقيادة ويقتدي به هنا ، فيتعلم هداه ويطبقه ويتعبد به لله تعالى :

 


 

الإشعاع الأول :

بسيادة الحسين ساد الفرات الماء وعلى شأن أرض كربلاء :

ماء الفرات سيد الشراب :

عن عيسى بن عبد الله الهاشمي: عن أبيه عن جده  عن علي  عليه السلام قال:

الماء سيد شراب الدنيا والآخرة.

 وأربعة أنهار في الدنيا من الجنة : الفرات ، والنيل ، وسيحان ، وجيحان .

 الفرات : الماء ، والنيل : العسل ، وسيحان : الخمر ، وجيحان : اللبن [119].

وعن محمد بن عمر ، عن أبيه ، عن جده ، عن الإمام علي عليه السلام قال :

الفرات ســـيد المياه في الدنيا والآخرة[120] .

يا طيب : وإن حرم الإمام الحسين عليه السلام من ماء الفرات ولكنه بقي يجري قرب تربته ومحل دفنه ، وإن لنا آداب كريمة في الغسل منه عند زيارته ، وذكرت لماء الفرات فضائل كثيرة تفوق فضائل ماء زمزم ، وإن شاء الله يأت البحث في حين الكلام عنه وعن أرض كربلاء وفضلهما ، وراجع الجزء الثامن ، ووراجع قصة المتبصر بتراب كربلاء في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، وأما :

 

شأن أرض كربلاء العالي لتضمنها سيد الشهداء :

عن أبي الجارود ، قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام :

اتخذ الله ارض كربلاء : حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما ، بأربعة وعشرين ألف عام ، وانه إذا زلزل الله تبارك وتعالى : الأرض وسيرها ، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية ، فجعلت : في أفضل روضة من رياض الجنة ، و أفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون أو قال: أولو العزم من الرسل.

وإنها لتزهر بين رياض الجنة : كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض ، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميع .

 وهي تنادي : أنا ارض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت :

ســيـد الشـهداء ، وســيـد شـباب أهل الجنة [121].

وعن الحسن بن علي بن أبي المغيرة ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني رجل كثير العلل والأمراض ، وما تركت دواء إلا تداويت به ؟

فقال : وأين أنت عن طين قبر الحسين عليه السلام ؟ فإن فيه الشفاء من كل داء ، والأمن من كل خوف ، فقل إذا أخذته :

 اللهم : إني أسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها ، صل على محمد وأهل بيته ، واجعل فيها شفاء من كل داء ، وأمانا من كل خوف .

 ثم قال : أما الملك الذي أخذها فهو جبرائيل ، أراها النبي ، فقال :

 هذه تربة ابنك : تقتله أُمّتك من بعدك ، والنبي الذي قبضها محمد .

 والوصي الذي حلّ فيها :

فهو الحسين بن علي عليه السلام ســيـد الشهداء .

 قلت : قد عرفت الشفاء من كل داء ، فكيف الأمان من كل خوف ؟

فقال : إذا خفت سلطانا أو غير ذلك فلا تخرج من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين عليه السلام وقل إذا أخذته :

 اللهم : إن هذه طين قبر الحسين وليك وابن وليك . أخذتها حرزا لما أخاف ولما لا أخاف ، فإنّه قد يرد عليك ما لا تخاف.

 قال الرجل : فأخذتها كما قال فأصح الله بدني، وكانت لي أمانا من كل خوف مما خفت وما لم أخف كما قال

: قال : فما رأيت بحمد الله بعدها مكروها [122].

 


 

الإشعاع الثاني

سادة الشهداء من استشهد مع الإمام الحسين :

يا طيب : عرفت إن الإمام علي عليه السلام حين عرف الإمام الحسين عليه السلام بالسيادة ، أنه عرفنا إن من يستشهد مع الحسين ، يكونون من سادة الشهداء ، ويحفون بسيد الشهداء ، وهكذا حكاه ميثم في حديث جبلة بأن لهم درجة عالية.

فقال : بعد أن أخذ بيد الحسين عليه السلام ، و خير الخلق :

 

و خير الخلق :

و سيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين :

 المظلوم بعد أخيه المقتول في أرض كربلاء .

أما إنه و أصحابه
من سادة
الشهداء يوم القيامة .

و من بعد الحسين تسعة من صلبه :

خلفاء الله في أرضه : و حججه على عباده ، و أمناؤه على وحيه .

و أئمة المسلمين ، و قادة المؤمنين.

و سادة المتقين [123] .

يا طيب : في ما يذكر من أنصار الحسين وكلهم سادة كما عرفت في الحديث أعلاه ، كان قسم منهم يسمى بسيد القراء ، ولهم علم وتقى ، واقتدوا بسيدهم ، ومنهم :

فلما رجع : كعب بن جابر ، قالت له أخته النوار بنت جابر :

أعنت : على ابن فاطمة .

وقتلت : بريراً سيد القراء ، لقد أتيت عظيماً ، والله لا أكلمك أبداً[124].

 


 

 

الإشعاع الثالث :

أحاديث تبلغ استحباب زيارة الحسين سيد الشهداء والجنة :

يا طيب : الأحاديث الكريمة التي تعرفنا ضرورة زيارة الإمام الحسين عليه السلام وأستحببها المؤكد كثيرة جدا ، وذكرنا قسم منها في مقالات تجدها في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وسيأتي جزء متخصص بها ونذكر هنا الأحاديث التي فيها لفظ السيد ، مثل سيد الشهداء أو غيرها ، لنعرف أنه حتى أحاديث الزيارة تعرفنا سيادة الإمام الحسين وتبلغ معنى السيادة ومقامها العالي لأل محمد صلى الله عليهم وسلم :

عن الحكم بن مسكين ، عن أم سعيد الاحمسية ، قالت : جئت إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام فدخلت عليه .

فجاءت الجارية ، فقالت : قد جئتك بالدابة .

فقال عليه السلام : يا أم سعيد أي شيء هذه الدابة ، أين تبغين تذهبين ؟

قالت : أزور قبور الشهداء .

 فقال عليه السلام : ما أعجبكم يا أهل العراق ، تأتون الشهداء من سفر بعيد .

وتتركون سيد الشهداء لا تأتونه ؟ !

قالت : قلت له : من سيد الشهداء ؟

 قال : الحسين بن علي .

 قلت : إني امرأة .  فقال : لا بأس لمن كان مثلك أن تذهب إليه وتزوره .

قالت : قلت : أي شيء لنا في زيارته ؟

قال : تعدل حجة وعمرة ، واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما ، وخير منها  ، قالت : وبسط يده وضمها ثلاث مرات [125].

يا طيب: هذا الحديث رواه عنها عدة رواة ، وبأساليب ، لحبها تعريفه بكثرة فراجعه.

وفي ثواب الأعمال : بالإسناد عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ قَالَ :

 قَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه السلام : زُورُوهُ يَعْنِي الحسين وَ لَا تَجْفُوهُ .

فَإِنَّهُ سَـيِّــدُ الشُّهَدَاءِ ، وَ سَـيِّـدُ شَبَابِ أهل الجنة[126].

وذكر في كامل الزيارات : عن حنان ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

 زوروا الحسين عليه السلام و لا تجفوه .

 فإنه : سـيـد شباب أهل الجنة من الخلق ، و سيد الشهداء[127].

وجاء : في بحار الأنوار عن المناقب لابن شهرآشوب‏ ، وإعلام الورى‏ عن كتاب شرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم : عن جابر قال : قال رسول الله :

مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَـــيِّدِ شَبَابِ أهل الجنة .

فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحسين بْنِ عَلِيٍّ .

وفي الأعلام والمناقب : فلينظر إلى الحسن بن علي [128].

يا طيب : لزيارة آل محمد عليهم السلام آداب تجدها في صحيفة الزيارة ، وأحلى وأجمل أحاديث ثواب زيارة الإمام الحسين هو ما جاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من سره أن يكون على موائد النور يوم القيامة

فليكن من زوار الحسين بن علي عليه السلام [129].

وعن الإمام الحسن عليه السلام ، أنه قال : من أحبنا أهل البيت لله جل ذكره لا لغيره نفعه الله سبحانه بحبنا ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم : أنا سلم لمن سالمكم ، وحرب لمن حاربكم [130].

 


[110] الأمالي ‏للطوسي ص314 م11ح 640-87 .

[111] الأمالي ‏للصدوق ص126ح1م27 .

[112] الأمالي‏ للمفيد ص320 م38 .

[113] الاحتجاج ج 2ص309 احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب .

[114] ينابيع المودة لذوي القربى ج3ص84 .

[115] بحار الأنوار ج45ص132ب3 . مثير الأحزان ص100 .

[116] كامل‏ الزيارات ص336ب108ح 14.

[117] الخصال ج1ص320ح1 . دعائم ‏الإسلام ج1ص90 .

[118] مسند زيد بن علي ص  قسم 3 .

[119] كتاب المزار ص 406 ح19469/ 6 . كامل الزيارات : 47.

[120] كتاب المزار ص 407ح 19472/ 9 .كامل الزيارات : 48.

[121] كامل الزيارات جعفر بن محمد بن قولويه ص451ح678/5 . بحار الأنوار ج98 ص109ح10.

[122] المزار ص 524ح19744/9  .  التهذيب ج6ص74ح146 .  أمالي الطوسي ج1ص325 .

[123] كمال ‏الدين ج1ص259ب24ح5. إعلام‏ الورى ص399ف2. قصص‏ الأنبياء ص366ف16ح 439 .  تاريخ بغداد ج2ص185ح 598 عن الشعبي عن زيد بن يثيع .

[124] أنساب الأشراف ج1ص420 .

[125] المزار ص436ح19546/2 . كامل الزيارات ص110ح4 . ثواب الأعمال ص122 ح51 . وروي الحديث بسند آخر وأسلوب أخر مختصر في معنى السيادة في نفس الكتب أعلاه فراجعه .

[126] وسائل ‏الشيعة ج14ص430ب38- باب كراهة ترك زيارة الحسين ح19529.

[127] كامل‏ الزيارات ص 109 ب37 ح1 .

[128] بحار الأنوار ج43ص298ب12ح60 . وفي إعلام‏ الورى ص211ف3 .  المناقب ج4ص20 .

[129] بحار الأنوار ج98ص72ب10ح19 . كامل‏ الزيارات ص135ب50ح2 .

[130] شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج2ص513ح907 .

 

 

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com