بسم
الله الرحمن الرحيم
والحمد
لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
النور السادس
تبليغ حديث سيادة الحسين لكل العباد قبل و بعد شهادته
الإشراق الثالث :
زيارات الإمام الحسين تعرفنا أنه سيد الشهداء والجنة :
يا طيب : إن الكلام واسع في ذكر كل الزيارات التي تعرفنا بأن أل محمد صلى الله عليهم أنهم هم سادة العباد ، سواء كلهم أو أحدهم ، ولكن هنا نختار زيارات فيها السلام على سيدي شباب أهل الجنة الإمام الحسين ، وبالخصوص من أهم زيارته .
وبهذه الزيارات الكريمة : نعرف أن من أركان فضائلهم ومناقبهم ، هو معرفتهم بالسيادة ، وكل ملاكها الذي يوجب حق الطاعة لهم ، والاعتراف لهم بالعلم والتقى ونشر الدين وتعليم هدى رب العلمين ، وأنه واجب الاقتداء بهم والسير على نهجهم عليهم السلام ، وهو معنى الإقرار بالولاية والإمامة لهم والقيادة والرئاسة ، وهذا ما عرفته مما ينطوي في معنى السيد الحق التام في الدين الإسلامي .
الإشعاع الأول :
زيارة سيدا شباب أهل الجنة في يوم الاثنين والسلام عليهم :
يا طيب : إن لكل يوم من أيام الأسبوع دعاء خاص به ، وزيارة وسلام على أئمة الهدى كل يوم مختص بقسم من الأئمة ، وإن يوم الاثنين مختص بزيارة الحسن والحسين عليهم السلام ، فنذكر جمل منه ، وإن أحببت الأدعية فراجع صحيفة الطيبين وبرنامج سبحانه الله من موسوعة صحف الطيبين أو كتب الأدعية والزيارة ، وأما فقرات زيارتهم يوم الاثنين فهي :
زيارة الإمام الحسن والسلام عليه في يوم الاثنين :
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا السيد الزَّكِيُّ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ ....
السَّلَامُ : عَلَى السِّبْطِ الثِّقَةِ الْمُرْتَضَى، وَ ابْنِ الْوَصِيِّ الْمَرْضِيِّ، الْمَقْتُولِ الْمَسْمُومِ .....
وَ الزَّكِيِّ الْمَظْلُومِ ، وَ سِبْطِ الرَّسُولِ ، وَ ابْنِ الْبَتُولِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا سَـيِّدِي .
يَا حُجَّةَ الله ، وَ ابْنَ حُجَّتِهِ ، وَ أَخَا حُجَّتِهِ .
السَّلَامُ عَلَى الحسن بْنِ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكَاتُهُ .
زيارة الإمام الحسين والسلام عليه في يوم الاثنين :
السلام عليك : يا ابن رسول الله ، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين ، السلام عليك
يا ابن سيدة نساء العلمين .
أشهد أنك : أقمت الصلاة ، و آتيت الزكاة ، و أمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ، و عبدت الله مخلصا ، و جاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين .....
السَّلَامُ : عَلَى السيد الشَّهِيدِ
وَ السِّبْطِ السَّعِيدِ ، أَبِي الْأَئِمَّةِ ، وَ ابْنِ خَيْرِ نِسَاءِ الْأُمَّةِ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَــيِّـدِي
يَا أَبَا عَبْدِ الله ، وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكَاتُهُ .
اللَّهُمَ صَلِّ : عَلَى الإمام الْمَظْلُومِ الْمَقْتُولِ ، السيد سِبْطِ الرَّسُولِ ، وَ ابْنِ الْبَتُولِ ، الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، ابْنِ الْوَصِيِّ الْوَزِيرِ . الحسين بْنِ عَلِيٍّ ، الزَّاكِي الْوَلِيِّ .
سَيِّدِ شَبَابِ أهل الجنة .
و إمام الهدى : و أهل السنة ، القائد الرائد ، و العابد الزاهد ، و الراشد المجاهد .
كما عمل بطاعتك : و نهى عن معصيتك ، و بالغ في رضوانك ، و أقبل على إيمانك ، قاتل فيك عدوك علانية و سرا ، يدعو العباد إليك ، و يدلهم عليك ، قائما بين يديك ، يهدم الجور بالصواب ، و يحيي السنة و الكتاب. فعاش في رضوانك مكدودا ، و مات في أوليائك محمودا [131].
يا طيب : التدبر بالزيارة تعرف إن ما يحيط كلمة السيد يعرف ملاكها من العلم والتقى .
الإشعاع الثاني :
زيارة للإمام الحسين في كل وزمان ومكان تعرفنا سيادته :
وروي أنه دخل حنان بن سدير الصيرفي على أبي عبد الله عليه السلام ، و عنده جماعة من أصحابه ، فقال : يا حنان بن سدير تزور أبا عبد الله عليه السلام في كل شهر مرة ؟ قال : لا . قال : ففي كل شهرين مرة . قال : لا.
قال : ففي كل ســنـة مـرة ؟ قال : لا .
قال : مَا أَجْفَاكُمْ بِسَــيِّـدِكُمْ .
فقال : يا ابن رسول الله قلة الزاد و بعد المسافة .
قال عليه السلام : أ لا أدلكم على زيارة مقبولة ، و إن بعد النائي ؟
قال : فكيف أزوره يا ابن رسول الله ؟
قال عليه السلام : اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت .
والبس أطهر ثيابك ، واصعد إلى أعلى موضع في دارك أو الصحراء ، و استقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أن القبر هناك يقول الله تبارك و تعالى : فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ . ثم تقول :
السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ
وَ سَيِّدِي وَ ابْنَ سَيِّدِي
السلام عليك : يا مولاي الشهيد بن الشهيد ، والقتيل بن القتيل .
السلام عليك : ورحمة الله و بركاته ، أنا زائرك : يا ابن رسول الله ، بقلبي و لساني و جوارحي ، و إن لم أزرك بنفسي مشاهدة لقُبتك .
فعليك السلام : يا وارث آدم صفوة الله ، ووارث نوح نبي الله ، ووارث إبراهيم خليل الله ، ووارث موسى كليم الله ، ووارث عيسى روح الله ، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله ، ووارث علي أمير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته ، ووارث الحسن بن علي وصي أمير المؤمنين .
لعن الله : قاتليك ، وجدد عليهم العذاب ، في هذه الساعة ، و في كل ساعة .
أَنَا يَا سَــيِّدِي :
متقرب : إلى الله جل وعز ، و إلى جدك رسول الله ، وإلى أبيك أمير المؤمنين ، وإلى أخيك الحسن وإليك . يا مولاي : فعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، بزيارتي لك بقلبي و لساني وجميع جوارحي .
فَكُنْ يَا سَــيِّدِي :
شفيعي : لقبول ذلك مني .
وإنا بالبراءة من أعدائك واللعنة لهم وعليهم ، أتقرب إلى الله و إليكم أجمعين ، فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته .
ثم تحول على يسارك قليلاً : وتتحول وجهك إلى قبر علي بن الحسين ، وهو عند رجل أبيه وتسلم عليه مثل ذلك. ثم ادع الله: بما أحببت من أمر دينك ودنياك ثم تصلي أربع ركعات ، فإن صلاة الزيارة ثمان ، أو ست ، أو أربع ، أو ركعتان ، و أفضلها ثمان .
ثم تستقبل نحو قبر أبي عبد الله عليه السلام و تقول :
أَنَا مُوَدِّعُكَ : يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ .
وَ سَـيِّدِي وَ ابْنَ سَـيِّدِي
وَ مُوَدِّعُكَ : يَا سَـيِّدِي وَ ابْنَ سَـيِّدِي يَا عَلِيَّ بْنَ الحسين .
وَ مُوَدِّعُكُمْ : يَا سَـادَتِي يَا مَعْشَـرَ الشُّــهَدَاءِ
فَعَلَيْكُمْ سَلَامُ الله وَ رَحْمَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ .[132].
يا طيب : إن الحسين سيد الأولين والآخرين من أهل زمانه وفي الجنة ، وإن من يلتحق به ويكون على هداه يكون سيد من يحيط به ، وهكذا الشهداء كما مر في حديث شريف كانوا سادة الشهداء بعده ، والحديث والزيارة تعرف مقام السيادة .
الإشعاع الثالث :
نقر للإمام الحسين بالسيادة في زيارة عاشوراء :
يا طيب : عرفت تبليغ الإمام الحسين لسيادته لمن كان يحاربه من أولياء الطغاة وأتباعهم الذين لم يقروا له بالسيادة ، وإنه عليه السلام ناشدهم بإلحاح بأن له شاهد عندهم بسيادته بقوله عليه السلام :
أ و لم يبلغكم ما قال رسول الله لي و لأخي :
هذان سيدا شباب أهل الجنة .
فإن صدقتموني : بما أقول ، و هو الحق ، و الله ما تعمدت كذبا منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ، و إن كذبتموني فإن فيكم من لو سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبا سعيد الخدري ، و سهل بن سعد الساعدي ، و زيد بن أرقم ، و أنس بن مالك ، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي و لأخي.
أ ما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي . ...
ونحن الآن : في كل أيام حياتنا نقر لهم بالسيادة ، وبالخصوص في زياراتهم الخاصة والعامة ، ومنها زيارة يوم عاشوراء ، فنناديه بالسيادة ونقر له بأنه السيد الحق ، ونذكر له أفضل المناقب ونعترف له بأنه له أعلى معاني السيادة والقيادة والإمامة والولاية ، وتدبر هذه الزيارة الكريمة في يوم عاشوراء يوم ذكر شهادته عليه السلام ، ترى فيها تعرف كريم لما ذكرنا من معنى السيادة وملاكها ، وكيف يستحق سيد الدين ، وتبدأ بوراثته لعلم الأنبياء ، وثم تطبيق دين الله والظهور به وتعليمه لكل طالب لعبودية الله بحق ، فتعرف سيد العلم والتقى والظهور به حتى الشهادة صلاة الله وسلامه عليه وعلى آله أجمعين :
في إقبال الأعمال: ذِكْرُ الزِّيَارَةِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، مِنْ كِتَابِ الْمُخْتَصَرِ الْمُنْتَخَبِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ ، ثُمَّ تَتَأَهَّبُ لِلزِّيَارَةِ ، فَتَبْدَأُ فَتَغْتَسِلُ وَ تَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ طَاهِرَيْنِ ، وَ تَمْشِي حَافِياً إِلَى فَوْقِ سَطْحِكَ أَوْ فَضَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ ، ثُمَّ تَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ فَتَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ أَمِينِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيِّينَ ، وَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ وَ أَفْضَلِ السَّابِقِينَ .
وَ سِـبْطِ خَاتَمِ الْمُرْسَلِينَ
وَ كَيْفَ لَا تَكُونُ كَذَلِكَ سَــيِّدِي
وَ أَنْتَ : إِمَامُ الهدى ، وَ حَلِيفُ التقى ، وَ خَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ .
رُبِّيتَ : فِي حَجْرِ الْإِسْلَامِ ، وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِسْلَامِ ، فَطِبْتَ حَيّاً وَ مَيِّتاً .
السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا وَارِثَ الحسن الزَّكِيِّ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ .
السَّلَامُ عَلَيْكَ : وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ ، وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ ، وَ جَاهَدَتْ فِي الله مَعَكَ ، وَ شَرَتْ نَفْسَهَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فِيكَ ، السَّلَامُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ .
أَشْهَدُ : أَنْ لَا إله إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عَلَيْهِ وَ آله وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَبَاكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، إِمَامٌ افْتَرَضَ الله طَاعَتَهُ عَلَى خَلْقِهِ ، وَ كَذَلِكَ أَخُوكَ الحسن بْنُ عَلِيٍّ ، وَ كَذَلِكَ أَنْتَ ، وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِكَ .
أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : أَقَمْتُمُ الصلاة ، وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ جَاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ مِنْ وَعْدِهِ .
فَأُشْهِدُ اللَّهَ : وَ أُشْهِدُكُمْ ، أَنِّي بِاللَّهِ مُؤْمِنٌ ، وَ بِمُحَمَّدٍ مُصَدِّقٌ، وَ بِحَقِّكُمْ عَارِفٌ .
وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ الله عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ ، وَ عَبَدْتُمُوهُ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا أَبَا عَبْدِ الله .
لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ ، لَعَنَ الله مَنْ شَايَعَ عَلَى ذَلِكَ ، لَعَنَ الله مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أَشْهَدُ : أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ ، وَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ ، وَ قَعَدُوا عَنْ نُصْرَتِكَ مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ .
يَا سَــيِّدِي وَ مَـوْلَايَ :
إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ ، فَقَدْ أَجَابَكَ رَأْيِي وَ هَوَايَ .
أنَا أَشْهَدُ : أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ ، وَ أَنَّ مَنْ خَالَفَكَ عَلَى ذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ ، فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .
فَأَسْأَلُكَ يَا سَــيِّدِي :
أَنْ تَسْأَلَ الله جَلَّ ذِكْرُهُ : فِي ذُنُوبِي ، وَ أَنْ يُلْحِقَنِي بِكُمْ وَ بِشِيعَتِكُمْ ، وَ أَنْ يَأْذَنَ لَكُمْ فِي الشَّفَاعَةِ ، وَ أَنْ يُشَفِّعَكُمْ فِي ذُنُوبِي ، فَإِنَّهُ قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ :
مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ .
صلى الله : عَلَيْكَ ، وَ عَلَى آبَائِكَ وَ أَوْلَادِكَ ، وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقِيمِينَ فِي حَرَمِكَ ، صلى الله عَلَيْكَ ، وَ عليهم أَجْمَعِينَ ، وَ عَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَكَ وَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، صلى الله عَلَيْكَ وَ عليهم ، وَ عَلَى وَلَدِكَ عَلِيٍّ الْأَصْغَرِ الَّذِي فُجِعْتَ بِهِ .
ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ ، وَ قَدْ تَحَرَّمْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ ، وَ تَوَجَّهْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَ اسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ ، وَ تَوَسَّلْتُ بِمُحَمَّدٍ وَ أل محمد لِتَقْضِيَ عَنِّي مُفْتَرَضِي وَ دَيْنِي ، وَ تُفَرِّجَ غَمِّي ، وَ تَجْعَلَ فَرَجِي مَوْصُولًا بِفَرَجِهِمْ .
ثُمَّ امْدُدْ يَدَيْكَ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْكَ ، وَ قُلْ :
يَا لَا إله إِلَّا أَنْتَ ، لَا تَهْتِكْ سِتْرِي ، وَلَا تُبْدِ عَوْرَتِي ، وَآمِنْ رَوْعَتِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، اللَّهُمَّ : اقْلِبْنِي مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ رَضِيتَ عَمَلِي ، وَاسْتَجَبْتَ دَعْوَتِي ، يَ الله الْكَرِيمُ .
ثُمَّ تَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ الله وَ بَرَكَاتُهُ .
ثُمَّ تَبْدَأُ وَ تَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَى الحسن الزَّكِيِّ ، السَّلَامُ عَلَى الحسين الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الحسين ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلَامُ عَلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، السَّلَامُ عَلَى الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلَامُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، السَّلَامُ عَلَى الحسن بْنِ عَلِيٍّ ، السَّلَامُ عَلَى الإمام الْقَائِمِ ، بِحَقِّ الله ، وَ حُجَّةِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، صلى الله عَلَيْهِ وَ عَلَى آبَائِهِ ، الرَّاشِدِينَ الطيبين الطاهرين ، وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .
ثُمَّ تُصَلِّي : سِتَّ رَكَعَاتٍ ، مَثْنَى مَثْنَى ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً ، وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ مِائَةَ مَرَّةٍ ، وَ تَقُولُ بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنْ ذَلِكَ :
اللَّهُمَّ : يَا اللَّهُ ، يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ ، يَا عَلِيُّ يَا عَظِيمُ ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ ، يَا فَرْدُ يَا وَتْرُ ، يَا سَمِيعُ يَا عَلِيمُ ، يَا عَالِمُ يَا كَبِيرُ ، يَا مُتَكَبِّرُ يَا جَلِيلُ ، يَا جَمِيلُ يَا حَلِيمُ ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ ، يَا مُتَعَزِّزُ يَا جَبَّارُ ، يَا مُؤْمِنُ يَا مُهَيْمِنُ ، يَا جَبَّارُ يَا عَلِيُّ ، يَا مُعِينُ يَا حَنَّانُ ، يَا مَنَّانُ يَا تَوَّابُ ، يَا بَاعِثُ يَا وَارِثُ ، يَا حَمِيدُ يَا مَجِيدُ ، يَا مَعْبُودُ يَا مَوْجُودُ ، يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ ، يَا أَوَّلُ يَا آخِرُ ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، وَ يَا ذَا الْعِزَّةِ وَ السُّلْطَانِ :
أَسْأَلُكَ : بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ ، يَ الله ، وَ بِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أل محمد ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَ غَمٍّ وَ كَرْبٍ ، وَ ضُرٍّ وَ ضِيقٍ أَنَا فِيهِ ، وَ تَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي ، وَ تُبَلِّغَنِي أُمْنِيَّتِي ، وَ تُسَهِّلَ لِي مَحَبَّتِي ، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرَادَتِي ، وَ تُوصِلَنِي إِلَى بُغْيَتِي سَرِيعاً عَاجِلًا ، وَ تُعْطِيَنِي سُؤْلِي وَ مَسْأَلَتِي ، وَ تَزِيدَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ [133].
يا طيب : هذه الزيارات تعرفنا ملاك السيادة ، ولما صار سيد صلاة الله عليه ، فتذكر فضله وعلمه وتقاه ، وأنه جاد بتعليم هدى الله بكل وجود مخلصا له ، وهذا هو حق ولي الأمر والإمام والسيد الحق ، ولذا يجب أن يسلم عليه ويصلى ويقر له بالفضل .
الإشعاع الرابع :
زيارة الأربعين تعرفنا ملاك السيادة للإمام الحسين :
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ :
قَالَ لِي مَوْلَايَ الصَّادِقُ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ فِي زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ :
تَزُورُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَ تَقُولُ :
السَّلَامُ : عَلَى وَلِيِّ الله وَ حَبِيبِهِ ، السَّلَامُ : عَلَى خَلِيلِ الله وَ نَجِيبِهِ ، السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ ، السَّلَامُ : عَلَى الحسين الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ : عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ ، وَ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ .
اللَّهُمَّ : إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ ، وَ صَفِيُّكَ وَ ابْنُ صَفِيِّكَ .
الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ .
أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ ، وَ حَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ ، وَ اجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ .
وَ جَعَلْتَهُ سَــيِّداً مِنَ السادة .
وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ ، وَ ذَائِداً مِنَ الذَّادَةِ .
وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَ جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ .
فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ ، وَ مَنَحَ النُّصْحَ .
وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ : لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ ، وَ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ ، وَ قَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا ، وَ بَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى ، وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ ، وَ تَغَطْرَسَ وَ تَرَدَّى فِي هَوَاهُ ، وَ أَسْخَطَ نَبِيَّكَ ، وَ أَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ ، وَحَمَلَةَ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ ، فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ صَابِراً مُحْتَسِباً ، حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ ، وَ اسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ .
اللَّهُمَّ : فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .
السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ الله وَ ابْنُ أَمِينِهِ ، عِشْتَ سَعِيداً ، وَمَضَيْتَ حَمِيداً ، وَ مِتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً . و أَشْهَدُ أَنَّ الله : مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ ، وَ مُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ ، وَ مُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ ، وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .
فَلَعَنَ الله : مَنْ قَتَلَكَ ، وَ لَعَنَ الله : مَنْ ظَلَمَكَ ، وَ لَعَنَ الله : أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .
اللَّهُمَّ : إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي ، وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاه ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ .
بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي : يَا ابْنَ رَسُولِ الله .
أَشْهَدُ أَنَّكَ : كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ ، وَ الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا ، وَ لَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيَابِهَا ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ ، وَ أَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ مَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ .
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : الإمام الْبَرُّ التَّقِيُّ ، الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ ، الهادِي الْمَهْدِيُّ ,
وَ أَشْهَدُ أَنَّ : الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ ، كَلِمَةُ التَّقْوَى ، وَ أَعْلَامُ الهدى ، وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى ، وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا .
وَ أَشْهَدُ أَنِّي : بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ ، بِشَرَائِعِ دِينِي ، وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي ، وَ قَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ ، وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ ، حَتَّى يَأْذَنَ الله لَكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، صَلَوَاتُ الله عَلَيْكُمْ ، وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ ، وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ ، وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ ، آمِينَ رَبَّ العلمينَ .
وَ تُصَلِّي : رَكْعَتَيْنِ ، وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ ، وَ تَنْصَرِفُ [134] .
يا طيب : تدبر في هذه الزيارة الكريمة ترى أنها تعرفه في كل مراتب الوجود بالسيادة ، وأنه أختاره الله لما يبذل من علمه وتقواه ونشر دين الله بكل وجوده ، وهذا ملاك السيادة من أول الوجود وفي كل مراتبه ، متحقق بالإمام الحسين وآله الكرام صلى الله عليهم ، وهي زيارة كريمة تعرف فضله ومناقبه والإقرار له بما بذل في سبيل الله .
يا طيب : هكذا بقى المؤمنون في زيارة الحسين وآله عليهم صلاة الله وسلام يقرون له بالسيادة ، وتعريف ملاكها من التقوى والعلم والبذل له بأقصى الوسع حتى الشهادة ، ولا تجد زيارة ولا كتاب فضائل يتحدث عنهم ، إلا وذكر لهم هذا المقام السامي للسيادة والولاية والإمام ، ولو نقلنا فقط من الفقرات التي تخصهم وتذكرهم بالسيادة لكان كتاب يفوق ما كتبنا ، وسيأتي قسم منها في زيارتهم ، فتابع كل الزيارات لترى أنه لا تخلوا واحده منها من قول السلام عليك يا سيد ، أو يا سيدي ومولاي أو أنت سيد أهل الدنيا أو الجنة وأغيرها من العبارات التي يقر بها المؤمن لوليه وإمامه ، وأنه قائده لكل هدى وأنه رئيس الدين والدنيا الذي يجب على كل عبد يطيع الله سبحانه ويتعبد له أن يقتدي بهداه ويتعلم منه دينه .
فصلاة الله على الحسين وآله وسلم ، وجعلنا الله معهم في الدنيا والآخرة .
ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .
الإشراق الرابع :
بعض أوصاف الجنة وشيعة سادة المتقين :
يا طيب : إن السيادة الحقة : هي جود بالعلم الإلهي تحققا مع التقى ، والظهور بعبودية الله علما وعملا ، وما عرفت من الزيارات وما للزيارة من الثواب العظيم ، كان لما في نفس الزيارات للإمام الحسين عليه السلام أو زيارات آله الكرام ، من بيان حقائق ملاك سيادتهم وولايتهم وإمامتهم .
فالزيارات كانت في عين : أنها تصفهم بأفضل خصال المتقين ، وأعلم العلمين بكتاب الله وبيانه والتجلي بنوره ، وأعرف العارفين بعظمة الله والعابدين المخلصين له ، وتعرفهم بأعلى مناقب المجاهدين في سبيل الله والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، وأكرم صفات المخلصين في إظهار دين الله والناصحين لعباد الله ، وبكل وجودهم وصفاتهم وخصالهم وسيرتهم وسلوكهم وعلمهم وعملهم .
كانت الزيارات : تبين إقرارنا لهم بالسيادة الحق ، وتثبت علمنا بجهدهم الذي بذلوه في سبيل الله ، وتحقق وجودنا بمعاني بأنا نحن ثابتون على طاعتهم ومقتدون متأسون بهم ، ناشرون لمعارفهم ، ناصرون لهداهم ، متعلمون عاملون بدين علومهم و التي ظهروا بها ، مبتعدون عن كل ما يشين الإيمان ، ولا نقر بالخضوع للظلم والطغيان ، فضلا عن متابعة أئمة الباطل وأهل الضلال والنفاق من بني الإنسان .
ويا طيب : هذه الصفات التي نصف بها الإمام الحسين عليه السلام بالعلم والطيب والطهارة والتقى ، يجب أن نتصف بها بقدر الإمكان ، ونحب ما حبوه وعملوا به ونرفض ما رفضوه وأنكروه ، فنحب الإيمان والمؤمنين ، ونسعى لأن نكون مثلهم من المخلصين ، ونعبد الله بكل يقين مما عرفونا من معارف هداه الحق ، ولا يحق لنا خلافهم والظهور بضد معارفهم ، ولذا كان فضل الزيارات عظيم ، وثوابها جزيل كريم ، وإلا من يخالف هداهم ويعادي شيعتهم وعلومهم ، يكون خبيث لئيم وليس ذو دين مستقيم .
والآن : فلنتعرف على جنتهم التي نطمع أن ندخلها بعد الإقرار بسيادتهم :
ويا طيب : إن الكلام عن المعاد وأحواله من الموت والبرزخ والنشر والحشر وأحوال يوم القيامة ومواقفه من الحوض وتطاير الصحف والحساب والشفاعة وغيرها ، محلها صحيفة المعاد ، وتجد في شرح الأسماء الحسنى الثلاثة الأخيرة في الجزء الثالث آخر شرح الأسماء العظيم اللطيف الشافي ،وفيها عن أهم أحوال الموت والقيامة والجنة والنار .
وأما هنا يا طيب : فنذكر مختصرا عن وصف أحوال المعاد بأحاديث تخص مناقب :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
مع آلهم الكرام : لأنه السيادة هنا أوجبت السيادة هناك ، ومن دخل تحت ولايتها وتولاهم علما وعملا كان معهم أي مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ، ونجعل البحث المجمل الميسر في أشعاعين :
الأول : يصف موجز لمراتب المعاد وثواب تولي آل محمد وصلى الله عليهم وسلم حين الموت والحشر حتى دخول الجنة ، والثاني : يصف شيعة سادة المتقين وخصالهم وكيف يقتدون بهم حتى يكونوا حقيقة من مواليهم ومحبيهم ، مع وصف للجنة والنار.
الإشعاع الأول :
موجز في مراتب ثواب محبي سادة المتقين :
يا طيب : إن حال الموالي لآل محمد وغيره عند الموت ، فهو :
عن أبو خالد الواسطي عن زيد بن علي عن أبيه عليهم السلام ، قالوا :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
و الذي نفسي بيده : لا تفارق روح جسد صاحبها ، حتى يأكل من ثمار الجنة ، أو من شجرة الزقوم .
و حين يرى ملك الموت : يراني ، و يرى عليا ، و فاطمة ، و حسنا و حسينا .
فإن كان : يحبنا .
قلت : يا ملك الموت أرفق به إنه كان يحبني و يحب أهل بيتي.
و إن كان : يبغضنا .
قلت : يا ملك الموت شدد عليه ، إنه كان يبغضني و يبغض أهل بيتي [135].
ويا طيب : إن وصف البرزخ ثم الحشر والنشر والقيامة طويل ، ولكن من يحبهم حقا ويعلم ويعمل بما علموه ويحب شيعتهم ويسعى في حوائجهم فهو معهم .
ويوم القيامة: عرفت إن زائر الحسين الحقيقي المقتدي به ، معه على موائد النور ، وعرفت في الأحاديث في الإشراق قبل السباق بعض ثواب زواره ، وإن سيدا شباب أهل الجنة يكونوا على يمين ويسار سيد المرسلين وهو على عرش الرحمن فيعطى مفاتيح الجنة و النار وقلائد حكم الخلائق ، ولذا جاء حديث يصف سيدي شباب أهل الجنة بما ترى :
عن إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء ، عن أبيه، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي ابن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبي صلى الله عليه و آله قال :
الحسن و الحسين : يوم القيامة عن جنبي عرش الرحمن تبارك و تعالى.
بمنزلة : الشقين من الوجه.
وبرواية الخوارزمي : بمنزلة الشنفين من الوجه [136].
فيا طيب : من أقتدى بهم يحف بهم حسب مقامة ، وجده في طاعة الله بإخلاص في معارف خصها بهم وعلموها لنا ، فيكون نتيجة تطبيق علمنا وأعمالنا عليهم ثوابا وخلافه عقاب ، ولذا وصفوا بميزان الأعمال ، وأن ظهورهم بنور ما يثقل الميزان جود علم وتقى وتعليم إيمان وهدى وعمل به ، مما يكون روح معاني سيادتهم ، فهو ما يعبر عنه بالميزان ويوصف بصفات تجمعهم وتعرف حقيقة تولي سيادتهم :
وروي عن ابن عباس وأنس والزبير : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
أنا : ميزان العلم ، و علي : كفتاه ، و الحسن و الحسين : خيوطه ، و فاطمة : علاقته ، و الأئمة من ولدهم : عموده .
فينصب يوم القيامة : فيوزن فيها أعمال المحبين لنا ، و المبغضين لنا [137].
فمن حب سادة الوجود : والمحب مطيع لمن يحب ، ويقتص آثاره ويقتدي به ويحب التخلق بخلقه وصفاته حتى يكون مشابه له ، فتجاذبان ويتقاربان ، ويكونا روحا واحد في أبدان متعدده ، فيكون نوره من نوره ، ويصير معه ويلتحق به بدون مانع أين ما حل ، وإلا أنظر الأحاديث الآتية :
قال الإمام أبو جعفر حدثني أبي عن جدي عن رسول الله قال :
إذا كان يوم القيامة : نصب للأنبياء و الرسل منابر من نور.
فيكون منبري : أعلى منابرهم يوم القيامة ، ثم يقول الله : يا محمد اخطب ، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأنبياء و الرسل بمثلها .
ثم ينصب : للأوصياء منابر من نور ، و ينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور ، فيكون منبره أعلى منابرهم ، ثم يقول الله : يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الأوصياء بمثلها .
ثم ينصب : لأولاد الأنبياء و المرسلين منابر من نور.
فيكون لابني و سبطي وريحانتي أيام حياتي : منبر من نور ، ثم يقال لهم:
اخطبا : فيخطبان بخطبتين ، لم يسمع أحد من أولاد الأنبياء والمرسلين بمثلها.
ثم ينادي المنادي و هو جبرائيل: أين فاطمة بنت محمد أين خديجة بنت خويلد، أين مريم بنت عمران ، أين آسية بنت مزاحم ، أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا، فيقمن.
فيقول الله تبارك و تعالى : يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم .
فيقول : محمد و علي و الحسن و الحسين ، لله الواحد القهار .
فيقول الله تعالى : يا أهل الجمع .
إني قد جعلت الكرم : لمحمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة ... [138].
والحديث طويل : يأتي في صحيفة الزهراء ، ولا كرامة إلا لمحبهم أنظر :
و عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
ما مررت في ليلة أسري بي : بشيء من ملكوت السماوات ، و لا على شيء من الحجب من فوقها ، إلا وجدتها كلها مشحونة بكرام ملائكة الله تعالى .
ينادون : هنيئا لك يا محمد، فقد أعطيت : ما لم يعط أحد قبلك ، و لا يعطاه أحد بعدك. أعطيت : علي : بن أبي طالب أخا ، وفاطمة : زوجته بنت .
والحسن والحسين : أولادا ، و محبيهم : شيعة . يا محمد : أنك أفضل النبيين.
و علي أفضل الوصيين ، و فاطمة سيدة نساء العلمين .
و الحسن و الحسين : أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين .
و شيعتهم : أفضل من تضمنته عرصات القيامة .
يشتملون: على غرف الجنان و قصورها و متنزهها .
فلم يزالوا يقولون ذلك : في مصدري و مرجعي .
فلو لا أن الله تعالى : حجب عنها آذان الثقلين ، لما بقي أحد إلا سمعها[139] .
يا طيب : شيعتهم معهم ، إن تولوهم وطبقوا معارف سيادتهم حقا .
ويا طيب : بحثنا مفصلا في صحيفة شرح الأسماء الحسنى في الاسم الأعظم: أحوال الموت والبرزخ ، وفي اللطيف : القيامة ، وفي الشافي : الجنة والنار ، فراجع ، وأنظر :
الإشعاع الثاني :
بعض مواصفات الشيعة وأعمالهم والجنة والنار :
في كتاب صفات الشيعة للصدوق :
عن محمد بن صالح عن أبي العباس الدينوري : عن محمد بن الحنفية قال :
لما قدم أمير المؤمنين عليه السلام : البصرة بعد قتال أهل الجمل ، دعاه الأحنف بن قيس ، و اتخذ له طعاما ، فبعث إليه و إلى أصحابه .
فأقبل ، ثم قال : يا أحنف ادع لي أصحابي .
فدخل عليه قوم : متخشعون كأنهم شنان بوالي .
فقال الأحنف بن قيس : يا أمير المؤمنين ما هذا الذي نزل بهم ، أ من قلة الطعام ؟ أو من هول الحرب ؟
فقال عليه السلام : لا ، يا أحنف ، إن الله سبحانه ، أحب أقواما تنسكوا له في دار الدنيا ، تنسك من هجم على ما علم من قربهم من يوم القيامة ، من قبل أن يشاهدوها .
فحملوا أنفسهم : على مجهودها ، و كانوا إذا ذكروا صباح يوم العرض على الله سبحانه . توهموا : خروج عنق يخرج من النار ، يحشر الخلائق إلى ربهم تبارك و تعالى .
و كتاب : يبدو فيه على رءوس الأشهاد ، فضائح ذنوبهم .
فكادت أنفسهم : تسيل سيلانا ، أو تطير قلوبهم بأجنحة الخوف طيرانا ، و تفارقهم عقولهم إذا غلت بهم من أجل التجرد إلى الله سبحانه غليانا .
فكانوا : يحنون حنين الواله في دجى الظلم ، و كانوا يفجعون من خوف ما أوقفوا عليه أنفسهم ، فمضوا ذبل الأجسام ، حزينة قلوبهم ، كالحة وجوههم ، ذابلة شفاههم ، خامصة بطونهم ، تراهم سكارى ، سمار وحشة الليل ، متخشعون كأنهم شنان بوالي ، قد أخلصوا لله أعمالهم سرا و علانية ، فلم تأمن من فزعه قلوبهم .
بل كانوا : كمن حرسوا قباب خراجهم .
فلو رأيتهم في ليلتهم : و قد نامت العيون ، و هدأت الأصوات ، و سكنت الحركات من الطير في الركود ، و قد نبههم هول يوم القيامة و الوعيد :
كما قال سبحانه : { أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ } ؟
فاستيقظوا إليه : فزعين ، و قاموا إلى صلاتهم معولين ، باكين تارة ، و أخرى مسبحين ، يبكون في محاريبهم و يرنون ، يصطفون ليلة مظلمة بهماء يبكون .
فلو رأيتهم يا أحنف : في ليلتهم قياما على أطرافهم ، منحنية ظهورهم ، يتلون أجزاء القرآن لصلاتهم ، قد اشتدت أعوالهم و نحيبهم ، و زفيرهم إذا زفروا ، خلت : النار قد أخذت منهم إلى حلاقيمهم ، و إذا أعولوا حسبت السلاسل قد صفدت في أعناقهم.
فلو رأيتهم في نهارهم : إذا لرأيت قوما يمشون على الأرض هونا ، و يقولون للناس حسنا ، وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً ، وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً .
قد قيدوا أقدامهم : من التهمات ، و أبكموا ألسنتهم أن يتكلموا في أعراض الناس ، و سجموا أسماعهم أن يلجها خوض خائض ، و كحلوا أبصارهم بغض النظر إلى المعاصي ، و انتحوا دار السلام التي من دخلها كان آمنا من الريب و الأحزان .
فلعلك يا أحنف : شغلك نظرك في وجه واحدة ، تبدي الأسقام بغاضرة وجهها ، و دار قد أشغلت بنقش رواقها ، و ستور قد علقتها ، و الريح و الآجام موكلة بثمرها ، و ليست دارك هذه دار البقاء .
فأحمتك الدار : التي خلقه الله سبحانه ، من لؤلؤة بيضاء ، فشقق فيها أنهارها ، و غرس فيها أشجارها ، و ظلل عليها بالنضج من ثمارها ، و كبسها بالعواتق من حورها ، ثم أسكنها أولياءه و أهل طاعته .
فلو رايتهم يا أحنف :و قد قدموا على زيادات ربهم سبحانه ، فإذا ضربت جنائبهم ، صوتت رواحلهم : بأصوات لم يسمع السامعون بأحسن منها .
و أظلتهم غمامة : فأمطرت عليهم المسك و الرادن .
و صهلت : خيولها بين أغراس تلك الجنان ، و تخللت بهم نوقهم بين كثب الزعفران ، و يتطئ : من تحت أقدامهم اللؤلؤ و المرجان . واستقبلتهم قهارمته : بمنابر الريحان ، و هاجت : لهم ريح من قبل العرش ، فنثرت عليهم الياسمين و الأقحوان .
و ذهبوا : إلى بابها فيفتح لهم الباب رضوان ، ثم يسجدون لله في فناء الجنان .
فقال لهم الجبار : ارفعوا رءوسكم ، فإني قد رفعت عنكم مئونة العبادة ، و أسكنتكم جنة الرضوان .
فإن فاتك يا أحنف : ما ذكرت لك في صدر كلامي ، لتتركن في سرابيل القطران ، و لتطوفن بينها و بين حميم آن ، و لتسقين شرابا حار الغليان في إنضاجه .
فكم يومئذ : في النار ، من صلب محطوم ، و وجه مهشوم ، و مشوه مضروب على الخرطوم ، قد أكلت الجامعة كفه ، و التحم الطوق بعنقه .
فلو رأيتهم يا أحنف : ينحدرون في أوديتها ، و يصعدون جبالها ، و قد ألبسوا المقطعات من القطران ، و أقرنوا مع فجارها و شياطينها ، فإذا استغاثوا بأسوأ أخذ من حريق ، شدت عليهم عقاربها و حياتها .
و لو رأيت : مناديا ينادي ، و هو يقول :
يا أهل الجنة و نعيمها : و يا أهل حليها و حللها ، خلود فلا موت .
فعندها : ينقطع رجاؤهم ، و تغلق الأبواب ، و تنقطع بهم الأسباب .
فكم يومئذ : من شيخ ينادي وا شيبتاه ، و كم شباب ينادي وا شباباه ، و كم من امرأة تنادي وا فضيحتاه ، هتكت عنهم الستور .
فكم يومئذ : من مغموس بين أطباقها ، محبوس ، يا لك غمسة ألبستك بعد لباس الكتان ، و الماء المبرد على الجدران ، و أكل الطعام ألوانا بعد ألوان ، لباسا لم يدع لك شعرا ناعما كنت مطعمه إلا بيضه ، و لا عينا كنت تبصر بها إلى حبيب إلا فقأها .
هذا ما أعد الله : للمجرمين ، و ذلك ما أعد الله للمتقين [140].
يا طيب : الحديث لزهاد عباد من الشيعة ، وإن الدين الإسلامي جاء بالشريعة السمحة السهلة ، يكتفي بالواجبات وتجنب المحرمات ، ولكن يجب أن تعرف معارف دين الله سبحانه من أئمة وولاة أمر الله وسادة الوجود ، أي علم يتعلم منهم يتقى به عذاب الله ، وليكون ثواب تقواهم جنان الله .
فيا طيب : إن لم تكن من أهل ذلك الحديث أعلاه ، فلا أقل لا تقصر بما يجب عليك وتترك ما يحرم ، ولا ينفع تقى مع تولي الظالمين لنبي الرحمة وآله وأهل كرامة الله ، فإن كنت تحب أهل الله ودينه بحق علم وعمل بتقى ، فلك الفوز والرضوان ، وإلا مهما فعلت من العبادة لا تكون مخلصة لله لأن تعاليم أعدائهم ومخالفيهم مخلوط بفكر و اجتهاد واستحسان من لم يعرف بحق تعاليم الله كما يعرفها أهل البيت فلا دين حقا له.
ويا طيب: يكفيك لتعرف أن علم الله عندهم ما قال الإمام الحسين عليه السلام:
عن الحارث بن حصيرة عن الحكم بن عتيبة قال : لقي رجل الحسين بن علي عليه السلام بالثعلبية ، و هو يريد كربلاء ، فدخل عليه فسلم عليه ، فقال له الحسين عليه السلام : من أي البلاد أنت ؟ قال : من أهل الكوفة .
قال عليه السلام : أما و الله يا أخا أهل الكوفة ، لو لقيتك بالمدينة .
لأريتك : أثر جبرائيل من دارنا ، و نزوله بالوحي على جدي .
يا أخا أهل الكوفة : أ فمستقى الناس العلم من عندنا .
فعلموا و جهلنا ؟ هذا ما لا يكون[141] .
يا طيب : بعد أن عرفنا سيادة سيد شباب أهل الجنة وأخيه عليهم السلام ، فلندخل في معارف تطبيق معارف تجلي سيادته ، بكل تصرف وسيرة وعلم له ، فتابعه .
[131] بحار الأنوار ج99ص221 .
[132] كامل الزيارات ص 287ـ290 ب96 من نأت داره كيف يزور الحسين عليه والسلام من الحديث 1ـ 7.
[133] بحار الأنوار ج98ص314ح7 .
[134] تهذيب الأحكام ج6ص113زيارة الأربعين ح17 ، وعنه في البلد الأمين ص274.
[135] بشارة المصطفى ص6 ، بحار الأنوار ج6ص194ب7ح43 ، مقتل الخوارزمي ج1ص163 ، وأضاف في آخره : لا يحبنا إلا مؤمن ، ولا يبغضنا إلا منافق شقي .
[136] الأمالي للطوسي ص350م12ح72-65 ، بحار الأنوار ج43ص265ب12ح20 . وفي مقتل الخوارزمي ج1ص160ح61 عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر عن رسول الله . والشنف : القرط المعلق في الأذان .
[137] ورى الخوارزمي ج1ض160ح60 ، عن مجاهد عن بعد الله بن عباس وكذا في بحار الأنوار ج23ص139ب7ح87عن الفردوس ، وفي جامع الأخبار ص180ف141، في الفضائل ص155 عن أنس بن مالك و الزبير بن العوام والحديث من المسلسلات ت المعتنى بها بعدم البذل إلا لموالي.
[138] بحار الأنوار ج8ص51ب21ح 59 . تفسير فرات الكوفي ص298ح298-403 .
[139] مقتل الخوارزمي ج1ص147 ح24 . مئة منقبة ص61 م35 .
[140] صفات الشيعة ص40ح63 . بحار الأنوار ج7ص219ب8ح 132 . وج65ص170ب19ح31 .
[141] الكافي ج1ص398ح2، بحار الأنوار ج26ص157ب11-ح1. بصائر الدرجات ص11ح1.
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين