بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
موسـوعة صحف الطيبين في      أصول الدين وسيرة المعصومين

صحيفة
نور الإمام الحسين عليه السلام الجزء الخامس
سيادته وخلقه وأخلاقه وعبادته ودعائه ومعجزاته وحكمه وشعره

سفينة نجاة

وفيها مجلس ذكر : تعرفنا صفات ومواصفات الإمام الحسين وخلقه وأخلاقه وعبادته ودعائه وحكمه ومواعظه وشعره ومعجزاته  .

المجلس الأول

بتجلي سيادته في خلقه وصفاته ومكارم أخلاقه

تذكرة :

خصائص الإمام الحسين عليه السلام وفضائله :

يا طيب : ذكرنا في الجزء السابق أحوال ولادة الإمام سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين عليه السلام ، اسمه ولقبه وكنيته ، وما جرى عليه في حياته الكريمة في زمان جده رسول الله صلى الله عليه وآله وأمه فاطمة الزهراء عليه السلام وأبيه علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وسلم ، وذكرنا بحوثا واسعة في مناقب الإمام الحسن والحسين وفضائلهم وخصائصهم وما يخص إمامتهم وولايتهم عليهم السلام .

 كما وجعلنا مصباح هدى هذا الجزء : في بيان سيادته مع أخيه الأكبر الإمام الحسن عليهم السلام .

وأما بحوث سفينة النجاة : من هذا الجزء من صحيفة نور الإمام الحسين ، فهي تشمل بحوث مختصة في معارف كريمة تعرفنا تجلي سيادته بمواصفاته وخُلقه وأخلاقه ، ونذكر قسما من عبادته ومعجزاته  وحكمه ومواعظه وشعره، والجزء الآتي أحواله في زمن إمامة أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وإمامة أخيه الإمام الحسن عليه السلام ، وفي زمانه حين حكومة طاغية زمانه معاوية ، ويأتي في الجزء الآتي أحوال مسيره من المدنية إلى كربلاء ، والجزء الثامن يكون في شهادته وخطبة الشقيقة العقيلة زينب بنت علي عليها السلام ، وبعده أجزاء أخرى تكمل مسيرهم إلى الشام ثم المدينة وأدعيته وزياراته والثورات بعده والشعر الذي قيل في مدحه ورثائه وغيرها من الأمور المتعلقة بحياته الكريمة وأقواله  وما قيل فيه قبل الشهادة وبعدها ، ومرت البحوث المتعلقة بأنواره ومعارف لابد من معرفتها قبل الدخول في تعريف حياته الكريمة وسيرته الشريفة .

واسأل الله الكريم المعين : أن يوفقنا لتمام البحث والخروج من عهدتها بما يرضى به الله سبحانه أحسن الرضا ، ويثيبنا الكون مع الإمام الحسين وآله الكرام في الدنيا والآخرة ، ويسلك بنا منهاج سيادته ، ويسير بنا على هدى صراطهم المستقيم إلى كل نعيم عبوديته ورضاه وثوابه ، فإنه أرحم الراحمين  ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .

 

 


 

الذكر الأول

أوصاف الإمام الحسين وحليته وتزينه ولباسه

 

تذكرة مختصرة :  في اسم الإمام ولقبه وكنيته :

يا طيب : إمامنا ومولانا وسيدنا الرابع بعد رسول الله وأمير المؤمنين وأخيه الحسن .

 هو : الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، جده سيد المرسلين محمد بن عبد الله ، وأبيه سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأمه سيدة نساء العلمين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم .

أما لقبه : فهو سيد الشهداء ، وسيد شباب أهل الجنة ، ومر تفصيل القول بألقابه وكناه في الجزء السابق وفي الجزء الأول من صحيفة نوره عليه السلام ، ومرت أحاديث في مصباح الهدى حين تعريف سيادته تعرفنا تلقيبه بهذين اللقبين الكريمين .

وأما كنيته : أبو عبد الله ، وكان أبيه وجده يكنوه به ، وبه ينادى وهكذا عرفه المسلمون ونادوه به ، وقد روي  عن عبد الله بن شريك ، عن بشر بن غالب ، قال :

 لقي ابن الزبير ، الحسين بن علي فقال :

 يا أبا عبد الله[1].

ويا طيب : هكذا ترد الأحاديث بتلقيبه بأبي عبد الله ، وبالسلام عليه حين زيارته .

ومن ورايات زيارته عن يونس بن ضبيان قال للإمام أبا عبد لله الصادق :

جعلت فداك إني كثيرا  ما أذكر الحسين عليه السلام ، فأي شيء أقول ؟ فقال : قل :

صلى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

 تعيد ذلك ثلاث : فإن السلام يصل إليه من قريب و من بعيد ..[2].

 

 


 

الإشراق الأول

في أوصاف الإمام الحسين وحليته في خٌلقه ونور وجهه الكريم :

يا طيب : جاءت روايات كثيرة تصف الإمام الحسين عليه السلام وشبهه برسول الله صلى الله عليه وآله . ولكن بعض الروايات : حين تقرن أخيه الإمام الحسن عليه السلام به وبرسول الله ، فتحكي أن أخيه كان أشبه برسول الله من الإمام الحسين ، وأن الإمام الحسين يأتي بعده في شبهه برسول الله .

كما إن الروايات : من ناحية الطول والقامة ومواصفات الجسم تجعل الإمام الحسين عليه السلام أشبه برسول الله من أخيه الإمام الحسن ، ويكون الإمام الحسن عليه السلام من ناحية الوجه أشبه برسول الله من الحسين صلى الله عليهم وسلم .

فهنا طوائف من الروايات :

 


 

الإشعاع الأول:

الإمام الحسين أشبه الناس برسول الله :

 وقد عرفت يا طيب : إن بعض الصحابة يروون إن الإمام الحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بمطلق التشبيه :

عن أبو هريرة قال : دخل الحسين بن علي و هو معتم .

فظننت : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث[3] .

وعن حفصة بنت سيرين عن أنس بن مالك قال :

 كنت: عند ابن زياد ، حين أتي برأس الحسين ، فجعل يقول : بقضيب في أنفه .

ما رأيت : مثل هذا حسنا .

فقلت : أما إنه كان من أشبههم برسول الله[4] .

يا طيب : هذه الرواية عن أنس بن مالك مشهورة بل متواترة ، ورويت بكثرة جدا و عن عدة أشخاص ، وكأنه كان يفتخر بما ذكر عند طاغية زمانه ، ويعبر بفخر بقوله لكلمة حق عند سلطان جائر ، وأيضا كأنه كان يريد أن يجبر ما قصر به من الشهادة للإمام علي عليه السلام حين استشهده على الولاية، ومن الصيغ الأخرى التي تروى عنه منها :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه  : أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي عليه السلام ، فجعل في طست ، فجعل ينكث ، وقال : في حسنه شيئا .

فقال أنس : كان أشبههم برسول الله ، وكان مخصوبا بالوسمة[5] .

وعن حماد بن سلمة عن علي بن زيد : عن أنس بن مالك قال :

 لما أتي برأس الحسين بن علي : إلى عبيد الله بن زياد جعل ينكت بقضيب في يده ويقول : إن كان لحسن الثغر . فقلت : والله لأسوءنك لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبل موضع قضيبك من فيه [6].

 


 

الإشعاع الثاني  :

 الإمام الحسين أشبه الناس برسول الله والإمام الحسن أشبه به منه :

عن أبي إسحاق ، عن هبيرة بن يريم ، عن علي عليه السلام ، قال :

من سره: أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 ما بين : عنقه إلى وجهه وسمعه ، فلينظر إلى الحسن.

ومن سره: أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله .

ما بين : عنقه إلى كعبه ، خلقا ولونا ، فلينظر إلى الحسين بن علي[7] .

 

وعن الزبير بن بكار : حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي قال :

كان وجه الحسن بن علي : يشبه وجه رسول الله .

وكان جسد الحسين : يشبه جسد رسول الله [8].

 

وعن عبد الله بن الزبير : وقد دخل على قوم يتذاكرون شبه رسول الله فقال :

أنا أخبركم : بأشبه الناس برسول الله الحسن ابن علي.

وعن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال :

الحسن : أشبه برسول الله ، ما بين الصدر إلى الرأس .

والحسين: أشبه برسول الله ، ما كان أسفل من ذلك.

أخرجه الترمذي وقال حسن غريب، وأبو حاتم ، وهذا الحديث قاض على الحديثين جامع بينهما من غير أن يكون بينهما تضاد[9].

قال في المناقب : في الإرشاد ، و الروضة ، و الإعلام ، و شرف المصطفى ، و جامع الترمذي ، و إبانة العكبري من ثمانية طرق ، رواه أنس ، وأبو جحيفة:

أن الحسين عليه السلام : كان يشبه النبي من صدره إلى رأسه .

و الحسن عليه السلام : يشبه به من صدره إلى رجليه [10].

يا طيب : هنا تغير التشبيه ، لكنه في بعض المصادر التي ذكرها يرجعه كما تقدم ، والظاهر حصل التصحيف في المناقب من النساخ أو في الطباعة ، والأول أشهر وأعرف .

 

وعن عبد الملك بن بشير عن أبي الحسن الأول موسى بن جعفر عليه السلام قال :

 كان الحسن عليه السلام : أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين رأسه إلى سرته .

و إن الحسين عليه السلام: أشبه الناس بموسى بن عمران ما بين سرته إلى قدمه[11].

 يا طيب: وعلى مقتضى هذا الحديث أن نبينا الأكرم وموسى بن عمران متشابهان .

ويا طيب : خلاصة البحث أن الإمام الحسن أشبه بنبي الرحمة من الإمام الحسين حين جمعهم جميعا ، وإلا فالإمام الحسين يكون بعده بالشبه برسول الله لولا أخيه ، وهو على كل الأحوال حتى مع وجود أخيه أشبه جسما منه برسول الله وسيأتي تأكد المعنى .

 

 


 

الإشعاع الثالث :

حُسن وصباحة ونور وجه الإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : بعد أن عرفنا شبه الإمام الحسين عليه السلام برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كان الإمام الحسن أشبه منه به ، فالآن نتعرف على صفاته الخلقية ، وجمال نور وجهه الكريم وصباحته وحسنه ، وحقا أن يكون كذلك لشبهه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهنا روايات كثيرة تحكي عن جماله  عليه السلام وحسن سمته وهديه ونوره وهيبته ، وكلها خصال تضاف إلى شأنه الكريم وتزينه بما يناسب سيادته وولايته الإلهية والرعاية الربانية ، وجعله إماما للمسلمين بعد جده وأبيه وأخيه صلى الله عليهم وسلم أجمعين : قال الفخر الرازي في تفسيره :

أعرابي : قصد الحسين بن علي رضي الله عنهم ، فسلم عليه وسأله حاجة .

وقال : سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة ، فاسألوها من أحد أربعة :

إما عربي : شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن ، أو صاحب وجه صبيح .

فأما العرب : فشرفت بجدك .

 وأما الكرم : فدأبكم وسيرتكم .

 وأما القرآن : ففي بيوتكم نزل .

 وأما الوجه الصبيح : فإني سمعت رسول الله،  يقول :

إذا أردتم أن تنظروا إليّ : فانظروا إلى الحسن والحسين[12].

وسيأتي تمام القصة في كرم الإمام الحسين عليه السلام .

وعن المعتمر بن سليمان عن قرة بن خالد عن الحسن، عن أنس قال:

لم تر عين عبراً : مثل يوم أتى برأس الحسين بن علي عليهما السلام في طشت ، فوضع بين يدي عبيد الله بن زياد لعنهم الله .

فجعل : يسمه بقبضتيه ، ويقول:

إن كان لصبيحاً

 إن كان لجميلاً [13].

يا طيب : هذا عدوه يشهد للإمام الحسين عليه السلام ، بجماله وصباح وجه وإشراقه ونضارته ، وهذا أنس بن مالك كان في زمن رسول الله يقوم بحوائجه ويحضر ما يحتاجه من الماء وغيره أو ينادي من يحتاجهم رسول الله لبعض المهام ، وفي كل مرة ينقل قسم من القصة ، وبعضهم يختصرها ، وكان موقفه كريم عند طاغية زمانه .


نور وجهه عليه السلام :

قال المجلسي في بحار الأنوار أقول :

روي : في بعض الكتب المعتبرة عن الطبري ، عن طاووس اليماني :

 أن الحسين بن علي عليه السلام :

كان : إذا جلس في المكان المظلم ، يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره .

فإن رسول الله صلى الله عليه وآله  : كان كثيرا ما يقبل جبينه و نحره[14].

قال في لباب الأنساب :

من شبهه : كان شبه برسول الله صلى الله عليه وآله ، من سرته إلى قدميه.

 وكان عليه السلام :

أبيض : اللون .

أبلج .

مفلج : الأسنان.

معتدل : القامة.

وقيل: إنه إذا قعد في موضع مظلم يهتدى إليه .

لبياض : جبينه ، ووجهه ، ونحره.

وقد وخطه الشيب: حين قتل رضي الله عنه[15].

يا طيب : ومعنى : بلج : البلجة و البلج : تباعد ما بين الحاجبين ووضح ، وهو إذا كان نقيا من الشعر بين الحاجبين ، ولم يكن الشعر مقرونا .

و قيل: الأبلج : الأبيض ، الحسن الواسع الوجه‏ . أبلج الوجه : أي مسفره مشرقه و إبلاج الشيء: أضاء . و أبلجت الشمس : أضاءت . و أبلج الحق : ظهر .

و الفلج في الأسنان : تباعد ما بين الثنايا و الرباعيات‏ ، و رجل أفلج إذا كان في أسنانه تفرق‏ ، وفي الإمام فلج أسنانه خلقة كرسول الله ، وكان بعض النساء يفلجن أسنانهن رغبة في التحسين ، فنهى عنه رسول الله ، أي لم يرغب بحك الأسنان من أجل إظهار جمال كاذب يتضح للكل .و يفلج الأمر : أي ينظر فيه و يقسمه و يدبره.

ويا طيب : لابد أن يكون الفلج مناسب لشأن الإمام عليه السلام وسيادته ، وليس بالفلج الفاحش ، وإلا لبان منه بكثرة وتنبه له الكثير ولحكي بعدة روايات بخصوصه.

 


ثنايا الإمام الحسين عليه السلام  :

عن عمرو بن شمر ، عن محمد بن سوقة ، عن عبد الواحد القرشي ، قال :

 لما أتى : يزيد بن معاوية ، برأس الحسين بن علي رضي الله عنهم .

 تناوله : بقضيب ، فكشف :

عن ثناياه :فوالله : ما البرد ، بأبيض من ثناياه  [16] .

يا طيب : برد : البرد : مطر كالجمد ، البرد : حب الغمام ، وهو ما نسميه بالحالوب ، وهو الثلج المدور الذي ينزل بدل المطر ، ويكون حب كروي في الغالب .

ويا طيب : عرفت أن الإمام الحسين عليه السلام كان مفلج خلقة بفضل الله وتحسينه لشكله وصورته بما تهفوا له القلوب بكل مواصفاته ، كما ويدل على اهتمام الإمام الحسين عليه السلام بالسواك وتنظيف الأسنان ، وقد جاءت أحاديث عنه عن آباءه يبين اهتمامه بالسواك ومنها :

وفي كتاب الجعفريات عن الإمام موسى الكاظم عن آبائه عن الإمام الحسين عليه السلام عن أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

السواك : مطهرة الفم ، مرضات للرب .و ما أتاني صاحبي جبرائيل عليه السلام : إلا أوصاني بالسواك ، حتى خشيت أنه أحفي مقادم فمي[17] .

وعنهم أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله

ركعتان بسواك :  أفضل من سبعين ركعة بغير سواك[18].

وبالإسناد عن الإمام الحسين عن الإمام علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم أنه قال في وصيته له : يا علي :

السواك : من السنة ، و هو مطهرة للفم ، و يجلو البصر ، و يرضي الرحمن ، و يبيض الأسنان ، و يذهب بالحفر ، و يشد اللثة ، و يشهي الطعام ، و يذهب بالبلغم ، و يزيد في الحفظ ، و يضاعف الحسنات ، و تفرح به الملائكة [19].

وأجمل كلام : لحقيقة علمية عن الأسنان رأيتها هي كلام الإمام الحسين:

العجب : كل العجب ، دودة تكون في الفم .

تأكل العظم : و تنزل الدم [20].وسيأتي الحديث في الرقية للأسنان عنه .

ويا طيب : بعد أن عرفنا نور وجه الإمام الحسين عليه السلام ، وما حبب لنا من السواك وذكر حقيقة علمية لو تكتب في كل عيادة، وأن وجهه الكريم أبيض ، فإنه يكون في الدنيا والآخرة من يقتدي به وجهه مبيض عند الله وعند المؤمنين ، وجاء في الأثر :

عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى :

 { وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ (46)} الأعراف.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

و علي بن أبي طالب : و فاطمة ، و الحسن ، و الحسين .

على سور : الجنة و النار ، يعرفون :

المحبين : لهم ببياض الوجوه ، و المبغضين لهم بسواد الوجوه[21].

وإنشاء الله : بمتابعتنا لسيد شباب أهل الجنة ، نكون معهم وجوهنا مبيضة في الجنة.

وقال كعب بن مالك [22]:

قوم  بهم   نصر   الإله   عباده    و عليهم نزل الكتاب المنزل‏

قوم   علا  بنيانهم  من  هاشم    فرع  أشم  و سؤدد ما ينقل‏

و لهديهم   رضي  الإله  لخلقه    و بجدهم  نصر  النبي المرسل‏

بيض الوجوه ترى بطون أكفهم    تندى إذا اغبر الزمان الممحل‏

و في ذلك يقول : أبو طالب و قد أوردها محمد بن إسحاق [23]:

إن ابن آمنة  النبي  محمدا            عندي  يمثل  منازل   الأولاد

راعيت فيه قرابة  موصولة            و حفظت فيه وصية الأجداد

ويا طيب : بعد أن عرفنا بعض صفات الإمام الحسين في نوره وحسنه وصورته و جسمه ، فلنتعرف عليه من خلال جده رسول الله حين يتتبع هو وأخيه أثره ليتشبهوا به.

 


 

الإشعاع الرابع :

خلقه وأخلاق سيد شباب أهل الجنة وتشبهه بسيد المرسلين :

يا طيب : عرفنا إن الله خص الإمام الحسين من الهيئة والشكل والجسم والنظارة والجمال والحسن والشبه ، بما خص به سيد المرسلين ، ولكي نعرف شكل وصورة الإمام الحسين ، ننقل مواصفات جده رسول الله وهيئته ، وإن الإمام الحسن والحسين كيف كانا يتتبعا آثار جدهم ويقتصا أحواله ليكونا مثله وشبهه خلقا وأخلاقا ، حتى أنك حين تراهم ترى رسول الله وتتصوره بأحسن صورة ممكن لبشر ، فنتعرف بهذا الحديث على خلقهم وأخلاقهم ، وإن أول الحديث عن الإمام الحسن وآخره عن الإمام الحسين :

 

عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق: بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بمدينة الرسول قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين قال :

قال الحسن بن علي عليه السلام :

 سألت : خالي هند بن أبي هالة ، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وآله .

و حدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدثنا عبد الله بن أحمد عبدان و جعفر بن محمد البزاز البغدادي قالا : حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثني جميع بن عمير العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة عن أبيه :

عن الحسن بن علي عليه السلام قال : سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي .

 و كان وصافا : للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أنا أشتهي : أن تصف لي منه شيئا .

لعلي أتعلق به .

فقال رحمه الله : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 فخما مفخم : يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر .

 أطول : من المربوع ، و أقصر من المشذب ، عظيم الهامة .

 رجل الشعر ، إن انفرقت عقيقته فرق ، و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ، أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ في غير قرن بينهما ، عرق يدره الغضب ، أقنى العرنين له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب مفلج الأسنان.

 دقيق المسربة : كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة .

معتدل الخلق : بادنا متماسكا ، سواء البطن و الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، عريض الصدر .

 أنور المتجرد : موصول ما بين اللبة و السرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين و المنكبين و أعلى الصدر .

طويل الزندين : رحب الراحة ، شثن الكفين و القدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ، ينبو عنهما الماء .

إذا زال : زال قلع ، يخطو تكفؤا ، و يمشي هونا ، ذريع المشية إذا مشى ، كأنما ينحط في صبب ، و إذا التفت التفت جميعا .

خافض الطرف : نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة.

يبدر : من لقيه بالسلام .

قال فقلت : فصف لي منطقه ؟

فقال : كان صلى الله عليه وآله وسلم متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه ، يتكلم بجوامع الكلم ، فصلا لا فضول فيه و لا تقصير .

دمثا لين : ليس بالجافي و لا بالمهين ، تعظم عنده النعمة و إن دقت ، لا يذم منها شيئا ، غير أنه كان لا يذم ذواقا و لا يمدحه ، و لا تغضبه الدنيا ، و ما كان لها ، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ، و لم يقم لغضبه شي‏ء حتى ينتصر له .

إذا أشار : أشار بكفه كلها ، و إذا تعجب قلبها ، و إذا تحدث اتصل بها ، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، و إذا غضب أعرض و أشاح ، و إذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .

 

قال الصدوق :إلى هاهنا رواه أبو القاسم بن منيع عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد ، و الباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره .

قال الحسن صلى الله عليه وآله وسلم : و كتمتها الحسين عليه السلام زمانا ، ثم حدثته به ، فوجدته قد سبقني إليه ، فسألته عما سأله عنه .

فوجدته قد سأل أباه : عن مدخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم و مخرجه ، و مجلسه و شكله ، فلم يدع منه شيئا .

 

 قال الحسين عليه السلام :

سألت أبي عليه السلام : عن مدخل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 فقال عليه السلام : كان دخوله لنفسه ، مأذونا له في ذلك ، فإذا أوى إلى منزله ، جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، و جزء لأهله ، و جزء لنفسه .

ثم جزأ : جزأه بينه و بين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، و لا يدخر عنهم منه شيئا .

 و كان من سيرته : في جزء الأمة ، إيثار أهل الفضل بإذنه ، و قسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، و منهم ذو الحاجتين ، و منهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ، و يشغلهم في ما أصلحهم و الأمة من مسألته عنهم ، و بإخبارهم بالذي ينبغي .

ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته ، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ، ثبت الله قدميه يوم القيامة .

لا يذكر عنده : إلا ذلك ، و لا يقيد من أحد عثرة ، يدخلون روادا ، و لا يفترقون إلا عن ذواق ، و يخرجون أدلة .

قال عليه السلام : فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  كيف كان يصنع فيه ؟

فقال عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، و يؤلفهم و لا ينفرهم .

و يكرم : كريم كل قوم ، و يوليه عليهم ، و يحذر الناس ، و يحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ، و لا خلقه ، و يتفقد أصحابه .

ويسأل الناس : عما في الناس ، ويحسن الحسن و يقويه ، و يقبح القبيح و يهونه .

معتدل الأمر : غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا ، و لا يقصر عن الحق ، و لا يجوزه الذين يلونه من الناس ، خيارهم : أفضلهم عنده ، أعمهم نصيحة للمسلمين ، و أعظمهم عنده منزلة : أحسنهم مؤاساة و مؤازرة .

فسألته : عن مجلسه ؟

فقال عليه السلام : كان صلى الله عليه وآله وسلم : لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر ، و لا يوطن الأماكن ، و ينهى عن إيطانها ، و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، و يأمر بذلك ، و يعطي كل جلسائه نصيبه ، و لا يحسب من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه .

من سأله حاجة : لم يرجع إلا بها ، أو بميسور من القول .

قد وسع الناس منه : خلقه ، و صار لهم أبا ، و صاروا عنده في الخلق سواء .

مجلسه : مجلس حلم و حياء ، و صدق و أمانة ، و لا ترتفع فيه الأصوات ، و لا تؤبن فيه الحرم ، و لا تنثى فلتاته ، متعادلين ، متواصلين‏ فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون الكبير و يرحمون الصغير ، و يؤثرون ذا الحاجة ، و يحفظون الغريب .

فقلت : فكيف كان سيرته في جلسائه ؟

فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ و لا غليظ ، و لا صخاب و لا فحاش ، و لا عياب و لا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ، و لا يخيب فيه مؤمليه .

 قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، و الإكثار ، و ما لا يعنيه .

و ترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحدا و لا يعيره ، و لا يطلب عثراته و لا عورته ، و لا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه .

إذا تكلم : أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، و لا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولهم .

يضحك : مما يضحكون منه ، و يتعجب مما يتعجبون منه ، و يصبر للغريب على الجفوة في مسألته و منطقه ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم .

و يقول صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.

 قال عليه السلام : فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 قال عليه السلام : كان سكوته على أربع :

على الحلم ، و الحذر ، و التقدير ، و التفكر .

فأما التقدير : ففي تسوية النظر ، و الاستماع بين الناس .

و أما تفكره : ففيما يبقى أو يفنى .

و جمع له : الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شي‏ء ، و لا يستفزه .

و جمع له الحذر : في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، و تركه القبيح لينتهى عنه ، و اجتهاده الرأي في صلاح أمته ، و القيام فيما جمع لهم من خير الدنيا و الآخرة [24].

يا طيب : هذه الأخلاق حفظها الإمامين الحسن والحسين وأبيهما ، وتخلقوا بها ، فكانوا أشبه به خلقا وخلقا ، وهذه المواصفات هي آداب الدين والظهور بتعاليمه ، وهي من أسس سيادتهم وبيان لملاكها ، وهم يحكوها ليتحقق بها من يقتدي بهم .

 

 


الإشراق الثاني

تزين الإمام الحسين بالخاتم ونقشه :

يا طيب : بعد أن عرفنا خصائص الإمام الحسين الخلقية والذاتية وما وهبه الله سبحانه من حسن المنظر وجمال الشكل وكمال الهيئة وبهاء الصورة ، فجعله ينير الوجود في كل أحوال صفاته البدنية وتجلي خلقته النورانية ، وأخلاقه الإيمانية لما كان يحب أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله ، فسأل أبيه عن كل شيء يخص نبي الرحمة وسيد المرسلين ، وكان بما فضله الله تعالى حقيقة الكمال ونص الإيمان بكل علم وتقى ، مما يجعله بحق يستحق السيادة والقيادة والإمامة بكل خصاله وصفاته خلقا وخلقا .

وبعد أن عرفنا : بعضا من صفات الإمام الحسين الذاتية والوراثية ، فلنتعرف على بعض صفاته وتزينه الخارجي عن الجسد والبدن ، فنتعرف على خواتمه ونقشها ، وعلى شعره وخضابه ، وعمامته ولباسه ، وما جاء من ذكر أحواله الظاهرية والخارجة عن مواصفات البدن ، لنقتدي به ونتأسى بما يمكن من أحواله ، ولنظهر وده حين نحب ما كان يفعله من التجمل والتخلق ، فنكون بما نقدر على صراطه وسبيله المستقيم .

يا طيب : إن من الدروس الشريفة التي نتعلمها من الإمام الحسين عليه السلام ، هو التزين بالخواتم وما ينقش عليها ، وهنا نذكر أوصفه في تختمه وما كان ينقش عليها ، ولمن صار خاتمه بعده ، ومنه نعرج لتعاليم الدين واستحباب التختم ، والتجمل في الإسلام في الزينة الظاهرية واللباس ، وإظهار نعم الله تعالى علينا ، وكراهة كتم نعم الله وإحسانه ، والإمام الحسين يعلمنا في كثير من أحواله وسيرته، جمال الظاهر والباطن .

يا طيب : في كثير من الروايات جاء إن للإمام الحسن خاتمان ، والظاهر أنهما كانا أحسن خواتمه في أكثر حياته في الدنيا ، وعليهما نقشان ، ويمكن أن يكون له خواتم أخرى لكنه كان إما يهديها أو يستبدل بعضها ، أو أنه كان يناوب بينها ، ولا يعطل نفسه عن الخواتم ، فيكون لكل حال وشأن تختم خاص ، سواء للصلاة ، أو حين يكون في مجلس مهم ، أو حين العمل في مزارعه أو مع أصحابه ، فيكون له خواتم أخرى أتخذها في حياته غير هذين الخاتمين ، فيهدي بعضها كما سترى أو بعضها سلب منه في كربلاء حين استشهاده ، ولنتعرف على ما ذكر من تختمه عليه السلام نتدبر الأحاديث الآتية ، ونتعرف على ما كان يواظب عليه من إظهار الزينة بالخواتم ونقشها .


حديث : إن للإمام خاتمان ونقشهما :

عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال :

كان للحسين بن علي عليه السلام : خاتمان :

نقش أحدهما : لا إله إلا الله عدة للقاء الله .

و نقش الآخر : إن الله بالغ أمره .

و كان نقش خاتم علي بن الحسين عليه السلام :

خزي و شقي : قاتل الحسين بن علي[25].


حديث : نقش الخاتم لا إله إلا الله عدة للقاء الله :

 عن ابن أبي نجران عن المثنى عن محمد بن مسلم قال :

سألت : الصادق جعفر بن محمد عليه السلام عن خاتم الحسين بن علي عليه السلام إلى من صار ؟

 و ذكرت له ، أني سمعت أنه أخذ من إصبعه فيما أخذ .

قال عليه السلام : ليس كما قالوا .

إن الحسين عليه السلام : أوصى إلى ابنه علي بن الحسين ، و جعل خاتمه في إصبعه ، و فوض إليه أمره ، كما فعله رسول الله  بأمير المؤمنين ، و فعله أمير المؤمنين بالحسن ، و فعله الحسن بالحسين .

 ثم صار ذلك الخاتم : إلى أبي بعد أبيه ، و منه صار إلي ، فهو عندي ، و إني ألبسه كل جمعة ، و أصلي فيه .

قأل محمد بن مسلم : فدخلت إليه يوم الجمعة و هو يصلي ، فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده ، فرأيت في إصبعه خاتما .

نقشه :

لا إله إلا الله عدة للقاء الله .

فقال : هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام[26] .

يا طيب : الظاهر هذا من الخواتم الثابتة عند الإمام الحسين وآله صلى الله عليهم وسلم ، ويتوارثونه ، وستأتي وصيته بأنه يعطي لأبنه خاتمه مع الوصية.

ويا طيب : توارث الخاتم يكون من الحبوة ، وهي إعطاء اللوازم المختصة بالأب للابن الأكبر ، ويجب الرجوع لمرجع التقليد الحي لتعيينها وما هي حدودها ، ونذكر حديثا لمعرفة أن هذا الخاتم مما كان يتوارثه أهل البيت عليهم السلام ظاهرا للحبوة :

عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إذا مات الرجل : فسيفه ، و خاتمه ، و مصحفه ، و كتبه ، و رحله ، و راحلته ، و كسوته ، لأكبر ولده ، فإن كان الأكبر ابنة ، فللأكبر من الذكور [27].


حديث : نقش الخاتم لا إله إلا الله الملك الحق المبين :

عن أبي علي محمد بن همام قال : أبو علي :

و على خاتم: أبي جعفر السمان رضي الله عنه :

 لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، فسألته عنه ؟

فقال : حدثني أبو محمد ، يعني صاحب العسكر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ، أنهم قالوا :

كان لفاطمة عليه السلام : خاتم فصه عقيق ، فلما حضرتها الوفاة دفعته إلى الحسن عليه السلام ، فلما حضرته الوفاة دفعه إلى الحسين عليه السلام .

 قال الحسين عليه السلام : فاشتهيت أن أنقش عليه شيئا .

فرأيت في النوم : المسيح عيسى ابن مريم على نبينا و آله و عليه السلام .

 فقلت له : يا روح الله ما أنقش على خاتمي هذا ؟

قال عليه السلام : انقش عليه :

 لا إله إلا الله الملك الحق المبين.

 فإنه : أول التوراة و آخر الإنجيل  [28].


حديث : نقش الخاتم إن الله بالغ أمره  :

عن الحسن بن أبي العقبة الصيرفي عن الحسين بن خالد الصيرفي قال : قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام الرجل يستنجي و خاتمه في إصبعه و نقشه لا إله إلا الله. فقال : أكره ذلك له ...ثم ذكر نقش خواتم الأنبياء ثم قال .... :

و كان نقش خاتم محمد صلى الله عليه وآله : لا إله إلا الله محمد رسول الله .

و كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام : الملك لله .

و كان نقش خاتم الحسن عليه السلام : العزة لله .

و كان نقش خاتم الحسين عليه السلام :

إن الله بالغ أمره .

و كان علي بن الحسين عليه السلام : يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه السلام ، و كان محمد بن علي عليه السلام : يتختم بخاتم الحسين .

و كان نقش خاتم جعفر بن محمد عليه السلام : الله وليي و عصمتي من خلقه .

و كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : حسبي الله .

قال الحسين بن خالد : و بسط أبو الحسن الرضا عليه السلام كفه ، و خاتم أبيه عليه السلام في إصبعه حتى أراني النقش [29].


حديث : نقش الخاتم حسبي الله :

عن جميل بن دراج : عن يونس بن ظبيان و حفص بن غياث :

عن أبي عبد الله عليه السلام قالا :

قلنا : جعلنا فداك ، أ يكره أن يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه و اسم أبيه .

فقال عليه السلام : في خاتمي مكتوب : الله خالق كل شي‏ء .

و في خاتم: أبي محمد بن علي عليه السلام، وكان خير محمدي رأيته بعيني العزة لله.

و في خاتم : علي بن الحسين عليه السلام : الحمد لله العلي العظيم .

و في خاتم الحسن و الحسين عليهما السلام : حسبي الله .

و في خاتم أمير المؤمنين عليه السلام : الله الملك [30].


 

حديث : نقش الخاتم علمت فأعمل :

في إرشاد القلوب :و كان نقش خاتم الحسين بن علي عليه السلام :

علمت فاعمل   [31] .

وقال قبله عن رسول الله صلى الله عليه وآله :

العلم علمان : علم باللسان ، و هو الحجة على صاحبه .

و علم بالقلب : و هو النافع لمن عمل به  .و ليس الإيمان : بالثمن .

و لكنه : ما ثبتت في القلب ، و عملت به الجوارح .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :إن أحببت : أن تكون أسعد الناس .

بما علمت فاعمل[32].

يا  طيب : علمت فأعمل ، قرأت لأحد العلماء إنه خط هذا الحديث علمت فأعمل في لوحة وجعلها أمام مجلسه ، وكان كلما يكسل عن واجب أو مستحب أو حقوق ، يقوم فيتسابق لعملها ، فكان الحديث داعية له لتسريع عمل الخيرات ، فإن لم تضعه يا طيب في لوحة ، فضعه في بالك ولبك وقلبك ، وتعلم وأعمل ، فلا نجاة إلا بالعلم والعمل ، وأهجر كل ضلال وفكر لطاغية وظلم ، فإنه ليس من العلم .

عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال:قلت له : ما العقل ؟

 قال عليه السلام : ما عبد به الرحمن ، و اكتسب به الجنان .

قال قلت : فالذي كان في معاوية ؟ فقال عليه السلام : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، و هي شبيهة بالعقل ، و ليست بالعقل [33].

 


حديث : خاتم المعرفة الذي أهداه للإعرابي  :

و في أسانيد أخطب خوارزم أورده في كتاب له في مقتل آل الرسول :

أن أعرابيا جاء إلى الحسين بن علي عليه السلام و قال :

يا ابن رسول الله : قد ضمنت دية كاملة و عجزت عن أدائها ، فقلت في نفسي : أسأل أكرم الناس ، و ما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله .

 فقال الحسين عليه السلام : يا أخا العرب ، أسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال ، و إن أجبت عن اثنين أعطيتك ثلثي المال ، و إن أجبت عن الكل أعطيتك الكل .

فقال الأعرابي : يا ابن رسول الله ، أ مثلك يسأل عن مثلي ، و أنت من أهل بيت العلم و الشرف .

فقال الحسين عليه السلام : بلى ، سمعت جدي رسول الله يقول :

المعروف بقدر المعرفة .

فقال الأعرابي : سل عما بدا لك .

 فإن أجبت : و إلا تعلمت منك ، و لا قوة إلا بالله .

فقال الحسين عليه السلام : أي الأعمال أفضل ؟

فقال الأعرابي : الإيمان بالله .

فقال الحسين عليه السلام : فما النجاة من المهلكة ؟

فقال الأعرابي :الثقة بالله .

فقال الحسين عليه السلام : فما يزين الرجل ؟

 فقال الأعرابي : علم معه حلم .

فقال عليه السلام : فإن أخطأه ذلك ؟

فقال : معه مروءة .

فقال عليه السلام : فإن أخطأه ذلك ؟

 فقال : فقر معه صبر .

فقال الحسين عليه السلام : فإن أخطأه ذلك ؟

 فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه ، فإنه أهل لذلك .

فضحك الحسين عليه السلام : و رمى بصرة إليه فيها ألف دينار .

و أعطاه : خاتمه .

 و فيه فص قيمته مائتا درهم .

فقال عليه السلام : يا أعرابي أعط الذهب إلى غرمائك ، و اصرف الخاتم في نفقتك.

 فأخذه الأعرابي وقال : { الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ  (124) } الأنعام [34] .


حديث : خاتم أروى عطش علي الأكبر  :

يا موالي : جاء في يوم المصيبة العظمى ، يوم عاشوراء كربلاء :

في شهادة علي ابن الحسين قالوا :

ثم رجع إلى أبيه : وقد أصابته جراحات كثيرة ، فقال :

 يا أبه : العطش قد قتلني ، وثقل الحديد أجهدني ، فهل إلى شربة من ماء سبيل أتقوى بها على الأعداء ؟

 فبكى الحسين عليه السلام وقال : يا بني يعز على محمد وعلى علي بن أبي طالب وعليَّ ، أن تدعوهم فلا يجيبوك ، وتستغيث بهم فلا يغيثوك .

يا بني : هات لسانك ، فأخذ بلسانه فمصه .

ودفع إليه خاتمه .

 وقال :أمسكه في فيك : وارجع إلى قتال عدوك ، فاني أرجو أنك لا تمسي حتى يسقيك جدك بكأسه الأوفى ، شربة لا تظمأ بعدها أبدا .

 فرجع إلى القتال ، وهو يقول [35]: .... راجع الجزء الثامن من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام تجد الخبر تاما ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولعن الله القوم الظالمين .

 


حديث  : الخاتم الذي سلب في كربلاء   :

يا مولي : من أحوال أل محمد، الإمام الحسين وآله ، سلبهم بعد واقعة كربلاء ، فقالوا:

و أخذ : خاتمه

 بجدل بن سليم الكلبي .

فقطع : إصبعه عليه السلام ، مع الخاتم .

وهذا : أخذه المختار ، فقطع يديه ورجليه ، وتركه يتشحط في دمه حتى هلك [36].


أحاديث : في آداب لبس الخاتم وعلامات المؤمن :

ويا طيب للبس الخاتم أحكام : منها كما في وسائل الشيعة باب كراهة الاستنجاء بيد فيها خاتم عليه اسم الله ، وكراهة استصحابه عند التخلي وعند الجماع ، وعدم تحريم ذلك ، وكذا خاتم عليه شي‏ء من القرآن ، وكذا درهم و دينار و عليه اسم الله[37].

يا طيب : وأما تنجيسه الاسم فحرام ، وللوضوء والغسل يحرك ليدخل تحته الماء ، واتفقت كلمة الفقهاء من آل محمد على أنه يستحب التختم باليمين وقد جاء الأثر :

عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنه قال :

علامات المؤمن خمس :  صلاة الخمسين ، و زيارة الأربعين ، و التختم في اليمين ، و تعفير الجبين ، و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم[38] .

وعن الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : أخبرني : عن تختم أمير المؤمنين عليه السلام بيمينه ، لأي شي‏ء كان ؟

فقال عليه السلام : إنما كان يتختم بيمينه ، لأنه إمام أصحاب اليمين بعد رسول الله ،و قد مدح الله تعالى أصحاب اليمين، و ذم أصحاب الشمال .

 و قد كان رسول الله : يتختم بيمينه .

و هو علامة لشيعتنا : يعرفون به ، و بالمحافظة على أوقات الصلاة ، و إيتاء الزكاة ، و مواساة الإخوان ، و الأمر بالمعروف ، و النهي عن المنكر [39].

ويا طيب : أما روايات العامة فإنهم نقلوا ، إما مشتبهون أو محرفون والعياذ بالله ، كما عرفت في حديث السيادة وغيره ، أن أهل البيت وبالخصوص عن الإمام الحسين عليه السلام ، يتختم باليسار ، وهو ليس بصحيح ولكن ننقله لننبه عليه :

عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين :

أن الحسين بن علي رضي الله عنه : كان يتختم في اليسار [40].

والإمام الحسين عليه السلام يروي في وصية رسول الله له وستأتي أنه قال :

و تختم: بالياقوت و العقيق ، فإنه ميمون مبارك ، فكلما نظر الرجل فيه إلى وجهه يزيد نورا ، و الصلاة فيه سبعون صلاة .

و تختم في يمينك :فإنها من سنتي و سنن المرسلين ، و من رغب عن سنتي فليس مني ، و لا تختم في الشمال ، و لا بغير الياقوت و العقيق[41].

يا طيب : دع من خالف وأحفظ الشعر الآتي :

وهو أجميل ما ذكر في نقش الخواتم خاتم الإمام محمد الباقر عليه السلام حيث ذكر الإمام جعفر بن محمد قال : كان على خاتم محمد بن علي عليهما السلام مكتوب[42] :

ظني    بالله    حسن    و بالنبي      المؤتمن

و بالوصي ذي  المنن    و بالحسين و الحسن

 


 

 

 

الإشراق الثالث :

خضاب الإمام الحسين عليه السلام بالسواد وتطيبه وكحله :

الإشعاع الأول :

خضاب الإمام الحسين عليه السلام وأحواله :

يا يطيب: ذكر الفقهاء وفي الوسائل وغيره من كتب الحديث والفقه :

 استحباب :  الخضاب بالحناء و بالكتم وبالسواد ، وبالخصوص عند لقاء الأعداء وعند لقاء النساء بالحلال ، ويكره : لأهل المصيبة وللمجنب والحائض حينها التخضيب بالحناء وغير الحناء ،كما ويكره : ترك المرأة للحلي و خضاب اليد وإن كانت مسنة وإن كانت غير ذات البعل ، وجاء في فضل الخضاب وصبغ الشعر بالحنة والكتمي أو الخطمي والوسمة ، أحاديث كثيرة تراجع في كتب الفقه ، وفي الحاشية بعض الأحاديث لنتعرف على استحباه وحسنه في محلة ، ولمن يكون حسب شأنه جميل [43].

ويا طيب : جاءت روايات كثيرة تذكر أن الإمام الحسين عليه السلام كان يتخضب بالسواد ، وبعضها تفصل المواد التي كان يتخضب بها ، فتذكر الحنة والوسمة والكتمي ، وهي إذا خلطت يكون الخضاب أسود ، وإن الإمام الحسين عليه السلام ، وإن لم يكن دائما في حرب ، إلا ما عرفت في أيام من حياته في حرب الجمل وصفين والنهروان ، وما ذكر في بعض الفتوحات ، وفي كربلاء ، إلا أنه عليه السلام كان في حرب معنوية علنية مع من غصب حقهم ، وأخذ يتجاهر بالظلم والعدوان والفسق والفجور ، وكان كما يقال اليوم في حارب باردة إعلامية .

فكان الإمام الحسين عليه السلام : على ما يستظهر من الروايات أنه كثير الخضاب إن لم نقل دائما كان يخضب السواد ، وهو أولا لاستحبابه ، والأمر الثاني ليري حكام زمان ريعان شباب حتى في كهولته ، لكي يحسب حسابه فلا يخالفوا علنا على الأقل ، وليكون عليه السلام في أحسن هيئة ممكن من الجمال تناسب إمامته وقيادته وولايته للمؤمنين فتتجلى سيادته بأحسن صورة ممكنة ، وتظهر عليه نعمة الله وما وهبه سبحانه من جمال المنظر وهيبة البدن ونورانية الصورة ، فيجمع الجمال والكمال كله ، ذاتا وصفات ، وحالا وأحوالا .

ويا طيب : نذكر هنا الأحاديث التي تتحدث عن خضاب الإمام ، ونجعلها في طوائف ، وإن كانت كلها ترجع للتخضب بالسواد .


أحاديث : تخضيب الإمام الحسين عليه السلام بالسواد :

عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال :

دخل قوم : على الحسين بن علي عليه السلام .

فرأوه : مختضبا بالسواد .

 فسألوه : عن ذلك ؟

فمد يده : إلى لحيته .

 ثم قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في غزاة غزاها .

أن يختضبوا : بالسواد ، ليقووا به على المشركين[44].

وعن عبد العزيز بن رفيع : عن قيس مولى خباب قال :

رأيت الحسن و الحسين رضي الله عنهما :

 يخضبان بالسواد  [45] .

وعن إبراهيم بن مهاجر و فراس : عن الشعبي قال :

دخلت : على الحسين بن علي رضي الله عنه ، وقد خضب بالسواد[46].

وعن محمد بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه :

أن الحسين بن علي  عليهم السلام : كان يخضب بالسواد[47].

وعن أبو معشر عن سعيد المقبري قال :

 رأيت الحسين بن علي يخضب بالسواد[48].

عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين :

أن الحسين بن علي رضي الله عنه كان يخضب بالسواد[49].

وكان الحسين بن علي رضي الله عنهم: يخضب بالسواد، ويتمثل :

نسود    أعلاها      وتأبى   أصوله

فيا ليت ما يسود    منها هو الأصل

[50]
 

 


أحاديث : خضاب الإمام بالحناء والكتم والوسمة :

عن أبي شيبة الأسدي قال :

سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن خضاب الشعر؟

فقال : خضب الحسين و أبو جعفر ، بالحناء و الكتم[51].

وعن محمد بن محمد بن النعمان المفيد في الإرشاد قال :

إن الحسين عليه السلام :

كان يختضب : بالحناء و الكتم [52].

 

وعن عمرو بن حريث عن عبيد الله بن الحر :

 أنه سأل الحسين بن علي عليه السلام عن خضابه ؟

 فقال عليه السلام : أما إنه ليس كما ترون .

 إنما هو : حناء و كتم   [53] .

و عنه عن مسعدة بن زياد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال :

 اختضب : الحسين ، و أبي ، بالحناء و الكتم[54].

 

وعن أبو الأحوص عن أبي إسحاق : عن العيزار بن حريث قال :

رأيت : الحسن و الحسين رضي الله عنهما ،  يخضبان بالحناء والكتم[55] .

 

وعن محمد بن سيرين : عن أنس :

أن الحسين بن علي : كان يخضب بالوسمة[56].

 

عون عمر بن عطاء ابن أبي الخوار و عبيد الله بن أبي يزيد قالا :

رأينا : الحسين بن علي رضي الله عنه ، يخضب بالوسمة[57].

 

يا طيب : الخضاب وصبغ اللحية ، يتكون من مواد معينه معروفة عند الناس ، وهي في الغالب تتكون من : الحناء ، والكتم ، والوسمة ، وهما أن خلطا بنسب معينة تكون لونها أسود ، أو يفترى إلى اللون الأحمر إن كانت نسبة الحناء غالبة وأكثر ، وكلها تطحن وتخلط بنسب معينه حسب الحاجة .

وإن الإمام الحسين عليه السلام : كان يصبغ بها ويخلطها ، أو يشتريها مخلوطة بما تصبغ شعر رأسه ولحيته عليه السلام بالسواد .

وأما مواصفات : الحناء والكتم والوسمة ، فهي :

الحناء : كقثاء نبات يزرع ويكبر حتى يقارب الشجر الكبار ، ورقه كورق الرمان وعيدانه كعيدانه ، له زهر أبيض كالعناقيد ، يتخذ من ورقه الخضاب الأحمر .

 والكتم : بالتحريك نبت قوهي ورقه كورق الآس ، و أصله : إذا طبخ بالماء كان منه مداد الكتابة ، وهو نبت فيه حمرة ، و من شجر الجبال ، ورقه كورق الآس ، و له ثمر كقدر الفلفل، و يسود إذا نضج ، و قد يعتصر منه دهن يستصبح به في البوادي .

الوَسْمَة والوَسْم ُ :  شجر ورقها خضاب . وهو العظلمة : شجرة ترتفع على ساق نحو الذراع ، ولها فروع في أطرافها كنور الكزبرة وهي شجرة غبراء.

والكَتَم و الكتمان بالضم: نبت يخلط بالحناء و يختضب به الشعر فيبقى لونه .

يخضب به مدقوقا .

ويا طيب : هذه الأوراق من هذه النباتات تدق وتطحن وتخلط ، فيخضب بها الشعر ويصبغ ، والوسم والكتم إذا خلط بالحناء يجعل الشعر المصبوغ به أسود .


أحاديث : صبغ الشعر إلا العنفقة :

يا طيب : جاءت روايات كلها من روايات كتب العامة ، ولم تروى عن أهل البيت عليهم السلام ، وهو استثناء كما يستثنون مطلق الأحاديث المتعلقة بالإمام الحسين عليه السلام ، وهو أنه كان الإمام الحسين عليه السلام ، يخضب كل رأسه ويدع العنفقة ،العنفقة : هو شعر بين الشفة السفلى وبين الذقن ، وينسب أن النبي الأكرم كان يدعها في خضابه ، ولو كان لكان الإمام الحسن والحسين والإمام علي وغيرهما في وصفهما لرسول الله حين ذكروا هذا ولقالوا النبي يصبغ بالسواد ويدع العنفقة ، ولكن لم يأتي عندنا في كتب أحاديث أهل البيت شيء من هذا ، وعلى كل حال أحاديثهم هي :

عن سفيان بن عيينة قال : سألت عبيد الله بن أبي يزيد :

رأيت : الحسين بن علي ؟

قال : نعم رأيته جالسا في حوض زمزم .قلت : هل رأيته صبغ ؟

قال : ل، إلا أني رأيته ولحيته سوداء ، إلا هذا الموضع يعني عنفقته .

وأسفل من ذلك بياض .وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله سلم :

شاب : ذلك الموضع منه وكان يتشبه به[58].

ويا طيب : الحديث فيه تكلف بأنه شاب منه فقط العنفقة ، والباقي لم يشب .

وعن ابن لهيعة ، عن عبد الرحمن بن بزرج ، قال :

 رأيت الحسن ، والحسين : يتخضبان بالسواد .

 إلا أني رأيت الحسين: له عنفقة بيضاء[59].

عن معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عليه السلام :

رأيت الحسن و الحسين رضي الله عنهما ابني فاطمة رضي الله عنها .

يخضبان بالسواد : وكان الحسين يدع العنفقة[60] .

يا طيب : عرفت أن العنفقة : هي الشعيرات التي سالت من مقدمة الشفة السفلى إلى الذقن . وإن الحديث الأخير ينسب للإمام علي بن الحسين عليه السلام ، إلا أنه لم يرد منه خبر في كتبنا وفي إسناده دخل وإن نسبة إلى موالين ، ولو كانت العنفقة لرواه آله المعصومون عليه السلام وأصحابه ، وعلى كل حال : إن كان ترك شعر أسفل الشفة أبيض بدون صبغ ، فلا يؤثر تركها على هيبته وسؤدده عليه السلام .


أحاديث : خضاب الإمام يوم الشهادة :

يا طيب : عرفت أحاديث عن أنس بن مالك يصف الإمام الحسين عليه السلام وشبهه برسول الله ، وكان قسم منها يتحدث أنه مخضب بالوسمة شعر رأسه ولحيته ، وعرفت إن الإمام الحسين عليه السلام قال إن رسول الله حبب للمسلمين الخضاب بالسواد ، وبالخصوص حين الحرب ، وإن الإمام الحسين عليه السلام كان دائما في شبه الحرب مع من يحاول أن ينتقص من المؤمنين ، وهو أميرهم وسيدهم في زمانه ، فكان عليه السلام بالإضافة لما حباه الله سبحانه من نور الوجه الحسن وجمال الهيئة الكريمة ، كان يتزين بما يناسب شأنه الكريم سواء في خواتمه أو في خضابه أو في لباسه كما سترى ، وإنه كان من الأولى أن يكون في خضاب تام يوم كربلاء وهو يواجه أعداء الله ورسوله .

 فكان عليه السلام : مخضب بالسواد ، بالإضافة لما خضب بدمائه بنحره :

عن حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر : عن أم سلمة قالت :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يقتل الحسين حين يعلوه القتير . قال أبو القاسم : القتير الشيب[61].

وقال في الإرشاد : و قتل عليه السلام : و قد نصل الخضاب من عارضيه‏[62].

وعن عبيد بن غنام عن أبو بكر بن أبي شيبة قال : قتل الحسين بن علي : يوم عاشوراء.في سنة : إحدى وستين ، وهو ابن ثمان وخمسين سنة .

وكان يخضب : بالحناء والكتم[63].

وعن أبي بكر الحضرمي قال سألت : أبا عبد الله عليه السلام : عن الخضاب بالوسمة؟

 فقال عليه السلام : لا بأس قد قتل الحسين وهو : مختضب بالوسمة[64].

 


 

الإشعاع الثاني :

تطيب الإمام الحسين عليه السلام واستعمال الدهن والتجمير والكحل:

يا طيب : يستحب للإنسان أن يظهر بمظهر جميل ، ويتزين بزي الإسلام مما فيه الهيبة والوقار من دون فخر وتكبر ، ومن الأمور المستحبة ما عرفت من التختم والخضاب ، والآن نتكلم عن أمر آخر نتعرف عليه في مكارم صفات الإمام الحسين الظاهرية ، وهو حب استخدامه للطيب والكحل ، وقد جاءت روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام في استحبابهما منها : عن صحيفة الإمام الرضا عليه السلام بسنده عن آبائه عن الإمام الحسين عليهم السلام قال : الإمام علي عليه السلام:

التطيب : نشرة ، والغسل : نشرة ، والنظر إلى الخضرة : نشرة ، والركوب : شرة .

أي استخدام الطيب : وما ذكر من الأمور التي تفرح الإنسان وتنشر سروره في نفسه ، ويظهر رضاه على نعم الله ، وأيضا جاء عنهم  عن الإمام الرضا عليه السلام :

كان يعرف: موضع جعفر عليه السلام في المسجد بطيب ريحه، وموضع سجوده.

وقال عليه السلام : من أخلاق الأنبياء التطيب .

 و روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :

إذا ناول أحدكم : أخاه ريحان ، فلا يرده فإنه خرج من الجنة .

وعن الروضة قال مالك الجهني : ناولت أبا عبد الله شيئا من الرياحين ، فأخذه‏ فشمه و وضعه على عينيه .

 ثم قال : من تناول ريحانة فشمها و وضعها على عينيه.

ثم قال: للهم صل على محمد و آل محمد، لم تقع على الأرض حتى يغفر له[65].

وأما للصائم: فقد عقد في وسائل الشيعة بابا قال فيه :  باب جواز شم الصائم الريحان و المسك و الطيب و ادهانه به ، على كراهية في الرياحين و المسك و تتأكد في النرجس و أنه يكره له التلذذ و لا يحرم . كما للمحرم للحج أحكام تخصه .

ويا طيب : أما ما يخص استعمال الإمام الحسين عليه السلام:

 للطيب والتجمير ، فقد جاءت روايات منها ما جاء في كشف الغمة :

دعاه عبد الله بن الزبير و أصحابه: فأكلوا . ولم يأكل : الحسين عليه السلام.

 فقيل له : أ لا تأكل ؟ قال : إني صائم ، و لكن تحفة الصائم .

قيل : و ما هي ؟

قال : الدهن و المجمر    [66].

وعن عبد السلام الإسكافي عن عمير بن مأمون و كانت ابنته تحت الحسن :

عن الحسن بن علي عليه السلام قال :

تحفة الصائم : أن يدهن لحيته ، و يجمر ثوبه .

و تحفة المرأة الصائمة : أن تمشط رأسها ، و تجمر ثوبها .

و كان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام :

إذا صام : يتطيب بالطيب .

و يقول : الطيب تحفة الصائم[67].

ويا طيب :أما الكحل :

فقد جاءت روايات كثيرة : في استحباب الاكتحال ، وأنواع نباته الذي يستخدم للكحل ، وأنه زينة ودواء ، وأنه يجلو البصر ويحده ، ويطيب النكهة وينبت الشعر ، ويجفف الدمع ، وما جاء عن الإمام في تحسينه لنوع من الكحل هو :

عن الإمام الحسين بن علي بن أبي  طالب عليه السلام قال :

لو علم الناس : ما في الهليلج الأصفر ، لاشتروها بوزنها ذهبا .

و قال الإمام الحسين  لرجل من أصحابه : خذ هليلجة صفراء ، و سبع حبات فلفل ، و اسحقها و انخلها.

 و اكتحل بها [68].



[1] معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج5ص304ح1658 .

[2] الكافي ج4ص575ح2 .

[3] بحار الأنوار ج43ص294ب12ح54 .

[4] المعجم الكبير ج3ص125ح2879 . المناقب ج4ص75 . تاريخ دمشق ج14ص127. تاريخ واسط ج1ص221 . وفي الأخيرين : ما رأيت مثل هذا ، ولم يذكر حسنا . معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج5ص308ح1662 .النكت : قرعك الأرض بعود أو بإصبع أو غير ذلك فتؤثر بطرفه فيها ، القضيب : العود .

[5] صحيح البخارى ج3ص1370ح3538 وقال الشارح  : ينكث : يضرب بقضيب على الأرض وينبش التراب به وقيل يجعل القضيب في عيني الرأس وأنفه فقال له زيد بن أرقم رضي الله عنه :

ارفع قضيبك : فقد رأيت فم رسول الله صلى الله عليه و سلم في موضعه .

 وقال في حسنه شيئا : روي أنه قال ما رأيت مثل هذا حسنا . أشبههم : أي أشبه أهل بيته به . وكان : الحسين رضي الله عنه .  مخضوبا : مصبوغا . بالوسمة : نبت يميل إلى سواد يصبغ به . وفي سبل الهدى والرشاد ـ ج2ص115 قال : وروى البخاري أيضا عن الزهري عن أنس قال:

 لم يكن أحد : أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم ، من الحسين بن علي .

[6] المعجم الكبير ج3ص125ح2878.سمط النجوم العوالي ج2ص86.مسند أبي يعلى ج9ص 4ح3873 الثنايا: أسنان أربع في مقدم الفم اثنان من أسفل وأعلى، الثغر: ما تقدم من الأسنان .

[7] معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج5ص307ح1661 .

[8] المعجم الكبير ج3ص115ح2845 .

[9] ذخائر العقبى ج1ص127. وقال : ذكر انتقام الله عزوجل من ابن زياد في فعله ذلك عن عمارة بن عمير قال : لما جئ برأس ابن زياد وأصحابه ، نضدت في المسجد في الرحبة ، فانتهيت إليهم ، وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت ، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد ، فمكثت هنيهة ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت ، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا .

[10] المناقب ج 3 ص396 . روضة الواعظين ج1ص164 .وفي الإرشاد ج2ص27 وبحار الأنوار ج43ص275ب12ح41.

[11] الكافي ج8ص233ح307 .

[12] تفسير النيسابوري ج1ص169 . تفسير الرازي ج1ص479 .

[13]الأمالي الشجرية  ج1ص134 .

[14] بحار الأنوار ج44ص187ب25. المناقب ج4ص75 رواه إلى نحره وروى وروايات عن التقبيل .

[15] لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ج1ص21 .

[16] معرفة الصحابة ج22ص71ح6634 . القضيب : العود ، الثنايا : الأسنان الأربع في مقدم الفم اثنان من أسفل واثنان من أعلى ، وأبيض من البرد هو ثلج المطر ، وما نسميه الحالوب .

[17]الجعفريات ص15 .

[18] المحاسن ج2ص561ب123ح949 .

[19]  الخصال ج2ص481ح 54 .

[20] مكارم ‏الأخلاق ص406 ، بحار الأنوار ج92ص95ب81ح6 . طب ‏الأئمة ص25.

[21] تفسير فرات‏ الكوفي ج144ح177 .

[22] بحار الأنوار ج21ص52 .

[23] المناقب ج1ص40 .

[24] معاني ‏الأخبار ص80ح1 ، عيون ‏أخبار الرضا ج1ص316 ح1. بحار الأنوار ج16ص148ب8 ح4 . عيون الأثر ابن سيد الناس ج2ص413 . الشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1ص155.

يا طيب : في معاني الأخبار قال الصدوق عن شيخه في شرح الحديث :

فخما مفخم : معناه كان عظيما معظما في الصدور و العيون ، و لم يكن خلقته في جسمه الضخامة و كثرة اللحم . و قوله : يتلألأ تلألؤ القمر : ينير و يشرق كإشراق القمر . و قوله :أطول من المربوع و أقصر من المشذب : فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم أي ليس بالطويل الممغط.

 والشعر الرجل : الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعد، والعقيقة شعر الرأس أراد إن فرقته من ذات نفسها فرقها وإلا تركها معقوصة ، وأزهر اللون : نيره وأنه كان أبيض مشربا بحمرة  .

 قوله أزج الحواجب : معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما ، و قوله في غير قرن : معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف و ابيضاض يقال لهما البلج ، أقنى العرنين : القنا أن يكون في عظم الأنف احديداب في وسطه و العرنين الأنف . و قوله كث اللحية : معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها  . ضليع الفم : معناه ليس صغير الفم يتكلم بكل فمه ، كمن يحسن الكلام ويبينه ، فيتشدق في كلامه من غير بخل في البيان ولا اعوجاج في تكلمه.

 و قوله : كان عنقه جيد دمية : و الجيد العنق ، والدمية صورته الحسنة مثل الدمى .

و قوله : بادنا متماسك : معناه تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم و لا بكثيره . و قوله : سواء البطن و الصدر : معناه أن بطنه ضامر و صدره عريض فمن هذه الجهة ساوى بطنه صدره .

و الكراديس : رءوس العظام . و قوله : أنور المتجرد : معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب.

 و قوله طويل الزندين : في كل ذراع زندان و هما جانبا . عظم الذراع : فرأس الزند الذي يلي الإبهام يقال له الكوع و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال له الكرسوع . و قوله : رحب الراحة : معناه واسع الراحة كبيرها و العرب تمدح بكبر اليد ، و قالوا رحب الراحة أي كثير العطاء كما قالوا ضيق الباع في الذم . و قوله شثن الكفين : معناه خشن الكفين و العرب تمدح الرجال بخشونة الكف و النساء بنعومة الكف . و قوله سائل الأطراف : أي تامها غير طويلة و لا قصيرة .

 و قوله :سبط القصب : معناه ممتد القصب غير منعقدة و القصب العظام المجوف التي فيها مخ نحو الساقين و الذراعين . و قوله : خمصان أخمصين : معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الأرض . و قوله : مسيح القدمين : معناه ليس بكثير اللحم فيهما و على ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما . و قوله : زال قلع : معناه متثبتا . و قوله يخطو تكفؤ : معناه خطاه كأنه يتكسر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها و لا تبختر فيها و لا خيلاء . و قوله : و يمشي هون : معناه السكينة و الوقار . و قوله : ذريع المشية : معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال و بدار. قوله : كأنما ينحط في صبب : الصبب الانحدار . و قوله : دمثا : الدمث اللين الخلق فشبه بالدمث من الرمل و هو اللين .

 قوله : إذا غضب أعرض و أشاح : قالوا في أشاح جد في الغضب و انكمش .

و قوله : يسوق أصحابه : معناه يقدمهم بين يديه تواضعا و تكرمة لهم ، و من رواه يفوق : أراد يفضلهم دينا و حلما و كرما . و قوله : يفتر عن مثل حب الغمام : معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام ما يسمى الحالوب والبرد .

 قوله : ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة : معناه أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة ترفع إلى العامة علومه و آدابه و فوائده ، و فيه قول آخر فيرد ذلك بالخاصة على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب الباء عن من و على عن إلى ، قيام بعض الصفات مقام بعض .

 و قوله : يدخلون رواد : الرواد جمع رائد و هو الذي يتقدم إلى المنزل يرتاد لهم الكلاء يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي  من ورائهم ، كما ينفع الرائد من خلفه .

و قوله : و لا يفترقون إلا عن ذواق : معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهي ، و الأدلة التي تدل الناس على أمور دينهم .

و قوله : لا تؤبن فيه الحرم : أي لا تعاب أبنت الرجل فأنا آبن و المأبون المعيب .

و قوله : و لا تنثى فلتاته : معناه من غلط فيه غلطة لم يشنع و لم يتحدث بها .

و قوله : إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رءوسهم الطير : معناه أنهم كانوا لإجلالهم نبيهم  لا يتحركون ، فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده .

و قوله : و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ : معناه من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده ، و من استشعر منه نفاقا و ضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه و لم يحفل به .

و قوله : إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه : معناه فأعينوه و أسعفوه على طلبته .

[25]الأمالي ‏للصدوق ص131م27ح7 . بحار الأنوار ج43ص247ب11ح22 . وفي خبر طويل ذكر الخاتم الأول في الكافي ج6ص474ح8 .  وعيون‏ أخبار الرضا عليه السلام ح2ص54ب31ح 206 . بحار الأنوار ج43ص258ب11ح43 .

[26]الأمالي ‏للصدوق ص144م29ح13، بحار الأنوار ج43ص247ب11ح23 .

[27] الكافي ج7ص86ح4 .

[28] الغيبة للطوسي ص297ف4 ..

[29]الأمالي ‏للصدوق ص456م70ح5 . عيون ‏أخبار الرضا عليه السلام ج2ص54ب31ح 206 . بحار الأنوار ج46ص221ب2ح3 . الكافي ج6ص474ح8باب. مكارم ‏الأخلاق ص91 .

[30] الكافي ج6ص473ح2،وسائل ‏الشيعة ج5ص98ب60ح6030. بحار الأنوار ج43ص 258.

[31] إرشاد القلوب ج1ص 15ب1. مستدرك ‏الوسائل ج3ص307ب38ح3641-10,عن  القطب الراوندي في لب اللباب .

[32] غرر الحكم ص167ح 3276.

[33] الكافي ج1ص11ح3 .وسائل ‏الشيعة ج15ص205ب8ح20288 .

[34] جامع‏ الأخبار ص137ف96 ، بحار الأنوار ج44ص196ب26ح11 . مقتل الخوارزمي ج1ص226ح32 .

[35] بحار الأنوار ج45ص43ب37 . مقتل الإمام الحسين للخوارزمي ج2ص35 .

[36] اللهوف ص130م2 . بحار الأنوار ج45ص57ب37 .

[37] وسائل‏ الشيعة ج1ص331ب17 .

[38] تهذيب ‏الأحكام ج6ص52ب16ح37 .  كتاب‏ المزار ص53ب23ح1 ، مصباح ‏المتهجد ص787 .بحار الأنوار ج82ص75 ب24ح7 .

[39] علل‏ الشرائع ج1ص158ب127ح1. بحار الأنوار ج42ص68ح18.

[40] المعجم الكبير ج3ص101ح2798 .

[41] دعائم‏ الإسلام ج2ص164ب3ح 591.

[42] عيون‏ أخبار الرضا ج2ص27ب31ح15.

[43]عقد العلمة الحلي في منتهى المطلب فصلا فقال :

 يستحب الخضاب : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من أطلى واختضب : بالحناء ، آمنه الله عز وجل من ثلاث خصال: الجذام ،والبرص ، والأكلة ، إلى طلية مثلها . روي من لا يحضره الفقيه ج1ص68ح269، وسائل الشيعة ج1ص393ب35 من أبواب آداب الحمام حديث 4.

وقال الإمام الصادق عليه السلام : الحناء على أثر النورة ، أمان من الجذام والبرص . المصدر السابق ح5 .  وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اختضبوا بالحناء فإنه يجلي البصر، وينبت الشعر، ويطيب الريح، ويسكن الزوجة . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الخضاب هدى محمد صلى الله عليه وآله ، وهو من السنة وقال الصادق عليه السلام : لا بأس بالخضاب كله .

وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه السلام عن الخضاب ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله : يخضب وهذا شعره عندنا . وقال الصادق عليه السلام : الخضاب بالسواد أنس للنساء ، ومهابة للعدو . وقال عليه السلام في قوله تعالى: { وأعدو لهم ما استطعتم من قوة (50)} الأنفال ، قال : منه الخضاب بالسواد . وروى ابن بابويه أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد صفر لحيته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أحسن هذ ؟ ثم خضب بالحناء ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال : هذا أحسن من ذاك ، ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد فضحك إليه، فقال : هذا أحسن من ذاك وذاك . وقال صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي، درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم في غيره في سبيل الله ، وفيه أربع عشرة خصلة : يطرد الريح من الإذنين ، ويجلو البصر، ويلين الخياشيم ، ويطيب النكهة ، ويشد اللثة ، ويذهب بالضنى ، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة ، ويستبشر به المؤمن ، ويغيظ به الكافر، وهو زينة ، وطيب ، ويستحيي منه منكر ونكير ، وهو براءة له في قبره .الفقيه 1: 70 حديث 285، الوسائل 1: 402 الباب 42 من أبواب آداب الحمام الحديث 2.

[44] وسائل ‏الشيعة ج2ص89ب46ح1569 .

[45] المعجم الكبير ج3ص98ح2782 .

[46] المعجم الكبير ج3ص99ح2788.

[47] المعجم الكبير ج3ص99ح2789.

[48] المعجم الكبير ج3ص99ح2790 . شرح مشكل الآثار ج9ص314 ح315 . عن ابن أبي داود عن عبد الله بن يوسف .

[49] المعجم الكبير ج3ص99ح2791. مصنف عبد الرزاق ج11ص155ح20184 .

[50] الآداب الشرعية للمقدسي ج4ص9 .

[51] الكافي ج6ص481ح5 . وسائل ‏الشيعة ج2ص96ب51ح1593 .

[52] الإرشاد ج2ص133 . وسائل ‏الشيعة ج2ص86ب43ح1563 . 

[53] وسائل ‏الشيعة ج2ص96ب51ح1596 .

[54] قرب‏ الإسناد ج1ص39 .بحار الأنوار ج73ص98ب8ح5 .

[55] المعجم الكبير ج3ص98ح2781 . سنن الترمذي ج5ص655ب31ح2781. مصنف ابن أبي شيبة ج6ص51ح15 .

[56] المعجم الكبير ج3ص98ح2779 .

[57] المعجم الكبير ج3ص99ح2792 .

[58] المعجم الكبير ج3ص132ح 2900 .تاريخ دمشق ج14ص127. وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا سفيان ، اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ج7ص90ح6760 .معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج5ص315ح1669. وفيه يسود رأسه ولحيته ، إلا غرة عند عنفقته .

[59] معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني ج5ص314ح1668 .المعجم الكبير ج3ص99ح 2787 . وفيه عن نفس الراوي آخره : وكان الحسين يدع العنفقة.

[60] المعجم الكبير ج3ص99ح 2787 .

[61] المعجم الكبير للطبري ج3 ص105ح2808 .

[62] الإرشاد ج2ص133 . وسائل ‏الشيعة ج2ص86ب43ح1563 . 

[63] المعجم الكبير ج3ص98ح 2783 .

[64] الكافي ج6ص483ح6 ، وح5. عنه في بحار الأنوار ج44ص204ب26ح2.

[65] مكارم ‏الأخلاق ص42 .

[66] كشف‏ الغمة ج2ص31ف8 . بحار الأنوار  ج44ص195ب26ح9 .

[67] الخصال ج1ص61ح86 . وسائل‏ الشيعة ج10ص96ب32ح12938 .

[68] طب الأئمة 86 ، بحار الأنوار ج59ص237ب86 .الهليلج نبات معروفة له ألوان عدة .

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com