بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
موسـوعة صحف الطيبين في      أصول الدين وسيرة المعصومين

صحيفة
نور الإمام الحسين عليه السلام الجزء الخامس
سيادته وخلقه وأخلاقه وعبادته ودعائه ومعجزاته وحكمه وشعره

سفينة نجاة

وفيها مجلس ذكر : تعرفنا صفات ومواصفات الإمام الحسين وخلقه وأخلاقه وعبادته ودعائه وحكمه ومواعظه وشعره ومعجزاته  .

المجلس الأول

بتجلي سيادته في خلقه وصفاته ومكارم أخلاقه
الذكر الأول

أوصاف الإمام الحسين وحليته وتزينه ولباسه

الإشراق الرابع :

في أكل وشرب الإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : في مشارق أنوار الأذكار السابقة ذكرنا بحوث في الآداب العلمية والعملية والخلقية للإمام الحسين عليه السلام ، و في الأجزاء السابقة ذكرنا بعض آداب الطعام والمائدة ، وأنه يحرم الإسراف والتبذير ، وإن هناك أمور مستحبة أو مكروه ، وآداب للدعوة وللإجابة ، وآداب للمائدة ، والمستحب من المأكولات وخواصها أو المكروه والمحرم ، وهنا ليس مورد بحثها ، ولكن نذكر هنا روايات تعرفنا شأن الإمام الحسين عليه السلام في المأكل والمشرب وأمورا له قصة فيها مباشرة ، فنذكر ما جاء عنه عليه السلام :

 


 

الإشعاع الأول :

أحاديث وقصص للإمام الحسين في أكله وإطعامه :

في معاني : استحباب إجابة دعوة المؤمن :

يا طيب : مر أنه كان صائم وأجاب دعوة ابن الزبير ، ولكنه لم يأكل وطلب الدهن والمجمر كتحفة للصائم، وهنا نذكر قصة أخرى لرجل دعي والإمام شاهد فقال له :

 عن الحسين بن علي عليه السلام : أنه رأى رجلا دعي إلى طعام .

فقال للذي دعاه : اعفني .

فقال الحسين عليه السلام :

قم : فليس في الدعوة عفو .

و إن كنت : مفطرا فكل ، و إن كنت صائما فبارك [69] .

 


 

الإمام : يحترم نعمة الله ويجازي بالخير من يحترمها :

عن الإمام الرضا عليه السلام بإسناده عن آبائه عليهم السلام  قال : حدثني أبي عن علي بن الحسين عليهم السلام :

إن الحسين بن علي عليه السلام : دخل المستراح ، فوجد لقمة ملقاة ، فدفعها إلى غلام له ، فقال : يا غلام ذكرني عن هذه اللقمة إذا خرجت ، فأكلها الغلام .

فلما خرج الحسين عليه السلام قال : يا غلام هات اللقمة .

قال : أكلتها يا مولاي . قال : أنت حر لوجه الله تعالى .

قال له رجل : أعتقته يا سيدي ؟ قال عليه السلام :

 نعم : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و هو يقول :

من وجد لقمة : ملقاة ، فمسح منها ما مسح ، و غسل منها ما غسل ، ثم أكلها .

لم تستقر في جوفه : حتى يعتقه الله تعالى من النار .

و لم أكن : لأستعبد ، رجلا أعتقه الله تعالى من النار [70].

 


 

الإمام الحسين : كان تمريا ويحب حلو الفالوذج :

عن الإمام الرضا عليه السلام قال : في حديث يصف فيه أل محمد ، بأنهم يحبون التمر ، وأعدائهم يحبون المسكر ، فقال فيه ... :

وكان : أبو عبد الله الحسين عليه السلام ، تمري  [71].

 

وروي أن الحسين بن علي عليه السلام :

رأى : رجلا يعيب الفالوذج ؟

فقال عليه السلام :

لعاب البر ، بلعاب النحل ، بخالص السمن ، ما عاب هذا مسلم[72].

ويا طيب : جاءت روايات عن النبي الأكرم أنه مدح الفالوذج ، و وصف طبخه يتكون من المواد الثلاثة أعلاه.

 


 

طعام الإمام الحسين الثريد بالبن الحامض ويطعم أصحاب الشواء:

عن محمد بن جعفر العاصمي عن أبيه عن جده قال :

حججت : و معي جماعة من أصحابنا مع أبو الحسن موسى بن جعفر ..

 فذكر : أنه أتى بطعام يعجب النبي ، ثم الإمام علي وفاطمة والحسن صلى الله عليهم وسلم :

 ثم أتي بلبن حامض : قد ثرد .

 فقال : كلوا بسم الله الرحمن الرحيم .

 فإن هذا طعام : كان يعجب الحسين بن علي عليه السلام[73].

وعن شريك العامري عن بشر بن غالب قال :

خرجنا : مع الحسين بن علي عليه السلام إلى المدينة .

و معه شاة :قد طبخت أعضاءها ، فجعل يتناول القوم عضوا عضوا[74].

وكان عليه السلام: يعلق الشاة المصلية ، فيطعمنا منها ونحن نمشي معه[75].

 


 

البقول والخضار التي روى فيها الإمام الحسين أحاديثا عن آبائه  :

يا طيب : لعله هناك أكلات وخصال كان يحبها أو يجريها الإمام على المائدة ، ولكن لم تصل لنا ، وما جاء عن آله الكرام في البقول والخضار أحاديث معدودة منها :

عن الحسين بن علي عليه السلام قال :

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام في أشياء وصاه بها :

كل الكرفس ، فإنها بقلة إلياس و يوشع بن نون عليهم السلام[76] .

وعن الحسين بن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

كلوا اليقطين : فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه لأنبتها على أخي يونس .

إذا اتخذ أحدكم مرق، فليكثر فيه من الدباء ، فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل‏[77].

يا طيب : الدباء هو القرع و اليقطين .

و عن الحسين بن علي عليه السلام قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام و سئل عن القرع أ يذبح ؟

فقال عليه السلام : ليس شي‏ء يذكى ، فكلوا القرع و لا تذبحوه ، و لا يستفزنكم الشيطان[78].

 


 

الإمام يروي دعاء النبي على الطعام وعن أبية أمر الخلال :

عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام قال:

 قال الحسين بن علي عليه السلام : كان النبي صلى الله عليه وآهل وسلم :

 إذا : أكل طعاما ، يقول :

 اللهم : بارك لنا فيه ، و ارزقنا خيرا منه .

و إذ : أكل لبنا أو شربه ، يقول :

اللهم : بارك لنا فيه ن و ارزقنا فيه [79].

وعن الإمام الحسين بن علي عليه السلام قال :

كان أمير المؤمنين عليه السلام :

 يأمرنا : إذا تخللنا ، ألا نشرب الماء ، حتى نتمضمض ثلاثا[80] .

 


 

الإشعاع الثاني :

شرب الإمام الحسين عليه السلام للبن والما ء :

يا طيب : ذكروا آداب كثيرة لشرب الماء واللبن وغيرهما ، وأنه يجوز شرب الماء مطلقا قائما وقاعدا ، وجاءت روايات تشعر أن الأفضل أن يشرب الماء بالليل قاعدا ، ويستحب دائما شرب الماء بثلاث أنفس ، وكما جاءت روايات تحبب للمؤمن أن يشرب الماء العذب الحلو ، ويكره ماء الكبريت والمر وأمثالها ، وكما يستحب استحبابا مؤكدا التسمية في أول الشرب والحمد في آخره ، وأن يشرب الإنسان بثلاثة أنفاس وأن لا يشرب بنفس واحد ، كما يستحب السلام على الإمام الحسين وذكر عطشه بعد شرب الماء ولعن أعدائه ، وأما شرب الإمام الحسين فنذكر بعض الروايات :

 


 

جواز شرب الماء واللبن قائما وقاعدا:

عن بشر بن غالب قال : سمعت ابن الزبير وهو يسأل حسين بن علي، قال :

يا أبا عبد الله يسأله: عن الشرب قائماً ؟

فدعا بلقحة له : فحلبت وشرب قائماً وناوله[81].

يا طيب : الرواية متعلقة بشرب الحليب واللبن وليس فيها شرب الماء بالخصوص ، ولكن توجد روايات أخرى في جواز مطلق الشرب قائما وقاعدا ، كما أن الرواية بعدها في كيفية الشرب ، وأن سترى يستحب أن يتأنى الإنسان في شربه وجعله ثلاثة أنفس مع التسمية والذكر والحمد والسلام على الإمام الحسين عليه السلام ، والروايات منها:

عن حنان بن سدير عن أبيه قال:

سألت :أبا جعفر عليه السلام عن الشرب قائما ؟

قال : و ما بأس بذلك .قد شرب الحسين بن علي و هو قائم[82] .

يا طيب : إن الإمام الحسين عليه السلام في تصرفه يحكي عن سيرة جده رسول الله وأبيه أمير المؤمنين ، وقد روى عنهم أنهم شربوا وهم في حالة القيام ، والروايات منها :

عن يونس بن بكير عن زياد بن المنذر عن بشر بن غالب :

 عن حسين بن علي رضي الله عنه قال :

 رأيت النبي صلى الله عليه و سلم : يشرب وهو قائم[83].

و عن حاتم بن إسماعيل المديني عن أبي عبد الله :

أن أمير المؤمنين‏ عليه السلام كان يشرب و هو قائم.

ثم شرب من فضل وضوئه قائما ، ثم التفت : إلى الحسين عليه السلام .

فقال : يا بني ، إني رأيت جدك رسول الله ، صنع هكذ[84].

 


 

كيفية شرب عبا لا تجرعا والدعاء حين الشرب :

روي عن الحسين بن علي عليه السلام :

أنه كره تجرع اللبن ، و كان يعبه عبا .

و قال : إنما يتجرع أهل النار[85].

يا طيب : أنظر الأحاديث الآتية لكيفية شرب الماء وآدابه ، والرواية هذه عامية .

وعن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إذا شرب أحدكم الماء : فقال :  بسم الله : ثم قطعه ، فقال : الحمد لله .

ثم شرب فقال : بسم الله ، ثم قطعه فقال : الحمد لله .

ثم شرب فقال : بسم الله ، ثم قطعه فقال : الحمد لله .

سبح ذلك الماء له : ما دام في بطنه إلى أن يخرج[86].

عن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام :

 إذ استسقى الماء : فلما شربه ، رأيته قد استعبر ، و اغرورقت عيناه بدموعه .

ثم قال لي :يا داود : لعن الله قاتل الحسين ، فما أنغص ذكر الحسين للعيش .

إني : ما شربت ماء باردا ، إلا ذكرت الحسين . و ما من عبد : شرب الماء .

 فذكر : الحسين عليه السلام و أهل بيته ، و لعن قاتله ،إلا كتب الله عز و جل له : مائة ألف حسنة ، و حط عنه مائة ألف سيئة ، و رفع له‏ مائة ألف درجة ، و كأنما أعتق مائة ألف نسمة ، و حشره الله يوم القيامة ثلج الفؤاد [87].

ويا طيب : أشرب الماء وأذكر عطش الحسين وآله في كربلاء فسلم عليه واللعن عدوه.



 

 

 

الإشراق الخامس :

 في لباس الإمام الحسين عليه السلام وهيئته هندامه ومركوبه :

يا طيب : في كتب الحديث والفقه عقدت أبوابا في آداب لبس الثياب و نزعها ، و ما يقال عندهما ، و ما يكره من الثياب وما يمدح ، و مدح التواضع في الزينة و النهي عن التبختر فيها ، والإسراف والتبذير ، كما حبب التجمل والتزين بما يليق بالمسلم ، وإنه لا كراهة في لبس الثياب الفاخرة الثمينة إذا لم تؤد إلى الشهرة والتكبر بل استحبابه ، وكما تكره الشهرة بلبس الخلقان و الخشن و نحوه ، ورويت أحاديث وآيات في استحباب التزين والتجمل ، فنجعل بحوث هذا الإشراق في طوائف من الأحاديث :

 


 

آيات ورايات في استحباب التزين بما لا شهرة ولا تكبر فيه :

قال الله سبحانه تعالى:

{ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد

   وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين (31)

   قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق

   قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة

كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون (32)

 قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق

وأن تشركوا بالله وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (33) } الأعراف .

وقال تعالى :{ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها

                لنبلوهم أيهم أحسن عملا (7) } الكهف .

فالتزين باللباس : وغيره من التعمم واتخاذ الدواب والدار وغيرها ، بما يناسب شأن الإنسان ، وإن كانت فاخرة وجميلة ونظيفة وحسنة ، مستحب ، بشرط أن لا يكون فيها شهرة ، أو لم تناسب لباس المسلمين ، أو أن يكون فيها تكبر على المؤمنين ، ولذا جاء في الأحاديث عن الإمام الصادق عليه السلام :

فخير لباس : كل زمان ، لباس أهله .

وقال سيدنا الصادق عليه السلام :

 إن الله تعالى يحب الجمال و التجميل .

و يكره : البؤس و التباؤس .

 فإن الله عز و جل : إذا أنعم على عبد نعمة ، أحب أن يرى عليه أثرها . قيل : و كيف ذلك ؟

 قال عليه السلام : ينظف ثوبه ، و يطيب ريحه ، و يجصص داره ، و يكنس أفنيته .

 حتى إن : السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ، و يزيد في الرزق .

ويا طيب :  كما أن يستحب : لبس الثوب الحسن من خارج و الخشن من الداخل ، ويستحب : لبس الثوب النقي النظيف ، وإن الثوب النقي يكبت العدو ، وإن النظيف من الثياب : يذهب الهم و الحزن ، و هو طهور للصلاة ، ويستحب : تزين المسلم للمسلم و للغريب و للأهل و للأصحاب ، وأن يروه في أحسن هيئة .

وإن من أخلاق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم :

أنه كان : ينظر في المرآة ، و يرجل جمته و يمتشط ، و ربما نظر في الماء و سوى جمته فيه ، و لقد كان يتجمل لأصحابه فضلا على تجمله لأهله .

 و قال : إن الله يحب من عبده ، إذا خرج إلى إخوانه ، أن يتهيأ لهم و يتجمل .

وروي : ليس من السرف اتخاذ الثياب الكثيرة يصون بعضها ببعض ، وإنما السرف أن يجعل ثوب صونه ثوب بذلته ، فمثلا يلبس الثياب الفاخر حين العمل فتمزق أو تتسخ ، وكما يستحب اتخاذ السراويل والثياب البيض ، وله ما شاء في بيته والتجمل لأهله .

ويا طيب : أحاديث اللباس كثيرة ونخص بالذكر هنا ما جاء عن لباس الإمام الحسين وتزينه وهيئة لباسه المبارك ، لترى أنه عليه السلام كان يظهر بأحسن مظهر ، يفرح به الأولياء ، يكبت به الأعداء في كل أيام حياته وحتى يوم شهادته :

 


 

أحاديث عن الإمام في حرمة لباس الشهرة والدعاء حين لبس الثياب :

عن فضيل بن مرزوق عن أبي سعيد التيمي قال :

سمعت : الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، يقولان :

 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

من لبس : مشهورا من الثياب ،  أعرض الله عنه يوم القيامة[88] .

وعن أبي الجارود عن أبي سعيد عن الإمام الحسين عليه السلام قال :

من لبس ثوبا : يشهره ، كساه الله يوم القيامة ، ثوبا من النار[89].

 

و عن الحسين بن علي عليه السلام قال :

أتى أمير المؤمنين علي عليه السلام: سوق القميص ، فساوم شيخا منهم .

فقال يا شيخ: بعني قميصا بثلاثة دراهم .

فقال :حبا و كرامة .

فاشترى منه : قميصا بثلاثة دراهم ، فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين .

و أتى المسجد : فصلى فيه ركعتين ، ثم قال :

الحمد لله : الذي رزقني من الرياش ، ما أتجمل به في الناس .

و أؤدي فيه : فريضتي ، و أستر به عورتي .

 فقال له رجل :أ عنك تروي هذا أو شي‏ء سمعته .

قال  عليه السلام: بل شي‏ء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 يقوله : عند الكسوة [90] .

 


 

أحاديث في عمامة الإمام الحسين السوداء ومن لبس العمامة السوداء:

يا طيب :في كتب الحديث عقدت أبوابا في العمائم ومن لبسها وكيف هي ، وأنه يستحب أن يجعل طرفا منها تحت الحنك أو تسدل ، وجاء أن الملائكة لبست يوم بدر العمائم البيض ، وقال رسول الله : العمائم تيجان العرب .

 وفي رواية أخرى فيها : إذا وضعوا العمائم وضع الله عزهم .

 وروي في يوم الخندق والغدير وغيره : كان رسول الله يعمم الإمام علي عليه السلام بيده ، وأن له عمامة اسمها السحاب وهبها للإمام قبل وفاته ، وأن الإمام الحسين يوم كربلاء أعتم بعمامة رسول الله وتقلد سيفه ، ويأتي حديثها في الجزء الثامن .

 والآن في عرف المسلمين : العمامة السوداء قد خُص وتخصص لبسها بمن يكون من الذرية المباركة للإمام الحسن والحسين عليهم السلام وهم السادة نسبا وشرفا .

وأما باقي شيعتهم : من طلبة العلم فيلبسون العمامة البيضاء ، وغيرهم أيضا من أبناء العامة ، وكلا له ترتيب وادوار خاصة تشكل بها ترتيب عمامته ، وأما باقي الناس الآن فمن العرب فليبسون الغترة أو الجفية أو الشماغ وفوقه العقال ، والأغلب الأكثر الآن لا يضعون على رؤوسهم شيء أي مفرعين .

وما يهمنا هنا : وما نحب أن نعرفه روايات تخص عمامة الإمام الحسين عليه السلام وكيف هي ، وما كان يتعمم به ، لنتعرف على حسن شمائله وجمال هيئته عليه السلام :

يا طيب : إن من أجمل الأحاديث وأروع التشبيه في ظهور الإمام الحسين عليه السلام ، وهو لابس العمامة هو ما عرفت ، عن أبو هريرة قال :

دخل الحسين بن علي و هو معتم .

فظننت : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث [91] .

وعن المطلب بن زياد عن السدي قال :

رأيت الحسين بن علي : وعليه عمامة خز .

قد خرج شعره : من تحت العمامة[92] .

وعن شاذان قال حدثنا شريك عن عاصم عن أبي رزين قال :

خطبنا : الحسين بن علي ، يوم الجمعة .

وعليه عمامة سوداء[93].

يا طيب: وروي أن النبي الأكرم دخل مكة المكرمة وعليه عمامة سوداء.

وروى : مسلم في صحيحه، والترمذي والنسائي من حديث عمار الدهنى، عن أبي الزبير، عن جابر : أن رسول الله دخل مكة وعليه عمامة سوداء[94] .

وعن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال :

خطبنا : رسول الله ، عليه عمامة سوداء[95].

وحدث عبد الله بن بسر الحمصي قال:

 بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم : علياً على بعث إلى ، بئر خم .

فعممه : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عمامة سوداء[96].

و روى أبو مخنف عن زيد بن صوحان قال : شهدت عليا  بذي قار .

 و هو معتم بعمامة سوداء ، ملتف بساج ، يخطب فقال ..[97].

وعن عاصم ، عن أبي رزين قال :

خطبنا : الحسن بن علي عليه السلام بعد وفاة علي عليهما السلام .

وعليه : عمامة سوداء .

فقال :لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون [98].

وعن محمد بن جعفر قال : قال شعبة:

رأيت : الحسن بن أبى الحسن ، وعليه عمامة سوداء[99].

 

وعن حمزة بن حمران عن عبد الله بن سليمان عن أبيه قال :

 كنت في المسجد : فدخل علي بن الحسين عليه السلام ، و لم أثبته .

و عليه : عمامة سوداء .

قد أرسل طرفيها بين كتفيه .

فقلت لرجل : قريب المجلس مني ، من هذا الشيخ ؟

فقال : ما لك لم تسألني عن أحد دخل المسجد غير هذا الشيخ ؟

قال فقلت له : لم أر أحدا دخل المسجد .

أحسن هيئة : في عيني‏ منه ، فلذلك سألتك عنه ؟

قال : فإنه علي بن الحسين[100].

وعن المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام قال :

يا سيدي :فاثنان و سبعون رجلا ، الذين قتلوا مع الحسين بن علي عليه السلام ، يظهرون معهم .

قال عليه السلام :يظهر منهم أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام ، في اثني عشر ألفا مؤمنين من شيعة علي عليه السلام.

و عليه عمامة سوداء[101] .

 


 

 

قلنسوة الإمام الحسين حين استشهاده :

روي : لما رجع الإمام الحسين عليه السلام ، يوم كربلاء من المسناة إلى فسطاطه، تقدم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه ، فأحاط به ، فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن النسر الكندي ، فشتم الحسين ، و ضربه على رأسه بالسيف .

و كان عليه قلنسوة : فقطعها حتى وصل إلى رأسه فأدماه .

فامتلأت القلنسوة : دما .

فقال له الحسين عليه السلام : لا أكلت بيمينك و لا شربت بها ، و حشرك الله مع الظالمين .

ثم ألقى القلنسوة : ودعا بخرقة فشد بها رأسه .

و استدعى : قلنسوة أخرى ، فلبسها .

و اعتم عليها : و رجع عنه شمر بن ذي الجوشن ، و من كان معه إلى مواضعهم فمكث هنيهة ثم عاد و عادوا إليه و أحاطوا به[102] ..... .

 


 

تشبه أعداء أل محمد بهم فلبس بعضهم العمامة السوداء :

عن المصقعب بن زهير، عن أبي عثمان: أن ابن زياد أقبل من البصرة ومعه .. حشمه وأهله، حتى دخلوا الكوفة .

وعليه عمامة سوداء : وهو متلثم.

والناس ينتظرون : قدوم الحسين عليهم ، فأخذ لا يمر على جماعة من الناس إلا سلموا عليه ، وقالو : مرحباً بك يا ابن رسول الله قدمت خير مقدم.

 ورأى من الناس : من تباشرهم بالحسين ما ساءه ، فأقبل حتى دخل القصر[103].

 


 

مواصفات قباء وجبة ومطرفه الإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : هنا نذكر ما يلبس فوق الثياب :

عن يونس بن أبي إسحاق قال: حدثنا العيزار بن حريث قال:

رأيت على الحسين بن علي رضي الله عنه:  مطرفا من خز .

 وقد خضب: لحيته ورأسه بالحناء والكتم[104] .

 

وعن أبي إسحاق الكوفي : عن أبي عكاشة الهمداني قال :

رأيت على الحسين : يوم قتل يلمق سندس[105] .

يا طيب : اليلمق هو القباء ، أنظر شرحه مع تخريج الحديث في الهامش ، وأنظر الحديث الآتي في جبته  .

 

عن يوسف بن إبراهيم قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام :

 و علي جبة : خز ، و طيلسان خز ، فنظر إلي ، فقلت : جعلت فداك ، علي جبة خز و طيلسان خز ، فما تقول فيه ؟

فقال عليه السلام : و ما بأس بالخز .

قلت : و سداه إبريسم ؟

قال : و ما بأس بإبريسم .

فقد أصيب : الحسين عليه السلام ، و عليه جبة خز .

ثم قال : إن عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الخوارج ، فواقفهم لبس أفضل ثيابه، وتطيب بأفضل طيبه، وركب أفضل مراكبه ، فخرج فواقفهم .

فقالوا :يا ابن عباس بينا أنت أفضل الناس، إذا أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم ، فتلا عليهم هذه الآية :

{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق} .

فالبس و تجمل : فإن الله جميل يحب الجمال ، و ليكن من حلال [106].

وعن  الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق عن قتيبة بن محمد قال :

قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنا نلبس هذا الخز و سداه إبريسم .

قال عليه السلام : و ما بأس بإبريسم إذا كان معه غيره .

قد أصيب الحسين عليه السلام :

و عليه جبة خز ، و سداه إبريسم .

قلت : إنا نلبس هذه الطيالسة البربرية ، و صوفها ميت .

قال : ليس في الصوف روح ، أ لا ترى أنه يجز و يباع و هو حي[107] .

يا طيب : وأما معاني كلمات اللباس :

المطرف : واحد المطارف و هي أردية من خز مربعة لها أعلام ، و قيل : ثوب مربع من خز له أعلام ، والعلم : على طرفيه يعلم به لارتفاعه عن المنكبين.

اليَلْمَقُ: القَباءُ ، والجمع اليلامق ، فارسي معرب ، هو بالفارسية يلمه .

  وسمي القباء :لاجتماع أطرافه فيكون طرفه فوق الآخر ، وفي الرجال الأيسر على الأيمن ، وفي النساء الأيمن على الأيسر ، وأقبوه قبوا إذا جمعته بأصابعك ، وبعضه القباء محشو له بطانه . والسُّنْدُسُ : ما رق من اللباس ورفع خيطه وظرف ، والأستبرق : ما غلظ خيطه ، ومنه الديباج : بتزيين أطراف القباء أو اللباس .

ويا طيب : الظاهر أن لباس الإمام عليه السلام كان رفيع الخيط ، ظريف الحبك ، مزين بحواشيه ، كما تزين العباءة وبعض الأقبية الآن ، وكان الإمام عليه السلام حتى في وقت الحرب يلبس لباس الهيبة وما يزيده حسنا على بهاءه ، وكان كما عرفت أشبه الناس برسول الله ، ولكن القوم  أعمى الله قلبوهم فلم تبصر عيونهم ، وإنا إليه وإنا أليه راجعون.

 


 

أحاديث في أثواب وأكسية الإمام الحسين وما روى عن أبيه :

يا طيب : إن الإمام الحسين عليه السلام يحدد لنا مقدار طول الثوب ، ويكون إلى فوق ظهر قبة القدمين أي الكعبين أو فاصل القدم وأعلاها .

وقد مر عن الإمام : عن أبيه في الدعاء للبس الثوب الجديد ، أنه أشترى ثوبا : فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين..

وقد روي :عن حفص بن غياث عن ليث قال حدثني الخياط :

الذي قطع : الحسين بن علي رضي الله عنه ، قميصا .

 قال : قلت أجعله على ظهر القدم ؟

 قال : لا .

قلت : فأجعله أسفل من الكعبين ؟

فقال : ما أسفل من الكعبين في النار[108] .

وأما ثوب الإمام : فعن شريك عن إبراهيم بن مهاجر و فراس :

عن الشعبي قال: دخلت : على الحسين بن علي رضي الله عنهما .

وعليه : ثوب خز[109].

وأما كساء الإمام :

 فهو عن أبي إسحاق : عن العيزار بن حريث قال :

رأيت على الحسين بن علي .

كساء : خز أحمر[110] .

يا طيب : سيأتي تعريف الخز ، وأما الكساء فهو يصدق على مطلق اللباس ، مثل الثوب وغيره ، ويصدق على الملحفة الخفيفة ، وإن أهل الكساء هم نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، ولا أدر هل كان الكساء الذي رووا رأوه عليه ، هل هو الكساء اليماني وقد ورثه من آله ، أو غيره .

 وأما حديث الكساء ، فقد روي بعدة طرق منها :

عن  عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال :حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد الحميد يعني ابن بهرام قال حدثني عن شهر بن حوشب قال :

سمعت : أم سلمة زوج النبي ، حين جاء نعي الحسين بن علي عليه السلام ، لعنت أهل العراق ، فقالت : قتلوه قتلهم الله عز و جل ، غروه و أذلوه لعنهم الله ، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : و قد جاءته فاطمة غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة ، تحملها في طبق لها ، فوضعتها بين يديه .

فقال له : أين ابن عمك ؟ فقالت : هو في البيت .

قال : اذهبي فادعيه و ايتيني بابنيه .

 قالت : فجاءت تقود بابنيه ، كل واحد منهما بيدها ، و علي يمشى في أثرهما .

حتى دخلوا : على رسول الله ، فأجلسهما في حجره .

و جلس علي : على يمينه ، و جلست فاطمة على يساره .

قالت أم سلمة : فاجتذب من تحتي كساء خيبري .كان بساطا لنا : على المنامة في المدينة .

فلفه رسول الله : عليهم جميعا ، فأخذ بشماله طرفي الكساء .

و ألوى بيده اليمنى : إلى ربه عز و جل ، و قال :

اللهم : هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .

قلت : يا رسول الله أ لست من أهلك ؟ قال : بلى ، فأدخلي في الكساء .

قالت: فدخلت في الكساء بعد ما قضا دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة[111].

يا طيب : حديث الكساء روي بروايات متنوعة عن أهل البيت وأم سلمة بعدة مناسبات وصيغ ، ورواه كل من كتب في المناقب أو في التأريخ والسيرة أو تفسير آية التطهير.

 


 

أثواب من الله سبحانه للحسنين في العيدين بلون شهادتهم :

قال المجلسي في البحار : و روي عن بعض الثقات الأخيار :

أن الحسن و الحسين عليهم السلام : دخلا يوم عيد إلى حجرة جدهما رسول الله صلى الله عليهم وسلم ، فقال: يا جداه ، اليوم يوم العيد و قد تزين أولاد العرب بألوان اللباس ، ولبسوا جديد الثياب، وليس لنا ثوب جديد ، وقد توجهنا لذلك إليك .

فتأمل النبي : حالهما ، و بكى ، و لم يكن عنده في البيت ثياب يليق بهما ، و لا رأى أن يمنعهما ، فيكسر خاطرهما ، فدعا ربه ،  و قال :

إلهي : اجبر قلبهما و قلب أمهما ، فنزل جبرائيل و معه حلتان بيضاوان من حلل الجنة ، فسر النبي .

و قال لهما : يا سيدي شباب أهل الجنة ، خذا أثوابا خاطها خياط القدرة على قدر طولكما ، فلما رأيا الخلع بيضا .

 قال : يا جداه كيف هذا ، و جميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب .

فأطرق النبي: ساعة ، متفكرا في أمرهما .

فقال جبرائيل : يا محمد طب نفسا ، و قر عينا ، إن صابغ صبغة الله عز و جل يقضي لهما هذا الأمر ، و يفرح قلوبهما بأي لون شاءا .

 فأمر يا محمد : بإحضار الطست و الإبريق ، فأحضرا .

فقال جبرائيل: يا رسول الله ، أنا أصب الماء على هذه الخلع ، و أنت تفركهما بيدك ، فتصبغ لهما بأي لون شاءا .

فوضع النبي: حلة الحسن في الطست ، فأخذ جبرائيل يصب الماء .

ثم أقبل النبي: على الحسن ، و قال له : يا قرة عيني ، بأي لون تريد حلتك ؟

فقال: أريدها خضراء ، ففركها النبي بيده في ذلك الماء ، فأخذت بقدرة الله لونا أخضر ، فائقا كالزبرجد الأخضر ، فأخرجها النبي و أعطاها الحسن ، فلبسها .

ثم وضع حلة الحسين : في الطست ، و أخذ جبرائيل يصب الماء .

فالتفت النبي: إلى نحو الحسين ، و كان له من العمر خمس سنين ، و قال له : يا قرة عيني ، أي لون تريد حلتك ؟

فقال الحسين: يا جد ، أريدها حمراء ، ففركها النبي بيده في ذلك الماء ، فصارت حمراء كالياقوت الأحمر ، فلبسها الحسين ، فسر النبي بذلك .

و توجه الحسن و الحسين: إلى أمهما فرحين مسرورين .

فبكى جبرائيل عليه السلام : لما شاهد تلك الحال .

فقال النبي: يا أخي جبرائيل في مثل هذا اليوم ، الذي فرح فيه ولداي تبكي و تحزن ، فبالله عليك إلا ما أخبرتني ؟

فقال جبرائيل : اعلم يا رسول الله ، أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون.

فلا بد للحسن: أن يسقوه السم ، و يخضر لون جسده من عِظم السم .

و لا بد للحسين: أن يقتلوه و يذبحوه ، و يخضب بدنه من دمه .

فبكى النبي: و زاد حزنه لذلك[112].

 

 


 

خمسة أثواب للحسين بثوب وخمسة لفداء أسير :

يا طيب : هنا نذكر خمسة أثواب يبدلها الإمام الحسين عليه السلام بثوب واحد ، وخمسة أثواب يهديها لموالي كريم وفاضل عارف ، ليفدي أبنه من أسر عدوه ، وهذه القصتين الكريمتين تعرفنا ، شأنه تجمل الإمام الحسين عليه السلام ، وعلو تزينه أمام أعدائه وما أعد من اللباس ليظهر بمظهر يناسب ولايته وإمامته ويعرفنا شأن سيادته .

فقد روى أبان عن سلمة عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام :

أن عليا عليه السلام :كسا الناس بالعراق ، فكان في الكسوة حلة جيدة .

فسأله إياها : الحسين عليه السلام ، فأبى .

فقال الحسين عليه السلام : أنا أعطيك مكانها حلتين ، فأبى فلم يزل يعطيه .

حتى بلغ خمسا : فأخذها منه ، ثم أعطاه الحلة ، و جعل الحلل في حجره .

فقال عليه السلام : لآخذن خمسة بواحدة [113].

 

وعن الأسود بن قيس العبدي قال :

قيل لمحمد بن بشير الحضرمي : قد أسر ابنك بثغر الري .

 قال : عند الله أحتسبه ونفسي ، ما كنت أحب أن يؤسر ، ولا أن أبقى بعده .

 فسمع : قوله الحسين ، فقال له :

رحمك الله : أنت في حل من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك .

قال : أكلتني السباع حيا إن فارقتك .

قال: أعطي ابنك هذه الأثواب البرود ، يستعين بها في فداء أخيه .

فأعطه : خمسة أثواب ، قيمتها ألف دينار[114].

 


 

 

الحاكم الثاني يكسوا الناس وينسى الحسنين ثم يكسوهم :

يا طيب : إن الباب الوحيدة التي بقيت مفتوحة وفيها ذكور ورجال يخرجون ويدخلون فيها إلى المسجد ، هي باب بيت الإمام علي وولديه الحسن والحسين عليهم السلام ، وكسوة إنسان أصحاب النبي في مسجده وينسى ولده أو لم يكسوهم متعمدا لقالي وليس بالمحب الحقيقي لهم ، وإن كساهم بعد أن خرجوا بثياب عادية وعرف أنه يكون شين عليه وقلة معرفة للجميل لمن كان بسببه في هذا لمنصب العظيم حيث يحكم بلاد الواسعة من المسلمين بعد أن كان دلالا في سوق يبيع ويشتري ، وينسى ولد سيده فلا يكسيهم ويكسي الناس كلها ، وعلى كل حال برروا له فعله ، فأنظر القصة :

عن سليمان بن بلال : قلا حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال :

قدم : على عمر ، حلل من اليمن ، فكسا الناس ، فراحوا في الحلل ، وهو بين القبر والمنبر جالس ، والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون .

فخرج الحسن والحسين : ابنا علي ، من بيت أمهما فاطمة بنت رسول الله ، يتخطيان .

 وكان بيت فاطمة : في جوف المسجد ، ليس عليهما من تلك الحلل شيء .

وعمر قاطب : صار بين عينيه ، ثم قال والله ما هنأني ما كسوتكم .

قالوا : لم يا أمير المؤمنين ،  كسوت رعيتك ، وأحسنت ؟

 قال : من أجل الغلامين يتخطيان الناس ، ليس عليهما منهما شيء درب عنهما ، ومعرا عنهما .

ثم كتب إلى صاحب اليمن : أن ابعث إلي بحلتين لحسن وحسين وعجل ، فبعث إليه بحلتين ، فكساهما .

وفي رواية أخرى عنه عن خالد بن خراش نا حماد بن زيد عن معمر عن الزهري :

 أن عمر : كسا أبناء أصحاب النبي ، فلم يكن فيها ما يصلح للحسن والحسين ، فبعث إلى اليمن ، فأتي لهما بكسوة ، فقال : الآن طابت نفسي [115].

وهذا التقطيب والتبرير : بعد ما كسى الناس ، وجعلهم آخرهم .

 


 

وصف لثوب الإمام ولأثواب أهل زمانه في سنة ستين للهجرة :

حدث وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال سمعت محمد بن الزبير الحنظلي ، قال حدثني زريق مولى معاوية قال : لما مات معاوية .

 بعثني : يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان والي المدينة ، فكتب إليه بموت معاوية ، وكتب أن يدعو هؤلاء الرهط يبايعون .

قال: فقدمت عليه ليلاً ، فقلت للحاجب : استأذن لي عليه .

فقال: إنه قد دخل،  قلت: إني قد جئت في أمر لا بد من الدخول عليه .

قال : فأذن لي فدخلت عليه ، فدفعت إليه الكتاب .

فلما قرأه : جزع من موت معاوية جزعاً شديداً ، وجعل يقوم على سريره على فرشه ، ثم يرمي نفسه ، ثم يقوم فيرمي نفسه .

ثم دعا مروان :فجاء ، وعليه : قميص أبيض ، وملاءة موردة .

 فنعى : معاوية، ثم أخبره في الذي كتب في أمر القوم، ثم قال ما ترى؟

 قال: أرى تبعث إليهم الساعة ، فتعرض عليهم البيعة ، فإن بايعوك وإلا فاضرب أعناقهم ، قال الوليد : سبحان الله، أقتل الحسين وابن الزبير ، قال : هو ما أقول لك ، قال : فبعث إليهم .

فجاء الحسين عليه السلام :

عليه قميص : أبيض ، متورد .

 مصبوغ بزعفران ، فسلم ثم جلس .

 

 قال : ثم جاء ابن الزبير ، بين ثوبين غليظين ، مشمراً إلى نصف ساقه ، فسلم ثم جلس .

 ثم جاء عبد الله بن مطيع : فجاء رجل أحمر العينين ثائر الشعر ، أو قال الرأس ، فسلم ثم جلس[116].

يا طيب : سيأتي في الجزء الآتي تفاصيل حوادث الإرسال للإمام وجواب الإمام لهم ، وكل ما يتعلق برفضه للبيعة لطاغية زمانه حتى شهادته وما بعدها في أجزاء بعده ، وكما سيأتي تفاصيل أحوال الإمام الحسين عليه السلام وقصصه مع معاوية وولاته مثل مروان وأبن العاص والوليد وغيرهم في الجزء الآتي .

 


 

جوراب الإمام الحسين ومعنى الخز :

عن إسماعيل بن عمرو البجلي عن مستقيم بن عبد الملك قال :

رأيت : على الحسن و الحسين رضي الله عنهما .

جوارب : خز ، منصوب [117].

 


 

ركوب الإمام الحسين عليه السلام على الدواب واسم ناقته :

يا طيب : ستأتي في حج الإمام عليه السلام أنه حج خمسة وعشرون حجة ماشيا لاستحباب الحج ماشيا ، والنجائب من الإبل وغيرها تقاد بين يديه وخلفه ، وهنا نذكر حديث عن سفره ماشيا وأدب الركوب لمن دعي ليركب .

 

عن عبد الله الأيلي، أنه سمع محمد بن علي بن حسين عليهم السلام، يقول:

خرج الحسين عليه السلام : وهو يريد أرضه التي بظاهر الحرة ، ونحن نمشي ، إذ أدركنا النعمان بن بشير على بغلة ، فنزل .

 فقربها : إلى الحسين ، فقال : اركب يا عبد الله ، فكره ذلك ، فلم يزل ذلك من أقسام النعمان عليه ، حتى أطاع له الحسين بالركوب .

قال عليه السلام : أما إذ أقسمت ، فقد كلفتني ما أكره .

 فاركب : على صدر دابتك ، فسأردفك.

 فإني سمعت : فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تقول :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم : الرجل أحق بصدر دابته ، وصدر فراشه ، والصلاة في منزله ، إلا إماما يجمع الناس عليه .

فقال النعمان : صدقت بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سمعت أبي بشيرا يقول : كما قالت فاطمة عليه السلام[118].

 

وعن إسماعيل بن عمرو البجلي عن مستقيم بن عبد الملك قال :

رأيت على الحسن و الحسين رضي الله عنهما ..

ورأيتهما يركبان البراذين التجارية[119].

وقال أبو لاحق: زرةٌ:

فرس: عباس بن مرداس .

وهي أيضاً ناقَةُ :الحسين بن علي - صلوات الله عليه - التي كان يحَجُّ عليها[120].

 

قال في الأغاني : رواية أخرى في لقاء الفرزذق مع الحسين:

 أخبرني هاشم الخزاعي عن دماذ، عن أبي عبيدة، عن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه:

 قال: لقيت الحسين بن علي - صلوات الله عليهما - وأصحابه بالصفاح.

وقد ركبوا الإبل : وجنبوا الخيل، متقلدين السيوف، متنكبين القسي .

 عليهم يلامق: من الديباج .

 فسلمت عليه وقلت: أين تريد؟

قال: العراق، فكيف تركت الناس؟

قال: تركت الناس قلوبهم معك، وسيوفهم عليك، والدنيا مطلوبة، وهي في أيدي بني أمية، والأمر إلى الله عز وجل، والقضاء ينزل من السماء بما شاء[121].

 

يأتي في الجزء الثامن من صحيفة الإمام الحسين : عمل فرسه الإمام عليه السلام ، وكيف مرغ وجهه بدم الإمام وذهب إلى الخيام .

 


 

 

الإشراق السادس :

أثاث بيت الإمام وقصص  له مع زوجاته :

يا طيب : إن شاء الله يأتي بحث في معرفة أولاد الإمام الحسين عليه السلام ، والكلام عن عدد زوجاته في الأجزاء الآتي ، وهنا نذكر بعض القصص في أثاث بيته وبعض قصصه في زواجه ومعهن ، وبها نختم هذا الذكر الذي عرفنا أوصافه الذاتية والصفات الخارجية له عليه السلام ، وبكل فعل له وعلم تراه يعرفنا إمامته وسيادته وسؤدده،  وشأنه الكريم في كل أموره وأحواله وبصفات عاليه المنحى عريقة الأصول في هدى الدين ، وأفعال كريمة تعرفنا فضائله ومناقبه ، ويأتي باقي الكلام في الذكر الأتي والمجالس الآتية ، فنتعرف على علمه وحكمه وشعره ، ثم في الأجزاء الآتية قصصه مع آله وحكام زمانه بالإضافة لما عرفت في الجزء السابق .

 

 


 

أثاث بيت الإمام عند أزواجه وأمور تخص الإمام :

يا طيب : عن بعض أصحاب أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال :

دخلت : يعني على أبي جعفر عليه السلام في منزله ، فوجدته في بيت منجد قد نضد بوسائد ، و أنماط و مرافق و أفرشة .

ثم دخلت : عليه بعد ذلك ، فوجدته في بيت مفروش بحصير .

فقلت : ما هذا البيت جعلت فداك ؟

قال : هذا بيتي ، و الذي رأيت قبله بيت المرأة .

 

و سأحدثك بحديث حدثني أبي عليه السلام قال :

دخل قوم على الحسين بن علي عليه السلام :

فرأوا في منزله : بساطا ، و نمارق ، و غير ذلك من الفروش .

فقالوا : يا ابن رسول الله نرى في منزلك أشياء لم تكن في منزل رسول الله .

قال عليه السلام : إنا نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن .

 فيشترين بها : ما شئن ، ليس لنا فيه شي‏ء[122].

 

و عن الإمام الحسين بن علي عليه السلام :

 أنه متع المرأة طلقها بعشرين ألف درهم و زقاق من عسل .

فقالت له المرأة :

 متاع قليل : من حبيب مفارق [123].

 

 


 

قصة زواج الإمام من شهربانويه أم الإمام زين العابدين :

عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال:

لما أقدمت : بنت يزدجرد ، على عمر .

أشرف له : عذارى المدينة ، و أشرق المسجد بضوئها لما دخلته .

فلما نظر : إليها عمر ، غطت وجهها .

و قالت : أف بيروج بادا هرمز .

فقال عمر : أ تشتمني هذه ، و هم بها .

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ليس ذلك لك .

خيرها : رجلا من المسلمين ، و احسبها بفيئه .

فخيرها : فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين عليه السلام .

 فقال لها أمير المؤمنين : ما اسمك .

 فقالت : جهان شاه .

فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام : بل شهربانويه .

ثم قال للحسين : يا أبا عبد الله ، لتلدن لك منها خير أهل الأرض .

 فولدت : علي بن الحسين عليه السلام .

و كان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام :

ابن الخيرتين : فخيرة الله من العرب هاشم ، و من العجم فارس [124].

 


 

 

قصة زواج الإمام من الرباب أم سكينة وعبد الله  :

عن عمر بن شبه قال: حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا عمرو بن ثابت قال :

سمعت سكينة بنت الحسين تقول : عوتب أبي الحسين بن علي في أميّ .

 فقال أبي الحسين عليه السلام :

لعمرك   إنني  لأحب    دارا         تضيء فها  سكينة و الرباب

أحبهم  و أبذل  جلّ   مالي         و ليس  للائم   فيها   عتاب

و لست  لهم و  إن   غضبوا         مطيعا  حياتي أو يغيبني التراب

 

وقال قد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب :

 أنها كانت : مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف .

 وأنه: رجعت إلى المدينة مصابة مع من رجع .

فخطبه : الأشراف من قريش .

فقالت : والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 فعاشت : بعده سنة لم يظلها سقف بيت ، حتى بليت وماتت كمدا .

وقال في البداية والنهاية :

وقد أسلم أبوها : على يدي عمر بن الخطاب .

وأمره : عمر على قومه ، فلما خرج من عنده .

خطب إليه على بن أبى طالب : أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته .

فزوج الحسن :ابنته سلمى .

والحسين: ابنته الرباب .

وزوج عليا :ابنته الثالثة وهى المحياة بنت امرئ القيس في ساعة واحدة .

فأحب الحسين : زوجته الرباب حبا شديدا ، وكان بها معجبا ، يقول فيها الشعر.

ولما قتل بكربلاء : كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا ، وذكر أنها أقامت على قبره سنة ، ثم انصرفت وهي تقول [125] :

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما

ومن يبك حولا كاملا  فقد اعتذر

وأضاف في تاج العروس[126] :

قال : الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم الكلبي ، أم سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وفيها يقول سيدنا الحسين رضي الله عنه ، فذكر الشعر أعلاه وأضاف :

أحب لحبها زيدا جميعا ... ونتلة كلها وبني الربابِ

وأخوالا لها من آل لأم ... أحبهم وطر بني جناب

 

 


 


[69] دعائم ‏الإسلام ج2ص107ب2ح 347، مستدرك ‏الوسائل ج16ص235ب15ح19707-4.

[70] صحيفة الإمام الرضا ص80ح 176.مستدرك ‏الوسائل ج15ص466ب24ح18872-2.

[71] الكافي ج6ص345ح6 .

[72] مكارم‏ الأخلاق ص 169 . بحار الأنوار ج63ص287ب1ح12 .

[73] بحار الأنوار ج63ص309ب6ح5 .مكارم‏ الأخلاق ص144ف3 .

[74] المحاسن ج2ص405ب11ح 111 .

[75]الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج1ص118 . وسائل ‏الشيعة ج25ص244ب8 ح31807.

[76] مكارم ‏الأخلاق ص180. بحار الأنوار ج63ص240ب15ح5 .

[77]مكارم‏الأخلاق ص177 والدباء القرع .بحار الأنوار ج63ص228ب9ح16 .

[78] بحار الأنوار ج63ص226ب9.

[79] عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام ج2ص39ب31ح 114. بحار الأنوار ج63ص99ب19ح11.

[80] صحيفة الرضا عليه السلام ص 89ح9 ، مكارم‏ الأخلاق ص153ف5 .

[81]الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج1ص118 . وسائل ‏الشيعة ج25ص244ب8 ح31807. شرح معاني الآثار ج4ص275ح6866 وفيه فحلب ثم شرب وهو قائم , ثم قال:  يا بشر , إني إنما فعلت ذلك , لتعلم أنا نشرب , ونحن قيام ، المحاسن ج2ص580ب10ح51. عن شريك العامري.

[82] المحاسن ج2ص580ب10ح52 .وسائل ‏الشيعة ج25ص244ب8 ح31808.

[83] المعجم الكبير ج3ص133ح2904.

[84] وسائل ‏الشيعة ج25ص244ب8 ح31806.

[85] دعائم ‏الإسلام ج2ص130ف2ح455، التجرع شرب في عجلة وجرعت الماء جرعا من باب نفع ومن باب تعب لغة، وهو الابتلاع. و الجرعة: مل‏ء الفم يبتلعه ، والرواية عامية ولنا روايات مشابه.

[86] وسائل ‏الشيعة ج25ص251ب10ح31833 . عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء ، فيوجب الله له بها الجنة .

ثم قال : إنه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه و يسمي ، ثم يشرب فينحيه و هو يشتهيه فيحمد الله ، ثم يعود يشرب : ثم ينحيه فيحمد الله ، ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله .فيوجب له : عز و جل بها الجنة . وسائل ‏الشيعة ج25ص251ب10ح31832.

[87] وسائل ‏الشيعة ج25ص273ب27ح31892 . وعن ابن القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قيل لرسول الله: يا رسول الله أي الشراب أحب إليك ؟ قال : الحلو ، البارد.

وعن أبي الحسين الأحمسي عن أبي عبد الله عن آبائه قال : قال رسول الله : المؤمن: عذب يحب العذوبة و المؤمن‏ حلو يحب الحلاوة. وسائل ‏الشيعة ج25ص275ب31ح31897 ،31898.

 وعن أبي حمزة عن أبي جعفرفي حديث قال : و من سقى مؤمنا من ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم . وسائل ‏الشيعة ج25ص253ب11ح31840

[88] المعجم الكبير ج3ص134ح 2906 .

[89] الكافي ج6ص 445ح4 . بحار الأنوار ج41ص108ب107ح14 .

[90] كشف‏ الغمة ج1 ص399.

[91] بحار الأنوار ج43ص294ب12ح54 .

[92] المعجم الكبير ج3ص99ح2796 .

[93] مصنف ابن أبي شيبة ج6ص46ح21.

[94]السيرة النبوية لابن كثير ج3ص555. وسائل‏الشيعة  ج5ص57ب30ح5896 عن أبي عبد الله .

[95] تاريخ دمشق ج4ص190.

[96] مختصر تاريخ دمشق ج8ص87 .

[97] شرح‏ نهج ‏البلاغة ج1ص309 .بحار الأنوار ج32ص62ب1 .

[98] العمدة ج1ص311ح509.

[99] تاريخ دمشق ج63ص255 . مختصر تاريخ دمشق ج8ص87 .

[100] الكافي ج6ص63ح4 . مكارم‏ الأخلاق ص119 .

[101] بحار الأنوار ج53ص7ب28.ما يكون عند ظهوره. مختصر بصائر الدرجات ج1ص190.

[102] الإرشاد ج2ص108 ، إعلام ‏الورى ص248ف4 .

[103] مقاتل الطالبيين ج1ص26 . الإرشاد ج2ص43 .

[104] شرح مشكل الآثار ج9ص315 ح316 .  و المطرف: واحد المطارف و هي أردية من خز مربعة لها أعلام ، أي من الثياب ما جعل في طرفيه علما ، وهو  ثوب كانت الرجال و النساء يلبسونه .

[105] المعجم الكبير ج3ص101ح2799 .

[106] الكافي ج6ص442ح7 . تفسير العياشي ج2ص15ح32.

[107] وسائل ‏الشيعة ج3ص514ب68ح4331 .مكارم ‏الأخلاق ص107 .

[108] المعجم الكبير ج3ص99ح2793 .

[109] المعجم الكبير ج3ص100ح2797 .

[110] المعجم الكبير ج3ص99ح2795 . مصنف ابن أبي شيبة ج6ص3ح20.

[111] العمدة ص35 ف8ح17 .المعجم الكبير ج3ص53ح 2666.  تاريخ دمشق ج14ص141 . مختصر تاريخ دمشق ج2ص433 .الدر المنثور ج8ص158، وروي في الصحاح أيضا بصيغ أخر.

[112] بحارالأنوار ج44ص245ب30ح45 .

[113] من ‏لا يحضره‏ الفقيه ج3ص280ح4011.

[114] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص18 . تاريخ دمشق ج14ص182 .

[115]  تاريخ اليعقوبي ج2ص153 تاريخ دمشق ج14ص177. مقتل الخوازمي ج1ص143ح18 .

[116]الأمالي الشجرية ج1ص141 .

[117]  المعجم الكبير ج3ص99ح 2794 .

يا طيب : مر اسم الخز في ثياب الإمام الحسين عليه السلام سابقا وهنا وأما :

الخز :فهو ما قال في مجمع البحرين ج2ص118 ، الخزّ : هو بتشديد الزاي : دابة من دواب الماء تمشي على أربع تشبه الثعلب ، وترعى من البر وتنزل البحر ، لها وبر يعمل منه الثياب ، تعيش بالماء ولا تعيش خارجه ، وليس على حد الحيتان وذكاتها إخراجها من الماء حية . قيل : وقد كانت فبأول الإسلام إلى وسطه كثيرة جدا . وعن ابن فرشته في شرح مجمع : الخز :صوف غنم البحر ، وفي الحديث : إنما هي كلاب الماء . والخز أيضا : ثياب تنسج من الابريسم ، وقد ورد النهي عن الركوب عليه والجلوس عليه . قال في النهاية : الخز المعروف أولا ثياب تنسج من صوف وإبريسم، وهي مباحة وقد لبسها الصحابة والتابعون .

ويا طيب : جاءت روايات كثيرة في تعريف الخز وجواز لبسه منها :  عن سعد بن سعد قال : سألت الرضا عليه السلام عن جلود الخز ؟ فقال : هو ذا نلبس الخز ، فقلت : جعلت فداك ذاك الوبر ؟ فقال : إذا حل وبره ، حل جلده .

وعن جعفر بن عيسى قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام ، أسأله عن الدواب التي يعمل الخز من وبرها أ سباع هي ؟ فكتب عليه السلام :

 لبس الخز : الحسين بن علي ، و من بعده جدي عليهم السلام .

وعن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال:

 قتل الحسين بن علي عليه السلام : و عليه جبة خز دكناء ، فوجدوا فيها ثلاثة و ستين من بين ضربة بالسيف ، و طعنة بالرمح ، أو رمية بالسهم .

 و أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : كان علي بن الحسين عليه السلام ، يلبس الجبة الخز بخمسين دينارا ، و المطرف الخز بخمسين دينارا .. الكافي ج6ص451باب لبس الخز .

[118] المعجم الكبير للطبراني ج16ص269ح18458 .

[119] المعجم الكبير ج3ص99ح 2794 . البرذون بكسر الباء الموحدة وفتح الذال المعجمة : التركي من الخيل والجمع البراذين ، وخلافها العراب المعدة للسباق والحرب ، والبرذون يركبه التجار ومعدة للحمولة ، وهي ليست معدة للسباق ، ويركبها الداهقين و رؤساء القرى والتجار .

[120] التعليقات و النوادر ج1ص74 ح673 .

[121] الأغاني ج5ص450 .

[122] دعائم‏ الإسلام ج2ص159ف1ح 569 . مكارم ‏الأخلاق ص131ف10 . الكافي ج6ص476ح1 .

[123] دعائم ‏الإسلام ج2ص293ف9ح 1104.

[124] الكافي ج1ص466ح1 .

[125] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص18 . البداية والنهاية ج8ص209 .

[126] تاج العروس نشر الوراق ج1ص510 .

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com