المجلس الثاني نور تجلي سيادة الإمام الحسين في عبادته ودعائه ومعجزاته / سفينة النجاة / الجزء الخامس صحيفة نور الإمام الحسين

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين وصلى الله على نبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين
موسـوعة صحف الطيبين في      أصول الدين وسيرة المعصومين

صحيفة
نور الإمام الحسين عليه السلام الجزء الخامس

المجلس الثاني

تجلي سيادة الإمام في عبادته ودعائه ومعجزاته

الذكر الأول

أحاديث وقصص عن عبادة الإمام الحسين عليه السلام

الإشراق الرابع :

حج الإمام الحسين عليه السلام وثوابه وحوادث وأحاديث عنه :

يا طيب : للحج والعمرة أحكام كثيرة تبدأ من الاستطاعة المالية والبدنية والتهيؤ له وآداب السفر حتى النية والإحرام ومحرمات المحرم وآداب دخول البيت وأعمال الحجة والعمرة من عرفات والمشعر ومنى والطواف والسعي والصلاة وغيرها ، ومحل بحثها كتب الفقه والرسائل العملية لمراجع التقليد ، وهنا نذكر بعض الآيات التي تدعونا لحج بيت الله وبعض فضله وثوابه ، ثم نذكر أحاديث عملية تخص حج الإمام الحسين عليه السلام ، وأحداث وقعت له في الحج أو في بيت الله الحرام ، ونجعله في أشعة نور .

الإشعاع الأول

آيات وأحاديث وجوب الحج وفضله وثوابه وأهميته :

قال الله سبحانه وتعالى :

{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)

 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِن

 وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيل

وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنْ العالمينَ (97) } آل عمران .

وقال سبحانه : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ

فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ

 وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) } البقرة .

وقال عز وجل : { وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ

قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)

وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصلى

وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ

أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) } البقرة .

يا طيب : في الآيات أعلاه بيان كريم لكثير من أحكام الحج مثل الاستطاعة وعدم الخوض في الباطل وأنه في أشهر معلومة ، وأنه يجب أن يكون وفق سنة نبي الله إبراهيم وإسماعيل لأنهم أئمة الدين في زمنهم ويجب بعدهم إطاعة أئمة الدين من ذريتهم ، وإن لا يكون الإمام ظالم ولول لحظة في عمره ، فلم تصح إمامته ، فمثلا من سجد لصنم هو ظالم ، لأن الشرك ظلم عظيم ، ولذا الله سبحانه أخرجه ، بعد أن طلب إبراهيم من الله أن يجعل لمن آمن كل عمره أو تاب آخر عمره أن يجعله إماما ، فالله أخرج الظالم وأبقى الطاهر طول عمره ولم يسجد لصنم أبدا ، ولا ينال عهد الله ظالم لأن أمر الإمامة عظيم ، فضلا عمن كان ظالم طول عمره أو في آخره .

ولا طاهر بتطهير الله : وطاهر ككتاب الله حيث لا يمسه إلا المطهرون ، ومثل بيت الله الذي يجب أن يطهر من كل رجس ونجس وما يخالف عبودية الله من أعمال العبادة ، إلا نبينا محمد وآله حيث طهرهم الله سبحانه وقال  :

{ إِنَّمَا يُرِيدُ الله

لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير (33) } الأحزاب.

وأنه لابد للناس : من إمام وسيد حق طاهر ، أو إمام باطل مخالف للإمام الحق فلا طهارة له ، والإنسان يدعى بإمامه يوم القيامة ، لأنه قال الله تعالى :

{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ

فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)

وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيل (72) } الإسراء.

ولكي نعرف : الحج الخالص العبودية لله سبحانه ، والطاهر من كل فكر رجس من غير ما شرع الله ، لابد أن نتعلم حدوده ومعارفه من أئمة طهرهم الله وخصهم بكتابه المطهر وجعلهم راسخون بعلمه ، ولذا ما ننقل من كل تعاليم الله في الفقه والعقائد ومعرفة عظمة الله هو من الطيبين الطاهرين ، وبعد أن عرفنا الحج الطاهر بآيات الله وبيانها ، فلنتعرف على أحاديث الطيبين الطاهرين نبينا محمد وآله صلى الله عليهم وسلم.

جاء عن أبناء : الإمام الحسين ، عن الحسين بن علي عن أبيه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تعالى يقول :

من أنسأت له في أجله : و وسعت عليه في رزقه ، و صححت له جسمه .

و لم يزرني : في كل خمسة أعوام ، فهو محروم .

سافروا تصحوا : و صوموا تؤجروا ، و اغزوا تقتنوا .

و حجوا :لن تفتقروا ، و ليسرع أحدكم إذا سافر الإياب إلى أهله .

من الذنوب : ذنوب لا تغفر إلا بعرفات .

من علامة قبول الحج : إذا رجع الرجل عما كان عليه من المعاصي .

هذا علامة : قبول الحج ، و إن رجع من الحج ، ثم انهمك فيما كان من زناء أو خيانة أو معصية ، فقد رد عليه حجه.

الحج: ثوابه الجنة ، والعمرة : كفارة كل ذنب .

تابعوا : بين الحج و العمرة ، فإنهما ينفيان الخطايا ، و يجلبان العبد على الرزق .

من لبى سبعين مرة في إحرامه : أشهد الله له سبعين ألف ملك ، له براءة من النار ، و براءة من النفاق[39].

وعن الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام قال : إن الحاج إذا أخذ في جهازه ، لم يخط خطوة في شي‏ء من جهازه ، إلا كتب الله عز و جل له عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات ، و رفع له عشر درجات ، حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ .

فإذا استقبلت به راحلته : لم تضع خفا و لم ترفعه ، إلا كتب الله عز و جل له مثل ذلك حتى يقضي نسكه‏ .  فإذا قضى نسكه : غفر الله له ذنوبه ، و كان ذا الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول أربعة أشهر ، تكتب له الحسنات و لا تكتب عليه السيئات ، إلا أن يأتي بموجبة ، فإذا مضت الأربعة الأشهر خلط بالناس [40].

 


 

الإشعاع الثاني :

حج الحسن والحسين خمسة وعشرون حجة لبيت الله ماشيان

في الإرشاد والمناقب روى إبراهيم الرافعي ، عن أبيه ، عن جده قال :

رأيت الحسن والحسين عليهما السلام :

يمشيان إلى الحج : فلم يمرا برجل راكب ، إلا نزل يمشي .

فثقل ذلك : على بعضهم ، فقالوا لسعد بن أبي وقاص : قد ثقل علينا المشي ، ولا نستحسن أن نركب وهذان السيدان يمشيان .

فقال سعد للحسن : يا أبا محمد إن  المشي قد ثقل على جماعة ممن معك ، والناس إذا رأوكما تمشيان ، لم تطب أنفسهم أن يركبوا ، فلو ركبتما .

فقال الحسن عليه السلام : لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ، ولكنا نتنكب عن الطريق ، فأخذا جانبا من الناس [41].

يا طيب : هذا التقدير والاحترام لسادة الوجود وأئمة الهدى من المسلمين في عصرهم يستحق التقدير ، ولكن من رضي بخلافهم وحاربهم فهو مقصر وإن أظهر احترامهما آنا ما .

 

وأما حج الإمام الحسين عليه السلام :

عن الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب قال :

حج الحسين بن علي.

خمسا وعشرين حجة ماشيا    [42] .

وعن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال :

حج الحسين بن علي

خمسا وعشرين حجة ماشيا .

ونجائبه تقاد معه[43] .

يا طيب : الحديث الأول ذكر عدد مرات حج الإمام الحسين عليه السلام ماشيا وهو خمسة عشرون حجة ، والثاني ذكر معها أن معه نجائب من الأبل والخيل وغيرها مما يحتاجه الحاج من الحمولة والمئونة والزاد ، وعرفت أنهم في بعض الأحيان يتنكبون الطريق لكي لا ينزل الحاج ، فيكون الطريق أصعب في مسيره ، ويرجون بكل خطاهم ثواب الله سبحانه ، وإن الإمام عليه السلام كان له حشم وخدم ومن يسير معه يقتدي به ويصحبه من أهل بيته وعبيده وأصحابه ، فكان من يحب المشي لبيت الله المطهر يسير مع المطهر الصادق فيقتدي به ، وأما الأحاديث التي لم تذكر عدد مرات الحج ،  فهي مرة تذكر أن النجائب تقاد من جنبة ومن وراءه كما عرفت وهي معه ، الأحاديث :

عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال :

حج الحسين بن علي عشر حجج ماشياً.

ونُجُبه تقاد إلى جنبه[44].

وعن ابن المنكدر عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال ابن عباس :

ما ندمت على شي‏ء : ندمى على أن لم أحج ماشيا .

لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

 من حج بيت الله ماشيا : كتب الله له سبعة ألف حسنة من حسنات الحرم .

قيل : يا رسول الله و ما حسنات الحرم ؟

قال : حسنة ألف ألف حسنة .

و قال : فضل المشاة في الحج ، كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم .

و كان الحسين بن علي  عليه السلام :

يمشي إلى الحج ، و دابته تقاد وراءه[45] .

و عن الإمام الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام : إنه علم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه و دنياه .... منها :

ما عبد الله بشي‏ء :

أشد : من المشي إلى بيته‏ ، ولا أفضل [46].

رزقنا الله وإياكم الحج والعمرة : وعلى هدى الإمام الحسين عليه السلام ، آمين .

ويا طيب : الحج ما شيا فيه ثواب كثير سواء لبيت الله أو لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وسيأتي في جزء أدعية الإمام الحسين عليه السلام وزيارته ، كثرة ثواب المشي لزيارته وفضله ، وبيان لكثرة من يزوره ماشيا في أيامنا ، وبالخصوص بمناسبة يوم الأربعين من شهادته في كل سنة .

ولكن يا طيب : أعلم إن تفضيل المشي على الركوب له شروط لابد من أن يتحقق بها ممن يحب الزيارة لبيت الله أو لزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، منها أن يصل بالوقت المناسب ، وأن لا يشق عليه ولا على غيره ممن يصحبه بحيث يضعفه عن الدعاء والزيارة ، وبالخصوص من أهل بيته الذين لا يمكنهم أن يزورا بدونه فيشق عليهم ، وحينه من يقدر بالوصول بالوقت المناسب من غير ضعف ولا مشقة فله ثواب جزيل جدا ، ولذا الآن أغلب المشاة يصحبون سيارة فيها ما يحتاجون وزادهم وتحمل الضعيف كما كان يفعل الإمام الحسين عليه السلام ، حين كان يسير والنجائب تقاد معه وورائه .

 


 

الإشعاع الثالث :

قصتان للإمام الحسين في طريق الحج :

يا طيب : هاتان قصتان للإمام الحسين عليه السلام ، تعرفان ما كان يعانيه الحاج في السفر لبيت الله من صعوبة الطريق ، وبالخصوص مثل الإمام الحسين عليه السلام الذي أخذ على نفسه أن يسير لبيت الله ماشيا ، طالبا لثواب الله وفضله :

 


القصة الأولى : مرض الإمام الحسين في طريق الحج ورجوعه :

عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن الحسين ابن علي صلوات الله عليه : خرج معتمرا فمرض في الطريق .

فبلغ عليا عليه السلام ذلك :وهو في المدينة ، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا ،  وهو مريض بها .

 فقال : يا بني ما  تشتكي ؟

فقال : أشتكي رأسي ، فدعا علي عليه السلام ببدنة فنحرها ، وحلق رأسه ، ورده إلى المدينة ، فلما برأ من وجعه اعتمر[47].

وعن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال :

بينما علي عليه السلام : في طريق مكة ، إذ أبصر ناقة معقولة معفرة .

فقال عليه السلام : ناقة أبي عبد الله و رب الكعبة ، فعدل فإذا الحسين بن علي عليه السلام ، محرم محموم عليه دثار .

فأمر به علي عليه السلام : فحجم ، و عصب رأسه ، و ساق عنه بدنة[48].

يا طيب : وفي روايات العامة كلاما أخر ، لم يفرقوا فيه أنه كان في عمرة ولم يكن في حج ، كما تذكرة عدة روايات عندنا ، فخلطوا في الحكم ، وتمام القصة في الكافي وغيره كما عرفت ، وأنظر الهامش أدناه [49].


القصة الثانية : وفاة ابن للإمام الحسين في طريق الحج :

عن الإمام جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام : في الرجل يموت و هو محرم ، قال : يغسل و يكفن و لا يغطي رأسه و لا تقربوه طيبا ، وحكمة مأخوذ ما عن الإمام الباقر فقال :

 قد مات : ابن للحسين بن علي عليه السلام ، و عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، و عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما معه .

فأجمعوا : على أن لا يغطي رأسه ، و لا تقربوا طيبا [50].

يا طيب : من القصتان نتعلم أحاكم للحاج والمعتمر في حصره من مرض أو غيره وبين مصدود بعدوا فلم يمكنه الحجة وما يعمل وكيف يحل ، وإن مات المحرم ما يعمل له وأنه لا يقرب الطيب ، ولله الحكمة البالغة في تعريف دينه بالسادة المطهرين الصادقين .

 


 

 

الإشعاع الرابع :

قصص للإمام الحسين في مكة المكرمة وبيت الله وفضل دعاء الحاج :

يا طيب : عرفت أهمية الحجة وفضله ، وكثرة مسير الإمام الحسين ماشيا في سبيل طلب رضا الله سبحانه وثوابه ، والآن نتكلم عن بعض قصص الإمام الحسين عليه السلام في مكة المكرمة وفي داخل بيت الله الحرام ، ودعاءه وتعريف فضل دعاء الحاج .


فضل الدعاء في الحج وبيت الله وعرفه :

عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى :

أن الحسين بن علي : لقي قوما حجاجا .

فقالوا : إنا نريد مكة .

فقال : إنكم من وفد الله ، فإذا قدمتم مكة .

فاجمعوا حاجاتكم ، فسلوها الله[51]    .


الإمام الحسين يتوسل بالله ويدعوه وهو يطوف بالبيت:

ويا طيب وروي أنه :

رؤى الحسين بن علي عليهما السلام : يطوف بالبيت .

 ثم صار إلى المقام : فصلى.

 ثم وضع خده : على المقام .

فجعل : يبكي .

ويقول عليه السلام :

 عبيدك ببابك ، سائلك ببابك ، مسكينك ببابك .

 يردد ذلك : مراراً ؛ ثم انصرف [52] .

ويا طيب : سيأتي في الذكر الآتي في أدعية الإمام الحسين عليه السلام ، وبيان حاله في يوم عرفة وبكائه وتوسله بالله سبحانه ، وإن دعاء كريم سنذكره بتمامه مع بعض الشرح في صحيفة الدعاء والزيارة للإمام الحسين عليه السلام ، فتابع يا موالي بارك الله فيك ونسألكم الدعاء والزيارة في كل مشهد مقدس .


الإمام الحسين وأبنه يصليان داخل بيت الله :

قال مسدد ، حدثنا يحيى ، عن جعفر بن محمد ، حدثني أبي .

سئل علي بن الحسن عن الصلاة في الكعبة ، فقال :

صليت مع أبي الحسين بن علي :

في الكعبة  [53].

يا طيب : الظاهر أنها صلاة مستحبة ، وهي ركعتان كتحية لبيت الله فهي مستحبة لمن دخلها ، وإلا الصلاة المكتوبة غير مستحب أن تصلى داخل الكعبة أو عليها إلا لضرورة ، أنظر الوسائل وكتب الفقه باب الصلاة في داخل الكعبة .


الإمام الحسين يأمن الناس ويطمئنهم من سيل يدخل الكعبة :

عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال :

 قلت لأبي جعفر الإمام الباقر عليه السلام : قد أدركت الحسين عليه السلام ؟

قال عليه السلام : نعم أذكر و أنا معه في المسجد الحرام ، و قد دخل فيه السيل ، و الناس يقومون على المقام.

 يخرج الخارج يقول : قد ذهب به السيل .

 و يخرج منه الخارج فيقول : هو مكانه .

قال فقال لي : يا فلان ما صنع هؤلاء ؟

فقلت : أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام ؟

فقال : ناد ، أن الله تعالى قد جعله علما ، لم يكن ليذهب به .

فاستقروا .

و كان موضع المقام : الذي وضعه إبراهيم عليه السلام عند جدار البيت ، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم .

فلما فتح النبي صلى الله عليه وآله : مكة ، رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم عليه السلام ، فلم يزل هناك إلى أن :

ولي عمر بن الخطاب: فسأل الناس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام ؟

فقال رجل : أنا قد كنت أخذت مقداره بنسع ، فهو عندي .

فقال :ائتني به ، فأتاه به ، فقاسه ، ثم رده إلى ذلك المكان‏ [54].

 


حديث شرف للإمام الحسين في فضل إتيان المساجد :

عن عمير المأمون رضيع الحسن بن علي عليه السلام قال :

أتيت : الحسين بن علي عليه السلام .

فقلت له : حدثني عن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟

 قال عليه السلام : نعم ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من أدمن : إلى المسجد ، أصاب الخصال الثمانية :

آية محكمة : أو فريضة مستعملة .

أو سنة : قائمة ، أو علم مستطرف .

أو أخ: مستفاد ، أو كلمة : تدله على هدى .

أو ترده: عن ردى ، و تركه الذنب: خشية أو حياء .

 

وعن الحسن بن عماره عن زياد الحارثي قال :

سمعت الحسين بن علي رضوان الله عليه يقول :

 من أتى مسجداً : لا يأته إلا الله تعالى .

فذاك : ضيف  الله تعالى ، حتى يخرج منه[55]   .

يا طيب : ذكرنا الحديث هنا لأن المساجد بيوت الله .

 ويأتي : دعاء عرفه ، وأمور أخرى مختصرة في الحج ضمن حكمه ومواعظه فتابع.

 

 


 

 

 

الإشراق الخامس :

صيام الإمام الحسين عليه السلام وثواب الصوم وفضله وعبادات أخرى :

يا طيب : إن الصيام من العبادات المهمة ومن أركانها بعد الصلاة والزكاة وقد يقدم على الحج، وهو أيضا يشترط به الاستطاعة وعدم السفر ، والواجب منه شهر رمضان أو ما يجب بنذر أو كفارة أو قضاء ، وأما الصيام المستحب فهو كثير جدا وبالخصوص في أيام البيض وشهر رجب وشعبان ، وذكرت في كتب الفقه أحكام الصيام الخمسة وجوبه واستحبابه ومباحه ومكروه ومحرمه ، وهي كثيرة فمن أحب عليه أن يراجعها ، وهنا يا طيب نذكر آية وجوب الصيام ، ثم بعض الأحاديث في استحبابه ، وأحاديث عن الإمام الحسين عليه السلام مباشرة أو عنه عن آله صلى الله عليهم وأما آيات الصيام فهي :


الإشعاع الأول :

آيات وأحاديث وجوب الصيام وفضله وثوابه واستحبابه :

قال الله سبحانه وتعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

 كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا  كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)

 أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الهدى وَالْفُرْقَانِ

فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

 يُرِيدُ الله بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } البقرة .

 آيات كريمة : في وجوب الصيام والترغيب فيه وفي استحبابه تطوعا ، كما وأن يرخص للمريض والمسافر ، ويعلمنا بعض أحكام الصيام ، وتبين فضل شهر الله الشريف شهر رمضان ونزول القرآن كتاب الله فيه ، وأما أحاديث فضل الصيام وثوابه فهي :

عن أبناء الإمام الحسين عن الإمام الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال :

من صام : يوما تطوعا ، أدخله الله تعالى الجنة[56].

وقال : يا رسول الله : ما الذي تباعد الشيطان منا ؟

قال : الصوم يسود وجهه‏ ، و الصدقة تكسر ظهره ، و الحب في الله عز و جل و المواظبة على العمل تقطع دابره ، و الاستغفار يقطع وتينه .

وأنه كان يقول : لا تقولون رمضان ، فإنكم لا تدرون ما رمضان ، فمن قال فليتصدق و ليصم كفارة لقوله .

و لكن قولوا : كما قال الله تعالى شهر رمضان .

وقال : وكل الله تعالى : ملائكة ، بالدعاء للصائمين .

وقال : نوم الصائم عبادة ،  و نفسه تسبيح .

وقال في استحباب : اعتكاف شهر رمضان ، يعدل الحجتين و عمرتين.

وقال : دخلت الجنة ، فرأيت أكثر أهلها ، الذين يصومون أيام البيض .

وقال :من صام ثلاثة أيام من الشهر ، فقيل له :أ صائم أنت الشهر كله .

فقال: نعم ، فقد صدق ، و قرأ : { مَنْ جاءَ بِالحسنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالها } .

وقال :ما من عبد يصبح صائما فيشتم ، فيقول : سلام عليكم ، إني صائم .

إلا قال الله تعالى : استجار عبدي من عبدي في الصيام ، فأدخلوه جنتي .

إذا أفطر قال : اللهم لك صمت ، و على رزقك أفطرت ، فتقبله منا ، ذهب الظماء و ابتلت العروق ، و بقي الأجر إن شاء الله[57].

 


 

الإشعاع الثاني :

صيام الإمام الحسين وأحاديثه في فضل الصوم :

يا طيب : عرفت إن أحاديث الإمام الحسين عليه السلام هي أحاديث رسول الله في كل أبواب الهدى ، سواء فقه أو عقائد أو أخلاق أو غيرها ، وعرفت بعضها في الصلاة والحج والصوم ، وهنا نذكر ما ورد الحديث فيه بخصوص سيرته عليه السلام ، وكلها تراها تبين فضله وشرفه وسيادته ، ومنها :

عن الحسن بن عمارة  عن الحسين بن علي رضي الله عنه قال:

 صوم رجب وشعبان : توبة من الله عز وجل[58]

وسئل الحسين عليه السلام :

لم افترض : الله عز و جل على عبيده ، الصوم ؟

قال عليه السلام : ليجد الغني مس الجوع .

 فيعود : بالفضل على المساكين[59].

 


ودعاه عبد الله بن الزبير و أصحابه : فأكلوا .

و لم يأكل : الحسين عليه السلام.

 فقيل له : أ لا تأكل ؟

قال : إني صائم ، و لكن تحفة الصائم .قيل : و ما هي ؟

قال :الدهن و المجمر[60].

ولعله يا طيب :  كان عليه السلام صائم صوم واجب بنذر أو قضاء .


و كان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام :

إذا صام : يتطيب بالطيب .

و يقول : الطيب تحفة الصائم[61].

 


وفي المناقب عن الباقر عليه السلام قال :

عن عبد الله بن المغيرة : عن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

أوصى : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام  وحده .

و أوصى : علي إلى الحسن و الحسين جميعا ، و كان الحسن إمامه .

فدخل رجل : يوم عرفة على الحسن عليه السلام و هو يتغذى .

و الحسين عليه السلام : صائم .

ثم جاء : بعد ما قبض الحسن عليه السلام ، فدخل على الحسين عليه السلام يوم عرفة و هو يتغذى ، و علي بن الحسين عليه السلام صائم .

فقال له الرجل : إني دخلت على الحسن و هو يتغذى و أنت صائم ، ثم دخلت عليك و أنت مفطر ؟

فقال إن الحسن عليه السلام :  كان إماما ، فأفطر لئلا يتخذ صومه سنة ، و ليتأسى به الناس .

فلما أن قبض : كنت الإمام ، فأردت أن لا يتخذ صومي سنة فيتأسى الناس بي [62].

يا طيب : عرفت من هذه القصة عن سيدا شباب أهل الجنة حكم صوم عرفة مما كان يشتبه على الناس ، ويأتي تفصيل آخر في قصته : في حياته في زمان أخيه الإمام الحسن عليه السلام .

 


 

الإشراق السادس :

أحاديث وأحوال فقهية وعبادية متنوعة للإمام الحسين عليه السلام :

يا طيب : في هذا الإشراق نذكر أحوال عبادية متنوعة عن الإمام الحسين عليه السلام ، ولم تختص بحالة معينة ، ولم نقدم لها مقدمة لأنه يطول الكلام فيها وتتسع الصحيفة ، فنذكر هذه القصص الكريمة عن حياة الإمام الحسين عليه السلام مباشرة :


الإمام الحسين يعلمنا إن الأذان وضع بتعليم الله :

عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عليه السلام :

 أنه سئل : عن الأذان و ما يقول الناس ؟

قال عليه السلام : الوحي ينزل على نبيكم ، و تزعمون أنه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد ، بل سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه السلام يقول :

أهبط الله ملك : حين عرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 فأذن : مثنى مثنى ، و أقام : مثنى مثنى .

ثم قال له جبرائيل : يا محمد هكذا أذان الصلاة [63].

يا طيب : هناك حديث يروى عن الإمام الحسين عليه السلام عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام يشرح فيه معاني فقرات الأذان ، تجده إن شاء الله في رواياته عن جده وأبيه وأمه وأخيه صلى الله عليهم وسلم في الجزء الآتي .


الإمام الحسين يعلمنا كيفية الصلاة على المنافقين وجنائزهم :

يا طيب : الأحاديث الفقهية وأقوال الإمام الحسين فيها كثيرة ، محلها كتب الفقه ، ولكن نذكر كما عرفت من الأحاديث ما له قصة وحالة فيها ، ومنها :

عن مثنى الحناط ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

كان الحسين بن علي عليهما السلام : جالسا فمرت عليه جنازة .

فقام الناس : حين طلعت الجنازة ، ( يعني ولم يقم الحسين عليه السلام  ) .

فقال الحسين عليه السلام : مرت جنازة يهودي فكان رسول الله صلى الله عليه وآله على طريقها جالسا ، فكره أن تعلو رأسه جنازة يهودي فقام لذلك [64].

 

وعن عامر بن السمط ، عن أبي عبد الله عليه السلام :

أن رجلا : من المنافقين مات .

فخرج الحسين بن علي عليهما السلام : يمشي معه ، فلقيه مولى له .

فقال له الحسين : أين تذهب يا فلان ؟

قال : فقال له مولاه ، أفر من جنازة هذا المنافق ، أن اصلي عليها .

فقال له  الحسين: انظر أن تقوم على يميني فما تسمعني أقول فقل مثله . 

فلما :أ ن كبر عليه وليه .

قال الحسين عليه السلام : الله أكبر .

اللهم: العن فلانا عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة.

 اللهم : اخز عبدك في عبادك وبلادك ، وأصله حر نارك ، وأذقه أشد عذابك ، فانه كان يتولى أعداءك ، ويعادى أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك [65].

 


أحاديث متنوعة في الجهاد والمعاملات وغيرها :

يا طيب : أحاديث الجهاد وغيرها كثيرة وتؤخذ من كتب الفقه ، لكن نذكر بعضها مما يعرفنا غرر من أحاديثه ، فترينا جده في جهاده وعن علم كان قيامه ونهضته بداء حتى الشهادة ، فهو كما :

عن زيد بن علي بن حسين ، عن أبي ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 

 من قتل دون حقه فهو شهيد[66] .

وهذه أحاديث أخرى سؤال عنها :

وروى الثوري عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال: سئل الحسين بن علي عليهما السلام: على من فدي الأسير؟

قال: على الأرض التي يقاتل عنه[67].

وعن بشر بن غالب قال : سأل ابن الزبير الحسين بن علي عن المولود .

فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه[68].

روي عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه قال:

كفارة : عمل السلطان ، قضاء حوائج الناس[69].

 وفي المعاملات قال :

عن أبو هشام الدباغ ، ثنا الحسين بن علي ، قال :

 المغبون :لا محمود ، ولا مأجور[70] .

وفي النكاح قال :

عن الباقر عليه السلام قال : قال الحسين عليه السلام لأصحابه :

اجتنبوا الغشيان : في الليلة التي تريدون فيها السفر ، فإن من فعل ذلك ثم رزق ولدا كان جوالة [71].

 


 وفي الدعاء للركوب والسفر قال :

عن أبي هاشم عن أبي مجلز : أن حسين بن علي رأى رجلا ركب دابة ، فقال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .

قال عليه السلام : أفبهذا أمرت ؟ قال : كيف أقول ؟

قال عليه السلام : الحمد لله الذي هداني للإسلام .

الحمد لله : الذي من علي بمحمد صلى الله عليه وآله و سلم .

الحمد لله : الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس .

ثم تقول : سبحان الذي سخر لنا ...[72].

 

ويا طيب : لما وصلنا للدعاء ، ندخل في غرر أدعية الإمام الحسين وأحاديث عن أحوال له في أدعية كريمة ، تعرفنا سيد من سادة الخلق يعلم ويعمل ويدعوا بتأييد الله وفضله عليه وتعلميه له ولآله ، وأمرنا بودهم وطاعتهم والتعلم منهم ، وأسأل الله أن يجعنا وإياكم معهم في الدنيا والآخرة ، إنه أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العلمين .


 


[39]الجعفريات ص 63-66 . يا طيب ونأخذ من هذا الكتاب لأن إسناده قصير عن ولد الإمام الحسين عليهم السلام عنه عن أبيه عن جده نصا ذكر فيه اسمه ، وإن كان كلامهم واحد .

[40] الكافي ج : 4 ص : 255ح9 .

[41] الإرشاد ج 2ص128 . المناقب ج3ص399 . بحار الإنوارج44ص276ب12ح46 .

[42] معرفة الصحابةج2ص669 ح1795وج5ص335ح1689. المعجم الكبير ج3ص115 ح2844 . الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج1ص118 . آداب العلماء والمتعلمين ج1ص28.

[43]   المناقب ج4ص69 ، بحار الأنوار ج44ص192ب26ح5 عن بن أبطه في الإبانه ، تاريخ دمشق ج14ص180 . سير الأعلام ج3ص288 . تاريخ الملوك والأمم ج2ص202.

[44] روضة العقلاء و نزهة الفضلاء لبن حبان ج1ص20 . مصنف ابن أبي شيبة ج4ص541ح3 .تاريخ دمشق ج14ص180 ، نجائبه تقاد ورائه .

[45]المحاسن ج1ص70ب114ح 139 . وسائل‏ الشيعة ج11ص80ب32ح1429.

[46] الخصال ج2ص611ح10 ، الاستبصار ج2ص141ب82ح1 .

[47] الكافي ج4ص369ح3 . المناقب ج4ص26.  بحار الأنوار ج44ص203ب26ح22 . وذكر ما يقاربه في تفسير الطبري ج3ص79ح3395 . من‏ لا يحضره ‏الفقيه ج2ص516ح3107 رواية وشرح يفسر الرواية أعلاه . بالضم : موضع بين المدينة ووادي الصفراء . ويأتي يا طيب في الجزء السابع معارف قيمة في معرفة المدن والمراحل بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وكربلاء المقدسة فتابع .

[49] عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول :

المحصور غير المصدود : المحصور : المريض .

و المصدود : الذي يصده المشركون ، كما ردوا رسول الله و أصحابه ليس من مرض .

و المصدود : تحل له النساء ، و المحصور : لا تحل له النساء .

قال وسألته : عن رجل أحصر فبعث بالهدي.

 قال : يواعد أصحابه ميعادا إن كان في الحج ، فمحل الهدي يوم النحر ، فإذا كان يوم النحر فليقص من رأسه، ولا يجب عليه الحلق حتى يقضي المناسك.

و إن كان في عمرة : فلينظر مقدار دخول أصحابه مكة ، و الساعة التي يعدهم فيها ، فإذا كان تلك الساعة قصر و أحل .

و إن كان مرض في الطريق : بعد ما أحرم ، فأراد الرجوع رجع إلى أهله و نحر بدنة أو أقام مكانه حتى يبرأ إذا كان في عمرة ، و إذا برأ فعليه العمرة واجبة ، و إن كان عليه الحج رجع أو أقام ففاته الحج ، فإن عليه الحج من قابل .

فإن الحسين بن علي صلوات الله عليهم : خرج معتمرا فمرض في الطريق .

فبلغ عليا عليه السلام : ذلك و هو في المدينة ، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا ، و هو مريض بها .

فقال : يا بني ما تشتكي ؟ فقال : أشتكي رأسي .

 فدعا علي عليه السلام: ببدنة فنحرها وحلق رأسه ، ورده إلى المدينة ، فلما برأ من وجعه اعتمر .

قلت : أ رأيت حين برأ من وجعه ، قبل أن يخرج إلى العمرة ، حلت له النساء ؟

قال : لا تحل له النساء حتى يطوف بالبيت و بالصفا و المروة .

قلت : فما بال رسول الله حين رجع من الحديبية حلت له النساء ، و لم يطف بالبيت ؟

قال: ليسا سواء ، كان النبي مصدودا ، والحسين محصورا . الكافي ج4ص369ح3 . تهذيب ‏الأحكام ج5ص421ب26ح111 .دعائم‏ الإسلام ج1ص335 .

وأما السقيا : فهو محل لاستراحة الحاج فيه عيون وبساتي وسط الطريق بين المدينة ومكة ، على بعد 250 كيلومتر من المدنية، وسيأتي شرح مفصل عن المسافات بين مراحل النزول في الجزء الآتي .

[50]الجعفريات ص69 . مستدرك ‏الوسائل ج9ص242ب66ح10810-1.

[51] مصنف ابن أبي شيبة ج4ص191ح16 .

[52] ربيع الأبرار ج1ص165 .

[53] المطالب العالية ج4ص206ح1345،  هذا إسناد صحيح .

[54] الكافي ج4ص223ح2 . من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص243ح2308 .

[55] بغية الطلب في تاريخ حلب ج3ص14 .

[56] ثواب ‏الأعمال  ص52 .

[57]الجعفريات ص51 -63 . 

[58] تاريخ واسط ج1ص197 .

[59] المناقب ج4ص68. بحار الأنوار ج93ص375ب46ح62 .

[60] كشف‏ الغمة ج2ص31ف8 . بحار الأنوار  ج44ص195ب26ح9 .

[61] الخصال ج1ص61ح86 . وسائل‏ الشيعة ج10ص96ب32ح12938 .

[62] علل ‏الشرائع ج2ص386ب117ح1، من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2ص87ح1810 ، بحار الأنوار ج94ص123ب64ح3 .

[63]الجعفريات ص42 . بحار الأنوار ج81ص156ب13ح54 . عند دعائم الإسلام .

[64] الكافي ج3ص192ح2 . تهذيب ‏الأحكام ج1ص456ب23ح132، بحار الأنوار ج 44ص203 ب26ح21 .

[65] الكافي ج3ص188ح2، تهذيب ‏الأحكام ج3ص197ب21ح25 . بحار الأنوار ج44ص 202ب26ح20 . قرب ‏الإسناد ج1ص29 .

[66] مسند أبي يعلى الموصلي ج14ص67ح6630.

[67] أحكام القرآن للجصاص ج1ص48 .

[68]الإستيعاب في معرفة الأصحاب ج1ص118 .مصنف ابن أبي شيبة ج7ص388 ح2، وفي ح 3 . لقي ابن الزبير الحسين بن علي فقال : يا أبا عبد الله ! أفتنا في المولود يولد في الإسلام ؟ قال : وجب عطاؤه ورزقه.

[69] التذكرة الحمدونية ج2ص478 .

[70] المطالب العالية ج4ص261ح1384.

[71] وسائل ‏الشيعة ج20ص253ب150ح25561 . بحار الأنوار ج100ص293ب 8 . طب ‏الأئمة ص132 .

[72] مصنف ابن أبي شيبة ج6ص91ح 29724 . تفسير الألوسي ج18ص329 .أخرج عبد بن حميد . وابن جرير . وابن المنذر عن أبي مجلز عن الحسين .

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com