بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

الجزء السابع

أنوار نهضة الإمام الحسين عليه السلام ..

سفينة نجاة

الإمام الحسين عليه السلام

مسير نهضة وثورة الإمام الحسين  على الطغاة
المجلس الثاني

الذكر الأول

الإمام الحسين في طريق الصراط المستقيم للإصلاح

مسير الإمام من مكة المكرمة إلى كربلاء المقدسة

 الإشراق الرابع :

مسير الإمام الحسين ومنازله وما لاقى في طريقه إلى الإصلاح :

يا طيب : عرفت في الإشراق الأول : من هذا الذكر أحوال الإمام الحسين عليه السلام في مكة المكرمة ، وإنه رحل منها يوم التروية ثمانية ذي الحجة سنة ستون للهجرة لما علم أن يزيد أرسل من يغتاله في الحرم ، وعرفنا ما خطب الناس به يعلمهم برحيله .

وعرفنا في الإشراق الثاني : من جاء يشايع الإمام الحسين عليه السلام ويودعه ـ وكان الناس في مكة يشايعون المسافر إلى ثنية الوداع السفلى قرب فخ قبل التنعيم ـ ويقدم له ما يره من ضرورة بقاءه وعدم مسيره للكوفة وأنهم غدروا بأبية وأخيه من قبل ، وما قال الإمام الحسين عليه السلام لهم ، وكان قسم منهم من أقاربه مثل بن عباس وعبد الله بن جعفر ومحمد بن الحنفية أو غيرهم مثل عبد الله بن عمر أو عبد لله بن زبير وغيرهم ، ومثل مدافعته لمن أرسلهم حاكم مكة المكرمة من قبل يزيد ، وأنه كيف عزم على المسير ليلاقي مصيره باختيار الشهادة في سبيل تعريف الحق ولإصلاح ما أفسده الحكام ، لنرى سبيله عنده وعند آله صلى الله عليهم وسلم ، ونعرف ما حل بالإسلام وكيف تسلط الحكام الظلمة والطغاة على حكومة المسلمين بغير حق ولا علم ولا سابقة تؤثر .

وأما الإشراق الثالث : فكان يعرفنا بعض المعارف العامة في طريق الإصلاح ، ومقدار مسافته وعدد منازله ، ومختصر يعرفنا من لاقاهم الإمام عليه السلام في هذا الطريق الذي وقع فيه أهم معارف بيان تعليم الهدى ورفض الضلال والظلم ، ويرينا كلمات خالدة عرفها الإمام الحسين عليه السلام ، وبها بين أحوال الناس وأحوال الدنيا وحكمة الله في اختياره لإصلاح ما فسد من أمور المسلمين وأنه يعلم بشهادته وسبي آله ، ومقدم ليعرف الناس الحق المظلوم فينتصروا له ، ويروا الدين الضائع ليجدوه عنده .

ويا طيب : في هذا الإشراق نتعرف على مفصل ما حصل في هذا الطريق المبارك بالحسين عليه السلام ، والصراط المستقيم لمن يطلب صالح الدين والنعيم فتدبر .

 

 


 

الإشعاع الأول:

 الإمام يلاقي جمال اليمنيين في التنعيم فيصطحبها معه:

يا طيب : بعد مسير الإمام الحسين وخروجه من مكة المكرمة :

قال الشيخ المفيد في الإرشاد : وسار حتى أتى التنعيم[24].

 فلقي عيرا : قد أقبلت من اليمن ، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه .

 وقال لأصحابه : من أحب أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراه على قدر ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم ، وامتنع آخرون[25] .

قال السيد وابن نما رحمهما الله : ثم سار حتى مر بالتنعيم فلقي هناك عيرا تحمل هدية قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري عامل اليمن إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن وعليها الورس والحلل فأخذها عليه السلام ، لأن حكم أمور المسلمين إليه.

 وقال لأصحاب الإبل : من أحب منكم أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكرى بقدر ما قطع من الطريق ، فمضى قوم وامتنع آخرون[26]

 

 


 

الإشعاع الثاني :

الإمام في الحاجر يبعث برسالة لأهل الكوفة :

قال المفيد رحمه الله في الإرشاد :

ولما بلغ الحسين الحاجز ( الحاجر ) من بطن الرملة[27] ، بعث قيس ابن مسهر الصيداوي، ولم يكن عليه السلام علم بخبر مسلم بن عقيل رحمه الله، وكتب معه إليهم:

بسم الله الرحمن الرحيم :

 من الحسين بن علي : إلى إخوانه المؤمنين  والمسلمين ، سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد :

فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ملأكم على نصرنا والطلب بحقنا .

فسألت الله : أن يحسن لنا الصنيع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء ، لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي ، فانكمشوا في أمركم وجدوا .

فإني قادم عليكم : في أيامي هذه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وكان مسلم : كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة .

وكتب إليه أهل الكوفة : أن لك هاهنا مائة ألف سيف ولا تتأخر . 

فأقبل قيس بن مسهر بكتاب الحسين عليه السلام حتى إذا انتهى القادسية أخذه الحصين بن نمير ، فبعث به إلى عبيد الله بن زياد [ إلى الكوفة ] .

 فقال له عبيد الله بن زياد : اصعد فسب الكذاب الحسين بن علي [28].

 

وقال السيد : فلما قارب دخول الكوفة ، اعترضه الحصين بن نمير ليفتشه ، فأخرج [ قيس ] الكتاب ومزقه ، فحمله الحصين إلى ابن زياد ، فلما مثل بين يديه .

 قال له : من أنت ؟ قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه عليهما السلام .  قال : فلماذا خرقت الكتاب ؟

 قال : لئلا تعلم ما فيه ، قال : وممن الكتاب وإلى من ؟ قال : من الحسين بن علي إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم .

 فغضب ابن زياد فقال : والله لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم ، أو تصعد المنبر وتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه ، وإلا قطعتك إربا إربا .

فقال قيس : أما القوم فلا أخبرك بأسمائهم ، وأما لعنة الحسين وأبيه وأخيه فأفعل ، فصعد المنبر وحمد الله وصلى على النبي ، وأكثر من الترحم على علي وولده صلوات الله عليهم ، ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه ، ولعن عتاة بني أمية عن آخرهم .

 ثم قال : أنا رسول الحسين إليكم وقد خلفته بموضع كذا فأجيبوه [29].

ثم قال المفيد في الإرشاد : فأمر  عبيد الله بن زياد أن يرمى من فوق القصر ، فرمي به فتقطع ، وروي أنه وقع إلى الأرض مكتوفا فتكسرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه رجل يقال له : عبد الملك بن عمر اللخمي فذبحه .

 فقيل له في ذلك : وعيب عليه .  فقال : أردت أن أريحه[30] .

ويا طيب : سيأتي أن خبر مقتله يصل للإمام في منطقة زرود أو الثعلبية ، وعرفت أنه سار مع مسلم لأهل الكوفة ، وأرسله مسلم إلى الإمام الحسين عليه السلام ، ثم أرسله الإمام الحسين بكتاب أخر من الحاجر إلى أهل الكوفة ولكنه يستشهد رحمه الله.

 

 


 

الإشعاع الثالث :

الإمام الحسين في أحد مياه العرب يلاقي العدوي ويخبره الحال :

 قال المفيد في الإرشاد : ثم أقبل الحسين من الحاجز يسير نحو العراق ( الكوفة ) فانتهى إلى ماء من مياه العرب[31] .

فإذا عليه : عبد الله بن مطيع العدوي ، وهو نازل به ، فلما رآه الحسين قام إليه فقال : بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ، ما أقدمك ، واحتمله وأنزله .

فقال له الحسين عليه السلام : كان من موت معاوية ما قد بلغك ، وكتب إلي أهل العراق يدعونني  إلى أنفسهم .

فقال له عبد الله بن مطيع : أذكرك الله يا ابن رسول الله وحرمة الإسلام أن تنهتك ، أنشدك الله في حرمة قريش ، أنشدك الله في حرمة العرب.

فو الله : لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك ، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحدا أبدا ، والله إنها لحرمة الإسلام تنهتك ، وحرمة قريش ، وحرمة العرب ، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض نفسك لبني أمية .

فأبي الحسين عليه السلام إلا أن يمضي[32] .

وأضاف في تأريخ الطبري : قال فأبى إلا أن يمضي قال فأقبل الحسين حتى كان بالماء فوق زرود [33].

وفي تأريخ الإسلام للذهبي قال : قال الواقدي : حدثني عبد الله بن جعفر المخرمي، عن أبي عون قال : خرج الحسين : من المدينة ، فمر بابن مطيع وهو يحفر بئره .

فقال: إلى أين، فداك أبي وأمي! متعنا بنفسك ولا تسر. فأبى الحسين.

 قال: إن بئري هذه رشحها، وهذا اليوم ما خرج إلينا في الدلو، ماء، فلو دعوت لنا فيها بالبركة.  قال : هات من مائها، فأتى بما في الدلو .

فشرب منه : ثم مضمض ، ثم رده في البئر[34].

يا طيب : هنا يقول خروج الحسين من المدينة والظاهر يقصد من مدينة مكة المكرمة ، وإن كان المدينة المنورة فيكون هذا الكلام في طريقه منها إلى مكة ، ولكن يؤيده ما في الطبري أنه بعد الماء أتى زرود وهي على بعد ميل من الخزيمية الآتي ذكرها، وعبد الله : هذا كان يعد نفسه فقيها ، وأنه كان أحد قواد واقعة الحرة مع عبد الله بن الغسيل الأنصاري، ، ثم بعدها ألتحق بعبد الله بن الزبير وكان من أنصار في كل مواقفه .

 

 


 

الإشعاع الرابع :

 الإمام ينزل الخزيمية ويقول كل الذي قضي كائن :

في المناقب : ولما نزل عليه السلام الخزيمية[35].

  أقام بها يوما وليلة .

 فلما أصبح أقبلت إليه أخته زينب ، فقالت :

 يا أخي : ألا أخبرك بشيء سمعته البارحة ؟

 فقال الحسين عليه السلام : وما ذاك ؟

فقالت : خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة فسمعت هاتفا يهتف .

 وهو يقول :

ألا   يـا  عـين  فاحتفلي  بجهـد

ومن يبكي على الشهداء بعدي

على   قـوم    تسـوقهم   المنـايا

بمقـدار    إلى    إنجـاز    وعــد

فقال لها الحسين عليه السلام : يا أختاه كل الذي قضي فهو كائن [36].

 

 


 

 

الإشعاع الخامس :

 الإمام في الثعلبية يخبر بشهادة مسلم وهانئ ويخير أصحابه :

يا طيب : في الثعلبية حدثت عدة حوادث نجعلها في قبسات نور :

القبس الأول :

الإمام يصله خبر شهادة مسلم :

الإمام الحسين عليه السلام في زرود[37] : وهي منطقة بين الخزيمية والثعلبية .

وقال المفيد رحمه الله في الإرشاد : وروى عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان قالا : لما قضينا حجتنا .

لم تكن لنا همة : إلا الإلحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من أمره فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين ، حتى لحقناه بزرود .

فلما دنونا منه : إذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق ، حتى رأى الحسين عليه السلام .

فوقف الحسين عليه السلام : كأنه يريده ، ثم تركه ومضى، ومضينا نحوه .

فقال أحدنا لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا لنسأله ، فإن عنده خبر الكوفة .

 فمضينا حتى انتهينا إليه فقلنا : السلام عليك .

فقال : وعليكما السلام . قلنا : ممن الرجل ؟   قال : أسدي .

 قلنا له : ونحن أسديان فمن أنت ؟  قال : أنا بكر بن فلان ، فانتسبنا له .

ثم قلنا له : أخبرنا عن الناس وراءك ؟

قال : نعم ، لم أخرج من الكوفة حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ، ورأيتهما يجران بأرجلهما في السوق . 

فأقبلنا : حتى لحقنا بالحسين فسايرناه .

حتى نزل الثعلبية [38]ممسيا : فجئناه حين نزل ، فسلمنا عليه ، فرد علينا السلام .

فقلنا له : يرحمك الله إن عندنا خبرا إن شئت حدثناك به علانية وإن شئت سرا .

فنظر إلينا وإلى أصحابه ثم قال : مادون هؤلاء  سر .

فقلنا له : رأيت الراكب الذي استقبلته عشي أمس ؟

فقال عليه السلام : نعم ، قد أردت مسألته .

فقلنا : قد والله أستبرأنا لك خبره ، وكفيناك مسألته ، وهو امرؤ منا ، ذو رأي وصدق  وعقل.

 وإنه حدثنا : أنه لم يخرج من الكوفة حتى:

 قتل : مسلم وهانئ ، ورآهما يجران في السوق بأرجلهما .

فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمة الله عليهما يردد ذلك مرارا . 

فقلنا له : ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك إلا انصرفت من مكانك هذا ، وإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة ، بل نتخوف أن يكونوا عليك .

فنظر إلى بني عقيل فقال : ما ترون ؟ فقد قتل مسلم ؟

 فقالو : والله ما نرجع حتى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق .

 فأقبل علينا الحسين عليه السلام فقال : لا خير في العيش بعد هؤلاء .

فعلمنا : أنه قد عزم رأيه على المسير .

فقلنا له : خار الله لك . فقال : يرحمكم الله .

 فقال له :  أصحابه : إنك والله ما أنت مثل مسلم بن عقيل ، ولو قدمت الكوفة لكان أسرع الناس إليك فسكت [39].


 

القبس الثاني :

 الإمام الحسين يلاقي هلال بن نافع ويخبره بحال أهل الكوفة :

قال في مثير الأحزان : فبينا الحسين عليه السلام في الطريق ، إذ طلع عليه ركب أقبلوا من الكوفة ، فإذا فيهم هلال بن نافع الجملي ( البجلي ) و عمرو بن خالد فسألهم عن خبر الناس ؟

فقالوا : أما و الله ، أهل الشرف : فقد استمالهم ابن زياد بالأموال ، فهم عليك .

و أما سائر الناس : فأفئدتهم لك ، و سيوفهم مشهورة عليك .

 قال : فلكم علم برسولي قيس بن مسهر ( الظاهر عبدالله بن يقطر ) .

قالوا : نعم ، قتله ابن زياد .

فاسترجع و استعبر باكيا ، و قال :

جعل الله : له الجنة ثوابا .

اللهم : اجعل لنا و لشيعتنا منزلا كريما ، إنك على كل شي ء قدير[40].

 

 


 

القبس الثالث :

الإمام الحسين عليه السلام يخير أصحابة بين البقاء والانصراف :

وقال المفيد رحمه الله : فأخرج للناس كتابا فقرأ عليهم فإذا فيه :

 بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فانه قد أتانا خبر فظيع :

 قتل:  مسلم بن عقيل ، وهانئ ابن عروة ، وعبد الله بن يقطر .

 وقد خذلنا شيعتنا : فمن أحب منكم الانصراف .

 فلينصرف ، في غير حرج ، ليس عليه ذمام .

 فتفرق الناس عنه ، وأخذوا يمينا وشمالا حتى بقي في أصحابه الذين جاءوا معه من المدينة ، ونفر يسير ممن انضموا إليه .

 وإنما فعل ذلك : لأنه عليه السلام علم أن الأعراب الذين اتبعوه ، إنما اتبعوه وهم يظنون أنه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة أهلها .

 فكره : أن يسيروا معه إلا وهم يعلمون على ما يقدمون . 

فلما كان السحر أمر أصحابه ، فاستقوا ماء وأكثروا [41].

 

 


 

 

 

القبس الرابع :

 الإمام الحسين يجزي ابنه علي الأكبر خيرا ويسيرون لطلب الحق :

قال في الملهوف : ثم سار صلوات الله عليه حتى نزل الثعلبية وقت الظهيرة .

 فوضع رأسه ، فرقد ثم استيقظ .

فقال عليه السلام :

 قد رأيت هاتفا يقول : أنتم تسرعون ، والمنايا تسرع بكم إلى الجنة .

فقال له ابنه علي : يا أبه أفلسنا على الحق ؟

فقال : بلى يا بني والذي إليه مرجع العباد .

 فقال : يا أبه إذن لا نبالي بالموت .

فقال له الحسين عليه السلام جزاك الله يا بني خير ما جزا ولدا عن والد ثم بات عليه السلام في الموضع [42].

 

وقال المفيد في الإرشاد : فقال عقبة بن سمعان :

فسرنا معه ساعة ، فخفق عليه السلام وهو على ظهر فرسه خفقة .

ثم انتبه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين  ، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا .

فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين فقال : مم حمدت الله واسترجعت ؟

قال : يا بني إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا .

فقال له : يا أبت لا أراك الله سوءا ، ألسنا على الحق ؟

 قال : بلى والله الذي مرجع العباد إليه .

 فقال : فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين .

 فقال له الحسين عليه السلام: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده[43].

 

 


 

القبس الخامس :

الإمام يفسر يوم ندعو كل أناس بإمامهم :

قال الصدوق : فسار الحسين عليه السلام وأصحابه ، فلما نزلوا ثعلبية :

 ورد عليه رجل يقال له : بشر بن غالب[44] ، فقال : يا ابن رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل :

 {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } أسراء71 .

 قال : إمام دعا إلى هدى فأجابوه إليه .

 وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها .

هؤلاء : في الجنة  ، وهؤلاء في النار .

وهو قوله عز وجل : { فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(7)} الشورى [45].

وفي كتاب الملهوف : ثم سار عليه السلام : حتى بلغ ذات عرق ، فلقي بشر بن غالب واردا من العراق فسأله عن أهلها .

فقال : خلفت القلوب معك ، والسيوف مع بني أمية .

فقال : صدق أخو بني أسد إن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد [46]

 

 


 

القبس السادس :

الإمام يخبر الأزدي مسيره ومصيره وسببه :

وفي اللهوف : ثم بات عليه السلام في الموضع المذكور ( الثعلبية ) فلما أصبح :

إذا برجل من الكوفة يكنى ، أبا هرة الأزدي قد أتاه فسلم عليه ، ثم قال :

يا ابن رسول الله : ما الذي أخرجك عن حرم الله ، و حرم جدك رسول الله .

 فقال الحسين عليه السلام : ويحك يا أبا هرة ، إن بني أمية : أخذوا مالي فصبرت ، و شتموا عرضي فصبرت ، و طلبوا دمي فهربت .

و ايم الله : لتقتلني الفئة الباغية و ليلبسنهم الله ذلا شاملا و سيفا قاطعا ، و ليسلطن الله عليهم من يذلهم ، حتى يكونوا أذل من قوم سبإ ، إذ ملكتهم امرأة فحكمت في أموالهم و دمائهم [47].

 


 

القبس السابع :

الإمام يخبر رجل أن أثر جبرائيل في بيته ومستقى العلم منه :

وعن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن الحكم ابن عتيبة قال :

 لقي رجل الحسين بن علي عليهما السلام بالثعلبية :  وهو يريد كربلاء , فدخل عليه فسلم عليه .

فقال له الحسين عليه السلام  : من أي البلدان أنت ؟ فقال : من أهل الكوفة .

قال عليه السلام : يا أخا أهل الكوفة :

 أما والله لو لقيتك بالمدينة :

لأريتك أثر جبرائيل من دارنا ونزوله على جدي بالوحي .

يا أخا أهل الكوفة : مستقى العلم من عندنا ، أفعلموا وجهلنا ؟

 هذا ما لا يكون     [48] .

 

 


 

 

الإشعاع السادس:

الإمام الحسين عليه السلام في زبالة والأحداث فيها :

يا طيب : في زبالة حصلت أحداث وأخبار للإمام وهو في طريقه إلى طلب الإصلاح في أمة جده وشيعة أبيه ، منها :

القبس الأول :

الإمام يسمع بمقتل رسوله بن يقطر :

وقال المفيد : ثم انتظر ( الإمام الحسين عليه السلام وهو في الثعلبية ) :

حتى إذا كان السحر .

 فقال لفتيانه وغلمانه : أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا .

ثم ارتحلوا فسار حتى انتهى إلى زبالة [49].

 فأتاه خبر عبد الله بن يقطر

وقال السيد : فاستعبر باكيا ثم قال : اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ، إنك على كل شيء قدير [50].

 

قال الطبري في تأريخه : قال أبو مخنف : حدثني أبو علي الأنصاري عن بكر بن مصعب المزني ، قال : كان الحسين لا يمر بأهل ماء إلا اتبعوه .

 حتى إذا انتهى إلى زبالة :

سقط إليه : مقتل أخيه من الرضاعة مقتل عبد الله بن بقطر ، وكان سرحه إلى مسلم بن عقيل من الطريق ، وهو لا يدري أنه قد أصيب . فتلقاه خيل الحصين ـ وقد مر ذكر قصة في الحاجر من بطن الرمة ـ.

 قال : فأتى ذلك الخبر حسينا وهو بزبالة ، فأخرج للناس كتابا فقرأ عليهم .

 بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد فإنه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن بقطر ـ وقد مر كلامه عليه السلام عن المفيد في الثعلبية ـ.

 قال : فلما كان من السحر أمر فتيانه ، فاستقوا الماء وأكثروا .

ثم سار حتى مر ببطن العقبة فنزل به [51].

 

 

 


 

القبس الثاني :

الإمام يلاقي الفرزدق مرة أخرى في زبالة :

وقال السيد : أتاه خبر مسلم في زبالة ، ثم إنه سار فلقيه الفرزدق فسلم عليه ثم قال : يا ابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة ، وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته ؟

قال : فاستعبر الحسين عليه السلام باكيا ثم قال :

 رحم الله مسلم  ،فلقد صار إلى روح الله وريحانه ، وتحيته ورضوانه .

 أما إنه قد قضى ما عليه : وبقي  ما علينا ، ثم أنشأ يقول : 

فإن   تكن   الـدنـيـا   تعـد   نفيسة     فـدار   ثـواب   الله   أعلى   وأنبل

و إن تكن الأبدان للمـوت  أنشئت     فقـتل  أمرؤ  بالسيف في الله أفضل

و  إن  تـكن  الأرزاق قسما مقـدرا     فقلـة  حرص  المرء  في  الرزق أجمل

و  إن  تكـن  الأمـوال  للترك جمعه     فما   بال  مـتروك  به  الحـر  يبخل[52]

 

 

 


 

القبس الثالث :

الإمام في أحد منازل الطريق يلاقي موالي فيخبره الحال :

في كتاب بغية الطالب في تأريخ حلب : بإسناده عن جعفر بن سليمان قال: حدثني يزيد الرشك قال : حدثني من شافه الحسين بهذا الكلام قال :

 حججت : فأخذت ناحية الطريق أتعسف الطريق .

فدفعت : إلى أبنية وأخبية ، فأتيت أدناها فسطاطاً ، فقلت : لمن هذا ؟

فقالوا : للحسين بن علي رضي الله عنه .

فقلت : ابن فاطمة بنت رسول الله ؟ قالوا : نعم .

 قلت : في أيها هو ؟ فأشاروا إلى فسطاط .

 فأتيت الفسطاط : فإذا هو قاعد عند عمود الفسطاط ، وإذا بين يديه كتب كثيرة يقرأها .

 فقلت : بأبي أنت وأمي ، ما أجلسك في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا منفعة ؟

قال : ان هؤلاء - يعني السلطان - أخافوني ، وهذه كتب أهل الكوفة إليّ ، وهم قاتلي .

 فاذا فعلوا ذلك : لم يتركوا لله حرمة إلّا انتهكوها ، فسلط الله عليهم من يذلهم حتى يتركهم أذل من فرم الأمة .

 قال جعفر : فسألت الأصمعي عن ذلك ـ فرم الأمة ـ قال: هي خرقة الحيضة إذا ألقتها النساء [53].

 

 


 

 

الإشعاع السابع :

الإمام في بطن العقبة والأحداث التي حصلت فيها :

يا طيب : حصلت أحداث وأحاديث في بطن العقبة منها ما وصل لنا ، وهي :

القبس الأول :

الإمام يلاقي ابن لوذان ويخبره المسير والمصير :

قال المفيد في الإرشاد : ثم سار حتى مر ببطن العقبة[54] ، فنزل عليها ، فلقيه شيخ من بني عكرمة يقال له : عمر بن لوذان قال له : أين تريد ؟

قال له الحسين : الكوفة .

 فقال له الشيخ : أنشدك الله لما انصرفت ، فو الله ما تقدم إلا على الأسنة ، وحد السيوف ، وإن هؤلاء الذين بعثوا إليك ، لو كانوا كفوك مؤونة القتال ، ووطئوا لك الأشياء فقدمت عليهم ، كان ذلك رأيا .

 فأما : على هذه الحال التي تذكر ، فإني لا أرى لك أن تفعل .

 فقال له : يا عبد الله ليس يخفى علي الرأي .

ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره .

ثم قال عليه السلام : والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي .

 فإذا فعلوا : سلط الله عليهم من يذلهم .

 حتى يكونوا : أذل فرق الأمم [55].

 

 


القبس الثاني :

الإمام عليه السلام يخبر أصحابه بصفة قاتله :

وفي كامل الزيارات : عن شهاب بن عبد ربه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :

لما صعد الحسين بن علي عليه السلام عقبة البطن :

 قال : لأصحابه ما أراني إلا مقتولا ؟

قالو : و ما ذاك يا أبا عبد الله ؟

قال : رؤيا رأيتها في المنام . قالوا : و ما هي ؟

قال عليه السلام : رأيت كلابا تنهشني ، أشدها علي كلب أبقع[56] .

 

 


 

القبس الثالث :

الإمام يدعو زهير بن القين فيستجيب له وينصره حتى الشهادة :

يا طيب : لم يذكر أحد في حديث محل ملاقاة الإمام الحسين عليه السلام لزهير بن القين ، ولكن الشواهد من كلام راوي الحديث تشير إلى أن المماشاة تكون لعلها من زرود ، ويكون محل اللقاء هو في بطن العقبة ، لأنه هو المناسب لكون عدم سعة المحل وضيقه وأنهم ساروا مع الإمام عدة منازل تجنبون لقاءه، وأنهم ينزلون في محل واحد متقاربين تقريبا ، وبطن العقبة هو مضيق عسر المسير قليل الفسحة ، وقد مر تعريفه :

قال الشيخ المفيد في الإرشاد : وحدث جماعة من فزارة ومن بجيلة قالوا :

كنا مع زهير بن القين البجلي : حين أقبلنا من مكة ، وكنا نسائر الحسين عليه السلام ، فلم يكن شيء أبغض علينا من أن ننازله في منزل .

 وإذا سار الحسين عليه السلام : فنزل في منزل لم نجد بدا من أن ننازله ، فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب .

 فبينا نحن جلوس : نتغذي من طعام لنا ، إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلم ، ثم دخل ، فقال :  يا زهير بن القين : إن أبا عبد الله الحسين بعثني إليك لتأتيه ، فطرح كل إنسان منا ما في يده ، حتى كأنما على رؤوسنا الطير .

فقالت له امرأته - قال السيد وهي ديلم بنت عمرو - سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ؟ لو أتيته فسمعت كلامه ثم انصرفت . 

فأتاه زهير بن القين ، فلما لبث أن جاء مستبشرا ، قد أشرق وجهه ، فأمر بفسطاطه ، وثقله ومتاعه ، فقوض وحمل إلى الحسين عليه السلام ، ثم قال لامرأته : أنت طالق ! الحقي بأهلك فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير [57]

قال المجلسي رحمه الله : قوله : كأنما على رؤوسنا الطير أي بقينا متحيرين لا نتحرك قال الجزري : في صفة الصحابة كأنما على رؤوسهم الطير ، وصفهم بالسكون والوقار ، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة ، لان الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن انتهى [58].

 وزاد السيد ابن طاووس : وقد عزمت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بروحي ، وأقيه بنفسي .

 ثم أعطاها ماله : وسلمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها .

فقامت إليه وبكت وودعته ، وقالت : خار الله لك ، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد  الحسين عليه السلام [59].

وقال المفيد : ثم قال زهير لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني وإلا فهو آخر العهد ، إني سأحدثكم حديثا إنا غزونا البحر ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم .

فقال لنا سلمان : رحمه الله - أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم ؟

فقلنا : نعم  ، فقال : إذا أدركتم سيد شباب آل محمد فكونوا :

أشد فرحا بقتالكم معه مما أصبتم اليوم من الغنائم .

 فأما أنا فأستودعكم الله.

 قالوا : ثم والله ما زال في القوم مع الحسين حتى قتل - رحمه الله -[60].

وعن عمارة بن زيد قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد ، و كان مع زهير بن القين حين صحب الحسين ، كما أخبر قال :

قال الحسين له : يا زهير ، اعلم أن هاهنا مشهدي ، و يحمل هذا و أشار إلى رأسه من جسدي زحر بن قيس ، فيدخل به على يزيد ، يرجو نواله ، فلا يعطيه شيئا [61].

 

 




[24]يا طيب : أي سار الإمام من ثنية الوداع إلى التنعيم ، التَّنْعيم: فيه مسجد التنعيم ، وهو

وادي ينحدر شمال مكة المكرمة بين جبال بشم شرقاً وجبل الشَّهيد جنوباً ، فيصب في وادي ياج، وهو ميقات لمن أراد العمرة من المكيين ، وتسمى عمرته : عمرة التنعيم ، وأصبح التنعيم اليوم أحد أحياء مكة المكرمة واقع ما بينها وبين وادي سَرِف ، يبعد عن المسجد الحرام نحو 7كم.

وذكروا أن التنعيم : يبدأ بأول الحل وهو على فرسخين من مكة ، يحرم منه المكيون بالعمرة . وفيه جبل التنعيم ورمال ناعمة ، وفيه شجرة بيعة الرضوان في صلح الحديبية ، وفيه قتل خبيبا مصلوبا شهيدا . و لما سمع بآيات الهجرة جندب بن ضمرة وهو مريض بمكة قال لولده أخرجوني منها فلما وصل التنعيم مات مهاجرا ، معجم البلدان 2 : 49 . الوسيلة ابن حمزة الطوسي  ص 195 ..

[25] الإرشاد ج 2 ص 68 ، بحار الأنوار ج40ب37ص365ح2.

[26] كتاب الملهوف ص 60 - 62 ، بحار الأنوار ج40ب37ص367ح2.

[27] يا طيب : بطنُ الرُمة : واد معروف بعالية نجد ، وهو قاع عظيم بنجد تنصب فيه أودية ، والرمة طويلة عريضه تكون مسيرة يوم ، وهو أكبر واد بنجد يجيءُ من الغور والحجاز أعلاه لأهل المدينة وبني سُلَيْم ووسطه لبني كلاب وغطفان وأسفله لبني أسد وعبس ، وقال الأصمعي: وبين أسفل الرمة وأعلاها سبع ليال . معجم البلدان ج2ص343 .

وقد عرفت سابق : أن الطريق من الكوفة إلى مكة فيه منازل منها الحجاز وهو ما بين سميراء ومعدن النقرة ـ إذ قال في المسالك : ثم إلى سميراء فيها برك وآبار عشرون ميلاً، والمتعشّى بالفحيمة على ثلاثة عشر ميلاً، ثم إلى الحاجر فيها برك وآبار ثلاثة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى العباسية على خمسة عشر ميلاً، ثم إلى معدن القرشي والعامة تسميه معدن النقرة فيها آبار أربعة وثلاثون ميلاً، والمتعشّى قَرَوْرَى  . المسالك والممالك ج1ص30 .

وفي كتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد للرسول ج 1ص22 . ويبدأ وادي الرُّمة بالحجاز عند حرة فدك من التقاء بضعة أودية، ثم يتجه نحو الشرق حتى يصل إلى القصيم. ويبلغ طوله أكثر من 950 كيلو مترًا.

ويا طيب : حسب ما عرفت : إن الحاجر يبعد عن مكة المكرمة 578760مترا أي خمسمائة وثمانية وسبعون كيلومترا وسبعمائة وستون مترا ، ولما كان معدل مسير الإمام عليه السلام في اليوم61117 مترا ، فيكون في صباح اليوم 9 التاسع من مسيره عليه السلام .

[28] الإرشاد ج2ص70 ، بحار الأنوار ج40ب37ص369ح2.

[29] الملهوف ص 66 و 67 . ، بحار الأنوار ج40ب37ص369ح2.

[30] الإرشاد ج2ص71 ، بحار الأنوار ج40ب37ص370ح2.

[31]يا طيب : عرفت في تعليق على الإشعاع السابق أن وادي الرمة كبير وتقع فيه كثير من المنازل وفيه الحجار نفسه الذي هو أوله من جهة مكة توجد آبار وبرك كثيرة ، فلعله بعد سميراء أو قبلها من المنازل كالفحيمة أو غيره كان القاء والظاهر لأنه لم يكن منزل معروف كبير معتد به فلم يذكر باسمه .

[32] الإرشاد ج2ص71 ، بحار الأنوار ج40ب37ص370ح2.

[33] تاريخ الطبري ج3ص302 .

[34] تاريخ الإسلام للذهبي ج2ص57 . وسيأتي خبر أبن مطيع في جزء أصحاب الإمام ومن لاقاه .

[35]يا طيب الخزيمية :  مدينة عليها سور وبها منبر وحمّام وبرك ، وسميت الخزيمية : لأن خُزيمة صيَّر فيها سواني وكانت تسمى زرود ورملها أحمر،المسالك والممالك لأبن خرداذبه ج1ص47 .

 وفي معجم البلدان للحموي ج2ص370 ، هو منزل من منازل الحاج بعد الثعلبية من الكوفة وقبل الأجفر ( من مكة تكون بينهما ) ، وقال قوم : بينه وبين الثعلبية اثنان وثلاثون ميلا ، وقيل : انه الحزيمية بالحاء المهملة .

ويا طيب : المسافة من مكة المكرمة إلى الخزيمية 840 كيلومترا  و840 مترا.

وقد عرفت : نسبة مسير الإمام الحسين عليه السلام في اليوم 61117مترا، فتكون الرؤية في غروب اليوم 13 من مسيره عليه السلام. ويمكن أن يقال يوم 21 / 12 / 60 للهجرة ، لأن الإمام عليه السلام سار يوم 8/12/ 60 هـ.

[36] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 95 ، بحار الأنوار ج40ب37ص372ح2.

[37] يا طيب : قال في معجم البلدان ج2ص394 :

زَرُودُ: يجوز أن يكون من قولهم جمل زرور أي بَلوغ ، والزرد البَلْع ، ولعلها سميت بذلك لابتلاعها المياه التي تمطرها السحائب لأنها ، رمال بين الثعلبية والخزَيمية بطريق الحاج من الكوفة .

وقال ابن الكلبي : عن الشرقي زرود والشُقْرَة والزَبَذَة بنات يثرب بن قانية بن مهليل بن رخام بن عبيل أخي عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام وتسمى زرود العتيقة .

 وهي دون الخزيمية : بميل ، وفي زرود بركة وقصر وحوض زرود في محافظة بقعاء بمنطقة حائل.

يا طيب : عرفت أن زرود بعد الخزيمية بما يقارب الكيلومترين ، ولذا سميت أحدهما باسم الأخرى ، وإن الإمام عليه السلام أقام بالخزيمية أي بزرود يوما كاملا ، ويعني أنه يوم 14 من مسيره كانت هذه الحوادث ، ويمكن أن يقال يوم 22 ذي الحجة سنة 60 هـ .

[38]  الثعلبية: منسوب بفتح أوله. من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقُوق وقبل الخُزَيمية وهو ثُلثا الطريق وأسفل منها ماء يقال له الضوَيجعة على ميل منها مشرف ثم تمضي فتقع في برك يقال لها برك حمد السبيل ثم تقع في رمل متصل بالخزيمية ، معجم البلدان ج1ص450 .

وقال في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ج1ص121 :

 ومن مدن البادية مدينة الثعلبية وبها مجتمع للعرب وبها سوق عامرة .

يا طيب : والثعلبية : الآن تسمى بـ بدع خضراء ، وتقع شمال شرق حائل بنحو 270كم ـ

والثعلبية : على بعد ثلث الطريق من الكوفة ، ومن مكة المكرمة ثلثي الطريق ، يعني الإمام فيها قد قطع ثلثي الطريق تقريبا ، وهنا في اليوم 15 الخامس عشر من يوم رحيله إلى الله وفي سبيله ليصلح ما فسد من أمور المسلمين ، ومن هجرته المباركة إلى محل شهادته في كربلاء .

 وذلك لأن الثعلبية تبعد عن مكة المكرمة : 899080 مترا . أي ما يقارب التسعمائة كيلومتر ، وبقسمته على معدل المسير له عليه السلام 61117 مترا ، يكون في اليوم 15 الخامس عشر لأن بات يوما في المنزل السابق ، ويكون الإمام في المنزل 18 الثامن عشر بالنسبة للسير والمبيت المتوسط وما عرفت من المنازل وعددها بين مكة المكرمة والكوفة .

[39] الإرشاد ج2ص74 ، بحار الأنوار ج40ب37ص372ح2. والارقال : ضرب من الخبب ، وهو ضرب من العدو .

[40]مثير الأحزان ص44 .

[41] الإرشاد ج2ص75 ، بحار الأنوار ج40ب37ص374ح2.

[42] كتاب الملهوف ص 60 - 62 ، بحار الأنوار ج40ب37ص368ح2.

[43] الإرشاد ج2ص82 ، بحار الأنوار ج40ب37ص379ح2.

[44] مستدركات علم الرجال 2|33: بشر بن غالب الأسدي الكوفي، من أصحاب الحسين والسجاد، قاله الشيخ في رجاله، والبرقي عده من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجاد، وأخوه بشير، رويا عن الحسين دعاءه المعروف يوم عرفة بعرفات...

[45] أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. بحار الأنوار ج40ب37ص313ح1.

[46] كتاب الملهوف ص 60 - 62 ، بحار الأنوار ج40ب37ص367ح2.

[47] اللهوف ص70 .مثير الأحزان ص46.

[48]بحار الأنوار العلامة المجلسي ج 26ص157ب11ح1. بصائر الدرجات ص 5.

[49] زبالَةُ : بضم أوله. منزل معروف بطريق مكة من الكوفة وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية ، وقال أبوعبيد الشَكُوني : زُبالة : بعد القاع من الكوفة وقبل الشقوق فيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد، ويوم زبالة من أيام العرب .

قالوا : سميت زبالة بزبلها الماءَ أي بضبطها له وأخذها منه , معجم البلدان ج2ص387 .

وقال في الروض المعطار في خبر الأقطار ج1ص284 : وكانت  فيما سلف مدينة، وما بها الآن إلا رسم محيل وموضع يأوي إليه المسافرون، وليست بمدينة ولا حصن.

ويا طيب : بين مكة المكرمة وزبالة 1042860مترا .وبقسمته على معدل المسير ، يكون : 61117مترا يكون اليوم 17 السابع عشر أو 18 الثامن عشر من مسيره لأنه بات يوما كاملا في الخزيمية ، وإن الإمام بعد سماعه بمقتل مسلم في الثعلبية قبل ثلاثة أي أيام ، وعبد الله بن يقطر رسوله إلى أهل الكوفة ، وإن الإمام عليه السلام أرسله لأهل الكوفة يخبرهم بقدومه .

[50] الإرشاد ج2ص74 ، بحار الأنوار ج40ب37ص374ح2.

[51] تاريخ الطبري ج3ص303 .

[52] كتاب الملهوف ص 64 و 65 ، وفيه " فما بال متروك به المرء يبخل " ورواه في كشف الغمة ج 2 ص 202 . بحار الأنوار ج40ب37ص374ح2.

ويا طيب : مر أن الفرزدق لقي الحسين عليه السلام قرب مكة ، بعد التنعيم أو الصفاح فراجع ، وهو القول الأنسب ، لأن الفرزدق قال : أنه لاقى الإمام حين دخوله مكة المكرمة وهو يريد الحجة مع أمه ، ولابد أن يكون قد قرب موعد الحج وقبل زمانه وأقربه هو يوم التروية ، أو لعله رجع من الحج مسرعا ليلقى الإمام ، لأنه من الموالين لآل محمد صلى الله عليهم وسلم  فلاحظ ، وسيأتي في القبس الآتي خبر موالي آخر حج ورجع مسرعا ليتقي الإمام ويستخبر حاله .

 

[53]بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديمج3ص29. وفي بحار الأنوار ج40ب37ص368ح2 عن الرياشي .

[54]العَقبة : بالتحريك وهو الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب إلى صعود الجبل والعقبة. منزل في طريق مكة بعد واقصةَ وقبل القاع لمن يريد مكة وهو ماء لبني عكرمة من بكر بن وائل  ، معجم البلدان ج3ص237  وتسمى عقبة الشيطان لصعوبتها بالنسبة لغيرها من الطريق.

ويا طيب : وتوجد مناطق كثيرة تسمى بالعقبة لضيق المسلك فيها ، وبالخصوص العقبة في مكة وهي مكان بين منى ومكة، بينها وبين مكة نحو ميلين ، والتي حصلت فيها بيعة العقبة من الأنصار وأهل المدينة للنبي الأكرم قبل هجرته وهي من الحوادث المهمة في تأريخ الإسلام ، والعقبة التي كاد فيها المنافقون النبي الأكرم حين رجوعه من غزوة تبوك فنجاه الله وفيها أحاديث كثيرة وقصة عجيبة وقى الله النبي الأكرم شرها وشر أصحابها ، وتوجد غيرها الكثير.

ويا طيب : هذه المنطقة العقبة في مسير الإمام من مكة إلى الكوفة ، هي بعد زبالة المنزل السابقة و القاع منزل لم يذكر فيه حادثة ولا حديث ، فبعد يومين من زبالة وصل الإمام العقبة ، والعقبة المنزل الخامس من الكوفة أي على بعد 236 كيلومتر ونصف تقريبا ، وهي المنزل الثاني والعشرون لمن يقصدها من مكة ، وإن الإمام سار حتى العقبة وبينها وبين مكة المكرمة 1130220مترا ، و بقسمته على معدل السير 61117 مترا ، يكون ثمانية عشر يوما أو 19 تسعة عشر يوما لأنه بات يوما في الثعلبية ، أي اليوم 27/12/60 هـ.

[55] الإرشاد ج2ص76 ، بحار الأنوار ج40ب37ص375ح2.

[56] كامل ‏الزيارات ص75ب23ح14.

[57] الإرشاد ج2ص72 ، بحار الأنوار ج40ب37ص371ح2.

[58] بحار الأنوارج41ب75ص4ح2.

[59] كتاب الملهوف ص 62 - 64 ، بحار الأنوار ج40ب37ص372ح2.

[60] الإرشاد ج2ص73 ، بحار الأنوار ج40ب37ص372ح2.

[61] دلائل‏ الإمامة ص74 .

 

 

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com