هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الأول
إشراق نور إمامي الهدى الحسن و الحسين عليهم السلام
في الأرض بولادتهما وصباهما والمكرمات التي حفتهما

في هذا الباب : أهم الأنوار التي حفت الحسنين عليهم السلام في يوم ولادتهما وحينه وبعده ، وما يتعلق بما شرفهما الله به من الفضائل والمناقب الكريمة لكونهما سيكونان ولاة المؤمنين وعظماء زمانهما بعد جدهم وأمهم وأبيهم صلى الله عليهم وسلم أجمعين

مصباح هدى
ولادة العظماء تحفها مكرمات تدل على فضل الله عليهم
وتعرف عباد الله أهمية وجودهم

النور الثاني

نور في ولادة الأنبياء حتى الإمام الحسين مع مختصرا في حياته

 

الإشراق الأول :

 ينورنا آيات تجمع ولادة الأنبياء وتعرفنا شأن الإمام الحسين وآله :

 يا طيب قد عرفت : سنة الله تعالى في الوجود حيث يجعل دينه وتبليغ هداه تبليغا أوليا أو شرحا بما لا يصح الاختلاف عنه والعدول عنه عند أفضل خلقه ، وبهذا نعرف إن دين الله متقن حسن عند ولاة أمره وأئمة الناس الصابرون ، ولا يحق لضال وإمام ضلال أو صاحب قياس يعرف دين الله ، فإنه دين الله واحد من عند الله الواحد ولا يرضى بالاختلاف فيه مذاهب وأحزاب .

 فإنه يا أخي : إن في زمن الأنبياء وبعدهم كان يختلف الناس ويُضيعون هدى الله ، وكلا يعرف توحيد الله فضلا عن باقي العبادات بمذهب يخالف الآخر ويتصور إنه هو صاحب الدين الحق ، ومن غير برهان له ، أو يخترع لإمام مذهبه ودينه فضائل ويعرفه بلباس الحق ويصدق به من يأتي بعده ، وهذا ليس بشيء من الدليل والبرهان .

بل الناس : لم يؤمنوا بعيسى فضلا عن يحيى الذي أهدي رأسه لبغي من بغايا بني إسرائيل بعد إن قتلوه ، وعيسى رفعه الله وأوذي يحيى عليهم السلام ومريم وكل الأنبياء مع ما كرمهم الله من هداه ، ومع ما عرف فضلهم وبين من أول يوم وجودهم أهميتهم وشرفهم بما يجعل أقس الناس أن يوقن بفضلهم فضلا عن كل طيب ، فيؤمن بما يقولون من هدى الله بعد إن عرف شأنهم من أول يومهم في الدنيا ، ولكن تعمى القلوب المريضة التي تخضع لأئمة الضلال والعياذ بالله ، فكانوا يقتلون الأنبياء والأئمة في الزمان السابق ، وفي الإسلام كما قتل الحسين وأخيه وأبيه وأبناءه عليهم السلام ، وكما قتل الأنبياء السابقون مع كرامتهم عند الله ، والله يختبر عباده ومن يخلص له بدينه الحق فيكرمه يوم القيامة بفضله العظيم حتى يجعله مع الأنبياء في أعلى مقام المجد ، وبكل نور وجودي ومحيط كامل في الكرامة والشرف الدائم ، ويخسر المبطلون والضالون وأتباعهم ممن تبع كبراء قومهم مع ضلالهم عن الحق .

فإنه يا طيب : إن البرهان الحق والدليل المتقن الواقعي الصادق ، هو أن نعرف سنة الله في الوجود في اصطفاء الأخيار الكرام ، ومن ذرية بعضها من بعض قد فضلوا وعرف الله تعالى فضلهم في كتابه ، وشرح لنا أهمية وجودهم وعرفنا كثير من الخصال والفضائل لهم في كلامه المجيد ، وبهذا نعرف أئمة الحق المنعم عليهم حقا بهدى الله تعالى ، ويجب أن نقتدي بهم فنعبد الله تعالى بما يحب ويرضى سبحانه .

وهذه يا طيب : قصة تكريم الأنبياء والأوصياء والمفضلون في البشر المختصون بتعريف هدى الله في آيات مجموعة في محل واحد من أول الوجود من آدم عليه السلام حتى نبينا وآله حتى الحسين صلى الله عليهم وسلم ، وهي تبدأ بتعريف فضل الله على نبينا وآله وتختم بهم فتدبر قوله تعالى :

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا الله وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)

إِنَّ الله اصْطَفَى

آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)

 ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)

إِذْ قالتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)

فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قالتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَالله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذريتها مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا

كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قال يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قالتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)

هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قال رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ الله وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ (39) قال رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قال كَذَلِكَ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قال رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قال آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41)

 وَإِذْ قالتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)

ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ

وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)

 إِذْ قالتْ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ (46)

قالتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قال كَذَلِكِ الله يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (48) وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ الله وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَِلأَحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا الله وَأَطِيعُونِي (50) إِنَّ الله رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قال مَنْ أَنْصَارِي إِلَى الله قال الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ الله آمَنَّا بِالله وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)  رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ الله وَالله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قال الله يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)  وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَالله لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قال لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (60)

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا

 نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ   وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ    وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ

ثُمَّ نَبْتَهِلْ   فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ الله وَإِنَّ الله لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63) } آل عمران .

يا طيب : نزول هذه الآيات الكريم بهذا التعريف الواسع لسنن الدين في تكريم أولياء الله وذرية بعضها من بعض في الكرامة من آدم عليه السلام حتى عيسى وبيان لتفصيل في ولادته ، ثم يعرفنا شرف أولياء دينه وضرورة إتباعهم ليحبنا الله كما في أول الآيات ، ثم تختم بنبينا وآله الصادقين المصدقين ويجعل اللعنة على من يكذبهم ، وإن الإمام الحسين هو أصغر من جاء للمباهلة بأمر الله تعالى ، ولو يعلم الله عليه الكذب لما أمر الله أن يأتي به مع آله ولا يأمره النبي أن يؤمن على كلامه حتى يرفع ويستجاب فتصب اللعنة على من يكذبه ، ولكنه الله تعالى لعن من كذبه وكل من حاربه ، ورضي بمن حاربه إمام أو معرف لدين يخالف الإمام الحسين عليه السلام وآله لأنه لا يصدق بالحسين ويكذب منهجه .

 ولذا هذه الآيات الكريم : تعد من الآيات التي تعرف شأن كل هداه التأريخ وفضلهم حتى الإمام الحسين عليه السلام ، لأنه في يوم المباهلة حاء عن اليعقوبي في تأريخ وغيره إنه :

كتب صلى الله عليه وآله وسلم إلى نجران : بسم الله ، من محمد رسول الله ، إلى أسقفه نجران : بسم الله .

فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب .

 أما بعد : ذلكم فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فالجزية ، وإن أبيتم آذنتكم بحرب والسلام .

وقدم عليه أهل نجران : ورئيسهم أبو حارثة الأسقف ، ومعه العاقب والسيد وعبد المسيح وكوز وقيس والايهم ، فوردوا على رسول الله .

فلما دخلوا أظهروا الديباج والصلب ودخلوا بهيئة لم يدخل بها أحد .

 فقال رسول الله : دعوهم ، فلقوا رسول الله فدارسوه يومهم وساءلوه ما شاء الله . فقال أبو حارثة : يا محمد ! ما تقول في المسيح ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم: هو عبد الله و رسوله .

 فقال : تعالى الله عما قلت ، يا أبا القاسم هو كذا وكذا .

ونزل فيهم : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قال لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُنْ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (60)

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ

تَعَالَوْا  نَدْعُ

 أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ    وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ   وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ  

ثُمَّ نَبْتَهِلْ    فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) } آل عمران .

فرضوا بالمباهلة .

 فلما أصبحوا قال أبو حارثة : انظروا من جاء معه .

وغدا رسول الله آخذا : بيـد الحسن والحسين

 تتبعه فاطمـة  و علي بن أبي طالب بين يديه .

وغدا العاقب والسيد بابنين لهم :عليهما الدر والحلي وقد حفوا بأبي حارثة . فقال أبو حارثة : من هؤلاء معه ؟

 قالو : هذا ابن عمه وهذه ابنته وهذان ابناه . فجثا رسول الله على ركبتيه ثم ركع .

فقال أبو حارثة : جثا والله كما يجثو النبيون للمباهلة .

فقال له السيد : ادن يا أبا حارثة للمباهلة .

 فقال : إني أرى رجلا حريا على المباهلة ، وإني أخاف أن يكون صادقا ، فإن كان صادقا لم يحل الحول وفي الدنيا نصراني يطعم الطعام .

قال أبو حارثة : يا أبا القاسم لا نباهلك ولكنا نعطيك الجزية .

 فصالحهم رسول الله : على ألفي حلة من حلل الأواقي ، قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك [1].

يا طيب : وقصة المباهلة مشهورة وإن آياتها تعلمنا معارف في معرفة أئمة الحق والهدى وولاة دين الله الصادقين على طول التأريخ ، وتعرفنا أصـغـر من جاء للمباهلة مع نبينا وهو الإمام الحسين عليه السلام ، ويعرفنا الله شأنه كما عرفت من شأن الأنبياء ، وسوف تأتي آيات مؤولة فيه تعرف إنه أفضل مصداق لها ، بل كانت في آيات المباهلة والتطهير وسورة الكوثر والإنسان نصا فيه ، بل الضحى والفجر وغيرهن ، وهذه آيات لو تدبرتها وعرفت إنه لم يولد غير الإمام الحسين عليه السلام لستة أشهر فعاش ، لعرفت إنها مختص بالحسين وولادته ، وسنذكر تفصيل لها أكثر يأتي في هذا الباب ، وفي باب الآيات المؤولة في الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه رواية تعرفنا شأن ولادته وتعريفه للنبي وآله ولم تصدق إلا عليه فتدبر :

فعن سالم بن مكرم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 لما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام جاء جبرائيل إلى رسول الله فقال : إن فاطمة ستلد ولدا تقتله أمتك من بعدك .

فلما حملت فاطمة الحسين كرهت حمله ، وحين وضعته كرهت وضعه .

ثم قال أبو عبد الله عله السلام : هل رأيتم في الدنيا أماً تلد غلاما فتكرهه ؟! ولكنها كرهته لأنها علمت أنه سيقتل  ، قال : وفيه نزلت هذه الآية : { وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهً

وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا  حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً

 قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ

وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ  وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي

إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } الأحقاف 15 [2].

يا طيب : إن سنة الرضاعة سنتان وهو الزمان الشرعي المفضل في الإسلام ، والسنتان هما أربعة وعشرون شهرا ، وإن الإمام الحسين ولد لستة أشهر بعد أخيه الحسن عليه السلام ، فيكون ثلاثون شهرا ، وهذه الإشارة بالتصريح من الله ليعرف الإنسان بل يسأل ما خبر هذه الآية ، وإن كل إنسان لم تصدق عليه لأنهم لا يوجد من يولد لستة أشهر في ذلك الزمان فيعيش إلا الحسين عليه السلام ، فهذه كرامة الله لأهل البيت بل لنا يعرفها أئمتنا ولنتبع الحسين ونحيي منهجه ونزوره ونقرأ عنه ونتعرف على سيرته ، ليكون لنا قدوة و أسوة هو وآله صلى الله عليهم وسلم .

 فإن الله ورسوله : عرفنا شأنهم الكريم وسيأتي بيان في هذا الجزء عن خصائص ولادته ومع رسول الله في صباه يعرفنا كثر من شأنه الكريم ، فتدبر وأتلو الحديث الآتي لتعرف بعض فضله ، وقد ذكرنا بابا مختص بآل النبي في صحيفة ذكر الإمام علي عبادة فراجع معارف كريمة تعرفنا سبب إشارة النبي لفضل أهل بيت وتعريفهم للناس بكل كرامة ومنقبة ، وهو ليتيقنوا أنهم هم ولاة أمر الله بعده حتى لو حسدهم الناس وأقصوهم ، فإنه كثير من الأنبياء لم يحكموا بل قتلوا ولكن دين الله عندهم وكان واجب على الناس أن يقتدوا بهم ويتبعوهم عن حب ، وهذه سنة الاختبار الإلهي لنعرف فضل الله على عباده المكرمون فنتبعهم بأي حال لهم ، وبالخصوص بعد أن عرف ملاك الإمامة وهو الصبر في جنبه وإقامة دينه بكل إخلاص ، وإذا عرفنا كلام الله تعالى نذكر حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتدبر :

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ 

 قال : ذلك نفسي .

 قلت : فما تقول في الحسن والحسين ؟

 قال : هما روحي ، وفاطمة أمهما ابنتي ، يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سره ، اشهد الله إني حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، يا جابر إذا أردت أن تدعو الله فيستجيب لك ، فادعه بأسمائهم ، فإنها أحب الأسماء إلى الله عز وجل [3].

ولكن القوم : تنكروا لهم بعد رسول الله ولم يعرفوا لهم حرمة ، وحاربوهم بكل وسيلة ، ومنعوا الناس حتى التعلم منهم هدى الله ، وأخذ كعب الأحبار صدر المجلس والفتوى ثم أبو هريرة الذي جعله معاوية حاكم على المدينة ، وهكذا أخذوا يشترون الذمم والضمائر حتى يمنعوا التعلم من الحسين وآله، ولكن لله سبحانه في عباده : مصباح هدى ينور به قلوب الطيبين الذين يتبعون الحق ، وسفينة نجاة لمن يحب أن يهتدي ، وعليه أن يركب بها فينجى من الضلال ، ويتنور قلبه لإيمان الحق حقا  .

ويا طيب : إذا أردت معرفة المزيد عن نور ولادة نبينا محمد صلى الله عليه وآله والأحداث الشريفة الحافة به ، فراجع صحيفة النبوة الأصل الثالث للدين لمعرفة الكرامات الحافة بولادته الشريفة وما حصل من الأنوار الباهرة والمشيرة لتدمير الشرك وخزي حزب الشيطان ، وبها تعرف نور الله الذي هو رحمة للعالمين والنازل في نبينا الكريم والظاهر منه إلى يوم القيامة ، أو راجع صحيفة الإمام علي عليه السلام لمعرفة تحيق شيق حول ولادته في الكعبة ولأقوال فيه وما ذكر في الكتب المتقدمة للعامة والخاصة عنه ، وهكذا راجع صحيفة فاطمة الزهراء لترى أنوارها في الملكوت والأرض وأسباب تسميتها الشريفة ، ولا نكرر البحث هنا لأنها بحثت في محلها من موسوعة صحف الطيبين ، وأما ولادة الإمام الحسن عليه السلام ، فهي مع الإمام الحسين عليه السلام متحدة ونتعرف على بعض شأنها في تفاصيل سفينة النجاة الآتية .

وإذا عرفت يا طيب : الأنوار المشرقة من نور مصباح الهدى للباب الأول من هذا الجزء والذي خصص بنور ولادة الأنبياء ورعاية الله بهم من هذا اليوم الشريف لهم ، وحتى عرفنا ضمنا نور ولادة الإمام الحسين عليه السلام والذي هو أصغر مذكور في كتاب الله في آية المباهلة الشريفة والتطهير والقربى والكوثر وغيرهن في ذلك الزمان ، حق لنا الآن أن ندخل في النور الثاني لمعارف مشارق زمـــان ظهوره نور الحسين وآله في الأرض ، ثم ندخل بعده في سفينة النجاة التي حل بها الإمام الحسين في الأرض ورعاية الله به ، وتفصيل أحوال ولادته والأحداث الشريفة التي حفت به ، وبعده في أحوال صباه وغيرها من المسائل المرتبطة بطفولته وطفولة أخيه وصباه ، حتى يأتي باب ثاني في إمامتهما وبه يتم هذا الجزء إن شاء الله .

 

 

 

 

الإشراق الثاني :

اسم الإمام الحسين عليه السلام ومختصر في حياته الشريفة :

يا طيب : قد ذكرنا في الباب الثالث من الجزء الأول معارف كريمة في اسم الإمام الحسين والانتساب إليه ، وأثر وجوده الشريف المثير للتدبر في تأريخ الدين حتى يُعرف محل هدى الله ومسيره في الوجود ، فيعرفنا نور آله الكرام وما يعرفون من هدى الله بكل وجودهم ، وإنه لا يمكن لأحد أن يتجاوزهم لأعدائهم إلا أن يكون قد ضل عن الصراط المستقيم ، وذلك لأنه بشهادته بل بكل تصرف له وما عرف من سيرته وسلوكه ، يُرينا نور الله فيه وفي آله أهل البيت الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، فإن أحببت راجع مختصر معارف أسمه الشريف في الجزء الأول ، أو تدبر هذا المختصر وتفصيله في سفينة النجاة الآتية وبعد أن نتنور بمعارف مصباح الهدى هذا :

فإنه قد جاء : أنه ولد الإمام الحسين عليه السلام في المدينة المنورة عام الخندق سنة 4 من الهجرة النبوية المباركة في يوم الخميس 3 من شعبان ، ويأتي التفصيل.

ويا أخي الكريم : إن في ولادة الإمام الحسين عليه السلام وقبلها كرامات تدلّ على عظمته عليه السلام ، وترينا منزلته عند الله تعالى ورسوله بل والمؤمنين وكل من بقي له شيء من الأنصاف فيعرف الحق عنده ، وبهذه المكرمات والمناقب نعرف شيء مما له من الشأن الكبير في الحفاظ على الدين الحنيف وأسسه ، وما سيقوم به من الدور الخطير في الدفاع عنه وتبيين حقائقه ، وبهذا نعرف ما يجب على المسلمين من الإقتداء به وإتباع إمامته عليه السلام والسير على منهاجه ، و لهذا نذكر هنا في هذا النور شيء من معارف أسمه ، ومختصرا في حياته حتى تأتي مجالس الذكر في سفينة نجاته فنفصل الذكر فيها فتدبر :

الإمام الحسين عليه السلام : هو الإمام الثالث من أئمة الدين الذين اختارهم الله تعالى لبيان تعاليمه بعد نبينا الأكرم خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أحد أصحاب الكساء وهو وأخيه سيدا شباب أهل الجنة .

أسمه الكريم : الحسين .

اسم جده لأمه : نبي الرحمة سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين المصطفى المختار ، و نبينا البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .

اسم أبوه : أمير المؤمنين وصي النبي وخليفته بالحق بلا فصل ، والمدافع عن الإسلام وحامي رسول الله ، الإمام الأول وحجة الله على خلقه بعد رسول الله علي بن أبي طالب ، ابن عم رسول الله ، وأخيه عند المؤاخاة بين المسلمين ونفسه بنص القرآن حسب آية المباهلة ، ونسيبه وصهر على فاطمة بضعته وسيد القربى .

اسم أخيه : السبط الأكبر لرسول الله والإمام الثاني على المسلمين بعد رسول الله ، وهو الحسن بن علي عليهم السلام وهو سيد شباب أهل الجنة .

اسم أمه : هي بضعت المصطفى سيدة نساء أهل الجنة ، فهي أشرف واطهر وأنقى امرأة في الوجود ، فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله وآله وسلم .

أخواته : عقيلة بن هاشم زينب وأم كلثوم ، كما للحسين عليه السلام أخوة وأخوات من أبيه غير هؤلاء ، أعلاهم نقيبه  قمر بن هاشم العباس بن علي ، ثم ومحمد ابن الحنفية وغيرهما .

جده لأبوه :كفيل النبي وحامي رسالته  أبو طالب ابن عبد المطلب ، وهما سيدا قريش ، و أبو طالب ، وعبد الله أب النبي ، إخوة ، وأبوهما عبد المطلب وهم اشرف بيت وأطهر و أنقى عائلة في قريش والعرب والعجم وهم أطهر نسل إبراهيم الخليل  .

جدته لأمه : وهي أول من أسلم على يد رسول الله ، والمضحية بمالها في سبيل إعلاء كلمة الإسلام  ، خديجة بنت خويلد سلام الله عليها ، وبعد أبنتها في الشرف.

كنيته : أبو عبد الله  ، أبو الأئمة ، أبو المساكين .

لقبه : سيد الشهداء ، السيد ، الرشيد ، الطيب ، الوفي ، الزكي ، السبط ، المبارك ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات الله ، سيد شباب أهل الجنة .

زوجاته :

ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي .

أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله التميمي .

شاه زنان بنت كسرى يزدجر ملك الفرس .

الرباب بنت امرئ القيس بن عدي .

أولاده :

الابن الأوسط : هو خليفة الله وحجته على أهل الأرض الإمام الرابع علي بن الحسين عليهم السلام ، والأئمة للمسلمين بعده من نسله ، وكذا نسل العلوي الحسيني منه .

الابن الأكبر : علي بن الحسين الأكبر ، أشبه الناس خُلقاً وخلقاً برسول الله ، وكنيته أبو محمد ، واستشهد معه في كربلاء .

الابن الأصغر : علي الأصغر _عبد الله الرضيع _ واستشهد مع الحسين في كربلاء  عندما طلب له الماء ليسقيه .

كما ذكر أن له عليه السلام أولاد آخرين هم: جعفر ،  محمد ، ومحسن .

وأما بناته :  فهما : فاطمة ، وسكينة وذكر زينب أيضاً.

وكان : نقش خاتمه : حسبي الله .

 

مختصر في أدوار عمره الشريف :

هو الحسين بن علي ابن أبي طالب ، وأمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله .

ولد عليه السلام : في المدينة المنورة في يوم الثلاثاء الثالث من شهر شعبان سنة أربعة من الهجرة عام الخندق على الأشهر وسيأتي بعض التفصيل .

 واستشهد عليه السلام : في يوم الجمعة عاشر شهر محرم الحرام سنة إحدى وستين من الهجرة  ، وعلى هذا .

 فسني عمر الإمام الحسين الشريف في الدنيا كانت :

مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين ، فهذه 7 سنين .

وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة ، أصبحت 37 سنة .

وفي عهد أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين ، فصارت 47 سنة .

وكانت مدة إمامته عشر سنين وأشهرا .

 فأتم عليه السلام  56 سنة وما يقارب النصف .

من يوم ولادته  3\8\4 هـ إلى يوم شهادته 10\1\61 ه

أي ستة وخمسين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام .

فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً .وحشرنا الله معه و سلك بنا سبيله في الدنيا والآخرة ورحم الله من قال آمين .

وبهذا العمر الشريف : عمر الدنيا بتعريفه للصراط المستقيم وبكل وجوده ، وبين نعيم الله الأبدي له ولآله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، وإن من سلك سبيه قد عرف هدى الله بل توحيده بما يحب ويرضى ، ويمكن لمن يسلك منهج الإمام الحسين أن يتحقق بكل يقين بهداه ، ويطمئن بأنه قد عرف دين الله القيم بحق فيخلص له ، وإن من تبع من ضل عنه وحاربه أو خالفه في كلمة ، فقد خالف الله بهداه ولم يعرف دينه الواقعي ، وكان تابع لأئمة الضلال ولو برر دينه وأقام له ألف حجة فهي باطلة ، فإنه ليس بعد الحسين وآله دين لله ولا معارف يعبد بها ، تدبر سنة الله وتأريخ الهداة تعرف الحق وأهله ، وتتيقن إن نور الإمام الحسين لمن تولاه مجد وشرف ونعيم أبدي بفضل الله عليه ، طبعا إن أخلص لله به الدين وأقامه مقتديا بالحسين عليه الصلاة والسلام .



[1] تأريخ اليعقوبي82 ، وأنظر إعلام الورى ج1ص255،إرشاد المفيد 1: 166، مجمع البيان 1: 451، سيرة ابن هشام 2: 222، الطبقات الكبرى 1: 357، دلائل النبوة للبيهقي 5: 382، الكامل في التاريخ 2: 93، البداية والنهاية 5: 54، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 21: 336 | 2 ، وكل من فسر آية المباهلة أو روى شأن نزولها وسيأتي بعض الكلام عنها في الإمامة .

[2] كامل الزيارات ص 55 و 56 .

[3] الاختصاص ص222 .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

 

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام