هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الأول
إشراق نور إمامي الهدى الحسن و الحسين عليهم السلام
في الأرض بولادتهما وصباهما والمكرمات التي حفتهما

في هذا الباب : أهم الأنوار التي حفت الحسنين عليهم السلام في يوم ولادتهما وحينه وبعده ، وما يتعلق بما شرفهما الله به من الفضائل والمناقب الكريمة لكونهما سيكونان ولاة المؤمنين وعظماء زمانهما بعد جدهم وأمهم وأبيهم صلى الله عليهم وسلم أجمعين

مصباح هدى
ولادة العظماء تحفها مكرمات تدل على فضل الله عليهم
وتعرف عباد الله أهمية وجودهم

النور الثالث
إشراق نور الإمام الحسين عليه السلام والأقوال في يوم ولادته

 

يا طيب : نور الإمام الحسين في عالم الملكوت مع آله الكرام عرفته في الأجزاء الأولى وهنا نشير له ، لنبدأ بذكر تاريخ ولادة الإمام الحسين في الأرض والأقوال فيه .

 فنذكر في هذا النور : أولا تذكرة بإشراق نور الحسين وآله في الملكوت الأعلى قبل الأرض ، وبها نختصر ما عرفت من نورهم في الملكوت ، ثم مدة عمره في زمن آله الكرام عليهم السلام ، ثم نذكر الأقوال في زمــان ولادة الإمام الحسين وما يشترك به مع أخيه الأكبر الإمام الحسن عليهم السلام ، وما يحفها من الكرامات والعناية والرعاية من الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

ثم يأتي ذكر سفينة النجاة : وما فيها من ذكر مشارق النور التي ترينا أنوار أيام الولادة للإمام الحسين وأخيه عليهم السلام ، وبعدها تفاصيل أنوار مشارق الحياة المشتركة للإمامين الهمامين قرتي عين الرسول وسيدا شباب أهل الجنة صلى الله عليهم وسلم أجمعين إلى أبد الآبدين ولعنته على أعدائهما في كل حين إلى يوم الدين .

 

الإشراق الأول :

 نور الإمام الحسين  في الملكوت حتى الأرض :

يا طيب : قد عرفت في الأجزاء السابقة وفي صحيفة فاطمة الزهراء وفي شرح الأسماء الحسنى من موسوعة صحف الطيبين كلاما شريفا عن مراتب تولد نبينا الأكرم ثم تجلي نور آله معه، وزمانه في دهر المراتب العالية في الوجود ، ومن قبل العرش وفيه ثم تنزل نورهم للمراتب الأخرى بفضل الله حتى آخر مراتب الوجود الأرضي المشهود ، والآن للتذكرة نذكر حديثا مختصرا واحدا في ظهور نورهم في الأرض حتى الإمام الحسين ، ثم نذكر تأريخ تولده وعمر آله الكرام صلى الله عليهم وسلم حينه فتدبر .

ذكر في دلائل الإمامة : بسنده عن معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : إن الله تعالى خلقني و عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .

 قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟

 قال صلى الله عليه وآله وسلم : قدام العرش نسبح الله و نقدسه و نمجده .

قلت : على أي مثال ؟

قال : أشباح نور ، حتى إذا أراد الله أن يخلق صورنا فصيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء و أرحام الأمهات ، لا يصيبنا نجس الشرك و لا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم و يشقى آخرون .

 فلما صيرنا : إلى صلب عبد المطلب ، أخرج ذلك النور ، فشقه نصفين ، فجعل نصفه في عبد الله ، و نصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة بنت وهب ، و النصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة ، و أخرجت عليا فاطمة .

ثم أعاد عز و جل العمود : إلي فخرجت مني فاطمة ، و أعاده إلى علي ، فخرج الحسن و الحسين ، يعني من النصفين جميعا ، فما كان من نور علي صار في ولد الحسن ، و ما كان من‏ نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأمة من ولده إلى يوم القيامة [4].

وفيه إشارة لقول : حسين مني وأنا من حسين . في معناه العالي ، وإن كان توجد أحاديث بأن : الحسن مني وأنا من الحسن ، وعلي مني وأنا من علي ، وهم نور واحد في المرتبة العالية وهنا ، ولكن من الإمام الحسين يستمر في كل المراتب وساري نور النبي به وفي ذرية إلى يوم القيامة ، أي في الأئمة من ولده عليهم السلام كما سترى في أنوار المشارق الآتية ، بل ولنا نصيب نور هدى منهم إن تبعناهم وتحققنا بنورهم الظاهر في كل تصرف لهم وعلم وفعل وقول .

 

الإشراق  الثاني :

يوم تولد  الحسين وعمر آله الكرام حينه :

يا طيب : وأما تأريخ التولد الأرضي للإمام الحسين عليه السلام : فإن أشهر الأقوال وما أستقر عليه الحال في ولادة الإمام الحسين عليه السلام هو أنه :

 ولد الإمام الحسين عليه السلام : في المدينة المنورة :

في يوم ثلاثة من شهر شعبان سنة أربعة من الهجرية ، أي في يوم 3\شهر شعبان 8\ سنة 4 للهجرة عام غزوة الخندق الأحزاب وبعد ولادة أخيه الحسن بعشرة أشهر وأيام وكان مدة حملة ستة أشهر ، على أشهر الأقوال ، بعد أن علقت به أمه بعد الإمام الحسن بأربعة أشهر وأيام ، لأنه المتعارف لا يكون حمل بعد أيام من ولادة أخيه الأكبر بل يترك مجال لترتاح الأم وهذا معروف في كل فارق بين ولدين .

وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تعدى 56 سنة وبأشهر خمسة وسبعة أيام ، من 17 ربيع قبل 53 سنة من الهجرة حتى شهر 3 شعبان شهر 8 سنة 4 من الهجرة ، حين ولد الإمام الحسين على قول سنة 4 للهجرة ، لأنه بعث وعمره 40 سنة و13 في مكة ، و4 سنين في المدينة إلا أشهرا حين ولد الحسين ، فيكون عمر رسول لله حين رزق بحفيده وسبطه الحسين 56 سنة وأربعة أشهر و16 يوما .

وأما عمر أبيه علي بن أبي طالب حين ولد الإمام الحسين : يقارب 26 سنة و20 يوما تقريبا ، لأنه ولد الإمام علي عليه السلام في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب بعد مولد الرسول صلى الله عليه وآله بـ 30 سنة من عام الفيل ، سنة 10 قبل البعثة في 13 رجب ، أي سنة 23 قبل الهجرة إلا 7 أشهر منها ، والحسين ولد سنة 4 إلا 8 أشهر من الهجرة 3 شعبان ، فيكون عمره حين والد الحسين 26 سنة و20 يوما على فرض الأشهر 30 يوما .

وأما عمر أمه الصديقة فاطمة الزهراء عليه السلام حين ولد الإمام الحسين عليه السلام : يقارب 12 سنة ، فعلى ما روي أن فاطمة عليه السلام ولدت بمكة بعد المبعث بخمس سنين في العشرين من جمادى الآخرة . أي ثمان سنوات وستة أشهر في مكة ، وسنة ونصف حتى تزوجت في المدينة ، فكان عمرها عليها السلام عشر سنوات حين تزوجت بالإمام علي ، وحين ولدت الإمام الحسن عمرها أحد عشر سنة ، وحين ولدت الإمام الحسين عمرها يقارب اثني عشر سنة .

وأما فارق العمر مع الإمام الحسن عليه السلام : الذي ولد سنة 15 شهر رمضان شهر 9 سنة 3 للهجرة ، والإمام الحسين ولد يوم 3 شهر شعبان 8 سنة 4 للهجرة ، فيكون الفارق يقارب عشرة أشهرا وثمانية عشر يوما أو عشرون يوما أذا قلنا 5 شعبان ، خمسة أشهر وعشرون يوما حتى علق الحسين بعد ولادة أخيه تقريبا ، وستة أشهر كان زمان حمله عليه السلام حسبة أية : 

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }الأحقاف15 .

 والله العالم بالتأريخ : لأنه من مظلومية أهل البيت عليهم السلام حين تولى من أقصاهم عن الحكم وطغى بعدهم الحكام وأتباعهم حتى حاربوهم وقتلوهم ، كان في كل الزمان بعد رسول الله يخاف الناس أن يتصلوا بأهل البيت عليهم السلام ، فلم تعرف كثير من خصوصيات حياتهم إلا القليل ، وإن تأريخ حياتهم عرفه الخاصة ، ونقلوا الأقوال في يوم مولد الإمام الحسين عليه السلام، وإن كانت متفقة على مبادئ عامة كتسليم نزول الآية أعلاه ، وإن مدة الحمل ستة أشهر ، ولكن تطبيق التأريخ يصح بأقل الطهر على قول منها ، والباقي إن سُلم تولد الحسين سنة أربعة وفي ثلاثة شعبان أو خمسة لا يسعه إلا أن يذهب إلا ما ذكرنا ، وإما مَن أختار ولادة الإمام الحسين عليه السلام آخر ربيع سنة ثلاثة فهو يطابق حديث الطهر وهو مفرد ، ويكون مخالف المشهور من ولادة شعبان ، ولكن المعروف اليوم في ولادة الإمام الحسين عليه السلام هو ثلاثة شعبان ، وبه يحتفل الموالون وفي يوم أربع مولد أخيه أبا الفضل العباس وفي يوم خمسة شعبان مولد أبنه علي بن الحسين عليهم السلام.

 

الإشراق الثالث :

أشهر الأقوال في ولادة الإمام الحسين عليه السلام :

وفيه أشعة تنورنا : المختار من يوم ولادته والأقوال فيه  :

 

الإشعاع الأول : ولد الحسين في شعبان سنة أربعة للهجرة :

يا طيب : الأكثر قالوا : ولد الإمام الحسين في سنة أربعة للهجرة عام الخندق وفي شبعان منه .

 والقول الثاني : في سنة ثلاثة للهجرة ولم يثبت .

ثم هنا قولين في يوم ولادته من شعبان :

 الأول : وهو المختار هو يوم ثلاثة شعبان ، وتؤيده أقوال وتؤيده الزيارة الواردة في هذا اليوم كما سيأتي ذكرها والدعاء فيها .

وفي هذا الإشراق : نعمم بحث هذا الإشعاع لمن قال في شعبان سنة أربعة وإن أختلف باليوم بين الثالث والخامس لما ستعرف في أخر البحث الجمع بينها:

قال في البحار : قال في المنتقى في سياق حوادث السنة الرابعة ، و فيها ولد الحسين عليه السلام لثلاث ليال خلون من شعبان [5].

وذكر في روضة الواعظين : و ولد أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام بالمدينة يوم الخميس أو يوما الثلاثاء لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، بعد أخيه بعشرة أشهر و عشرين يوم [6].

ذكر في المناقب فصل في تواريخه و ألقابه عليه السلام :  ولد الإمام الحسين عليه السلام : عام الخندق في المدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، بعد أخيه بعشرة أشهر و عشرين يوم ، و روي أنه لم يكن بينه وبين أخيه إلا الحمل والحمل ستة أشهر .

عاش مع جده : ست سنين و أشهرا ، و قد كمل عمره خمسين . و يقال : كان عمره سبعا و خمسين سنة و خمسة أشهر ، و يقال : ست و خمسون سنة و خمسة أشهر ، و يقال : ثمان و خمسون . و مدة خلافته : خمس سنين و أشهر في آخر ملك معاوية و أول ملك يزيد .

قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص : و خولي بن يزيد الأصبحي ، و أحتز رأسه سنان بن أنس النخعي و شمر بن ذي الجوشن ، و سلب جميع ما كان عليه إسحاق بن حيوة الحضرمي ، و أمير الجيش عبيد الله بن زياد ، وجه به يزيد بن معاوية ، و مضى قتيلا يوم عاشوراء ، و هو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال ، و يقال : يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، و قيل : يوم الاثنين بطف كربلاء بين نينوى و الغاضرية من قرى النهرين بالعراق ، سنة ستين من الهجرة .

و يقال : سنة إحدى و ستين ، و دفن بكربلاء من غربي الفرات[7] .

وذكر في البحار عن المصباح : خَرَجَ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ عَلَاءٍ الْهَمْدَانِيِّ وَكِيلِ أَبِي مُحَمَّدٍ ع أَنَّ مَوْلَانَا الحسين عليه السلام :

 وُلِدَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ . [8]

 وَ رَوَى الحسين بْنُ زَيْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قال وُلِدَ الحسين بْنُ عَلِيٍّ:

لِخَمْسِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ[9]

وذكر في الإرشاد :  الإمام بعد الحسن بن علي عليه السلام .

 أخوه الحسين : بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله  بنص أبيه و جده عليه و وصيه أخيه الحسن إليه . كنيته : أبو عبد الله .

ولد بالمدينة لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة [10].

قال أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين :

كان مولده عليه السلام لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة . وقتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم ، سنة إحدى وستين .

وقيل : قتل يوم السبت . فأما ما تقوله العامة من أنه قتل يوم الاثنين فباطل ، هو شيء قالوه بلا رواية ، روي ذلك عن أبي نعيم الفضل بن دكين والذي ذكرناه أولا أصح ،  وله ست وخمسون سنة وشهور .

وكان أول المحرم : الذي قتل فيه يوم الأربعاء أخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات ، وإذا كان ذلك كذلك ، فليس يجوز أن يكون اليوم العاشر من المحرم يوم الاثنين . قال أبو الفرج : وهذا دليل صحيح واضح تنضاف إليه الرواية . 

وروى سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عليه السلام :

أن الحسين بن علي عليهم السلام قتل وله ثمان وخمسون سنة .[11]

وذكر في كشف الغمة :

قال كمال الدين ابن طلحة : ولد عليه السلام بالمدينة لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، علقت البتول عليه السلام به بعد أن ولدت أخاه الحسن عليه السلام بخمسين ليلة ، وكذلك قال الحافظ الجنابذي .

وقال كمال الدين : كان انتقاله إلى دار الآخرة في سنة إحدى وستين من الهجرة .  فتكون مدة عمره ستا وخمسين سنة وأشهرا .

كان منها مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله: ست سنين وشهورا .

وكان مع أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ثلاثين سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله .

وكان مع أخيه الحسن بعد وفاة أبيه عليهم السلام : عشر سنين .

وبقي بعد وفاة أخيه الحسن عليه السلام إلى وقت مقتله : عشر سنين . 

 و قال ابن الخشاب : حدثنا حرب بإسناده عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : مضى أبو عبد الله الحسين بن علي أمه فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين وهو ابن سبع وخمسين سنة ، في عام الستين من الهجرة ، في يوم عاشورا .

كان مقامه مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله : سبع سنين إلا ما كان بينه وبين أبي محمد ، وهو سبعة أشهر وعشرة أيام .

وأقام مع أبيه عليه السلام: ثلاثين سنة. وأقام مع أبي محمد: عشر سنين.

وأقام بعد مضي أخيه الحسن عليه السلام : عشر سنين .

فكان عمره سبعا وخمسين سنة . إلا ما كان بينه وبين أخيه من الحمل .

 وقبض في يوم عاشورا في يوم الجمعة في سنة إحدى وستين . ويقال : في يوم عاشورا يوم الاثنين ، وكان بقاؤه بعد أخيه الحسن عليه السلام أحد عشر سنة . 

وقال الحافظ عبد العزيز : الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله .

 ولد في ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة .

 وقتل بالطف يوم عاشورا سنة إحدى وستين ، وهو ابن خمس وخمسين سنة وستة أشهر[12].  وستأتي التتمة والمختار في الإشعاع الخامس .

 

 

الإشعاع الثاني: ولد الإمام في شعبان سنة ثلاثة للهجرة :

وذكر الكفعمي في المصباح في فضائل شهر شعبان : و في ثانية سنة اثنتين من الهجرة نزل فرض صيام شهر رمضان ، و في ثالثة ولد الحسين عليه السلام [13].

ذكر الكليني في الكافي في بَابُ مَوْلِدِ الحسين بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام :

 وُلِدَ الحسين بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام : فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ ، وَ قُبِضَ عليه السلام فِي شَهْرِ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَ لَهُ سَبْعٌ وَ خَمْسُونَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ ، قَتَلَهُ عُبَيْدُ الله بْنُ زِيَادٍ لَعَنَهُ الله فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَعَنَهُ الله وَ هُوَ عَلَى الْكُوفَةِ ، وَ كَانَ عَلَى الْخَيْلِ الَّتِي حَارَبَتْهُ ، وَ قَتَلَتْهُ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ الله بِكَرْبَلَاءَ ، يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ الله صلى الله عليهم وسلم [14].

يا طيب : الكليني رحمه الله لم يحددا الشهر والظاهر شعبان ، فيوافق القول الأول في الشهر ويخالفه في السنة ، وإن كان يقصد سنة ثلاثة غير شعبان فهذا هو :

 

الإشعاع الثالث : السنة الثالثة للهجرة في أخر ربيع الأول :

ذكر المفيد في المقنعة : باب نسب أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام و تاريخ مولده و وفاته و موضع قبره .

و الحسين : بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الإمام الشهيد سيد شباب أهل الجنة كنيته أبو عبد الله .

 ولد بالمدينة : آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة، وقبض عليه السلام قتيلا بطف كربلاء من أرض العراق ، يوم الاثنين العاشر من المحرم قبل زوال الشمس سنة إحدى و ستين من الهجرة ، و له يومئذ ثمان وخمسون سنة .

 أمه سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد سيد المرسلين و قبره بطف كربلاء بين نينوى و الغاضرية من قرى النهرين [15].

وذكر في الصراط المستقيم شعرا :

و مولد الحسين في ربيع            لثالث من هجرة الشفيع‏[16]

يا طيب : من أختار هذا القول بأن الإمام الحسين عليه السلام :

 ولد آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، يكون موافقا لما نقل من أنه :  لم يكن بينه و بين أخيه الحسن عليه السلام إلا الحمل ، و الحمل ستة أشهر لكنه يشكل أن يكون سنة ثلاثة بل أربع عام غزوة الأحزاب الخندق .

وأما من ذهب إلى غيره : ذهب إلى أنه كان الحمل بعد أخيه الحسن عليه السلام أربعة أشهر وأياما والحمل ستة أشهر ، فكان الفاصل عشرة أشهر وأيام إما عشرون أو ثمانية عشر بين مولد الحسن والحسين ، وهو حسب كونه ثلاثة شعبان أو خمسة شعبان حسب الروايات .

 والمشهور المتعارف الآن : هو ثالثة شعبان ، ويأخذ الموالون أربعة شعبان مولد أخيه أبا الفضل العباس ، ويوم خمسة شعبان يأخذون مولد علي بن الحسين عليه السلام وهم استمرار لمنهج الحسين وبيان لهداه وتبع له كما هو من رسول الله وتبع له، وهذا القول : بصورة عامة هو قول يصدق الستة أشهر والآية النازلة فيه ، و يذهب أن بينهم عشرة أيام فعلقت الصديقة بالحسين عليهم السلام . والمختار المدة أطول ، والله العالم .

 

 

 

الإشعاع الرابع : خمسة جمادي الأول سنة ثلاثة :

قال في دلائل الإمامة معرفة ولادة أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام :

ولد الحسين : بالمدينة يوم الثلاثاء ، لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث من الهجرة ، و علقت بالحسين أمه بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة سنة ثلاث من الهجرة ، و حملت به ستة أشهر فولدته ، و لم يولد مولود سواه لستة أشهر سوى عيسى ابن مريم قيل و يحيى بن زكريا .

و كان مقامه مع جده : ست سنين و أربعة أشهر ، و بعد جده مع أبيه تسعا و عشرين سنة و أربعة أشهر ، و مع أخيه بعد أبيه عشرين سنين و عشرة أشهر ، و بعد أخيه : أيام إمامته بقية ملك معاوية و من أيام يزيد عشر سنين و ستة أشهر ، و صار إلى كرامة الله عز و جل و قد كمل عمره سبعا و خمسين سنة ، في عام الستين من الهجرة في المحرم يوم عاشوراء و هو يوم الاثنين .

 و كان بينه و بين أخيه : ستة أشهر ، و كان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم  ما بين الصدر إلى الرجلين .

و قتل : في كربلاء غربي الفرات ، قتله عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن ، بأمر يزيد بن معاوية ، أتوه و معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ، منهم ثمانية و عشرون من رهط بني عبد المطلب ، والباقون من سائر الناس [17].

وهذا القول : قولا منفردا ولم يذهب إليه أحد غيره فيما أعلم ، والظهر أن يذهب إلى سنة أربعة لا ثلاثة لأنه في 15رمضان ولادة الإمام الحسن عليه السلام وستة أشهر وخمسين ليلة تصير السنة الرابعة ، إلا أن تكون ولادة الإمام الحسن في السنة الثانية فيصح القول على أن الإمام الحسين ولد خمسة جمادى الثانية سنة ثلاثة.

 

 

الإشعاع الخامس : نقل الأقوال ولم يحدد تأريخ الولادة أو رجح الأول :

يا طيب : تقريبا الآن القول مستقر على ما اخترنا من التاريخ الأول  ، والأكثر أختاره على ما عرفت ، ولكن بعضهم نقل الأقوال كلها ولم يرجح ، ولعله رجح القول الأول من كلامه لأنه قدمه وإن نقل الأقوال بعده ، فيكون موافق لما ذكرنا من التأريخ الأول ، فيتطابق هذا القول مع الأول كما ذكر :

الشيخ المفيد في مسار الشيعة فقال : شهر شعبان :

هو شهر شريف عظيم البركات و صيامه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله ، و في اليوم الثالث منه مولد الحسين عليه السلام .. . و في ليلة النصف منه سنة أربع و خمسين و مائتين من الهجرة كان مولد سيدنا صاحب الزمان صلوات الله عليه و على آبائه الطاهرين . و يستحب في هذه الليلة الغسل و إحياؤها بالصلاة و الدعاء . و في هذه الليلة تكون زيارة سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام[18] . وإن لم يحدد السنة .

 

وقال في إعلام الورى : الفصل الأول في ذكر تاريخ مولده و مبلغ سنه : ولد بالمدينة : يوم الثلاثاء و قيل يوم الخميس : لثلاث خلون من شعبان‏ ، و قيل لخمس خلون منه ، سنة أربع من الهجرة .

و قيل ولد آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، و لم يكن بينه و بين أخيه الحسن عليه السلام إلا الحمل و الحمل ستة أشهر ، و جاءت به فاطمة الزهراء إلى رسول الله فسماه حسينا ، وعق عنه كبشا ، وعاش سبعا وخمسين سنة وخمسة أشهر ، كان مع رسول الله سبع سنين ، ومع أمير المؤمنين سبعا و ثلاثين سنة ، ومع أخيه الحسن  سبعا وأربعين سنة .

 وكانت مدة خلافته عشر سنين و أشهرا ، وقتل يوم عاشوراء يوم السبت وقيل يوم الاثنين وقيل يوم الجمعة سنة إحدى وستين من الهجرة [19].

وقال في مثير الأحزان : كان مولد الحسين عليه السلام : لخمس خلون من شعبان سنة أربعة من الهجرة ، و قيل : الثالث منه ، و قيل : أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث ، و قيل : لثلاث أو لخمس خلون من جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة .  و كانت مدة حمله ستة أشهر ، و لم يولد لستة سواه و عيسى ، و قيل يحيى بن زكريا عليهم السلام . و لما ولد هبط جبرائيل عليه السلام و معه ألف ملك يهنئونه للنبي  بولادته . و جاءت به فاطمة عليه السلام إلى النبي فسر و سماه حسينا [20].

قال في اللهوف : كان مولد الحسين عليه السلام ، لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة ، و قيل اليوم الثالث منه ، و قيل في أواخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة و روي غير ذلك ، و لما ولد عليه السلام هبط جبرائيل و معه ألف ملك يهنئون النبي بولادته و جاءت فاطمة عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسر به و سماه حسينا [21].

 

قال في بحار الأنوار : أقول الأشهر في ولادته صلوات الله عليه أنه ولد لثلاث خلون من شعبان لما رواه الشيخ في المصباح أنه خرج إلى القاسم بن العلا الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام : أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء و ذكر الدعاء[22]، وذكر أقوال نقل غالبها وأضاف في القول أدناه ، وأما الدعاء والزيارة في يوم المولد فستأتي.

وذكر الشيخ عباس القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان في الأنوار البهية :

ولد عليه السلام بالمدينة آخر شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة ، كما اختار ذلك المفيد في المقنعة ، والشيخ في التهذيب ، والشهيد في الدروس ، والبهائي في تاريخه ، وصاحب كشف الغطاء وغيرهم ، وهذا يوافق ما رواه الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 كان بين الحسن والحسين : طهر ، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشراً حيث أراد بالطهر مقدار اقل زمان الطهر ، وهو عشرة أيام ، وروى أيضاً لم يكن بين الحسن والحسين عليهم السلام إلا طهر واحد ، وان مدة حمل الحسين عليه السلام ستة أشهر .

 ولكن المشهور : انه ولد عليه السلام في ثالث شعبان ، واختاره الشيخان في مسار الشيعة ، والمصباح ، وهو يوافق التوقيع الشريف [23].

يا طيب : القول الأول والأخير تقريبا متوافقان على انه ولد الإمام الحسين في شعبان سنة أربعة ، وأما الثاني فأختار سنة ثلاثة وخالفه الأكثر ، فيكون القول المشهور هو قول الأول وعليه الأكثر، وأما القول الرابع فهو منفرد لم يؤيده أحد.

فينحصر القول : في قولين أحدها الأول المشهور . والقول الثالث : في آخر ربيع سنة ثلاثة وتوافقه بعض الروايات ولكنه يخالفه الكثير ، فينحصر القول في القول الأول والله العالم ، وإن الروايات يمكن حملها على أن الطهر أربعة أشهر حتى يتم الحمل الثاني لا عشرة أيام كما هو متعارف في فواصل الحمل ، ولا يثقل  بالحمل بعد عشرة أيام بحمل آخر يتبع الحمل الأول ، فإنه يصعب به المقاربة والحمل إلا أن يقال هذا من جزء عناية الله وشأنه في تقوية عباده حتى يتم نوره كيف يشاء ، فتوافق الروايات القول المشهور أيضا ، فيكون أقل الحمل ستة أشهر ، و يفصل بين ولادة الإمام الحسن والحمل بالحسين بأربعة أشهر وأياما أو عشرة أيام فقط ، والله العالم .

ثم يا طيب : في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ، قد ذكرنا معارف قيمة في سبب عدم معرفة ولادة الأئمة في يوم محدود والحكمة في إخفاءه ، وإنه ليقام مجالس ذكر لهم نتعرف بها على تأريخ أهل البيت عليهم السلام بصورة عامة ، وبالخصوص يوم ولادة صاحب الذكرى وفي عدة أيام من السنة ، وذلك لنستلهم منه نور معارف هدى الله والتي أشرقت منه في كل تصرف له سواء من أقواله الشريفة والأحاديث المنقولة عنه ، أو من سيرته وسلوكه وكل تصرف له ، أو حصل في زمانه وتصرفه معه كتقرير وإمضاء له أو نهيه عنه ، أو نتعرف على تأريخ الدين لنعرف شأنهم الكريم في توجيه الناس الطيبين المتصلين به من المؤمنين وكثير من إرشادهم .

وبتكرر ذكرى أهل البيت عليهم السلام : بالخصوص بالأيام المنتسبة لهم سواء في أيام ولادتهم وما يقام من مجالس الذكر التي يجتمع بها المؤمنون ويقدمون بها التهاني ويتهادون التحف أو الحلويات والفواكه ، ويتذكرون أنوار هدى الله ، فتتم لنا مناسبات كريمة نتعرف بها على أئمة الدين في التأريخ الإسلامي . أو في أيام وفياتهم .

وإن الله تعالى في كتابه المجيد : قد كرر لنا ذكر الأنبياء سواء أحوال ولادتهم أو تأريخهم وما كانوا يدعون له من المعارف لنقتدي بهداهم . فكيف بأئمة الدين الإسلامي : والذين يجب أن نقتدي بكل قول وحركه لهم ، ويجب أن نتعلم منهم هدى الله سبحانه وتعالى ودينه القيم وكيفية الإخلاص له سبحانه بما يحب ويرضى .

وأكبر شاهد : على نفع مجلس ذكر أئمة الهدى هو مجالس ذكر الإمام الحسين عليه السلام ، والمنتشرة في كل بقاع الأرض مادام وجود ثلة من الموالين لأئمة الحق وآل محمد بحق صلى الله عليهم وسلم ، فترى مجالس الوعظ والإرشاد وما يذكر من تعاليم الدين وتعريف الحق وأهله فيها وأثرها العظيم ، ولكن للأسف لم يؤخذ ليوم مولده ما يكرر ذكراه إلا ما كان في يوم الثالث من شعبان .

وإن كان يا طيب : يؤخذ مولد الإمام الحسين عنده في كربلاء ، وعند والده في النجف الأشرف بصورة مجللة كريمة وتعقد له حفلات عالمية ، يدعى لها المثقفون من مختلف البلاد ، وتعطى جوائز لأحسن مؤلف كتاب عن الإمام الحسين ، كما إن في يوم مولد أمير المؤمنين يؤخذ عنده حفل كريم ، ولكن في كربلاء أيضا يؤخذ بصورة كريمة مجللة ويعقد حفل توزع فيه جوائز ثمينة لأحسن مؤلف عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وتزين المدينة وتعطر وتوزع الحلوى والشربت في كل مكان منها ، وفي تكايا وأماكن مزينة بما يناسب شأن وشرف ذلك اليوم وجليل حرمته .

و يا طيب : وإن كان يؤخذ مولد الإمام الحسين في ثلاثة شعبان فقط ، لكنه يستمر الاحتفال لأكثر من يوم خمسة شعبان على القول الذي عرفته في يوم مولده في ثلاثة أو خمسة شعبان ، فإنه يستمر من سبعة وعشرين رجب يوم مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل من 13 رجب يوم ولادة أبيه الإمام علي عليهم السلام .

كما إنه في اليوم الرابع من شعبان  : يقام حفل يذكر به مولد أخيه أبا الفضل العباس ويجلل هذا اليوم بذكر مناقبه ويعرف بيوم الوفاء والولاء ، والتضحية والفداء من أجل الحق والثبات على الهدى ، وفي أصعب الصور التي يمر بها المؤمنون حقا .

وفي اليوم الخامس من شعبان : تقام ذكرى يوم ولادة أبنه علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وأيضا يقام حفل كريم جليل له في الأماكن المعدة للتطيب بذكراه ، وهو تبع لوالده في تعريف الدين ومنهج الله الحق عند أولياءه المصطفون الأخيار وأئمة الحق .

و بهذا تكون أيام مباركة في شعبان : تابعة لمود الإمام الحسين عليه السلام ، بل لمبعث جده رسول الله في اليوم المبارك في سبعة عشرون رجب ، بل و تستمر ليوم خمسة عشر من شعبان وهو يوم مولد الحجة بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر وصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وبها تقام أيام حفلات تحف بمولد الإمام الحسين عليه السلام.

 وهي أيام خطبة وعقد وزواج للمؤمنين ، ويجعلون أيام فرحهم في هذه الأيام تيمننا وتبركا بما حل فيها من نور أئمة الحق وبعث نور هدى الله واستمراره إلى يوم الدين ، وبها تقام أيام البهجة والتي يظهر بها المؤمنون حبهم لأولياء الله كلهم فضلا عن أئمة الحق وأصحاب الذكرى ، فجزا الله المؤمنين خيرا ، المحتفلون وكل مَن يقيم هذه الذكرى ويعقد لها المجالس ، ويقدم ما فضله الله به من الكرامة في صرف مبلغ لا يستهان به ، وبتقديم الحلوى أو الفواكه والشرابت وغيرها من الأشربة المحللة وغيرها .

ولذا يا أخي : إن يوم مولد الإمام في ثلاثة شعبان تحفه أياما قبله وبعده يستمر بها ذكر أئمة الحق وآلهم ، وبها تعقد مناسبات فرحهم لأنفسهم ولأئمتهم ، وبها نتيقن بعثت الهدى الإلهي واستمراره حتى مولد إمام العصر والزمان في الخامس عشر من شعبان ، وكلها تحف بمولد الإمام الحسين عليه السلام ، وبمجالس ذكرهم يُشرح هدى الله ، وبها يجتمع المؤمنون بأفراح محللة وفيها كل ما لذ وطاب ويقدم للموالين المحبين لآل محمد صلى الله عليهم وسلم أجمل المأكولات وأجواء الفرح ، ويأتون بأهل المدح والإنشاد فتقام أحسن محافل الذكر والشعر المُعرف لعظماء خلق الله ، وما عرفنا سبحانه من عنايته بخلقه ليعرفوا أئمة هداه المصطفين الأخيار والطيبين الطاهرين حقا ، فبارك الله جهود المؤمنين وكل المحتفلين ، وليخزا أعداء آل محمد في كل حين .

وبعد إن عرفنا : أهم الأقوال في يوم مولد الإمام الحسين عليه السلام وتأريخ تولده الشريف المستمر ذكراه في قلوب المؤمنين وضميرهم هدى ودين ، ندخل في معارف الأحوال الحافة به من المكرمات والمناقب التي فضلته على غيره ، سواء من الله أو رسوله أو آله الكرام كلهم وصحبهم ، أو أحوال الولادة وما كان فيها من تعاليم هدى وسنن وآداب دين تحفها ويجب على المؤمنين أو يستحب مراعاتها .

وأسال الله : أن يجعلنا وإياكم ممن يفرح لفرح آل محمد ويحزن لحزنهم ، ويقتدي بهم ويسير على هديهم ويقيم مجالس ذكرهم بكل مناسبة ممكنة تنتسب لهم ، وبها يذكر معارف هدى الله وتأريخ الدين ، وما يستلهم من إخلاص أئمة الحق في نشر هدى الله وإقامته بما يحب ويرضى ، إنه أرحم الراحمين وهو ولي التوفيق ، وصلى الله على نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .



[4] علل الشرائع ج1ص208ب156ح11 ، وعنه في دلائل الإمامة ص59.

[5] بحار الأنوار ج20ص 182باب 16 .

[6] روضة الواعظين ج1ص153.

[7] المناقب ج4 ص76 .

[8] بحار الأنوار ج 43 ص260ح48.

[9] بحار الأنوار ج 43 ص260ح48.

[10] الإرشاد ج : 2 ص : 28

[11] بحار الأنوار ج44 ص200ح16. مقاتل الطالبيين : ص 54  

[12] أنضر كشف الغمة : ج 2 ص 170 .  ج 2 ص 216 و 217 .  بحار الأنوار ج40ب26ص200ح19.

[13] المصباح ‏للكفعمي ص 513 ف42 .

[14] الكافي ج1ص463.

[15] المقنعة ص 468ح13 .

[16] الصراط المستقيم ج : 2 ص : 216

[17] دلائل‏ الإمامة ص : 71.

[18] مسار الشيعة ص61 شهر شعبان .

[19] إعلام‏ الورى ص : 215

[20] مثير الأحزان ص16مولد الحسين .

[21] اللهوف ص : 14

[22] بحار الأنوار ج 44 ص .202.

[23] ذكر في الأنوار البهية ص84 .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام