هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الثاني
النص والاستدلال على إمامة الحسن والحسين عليهم السلام
ومناقبهما وفضائلهم وما يوجب حبهما والاقتداء بهم

سفينة نجاة

تنورنا الإيمان بمناقب وفضائل أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب حبهم والإقتداء بهم عليهم السلام

في سفينة النجاة هذه : مجالس ذكر لمناقب وفضائل الإمام الحسين عليهم السلام وتنورنا مشارق يقين في ضرورة الإيمان بإمامتهم وولايتهم ، وأنهم في المقام السامي في ذاتهم وصفاتهم، وأنهم في الشأن والمنزلة العظيمة عند الله ورسوله والمؤمنين والمنصفين ، وبأعظم يقين قاطع تنورنا وجوب حبهم والإقتداء بهم و بكل علم وعمل ظهروا به .

 

المجلس الأول

فضائل ومناقب الإمام الحسن والحسين عليهم السلام

تذكرة : تعرفنا سعة وكثرة مناقب وفضائل الإمامين الهمامين :

يا طيب : قد كثرت الأخبار في مناقب وفضائل أهل البيت وبالخصوص الخمسة أصحاب سورة الكوثر والدهر وآية المباهلة والتطهير ، وحديث الكساء ، أقصد نبينا الأكرم والإمام علي وفاطمة والحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم ، لأن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ورسوله بحديث الشريف قد عرفنا أنوار مجدهم وشرفهم وعلو مقامهم السامي في كل شيء ينتسب لهم قبل الدنيا وفيها وبعدها ، وبأنواع كثيرة من مناقبهم سواء العامة بما لهم من الولاية والإمامة ، والظروف التي عاشوها مجتمعين ، أو بما لهم من الحياة الشخصية و المواصفات الذاتية ، أو كلا في عصر إمامته وولايته ، ولذا عقد المؤمنون كتب خاصة في سيرتهم أو جوانب من حياتهم أو ما يخص فضلهم ومناقبهم وشأنهم الكريم ومجدهم التليد وكلا له أسلوبه ، ولذا بعد معارف أصول الدين عقدنا صحف لكل معصوم منهم صلى الله عليهم وسلم ، ونختار لها ما يعرفنا بشأنهم الكريم وحياتهم الطيبة ، ومنهم نستلهم دروس الهدى والصبر في جنب الله والكون معه مخلصين له الدين في كل الأحوال والظروف أبدا .

ولذا كما عرفت : إن ما يحكي عن حياتهم المشتركة يمكن ويصدق أن نضعه في أي صحيفة من صحفهم ، ولذا قسم منها كالسيرة العامة في حياة نبينا الأكرم وضعناها في صحيفة النبوة وقد أخذت كثيرة من جهاد وصبر الإمام علي عليه السلام لأنها تشكل تأريخ الدين وسيرة نبينا في جعله أميرا في كل حرب وغزوة أو أمرا مهما كان في حياتهم المشتركة ، كما إن ما يخص المناقب والفضائل العامة قد ذكرناها في صحيفة الإمام علي عليه السلام لأنه هو الإمام الأول ، وما يخص شؤونهم في أمور العائلة فقد جعلنها صحيفة فاطمة الزهراء عليه السلام ، وأما يخص السيرة المشتركة للإمامين الحسن والحسين فهي بين يديك ووضعناها في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لكي يتوجها لها المؤمنون وينقلوها في المجالس الكريمة التي يعقدوها في ذكره ، ولذا كانت صحيفة الإمام الحسن عليه السلام تخص حياته الشخصية وما بعد الإمامة .

ويا طيب : بالإضافة لما عرفت في صحف النبوة والإمام علي وفاطمة الزهراء عليهم السلام ، هنا حياة خاصة بالإمامين كما عرفت في الباب الأول في هذا الجزء ، وكما يأتي في هذا الباب ، وفي كلها بالإضافة لما تعرف من حياتهم الشخصية وسيرتهم الكريمة ، ترى أن في حياة النبي وآله وسلوكهم بصورة عامة وبالخصوص الحياة العائلية أسوة حسنة للمؤمنين ، ويجب أو يستحب الاقتداء بها وإتباعها لكي يحصل المؤمن الحقيقي على سعادة الدنيا والآخرة ، وما شرفه الله العمل به وفق التعاليم الربانية .

ولما كان لمقام أهل البيت عند الله تعالى : منزلة عظيمة لكونهم صفوة الوجود الذي خلقه وخيرته من أهل الأرض ، فلذا ترى الأحداث الجارية في حياتهم مفعمة بالفضائل والمناقب والجاه العظيم المبين والمفصل والمشار إليه من عند الله تعالى ورسوله الأكرم ، وإن المؤمنون قد اهتموا به اهتماما عظيما ، ولذا قد نقله المخالف حتى يعد من المؤمنين ولا يتهم بالنفاق والمخالفة فضلاً عن المحب والمطيع لهم .

فلهذا يا طيب : لا تجد كتاب من الكتب الذاكرة للسيرة وللتاريخ الإسلامي أو المفسرة للقرآن أو الناقلة للحديث أو الذاكرة للمناقب والفضائل  بل والشعر الذي فيه مدح ، ولم يتعرض لبيان فضائل ومناقب أهل البيت ، ومن يسهو عنها أو يتجاهلها أو يتغافل عنها يعتبر كتابه ناقص ولم يعطي للبحث حقه  ، وقد جفا الله ورسوله ولم يقوم بالواجب المطلوب منه أمام الله ورسوله والمؤمنون والضمير الحر والوجدان السالم ، بل يعتبر من المنافقين والمنبوذين عن معارف الدين .

ولذا كل من ألف في المناقب والفضائل والسيرة والتأريخ والحديث والتفسير : قد نقل من مناقب آل البيت والحسن والحسين ما تيسر له ، وقد ألف البعض كتابا كاملا في فضيلة واحدة كأية التطهير أو المودة أو غيرهما ، و ذكر جميع المصادر والرواة والروايات يستوعب المقال الكثير ، وقد جمع قسما وافرا منها كتاب إحقاق الحق وشرحه ، أو عبقات الأنوار ، وبالخصوص كتب بحار الأنوار ، أو الموسوعات الحديثة التي ألفت في الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام .

 فلذا نقتصر : في هذا المقام بذكر بعض ما تيسر في خصوص مقام ومناقب وفضائل الحسن والحسين عليهم السلام دون ما يعم جميعهم  .

وإن شاء الله : إن تيسر لنا الزمان والحال نتحفكم بذكر الفضائل العامة لآل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وذلك بإتمام صحفهم والأجزاء الباقية منها ، وأسأل الله أن يجعلها تقر عيونكم بقراءتها ، وتفرح قلوبكم بسماعها ، وتلتذ روحكم يا مؤمنين بتلاوتها ، وتقومون بالواجب من الأمر الإلهي الأمر بمحبة ومودة أهل البيت المحمدي صلوات الله عليهم ، بل نشرها وترويجها بين المؤمنين الطيبين ، وجزاكم الله خيرا .

 فإليكم يا مؤمنين : ويا محبين الله ورسوله ما تيسر من معارف إمامة وولاية ومناقب وفضائل الحسن والحسين عليهم السلام بنص كلام رسول الله وآله وما عرفه المؤمنون ، وليترنم محب الله ورسوله بتلاوتها ، ونقل ما جاء في تعريف مجد وشرف وفضائل ومناقب ومكرمات خيرة الله وصفوته من خلقه ، و ليرددها المحب ويعرف فضل الله العظيم على عباده الطيبين الطاهرين ، و يذكر للمؤمنين هذه المكرمات الإلهية لأحب الخلق إليه في الوجود ، وما الحب إلا ذكر المحبوب ومناقبه وفضائله وخصاله وشيمه وأخلاقه .

ويا طيب : كما عرفت أن هذه الصحيفة هي صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، ولذا سنضيف بالإضافة للحياة المشتركة الكريمة مع أخيه الأكبر الإمام الحسن ، أحاديث تخصه بالخصوص ، وهكذا كان العمل في صحيفة الإمام الحسن عليه السلام ، فلذا قد ينفرد عنوان باسم الإمام الحسين عليه السلام لأنه يخصه بالخصوص .

وأسأل الله : أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، فيجعلنا على منهج الإمام الحسين وآله وبكل تعريف دين ظهروا به ، وبكل نور هدى تجلى منهم، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

الذكر الأول

مشارق نور في مجد الإمام الحسن والحسين عليهم السلام

يا طيب : في هذا الذكر نتنور بمشارق شرف الإمام الحسين والذي يعرف مجده في نسبه الشريف ، سواء العلوي أو في النسب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومقامهم العظيم الكريم السامي في قربهم من نبي الرحمة ، وبأحاديث شريفه بالإضافة لما عرفت في الأجزاء السابقة ، أو الباب السابق والمصباح أعلاه .

الإشراق الأول :

 حسين مني وأنا من حسين ، حسين سبط من الأسباط :

روى جمع من المؤلفين والرواية عن الترمذي بسنده ، عن يعلى بن مرة قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 حسين مني وأنا من حسين

أحب الله من أحب حسينا .

حسين سبط من الأسباط [17]

وروى : ابن ماجة في السنن و الزمخشري في الفائق رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحسين يلعب مع الصبيان في السكة فاستقبل النبي أمام القوم ، فبسط إحدى يديه فطفق الصبي يفر مرة من هاهنا و مرة من هاهنا ، و رسول الله يضاحكه ثم أخذه ، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه و الأخرى على فأس رأسه و أقنعه فقبله و قال :

أنا من حسين و حسين مني ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط[18].

 

يا طيب إما : حسين مني وأنا من حسين :

فقد ذكروا معنى كريما له هو : أنه الحسين من النبي وجودا ، والنبي من الحسين بقاء ، والحق : إن الحسين من النبي وجودا وبقاء ، لأنه من نسله في النور والبدن ، ومن أجل أن يبقى دين النبي ضحى بنفسه ليعرف الحق عنده وعند آله الكرام دون غيرهم ، وأما النبي من الحسين ، فهو ليس بقاء بدني فقط بل ودين ، فليس بقاء نسل وذرية مباركة وكوثر الخير والرحمة بما هو نسل ، بل بقاء حقيقته ودينه أيضا .

والحق : إن الحسين من النبي وجودا وهدى وبقاء ، والنبي من الحسين دائما نورا مشرقا ، فإنه وإن كان إن الحسين من نسل النبي أي سبطا له ، والنبي من الحسين في بقاء وجوده المستمر ، لكنه الحق أنه معه هداه ودينه ومنهجه وسبيله ونوره الحق المشرق أبدا بكل معارف الله التي نزلت على نبي الرحمة وظهر بها ، وبما يذكر من معارف هداه الحق في مجالس ذكره ، والتي تعرف حياته الكريمة وسيرته ومنهجه المتصل بآله الكرام والظاهر بسيرتهم وسلوكهم وكل علوم وأحاديث عرفوها بأقوالهم فضلا عن فعالهم ، وإن غيرهم ممن حاربهم وعاداهم وقاتلهم أئمة ضلال أو أتباعا لهم .

ويا طيب : قد عرفنا في كتب الإمامة العامة وفي كتاب صحيفة الثقلين ضرورة وجود حجة لله تعالى على طول الزمان ، وإن الله لم يهمل خلقه بعد تكوينهم أو بعد أن عرفهم نفسه بأكمل دين ، لأنه الاختلاف باقي ومدعين السلطة والطغاة والشيطان ، وهوى النفس وحبها للظهور علما وعملا بأي صورة كانت كثيرة ، ولابد من محقا صادقا بين كل المدعين للإمامة والولاية وقد صدقه الله ورسوله ، وسواء في ذلك أن يكون الحجة لله على عباده نبيا أو وصي نبي .

ولعلمنا بأن النبوة : قد ختمت ، فلابد أن يكون خليفة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إماما وليس بنبي ، وإن كان مقامه قد يفوق مقام بعض الأنبياء لأهمية المهمة الملقاة على عاتقه في هداية الأمة الإسلامية التي هي أفضل الأمم ، ودينها وتعاليمها خاتمة في التعاليم الإلهية وأعلا المعارف الربانية وأكمل تعاليم لله تعالى وغاية المعارف ، وأفضل العلوم الإلهية التي يريدها الله لهداية البشر على طول التاريخ .

فلذا يجب أن يحافظ سبحانه : على المعارف الإسلامية والتي هي أكمل معارف إلهية ، بأوصياء وخلفاء للنبي الأكرم أئمة يكونون قمة في التربية الإلهية والذروة في الكمال في المعرفة الربانية ، ولهم مقام لا يوجد لغيرهم من الأنبياء والأوصياء السابقين على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،  لشأن الإسلام وتعاليمه وأهمية منصب خلافة نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنه بعد الإمام علي والإمام الحسن والحسين عليهم السلام ، كانت الإمام في ذرية الإمام الحسين ، وبقي النبي يشرق به سواء بما يعرف دينه الحق بمجالس ذكره ، أو استمرار الإمامة بذريته على طول التأريخ إمام بعد إمام إلى يوم القيامة .

ولما كان الدين الإسلامي وتعاليمه لجميع البشر : فلابد أن يكون قادته وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أئمة ، وقد أعدهم الله تعالى ورسوله ، إعدادا خاصا ليكونوا قمة في الطهارة الروحية والمعنوية ، وبحيث يكونوا أفضل البشر بعد رسول الله وأكملهم ، ويجب أن يبين مقامهم الله ورسوله ، وهذا ما عرفت وستعرفه بهذه الأحاديث الكريمة ، هذا ، وقد عرفت أن سنة الله في هداة البشر ، بأنهم مطهرون بعضهم من ذرية بعض .

 ولذا كان التأكيد : بأنه هو السبط الذي يكون منه مستمرا وجودا ودينا ، أي بقاء في إشراق نور الله ، وإن كلمة السبط كما جاءت في لسان العرب :

سبط : السَّبْطُ و السَّبَطُ و السَّبِطُ: نقيض الجَعْد .

و شعر سَبْطٌ و سَبِطٌ : مُسْتَرْسِلٌ غير جَعْدٍ .  و رجل سَبِطُ الجسمِ و سَبْطُه  من قوم سِباطٍ : إِذا كان حَسَنَ القَدِّ و الاستواء ؛ قال الشاعر: فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما  عِمامَتُه بَيْنَ الرِّجالِ لِواء  ، و رجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة : سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان :    رُبَّ خالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ     سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ

ومطَر سَبْطٌ و سَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ ، و سَباطَتُه سَعَتُه و كثرته .

و في الحديث : الحسن و الحسين سِبْطا رسولِ الله ، صلى الله عليه و سلّم و رضي عنهما ، و معناه أَي طائفتانِ و قِطْعتان منه ، و قيل : الأَسباط خاصة الأَولاد ، و قيل : أَولاد الأَولاد ، و قيل : أَولاد البنات ، و في الحديث أَيضاً : الحسين سِبْطٌ من الأَسْباط أَي أُمَّةٌ من الأُمم في الخير، فهو واقع على الأُمَّة و الأُمَّةُ واقعة عليه .

و السِّبْطُ من اليهود : كالقبيلة من العرب ، و هم الذين يرجعون إِلى أَب واحد ، سمي سِبْطاً ليُفْرَق بين ولد إِسمعيل و ولد إِسحق ، و جمعه أَسْباط .

و قوله عزّ و جلّ : و قطَّعناهم اثْنَتَيْ عَشْرةَ أَسْباطاً أُمم[19].

وفي حديث رسول الله : أن الحسين سبط ، هو تأكيد معنا أنه منه ، وبه مستمر لا أنه مجعد ملتوي ومعوج كما يكون المعاند له والمنحرف عن سبيله ، بل هو الطريق المستوي والصراط المستقيم في الهدى، وبهذا نعرف أنه سيد المنعم عليهم بعده، وغيره من المغضوب عليهم والضالين لأنه مخالفين لمنهج الحسين وآله الكرام ، وأفترق عنه كما تفرقت اليهود طوائف ومذاهب ، ولذا كان الحسين عليه السلام من النبي وسبطا له خاصا به ، لأنه هو أمة هدى وحق ، ويكون معه كل من سار على منهجه الكريم وطريقه القويم فعبد الله بهدى علمه الحسين عليه السلام وآله صلى الله عليهم وسلم  ، لأنهم لهم شأن واحد كما عرفت وإن كان استمرار الذرية الطيبة الطاهرة من الحسين.

فعن زيد مولى ابن هبيرة قال : قال أبو جعفر عليه السلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خذوا بحجزة هذا الأنزع ، فإنه الصديق الأكبر ، و الهادي لمن اتبعه ، و من سبقه مرق من دين الله ، و من خذله محقه الله ، و من اعتصم به فقد اعتصم بالله‏ ، و من أخذ بولايته هداه الله ، و من ترك ولايته أضله الله .

ومنه سبطا أمتي الحسن و الحسين ، وهما ابناي ، و من ولد الحسين الأئمة الهداة ، و القائم المهدي ، فأحبوهم و توالوهم ، و لا تتخذوا عدوهم وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم و ذلة في الحياة الدنيا ، و قد خاب من افترى [20].

 

 

 

الإشراق الثاني :

الحسن والحسين ذرية رسول الله من الإمام علي :

يا طيب : قد عرفت إن نبي الرحمة في كثير من الأحاديث ذكر إن الحسن والحسين ابناي ، أو ابناي من علي ، أو غيرها من الألفاظ المعطية لهذا المعنى كسبط أو سبطاي ، أو ذريتي أو غيرها ، وقد تم بحث هذا المعنى وفق كتاب الله كما عرفت في المصباح أعلاه ، وهكذا لو تتبعت لأحاديث الباب الأول لوجدت هذا المعنى في أكثر الأحاديث ، كما أن الله كما عرفت نادهم بأنهما أبناه كما في آية المباهلة بل تدل عليه سورة الكوثر ، بل آية الأصلاب و الذرية بعضها من بعض ، والمصطفاة المختارة بأمره تعالى في قول نبي الله إبراهيم عليه السلام لاستمرار الإمامة في ذريته .

وقد عرفت يا طيب : إن في كلام السيد الطباطبائي إن الله في كتابه قد نفى ابن الإدعاء كما كان في الجاهلية ، بل نفى التبني ونفى أن يجعل ولد بل طلب أن ينسب لأبيه وجعله أقرب للتقوى كما في قصة زيد ولم يرضى الله أن يدعى بابن رسول الله ، ولكن أمره بأن يجعل الحسن والحسين سبطاه وأبناه وذريته ، وهذا ما عرفت جليا في أحاديث النبي الأكرم المتكررة ، ولهذا المعنى الذي يرينا أحقية الذرية الطاهرة لنبي الرحمة بالإمامة ، نذكر أحاديث شريفة أخرى فيه ، فتدبر :

في المناقب : عن معجم الطبراني إسناده عن ابن عباس و أربعين المؤذن و تاريخ الخطيب ، بأسانيدهم إلى جابر قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

إن الله عز و جل : جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة .

و جعل ذريتي من صلبي ، و من صلب علي بن أبي طالب .

إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم [21].

وقال المجلسي في البحار : و قيل في قوله : { ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ } إنما نزل في نفي التبني لزيد بن حارثة ، و أراد بقوله : { مِنْ رِجالِكُمْ } البالغين في وقتكم ، و الإجماع على أنهما لم يكونا بالغين فيه [22].

ويا طيب : الآية تذكر أنه ليس أب رجالكم ولا لأحد منكم ، ولم تنفي أبوته لمن يكون من صلبه ، كما في أبنائه : إبراهيم والقاسم والطيب والطاهر ، ولا الحسن والحسين، والذين هما من فاطمة بنته ، وقد عرفت أن الله تعالى قد أمر نبينا الأكرم أن يباهل بهم وصدقهم وناداهم بأبنائنا ، وإذا كانت الإمامة مسمرة بالذرية الطيبين لأنها بعضها من بعض ولم يلتهم شيء ودعاء النبي وعلي لقوله تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَـــامً (74) } الفرقان ، فنعرف أن النسب المطهر مستمر في الحسين ومنه في ولده إلى يوم القيامة لأنهم هم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وهو من إبراهيم أبو الأنبياء صلى الله عليهم وسلم ، وهذه سنة الله في وجود الإمامة والولاية لعباده الطيبين وتعريفهم للمؤمنين .

 

 

 

الإشراق الثالث :

خير أهل الأرض في المناقب و نسباً الحسن والحسين :

مرت المفاخرة بين الحسين وأبيه عليهم السلام : وهي تعرفنا شرفه ومجد في نسبه وبكل ما ينتسب له من صفات ، وهذه أحاديث تسبقها مفاخرة ، وهي تقارن ذلك الحديث وتؤكده وتتممه ، وهو بنص كلام أمير المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطائفة من المؤمنين :

و روى أبو عبيدة قال : كتب معاوية إلى أمير المؤمنين عليه السلام : أن لي فضائل كثيرة كان أبي سيدا في الجاهلية ، و صرت ملكا في الإسلام ، و أنا صهر رسول الله ، و خال المؤمنين ، و كاتب الوحي .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أ بالفضائل يبغي علي ابن آكلة الأكباد ، اكتب إليه يا غلام :

محمد النبي أخـي و صنوي    و حمـزة سـيد الشهداء عمي‏

و جعفر الذي يمسي ويضحي    يطيـر مع الملائكـة ابن أمي‏

و بنت محمد سكني و عرسي    مسـوط لحمها بدمي و لحمي‏

و سـبطا أحمـد ولداي منها     فـأيكـم له سـهم كسـهمي‏

سبقتكم إلى الإســلام طـرا   غلامـا ما بلغت أوان حـلمي

و صليت الصلاة و كنت طفلا    مقـرا بالنبي فـي بطـن أمي

و أوجـب لي ولايتـه عليكم    رسـول الله يوم غديـر خـم

فويـل ثـم ويـل ثـم ويـل    لمـن يلقى الله غـدا بظلمي‏

أنـا الرجـل الـذي لا تنكروه   ليـوم كريهـة أو يـوم سلم

فقال معاوية أخفوا هذا الكتاب لا يقرؤه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب[23].

يا طيب : راجع بحار الأنوار الجزء الثالث والثلاثون أو الأجزاء الأخيرة من كتب الغدير لتعرف أن معاوية كان كاذبا في دعواه ، وأنه صلف يطالب ما ليس له ، وقد ذكر أمير المؤمنين في هذه الأبيات اللطيفة الخفيفة التي يستحب أن يحفظها الإنسان ويحفظها لأهله وأطفاله ومحبيه ، وبها يعرف أولياء دينه ، وأنهم لهم المقام السامي في النسب والدين و في الدنيا والآخرة ، وأنه لهم ولمحبيهم الجنة وكل كرامات القيامة .

 

وهذه أحاديث شريفة : يرويها المخالف والموافق ، وبها نعرف أن خير أهل الأرض والسماء والجنة والملكوت والدنيا والآخرة هم نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، فتدبر بها لتعرف الحقائق الوجودية لأئمة الدين ونسبهم وشرفهم بفضل الله ، وإنها بنص كلمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهي شرح وبيان لما عرفت من سورة الكوثر وآية المباهلة ولا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى والضحى وأنهم نعمة الله عليه التي أمره الله بالحديث عنها :

وذكر في بحار الأنوار : بإسناد الحافظ مسعود بن ناصر السجستاني عن ربيعة السعدي ، قال أتيت حذيفة بن اليمان و هو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال لي : من الرجل ؟ قلت : ربيعة السعدي . فقال لي : مرحبا مرحبا بأخ لي قد سمعت به و لم أر شخصه قبل اليوم ، حاجتك ؟

قلت : ما جئت في طلب غرض من الأغراض الدنيوية ، و لكني قدمت من العراق من عند قوم قد افترقوا خمس فرق ، فقال حذيفة : سبحان الله تعالى و ما دعاهم إلى ذلك و الأمر واضح بين .. إلى أن قال :

 فقال لي : يا ربيعة ، اسمع مني و عه و احفظه و افقه ، و بلغ الناس عني ، أني رأيت رسول الله  .

 و قد أخذ الحسين بن علي : و وضعه على منكبه ، و جعل يقي بعقبه ، و هو يقول : أيها الناس ، إنه من استكمال حجتي على الأشقياء من بعدي ، التاركين ولاية علي بن أبي طالب ، ألا و إن التاركين ولاية علي بن أبي طالب ، هم المارقون من ديني .

أيها الناس : هذا الحسين بن علي .

خير الناس : جدا و جدة ، جده رسول الله سيد ولد آدم ، و جدته خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله و برسوله .

و هذا الحسين : خير الناس أبا و أما ، أبوه علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين و وزيره و ابن عمه ، و أمه فاطمة بنت محمد رسول الله .

و هذا الحسين : خير الناس عما و عمة ، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، و عمته أم هانئ بنت أبي طالب .

و هذا الحسين : خير الناس خالا و خالة ، خاله القاسم بن رسول الله ، و خالته زينب بنت محمد رسول الله .

ثم وضعه عن منكبه : و درج بين يديه ، ثم قال : أيها الناس :

 هذا الحسين : جده في الجنة ، وجدته في الجنة ، و أبوه في الجنة ، و أمه في الجنة ، و عمه في الجنة ، و عمته في الجنة ، و خاله في الجنة ، خالته في الجنة ، و هو في الجنة ، و أخوه في الجنة .

ثم قال : أيها الناس ، إنه لم يعط أحد من ذرية الأنبياء الماضين ما أعطي الحسين ، و لا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله .

ثم قال : أيها الناس ، لجد الحسين خير من جد يوسف ، فلا تخالجنكم الأمور ، بأن الفضــل و الشـــرف و المنزلـــة و الولايــــة ليست إلا لرســـول الله  و ذريتــــه و أهل بيتــــــه ، فلا يذهبن بكم الأباطيل      [24] .

 

وفي كفاية الأثر : بالإسناد عن زيد بن ثابت قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : معاشر الناس ، أ لا أدلكم على خير الناس جدا و جدة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله .

 قال : الحسن و الحسين ، أنا جدهما ، و جدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة .

أ لا أدلكم : على خير الناس أبا و أما ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الحسن و الحسين ، أبوهما علي بن أبي طالب ، و أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين .

 أ لا أدلكم : على خير الناس عما و عمة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله .

 قال : الحسن و الحسين ، عمهما جعفر بن أبي طالب ، و عمتهما أم هاني بنت أبي طالب .

أيها الناس : أ لا أدلكم على خير الناس خالا و خالة ؟

قلنا : بلى يا رسول الله , قال : الحسن و الحسين ، خالهما القاسم بن رسول الله ، و خالتهما زينب بنت رسول الله .

 ثم قال : على قاتلهما لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، و إنه ليخرج من صلب الحسين ، أئمة أبرار أمناء معصومون قوامون بالقسط ، و منا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه .

قلن: من يا رسول الله ؟ قال : هو التاسع من صلب الحسين ، تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، و التاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما[25].

 

وعن إسحاق بن سليمان الهاشمي عن أبيه قال : كنا عند  أمير المؤمنين هارون الرشيد فتذاكروا علي بن أبي طالب عليه السلام .

فقال أمير المؤمنين  هارون : تزعم العوام أني ابغض عليا وولده حسنا وحسينا ، ولا والله ما ذلك كما  يظنون ، ولكن ولده هؤلاء ، طالبنا بدم الحسين معهم في السهل والجبل حتى قتلنا  قتلته ثم أفضى إلينا هذا الأمر ، فخالطناهم فحسدونا ، وخرجوا علينا ، فحلوا  قطيعتهم !!! ـ بل غصبت حقهم وادعيت الإمامة زورا ـ 

والله لقد حدثني أمير المؤمنين المهدي ، عن أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة عليه السلام تبكي .  فقال له النبي صلى الله عليه وآله : ما يبكيك ؟

قالت : يا رسول الله إن الحسن  والحسين خرجا ، فوالله ما أدري أين سلكا ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : لا تبكين فداك أبوك، فإن الله عز وجل خلقهما وهو أرحم بهما، اللهم إن كانا أخذا في بر فاحفظهما وإن كانا أخذا في بحر فسلمهما.

 فهبط جبرائيل عليه السلام فقال : يا أحمد لا تغتم ولا تحزن ، هما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة ، وأبوهما خير منهم ، وهما في  حظيرة بني النجار نائمين ، وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما . 

قال ابن عباس : فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وقمنا معه حتى أتينا حظيرة بني النجار  فإذا الحسن معانق الحسين ، وإذا الملك قد غطاهما بأحد جناحيه فحمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وأخذ الحسين الملك والناس يرون أنه حاملهما . فقال له  : أبو بكر وأبو أيوب الأنصاري : يا رسول الله ألا نخفف عنك بأحد الصبيين .

فقال : دعاهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما خير منها . 

ثم قال : والله لأشرفنهما اليوم بما شرفهما الله فخطب فقال :

يا أيها الناس  ألا أيخبركم بخير الناس جدا وجدة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .

 قال : الحسن والحسين جدهم رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد .

 ألا أخبركم أيها الناس  بخير الناس أبا و أما ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : الحسن والحسين أبوهم علي ابن أبي طالب وأمهما فاطمة بنت محمد .

ألا أخبركم أيها الناس بخير الناس عما وعمه ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : الحسن والحسين عمهم جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب.

ألا يا أيه الناس ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

 قال : الحسن والحسين خالهم القاسم بن رسول الله  وخالتهما زينب بنت رسول الله  صلى الله عليه وآله .

 ألا يا إنَّ أباهما في الجنة  وأمهما في الجنة ، و جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة ، وخالهما في الجنة  وخالتهما في الجنة  ، وعمهما في لجنة  وعمتهما في الجنة ، وهما في الجنة ، ومن أحبهما في الجنة  ، ومن أحب من أحبهما في الجنة [26].

يا طيب : توجد أحاديث كثيرة في هذا المعنى وتحكي هذه الحادثة الكريمة وبنصوص مختلفة وعن رواة كثيرون ، وذلك لأنه رسول الله أكد هذا المعنى في عدت مواطن وحضره كثير من الناس ، ولولا أن يكون تطويل في البحث وأنها تكرر نفس العبارات أعلاه إلا باختلاف يسير لذكرتها، وهو يعبر عن أسلوب الراوي وفقهه لمعاني كلمات رسول الله وأحوال ذكره لمطلب من الواقعة أو كلها ، وراجع الباب الأول .

 

 

 

الإشراق الرابع :

الحسن والحسين ريحانة رسول الله :

الراحة والريحان : لرسول الله من الحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم ، تعبيرا آخر لاستمرار وجود رسول الله فيهما ، وما راحة رسول الله بهما باطلا بل لأنهم صالحين طيبين طاهرين ، ولذا كانا ثمرة فؤاده وروحه وريحانه فيهما ، بل استمرار وجوده ودينه وملكه بهم ، ولذا كان يكثر تقبليهم كما عرفت ويعرف فضلهم ، لأنه بكل شيء لهم يظهرون دينه مخلصين لله تعالى به ، بل يعلمون الإخلاص والتفاني في طاعة الله سبحانه ، ولهذا كثرة الأحاديث التي تعرفنا أنهما استمرار له في كل شيء به شرفه ومجده وهداه ودينه وعبوديته وإخلاصه ، وهذه أحاديث كريمة في بيان راحة النبي وروحه ورائحة الجنة وريحانتها في الدنيا والآخرة .

فعن الإمام الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 الـولـد الصــالح ريحـانـة مـن ريحـان الجـنـة [27].

وعَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 الْـوَلَـدُ الصَّالِـحُ رَيْحَانَـةٌ مِنَ الله قَسَمَهَا بَيْنَ عِبَـــادِهِ .

وَ إِنَّ رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا الحسن وَ الحسين .
 سَمَّيْتُهُمَا بِاسْمِ سِبْطَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَبَّراً وَ شَبِير
[28].

وفي شرف النبي : عن الخركوشي و الفردوس عن الديلمي عن ابن عمر و الجامع عن الترمذي عن أبي هريرة و الصحيح عن البخاري و مسند الرضا عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و اللفظ له قال :

الولد ريحانة و الحسن و الحسين ريحانتاي من الدنيا . وقال : قال الترمذي هذا حديث صحيح ، و قد رواه شعبة و مهدي بن ميمون عن محمد بن يعقوب [29].

و في رواية عتبة بن غزوان أنه صلى الله عليه وآله :

وضعهما في حجره ، و جعل يقبل هذا مرة ، و هذا مرة ، فقال : قوم أ تحبهما يا رسول الله ؟

 فقال : ما لي لا أحب ريحانتي من الدنيا [30].

الحلية بالإسناد عن أبي بكرة قال : كان النبي يصلي بنا و هو ساجد ، فيجيء الحسن و هو صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته ، فيرفعه رفعا رفيقا ، فلما صلى صلاته ، قالوا : يا رسول الله إنك لتصنع بهذا الصبي شيئا لم تصنعه بأحد.

فقال : إن هذا ريحانتي [31] .... الخبر .

أبو عيسى في جامعه و أبو نعيم في حليته و السمعاني في فضائله و ابن بطة في إبانته عن أبي نعيم : أنه سأل رجل ابن عمر عن دم البعوض ؟ فقال : انظروا إلى هذا سألني عن دم البعوض ، و قد قتلوا ابن رسول الله ، و سمعته يقول :

الحسن و الحسين هما ريحانتاي في الدنيا [32].

وفي الإرشاد عن سلمان قال صلى الله عليه وآله وسلم :

إن ابـني هذين ريحانتاي من الدنيا[33].

وفي صحية الإمام الرضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 الولد ريحانة و ريحانتاي الحسن و الحسين [34] .

وعَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 جُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ ، وَ لَذَّتِي فِي الدُّنْيَا النِّسَاءُ ،
وَ
رَيْحَانَتَيَّ الحسن وَ الحسين
[35].
 

وعن أبان عن سليم بن قيس عن روي عن أبي سعيد الخدري رحمه الله قال : و مر بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم و هما يلعبان ، فأخذهما رسول الله فاحتملهما و وضع كل واحد منهما على عاتقه ، فاستقبله رجل فقال : لنعم الراحلة أنت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

و نعم الراكبان هما ، إن هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا [36].

و عن عباية الأسدي عن بن عباس : في حديث طويل .... قال صلى الله عليه وآله وسلم :يا أم سلمة اشهدي له :

أنه وصيي ، و ولديه قرة عيني ، و ريحانتاي في الدنيا و الآخرة [37]....

وقال الشريف الرضي : شبه بالريحان لأن الولد يشم و يضم كما يشم الريحان و أصل الريحان مأخوذ من الشيء الذي يتروح إليه و يتنفس من الكرب به [38].

 يا طيب : ستأتي مجالس تأسي النبي بالإمام الحسين ، وإن المعنى أوسع في بيان هذا الاهتمام الزائد منه ، ويريد به تعريف شرفهم وأنهم عليهم السلام فاضلان صالحان ، بل استمرار دينه لمن تبعهم ، وأنهم يرون من يقتدي بهم الصراط المستقيم ، وإلا كان رسول الله لا يرتاح لو عرف أنهما لم ينفعا في بقاء دينه مع علمه بالاختلاف فيه ، وقد ذكر الله في كتباه وقد قال :

 فإن مات أو قتلتم انقلبتم على أعقابكم ، أو يتربصون بكم الدوائر ، أو غيرها الكثير من الآيات التي تعرفنا اختلاف الناس بعده ، وذهابهم أمم وطوائف ، وإن دينه باقي بنسله وآله ، وهم عصمة من الخلاف والانحراف والضلال ، بل بهم يهتدي المهتدون ويسيرون على صراطه المختص بالمنعم عليهم ، وهم نعمة الله التي أمره أن يحدث بها في سورة الضحى ، وبهذه الموهبة الكريمة له من الله تعالى أرتاح ، وعرف راحته بأنه له كوثر الخير والبركة والهدى والدين في هذا النسل المبارك للريحانتين .

ولذا جاء عن حماد بن عيسى قال : حدثنا الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : قال جابر بن عبد الله سمعت : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ل علي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث :

سلام الله عليك يا أبا الريحانتين : أوصيك بريحانتي من الدنيا ، فعن قليل ينهد ركناك ، و الله خليفتي عليك . فلما قبض : رسول الله ، قال علي عليه السلام : هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

فلما ماتت : فاطمة عليه السلام قال علي عليه السلام : هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[39] .

 

وعن علي : بن عباس عن المنهال بن عمر و عن الأصبغ عن زاذان قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام في الرحبة يقول :

الحسن و الحسين ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [40].

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ يَعْلَى قال :

 جَاءَ الحسن وَ الحسين يَسْعَيَانِ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليهم وآله وسلم ، فَأَخَذَ أَحَدَهُمَا فَضَمَّهُ إِلَى إِبْطِهِ ، وَ أَخَذَ الْآخَرَ فَضَمَّهُ إِلَى إِبْطِهِ الْآخَرِ ، ثُمَّ قال :

هَذَانِ رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُمَ [41].

يا طيب : إن كون الشيء له رائحة طيبة حقا ويطيب الروح ويوجب الحسنات ورضا الله ، هو عندما يكون فيه حقا لله سبحانه وتعالى وفي طاعته وإلا لا خير فيه :

فعَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قال : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الحسن صَاحِبِ الْعَسْكَرِ عليه السلام ، فَجَاءَ صَبِيٌّ مِنْ صِبْيَانِهِ فَنَاوَلَهُ وَرْدَةً ، فَقَبَّلَهَا وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهَا وَ قال : يَا أَبَا هَاشِمٍ مَنْ تَنَاوَلَ وَرْدَةً أَوْ رَيْحَانَةً فَقَبَّلَهَ ، وَ وَضَعَهَا عَلَى عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ صلى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آل محمد  الأئمة ، كَتَبَ الله لَهُ الحسناتِ ، مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ ، وَ مَحَا عَنْهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ مِثْلَ ذَلِكَ [42].

 

وعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ، أَنَّهَا قالتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ :

 مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ فَضْلَ علي بن أبي طالب عليه السلام ، إِلَّا هَبَطَتْ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ حَتَّى تَحُفَّ بِهِمْ ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ .

 فَيَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ :

إِنَّا نَشَمُّ مِنْ رَائِحَتِكُمْ مَا لَا نَشَمُّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَلَمْ نَرَ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْهَا .

فَيَقُولُونَ : ك

نَّا عِنْدَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَ أهل بيته ، فَعَلِقَ عَلَيْنَا مِنْ رِيحِهِمْ، فَتَعَطَّرْنَا.

 فَيَقُولُونَ : اهْبِطُوا بِنَا إِلَيْهِمْ . فَيَقُولُونَ : تَفَرَّقُوا وَ مَضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى مَنْزِلِهِ . فَيَقُولُونَ : اهْبِطُوا بِنَا حَتَّى نَتَعَطَّرَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ [43].

ويا طيب : إن الشيعي الذي يذكر فضائل ومناقب الإمام علي وآل محمد صلى الله عليهم وسلم ، لابد أن يكون حقيقة من شيعتهم ، ومؤتم بإمامتهم ، وعنده ورع عن محارم الله واجتهاد في طاعة الله ، وحينها يكون ريحانه للملائكة ولرسول الله كما كان الحسن والحسين عليهم السلام ، و لمعرفة هذا تدبر الحديث التالي :

عن سليمان الديلمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرجت مع أبي حتى انتهينا إلى القبر و المنبر ، فإذا أناس من أصحابه ، فوقف عليهم فسلم ، و قال :

و الله : إني لأحبكم ، و أحب ريحكم و أرواحكم ، فأعينونا على ذلك بورع و اجتهاد ، فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا بالورع و الاجتهاد، من ائتم بإمام فليعمل بعمله.

ثم قال : أنتم شرطة الله ، و أنتم شيعة الله ، و أنتم السابقون الأولون ، و السابقون الآخرون ، أنتم السابقون في الدنيا إلى ولايتنا ، و السابقون في الآخرة إلى الجنة ، ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز و جل و ضمان رسوله ، أنتم الطيبون ، و نساؤكم الطيبات ، كل مؤمن صديق ، و كل مؤمنة حوراء .

كم من مرة قد قال علي عليه السلام لقنبر : بشر و أبشر و استبشر ، فو الله لقد مات رسول الله صلى الله عليه و آله و إنه لساخط على جميع أمته إلا الشيعة ، إن لكل شي‏ء عروة  و إن عروة الدين الشيعة ، ألا و إن لكل شي‏ء إماما  و إن إمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، ألا و إن لكل شي‏ء شهوة  و إن شهوة الدنيا لسكنى الشيعة فيها .

و الله : لو لا ما في الأرض منكم ما استكمل أهل خلافكم طيبات مالهم ، و ما لهم في الآخرة من نصيب .

و كل مخالف : و إن تعبد منسوب إلى هذه الآية : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصلى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (الغاشية5) }لغاشية .

والله : ما دعا مخالف دعوة خير إلا كانت إجابة دعوته لكم، ولا دعا منكم أحد دعوة خير إلا كانت له من الله مائة ، و لا سأله إلا كانت له من الله مائة ، و لا عمل أحد منكم حسنة إلا لم تحص تضاعيفها ، و الله إن صائمكم ليرتع في رياض الجنة .

و الله : إن حاجكم و معتمركم لمن خاصة الله ، و إنكم جميعا لأهل دعوة الله و أهل إجابته ، لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون ، كلكم في الجنة ، فتنافسوا في الدرجات .

 فو الله : ما أحد أقرب إلى عرش الله من شيعتنا ، ما أحسن صنيع الله إليهم .

و الله : لقد قال أمير المؤمنين عليه السلام : يخرج شيعتنا من قبورهم قريرة أعينهم ، قد أعطوا الأمان ، يخاف الناس و لا يخافون ، و يحزن الناس و لا يحزنون .

و الله : ما سعى أحد منكم إلى الصلاة إلا و قد اكتنفته الملائكة من خلفه ، يدعون الله له بالفوز حتى يفرغ ، ألا و إن لكل شي‏ء جوهرا ، و جوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه و آله ، و أنتم يا سليمان .

 و زاد فيه عيثم بن أسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام : لو لا ما في الأرض منكم ما زخرفت الجنة ، و لا خلقت حوراء ، و لا رحم طفل ، و لا أذيقت بهيمة ، و الله إن الله أشد حبـــا لكم منـــــا   [44] .

يا طيب : إن ملائكة العرش بعد إيمانهم بالله يستغفرون للمؤمنين ويسألون لهم التوفيق ، بل الله ورسوله وأئمة الحق يدعون لنا ويشرقون نور الله وبركاته على قلوبنا ويطيب ريحنا وروحنا ، ونطمئن بجنة عرضها السماوات والأرض أعدة للمؤمنين حقا وواقعا للمتقين من شيعة آل محمد دون أعداء أئمة الدين ، ولمعرفة الحقيقة تدبر ما :

 

قال السيد بن طاووس : ثم تقدم جون مولى أبي ذر الغفاري ، وكان عبدا أسود ، فقال له الحسين : أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية ، فلا تبتل بطريقنا .

فقال : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ، و في الشدة أخذلكم.

 و الله إن ريحي لمنتن ، و إن حسبي للئيم ، و لوني لأسود ، فتنفس علي بالجنة .

 فتطيب ريحـــــــي ، و يشرف حسبي ، و يبيض وجهي ، لا و الله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم .

و قال محمد بن أبي طالب : ثم برز للقتال ، و هو ينشد و يقول :

كيف يرى الكفار ضرب الأسود            بالسيف ضربا عن بني محمد

أذب عنهم باللســان و اليــد           أرجـو به الجنة يـوم المورد

و قال صاحب المناقب كان رجزه هكذا :

كيف يرى الفجار ضرب الأسود            بالمشرفي القاطع المهند

بالسيف صلتا عن بني محمــد            أذب عنهم باللسان و اليد

أرجو بذلك الفوز عند المــورد           مـن الله الأحد الموحد

          إذ لا شفيع عنده كأحمد

ثم قاتل : حتى قتل ، فوقف عليه الحسين عليه السلام و قال :

 اللهمَّ : بَيِّضْ وَجْهَهُ ، وَ طَيِّبْ رِيحَهُ .
وَ احْشُرْهُ مَعَ الْأَبْرَارِ ، وَ عَرِّفْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

 وَ رُوِيَ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين عليه السلام :

أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَحْضُرُونَ الْمَعْرَكَةَ ، وَ يَدْفِنُونَ الْقَتْلَى .

فَوَجَدُوا جَوْناً بَعْدَ عَشْرَةِ أَيَّامٍ ، يَفُـوحُ مِنْــهُ رَائِحَــــــــةُ الْمِسْـــكِ رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ [45].

اللهم : إننا نحب محمد وآل محمد ، فطيب ريحنا وأرواحنا وبيض وجوهنا ونادنا بأئمة الحق الحسين وآله في الدنيا والآخرة ، واحشرنا مع الأبرار وعرف بيننا وبين محمد وآل محمد ، إنك على كل شيء قدير وإنك أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 



[17] بحار الأنوار : جزء 43 ص261 باب 12 حديث وص270ح35 ،وص271ح36 1.المناقب ج4ص70 فصل في محبة النبي إياه . كامل‏ الزيارات  ص 52 ب14 ح11، 12 .

[18] المناقب ج4ص70 ،  كشف‏ الغمة ج2ص61 . استقبل أي تقدم و أقنعه أي رفعه .

[19] لسان ‏العرب ج7ص308 .

[20] كامل‏ الزيارات  ص 52 ب14 ح10. الحجزة النور والهدى والأنزع الشعر الإمام علي  .

[21] المناقب ج2ص387 .

[22] بحار الأنوار ج43ص284ب12ح50 .

[23] الاحتجاج ج : 1 ص : 181 ، أقسام‏ المولى‏ في‏ اللسان ص 38 . ديوان‏ الإمام‏ علي عليه السلام ص433. روضة الواعظين ج1ص87 .الصراط المستقيم ج1ص277 ب8 .  الفصول ‏المختارة ص280 .

[24] بحار الأنوار  ج23ص111ب7ح19. الطرائف ج1ص118ح 183.

[25] كفاية الأثر  ص98.

[26] كشف‏ الغمة ج1ص 523 . بحار الأنوار ج43ص301ب12 .

[27] الجعفريات  ص187.

[28] لكافي ج6ص2 ح1.وسائل‏ الشيعة ج2ص358ب21ح27294 .

[29] المناقب ج3ص383 .

[30] المناقب ج3ص383 .

[31] المناقب ج4ص24.

[32] المناقب ج4ص75 .إعلام ‏الورى ص221ف3. العمدة  ص397ح 802 . العمدة ص401 ح815. وفي إحدى الروايتين يسألونه عن قتل الذباب الأمالي ‏للصدوق ص 143م12.

[33] الإرشاد ج3ص28 . بحار الإنوارج43ص275ب12ح42 .

[34] صحيفة الرضا عليه السلام ص 45 ح23 بحار الإنوارج43ص264ب12ح13.

[35] الكافي ج5ص321ح9 .وسائل ‏الشيعة ج3ص23ب20ح24928 . المناقب  ج3ص 383. وفي كامل ‏الزيارات ص51ب14ح8. عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قرة عيني النساء ، و ريحانتي الحسن و الحسين .

[36] كتاب ‏سليم‏ بن‏ قيس  ص732 ح21 .

[37] الفضائل  ص114 .

[38] بحار الإنوارج43ص281ب12ح49 .

[39] الأمالي‏ للصدوق ص 135 م28ح 4 .روضة الواعظين ج1ص152 . معاني‏ الأخبار ص403 ح69 . بحار الأنوار ج43ص270ب12ح34 .

[40] كامل ‏الزيارات  ص52ب14ح9 .

[41] بحار الأنوار ج37ص75ب50 .

[42] الكافي ج6ص525ح5 .

[43] مستدرك‏ الوسائل ج12ص392ب23 . بحار الأنوار ج38ص199ب64ح7 .

[44] الأمالي‏ للطوسي ص722م43ح 1522-6 . إرشاد القلوب ج1ص101ب26 .

[45] بحار الأنوار ج45ص23 ب37.

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام