هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الثاني
النص والاستدلال على إمامة الحسن والحسين عليهم السلام
ومناقبهما وفضائلهم وما يوجب حبهما والاقتداء بهم

سفينة نجاة

تنورنا الإيمان بمناقب وفضائل أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب حبهم والإقتداء بهم عليهم السلام

المجلس الثاني

يجب حب وتولي أئمة الحق وسادة أهل الدنيا والآخرة

في هذا المجلس : أنوار ذكر نقتبس بها الولاية والحب لنبي الرحمة وآله وبالخصوص الحسن والحسين بعد ما عرفنا خصالهم الكريمة وشيم مكارمهم العظيمة ، حتى نكون منهم ومعهم في كل ما ظهروا به من معارف عظمة الله وتعاليمه في الدين الحنيف .

 

الذكر الأول

شرف حب وتولي أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب إطاعتهم

يا طيب : بعدما عرفنا ولاية وإمامة أئمة الحق نذكر شرف وجوب حب أهل البيت عليهم السلام وإن كانت المسألة مسلمة في الإسلام ، ويعرفها أضعف المسلمين إيمانا ، بل هي سنة جارية في حقيقة الحب ، لأن من يحب شيء يحب كل آثاره وما يبقيه دائما في أعلى محل الكرامة والعلو في المجد ، وحب أهل البيت فضلا عن وجوبه لحب رسول الله إن الله سبحانه وتعالى أمرنا به في كتابه ودلنا عليه بسبل عدة .

ثم يا طيب : إذا كان حب شيء ، يوجب حب آثاره وما يرفعه في المجد ، فإن طاعته والإقتداء به والسير على طريقته بيان لكرامته عند المحب ، وشرح لكونه ذو كمال عالي وله صفات كريمة بها أستحق الحب ، وهذا ما يوجب كون المحبوب المطاع في أمره أنه حقيقة سيدا كريما وله سؤدد وهيبة ومجد وعلو ومناقب كريمة وفضائل حسنه ، ولم كن حبه لشهوات دنيوية أو فكرة عابرة ، بل إن حب الماجد الكريم الفاضل العزيز حقا ، يكون إيمانا بعلو قدره ، ويقين بصدق مقامه السامي في حقيقة الروح ووجدان القلب ، وبتعقل الفكر المتوقد العارف بحقيقة الحسن والصلاح واقعا .

وهذا المقام من الحب : في الروح والعقل والقلب والوجدان مسلّم من المسلمين لله ولرسوله ولآل رسول الله أهل البيت عليهم السلام ، لما يعرفه المؤمنون من شرفهم وسؤددهم وهيبتهم الكريمة البهية ، وفي كل ما يظهرون به من الإيمان والعبودية لله ، ولذا كان الله تعالى أمر بحبهم وطاعتهم وأتباعهم وودهم والكون معهم على الصراط المستقيم لمعرفة هدى الله وعبوديته بل وجب توليهم واتخاذهم أئمة يقتدى بهم حقا .

ولذا يا طيب : قبل أن نتكلم عن حب رسول الله لأهل البيت وأمره به ليكون العبد محبوبا عند الله وما يوجب طاعتهم لأجل هذا الحب ، نذكر ما عرفنا الله تعالى من وجوب حب أهل البيت وضرورة طاعتهم ، ثم نذكر أحاديث رسول الله فتدبر :

 

 

 

الإشراق الأول :

الله أمرنا بحب أهل البيت ووجوب طاعتهم :

قال الله يحكي عن نبيه إبراهيم حين إسكان أبنه إسماعيل في مكة مع أمه هاجر :

{ رَّبَّنَــا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيّـَتــِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ

عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ

فَاجْعَـلْ أَفْـئِــدَةً مِّنَ النَّاسِ تَــهْـــــوِي إِلَيْهِـمْ

وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) } إبراهيم .

وأستمر هوى الناس لهم وزاروا مكة حتى تحقق بأمر الله ضرورة ودهــم :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَـــوَدَّةَ فِي الْقُــرْبَــى

وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ الله غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى .

وهذا الحب يجب أن يتبعه الطاعة للذرية المصطفاة بأمر الله :

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّـــــُونَ الله

فَاتَّبِعُــــونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)

 قُلْ أَطِيعُواْ الله وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ الله لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)

إِنَّ الله اصْـطَـفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)

 ذُرِّيَّــــةً بَعْضُـــهَا مِن بَعْــضٍ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)   ....

فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ

 أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)

إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ الله وَإِنَّ الله لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِن تَــوَلـَّوْاْ فَإِنَّ الله عَلِيمٌ بِالْمُفْسِــدِينَ (63) } آل عمران .

والحسن والحسين أخر هذه السلسلة وبعدهم ذرية الحسين هم المصطفون ، ويجب أن يحبوا ويودوا ويتبعوا، ومن خالفهم من المفسدين، ومن حبهم وأطاعهم مؤمن حقا .

 

 

 

الإشراق الثاني :

الحب في الله والبغض في الله أول الإيمان :

يا طيب : عرفت أن الله أمر بحب أهل البيت وعرف شأنهم في كثير من الآيات وعرفت وستعرف أنهم نبينا الأكرم محمد المصطفى ، وبنته فاطمة الزهراء سيدة النساء ، ثم الإمام علي المرتضى ، والحسن المجتبى ، والحسين سيد الشهداء ، والتسعة المعصومين من ذريته : علي بن الحسين السجاد ، و محمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، وموسى بن جعفر الكاظم ، وعلي بن موسى الرضا ، ومحمد بن علي الجواد ، وعلي بن محمد الهادي ، والحسن بن علي العسكري ، ومحمد بن الحسن الحجة القائم المهدي والإمام المنتظر صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وصلى الله عليهم وسلم أجمعين ، ثم حب من تبعهم واقتدى بهم وشايعهم حق .

وأعلم يا أخي في الإيمان : إن أساس الدين هو الحب ، والحب مع الطاعة لمن تحب ، بل والتولي لمن تحب وحب من يحبه ، والتبري من أعدائه ومن يحبهم .

وهذا يا طيب : ما سترى نصه في الأحاديث الآتية ، بالإضافة لما عرفته من نص كتاب الله عز وجل في الإشراق الأول ، فهو الآمر ونبينا الشارح لمن نحب ونود وما يجب أن نحب حسب أمر الله سبحانه وتعالى .

وإن الحب يا طيب : في الله هو أس الإيمان ، وحبنا لأهل البيت هو لكونهم يعرفونا بكل حركة لهم وسكون وحديث وسيرة وسلوك دين الله والإخلاص في طاعته ، ولذا أحب الله ورسوله وأمرونا بحبهم لنطيعهم ، فنتعلم دين الله ونخلص له العبودية بهداه ، ولذا يكون بغض أعدائهم لضلالهم عن الهدى الحق ، ويكون بغض لمن ترك دين الله وهجر لأعداء الله وممن يبعد الناس عن دين الله ومعارف عبوديته وحقائق الإخلاص له سبحانه وتعالى .

وأعلم يا طيب : إن الحب حقيقة وجودية للروح ، لها أكبر الأثر في القلب أولا وفي إخباته للمحبوب وهفوا الروح لآثاره ، وبالخصوص حين تذكره بالفكر عقلا وبالخيال صورتا ، أو رؤيته بالعين أو سماع كلامه أو رؤية آثاره وما يذكر به .

وإن الحب : يكون إما عقلي نوراني لما يرى من الكمال الحق في المحبوب، فيكون نورا في القلب البدني أيضا ، وفيه الكمال الواقعي حقا ، وهذا يكون ثابت لا يتزلزل .

أو يكون حب : وهمي ليس له حقيقة كمالية إلا منظر وزينة دنيوية ، وهذا يزول مع وجود الأجمل منه والأحلى ، أو حين حصول المزاحم المادي والمشاكل الدنيوية .

وأما الحب الواقعي : الذي يكون عن حقيقة الإيمان بالكمال التام للمحبوب ، فهو يكون ثابت لا يزول مع تقلب الأحوال الروحية والمادية ، وهذا ما خص به حب الله سبحانه وتعالى وحب نبيه وآل بيت نبيه صلى الله عليهم وسلم ، وحب دينهم وسيرتهم وسلوكهم وكل أثر يذكر بهم ويعرف مقامهم السامي وشأنهم الشريف ، بل وحب كل من يحبهم وما ينتسب لهم ويشايعهم ويتابعهم ويذكرهم .

وهذا الحب لله تعالى : ولكل من أحبه الله وعرف شأنه الكريم من عباده الصالحين ساري في كل تعاليم الدين ، سواء للأنبياء السابقين وأوصياءهم ولمن تبعهم ، أو لنبينا ولآله أئمة الحق ولمن تبعهم حقا وكان محبا له واقعا ، وبالخصوص صحبه الأوائل الذين صاروا محبين له حقيقة ، أي صحابي محب لما أحب الله ورسوله وما أموروا بحبه ، لا صحابي معادي لما أحب الله ورسوله ومحارب لهم ومعاند لمعارفهم ، فلم يكن صحابي وصار محب للنبي حقا ، مَن لم يحب آله أو عاداهم وحاربهم ومنع من معارفهم وذكرهم ، لأنه لم يحبه واقعا ، وإنما أحب أمورا من ملكه وما يساعده على تحصل الدنيا ليس ألا سواء تسلط على حكم أو تبع لحاكم عنده دنيا من ملك النبي .

ولمعرفة حقائق الحب والإيمان : نذكر الأحاديث الآتية وتابع البحث كله .

فعن فضيل بن يسار قال :

سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن الحب والبغض ، أمن الإيمان هـو ؟

 قال عليه السلم : وهـل الإيمـان إلا الحب والـبـغـض ؟

ثم تلا هذه الآية : ثم تلا هذه الآية : { اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ

وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) }الحجرات . [106].

 وعن أبي عبيدة زياد عن أبي جعفر عليه السلام في حديث له قال :

يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحب ، ألا ترى إلى قول الله : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم  . أو لا ترى قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله : حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم  . وقال :  يحبون من هاجر إليهم .

 فقال عليه السلام : الــدين هـو الحب ، والحب هـو الـديـن .

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ، ومن أحب في الله ، وأبغض في الله ، وأعطى في الله ، ومنع في الله ، فـهــو من أصفيــاء الله .

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فهو ممن كمــل إيمانـه .

 عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

 إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا ، فانظر إلى قلبــك :

فإن كان : يحب أهل طاعة الله ، ويبغض أهل معصية الله ، ففيك خير ، والله يحبك . وإن كان : يبغض أهل طاعة الله ، ويحب أهل معصية الله ، ففيك شر والله يبغضك ، والـمـــرء مـــع مـن أحـــب [107].

ويا طيب : إذ عرفنا أن الحب في الله والبغض في الله من أسس الإيمان وواجب ، فنتدبر أحاديث تعرفنا شيئا من أول حقائق الحب ، وعلامات الحب ، وهو الرضا بأمر معين ، وإن يجب أن ترضى بما رضى الله لك وتحبه ، بل تحبه عن شوق ليولد لك العزم على الكون معه أو فيه أو مقتنيه ، فإن الحب لشيء يوجب الرضا به ويحصل الشوق والعزم له ، وهذا عين الحب الحقيقي ، وكذا البغض لشيء موجب لكره وللتنفر منه ولرفضه ، ولذا الحب لا يجتمع مع الكره للمبغوض أبدا ، فمن يحب أولياء الله وأهل طاعته ، يجب أن لا يكون له حب لأعدائهم لأنهم أعداء الله وأهل معصيته بل يبغضهم ، حتى يستكمل الإيمان ويعرف حقيقة روحه المحبة للكمال وما يرضى به الله تعالى ، ولمعرفة هذا المعنى نتدبر الأحاديث الآتية :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إنما يجمع الناس الرضا والسخط .

 فمن رضـى أمــرا فقـد دخـل فـيـه . ومن سخطه فقد خرج منه .

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو أن أهل السماوات والأرض ، لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، لكانوا من أهل النار .

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة[108].

ولذا جاء في الزيارة لآل البيت عليهم السلام كثير من معاني الترحم والسلام وإظهار المحبة لمن سلك منهجهم ونصرهم ، ولعن من رضي بقتلهم وعاداهم ونصر أعدائهم ، ومثله في زيارتي عاشوراء للإمام الحسين عليه السلام :

السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حـلـت بفنائك ، عليكم من سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار . أو قولنا :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله الحسين وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ وَعلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اللهمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً .

أو لعن أعدائه ومن رضي بقتله :

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وبايعت وشايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعا  . أو قولنا في زيارته الثانية :

اللهمَّ وَالعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَالعَنْ أَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالعَنْ اللهمَّ العِصابَةَ الَّتِي نازَلَتِ الحسين بْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ أَصحابَهُ وَأَنْصارَهُ وَأَعْوانَهُ وَأَوْلِيائَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأهل بيته وَذريته، وَالعَنِ اللهمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَرِيمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالهُ، اللهمَّ وَالعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَـهُ ذلِكَ فَرَضِـيَ بِهِ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَالخَلائِقِ أَجْمَعِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ .

وهذا المعنى : في أن الرضا بما أحب الله وحبه وإظهاره وحب آثاره ، أو بغض المعاند له فضلا عن المحارب له والمعتدي عليه ، هو جاري في العبادات كلها ، وعليه يدور الثواب والعقاب ، فإن النية والرضا وحب الكون في شيء حسن مأمور به ، والله طلبه وله أعلى ثوابه كما وأن بغض الحرام له ثواب ، ولما كان بحثنا في السبيل لما يوصل لطاعة الله من تولي أئمة الحق، قدمنا البحث عن معرفة أئمة الحق ومنهم يعرف ما يطاع الله فنحبه ونعمل به فنرجو رضا الله وحسن جزائه الجميل ، وهذه أحاديث في نية الخير وحب الطاعات أو الرضا بفعل لأئمة الحق بالإضافة لما عرفت .

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن العبد المؤمن الفقير ليقول : يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير ، فإذا علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله إن الله واسع كريم ؟

و سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله عليه السلام فقال : ما العبادة ؟

فقال : حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه [109].

وعن الحكم بن عيينة قال : لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام الخوارج يوم النهروان ، قام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف ، وقتلنا معك هؤلاء الخوارج . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آبائهم ولا أجدادهم بعد .

فقال الرجل : وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا ؟

قال عليه السلام : بلى ، قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ، وهم يسلمون لنا ، فأولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حق[110].

ولذا قال الله تعالى في ضرورة التسليم للنبي ولأولي أمر :

{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِــهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُــواْ تَسْلِيمً (65)  ....

وَمَن يُطِــعِ الله وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِـكَ مَـعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) } النساء .

والتسليم لشيء أمرا قلبي : هو الرضا به ، وحين الرضا به يكون الإنسان قد أطاع الله سبحانه ورسوله ، ثم يكون مع أولياء الله ورفيقا لهم وفي أعلى كرامة من نور المجد الذي أعده لهم الله تعالى ، وهو معنى قبول الإمامة والتسليم لأمر ولي الله والكون معه ، أو فقل حب أولياء الله وبغض أعدائهم ، ولذا جاء هذا المعنى في قوله تعالى:

{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)
 وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ (56) } المائدة . وكل المسلمين متفقون : بأن الإمام علي عليه السلام هو المؤمن الذي أعطى الزكاة في الصلاة وهو راكع ، وشأن نزولها فيه ذكرها كل من فسر الآيات أو حكا تأريخ الإسلام ومعارفه ، وهذا التولي له والكون بحزبه فيه رضى الله حبا لما أمر ، ويغلب كل ضلال وكفر ، وهذا المعنى للحب لأولياء الله وبغض أعدائه ، تؤكده كثير من الروايات وقد ذكرنا كثيرا منها في صحيفة الإمام علي عليه السلام ، وهذا قسما آخر يعرفنا الأجر العظيم لإظهار هذا الحب لمن أمر الله ورسوله بحبهم وتوليهم :

فعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول :

إن المتحابين في الله : يوم القيامة على منابر من نور ، قد أضاء نور وجوهم ونور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به .

فيقال : هؤلاء المتحابون في الله [111].

فإنه يا طيب : المتحابون في الله هم من حبوا ما أحب الله حقا ومن أمر بحبهم ، وتولوهم وشايعوهم وصاروا من يشعتهم حقا ، فيتم نورهم يوم القيامة وفي الجنة ويكونون في أعلى مراتب الملكوت ، بل يصلون للجبروت في النور كما عرفت ، وهذا المعنى قد ذكرته كثير من الأحاديث منها :

عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال :

إن حول العرش رجال لهم وجوه من نور ، على منابر من نور ، بمنزلة الأنبياء وليسوا بأنبياء ، وبمنزلة الشهداء ولا شهداء ، ليعظمهم النبيون والمرسلون .

قالت : جعلت فداك ، ما أعظم منزلة هؤلاء القوم .

 قال : فإنهم والله شيعة علي ، وهو إمامهم [112].

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يا علي : أنت أول داخل الجنة من أمتي ، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي أشفع لهم ويكونون غدا في الجنة جيراني [113].

عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

من ســره أن يكون على مـوائــد النــور يـوم القيامة

 فليكن من زوار الحسين بن علي عليهم السلام [114].

والأحاديث  : كثيرة جدا في معنى الكون في أعلى مراتب الكرامة إذا حببنا أهل البيت عليهم السلام وقعا ، أي صادقين بحقيقة الحب ، أي الاقتداء بهم بكل ما عرفوا من طاعة الله سبحانه وتعالى ، وإذ عرفنا منهجهم في حياتهم الكريمة والسير على صراطهم المستقيم لكل هدى الله حتى نكون في واقع عبوديته ، ونصل لأعلى مراتب النعيم ، ونبتعد عن المغضوب عليهم والضالين ، ولمعرفة عظمة هذا الحب لأولياء الله وأئمة الحق نبينا وآله وما له من الثواب تابع البحث كله ، وهذه أحاديث أخرى تفصل هذا الثواب ، ولكن بشرط الحب الواقعي الذي يكون مطيع بهم ومقتدي بهم :

عن أبي سعد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي : فقد أصاب خير الدنيا والآخرة ، فلا يشكن أحد أنه في الجنة ، فإن في حب أهل بيتي عشرون خصلة ، عشر منها في الدنيا وعشر منها في الآخرة .

أما التي في الدني : فالزهد والحرص على العمل ، والورع في الدين ، والرغبة في العبادة ، والتوبة قبل الموت ، والنشاط في قيام الليل ، واليأس مما في أيدي الناس ، والحفظ لأمر الله ونهيه عزوجل ، والتاسعة بغض الدنيا ، والعاشرة السخاء .

وأما التي في الآخرة : لا ينشر له ديوان ، ولا ينصب له ميزان ، ويعطى كتابه بيمينه ، ويكتب له براءة من النار ، ويبيض وجهه ، ويكسى من حلل الجنة ، ويشفع في مائة من أهل بيته ، وينظر الله عزوجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة ، والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب فطوبى لمحبي أهل بيتي [115].

يا طيب : إن حقائق الزهد والورع والعباد وكل طاعة لا تعرف إلا من خلال أئمة الحق الذين يعرفون دين الله ، وهذا يتحقق بحبهم الصادق والإقتداء بهم حقا ، فينشط في الطاعة حين يعرف حقائق سيرتهم وسلوكهم وإخلاصهم في طاعتهم فيرغب بالاقتداء بهم ، فذا نقدم حقائق إمامتهم وحبهم وجوبه لنقتدي بهم وعن ود لهم .

 

 

 

الإشراق الثالث :

حب آل محمد صلى الله عليهم وسلم واجب و من أسس الإيمان :

يا طيب : بعد إن عرفنا إن الحب في الله والبغض لأعداء الله هو من أسس الإيمان ، وعرفنا أنه لا أولياء لله حقا في زمان نبينا وبعده ، إلا هو وآله صلى الله عليهم وسلم ، ومن تبعهم حقا ، وصار محبا لهم ، فصار يسمى صحابي أي حقا صار حابا للنبي ، وإلا إن حارب آل النبي أو عاداهم أو منع من ذكرهم أو خالفهم في طاعة لله ، لم يصر حابا للنبي ولا يكون صحابي ولا مطيعا له ولا متوليا له حقا ، وهكذا يكون معه من يتبعه ويحب فعله ويرضى به ، وأيضا عرفت أن حب نبينا وآله هو من حب الله تعالى ، لأن الله أمر به كما عرفت ، وهو يوجب الرضا بفعلهم والكون معهم .

وعرفت في أخر حديث مرّ: قبل هذا الإشراق إن الحب الواقعي هو محرك للطاعة كما يعمل أهل البيت ويظهرون من ود الله والإخلاص له ، وعندها يكون لمن يقتدي بهم ما عرفت من النور ، والموالين فيما بين ذلك مراتب كثيرة ، منهم من يكون معهم من أول لحظات القيامة بل الموت جعلنا الله معهم ، ومنهم يشفع له في أخر زمان القيامة لكونه له مشاكل طاعة وأعمال لم تناسب حبه بل حبه لنبينا وآله لم يكن واقعي .

ولذا يا أخي في الإيمان : نذكر وجوب التشرف بالحب للنبي وآله صلى لله عليه وآله وسلم كلهم أجمعين ، قبل أن نذكر وجب وضرورة حب الحسن والحسين بالخصوص ، كما عرفنا في إمامتهم ، فنذكر أحاديث عامة هنا في وجب حب كل آل محمد ومحبيهم ، ثم يأتي ذكرا خاصا بحبهما بالخصوص ، ولمعرفة غرض ذكر هذه الأحاديث الذاكرة لضرورة حب نبينا وآله صلى الله عليهم وسلم تدبر الحديث الآتي :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 ألا أحدثكم عن أقوام : ليسوا بأنبياء  ولا شهداء ، يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله ، على منابر من نور .

قيل : من هم يا رسول الله ؟

 قال : هم الذين يحببون عباد الله إلى الله ، ويحببون الله إلى عباده .

قلنا : هذا حبب الله إلى عباده ، فكيف يحببون عباد الله إلى الله ؟

قال : يأمرونهم بما يحب الله ، وينهونهم عما يكره الله .

فإذا أطاعوهم أحبهم الله [116].

وقد عرفت يا طيب : أن الله أمرنا بود قربى النبي وإن إبراهيم عليهم السلام طلب من الله أن تهفوا قلوبنا لذريته الذين يعلمونا دين الله حقا ، وهم الذين يحببون معارف الله لنا ، بل حببهم الله لنا وعرفنا شرف حبهم، وبكل شرح وبيان واقعي ولذا قال :

{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)

رَبَّـنَا وَابْعَــثْ فِيهِمْ رَسُـــولاً مِّنْهُـمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَــةَ وَيُـزَكِّيهِـمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) } البقرة .

وإن تعليم المناسك للنبي وآله : لأنه منهم تعرف معارف الكتاب والحكمة ، وهم دعوة إبراهيم عليه السلام سواء في أن يهفوا إليهم ، أو بعث رسول منهم يعلهم أو فما طلب من جعل الأئمة فيهم كما قال :

{ قال إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا

قال وَمِن ذُرِّيَّتِي   قال لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)} البقرة .

وإن الإمام هو صاحب حكمة رسول الله : ويجب أن يطاع لا أن يحسد ، ولم تظهر حكمة ومعارف توحيد ودين حقا من ذرية إبراهيم إلا لنبينا وآله ، أولهم علي بن أبي طالب الذي لم يكن من الظالمين ولم يسجد لصنم ، لأنه كان شرك وكان من الظلم العظيم ، ولذا قلنا غيره بعد رسول الله لا يستحق الإمامة ، وهو الإمام فيما يعرف من ملاك الإمامة لصلاحه وزهده التام وعلمه الكامل وحكمة الواقعية ، ومنه ومن آله ظهرت الحكمة وهذه معارف ونهج البالغة ، وكلماتهم القيمة في معارف الدين تُعرف فضلهم ، ولذا حسدهم من حسده حتى حاربوهم بعد أن أقصوهم عن خلافة الرسول في الحكومة الظاهرية ، ولذا قال تعالى يحكي هذا الأمر لهم :

{ أَمْ يَحْسُــدُونَ النَّـاسَ عَلَى مَا آتَـاهُـمُ الله مِن فَضْلِهِ
فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمً (النساء54)...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59)}النساء.

ولذا يا طيب : إن من يعرفنا حقائق الإيمان بالله ومعارف توحيده سبحانه وخالص دينه بصراط مستقيم ، هو الذي يجب أن يُحب ويُتبع بعد حب الله ورسوله ، وكما أمر الله في آية مودة للقربى التي جعلها أجرا للرسالة كما عرفت ، وهي تعريف الكتاب والحكمة وهدى الله وسبيل عبودية علما وعملا ، ولذا جاء في الأثر :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 الإسلام عريان : فلباسه الحياء ، وزينته الوفاء ، ومروءته العمل الصالح ، وعماده الورع ، ولكل شيء أساس ، وأسـاس الإسـلام حـبـنـا أهـل البيـت [117].

ويا طيب : عرفت أن الفطرة الباحثة عن الكمال ترى تمام نعيم الوجود من الله تعالى ، وإن أعلى نعيم الله هو نعمة الهداية ولذا أدبنا وصرنا نطلب منه في سورة الفاتحة أن يهدينا لصراطه المستقيم عند المنعم عليهم ، وأي نعمة أكثر من الكتاب والحكمة والأمر بود آل النبي وأهله المنعم عليهم أجرا لتبليغ رسالته ، ولذا جاء :

عن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 أحبوا الله لما يعدكم به من نعمته ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي [118].

وعن هلال بن حباب ، عن أبيه ، قال : خطبنا علي عليه السلام فقال :

 نحن والله الذي لا إله غيره : أئـمـة العرب ومنار الهدي ،
حبنا أهـل البيت والإيـمان مـعـا ،
من تقدمنا هلك ، ومن تخلف عنا ضل[119] .

وعن حفص الدهان ، قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

إن فوق كل عبادة عبادة ، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة .

وإن حب أهل البيت هو أول العبادة وأس الإيمان كما عرفت وكما جاء :

عن الفضيل ، قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام :

 أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم ؟

 فقال : أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة رسوله ، وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وآله وأولى الأمــر .

 وكان أبو جعفر عليه السلام يقول : حبنا إيمان ، وبغضنا كفر[120] .

يا طيب : من حقائق الوجدان وما يؤمن به العقل وتصدقه الروح الطيبة ، هو أنه من يقربك من طاعة الله واقعا ، هو يجب أن يحب ويكون حبه من أسس العبادة والإيمان ، وكذا يكون بغضه كفر لأنه بغض لطاعة الله وكل ما يقربك لله ، ولا يعقل أن تبغض أحد وتحب فعله وأثاره فضلا عن سيرته وسلوكه وأحاديثه ، ولذا جاء عن حسين بن أبي العلاء ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. فقلنا :

 من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، ميتة كفر ؟ .

فقال : لا ، ميتة ضلال  [121].

فإنه يا طيب : من لم يعرف الإمام الحق يكون ضال ، ولكن من يبغضه كافر كما عرفت في الحديث أعلاه ، ولذا نطلب من الله أن يعرفنا الصراط المستقيم للمنعم عليهم في قراءة سورة الفاتحة في الصلاة كل يوم عشر مرات ، وهو لأهمية المسألة وضرورة المعرفة ، وإلا مَن لا يعرف إمامة يكون جاهلا بدينه ويكون ضالا وإذا قصر ولم يسعى لمعرفة أئمة الحق يكون من المغضوب عليهم ولم يكن من المستضعفين ، وعلى هذا الحب تدور الحسنات والسيئات وتحصيلها ، وهو نص آية المؤدة أيضا كما عرفت : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ، وهذا ما جاء في معناه .

عن أبي داود عن أبي عبد الله الجدلي ، قال : قال لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا أبا عبد الله ، ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة ، وبالسيئة التي من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار ؟

 قلت : بلى ، قال : الحسنة حبنا ، والسيئة بغضنا .

ويا طيب : كما عرفت أن حبهم حسنه كبيرة مضاعفة وهي من أس الإيمان وركن العبودية وأصل الدين ، وله الثواب الجزيل ، فإن بغضهم سيئة كبيرة وبعد عن رب العالمين وضلال أو كفر بكل هداه المبين ، وقد عرفت أن بنص آية المودة أنها كانت تعرفنا أن اقتراف حبهم يوجب الحسنات المضاعفة ويشكر الله به السعي ، كذلك يغفر الله به الذنوب ، وهو معنى التعليل بالأسمين الكريمين وكان الله غفورا شكورا ، أي يغفر الذنب لمن يحب أهل البيت ويطيعهم ، ويصلح وجود الإنسان معه ، ثم يشكره على عمله ويثيبه و ينور قلبه وكل محيطه كما عرفت ، ولذا جاء :

عن الحسين عليه السلام ، إنه قال : من أحبنا أهل البيت لله نفعه حبنا ، وأن كان أسيرا بالديلم ، ومن أحبنا للدنيا فإن الله يفعل ما يشاء . والله إن حبنا أهل البيت لتساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق اليابس عن الشجر [122].

وعن الإمام الحسين عن أبيه أمير المؤمنين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ، ويضاعف الحسنات .

وإن الله تعالى ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد .

 إلا ما كان منهم فيها على إصرار ، وظلم للمؤمنين .

 فيقول : للسيئات ، كوني حسنات [123].

يا طيب: حب أهل البيت عليهم السلام أس الحسنات وبه تعرف الطاعات وتغفر الذنوب ، ولذا كان من أكبر السيئات بغضهم لأنه يبعد عن معارف الله وما به يعبد .

ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الروح والراحة ، والفلج والفلاح والنجاح ، والبركة والعفو ، والعافية والمعافاة ، والبشرى والنصرة ، والرضى والقرب والقرابة ، والنصر والظفر ، والتمكين والسرور ، والمحبة من الله تبارك وتعالى على من أحب علي بن أبي طالب ، وحق علي أن أدخلهم في شفاعتي ، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم ، وهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني .

جرى في مثل إبراهيم عليه السلام : وفي الأوصياء من بعدى ، لأني من إبراهيم وإبراهيم منى ، دينه ديني ، وسنته سنتي، وأنا أفضل منه ، وفضلي من فضله وفضله من فضلى ، وتصديق قولي قول ربي : ذريـة بعضـها من بعض والله سميع عليم .

ويا طيب : إن حب أهل البيت عليهم السلام ، له مراتب ولابد أن يظهر في حقيقة الإنسان المؤمن ، صحيح أن الرضا بهم أئمة هو أول مراتب الحب كما عرفت ، ولكن عرفت لابد أن يكون فيه شوق لتحصيل مكارمهم وآدابهم وأخلاقهم ودينهم وكل ما عرفونا من عبودية الله سواء في شرح كتاب الله بصورة عامة ، أو خصوص الأحكام التي لم يذكر منها إلا أسمائها وترك تفصيلها لهم كالصلاة وآدابها والصوم وأحكامه وكثير من العبادات الأخرى ، ولذا يجب أن نعرف أهل البيت بكل قيم المحبة التي عرفها الله ورسوله ليعرفهم الناس ويحبهم المسلمون فيقتدوا بهم ، ولذا جاء :

 

الإشراق الرابع :

شرف الرضا بحب آل محمد وإمامتهم والتأديب عليه :

عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : في الجنة ثلاث درجات ، وفي النار ثلاث دركات .

فأعلى درجات الجنة : لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده .

 وفي الدرجة الثانية : من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه .

وفي الدرجة الثالثة : من أحبنا بقلبه .

 وفي أسفل درك : من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و يده .

 وفي الدرك الثانية : من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه .

وفي الدرك الثالثة : من النار من أبغضنا بقلبه [124].

ويبدأ من التربية على الحب لنبينا وآله من الطفولة ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حـب نبيكم ، وحب أهل بيته ،
 وعلى
القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظله مع أنبيائه وأصفيائه [125].

عن أبى الزبير المكي قال : رأيت جابرا متوكيا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم ، وهو يقول :

على خير البشر فمن أبى فقد كفر . يا معشر الأنصار : أدبوا أولادكم على حب علي ، فمن أبى ، فانظروا في شأن أمه [126].

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

في القلوب نور ، لا يضئ إلا من إتباع الحق وقصد السبيل ،
 وهو من نور الأنبياء ، مودع في قلوب المؤمنين
[127] .
وعن جعفر بن محمد عليهم السلام ، قال :

نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى الحسين بن علي
وهو مقبل
، فأجلسه في حجره ، وقال :

إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا .
 ثم قال عليه السلام : بأبي قتيل كل عبرة . قيل : وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله ؟ قال : لا يذكره مؤمن إلا بكى[128] .

وعن بكر بن محمد الازدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 تجلسون وتتحدثون ؟ قال : قلت : جعلت فداك نعم .

قال : إن تلك المجالس أحبها ، فأحيوا أمرنا ، إنه من ذكرنا ،
ومن ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذبابة ،
 
غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر
[129].

وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :

 من أحبنا أهل البيت ، فليحمد الله على أول النعم .

 قيل : يا رسول الله وما أول النعم ؟

 قال : طيب الولادة ، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته [130].

وعن أبي يحيى كوكب الدم : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 إن حواري : عيسى عليه السلام ، كانوا شيعته .

وإن شيعتنا حواريون ، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا .

وإنما قال عيسى عليه السلام الحواريين : من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ، فلا والله ما نصروه من اليهود ، ولا قاتلوهم دونه .

 وشيعتنا : والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله صلى الله عليه وآله ، ينصرونا ، ويقاتلون دوننا ، ويحرقون ويعذبون ، ويشردون في البلدان ، جزاهم الله عنا خيرا .  وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 والله لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضون [131].

وعن ربعي بن خراش عن فاطمة بنت رسول الله : أنها دخلت علي رسول الله ، فبسط ثوبا ، و قال له : اجلسي عليه ، ثم دخل الحسن فقال له : اجلس معها ، ثم دخل الحسين فقال له : اجلس معهما ، ثم دخل علي فقال له : اجلس معهم ، ثم أخذ بمجامع الثوب فضمه علينا ، ثم قال :

اللهم هم مني و أنا منهم ، اللهم ارض عنهم كما أني عنهم راض [132].

وَقال الإمام عليه السلام : إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَقُلْ :

رَضِيتُ : بِالله رَبّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً ، وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً .

وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً ، وَ الحسن وَ الحسين ، وَ عَلِيِّ بْنِ الحسين وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ . وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ . وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الحسن بْنِ عَلِيٍّ ، وَ الْحُجَّةِ بْنِ الحسن بْنِ عَلِيٍّ ، أَئِمَّةً .

اللهمَّ : وَلِيَّكَ الْحُجَّةَ ، فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَ عَنْ يَمِينِهِ . وَ عَنْ شِمَالِهِ ، وَ مِنْ فَوْقِهِ ، وَ مِنْ تَحْتِهِ وَ امْدُدْ لَهُ فِي عُمُرِهِ .  وَ اجْعَلْهُ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ ، الْمُنْتَصِرَ لِدِينِكَ .  وَ أَرِهِ مَا وَ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ : فِي نَفْسِهِ ، وَ فِي ذريته ، وَ أَهْلِهِ وَ مَالِهِ . وَ فِي شِيعَتِهِ ، وَ فِي عَدُوِّهِ ، وَ أَرِهِمْ مِنْهُ مَا يَحْذَرُونَ . وَ أَرِهِ فِيهِمْ مَا يُحِبُّ وَ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ وَ اشْفِ بِهِ صُدُورَنَا ، وَ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ [133].

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ قال سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ :

جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ شِيعَتَكَ تَقُولُ :

إِنَّ الْإِيمَانَ مُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ ، فَعَلِّمْنِي شَيْئاً إِذَا قُلْتُهُ اسْتَكْمَلْتُ الْإِيمَانَ .

قال قُلْ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَرِيضَةٍ :

رَضِيتُ بِالله رَبّاً ، وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً ، وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً   وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً وَ إِمَاماً ، وَ بِالحسن وَ الحسين وَ الأئمة .

اللهمَّ : إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً ، فَارْضَنِي لَهُمْ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ [134].

قال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : من أصبح منكم راضيا بالله و بولاية علي بن أبي طالب   فقد أمن خوف الله و عقابه [135].

و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من قال : رضيت بالله ربا ، و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا ، و بأهل بيته أولياء . كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة[136] .

يا طيب : ذكرنا في الجزء الأول آثار ذكر الإمام الحسين عليه السلام وعقد مجالسه وسيأتي بحث مفصل فيه فأنتظر ، وإذا عرفنا أس الإيمان وكيف نتربى عليه فلنذكر ذكرا خاص في حب الإمام الحسن والحسين بالخصوص ، ثم نتعرف على آثاره في الآخرة في الجزء الآتي، بالإضافة لما عرفت ، فتدبر حب الحسنين عليهم السلام .

ومن قصيد طويلة للفرزدق مشهور يمدح بها الإمام علي بن الحسين نذكر منها ما يخص أهل البيت عليه السلام كلهم وبه نختم هذه الذكرى في حب آل محمد [137]:

 

يَا سَائِلِي أَيْنَ حَلَّ الْجُوْدُ وَ الْكَرَمُ            عِنْــدِي بَيَـانٌ إِذَا طُلَّابُهُ قَدِمُـوا

.....

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِيـنٌ وَ بُغْضُهُمْ            كُفْـرٌ وَ قُرْبُهُمْ مَنْجَى وَ مُعْتَصَمٌ

يُسْـتَدْفَعُ السُّوءُ وَالْبَلْوَى بِحُبِّهِـمْ            وَ يُسْتـَزَادُ بِـهِ الحسن وَ النِّعَمُ‏

مُقَـدَّمٌ بَعْـدَ ذِكْـرِ الله ذِكْرُهُـمْ            فِي كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الْكَلِـمُ‏

 إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ أَوْ             قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ قِيلَ هُمْ

 لَا يَسْتَطِيعُ جَـوَادٌ بُعْدَ غَايَتِهِـمْ             وَلَا يُـدَانِيهـِمْ قَـوْمٌ وَإِنْ كَرُمُـوا

هـُمُ الْغُيُوثُ إِذَا مَا أَزْمَةٌ أَزَمـَتْ             وَالْأَسَدُ أُسْدُ الشَّرَى وَالْبَأْسُ مُحْتَدِمٌ‏

يَأْبَى لَهُمْ أَنْ يَحُلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُـمْ              خِيَـمٌ كَرِيـمٌ وَأَيْدٍ بِالنّـَدَى هُضُمٌ‏

لَا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمْ             سِـيَّانِ ذَلِكَ إِنْ أَثْرَوْا وَ إِنْ عَدِمُوا

أَيُّ الْقَبَائِـلِ لَيْسَتْ فِي رِقَابِهِـمْ              لِأَوَّلِـيَّـةِ هَــذَا أَوْلَــهُ نِعَـمٌ‏

مَنْ يَعْرِفُ الله يَعْرِفُ أَوَّلِيَّـةَ ذَا             فَالدِّيـنُ مِنْ بَيْـتِ هَذَا نَالَهُ الْأُمَمُ‏

بُيُوتُهُمْ فِي قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَـا             فِي النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الْحُكْمِ إِنْ حَكَمُوا

فَجَـدُهُ مِنْ قُرَيْـشٍ فِي أَرُومَتِهَا            مُـحَـمَّـدٌ وَ عَـلِـيٌّ بَعْـدَهُ عَلَمٌ‏

بـَدْرٌ لَهُ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ            وَ الْخَنْدَقَـانِ وَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا

وَخَيـْبـَرُ وَ حُنَيْـنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ            وَفِي قُرَيْظَـةَ يَـوْمٌ صَيْـلَمٌ قَتـِمٌ‏

مَوَاطِنُ قَدْ عَلَـتْ فِي كُلِّ نَائِبَـةٍ            عَلَى الصَّحَابَـةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُوا

 

 



[106]المحاسن ج1ص 262ب34 ح326 ح327. الحجرات7

[107]المحاسن ج1ص 262ب34 ح329 ح330ح331. الآيات آل عمران31، الحجرات7، الحشر9.

[108]المحاسن ج1ص 262ب33 ح323 ، 324 ، 325.

[109] المحاسن ج1ص 261ح320 ،ح321 .

[110]المحاسن ج1ص 262ب33 ح322 .

[111]الكافي - الشيخ الكليني ج 2 ص 125ح4 . المحاسن ج1ص 265 ح339 .

[112]شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3ص462ح1353.

[113]مناقب أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن سليمان الكوفي ج2ص 292 .

[114]كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه  ص 258 ح389 ـ 2 .

[115]الخصال- الشيخ الصدوق  ص 515ب20 ح 1 . وذكر المحقق له : جاء مضمون هذا الخبر الشريف في كثير من الأخبار من طرق العامة والخاصة ، لكن لا يغرنك الشيطان فتجعل نفسك في عداد محبيهم ومواليهم عليهم السلام فإن الولاية مقام لا ينال بالأماني ، واجعل قول الباقر عليه السلام نصب عينيك حيث يقول : " من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع " .

[116]روضة الواعظين للفتال النيسابوري  ص 12 .

[117]المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1ص286 ب64ح427 . الكافي الشيخ للكليني ج2ص46ح2. الأمالي للشيخ الصدوق  ص 341 : ح406 / 16 .

[118]شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3ص4ح917 . المستدرك على الصحيحين ج3 ص 149 ط حيدر آباد ، الترمذي ج5 ص 664 رقم 3789 .

[119]المسترشد محمد بن جرير الطبري ص 292 .

[120]المحاسن أحمد بن محمد بن خالد البرقي  1ص150 ب20ح 67، 68.

[121]المحاسن أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1 ص 153ب22ح78، 79 ، 80 .بيان  قوله ( ع ) " لنا كرائم القرآن " أي نزلت فينا الآيات الكريمة و نفائسها وهي ما تدل على فضل ومدح ، والمراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل بأصول الدين وفروعه .

[122]شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج 1ص 163 . الديلم : منطقة جبلية في گيلان شمال بلاد قزوين.

[123]الأمالي للشيخ الطوسي ص 164ح274 / 26 . الحديث بعده في المحاسن ج1ص152ب20ح74 .

[124]المحاسن  لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج 1ص 152 ب 21ح76 .

[125]الجامع الصغير للسيوطي ج1 ص 42 ط مصر .  أمان الأمة من الاختلاف ص 193 ح18 ، وقال أخرج السيوطي والحضرمي عن الديلمي عن علي عليه السلام قال الحديث ، وخرجه عن : تسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب ص 73 . 3 ) إحياء الميت ح 46 ، رشفة الصادي ص 46 . مجمع الزوائد 10 / 346 . 2 .

[126]علل الشرائع ج1ص142 ح4 . من لا يحضره الفقيه ج3ص 493ح4744 .الأمالي ص 135ح133/6.

[127]مصباح الشريعة ص 157 .

[128]مستدرك الوسائل ج10ص 318 ح 12084ـ 13.  مجموعة الشهيد : نقلا من كتاب الأنوار لآبي .

[129]ثواب الأعمال الشيخ الصدوق ص 187 .

[130]شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ج3ص8ح928 .

[131]الكافي ج8ص268ح396 . والآية 14 من سورة الصف .

[132] دلائل‏ الإمامة ص3 .

[133]من ‏لا يحضره‏ الفقيه ص327 ب1ح960.

[134]وسائل‏ الشيعة  ج20 ص463ب6ح8451 .

[135]الأمالي‏ للطوسي ص283 م10 ح87-549 .

[136]ثواب ‏الأعمال ص26.

[137]بحار الأنوار ج46ص125ح1 ، الاختصاص ص193 . رجال ‏الكشي ص131 .روضة الواعظين ج1ص200 . الفصول‏ المختارة ص39 . كشف‏ الغمةج2ص . المناقب ج4ص171 . وسائل الشيعة للحر العاملي ج 20 ص 291 . وقد رووها كاملة أخذنا منها ما يخص مدح أهل البيت كلهم .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام