هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين  في  أصول الدين وسيرة المعصومين / صحيفة الإمام الحسين عليه السلام /
 الجزء
الرابع /  ظهور نور الإمام الحسين في الأرض بولادته وأدلة إمامته

الباب الثاني
النص والاستدلال على إمامة الحسن والحسين عليهم السلام
ومناقبهما وفضائلهم وما يوجب حبهما والاقتداء بهم

سفينة نجاة

تنورنا الإيمان بمناقب وفضائل أئمة الحق الحسن والحسين ووجوب حبهم والإقتداء بهم عليهم السلام

المجلس الثاني

يجب حب وتولي أئمة الحق وسادة أهل الدنيا والآخرة

الذكر الثاني

وجوب التشرف بحب الحسن والحسين عليهم السلام

يا طيب : بعد أن عرفنا معرفة عامة في وجوب حب آل محمد والرضا به بنص كتاب الله وبنص سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، نذكر الأحاديث التي تشرفنا بمعرفة شرف حب الحسن والحسين ، وتعرفنا إن فيما ذكرنا لإمامتهم من الأدلة لهما ولآلهم صلى الله عليهم وسلم ، روح وحقيقة وجوب التشرف بحبهم وإظهاره بمتابعتهم وطاعتهم ، وإن الرضى بإمامتهم لا يتم إلا بحبهم والتتبع لأثارهم وسيرتهم وسلوكهم وكل حديث وعلم عرفوه لنا فضلا عن أعمالهم وما جرى في حياتهم .

وإن حبهم : ليس حب عابر ويمكن أن يتغير وتزيله الهموم والمشاغل ، بل هو من عقائد الدين وأس الإيمان وأصل لتحصيل هدى الله وإقامة عبوديته بما يحب ويرضى ، وإنه حب يجب أن يكون عن شوق لمعرفة كل ما ظهر في الوجود من نورهم سواء كان ذكرا لمناقبهم وفضائلهم ، أو حديث وعلم صدر منهم ، أو سيرة وسلوك تحققوا به ، وبهم وبآلهم نعرف هدى الله ودينه ، وقد عرفت كثير من الأحكام التي تخص الدين قد ظهرت بأول يوم ولادتهم ، حتى صباهم ، ولذا كان في الباب الأول من هذا الجزء أمرا مهما في التربية وبه كان كثير ما تبتلي به العوائل ، وسواء عند الولادة أو حين الصلاة أو بعدها مما يجب لهم من الحقوق أو المحبة والعطف لأطفالهم ولهم .

وهذه الآداب الإسلامية والمكارم الربانية : مستمرة في معارف الإمام الحسن والحسين حتى في إمامتهم وولايتهم ، وأنه يجب إظهار حبهم والتعلم منهم والإقرار لهم بالفضيلة والمكارم ونعمة الهداية والصراط المستقيم وكل قيم الشرف والمجد في أي شيء تدبرت به من أحوالهم ، سواء في نسبهم أو في ذاتهم أو في صفاتهم وأفعالهم ، فضلا عن معرفة ما خصهم الله به من الفضل والكرامة والمجد صلى الله عليهم وسلم .

وإذا عرفنا هذا فلنتدبر بعض الأحاديث التي توجب لنا شرف حبهم  وآثاره :

 

 

 

 

الإشراق الأول :

أعظم حب للحسن والحسين من نبينا الأكرم لهما لأمر الله سبحانه به  :

يا طيب : عرفت موقع الحسن والحسين في كتاب الله سبحانه وتعالى في آية التطهير والمباهلة وسورة الكوثر والضحى وأولي الأرحام والذرية والقربى والمودة ، وفي كلها يكون الحسن والحسين بعد أبيهم وأمهم أسس من أسس هذه الآيات ، ومصداق كريم عالي لها أو أنها مختصة بهم أو أنهم أحد أركانها ، وكان بهم تمام معناها بل يتحقق شأن نزولها وما يظهر لها من الحقيقة ، وبالخصوص آيات الإمامة والولاية والحكمة والورثة للكتاب والرسوخ بعلمه والمنعم عليهم حقا ، وإن رسول الله شرح هذه المعاني لكتاب الله بتعريف الإمامين بكل منقبة ممكنة وفضيلة كريمة لا يستحقها بحق غير آل بيته وبالخصوص الحسن والحسين عليهم السلام ، وقد عرفت إن أبيهما خيرا منهما .

والآن يا طيب : بعد أن عرفنا شيئا عن إمامتهما بالحق وولايتهم الواقعية بأمر الله ورسوله ، نتوجه بالحب لهم ولكل ما شرفهم الله به ، ونتعرف على ضرورة ودهم وشرف تحقق حقائق حبهم في قلوب المؤمنين وأرواحهم العالية ، وبالإيمان بحبهم وبكل ما شرفنا به من الاقتداء بهم والسير على نهجهم عقلا ولبا وفكر وتصورا وصبرا وإيمانا ويقينا وحقيقة ، وبأنه من أصول المحبة الواجبة في الإيمان بعد حب الله ورسوله ، وأنه بحبهم يشتاق الإنسان لمعرفة هدى الله ويتحقق به صابرا محتسبا ، بل ولهِا محبا عاشقا لكل ما شرفه الله من أصول الدين وفروعه ، وبما تعلمه من وجود الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهم السلام وآلهم الكرام صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

وقد عرفت : في الباب الأول وفي كل ما ذكرنا من مشارق النور في هذا الباب ، إن أصل تعريف النبي لهم سواء في مقام الإمامة أو الولاية والذرية والشرف والمنزلة ، هو من باب إظهار المحبة لهم ، أي يظهر صلى الله عليه وآله اعتقاده بحبهم ، وبعبارات مختلفة ، وشوق الاهتمام بهم ليحرك المؤمنين لحبهم والاقتداء بهم وتوليهم بعده ولذا :

حديث الإمام علي عليه السلام :

روي عن علي عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

يا علي : لقد أذهلني هذان الغلامان - الحسن والحسين -  أن أحب بعدهما أحدا

، إن ربي : أمـرنــي أن أحبهـمـا وأحـب مـن يحبهم [138].

يا طيب : إذا كان الأمر من الله فحقه أن يذهله حبهما ، وإن النبي لم يفقد شيء من شعوره ولا أنه يُعرف أمرا باطلا ، بل كثرة تعريفه لهما وحبهما هو لأمر الله ، وهو مثل قوله : لقد شيبتني سورة هود ، لقول الله تعالى له :

 { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ (111) } هود . فهو مستقيم ولكن كان يجد في التبليغ لمن كان معه ويريدهم أن يكونوا مثله في الطاعة ، وللناس كان مشارب ، بل كان يوجد فيهم معاندين ومنافقين حتى نزلت بهم ما يقارب الثلاثمائة آية تحذر منهم ، وهو يريد طاعتهم لله والإخلاص له فضلا عن حب نشر رسالته العالمية بأوسع صورة ، ولذا كان لا يقر له قرار في العزم بل إظهار الجد وكل ما يمكنه من أجل تبليغ دين الله ، حتى قال الله له : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .

وإن أمر الله للنبي الأكرم : بحب الحسن والحسين ، كان أمر عظيما ، وهو تعريف الخلافة بعده وولاة أمر دينه وتعريف هداه ، وبه استمرار حقائق العبودية لله بما يحب ويرضى ، وبه يجعلنا معتصمين بهم من الضلال بعده والانحراف عن دينه .

ولذا كان لا يقر صلى الله عليه وآله وسلم : أبد في تعريف حبه للحسن والحسين وأبيهم ومقامهم السامي بكل فرصه ممكنة ، ولذا كثرة الأحاديث في ضرورة حبهم وتعريف إمامتهم وولايته وشأنهم الكريم عنده وعند الله سبحانه وتعالى ، وما يجب على المؤمنين من حبهم والاقتداء بهم ، وما من احد يتدبر هذه الكثرة من الأحاديث وأمام عموم المسلمين وفي مواقف عديدة جدا وحالات مختلفة ، إلا ويعتقد اعتقاد جازم بأن حب الحسن والحسين وآلهم والتعلم منه والاقتداء بهم حقا من ضروريات الدين ومن أسسه الركنية وأصوله الأولية ، لأنه منهم يتعلم هدى الله بعد أبيهم وجدهم ، ولكي لا أطيل عليك في شرح هذا المعنى نتدبر الأحاديث التي تعرفنا حب النبي الأكرم لهم ، والذي كان بأمر الله ، وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بحبهم لهذا الأمر الذي عرفه الله به وطلبه منه ، لا لمجرد أنهم منه في النسب بما هو ، بل لأنه نسب مبارك وكوثر خير ، ويعرفنا عظمة الله وهداه وحبه لأوليائه ، وقد جاء  :

عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي :

 يا عمران بن حصين : إن لكل شيء موقعا من القلب .

وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شيء قط .

فقلت : كل هذا يا رسول الله .

 قال : يا عمران وما خفي عليك أكثر إن الله أمــرنـي بحبـهـم [139].

نعم إن الله سبحانه وتعالى : قد أمر بحبهما وحقا لنبي الرحمة أن يقع لهما في قلبه الطاهر الطيب أعلى حب ممكن ، وهاهو بفضل الله أسوة وقدوة لكل خير وما يوصل لمعارف الله وحبه وتعلم عبودية بحق ، ويعصمهم من الهوى لأئمة الضلال ، وعن كل من يكيد الدين ويفسره برئيه وقياسه واستحسانه .

فإن نبي الرحمة : بإظهار حبه لهم وتعريف علله وأسبابه يعرف أئمة الحق للمؤمنين ولكل طيب يحب أن يعرف هدى الله من خلال تعلمه من الحسن والحسين ، حين يحبهم فيشتاق لمعرفتهم أكثر ولذكرهم وسيرتهم وسلوكهم و خصائصهم ، فيقتدي بهم ويكون في نور الله ، وكما عرفت حقائقه في آيات النور في الجزء الأول ، وما له من الأثر في التحقق بنور الله الأبدي ، وهذه يا طيب الأحاديث التي يشرف بها نبي الرحمة أصحابه ويأمرهم بالتعلم منه حب الحسن والحسين عليهم السلام ، وقد روى هذه الأحاديث عدة من الصحابة وكلا له أسلوبه نذكر أسمائهم ونسأل الله سبحانه حقائق حب النبي وآله وكل آثاره دنيا وآخرة .

 

 

حديث بن عباس :

عن ابن عباس قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله  ، قد سجد خمس سجدات بلا ركوع ، فقلت : يا رسول الله ، سجود بلا ركوع ؟! 

فقال :  نعم ، أتاني جبرائيل .

فقال : يا محمد ، إن الله عز وجل يحب عليا ، فسجدت ، ورفعت رأسي .

فقال لي : إن الله عز وجل يحب فاطمة ، فسجدت ، ورفعت رأسي .

فقال لي : إن الله يحب الحسن ، فسجدت ، ورفعت رأسي .

فقال لي : إن الله يحب الحسين ، فسجدت ، ورفعت رأسي .

فقال لي : إن الله يحب من أحبهم ، فسجدت ورفعت رأسي [140] .

 

 

 

حديث أبو ذر الغفاري رحمه الله :

في كامل الزيارات :  عن أبي رافع عن أبيه عن جده عن‏ أبي ذر الغفاري قال :

أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحب الحسن و الحسين .

فـأنـا أحـبـهـمـا .

و أحب من يحبهم ، لحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياهم [141].

و عن أبي ذر الغفاري قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يُقبل الحسن و الحسين عليهم السلام ، و هو يقول :

من أحب الحسن و الحسين عليهم السلام و ذريتهما مخلصا .

لم تلفح النار وجهه و لو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج .

إلا أن يكون ذنبه ذنبا يخرجه من الإيمان [142].

 

 

حديث سلمان الفارسي رحمه الله  :

في الإرشاد : روى زاذان عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في الحسن والحسين عليهم السلام :

 اللهم إني أحبهما ، فأحبهما ، وأحبب من أحبهما .
وقال صلى الله عليه وآله :

مَن أحب الحسن والحسين : أحببته .
ومن
أحببته أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة
.
 ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار[143]

 

حديث البراء بن عازب رحمه الله :

عن البراء بن عازب قال :رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حامل الحسين بن علي على عاتقه ، و هو يقول :

 اللهـم إني أحبـه فأحبـه [144].

 

حديث أسامة بن زيد رحمه الله :

عن أسامة بن زيد قال : طرقت على النبي ذات ليلة في بعض الحاجة ، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم ، و هو مشتمل على شي‏ء ما أدري ما هو ، فلما فرغت من حاجتي ، فقلت : ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟

فكشفه : فإذا هو الحسن و الحسين على وركيه .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم  : هذان ابناي و ابنا ابنتي .

اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهم[145] .

 

 

أحاديث عبد الله بن مسعود رحمه الله :

عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

من كان يحبني فليحب ابني هذين ، فإن الله أمرني بحبهم[146] .

و روى زر بن حبيش عن ابن مسعود قال :

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي ، فجاءه الحسن و الحسين عليهم السلام فارتدفاه ، فلما رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا ، فلما عاد عادا ، فلما انصرف أجلس هذا على فخذه و هذا على فخذه ، و قال صلى الله عليه وآله وسلم :

مَـن أحـبـنـي ، فليحـب هـذيــن[147] .

علي بن صالح بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 و الحسن و الحسين جالسان على فخذيه ، من أحبني فليحب هذين .

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال للحسن :

 اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه [148].

 

 

حديث أنس بن مالك :

وروى عن الترمذي من صحيحه يرفعه بسنده إلى أنس بن مالك قال :

 سئل رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتك أحب إليك ؟

 قال صلى الله عليه وآله وسلم : الحسن والحسين .

وكان يقول  لفاطمة عليه السلام : ادعي لي ابني فيشمهما ويضمهما إليه[149] .

حديث أبو الحويرث :

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :

 اللهم أحب حسنا وحسينا وأحب من يحبهم [150].

 

أحاديث أبو هريرة :

أبو صالح و أبو حازم عن ابن مسعود و عن أبي هريرة قالا : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و معه حسن و حسين عليه السلام ، هذا على عاتقه ، و هذا على عاتقه ، و هو يلثم هذا مرة و هذا مرة ، حتى انتهى إلينا . فقال له رجل : يا رسول الله إنك لتحبهم ؟

فقال : من أحبهما فقد أحبني ، و من أبغضهما فقد أبغضني [151].

وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

 من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضها فقد أبغضني [152].

ومن كتاب حلية الأولياء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله واضعا الحسن على  عاتقه وقال : من أحبني فليحبه . 

وعن نعيم قال : قال أبو هريرة : ما رأيت الحسن قط إلا فاضت عيناي دموع ، وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول  الله صلى الله عليه وآله يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول :

اللهم إني أحبه وأحب من يحبه ، يقولها ثلاث مرات[153] .

وما مر عن بن عباس نصا أعلاه ورواه في المناقب عن المحاضرات وقال روى أبو هريرة ، فيكون هو أحد رواة الحديث أعلى مع بن عباس [154] .

يا طيب : وقد عرفت في كل ما مر أحاديث في هذا الجزء وقبله هي تعبير حقيقي لحب الله ورسوله لهما ، بل أمر وتعريف لضرورة التشرف بحبهم لكل المسلمين ، وهو معنى كريم يعرف شأنهم العظيم ويبين ولايتهم وإمامتهم ووجوب أتباعهم لا مجرد حب عابر لأمر عاطفي من زينة الحياة الدنيا ، بل حب عقلي علمي وجداني قلبي كريم وشريف ، فيه كل فضائل الحب ومكارم الدين وأسس الإيمان ، وهذا كان قسما من أحاديث وجوب التشرف بحبهم وسيأتي قسما أخر فتدبر .

 

أحاديث أدخلوا فيها ضغائن للحسن والحسين :

أحاديث : دخلها شيء من بغض الإمام علي في أبينيه في زمن بني أمية ، وظاهر فيها بعض الحق ، وإن الزائد فيها يعرفنا إنه كان لرواتها في أنفسهم وإيمانهم شيء يُعرف بعض قصورهم في معرفة الحق أو عنادهم له ، وسترى فيها فقرات متناقضة في تعريف حب النبي للحسن والحسين عليه السلام ، فإنه من يمدح لا يذم قبله أو بعده ، لأنه نفي الموجب أو سلبه ينفيه ، وتعريف الأمر الحسن إذا لم يكن تام نقصا فيه ، وبالخصوص أن يكون من نبي الرحمة وأس البلاغة وأصل الفصاحة وهو يريد أن يبين أمرا خطيرا ، وهو لا يهجر ليشبه على الناس في الدين فيمدح في عين الذم أو يذم في عين المدح ، ولا يعرفون هل يحبون أم يبغضون أم يهجرون ، وإن يجبن ويجهل ويبخل لا يُحب ، ولكنه لما صعب عليهم رواية الحديث الكريم في حب الحسن والحسين عليه السلام ، قدموا له مقدمة تقلل من أهمية الحب للطيبين الطاهين الكريمين ، ليشبهوا على الناس ، وهذا أمرا يعرفه كل منصف وبأقل متدبر في عظمة بيان رسول الله وإنه ينطق عن الحق ، وبالحق والحكمة والصواب والعدل ، وهو بوحي يوحى لا يهجر ولا يقول باطلا ، ومن هذه الأحاديث يرويه حاكم لبني أمية ، وفي لحنه ترى الضغائن على أهل البيت عليهم السلام فتدبر ما روي وكيف يقدمون له مقدمة كاذبة :

حديث خولة بنت حكيم :

فضائل أحمد و تاريخ بغداد بالإسناد عن عمر بن عبد العزيز قال : زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله :

خرج و هو محتضن أحد ابني ابنته حسنا أو حسينا و هو يقول :

إنكم لتجنبون و تجهلون و تبخلون و إنكم لمن ريحان الله [155].

و قال البغوي يرفعه إلى يعلى قال :

جاء الحسن و الحسين : يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، و أخذ الآخر فضمه إلى إبطه الأخرى ، فقال :

 هذان ريحانتان من الدنيا من أحبني فليحبهم .

ثم قال : إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة[156].

إن القوم : أضافوا للحديث ما في نفوسهم ، وهل قصر رسول الله و أمير المؤمنين عن واجب أو مستحب من أجل أهل بيته ، أليس خاضوا الحروب وكانت عندهم عائلاتهم وأطفالهم ، ثم هل ورثوا شيئا يعتد به وكانت صدقاتهم جارية على كل الناس راجع سيرتهم الكريمة ، وأي جهل كان لهم أليس هم علماء الوجود ومنهم يتعلم دين الله ، ثم الحسين أليس قدم كل أهله وماله في سبيل الله ، وهم أهل النجدة والجود والكرامة والمجد كما عرفت وكما سترى ، ولكن ضغائن في قلوب القوم لم يروق لهم أن يرووا الحديث فأضافوا له ما في حقيقتهم ، فعمموها على أكرم خلق الله سبحانه وتعالى وأكرمهم وأشجعهم وأعلمهم ، لأنهم تدبر ما يأتي ....!

 

 

 

الإشراق الثاني :

اشتراك كل الناس في حب الحسن والحسين :

يا طيب : إن المؤمن الواقعي بالله يحب كل ما يوصله لله سبحانه وتعالى حقا ، فضلا عن حبه الله وحب الإخلاص له وعبوديته ، ورسول الله عرّف آله بما كرمهم الله به في كتابه وشرحه في كثير من الآيات الكريمة ، وإنه لملابسات تحققت بتولي الخلافة بعده قوم طمعوا بالحكم وبفتله غصبوا الخلافة لرسول الله وتولوا على الناس ، والناس جديدي عهد في الإسلام كانوا لم يعرفوا أهمية الإمامة وحقائقها ، ولا ما يجب أن يكون عليه الإمام من العلم والمقام السامي عند الله سبحانه وتعالى ، ولم يعرفوا حقائق المسلمين الأولين وبالخصوص الناس الذين فتحت بلادهم بعد رسول الله ، فإنهم كانوا يُعرفون معاوية ويزيد وأشباهه آل رسول الله وخال المسلمين وأقرب المقربين إليه ، لأنه سلطوه على الحكم ليسكتوا أبوه أبو سفيان الذي كان يجمع الناس ليرجع الخلافة للإمام علي عليه السلام ، وقد كتبنا بعض المعارف في هذا في أخر صحيفة النبوة .

ولكنه لما استولوا على الحكم : وجعلوا أبن أبي سفيان قائد في الجيش ، وفتحت البلاد للمسلمين الذين أعدهم النبي في جيش أسامة لكنهم عزلوه وجعلوا غيره  ، وعرفوه بخال المسلمين و أمير المؤمنين وغيرها من الألقاب ، سكت أبوه وتم لهم الحكم ، وأشتبه على الناس الأمر ، ولما كان يسب ويلعن الإمام الحق بعد تسلم معاوية الحكم ويأمر به على المنابر في كل البلاد باعتباره أميرهم وحاكمهم ، وهم جديدي عهد بالدين وكانوا يتابعوه بل كان قسم منهم يبغض الإمام علي عليه السلام والعياذ بالله ، لأنه قد قتل أبوه أو أخوه أو أحد أقرباءه في أحد أو حنين أو خيبر وغيرهن كالجمل وصفين والنهروان ، بل حسدوا نبينا وآله لأنه فضلهم عليهم الله ، ولم يدخل الإيمان في قلوب البعض لأنهم كانوا منافقين ، والله حذر منهم في كتابه ولكنهم تسلطوا على الحكم بعد رسول الله أو كانوا أتباعا لهم ولدنياهم ويروون الحديث لتقربوا منهم .

ولكن بمرور الأيام : لما تعرف المسلمون والناس على حقائق تأريخ الدين وكرائم آيات القرآن النازلة في شأن آل البيت ، تراجع كثير من المسلمين عن العداء لأهل البيت عليهم السلام ، فضلا عن بغض الإمام علي عليه السلام ، وبعد فترة قليلة لم تجد فرقة تبغض الإمام علي عليه السلام ، حتى أشدهم عداء له لا من بني أمية ولا من الخوارج ولا من أهل الجمل وغيرها .

والآن لو تتابع : كل المناقشات في الانترنيت بل كتب القوم من عامة المسلمين من قديم الأيام وأول تأليفهم في أخر عهد بني أمية ، لم تجد أحد يصرح ببغضه للإمام علي عليه السلام ، بل تراهم في صحاحهم وفي كل كتبهم الذاكرة للمناقب ترى فيها تصريحهم بكرامة الإمام علي عليه السلام وآله ، وإن أحاديث بغض الإمام علي كانت في فترة معينة ، وهي تنحصر في زمن النبي مخفية لأنه كان قتل آبائهم المشركين ، وفي زمن بني أمية لبعض المسلمين المنخدعين بحكامهم علنا ، ولكن بعد فترة تراجع الناس لبعض حقه وعرفوه بالولاية ، وأما الحسن والحسين مع أنه أبوهم الإمام علي عليه السلام لم ترى أحد يصرح ببغضهم حتى زمان النبي ولا في زمن الإمام علي عليه السلام ، وحتى الأحاديث السابقة كانت تعرف حب لكنه في ضغينة للتقليل من شأن الحب لهم ، ولكي لا يتوجه الناس لشرفهم العظيم ، ولذا جاءت أحاديث شريفة تعرفنا هذه الخصوصية الكريمة لهم عليهم السلام .

فعن عبد الله بن يحيى قال :

سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن ابـنـي فـاطمـة اشتــرك في حبـهما الـبـر والفاجر .

 وانه كتب لي : أن لا يحبنى كافر ، ولا يبغضني مؤمن ، وقد خاب من افترى [157].

يا طيب : إن الكافر لا يحب الإسلام ولا نبيه ولا خليفته الإمام علي أو غيره ، وأما المؤمن الحق العارف بدينه لا يمكنه أن يبغض الإمام علي عليه السلام ، ولو بغضه وهو يدعي الإيمان لكان حقا كاذبا في إيمانه ولانطبقت عليه أحاديث جابر كما عرفت بأنه عليه أن يراجع أمه وما جنت في حقه ، كما عرفت في أول المجلس الأول .

والآن كل المسلمين : لو تسألهم هل تحبون الإمام علي عليه السلام تراهم يصرحون بحب أهل البيت عليهم السلام ولا ينكره أحد ، ولكنهم مع ذلك ترى بعضهم يحبون من خالفهم ، ولكن مع حب أعداء آل محمد لا يبغضون الإمام علي ، وهذا من عجيب الإيمان أن تحب إنسان وعدوه ، وهو جهل بأبسط مبادئ الحب والإنسانية والوجدان ، بل ضلال عن طلب الإيمان الحق ، كما عرفت في الأحاديث في نور الذكر السابق . وجاء عن معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إن حب علي قذف في قلوب المؤمنين .

 فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق .

وان حب الحسن والحسين : قذف في قلوب المؤمنين ، والمنافقين والكافرين فلا ترى لهم ذاما . ودعا النبي الحسن والحسين قرب موته فقبلهما وشمهما وجعل يرشفهما وعيناه تهملان [158].

يا طيب : إن المنافق كالكافر لا يحب الإسلام ، ولكن الكافر قد يكون لم يعرف الإسلام لبعده أو لعدم قيام الأدلة عنده ، وقد لا يكون معاند ولكن لعدم الاهتمام لم يحب الإسلام ورجاله ، ولكن المنافق يكون عارف بالإسلام ودخل به ولكنه لما يدخل الإيمان قلبه، فيبغض أئمة الحق به لأنه له كيد في الإسلام وخداع ومكر في التلبس به.

ولكن ترى الناس : لم يبغضوا الحسن والحسين لخصوصية ، وهي قد تكون لعدم معرفة الناس بدورهم الكريم في نشر الإسلام وفضلهم العظيم في تعريف معارف الله ، أولا لأنهما لم يستلما حكما ، والثاني لأنه لا يُعرف فضلهم إلا من خلال مظلوميتهم ومن خلال ما جرى عليهم من العناد للحق ، ولهذا كان أمرا يوجب حبهم حتى من المعاند لهم والقاتل لهم ، ولكنه حب مدخول لبعض الناس وفيه عداء لأبيهم عليه السلام لأنه قتل آبائهم ، كما عرفت في أحاديث آخر الإشراق السابق ، وهذا ما صرح به بعضهم بقوله نقاتل بغضا لأبيك ، ولمعرفة هذا المعنى تدبر :

بعد فتح مكة : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ووقف قائما على باب الكعبة فقال : لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا إن كل مال ومأثرة ودم يدعى تحت قدمي هاتين ، إلا سدانة الكعبة ، وسقايه الحاج ، فإنهما مردودتان إلى أهليهما .

ألا إن مكة : محرمة بتحريم الله ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار ، وهي محرمة إلى أن تقوم الساعة ، لا يختلى خلاها ، ولا يقطع شجرها ، ولا ينفر صيدها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد .

ثم قال :  ألا لبئس جيران النبي كنتم ، لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم ، ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني ، اذهبوا  فأنتم الطلقاء ، فيخرج القوم فكأنما انشروا من القبور ، ودخلوا في الإسلام ، وقد كان الله سبحانه أمكنه من رقابهم عنوة ، وكانوا له فيئا ، فلذلك سمي أهل مكة الطلقاء [159].

قال الواقدي : ولما فرغ أمير المؤمنين عليه السلام من أهل الجمل جاءه قوم من فتيان قريش يسألونه الأمان وأن يقبل منهم البيعة ، فاستشفعوا إليه بعبد الله بن عباس ، فشفعه وأمرهم في الدخول عليه ، فلما مثلوا بين يديه قال لهم :

ويلكم يا معشر قريش علام تقاتلونني ! على أن حكمت فيكم بغير عدل ! أو قسمت بينكم بغير سوية ! أو استأثرت عليكم ! أو تبعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو لقلة بلاء في الإسلام ! .

 فقالوا : يا أمير المؤمنين نحن إخوة يوسف عليه السلام فأعف عنا ، واستغفر لنا ، فنظر إلى أحدهم فقال له : من أنت ؟  . قال : أنا مساحق بن مخرمة معترف بالزلة ، مقر بالخطيئة ، تائب من ذنبي .

فقال عليه السلام : قد صفحت عنكم [160]

وكذلك عفا عن مروان وابن الزبير وكل أتباعهم ولم يأخذ شيء من مالهم ، وأرجع المرأة للمدينة مجللة مكرمة مع نساء يحفن بها ويقودها أخيها محمد بن أبي بكر .

وهذا فعل أهل البيت عليهم السلام بهم ، لهم مواقف كثيرة شبيهة بهذا وقد عرفتها ، وهم كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام حين : سئل عن بني هاشم و بني أمية ؟ فقال : نحن أمجد و أنجد و أجود ، و هم أغدر و أمكر و أنكر .

وإذا عرفت فعل أهل البيت عليهم السلام : مع بين أمية وأتباعهم ، فأعرف إباء الحسين وتقديم أهل بيته كلهم للقتل والسبي من أجل إعلاء الحق وبيان كلمة الله الصادقة وطلب الإصلاح في أمة المسلمين أبدا ، حتى يُرهم ظلم القوم ومكرهم وعدم حرمتهم للآل رسول الله ، فتدبر ما جرى عليه في يوم عاشوراء .

وبعد ما قتل أصحاب الحسين عليه السلام ، ذكر في ينابيع المودة :

 في مقتل عبد الله الرضيع ، قالت أم كلثوم : يا أخي إن ولدك عبد الله ما ذاق الماء منذ ثلاثة أيام ، فاطلب له من القوم شربة تسقيه ، فأخذه ومضى به إلى القوم وقال :  يا قوم : لقد قتلتم أصحابي وبني عمي وإخوتي وولدي .

 وقد بقي هذا الطفل :

وهو ابن ستة أشهر ، يشتكي من الظمأ فاسقوه شربة من الماء .

 فبينا هو يخاطبهم : إذ أتاه سهم فوقع في نحر الطفل فقتله .

قيل : إن السهم رماه عقبة بن بشير الازدي ( لعنه الله ) .

.... ثم نادى : يا أم كلثوم ، ويا سكينة ، ويا رقية ، ويا عاتكة ، ويا زينب ، يا أهل بيتي عليكن مني السلام .

 فلما سمعن : رفعن أصواتهن بالبكاء ، فضم بنته سكينة إلى صدره ، وقبل ما بين عينيها ، ومسح دموعها ، وكان يحبها حبا شديدا ، ثم جعل يسكتها ، ويقول :

سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي    منك البكاء إذ الحمام دهاني

لا تحرقي قلبي بدمعك حسـرة    مادام مني الروح في جثماني

فإذا قتلت فأنت أولى بالــذي    تأتينه يا خيـرة النســوان

ثم دنا من القوم وقال :

 يا ويلكم أتقتلوني على سنة بدلتها ؟

 أم على شريعة غيرتها ؟

 أم على جرم فعلته ؟

أم على حق تركته ؟  .

 فقالوا له : إنا نقتلك بغضا لأبيك .

وفي رواية : بغضا منا لأبيك ، وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين. فلما سمع كلامهم حمل عليهم فقتل منهم في حملته مائة فارس ، ورجع إلى خيمته ، وأنشأ عند ذلك يقول :

خيـرة الله مـن الخـلق أبـي    بعـد جـدي فأنـا ابن الخيرتـين

أمـي الزهـراء حـقـا وأبي    وارث العلــم ومـولـى الثقلـين

عبـد الله غـلامـا يـافـعـا    وقــريـش يعبـدون الوثـنيـن

يعبدون اللات و العـزى معـا     وعـلـي قـام صلى القبـلتـين

مـع نبـي الله سـبعـا كامـلا    مـا على الأرض مصلي غير ذين

جدي المرسل مصبـاح الدجـى    وأبـي المـوفي لـه في البيعتـين

عروة الديـن عـلي المرتضى    صـاحب الحـوض معز الحرمـين

وهـو الـذي صدق في خاتمه    حيـن سـاوى ظـهـره للركعتـين

والدي الطاهـر والطهر الـذي    ردت الشـمـس علـيـه كرتـين

قتل الأبطــال لمـا بـرزوا    يـوم بــدر ثـم أحــد وحنـين

أظهر الإســلام رغما للعـدى    بحســـام قـاطـع ذي شفرتـين

من له جد كجـدي المصطـفى    أحمـد المختـار صبـح الظـلمتـين

من لـه أب كـأبـي حيــدر    ســاد بالفـضـل أهالي الحرمـين

من لـه عـم كعمـي جعفـر    ذي الـجنـاحيـن كريــم النسبتـين

مـن له أم كأمـي في الـورى    بضـعــة المختـار قـرة كـل عين

والـدي شمـس وأمـي قمـر   فـأنـا الكـوكـب وابــن النيـرين

فضـة قد صفيـت من ذهـب    فـأنــا الفضــة وابـن الذهبـين

خصنـا الله بفضـل والتـقـى    فـأنـا الزاهـر وابن الأزهـريـن

نحـن أصحـاب العبا خمـستنا    قـد مـلكـنـا شـرقها والمغربـين

نحـن جبريـل غـدا سـادسنا    و لنـا الكـعبـة ثـم الحـرمـيـن

ولنـا العـيـن مع الأذن التـي    أذعـن الخلـق لهـا في الخـافقـين

ولجبـريـل بنـا مفـتــخـر    قد قـضـى عـنا أبـو نـاكل ديـن

فجــزاه الله عـنـا صـالحـا    خـالق الخـلـق ورب الـعـالمـين

فلنا الحــق عليكـم واجــب    مـا جـرى في الفلك احـدى النيرين

شيعـة المختـار قـروا أعيـنا    في غـد تسـقون من كف الحسين

ثم حمل على القوم حملة شديدة[161] ...

وفي رواية : ثم دنا من القوم وقال : ( يا ويلكم على مَ تقاتلوني ، على حق تركتة ، أم سنة غيرتها ، أم على شريعة بدلتها ، فقالوا : بل نقاتلك بغضا منا لأبيك وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين . فلما سمع كلامهم : بكى ، وجعل يقول :

كفــر القـوم وقدما رغبوا   عـن ثــواب الله رب الثقلــين[162]



[138]الإنوارج43ص269ب12ح26 . كامل الزيارات ص50 ب14ح1.

[139]بحار الإنوارج43ص269ب12ح27 . كامل‏ الزيارات  ص 50 ب14 ح2.

[140]مستدرك الوسائل ج5ص150 ح5537 / 2 . عن الدر النظيم : مخطوط ، عنه في البحار ج 86 ص 219 ح 36 .

[141] كامل ‏الزيارات ص 51ب14 ح 3.

[142] كامل ‏الزيارات ص 51ب14 ح 4.

[143] الإرشاد ج2ص27روضة الواعظين ج1ص166. العدد القوية ص352 .كشف الغمة ج1ص521 .العمدة ص 406 ح840 .بحار الإنوارج43ص275ب12ح42. العمدة ص406ح 840. نظم درر السمطين ص 210.

[144]كشف ‏الغمة ج : 2 ص : 6

[145]المناقب ج 3ص382 . عن جامع الترمذي و إبانة العكبري و كتاب السمعاني ، نهج‏ الحق  ص256 المطلب الثاني . وزاد في آخره ثلاث مرات ، وكذا في كشف اليقين ص307 . بحار الإنوارج43ص277ب12ح48 .

[146]كامل‏ الزيارات  ص 50 ب14 ح5.بحار الإنوارج43ص270ب12ح30 .

[147]الإرشاد ج2ص 29. بحار الإنوارج43ص275ب12ح43 .

[148] ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج 2ص45 ح42 . صحيح مسلم 2 / 456 حديث 2421 .

[149]نظم درر السمطين للزرندي الحنفي  ص 210 . مصابيح السنة للبغوي 2 ص 218 صحيح الترمذي 13 ص 194 . 5 / 323 حديث 3861 . الصواعق ص 182 . ينابيع المودة لذوي القربى ج 2ص33 .

[150]مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 3ص154 .

[151] المناقب ج3ص382 . وعنه في بحار الإنوارج43ص277ب12ح48 . كشف‏الغمة ج 2 ص61 .

[152]بحار الإنوارج43ص264ب12ح ح48 17 المناقب ج3ص382 .عن أحمد بن حنبل و أبو يعلى الموصلي في مسنديهما و ابن ماجة في السنن و ابن بطة في الإبانة و أفي شرف النبي و السمعاني في فضائل الصحابة بأسانيدهم .

[153]بحار الإنوارج43ص266ب12ح23 .

[154]مناقب آل أبي طالب ج3ص 107 .

[155]المناقب ج3ص382 . فصل في محبة النبي للحسن والحسين . وعنه بحار الإنوارج43ص277ب12ح48 .

[156]كشف‏ الغمة ج2ص60 .

[157] المحاسن للبرقي ص151 ح72 .

[158]مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج 3ص154 ص383 . بحار الإنوارج43ص277ب12ح48.

[159] بحار الأنوار ج21ص 105 .

[160]الجمل  للمدني  ص 151 .

[161]ينابيع المودة لذوي القربى القندوزي ج 3ص 78 . إحقاق الحق 11/646 ، وأنظر كلمات الإمام الحسين للشيخ الشريفي  ص 492 ، كلامه عليه السلام وإشعاره للقوم ( 477 ) - 279 .

[162]عن المنتخب للطريحي : 438 ، وأسرار الشهادة : 408 . ومقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف : 132 ، ينابيع المودة 416 وبدل ( على م تقاتلوني على حق تركته ) أ تقتلوني وأضاف في آخره ( أم على جرم فعتله أم على حق تركته ) ، معالم السبطين 2 : 12 ، ناسخ التواريخ 2 : 376 . وذكروا الشعر منسوبا للإمام بعدة روايات .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام كرمنا بنوره رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة الإمام الحسين عليه السلام لنتنور بما خصه رب الإسلام