يا طيب : سنذكر هنا شعراء من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وقد عاصروه ونصروه وأيدوه وكانت لهم معه قصص كريمة يستحق كتابتها وقراءتها ونشره وإيصالها للمؤمنين وكل طيب يحب الحق وأهله والدين وهداه ، فتمتع بالتدبر بها حفظك الله ورعاك وثبتك على الهدى الحق للنبي وآله صلى الله عليهم وسلم :
مر شعر عنه : أثنا على الإمام فيه ، وهذا حديث آخر عن علي بن محمد العسكري عن آبائه ، عن موسى جعفر عليه السلام قال :
كنت عند سيدنا الصادق عليه السلام : إذ دخل عليه أشجع السلمي يمدحه ، فوجده عليلا فجلس وأمسك .
فقال له سيدنا الصادق عليه السلام : عد عن العلة ، واذكر ما جئت له .
فقال له :
ألبســـــــك الله منه عافيــــة ــ ــ في نومك المعتري وفي أرقك
يخرج من جسمك السقام كما ــ ــ أخرج ذل السؤال من عنقك
فقال : يا غلام إيش معك ؟ قال : أربعمائة درهم ، قال : أعطه للأشجع .
قال : فأخذها وشكر وولى، فقال : ردوه.
فقال : يا سيدي سألت فأعطيت ، وأغنيت فلم رددتني ؟ قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال :
خير العطاء : ما أبقى نعمة باقية ، وإن الذى أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية ، وهذا خاتمي ، فان أعطيت به عشرة آلاف درهم ، وإلا فعد إلي وقت كذا وكذا ، أوفك إياها .
قال : يا سيدي قد أغنيتني ، وأنا كثير الأسفار ، وأحصل في المواضع المفزعة ، فتعلمني ما آمن به على نفسي .
قال عليه السلام : فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على أم رأسك ، واقرأ برفيع صوتك : { أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} آل عمران.
قال أشجع : فحصلت في واد تعبث فيه الجن ، فسمعت قائلا يقول : خذوه، فقرأتها . فقال قائل : كيف نأخذه ، وقد احتجز بآية طيبة .
أمالي الشيخ الطوسي ص 176 ، دعوات الراوندي مرسلا مثله . وذكر محقق البحار : الأشجع السلمى : هو ابن عمرو ، أبو الوليد او أبو عمرو من ولد الشريد بن مطرود السلمى ، كان شاعرا مفلقا مكثرا سائر الشعر معدودا في فحول الشعراء في طبقة أبى نواس وأبى العتاهية وبشار وأمثالهم مدح الخلفاء وولاة العهود والوزراء والأمراء وغيرهم وأخذ جوائزهم وحظى عندهم ، ودخل على الإمام الصادق عليه السلام فمدحه كما في الاصل وأجازه الإمام عليه السلام وقد رثى الإمام الرضا عليه السلام بقصيدة عصماء ذكرها أبو الفرج الأصبهاني في مقاتله ص 568 أولها :
يا صاحب العيس يحدى في أزمتها ــ ــ اسمع وأسمع غدا يا صاحب العيس
اقرا السلام على قبر بطــــوس ولا ــ ــ تقرا السلام ولا النعمى على طوس
إلى آخر ما ذكره من أبياتها وهى 22 بيتا ، قال أبو الفرج هكذا انشدنيه على ابن الحسين بن علي بن حمزة عن عمه محمد بن علي بن حمزة العلوى ، وذكر إنه لما شاعت غير أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد . وقال أيضا : هذه القصيدة ذكر محمد ابن علي بن حمزة إنها في علي بن موسى الرضا عليه السلام .
وقد أورد الصولي : في كتاب الأوراق أبياتا من هذه القصيدة في رثاء الرضا عليه السلام ولما شاعت غير الأشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد .
وتجد في الأغاني ج 17 - ص 30 إلى 51 مفصل أخباره وأشعاره ، كما تجد له ذكرا في الأغاني ج 4 ص 185 وج 6 ص 73 وج 21 ص 84 وفي تاريخ بغداد ج 7 ص 45
وتاريخ ابن عساكر ج 3 ص 59 - 63 وذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 142 في شعراء أهل البيت المتكلفين وذلك انه عدهم أربع طبقات : المجاهرون والمتصدون والمتقون والمتكلفون . فعد من المتكلفين الأشجع السلمي . وقد ترجمه سيد الأعيان في كتابه ج 12 ص 346 إلى ص 399 .
بحار الأنوار ج43ص310ب10ح1.
روي أن الإمام الباقر عليه السلام : دعا للكميت لما أراد أعداء آل محمد أخذه وإهلاكه ، وكان متواريا ، فخرج في ظلمة الليل هاربا ، وقد أقعدو على كل طريق جماعة ، ليأخذوه إذا ما خرج في خفية ، فلما وصل الكميت إلى الفضاء وأراد أن يسلك طريقا ، فجاء أسد منعه من أن يسري منها ، فسلك جانبا آخر فمنعه منه أيضا ، وكأنه أشار إلى الكميت أن يسلك خلفه ، ومضى الأسد في جانب الكميت إلى أن أمن وتخلص من الأعداء .
وكذلك كان : حال السيد الحميري دعا له الصادق عليه السلام لما هرب عن أبويه ، وقد حرشا السلطان عليه لنصبهما ، فدله سبع على طريق ونجا منهما.
الخرائج والجرائح ص 264، بحار الأنوار ج43ص319ب10ح10.
ويا طيب : عن تشيع السيد الحميري رحمه الله ، فقد جاء عن محمد بن النعمان قال :
دخلت على السيد بن محمد : وهو لما به قد اسود وجهه وزرق عيناه ، وعطش كبده ، وهو يومئذ يقول بمحمد ابن الحنفية ، وهو من حشمه وكان ممن يشرب المسكر ، فجئت ، وكان قد قدم أبو عبد الله عليه السلام الكوفة ، لأنه كان أنصرف من عند أبي جعفر المنصور .
فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت : جعلت فداك إني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه ، وازرقت عيناه ، و عطش كبده ، وسلب الكلام ، فانه كان يشرب المسكر .
فقال أبو عبد الله عليه السلام : أسرجوا حماري ، فأسرج له ، وركب ومضى ، ومضيت معه ، حتى دخلنا على السيد ، وإن جماعة محدقون به ، فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه وقال :
يا سيد : ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله عليه السلام ، ولا يمكنه الكلام وقد أسود ، فجعل يبكى وعينه إلى أبي عبد الله عليه السلام ول يمكنه الكلام ، وإنا لنتبين منه أنه يريد الكلام ولا يمكنه .
فرأينا : أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه .
فنطق السيد فقال : جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا ؟ !
فقال أبو عبد الله عليه السلام : يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ، ويدخلك جنته التي وعد أولياءه .
فقال في ذلك :
تجعفرت بسم الله والله أكبر .
فلم يبرح : أبو عبد الله عليه السلام ، حتى قعد السيد على استه .
وروي : أن أبا عبد الله عليه السلام لقي السيد بن محمد الحميري قال : سمتك أمك سيدا ، ووفقت في ذلك ، وأنت سيد الشعراء ، ثم أنشد السيد في ذلك :
ولقد عجبت لقائل لي مرة ــ ــ علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به ــ ــ أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد ــ ــ بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم ــ ــ والمدح منك لهم بغير عطاء
فأبشر فإنك فائز في حبهم ــ ــ لو قد وردت عليهم بجزاء
ما يعدل الدنيا جميعا كلها ــ ــ من حوض أحمد شربة من ماء
بحار الأنوار ج43ص327ب10ح23.
وعن حيان السراج قال : سمعت السيد ابن محمد الحميري يقال :
كنت أقول : بالغلو ، وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه ، قد ضللت في ذلك زمانا ، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، وأنقذني به من النار وهداني إلى سواء الصراط .
فسألته : بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه ، وأنه الإمام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به .
فقلت له : يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع ؟
فقال عليه السلام : ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
وآخرهم القائم بالحق : بقية الله في الأرض ، وصاحب الزمان ، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه ، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر ، فيمل الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
قال السيد : فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه ، وقلت قصيدة أولها :
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا ــ ــ تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا
تجعفــــرت باســـــم الله والله أكبر ــ ــ أيقنــــت أن الله يعفـــو ويغفــــــر
ودنــــــت بديـــــن غير ما كنت دينا ــ ــ به ونهاني واحد الناس جعفــــر
فقلــــت فهبني قد تهــــودت برهــة ــ ــ وإلا فدينــــي ديــن من يتنصـــر
وإنــي إلى الرحمــان من ذاك تائب ــ ــ وإنــــي قد أســـــلمت والله أكبر
فلســـت بغال ما حيــــيت وراجــع ــ ــ إلى ما عليه كنت اخفي واظهــر
ولا قائـــلا حـــي برضـوى محمــد ــ ــ وإن عـاب جهـال مقالي فأكثروا
ولكنـــــه ممـــــن مضى لسبــــيله ــ ــ على أفضل الحالات يقفى ويخبر
مع الطيبين الطاهرين الاولى لهم ــ ــ من المصطفى فرع زكي وعنصر
إلى آخر القصيدة ، وقلت بعد ذلك :
أيا راكبا نحو المدينــة حســـــرة ــ ــ عـذافـرة يطــوى بها كل سبسب
إذا ما هـــداك الله عاينت جعفـرا ــ ــ فقــل لولي الله وابــن المهـــذب
ألا يا أمين الله وابن أمينه ــ ــ أتوب إلى الرحمان ثم تأوبي
إليك من الامر الذي كنت مبطنا ــ ــ احارب فيه جاهدا كل معرب
وما كان قولي في ابن خولة مطنبا ــ ــ ومعاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد ــ ــ وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الله يفقد لا يرى ــ ــ سنين كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما ــ ــ تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة ــ ــ كنبعة جدي من الافق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه ــ ــ على سؤدد منه وأمر مسببب
يسير إلى أعدائه بلوائه ــ ــ فيقتلهم قتلا كجران مغضب
فلما روي أن ابن خولة غائب ــ ــ صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والعالم الذي ــ ــ يعيش به من عدله كل مجدب
فإذ قلت:لا، فالحق قولك والذي ــ ــ أمرت فحتم غير ما متعصب
واشهد ربي أن قولك حجة ــ ــ على الناس طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الامر والعالم الذي ــ ــ تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لابد من أن يغيبها ــ ــ فصلى عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه ــ ــ فيملا عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة ــ ــ ولست وإن عوتبت فيه بمعتب
وكان حيان السراج الرواي لهذا الحديث من الكيسانية .
كمال الدين وتمام النعمة ج 1 ص 112 - 115 وذكر المرزبانى في أخبار السيد ص 40 طبع النجف الاشرف بيتا من قصيدته الرائية وهو قوله ( تجعفرت باسم الله والله أكبر - الخ ) إما ابن المعتز فقد ذكره في طبقاته ص 7 وزاد عليه قوله :
ويثبت مهما شاء ربى بأمره * ومحو ويقضى في الأمور ويقدر
وقصيدته الرائية مشهورة : أخرجها أو بعضها كل من أبي جعفر الطبري في بشارة المصطفى ص 343 والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 506 وصاحب الروضات ص 29 والطبرسس في اعلام الورى ص 279 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 371 والشيخ المفيد في الفصول المختارة ص 94 طبع النجف الطبعة الأولى .
وأشار إلى القصيدة الكشي في رجاله ص 186 وابن حجر في لسان الميزان ج 1 ص 436 ، والمسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 102 طبع مصر سنة 1346 وأبو الفرج في الأغاني ج 7 ص 231 ، وغيرهم .
أما قصيدته البائية : فقد ذكرها المرزباني في أخبار السيد ص 43 وذكر بعضها الأربلي في كشف الغمة ج 3 ص 450 والطبرسي في إعلام الورى ص 279 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 371 وأبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى ص 343 وأخرجها عن بعضهم السيد الأمين في الأعيان ج 12 ص 157 والشيخ الأميني في الغدير ج 2 ص 246، بحار الأنوار ج43ص317ب10ح8.
يقول السيد الحميري :
وقد رجع : عن قوله بمذهب الكيسانية لما بلغه إنكار أبي عبد الله عليه السلام مقاله ، ودعاؤه إلى القول بنظام الإمامة ، ثم ذكر الأبيات مع اختصار.
بيان : العذافرة العظيمة الشديدة من الإبل ، و السبب المفازة أو الأرض المستوية البعيدة ، وقال الفيروز آبادي : الصفيح السماء ، ووجه كل شيء عريض ، وهنا يحتمل الوجهين ، وعلى الثاني يكون المراد الحجر الذي يفرش على القبر واللبن التي تنضد على اللحد ، ويقال : جرن جرونا تعود الأمر ومرن ، وما في قوله : غير ما متعصب زائدة ، وقوله : طراً أي جميعا . القاموس ج 1 ص 234.
الإرشاد ص 303 ، بحار الأنوار ج43ص319ب10ح9.
وعن داود الرقي قال : بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق عليه السلام . فقال : السيد كافر .
فأتاه وقال : يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي الناس فيكم ؟
قال عليه السلام : وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان ، ثم أخذ بيده وأدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين ، ثم ضرب بيده على القبر ، فصار القبر قطعا ، فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته .
فقال له الصادق عليه السلام : من أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية .
فقال : فمن أنا ؟ قال : جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان : فخرج السيد يقول : تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا.
المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 370 ، بحار الأنوار ج43ص320ب10ح11.
السيد يمدح الإمام علي وآله عليهم السلام :
عن جبلة بن محمد بن جبلة ، عن أبيه قال : أجتمع عندنا السيد ابن محمد الحميري و جعفر بن عفان الطائي .
فقال له السيد : ويلك تقول في آل محمد عليهم السلام :
ما بال بيتكم تخرب سقفه ـ ـ وثيابكم من أرذل الأثواب
فقال جعفر : ما أنكرت من ذلك ؟
فقال له السيد : إذا لم تحسن المدح فاسكت ، أتوصف آل محمد صلى الله عليه وآله بمثل هذا ، ولكني أعذرك هذا طبعك وعلمك ومنتهاك ، وقد قلت أمحو عنهم عار مدحك :
اقســــم بــــالله وآلائــه ــ ــ والمرء عما قـــال مســـئول
إن علـــي بن أبي طــالب ــ ــ على التقــى والبر مجبول
وإنه كان الإمــــام الــذي ــ ــ لـــه على الأمـــة تفضيـــل
يقول بالحـــق ويعني بـــه ــ ــ ولا تلهيـــه الأبــاطيــــــل
كان إذا الحرب مرتها القنا ــ ــ وأحجمـــــت عنها البهاليل
يمشي إلى القرن وفي كفه ــ ــ أبيض ماضي الحد مصقول
مشي العفرنى بيــن أشـــباله ــ ــ أبــــرزه للقنــص الغيـل
ذاك الذي ســـلم في ليلـــــــة ــ ــ عليـــه ميكال وجبريـــــل
ميكال في ألف وجبريـل في ــ ــ ألـــــف ويتلوهـــم سرافيل
ليلــــة بــدر مــددا انـــزلــوا ــ ــ كــــأنهم طيــر أبابيــــــل
فســــلموا لما أتــــوا حذوه ــ ــ وذاك إعظـــام وتبجـــيـــل
كذا يقال فيه يا جعفر ، وشعرك يقال مثله لأهل الخصاصة والضعف ، فقبل جعفر رأسه وقال : أنت والله الرأس يا أبا هاشم ونحن الأذناب .
أمالي الشيخ الطوسى ص 124.
وذكر أن أول القصيد يبدأ بالأبيات الأتية :
أم في الحشى منك حوى باطن ــ ــ ليس تدوايه الأباطيل
علقت يا مغرور خداعة ــ ــ بالوعد منها لك تخييل
ريا رداح النوم خصمانة ــ ــ كأنها ادماء عطبول
يشفيك منها حين تخلوبها * ضم إلى النحر وتقبيل
وذوق ريق طيب طعمه ــ ــ كأنه بالمسك معلول
في نسوة مثل المها خرد ــ ــ تضيق عنهن الخلاخيل
يقول فيها الأبيات المعروفة من القصيدة:
أقســــم بــــالله وآلائــه ــ ــ والمرء عما قـــال مســـئول
إن علـــي بن أبي طــالب ــ ــ على التقــى والبر مجبول
فقال العتبي : أحسن والله ما شاء ، هذا والله الشعر الذى يهجم على القلب بلا حجاب اه .
وروى حديث أبى الفرج السيد الآمين في الأعيان ج 12 ص 146 كما روى الشيخ الأميني حديث الأمالي في الغدير ج 2 ص 268 وذكر أبيات المدح فقط كما في الاصل الأربلي في كشف الغمة ج 1 ص 523 .
وأخرج الحديث الشيخ أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى ص 64 بسنده عن الشيخ أبى علي بن الشيخ الطوسي عن أبيه شيخ الطائفة إلى آخر إسناده كما في أماليه وعنه صاحب الروضات فيها ص 29 .
وذكر أبو الفرج الأصفهاني في أغانيه ج 7 ص 247 طبعة دار الكتب بمصر عن إسحاق بن محمد قال :
سمعت العتبى يقول : ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره ولا أنقى ألفاظا من السيد ، ثم قال لبعض من حضر : أنشدنا قصيدته اللامية التيى أنشدتناها اليوم فأنشده قوله :
هل عند من أحببت تنويل ــ ــ أم لا فان اللوم تضليل
إيضاح : قال الفيروز آبادي البهلول : كسر سور الضحاك ، والسيد الجامع لكل خير ، وأسد عفرنى شديد والاشبال جمع الشبل وهو ولد الاسد ، وقال : القنص محركة ابنا معد بن عدنان وإبل أو بقرغيل بضمتين كثيرة أو سمان . القاموس ج 3 ص 339 . في القاموس : قناصة وقنص محركة ابنا معد بن عدنان .
بحار الأنوار ج43ص314ب10ح6.
السيد يمدح الإمام أبا عبد الله الصادق عليه السلام :
في المناقب أنشد فيه :
امدح أبا عبد الإله * فتى البرية في احتماله
سبط النبي محمد * حبل تفرع من حباله
تغشى العيون الناظرات * إذا سمون إلى جلاله
عذب الموارد بحره * يروي الخلائق من سجاله
بحر أطل على البحور * يمدهن ندى بلاله
سقت العباد يمينه * وسقى البلاد ندى شماله
يحكى السحاب يمينه * والودق يخرج من خلاله
الأرض ميراث له * والناس طرا في عياله
يا حجة الله الجليل * وعينه وزعيم آله
وابن الوصي المصطفى * وشبيه أحمد في كماله
أنت ابن بنت محمد * حذوا خلفت على مثاله
فضياء نورك نوره * وظلال روحك من ظلاله
فيك الخلاص من الردى * وبك الهداية من ضلاله
اثني ولست ببالغ * عشر الفريدة من خصاله
المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 371 وأخرجها السيد الامين ج 12 ص 260
والشيخ الاميني في الغدير ج2 ص251 .
بحار الأنوار ج43ص321ب10ح14.
الرياش ينشد السيد :
عن المرزباني ، قال : وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه قال : حدثني الحمدوني الشاعر قال : سمعت الرياشي ينشد للسيد ابن محمد الحميري :
إن امرؤاً خصمه أبو حسن ــ ــ لعازب الرأي داحض الحجج
لا يقبل الله منه معــــذرة ــ ــ ولا يلقنــــــه حجـــة الفــــــــلج
أمالي الشيخ ص 144 وذكر البيتين الأربلي في كشف الغمة ج 1 ص 528
والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 513 والامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 237 وغيرهم ، بحار الأنوار ج43ص316ب10ح7.
أخر شعر قاله السيد الحميري :
عن محمد بن رشيد قال : آخر شعر قاله السيد ابن محمد رحمه الله قبل وفاته بساعة وذلك أنه أغمي عليه واسود لونه ، ثم أفاق وقد ابيض وجهه وهو يقول :
احب الذي من مات من أهل وده ــ ــ تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحـك
ومن مات يهوى غيره من عدوه ــ ــ فليـــس لـه إلا إلى النـــار مســــلك
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي ــ ــ ومالي وما أصبحت في الأرض أملك
أبا حسن إني بفضـــــلك عـــارف ــ ــ وإني بحبـــل من هــواك لممســك
وأنت وصي المصطفى وابن عمه ــ ــ وإنـــا نعـــادي مبغضيك وننـــزك
مواليك ناج مؤمن بين الهــــدى ــ ــ وقاليـــك معروف الضلالة مشـــرك
ولاح لحانــي في علي وحزبــــه ــ ــ فقــــلت لحاك الله إنــــك أعفــــــك
ومعنى أعفك أحمق.
أمالي الشيخ الطوسي ص 31.
وأخرج الحديث والشعر : الشيخ الجليل أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى ص 92 طبع النجف ( الطبعة الأولى ) بزيادة في الأبيات وهي عنده ثلاثة عشر بيتا ، وأخرجها أيضا الكشي في رجاله ص 185 والأبيات عنده سبعة كما في الأصل بتقديم وتأخير وصاحب الروضات في كتابه ص 30 ونحوه السيد الآمين في الأعيان ج 12 ص 207 والأميني في الغدير ج 2 ص 274 لكن القاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 514 ذكر الأبيات بنحو مما في الأصل في الترتيب . وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 24 .
بيان : قال الجوهري لحيت الرجل لحاء ولحيا إذا المته ، وقولهم : لحاه الله أي قبحه ولعنه . الصحاح ج 6 ص 2481 طبع دار الكتاب العربي .
بحار الأنوار ج43ص311ب10ح3.
حالات السيد الحميري حين موته :
عن علي بن الحسين بن أبي حرب ، عن أبيه قال :
دخلت على السيد ابن محمد الحميري : عائدا في علته التي مات فيها ، فوجدته يساق به ، ووجدت عنده جماعة من جيرانه وكانوا عثمانية ، وكان السيد جميل الوجه ، رجب الجبهة ، عريض ما بين السالفتين ، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد ، ثم لم تزل تزيد وتنمى حتى طبقت وجهه - يعني اسودادا - فأغتم لذلك من حضره من الشيعة ، وظهر من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك الا قليل حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزيد أيضا وتنمى حتى أسفر وجهه وأشرق ، وافتر السيد ضاحكا وأنشأ يقول :
كذب الزاعمـــون أن عليا ــ ــ لن ينجي محبه من هنات
قد وربي دخلت جنة عدن ــ ــ وعفا لي الا له عن سيئاتي
فابشروا اليوم أولياء علي ــ ــ وتولوا علي حتى الممات
ثم من بعده تـــولوا بنيــه ــ ــ واحدا بعد واحد بالصفات
ثم أتبع قوله هذا : أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا ، أشهد أن محمدا رسول الله حقا حقا ، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا حقا ، أشهد أن ل إله إلا الله ثم أغمض عينه بنفسه فكأنما كانت روحه ذبالة طفئت ، أو حصاة سقطت ، فانتشر هذا القول في الناس ، فشهد جنازته والله الموافق والمفارق.
أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 43 وأخرج الحديث والشعر الاربلى في كشف الغمة ج 1 ص 549 والروضاتى في روضات الجنات ص 30 وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 23 والقاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 515 وسيد الاعيان في كتابه ج 12 ص 206 والشيخ الأميني في الغدير ج 2 ص 274 . السالفتين : صفحتا العنق عند معلق القرط .
وذكر الأبيات : الحافظ المرزباني في أخبار السيد الحميري ص 47 طبع النجف الأشراف، قال حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن زيد النحوي عن بعض الأشياخ أنه رأى السيد ابن محمد في النوم ، فقال له ما فعل الله بك ؟
فقال : غفر لي ثم انشأ يقول : وذكر الشعر .
وعن محمد بن رشيد الهروي قال:
حدثني السيد وسماه وذكر أنه خير .
قال سألته : عن الخبر الذي يروى أن السيد أسود وجهه عند موته فقال : الشعر: الذي يروى له في ذلك ، حدثني أبو الحسن بن أيوب المروزي ، قال : روي أن السيد ابن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال : هكذ يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين ! ؟ قال : فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر ، فأنشأ يقول :
" احب الذي من مات من أهل وده " إلى آخر الابيات.
الظاهر : سقوط واسطة في السند ممن يضاف إلى السيد كغلام السيد أو صاحب السيد أو ابن السيد ممن له المام بحال السيد وكان حاضرا عند موته ، وهو محذوف اما لنسيان الكشي لاسمه أو أن الهروي نسيه واكتفى بوصف كونه خيرا . رجال الكشي ص 185 وقد تقدمت الابيات مع ذكر مصادرها قريبا فراجع .
بحار الأنوار ج43ص312ب10ح4،5.
عثمان بن عمر الكواء في خبر أن السيد قال له :
أخرج إلى باب الدار تصادف غلاما نوبيا على بغلة شهباء معه حنوط وكفن يدفعها إليك .
قال : فخرجت فإذا بالغلام الموصوف .
فلما رآني قال : يا عثمان إن سيدي جعفر بن محمد يقول لك : ما آن أن ترجع عن كفرك وضلالك ، فان الله عز وجل اطلع عليك فرآك للسيد خادم فانتجبك فخذ في جهازه.
المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 370 ، بحار الأنوار ج43ص320ب10ح12.
الأغاني قال عباد بن صهيب :
كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي السيد ، فدعا له وترحم عليه ، فقال له رجل : يا ابن رسول الله وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة ؟ !
فقال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين ، وقد تاب ، ورفع مصلى كان تحته فأخرج كتابا من السيد يعرفه أنه قد تاب ويسأله الدعاء .
وفي أخبار السيد : أنه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه فقال :
تركت ابن خولة لاعن قلى * وإني لكالكلف الوامق
وإني له حافظ في المغيب * أدين بما دان في الصادق
هو الحبر حبر بني هاشم * ونور من الملك الرازق
به ينعش الله جمع العباد * ويجري البلاغة في الناطق
أتاني برهانه معلنا * فدنت ولم أك كالمائق
كمن صد بعد بيان الهدى * إلى حبتر وأبي حامق
فقال الطاقي : أحسنت الآن أتبت رشدك ، وبلغت أشدك ، وتبوأت من الخير موضعا ، ومن الجنة مقعدا . المناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 370 وأخرجه عنه في الغدير ج 2 ص 250 .
بيان : يقال كلفت بهذا الامر أي أولعت به ، والوامق المحب ، والموق حمق في غباوة يقال أحمق وامق ، والحبتر وأبو حامق كناية عن عمر وأبي بكر أو كلاهما عن الأول، وقد مر أن حبتر كثيرا ما يعبر به عن أبي بكر .
بحار الأنوار ج43ص320ب10ح13.
قصيدة السيد رحمه الله المعروفة :
عن فضيل الرسان قال :
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي فأُدخلت بيتا جوف بيت فقال لي : يا فضيل قتل عمي زيد ؟ قلت : جعلت فداك .
قال : رحمه الله أما إنه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالم ، وكان صدوقا ، أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها .
قلت : يا سيدي ألا أنشدك شعرا ؟
قال : أمهل ، ثم أمر بستور فسدلت ، وبأبواب ففتحت.
ثم قال : أنشد فأنشدته :
لام عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع
لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت أهوى به * فبث والقلب شجى موجع
عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع
قالوا له لوشئت أخبرتنا * إلى من الغاية المفزع
إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع
فقال : لو أخبرتكم مفزعا * ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا ؟
صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أو دع
فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك أربع
قائدها العجل وفرعونها * وسامري الأمة المفظع
ومجدع من دينه مارق * أجدع عبد لكع أو كع
وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع
قال : سمعت نحيبا من وراء الستر ، وقال : من قال هذ الشعر ؟ قلت : السيد بن محمد الحميري .
فقال : رحمه الله ، فقلت : إني رأيته يشرب النبيذ .فقال : رحمه الله ، قلت : إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق ، قال : تعني الخمر ؟ قلت : نعم ، قال : رحمه الله ، وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي عليه السلام .
رجال الكشى ص 184.
توضيح : أم عمرو يعبر به عن مطلق الحبيبة ، واللوى كإلى م التوى من الرمل أو مسترقه ، والمربع منزل القوم في الربيع ، والطموس الدروس والأنمحاء والبلقع الارض القفر الذي لا شيء بها ، والعيس مفعول لقوله وقفت وهو بالكسر الابل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة ، والشجو الهم والحزن ، قوله : فالترك له أودع أي إن كنتم تصنعون مثل صنيعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم ، من الدعة بمعنى الراحة والخفض .
وقوله وسامري الأمة : إشارة إلى عثمان أو إلى عمر ، إما بأن يكون عطف تفسير لقوله فرعونها ، أو بأن يكون فرعونها إشارة إلى عثمان وعلى الأول يكون المجدع عبارة عن عثمان ، والأجدع إلى معاوية ، لكن الأظهر أن تمام البيت وصف لمعاوية .
وقال الفيروزآبادي : الجدع قطع الأنف أو الأذن أو اليد أو الشفة ، فهو أجدع ، والاجدع الشيطان ، وحمار مجدع كمعظم مقطوع الأذنين ، وجادع مجادعة وجداعا شاتم كتجادع ، وقال : اللكع كصرد اللئيم والعبد والأحمق ، وقال : وكع ككرم لؤم ، وصلب واشتد ، وفلان وكيع لكيع ووكوع لكوع لئيم .
القاموس ج 3 ص 11 باقتباس ، 82 ، 97 ، بحار الأنوار ج43ص325ب10ح22.
وعن سهل بن ذبيان قال :
دخلت : على الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في بعض الأيام ، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس .
فقال لي : مرحبا بك يا ابن ذبيان ، الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا ، فقلت : لماذا يا ابن رسول الله ؟ فقال : لمنام رأيته البارحة ، و قد أزعجني وأرقني ، فقلت : خيرا يكون إن شاء الله تعالى .
فقال : يا ابن ذبيان رأيت كأني قد نصب لي سلم فيه مائة مرقاة ، فصعدت إلى أعلاه ، فقلت : يا مولاي أهنيك بطول العمر ، وربما تعيش مائة سنة لكل مرقاة سنة ، فقال لي عليه السلام : ما شاء الله كان .
ثم قال : يا ابن ذبيان ، فلما صعدت إلى أعلى السلم رأيت كأني دخلت في قبة خضراء يرى ظاهرها من باطنها ، ورأيت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا فيها ، وإلى يمينه وشماله غلامان حسنان ، يشرق النور من وجوههم ، ورأيت امرأة بهية الخلقة ، رأيت بين يديه شخصا بهي الخلقة جالسا عنده ورأيت رجلا واقفا بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة :
" لام عمرو باللوى مربع " .
فلما رآني النبي صلى الله عليه وآله قال لي : مربحا بك وي ولدي يا علي بن موسى الرضا سلم على أبيك علي ، فسلمت عليه ، ثم قال لي : سلم على أمك فاطمة الزهراء فسلمت عليها ، فقال لي : وسلم على أبويك الحسن والحسين فسلمت عليهما .
ثم قال لي : وسلم على شاعرنا وما دحنا في دار الدنيا السيد إسماعيل الحميري ، فسلمت عليه ، وجلست فالتفت ابني إلى السيد إسماعيل ، فقال له : عد إلى ما كناية فيه من إنشاد القصيدة ، فأنشد يقول :
لام عمرو باللوى مربع ــ ــ طامسة أعلامه بلقع
فبكى النبي صلى الله عليه وآله فلما بلغ إلى قوله : " ووجهه كالشمس إذ تطلع " بكى النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة عليها السلام معه ومن معه ، ولما بلغ إلى قوله :
قالوا له لو شئت أعلمتنا * إلى من الغاية والمفزع
ورفع النبي صلى الله عليه وآله يديه وقال : إلهي أنت الشاهد علي وعليهم أني أعلمتهم أن الغاية والمفزع علي بن أبي طالب ، وأشار بيده إليه ، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه.
قال علي بن موسى الرضا عليه السلام : فلما فرغ السيد إسماعيل الحميري من إنشاد القصيدة التفت النبي صلى الله عليه وآله إلي وقال لي : يا علي بن موسى أحفظ هذه القصيدة ، ومر شيعتنا بحفظها ، وأعلمهم أن من حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له الجنة على الله تعالى ,
قال الرضا عليه السلام : ولم يزل يكررها علي حتى حفظتها منه ، والقصيدة هذه :
لأم عمــرو باللوى مربـــع === طـــامســــة أعلامه بلقع
تروح عـنه الطير وحشـية === والأسـد من خيفته تفزع
برسم دار ما بها مؤنـــس === إلا ظلال في الثـرى وقع
رقش يخـات الموت من نفثها === والسم في أنيابها منقع
لما وقفن العيس من رسمها === والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت ألهو به === فبت والقلب شــجٍ موجع
كأن بالنـــــــار لما شفني === من حــب أروى كبد تلذع
عجبت من قوم أتواأحمــداً === بخطبــة ليس لها موضع
قالـــوا له لو شئت أعلمتنا === إلى من الغاية والمفــزع
إذا تــوفيت وفـــــــارقتنا === وفيهم في الملك من يطمـع
فقال لو أعلمتكم مفزعاً === كنتم عسيتم فيه أن تصنعــوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا === هارون فالترك له أودع
وفي الذي قال بيــان لمـــن === كان إذا يعقـــل أو يسمع
ثــم أتتـه بعـد ذا عـزمـة === مـن ربـه ليـس لها مـدفــع
أبلغ وإلا لم تـــكن مبلغـــاً === والله مـــنهم عاصم يمنــع
فعنـــدها قــام النبــي الذي === كــان بما يأمــره يصدع
يخطب مأموراً وفي كــفـه === كف علي ظاهـر يلمـــع
رافعها أكرم بــكف الــذي === يرفع والكف الذي ترفــع
يقول والأملاك من حوله === والله فيهـــم شــاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له === مولاً فلم يرضوا ولم يقنعــوا
فاتهموه وجنت منـهم === على خلاف الصادق الأضـلـع
وظــل قــوم غــاضهم فعلـه === كـأنمـا آنـافهــم تجـــدع
حتى إذا وارووه في قبره === وانصرفوا عن دفنه ضيعوا
ماقال بالأمس وأوصى به === واشــتـروا الضر بما ينفع
وقطعوا أرحامه بعــــــده === فسوف يجزون بما قطعــوا
وأزمعوا غدراً بمولاهــم === تبــاً لما كــان به أزمعـــوا
لاهم عليه يردوا حوضه === غــداً ولاهو فـيهم يشفـــع
ينصب فيهم علم للهدى === والحوض من ماء له مترع
يفيـض من رحمته كوثـر === أبيض كـالفضـة أوأنـصع
حصاه ياقـوت ومرجانــة === ولــؤلؤ لـم تجنــه إصبــع
بطحاءه مسـك وحافاتـــه=== يهتز منها مونــق مربــــع
أخضر ما دون الورى ناضر=== وفاقع أصفر أو أنصع
فيه أباريق وقدحــانــــه === يذب فيها الـرجـل الأصلع
يذب عنها ابن أبي طــالب === ذبـاً كجربا إبـل شـــرع
والعطر والريحان أنواعه=== ذاكٍ وقـد هبت به زعزع
ريح من الجنــة مأمــورة === ذاهـبة ليس لهــا مـرجــع
إذا دنوا منه لكي يشربوا === قال لهم تباً لكم فارجــعوا
دونكم فالتمسوا منهــــلاً === يرويكم أو مطمع يشـــــبع
فالفوز للشارب من حوضه=== والويل والذل لمن يمنع
والناس يوم الحشر راياتهم === خمس فمنها هالك أربع
فراية العجل وفرعونهــا === وسامـري الأمة المشنـــع
ورايـــة يقدمهــــا أذلــــم === عبد لـــئيم لبكع أكــــوع
ورايـــــة يقدمها حبتــر === للـــزور والبهتان قدأبدعوا
وراية يقدمها نعثــــــــل === لا برد الله له مضجـــــــع
أربعة في سقر أودعـــوا === ليس لــهم من قعرها مطلع
وراية يقدمها حيـــــــدر === ووجهـــه كالشمس إذ تطلع
غداً يلاقي المصطفى حيدر === وراية الحمـد له ترفـــع
مولاً له الجنـــة مأمــورة === والنـار من إجلالـه تفـــزع
إمام صدق وله شيعة === يرووا من الحوض ولم يمنعوا
بذاك جاء الوحي من ربنا === ياشيعة الحق فلا تجزعوا
الحميري مادحكم لم يــزل === ولو يقـطع إصبع إصبــع
( وحسن الأنباري ينشر مدحه === بالأنترنيت وعالمه الأوسع
ويوصلــه لكل قلب سـليم === يفرح بمعناه حين يسمـــع
وبعدها صلوا على المصطفى === وصنوه حيدرة البطين الأصلع
بطين بالعلم أصلع من الشرك === فلمعناه أفهم وبه تمتع )
رجال الكشي ص 135 وروى الحديث عنه أبو علي في منتهى المقال ص 58 و المامقاني في رجاله ج 1 ص 143 واشار اليه الخونساري في الروضات ص 31 وأخرج الابيات الامين في اعيان الشيعة ج 12 ص 213 .
نقل القاضي نور الله في مجالسه ج 2 ص 508 عن رجال الكشي حديث سهل بن ذبيان وقصة المنام ولم نقف عليه في المطبوع منه ، كما أن أبا على في رجاله ص 59 والمامقاني في رجاله ج 1 ص 143 نقلا عن العيون لشيخنا الصدوق قصة المنام ، وذكر شيخنا الأميني في الغدير ج 2 ص 223 خلو نسخ العيون الخطوطة والمطبوعة من ذلك . ونقل عن جماعة ذكروا المنام في مؤلفاتهم فراجع .
و قد شرح هذه القصيدة جملة من الاعلام في القرون الأربعة المتأخرة ، وقفنا على ذكرهم في الذريعة ج 14 ص 9 - 11 لشيخنا الرازى دام ظله والغدير ج 2 ص 224 لشيخنا الأميني سلمه الله فمن شاء المزيد فليراجع .
بحار الأنوار ج43ص327ب10ح23.
هو أبو عبد الله الطائي : المكفوف كان من شعراء الكوفة ، وله اشعار كثيرة في معان
مختلفة وقد ذكره الكشي في رجاله ص 187 باسم جعفر بن عثمان الطائي ، وقد ذكر السيد الآمين في أعيان الشيعة ج 16 ص 58 أنه ورد في نسخة من الخلاصة للعالمة الحلي عنده مخطوطة مقابلة على نسخة ولد المصنف نقله عن الكشي جعفر بن عفان لا عثمان . أقول :
ذكره الكشي : وروى عن زيد الشحام دخول جعفر المذكور على الإمام الصادق عليه السلام فقربه وأدناه واستنشده شعره في رثاء الحسين عليه السلام وبكائه لما أنشده وقال عليه السلام :
يا جعفر : والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر ، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك الجنة بأسرها وغفر لك .
فقال : يا جعفر ألا أزيدك ؟
قال : نعم يا سيدي .
قال : ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له .
وذكر سيد الأعيان من شعره في أهل البيت عليهم السلام في كتابه .
ومما ذكره رده على مروان بن أبى حفصة قوله :
أنى يكون وليس ذاك بكائن ــ ــ لنبي البنات وراثة الأعمام
ونقل : ذلك عن الأغاني وقد ذكره أبو الفرج في الأغاني ج 9 ص 45 بسنده عن محمد ابن يحيى بن أبي مرة التغلبى قال مررت بجعفر بن عفان الطائي يوما وهو على باب منزله فسلمت عليه فقال له : مرحبا يا أخا تغلب أجلس فجلست.
فقال لي : أما تعجب من ابن أبى حفصة لعنه الله حيث يقول :
أنى يكون وليس ذاك بكائن ــ ــ لنبي البنات وراثة الأعمام
فقلت : بلى والله إني لا تعجب منه وأكثر اللعن له ، فهل قلت في ذلك شيئا ؟
فقال : نعم قلت :
لم لا يكون وان ذاك لكائن ــ ــ لبنى البنــــات وراثة الأعمام
للبنت نصف كامل من ماله ــ ــ والعــــــم متروك بغير سهام
ما للطليق وللتراث وإنما ــ ــ صلى الطليق مخافة الصمصام
توفي جعفر بن عفان الشاعر المذكور في حدود سنة 150 .
بحار الأنوار ج43ص314ب10ح6.
طاهر : بن عيسى ، عن جعفر بن أحمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب قال : أنشد الكميت أبا عبد الله شعره :
أخلص الله في هواي فما ــ ــ أغرق نزعا وما تطيش سهامي
فقال أبو عبد الله عليه السلام : لا تقل هكذا ولكن قل :
قد أغرق نزعا وما تطيش سهامي.
رجال الكشي ص 135 ، الكافي ج 8 ص 215 ، بحار الأنوار ج43ص321ب10ح15.
وروى المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 195 انه أنشدها أيضا عبد الله بن الحسن ابن علي وقد أجازه بضيعة أعطى فيها أربعة آلاف دينار ، وكتب له بها وأشهد على ذلك فأبى أخيرا قبلوها ورد الكتاب .
وقد تقدم أيضا : في أحوال الإمام الباقر عليه السلام ما يتعلق بالمقام فراجع ج 46 ص 338.
والبيت : من قصيدته الميمة من الهاشميات وهي أولى قصائده الهاشميات المطبوعة تبلغ 103 أبيات حسب مطبوعة ليدن باعتناء جوزيف هو رويتز الألماني سنة 1904 من ص 1 إلى ص 26 مشروحة بشرح أبى رياش أحمد بن إبراهيم القيسي ، وكذا في مطبوعة مصر بشرح محمد شاكر الخياط النابلسي الأزهري وهى من ص 4 إلى ص 15 ، وقد روى ان الكميت أنشد قصيدته هذه جملة من أئمة أهل البيت عليه السلام وساداتهم .
فقد روى البغدادي : في خزانة الأدب ج 1 ص 69 أنه أنشدها الإمام السجاد عليه السلام فلما أتى على آخرها دعا له الإمام السجاد بالمغفرة ووصله بأربعمائة ألف درهم ودفع اليه بعض أثوابه التي يلي جسده ودعا له بالسعادة والشهادة والمثوبة حتى قال الكميت ما زلت أعرف بركة دعائه.
وروى أبو الفرج في الأغاني ج 15 ص 123 انه أنشدها الامام الباقر عليه السلام وقال الإمام عليه السلام اللهم اغفر للكميت كررها مرتين.
وفي الكشي ص 136 انه دعا له بالتأييد بروح القدس مادام يقول فيهم ، و نحوه في مروج الذهب ج 2 ص 195 واعلام الورى ص 265 .
وروى الكشي في رجاله ص 135 أنه أنشدها الامام الصادق عليه السلام .
بحار الأنوار ج43ص321ب10ح16.
وعن داود بن النعمان قال : أدخلت الكميت فأنشده وذكر نحوه ثم قال في آخره : إن الله عز وجل يحب معالي الأمور ، ويكره سفسافها .
فقال الكميت : يا سيدي أسألك عن مسألة ، وكان متكئا فأستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ، ثم قال : سل .
فقال : أسألك عن الرجلين ؟
فقال : يا كميت ابن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله ، ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة ، حتى يقوم قائمنا ، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما.
رجال الكشى ص 135
بيان : قال الجوهري السفساف الرديء من كل شيء ، والأمر الحقير ، وفي الحديث إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها . الصحاح ج 4 ص 1375 طبع دار الكتاب العربي .
بحار الأنوار ج43ص323ب10ح17.
وعن درست بن أبي منصور قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام وعنده الكميت بن زيد فقال للكميت : أنت الذي تقول :
فالآن صرت إلى أمية والأمور إلى مصائر
قال : قد قلت ذلك ، فوالله ما رجعت عن إيماني ، وإني لكم لموال ، و لعدوكم لقال ، ولكني قلته على التقية ، قال : أما لان قلت ذلك إن التقية تجوز في شرب الخمر.
رجال الكشي ص 136 .
والبيت من قصيدة قالها في بنى أمية وأولها : قف بالديار وقوف زائر . . .
وفي رواية الكشي نظر من امتناع حضور الكيمت على أبى الحسن موسى عليه السلام لأن الكميت مات سنة 126 وذلك قبل ان يولد موسى بن جعفر عليه السلام بسنتين أو أكثر ثم ان أبا الفرج الأصبهاني روى في الأغاني ج 15 ص 121 بسنده .
عن عبد الله بن الجارود ابن أبى سبرة قال : دخلت الكميت بن زيد الأسدي على أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال له يا كميت أنت القائل :
فالان صرت إلى أمية والأمور إلى مصائر ؟
قال : نعم قد قلت ، ولا والله ما أردت به إلا الدنيا ، ولقد عرفت فضلكم ، قال أما أن قلت ذلك . إن التقية لتحل .
بحار الأنوار ج43ص323ب10ح18.
وعن عقبة بن بشير الأسدي ، عن كميت ابن زيد الأسدي قال :
دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال : والله يا كميت لو أن عندن مالا لأعطيناك منه ، ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان :
لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا.
رجال الكشي ص 136 .
بحار الأنوار ج43ص324ب10ح19.
وعن عبيد بن زرارة ، عن أبيه قال :
دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده فأنشده :
" من لقلب متيم مستهام "
فلما فرغ منها ، قال للكميت : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا .
رجال الكشي ص 136 ، بحار الأنوار ج43ص324ب10ح20.
وعن أبي المسيح عبد الله بن مروان الجواني قال : كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين ، وكان راوية لشعر الكميت - يعني الهاشميات - وكان سمع ذلك منه ، وكان عالما بها ، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده ، ثم عاد .
فيه فقيل له : ألم تكن زهدت فيها وتركتها ؟ !
فقال : نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه .
فقيل له : وما رأيت ؟
قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ، وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة .
قال أبو محمد : فقلت لأبي المسيح وما المجلة ؟ قال : الصحيفة .
قال : نشرتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام قال : فنظرت في السطر الأول ، فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك ، ونظرت في السطر الثالث والرابع فاذا فيه " والكميت بن زيد الاسدي " قال : فذلك دعاني إلى العود فيه.
رجال الكشي ص 136 ، بحار الأنوار ج43ص323ب10ح21.
عن عيسى بن داب قال : لما حمل أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام على سريره واخرج إلى البقيع ليدفن ، قال
أبو هريرة الآبار :
أقـــــول وقد راحوا به يحملونه ــ ــ على كاهــل من حـــامليه وعاتق
أتدرون ماذا تحلمون إلى الثرى ــ ــ ثبيرا ثوى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه ــ ــ تـرابـا وأولى كـان فوق المفارق
أيا صادق بن الصـــادقين أليــة ــ ــ بآبائك الأطهــار حلـفـت صـادق
لحقاً بكم ذو العرش أقسم في الورى ــ ــ فقال تعالى الله رب المشارق
نجوم هي اثنا عشــــرة كن ســبقا ــ ــ إلى الله في عــلـم من الله سابق
هو أبو هريرة الابار : من شعراء أهل البيت المتقين ذكره ابن شهر آشوب في المعالم ص 140 طبع ايران وذكره المرحوم السماوي والسيد الامين في الطليعة واعيان الشيعة ج 7 ص 260 وصفه السماوي بالعجلي أيضا وقال : كان راوية شاعرا ناسك لقي الباقر والصادق عليهما السلام وكان يسكن البصرة ، والذى يظهر من صاحب المعالم تعدد الآبار والعجلي ، وقد أورد ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 341 في مدح الباقر عليه السلام لابى هريرة قوله :
أبا جعفر أنت الإمام احبه ــ ــ وأرضى الذي يرضى به وأتابع
أتانا رجال يحملون عليكم ــ ــ أحاديث قد ضاقت بهن الأضلع
وفي المناقب أيضا ج 3 ص 356 قرأت في بعض التواريخ لما أتى كتاب أبي مسلم الخراساني إلى الصادق عليه السلام بالليل قرأه ثم وضعه على المصباح فحرقه فقال الرسول - وظن ان حرقه له تغطية وستر أو صيانة للأمر - هل من جواب قال : الجواب ما قد رأيت ، فقال ابو هريرة الابار صاحب الصادق عليه السلام :
ولما دعا الداعون مولاي لم يكن * ليثنى اليهم عزمه بصواب
ولما دعوه بالكتاب أجابهم * بحرق الكتاب دون رد جواب
وما كان مولائي كمشري ضلالة * ولا ملبسا منها الردى بصواب
ولكنه لله في الأرض حجة * دليل إلى خير وحسن مآب
واذا صح : أتحاد الابار مع العجلى كما ذكره العلامة السماوي رحمه الله فهو من شعراء أهل البيت المجاهرين . وقد ذكره ابن شهر آشوب في معالم العلماء ص 136 فيهم .
وقال : قال أبو بصير قال ابو عبد الله عليه السلام من ينشدن شعر ابى هريرة ؟ قلت : جعلت فداك انه كان يشرب .
فقال : رحمه الله وما ذنب يغفره الله لولا بغض علي اه .
وورد في الخلاصة ابو هريرة البزاز قال العقيقي : ترحم عليه أبو عبد الله عليه السلام وقيل له انه كان يشرب النبيذ .
فقال : أيعز على الله أن يغفر لمحب على شرب النبيذ والخمر اه ، فيحتمل أن يكون هو العجلي وإذا تم فيكون الجميع واحدا .
الإلية : القسم وجمعها ألايا .
مقتضب الأثر ص 54 وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 398 وعنهم السيد الامين في الاعيان ج 7 ص 261 ، بحار الأنوار ج43ص329ب10ح24.