بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة الإمام محمد الباقر

عليه السلام

يا طيب : هذه صحيفة خليفة الله في أرضه وخليفة سيد المرسلين وخاتم النبيين وسبطه ، سابع المعصومين بعد آبائه الطيبين الطاهرين ، والامام الخامس المفروض الطاعة كآبائه الميامين ، ناشر دين الله ومعلم هداه ، مستخرج كنوز العلم وباقره ، فاتق هدى الله وناشر معارفه ، معرف دين الله الحق ومستنبط فروعه وأصوله ، وكاشف غوامض نصه وتأويله ومبينه ، الصابر المجاهد ابن السجاد العابد .

سيدنا ومولانا : حجة الله على العباد ، ذو الشأن الكريم شافع يوم التناد ، أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين أخ الحسن بن علي بن أبي طالب وزوج فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

مختصر حياة الإمام الباقر :

ولد الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام :

في المدينة المنورة : 1 أول رجب سنة 57 هـ سبع وخمسون في زمن الإمام الحسين عليه السلام  .

 وقبض عليه السلام : 7 ذي الحجة سنة 114 هـ  .

 فيكون عمره الشريف : 57 سنة  .

 عاش مع الإمام الحسين عليه السلام : 4 سنوات - و حضر كربلاء - .

 عاش مع والده علي بن الحسين : 34 سنة  .

 عاش بعد أبيه مدة إمامته : 19 سنة وشهرين  .

 دفن :بالبقيع بالمدينة ، في القبر الذي دفن فيه أبوه علي بن الحسين عليه السلام  .

 الكافي ج1ص469ح1  .

و كان في سني إمامته : ملك بني أمية من بني مروان : الوليد بن يزيد ، و سليمان ،  و عمر بن عبد العزيز ، و يزيد بن عبد الملك ، و هشام أخوه ، و الوليد بن يزيد و إبراهيم أخوه ، و في أول ملك إبراهيم قبض  .

و قال أبو جعفر بن بابويه : سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد و قبره ببقيع الغرقد .

المناقب ج4ص211 . بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13  .

قال المفيد رحمه الله :

ولد عليه السلام : بالمدينة سنة 57 سبع و خمسين من الهجرة ، و قبض 114 سنة أربع عشرة و مائة ، و سنه يومئذ 57 سبع و خمسون سنة ، و هو هاشمي من هاشميين علوي من علويين و قبره بالبقيع من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله  .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2ص157  .

 وعن المناقب : إن الباقر عليه السلام ، هاشمي من هاشميين ، و علوي من علويين ، و فاطمي من فاطميين ، لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليه السلام ، و كانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي  .

المناقب ج4ص211 .

رابط صحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام لتبليغها للمؤمنين
www.alanbare.com/5
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/5/5.pdf

محاضرة في شهادة الإمام الباقر يمكن الاستفادة منها لمعرفة بعض شأنه الكريم :
www.alanbare.com/5/5.mp3

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام

صورة أوضح لصحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام

رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال : دارميات وأبوذية تشوقنا لقراءة صحيفة الإمام الباقر عليه السلام

دارميات :

السلام على إمامنا الخامس محمد الباقر

من تعلم وبلغ معارفه إلى رحمة الله صائر

+

إمامن الباقر نشر دين آباءه ولهم ولنا بر

وعرفن كل ما يقرب لله وعما يُبعد حذر

+

عَلم معارف الهدى الحق الإمام أبو جعفر

فمن هجر تعاليمه أو خالفه من الهدى فر

+

ربن الله ختم دينة وأختار لنا أئمة وبهم بصّر

بآبات القرآن ونبيه عرفهم ولما يتولاهم أغبر

 

++

السلام على إمامنا الخامس محمد الباقر

من تعلم وبلغ معارفه إلى رحمة الله صائر

+

إمامنا الباقر نشر دين آباءه ولهم ولنا بر

وعرفنا كل ما يقرب لله وعما يُبعد حذر

+

عَلم معارف الهدى الحق الإمام أبو جعفر

فمن هجر تعاليمه أو خالفه من الهدى فر

+

ربنا الله ختم دينة وأختار لنا أئمة وبهم بصّر

بآيات القرآن ونبيه عرفهم ولما يتولاهم أغبر


 






باب ولادة الإمام محمد الباقر واسمه ونسبه

اسم الإمام ونسبه ولقبه وكنيته :

يا طيب : هذه صحيفة خليفة الله في أرضه وخليفة سيد المرسلين وخاتم النبيين وسبطه ، سابع المعصومين بعد آبائه الطيبين الطاهرين ، والامام الخامس المفروض الطاعة كآبائه الميامين ، ناشر دين الله ومعلم هداه ، مستخرج كنوز العلم وباقره ، فاتق هدى الله وناشر معارفه ، معرف دين الله الحق ومستنبط فروعه وأصوله ، وكاشف غوامض نصه وتأويله ومبينه ، الصابر المجاهد ابن السجاد العابد ، سيدنا ومولانا حجة الله على العباد ، ذو الشأن الكريم شافع يوم التناد .
بو جعفر الباقر : محمد بن علي بن الحسين أخ الحسن بن علي بن أبي طالب وزوج فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وفيها تاريخ مولده وشؤون حياته ومعارفه وطرف من أخباره ، ودلائل إمامته ومدتها ، ومبلغ عمره الشريف ، ومواعظه وحكمه واحتجاجه وتعاليمه ، وأحواله مع شيعته ومواليه وأصحابه وحكام عصره ، وذكر شهادته وسببه ، وموضع مرقده وزيارته ، وعدد أولاده .

كنية الإمام و ألقابه :

و كنيته : أبو جعفر لا غير  .

وألقاب الإمام : لقبه باقر العلم ، و الشاكر لله ، و الهادي ، و الأمين ، و الشبيه : لأنه كان يشبه رسول الله ,

وأشهر ألقابه : الباقر  .

وعن عمرو بن شمر قال : سألت جابر الجعفي فقلت له : و لم سمي الباقر باقرا ؟

قال  عليه السلام : لأنه بقر العلم بقر ، أي شقه شقا ، و أظهره إظهارا  .

المناقب ج4ص211 . بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13  .

 

نقش خاتمه عليه السلام :

وكان على خاتم محمد بن‏ علي‏ :‏ ظني بالله حسن ، و بالنبي المؤتمن ، و بالوصي ذي المنن ، و بالحسين و الحسن  . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام 79ح168 .

 

أوصاف الإمام عليه السلام :

 و كان عليه السلام : ربع القامة ، دقيق البشرة ، جعد الشعر ، أسمر له خال على خده ، و خال أحمر في جسده ، ضامر الكشح ، حسن الصوت ، مطرق الرأس  .

 المناقب ج4ص211 .

 

أسم أمه عليهما السلام :

اسم أم الإمام الباقر :  فاطمة أم عبد الله بنت الحسن عليه السلام  .

ويقال : أمه أم عبدة بنت الحسن بن علي.

المناقب ج4ص211 .

وفي الكافي : و كانت أمه : أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و على ذريتهم الهادية  .

عن عبد الله بن المغيرة عن أبي الصباح عن أبي جعفر عليه السلام قال : كانت أمي : قاعدة عند جدار فتصدع الجدار ، و سمعنا هدة شديدة  . فقالت بيدها : لا و حق المصطفى ، م أذن الله لك في السقوط ، فبقي معلقا في الجو حتى جازته  .

فتصدق أبي : عنها بمائة دينار  .

قال أبو الصباح : و ذكر أبو عبد الله عليه السلام جدته أم أبيه يوما  .

فقال : كَانَتْ صِدِّيقَةً ، لَمْ تُدْرَكْ فِي آلِ الْحَسَنِ امْرَأَةٌ مِثْلُهَا  .

الكافي ج1ص469ح1 .

 

عدد ولد الإمام الباقر :

وكان له من الولد خمسة ذكور : أبو عبدالله جعفر ، وعبدالله ، وابراهيم ، وعبيد الله درج صغير ، وعلي درج صغيرا  .

تأريخ اليعقوبي ص320 أول كتاب كتب بالتأريخ توفى سنة 259هـ  .

وقال في المناقب : أولاده سبعة : سيدهم جعفر الإمام و كان يكنى به أبو جعفر .

 و عبد الله الأفطح : من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، و عبد الله و إبراهيم من أم حكيم بنت أسد الثقفية ، و علي و أم سلمة و زينب من أم ولد ، و يقال زينب لأم ولد أخرى ، و يقال له ابنة واحدة و هي أم‏ سلمة درجوا كلهم ، إلا أولاد الصادق عليه السلام  .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام لابن شهرآشوب ج4ص210 ;.

قال الشيخ المفيد رحمه الله : أن ولد أبي جعفر عليه السلام سبعة نفر  .

 أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام : و كان به يكنى , و عبد الله بن محمد أمهما أم فروة بنت القاسم بن محمدبن أبي بكر .

و إبراهيم و عبيد الله : درجا ( أي توفيا ) أمهما أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية.

و علي و زينب : لأم ولد .

و أم سلمة : لأم ولد .

و لم يعتقد : في أحد من ولد أبي جعفر عليه السلام الإمامة ، إلا في أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق  خاصة  .

و كان أخوه عبد الله رضي الله عنه : يشار إليه بالفضل و الصلاح .

و روي : أنه دخل على بعض بني أمية فأراد قتله  .

فقال له عبد الله رضي الله عنه : لا تقتلني فأكون‏ لله عليك عونا ، و استبقني أكن لك على الله عونا ، يريد بذلك أنه ممن يشفع إلى الله فيشفعه  .

فقال له الأموي‏ : لست هناك و سقاه السم فقتله‏  .

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ج2 ص177   .

 

 

التهنئة بمولد الإمام الباقر عليه السلام :

يا طيب : قد وفقنا الله تعالى لسنوات عديدة منذ نشوء الإنترنيت وظهور المنتديات قبل ظهور الفيس بوك وغيره من المواقع الاجتماعية ، وقبل ظهور الهاتف الجوال المتنقل ، من التبليغ وكتابة ما يسره الله لنا من معارف أهل البيت عليهم السلام ، وحسب المناسبات من الولادة والشهادة والمناسبات الكريمة ، وكانت تتقدم كل موضوع بعض عبارات التهنئة لكل مناسبة ، ومنها في ولادة الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام ، ثم نتبع بعد التهنئة موضوع مناسب عن ولادته أو تعاليمه وسيرته وسلوكه ، وأضعها بين أيديكم وأسأل الله أن ينتفع بها من يحب النشر والاقتباس من صحيفة الإمام عليه السلام ، لنتشارك بالأجر والثواب إن شاء الله تعالى ومن الله التوفيق :

 

 

التهنئة الأولى :

لكم يا أخوتي الطيبين : ويا شيعة يا موالين ، أجمل التهنئة وأحلى التبريك وأطيب المودة ، بمناسبة ميلاد الإمام الخامس أبو جعفر الباقر : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في يوم 1 رجب 57 هـ ، وجعلنا الله وإياكم ممن يفرح لأفراح نبي الرحمة وآله الكرام ، ونقيم مجالس السرور لذكراهم ، وممن يبتهج بذكر مناقبهم وفضائلهم وتعاليمهم ، ونرفه ونوسع على أهلنا وأحبتنا ومن يحيطنا ، بالأطعمة الطيبات ، والمرطبات والحلويات ، وكل ما يسرهم ويفرحهم بقدر المستطاع ، وإن وفقنا الله نحضر معهم كلما تحل مناسبة أيام تجلي نورهم ، وما يقام من محافل ذكرهم وسرورهم ، وأن يرزقنا الله معارف هداه الحق بصراطهم المستقيم ، فنقيم له العبودية بما يحب ويرضى ، فإن الله سبحانه هو ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

ثم ننقل قسم ما نختاره من صحيفة الإمام الباقر عليه السلام وننشره في المواقع الاجتماعية ، أو نتخصر التهنئة أو نجعلها بما يناسب موضوعنا المختار من مختصر حياته الكريمة ، أو أحاديث عنه ، أو بعض شؤونه وخصائصه   . . .

 

التهنئة الثانية :

هنيئا لكم أخوتي الطيبين : مناسبة ميلاد الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، في يوم 1 رجب الأصب سنة 57 للهجرة ،  وأسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم ممن يفرح لأفراح آل محمد عليهم السلام ، ويوفقنا لأن نسعد أهلينا وكل من يحيطنا ، بالتهاني والمحبة والمودة ،  والترفيه عليهم بالطيبات من الهدايا و الأطعمة والمرطبات والكرزات ، وطلاقة الوجه والبشرى وكل ما يفرحهم ، ونذكر لهم مناقب وفضائل وتعاليم آل محمد عليهم السلام ، وإن أمكن نحضر معهم أماكن الاحتفال بهذه الأيام المناسبة لميلاد الإمام المبارك ، وهذه الأيام الشريفة من أيام الله تعالى  .

ولكم يا أخوتي المؤمنين : بعض المعارف عن الإمام الخامس والمعصوم السابع عليه السلام : فنذكر ما نختاره مما يناسب هنا :

 

تهاني مختصرة :

بارك الله فيكم أخوتي الطيبين : وشكرا لكم على إعجابكم وتعليقكم ، ولكم بعض الأحاديث التي تعرفنا اهتمام الإمام الباقر عليه السلام بالعلم وتعريف الإمامة : فنتذكر بعض الأحاديث الآتية في العلم :  . . . ونذكر ما نختاره :

هنيئا لكم أفراح آل محمد عليهم السلام : وبارك الله فيكم وشكر الله سعيكم وأفراحكم لأفراح آل محمد عليهم السلام ، وهذه بعض الأحاديث الأخرى في التوحيد أيضا ، عن الإمام الخامس أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام  . . . ونذكر ما نختار :

مثل :  قال الإمام أبو جعفر محمد بن علي ابن الحسين عليه السلام : في التقوى وأهميتها ، أو أحاديث الإمام في الورع والتوبة وتقلب الأحوال ، أو بعض آدابه وأخلاقه عليه السلام ، وتجد العناوين في الفهرس فتختار منها  .

شكرا لكم أخوتي الطيبين : وبارك الله بالمعجبين والمشاركين ، ولكم بعض المعارف والتعاليم القيمة في التوحيد عن الإمام عليه السلام : تعليق على موضوع

خاتم ودعاء بعد نقل موضوع :

وأسأل الله سبحانه : أن يهبنا جميعا العلم والعمل بهدى آل محمد عليهم السلام مخلصين له الدين ، وعن حب وثبات على ولايتهم ومودتهم ، حتى يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ، فإنه ولي التوفيق ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين  .


 

 

إمامة محمد الباقر
 عليه السلام

 

يا طيب : بحوث الإمامة واسعة وتشمل بحوث عدة في مواصفات الإمام بصورة عامه ، وما يرث من آباءه ، و انطباق آيات وأحاديث الولاية والإمامة والعلم عليه ، وتحققها في وجوده وصفاته ، وأن يكون خلقه وآدابه القرآن ، وأن يكون قد ذكر بالأحاديث العامة لكل الأئمة ، كما أن يكون أبوه قد نص عليه وأوصى له من بين أخوته ، ثم بان فضله عليهم وعلى كل الخلق في العلم والحلم وكل خصال السيادة والولاية ، وكل ما يقال في الفضائل والمناقب لأهل البيت تراها في الإمام محمد الباقر عليه السلام ، فراجعها في الإمامة وكل هذه الصحيفة ، وهذه بعض الأحاديث في النص عليه بالخصوص والاسم من أبيه وأجداده عليهم الصلاة والسلام  .

 

الشيخ المفيد يعرف إمامة الإمام :

و كان الباقر : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام من بين إخوته ، خليفة أبيه علي بن الحسين ، و وصيه ، و القائم بالإمامة من بعده ، و برز على جماعتهم بالفضل في العلم و الزهد و السؤدد ، و كان أنبههم ذكرا ، و أجلهم في العامة و الخاصة ، و أعظمهم قدرا ، و لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليهما السلام ، من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الآداب ، ما ظهر عن أبي جعفر عليه السلام  .

و روى عنه : معالم الدين بقايا الصحابة ، و وجوه التابعين ، و رؤساء فقهاء المسلمين ، و صار بالفضل به علما لأهله ، تضرب به الأمثال ، و تسير بوصفه الآثار و الأشعار ، و فيه يقول القرظي‏ :

يَا بَاقِرَ الْعِلْمِ لِأَهْلِ التُّقَى‏ _ وَ خَيْرَ مَنْ لَبَّى عَلَى الْأَجْبُلِ

و قال مالك بن أعين الجهني فيه :

إذا طلب الناس علم القرآن‏ _ كانت قريش عليه عيال

و إن قيل أين ابن بنت النبي‏ _ نلت بذاك فروعا طوال

نجوم تهلل للمدلجين _ جبال تورث علما جبال

و كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام :  إلى ولده ، ذكر محمد بن‏ علي و الوصاية به .

و سماه : رسول الله و عرفه بباقر العلم‏ ، على ما رواه أصحاب الآثار .

و بما روي : عن جابر بن عبد الله في حديث مجرد ، أنه قال قال لي رسول الله ‏: يوشك  أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين ، يقال له : محمد يبقر علم الدين بقر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام‏  .

و روت الشيعة في خبر اللوح : الذي هبط به جبرئيل عليه السلام ، على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  من الجنة ، فأعطاه فاطمة عليها السلام ، و فيه أسماء الأئمة من بعده ، و كان فيه محمد بن علي الإمام بعد أبيه‏  .

و روت أيض : أن الله تبارك و تعالى أنزل إلى نبيه عليه السلام ، كتابا مختوما باثني عشر خاتم ، و أمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، و يأمره أن يفض أول خاتم فيه  و يعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند وفاته إلى ابنه الحسن عليه السلام  و يأمره أن يفض الخاتم الثاني  و يعمل بما تحته ، ثم يدفعه عند حضور وفاته إلى أخيه الحسين  و يأمره أن يفض الخاتم الثالث  و يعمل بما تحته ، ثم يدفعه الحسين عند وفاته  إلى ابنه علي بن الحسين عليه السلام ، و يأمره بمثل ذلك  و يدفعه علي بن الحسين عند وفاته  إلى ابنه محمد بن علي الأكبر عليه السلام  و يأمره بمثل ذلك ثم يدفعه محمد بن علي إلى‏ ولده ، حتى ينتهي إلى آخر الأئمة عليهم السلام أجمعين‏  .

و رووا أيضا : نصوصا كثيرة عليه بالإمامة بعد أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أمير المؤمنين وعن الحسين و علي بن الحسين عليهم السلام  .

الإرشاد ج2ص157  .

ويا طيب : ما ذكر من الأحاديث ذكرت كاملة في الإمامة العامة ، ونذكر بعضها هنا وبالخصوص م ذكر بالنص عليه بالخصوص من آبائه وليس أحاديث تشمل كل الأئمة ، كما أنه في بيان اسم الباقر وباقر علم ، ذكرنا أحاديث أخرى تنص عليه فراجعها  .

 

السجاد يعطي الباقر الصندوق :

يا طيب : من أهم أرث الإمامة هو ما أعطاه رسول الله لأمير المؤمنين في أخر يوم في حياته وهو نص القرآن الكريم وعمامته وسيفه وأمور أخرى ورثها أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهم السلام للأئمة من ذريتهما وجمعها صندوق فيه هذه الأمور وغيرها ، ويبينه هذا الحديث :

عن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما حضر علي بن الحسين عليه السلام : الوفاة ، قبل ذلك أخرج سفطا أو صندوقا عنده  .

فقال : ي محمد ، أحمل هذا الصندوق  .

قال : فحمل بين أربعة ، فلما توفي ، جاء إخوته يدعون ما في الصندوق  .

فقالوا : أعطنا نصيبنا في الصندوق  .

فقال : و الله ما لكم فيه شيء ، و لو كان لكم فيه شيء ما دفعه إلي  .

و كان في الصندوق : سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله و كتبه  .

الكافي ج1ص305 ح1 . وكتبه أي القرآن بخط الإمام علي عليه السلام ، ومصحف فاطمة والجفر وغيره مما فيه علوم أهل البيت عليهم السلام  .

 

و عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال : التفت علي بن الحسين عليه السلام إلى ولده ، و هو في الموت و هم مجتمعون عنده  .

ثم التفت إلى محمد بن علي فقال : يا محمد ، هذا الصندوق اذهب به إلى بيتك  .

قال : أما إنه لم يكن فيه دينار و لا درهم ، و لكن كان مملوء علما  .

وعن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة علي و عمر و عثمان ، و إن ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن و كان أكبرهم ، فسأله الصدقة .

فقال زيد : إن الوالي كان بعد علي الحسن و بعد الحسن الحسين ، و بعد الحسين علي بن الحسين ، و بعد علي بن الحسين محمد بن علي ، فابعث إليه فبعث ابن حزم إلى أبي  .

فأرسلني أبي : بالكتاب إليه حتى دفعته إلى ابن حزم  .

فقال له : بعضنا يعرف هذا ولد الحسن  .

قال : نعم ، كما يعرفون أن هذا ليل‏ ، و لكنهم يحملهم الحسد ، و لو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم ، و لكنهم يطلبون الدنيا  .

الكافي ج1ص305 ح2وح3  .

 

 

جابر يبلغ الإمام سلام رسول الله:

ذكر الصدوق بالإسناد : عن يعقوب بن يزيد ( الأنباري ) : قال حدثنا محمد بن أبي عميرة ، عن أبان بن عثمان  .

 عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال :

 إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري .

 يا جابر : إنك ستبقى حتى تلقى ولدي .

 محمد : بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  .

 المعروف : في التوراة ، بالباقر  .

 فإذا لقيته : فأقرئه مني السلام  .

 فدخل جابر : إلى علي بن الحسين عليه السلام ، فوجد محمد بن علي عليه السلام عنده غلاما  .

 فقال له : يا غلام ، أقبل فأقبل  .

 ثم قال له : أدبر فأدبر  .

 فقال جابر : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و رب الكعبة  .

 ثم أقبل : على علي بن الحسين عليه السلام  .

 فقال له : من هذا ؟

 قال عليه السلام : هذا ابني ، و صاحب الأمر بعدي ، محمد الباقر  .

 فقام جابر : فوقع على قدميه يقبلهما  .

 و يقول : نفسي لنفسك الفداء ، يا ابن رسول الله  .

 إقبل : سلام أبيك  .

 إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يقرأ عليك السلام  .

 قال : فدمعت عينا أبي جعفر عليه السلام  .

 ثم قال : يا جابر ، على أبي رسول الله السلام ، ما دامت السماوات و الأرض ، و عليك يا جابر بما بلغت السلام  .

 الأمالي ‏للصدوق ص353 م56ح9  .

 

وفي الكافي : عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن جابر بن عبد الله الأنصاري ، كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله  .

و كان رجلا : منقطع إلينا أهل البيت ، و كان يقعد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و هو معتجر بعمامة سوداء ، وكان ينادي يا باقر العلم ، يا باقر العلم.

 فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر  .

 فكان يقول لا : و الله ما أهجر ، و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إنك ستدرك رجلا مني ، اسمه اسمي ، و شمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول  .

قال عليه السلام : فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة ، إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي ، فلما نظر إليه ، قال : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، ثم قال : شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و الذي نفسي بيده يا غلام ، ما اسمك ؟

قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين  .

 فأقبل عليه : يقبل رأسه ، و يقول : بأبي أنت و أمي ، أبوك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقرئك السلام ، و يقول ذلك  .

قال عليه السلام : فرجع محمد بن علي بن الحسين إلى أبيه ، و هو ذعر ، فأخبره الخبر  .

فقال له : يا بني ، و قد فعلها جابر ؟ قال : نعم  .

قال : الزم بيتك يا بني ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار ، و كان أهل المدينة يقولون : وا عجباه لجابر ، يأتي هذا الغلام طرفي النهار ، و هو آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  .

فلم يلبث : أن مضى علي بن الحسين عليه السلام ، فكان محمد بن علي يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله  .

 قال : فجلس عليه السلام يحدثهم عن الله تبارك و تعالى  .

فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا أجرأ من هذا ، فلما رأى ما يقولون : حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله  .

 فقال أهل المدينة : ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا ، يحدثنا عمن لم يره ، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله .

قال : فصدقوه ، و كان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه  .

الكافي ج1ص469ح2 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام  .

يا طيب : الظاهر من الحديثين ، أن اللقاءات متعددة بين جابر والأئمة ، ولكي يبين حقيقة م وعده رسول الله يحكيه بعدة عبارات وأنواع من التصرف الذي يعبر عن حبه وأنسه بصدق ما وعده رسول الله  .

 

رسول الله يخبر الحسين بالباقر :

وفي الخصال : عن يعقوب بن يزيد ( الأنباري ) و إبراهيم بن هاشم جميعا :

 عن حماد : بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول :

 كنا : عند معاوية ، أنا و الحسن و الحسين ، و عبد الله بن عباس ، و عمر بن أبي سلمة ، و أسامة بن زيد  .

 فجرى : بيني و بين معاوية كلام  .

 فقلت لمعاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

 أن : أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 ثم أخي : علي بن أبي طالب ، أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 فإذا استشهد علي : فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 ثم ابنه : الحسين بعد ، أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 فإذا استشهد : فابنه علي بن الحسين الأكبر ، أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 ثم ابني : محمد بن علي الباقر ، أولى بالمؤمنين من أنفسهم  .

 و ستدركه : يا حسين  .

 ثم تكمله : اثني عشر إماما ، تسعة من ولد الحسين رضي الله عنه  .

 قال عبد الله بن جعفر : ثم استشهدت الحسن و الحسين ، و عبد الله بن عباس ، و عمر بن أبي سلمة ، و أسامة بن زيد  .

فشهدوا لي : عند معاوية  .

 قال سليم بن قيس الهلالي : و قد سمعت ذلك من سلمان ، و أبي ذر ، و المقداد  . و ذكروا : أنهم سمعو ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  .

 الخصال ج2ص477ح41  .

 وكان الإمام الباقر عليه السلام : مع الإمام الحسين وابيه علي بن الحسين في كربلاء وعمره حدود أربع سنوات  .

 لأنه ولد في سنة 57 للهجرة ، واستشهد سنة 114 للهجرة  .

 

وصية الإمام السجاد للباقر :

يا طيب : عرفت خبر الصندوق وهذا تكملة الحديث :

و عن عثمان بن عثمان بن خالد عن أبيه قال : مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام في مرضه الذي توفي فيه ، فجمع أولاده : محمدا ، و الحسن ، و عبد الله ، و عمر ، و زيدا ، و الحسين  .

 و أوصى : إلى ابنه محمد بن علي ، و كناه‏ الباقر ، و جعل أمرهم إليه  .

 و كان فيما وعظه في وصيته أن قال :

 يا بني : إن العقل رائد الروح ، و العلم رائد العقل ، و العقل ترجمان العلم  .

 و اعلم : أن العلم أبقى ، و اللسان أكثر هذرا  .

و اعلم يا بني : أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين ، إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ، ثلثاه فطنة ، و ثلثه تغافل : لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شيء قد عرفه ففطن له  .

 و اعلم : أن الساعات تذهب عمرك ، و أنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى

 فإياك و الأمل الطويل ، فكم من مؤمل ، أملا لا يبلغه ، جامع مال  لا يأكله ، و مانع ما سوف يتركه  .

 و لعله : من باطل جمعه ، و من حق منعه أصابه حراما ، و ورثه  .

 احتمل : إصره ، و باء بوزره ، ذلك هو الخسران المبين‏  .

 بحار الأنوار ج46ص231ح7  .

وقال علي النباطي في كتابه : و روى علي بن الحكم ( الأنباري ) : عن طاهر قال : أقبل الصادق جعفر عليه السلام  .

 فقال الباقر عليه السلام : هذا خير البرية  .

 الصراط المستقيم ج2ص162ب5  .


 

 

أهم وأبرز أصحاب الإمام :

 بابه : جابر بن يزيد الجعفي  .

و اجتمعت العصابة أن أفقه الأولين ستة : و هم أصحاب أبي جعفر و أبي عبد الله عليهم السلام ، و هم :

زرارة بن أعين  .

و معروف الخربوذ المكي  .

و أبو بصير الأسدي  .

و الفضيل بن يسار  .

و محمد بن مسلم الطائفي  .

و يزيد بن معاوية العجلي  .

و من أصحابه: حمران بن أعين الشيباني ، و إخوته بكر ، و عبد الملك ، و عبد الرحمن ، و محمد بن إسماعيل بن بزيع ، و عبد الله بن ميمون القداح ، و محمد بن مروان الكوفي من ولد أبي الأسود ، و إسماعيل بن الفضل الهاشمي من ولد نوفل بن الحارث ، و أبو هارون المكفوف ، و طريف بن ناصح بياع الأكفان ، و سعيد بن طريف الإسكاف الدؤلي ، و إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي، و عقبة بن بشير الأسدي ، و أسلم المكي مولى ابن الحنفية ، و أبو بصير ليث بن البختري المرادي ، و الكميت بن زيد الأسدي ، ناجية بن عمارة الصيداوي ، و معاذ بن مسلم الفراء النحوي ، و كثير الرجال .

و من رواة النص عليه من أبيه: إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عليه السلام  .

و زيد بن علي و عيسى عن جده و الحسين بن أبي العلاء  .

 

الرواة عن الإمام الباقر :

وفي المناقب : محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال :

سمعته يقول :  إنا علمنا منطق الطير ، و أوتينا من كل شيء  .

 و يقال : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليه السلام من العلوم ، ما ظهر منه من التفسير و الكلام و الفتيا و الأحكام و الحلال و الحرام  .

 قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث  .

 و قد روي عنه : معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين ، فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري ، و من التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي ، و كيسان السختاني صاحب الصوفية ، و من الفقهاء نحو ابن المبارك ، و الزهري ، و الأوزاعي ، و أبو حنيفة ، و مالك ، و الشافعي ، و زياد بن المنذر النهدي  .

 و من المصنفين : نحو الطبري ، و البلاذري ، و السلامي ، و الخطيب في تواريخهم ، و في الموطأ ، و شرف المصطفى ، و الإبانة ، و حلية الأولياء ، و سنن أبي داود ، و الألكاني ، و مسندي أبي حنيفة ، و المروزي ، و ترغيب الأصفهاني ، و بسيط الواحدي ، و تفسير النقاش ، و الزمخشري ، و معرفة أصول الحديث ، و رسالة السمعاني  .

 فيقولون : قال محمد بن علي ، و ربما قالوا : قال محمد الباقر ، و لذلك لقبه رسول الله بباقر العلم ، و حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة و العراق كلهم  .

 المناقب ج4 ص196  .

 

فضل الإمام على أهل زمانه :

قال الشيخ المفيد رحمه الله : و قد روى الناس من فضائله و مناقبه ما يكثر به الخطب إن أثبتناه و فيما نذكره منه كفاية فيما نقصده في معناه إن شاء الله .

وذكر بسنده :‏ عن عبد الله بن عطاء المكي قال : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، و لقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم ، بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه .

 و كان جابر بن يزيد الجعفي : إذا روى عن محمد بن‏ علي‏ عليه السلام‏ شيئا ، قال : حدثني وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء ، محمد بن علي بن الحسين عليه السلام : .

و روى : مخول بن إبراهيم عن قيس بن الربيع ، قال : سألت أبا إسحاق عن المسح ، فقال : أدركت الناس يمسحون ، حتى لقيت رجلا من بني هاشم لم أر مثله قط ، محمد بن علي بن الحسين  .

فسألته : عن المسح على الخفي ن، فنهاني عنه  .

و قال : لم يكن علي أمير المؤمنين عليه السلام يمسح  .

و كان يقول : سبق الكتاب ، المسح على الخفين  .

قال أبو إسحاق : فما مسحت ، منذ نهاني عنه .

قال قيس بن الربيع : و ما مسحت أنا منذ سمعت أبا إسحاق‏  .

الإرشاد ج2ص161  .

وقال الشيخ المفيد بسنده : عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين عليه السلام يدع خلفا لفضل علي بن الحسين ، حتى رأيت ابنه محمد بن علي ، فأردت أن أعظه فوعظني  .

فقال له أصحابه : بأي‏ شيء وعظك ؟

قال  : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة ، فلقيت محمد بن علي و كان رجلا بدينا ، و هو متكئ على غلامين له أسودين أو موليين له  .

فقلت في نفسي : شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، أشهد لأعظنه ، فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي ببهر ( بعد تنفس ) ، و قد تصبب عرقا  .

فقلت : أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش ، في هذه الساعة ، على مثل هذه الحال في طلب الدنيا ، لو جاءك الموت و أنت على هذه الحال  .

قال : فخلى عن الغلامين من يده ، ثم تساند  .

و قال : لو جاءني و الله الموت ، و أنا في هذه‏ الحال ، جاءني و أنا في طاعة من طاعات الله ، أكف بها نفسي عنك و عن الناس ، و إنما كنت أخاف الموت لو جاءني و أنا على معصية من معاصي الله  .

فقلت : يرحمك الله ، أردت أن أعظك فوعظتني‏  .

الإرشاد ج2ص161  .

 

وقال الشيخ المفيد بسنده : عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن معاوية بن عمار الدهني ، عن محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام، ‏ في قول الله عز و جل‏ : { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) } النحل  .

 قال : نحن أهل الذكر  .

قال الشيخ الرازي : و قد سألت محمد بن مقاتل عن هذا ، فتكلم فيه برأيه ، و قال : أهل الذكر العلماء كافة ، فذكرت ذلك لأبي زرعة ، فبقي متعجبا من قوله  .

و أوردت عليه : ما حدثني به يحيى بن عبد الحميد  .

قال : صدق محمد بن علي ، إنهم أهل الذكر ، و لعمري إن أبا جعفر عليه السلام لمن أكبر العلماء  .

 

وقال الشيخ المفيد رحمه الله  : و قد روى أبو جعفر عليه السلام ، أخبار المبتدإ ( أخبار بد الخلقة ) و أخبار الأنبياء ، و كتب عنه الناس المغازي ، و أثروا عنه السنن‏ ، و اعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول الله ، و كتبوا عنه تفسير القرآن ، و روت عنه الخاصة و العامة الأخبار ، و ناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء ، و حفظ عنه الناس كثيرا من علم الكلام .

الإرشاد ج2ص163  .

و جاءت الأخبار : أن نافع بن الأزرق ، جاء إلى محمد بن علي عليه السلام ، فجلس بين يديه فسأله‏ عن مسائل في الحلال و الحرام .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : في عرض كلامه ، قل لهذه المارقة بما استحللتم فراق أمير المؤمنين عليه السلام ، و قد سفكتم دماءكم بين يديه في طاعته ، و القربة إلى الله بنصرته  .

فسيقولون لك : إنه حكم في دين الله  .

فقل لهم : قد حكم الله تعالى في شريعة نبيه رجلين من خلقه  .

فقال تعالى‏ : { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا  مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)} النساء .

 و حكم رسول الله صلى الله عليه وآله : سعد بن معاذ في بني قريظة ، فحكم فيهم بما أمضاه الله  .

 أ و ما علمتم : أن أمير المؤمنين عليه السلام ، إنما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن و لا يتعدياه ، و اشترط رد ما خالف القرآن من أحكام الرجال  .

و قال عليه السلام : حين قالوا له حكمت على نفسك من حكم عليك  .

فقال عليه السلام : ما حكمت مخلوقا ، و إنما حكمت كتاب الله ، فأين تجد المارقة تضليل من أمر بالحكم بالقرآن ، و اشترط رد ما خالفه لو لا ارتكابهم في بدعتهم البهتان  .

فقال نافع بن الأزرق : هذا كلام ما مر بسمعي قط ، و لا خطر مني ببال ، و هو الحق إن شاء الله  .

الإرشاد ج2ص164  .

 

ابن شهر آشوب يعرف الإمامة :

يا طيب : ذكر بن شهر أشوب في المناقب آيات كريمة في بيان الإمامة ، و محل ذكرها في الأصل الرابع للدين في أدلة الإمامة ، وقسم منها سيأتي ، ثم ذكر أحاديث في فضل الإمام الباقر عليه السلام وأدلة إمامته منها :

 قال الراوي : ما سألت جابر الجعفي قط مسألة ، إلا أتى فيها بحديث ، و كان جابر الجعفي إذ روى عنه ، قال : حدثني وصي الأوصياء و وارث علم الأنبياء  .

وعن أبو نعيم في الحلية : أنه الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر .

و قال غيره : الإمام الباقر ، و النور الباهر ، و القمر الزاهر ، و العلم القاهر ، باقر العلم معدن الحلم ، أظهر الدين إظهارا ، و كان للإسلام منارا ، الصادع بالحق ، و الناطق بالصدق ، و باقر العلم بقرا ، و ناثره نثرا ، لم تأخذه في الله لومة لائم ، و كان لأمره غير مكاتم ، و لعدوه مراغم  .

 قالوا : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، و كذلك السيد ابن السيد ابن السيد ابن السيد محمد بن علي‏ بن الحسين بن علي عليهم السلام جميعا  .

و مما يدل على إمامته عليه السلام :  تواتر الإمامية بالنصوص عليه من أبيه و جده ، و كذلك الأخبار الواردة من النبي صلى الله عليه وآله  بالنص على الأئمة الاثني عشر إمام إماما ، و من قال بذلك قطع على إمامته ، و منها اعتبار طريق العصمة و غير ذلك .

ورحم الله ابن الحجاج‏ إذ قال :

إذا غاب بدر الدجى فانظر _ إلى ابن النبي أبي جعفر

ترى خلف منه يزري به‏ _ و بالفرقدين و بالمشتري‏

إمام و لكن بلا شيعة - و لا بمصلى و لا منبر

 

ورحم الله المغربي‏ إذ قال :

يا ابن الذي بلسانه و بيانه‏ _ هدى الأنام و نزل التنزيل‏

عن فضله نطق الكتاب و بشرت‏ _ بقدومه التوراة و الإنجيل‏

لو لا انقطاع الوحي بعد محمد _ قلنا محمد من أبيه بديل‏

هو مثله في الفضل إلا أنه‏ _ لم يأته برسالة جبريل

ورحم الله من قال :

يا ابن الذين متى استقر هواهم‏ _ في نفس إنسان هوى شيطانه‏

فإذا أراد الله سرا للعلى‏ _ فهم على رغم العدى خزانه‏

المناقب ج4ص181  .


 

 

الإمام الباقر وأهل زمانه :

 

أسئلة طاووس اليماني :

 سأله عليه السلام طاووس اليماني : متى هلك ثلث الناس ؟

فقال : ي أبا عبد الرحمن ، لم يمت ثلث الناس قط  .

 يا شيخ أردت أن تقول : متى هلك ربع الناس ، و ذلك يوم قتل قابيل هابيل ، كانوا أربعة آدم و حواء و هابيل و قابيل ، فهلك ربعهم  .

قال : فأيهم ، كان أبا للناس القاتل أو المقتول ؟

قال : ل واحد منهما أبوهم شيث‏  .

و سأله عن شيء : قليله حلال ، و كثيره حرام في القرآن  .

 قال : نهر طالوت { فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ  مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ  (249) }البقرة  .

و عن صلاة مفروضة : بغير وضوء ، و صوم لا يحجز عن أكل و شرب  .

فقال عليه السلام : الصلاة على النبي ، و الصوم : قوله تعالى :{ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً }  .

و عن شيء : يزيد و ينقص ؟ فقال : القمر  .

و عن شيء : يزيد و لا ينقص ؟ فقال : البحر  .

و عن شيء : ينقص و لا يزيد : فقال : العمر  .

و عن طائر : طار مرة و لم يطر قبلها و لا بعدها ؟

قال عليه السلام : طور سيناء  .

قوله تعالى : { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ 171) } ( الأعراف .

و عن قوم : شهدوا بالحق و هم كاذبون  .

قال عليه السلام : المنافقون حين { إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ  (1)} المنافقون .

المناقب ج 4 ص201  .

 

الإمام وأسالة قتادة :

وفي الكافي : عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت جالسا في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله ،  إذا أقبل رجل فسلم  .

 فقال : من أنت يا عبد الله ؟

قلت : رجل من أهل الكوفة ، فقلت : ما حاجتك ؟

فقال لي : أ تعرف أبا جعفر محمد بن علي ؟ فقلت : نعم ، فما حاجتك إليه ؟

قال : هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها ، فما كان من حق أخذته ، و ما كان من باطل تركته  .

قال أبو حمزة فقلت له : هل تعرف ما بين الحق و الباطل ؟ قال : نعم  .

فقلت له : فما حاجتك إليه ، إذا كنت تعرف ما بين الحق و الباطل ؟

فقال لي : يا أهل الكوفة ، أنتم قوم ما تطاقون‏  .

إذا رأيت أبا جعفر : فأخبرني ، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر عليه اسلام ، و حوله أهل خراسان و غيرهم ، يسألونه عن مناسك الحج ، فمضى حتى جلس مجلسه و جلس الرجل قريبا منه  .

قال أبو حمزة : فجلست حيث أسمع الكلام ، و حوله عالم من الناس ، فلما قضى حوائجهم و انصرفو  . التفت إلى الرجل ، فقال له : من أنت ؟

قال : أن قتادة بن دعامة البصري  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : أنت فقيه‏ أهل‏ البصرة ؟ قال : نعم  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة ، إن الله جل و عز خلق خلقا من خلقه ، فجعلهم حججا على خلقه ، فهم أوتاد في أرضه ، قوام بأمره ، نجباء في علمه ، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه  .

قال : فسكت قتادة طويلا ، ثم قال : أصلحك الله ، و الله لقد جلست بين يدي الفقهاء ، و قدام ابن عباس ، فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك  .

قال له أبو جعفر عليه السلام : ويحك ، أ تدري أين أنت ، أنت بين يدي‏ بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه ، يسبح له فيها بالغدو و الآصال ، رجال لا تلهيهم تجارة و ل بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ، فأنت ثم ، و نحن أولئك  .

فقال له قتادة : صدقت و الله ، جعلني الله فداك ، والله ما هي بيوت حجارة ولا طين  .

قال قتادة : فأخبرني عن الجبن ؟

قال : فتبسم أبو جعفر عليه السلام ، ثم قال : رجعت مسائلك إلى هذا ؟ قال : ضلت عليَّ  . فقال : لا بأس به ، فقال : إنه ربما جعلت فيه إنفحة الميت‏ ، قال : ليس بها بأس ، إن الإنفحة ليس لها عروق و لا فيها دم و لا لها عظم ، إنما تخرج‏ من بين فرث و دم‏  .

ثم قال : و إنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة ، أخرجت منها بيضة ، فهل تؤكل تلك البيضة  .

فقال قتادة : لا ، و لا آمر بأكلها  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : و لم ؟ فقال : لأنها من الميتة  .

قال له : فإن حضنت تلك البيضة ، فخرجت منها دجاجة ، أ تأكلها  . قال : نعم  .

قال عليه السلام : فما حرم عليك البيضة ، و حلل لك الدجاجة  .

ثم قال عليه السلام : فكذلك الإنفحة مثل البيضة ، فأشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين و لا تسأل عنه‏ ، إلا أن يأتيك من يخبرك عنه‏ .

الكافي ج6ص256ح1  .

يا طيب : قتادة كان من أهل البصرة وتوفي في واسط ، وقال من أهل الكوفة لكي يشبه على أبي حمزه لكي يدله على الإمام باعتبار أهل الكوفة أغلبهم شيعة في ذلك الزمان :

 

وفي الكافي بسنده : عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام .

 فقال : يا قتادة أنت فقيه‏ أهل‏ البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون  .

فقال أبو جعفر عليه السلام : بلغني أنك تفسر القرآن ؟  فقال له قتادة : نعم  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال : لا ، بعلم  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت‏ ، و أنا أسألك  . قال قتادة : سل

قال أخبرني عن قول الله عز و جل :  في سبإ {  وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ  الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَ لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) ‏ } سبأ .

 فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته بزاد حلال و راحلة و كراء حلال ، يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله ؟

فقال أبو جعفر عليه السلام : نشدتك الله يا قتادة ، هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال و راحلة و كراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق ، فتذهب نفقته و يضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه‏  . قال قتادة : اللهم نعم  .

فقال أبو جعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة ، إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك ، فقد هلكت و أهلكت ، و إن كنت قد أخذته من الرجال ، فقد هلكت و أهلكت ، ويحك ي قتادة  .

ذلك من خرج : من بيته بزاد و راحلة و كراء حلال ، يروم هذا البيت ، عارفا بحقنا يهوانا قلبه  .

كما قال الله عز و جل : { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي  بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ  الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) ‏} إبراهيم .

 و لم يعن : البيت‏  .

فيقول : إليه  .

فنحن و الله : دعوة إبراهيم عليه السلام ، التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، و إلا فلا  .

يا قتادة : فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة  .

قال قتادة : لا جرم و الله لا فسرتها إلا هكذا  .

فقال أبو جعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة ، إنما يعرف القرآن من خوطب به  .

الكافي ج8ص311ح485  .

يا طيب : المعروف من الآية في سبأ أنه مختصة بتلك القرى في ذلك الزمان سيرهم آمنين ، ولكن تنطبق على كل من يقصد بيت الله تعالى أو يهاجر إلى الله لإقامة حق أو جهاد في سبيله أو تعلم العلم ، ويكون خطابها عاما ، لأنه خارج إلى الله تعالى كما قال :

{ وَمَن يَخْرُجْ مِن  بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 100) } النساء .

ولكن لما كان قصد بيت الله الحرام : قصد لله تعالى ، فلابد أن يكون عن معرفة عظمة الله تعالى وبتعاليم هداه الحق ، حتى يكون قصده صحيح ، ولا يكون إلا بمعرفة إمام الحق ، ولذ يكون تكملت هذه الآية وبيانها بحق لكي يكون خروجه إلى الله تعالى حتى يكون آمن من العذاب ، يكون قد هوى أئمة الحق من آل إبراهيم وحبهم وتعلم منهم وطاع الله تعالى بهداهم ، وهي مثل قوله بل نفس قوله تعالى :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى  .

فإطاعة الله : بالسفر إليه وإلى رسوله ، ثم بعد رسوله كأجر للرسالة مودة القربى وطاعتهم ، فيكون خروجه وسفر عن معرفة وعلم فيكون أجره على الله ، لأن معرفة الرسالة بكون بالتعلم من المعصوم من أهل البيت عليهم السلام ، فهو الذي يود ويتعلم منه ، ولا يكون إل أن نعرفه بالإمامة فنحبه ونطيعه ونعبد الله بتعاليمه دون من يخالفه  .

 

 

الإمام مع الجارود :

وفي الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن ظريف‏ ، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال :

قال لي‏ أبو جعفر عليه السلام‏ : يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن و الحسين عليهما السلام ؟

قلت : ينكرون‏ علينا أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه و آله  .

قال : فأي‏ شيء احتججتم عليهم ؟

قلت : احتججن عليهم بقول الله عز و جل في عيسى ابن مريم عليهما السلام : { وَكَذَلِكَ نُرِي  إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)  . . .  وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ  هَدَيْنَ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ

 وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي  الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) } الأنعام ، فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح‏ عليه السلام  .

قال : فأي شيء قالوا لكم ؟

قلت : قالو : قد يكون‏ ولد الابنة من الولد ، و لا يكون من الصلب  .

قال : فأي شيء احتججتم عليهم ؟

قلت : احتججن عليهم ، بقول الله تعالى‏ لرسوله‏ صلى الله عليه و آله :

{ فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)} آل عمران .

قال : فأي شيء قالوا ؟

قلت : قالوا : قد يكون في كلام العرب أبناء رجل‏ ، و آخر يقول : أبناؤنا  .

قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : يا أبا الجارود ، لأعطينكها من كتاب الله جل و تعالى‏ ، أنهما من صلب رسول الله صلى الله عليه و آله ، لا يردها إلا كافر  .

قلت : و أين ذلك ، جعلت فداك ؟

قال : من حيث قال الله تعالى ‏: {حُرِّمَتْ  عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي  أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي  دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ . . .  الآية } إلى‏ أن انتهى‏ إلى‏ قوله تبارك و تعالى‏ : { . . . وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ  بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)  } النساء  .

 فسلهم‏  يا أبا الجارود : هل‏  كان يحل لرسول الله صلى الله عليه و آله نكاح حليلتيهما ؟

فإن قالو : نعم ، كذبوا و فجروا  .

و إن قالو : لا، فهما ابناه‏ لصلبه‏  .

كافي ج‏15ص711ح15316/ 501 .

 

 

رعاية الإمام لأصحابه :

وعن المفيد بسنده : عن حبان‏  بن علي عن الحسن بن كثير قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام الحاجة و جفاء الإخوان  .

فقال عليه السلام : بئس الأخ أخ يرعاك غنيا و يقطعك فقيرا ، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم ، و قال : استنفق هذه ، فإذا نفدت فأعلمني‏  .

 

وعنه عن عبد الله بن الزبير قال : حدثونا عن عمرو بن دينار ، و عبد الله بن عبيد بن عمير ، أنهما قالا :

ما لقينا : أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام ، إلا و حمل إلينا النفقة و الصلة و الكسوة  .

و يقول : هذه معدة لكم قبل أن تلقوني‏  .

 

و روى أبو نعيم النخعي : عن معاوية بن هشام عن سليمان بن قرم قال:

كان أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام : يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف درهم و كان لا يمل من صلة إخوانه و قاصديه و مؤمليه و راجيه‏ .

الإرشاد ج2ص166  .

و روي عنه عن آبائه عليه السلام أن رسول الله  كان يقول ‏:

 أشد الأعمال ثلاثة : مواساة الإخوان في المال ، و إنصاف الناس من نفسك ، و ذكر الله على كل حال  .

الإرشاد ج2ص167  .

 

قيل لأبي جعفر عليه السلام : محمد بن مسلم وجع ، فأرسل إليه بشراب مع الغلام  .

فقال الغلام : أمرني أن لا أرجع حتى تشربه ، فإذا شربته فائته ، ففكر محمد فيما قال و هو لا يقدر على النهوض ، فلما شرب و استقر الشراب في جوفه ، صار كأنما أنشط من عقال ، فأتى بابه فاستؤذن عليه ـ

فصوت له : صح الجسم فادخل ، فدخل وسلم عليه و هو باك ، وقبل يده و رأسه  .

فقال : م يبكيك يا محمد  .

قال : على اغترابي و بعد المشقة ، و قلة المقدرة على المقام عندك و النظر إليك  .

فقال : أم قلة المقدرة فكذلك جعل الله أولياءنا و أهل مودتنا ، و جعل البلاء إليهم سريع ، و أما ما ذكرت من الاغتراب ، فلك بأبي عبد الله أسوة بأرض ناء عنا بالفرات ، و أما ما ذكرت من بعد المشقة فإن المؤمن في هذه الدار غريب‏  .

و في هذا الخلق : منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله ، و أما ما ذكرت من حبك قربنا و النظر إلينا ، و أنك لا تقدر على ذلك ، فلك ما في قلبك و جزاؤك عليه .

المناقب ج4ص181  .

 

وعن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله  جعفر بن محمد عليه السلام قال :

 لما حضرت أبي الوفاة قال : يا جعفر أوصيك بأصحابي خيرا  .

الإرشاد ص 289، الكافي ج 1 ص 306  .

 قال : جعلت فداك ، والله لأدعنهم ، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا.

قال المجلسي : لأدعنهم أي لا تركتهم ، والواو في ( والرجل ) للحال ، فلا يسأل  أحدا أي من المخالفين ، أو الأعم شيئا من العلم ، أو الأعم منه ومن المال ، والحاصل : أني ل أرفع يدي عن تربيتهم حتى يصيروا علماء أغنياء لا يحتاجون إلى السؤال ، أو  أخرج من بينهم ، وقد صاروا كذلك  .

بحار الأنوار ج43ص12ب3ح2،3 .

 

الكميت ينشد في الإمام :

وفي المناقب : بلغن أن الكميت أنشد الباقر عليه السلام :

وهي طويلة ومنها :

مــن لـقـلب مـتيم مـستهام _ غـيـر مـا صـبوة ولا أحـلام

 . . . . .

ووصي الوصي ذي الخطة الفصل _ ومـردي الـخصوم يوم الخصام

وقـتـيل بـالطف غـودر مـنه _ بـيـن غـوغاء أمـة و طـغام

وابــو الـفـضل ان ذكـرهم _ الـحلو شـفاء الـنفوس والاسقام

قـتـل الادعـيـاء اذ قـتـلوه _ كـرم الـشاربين صـوب الغمام

مــا ابـالي ولـن ابـالي فـيه _ ابــدا رغـم سـاخطين رغـام

فـهم شـيعتي وقـسمي من الأمة _ حـسـبي مـن سـائر الاقـسام

 فتوجه الباقر عليه السلام : إلى الكعبة ، فقال : اللهم ارحم الكميت و اغفر له ، ثلاث مرات  .

ثم قال يا كميت : هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي  .

فقال الكميت : لا و الله لا يعلم أحد أني آخذ منها ،  حتى يكون الله عز و جل الذي يكافيني ، و لكن تكرمني بقميص من قمصك فأعطاه .

وذكر أيضا :   فلما بلغ إلى قوله‏ :

 أخلص الله لي هواي فم _ أغرق نزعا و لا تطيش سهامي‏

 فقال عليه السلام :

أغرق نزع و ما تطيش سهامي‏

 فقال الكميت : يا مولاي أنت أشعر مني في هذا المعنى .

المناقب ج4ص197  .

،  قال الجزري : و في حديث على: لقد اغرق في النزع اي بالغ في الامر و انتهى فيه؛ و اصله من نزع القوس و مده ثم استعير لمن بالغ في كل شي‏ء . و طاش السهم عن الغرض: جاز و لم يصبه .

 

هيبة الإمام :

يا طيب : سمعت قول قتادة في كيف هيبة الإمام عنده ، وذلك لشأنه الكريم وهكذا سترى ما يقول عكرمة عنه :

وقال المفيد رحمه الله : و كان عليه و آبائه السلام يقول‏ : بلية الناس علينا عظيمة ، إن‏ دعوناهم لم يستجيبوا لنا ، و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا  .

و كان عليه السلام : يقول‏ ما ينقم الناس منا ، نحن أهل بيت الرحمة ، و شجرة النبوة ، و معدن الحكمة ، و موضع‏ الملائكة ، و مهبط الوحي‏  .

الإرشاد ج2ص168  .

 

وعن أبي حمزة الثمالي في خبر :  لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي ، و لقيه هشام بن عبد الملك ، أقبل الناس ينثالون عليه‏  .

فقال عكرمة : من هذا عليه سيماء زهرة العلم ، لأجربنه ، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و أسقط في يد أبي جعفر ، و قال : يا ابن رسول الله ، لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس و غيره ، فما أدركني ما أدركني آنفا  .

فقال له أبو جعفر عليه السلام : ويلك يا عبيد أهل الشام إنك بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه .

المناقب ج4ص182  . إنثالو عليه أي انصبوا وتجمعوا حوله .

 


 

 

أخوة الإمام الباقر :

قال الشيخ المفيد رحمه الله : و توفي عليه و آبائه السلام و خلف سبعة أولاد ، و كان لكل واحد من إخوته فضل ، و إن لم يبلغ فضله لمكانه من الإمامة ، و رتبته عند الله في الولاية ، و محله من النبي في الخلافة ، و كانت مدة إمامته و قيامه في مقام أبيه في خلافة الله عز و جل على العباد تسع عشرة سنة  .

 

و كان عبد الله بن علي بن الحسين : أخو أبي جعفر عليه السلام ، يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله ، و صدقات أمير المؤمنين عليه السلام ، و كان فاضلا فقيها ، و روى عن آبائه عن رسول الله أخبارا كثيرة ، و حدث الناس عنه و حملوا عنه الآثار .

فمن ذلك : ما رواه إبراهيم بن محمد بن داود بن عبد الله الجعفري‏ ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمارة بن غزيه‏ عن عبد الله بن علي بن الحسين‏ أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

إن البخيل : كل البخيل ، الذي إذا ذكرت عنده  فلم يصل علي‏  .

و روى زيد بن الحسن بن عيسى قال : حدثنا أبو بكر بن أبي‏ أويس‏ ، عن عبد الله بن سمعان قال : لقيت عبد الله بن علي بن الحسين ، فحدثني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام ‏: أنه كان يقطع يد السارق اليمنى في أول سرقته ، فإن سرق ثانية قطع رجله اليسرى ، فإن سرق ثالثة خلده‏ السجن‏  .

 

و كان عمر بن علي بن الحسين : فاضلا جليلا و ولي صدقات النبي و صدقات أمير المؤمنين ، و كان ورعا سخيا .

و قد روى داود بن القاسم‏ قال : حدثنا الحسين بن زيد قال : رأيت عمي عمر بن علي بن الحسين ، يشرط  على من ابتاع صدقات‏ علي عليه السلام ، أن يثلم في الحائط كذا و كذا ثلمة ، و ل يمنع من دخله يأكل منه‏   .

وروى بسنده : عن عبيد الله بن جرير القطان قال : سمعت عمر بن علي بن الحسين يقول‏:

 المفرط : في حبن ، كالمفرط في بغضنا ، لنا حق بقرابتنا من نبينا ، وحق جعله الله لنا ، فمن تركه ترك عظيما ، أنزلونا بالمنزل الذي أنزلنا الله به ، و لا تقولوا فينا ما ليس فين ، إن يعذبنا الله فبذنوبنا ، و إن يرحمنا الله فبرحمته و فضله‏  .

 

و كان زيد بن علي بن الحسين : عين إخوته بعد أبي جعفر عليه السلام و أفضلهم ، و كان عابد ورعا فقيها سخيا شجاعا ، و ظهر بالسيف يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر ، و يطالب بثارات الحسين عليه السلام  .

وعن أبي الجارود زياد بن المنذر قال : قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذلك حليف القرآن‏  .

و روى هشيم‏ قال : سألت خالد بن صفوان عن زيد بن علي، وكان يحدثنا عنه  .

فقلت : أين لقيته ، قال : بالرصافة ( رصافة الشام ) فقلت : أي رجل كان ؟

فقال : كان ما علمت يبكي من خشية الله حتى تختلط دموعه بمخاطه‏  .

و اعتقد فيه : كثير من الشيعة الإمامة ، و كان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمد ، فظنوه يريد بذلك نفسه ، و لم يكن يريدها به ، لمعرفته باستحقاق أخيه للإمامة من قبله ، و وصيته عند وفاته إلى أبي عبد الله عليه السلام  .

و كان سبب خروج : أبي الحسين زيد رضي الله عنه ، بعد الذي ذكرناه من غرضه في الطلب بدم الحسين عليه السلام ، أنه دخل على هشام بن عبد الملك ، و قد جمع له هشام أهل الشام و أمر أن يتضايقوا في المجلس، حتى لا يتمكن من الوصول إلى قربه .

فقال له زيد : إنه ليس من عباد الله أحد فوق أن يوصى بتقوى الله ، و لا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوى الله ، و أنا أوصيك بتقوى الله يا أمير المؤمنين فاتقه  .

فقال له هشام : أنت المؤهل نفسك للخلافة ، الراجي لها ، و ما أنت و ذاك لا أم لك ، و إنما أنت ابن أمة  .

فقال له زيد : إني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه ، و هو ابن أمة ، فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث ، و هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ، فالنبوة أعظم منزلة عند الله أم الخلافة يا هشام ، و بعد فما يقصر برجل أبوه رسول الله ، و هو ابن علي بن أبي طالب ، فوثب هشام عن مجلسه و دعا قهرمانه  .

و قال : لا يبيتن هذا في عسكري .

فخرج زيد رحمة الله : عليه ، و هو يقول : إنه لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا ، فلم وصل الكوفة ، اجتمع إليه أهلها ، فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب ، ثم نقضو بيعته و أسلموه  .

فقتل رحمه الله : و صلب بينهم أربع سنين ، لا ينكر أحد منهم و لا يغير بيد و لا لسان .

و لما قتل : بلغ ذلك من أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، كل مبلغ و حزن له حزنا عظيما ، حتى بان عليه ، و فرق من ماله على عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار  .

روى ذلك أبو خالد الواسطي قال: سلم إلي أبو عبد الله عليه السلام ألف دينار ، و أمرني أن أقسمها في عيال من أصيب مع زيد ، فأصاب عيال عبد الله بن الزبير أخي فضيل الرسان منها أربعة دنانير   .

 

و كان الحسين بن علي بن الحسين : فاضلا ورعا ، و روى حديثا كثيرا عن أبيه علي بن الحسين ، و عمته فاطمة بنت الحسين و أخيه أبي جعفر عليه السلام  .

و روى أحمد بن عيسى قال : حدثنا أبي‏ قال : كنت أرى الحسين بن علي بن الحسين يدعو، فكنت أقول : لا يضع يده حتى يستجاب له في الخلق جميعا .

و روى حرب الطحان قال : حدثني سعيد صاحب الحسن بن صالح قال : لم أر أحدا أخوف من الحسن بن صالح ، حتى قدمت المدينة فرأيت الحسين بن علي بن الحسين عليه السلام ، فلم أر أشد خوفا منه ، كأنما أدخل النار ثم أخرج منها لشدة خوفه‏  .

و روى يحيى بن سليمان بن الحسين : عن عمه إبراهيم بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي بن الحسين قال : كان إبراهيم بن هشام المخزومي واليا على المدينة ، فكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر ، ثم يقع في علي و يشتمه  . .

قال : فحضرت يوما و قد امتلأ ذلك المكان ، فلصقت بالمنبر فأغفيت ، فرأيت القبر قد انفرج و خرج منه رجل عليه ثياب بياض ، فقال لي : يا أبا عبد الله أ لا يحزنك ما يقول هذا ، قلت : بلى و الله  .

قال : افتح عينيك انظر ما يصنع الله به ، فإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فوق المنبر ، فمات لعنه الله‏  .

الإرشاد ج2ص169  .

 

 


 

 

 

علوم ومعارف الإمام
 محمد
لباقر عليه السلام

يا طيب : المعارف الإلهية والعلوم الدينية المنتشرة عن الإمام محمد الباقر عليه السلام كثيرة جدا حتى سمي بباقر العلوم وباقر العلم ، أي من شقه تحققا وفتقه توسعا وأبان دقائق معارفه وحقائقه وشرح غوامض معانيه وبين الصدق في ما أختلف فيه غيره عن هدى الله تعالى ، فصدح بالحق ونطق بالصدق ، وفي جميع أنواع المعارف الإسلامية في كل أبواب العقائد والأخلاق والآداب والفقه بكل فروعه ، لأنه في زمان ضعفت الدولة الأموي واشتعل الخلاف بينهم وبين كثير من ولاتهم الخارجين عليهم ، وقلت المراقبة نوع ما قبل أخر حياته الكريمة ، فأخذ ينشر معارف آبائه الكرام بكل ما آتاه الله من قوة وصبر وثبات ، فتوجه له طلاب العلم وعلم الدين الإسلامي في كل أبوابه ، وننقل منها هنا قسما مختصرا :

 

معارف التوحيد الإلهي :

يا طيب : معرفة الله عظيمة وكريمة ، ولكن لا في الخوض في نفس حقيقة الذات الإلهية لأنه لا يحاط به علما سبحانه ، وتعالى عما يصف الواصفون ، ولكن يتم البحث في الأسماء والصفات والأفعال وأمور الخلقة ، ونفي الشبيه والشريك والحد وما يوهم صفات المخلوقين من الحركة والانتقال والتحقق في زمان وما شباهها ، ولذا نذكر أولا معارف نفي الحد وسلب الشريك ، ثم نتبع في تفسير حقائق أخرى :

 

ما يصح التكلم به عن الله :

في الكافي : عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 تكلموا : في خلق الله ، و لا تتكلموا في الله ، فإن الكلام في الله ، لا يزداد صاحبه إل تحيرا  .

 الكافي ج1ص92ح1  .

 

و في الكافي : عن أبي عبيدة الحذاء قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا زياد : إياك و الخصومات ، فإنها تورث الشك ، و تهبط العمل ، و تردي صاحبها ، و عسى أن يتكلم بالشيء فلا يغفر له  .

 إنه كان فيما مضى : قوم تركوا علم ما وكلوا به ، و طلبوا علم ما كفوه ، حتى انتهى كلامهم إلى الله ، فتحيروا  .

 حتى إن كان الرجل : ليدعى من بين يديه ، فيجيب من خلفه  .

 و يدعى : من خلفه ، فيجيب من بين يديه  .

 وفي رواية أخرى : حتى تاهوا في الأرض .

 الكافي ج1ص92ح4 .

 

وسُئل الإمام أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام :

 أ يجوز : أن يقال إن الله شيء ؟

 قال : نعم ، يخرجه من الحدين  .

 حد : التعطيل ، و حد التشبيه  .

 الكافي ج1ص85ح7  .

 ونفي حد التعطيل : هو إثبات الشيئية له تعالى ، وبها يتم إثبات الوجود ، ويخرج من اللاشيء المساوي للعدم ،  ويثبت له  الحقيقة الذاتية والصفاتية والفعلية ، لأن الشيء يساوق الوجود ويساويه في المعنى  .

 وأما يخرجه عن التشبيه : بإثبات الشيئية له تعالى ، فهو إثبات بأن ليس كمثله شيء  .

 وهو كما قال الله تعالى :

 { أَمِ اتَّخَذُو مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى

 وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9)

 وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ

 فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10)

 فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ

 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

 وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)

 لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ

 إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) } الشورى  .

 فهو تعالى : شيء لكنه ليس مثله شيء ، والخلق وما له من الموجود والشيئية والبقاء والقوة على الفعل ، فمنه تعالى  .

 وفي الآيات : بين سبحانه بأنه بقدرته خلق كل شيء ، و بين أن الهدى في تشريعه في كل شيء ، وله يرجع المختلفون فيهتدوا  .

 وبين في الآية الثالثة : أنه ليس كمثله شيء ، وإن كان هو خالق كل شيء وهادي له ، لكنه لا يقاس بخلقه  .

 بل كل شيء : هو ملك له تعالى وعالم بكل شؤونه ، وهو الرازق له ، وهو أعلم بحقيقته منه ، فيرزق حسب شأنه وما يستحقه .

 

وما يؤيد ما ذكرنا بأن الله ليس كمثله شيء  : من كلام الإمام الباقر عليه السلام ، فإنه :

 و سئل أبو جعفر الإمام الباقر عليه السلام :

 عن الذي : لا يجتزأ بدون ذلك من معرفة الخالق ؟

 فقال عليه السلام : ليس كمثله شيء ، ولا يشبهه شيء ، لم يزل عالما سميعا بصيرا  .

 الكافي ج1ص86ح2  .

طبعا يا طيب :  يجب الإيمان بكل صفاته وأسماءه الحسنى سبحانه ، وأنه خالقا لكل شيء ، ولكنه عليه السلام ، ذكر أمهات الأسماء وأصل ما يجب من المعرفة به ، وإنه من يعلم : أن الله عالم به وسميعا وبصيرا به ، لا يتخلف عن عمل الواجبات وترك المحرمات ، وإقامة شرعه ودينه كله ، فضلا عن الإيمان به بكل صفاته وأسماءه الحسنى وعدله وما أعد من الجزاء والثواب ، وأنه يجب أن يكون العلم والعمل بصراط مستقيم من المنعم عليهم عليهم السلام  .

 

المعرفة في التوحيد  :

يا طيب : بعد بيان أنه تعالى شيء موجود وليس كباقي الخلق الموجود بل ليس كمثله شيء ولا يحاط به علما ، كما أنه تعالى له سبحانه صفاته كالسميع البصير وغيرها الكثير ، نذكر بعض المعاني في كيفية معرفتها وما يجب منها :

في الكافي : عن عبد الرحمن بن عتيك القصير قال :

 سألت أبا جعفر عليه السلام : عن شيء من الصفة ؟

 فرفع يده : إلى السماء ، ثم قال : تعالى الجبار ، تعالى الجبار ، من تعاطى ما ثم هلك .

 الكافي ج1ص94ح10  .

يا طيب : الظاهر سأل عما لا يصح أن يكون له تعالى ، ومثله لا يكون له تعالى مكان وزمان ، كما في الحديث التالي : في الكافي : عن أبي حمزة قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام فقال :

 أخبرني : عن الله متى كان ؟

 فقال عليه السلام : متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ، سبحان من لم يزل و لا يزال ، فردا صمدا ، لم يتخذ صاحبة و لا ولدا  .

 الكافي ج1ص88ح1  .

نعم يا طيب : الزمان والمكان من خلق التكوين ، ولا يصدق على الله ، فلا يوجد وقت أو زمان ل يكون فيه ، بل سبحانه أزلي أبدي سرمدي ، وبكل شيء محيط وبكل شيء عليم  .

 في الكافي : عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال : حضرت أبا جعفر عليه السلام فدخل عليه رجل من الخوارج  .

 فقال له : يا أبا جعفر ، أي شيء تعبد ؟

 قال عليه السلام : الله تعالى  .

 قال : رأيته ؟

 قال : بل لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يعرف بالقياس ، و ل يدرك بالحواس ، و لا يشبه بالناس ، موصوف بالآيات ، معروف بالعلامات ، لا يجور في حكمه ، ذلك الله لا إله إلا هو  .

 قال : فخرج الرجل ، و هو يقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته‏  .

 الكافي ج1ص97ح5  .

يا طيب : بين أن الله أكبر من أن يقاس بخلقه ، ولكن كل شيء في الآفاق والأنفس يدل عليه ، فيقر له العقل واللب ، وتؤمن بذكره والتوجه له لما ترى من عظمته ودقة الصنع الروح ، فيطمئن القلب ، كما أنه تعالى لا يتصف بصفاته خلقه مثل التغير والتحول لا في نفسه جل جلاله ، مثل ما في الحديث الآتي :

و في الكافي : عن المشرقي حمزة بن المرتفع ، عن بعض أصحابنا ، قال : كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام  .

 إذ دخل عليه عمرو بن عبيد  .

 فقال له : جعلت فداك ، قول الله تبارك و تعالى : { كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي  فَقَدْ هَوَى (81) } طه ، ما ذلك الغضب ؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام : هو العقاب  .

 يا عمرو : إنه من زعم ، أن الله قد زال من شيء إلى شيء ، فقد وصفه صفة مخلوق ، و إن الله تعالى لا يستفزه شيء فيغيره  .

 الكافي ج1ص110ح5  .

ويا طيب : المعرفة في التوحيد هو ما علم الله من صفاته في كتابه وشرحه الأئمة المعصومين من آل محمد عليهم السلام ، وهم يبينون كيف تصدق الصفات عليه ، بمعارف عالية الدقة والبيان ، ومنها عن الإمام الباقر عليه السلام :

 في الكافي : عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام : عن شيء من التوحيد ؟

 فقال : إن الله تباركت أسماؤه التي يدعا بها ، و تعالى في علو كنهه  .

 واحد : توحد بالتوحيد في توحده ، ثم أجراه على خلقه ، فهو واحد صمد ، قدوس ، يعبده كل شيء، و يصمد إليه كل شيء، و وسع كل شيء علما  .

 الكافي ج1ص123ح2  .

 

 في الكافي : عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم قال :

 سألت أبا جعفر عليه السلام ، عما يروون أن الله خلق آدم على صورته ؟

 فقال : هي صورة محدثة مخلوقة ، و اصطفاها الله و اختارها على سائر الصور المختلفة ، فأضافه إلى نفسه، كما أضاف الكعبة إلى نفسه، و الروح إلى نفسه .

 فقال : بيتي ، و نفخت فيه من روحي‏  .

 الكافي ج1ص134ح4  .

يا طيب : كثيرا ممن أدعى العلم والمعرفة مع ما يتلو من كتاب الله وسنة نبيه ، فبعضهم يثبت لله تعالى صفات خارج الذات المقدسة ، أو أن ينزل ويتحرك بين السماوات أو يجلس على العرش ، أو ينفي الصفات عن الله ويعطل تجلي عظمته ومعاني من ذكر له سبحانه من الأسماء ، ولذا تأتي هذه المعاني الكريمة بأنه بهم عرف الله تعالى وحقيقة عظمته بما يحب ويرضا سبحانه  .

 في الكافي : عن بريد العجلي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 بنا : عبد الله ، و بنا عرف الله  .

  و بنا : وحد الله تبارك و تعالى  .

 و محمد حجاب الله تبارك و تعالى  .

 الكافي ج1ص145ح10  .

 

 في الكافي : عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال :

 سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : العلم : علمان :

 فعلم : عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه  .

 و علم علمه : ملائكته و رسله ، فما علمه ملائكته و رسله ، فإنه سيكون لا يكذب نفسه ، و ل ملائكته ، و لا رسله  .

 و علم : عنده مخزون ، يقدم منه ما يشاء ، و يؤخر منه ما يشاء ، و يثبت ما يشاء  .

 الكافي ج1ص147ح6  .

 

و في الكافي : عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال :

 سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 من الأمور : أمور موقوفة عند الله ، يقدم منها ما يشاء ، و يؤخر منها ما يشاء  .

 الكافي ج1ص147ح7 .

 

 في الكافي : عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 إن في بعض ما أنزل الله من كتبه :

 أني أن : الله لا إله إلا أنا ، خلقت الخير و خلقت الشر :

 فطوبى : لمن أجريت على يديه الخير  .

 و ويل : لمن أجريت على يديه الشر  .

 و ويل لمن يقول: كيف ذا ، و كيف ذا  .

 الكافي ج1ص154ح2  .

ويا طيب : كوثر الخير والمنعم عليهم والراسخون بعلم الله ومن عندهم علم الكتاب والذين أعطاهم الله تعالى الكتاب والحكمة هم نبي الرحمة وآله صلى الله عليهم وسلم ، فمن جرت له منهم معارف فقد عرف عظمة الله ودينه وتحقق بهداه ، وإلا يكون أبتعد عن الخير كله ، وبالخصوص من عاندهم وخالفهم متعمدا أو تبع أعدائهم  .

 


 

 

في التقوى وأهميتها ولطف الله :

يا طيب : بعد أن عرفنا بعض المعارف في التوحيد ، نذكر عن الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام معارف أخرى في التقوى والورع وغيرها من أهم تعاليم الإسلام ومعارف هداه المقربة لله تعالى :

في الكافي : عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن يزيد بن عبد الله عمن حدثه :

قال كتب أبو جعفر عليه السلام إلى سعد الخير :

بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد ، فإني أوصيك بتقوى الله ، فإن فيها السلامة من التلف ، و الغنيمة في المنقلب  .

إن الله عز و جل : يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ، و يجلي بالتقوى عنه عماه و جهله  .

وبالتقوى : نجا نوح و من معه في السفينة ، وصالح و من معه من الصاعقة  .

و بالتقوى : فاز الصابرون ، و نجت تلك العصب من المهالك  .

و لهم إخوان على تلك الطريقة : يلتمسون تلك الفضيلة ، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات .

حمدوا ربهم : على ما رزقهم ، و هو أهل الحمد ، و ذموا أنفسهم على ما فرطوا ، و هم أهل الذم  .

و علموا : أن الله تبارك و تعالى الحليم العليم ، إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، و إنما يمنع من لم يقبل منه عطاه ، و إنما يضل من لم يقبل منه هداه  .

ثم أمكن أهل السيئات من التوبة : بتبديل الحسنات ، دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع  لم ينقطع ، ولم يمنع دعاء عباده .

فلعن الله : الذين يكتمون ما أنزل الله  .

و كتب على نفسه الرحمة ، فسبقت قبل الغضب ، فتمت صدقا و عدلا  .

فليس : يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يغضبوه ، و ذلك من علم اليقين ، و علم التقوى  .

و كل أمة : قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، و ولاهم عدوهم حين تولوه  .

و كان من نبذهم الكتاب : أن أقاموا حروفه ، و حرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، و الجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية  .

و كان من نبذهم الكتاب : أن ولوه الذين لا يعلمون ، فأوردوهم الهوى ، و أصدروهم إلى الردى ، و غيروا عرى الدين ، ثم ورثوه : في السفه و الصبا  .

 فالأمة : يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تبارك و تعالى ، و عليه يردون فبئس للظالمين بدلا  .

ولاية الناس : بعد ولاية الله ، و ثواب الناس بعد ثواب الله ، و رضا الناس بعد رضا الله  .

فأصبحت الأمة : كذلك  .

و فيهم : المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة ، معجبون مفتونون ، فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدى بهم  .

و قد كان في الرسل : ذكرى للعابدين ، إن نبيا من الأنبياء كان يستكمل الطاعة ، ثم يعصي الله تبارك و تعالى في الباب الواحد ، فخرج به من الجنة ، و ينبذ به في بطن الحوت ، ثم ل ينجيه إلا الاعتراف و التوبة  .

فأعرف : أشباه الأحبار و الرهبان ، الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه ، فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين  .

ثم أعرف : أشباههم من هذه الأمة ، الذين أقاموا حروف الكتاب ، و حرفوا حدوده ، فهم مع السادة و الكبرة  .

فإذا تفرقت : قادة الأهواء ، كانوا مع أكثرهم دنيا ، و ذلك مبلغهم من العلم ، لا يزالون كذلك في طبع و طمع ، لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير  .

يصبر منهم العلماء : على الأذى و التعنيف ، و يعيبون على العلماء بالتكليف ، و العلماء في أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة ، إن رأوا تائها ضالا لا يهدونه ، أو ميتا لا يحيونه ، فبئس ما يصنعون  .

لأن الله تبارك و تعالى : أخذ عليهم الميثاق في الكتاب ، أن يأمروا بالمعروف ، و بما أمروا به ، و أن ينهو عما نهوا عنه  .

و أن يتعاونو : على البر و التقوى ، و لا يتعاونوا على الإثم و العدوان  .

فالعلماء : من الجهال في جهد و جهاد  .

إن وعظت ، قالوا : طغت ، و إن علموا الحق الذي تركوا ، قالوا : خالفت  .

 و إن اعتزلوهم ، قالوا : فارقت  .

و إن قالو : هاتوا برهانكم على ما تحدثون ، قالوا : نافقت  .

و إن أطاعوهم ، قالو : عصت الله عز و جل ، فهلك جهال فيما لا يعلمون ، أميون فيما يتلون ، يصدقون بالكتاب عند التعريف ، و يكذبون به عند التحريف ، فلا ينكرون أولئك أشباه الأحبار و الرهبان قادة في الهوى سادة في الردى

و آخرون منهم : جلوس بين الضلالة و الهدى ، لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى  .

يقولون : ما كان الناس يعرفون هذا ، و لا يدرون ما هو ، و صدقوا تركهم رسول الله  .

الكافي ج8ص52ح16 رسالة أبي جعفر عليه السلام إلى سعد الخير  .


 

 

ما يجب من الإيمان ومراتبه :

 في الكافي : عن أبان عن إسماعيل الجعفي قال : دخل رجل على أبي جعفر عليه السلام و معه صحيفة  .

 فقال له أبو جعفر عليه السلام : هذه صحيفة مخاصم ، يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل  .

 فقال : رحمك الله هذا الذي أريد  .

 فقال أبو جعفر عليه السلام : شهادة :

 أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له  .

 و أن محمدا عبده و رسوله  .

 و تقر : بما جاء من عند الله  .

 و الولاية : لنا أهل البيت ، و البراءة من عدونا ، و التسليم لأمرنا  .

  و الورع : و التواضع ، وانتظار قائمنا ، فإن لنا دولة إذا شاء الله جاء بها  .

 الكافي ج2ص22ح13 باب دعائم الإسلام  .

 

و عن ابن مسكان عن سدير قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام :

 إن المؤمنين : على منازل ، منهم على واحدة ، و منهم على اثنتين ، و منهم على ثلاث ، و منهم على أربع ، و منهم على خمس ، و منهم على ست ، و منهم على سبع  .

 فلو ذهبت : تحمل على صاحب الواحدة ثنتين لم يقو ،

 و على صاحب : الثنتين ثلاثا  لم يقو  .

  و على صاحب : الثلاث أربعا  لم يقو  .

 و على صاحب : الأربع خمسا  لم يقو   .

 و على صاحب : الخمس ستا ، لم يقو  .

 و على صاحب : الست سبعا لم يقو ، و على هذه الدرجات  .

 الكافي ج2ص45 ح3

 

و عن حمران بن أعين قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 إن الله : فضل الإيمان على الإسلام بدرجة ، كما فضل الكعبة على المسجد الحرام  .

 الكافي ج2ص52ح 3 باب فضل الإيمان على الإسلام و اليقين  .

 

وعن محمد بن عيسى عن يونس قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الإيمان و الإسلام ؟

 فقال قال أبو جعفر عليه السلام :

إنما هو الإسلام ، و الإيمان فوقه بدرجة ، و التقوى فوق الإيمان بدرجة ، و اليقين فوق التقوى بدرجة ، و لم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين ؟

 قال قلت : فأي شيء اليقين  .

 قال عليه السلام : التوكل على الله ، و التسليم لله ، و الرضا بقضاء الله ، و التفويض إلى الله  .

 قلت : فم تفسير ذلك  .

 قال : هكذ قال أبو جعفر عليه السلام .

 الكافي ج2ص52ح5  .

 

وعن الصدوق بالإسناد : عن يعقوب بن يزيد ( الأنباري ) عن محمد بن أبي عمير ، عن عيسى الفراء ، عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

 من كان : ظاهره أرجح من باطنه ، خف ميزانه  .

 الأمالي ‏للصدوق ص492 م56ح8  .

 جعلنا الله و إياكم : من المؤمنين المتقين الموقنين حقا  .


 

 

 الورع والتوبة وتقلب الأحوال :

 عن عثمان بن زيد عن جابر قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام :

 يا جابر : لا أخرجك الله من النقص ، و لا التقصير  .

 الكافي ج2ص72ح2 .

 

 عن فضيل بن يسار قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 إن أشد العبادة : الورع  .

 الكافي ج2ص77ح5 باب الورع  .

 

 عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 إن أفضل العبادة : عفة البطن و الفرج .

 الكافي ج2ص79ح2 باب العفة  .

 

و عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فدخل عليه حمران بن أعين و سأله عن أشياء  .

 فلما هم حمران بالقيام : قال لأبي جعفر عليه السلام : أخبرك أطال الله بقاءك لنا و أمتعن بك ، أنا نأتيك ، فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا ، و تسلو أنفسنا عن الدنيا ، و يهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك ، فإذا صرنا مع الناس و التجار أحببنا الدنيا ؟

 قال فقال أبو جعفر عليه السلام : إنما هي القلوب ، مرة تصعب ، و مرة تسهل  .

 ثم قال أبو جعفر عليه السلام : أما إن أصحاب محمد صلى الله عيه وآله وسلم قالوا : يا رسول الله نخاف علينا النفاق ؟

 قال فقال : و لم تخافون ذلك ؟

 قالو : إذا كنا عندك ، فذكرتنا و رغبتنا ، وجلنا و نسينا الدنيا ، و زهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة و الجنة و النار، و نحن عندك  .

 فإذا خرجنا من عندك : و دخلنا هذه البيوت ، و شممنا الأولاد ، و رأينا العيال و الأهل ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، و حتى كأنا لم نكن على شيء ، أ فتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا ؟

 فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كلا إن هذه خطوات الشيطان ، فيرغبكم في الدني ، و الله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ، و مشيتم على الماء ، و لو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله ، لخلق الله خلقا حتى يذنبو ثم يستغفروا الله فيغفر الله لهم ، إن المؤمن مفتن تواب ، أ ما سمعت قول الله عز و جل : { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة ، و قال : { وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي  فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) } هود .

 الكافي ج2ص423ح1 باب في تنقل أحوال القلب  .

 

وذكر الشيخ الطوسي بالإسناد عن : علي بن الحكم ( الأنباري ) ، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان .

 عن الإمام الباقر عليه السلام قال : سألته عن زيارة القبور ؟

 قال عليه السلام : إذا كان يوم الجمعة فزرهم  .

 فإنه : من كان فيهم في ضيق ، وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ،  يعلمون بمن أتاهم في كل يوم ، فإذا طلعت الشمس  كانوا سدى  .  قال قلت : فيعلمون بمن أتاهم ، فيفرحون به ؟

 قال عليه السلام : نعم ، و يستوحشون له إذا انصرف عنهم  .

 الأمالي‏ للطوسي ص688م39ح 1462-5 .

 اللهم أرحم أمواتنا وأموات شيعة أمير المؤمنين من الأولين والآخرين  .

في التوبة و الدعاء :

 وعن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 إن الله تعالى : أشد فرحا بتوبة عبده ، من رجل أضل راحلته و زاده ، في ليلة ظلماء ، فوجدها  .

  فالله : أشد فرح بتوبة عبده ، من ذلك الرجل براحلته حين وجدها  .

 الكافي ج2ص435ح8 باب التوبة  .

 

و عن الوليد بن عقبة الهجري قال

: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

و الله : لا يلح عبد مؤمن ، على الله عز و جل في حاجته ، إلا قضاها له  .

 الكافي ج2ص475ح3 .

 

و عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه السلام

عن قول الله عز و جل :

 { فَمَا اسْتَكَانُو لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) } المؤمنون  .

 فقال : الاستكانة هو الخضوع ، و التضرع هو رفع اليدين و التضرع بهما  .

 الكافي ج2ص479ح2 باب الرغبة و الرهبة و التضرع  .

 

 وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام :

  جعلت فداك : إني قد سألت الله حاجة منذ كذا و كذا سنة ، و قد دخل قلبي من إبطائها شيء  .

 فقال عليه السلام : يا أحمد إياك و الشيطان ، أن يكون له عليك سبيل حتى يقنطك  .

 إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إن المؤمن يسأل الله عز و جل حاجة ، فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته ، و استماع نحيبه  .

 ثم قال : و الله ما أخر الله عز و جل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا ، خير لهم مم عجل لهم فيها ، و أي شيء الدنيا  .

 إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء ، نحوا من دعائه في الشدة ، ليس إذا أعطي فتر ، فلا تمل الدعاء ، فإنه من الله عز و جل بمكان ، و عليك بالصبر ، و طلب الحلال ، و صلة الرحم  .

 و إياك و مكاشفة الناس : فإنا أهل البيت ، نصل من قطعنا ، و نحسن إلى من أساء إلينا ، فنرى و الله في ذلك العاقبة الحسنة  .

 إن صاحب النعمة في الدنيا : إذا سأل فأعطي ، طلب غير الذي سأل ، و صغرت النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء  .

 و إذا كثرت النعم : كان المسلم من ذلك على خطر ، للحقوق التي تجب عليه ، و ما يخاف من الفتنة فيه  .

 أخبرني عنك : لو أني قلت لك قولا ، أ كنت تثق به مني ؟

 فقلت له : جعلت فداك ، إذا لم أثق بقولك ، فبمن أثق ، و أنت حجة الله على خلقه  .

 قال عليه السلام : فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أ ليس الله عز و جل يقول : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) } البقرة  .

 و قال : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن  رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } الزمر  .

 وقال : { وَاللّهُ  يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)} البقرة  .

 فكن بالله عز و جل : أوثق منك بغيره ، و لا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا ، فإنه مغفور لكم  .

 الكافي ج2ص488ح1 باب من أبطأت عليه الإجابة  .

قال : الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام ، حين أراد ركب دابته :

 الحمد لله : الذي هدانا للإسلام ، و علمنا القرآن ، و من علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  .

 والحمد لله : الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى‏ ربنا لمنقلبون .

 و الحمد لله رب العالمين  .

 المحاسن ج2ص353ح41  .

يا طيب : هذه بعض الأحاديث في أهمية الدعاء وفضله ، وتوجد كثير من الأحاديث والأدعية تراجع في الكتب المختصة بالدعاء والذكر ويوجد قسم مهم منها في صحيفة الطيبين من موسوعة صحف الطيبين أو راجع مفاتيح الجنان أو غيره من كتب الأدعية  .

 

 


 

 

أهمية العلم والتعلم عند الإمام :

يا طيب : أول ما يوضع في أول كتب الحديث أحاديث العقل والعلم ، وقدمنا معارف التوحيد والعبودية لرتبة الموضوع ، ولأنه ليس هذه الصحيفة كتاب حديثي صرف ، وإنما تبين أحوال الإمام وحياته وسيرته وسلوكه ، ومنها أحاديثه ومواعظه وتوصياته في العلم : ويا طيب : وحين بلغنا هذه الأحاديث كتبنا :

بارك الله فيكم أخوتي الطيبين : وشكرا لكم على إعجابكم وتعليقكم ، ولكم بعض الأحاديث تعرفن : اهتمام الإمام الباقر عليه السلام بالعلم وتعريف الإمامة :

 

 

العلم الحق عند الإمام وآله :

يا طيب : الجزء الأول والثاني من بحار الأنوار مختص في أحاديث العقل ثم العلم والتعلم وأهميته ، وهذه بعض الأحاديث عن الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام منقولة منه ومن الكافي، فتدبر بها  .

 

عن أبي أيوب الخزاز عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا أبا حمزة : يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا  .

و أنت بطرق السماء : أجهل منك بطرق الأرض  .

 فاطلب : لنفسك دليل  .

الكافي ج1ص184ح10  .

 

عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

قال أبو جعفر عليه السلام :

 دخل : أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين ، فقال عليه السلام :

يا أبا عبد الله : أ لا أخبرك بقول الله عز و جل : { مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَ وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)

 وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ  فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90)}النمل؟

قال : بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك  . فقال عليه السلام :

الحسنة : معرفة الولاية ، وحبنا أهل البيت .

و السيئة : إنكار الولاية ، و بغضنا أهل البيت  .

 ثم قرأ عليه هذه الآية :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

 قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

 وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ

وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (الشورى24) } الشورى  .

الكافي ج1ص185ح14 باب معرفة الإمام و الرد إليه  .

 

في الكافي : عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، عن قول الله عز و جل : {يَا أَيُّهَ الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59) } النساء ؟

فَكَانَ جَوَابُهُ : {  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ  وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً (51)}  .

يقولون : لأئمة الضلالة والدعاة إلى النار ، هؤلاء أهدى‏ من آل محمد سبيلا .

{ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)

 أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ  يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرً (53)

 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ  وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا 55)  } النساء  .

{ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ } : يعني الإمامة و الخلافة  .

{ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } : نحن الناس الذين عنى الله  .

وَ{ النَّقِيرُ } : النقطة التي في وسط النواة  .

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }  .

نحن الناس المحسودون : على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين  .

{ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً }  .

 يَقُولُ : جَعَلْنَ مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ  .

فَكَيْفَ : يُقِرُّونَ : بِهِ فِي آلِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام  .

وَ يُنْكِرُونَهُ : فِي آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم   .

{ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى‏ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً }  .

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ  الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمً (56) } النساء .

الكافي ج1ص205ح1  .

 

في الكافي : عن أبي أيوب ، عن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل :

{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا (8) } التغابن  .

فقال : ي أبا خالد ، النور و الله الأئمة من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، إلى يوم القيامة  .

و هم : و الله نور الله الذي أنزل  .

و هم : و الله نور الله في السماوات و في الأرض  .

و الله يا أبا خالد : لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار  .

و هم : و الله ينورون قلوب المؤمنين  .

و يحجب الله عز و جل : نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم  .

و الله يا أبا خالد : لا يحبنا عبد و يتولانا حتى يطهر الله قلبه ،

 و لا يطهر الله : قلب عبد حتى يسلم لنا ، و يكون سلما لنا  .

فإذا كان سلما لنا : سلمه الله من شديد الحساب ، و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر

الكافي ج1ص194ح1 باب أن الأئمة عليهم السلام نور الله عز و جل  .

 

و عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل :

{ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) } النحل  .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الذكر أنا ، و الأئمة أهل الذكر  .

وقوله عز و جل: { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} الزخرف .

قال أبو جعفر عليه السلام :

 نحن قومه و نحن المسئولون  .

الكافي ج1ص210ح1باب أن أهل الذكر  .

 

و عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز و جل :

{ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو الْأَلْبَابِ (9) } الزمر  .

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :

 إِنَّمَا نَحْنُ : الَّذِينَ يَعْلَمُونَ  .

وَ الَّذِينَ : لَ يَعْلَمُونَ عَدُوُّنَا  .

وَ شِيعَتُنَا : أُولُو الْأَلْبَابِ  .

الكافي ج1ص212ح1 باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه  .

 

وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية :

{ بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }  .

فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}العنكبوت .

الكافي ج1ص213ح1 باب أن الأئمة قد أوتوا العلم  .

 

وعن سماعة عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية :

{ بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }

ثم قال : أما و الله يا أبا محمد ما ، قال : بين دفتي المصحف  .

قلت : من هم جعلت فداك ؟

قال عليه السلام : من عسى أن يكونوا غيرنا  .

الكافي ج1ص214ح3 .

 

في الكافي : عن عبد المؤمن عن سالم قال :

سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل :

{ ثُمَّ أَوْرَثْنَ الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ  وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ  وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ  ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) } فاطر .

 قَالَ عليه السلام : { السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ } الْإِمَامُ  .

وَ { الْمُقْتَصِدُ } : الْعَارِفُ لِلْإِمَامِ  .

وَ { الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ } الَّذِي لَا يَعْرِفُ الْإِمَامَ.

الكافي ج1ص214ح1باب في أن من اصطفاه الله من عباده  .

 

وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه السلام :  إِنَّ الْعِلْمَ : يُتَوَارَثُ ، وَ لَا يَمُوتُ عَالِمٌ إِلَّا وَ تَرَكَ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ  .

الكافي ج1ص222ح3باب أن الأئمة عليهم السلام ورثة العلم يرث بعضه  .

 

وعن عمر بن أبان قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إِنَّ الْعِلْمَ : الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام ، لَمْ يُرْفَعْ وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ  .

الكافي ج1ص222ح5باب أن الأئمة عليهم السلام ورثة العلم يرث بعضه

 

وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام : { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ  أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}  .

 قال المعرفة  .

 بحار الأنوار ج1ص215ب6ح23  .

 

وعن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ  أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) } البقرة .

 قال : معرفة الإمام  .

  و اجتناب : الكبائر ، التي أوجب الله عليها النار  .

 بحار الأنوار ج1ص215ب6ح24  .

يا طيب : جعل الحكمة هي معرفة الإمام الحق الصادق والمصطفى المختار من الله تعالى ، لأنه مختص بعلم الكتاب والراسخ بعلمه ، وأقد خصه الله بالمعرفة والإلهام بما لم يختص غيره ، فمن عرفه وتعلم منه ، يكون قد حصل على حقيقة الحكمة والمعرفة ، وإلا إن تابع من خالفه فقد خالف الحكمة وبالحمق والسفاهة ترك الحكمة التي خصها الله بآل محمد صلى الله عليهم وسلم في قوله تعالى :

{ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ  يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرً

 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

 فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمً (54)}النساء .

وآل محمد هم آل إبراهيم صلى الله عليهم وسلم : وهم الناس من حسدهم نسناس وقاتلوهم ومنعوا العباد من التقرب منهم على طول أدوار الحكام ، حين سلبوا ملك آل محمد عليهم السلام ، وبهذا تعرف حق الحديث السابق والآتي  .

و عن أبي إسحاق ثعلبة عن أبي مريم قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة :

 شرقا و غربا ، لن تجد علما صحيحا  .

 إلا شيئا : يخرج من عندنا أهل البيت  .

 بحار الأنوار ج2ص92ب14ح20  .

 

 وعن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال :

  سألت أبا جعفر عليه السلام : عن قول الله عز و جل : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ 50)  } القصص .

 قال عليه السلام : عنى الله بها من اتخذ دينه رأيه ، من غير إمام من أئمة الهدى  .

 بحار الأنوار ج2ص93ب14ح 23  .

 

 وعن محمد بن يحيى عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا جابر : لو كنا نفتي الناس برأينا و هوانا ، لكنا من الهالكين  .

 و لكنا نفتيهم : بآثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  .

 و أصول علم عندن : نتوارثها كابرا عن كابر  .

 نكنزها  : كما يكنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم  .

 بحار الأنوار ج2ص172ب23ح3  .

 

 تاريخ البلاذري و حلية الأولياء قال علي عليه السلام :

 و الله : ما نزلت آية إلا و قد علمت فيما نزلت ، و أين نزلت أ بليل نزلت أم بنهار ، نزلت في سهل أو جبل  .

 إن ربي : وهب لي قلب عقولا ، و لسانا سؤول  .

 بحار الأنوار ج40ص157ب 93 .

 

وذكر الصدوق بالإسناد : عن يعقوب بن يزيد ( الأنباري ) بإسناده عن :

 عن معروف بن خربوذ قال :

 قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : أخبرني عنكم ؟

 قال عليه السلام : نحن بمنزلة النجوم ، إذا خفي نجم بدا نجم منا ،  أمن و أمان : و سلم و إسلام ، و فاتح و مفتاح  .

 حتى إذا : استوى بنو عبد مطلب ، فلم يدر أي من أي  .

 أظهر الله عز و جل : لكم صاحبكم  .

 فاحمدوا : الله عز و جل ، و هو يخير الصعب و الذلول  .

 فقلت: ج علت فداك فأيهما يختار  .

 قال عليه السلام : يختار الصعب على الذلول  .

 كمال ‏الدين ج1 ص329ب32ح 13  .

 اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من أنصاره وأعوانه  .

 

 وذكر الصدوق بالإسناد : عن يعقوب بن يزيد ( الأنباري ) عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب :

 عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر :

 عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين :

 عن أبيه الحسين بن علي سيد الشهداء :

 عن أبيه علي بن أبي طالب سيد الأوصياء عليهم السلام قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 من صلى علي : و لم يصل على آلي  .

 لم يجد : ريح الجنة ، و إن ريحها لتوجد من مسيرة خمس مائة عام  .

 الأمالي ‏للصدوق ص200م36ح9  .

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأجعلنا معهم في الدنيا والآخرة .

 

و عن أبي لبيد البحراني : عن أبي جعفر عليه السلام :

 أنه أتاه رجل بمكة فقال له : يا محمد بن علي ، أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلا و له حد  .

 فقال أبو جعفر عليه السلام : نعم أنا أقول: إنه ليس شيء : مما خلق الله صغيرا و كبيرا ، إلا و قد جعل الله له حدا ، إذا جوز به ذلك الحد ، فقد تعدي حد الله فيه  .

 فقال : فما حد مائدتك هذه ؟

 قال : تذكر اسم الله حين توضع ، و تحمد الله حين ترفع ، و تقم ما تحتها  .

 قال : فم حد كوزك هذا ؟

 قال : ل تشرب من موضع أذنه ، و لا من موضع كسره ، فإنه مقعد الشيطان ، و إذا وضعته على فيك ، فاذكر اسم الله ، و إذا رفعته عن فيك فاحمد الله ، و تنفس فيه ثلاثة أنفاس ، فإن النفس الواحد يكره  .

 بحار الأنوار ج2ص170ب22ح10  .

 

و عن المنخل عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

إن حديث : آل محمد ، صعب مستصعب  .

 لا يؤمن به : إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان .

 فما ورد عليكم : من حديث آل محمد صلوات الله عليهم  .

 فلانت : له قلوبكم ، وعرفتموه ، فاقبلوه.

 و ما اشمأزت قلوبكم : و أنكرتموه ، فردوه إلى الله و إلى الرسول ، و إلى العالم من آل محمد  .

 و إنما الهالك : أن يحدث بشيء منه لا يحتمله  .

 فيقول : و الله ما كان هذا شيئا ، و الإنكار هو الكفر  .

 بحار الأنوار ج2ص189ب26ح21  .

 

و عن الفضيل قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام :

 يا فضيل: إن حديثن يحيي القلوب  .

 بحار الأنوار ج2 ص144ب19ح5  .

 

و عن دعوات الراوندي ، قال أبو جعفر عليه السلام :

 إن حديثنا : يحيي القلوب  .

 و قال : منفعته في الدين أشد على الشيطان من عبادة سبعين ألف عابد  .

 بحار الأنوار ج2ص151ب19ح29  .

ولذا يا طيب : تبليغ أحاديث أهل البيت عليهم السلام ونشرها ، يكون عبادة وأفضل من عبادة سبعين ألف عابد ، والآن التزاور كما في البيوت يكون في المواقع الاجتماعية ، ويمكن لأي مؤمن أن يقتبس من هذه الأحاديث وينشرها وبالخصوص من يتعلم برامج الرسم على الحاسب مثل الفوتوشوب وغيره ويجعلها لوحة جميلة على ورود أو سماء أو غيرها وينشرها فيكون قد أحيى الدين والقلوب الإيمان ، كما في الحديث السابق والآتي :

 في الخصال‏ : عن خيثمة قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام :

 تزاوروا : في بيوتكم ، فإن ذلك حياة لأمرنا ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا  .

 بحار الأنوار ج2ص144ب19ح6  .

  ويا طيب : لما كتبت الأحاديث أعلاه للتبليغ ، كتبت : أسأل الله سبحانه : أن يجعل تزاورن على هذه الصفحات وما فيها من الصور والتعليق ، إحياء لأمر الله الذي يعرفه آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وأن يجعله سبحانه في طاعته ، ونورا في ميزان حسناتنا ، فإنه أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين  .


 

 

أهمية العقل و العلم :

يا طيب : هذه أحاديث عن الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام في أهمية العقل والعلم والتحديث بالمعارف الدين الإسلامي وتعلمه وتعلميه ونشره:

 وعن سفيان بن عيينة عن مسعر بن كدام قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 لمجلس : أجلسه إلى من أثق به  .

 أوثق : في نفسي ، من عمل سنة  .

 الكافي ج1ص39ح5  .

 

وعن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

 رحم الله : عبدا أحيا العلم  .

 قال قلت : و ما إحياؤه ؟

 قال : أن يذاكر به أهل الدين ، و أهل الورع  .

 الكافي ج1ص41ح7 .

و عن منصور الصيقل قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 تذاكر : العلم دراسة ، و الدراسة صلاة حسنة  .

 الكافي ج1ص41ح9 .

 

و عن أبان عن زرارة بن أعين قال :

 سألت أبا جعفر عليه السلام : ما حق الله على العباد ؟

 قال عليه السلام : أن يقولوا ما يعلمون ، و يقفوا عند ما لا يعلمون  .

 الكافي ج1ص43ح7  .

 

و عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

 اذا سمعتم العلم : فاستعملوه ، و لتتسع قلوبكم  .

 فإن العلم : إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله ، قدر الشيطان عليه ، فإذا خاصمكم الشيطان  .

  فأقبلوا عليه : بما تعرفون ، فإن كيد الشيطان كان ضعيفا  .

 فقلت : و ما الذي نعرفه ؟

 قال عليه السلام : خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز و جل  .

 الكافي ج1ص45ح7 باب استعمال العلم  .

 

و  في الكافي : عن مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر عن أبيه عليه السلام : أن عليا صلى الله عليه وآله وسلم قال :

 من نصب : نفسه للقياس ، لم يزل دهره في التباس  .

 و من دان الله : بالرأي ، لم يزل دهره في ارتماس  .

 قال و قال أبو جعفر عليه السلام : من أفتى الناس برأيه ، فقد دان الله بما لا يعلم ، و من دان الله بما لا يعلم ، فقد ضاد الله حيث أحل و حرم فيما لا يعلم  .

 الكافي ج1ص57ح17  .

 

وقال الإمام أبو جعفر عليه السلام :

 لا تتخذوا : من دون الله وليجة ، فلا تكونوا مؤمنين ، فإن كل سبب و نسب و قرابة و وليجة و بدعة و شبهة ، منقطع ، إلا ما أثبته القرآن  .

 الكافي ج1ص59ح22  .

 

و عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

 و عنده رجل : من أهل البصرة ، يقال له : عثمان الأعمى ، و هو يقول : إن الحسن البصري :  يزعم : أن الذين يكتمون العلم ، يؤذي ريح بطونهم أهل النار  .

 فقال أبو جعفر عليه السلام : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا عليه السلام ، فليذهب الحسن يمينا و شمالا ، فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا  .

 الكافي ج1ص51ح15باب النوادر  .

 يشير الإمام لقوله تعالى :

 { وَقَالَ  رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ

إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن  يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)} غافر  .

{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ

مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ  وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) } البقرة  .

 فالآية الأولى : تبين أنه يجوز الكتمان لمن يخاف السلطان والضرر على المؤمنين ، والثانية تحرم الكتمان مطلقا ، فتقيدها الآية الأولى ، بأنه في حالة الضرر على النفس والمؤمنين لا يجوز بث العلم علنا ، بل يعرف للخاصة ومنهم ينشر إن أمكن ، وتقريبا في المعنى مثل قوله تعالى :

  { لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ

إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء  مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (النساء114)} فقيد النجوى  .

و عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام  .

  إذا حدثتكم : بشيء ، فاسألوني من كتاب الله  .

 ثم قال في بعض حديثه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، نهى : عن القيل و القال ، و فساد المال ، و كثرة السؤال  .

 فقيل له : يا ابن رسول الله ، أين هذا من كتاب الله ؟

 قال عليه السلام : إن الله عز و جل يقول :{لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ (114) } النساء .

 و قال : {  وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً (5)} النساء .

 و قال : { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (101)  } المائدة  .

 الكافي ج1ص60ح5  .

 طبعا كثرة السؤال : متعنتا لا مستفهما ، أو السؤال عن أمور لم تكن نافعة وليست من صلب الدين ، أو طلب توضيح ما تعلم بأن ليس من المصلحة الجواب عليه في هذا الحال لأنه قد يلقي بصاحبه بمشاكل ، مثل قول الرسول أنا أعرف كل منكم بنسبه وسببه ، قام له من عرفه بصحبته فألح على معرفة نسبه فنسب لغير أبيه فخزي ، ومثل مسألة الحج في كل سنة ، فحين عرف مسائله أخذوا يلحون عليه أفي  كل عام ، فكان يسكت ، بعد قال ما معناه ، لا تسألو يكفي سنة واحدة ، يبين استحبابه في كل سنة ، والواجب مرة ، ولو قال نعم لوجب كل سنة ، وغيرها الكثير  .

 وإن السؤال النافع : مأمور به ، وقد قال الله : { وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ  عَلِيمًا (32)}النساء .

 وقال الإمام علي عليه السلام :  وإن نصف العلم بالمسألة  .

 

منزلة أهل العلم :

في معاني الأخبار : عن يزيد الرزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا بني : اعرف منازل الشيعة ، على قدر روايتهم و معرفتهم  .

 فإن المعرفة : هي الدراية للرواية  .

 و بالدرايات للروايات : يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان  .

 إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام : فوجدت في الكتاب :

 أن قيمة :  كل امرئ ، قدره معرفته ، إن الله تبارك و تعالى  .

 يحاسب الناس : على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا  .

 بحار الأنوار ج1ص106ح2 باب 3  .

 قال و كان أبو جعفر عليه السلام يقول :

 تفقهو : و إلا فأنتم أعراب  .

 بحار الأنوار ج1ص214 ب 6  .

 وعن المحاسن في قال أبو جعفر عليه السلام :

 لو أتيت بشاب : من شباب الشيعة   .

 لا يتفقه : في الدين ، لأوجعته  .

 بحار الأنوار ج1ص214ب6ح17


 

 

معجزات الإمام عليه السلام :

يا طيب : هذه بعض معجزات الإمام التي ظهرت على يديه عليه السلام ، ونذكر قسم منها هنا ، وراجع أحواله عليه السلام وما ظهر من المعجزات على يديه ، حين رجوعه من الشام وم جرى له مع حكام زمانه .

في الكافي : عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : نعم  .

قلت : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارث الأنبياء ، علم كل ما علموا ؟ قال لي : نعم  .

قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص ؟ قال : نعم بإذن الله  .

ثم قال لي : أدن مني يا أبا محمد ، فدنوت منه ، فمسح على وجهي ، وعلى عيني ، فأبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت ، وكل شيء في البلد  .

 ثم قال لي : أ تحب أن تكون هكذا ، و لك ما للناس ، و عليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كم كنت ، و لك الجنة خالصا  .

قلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني ، فعدت كما كنت  .

قال : فحدثت ابن أبي عمير بهذا ، فقال : أشهد أن هذا حق ، كما أن النهار حق  .

الكافي ج1ص470ح3 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام  .

 

في الكافي عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كنت عنده يوما ، إذ وقع‏ زوج ورشان على الحائط ، و هدلا هديلهما  .

فرد أبو جعفر عليه السلام عليهم : كلامهما ساعة ، ثم نهضا ، فلما طارا على الحائط ، هدل الذكر على الأنثى ساعة ، ثم نهضا  .

فقلت : جعلت فداك ما هذا الطير ؟

قال : ي ابن مسلم ، كل شي‏ء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شي‏ء فيه روح ، فهو أسمع لن ، و أطوع من ابن آدم ، إن هذا الورشان ظن بامرأته ، فحلفت له ما فعلت  .

فقالت : ترضى بمحمد بن علي ، فرضيا بي، فأخبرته أنه لها ظالم ، فصدقها  .

الكافي ج1ص470ح4 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام  .

 

 

 

 

باب

حكم ومواعظ الإمام الباقر

القصار و وصاياه

 

يا طيب : هذه مجموعة من الكلمات البليغة وقصار الحكم لإمامنا الخامس وسيد البشر بعد آبائه الطاهرين ، حجة الله الصديق والمنعم عليه الهادي للصراط المستقيم ، سيدنا ومولان شارح تعاليم الله ومبينها ، الراسخ في العلم وأهل الذكر وقرين القرآن ، وبالحق خليفة جده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، الباقر للعلم محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام  .

وهي كلمات قصار بليغة : فيها معنى الدين وخلاصة تعاليمه والأخلاق الكريمة وفضائلها ، فهي تعاليم شريفة وحكم عليمة يتوق المؤمنون لها ويتطلع لمعرفتها والعمل بها ، وضالة المتقين وعليه يطبق عمله الصالح ويستبين إيمانه ، وهي غرر الحكم ودرر الكلم قد ذكرت في الكتب المتقدمة وجمعها المجلسي صاحب بحار الأنوار رحمه الله ، ورتبتها من غير تكرار وأضفت لها ما في الكتب الأخرى كالكافي وغيره ثم وضعتها بين بيدي الطيبين ، وأسأل الله أن ينفعني وإياهم بها ، وهي :

 

أولاً : قصار الحكم  :

 

وقال عليه السلام : الكمال كل الكمال التفقه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة  .

وقال عليه السلام : ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم  .

بيان : الشوب : الخلط  .

وقال عليه السلام : والله المتكبر ينازع الله رداءه  . 

وقال عليه السلام : يوما لمن حضره : ما المروءة ؟ فتكلموا  .

 فقال : صلى الله عليه وآله : المروءة أن لا تطمع فتذل ، وتسأل فتقل ، ولا تبخل فتشتم ، ولا تجهل فتخصم  .

فقيل : ومن يقدر على ذلك ؟

فقال عليه السلام : من أحب أن يكون كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب ، وكالخليفة في يومكم هذ في القدر  .

بيان : يقل الرجل : قل ماله  . الناظر : سواد الأصغر الذي فيه إنسان العين  . والحدقة : سواد العين الأعظم  . 

وقال يوما رجل عنده : اللهم أغننا عن جميع خلقك . فقال أبو جعفر عليه السلام : 

لا تقل هكذا ، ولكن قل : اللهم أغننا عن شرار خلقك ، فإن المؤمن لا يستغني عن أخيه . 

وقال عليه السلام : قم بالحق واعتزل مالا يعنيك ، وتجنب عدوك ، وأحذر صديقك من الأقوام إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سرك ، واستشر في أمر الذين يخشون الله  . 

وقال عليه السلام : صحبة عشرين سنة قرابة  . 

وقال عليه السلام : إن استطعت أن لا تعامل أحدا إلا ولك الفضل عليه فافعل  . 

وقال عليه السلام : ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك ،  وتصل من قطعك ، وتحلم إذ جهل عليك  . 

10ـ وقال عليه السلام : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يدعه الله ، فأم الظلم الذي لا يغفره الله : فالشرك بالله ، وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه : فيما بينه وبين الله ، وأما الظلم الذي لا يدعه الله : فالمداينة بين العباد  .

بيان : المداينة من الدين أي ظلم العباد عند المعاملة  .

11ـ وقال عليه السلام : ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته قضيت أولم تقض إل ابتلي بالسعي في حاجة فيما يأثم عليه ولا يؤجر ، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقه فيما يرضي الله إلا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله  . 

12ـ وقال عليه السلام : في كل قضاء الله خير للمؤمن  . 

13ـ وقال عليه السلام : إن الله كره إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة و أحب ذلك لنفسه ، إن الله جل ذكره يحب أن يسأل ويطلب ما عنده  . 

14ـ وقال عليه السلام : من لم يجعل له من نفسه واعظا ، فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا  . 

15ـ وقال عليه السلام : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه  . 

16ـ وقال عليه السلام : كم من رجل قد لقي رجلا فقال له : كب الله عدوك وماله من عدو إلا الله  .

بيان : كب فلانا : صرعه  . وقلبه على رأسه  . 

17ـ وقال عليه السلام : ثلاثة لا يسلمون : الماشي إلى الجمعة ، والماشي خلف جنازة ، وفي بيت الحمام  . 

18ـ وقال عليه السلام : عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد  . 

19ـ وقال عليه السلام : لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه  . 

20ـ وقال عليه السلام : ما عرف الله من عصاه ، وأنشد : 

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ــ ــ هذا لعمرك في الفعال بديع

لو كان حبك صادقا لأطعته ــ ــ إن المحـب لمن أحب مطيع

21ـ قال عليه السلام : صانع المنافق بلسانك ، وأخلص مودتك للمؤمن ، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته  .

22ـ وقال عليه السلام : إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا ، كمثل الدرهم في فم الأفعي أنت إليه محوج  وأنت منها على خطر  .

23ـ وقال عليه السلام : ثلاث خصال لا يموت صاحبهن أبدا حتى يرى وبالهن :  البغي ، وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة يبارز الله بها  .

 وإن أعجل : الطاعة ثوابا ، لصلة الرحم ، وإن القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون ، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها  .

 بيان : يثرون : أي يكثرون مالا ، يقال : ثرا الرجل : كثر ماله  . ليذران : أي ليدعان ويتركان من وذره أى ودعه  . بلاقع : جمع بلقع الأرض القفر التي لا زرع فيها  .

24ـ وقال عليه السلام : لا يقبل عمل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بعمل ، ومن عرف دلته معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عمل له  . 

25ـ وقال عليه السلام : إن الله جعل للمعروف أهلا من خلقه ، حبب إليهم المعروف ، وحبب إليهم فعاله ، ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم ، ويسر لهم قضاءه ، كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيي أهلها  .

وإن الله : جعل للمعروف  أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله ، وحظر على طلاب المعروف التوجه إليهم ، وحظر عليهم قضاءه ، كما يحظر الغيث عن الأرض المجدبة ليهلكه ويهلك أهلها وما يعفو الله عنه أكثر  .

بيان : المجدبة : ذو جدب وهو ضد الخصب ويأتي أيضا بمعني الماحل  . 

26ـ وقال عليه السلام : اعرف المودة في قلب أخيك بما له في قلبك  . 

27ـ وقال عليه السلام : الإيمان حب وبغض  .

بيان : المراد الحب في الله والبغض فيه كما جاء في الأحاديث  . 

28ـ وقال عليه السلام : والله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون إلا :  بالتواضع ، والتخشع ، وأداء الأمانة ، وكثرة ذكر الله ، والصوم ، والصلاة ، والبر بالوالدين ، وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام ، و صدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء  .

29ـ وقال عليه السلام : أربع من كنوز البر : كتمان الحاجة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان الوجع ، وكتمان المصيبة  .

30ـ وقال عليه السلام : من صدق لسانه زكي عمله ، ومن حسنت نيته زيد في رزقه ، ومن حسن بره بأهله زيد في عمره  . 

31ـ وقال عليه السلام : الكسل يضر بالدين والدنيا  . 

 وقال في حديث آخر عليه السلام : إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر ، من كسل لم يؤد حقا ، ومن ضجر لم يصبر على حق  .

بيان : ورى هذا الحديث عن الأصمعي قال محمد بن علي عليهما السلام لأبنه : … الحديث  بحار الأنوار ج78ص187ب22ح25 .

32ـ وقال عليه السلام : من استفاد أخا في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه طلبا لمرضات الله فقد استفاد : شعاعا من نور الله ، وأمانا من عذاب الله ، وحجة يفلج بها يوم القيامة ، وعز باقيا ، وذكرا ناميا ، لأن المؤمن من الله عز وجل لا موصول ولا مفصول  .

 قيل له عليه السلام : ما معني لا موصول ولا مفصول ؟

قال : ل موصول به إنه هو ولا مفصول منه إنه من غيره  .

بيان : يفلج أي يفوز ويظفر ويغلب بها  . وفلج الحجة : أثبتها  . وفلج الرجل : ظفر بما طلب ، وعلى خصمه : غلبه وعلى القوم فاز  . 

33ـ وقال عليه السلام : كفى بالمرء غشا لنفسه أن يبصر من الناس ما يعمي عليه من أمر نفسه ، أو يعيب غيره بما لا يستطيع تركه ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه  . 

 بيان : أو يعيب غيره في بعض النسخ ـ أو يعير غيره  .

34ـ وقال عليه السلام : التواضع : الرضا بالمجلس دون شرفه ، وأن تسلم على من لقيت ، وأن تترك المراء وإن كنت محقا  . 

35ـ وقال عليه السلام : إن المؤمن أخ المؤمن : لا يشتمه ، ولا يحرمه ، ولا يسئ به الظن  . 

36ـ وقال عليه السلام : لابنه : اصبر نفسك على الحق ، فإنه من منع شيئاً في حق أعطي في باطل مثليه  .

37ـ وقال عليه السلام : من قسم له الخرق حجب منه الإيمان .

بيان :الخرق : ضعف العقل والرأي ، الجهل ، الحمق ، ضد الرفق  . 

38ـ وقال عليه السلام : إن لله عقوبات في القلوب والأبدان : ضنك في المعيشة  ووهن في العبادة ، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب  . 

39ـ وقال عليه السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصابرون ؟ فيقوم فئام من الناس  . ثم ينادي مناد أين المتصبرون ؟ فيقوم فئام من الناس  .

قلت : جعلت فداك ما الصابرون والمتصبرون ؟ فقال عليه السلام : الصابرون على أداء الفرائض ، والمتصبرون على ترك المحارم  .

بيان : الفئام - ككتاب - : الجماعة من الناس  . وفسر في خطب أمير المؤمنين عليه السلام بمائة ألف  .

40ـ وقال عليه السلام : يقول الله : ابن آدم ! اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس  .

41ـ وقال عليه السلام : أفضل العبادة عفة البطن والفرج  . 

42ـ وقال عليه السلام : البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة و قربة من الله  . وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله  . 

 بيان : البشر - بالكسر - طلاقة الوجه وبشاشته  . والمقت : البغض  .

43ـ وقال عليه السلام : ما تذرع إلي بذريعة ، ولا توسل بوسيلة هي أقرب له مني إلى ما يحب من يد سالفة مني إليه أتبعتها أختها ليحسن حفظها وربها ، لان منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل ، وما سمحت لي نفسي برد بكر الحوائج  .

بيان : الظاهر أن المراد التتابع في الإحسان والعمل وفى حديث آخر عن الصادق عليه السلام " قال : م من شئ أسر إلى من يد اتبعها الأخرى لان منع الأواخر يقطع لسان  شكر الأوائل " كذلك ذكره الآبي  .

44ـ وقال عليه السلام : الحياء والإيمان مقرونان في قرن ، فإذا ذهب أحدهما  تبعه صاحبه  .

45ـ وقال عليه السلام : إن هذه الدنيا تعاطاها البر والفاجر ، وإن هذا الدين لا يعطيه الله إلا أهل خاصته  .

وفي حديث آخر عنه قال عليه السلام : إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبعض ، ولا يعطي دينه إل من يحب  . 

بيان : التعاطي : التناول  . وتناول مالا يحق  . والتنازع في الأخذ والقيام به  . وفى  بعض النسخ " لا يعطيه إلا أهل الله خاصة "  .

46ـ وقال عليه السلام : الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل  . 

47ـ وقال عليه السلام : الإيمان ما كان في القلب  . والإسلام ما عليه التناكح والتوارث وحقنت به الدماء  . والإيمان يشرك الإسلام ، والإسلام لا يشرك الإيمان  . 

48ـ وقال عليه السلام : من علم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا  . ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أو زارهم شيئ  . 

49ـ وقال عليه السلام : ليس من أخلاق المؤمن الملق والحسد إلا في طلب العلم  . بيان :  .الملق - بالتحريك - : التملق : الدعاء والطلب والتضرع وهو الود واللطف وأن يعطى في اللسان ما ليس في القلب  . 

50ـ وقال عليه السلام : للعالم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول : الله  أعلم ، وليس لغير العالم أن يقول ذلك  .

وفي خبر آخر يقول : لا أدري لئلا يوقع في قلب السائل شكا  . 

51ـ وقال عليه السلام : أول من شق لسانه بالعربية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهو ابن ثلاث عشرة سنة ، وكان لسانه على لسان أبيه وأخيه ، فهو أول من نطق بها وهو الذبيح  .

52ـ وقال عليه السلام : ألا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه يبعد السلطان والشيطان منكم ؟ فقال أبو حمزة : بلى، أخبرنا به حتى نفعله .

 فقال عليه السلام : عليكم بالصدقة فبكروا بها ، فإنها تسود وجه إبليس وتكسر شرة السلطان الظالم عنكم في يومكم ذلك ، وعليكم بالحب في الله والتودد والمؤازرة على العمل الصالح ، فإنه يقطع دابرهما – يعني السلطان والشيطان – وألحوا في الاستغفار ، فإنه ممحاة للذنوب  .

بيان :  الشرة - بالكسر فالفتح مشددة - : الشر والغضب والحدة  .

53ـ وقال عليه السلام : إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر ، فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :  رحم الله  مؤمنا أمسك لسانه من كل شر ، فإن ذلك صدقة منه على نفسه  .

 ثم قال عليه السلام :  لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه  .

في الكافي ج 2 ص 114 . 

54ـ وقال عليه السلام :

من الغيبة : أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، فأما الأمر الظاهر منه مثل الحدة والعجلة ، فلا بأس أن تقوله  .

 وإن البهتان : أن تقول في أخيك ما ليس فيه . 

بيان : والحِدة - بالكسر - : ما يعترى الإنسان من الغضب والنزق  . والعجلة - بالتحريك -  . السرعة والمبادرة في الأمور من غير تأمل  . 

55ـ وقال عليه السلام : إن أشد الناس حسرة يوم القيامة ، عبد وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره  . 

56ـ وقال عليه السلام : عليكم بالورع والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليه برا كان أو فاجرا ، فلو أن قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام ائتمنني على أمانة لأديتها إليه  .

57ـ وقال عليه السلام : صلة الأرحام تزكي الأعمال ، وتنمي الأموال ، وتدفع البلوى ، وتيسر الحساب ، وتنسئ في الأجل .

بيان :  تزكى الأعمال أي تنميها في الثواب أو تطهرها أو تصيرها مقبولة  . والنساء -  بالفتح - : التأخير  .

58ـ وقال عليه السلام : أيها الناس إنكم في هذه الدار أغراض تنتضل فيكم المنايا ، لن يستقبل أحد منكم يوما جديدا من عمره إلا بانقضاء آخر من أجله ، فأية أكلة ليس فيها غصص ؟ أم أي شربة ليس فيها شرق ؟

استصلحوا : ما تقدمون عليه بما تظعنون عنه ، فان اليوم غنيمة ، وغدا لا تدري لمن هو ، أهل الدنيا سفّر يحلون عقد رحالهم في غيرها ، قد خلت منا أصول نحن فروعها ، فما بقاء الفرع بعد أصله ، أين الذين كانوا أطول أعمارا منكم ؟ وأبعد آمالا ؟

 أتاك يا ابن آدم : مالا ترده ، وذهب عنك مالا يعود ، فلا تعدن عيشا  منصرفا عيشا ، مالك منه إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك ، وتقربك من أجلك ، فكأنك قد صرت الحبيب المفقود والسواد المخترم  .

 فعليك : بذات نفسك ، ودع ما سواها واستعن بالله يعنك  .

 بيان :  غص : غص غصص بالطعام : اعترض في حلقه شئ منه فمنعه التنفس  . وشرق بالماء  أو بريقه : غص  .  الظعن : الرحال والسير  .  السفر : بالفتح فالسكون جمع سافر ، أى المسافرون  . الحمام - ككتاب - : قضاء الموت وقدره أي تقربك إلى موتك  . واخترم :أهلك  . والسواد المخترم : الشخص الذي مات  . يقال : أخترمهم الدهر وتخرمهم أي اقتطعهم واستأصلهم  .  يعنك ـ في بعض النسخ ـ يغنك  . 

59ـ وقال عليه السلام : من صنع مثل ما صنع إليه فقد كافأه ، ومن أضعف كان شكورا ، ومن شكر كان كريم ، ومن علم أنه ما صنع كان إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستزدهم في مودتهم ، فلا تلتمس من غيرك شكر ما آتيته إلى نفسك ووقيت به عرضك ، واعلم أن طالب الحاجة لم يكرم وجهه عن مسألتك فأكرم وجهك عن رده  .

60ـ وقال عليه السلام : إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية ، ويحميه عن الدنيا كما يحمي الطبيب المريض  . 

61ـ وقال عليه السلام : إنما شيعة علي عليه السلام المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا  .

62ـ وقال عليه السلام : لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا  . ولو يعلم المسؤول ما في المنع ما منع أحد أحدا  .

63ـ وقال عليه السلام : إن لله عبادا ميامين مياسير : يعيشون ويعيش الناس في أكنافهم ، وهم في عباده مثل القطر  .

ولله عباد ملاعين مناكيد : لا يعيشون ولا يعيش الناس في أكنافهم ، وهم في عباده مثل الجراد لا يقعون على شيء إلا أتوا عليه   . 

 بيان : الميامين : جمع ميمون بمعنى ذواليمن والبركة  . والمياسير : جمع موسر بمعنى الغنى وذو اليسر  . والمناكيد : جمع نكد - بفتح الكاف وكسره وسكونه - : عسر قليل الخير  . وأتوا عليه : أي أهلكوه وأفنوه  . 

64ـ وقال عليه السلام : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف  .

بيان : يقال : ألحف في المسألة الحافا إذا ألح فيها ولزمها ، وهو موجب لبغض الرب  حيث أعرض عن الغنى الكريم وسأل الفقير اللئيم  . وأنشد بعضهم :

الله يبغض إن تركت سؤاله ـــ وبنو آدم حين يسأل يغضب

بيان :إلى هتا مأخوذة من تحف العقول ص292 وذكرها صحاب البحار في جزء 78 بالطبع البيروتي وجزء 71 في المنشور على شبكة الكوثر  .

 

65ـ وقال عليه السلام : إن الله يحب إفشاء السلام  .

أصول الكافي ج2ص469ب5ح5 .

66ـ  في المحاسن عن أبي جعفر عليه السلام قال : العجب كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلق الله ، والعجب كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يعمل لدار الغرور ، والعجب كل العجب للمختال الفخور ، الذي خلق من نطفة ثم يصير جيفة ، وهو فيما بين ذلك ولا يدري كيف يصنع به  .

المحاسن ص 242 تحت رقم 230  . بحار الأنوار ج78ص184ب22ح10 .

67ـ في كشف الغمة في معرفة الأئمة : عن الحجاج بن أرطاة  قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 يا ابن أرطاة : كيف تواسيكم ؟ قلت : صالح يا أبا جعفر  .

 قال : يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إليه ؟ قلت : أما هذا فل  . فقال له : لو فعلتم ما احتجتم  .

 بحار الأنوار ج78ص184ب22ح12 .كشف الغمة ج 2 ص 333 إلى 62 3  . 

68ـ وعن حسين بن حسن قال : كان محمد بن علي عليهما السلام يقول :

سلاح اللئام : قبيح الكلام  .

 بحار الأنوار ج78ص185ب22ح14 .

69ـ وقال عليه السلام : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، إن على كل حق نورا ، وما خالف كتاب الله فدعوه ، إن أسرع الخير ثوابا البر ، وإن أسرع الشر عقوبة البغي ، وكفى بالمرء عيبا أن ينظر إلى ما يعمى عنه من نفسه ، ويعير الناس بما لا ينفيه عن نفسه ، أو يتكلم بكلام لا يعنيه  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح43 .

70ـ وفى كتاب حلية الأولياء عن خلف بن حوشب ، عن أبي جعفر محمد ابن علي عليهما السلام قال : الإيمان ثابت في القلب ، واليقين خطرات ، فيمر اليقين بالقلب فيصير كأنه زبر الحديد ، ويخرج منه فيصير كأنه خرقة بالية  .

71ـ وفي الحلية عنه عليه السلام أنه قال : ما دخل قلب أمرؤ : شيء من الكبر ، إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك ، قل ذلك أو كثر  .

بحار الأنوار ج78ص185ب22ح16 وكذا سابقه  .

72ـ وقال عليه السلام : الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل أقطناه  .

بحار الأنوار ج78ص186ب22ح17 .

73ـ وقال عليه السلام : الصواعق يصيب المؤمن وغير المؤمن ، ولا تصيب الذاكر  .

 بحار الأنوار ج78ص186ب22ح18 .

74ـ وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال :

 إياكم والخصومة :  فإنه تفسد القلب،  وتورث النفاق  .

 بحار الأنوار ج78ص186ب22ح20  .

75ـ وعن ابن المبارك قال : قال محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام :

من أعطى : الخلق والرفق ، فقد أعطي الخير والراحة ، وحسن حاله في ديناه وأخرته ، ومن حرم الخلق والرفق ، كان ذلك سبيلا إلى كل شر وبلية ، إلا من عصمه الله  .

بحار الأنوار ج78ص186ب22ح23 .

76ـ وعن يوسف بن يعقوب ، عن أخيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : شيعتنا ثلاثة  أصناف : صنف يأكلون الناس بنا ، وصنف كالزجاج ينم ، وصنف كالذهب الأحمر كلما ادخل النار ازداد جودة  .

بيان : ينم : يعنى لا يكتم السر وأذاع ما في باطنه من الأسرار  .  بحار الأنوار ج78ص186ب22ح24 .

77ـ وعن حجاج ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : أشد الأعمال ثلاثة : 

ذكر الله على كل حال ، وإنصافك [ الناس من نفسك ] ، ومواساة الأخ في المال  .

 بحار الأنوار ج78ص187ب22ح26 . 

78ـ قال الآبي في كتاب نثر الدرر : قال عليه السلام لابنه جعفر عليه السلام : إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء : خبأ رضاه في طاعته  فلا تحقرن من الطاعة شيئا ، فلعل رضاه فيه ، وخبأ سخطه في معصيته  فلا تحقرن من المعصية  شيئا فلعل سخطه فيه ، وخبأ أولياءه في خلقه  فلا تحقرن أحدا  فلعل الولي ذلك  .

بحار الأنوار ج78ص187ب22ح27،3 .

79ـ وقال ابن حمدون في تذكرته : قال محمد بن علي عليهما السلام : توقى الصرعة خير من سؤال الرجعة  .

بحار الأنوار ج78ص187ب22ح31 .

80ـ وقال أبو عثمان الجاحظ : جمع محمد صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح شأن المعاش والتعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة ، وثلث  تغافل  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح33 .

81ـ وقال عليه السلام : الغلبة بالخير فضيلة ، وبالشر قبيحة  .

 بحار الأنوار ج78ص188ب22ح35 .

82ـ وقيل له عليه السلام : من أعظم الناس قدرا ؟

 فقال : من لا يرى الدني لنفسه قدرا  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح32،36 .

وفي حديث آخر عنه قيل له عليه السلام : من أعظم الناس قدرا؟  فقال : من لا يبالي في يد من كانت الدني  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح47 .

83ـ وقال عليه السلام : ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح37  .

84ـ في إعلام الدين  : قال : محمد بن علي الباقر عليهما السلام :

 كن لما لا ترجو : أرج منك لما ترجو ، فإن موسى عليه السلام خرج ليقتبس نارا فرجع نبيا مرسلا  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح39 .

85ـ وقال عليه السلام : إذا علم الله تعالى حسن نية من أحد اكتنفه بالعصمة  . بحار الأنوار ج78ص188ب22ح41 .

86ـ وقال عليه السلام : من عمل بما يعلم علمه الله ما لم يعلم  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح44 .

87ـ وقال عليه السلام : تعلموا العلم : فإن تعلمه حسنة وطلبه عبادة ، ومذاكرته  تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة  .

 والعلم ثمار الجنة ، وانس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على السراء ، وعون على الضراء ، ودين عند الأخلاء ، وسلاح عند الأعداء  .

يرفع الله به قوم : فيجعلهم في الخير سادة ، وللناس أئمة ، يقتدى بفعالهم ، ويقتص آثارهم ، ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه  .

بحار الأنوار ج78ص188ب22ح48 .

88ـ ذكر في الكافي عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

رحم الله : عبدا أحيا العلم  . قال : قلت : وما إحياؤه ؟  قال : أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع  .

 أصول الكافي ج1ص32ب9ح7 .

89ـ عن منصور الصيقل قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : تذاكر العلم دراسة والدراسة صلاة حسنة  .

أصول الكافي ج1ص32ب9ح9 .

90ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : زكاة العلم أن تعلمه عباد الله  .  أصول الكافي ج1ص32ب10ح3 .

91ـ عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة ، وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه  .

أصول الكافي ج1ص33ب11ح3 .

92ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال : ما علمتم فقولوا ، و ما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض  .

أصول الكافي ج1ص33ب11ح4 .

93ـ عن  محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إذا سمعتم  العلم فاستعملوه ، ولتتسع قلوبكم ، فإن العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله ، قدر الشيطان عليه ، فإذا خاصمكم الشيطان فأقبلوا عليه بما تعرفون ، فإن كيد الشيطان كان ضعيفا ، فقلت : وما الذي نعرفه ؟ قال : خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز وجل  .

أصول الكافي ج1ص35ب13ح7 .

94ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ، فليتبوء مقعده من النار ، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهله  . 

أصول الكافي ج1ص36ب14ح6 .

95ـ عن عمر بن قيس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله تبارك وتعالى لم يدع  شيئا يحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله ، وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا  .

أصول الكافي ج1ص48ب20ح2 .

96ـ عن  أبي جعفر عليه السلام قال : أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل ، من عرف الله عز وجل ، ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره ، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره  . 

أصول الكافي ج2ص50ب31ح9 .

97ـ عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث : عين سهرت  في سبيل الله ، وعين فاضت من خشية الله ، وعين غضت عن محارم الله  .

 أصول الكافي ج2ص65ب39ح2 .

98ـ عن زرارة ،  عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أحب الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم عليه العبد و إن قل  .

أصول الكافي ج2ص65ب39ح2 .

99ـ عن حمزة بن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الجنة محفوفة بالمكاره والصبر ، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار  .

 أصول الكافي ج2ص73ب47ح7 .

100ـ عن أبي جعفر عليه السلام  قال : الصبر صبران : صبر على البلاء ، حسن جميل ، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم  .

 أصول الكافي ج2ص74ب47ح14 .

101ـ عن جابر قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام يرحمك الله ما الصبر الجميل ؟ 

قال : ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس .

أصول الكافي ج2ص76ب47ح23 .

102ـ عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام  قال : من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز  .

أصول الكافي ج2ص76ب47ح24 .

103ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أكمل المؤمنين  إيمانا أحسنهم خلقا  .

 أصول الكافي ج2ص81ب49ح1 .

104ـ عن عمرو بن أبي المقدام قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام في أول دخلة دخلت عليه : تعلموا الصدق قبل الحديث  .

أصول الكافي ج2ص85ب51ح4 .

105ـ عن حمران ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الندامة على العفو ، أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة  .

أصول الكافي ج2ص88ب53ح4 .

106ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزا  : الصفح عمن ظلمه ، وإعطاء من حرمه ، والصلة لمن قطعه  .

أصول الكافي ج2ص88ب53ح10 .

107ـ عن الوصافي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه، حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة . 

أصول الكافي ج2ص90ب54ح7 .

108ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن لكل شيء قفلا و، قفل الإيمان الرفق  .

 أصول الكافي ج2ص96ب58ح1 .

109ـ وقال أبو جعفر عليه السلام : من قسم له الرفق قسم له الإيمان  .

أصول الكافي ج2ص96ب58ح2 .

110ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه  .

 أصول الكافي ج2ص96ب58ح6 .

111ـ عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك ، وإن كان يغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب  .

أصول الكافي ج2ص96ب58ح6 .

112ـ عن أبي عبيدة الحذاء قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : حدثني بما أنتفع به ، فقال : يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت ، فإنه لم يكثر إنسان ذكر الموت  إلا زهد في الدني  .

 أصول الكافي ج2ص107ب61ح13 .

113ـ عن عمر وبن هلال قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك ، فكفى بما قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ } التوبة 55  . وقال : {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا }طه131 .

 فإن دخلك : من ذلك شيء ، فاذكر عيش رسول الله صلى الله عليه وآله ، فإنما كان  قوته الشعير ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده  .

أصول الكافي ج2ص111ب63ح1 .

114ـ عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : صلة الأرحام  تحسن الخلق ، وتسمح الكف ، وتطيب النفس ، وتزيد في الرزق ، وتنسئ في الأجل  .

أصول الكافي ج2ص121ب68ح4 .

115ـ عن أبي  جعفر عليه السلام قال : إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا ادخل الله يده بين أيديهما ، فصافح  أشد هما حبا لصاحبه  .

 أصول الكافي ج2ص143ب78ح2 .

116ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : ينبغي للمؤمنين إذا توارى  أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا  .

أصول الكافي ج2ص143ب78ح9  .

117ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا التقيتم فتلاقوا  بالتسليم والتصافح ، وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار  .

أصول الكافي ج2ص143ب78ح11 .

118ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة ، وصرف القذى عنه حسنة ، وما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن  . 

أصول الكافي ج2ص150ب82ح2 .

119ـ عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي جعفر عليه السلام  قال : يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة  .

 أصول الكافي ج2ص166ب90ح2 .

120ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : سلامة الدين وصحة البدن ، خير من المال و المال زينة من زينة الدنيا حسنة  . 

أصول الكافي ج2ص171ب96ح3 .

121ـ عن سليمان بن خالد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا سليمان أتدري من المسلم ؟ قلت : جعلت فداك أنت أعلم ، قال : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، ثم قال : وتدري من المؤمن ؟ قال : قلت : أنت أعلم ; قال : إن المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم ، والمسلم حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله 

أصول الكافي ج2ص183ب99ح12  .

122ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الذنوب كلها شديدة و أشدها ما نبت عليه اللحم والدم ، لأنه إما مرحوم وإما معذب والجنة لا يدخلها إلا طيب  . أصول الكافي ج2ص272ب111ح7 .

123ـ عن  زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسره ذلك ؟ فقال : لا بأس ، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير ، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك  .

أصول الكافي ج2ص225ب116ح18.

124ـ عن ميسر قال : ذكر الغضب عند أبي جعفر عليه السلام فقال : إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار ، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك ، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان ، وإيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه ، فإن الرحم إذ مست سكنت  . 

أصول الكافي ج2ص229ب121ح2 .

125ـ أبو جعفر عليه السلام : العز رداء الله والكبر  إزاره ، فمن تناول شيئا منه أكبه الله في جهنم  .

أصول الكافي ج2ص234ب124ح4 .

126ـ أبا جعفر عليه السلام قال : بئس العبد عبد له طمع يقوده ، وبئس العبد عبد له رغبة تذله  .

أصول الكافي ج2ص241ب127ح2 .

127ـ عن  أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عز وجل جعل للشر أقفالا ، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذب شر من الشراب  .

أصول الكافي ج2ص254ب139ح3 .

128ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الكذب هو خراب الإيمان  .

أصول الكافي ج2ص254ب139ح4 . 

129ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أول من يكذب الكذاب ، الله عز وجل ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم أنه كاذب.

أصول الكافي ج2ص254ب139ح6 .

130ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا ، إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله  . 

أصول الكافي ج2ص257ب140ح2 .

131ـ عن محمد ابن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كل شيء يجره إلا قرار والتسليم فهو الإيمان وكل شيء يجره الإنكار والجحود فهو الكفر  . 

أصول الكافي ج2ص285ب165ح15 .

132ـ عن سعد ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن القلوب أربعة :

قلب فيه  نفاق وإيمان ، وقلب منكوس ، وقلب مطبوع ، وقلب أزهر أجرد .

 فقلت : ما الأزهر ؟  قال : فيه كهيئة السراج ، فأما المطبوع فقلب المنافق.

 وأما الأزهر : فقلب المؤمن إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صبر .

 وأما المنكوس : فقلب المشرك ، ثم قرء هذه الآية : {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} الملك 22 .

فأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك  وإن أدركه على إيمانه نجا .

أصول الكافي ج2ص309ب185ح2 .

133ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير وهو قلب الكافر ; وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان فأيهما كانت منه غلب عليه ، وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر ، ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن  . 

أصول الكافي ج2ص309ب185ح3 .

134ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : والله ما ينجو من الذنب إلا من أقربه  . 

وقال عليه السلام : كفى بالندم توبة  . 

 أصول الكافي ج2ص314ب188ح1 .

135ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منه مغفورة له ، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة ، أما والله إنها ليست إلا لأهل الإيمان  .

قلت : فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة ؟ ! فقال : يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته ؟ 

قلت : فإنه فعل ذلك مرارا ، يذنب ثم يتوب ويستغفر الله ، فقال : كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم ، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله  . 

بيان : قوله : " أترى العبد " الهمزة للإنكار وفيه دلالة على أن التوبة مقرونة بالقبول ألبته ويدل عليه أيضا قول أمير المؤمنين عليه السلام : " ما كان الله ليفتح على عبد باب التوبة ويغلق  عنه باب المغفرة " ويدل عليه أيضا ظاهر الآيات ( آت )  .أصول الكافي ج2ص314ب191ح6 .

136ـ عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها  .

أصول الكافي ج2ص316ب191ح8 .

137ـ عن محمد ابن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : ما أحسن الحسنات بعد السيئات وم أقبح السيئات بعد الحسنات  .

 أصول الكافي ج2ص331ب203ح18 .

138ـ عن محمد بن مسلم قال : قال : أبو جعفر عليه السلام : من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العلي عليهم فافعل.

أصول الكافي ج2ص465ب2ح1 . 

139ـ قال أبو جعفر عليه السلام : عظموا أصحابكم ووقروهم ولا يتهجم بعضكم على بعض ولا تضاروا ولا تحاسدو وإياكم والبخل كونوا عباد الله  المخلصين الصالحين . 

أصول الكافي ج2ص466ب2ح4 .

140ـ قال أبو جعفر عليه السلام : يا صالح اتبع من يبكيك وهو لك ناصح  ولا تتبع من يضحك وهو لك غاش وستردون على الله جميعا فتعلمون  .

  أصول الكافي ج2ص466ب3ح2 .

141ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن أعرابيا من بني تميم أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : أوصني ، فكان مما أوصاه : تحبب  إلى الناس يحبوك  .

أصول الكافي ج2ص469ب5ح1 .

142ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان سلمان رحمه الله  يقول : أفشوا سلام الله ، فإن سلام الله لا ينال الظالمين  .

أصول الكافي ج2ص471ب7ح4 .

143ـ مسعدة بن اليسع قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : إني والله لأحبك ، فأطرق ثم رفع رأسه فقال : صدقت يا أبا بشر ، سل قلبك عما لك في قلبي  من حبك ، فقد أعلمني قلبي عمالي في قلبك  . 

أصول الكافي ج2ص477ب14ح3 .

144ـ عن جابر قال : قال أبو جعفر عليه السلام : نعم الشيء العطسة تنفع في الجسد وتذكر  بالله عز وجل ، قلت : إن عندنا قوما يقولون : ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله في العطسة نصيب ، فقال إن كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة محمد صلى الله عليه وآله  .

أصول الكافي ج2ص478ب15ح8 .

145ـ عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه قال : عطس رجل  عند أبي جعفر عليه السلام فقال : الحمد لله ، فلم يسمته أبو جعفر عليه السلام وقال : نقصنا حقنا ثم قال إذا عطس أحد كم فليقل : الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته. 

قال : فقال الرجل ، فسمته أبو جعفر  .

أصول الكافي ج2ص478ب15ح9 .

146ـ عن الفضيل بن يسار قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : إن الناس يكرهون الصلاة على محمد وآله في ثلاثة مواطن : عند العطسة وعند الذبيحة وعند الجماع ، فقال أبو جعفر عليه السلام : مالهم ويلهم نافقوا لعنهم الله  . 

أصول الكافي ج2ص478ب15ح10 .

147ـ عن سعد بن أبي خلف قال : كان أبو جعفر عليه السلام إذا عطس فقيل له : يرحمك الله قال : يغفر الله لكم ويرحمكم ، وإذا عطس عنده إنسان قال : يرحمك الله عز وجل  .

أصول الكافي ج2ص478ب15ح11 .

148ـ عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا عطس الرجل فليقل :الحمد لله رب العالمين لا شريك له ، وإذا سمت الرجل فليقل : يرحمك الله ، وإذا رد فليقل : يغفر الله لك ولنا : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن آية أو شيء فيه  ذكر الله فقال : كلما ذكر الله فيه فهو حسن.

أصول الكافي ج2ص479ب15ح13 .

149ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا عطس الرجل ثلاثا ، فسمته ، ثم اتركه  .

أصول الكافي ج2ص481ب15ح27 .

150ـ عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المجالس بالأمانة  .

أصول الكافي ج2ص483ب19ح2 .

151ـ عن عبد الله بن محمد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام  يقول : إن الله عز وجل يحب المداعب في الجماعة بلا رفث  .

بيان : الرفث : أريد به الفحش من القول  . وفى بعض النسخ [ يحب المداعبة ] والمداعبة المزاح  . أصول الكافي ج2ص486ب23ح4 .

152ـ عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إياكم والمزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر  . 

بيان : السخيمة : الحقد ، والضغينة : الحقد الشديد  . أصول الكافي ج2ص478ب15ح12 .

153ـ عن خالد بن طهمان عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا قهقهت ، فقل حين تفرغ  " اللهم لا تمقتني " nbsp;.

 أصول الكافي ج2ص478ب15ح13 .

154ـ عن عبيد الله الوصافي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : م آمن بي من بات شبعان وجاره جائع ، قال : وما من أهل قرية يبيت و فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة.

أصول الكافي ج2ص490ب24ح14 .الظاهر لا ينتظر إليهم يوم القيامة .

155ـ عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من القواصم الفواقر التي تقصم الظهر جار السوء : إن رأى حسنة أخفاها ، وإن رأى سيئة أفشاها  .

أصول الكافي ج2ص490ب24ح15 .

156ـ عن أبي جعفر عليه السلام قال : حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله  .

أصول الكافي ج2ص491ب25ح2 .

157ـ عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل : {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} الشعراء94 قال : هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره  .

أصول الكافي ج1ص38ب15ح4 .

158ـ حدثني  جعفر ، عن أبيه عليهما السلام أن عليا صلوات الله عليه قال : من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في أرتماس .

 قال : وقال أبو جعفر عليه السلام : من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث احل وحرم فيما لا يعلم  .

أصول الكافي ج1ص47ب19ح17 .

159ـ عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه السلام : إذا حدثتكم بشيء ، فاسألوني من كتاب الله  .

 ثم قال في بعض حديثه ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن القيل  والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال  . فقيل له : يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب  الله ؟

 قال : إن الله عز وجل يقول : {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ }النساء114 .

وقال : {وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} النساء 5 . " وقال : {يَا  أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } المائدة 101  .

أصول الكافي ج1ص48ب20ح5 .

160ـ عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما من أحد إلا وله شرة وفترة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى  . 

أصول الكافي ج1ص56ب22ح10 .

عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال : كل من تعدى السنة رد إلى السنة  . 

أصول الكافي ج1ص56ب22  .

 

وقال اليعقوبي في تأريخه :

قال أبوحمزة الثمالي : سمعت محمد بن علي يقول : يقول الله عز وجل :

إذا جعل عبدي : همه في هما واحدا ، جعلت عناه في نفسه ، ونزعت الفقر من بين عينيه ، وجمعت له شمله ، وكتبت له من وراء تجارة كل تاجر  .

وإذا جعل : همه في مفترقا جعلت شغله في قلبه ، وفقره بين عينيه ، وشتت عليه أمره ورميت بحبله على غاربه ، ولم أبال في أي واد من أودية الدنيا هلك  .

وقيل لمحمد الباقر: أتعرف شيئا خير من الذهب ؟ قال : نعم ! معطيه  .

وقال : اصبر للنوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تعط أحدا من نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه له  .

وقال : كفى العبد : من الله ناصرا ، أن يرى عدوه يعصي الله  .

وقال : شر الآباء من دعاه البر إلى الافراط ، وشر الابناء من دعاه التقصير إلى العقوق  .

وسئل أبو جعفر : عن قول الله عزوجل : { وقولوا للناس حسنا }  .

قال : قولو لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، ثم قال : إن الله عز وجل :

يبغض : اللعان السباب ، الطعان الفحاش المتفحش ، السائل الملحف  .

ويحب : الحيي الحليم ، العفيف المتعفف  .

وقال : لو صمت النهار لا أفطر ، وصليت الليل لا أفتر ، وأنفقت مالي في سبيل الله علقا علق ، ثم لم تكن في قلبي محبة لأوليائه ، ولا بغضة لأعدائه ، ما نفعني ذلك شيئا  .

تأريخ اليعقوبي ص320 أول كتاب كتب بالتأريخ توفى سنة 259هـ  .

 

قال المفيد رحمه الله : شذرات من كلمات الإمام الباقر :

و روى إسحاق بن منصور السلولي قال : سمعت الحسن بن صالح يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقول‏ : ما شيب شيء بشيء، أحسن‏ من حلم بعلم‏.

و روي عنه عليه السلام : أنه سئل عن الحديث يرسله و لا يسنده ، فقال : إذا حدثت الحديث فلم أسنده ، فسندي فيه : أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله عن جبرئيل عن الله عز و جل‏  .

الإرشاد ج2ص168  .

يا طيب : وقد فرقنا ما ذكر المفيد رحمه الله على المواضيع أعلاه  .

 

إلهي بحق النبي وآله علمني وحفظني علومهم ومكني من العمل به

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

شيخ حسن جليل حردان

 

 

 

 


 

 

باب

شهادة الإمام الباقر وزيارته

 

التعزية بشهادة الإمام :

يا طيب : كنا من زمن طويل ننشر ما وفقنا الله تعالى له من معارف المعصومين من آل محمد عليهم السلام ، وفي المناسبات المختصة بكل معصوم ما يناسبه ، وكنا نقدم نصوص تعزية بأيام شهادته ، ونذكر قسم منها هنا ، وأسأل الله تعالى أن يوفق من يستفيد منها وينشره بما يناسب موضوعه أو ما يختاره من صحيفة الإمام عليه السلام بعد مقدمة التعزية بالشهادة ومنها :

التعزية الأولى :

إنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، بقلوب يعصرها الألم والحزن و يملأه الأسى ، أتقدم بخالص العزاء وأحر التسلية لولي أمرنا صاحب العصر وإمام زماننا ،  الحجة بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف ، وأتوجه بتقديم العزاء والتسلية ، لجميع أبناء الأمة الإسلامية وبالخصوص اتباع نبينا محمد وآله عليهم السلام ، لحلــول للذكرى الأليمة والمحزنة بالمصاب الجلل ،  الذي حل في يوم 7 ذي الحجة سنة 114 للهجرة ،  وهو اليوم الذي استشهد فيه خليفة رسول الله الإمام الخامس والمعصوم السابع سيدنا وإمامنا ، السيد الهاشمي وأول علوي من علويين وفاطمي من فاطميين ،  أبو جعفر الباقر : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلاة الله وسلامه عليهم ،  فعظم الله أجوركم وجعلنا وإياكم من المتمسكين بولايتهم والثبات على هداهم إلى يوم الدين  .

 

التعزية الثانية :

إنا لله وإنا إليه راجعون : ببالغ الحزن والأسى تحل علينا ذكرى شهادة الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأسأل الله سبحانه لكم يا موالين وي أخوتي الطيبين التوفيق والأجر الجزيل ، لما تقيمون من المآتم ومجالس العزاء بهذه المناسبة الكريمة ، فتذكرون مناقب وفضائل وتأريخ وسيرة وسلوك آل محمد عليهم السلام ، وبالخصوص صاحب المصيبة ، وأسأل الله سبحانه إن يوفقنا لتعلم معارفهم الحقة وعبوديته سبحانه بهداهم مؤمنين مخلصين ، وأن نسير بسيرتهم وسلوكهم له بأفضل أخلاق الإسلام وآداب الدين  ، وأن يجعلنا سبحانه أن نقيم طاعة التامة بما يحب ويرضى ، و منعمين بالتوجه له بصراطهم المستقيم في الدنيا ، وفي محل كرامته مع النبي وآله الكرام الطيبين الطاهرين في الآخرة والعقبى ، فإن الله تعالى هو ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

ونذكر مثلا ولكم بعض المعارف عن حياة الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام:

ولد عليه السلام : في المدينة المنورة  .

 في يوم : 1 رجب سنة 57 للهجرة  .

 في زمن إمامة جده الحسين عليه السلام : وكان عمره 4 سنوات حين حضر كربلاء  .

 ومع والده علي بن الحسين عليه السلام : 34 سنة  .

 وكانت مدة إمامته عليه السلام : 19 سنة  .

 واستشهد عليه السلام سنة : 7 ذي الحجة سنة 114 هـ  .

 وعمره الشريف حدود : 57 سنة  .

 ومرقده الطاهر : في البقيع تلو عمه الإمام الحسن وأبيه علي بن الحسين عليهم السلام  .

 فسلام الله عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا  .

 


 

 

الإمام الباقر وحكام بني أمية :

 

هشام بن معاذ في حديثه قال : لما دخل المدينة عمر بن عبد العزيز  .

 قال مناديه : من كانت له مظلمة أو ظلامة ، فليحضر  .

فأتاه أبو جعفر الباقر عليه السلام : فلما رآه استقبله و أقعده مقعده  .

فقال عليه السلام : إنما الدنيا سوق من الأسواق يبتاع فيها الناس ما ينفعهم و ما يضرهم ، و كم قوم ابتاعوا ما ضرهم فلم يصبحوا ، حتى أتاهم الموت فخرجوا من الدنيا ملومين، لما لم‏ يأخذوا ما ينفعهم في الآخرة .

فقسم ما جمعوا : لمن لم يحمدهم ، و صاروا إلى من لا يعذرهم ، فنحن و الله حقيقون أن ننظر إلى تلك الأعمال ، التي نتخوف عليهم منها ، فكف عنها ، و اتق الله ، و اجعل في نفسك اثنتين ، انظر إلى ما تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك ، و انظر إلى م تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فارمه وراءك  .

 و لا ترغبن : في سلعة بارت على من كان قبلك ، فترجو أن يجوز عنك ، و افتح الأبواب ، و سهل الحجاب ، و أنصف المظلوم ، و رد الظالم  .

ثلاثة من كن فيه : استكمل الإيمان بالله ، من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل ، و من إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، و من إذا قدر لم يتناول ما ليس له  .

فدعا عمر بدواة و بياض : و كتب‏ : بسم الله الرحمن الرحيم‏ :

هذا ما رد عمر بن عبد العزيز : ظلامة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم بفدك  .

المناقب ج4ص207  .

 

يا طيب : هذه أحاديث تعرف الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام : مع حكام وملوك زمانه من بني أمية  ، وما جرى له عليه السلام ، حينه استقدمه هشام بن عبد الملك من المدينة ورجوعه منها ، وفيه بيان لشأنه الكريم وما خصه الله به من الكرامة  .

 في الكافي : عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال :

 لما حمل أبو جعفر عليه السلام : إلى الشام ، إلى هشام بن عبد الملك ، و صار ببابه ، قال لأصحابه : و من كان بحضرته من بني أمية ، إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ، ثم رأيتموني قد سكت ، فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه، ثم أمر أن يؤذن له .

 فلما دخل عليه : أبو جعفر عليه السلام ، قال : بيده السلام عليكم ، فعمهم جميعا بالسلام ، ثم جلس  .

 فازداد هشام : عليه حنقا ، بتركه السلام عليه بالخلافة ، و جلوسه بغير إذن ، فأقبل يوبخه ، و يقول فيما يقول له : يا محمد بن علي ، لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ، و دعا إلى نفسه ، و زعم أنه الإمام سفها ، و قلة علم ، و وبخه بما أراد أن يوبخه ، فلما سكت ، أقبل عليه القوم ، رجل بعد رجل يوبخه ، حتى انقضى آخرهم  .

 فلما سكت القوم : نهض عليه السلام قائما ، ثم قال :

 أيها الناس : أين تذهبون ، و أين يراد بكم ، بنا هدى الله أولكم ، و بنا يختم آخركم ، فإن يكن لكم ملك معجل ، فإن لنا ملكا مؤجلا ، و ليس بعد ملكنا ملك ، لأنا أهل العاقبة ، يقول الله عز و جل : { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)} الأعراف  .

 فأمر به : إلى الحبس ، فلما صار إلى الحبس ، تكلم ، فلم يبق في الحبس رجل إلا ترشفه ، و حن إليه  .

 فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال : يا أمير المؤمنين ، إني خائف عليك من أهل الشام ، أن يحولو بينك و بين مجلسك هذا ، ثم أخبره بخبره ، فأمر به ، فحمل على البريد ، هو و أصحابه ، ليردوا إلى المدينة ، و أمر أن لا يخرج لهم الأسواق ، و حال بينهم و بين الطعام و الشراب ، فساروا ثلاثا لا يجدون طعاما و لا شرابا ، حتى انتهوا إلى مدين ، فأغلق باب المدينة دونهم ، فشكا أصحابه‏ الجوع و العطش  .

 قال : فصعد جبلا ليشرف عليهم ، فقال بأعلى صوته : يا أهل المدينة الظالم أهلها ، أن بقية الله ، يقول الله : { بَقِيَّةُ  اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (86)  } هود  .

 قال : و كان فيهم شيخ كبير ، فأتاهم ، فقال لهم : يا قوم هذه و الله دعوة شعيب النبي ، و الله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالأسواق ، لتؤخذن من فوقكم و من تحت أرجلكم ، فصدقوني في هذه المرة و أطيعوني ، و كذبوني فيما تستأنفون، فإني لكم ناصح.

 قال : فبادرو فأخرجوا إلى محمد بن علي و أصحابه بالأسواق ، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ ، فبعث إليه فحمله ، فلم يدر ما صنع به  .

 الكافي ج1ص471ح5  .

 

 و عن عبد الرحمن بن عبد الزهري قال : حج هشام بن عبد الملك ، فدخل المسجد الحرام متكئ على يد سالم مولاه ، و محمد بن علي بن الحسين جالس، فقال له سالم: يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين .

 فقال له هشام : المفتون به أهل العراق ؟ قال : نعم  .

 قال : اذهب إليه فقل له ، يقول لك أمير المؤمنين : ما الذي يأكل الناس و يشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟

 فقال أبو جعفر عليه السلام : يحشر الناس على مثل قرصة البر النقي ، فيها أنهار متفجرة ، يأكلون و يشربون حتى يفرغ من الحساب  .

 قال : فرأى هشام أنه قد ظفر به ، فقال : الله أكبر ، اذهب إليه فقل له : م أشغلهم عن الأكل و الشرب يومئذ  .

 فقال له أبو جعفر : هم في النار أشغل ، و لم يشغلوا عن أن قالوا : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ  أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} الأعراف .

 فسكت هشام : لا يرجع كلاما  .

 الاحتجاج ج2ص323  .

 

 وعن الثعلبي في نزهة القلوب : روى عن الباقر عليه السلام أنه قال :

 أشخصني : هشام بن عبد الملك ، فدخلت عليه و بنو أمية حوله  .

فقال لي : ادن يا ترابي  .

 فقلت : من التراب خلقنا و إليه نصير ، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه  .

 ثم قال : أنت أبو جعفر الذي تقتل بني أمية  .

 فقلت : لا ، قال : فمن ذاك ؟

  فقلت : ابن عمنا أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس  .

  فنظر إلي و قال : و الله ما جربت عليك كذبا  . ثم قال : و متى ذاك  .

 قلت : عن سنيات ، و الله ، ما هي ببعيدة  . . . الخبر  .

 المناقب ج 4ص187 .سنيات يعني سنين .

 

 وعن سعد الخير الأموي : عن مالك بن عطية عن أبي حمزة قال :

 دخل : سعد بن عبد الملك ، و كان أبو جعفر عليه السلام يسميه سعد الخير ، و هو من ولد عبد العزيز بن مروان ، على أبي جعفر عليه السلام فبينا ينشج كما تنشج النساء  .

 قال فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما يبكيك يا سعد ؟

 قال : و كيف لا أبكي ، و أنا من الشجرة الملعونة في القرآن  .

 فقال له : لست منهم  .

 أنت أموي : منا أهل البيت  .

 أ ما سمعت : قول الله عز و جل ، يحكي عن إبراهيم : { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي (36) } إبراهيم .

 الاختصاص ص 85.

 

شهادته الإمام الباقر عليه السلام :

في تأريخ اليعقوبي : وفاة ابي جعفر محمد بن علي عليه السلام :

وتوفي : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه أم عبدالله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، سنة 117 ، وسنة ثمان وخمسون سنة  .

قال أبو جعفر : قتل جدي الحسين ولي أربع سنين ، وإني لا ذكر مقتله ، وما نالنا في ذلك الوقت  ، وكان يسمى : أبا جعفر الباقر لأنه بقر العلم  .

قال جابر بن عبدالله الانصاري : قال لي رسول الله : إنك تستبقى حتى ترى رجلا من ولي أشبه الناس بي اسمه على اسمي ، إذا رأيته لم يخل عليك ، فأقرئه مني السلام  .

 فلما كبرت : سن جابر ، وخاف الموت ، جعل يقول : يا باقر ! يا باقر ! أين أنت ؟

حتى رآه : فوقع عليه يقبل يديه ورجليه  .

 ويقول : بأبي وأمي شبيه أبيه رسول الله ! إن أباك يقرئك السلام  .

تأريخ اليعقوبي ص320 أول كتاب كتب بالتأريخ توفى سنة 259هـ  .

 

و عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :  إن أبي مرض : مرضا شديدا ، حتى خفنا عليه ، فبكى بعض أهله عند رأسه ، فنظر إليه ، فقال : إني لست بميت من وجعي هذا ، إنه أتاني اثنان فأخبراني ، أني لست بميت من وجعي هذا  .

 قال : فبر و مكث ما شاء الله أن يمكث ، فبينا هو صحيح ليس به بأس ، قال :

 يا بني : إن اللذين أتياني من وجعي ذلك ، أتياني فأخبراني أني ميت يوم كذا و كذا ، قال : فمات في ذلك اليوم  .

 بحار الأنوار ج46ص213ح3 .

 في بصائر الدرجات‏ : عن أبي سلمة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :

 كنت عند أبي : في اليوم الذي قبض فيه أبي محمد بن علي ، فأوصاني بأشياء في غسله و في كفنه ، و في دخوله قبره  .

 قال قلت : يا أبتاه و الله ما رأيت منذ اشتكيت أحسن هيئة منك اليوم ، و ما رأيت عليك أثر الموت  .

 قال : ي بني أ ما سمعت علي بن الحسين ناداني من وراء الجدر، أن يا محمد تعال عجل.

 بحار الأنوار ج46ص213ح4 .

 

و عن عيسى بن بشير عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر عليه السلام :

 لما حضرت : أبي علي بن الحسين عليه السلام الوفاة ، ضمني إلى صدره ، و قال :  يا بني : أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة ، و بما ذكر أن أباه أوصاه به ، ي بني : اصبر على الحق و إن كان مرا  .

 الكافي ج2ص91ح13 باب الصبر  .

 

و عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إن أبي عليه السلام : قال لي ذات يوم في مرضه : يا بني : أدخل أناسا ، من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم .

 قال : فأدخلت عليه أناسا منهم  .

 فقال : يا جعفر إذا أنا مت فغسلني و كفني ، و ارفع قبري أربع أصابع و رشه بالماء ، فلما خرجوا قلت : يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ، و لم ترد أن أدخل عليك قوم تشهدهم  .

 فقال : يا بني أردت أن لا تنازع  .

 بحار الأنوار ج46 ص 215 ح9  .

 

 في الكافي عن علي بن الحكم عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي أبي : يا جعفر ، أوقف لي من مالي كذا و كذا ، لنوادب تندبني عشر سنين ، بمنى أيام منى  .

 بحار الأنوار ج46ص220ح25 .

وقال القتيبي في عيون الأخبار : أن هشاما قال لزيد بن علي ما فعل أخوك البقرة فقال زيد سماه رسول الله باقر العلم و أنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذا .

ورحم الله زيد بن علي إذ قال :

ثوى باقر العلم في ملحد

إمام الورى طيب المولد

فمن لي سوى جعفر بعده

إمام الورى الأوحد الأمجد

أبا جعفر الخير أنت الإمام

و أنت المرجى لبلوى غد

 المناقب ج4ص197  .

 وأسأل الله سبحانه وتعالى : أن يثبتنا على منهج نبينا وآله الكرم صلى الله عليهم وسلم ، وأن يكفيكم أخوتي الكرام شر أعداء آل محمد من الأولين والآخرين ،  وأن ينصر الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض دائمين ،  وأن يدحر أعدائهم في كل حين ،  وأسأل الله العظيم اللطيف الشافي أن يشافي كل مريض وأن يقضي حوائجكم ،  والسلام عليكم ورحمة الله وبركانه  .

زيارة الإمام الباقر :

يا طيب : لأن أربعة من الأئمة مرقدهم جنب بعض في المدينة المنورة في البقيع الغرقد ، فكانت لهم زيارة مجتمعة ، فنذكر الصلاة الخاصة على الإمام ثم زيارتهم عليهم الصلاة والسلام :

الصَّلَاةُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام :

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، بَاقِرِ الْعِلْمِ  ، وَ إِمَامِ : الْهُدَى ، وَ قَائِدِ أَهْلِ التَّقْوَى ، وَ الْمُنْتَجَبِ مِنْ عِبَادِكَ  .

 اللَّهُمَّ : وَ كَمَ جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَ مَنَاراً لِبِلَادِكَ  ، وَ مُسْتَوْدَعاً : لِحِكْمَتِكَ ، وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ ، وَ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِ ، وَحَذَّرْتَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ  .

 فَصَلِّ عَلَيْهِ : يَا رَبِّ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيَائِكَ وَ أَصْفِيَائِكَ ، وَ رُسُلِكَ وَ أُمَنَائِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ  .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد للطوسي ج1ص400  . 

اللهم أمين : وبارك بشيعة أمير المؤمنين وبالكل الطيبين من الموالين وبالخصوص الحاضرين ، وثبتن على الصراط المستقيم وعبوديتك بهدى نبي الرحمة وآهل الطيبين الطاهرين ، حتى تسكنن معهم جنة النعيم في أعلى عليين ، فإنك وليك التوفيق وأنت أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين  .


السلام و الصلاة على أبي جعفر محمد بن علي الباقر :

السَّلَامُ : عَلَى سَمِيِّ نَبِيِّ الْهُدَى ، وَ بَاقِرِ عِلْمِ الْوَرَى ، مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ، الطُّهْرِ الطَّاهِرِ ، فَإِنَّهُ قَدْ أَظْهَرَ الدِّينَ وَ بَرَكَاتِهِ إِظْهَاراً ، وَ كَانَ لِلْإِسْلَامِ مَنَاراً ، مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَلِيِّكَ وَ ابْنِ وَلِيِّكَ ، وَ الصَّادِعِ بِالْحَقِّ ، وَ النَّاطِقِ بِالصِّدْقِ .

وَ الْبَاقِرِ لِلدِّينِ بَقْراً : وَ النَّاثِرِ الْعِلْمِ نَثْراً ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، وَ كَانَ لِأَمْرِكَ غَيْرَ مُكَاتِمٍ ، وَ لِعَدُوِّكَ مُرَاغِماً  .

فَقَضَى الْحَقَّ : الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ، وَ أَدَّى الْأَمْرَ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ ، وَ أَخْرَجَ مَنْ دَخَلَ فِي وَلَايَةِ عِبَادِكَ إِلَى وَلَايَتِكَ ، وَ أَدْخَلَ مَنْ خَرَجَ عَنْ عِبَادَتِكَ إِلَى عِبَادَةِ غَيْرِكَ فِي عِبَادَتِكَ ، وَ أَمَرَ بِطَاعَتِكَ ، وَ نَهَى‏ عَنْ مَعْصِيَتِكَ  .

فَأَحْيَا الْقُلُوبَ : بِالْهُدَى ، وَ أَخْرَجَهَا مِنَ الظُّلْمَةِ وَ الْعَمَى ، حَتَّى انْقَضَتْ دَوْلَتُهُ ، وَ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ ، وَ مَضَى بِدِينِ رَبِّهِ مُجَاهِراً ، وَ لِلْعِلْمِ فِي خَلْقِهِ بَاقِراً ، سَمِيِّ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ شَبِيهِهِ فِي فِعْلِهِ  .

 دَوَاءً : لِأَهْلِ الِانْتِفَاعِ ، وَ هُدًى لِمَنْ أَنَابَ وَ أَطَاعَ ، وَ مَنْهَلًا لِلْوَارِدِ وَ الصَّادِرِ ، وَ مَطْلَباً لِلْعِلْمِ مِنْهُ يُمْتَارُ  .

اللَّهُمَّ : كَمَ جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِي‏ءُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ ، وَ إِمَاماً يَهْتَدِي بِهِ الْمُتَّقُونَ ، حَتَّى أَظْهَرَ دِينَكَ ، وَ أَعْلَنَ أَمْرَكَ ، وَ أَعْلَى الدَّعْوَةَ لَكَ ، وَ نَطَقَ بِأَمْرِكَ ، وَ دَعَا إِلَى جَنَّتِكَ ، فَعَزَّ بِهِ وَلِيُّكَ ، وَ ذَلَّ بِهِ عَدُوُّكَ  .

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَيْهِ أَنْتَ وَ مَلَائِكَتُكَ ، وَ أَنْبِيَاؤُكَ وَ رُسُلُكَ ، وَ أَوْلِيَاؤُكَ وَ عِبَادُكَ مِنْ أَهْلِ طَاعَتِكَ  .

اللَّهُمَّ : فَأَعْطِهِ سُؤْلَهُ ، وَ بَلِّغْهُ أَمَلَهُ ، وَ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ ، وَ أَعْلِ مَكَانَهُ ، وَ ارْفَعْ ذِكْرَهُ ، وَ أَعِزَّ نَصْرَهُ ، وَ شَرِّفْهُ فِي الشَّرَفِ الْأَعْلَى ، مَعَ آبَائِهِ الْمُقَرَّبِينَ الْأَخْيَارِ ، السَّابِقِينَ الْأَبْرَارِ ، الْمُطَهَّرِينَ ، الَّذِينَ‏ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ‏ ، وَ اجْزِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ ، خَيْرَ جَزَاءِ الْمَجْزِيِّينَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ  .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ بَلِّغْهُ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَ السَّلَامَ ، وَ ارْدُدْ عَلَيْنَا مِنْهُ التَّحِيَّةَ وَ السَّلَامَ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ  .

بحار الأنوار ج99ص224  .


 

زيارة مراقد الأئمة بالبقيع‏:

 الحسن بن علي بن أبي طالب : و علي بن الحسين ، و محمد بن علي الباقر ، و جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام :

فإذا أتيت : قبور الأئمة بالبقيع ، فاجعلها بين يديك ، ثم قل :

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ : يَا أَئِمَّةَ الْهُدَى ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ التَّقْوَى ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا حُجَجَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْقَوَّامُونَ فِي الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الصَّفْوَةِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ النَّجْوَى .

 أَشْهَدُ أَنَّكُمْ : قَدْ بَلَّغْتُمْ وَ نَصَحْتُمْ ، وَ صَبَرْتُمْ فِي‏ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ كُذِّبْتُمْ ، وَ أُسِي‏ءَ إِلَيْكُمْ ، فَغَفَرْتُمْ  .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ : الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ ، وَ أَنَّ طَاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ ، وَ أَنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ ، وَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجَابُوا ، وَ أَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطَاعُوا ، وَ أَنَّكُمْ دَعَائِمُ الدِّينِ ، وَ أَرْكَانُ الْأَرْضِ  .

لَمْ تَزَالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ : يَنْسَخُكُمْ فِي أَصْلَابِ الْمُطَهَّرِينَ ، وَ يَنْقُلُكُمْ فِي أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ ، وَ لَمْ تَشْرَكْ فِيكُمْ فِتَنُ الْأَهْوَاءِ ، طِبْتُمْ وَ طَابَتْ مَنْبِتُكُمْ  .

أَنْتُمُ الَّذِينَ : مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنَا دَيَّانُ الدِّينِ ، فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ، وَ جَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنَا ، وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا ، إِذَا اخْتَارَكُمْ لَنَا ، وَ طَيَّبَ خَلْقَنَا بِمَا مَنَّ عَلَيْنَا مِنْ وَلَايَتِكُمْ ، وَ كُنَّا عِنْدَهُ بِفَضْلِكُمْ مُعْتَرِفِينَ ، وَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ مُقِرِّينَ  .

وَ هَذَا مَقَامُ : مَنْ أَسْرَفَ وَ أَخْطَأَ ، وَ اسْتَكَانَ وَ أَقَرَّ بِمَا جَنَى ، وَ رَجَ بِمَقَامِهِ الْخَلَاصَ ، وَ أَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكَى مِنَ النَّارِ ، فَكُونُوا لِي شُفَعَاءَ ، فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيَا ، وَ اتَّخَذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً ، وَ اسْتَكْبَرُو عَنْها  .

يَا مَنْ هُوَ : قَائِمٌ لَا يَسْهُو ، وَ دَائِمٌ لَا يَلْهُو ، وَ مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ ، لَكَ الْمَنُّ بِمَا وَفَّقْتَنِي ، وَ عَرَّفْتَنِي بِمَا ائْتَمَنْتَنِي عَلَيْهِ ، إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبَادُكَ ، وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَهُمْ ، وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِمْ ، وَ مَالُوا إِلَى سِوَاهُمْ ، فَكَانَتِ الْمِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ ، مَعَ أَقْوَامٍ خَصَصْتَهُمْ بِمَا خَصَصْتَنِي بِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقَامِي مَكْتُوبا، ً فَلَا تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ ، وَ لَا تُخَيِّبْنِي فِيمَا دَعَوْتُ ، وَ ادْعُ لِنَفْسِكَ بِمَا أَحْبَبْتَ  .

ثم صل ثمان ركعات : في المسجد الذي هناك و تقرأ فيها ما أحببت و تسلم في كل ركعتين و يقال إنه مكان صلت فيه فاطمة عليها السلام  .

من لا يحضره الفقيه ج‏2ص576  .

تكملة

شرح ومعاني أبوذية علم

معنى باقر العلم

صحيفة الإمام الباقر عليه السلام

الأبوذية ومعاني باقر العلم

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

الولاء لسيدنا و إمامنا باقر علم

فتق المعارف الإلهية وهو بها علم

تعلمه وبها تعبد ولمن تحب علم

تنال رضا الله و تفوز بجنة علية

شرح معاني الأبوذية باقر العلم:

السلام والصلاة والطاعة و الولاء لسيدي وإمامي باقر علم

معنى باقر العلم الباحث المحقق :

علم : معرفة وعَلِم الشيء بالكسر يعلمه عِلْماً عرفه ، ورجل عَلاَّمةٌ أي عالِمٌ جد والهاء للمُبالغة و عَلِمَ الخَبَرَ : عَرَفَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ ، الْعِلْمُ نُورٌ مَا يَقْذِفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ مَنْ يُحِبُّ ، وباقر علم وباقر العلم  المتوسّع في العلم ، لأَنه‏ بقر العلم  وتَبقَّر به عرف تفاصيله وجميع أصوله وفروعه وأحواله ، وإن تسميته الإمام الخامس أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، باسم لقب بالباقر في أحاديث كثيرة ، وبأسلوب متنوع منها باقر علم النبي ، باقر علم النبيين ، باقر علم الأولين والآخرين،  باقر العلم ، الباقر مطلق بدون تخصيص وإضافة وغيرها ،في أحاديث كثيرة  .

 

أحاديث لقب الإمام باقر العلم :

 ومنها : في حديث عن أمير المؤمنين عن رسول الله قال في حديث طويل: . .  الأوصياء إلى أن يردوا علي حوضي كلهم هاد مهتد ، لا يضرهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه‏ و لا يفارقهم، بهم ينصر الله أمتي و بهم يمطرون و يدفع عنهم بمستجاب دعوتهم‏  .

 فقلت‏ : يا رسول الله سمهم لي ؟

 فقال : ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن ، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين ، ثُمَّ ابْنُ ابْنِي هَذَا وَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ ابْنٌ لَهُ عَلَى اسْمِي اسْمُهُ مُحَمَّدٌ بَاقِرُ عِلْمِي‏ وَ خَازِنُ وَحْيِ اللَّهِ ، وَ سَيُولَدُ عَلِيٌّ فِي حَيَاتِكَ يَا أَخِي فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ، فَقَالَ : سَيُولَدُ لَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَيَاتِكَ‏، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ . . . .

كتاب سليم بن قيس ج2ص620ح10  .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : روي بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي رحمه الله قال :

 دخلت : على رسول الله صلى الله عليه وآل ، فلما نظر إلي فقال :

 يا سلمان : إن الله عز و جل لن يبعث نبيا و لا رسولا إلا و له اثنا عشر نقيبا  .

قال قلت : يا رسول الله عرفت هذا من أهل الكتابين  . قال : يا سلمان هل عرفت نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله تعالى للإمامة من بعدي ؟

فقلت : الله و رسوله أعلم  .

فقال : ي سلمان ، خلقني الله تعالى من صفوة نوره و دعاني فأطعته ، فخلق من نوري عليا و دعاه فأطاعه ، فخلق من نوري و نور علي فاطمة و دعاها فأطاعته ، فخلق مني و من علي و فاطمة الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه  .

 فسمانا الله تعالى:  بخمسة أسماء من أسمائه ، فالله تعالى المحمود و أنا محمد ، و الله العلي و هذ علي ، و الله الفاطر و هذه فاطمة ، و الله ذو الإحسان و هذا الحسن، والله المحسن و هذا الحسين  .

و خلق : من نور الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه ، من قبل أن يخلق الله تعالى سماء مبنية وأرضا مدحية أو هواء أو ملكا أو بشرا ، و كنا أنوارا نسبحه و نسمع له و نطيع  . قال فقلت : يا رسول الله بأبي أنت و أمي ، ما لمن عرف هؤلاء حق معرفتهم ؟

فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم و اقتدى بهم فوالاهم و تبرأ من عدوهم ، كان و الله منا يرد حيث نرد و يكن حيث نكن  . فقلت : يا رسول الله ، فهل إيمان بغير معرفتهم بأسمائهم و أنسابهم ؟ فقال : لا يا سلمان  .

قلت : ي رسول الله ، فأنى لي بهم ؟

فقال : قد عرفت إلى الحسين ؟ قلت : نعم  .

قال رسول الله : ثم سيد العابدين‏ علي بن الحسين .

 ثُمَّ ابْنُهُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بَاقِرُ عِلْمِ‏ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ .

ثم جعفر : بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه صبرا في الله تعالى ، ثم علي بن موسى الرضا الراضي بسر الله تعالى ، ثم محمد بن علي المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على سر الله ، ثم م‏ح‏م‏د الناطق القائم بحق الله تعالى  .

قال سلمان : فبكيت ، ثم قلت : يا رسول الله إني مؤجل إلى عهدهم ؟

قال يا سلمان اقر : { فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا  لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ  وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) }  الإسراء ، قال رحمه الله : فاشتد بكائي و شوقي ، قلت : يا رسول الله أ بعهد منك  .

فقال صلى الله عليه وآله : إي و الذي بعثني و أرسلني لبعهد مني و بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة أئمة من ولد الحسين ، و بك و من هو منا و مظلوم فينا، و كل من محض الإيمان محضا  .

إي و الله : يا سلمان ، ثم ليحضرن إبليس و جنوده و كل من محض الكفر محضا حتى يؤخذ بالقصاص ، و الأوتاد والأوتار و التراث و لا يظلم ربك أحدا  .

و نحن تأويل هذه الآية : {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ  وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُو يَحْذَرُونَ (6) } القصص  .

 قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله ، و ما يبالي سلمان كيف لقي الموت أو لقاه  .

مصباح الشريعة ص63ب28ح14،6 .

وفي حديث خطبة النبي صلى الله عليه وآله : عن سلمان قال في حديث طويل .

 قال رسول الله في عدد الأئمة : أولهم علي بن أبي طالب ، و بعده سبطاي ، و بعدهما علي زين العابدين ، وَ بَعْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بَاقِرُ عِلْمِ‏ النَّبِيِّينَ‏ ، و الصادق جعفر بن محمد ، و ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران ، و الذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ، ثم ابنه محمد ، و الصادقان علي و الحسن ، و الحجة القائم المنتظر ، في غيبته فإنهم عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي وحكمهم حكمي من آذاني فيهم فل أناله الله شفاعتي .

كفاية الأثر 42 .

 

وفي زيارة : الإمام الرضا عليه السلام صلاة وسلام على كل أئمة ومنها : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَ وَلِيِّ دِينِكَ وَ خَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ بَاقِرِ عِلْمِ‏ النَّبِيِّينَ الْقَائِمِ بِعَدْلِكَ وَ الدَّاعِي إِلَى دِينِكَ وَ دِينِ آبَائِهِ الصَّادِقِينَ صَلَاةً لَا يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهَ غَيْرُكَ  .

كامل الزيارات ص311ب102  .

 

وفي حديث جابر : في بلاغه السلام عن رسول الله للإمام الباقر : يَقُولُ لَكَ رسول الله ، يَ بَاقِرَ عِلْمِ‏ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ بُورِكْتَ كَثِيراً حَيّاً وَ مَيِّتاً  . . .  فَلِأَجْلِ ذَلِكَ سُمِّيَ الْبَاقِرَ .

الهداية الكبرى ص 237 .

 

وعن أبو حمزة الثمالي : في دعاء طويل يذكر تمجيد الله ثم الأئمة ، منه : وَ بَاقِرِ عِلْمِ‏ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ الدَّلِيلِ عَلَى أَمْرِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمُقْتَدِي بِآبَائِهِ الصَّالِحِينَ وَ كَهْفِ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ  . . . .

مهج الدعوات ص167  .

وفي دعاء قاف وهو طويل جاء فيه : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ  . .  بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بَاقِرِ عِلْمِ‏ الدِّينِ  . البلد الأمين ص366 .


 

أحاديث الإمام في العلم :

يا طيب : بعد أن عرفنا أن الإمام الخامس والمعصوم السابع لقب بالباقر بأمر رسول الله عن الله تعالى ، وفي كثير من الأحاديث ، نذكر بعض الشيء عنه علمه الحق وتعليمه الصادق الذي يعبد به الله كما يحب ويرضا ، وبأحاديث عنه ، ومنها في تفسير العياشي‏ عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول:

{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ  أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269)} البقرة  .

قال عليه السلام : معرفة الإمام  .

  و اجتناب : الكبائر التي أوجب الله عليها النار  .

بحار الأنوار ج1ص215ب6ح24  .

في الكافي : عن بريد العجلي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

بنا عبد الله : و بنا عرف الله ،  و بنا وحد الله تبارك و تعالى ، و محمد حجاب الله تبارك و تعالى  .

الكافي ج1ص145ح10  .

 

وفي الكافي : عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال :

سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : العلم : علمان :

فعلم : عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه  .

و علم علمه : ملائكته و رسله ، فما علمه ملائكته و رسله ، فإنه سيكون لا يكذب نفسه ، و لا ملائكته ، و لا رسله  .

و علم : عنده مخزون، يقدم منه ما يشاء، ويؤخر منه ما يشاء ، ويثبت ما يشاء  .

الكافي ج1ص147ح6  .

 

وفي بصائر الدرجات بسنده : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

لسلمة بن كهيل و الحكم بن عتيبة :

شرقا و غربا ، لن تجد علما صحيحا  .

إلا شيئا : يخرج من عندنا أهل البيت  .

بحار الأنوار ج2ص92ب14ح20  .

وعن محمد بن الفضيل عن الثمالي قال :

  سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) } القصص .

قال عليه السلام : عنى الله بها من اتخذ دينه رأيه ، من غير إمام من أئمة الهدى  .

بحار الأنوار ج2ص93ب14ح 23  .

 

وعن محمد بن يحيى عن جابر قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

يا جابر : لو كنا نفتي الناس برأينا و هوانا ، لكنا من الهالكين  .

و لكنا نفتيهم : بآثار من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  .

و أصول علم عندنا : نتوارثها كابرا عن كابر  .

نكنزها : كما يكنز هؤلاء ذهبهم و فضتهم  .

بحار الأنوار ج2ص172ب23ح3  .

و قال الإمام الباقر أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام حين أراد ركب دابته :  الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، و علمنا القرآن ، و من علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم  . و الحمد لله : الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إن إلى‏ ربنا لمنقلبون  . و الحمد لله رب العالمين  .

المحاسن ج2ص353ح41  .

يا طيب : ما ذكرنا هن مأخوذ من صحيفة الإمام الباقر عليه السلام ، وفيها تفصيل أكثر إن أحببت فراجع ، تجد ما يسرك إن شاء الله .

 

 

فتق  المعارف الربانية و نشر الهدى الإلاهي و صار به علم

معنى عَلَم الشخصية البارزة :

علم :عَلَم بارز في العلم مشهور ، سيِّدُ القوم  المَعْلم ، العَلَمُ بفتحتين العَلاَمةُ وهو أيضا الجبل و عَلَمُ الثوب والراية أعْلَمَ الفارس جعل لنفسه عَلاَمَة الشجعان ، أَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمٍ : عَلَى جَبَلٍ ، كِنَايَةً عَنْ أَنَّهُ مَعْرُوفٌ وَمَشْهُورٌ  . هُوَ عَلَمٌ مِنْ أَعْلاَمِ الْفِكْرِ ، العَلَمُ : شيء منصوبٌ في الطريق يُهتدَى به ، العَلَمُ : لواء ؛ راية لبلد أو ولاية أو مدينة ، ولهذ يقال لمن يضع صورته في الفيس بوك وغيره علم أي إنك إنسان فاضل معروف بالخير والنبل والشهامة والكرامة وما يشير له بالمدح والثناء .

والإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام : علم من أعلام الدين والفكر والهدى ، وعرف فضله وشأنه الكريم في العلم ونشره كل من كتب في الحديث والتفسير والتأريخ الإسلامي ، ويكفي أنه بعد رفع الظلم عن أهل البيت وخف العداء لهم من بني أمية ولهوهم بالملك ، فقام بنشر العلم الإلهي الحق والدين الرباني وتعاليمه الصادقة ، وعلمها ونشره في أفاق الدولة الإسلامية ، حتى أظهر الحق وأصلح ما فسد من أمور المسلمين ، وتعلم منه من يطلب معرفة عظمة الله وهداه ودينه الحق من المؤمنين ، ولمعرفة هذا نذكر :

 

أحاديث علمه والرواة عنه :

في المحاسن‏ : عن أبي لبيد البحراني عن أبي جعفر عليه السلام : أنه أتاه رجل بمكة فقال له : يا محمد بن علي ، أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلا و له حد ؟

فقال أبو جعفر عليه السلام : نعم أنا أقول: إنه ليس شيء : مما خلق الله صغيرا و كبيرا ، إلا و قد جعل الله له حدا ، إذا جوز به ذلك الحد ، فقد تعدي حد الله فيه  .

فقال : فم حد مائدتك هذه ؟

 قال : تذكر اسم الله حين توضع ، و تحمد الله حين ترفع ، و تقم ما تحتها  .

قال : فم حد كوزك هذا ؟

 قال : ل تشرب من موضع أذنه ، و لا من موضع كسره ، فإنه مقعد الشيطان ، و إذا وضعته على فيك ، فاذكر اسم الله ، و إذا رفعته عن فيك فاحمد الله ، و تنفس فيه ثلاثة أنفاس ، فإن النفس الواحد يكره  . بحار الأنوار ج2ص170ب22ح10  .

 

وفي الكافي : عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

 إذا حدثتكم  بشيء ، فاسألوني من كتاب الله  .

ثم قال في بعض حديثه : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

نهى : عن القيل و القال ، و فساد المال ، و كثرة السؤال  .

فقيل له : يا ابن رسول الله ، أين هذا من كتاب الله ؟

 قال عليه السلام : إن الله عز و جل يقول :

{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ   إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ   أَوْ مَعْرُوفٍ  أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ  وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114) } النساء .

وَ قَالَ : {  وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً (5)} النساء .

وَ قَالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)  } المائدة  .

الكافي ج1ص60ح5  .

يا طيب : طبعا كثرة السؤال متعنتا لا مستفهما ، أو السؤال عن أمور لم تكن نافعة وليست من صلب الدين ، أو طلب توضيح ما تعلم بأن ليس من المصلحة الجواب عليه في هذا الحال لأنه قد يلقي بصاحبه أو من يسمعه بمشاكل ، مثل قول الرسول أنا أعرف كل منكم بنسبه وسببه ، قام له من عرفه بصحبته فألح على معرفة نسبه فنسب لغير أبيه فخزي ، ومثل مسألة الحج في كل سنة ، فحين عرف مسائله أخذوا يلحون عليه أفي  كل عام ، فكان يسكت ، بعدها قال ما معناه ، لا تسألوا يكفي سنة واحدة ، ويبين استحبابه في كل سنة ، والواجب مرة ، ولو قال نعم لوجب كل سنة ، وغيرها الكثير  .

ويا طيب : في الحقيقة العلم الحقيقي والشهرة الكريمة هي الإيمان وعبودية الله ، والتطهير الحاصل بالإخلاص لله تعالى وفق تعالميه التي عرفنا بها النبي وآله ، ويجب تعلمه منهم والعمل بها ثم تعليمها ونشرها قدر المستطاع فيكون العبد المؤمن منهم ومعهم .

وفي المناقب : عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، سمعته يقول :

إنا : علمنا منطق الطير ، و أوتينا من كل شيء  .

و يقال : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليه السلام من العلوم ، ما ظهر منه من التفسير و الكلام و الفتيا و الأحكام و الحلال و الحرام  .

قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث  .

و قد روي عنه : معالم الدين بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين ، فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري  .

و من التابعين  نحو جابر بن يزيد الجعفي ، و كيسان السختاني صاحب الصوفية  .

 و من الفقهاء : نحو ابن المبارك ، و الزهري ، و الأوزاعي ، و أبو حنيفة ، و مالك ، و الشافعي ، و زياد بن المنذر النهدي  .

و من المصنفين : نحو الطبري ، و البلاذري ، و السلامي ، و الخطيب في تواريخهم ، و في الموطأ ، و شرف المصطفى ، و الإبانة ، و حلية الأولياء ، و سنن أبي داود  . و الألكاني ، و مسندي أبي حنيفة ، و المروزي ، و ترغيب الأصفهاني ، و بسيط الواحدي ، و تفسير النقاش ، و الزمخشري ، و معرفة أصول الحديث ، و رسالة السمعاني  .

فيقولون : قال محمد بن علي  .

 و ربما قالوا : قال محمد الباقر ، و لذلك لقبه رسول الله بباقر العلم ، و حديث جابر مشهور معروف ، رواه فقهاء المدينة و العراق كلهم  .

المناقب ج4 ص196  .

يا طيب : كل المعاصرين له أقروا له بالفضل عليهم ، وكذا  كل المؤلفين من بعدهم ممن عنده قليل من الإنصاف يقر للإمام الباقر عليه السلام بالعلم والمعرفة بما لا يقر به لغيره ، ويكفي أنه نشرت عنه أحاديث كثيرة جدا تبين فضله عليه السلام ، وإن أحببت المزيد راجع صحيفته فصل فضله على أهل زمانه ، تجد ما يسرك إن شاء الله .

 


 

فيا طيب تعلم أحاديثه وبها اطع ربك مخلص ولمن تحب علم

تنال رضا الله و تصلح لك الدنيا و الآخرة و تفوز بجنة علية

معنى علِّم أفهم غيرك :

علم : فعل ، عَلِّمْ لمن تحب ، علم الهدى الحق عن الباقر وآله عليهم السلام ، و اسْتَعْلَمهُ الخبر فأعْلَمَه إياه ، عَلَّ مَ: علَّمَ تعليمًا فهو مُعلِّم ، والمفعول مُعلَّم ، والتعلم والعلم هو أول ما علم به الله وهو عمل الأنبياء ورسالتهم والأئمة وهداهم ، ومن تعلم منهم وعَلَّم فله فضل كبير وأجر جزيل  .

 وقد قال الله تعالى :

{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ (31) } البقرة  .

 وقال سبحانه : { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي  عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } العلق . وآيات العلم وفضله كثيرة نكتفي بما ذكر:

 ومنها قال في حق سيد المرسلين : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ  وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152)  } البقرة  .

 وجاء في حق النبي وآله : آيات كثيرة تعرفهم بالعلم والكتاب والحكمة والرسوخ بالعلم وأنه تعالى جعلهم أئمة يهدون بأمره ، وأنه عندهم علم الكتاب والذكر ويجب سؤالهم ، وأنهم المنعم عليهم بالصراط المستقيم وهداه ، وصدقهم بآية المباهلة وطهرهم وصلى وسلم عليهم في آية الصلاة على النبي ، ومن جميل ما قال في الآل وآل محمد هم آل إبراهيم عليهم الصلاة والسلام :

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ  وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) } النساء  .

 والملك العظيم : وهو علم الكتاب والحكمة ومختص بالنبي وآله ومن تعلم منهم دون من خالفهم وضل عنهم  .

 ولذا يجب على المؤمنين : أن ينفر قسم وطائفة منهم يتعلموا هدى الله منهم ويعلموه ، كما قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ  لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) } التوبة ، ومن يعلم هدى الله له أعلى الدرجات وأكمل الثواب  .

وفي معاني الأخبار : عن يزيد الرزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

قال الإمام أبو جعفر الباقر لأبنه الصادق عليهم السلام :

يا بني : اعرف منازل الشيعة ، على قدر روايتهم و معرفتهم  .

فإن المعرفة : هي الدراية للرواية  .

و بالدرايات للروايات : يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان  .

إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام : فوجدت في الكتاب :

أن قيمة كل امرئ ، قدره معرفته ، إن الله تبارك و تعالى  .

يحاسب الناس: على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا  .

بحار الأنوار ج1ص106ح2 باب 3  .

وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

تفقهوا : و إلا فأنتم أعراب  .

بحار الأنوار ج1ص214 ب 6  .

وعن المحاسن في قال أبو جعفر الباقر عليه السلام :

لو أتيت بشاب : من شباب الشيعة   .

لا يتفقه : في الدين ، لأوجعته  .

 بحار الأنوار ج1ص214ب6ح17

في تفسير العياشي‏ عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام :

و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا   .

قال المعرفة  .

بحار الأنوار ج1ص215ب6ح23  .

ويا طيب : بعد أن عرفنا فضل العلم والتعلم ومعلميه بحق ، نذكر بعض الثواب لمن كان تلميذ لآل محمد صلى الله عليهم وسلم وعبد الله بهداهم ، وعلم وعرف معارفهم :

 عن جابر الجعفي قال : كنت مع محمد بن‏ علي‏ الباقر‏ فقال عليه السلام :

 يا جابر : خلقنا نحن و محبينا من طينة واحدة بيضاء نقية من أعلى عليين ، فخلقنا نحن من أعلاه و خلق محبونا من دونها ، فإذا كان يوم القيامة التفت العليا بالسفلى  .

و إذا كان يوم القيامة : ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبينا ، و ضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا ، فأين ترى : يصير الله نبيه و ذريته ، و أين ترى يصير ذريته ومحبيها ؟

فضرب : جابر يده على يده ، فقال : دخلناها و رب الكعبة ثلاثا .

بصائر الدرجات ج1ص15ح6  .

نعم : بإذن الله تعالى دخلنا الجنة ورب الكعبة  .

وعن فرات الكوفي : بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد بن‏ علي‏ الباقر عليه السلام‏ قال: قال الله تعالى‏ في كتابه‏: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) } طه ، قال : و الله لو أنه تاب ، و آمن ، و عمل صالحا ، و لم يهتد إلى ولايتنا و مودتنا و يعرف فضلنا ، ما أغنى عنه ذلك شيئا .

تفسير فرات الكوفي ص258 سورة طه .

وهنيئا : لمن تعلم من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وعمل به مخلصا ، وعلمه لمن أحب ومن في حيطته ولو يقرأ لهم حديثا واحدا أثناء محادثة أو جلسة أو في أي حال ممكن ، أو ينشره على المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك والواتساب والفايبر والأنستكرام والتلجرام واللاين وكوكل بلاس أو غيرها ، ويتحف أصدقائه وأحبائه بكلام الطيبين الطاهرين ، ويعلمهم شيء من هدى رب العالمين ، ليكون ناشر لعلم الهدى ومعلم من معلمي معارف آل محمد عليهم الصلاة والسلام ودين رب العالمين عز وجل  .

 

نص أبوذية علم كامل مطول :

السلام والصلاة والطاعة و الولاء لسيدي وإمامي باقر علم

فتق  المعارف الربانية و نشر الهدى الإلاهي و صار به  علم

فيا طيب تعلم أحاديثه وبها اطع ربك مخلصا ولمن تحب علم

تنال رضا الله و تصلح لك الدنيا و الآخرة و تفوز بجنة علية

تكملة

شرح معاني أبو ذية باقر

معنى باقر

صحيفة الإمام الباقر عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

سلام الله على أمامن محمد الباقر

أطلب معارفه وكن أنت لها الباقر

ولا تتبع من كان للفتنة هو الباقر

وأورد المسلمين الشرور وكل بليه

سلام الله وصلاته على أمامنا الخامس ولي أمر الله  محمد الباقر

معنى اسم الباقر :

باقِر: اسم لقب ، الباقِرُ : المتوسّع في العلم ، لأَنه‏ بقر العلم و عرف أَصله و استنبط فرعه و تَبقَّر به ، وبه سُمِّيَ ولُقب الإمام الخامس والمعصوم السابع الباقر أبو جعفر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين أخ الحسن بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت المصطفى محمد سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم ، ولد في المدية المنورة 1 رجب أو ٣ صفر سنة ٥٧ ه ، ومدة إمامته ١٩ سنة ، أستشهد في ٧ ذي الحجة سنة ١١٤ ه وعمره الشريف ٥٧ عاماً ،  مرقده الشريف في المدينة المنورة بقيع الغرقد تلو بيه زين العابدين وعمه الحسن المجتبى عليهم الصلاة والسلام  .

 


 

 

يا طيب أطلب معارف هدى الله منه ولمسائله كن لها أنت الباقر

معنى الباقر الباحث المحقق :

باقِر : انت لها الباقر ، فاعل من بَقَرَ ، بَقَرَ الحَديثَ : أَوْضَحَهُ وَكَشَفَ عَنْهُ ، بَقَرَ الأرْضَ : خَبَرَها وَعَرَفَ مَوْضِعَ الماءِ فيها ، بَقَرَ الْمَسْأَلَةَ وَعَنْها : بَحَثَ فيها بِدِقَّةٍ وَإِمْعانٍ ، بَقَرَ في أَهْلِهِ : فَتَّشَ أَمْرَهُمْ وَعَرَفَ أَحْوالَهُمْ  .

فيا طيب : تعلم بتحقيق وتدقيق وبحث مجد مجتهد ، وبتدبر وتفهم لمعارف علوم الإمام الباقر وآله صلى الله عليهم وسلم ، وطبقها وعلمها لمن تحب ، تنال ثواب العلماء وأعلى ثواب العباد ، وتنال رضا الله وجنته ، ولمعرفة فضل من ينشر العلم بتفهم نذكر بعض الأحاديث :

قال الإمام الباقر عليه السلام :

 إن حديثنا : يحيي القلوب‏ ، و قال : منفعته في الدين أشد على الشيطان من عبادة سبعين ألف عابد .

وعن مسعر بن كدام قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :

لمجلس : أجلسه إلى من أثق به ، أوثق في نفسي ، من عمل سنة  .

الكافي ج1ص39ح5 .

زعن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

رحم الله : عبدا أحيا العلم  . قال قلت : و ما إحياؤه ؟

 قال عليه السلام : أن يذاكر به أهل الدين ، و أهل الورع  .

الكافي ج1ص41ح7 .

وعن منصور الصيقل قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : تذاكر : العلم دراسة ، و الدراسة صلاة حسنة  .

الكافي ج1ص41ح9 باب سؤال العالم وتذاكره.

وعن أبان عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا جعفر عليه السلام :

ما حق الله : على العباد ؟

 قال عليه السلام : أن يقولوا ما يعلمون ، و يقفوا عند ما لا يعلمون  .

الكافي ج1ص43ح7 ب .

فمن تعلم : من آل محمد نجى وسار بصراط مستقيم بهدى المنعم عليهم لرضا الله وعبوديته الحقة وثوابه ، وإلا من تركهم وتبع من أنحرف عنهم فهو معهم كما في آخر سورة الفاتحة ، لأن من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عملهم أشرك معهم  .


 

 

و لا تتبع مخالف لتعاليمه و بفتنته لتفريق الشمل  كان هو الباقر

فجعل المسلمين  مذاهب  شقق وحدتهم  و أوردهم شر كل بليه

معنى باقر الفتنة :

باقِر : بَقَرَ:  فعل بقَرَ يَبقُر ، بَقْرًا ، فهو باقِر ، والمفعول مَبْقور ، بَقَرَ بَطْنَهُ : شَقَّهُ  فَتَحَهُ ، بَقَرَ الغُزاةُ بُطونَ النِّساءِ ، ويوم البقر ، بَقَرَت الفتنةُ القومَ : فَرَّقَتْهُمْ وصَدَّعَتْ أُلفتَهم ، وفي الحديث: ستأتي على الناس فتنة باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْران  . وفسرها الإمام علي في الخطبة الشقشقية ، وفاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية ، وكذا أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وظاهر الفتنة وباطنها عند من أنحرف عنهم ومن قاتلهم وأتباعهم وعند من منعهم ومنع شيعة أهل البيت من بيان حقائق الهدى والدين عندهم :

قال الإمام الباقر عليه السلام:

 إياكم : والجهال من المتعبدين ، والفجار من العلماء ، فإنهم فتنة كل مفتون  .

قرب الإسناد ص70ح226 .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : و قد قال رسول الله‏ صلى الله عليه وآله :

 لتشملنكم فتنة : يربو فيها الوليد و ينشأ فيها الكبير ، يجري الناس عليها و يتخذونها سنة ، فإذ غير منها شيء قالوا أتى الناس منكرا غيرت السنة  .

وقال سليم بن قيس في كتابه : فلما مات الحسن بن علي عليه السلام ، لم يزل الفتنة و البلاء يعظمان و يشتدان ، فلم يبق ولي لله إلا خائفا على دمه ، أو مقتول أو طريد أو شريد ، و لم يبق عدو لله إلا مظهرا حجته غير مستتر ببدعته و ضلالته‏  . . . . .

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج‏2ص788  .

 

وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام في أحد خطبه أيها الناس :

 أنا الذي : فقأت‏ عين الفتنة ، و لم يكن ليجترئ عليها غيري ، و ايم الله لو لم أكن فيكم لم قوتل أهل الجمل ، و لا أهل صفين‏ ، و لا أهل النهروان ، و ايم الله  لو لا أن تتكلمو و تدعوا العمل لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه لمن قاتلهم مستبصرا في ضلالتهم عارفا بالهدى الذي نحن عليه  .

 ثم قال عليه السلام : سلوني عما شئتم قبل أن تفقدوني ، فو الله إني بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض، أنا يعسوب المؤمنين ، وأول السابقين، وإمام المتقين ، وخاتم الوصيين ، ووارث النبيين ، و خليفة رب العالمين  . . . . .

وقال عن البلاي : إن من ورائكم أمورا ملتجة مجلجلة ، و بلاء مكلحا مبلحا ،  . . .

و قال عليه السلام : إن الفتن إذا أقبلت شبهت‏ ، و إذا أدبرت أسفرت ، و إن‏ الفتن لها موج كموج البحر ، و إعصار كإعصار الريح تصيب بلدا و تخطئ الآخر ، فانظروا أقواما كانو أصحاب الرايات يوم بدر فانصروهم تنصروا و توجروا و تعذروا  .

 ألا إن : أخوف الفتن عليكم من بعدي فتنة بني أمية ، إنها فتنة عمياء صماء مطبقة مظلمة ، عمت فتنتها ، و خصت بليتها ، أصاب البلاء من أبصر فيها ، و أخطأ البلاء من عمي عنها ، أهل باطلها ظاهرون على أهل حقها ، يملئون الأرض بدعا و ظلما و جورا  . . . . .

 فقام رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما نصنع في ذلك الزمان ؟

 قال عليه السلام : انظروا أهل بيت نبيكم ، فإن لبدوا فالبدوا، و إن استصرخوكم‏  فانصروهم تؤجروا ، فلا تسبقوهم فتصرعكم البلية  . كتاب سليم ج2ص712ح17  .

وفي معنى الفتن : والانحراف عن الهدى الحق بيان واسع ، نكتفي به بهذا المختصر ، وإن الانحراف عن آل البيت بدأ حين انقلب الناس عنهم بعد وفات النبي الأكرم وغصبوا حقهم ، وإن حدوث المذاهب نشأت في زمن أبن الإمام الباقر جعفر الصادق عليه السلام بأمر المنصور والرشيد والمتوكل ، وأسس أساسهم الأوائل ، وقد بينا هذا في المحاضرات الإسلامية فراجع

 

الأبوذية كاملة مطولة :

سلام الله وصلاته  على أمامنا الخامس  ولي أمر الله  محمد الباقر

يا طيب أطلب معارف هدى الله منه ولمسائله كن لها أنت الباقر

و ل تتبع مخالف لتعاليمه و بفتنته لتفريق الشمل  كان هو الباقر

فجعل المسلمين  مذاهب  شقق وحدتهم  و أوردهم شر كل بليه

 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

صحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام
وشرح معنى الباقر و علم
تأليف وتحقيق وإعداد
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موقع موسوعة صحف الطيبين

لتصفح صحيفة الإمام محمد الباقر عليه السلام على الانترنيت صفحة ويب يمكن الاقتباس منها و للنسخ ثم اللصق في المواقع الاجتماعية
www.alanbare.com/5

ملف بي دي أف جيد للمطالعة والقراءة
www.alanbare.com/hmzh/hmzh.pdf

محاضرة في شهادة الإمام الباقر يمكن الاستفادة منها لمعرفة بعض شأنه الكريم :
www.alanbare.com/5/5.mp3





  ف ✐

  ✺ ت