بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -
❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

عليه السلام

فهارس جزئين من حياته الكريمة وفهرس شرح حديث الإمامة والإمام والولاية والولي

يا طيب : بين يديك صحيفة ومكتبة : حجة الله على العباد وولي أمرهم في البلاد بعد آبائه الكرام ، الإمام الرؤوف والمعصوم العطوف السلطان أبو الحسن الثاني الملقب بالرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين أخ الحسن بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليهم وسلم .
وتجد في صحيفة الإمام عليه السلام : كل ما تحب معرفته عنه عليه السلام من ولادته وإمامته ومناقبه وفضائله ، وتعالميه وحكمه ومواعظه وشعره وخلقه وآدابه وسلوكه وسيرته مع أهل زمانه
ولحضرتكم يا طيب :
مختصر حياته الكريمة :

الإما م اسمه : علي عليه السلام .

كنيته : أبو الحسن ، و أبو محمد .

لقبه : الرضا .

والده : الإمام موسى بن جعفر عليه السلام .

اسم أُمه : نجمة ، وتسمى تكتم أيضا .

ولد : في المدينة المنورة ، الحادي عشر 11 ، شهر 11 ذي القعدة ، سنة 148مائة وثمانية وأربعون للهجره .

 أقام مع أبيه : 29 تسعاً وعشرين سنةً وأشهراً.

مدة إمامته : 20 عشرون سنة وأشهر ، من يوم 25 رجب 183هــ

هُجر من المدينة المنورة :إلى مرو خراسان سنة 200 هــ

بويع له بالخلافة الظاهريةفي مرو خراسان :سنة 201 هــ .

استشهد : في أخر صفر سنة ٢٠٣هـ ، وهناك روايات أخرى ستجدها في آخر هذا الجزء مفصلا ، منها في 11 ذي القعدة من هذه السنة .

وعمره الشريف : 55 خمسة وخمسون عاما مباركا .

 مرقده الشريف : طوس ( مشهد) إيران ، وتجد في الشرح شهادته ومحل مشهده مفصلا في الكتاب .
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
تأليف : خادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن جليل الأنباري

شرح حديث الإمامة و الإمام للإمام الرضا عليه السلام target=

من هنا تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب



معنى رضا

صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

سلام الله وصلاته على سيدنا وإمامنا علي بن موسى رضا

من وده وآله و تبعهم وزارهم عارفا بحقهم له من الله رضا

وبشارة من مبشر و بشير ومن تركهم ناكر ونكير له رضا

لأن من طاعوا آل النبي اهتدوا مو مثل الي گلوبهم ملويه





موسوعة صحف الطيبين في
أصول الدين وسيرة المعصومين


صحيفة الإمام الرضا عليه السلام
هنا مختصر الجزء الأول

تفضل يا طيب للجزء الأول كاملا

شرح حديث الإمامة و الإمام للإمام الرضا عليه السلام target=
من هنا
تفضل للجزء الأول كاملا 500 صفحة

تصفحه الصحيفة كاملة بإصدار سابق

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

وهذه بعض أبواب الصحيفة
مع معنى رضا

 

سلام الله وصلاته على سيدنا وإمامنا علي بن موسى رضا

الإمام الرضا :

رِضا : اسم مصدر رَضِيَ ، الجمع رَضيُّون وأَرضِياءُ ، و هو رضًا مَرْضِيُّ الرِّضَى الرَّضِيُ الراضي المرضيّ ، المطيع المحب ، رضي بنعمته قانع بها ، و الرِّضَا اسم لَقَبُ‏ الْإِمَامُ الثّامنُ وَ الْمَعْصُومُ‏ الْعَاشِرُ أَبُو الْحَسَنِ ‏عَلِيٍّ الرِّضَا ، بْنِ موسى الكاظم ، بن جعفر الصادق ، بن محمد الباقر ، بن علي سيد العابدين ، بن الحسين الشهيد ، أخو الحسن‏ المجتبى ، بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و ابن فاطمة الزهراء بنت‏ محمد المصطفى صلى‏ الله‏ عليهم‏ و سلم‏ أجمعين ، هو ثالث العليين أمير المؤمنين و زين العابدين ، ولد في يوم 11 ذي القعدة سنة 148 للهجرة واستشهد سنة 203 وعمره 55 سنة ومدة إمامته 20 سنة .

ويا طيب : جاء لقب الرضا للإمام علي بن موسى بن جعفر عليه السلام في عدة روايات ، منها حديث اللوح القدسي ، وفيه خطاب من الله لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم ، وله قصة عن الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وجابر والإمام الصادق عليهم السلام : .....

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : هذا كتاب‏ من الله العزيز العليم ‏، أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين .

يا محمد : عظم أسمائي ، و اشكر نعمائي ، و لا تجحد آلائي ، و لا ترج سواي .

يا محمد : إني اصطفيتك على الأنبياء ، و فضلت وصيك على الأوصياء ، و جعلت الحسن عيبة علمي من بعد انقضاء مدة أبيه ، و الحسين خير أولاد الأولين و الآخرين ، فيه تثبت الإمامة ، و منه يعقب علي زين العابدين ، و محمد الباقر لعلمي و الداعي إلى سبيلي على منهاج الحق ، و جعفر الصادق في العقل و العمل تنشب من بعده فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي و خيرتي من خلقي موسى .

 وَ عَلِيٍ‏ الرِّضَا : يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، و محمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي و القيم في رعيته حسن أغر ، يخرج منه ذو الاسمين علي و الحسن‏ ، و الخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس ، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين و الخافقين ، و هو المهدي من آل محمد ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

الأمالي للطوسي ص292م11ح566- 13 .

 

ويا طيب : هذا حديث آخر يعرفنا بعض شأن أهل البيت بالمعرفة النورانية ، وبه نعرف حقائق كريمة عن سر الإمام والإمامة والولاية والخلافة الربانية للنبي وآله في المقام الأعلى حتى الأرض ، ويمكن مراجعة بعض التفصيل في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام وصحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام .

و قال الإمام الصادق عليه السلام‏ : روي بإسناد صحيح عن سلمان الفارسي رحمه قال :

دخلت : على رسول الله ، فلما نظر إلي فقال : يا سلمان ـ إن الله عز و جل لن يبعث نبيا و لا رسولا إلا و له اثنا عشر نقيبا ؟

قال قلت : يا رسول الله  عرفت هذا من أهل الكتابين .

قال : يا سلمان ، هل عرفت نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم الله تعالى للإمامة من بعدي ؟

فقلت : الله و رسوله أعلم .

فقال : يا سلمان خلقني الله تعالى من صفوة نوره ، و دعاني فأطعته ، فخلق من نوري عليا ، و دعاه فأطاعه ، فخلق من نوري و نور علي فاطمة و دعاها فأطاعته ، فخلق مني و من علي و فاطمة ، الحسن و الحسين فدعاهما فأطاعاه ، فسمانا الله تعالى بخمسة أسماء من أسمائه .

فالله تعالى : المحمود ، و أنا محمد .

و الله : العلي ، و هذا علي .

و الله : الفاطر ، و هذه فاطمة .

و الله : ذو الإحسان ، و هذا الحسن .

و الله : المحسن ، و هذا الحسين .

و خلق : من نور الحسين تسعة أئمة ، فدعاهم فأطاعوه ، من قبل أن يخلق الله تعالى سماء مبنية و أرضا مدحية ، أو هواء أو ملكا أو بشرا ، و كن أنوارا نسبحه و نسمع له و نطيع .

قال فقلت : يا رسول الله بأبي أنت و أمي ما لمن عرف هؤلاء حق معرفتهم ؟

فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم ، و اقتدى بهم فوالاهم و تبرأ من عدوهم ، كان و الله منا ، يرد حيث نرد ، و يكن حيث نكن .

فقلت : يا رسول الله ، فهل إيمان بغير معرفتهم بأسمائهم و أنسابهم .

فقال : لا ، يا سلمان . قلت : يا رسول الله ، فأنى لي بهم .

فقال : قد عرفت إلى الحسين ؟  قلت : نعم .

قال رسول الله : ثم سيد العابدين‏ علي بن الحسين ، ثم ابنه محمد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين ، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق ، ثم موسى بن جعفر الكاظم غيظه‏ صبرا في الله تعالى .

ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا : الرَّاضِي بِسِرِّ اللَّهِ تَعَالَى .

ثم محمد بن علي : المختار من خلق الله ، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله ، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين على سر الله ، ثم م‏ح‏م‏د الناطق القائم بحق الله تعالى .

قال سلمان : فبكيت ، ثم قلت : يا رسول الله إني مؤجل إلى عهدهم .

قال : يا سلمان اقرأ : { فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَ عَلَيْكُمْ عِبَادًا  لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ  وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) } الإسراء قال رحمه الله : فاشتد بكائي و شوقي ، قلت : يا رسول الله أ بعهد منك ؟

فقال : إي و الذي بعثني و أرسلني لبعهد مني ، و بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة أئمة من ولد الحسين ، و بك و من هو منا ، و مظلوم فين ، و كل من محض الإيمان محضا .

إي و الله : يا سلمان ، ثم ليحضرن إبليس و جنوده و كل من محض الكفر محضا ، حتى يؤخذ بالقصاص والأوتار و التراث ، و لا يظلم ربك أحدا , و نحن تأويل هذه الآية : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ  وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)  وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّ كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) } القصص .

قال سلمان : فقمت من بين يدي رسول الله  ، و ما يبالي سلمان كيف لقي الموت أو لقيه‏ .

مصباح الشريعة ص63ب28ح6/ 14 .

ويا طيب : الحديث أعلاه يعرفنا قبل خلق الدنيا وفيها وفي الرجعة، توجد أحاديث كثيرة تعرف لقب الإمام موسى بن جعفر بـ الرضا ، وبالخصوص في سند الأحاديث ونكتفي بهذا .

 

 

تهنئة وتعزية :

يا طيب : لكم بعض العبارات اللطيفة مما كنا نبلغه في المواقع الاجتماعية في مناسبات كريمة حل بها الإمام الرضا عليه السلام ، ثم نذكر معلومات مناسبة مما يأتي ذكره بعدها ، وأسأل الله أن يستفيد منها من يحب التبليغ عن الإمام ونشر معارفه فيشارك بالأجر والثواب ، وأسأل الله لكم التوفيق ، وهي :

 

تهنئة بمولد الإمام :

التهنئة الأولى :

يا أخوتي الكرام الطيبين : بمناسبة ميلاد الإمام العطوف والسلطان الرؤوف ، سيدنا وولينا الإمام الرضا أبو الحسن : علي بن موسى بن جعفر بن عليه السلام ، في يوم 11 / 11 ذي القعدة / 148 هـ ، أتقدم بأجمل التهاني وأسناها ، وأرفع أعلى آيات التبريك والتحيات وأحلاها ، وخالص المحبة والمودة وأصفاها ، إلى سيدي ومولاي ولي العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام ، وإلى علماء الأمة ومراجعها الكرام .

ويا موالين ويا شيعية أمير المؤمنين : يستحب في ليلة ويوم ميلاد الإمام التوسعة على الأهل والعيال والأحبة ومن يحيط بنا وحسب القدرة والطاقة ، بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة ، وإظهار الفرح والسرور بما يناسب شأن المؤمنين ، وآدب رب العالمين ، وخلق سادة الخلق أجمعين الطيبين الطاهرين ، وتقديم المرطبات والمشهيات ، والأطعمة الطيبات ، وترويح الروح بشذا المعطرات ، والتنفيس عن النفس بأطيب الأكلات بما يفرق عن باقي الأيام والاستعداد لها ، وتقديم ما يمكن من معارف الهدى وذكر سيرته وبعض حكمه وأقواله ومواعظه ، وتعليم معارف الدين التي ظهر به ، وإقامة الحفلات بما يعرف هدى لله تعالى الذي ظهر بنوره الإمام وأشرق بسيرته وسلوكه وحديثه ، وإرسال قسم منها لهم بالواتساب أو الفايبر أو التانكو أو التلكرام أو الفيسبوك أو كلوكل بلاس وغيرها .

 

وبهذه المناسبة الكريمة : لكم أزكى التهاني وأحلى الأماني وأجمل التبريك ، لذكرى حلول ميلاد خليفة الله ورسوله ، المعصوم العاشر بعد آبائه الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين :

ناشر : دين الله ، وهادي الأمة الإسلامية

معلم : علمائها ، والناطق بالحقائق القرآنية

مبطل : شبهات المنافقين ، والمتفيقهين ، ودعاوي المأمونية

ناصر : دين الله ، وناشر مذهب أجداده بالحجج البرهانية

مأوى : الغرباء ، وغوث الأمة بأمر الله وحكمته العلية

الإمام : الرضا الصابر ، والرضي الفاضل

الوفيّ : لعهد الله ولزائريه في الحياة الدنيا والآخرة وعند المنية :

حجة الله : على خلقه ، سيدنا ومولانا سبط نبيا الثامن بعد آبائه الكرام

إمامنا : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وملائكته وكل المؤمنين الطيبين

 

فهنيئا لكم يا طيبين : أعياد آل محمد ، وجعلنا وإياكم في كهفهم ، ونحيا ونموت على محبتهم وطاعتهم ، حتى ينشرنا الله سبحانه ويحشرنا ، ويجمعن معهم في محل كرامته في أعلى عليين ، ورحم الله من قال آمين

ولكم يا أخوتي الطيبين :  بهذه المناسبة بعض أحوال ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، و لنكون على علم بفضله وشرفه ونبله وعلوه في تأريخ الوجود وسيادته ، وولايته لأمر الله وإمامته وعلمه ، وما يخص مناقبه وفضائله ، لنفرح بجد لفرح آل محمد عليهم السلام وشيعتهم ، ونشاركهم الأفراح علما وقلبا وعمل إن شاء الله تعالى.

 فأقدم لكم يا مواليين : معارف كريمة ، وبيان لآداب ربانية شريفة ، وأخلاق إسلامية عالية عظيمة ، وعلوم في الهدى كاملة منيفة ، ومن الانحراف والاجتهاد والقياس والرأي والخطاء و الخلط بعيدة سليمة  .

 وبالعبودية لله تعالى : والإخلاص له ،  وبمعارفه وبيان هداه وآدابه ، ظهر و تجلى إمامنا الثامن عليه السلام ، سواء في معارف أحاديته وعلومه ، أو في سيرته وسلوكه ، فأرويها لكم من صحيفته المباركة . ثم ننقل بعض المعارف الآتي ذكرها .

 

التهنئة الثانية :

هنيئا لكم أخواني الطيبين : أفراح آل محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، وأبارك لكم يا موالين سرور آل نبي الرحمة وخاتم المرسلين .

 بمناسبة ولادة : خليفة الله الثامن من أئمة المسلمين ، و المعصوم العاشر ولي أمر الله في المؤمنين و حجة الله سبحانه وسيد العباد بعد آبائه الطاهرين وأئمتهم المعصومين .

سيدنا ومولانا وإمامنا : الرضا أبو الحسن : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

وأقدم لحضرتكم يا طيبين : أجمل الأشربة والحلويات ، والأطعمة والمرطبات ، الروحانية ، والتحية والمودة والسلام فورية وآنية .

 ولكل من يحيط بكم : وأهل مودتكم ، ولكل من تحبونه وله تروون وتحدثون ، فتذكروها له وتذكروه بميلاد إمامنا وفضائله ومناقبه وشرفه وعلوه  ، ليفرح ويسر ويأنس بفضل الله علينا معنا ، إذ هدانا الله سبحانه لمعرفة ولاة أمره في عباده ولحبهم ومولاتهم والاقتداء بهم  .

 فأقدم لكم يا مواليين : معارف كريمة ، وبيان لآداب ربانية شريفة ، وأخلاق إسلامية عالية عظيمة ، وعلوم في الهدى كاملة منيفة ، ومن الانحراف والاجتهاد والقياس والرأي والخطاء و الخلط بعيدة سليمة  .

 والعبودية لله تعالى : والإخلاص له ،  وبمعارفه وبيان هداه وآدابه ، ظهر و تجلى إمامنا الثامن عليه السلام ، سواء في معارف أحاديته وعلومه ، أو في سيرته وسلوكه ، فأرويها لكم من صحيفته المباركة ، وأذكر لكم قسم منها هن ، ومنها : ثم ننقل بعض المعارف مما ذكر فيما سيأتي في العناوين .

تعزية بشهادته الإمام :

التعزية الأولى :

إنا لله وإنا إليه راجعون : و عظم الله أجوركم يا موالين ، بمناسبة شهادة الإمام ، وأسأل الله تعالى لكم الأجر الجزيل والثواب الجميل  ، لم تقيمون من مجالس العزاء بهذه المناسبة الكريمة ، ومحافل  المأتم والحزن على م يتجدد من ذكرى أيام مصابهم الأليمة ، والتفجع لما حل بهم وعليهم من الظلم والعدوان ، وهي أيام الله التي تذكرون فيها فضل آل محمد ومناقبهم ، وشرفهم ومجدهم ، وحكمهم ومواعظهم وسيرتهم ، ومعارف هدى الله التي خصهم الله بها ، فأثابكم الله رضوانه والجنة ، وجعلكم الله معهم في الدنيا والآخرة ، وثبتكم على ولاية آل محمد والحزن ولحزنهم ، وجعل علمكم بهداهم الإلهي والعمل به خالصا لوجهه الكريم، ونورا في ميزان حسناتكم ، بحق نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين .

 

التعزية الثانية :

إنا لله وإنا إليه راجعون : و عظم الله أجوركم يا موالين ، بمناسبة أخر صفر وفيه في سنة 203 للهجرة حلت شهادة الإمام الثامن ، الرضا أبو الحسن ، علي : بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأثابكم رضوانه والجنة لثباتكم على ولاية آل محمد والحزن لحزنهم ،  وإقامة العزاء لمصابهم ، والتفجع لما حل بهم من الظلم والعدوان ، وجعل علمكم بهداهم الإلهي والعمل به نورا في ميزان حسناتكم . ولكم يا أخواني الطيبين : بعض المعارف عن الإمام الرضا عليه السلام من صحيفته في موسوعة صحف الطيبين :

www.alanbare.com/8

 

التعزية الثالثة :

يا أخي الموالي الطيب : في آخر صفر من سنة 203 للهجرة ، حلت شهادة الإمام الثامن المكنى بـأبي الحسن : علي ( والملقب بـ الرضا ) : بن موسى ( الكاظم ) بن جعفر ( الصادق ) بن محمد ( الباقر ) بن علي ( زين العابدين ) بن الحسين ( سيد الشهداء ) بن علي بن أبي طالب ( المرتضى سيد الأوصياء )، وهو المعصوم العاشر و حفيد النبي الأكرم وسيد المرسلين من أبنته فاطمة الزهراء  صلى الله عليهم وسلم أجمعين ، فعظم الله لكم الأجر وجزيل الثواب ، لما تجددون من الحزن وإقامة المآتم لهم ، و التي تذكرون فيها فضل آل محمد ومناقبهم ، وشرفهم ومجدهم ، ومعارف هدى الله التي خصهم الله بها .

تبليغ محاضرة عن الإمام الرضا :

محاضرة بمناسبة ميلاد الإمام الرضا عليه السلام للشيخ حسن الأنباري  تم الكلام فيها مختصرا عن اسمه ونسبه ولقبه وكناه وعن ولادته وإمامته وعن علمه وأحواله مع الخليفة العباسي المأمون ودفاع الإمام عن المذهب الحق وولايته وإمامته وكانت المحاضرة في الليلة 11 / 11 ذي قعده / 1428على موقع البالتوك غرفة الحق

 

www.alanbare.com/8/8.mp3

 

مختصر حياة الإمام الرضا وبعض المعارف عن شأنه الكريم

 

مختصرعمر الإمام وأسمه ونسبه:

الإمام اسمه : علي عليه السلام .

وكنيته : أبو الحسن ، و أبو محمد .

لقبه : الرضا .

والده : الإمام موسى عليه السلام .

وأُمه تسمى : نجمة ، أو تكتم .

ولد : في المدينة المنورة ، ١١ الحادي عشر ذي القعدة سنة ١٤٨ مائة وثمانية وأربعون للهجره .

 أقام مع أبيه : 24 تسعاً وعشرين سنةً وأشهراً.

مدة إمامته :  ٣٠ سنة وأشهر.

بويع له بالخلافة الظاهرية : 201 ه .

وعمره الشريف : ٥٥ عاماً .

أستشهد في أخر صفر سنة ٢٠٣ه

 مرقده الشريف : طوس ( مشهد) إيران .

 

 

اسم الإمام ونسبه وكناه والقابه:

أسم الإمام الشريف :علي : ابن موسى  بن جعفر   بن محمد  بن علي  بن الحسين  بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهو أشرف وأنبل نسب في الوجود .

 وهو في زمانه : سيد ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، وإمام المسلمين وخليفة الله على خلقه وحجته المبين لتعاليمه وسيد البشر وعظيم أهل البيت صلى الله عليهم وسلم .

 

يكنى :

 أبو الحســـــن ، والخاص : أبو علي . و لقب أبو حسن مطلق لقب أبيه موسى الكاظم أو يقال أبو الحسن الأول عليه السلام ، وهو أبو الحسن الثاني ، وإن جاء مطلق فيعرف اللقب من القرينة والراوي عنه ، لأن أربعة من الأئمة لقبهم أبو الحسن وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، والإمام الكاظم ، والإمام الرض ، والإمام الهادي وأيضا يقال له أبو الحسن الثالث عليهم الصلاة والسلام .

 

 

 ألقابه :

الرضا ، والصابر ، والرضي ، والوفي ، وأشهرها : الـرض .

وكان يقال له أيضا :  الصادق ، والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين .

وألقابه: سراج الله ، ونور الهدى ، وقرة عين المؤمنين ، ومكيدة الملحدين ، كفو الملك ، وكافي الخلق ، ورب السرير ، ورءاب التدبير ، والفاضل ، والصابر ، والوفي ، والصديق ، والرضي .

 

وعن عبد العظيم الحسني ، عن سليمان بن حفص قال :

كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي ولده عليا عليه السلام الرض .

 وكان يقول : ادعوا لي ولدي : الرضا .

 وقلت لولدي : الرضا .

 وقال لي ولدي : الرضا  .

وإذا خاطبه قال : يا أبا الحسن .

عيون أخبار الرضا ج 1 ص 14، بحار الأنوارج45ص4ب1ح6.

 

وعن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام : إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ؟

فقال عليه السلام : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام ، لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه .

 قال :  فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضي لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال : بلى .

فقلت : فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟

قال : لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرض عليه السلام . 

عيون أخبار الرضا ج 1 ص 13 ، علل الشرائع ج 1 ص 226 ، معاني الأخبار ص 65 .  بحار الأنوارج45ص4ب1ح5.

 

 

أم الإمام عليها السلام :

أم الإمام الرضا عليها السلام : أم ولد :

يقال لها : سكن النوبية .  من بلاد المغرب

ويقال : خيزران المرسية .

ويقال : نجمة  . رواه ميثم .

 وقال صقر :  وتسمى : أروى ، أم البنين ، ولما ولدت الرضا سماها  الطاهرة  .

 

إمامة الإمام عليه السلام :

وقد قال الله تعالى : { وَ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا  يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (الشورى51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا  (52) } الشورى 52 .

يا طيب : علم أول العزم وحي مع المعاينة لجبرائيل أو مع روح القدس ، وإما الأنبياء والأئمة فهو إما وحي من وراء حجاب فيكون تحديث ، والنبي والإمام محدث وملهم بأمر الله ، أو نفسه الوحي عن طريق روح القدس الذي يؤيده فيوحي بإذنه ما يشاء ، وهو التأييد بروح القدس من غير ظهور وتجلي ومعاينة كما لأولي العزم ، قال الله تعالى :

{ حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إن كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4) أمرا من عندنا إنا كن مرسلين (5) رحمة من ربك إنه هو السميع العليم (6)} الدخان .

ونزول روح القدس : بأمر الله الحكيم ، من كل أمر ، في ليلة القدر ، مستمر إلى يوم القيامة ولا يكون نزوله إلا على إمام حق مصطفى مختار من الله تعالى من ذرية نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين الكرام ، إمام بعد إمام إلى يوم القيامة كلا في زمانه .

ويا طيب : إن آيات الإمامة والولاية كثيرة وقد شرف الله تعالى بها في كتابه وسنة نبيه ومجدهم بما لا يبقى مجال لباحث ومنصف من معرفتهم والإقرار لهم بوجوب طاعتهم وأتباعهم ، وتعلم معارف هدى الله التي خصهم الله بها منهم ، وبعد أن طهرهم بأية التطهير وأمر بودهم في آية المودة وأوجب حقهم في آيات القربى ، عرفن بفضلهم وملكهم العظيم حين قال سبحانه :

{ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) } النساء .

وإن آل محمد : هم آل إبراهيم صلى الله عليهم وسلم ، وقد صدق الله علي العظيم ، حين عرف حسد الناس لهم ، حتى لا ترى منهم إلا شهيد بالسيف أو بالسم .

وما حسدهم الناس وما عادوهم : إلا لأنه تعالى جعلهم الراسخون بعلم الكتاب : والعالمين به ، وهو ملك الله العظيم الحقيقي لهم في الدنيا ، ولهم المقام الأعلى في الآخرة ، ويلتحق بهم كل من يتمسك بهداهم ، وقتدي بهم ويتعلم منهم ويعبد الله مخلصا له الدين .

فهنيئا لكم الولاية : يا أخوتي الطيبين ، وشكر الله سعيكم وجعله نورا في ميزان حسناتكم ، ولحضرتكم بعض الأحاديث عن إمامنا الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام .

 

وبعد هذا المختصر في الإمامة ومعناها : نذكر بعض الأحاديث في إمامته :

وعن المفضل بن عمر قال :

 دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام :

 وعلي  ابنه عليه السلام : في حجره وهو يقبله ويمص لسانه .

 ويضعه على عاتقه ويضمه إليه  .

 ويقول : بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ؟

قلت : جعلت  فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة م لم يقع أحد إلا لك .

 فقال لي : يا مفضل هو منى بمنزلتي من أبي عليه السلام .

ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .

قال : قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك ؟

قال : نعم من أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر .

 

وروى ابن عقدة بسنده عن زياد القندي الأنباري وابن مسكان قالا :

 كنا عند أبي إبراهيم ـ الإمام موسى الكاظم ـ عليه السلام إذ قال : يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض .

 فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو صبي .

 

علم الإمام الرضا عليه السلام :

يا طيب : ما نذكره هنا من البحوث مختصرة من صحيفة الإمام الرض عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، ولمعرفة المزيد راجع صحيفته أو روابط الكتب والبحوث الآتية في مكتبته ، كما ستجد لرابط محاضرة فيها حديث مفصل عن الإمامة للإمام الرضا عليه السلام وعلو شأنها وأهميتها في الدين ، والتي تبين أنه لابد أن يكون أعلم الناس ومعلم من غير تعليم بل بفضل الله وإلهامه وما يمده به من روح القدس :

ما سأل الإمام الرضا عن شيء إلا علمه عليه السلام :

عن أبي ذكوان قال : سمعت إبراهيم ابن العباس يقول :

ما رأيت : الرضا عليه السلام سئل عن شيء قط إلا علمه .

ولا رأيت : أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره .

وكان المأمون : يمتحنه بالسؤال عن كل شيء ، فيجيب فيه .

 وكان : كلامه كله وجوابه وتمثله ، إنتزاعات من القرآن .

 وكان : يخـتمه في كل ثلاث ، ويقول : لو أردت أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت ، ولكني ما مررت بآية قط إلا فكرت فيها وفي أي شيء أنزلت وفي أي وقت ، فلذلك صرت أختم في كل ثلاثة أيام .

  عيون أخبار الرضا ج 2 ص 180 . بحار الأنوارج45ص90ب7ح3.

 

اليقطيني يجمع عن الإمام ثمانية عشر ألف مسألة :

قال محمد بن عيسى اليقطيني : لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرض عليه السلام ، جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ، ثمانية عشر ألف مسألة .

وقد روى عنه جماعة من المصنفين منهم : أبو بكر الخطيب في تاريخه ، والثعلبي في تفسيره ، والسمعاني في رسالته ، وابن المعتز في كتابه ، وغيرهم .

 مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 350 .. بحار الأنوارج45ص99ب7ح14.

 

وعن البزنطي قال : جاء رجل إلى أبي الحسن الرضا من وراء نهر بلخ .

قال: إني أسالك عن مسألة ، فإن أجبتني فيها بما عندي قلت بإمامتك .

فقال أبو الحسن عليه السلام : سل عما شئت .

 فقال : أخبرني عن ربك : متى كان ، وكيف كان ، وعلى أي شيء كان اعتماده ؟

فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى أيـن الأين بلا أين ، وكيف الكيف بلا كيف ، وكان اعتماده على قدرته .

 فقام إليه الرجل فقبل رأسه وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا وصي رسول الله ، والقيم بعده بما أقام به رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنكم الأئمة الصادقون ، وأنك الخلف من بعدهم  .

 الكافي ج 1 ص 88 ، بحار الأنوارج45ص104ب7ح31.

 

جميع العلماء يقرون له بالعلم والفضل :

عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال : ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليه السلام ، ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي ، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد ، علماء الأديان ، وفقهاء الشريعة والمتكلمين ، فغلبهم عن آخرهم ، حتى ما بقي أحد منهم إلا أقر له بالفضل ، وأقر على نفسه بالقصور .

ولقد سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون ، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشارو إلي بأجمعهم وبعثوا إلي بالمسائل ، فأجيب عنها .

   كشف الغمة 2 : 316 ، إعلام الورى 2 : 64، بحار الأنوارج45ص100ب7ح17.

 

شرف الإمام لتقواه ولطاعته الله :

عن محمد بن موسى بن نصر الرازي قال :  سمعت أبي يقول : قال رجل للرض عليه السلام : والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا .

فقال : التقوى شرفتهم ، وطاعة الله أحظتهم .

 فقال له آخر : أنت والله خير الناس .

فقال له : لا تحلف يا هذا : خير مني من كان أتقى لله عز وجل وأطوع له ، والله ما نسخت هذه الآية : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) الحجرات/13 .

عيون أخبار الرضا ج 2 ص 236 . بحار الأنوارج45ص95ب7ح8.

 

وفي المحاضرات : أنه ليس في الأرض سبعة أشراف عند الخاص والعام كتب عنهم الحديث : إلا علي ، بن موسى ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، بن الحسين ، بن علي بن أبي طالب عليهم السلام  .

 مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 362 ، بحار الأنوارج45ص99ب7ح16.

 

الإمام الرضا في طوس بعد البيعة :

 عن علي بن علي ابن أخي دعبل الخزاعي:

خلع سيدي أبو الحسن الرضا عليه السلام : على أخي دعبل قميص خز أخضر و خاتما فصه عقيق ، و دفع إليه دراهم رضوية [الرضوية منسوبة إلى الرض سكت باسمه] .

و قال له : يا دعبل صر إلى قم فإنك تفيد بها .

و قال له : احتفظ بهذا القميص ، فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة ، و ختمت فيه القرآن ألف ختمة .

 

وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام‏ :

 عن محمد بن يحيى الفارسي قال : نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، ذات يوم و قد خرج من عند المأمون على بغلة له .

فدنا منه أبو نواس : فسلم عليه.

و قال : يا ابن رسول الله ، قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعه مني .

قال عليه السلام : هات ، فأنشأ يقول :

مطهرون نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له من قديم الدهر مفتخر

فالله لما بدا خلقا فأتقنه

صفاكم واصطفاكم أيها البشر

و أنتم الملأ الأعلى و عندكم

علم الكتاب و ما جاءت به السور

 فقال الرضا عليه السلام : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليه أحد .

ثم قال : يا غلام هل معك من نفقتنا شيء .

 فقال : ثلاثمائة دينار .

فقال : أعطها إياه .

ثم قال عليه السلام : لعله استقلها يا غلام ، سق إليه البغلة.

 

 و دخل عبد الله بن مطرف بن ماهان : على المأمون يوما ، و عنده علي بن موسى الرضا عليه السلام .

 فقال له المأمون : ما تقول في أهل البيت ؟

فقال عبد الله : ما قولي :

 في طينة : عجنت بماء الرسالة .

و غرست : بماء الوحي .

هل ينفح منها : إلا مسك الهدى ، و عنبر التقى .

قال : فدعا المأمون بحقة فيها لؤلؤ ، فحشا فاه .

بحار الأنوار ج49 ص 237.

 

أحاديث الإمام في الإمامة والولاية :

 أحاديث في الإمامة والولاية وحب آل محمد صلى الله عليهم وسلم :

عن الإمام الرضا علي بن موسى عليه السلم :

عن الريان بن الصلت عن الرضا عليه السلام في حديث ، أن المأمون سأل علماء العراق و خراسان عن قوله تعالى :

{ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } .

فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأمة كلها .

فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن .

فقال الرضا عليه السلام : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعه في الجنة ، .... إلى أن قال : فصارت وراثة الكتاب للعترة الطاهرة لا لغيرهم .

قال المأمون : و من العترة الطاهرة .

فقال الرضا عليه السلام : الذين وصفهم الله في كتابه فقال :

{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا } .

و هم الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ، و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، انظروا كيف تخلفوني فيهما .

أيها الناس : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ...... إلى أن قال : فصارت وراثة الكتاب للمهتدين دون الفاسقين [1].

وسائل‏ الشيعة ج27ص188ب13 ح33565 .

 

وعن أبو محمد  : الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليهم السلام قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من مات : و ليس له إمام من ولدي ، مات ميتة جاهلية .

 و يؤخذ : بما عمل في الجاهلية و الإسلام.

ويا طيب : الحديث هو معنى الآية : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } .

 

وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

الأئمة : من ولد الحسين :

من : أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله عز و جل .

هم : العروة الوثقى ، و هم الوسيلة إلى الله عز و جل[3] .

 

قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام :

نحن : أهل البيت لا يقاس بنا أحد .

فينا : نزل القرآن ، وفينا معدن الرسالة[4] .

 

وعن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال :

نحن : سادة في الدنيا .

 و ملوك : في الأرض[5] .

وهذه أحاديث من عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح214 . للصدوق عليه السلام

 

قال الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أول ما يسأل : عنه العبد ، حبنا أهل البيت[6] .

 

عن محمد بن علي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه آله وسلم أنه قال :

 من سره أن ينظر : إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله بيده ، ويكون مستمسكا به ، فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز و جل و صفوته ، و هم المعصومون من كل ذنب و خطيئة[7] .

وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى .

فليتمسك بحب علي ، وأهل بيتي[8].

 

عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال :

و حب أولياء الله عز و جل واجب ، و كذلك بغض أعدائهم و البراءة منهم ومن أئمتهم [9].

سائل‏ الشيعة ج16ص169ب15 وجوب الحب في الله و البغض في الله والإعطاء في الله و المنع في الله ، حديث 21258 .

 

وعن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام في حديث قال :

أخبرني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

من أصغى إلى ناطق : فقد عبده .

فإن كان : الناطق عن الله ، فقد عبد الله

و إن كان : الناطق عن إبليس ، فقد عبد إبليس ، إلى أن قال :

يا ابن أبي محمود : إذا أخذ الناس يمينا و شمالا.

 فالزم طريقتنا : فإنه من لزمنا لزمناه ، و من فارقنا فارقناه .

فإن أدنى : ما يخرج به الرجل من الإيمان ، أن يقول للحصاة هذه نواة ، ثم يدين بذلك و يبرأ ممن خالفه .

يا ابن أبي محمود : أحفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك فيه خير الدني و الآخرة [10].

سائل‏ الشيعة ج27ص128ب10 عدم جواز تقليد غير المعصوم عليه السلام فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل فيه بنص عنهم حديث33394 .

 

وعن ابن فضال قال سمعت الرضا عليه السلام يقول :

من واصل : لنا قاطعا ، أو قطع لنا واصلا ، أو مدح لنا عائبا ، أو أكرم لنا مخالفا .

 فليس : منا ، و لسنا منه [11].

وسائل ‏الشيعة ج16ص265ب38 تحريم المجالسة لأهل المعاصي والبدع ح21527 .

 

عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام قال : من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله ، و من عادى أولياء الله فقد عادى الله ، و حق على الله أن يدخله نار جهنم [12].

وسائل‏ الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث 21291 .

 

عن الحسن بن علي الخزاز قال سمعت الرضا عليه السلام يقول:

إن ممن ينتحل : مودتنا أهل البيت م، ن هو أشد فتنة على شيعتن من الدجال .

فقلت : بما ذا .

قال عليه السلام : بموالاة أعدائنا و معاداة أوليائنا .

إنه إذا كان كذلك : اختلط الحق بالباطل ، واشتبه الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق [13].

وسائل ‏الشيعة ج16ص179ب17 وجوب حب المؤمن و بغض الكافر وتحريم العكس حديث21289

 وقال الإمام الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

من أحبنا : أهل البيت .

 حشره الله تعالى: آمنا يوم القيامة[14].

عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص58ح220 .وسائل ‏الشيعة ج16ص313ب 8 تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس حديث21638 .

 

الإمام معلم العباد هدى الله والشاهد عليهم ولهم :

كلام للإمام في القضاء والقدر :

وقال الآبي في نثر الدر : علي بن موسى الرضا عليه السلام سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال : يا أبا الحسن الخلق مجبرون ؟

فقال: الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب؟

قال : فمطلقون ؟

قال : الله أحكم من أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه .

يا طيب : في هذا الحديث الشريف علم واسع وركن به يتقن مسألة لا جبر ولا تفويض ، بل والقضاء والقدر في العدل الإلهي مع عدم إهمال العباد ول جبرهم ، بل بقدرته يعملون ومن غير جبر ، أي مع جعل القدرة للعباد على الاختيار والفعل بفضله لم يخرجوا من سلطان قيوميته سبحانه ، راج سعة البحث في مسائل العدل ، وستأتي بعض حِكمه في هذه المسألة في الباب السابع .

كشف الغمة ج 3 ص 142 ، بحار الأنوارج45ص171ب14ح9.

الإمام شأنه العدل والقسط:

في كشف الغمة : قال الآبي في كتاب نثر الدر : دخل على الرض : بخراسان قوم من الصوفية فقالوا له :

 إن أمير المؤمنين : المأمون نظر فيما ولاه الله تعالى من الأمر ، فرآكم أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا الناس .

ونظر فيكم : أهل البيت فرآك أولى الناس بالناس ، فرأى أن يرد هذا الأمر إليك .

والأمة تحتاج : إلى من يأكل الجشب ويلبس الخشن ، ويركب الحمار ، ويعود المريض .

قال : وكان الرضا عليه السلام متكئا ، فاستوى جالسا ، ثم قال :

كان يوسف عليه السلام : نبيا ، يلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب ، ويجلس على متكئات آل فرعون ويحكم .

إنما يراد : من الإمام قسطه وعدله.

إذا قال : صدق ، وإذا حكم عدل ، وإذا وعد أنجز .

إن الله لم يحرم : لبوسا ولا مطعما ، وتلا ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) الأعراف : 32 [10].راجع كشف الغمة ج 3 ص 147 ، بحار الأنوارج45ص275ب18ح26.

 

ومواعظ وحكم وتعاليم عن الإمام :

يا طيب : عقد بابا خاصا في حكم الإمام ، وهنا نذكر مختصر من أجمل الأحاديث المختارة من تعاليم هدى الإمام وتعريفه لشأنهم الكريم وما به معارف الهدى والإيمان وتوصيته لشيعتهم وما يجب أن يكون عليه المؤمن :

عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال : قلت :

{ قل بفضل الله و برحمته ، فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } .

قال عليه السلام : بولاية : محمد و آل محمد عليه السلام ، هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم .

الكافي ج1ص423ح55 باب فيه نكت و نتف من التنزيل .

 

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال :

الإيمان فوق الإسلام بدرجة .

و التقوى فوق الإيمان بدرجة .

و اليقين فوق التقوى بدرجة .

و لم يقسم بين العباد شي‏ء أقل من اليقين .

الكافي ج2ص52 باب فضل الإيمان على الإسلام و اليقين .

 

عن محمد بن فضيل الصيرفي عن الرضا عليه السلام قال :

إن رحم : آل محمد الأئمة عليهم السلام لمعلقة بالعرش .

 تقول : اللهم : صل من وصلني ، و اقطع من قطعني ، ثم هي جارية بعدها في أرحام المؤمنين .

ثم تلا هذه الآية : { و اتقوا الله الذي تسائلون به و الأرحام‏ } .

الكافي ج2ص156باب صلة الرحم ح26.

 

عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام قال :

من فرج عن مؤمن ، فرج الله عن قلبه يوم القيامة .

الكافي ج2ص200 ح4 .

 عن اليسع بن حمزة عن الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة ، و المذيع بالسيئة مخذول ، و المستتر بها مغفور له .

الكافي ج2ص428ح2 باب ستر الذنوب .

 

عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه :

عليكم بسلاح الأنبياء . فقيل : و ما سلاح الأنبياء ؟ قال  الدعاء .

الكافي ج2ص468 باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح5 .

 

عن إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام قال :

قال علي بن الحسين عليه السلام :

إن الدعاء و البلاء : ليترافقان إلى يوم القيامة ، إن الدعاء ليرد البلاء و قد أبرم إبراما .

الكافي ج2ص469 باب أن الدعاء يرد البلاء و القضاء ح4 .

 

عن ياسر عن الرضا عليه السلام قال :

مثل الاستغفار : مثل ورق على شجرة ، تحرك فيتناثر .

و المستغفر:  من ذنب و يفعله  ، كالمستهزئ بربه .

الكافي ج2ص504 ح3.

 

عن محمد بن سنان عن الرضا ع قال كان أبي عليه السلام :

إذا خرج من منزله قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، خرجت بحول الله و قوته .

لا بحول مني و لا قوتي ، بل بحولك و قوتك .

يا رب متعرضا لرزقك ، فأتني به في عافية .

الكافي ج2 ص542 باب الدعاء إذا خرج الإنسان من منزله‏ ح7 .

 

عن إبراهيم بن أبي إسرائيل عن الرضا عليه السلام قال :

خرج بجارية لنا خنازير في عنقها ، فأتاني آت فقال، يا علي قل له فلتقل :

يا رءوف يا رحيم ، يا رب يا سيدي . تكرره .

قال فقالته : فأذهب الله عز و جل عنها . قال و قال : هذا الدعاء الذي دعا به جعفر بن سليمان .

الكافي ج2ص561 باب الدعاء للكرب و الهم و الحزن ح18 .

 

عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عمه عن الرضا عليه السلام قال :

يا من : دلني على نفسه ، و ذلل قلبي بتصديقه .

 أسألك  : الأمن و الإيمان في الدنيا و الآخرة .

الكافي ج2ص579 باب دعوات موجزات لجميع الحوائج ح 9 .

 

عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال :

صاحب النعمة : يجب عليه التوسعة عن عياله .

الكافي ج4ص11 باب كفاية العيال و التوسع عليهم ح5 .

 

عن محمد بن علي بن حمزة العلوي عن أبيه عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

لا حسب : إلا بالتواضع .

و لا كرم : إلا بالتقوى و لا عمل إلا بنية .

وسائل‏ الشيعة ج1ص48 ب5 ح91 .

 

عن إسماعيل بن علي الدعبلي عن علي بن علي أخي دعبل بن علي عن الرض عن أبيه عن جده عن أبي جعفر عليهم السلام أنه قال لخيثمة :

أبلغ شيعتنا : أنا لا نغني من الله شيئا .

و أبلغ شيعتنا : أنه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل .

و أبلغ شيعتنا : أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره .

و أبلغ شيعتنا : أنهم إذا قاموا بما أمروا أنهم هم الفائزون يوم القيامة .

وسائل‏ الشيعة ج1ص93ب20ح219 .

 

عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عن علي عليه السلام قال :

الملوك حكام على الناس .

و العلم حاكم عليهم .

و حسبك من العلم أن تخشى الله .

و حسبك من الجهل أن تعجب بعلمك .

وسائل‏الشيعة ج1ص105ب23- باب تحريم الإعجاب بالنفس ح258.

 

 

بعض أحاديث الإمام مع المأمون :

عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال : إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السلام ولي عهده .

و إن الشعراء : قصدوا المأمون ، ووصلهم بأموال جمة ، حين مدحو الرضا .

و صوبوا : رأي المأمون في الأشعار .

دون أبي نواس : فإنه لم يقصده و لم يمدحه .

و دخل : إلى المأمون ، فقال له:  يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني ، و ما أكرمته به ، فلما ذا أخرت مدحه ، و أنت شاعر زمانك و قريع دهرك ، فأنشأ يقول :

قيل لي أنت أوحد الناس طرا _ في فنون من الكلام النبيه‏

لك من جوهر الكلام بديع  _ يثمر الدر في يدي مجتنيه‏

فعلام تركت مدح ابن موسى  _ و الخصال التي تجمعن فيه‏

قلت لا أهتدي لمدح إمام  _ كان جبريل خادما لأبيه‏

فقال له المأمون : أحسنت و وصله من المال ، بمثل الذي وصل به كافة الشعراء ، و فضله عليهم .

بحار الأنوار ج49ص236ح3 .

 

وذكر في عن محمد بن يحيى الفارسي قال: 

نظر أبو نواس : إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، ذات يوم ، و قد خرج من عند المأمون على بغلة له .

فدنا منه أبو نواس : فسلم عليه .

و قال : يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا ، فأحب أن تسمعه مني .

قال : هات ، فأنشأ يقول  :

مطهرون نقيات ثيابهم تجري _ الصلاة عليهم أينما ذكروا

من لم يكن علويا حين تنسبه  _ فما له من قديم الدهر مفتخر

فالله لما بدا خلقا فأتقنه  _ صفاكم و اصطفاكم أيها البشر

و أنتم الملأ الأعلى و عندكم  _ علم الكتاب و ما جاءت به السور

فقال الرضا ع قد جئتنا بأبيات _  ما سبقك إليها أحد

ثم قال : يا غلام ، هل معك من نفقتنا شي‏ء ؟

فقال : ثلاثمائة دينار .

فقال : أعطها إياه ،  ثم قال عليه السلام : لعله استقله يا غلام سق إليه البغلة.

 

عن محمد بن صقر الغساني عن الصولي قال : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد ، يقول :

خرج أبو نواس : ذات يوم من داره ، فبصر براكب قد حاذاه .

فسأل عنه : و لم ير وجهه ؟

 فقيل : إنه علي بن موسى الرضا عليه السلام :

 فأنشأ يقول  :

إذا أبصرتك العين من بعد غاية _ و عارض فيه الشك أثبتك القلب‏

و لو أن قوما أمموك لقادهم  _ نسيمك حتى يستدل بك الركب‏

بحار الأنوار ج49ص236 ح4.

 

 

 

أحاديثه في الإمامة وفضائلهم الكريمة :

الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : يبين للمأمون قسيم الجنة والنار :

قال المأمون :

يا أبا الحسن : أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب .

بأي وجه : هو قسيم الجنة والنار ؟

فقال عليه السلام : يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك ، عن آبائه ، عن عبد الله بن عباس أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

حب علي : إيمان ، وبغضه كفر .

فقال : بلى ، قال الرضا عليه السلام : فقسيم الجنة والنار .

فقال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن .

 أشهد أنك : وارث علم رسول الله .

قال أبو الصلت الهروي : فلما رجع الرضا إلى منزله أتيته فقلت :

يا ابن رسول الله : ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين ؟

فقال : يا أبا الصلت أنا كلمته من حيث هو ، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه ، عن علي عليه السلام قال :

قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

يا علي : أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة .

تقول للنار : هذا لي ، وهذا لك .

كشف الغمة ج 3 ص 147 ، بحار الأنوارج45ص172ب14ح10.

 

الإمام أقرب لرسول الله من المأمون :

روى السيد المرتضى في كتاب العيون والمحاسن عن الشيخ المفيد رضي الله عنهما قال ،  روي أنه لما سار المأمون إلى خراسان :

 وكان معه الرضا علي ابن موسى عليه السلام .

فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون :

يا أبا الحسن : إني فكرت في شيء ، فنتج لي الفكر الصواب فيه .

فكرت : في أمرنا وأمركم ، ونسبنا ونسبكم .

فوجدت : الفضيلة فيه واحدة ، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمول على الهوى والعصبية .

فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام :

إن لهذا الكلام : جوابا ، إن شئت ذكرته لك ، وإن شئت أمسكت .

فقال له المأمون : إني لم أقله إلا لأعلم ما عندك فيه .

قال له الرضا عليه السلام :

أنشدك الله يا أمير المؤمنين : لو أن الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وآله . فخرج علينا من وراء أكمه من هذه الآكام ي، خطب إليك ابنتك كنت مزوجه إياها ؟

فقال : يا سبحان الله ، وهل أحد يرغب عن رسول الله صلى الله عليه وآله .

فقال له الرضا عليه السلام : أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي ؟

قال : فسكت المأمون هنيئة .

ثم قال : أنتم والله أمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما .

بحار الأنوارج45ص186ب14ح19.

 

أكبر فضيلة للإمام علي  :

روى السيد المرتضى في كتاب العيون والمحاسن قال :

قال المأمون يوما للرضا عليه السلام :

أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين يدل عليها القرآن ؟

قال : فقال له الرضا عليه السلام : فضيلة في المباهلة .

 قال الله جل جلاله:

{ فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ

 فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَ وَنِسَاءكُمْ

 وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ

 ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) } آل عمران ,

فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله : الحسن والحسين عليهم السلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه .

 ودعا أمير المؤمنين عليه السلام : فكان نفسه بحكم الله عز وجل  ، فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل .

فواجب : أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عز وجل .

قال : فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته وحدها ، فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السلام ما ذكرت من الفضل .

قال : فقال له الرضا عليه السلام : ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين ، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره ، كما أن الآمر آمر لغيره ، ول يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمرا لها في الحقيقة ، وإذا لم يدع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين عليه السلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل [ له ] حكمه ذلك في تنزيله .

قال : فقال المأمون إذا ورد الجواب سقط السؤال .

بحار الأنوار ج45ص186ب14ح19.

 

 

 

 

 

الباب التاسع

عبودية الإمام لله بإخلاص الموقنين

يا طيب: هذا الباب من صحيفة الإمام الرضا عليه السلام لأهمية ذكرناه هنا.

مقدمة :

عرفت يا طيب : إن الإمام في كل زمان هو أعلم أهله فيه وأطيبهم وأطهرهم وأخلصهم عبودية لله وحده حتى اليقين ، والأئمة هم أشد العباد تفاني في تعريف دين الله وهداه بكل سيرتهم وسلوكهم ، وعرفنا بعض أحوال الإمام الثامن من أئمتنا ، وذكرنا بعض فضل رب العالمين عليه وعلينا إذ عرّفنا أئمة الحق  الصادقين والذين بهم نسلك صراطه المستقيم لكل هداه المنزل على خاتم المرسلين.

وكان يا أخي : بيان الأبواب السابقة بيان لإمامة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ولعلمه الواسع وبعض حاله مع من صدقه أو مع من توقف عليه ، وعرفنا شيء من مناقبه ومكارمه وجهاده في بيان الحق ومحل الهدى والدين عنده وعند آله الكرام آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وكلها بالتدبر تصب في عبودية الله سبحانه وتعالى ، لأنه تعلم للعلم الدال على معرفته وفضله وكرمه .

 وهنا يا طيب : بيان لحاله مع الله تعالى وإخلاصه في عبودية لله سبحانه ، وعلمه ومعارفه التي تعلمنا يقين الإخلاص لله وسُبله ، ثم نذكر معارف من ذكره لله وصلاته ودعائه ، ثم يأتي باب آخر يعرفنا بعض سلوكه وسيرته في أخلاقه الحسنة وآدابه الجميلة التي الظاهر بها وبكلها تراه يعلمنا الدين ومعارف رب العالمين وإنه إمام حق وولي مرشد يهبنا بكل شيء من أحواله ومعارفه إخلاص اليقين لرب العالمين ، فهنا نذكر بعض أقواله في بيان إخلاص العبودية لله وسبلها التي يعلمها لنا الإمام الرضا عليه السلام ، ثم نتبعه ببيان أحوال عبوديته لله وإخلاصه في سيرته من الصلاة والذكر والدعاء وغيرها فتدبر .

الإمام يعلمنا اليقين بعبودية الله :

عرفت يا طيب : لكي نعرف الإمام الرضا عليه السلام وحاله مع الله ، يجب علينا بيان معرفته في الإخلاص له تعالى ، وبيانه لما يجب أن يكون عليه المؤمن معه سبحانه ، ونفس هذا يعرفنا حقيقته التي تظهر من أحاديثه في تعليم ومعرفة ما يجب أن يكون عليه العبد من إخلاص مع الله ، وإن العمل مرهون بالمعرفة المسبقة وهو عليه السلام عالم آل محمد ومُعرف للعباد هداهم ، فمنه ومن آله نتعلم ما يجب أن يكون حالنا مع الله وكيف نتلبس بالإخلاص له عن يقين .

 ونذكر هنا أحاديث الإمام الرضا عليه السلام : في العبودية والإخلاص بمختصر البيان لأنه تعريف كل ما قاله في تفاصيل فقه العبودية وفروعه يحتاج لكتاب ، وقد كتب فيه كتاب بعنوان فقه الرضا عليه السلام، وبأكثر منه أحاديث تجدها في كل أبواب الفقه ، ولكن نأخذ منه ومن غيره بعضها ونترك التفصيل لجزء مختص بأقواله في جميع أبواب معارف الهدى إن شاء الله ، ونشرح قسم منها ببيان مختصر هن ، وأسأله سبحانه أن ينفعنا بها ويجعلنا مثل إمامنا وآله صلى الله عليهم وسلم مخلصين له الدين بهداهم الحق ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين :

 

معنى الإخلاص حتى اليقين وآثاره :

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ يَقُولُ :

 طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ الْعِبَادَةَ وَالدُّعَاءَ .

 وَ لَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِمَا تَرَى عَيْنَاهُ .

 وَ لَمْ يَنْسَ ذِكْرَ اللَّهِ بِمَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ .

 وَ لَمْ يَحْزُنْ صَدْرَهُ بِمَا أُعْطِيَ غَيْرُهُ [1].

ولمعرفة معنى هذا الحديث : نذكر بعض الأحاديث في معنى الإخلاص كلها عن الإمام الرضا عليه السلام ، وكيف نتفكر في أمره الله حتى يكون ذكرنا لله من غير رياء ولا طلب لغير الله فيه ، ولذا يجب أن يكون الإخلاص بأعلى مراتبه وعن معرفة تامة بالدين من أولياء الله المخلصين له , والذين يُعرفونا عظمته بحق كم يحب أن تكون له تعالى من معرفة العظمة والشأن الجليل سبحانه ، وحتى أن يكون المؤمن في مرتبة اليقين كما روى عن الإمام الرضا عليه السلام :

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَ الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : عَنِ الْإِيمَانِ وَ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :

إِنَّمَا هُوَ الْإِسْلَامُ :

وَ الْإِيمَانُ : فَوْقَهُ بِدَرَجَةٍ .

 وَ التَّقْوَى : فَوْقَ الْإِيمَانِ بِدَرَجَةٍ .

 وَ الْيَقِينُ : فَوْقَ التَّقْوَى بِدَرَجَةٍ .

 وَ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْ‏ءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ .

قَالَ قُلْتُ : فَأَيُّ شَيْ‏ءٍ الْيَقِينُ ؟

قَالَ عليه السلام : التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ ، وَ التَّسْلِيمُ لِلَّهِ ، وَ الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ ، وَ التَّفْوِيضُ إِلَى اللَّهِ [2] .

وبهذا التعليم يا طيب : يجب أن نخلص لله تعالى بكل وجودن متوكلين عليه ومسلمين لأمره ، وراضين بقضائه وقدره حتى نفوض الأمر إليه بكل م يهمنا ونأمله ، ولذا يجب أن نكون متيقنين وجوب عبوديته تعالى بكل هداه الحق من أئمة الحق ، ويجب أن لا نبطل إخلاصنا بالرياء وحب السمعة والشهر والخيلاء والتكبر وما شابه ذلك .

و كما قال الإمام الرضا عليه السلام في هذه الأحاديث الشريفة : 

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَفَةَ قَالَ قَالَ لِيَ الرِّضَا عليه السلام :  

 وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَرَفَةَ اعْمَلُوا لِغَيْرِ رِيَاءٍ وَ لَا سُمْعَةٍ .

فَإِنَّهُ مَنْ عَمِلَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَا عَمِلَ .

و َيْحَكَ مَا عَمِلَ أَحَدٌ عَمَلًا إِلَّا رَدَّاهُ اللَّهُ بِهِ :

 إِنْ خَيْراً فَخَيْراً ، وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً [3].

 

وقال الإمام الرضا عليه السلام :

 تَصَدَّقْ بِالشَّيْ‏ءِ وَ إِنْ قَلَّ ، فَإِنَّ كُلَّ شَيْ‏ءٍ يُرَادُ بِهِ اللَّهُ وَ إِنْ قَلَّ بَعْدَ أَنْ تَصْدُقَ النِّيَّةُ فِيهِ ، عَظِيمٌ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ، يَقُولُ : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [4].

ويا طيب : إذا كان عملنا رد إلينا نور ونعيم إن شاء الله ـ وكل شيء نقوم به من علم وفكر فضلا عن السلوك ، عظيم عند الله مقبول إذا صدقت النية فيه بأنه يراد به الله ، فيجب أن يكون أمرنا كما قال الإمام الرضا عليه السلام :

 نية المؤمن خير من عمله . فُسأل عن معنى ذلك .

 فقال عليه السلام : العمل يدخله الرياء ، و النية لا يدخلها الرياء  .

 

وسُأل عليه السلام : عن تفسير نية المؤمن خير من عمله ، قال عليه السلام  : إنه ربما انتهت بالإنسان حالة من مرض أو خوف يفارقه العمل و معه نيته ، فلذلك الوقت نية المؤمن خير من عمله .

و في وجه آخر : أنها لا تفارق عقله أو نفسه ، و الأعمال قد تفارقه ، قبل مفارقة العقل و النفس  .

وقال عليه السلام : نية المؤمن خير من عمله :

 لأنه ينوي من الخير ما لا يطيقه و لا يقدر عليه [5].

 

وبهذا يا طيب : نعرف أنه يجب أن لا نشرك بالله شيء من فكر العقل في كل حال نكون فيه ، ولنخلص لله بكل شيء ، فيجب أن ننوي عمل الطاعة والحلال في كل حال حتى نقوى على تطبيق ما ننوي إن وفقنا الله تعالى ، وإلا من يشرك بالله يتركه الله كما قال الإمام الرضا عليه السلام :

أن الله عز و جل يقول :

أنا خير شريك ، ما شوركت في شيء إلا تركته.

 

ومن تركه الله : لا يتوفق لشيء من الهدى والعمل الصالح ، فكان في أخس حال وأذله ، والمؤمن المتقي لا يخالف أمره تعالى بل يطيعه بكل ما أمر ، فيكون عزيز عند الله وله كل ما يتمنى ، ولذا قال الإمام الرضا عليه السلام :

 من أراد أن يكون أعز الناس ، فليتق الله في سره و علانيته .

 

وبهذا نعرف : بأنه يجب أن نكون مع الله مخلصين له متوكلين عليه مسلمين له مفوضين الأمر إليه لا نشرك به شيئا ، فنطلب معارفه من أئمة الحق ونطبقها بكل يقين بأنها عين الدين القيم الذي تقام به عبودية الله تعالى بما يحب ويرضى ، ليكون الله معنا يؤيدنا وينصرنا ويوفقنا لعبوديته وطاعته بكل قوتنا ، وهذ هو العز الواقعي والنعيم التام الكامل أن لا يترك الله عبده ، بل عزيز عنده يلتزمه ويرعاه ويهبه ما يأمل ويريد ويقيه كل ما يحذر ويخاف ، ومن تيقن إن حاله مع الله صالح حين يطبق معارفه الحقة التي تعلمها من أئمة الحق ، يكون مطمئن النفس هادئ البال مرتاح بكل الأحوال .

 

 ويا طيب : هذا لا يتم إلا أن نكون بكل همتنا نطلب عبوديته ونطبقه حتى في الفكر ، فضلا عن وجوب الإخلاص لله بالأعمال الصالحة والكون معه على كل حال من سيرتنا وسلوكنا ، ولذا يجب أن تكون هذه النية الخالصة لله تعالى في عبوديته وطلبه بتطبيق هداه :

و بنفس صفاء القلب الذي عرفه الإمام الرضا عليه السلام إذ قال :

أن لله عز و جل في عباده : آنية ، و هي القلب : فأحبها إليه أصفاها و أصلبها ، و أرقها أصلبها في دين الله ، وأصفاه من الذنوب ، وأرقها على الإخوان .

وعندها من أتقى الله وصفى معه في قلبه ، لا يعصيه فيذنب أي لا يترك طاعة فضلا عن ارتكاب ما حرمه عليه ، بل حتى يحب عباد الله المتقين وكل إخوانه المؤمنين ، فيوفقه الله لرزقه ونعيمه في الدنيا والآخرة كما قال عليه السلام:

في تفسير هذه الآية : وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ، قال عليه السلام : يجعل له مخرج في دينه ، و يرزقه من حيث لا يحتسب في دنياه .

وأعلم يا أخي: إن الصفاء مع الله مخلصين له الدين على كل حال لا يكون إلا بتطبيق ما ذكره الإمام ، من أسباب تحصيل خوف الله ورجائه إذ قال عليه السلام :

من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا .

 

وقال عليه السلام : خف الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، و إن كنت لا تدري أنه يراك ، فقد كفرت .

 و إن كنت : تعلم أنه يراك ثم استترت المخلوقين بالمعاصي ، و برزت له بها ، فقد جعلته أهون الناظرين إليك .

 

وقال عليه السلام : من رجا شيئا طلبه ، و من خاف شيئا هرب منه .

 ما من مؤمن يجتمع في قلبه خوف و رجاء :

إلا أعطاه الله ما أمل ، و آمنه مما يخاف [6].

ولذا يا طيب عرفنا الإمام أنه : يحب أن يكون إسلامنا عن أيمان حقيقي صادق وهذا لا يتم إلا أن نتقي الله تعالى ولا نخالفه بل نطيعه ، وهذا ل يتم إلا مع اليقين التام الذي يكون عند من يتوكل على الله ويسلم له أمره ويرضى بكل ما قسم له ، فيفوض كل أموره له ، ولذا كان يستوجب على العبد الإخلاص في نيته مع الله في فكره وعمله ، فيكون تام العبودية لله بما يحب ويرضى .

 وحينئذ يحق للعبد : أن يرجو من الله أن يوفقه لهداه بكل علم وعمل ينتج خيرا وصلاحا وعزا ورضا منه ، وبهذا يمكن للعبد أن يأمل :

 تحصيل كل نعيم وسعادة منه تعالى ، ويأمنه من كل شر  .

 

وهذا قمة ما يحتاجه المؤمن من الله ويأمله : بأن يعطيه سبحانه كل ما يتمناه ، ويُأمنه من كل ما يخافه ، وهذا هو النعيم التام والكمال المتعالي الذي تطمئن به النفس ويسر الروح وترضى به ، ولنعرف كيف نحصل على الخوف والرجاء ، حتى نتوجه لله ونخلص له ، نذكر أحاديث أخرى عن الإمام الرضا عليه السلام في معنى التفكر بأمر الله والتوجه له حين معرفة عظمته وقدرته وعلمه سبحانه ، حتى ننوي خيراً ونطبقه بكل إخلاص حين يحصل لنا اليقين بأنه بيده ملكوت وملك كل شيء هدى ونعيم .

 ويا طيب : فبعد الذي عرفت من حقيقة الإيمان والإخلاص لله عن يقين ، نذكر بعض الأحاديث الشريفة عن الإمام الرضا عليه السلام ، في حقيقة العبادة لله من الصلاة والذكر والشكر والدعاء ، ثم نذكر بعض الحالات العبادية للإمام ، وإن كان كل ما نذكره هنا هي أحاديث شريفة مروية عنه عليه السلام يعلمنا بها عبودية الله والإخلاص له سبحانه وتعالى ، وهذا أهم ما موجود في الدين وقيمه أي الإيمان بالله ومعرفة تعاليمه الواقعية والظهور بها علما وعملا ، ونسأله تعالى أن يهبن معرفة ولي دينه وتعاليمه حتى اليقين والظهور بها في عبوديته بكل إخلاص ، إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

التفكر بأمر الله يهبنا الإخلاص :

معرفة الله تعالى بيقين : بأنه له ملك وملكوت كل شيء تكوين وهدى ، وبيده وله عاقبة وغاية الوجود كلا حسب شأنه وتوجهه لعظمته ، تتم لنا معرفة قدرته وسعة تجليه بأسمائه الحسنى وبكل نعيم وكمال ، فنتوجه له بكل وجودنا متوكلين ومسلمين ومفوضين له الأمر فنطلب منه تعالى وحده لا شريك له هدانا ونعيمنا في كل حال ، وهذا يتم بالتفكر بأمر الله من إتقانه لصنع كل شيء تكوينا وهدى ، وإنه لم يترك ما خلق يفني بعضه بعضا من غير تدبير وقيومية وهداية لأجله بأحسن ما يمكن أن يصل له كل مخلوق ، ووفق ما يستحقه من الشأن الذي هو عليه .

 ولهذا كان التفكر بأمر الله : يدلنا على عظمة الله وقدرته ، و على أمره بيقين المعرفة بأنه فيه كل الهدى والنعيم لكل من يتوجه لقبول فيضه سبحانه ، وهو الكريم الواسع في تجليه لمن يطلبه بما يحب ويرضى بيقين الإيمان وبخالص العبودية ، ولذا كان للتفكر بأمر الله منزلة الغلبة على كثرة العبادة حتى قال الإمام الرضا عليه السلام :

عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَ عليه السلام يَقُولُ :

 لَيْسَ الْعِبَادَةُ كَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ .

إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [7].

ويا طيب: في الحقيقة من لم يكن عارفا بعظمة الله تكون عبادته وإن كثرت من غير توجه حقيقي له سبحانه بما له من الشأن العظيم ، والذي يهب العزة والكمال وكل نعيم دائم دنيا وآخرة لمن يشاء من عباده الموقنين ، ولذا يجب على العبد المؤمن لكي يكون له اليقين وليتوجه لله بكل إخلاص لكونه عارف بعظمته ، أن يتفكر بكل ما يمر به من أحوال الأمور وتدبيرها بيد الله ذو العزة والكمال ، فيعرف قدرة الله وعلمه المحيط بكل شيء ، فيحصل له اليقين بعظمته ويقيم له عبوديته سبحانه بكل إخلاص .

 ولنعرف هذا : نتعلم من الإمام الرضا بعض أنواع التفكر بأمر الله تعالى وأحوال الوجود لنحصل على اليقين وإخلاص العبودية له سبحانه :

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَ عليه السلام يَقُولُ :

 كَانَ فِي الْكَنْزِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَ كانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ، كَانَ فِيهِ :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ :

 عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ، كَيْفَ يَفْرَحُ .

وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ، كَيْفَ يَحْزَنُ .

وَ عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَ تَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَ ، كَيْفَ يَرْكَنُ إِلَيْهَا .

وَ يَنْبَغِي لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ :

أَنْ لَا يَتَّهِمَ اللَّهَ فِي قَضَائِهِ ، وَلَا يَسْتَبْطِئَهُ فِي رِزْقِهِ .

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ أُرِيدُ أَنْ أَكْتُبَهُ .

 قَالَ : فَضَرَبَ وَاللَّهِ يَدَهُ إِلَى الدَّوَاةِ لِيَضَعَهَ بَيْنَ يَدَيَّ ، فَتَنَاوَلْتُ يَدَهُ فَقَبَّلْتُهَا ، وَأَخَذْتُ الدَّوَاةَ فَكَتَبْتُهُ[8]  .

 

وقال الإمام الرضا عليه السلام : طوبى لمن : كان صمته فكراً ، ونظره عبراً ، و وسعه بيته ، و بكى على خطيئته ، و سلم الناس من لسانه و يده .

وقال الراوي : و أروي فكر ساعة خير من عبادة سنة ، فسألت العالم ـ علي بن موسى الرضا عليه السلام ـ : عن ذلك .

فقال عليه السلام : تمر بالخربة و بالديار القفار .

فتقول : أين بانوك ، أين سكانك ، ما لك لا تتكلمين ، ليست العبادة كثرة الصلاة و الصيام ، العبادة التفكر في أمر الله جل و علا .

 وقال عليه السلام : التفكر : مرآتك تريك سيئاتك و حسناتك .

و قال عليه السلام : في قول الله تبارك وتعالى :

 فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ . قبل أن يُعتبر بكم [9].

يا طيب : فهذه الأحاديث عن الإمام الرضا عليه السلام ترين التفكر في أمر الله وقضائه وقدرته وحكمته في تدبير الأمور ، والتفكر في آفاق الموجودات ، والتفكر بالنفس ، حتى يحصل للإنسان الاعتبار بكل شيء في الوجود فلا يسوف العبادة ، ولا يتمهل في الطاعة ، ولا يعتدي على غيره فيطلب بالباطل ما ليس له ، بل يقنع بما قسم له من بيته وغيره ، ويجد ويجتهد ويتوجه بكل وجوده لله العظيم وعن قناعة تامة ويقين حق بوجوب إخلاص العبودية لله تعالى .

 وإذا عرفنا بعض التدبر في أمر الله وفي الآفاق والأنفس ، نتعرف على عظمته سبحانه بكلام الإمام الرضا عليه السلام :

عن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال :

دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه السلام و عنده جماعة ، فقال له أبو الحسن عليه السلام :

 أ رأيت إن كان القول قولكم ، و ليس هو كما تقولون ، أ لسن و إياكم شرع سواء ، و لا يضرنا ما صلينا و صمنا و زكينا و أقررنا . فسكت .

فقال أبو الحسن عليه السلام :  و إن يكن القول قولنا ، و هو قولن و كما نقول ، أ لستم قد هلكتم ، و نجونا .

قال : رحمك الله فأوجدني كيف هو و أين هو ؟

قال عليه السلام : ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط ، هو أين الأين وكان ولا أين ، وكيف الكيف وكان ولا كيف ، فلا يعرف بكيفوفية ولا بأينونية ، ول يدرك بحاسة و لا يقاس بشي‏ء .

قال الرجل : فإذاً إنه لا شيء ، إذا لم يدرك بحاسة من الحواس .

فقال أبو الحسن عليه السلام :  ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته , ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه :

أيقنا : أنه ربنا ، و أنه شيء بخلاف الأشياء .

قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟

قال أبو الحسن عليه السلام :  أخبرني متى لم يكن ، فأخبرك متى كان .

 

قال الرجل : فما الدليل عليه ؟

قال أبو الحسن عليه السلام : إني لما نظرت إلى جسدي ، فلم يمكني زيادة و لا نقصان في العرض و طول ، ودفع المكاره عنه و جر المنفعة إليه .

علمت : أن لهذا البنيان بانيا ، فأقررت به .

مع ما أرى : من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب ، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات .  علمت : أن لهذا مقدرا و منشئا .

قال الرجل : فلم احتجب ؟

فقال أبو الحسن عليه السلام : إن الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل و النهار .

قال : فلم لا يدركه حاسة الأبصار . قال عليه السلام : للفرق بينه و بين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم و من غيرهم ، ثم هو أجل من أن يدركه بصر ، أو يحيطه وهم ، أو يضبطه عقل .

قال : فحده لي . قال عليه السلام : لا حد له . قال : ولم ؟

 قال عليه السلام : لأن كل محدود متناه إلى حد ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ، و إذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود و لا متزائد و لا متناقص و لا متجزئ و لا متوهم .

قال الرجل : فأخبرني عن قولكم إنه لطيف و سميع و حكيم و بصير و عليم ، أ يكون السميع إلا بأذن ، و البصير إلا بالعين ، و اللطيف إلا بالعمل باليدين ، و الحكيم إلا بالصنعة ؟

فقال أبو الحسن عليه السلام : إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة ، أ وما رأيت الرجل يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه ، فيقال : ما ألطف فلان ، فكيف لا يقال للخالق الجليل لطيف ، إذ خلق خلقا لطيفا و جليلا ، وركب في الحيوان منه أرواحها ، وخلق كل جنس متباينا من جنسه في الصورة لا يشبه بعضه بعضاً ، فكلٌ له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته .

 ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطائبها المأكولة .

 فقلنا عند ذلك : إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم .

 و قلنا : إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى ، من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ، ولا يشتبه عليه لغاتها .

 فقلنا عند ذلك : إنه سميع لا بأذن .

و قلنا : إنه بصير لا ببصر ، لأنه يرى اثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء ، و يرى دبيب النمل في الليلة الدجنة ، ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها وفراخها ونسلها ، فقلنا عند ذلك : إنه بصير لا كبصر خلقه .  قال : فما برح حتى أسلم ، و فيه كلام غير هذا [10].

يا طيب : إن أسلم فقد هدي وشرح صدره للإسلام بعد ما عرفه الإمام ما يوصل لليقين بأن الله تعالى هو العليم القدير ، والحكيم الخبير ، السميع البصير ، وهو الخالق المدبر الذي له الأسماء الحسنى والمثل الأعلى ، وموصل كل شيء لغايته بأحسن صورة من الكمال يستحقها ، فقد هدي لكل نعيم وسار لعبودية الله بصراط مستقيم مع اليقين والإخلاص بما أراه إمام الحق من المعرفة العالية بالله سبحانه وتعالى وسعت علمه وقدرته وكل ما كان يشكل عليه ومشتبه به ، وحصل على حقيقة النعيم والاطمئنان والخير والبركة والسرور بكل ما يهبه الله من الكمال والجمال لعبادة ، فيكون عزيز برعاية الله له حتى يسكنه فسيح جنانه في ملكوت الخلد مع إمامه وآله الأطهار آل محمد صلى الله عليهم وسلم وصحبهم وأوليائهم الكرام ، أو يرفض كرم الله وهداه ويتعصى على نوره فيخسر وجوده فضلا عن كمال وجوده فيخزى ويذل .

 وأسمع قول الإمام الرضا عليه السلام لبيان هذا :

عن حمدان بن سليمان بن النيسابوري قال سألت الرضا عليه السلام :  عن قول الله عز و جل : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ) .

 قال عليه السلام :  ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا .

قال عليه السلام :

من يرد الله أن يهديه : بإيمانه في الدني إلى جنته و دار كرامته في الآخرة ، يشرح صدره للتسليم لله ، و الثقة به ، و السكون إلى ما وعده من ثوابه ، حتى يطمئن إليه .

وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُعن جنته و دار كرامته في الآخرة ، لكفره به و عصيانه له في الدنيا، يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً حتى يشك في كفره ، و يضطرب من اعتقاد قلبه ، حتى يصير كَأَنَّم يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ، كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ [11].

يا طيب : هذا بعض التفكر بعظمة الله وأمره ، وفي الكون والأفاق والأنفس ، وفي معرفة حكمته في خلقه وهداه ، حتى ليكون المؤمن بحق متيقن بأن الله تعالى له القدرة المطلقة والعلم بكل شيء ، وهو عالم الغيب والشهادة السميع البصير الحكيم الخبير الواسع ، يهب الهدى والنعيم لمن يؤمن به ويسلم له أمره ويفوضه إليه بعد أن يوقن به سبحانه ، وقد عرفت إنه تعالى جعل خير الناس وأصفاهم معه أميرهم وولي دينهم ليهدي به عباده لكل ما يوصل لمعرفته ولعبوديته بإخلاص وعن يقين ، و له ولمن تبعه منه تعالى كل خير وبركة .

وبعد إن عرفنا : من الإمام الرضا عليه السلام قمة المعارف الإيمانية حتى اليقين بنحو الثبات وفي كل حين علما ونيتا وعملا ، والسبيل إليه من التفكر والمعرفة ، بذكر بعض المصاديق من كلامه الطيب لها ، نذكر بعض المعارف العبادية العلمية العملية التي علمها لنا عليه السلام ، وكذلك بنحو الاختصار مما نقل عنه ونؤجل التفصيل للجزء الثالث من صحيفته المباركة ، أو راجع كتب التوحيد والمعرفة الإلهية للطائفة الحق ، وإن راقت لك كتاباتنا فراجع صحيفة التوحيد بأجزائه من موسوعة صحف الطيبين .

فهنا يا طيب : نتدبر بعض أقوال الإمام الرضا عليه السلام في العبادة العلمية العملية وفي نوع منها وما يتبعها ، بعد إن عرّفنا شيء عن إخلاص العبودية لله باليقين المطلق ، هذا ونسأل الله أن يهبنا اليقين والإخلاص في معرفته وعبوديته ، ويوصلنا لكل خير ونعيم أعده لأولياء وبصراط مستقيم ، إنه أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، آمين يا رب العالمين .

 

فضل وآثار بعض الأعمال العبادية الفكرية :

يا طيب : إن كل ما مر هو من الحالات العبادية للإمام الرض عليه السلام ، لأنه كل أمر يطاع به الله هو عبادة له تعالى ، سواء تعليم العلم والمعارف التي يتوجه بها لله تعالى ، أو فعل عبادي مع حركة وفعل عضلي كالصلاة والصوم وغيرها من الأعمال ، بل عرفت في الموضوع السابق بحديث شريف من الإمام الرضا عليه السلام إن عبادة التفكر تغلب في الفضل نفس الأعمال العبادية العضلية والحركية بم هي ، لأنه بالتفكر تُعرف عظمة الله تعالى ثم يطاع بالعلم والمعرفة ، ويحصل العبد المؤمن على اليقين فيتوكل على الله تعالى ويسلم له بل يصل لمرحلة الرضا بقضاء الله وقدره وبما قسم له ، فلا يطلب إلا الحلال والعمل الصالح ولم يقصر بشيء ، بل يفوض أمره لله تعالى ويقبله بكل هداه القيم علما وتطبيقاً.

ثم من عرف عظمة الله : بعلم واسع حق يتوجه له في أفعاله العبادية عن فكر صافي وقلب مطمئن بما يقول من ألفاظ العبادة ، ويتوجه له بها بإخلاص اليقين ، فتتحد العبادة العضلية والفكرية بقمة المعرفة والعبودية لله تعالى حتى ليكون العبد من الصالحين والشهداء والصديقين ، ويقترب من أولياءه في المقام حتى ليحف بهم ويُعلم دين الله وفق علمهم الذي عرفوه له ، فيكون من علماء آل محمد صلى الله عليهم وسلم في تعليم معارفهم وإقامة دينهم ، وهذه قمة العبودية لله ولها أعلى مقام عنده ، وبها يكون العبد ذو شأن كبير عند الله وأئمة الحق والمؤمنين في الدنيا وفي ملكوت النعيم .

وإذا عرفنا يا طيب : كيف تتحد العبادة العلمية والعضلية بالتكاليف العملية التي شرفنا الله بها من الصلاة والصوم والحج والخمس والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ، بل كل المعاملات والأخلاق وغيرها مما مذكور من أبوب الفقه ، حين إتيانها من العارفين بالدين الحق والهدى الواقعي ، وبالخصوص الموقنين فيأتونها بإخلاص .

 نذكر بعض الكلمات والأقوال في شرح وتعريف بعض العبادات العملية والتي ترافقها ألفاظ فيها معاني علمية، وبأقوال الإمام الرضا عليه السلام وببيانه ، لنعرف حقائق أخرى عن كيفية إقامة العبودية لله تعالى بما أمر من الأفعال التي فيها أفكار يتوجه بها العبد لله تعالى ، ويكون في قمة العبودية والإخلاص في التوجه له وحده لا شريك له ، سواء في المعرفة أو في إقامة الواجبات والتكاليف العبادية التي شرف الله بها العباد ليكون من أولياء الله المعد له نعيم الأبد وبأوسع ملك ،ومع الهناء والسرور وكل ما يفرح ويلذ المؤمن الموقن المتعبد لله بإخلاص .

ويا طيب : نذكر قسم من أقول الإمام الرضا عليه السلام في أبواب العبادات الفرعية والتكاليف العملية العلمية ، وبالخصوص ما يخص الفرع الأول منه الصلاة وتفرعاتها ، وباختصار ، ونترك التفصيل للجزء الثالث المختص بنقل أقوال الإمام الرضا عليه السلام بكل أبواب الهدى والدين من العلم ومعرفة الله تعالى والحجة وكل أصول الدين وفروعه ، ثم نذكر شيء من سيرته في البحث الثاني إن شاء الله ، وإن كنت تطلب المزيد من معرفة معنى العبادة والعبودية ، فعليك بجزء العبادة من صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة من موسوعة صحف الطيبين، لتعرف حقائق عن العبودية والإخلاص فيها والخشوع والخضوع وما يقام به العبودية لله تعالى بشكل مفصل ، فإنه جزء كامل في هذا المعنى فقط.

 ونسأل الله التوفيق : بأن يعرفنا حقائق ما يعلمنا الإمام الرضا عليه السلام ، ونفقه قوله فنتيقن معارف الله ونقيم له بها العبودية الخالصة وعن يقين مما يحب ويرضى ، حتى يجعلنا معهم ومنهم في كل هدى ونعيم مقيم ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، إنه أرحم الراحمين  ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

الصلاة  وحدودها :

نختار لك يا طيب : من العبادات العلمية العملية ، وتفسير أهميتها وفضلها وشأنها في تكامل العباد ، وفي إقامة العبودية لله بإخلاص ، الفرع الأول من فروع الدين وببعض أحاديث الإمام الرضا عليه السلام ، ومن غير شرح نعتمد للتدبر فيها على فطنتك ، ومن ثم لكي لا يطول البحث فيخرج موضوع هذا الباب عن الاختصار ، ثم نتبعها بنفس الأسلوب بذكر جمل أخرى من العبادات العلمية العملية التابعة لها ، لتكون نموذجا طيبا يطهرنا بمعارفه من كل شرك ويهبنا الإخلاص لله وحده لا شريك له ، فتدبر فيها يا مولي ، وأسأل الله أن ينفعنا بمعرفتها ويرين فضل أئمتنا ومعارفهم التي يرفعونا بها لمعرفة عظمة الله سبحانه وكيفية عبوديته وطاعته بإخلاص المتيقنين ، إنه ولي التوفيق وهو الولي الحميد .

قَالَ الإمام الرِّضَا عليه السلام :  الصَّلَاةُ لَهَ أَرْبَعَةُ آلَافِ بَابٍ [12].

وعَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : الصَّلَاةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ [13] .

يا طيب : حقا علينا أن نتقرب لله تعالى بمعرفة ما يمكن من حدود الصلاة وآدابها ومعاني ذكرها والحركات التي ترافق أحوالها ، فإنه قد ذكر أئمة الحق لها حدود كثيرة وجمع المهم منها الرسائل العملية لمراجعنا العظام ، ويجب علين معرفة ما نعبد به الله من الواجب منها بل المستحب ، والمكروه والمحرم وما يقطعه مما يتعلق بالصلاة ، ثم نتدبر معاني وحقيقة حدودها وآدابها ، وقد ألفت عدة كتب في آداب الصلاة منها الآداب المعنوية للصلاة للسيد الإمام الخميني قد سره ، ومنه أسرار الصلاة للمرحوم جواد التبريزي وغيرها مما يعرفك روحها ولذة الوقوف بين يدي العزيز الجبار فنناجيه ونذكره بما يحب ويرضى ، وهذا بعض البيان لها من كلام الإمام الرضا عليه السلام وفيه علما جما فتدبره .

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا عليه السلام  فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ : أَنَّ عِلَّةَ الصَّلَاةِ أَنَّهَ :

إِقْرَارٌ بِالرُّبُوبِيَّةِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَ خَلْعُ الْأَنْدَادِ .

وَ قِيَامٌ بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ : بِالذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ ، وَ الْخُضُوعِ وَ الِاعْتِرَافِ ، وَ الطَّلَبُ لِلْإِقَالَةِ مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ .

 وَوَضْعُ الْوَجْهِ عَلَى الْأَرْضِ : كُلَّ يَوْمٍ إِعْظَاماً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

 وَأَنْ يَكُونَ ذَاكِراً غَيْرَ نَاسٍ وَ لَا بَطِرٍ .

 وَ يَكُونَ خَاشِعاً مُتَذَلِّلًا رَاغِباً طَالِباً لِلزِّيَادَةِ فِي الدِّينِ وَ الدُّنْيَا .

 مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْإِيجَابِ وَ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ ، لِئَلَّا يَنْسَى الْعَبْدُ سَيِّدَهُ وَ مُدَبِّرَهُ وَ خَالِقَهُ فَيَبْطَرَ وَ يَطْغَى .

 وَ يَكُونَ فِي ذِكْرِهِ لِرَبِّهِ وَ قِيَامِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، زَجْراً لَهُ عَنِ الْمَعَاصِي ، وَمَانِعاً لَهُ عَنْ أَنْوَاعِ الْفَسَادِ[14] .

 

ةعَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ :

إِنَّمَا جُعِلَ التَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ لِعِلَلٍ : مِنْهَا : أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ مَعَ خُضُوعِهِ وَخُشُوعِهِ وَتَعَبُّدِهِ وَتَوَرُّعِهِ وَاسْتِكَانَتِهِ وَ تَذَلُّلِهِ وَ تَوَاضُعِهِ وَ تَقَرُّبِهِ إِلَى رَبِّهِ .

 مُقَدِّساً لَهُ مُمَجِّداً مُسَبِّحاً مُعَظِّماً شَاكِراً لِخَالِقِهِ وَ رَازِقِهِ ، فَلَا يَذْهَبْ بِهِ الْفِكْرُ وَ الْأَمَانِيُّ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ [15].

 

 

قراءة القرآن في الصلاة وفضله :

وَ فِيمَا ذَكَرَهُ الْفَضْلُ مِنَ الْعِلَلِ عَنِ الرِّضَا عليه السلام :

أَنَّهُ قَالَ أُمِرَ النَّاسُ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ : لِئَلَّا يَكُونَ الْقُرْآنُ مَهْجُوراً مُضَيَّعاً ، وَ لْيَكُنْ مَحْفُوظاً مَدْرُوساً ، فَلَا يَضْمَحِلَّ وَ لَا يُجْهَلَ .

وَ إِنَّمَا بُدِئَ بِالْحَمْدِ : دُونَ سَائِرِ السُّوَرِ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الْكَلَامِ جُمِعَ فِيهِ مِنْ جَوَامِعِ الْخَيْرِ وَ الْحِكْمَةِ ، مَا جُمِعَ فِي سُورَةِ الْحَمْدِ ، وَ ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ : إِنَّمَا هُوَ أَدَاءٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ مِنَ الشُّكْرِ ، وَ شُكْرٌ لِمَا وَفَّقَ عَبْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ .

 رَبِّ الْعالَمِينَ : تَوْحِيدٌ لَهُ ، وَ تَحْمِيدٌ ، وَ إِقْرَارٌ : بِأَنَّهُ هُوَ الْخَالِقُ الْمَالِكُ لَا غَيْرُهُ .

الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ : اسْتِعْطَافٌ وَ ذِكْرٌ لآِلَائِهِ وَنَعْمَائِهِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ .

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ : إِقْرَارٌ لَهُ بِالْبَعْثِ وَ الْحِسَابِ وَ الْمُجَازَاةِ ، وَ إِيجَابُ مُلْكِ الْآخِرَةِ لَهُ كَإِيجَابِ مُلْكِ الدُّنْيَ .

إِيَّاكَ نَعْبُدُ : رَغْبَةٌ وَ تَقَرُّبٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، وَ إِخْلَاصٌ لَهُ بِالْعَمَلِ دُونَ غَيْرِهِ . وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ : اسْتِزَادَةٌ مِنْ تَوْفِيقِهِ وَ عِبَادَتِهِ ، وَ اسْتِدَامَةٌ لِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ نَصَرَهُ .

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ : اسْتِرْشَادٌ لِدِينِهِ وَ اعْتِصَامٌ بِحَبْلِهِ وَ اسْتِزَادَةٌ فِي الْمَعْرِفَةِ لِرَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ .

صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ : تَوْكِيدٌ فِي السُّؤَالِ وَ الرَّغْبَةِ ، وَ ذِكْرٌ لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنْ نِعَمِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، وَرَغْبَةٌ فِي مِثْلِ تِلْكَ النِّعَمِ .

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ : اسْتِعَاذَةٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُعَانِدِينَ الْكَافِرِينَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِهِ وَ بِأَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ .

وَ لَا الضَّالِّينَ : اعْتِصَامٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنَ الَّذِينَ ضَلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ مِنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ ، وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً .

فَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهِا مِنْ جَوَامِعِ الْخَيْرِ ، وَ الْحِكْمَةِ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَ الدُّنْيَا مَا لَا يَجْمَعُهُ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ[16] .

 

وعن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العباس قال ما رأيت الرضا عليه السلام : سُئِلَ عَنْ شَيْ‏ءٍ قَطُّ إِلَّا عَلِمَهُ ، وَ لَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنْهُ بِمَا كَانَ فِي الزَّمَانِ الْأَوَّلِ إِلَى وَقْتِهِ وَ عَصْرِهِ ، وَ كَانَ الْمَأْمُونُ يَمْتَحِنُهُ بِالسُّؤَالِ عَنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فَيُجِيبُ فِيهِ .

وَ كَانَ كَلَامُهُ كُلُّهُ وَ جَوَابُهُ وَ تَمَثُّلُهُ

انْتِزَاعَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ .

 وَ كَانَيَخْتِمُهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ وَ يَقُولُ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَخْتِمَهُ فِي أَقْرَبَ مِنْ ثَلَاثٍ لَخَتَمْتُ ، وَ لَكِنِّي مَا مَرَرْتُ بِآيَةٍ قَطُّ إِلَّا فَكَّرْتُ فِيهَا ، وَ فِي أَيِّ شَيْ‏ءٍ أُنْزِلَتْ وَ فِي أَيِّ وَقْتٍ ، فَلِذَلِكَ صِرْتُ أَخْتِمُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةٍ[17] .

يا طيب : هذا هو شأن الإمام وعلمه وتدبره وتفكره سواء في التكوين من الأفاق والأنفس كما عرفت ، أو في كتاب الله التدويني القرآن المجيد وهدى الله ودينه القيم ، وبهذا يعرف عليه السلام معارف الله ويستنبطها ، وهو الراسخ بعلمه ، وقد ذكرنا هذا الحديث في سعة علم الإمام وعدنا ذكره لما فيه من أهمية التلاوة لكتاب الله تعالى والتدبر والتفكر به ، حتى يعرف العبد هدى الله متيقن لعظمته سبحانه وهداه ، فيخلص له العبودية ، وذكرنا هذا البيان لأهميته وإن كان مرامنا الاختصار ، وتدبر فيما ذكرنا عنه عليه السلام فإنه فيه علم واسع .

 

فضيلة ذكر الله والصلاة على نبينا :

‏ لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور فأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا له يا ابن رسول الله ترحل عنا و لا تحدثنا بحديث نستفيده منك ، و كان قد قعد في العمارية فاطلع رأسه و قال عليه السلام :

 سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : سمعت جبرائيل يقول : سمعت الله عز و جل يقول :

 لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي .

فلما مرت الراحلة نادى :

بشروطها و أنا من شروطها [18].

وهذا الحديث الشريف يسمى حديث سلسلة الذهب ، طاهر عن طاهر عن مطهر عن رب العزة الذي وهبهم التطهير ، ليطهر كل من يعرف هداه ويعبده بما علمهم سبحانه حتى كانوا شرط لمعرفة الله وهداه ، والخلاص من كل ما يبعد عن الله وحصنه وتوحيده بيقين المعرفة مما يحب ويرضى من العبودية .

 

وعن هشام بن سالم قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام كان يقول :

 من قال : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، دفع الله عز و جل بها عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الخنق [19].

عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام : فقال لي : ما معنى قوله :

وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ؟

قُلْتُ : كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ قَامَ فَصَلَّى .

فَقَالَ لِي : لَقَدْ كَلَّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَ شَطَطاً .

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَيْفَ هُوَ .

فَقَالَ عليه السلام : كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ[20].

 

يا طيب : الإنسان الموقن بفضل الله لعباده لا يغفل عنه قدر المستطاع ويجب أن يكون بكل ما أوتي من قوة ذاكرا لله تعالى ، سواء ذكر مقالي أو حالي بحيث لا يكون في معصية الله ولو لحظة ، وأما مصاديق الذكر فهي كثيرة في الأذكار من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا إله إلا الله ، وغيرها ك الله أكبر وسبحان الله والحمد لله والشكر لله ، ولكن بعض الأذكار تحتاج لمناسبة وإن كان ذكر الله حسن بأي ذكر .

 ولكن لذكر الصلاة على محمد وآله: وقع خاص في القلوب وعند الله ، وهو توحيد لله بالربوبية والتدبير والهداية بالعلم والحكمة فضلا عن الخالقية ومد العباد بالنعم ، بل فيها معنى التوحيد لأنه منه تعالى وحده لا شريك له نطلب لأكرم خلقه بأن يصلهم برحمته وبركاته ولأنهم هداتنا لدينه ومعارفه ، ومن ثم من بركاته عليهم نحصل على هدانا ، ومعارفنا فنكون عنده عباد مؤمنين مخلصين مرضيين الهدى والدين ، وجعلنا الله معهم ومنهم في الدارين إنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا ربي ، ولك بكل هداك الذي علمه الطيبين مسلّمين .

وقد ذكرنا يا طيب : في معنى الصلاة على النبي وآله معارف قيمة في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وفي صحيفة الثقلين من موسوعة صحف الطيبين فتدبر هناك إن أردت المزيد ، وهذه معاني قيمة لها ولآثارها بأحاديث الإمام الرض عليه السلام فتدبر :

 

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من صلى علي يوم الجمعة مئة صلاة ، قضى الله له ستين حاجة ، ثلاثون للدنيا ، و ثلاثون للآخرة [21].

 

وقال الرضا عليه السلام في حديث :

مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ بِهِ ذُنُوبَهُ ، فَلْيُكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

 فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ هَدْماً [22].

و عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون قال : وَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ  وَاجِبَةٌ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ ، وَ عِنْدَ الْعُطَاسِ ، وَ الذَّبَائِحِ ، وَ غَيْرِ ذَلِكَ [23].

وفي معاني الصلاة على النبي وآله وآثارها أحاديث كثيرة راجع ما ذكرن في موسوعة صحف الطيبين تجد إن شاء الله كثير من المعارف .

 

 

فضيلة سجدة الشكر والأذكار فيها :

و روي عن سليمان بن حفص المروزي أنه قال كتب إلي أبو الحسن الرض عليه السلام :

 قُلْ فِي سَجْدَةِ الشُّكْرِ مِائَةَ مَرَّةٍ شُكْراً شُكْراً ، وَإِنْ شِئْتَ عَفْواً عَفْواً[24].

وعن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: السَّجْدَةُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا وَفَّقَ لَهُ الْعَبْدَ مِنْ أَدَاءِ فَرْضِهِ ، وَ أَدْنَى مَ يُجْزِي فِيهَا مِنَ الْقَوْلِ : أَنْ يُقَالَ :

شُكْراً لِلَّهِ شُكْراً لِلَّهِ شُكْراً لِلَّهِ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

قُلْتُ : فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ شُكْراً لِلَّهِ .

قَالَ عليه السلام : يَقُولُ هَذِهِ السَّجْدَةُ مِنِّي شُكْراً لِلَّهِ عَلَى مَا وَفَّقَنِي لَهُ مِنْ خِدْمَتِهِ وَ أَدَاءِ فَرْضِهِ .

 وَ الشُّكْرُ مُوجِبٌ لِلزِّيَادَةِ ، فَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ تَقْصِيرٌ لَمْ يَتِمَّ بِالنَّوَافِلِ تَمَّ بِهَذِهِ السَّجْدَةِ [25].

 

وعَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ عَنِ الرِّضَ عليه السلام : فِي حَدِيثٍ أَنَّهُ صَلَّى رَكَعَاتٍ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَلَمَّا فَرَغَ :

 سَجَدَ سَجْدَةً طَالَ مَكْثُهُ فِيهَا ، فَأَحْصَيْتُ لَهُ خَمْسَ مِائَةِ تَسْبِيحَةٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ [26].

وعن رجاء بن أبي الضحاك في حديث قال كان الرضا عليه السلام :

 إِذَا أَصْبَحَ صَلَّى الْغَدَاةَ ، فَإِذَا سَلَّمَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ يُسَبِّحُ اللَّهَ وَ يَحْمَدُهُ وَ يُكَبِّرُهُ وَ يُهَلِّلُهُ ، وَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً يَبْقَى فِيهَا حَتَّى يَتَعَالَى النَّهَارُ [27].

 

وَ سَأَلَ سَعْدُ بْنُ سَعْدٍ الرِّضَا عليه السلام :  عَنْ سَجْدَةِ الشُّكْرِ .

فَقَالَ عليه السلام : أَرَى أَصْحَابَنَا يَسْجُدُونَ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ سَجْدَةً وَاحِدَةً ، وَ يَقُولُونَ : هِيَ سَجْدَةُ الشُّكْرِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا الشُّكْرُ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ ، أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ .

وَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  [28].

يا طيب : الآن مشهور هذا الذكر لمن يركب سيارة  و مروي لمن ركب دابة وغيرها ، وهو ذكر من آيات بعد بيان نعم الله بصورة عامة ثم تُخصص بالركوب ، فيستحب ذكره لكل نعمة نقترن بها ونحصل عليها كشكر لله تعالى ولو من غير سجود ولا ركوب شيء ، وعرفت أذكار سجدت الشكر ، وأما الآيات فهي بعد أن يعدد سبحانه بعض النعم يقول عز وجل :

 {وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ }الزخرف14.  ولولا الله لما طقنا الحصول عليه والاقتران بها حتى تكون هذه النعم لنا دابة أو غيرها من نعم الله الواجب شكره على تمكيننا منها .

 

فضل الدعاء والتحقق به :

و عن الإمام الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه : عَلَيْكُمْ بِسِلَاحِ الْأَنْبِيَاءِ ، فقيل : و ما سلاح الأنبياء .

 قَالَ : الدُّعَاءُ[29] .

عن أبي همام إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام : قال : قال علي بن الحسين عليه السلام: إِنَّ الدُّعَاءَ وَ الْبَلَاءَ لَيَتَرَافَقَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

 إِنَّ الدُّعَاءَ لَيَرُدُّ الْبَلَاءَ وَ قَدْ أُبْرِمَ إِبْرَاماً [30].

وعن أبي الحسن الرضا عليه السلام :

 قال دعوة العبد سرا دعوة واحدة ، تعدل سبعين دعوة علانية [31] .

و عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

ما من مؤمن يدعو للمؤمنين و المؤمنات ، و المسلمين و المسلمات ، الأحياء منهم و الأموات ، إلا كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة ، منذ بعث الله آدم إلى أن تقوم الساعة [32].

 

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في حديث قال: لَا تَمَلَّ مِنَ الدُّعَاءِ ، فَإِنَّهُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ .

وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ ، وَ طَلَبِ الْحَلَالِ ، وَ صِلَةِ الرَّحِمِ ، وَإِيَّاكَ وَمُكَاشَفَةَ النَّاسِ .

فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ : نَصِلُ مَنْ قَطَعَنَا ، وَ نُحْسِنُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْنَا ، فَنَرَى وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْعَاقِبَةَ الْحَسَنَةَ [33].

وعن الفضل بن الفضل بن قيس بن رمانة عن الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 يَا عَلِيُّ أُوصِيكَ : بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ مَعَهُ الْإِجَابَةَ ، وَبِالشُّكْرِ فَإِنَّ مَعَهُ الْمَزِيدَ.

وَ أَنْهَاكَ : عَنْ أَنْ تَخْفِرَ عَهْداً وَ تُعِينَ عَلَيْهِ ، وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْمَكْرِ فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الْبَغْيِ فَإِنَّهُ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ[34].

 

وعن صفوان عن الرضا عليه السلام في حديث أن أبا قرة قال له : مَ بَالُكُمْ إِذَا دَعَوْتُمْ رَفَعْتُمْ أَيْدِيَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ .

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : إِنَّ اللَّهَ اسْتَعْبَدَ خَلْقَهُ بِضُرُوبٍ مِنَ الْعِبَادَةِ ... إِلَى أَنْ قَالَ : وَ اسْتَعْبَدَ خَلْقَهُ عِنْدَ الدُّعَاءِ وَ الطَّلَبِ وَ التَّضَرُّعِ بِبَسْطِ الْأَيْدِي وَ رَفْعِهَا إِلَى السَّمَاءِ لِحَالِ الِاسْتِكَانَةِ ، وَ عَلَامَةِ الْعُبُودِيَّةِ وَ التَّذَلُّلِ لَهُ [35].

وعن الإمام الرضا عليه السلام  قال :

يَا مَنْ دَلَّنِي عَلَى نَفْسِهِ ، وَ ذَلَّلَ قَلْبِي بِتَصْدِيقِهِ . أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَ الْإِيمَانَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ[36].

وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ياسر عن الرضا عليه السلام قال :

مَثَلُ الِاسْتِغْفَارِ ، مَثَلُ وَرَقٍ عَلَى شَجَرَةٍ تُحَرَّكُ فَيَتَنَاثَرُ .

 وَ الْمُسْتَغْفِرُ مِنْ ذَنْبٍ وَ يَفْعَلُهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ[37] .

 

وعن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام : قال كان أبي عليه السلام إذا خرج من منزله قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، خَرَجْتُ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ لَا بِحَوْلٍ مِنِّي وَ لَا قُوَّتِي ، بَلْ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ يَا رَبِّ ، مُتَعَرِّضاً لِرِزْقِكَ فَأْتِنِي بِهِ فِي عَافِيَةٍ [38] .

عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا عليه السلام قال : لما أشرف نوح على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق ، و لما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا ، جعل الله عليه النار بردا و سلاما ، و إن موسى لما ضرب طريقا في البحر دعا الله بحقنا فجعل يبسا ، و إن عيسى لما أراد اليهود قتله دع الله بحقنا فنجا من القتل فرفعه إليه [39].

يا طيب : في هذا الحديث معاني جمة عن شأنهم في الملكوت ومعرفة الأنبياء بل وأممهم بهم ، وقد ذكرنا تفصيل لهذا المعنى في الجزء الأول من صحيفة ذكر علي عليه السلام عبادة من موسوعة صحف الطيبين فتدبر  . كما للصلاة على النبي معاني وآثار كثيرة يمكنك مراجعة بعضها فيما ذكرنا من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، إذ ورد ضرورة تضمين الدعاء بالصلاة على النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ليرفع بفضل الله لأنه تعالى أكرم من أن يستجيب الصلاة ويترك الدعاء المرافق له ، ورزقنا الله هداهم ونعيمهم في الدنيا والآخرة .

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال : سَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِنَا بِهَا حَمْلٌ .

فَقَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : الدُّعَاءُ مَ لَمْ تَمْضِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ، قُلْتُ لَهُ إِنَّمَا لَهَا أَقَلُّ مِنْ هَذَا ، فَدَعَا لَهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَ تَكُونُ عَلَقَةً ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَ تَكُونُ مُضْغَةً ثَلَاثِينَ يَوْماً ، وَ تَكُونُ مُخَلَّقَةً وَ غَيْرَ مُخَلَّقَةٍ ثَلَاثِينَ يَوْماً ، فَإِذَا تَمَّتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَ مَلَكَيْنِ خَلَّاقَيْنِ يُصَوِّرَانِهِ وَ يَكْتُبَانِ رِزْقَهُ وَ أَجَلَهُ وَ شَقِيّاً أَوْ سَعِيداً [40].

يا طيب : هذه كانت بعض آثار الدعاء وفوائده من كلام الإمام الرضا عليه السلام ، وله عليه السلام تعاليم وأدعية كثيرة تعرفنا التوجه لله وبمناسبات المختلفة لم نذكر إلا بعضها ونترك الباقي للجزء الثالث إن شاء الله ، وأن الدعاء الأخير يعرفنا الإمام إن بعض الدعاء له مناسبة أو زمانا خاصا ، فيجب أن يسبق الدعاء قبل تحقق القضاء ولو كان مبرما ، وإن الإنسان يكون سعيدا أو شقيا حسب تصرفه بم أنعم الله عليه . وهذا البحث : كان في جوانب من تعليم الإمام الرضا عليه السلام في تعريفنا الإخلاص والتوجه لله تعالى حتى اليقين ، وفيه بيان حق لمعرفة الإمام بالله تعالى وأحواله معه ، ويرينا كثير من نوره وهداه الذي يعرفنا ضرورة الكون مع الله تعالى في كل حال ، ثم لما عرفنا هذا نذكر بعض أحوال ذكره وعبوديته مما نقل إلينا ، وإن عرفت إنه حبذ عبودية السر ولكنه عليه السلام كان كثير العبادة فنقل عنه الكثير من صلاته وبره ، نتدبرها في البحث الآتي وتابع كل سيرته المباركة لنتعرف عبوديته لله تعالى وإخلاصه حتى اليقين ، بل هو المعلم بكل حديث له وسيرته وسلوكا عليه السلام ، وجعلنا الله معهم هدى ودينا ودنيا ونعيما وآخرة إنه أرحم الراحمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 

حال الإمام الرضا في عبوديته لله عملا :

يا طيب : إن الله تعالى عرفنا إن ولاة دينه متنورين بنوره ولا يليهم مله عن ذكر الله تعالى لا بيع ولا شراء ولا غيره وقد ذكر هذا سبحانه في آيات النور والبيوت المرفوعة ، بل هم يفيضون معارف الله التي يتجلون بها بكل أحوالهم ، ولم يتغير حالهم لا في سراء ولا في ضراء ولا في صحة ولا في مرض ، بل بكل حال يُظهرون من دين الله ما يرضيه حسب الحال نفسه ، بل هم المتيقنون المفوضون أمرهم إلى الله حتى رضيهم الله تعالى ولاة لدينه وهداة لعباده ، وهم على كل حال لا ينطقون إلا صدقا ولا يقضون إلا عدلا .

وهذا الإمام الرضا عليه السلام : عرفنا عنه أحاديث تعرفن عبودية الله تعالى والإخلاص له حتى اليقين في مجال واحد مهم وهو الصلاة وما يتبعه ، بعد أن عرفنا كيفية تحصيل اليقين والإيمان بمعارف الله ، والآن يا طيب بعد المعرفة العلمية عن الإمام الرضا وحاله مع الله وتعريفة لما يجب أن الكون عليه العبد مع الله ، نرى حاله حسب ما يصفه من كان في زمانه ، فنرى إنه عليه السلام مصداق اليقين المتوجه لله بكل وجوده حتى كان في خالص العبودية لله تعالى ، ولذا أختاره إمام للمؤمنين ليعرفهم معالم دينه في زمانه كآبائه الكرام وأبناءه الطاهرين .

وهذا يا طيب حال الإمام الرضا عليه السلام : بين يديك يصفه المخالف والموافق له ، فترى به دين الله كآياته المنتشرة في الآفاق والأنفس بل بعلم أفضل وأسهل ، ولكن بعض يوفقه الله فيؤمن بهدى أئمة الحق ويقبل دينهم القيم فيقيم بحق عبودية الله تعالى من غير شك ولا شرك برأي واجتهاد من نفسه أو من إمام ضال عن الحق قد تبع فكره وهوى نفسه ، وبعض يصم ويعمى فيتبع أئمة الضلال والعياذ بالله منهم ، وجعلنا الله من المهتدين بدين أئمة الحق من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ومعهم في كل نعيم ، وهو ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

قائد المأمون يصف عبادة:

عن أحمد بن علي الأنصاري قال : سمعت رجاء بن أبي الضحاك يقول :

بعثني المأمون في إشخاص علي بن موسى الرضا عليه السلام من المدينة ، وأمرني أن آخذ به على طريق البصرة والأهواز وفارس ، ولا آخذ به على طريق قم ، وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه .

 فكنت معه من المدينة إلى مرو :

 فوالله ما رأيت رجلاً كان أتقى لله منه .

، ولا أكثر ذكرا له في جميع أوقاته منه ,

 ولا أشد خوفا لله عز وجل .

كان إذا أصبح صلى الغداة :

 فإذا سلم : جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده  ويكبره ويهلله ويصلي على النبي وآله صلى الله عليه وآله حتى تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة يبقى فيه حتى يتعالى النهار .

 ثم أقبل على الناس : يحدثهم ويعظهم إلى قرب الزوال ، ثم جدد وضوؤه وعاد إلى مصلاه .

 فإذا زالت الشمس : قام وصلى ست ركعات يقرأ في الركعة الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد ، ويقرأ في الأربع في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد . ويسلم في كل ركعتين , ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة .

ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ، ثم يقيم ويصلي الظهر .

فإذا سلم : سبح الله وحمده وكبره وهلله ما شاء الله .

 ثم سجد سجدة الشكر يقول فيها مائة مرة : " شكراً لله " .

فإذا رفع رأسه : قام فصلى ست ركعات ، يقرأ في كل ركعة الحمد لله وقل هو الله أحد ، ويسلم في كل ركعتين ، ويقنت في ثانية كل ركعتين قبل الركوع وبعد القراءة .

 ثم يؤذن ثم يصلي ركعتين ويقنت في الثانية .

 فإذا سلم أقام وصلى العصر .

 فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله .

 ثم سجد سجدة يقول فيها : مائة مرة " حمدا الله " .

 

فإذا غابت الشمس :

توضأ وصلى المغرب ثلاثا بأذان وإقامة ، وقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فإذا سلم جلس في مصلاه يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله .

ثم يسجد سجدة الشكر : ثم رفع رأسه ، ولم يتكلم حتى يقوم .

ويصلي أربع ركعات بتسليمتين ، يقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، وكان يقرأ في الأولى من هذه الأربع : الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية : الحمد وقل هو الله أحد ، ثم يجلس بعد التسليم في التعقيب ما شاء الله حتى يمسي ثم يفطر .

ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث :

ثم يقوم فيصلي العشاء الآخرة أربع ركعات ، ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فإذا سلم جلس في مصلاه يذكر الله عز وجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء الله ، ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر ، ثم يأوي إلى فراشه . 

فإذا كان الثلث الأخير من الليل :

قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار ، فأستاك ثم توضأ ثم قام إلى صلاة الليل ، فصلى ثماني ركعات ويسلم في كل ركعتين .

 يقرأ : في الأوليين منها في كل ركعة الحمد مرة ، وقل هو الله أحد ثلاثين مرة . ويصلي : صلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام أربع ركعات ، يسلم في كل ركعتين ، ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ، ويحتسب بها من صلاة الليل .

 ثم يصلي الركعتين الباقيتين يقرأ في الأولى الحمد وسورة الملك ، وفي الثانية الحمد وهل أتى على الإنسان . 

ثم يقوم فيصلي ركعتي الشفع : يقرأ في كل ركعة منها الحمد مرة ، وقل هو الله ثلاث مرات ويقنت في الثانية .

ثم يقوم فيصلي الوتر : ركعة يقرأ فيها : الحمد ، وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، وقل أعوذ برب الفلق مرة واحدة ، وقل أعوذ برب الناس مرة واحدة ، ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القراءة .

ويقول في قنوته :

اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافن فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت . 

ثم يقول : أستغفر الله وأسأله التوبة ، سبعين مرة .

 فإذا سلم جلس في التعقيب ما شاء الله . 

 

وإذا قرب الفجر :

قام فصلى ركعتي الفجر ، يقرأ في الأولى الحمد وقل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية الحمد وقل الله أحد .

 فإذا طلع الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعتين ، فإذا سلم جلس في التعقيب ، حتى تطلع الشمس ثم سجد سجدتي الشكر حتى يتعالى النهار . 

 

وكانت قراءته في جميع المفروضات :

في الأولى : الحمد وإنّا أنزلناه ، وفي الثانية:  الحمد وقل هو الله أحد .

 إلا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة ، فإنه كان يقرأ فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين ، وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولى الحمد وسورة الجمعة ، وفي الثانية الحمد وسبح .

وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الاثنين والخميس ، في الأولى : الحمد وهل أتى على الإنسان ، وفي الثانية : الحمد وهل أتاك حديث الغاشية . 

وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء وصلاة الليل والشفع والوتر والغداة ، ويخفي القراءة في الظهر والعصر . وكان يسبح في الأخروين : سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ، ثلاث مرات .

 وكان قنوته في جميع صلواته :

( رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأجل الأكرم ) . 

وكان إذا أقام في بلدة عشرة أيام صائما لا يفطر ، فإذا جن الليل بدأ بالصلاة قبل الإفطار ، وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين ركعتين إل المغرب فانه كان يصليها ثلاثا ، ولا يدع نافلتها ، ولا يدع صلاة الليل والشفع والوتر وركعتي الفجر في سفر ولا حضر . 

وكان لا يصلي من نوافل النهار في السفر شيئاً ، وكان يقول بعد كل صلاة يقصرها :

( سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر ) ثلاثين مرة .

ويقول : هذا لتمام الصلاة .

وما رأيته صلى صلاة الضحى في سفر ولا حضر .

 وكان لا يصوم في السفر شيئاً .

 وكان عليه السلام يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله ، ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها . 

وكان يكثر بالليل في فراشه : من تلاوة القرآن ، فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى ، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار ، وكان عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته بالليل والنهار .

 وكان إذا قرأ : قل هو الله أحد : قال سرا : ( الله أحد ) ، فإذا فرغ منها قال : ( كذلك الله ربنا ) ثلاثا .

 وكان إذا قرأ سورة الجحد قال : في نفسه سرا ( يا أيها الكافرون ) فإذا فرغ منها قال : ( ربي الله وديني الإسلام ) ثلاثا .

وكان إذا قرء والتين والزيتون قال : عند الفراغ منها ( بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ) .

وكان إذا قرأ لا اقسم بيوم القيامة قال عند الفراغ منها : ( سبحانك اللهم بلى )

وكان يقرأ في سورة الجمعة ( قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا والله خير الرازقين ) . 

وكان إذا فرغ من الفاتحة قال : ( الحمد لله رب العالمين ) .

وإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال : سرا ( سبحان ربي الأعلى ) .

وإذا قرأ يا أيها الذين آمنوا قال : ( لبيك اللهم ) لبيك سرا .

وكان لا ينزل بلدا : إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم ، فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه ، عن علي عليه السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله .

 فلما وردت به على المأمون : سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليلة ونهاره وظعنه ، وإقامته .

 فقال : بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض ، وأعلمهم وأعبدهم ، فلا تخبر أحدا بما شاهدت منه لئلا يظهر فضله إلا على لساني ، وبالله أستعين على ما أقوى من الرفع منه والإساءة به[41] .

يا طيب : هذه عبادة وإخلاص ولي هدانا معلم لليقين ، وبها وبمثله نعرف واقعا ما يجب أن يكون عليه إمام المؤمنين الصادق المطهر مع مالك يوم الدين ، وحينها يحق للمؤمنين أن يقتدوا به في معارف توحيده تعالى وحده لا شريك له ، والتوجه له بإخلاص الموقنين حقا بحقائق معارف الدين ، وأنّا لغيرنا مثل آل محمد في إخلاصهم لرب العالمين ، وأسأل الله أن يهبنا من الطاقة والهمة للكون مثل بعض شأنهم حتى يرضى عنا ويجعلنا معهم في الدارين وفي أعلى عليين بكل كرامة عنده من الهدى والنعيم ، وهذه أحاديث أخرى عن حال الإمام مع الله نتدبر بها فتابع البحث يا أخي الكريم .

 

صلاة الإمام وصومه وصدقته :

عن إبراهيم بن العباس قال :

وكان عليه السلام قليل النوم بالليل ، كثير السهر ، يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح .

 وكان عليه السلام : كثير الصيام : فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ، و يقول : ذلك صوم الدهر .

 وكان عليه السلام : كثير المعروف والصدقة في السر ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه[42] .

 

الإمام يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة :

عن الهروي قال : جئت إلى باب الدار التي حبس فيه الرضا عليه السلام بسرخس وقد قيد فاستأذنت عليه السجان ، فقال : لا سبيل لكم إليه .

فقلت : ولم ؟

قال : لأنه ربما صلى في يومه وليلته ألف ركعة ، وإنم ينفتل من صلاته ساعة في صدر النهار ، وقبل الزوال ، وعند اصفرار الشمس ، فهو في هذه الأوقات قاعد في مصلاه يناجي ربه . 

قال : فقلت له : فاطلب لي في هذه الأوقات إذنا عليه فاستأذن لي عليه ، فدخلت عليه وهو قاعد في مصلاه متفكر .

 قال أبو الصلت : فقلت يا بن رسول الله : ما شيء يحكيه عنكم الناس؟

قال : وما هو ؟ قلت : يقولون إنكم تدعون أن الناس لكم عبيد ؟

فقال عليه السلام : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت شاهد بأني لم أقل ذلك قط ، ولا سمعت أحدا من آبائي عليهم السلام قاله قط ، وأنت عالم بما لنا من المظالم عند هذه الأمة وأن هذه منها . 

ثم أقبل علي فقال : يا عبد السلام إذا كان الناس كلهم عبيدن على ما حكوه عنا ، فممن نبيعهم ؟

فقلت : يا ابن رسول الله صدقت . 

ثم قال عليه السلام : يا عبد السلام أمنكر أنت لما أوجب الله عز وجل لنا من الولاية كما ينكره غيرك ؟

 قلت : معاذ الله بل أنا مقر بولايتكم[43] .

 

عن إسماعيل بن علي عن أبيه أخي دعبل بن علي عن الرضا عليه السلام في حديث " أنه خلع على دعبل قميصا من خز ، و قال له :

احْتَفِظْ بِهَذَا الْقَمِيصِ فَقَدْ :

صَلَّيْتُ فِيهِ أَلْفَ لَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ

 وَ خَتَمْتُ فِيهِ الْقُرْآنَ أَلْفَ خَتْمَةٍ[44] .

 

 

الإمام لا يشرك بعبادة ربه أحداً :

عن الحسن بن علي الوشاء قال : دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيأ منه للصلاة ، فدنوت لأصب عليه فأبى ذلك وقال عليه السلام : مه يا حسن . فقلت له :لم تنهاني أن أصب على يدك ، تكره أن أوجر ؟

 قال علي السلام: تؤجر أنت وأوزر أنا.

 فقلت له : وكيف ذلك ؟

فقال عليه السلام  : أما سمعت الله عز وجل يقول : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) وها أنا ذل أتوضأ للصلاة وهي العبادة ، فأكره أن يشركني فيها أحد[45] .

 

وعن محمد بن محمد بن النعمان المفيد في الإرشاد قال: دَخَلَ الرِّضَا عليه السلام  يَوْماً وَ الْمَأْمُونُ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ وَ الْغُلَامُ يَصُبُّ عَلَى يَدِهِ الْمَاءَ .

فَقَالَ عليه السلام : لَا تُشْرِكْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً .

فَصَرَفَ : الْمَأْمُونُ الْغُلَامَ وَ تَوَلَّى تَمَامَ وُضُوئِهِ بِنَفْسِهِ [46].

الإمام يُعيّد بعض أصحابه ويدعوا له :

عن محمد بن الفضل عن الرضا عليه السلام قال :

قال لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له : يا فلان تقبل الله منك ومنا .

ثم أقام حتى إذا كان يوم الأضحى فقال له : يا فلان تقبل الله من ومنك .

قال فقلت له : يا ابن رسول الله قلت في الفطر شيئا وتقول في الأضحى غيره ؟   قال فقال : نعم إني قلت له في الفطر : تقبل الله منك ومنا ، لأنه فعل مثل فعلي ، وناسبت أنا وهو في الفعل .

 وقلت له في الأضحى : تقبل الله منا ومنك ، لانا يمكننا أن نضحي ولا يمكنه أن يضحي فقد فعلنا نحن غير فعله[47] .

 

لدعاء الإمام يسقط حجر على بكار :

يا طيب : مر دعائه على بن أبي سعيد المكاري وكيف دخل الفقر بيته لأنه كان مصرا على عناده في الباب الثالث في موضوع بعض الواقفين الذين أصرو على المعصية لعنهم الله ، ومر غيره من الأدعية لموالية وعلى أعدائه وهذه بعض آخر ، نذكرها لنعرف ضرورة التوي والتبري حسب الإيمان والمولاة أو المعاداة .

 

عن أحمد بن محمد بن إسحاق الخراساني قال :

سمعت علي بن محمد النوفلي يقول : استحلف الزبير بن بكار رجل من الطالبيين على شيء بين القبر والمنبر ، فحلف فبرص وأنا رأيته وبساقيه وقدميه برص كثير ، وكان أبوه بكار قد ظلم الرضا عليه السلام في شيء ، فدعا عليه فسقط في وقت دعائه عليه السلام عليه ، حجر من قصر فاندقت عنقه[48].

 

الإمام يدعوا على البرامكة :

عن محمد بن الفضيل قال :  لما كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك بدأ بجعفر ابن يحيى ، وحبس يحيى بن خالد ، ونزل بالبرامكة ما نزل ، كان أبو الحسن عليه السلام واقفا بعرفة يدعو ثم طأطأ رأسه ، فسئل عن ذلك .

فقال عليه السلام : إني كنت أدعو الله عز وجل على البرامكة بما فعلوا بأبي عليه السلام ، فاستجاب الله لي اليوم فيهم ، فلما انصرف لم يلبث إلا يسيرا حتى بطش بجعفر ويحيى وتغيرت أحوالهم [49].

 

الإمام يدعوا على المأمون :

عن إبراهيم بن هاشم عن الهروي قال :

رفع إلى المأمون أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يعقد مجالس الكلام ، والناس يفتتنون بعلمه ، فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره ، فلما نظر إليه زبره واستخف به ، فخرج أبو الحسن الرض عليه السلام من عنده مغضبا وهو يدمدم بشفتيه .

ويقول : وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء .

 لأستنزلن من حول الله عز وجل بدعائي عليه ، ما يكون سبي لطرد كلاب أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به و بخاصته وعامته . 

ثم إنه عليه السلام : انصرف إلى مركزه واستحضر الميضأة وتوض وصلى ركعتين وقنت في الثانية فقال : 

اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة الواسعة ، والمنن المتتابعة والآلاء المتوالية ، والأيادي الجميلة ، والمواهب الجزيلة .

 يا من لا يوصف بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير .

 يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ ، وأنعم فأسبغ ، وأعطى فأجزل .

 يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار ، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار ، يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه ، وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام ، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام .

 يا عالم خطرات قلوب العالمين ، ويا شاهد لحظات أبصار الناظرين ، يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لجلالته ، ووجلت القلوب من خيفته ، وارتعدت الفرائص من فرقه  .

يا بدئ يا بديع يا قوي يا منيع يا علي يا رفيع ، صل على من شرفت  الصلاة بالصلاة عليه ، وانتقم لي ممن ظلمني ، واستخف بي وطرد الشيعة عن بابي ، وأذقه مزارة الذل والهوان كما أذاقنيها ، وأجعله طريد الأرجاس ، وشريد الأنجاس . 

قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : فما أستتم مولاي عليه السلام دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة ، وارتج البلد ، وارتفعت الزعقة والصيحة ، واستفحلت النعرة ، وثارت الغبرة ، وهاجت القاعة ، فلم أزايل مكاني إلى أن سلم مولاي عليه السلام .

فقال لي : يا أبا الصلت اصعد السطح فإنك سترى امرأة بغية عثة رثة ، مهيجة الأشرار ، متسخة الأطمار ، يسميها أهل هذه الكورة سمانة ، لغباوته وتهتكها ، قد أسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا ، وقد شدت وقاية لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء ، فهي تقود جيوش القاعة ، وتسوق عساكر الطغام إلى قصر المأمون ومنازل قواده .

فصعدت السطح : فلم أر إلا نفوسا تنتزع بالعصا ، وهامات ترضخ بالأحجار ، ولقد رأيت المأمون متدرعا قد برز من قصر الشاهجان متوجها للهرب ، فم شعرت إلا بشاجرد الحجام قد رمى من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة فضرب بها رأس المأمون ، فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلدة هامته . 

فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف المأمون : ويلك أمير المؤمنين .

 فسمعت سمانة تقول : اسكت لا أم لك ليس هذا يوم التميز والمحاباة ، ولا يوم إنزال الناس على طبقاتهم ، فلو كان هذا أمير المؤمنين لما سلط ذكور الفجار على فروج الأبكار .

 وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلال واستخفاف شديد [50]

وزاد في آخره في المناقب : ونهبوا أمواله ، فصلب المأمون أربعين غلاما وأسلا دهقان مرو ، وأمر أن يطول جدرانهم ، وعلم أن ذلك من استخفاف الرض ، فانصرف ودخل عليه وحلفه أن لا يقوم ، وقبل رأسه وجلس بين يديه ، وقال : لم تطب نفسي بعد مع هؤلاء فما ترى ؟

فقال الرضا عليه السلام : اتق الله في أمة محمد ، وما ولاك من هذا الأمر ، وخصك به ، فإنك قد ضيعت أمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك . إلى آخر ما أورده المجلسي في باب ما جرى بينه عليه السلام وبين المأمون [51] .

 

 

كلام طيب نختم به الباب التاسع :

يا طيب : هذه بعض أحول إمامنا الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام في العبودية والتوجه لله سبحانه وتعالى ، تعرفنا فيها على معاني عزيزة في العبودية لله ، وهي غاية ما يصبوا لها العارفون ويتوق لمعرفتها المؤمنون المتدينون .

 فإنها تعرفنا : كرامة العبد المخلص والمتيقن فضل الله وكرامته وعلمه وقدرته سبحانه ، وتعرفنا شأنه الكريم مع الله ومقامه العظيم عنده ، سواء في استجابة دعاءه وكرامته عليه ، أو في بيان حاله ويقينه بضرورة الطاعة وإخلاص العبودية لله وحده لا شريك له ، حتى كان عليه السلام مُعرف هدى الله ودينه الحق وفي قمة الإخلاص في بيانه ونشره لدين الله وهداه القيم ، وبكل حال له سواء تعليم ومعرفة وتدبر وتفكر ، أو في حال سيرة وسلوك في تطبيق دين الله ممتثلا به ومعلم له بحق  .

وما ذكرنا يا أخي : في جميع أبواب هذه الصحيفة المباركة المسماة بصحيفة الإمام الرضا عليه السلام كلها ، ترينا عبودية الإمام لله تعالى وإخلاصه له بما يظهر من فضل الله عليه وتمكنه له من الطاعة ، حتى كان إمام المؤمنين وولي الدين كآبائه الكرام الطيبين الطاهرين وأبناءه المنتجبين صلى الله عليهم وسلم .

 وستأتي يا طيب : أبواب أخرى تعرفنا إمامنا البر التقي المتيقن دين الله بل معلم اليقين والإخلاص ، وأسأل الله أن تهبنا معرفته وهداه ودينه بما يحب ويرضى حتى نقيم لله تعالى بها العبودية مخلصين له الدين ، وجعلنا سبحانه مع من نتولى من أئمتنا الأبرار الطيبين الطاهرين نبينا محمد وآله صلى الله عليهم أجمعين ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 

 

الباب العاشر

مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام وآدابه الحسنة

يا طيب : هذا الباب العاشر من صحيفة الإمام الرضا عليه السلام نذكره هنا ، وذلك لما فيه من الآداب الإسلامية والأخلاق الربانية والتعاليم الدينية .

مقدمة في الأخلاق الإسلامية :

يا طيب : عرفنا بعض الحديث عن العبودية لله تعالى والإخلاص له عن يقين بحيث يرافق العلم العمل في الباب السابق ، وذلك حين تكلمنا عن إخلاص الإمام الرضا في عبوديته لله حتى كان عليه السلام يعلمنا إخلاص المتيقنين لمعرفة عظمة الله وضرورية عبوديته ، وعن معرفة واسعة وتطبيق علمي وعملي لهداه القيم وبأبعد حدوده ، وذكرنا جانب واحد من جوانب عبوديته لله تعالى بجد واجتهاد ، ولأهم عبادة بالإضافة للنية والتوجه والإخلاص والخشوع والخضوع لله عز وجل ، يخالطها العلم والعمل وبامتزاج تام ، وهي الصلاة وتوابعها ، ونقلنا قسم من كلامه في المعرفة بها وتعليمها وفي تطبيقها والاعتناء بأمرها.

وهنا نذكر يا طيب : قسما آخرا من علمه وسيرته بخُلقه وأحواله الشخصية ومع الآخرين ، وفي مظهره الحسن الذي يتحلى به : من الآداب والظهور بهيئته و في زينته ، وتجمله بخواتيمه ، ولباسه ، وتطيبه ، وجلوسه ، وأكله ، وسيرته في بيته ومع حشمه وضيفه ، وغيرها مما يعرفنا بعض ما نقل لنا من سلوكه وما يتعلق بشخصه الكريم وتصرفه عليه السلام .

 ففي هذا الباب يا طيب : سترى إمامنا وولي ديننا الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام بمظهره الخارجي وبمعاملته لنفسه وللناس وبما يظهر به من حقائق الخُلق الكريم والآداب الحسنه ، وذلك بعد إن عرفنا شيء عن مظهره الباطني من ولايته وإمامته وعلمه الواسع وجهاده وفضل الله عليه .

 وسترى يا طيب : إن إمامنا بمظهره الخارجي والظاهري وحُسن خلقه وآدابه الكريمة في سيرته وسلوكه ، كما كان بمظهره الباطني مما عرفت من علو شأنه عند الله وما مكنه به سبحانه من المعرفة الواسعة والعلم الشامل وما أقدره وأظهره على يديه ، هو نفسه بنفس الهمة والاجتهاد ولي دين الله ومعلم لمعارفه وآدابه لعباده ، وهو نفسه ذلك الإمام العالم والمعلم لعبودية لله تعالى بإظهار فضل الله عليه من معارف الآداب الكريمة والخُلق الحسن بعلمه وعمله وسيرته ، وبأعلى إخلاص المتيقنين لمعارف الله ، حتى كان عليه السلام أسوة وقدوة في أي جانب من أحواله ومعارفه والكلام عنه .

فلك يا أخي الكريم هنا بحثان : في جانب آخر من سيرته وسلوكه العملي والعملي في عبوديته لله ، الأول : في تعليمه للأخلاق الحسنة والآداب الكريمة ،والثاني : في تجليه عليه السلام عملا بالخلق الكريم والآداب الحسنة.

 كما ستأتي أبواب أخرى : في معاملته لأهله ولآله ولعترته وكيف تصرفهم معه ، أو معاملته لأصحابه وتأديبهم وإرشادهم وحاله معهم أو هم معه في أبواب أخرى من هذا الجزء ، وقبل أن ندخل في معاملته وتعامله مع سلطان زمانه وحاكم وقته وقصصه معه حتى شهادته في الجزء الثاني من صحيفته .

هذا وأسأل الله : أن ينفعنا بمعرفته ويجعلنا من المتعلمين منه ومن المتأسين والمقتدين بكل أحواله وخُلقه الكريم وآدابه الحسنة ، حتى يجعلن معه ومع آله الكرام بكل مظهر دين وتعاليم هدى ونعيم واقعي في أعلى عليين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

الإمام يعلمنا مكارم الأخلاق والآداب الحسنة

ولي الدين ومعلم هدى الله : كما يكون ظاهراً بمظاهر الخُلق الحسن وآداب الدين ، يكون له معرفة بها ومعلم لها بحديثه وحُسن بيانه بفضل الله عليه ، لأنه هو الراسخ بعلم الهدى وكل ما يوصل العباد لمكارم الأخلاق ، وليس ظهوره لعجز أو سجية وطبيعة أو لضرورة المظهر من أجل الناس والمعاملة ، فهو عليه السلام عين الإيمان وحقيقة اليقين ، يرجوا بما يظهر به إظهار دين الله والإخلاص له في عبوديته وتعليم هداه ، وهذا هو حال أئمتنا وأولياء ديننا ، وهذا ما نقل عنهم عليهم السلام ، وأنظر ما قاله الإمام الثامن الرضا من آل محمد صلى الله عليهم وسلم في هذا الباب  :

عن داود بن سليمان الغازي عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال : الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم .

والعلم كله حجة إلا ما عمل به .

 والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصا .

و الإخلاص على خطر ، حتى ينظر العبد بما يختم له [52].

ويا طيب : هذا بيان لعلم الإمام بالأخلاق وتطبيقها ، وإن كان كل شيء بتوسعة معنى الأخلاق من سيرته يدل على علمه ومعرفته بأصول الآداب والأخلاق العالية العظيمة ، والتي أكتسبها بفضل الله من آبائه الكرام حتى رسول الله الذي قال سبحانه في حقه : إنك لعلى خلق عظيم ، وهم ذرية بعضها من بعض ، وقد جعلهم الله أئمة بما صبروا ، ونور مرفوع يعلمون هداه بكل حالا لهم حتى لم يلههم مله عن ذكر الله ، وهذه مواضيع عامة في الأخلاق الكريمة والآداب الحسنة فتحقق بها يا طيب :

 

 

فضل مكارم الأخلاق

وفيه مطالب :

أحاديث عن الإمام الرضا في حُسن الخلق :

عن الإمام الرضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 عليكم : بحسن الخلق ، فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة .

و إياكم : و سوء الخلق ، فإن سوء الخلق في النار لا محالة [53].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

إن العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق [54].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا و خيركم لأهله .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم :

 أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا ، وألطفهم بأهله وأنا ألطفكم بأهلي[55].

 

وقال الإمام الرضا عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام :

أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا .

وقال عليه السلام :

من كنوز البر : إخفاء العمل ، والصبر على الرزايا ،وكتمان المصائب .

وقال عليه السلام : حسن الخلق خير قرين .

وقال عليه السلام : أكثر ما يدخل به الجنة ، قال : تقوى الله ، و حسن الخلق . وسئل : عن أكثر ما يدخل به النار؟

 قال: الأجوفان البطن و الفرج[56].

وعن الإمام الرضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 من كان مسلما : فلا يمكر ، و لا يخدع ، فإني سمعت جبرائيل عليه السلام يقول : إن المكر و الخديعة في النار .

ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : ليس منا من غش مسلما ، و ليس منا من خان مسلما ،  إن جبرائيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين ، فقال : يا محمد عليك بحسن الخُلق ، فإنه يذهب بخير الدنيا و الآخرة ، ألا و إن أشبهكم بي أحسنكم خلقا [57].

وذُكرت أحاديث: كثيرة عن الإمام الرضا في الأخلاق الكريمة ومواضيعها المختلفة والآداب الحسن والمعاشرة الطيبة في جميع المجالات الحياة وشؤونه الاجتماعية مما يخص الفرد أو المجتمع أو الأسرة والحكومة والاقتصاد وتدبير المعيشة ، وإن شاء الله سنجعل لها جزء خاص ننقل فيه أحاديث الإمام الرضا عليه السلام في كل موضع وباب من أصول الدين وفروعه والأخلاق والآداب وغيرها ، ونترك التفصيل لمحله إن وفقنا الله تعالى ، وننقل هنا مواضع عامة من كتاب فقه الإمام الرضا عليه السلام في الخلق العام للفرد في المجتمع والأسرة :

 

أحاديث عن الإمام في مكارم الأخلاق :

ذكر في فقه الإمام الرضا عليه السلام في معاني مكارم الأخلاق :

 نروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

 أنه قال : بعثت بمكارم الأخلاق .

وذكر أروي عن العالم  ـ علي بن موسى الرضا عليه السلام قال ـ:

أن الله جل وعلا : خص رسوله بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله ، و إلا فاسألوه و ارغبوا إليه فيها .

قال عليه السلام و ذكرها عشرة : اليقين ، و القناعة ، و البصيرة ، و الشكر ، و الحلم ، و حسن الخلق ، و السخاء ، و الغيرة ، و الشجاعة ، و المروءة ، و في خبر آخر زاد فيها : الصدق ، و الحياء ، و أداء الأمانة .

 وقال وأروي عن العالم ـ علي بن موسى الرضا عليه السلام ـ :

 ما نزل من السماء أجل و لا أعز من ثلاثة :

 التسليم ، و البر ، و اليقين .

وقال وأروي عن العالم ـ علي بن موسى الرضا عليه السلام ـ: إن الله عز وجل أوحى إلى آدم عليه السلام أن اجتمع الكلام كله في أربع كلمات .

فقال عليه السلام : يا رب بينهن لي .

فأوحى الله إليه : واحدة لي ، و أخرى لك ، و أخرى بيني و بينك ، و أخرى بينك و بين الناس .

 فالتي لي : تؤمن بي ولا تشرك بي شيئا.

و التي لك : فأجازيك عنها أحوج ما تكون إلى المجازاة .

و التي بينك و بيني : فعليك الدعاء و على الإجابة .

 والتي بينك وبين الناس : فإن ترضى لهم ما ترضى لنفسك ، و تكره لهم ما تكره لنفسك .

وذكر أروي : أنه سئل العالم عليه السلام عن خيار العباد .

فقال عليه السلام : الذين إذا أحسنوا استبشروا ، و إذا أساءو استغفروا ، و إذا أعطوا شكروا ، و إذا ابتلوا صبروا ، و إذا غضبوا عفوا .

 و أروي أن رجلا سأل العالم عليه السلام : أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا و الآخرة و لا يطول عليه .

فقال عليه السلام : لا تغضب .

و نروي أن رجلا أتى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله علمني خلقا يجمع لي خير الدنيا والآخرة.

فقال صلى الله عليه وآله : لا تكذب .

قال الرجل : وكنت على حالة يكرهها الله فتركتها خوفا أن يسألني سائل عنها ، عملت كذا و كذا ، فأفتضح ، أو أكذب فأكون قد خالفت رسول الله ص فيم حملني عليه .

 و أروي عن العالم علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال : عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم .

كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه .

و نروي : كبر الدار من السعادة ، و كثرة المحبين من السعادة ، و موافقة الزوجة كمال السرور .

 و نروي : تعاهد الرجل ضيعته من المروءة ، و سمن الدابة من المروءة ، و الإحسان إلى الخادم من المروءة .

 و أروي : أن الله تبارك و تعالى يحب الجمال و التجمل ، و يبغض البؤس و التباؤس ، و أن الله عز و جل يبغض من الرجال القاذورة ، و أنه إذ أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر تلك النعمة .

 و روي : جصص الدار ، و اكسح الأفنية و نظفها ، و أسرج السراج قبل مغيب الشمس ، كل ذلك ينفي الفقر و يزيد في الرزق .

و أروي عن العالم عليه السلام قلت له : أي الخصال بالمرء أجمل .

فقال عليه السلام : وقار بلا مهابة ، وسماح بلا طلب المكافأة ، وتشاغل بغير صلاح الدنيا .

و روي: لا تقطع أوداءك فيطفئ نورك.

 و روي : أن الرحم إذا بعدت غبطت ، و إذا تماست عطبت .

 و روي : سر سنتين بر والديك ، سر سنة صل رحمك ، سر ميلا عد مريضا ، سر ميلين شيع جنازة ، سر ثلاثة أميال أجب دعوة ، سر أربعة أميال زر أخاك في الله ، سر خمسة أميال انصر مظلوم ، سر ستة أميال أغث ملهوفا ، سر عشرة أميال في قضاء حاجة المؤمن ، و عليك بالاستغفار .

 و نروي : بروا آباءكم ، يبركم أبناؤكم .

كفوا عن نساء الناس ، تعف نساؤكم .

 و أروي : الأخ الكبير بمنزلة الأب .

 و أروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله : كان يقسم لحظاته بين جلسائه ، و ما سئل عن شيء قط فقال لا ـ بأبي هو و أمي ـ و لا عاتب أحدا على ذنب أذنب .

 و نروي : من عرض لأخيه المؤمن في حديثه ، فكأنما خدش وجهه .

 و نروي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن ثلاثة : آكل زاده وحده ، و راكب الفلاة وحده ، و النائم في بيت وحده .

 و أروي : أطرفوا أهاليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة و اللحم ؛ حتى يفرحوا بالجمعة .

و نروي : أن كنت تحب أن تنشب لك النعمة ، و تكمل لك المروءة ، و تصلح لك المعيشة ، فلا تشرك العبيد و السفلة في أمرك ، فإنك إن ائتمنتهم خانوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن نكبت خذلوك ، ولا عليك أن تصحب ذا العقل ، فإن لم تحمد كرمه انتفع بعقله ، و احترز من سيء الأخلاق ، و لا تدع صحبة الكريم ، و إن لم تحمد عقله و لكن تنتفع بكرمه بعقلك ، و فر الفرار كله من الأحمق اللئيم .

 و نروي : انظر إلى من هو دونك في المقدرة ، و لا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك و أحرى أن تستوجب زيادة .

 و اعلم : أن العمل الدائم القليل على اليقين ، و البصيرة أفضل عند الله من العمل الكثير على غير اليقين و الجهل .

و اعلم : أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، و لا عيش أهنأ من حُسن الخُلق ، و لا مال أنفع من القنوع ، و لا جهل أضر من العجب ، و لا تخاصم العلماء و لا تلاعبهم و لا تحاربهم و لا تواضعهم .

 و نروي : من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة .

 و أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : رحم الله عبدا حببن إلى الناس و لم يبغضنا إليهم ، و أيم الله لو يرون محاسن كلامنا لكانوا أعز ، و لا استطاع أن يتعلق عليهم بشيء .

 و نروي أن رجلا قال للصادق عليه السلام : يا ابن رسول الله فيم المروءة ، فقال : أ لا يراك حيث نهاك ، و لا يفقدك من حيث أمرك [58].

 

 

أحاديث الإمام في السخاء والمعروف:

 وروا في فقه الإمام الرضا عليه السلام أنه قال :

السخاء : شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منه أدته إلى الجنة ، و البخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن من أغصانه أدته إلى النار ، أعاذنا الله و إياكم من النار .

 و نروي : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعدي بن حاتم :

رفع عن أبيك العذاب الشديد بسخاوة نفسه .

و أروي عن العالم ـ علي بن موسى الرضا عليهم السلام ـ أنه قال :

 أطعموا الطعام ، و أفشوا السلام ، و صلوا و الناس نيام ، و ادخلو الجنة بسلام .

 و أروي : إياك و السخي فإن الله جل و عز يأخذ بيده [59] .

أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ، لأن الله جل و عز يقول لهم :

 قد غفرت لكم : ذنوبكم تفضلا عليكم لأنكم كنتم أهل المعروف في الدنيا ، و بقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاءون ، فتكونوا بها أهل المعروف في الآخرة .

 و قال عليه السلام : إن لله عبادا يفزع العباد إليهم في حوائجهم ، أولئك الآمنون ، كل معروف صدقة .

فقلت له : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و إن كان غنيا .

فقال عليه السلام : و إن كان غنياً .

 و أروي المعروف : كاسمه و ليس شيء أفضل منه إلا ثوابه ، و هو هدية من الله إلى عبده المؤمن ، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ،ولا كل من رغب فيه يقدر عليه ، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا منَّ الله على العبد المؤمن جمع الله له الرغبة و القدرة و الإذن ، فهناك تجب السعادة .

 و نروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من أدخل على مؤمن فرحا فقد أدخل عليَّ فرحا ، و من أدخل علي فرحا فقد اتخذ عند الله عهدا ، و من اتخذ عند الله عهدا جاء من الآمنين يوم القيامة .

 و روي : اصطنع المعروف إلى أهله و إلى غير أهله ،  فإن لم يكن من أهله ، فكن أنت من أهله .

 و روي : لا يتم المعروف إلا بثلاث  : خصال تعجيله ، و تصغيره ، و ستره ، فإذا عجلته هنأته ، و إذا صغرته عظمته ، و إذا سترته أتممته .

 و روي : إذا سألك أخوك حاجة فبادر بقضائها قبل استغنائه عنها[60] .

 

عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول :

السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار .

و البخيل بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار .

قال و سمعته يقول : السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة [61].

وذكر عن الإمام الرضا عليه السلام كثير من الأدعية والآداب العامة لكل أحوال العبادة وما يحتاجه الإنسان في فروع التكاليف فضلا عن أصول الدين ، كما ذكر له كثير من العلوم والمعارف في تعريف الخلق الكريم والآداب الحسنة في جميع الأحوال سواء كانت خاصة أو في المجتمع أو فردية وعائلية أو في المعاملات مع الآخرين من أولي الرحم أو غيرهم .

وفي كلها يا طيب : نرى إمامنا وولي ديننا الإمام الرضا عليه السلام يعرفنا مكارم الأخلاق والتجمل والمروءة والحياء والبر و صلة الأرحام ، وغير ذلك من الآداب من التوكل على الله والرجاء من الله والتفويض إلى الله وأن كل م صنعه الله للمؤمن فهو خير له ، وأنه من أعطي الدين فقد أعطي الدنيا ، وله أحاديث في باب القناعة ، و الكفاف ، واليأس مما في أيدي الناس  ، والصبر و الكتمان و النصيحة ، والتواضع و الزهد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وقد عرفت يا طيب : شيئا من كلامه عن  النيات و إن نية المؤمن خير من عمله ، وفي باب التفكر والاعتبار و الهم في الدين والإخلاص و اليقين والبصيرة والتقوى والخوف والرجاء و الطاعة لله عز وجل ، كما هناك مواضيع أخرى ينهى عنه تصب في باب البدع و الضلالة وأن كل رئاسة إلى النار والرياء و النفاق والعجب وحديث النفس وغيرها .

وذكر كل هذه المواضيع وبيانها : يخرجنا عن بيان نفس سيرته الكريمة وأحواله الشريف وما عرفنا من الآداب بمظهره الحسن ، فنختصر لك البحث ي طيب ، فنذكر بعض الآداب الحسنة والسنن الكريمة للإنسان في نفسه وما يجب أن يكون حاله في سيرته وسلوكه وأحواله الشخصية في الموضوع الثاني الآتي الذي يكون تطبيق آخر للخُلق الحسن ، ثم نتكلم في البحث الثاني عما نقل عنه في سيرته العملية العلمية بنفسه وتطبيقه لتعاليمه بجد واجتهاد كما عرفت في الباب السابق من عبوديته في الصلاة وتوابعها وكيفية الإخلاص فيها ، وعن يقين بضرورة إقامة هدى الله وعبوديته بكل معارف دينه القيم .

 

تعاليم وأدعية للآداب الحسنة

وعن فقه الإمام الرضا عليه السلام : ذكر في الآداب والتجمل والزينة وما يهم الإنسان في خروجه ودخوله وذهابه وإيابه وغيرها في عدة أبواب ، ننقل منها ما تيسر ويناسب هذا الباب ، وهي كثيرة الفائدة عظيمة النفع لاكتساب مكارم الأخلاق والتحلي بحسن الآداب ، والجميل إنها في هذا الباب مع أدعية مناسبة ، تجعل الإنسان دائم الذكر لله تعالى ومتوجه بكل حال له لعبوديته ، فيكون في عبادة وتطبيق علمي وعملي لمعارفه ودينه القيم ، وهذا التعليم الشريف مما يهب الإنسان معرفة الله وخشيته وخوفه ورجاءه في كل أحواله ، فيكون معه تعالى ، ونسأل الله أن يرزقنا حفظها والتأدب بها والتحلي بها ظاهرين بأفضل ما منَّ الله به على أولياءه الطيبين الطاهرين إنه أرحم الراحمين أمين يا رب العالمين.

فهذه يا طيب : بين يديك بعض الأخلاق الشريف والآداب الحسنة  رزقك الله حفظها والتحلي والتجلي بها بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين  .

 

قال الإمام الرضا على ما في كتاب فقه الرضا عليه السلام :

إذا لبست ثوبك الجديد فقل : الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أواري به عورتي و أتجمل به عند الناس ، اللهم اجعله لباس التقوى ولباس العافية ، واجعله لباسا أسعى فيه لمرضاتك وأعمر فيها مساجدك .

 

وإذا أردت أن تلبس السراويل : فلا تلبسه و أنت قائم ، والبس و أنت جالس ، فإنه يورث الحبن والماء الأصفر ويورث الغم والهم ، و قل : بسم الله ، اللهم استر عورتي ولا تهتكني في عرصات القيامة ، وأعف فرجي ، ولا تخلع عني زينة الإيمان .

وإذا تعممت فقل : بسم الله ، اللهم ارفع ذكري وأعل شأني ، وأعزني بعزتك وأكرمني بكرمك بين يديك و بين خلقك ، اللهم توجني بتاج الكرامة و العز و القبول .

 

وإذا لبست خاتما فقل : اللهم سمني بسيماء الإيمان ، واختم لي بالخير ، و اجعل عاقبتي إلى خير ، إنك أنت العزيز الكريم .

 

وإذا أردت النظر في المرآة : فخذها بيدك اليسرى ، وقل : بسم الله . فإذا نظرت فيها فضع يدك اليمنى على مقدم رأسك ، و امسح على وجهك واقبض لحيتك ، وانظر في المرآة و تقول :

الحمد لله الذي خلقني بشرا سويا ، وزينني و لم يشني ، وفضلني على كثير من خلقه ، ومنَّ علي بالإسلام ورضيه لي دينا .

 ثم ضعها من يدك و قل : اللهم لا تغير ما بنا من أنعمك ، واجعلن لأنعمك من الشاكرين و لآلائك من الذاكرين [62].

 

فإذا أردت الحجامة : فاجلس بين يدي الحجام وأنت متربع ، وقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله الكريم في حجامتي من العين في الدم ، ومن كل سوء وأعلال وأمراض وأسقام و أوجاع ، وأسألك العافية والمعافاة والشفاء من كل داء .

 و قد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : اقرأ آية الكرسي و احتجم أي يوم شئت ، و تصدق و اخرج أي يوم شئت .

 

و إذا أردت أن تأخذ شعرك :فابدأ بالناصية فإنها من السنة ، و قل : بسم الله و بالله و على ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  وسنته ، حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، اللهم أعطني بكل شعرة نورا ساطع يوم القيامة .

فإذا فرغت فقل : اللهم زيني بالتقى وجنبني الردى ، وجنب شعري وبشري المعاصي وجميع ما تكره مني ، فإني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرا . و استقبل القبلة و ابتدئ بالناصية ، و احلق إلى العظمين النابتين الدانيين للأذنين ، و بالله التوفيق [63].

 

و إذا أردت أن تكتحل : فخذ الميل بيدك اليمنى ، واضربه في المكحلة وقل : بسم الله ، وإذا جعلت الميل في عينك :

فقل : اللهم نور بصري ، واجعل فيه نورا أبصر به حقك ، واهدني إلى طريق الحق ، وأرشدني إلى سبيل الرشاد ، اللهم نور علي دنياي وآخرتي .

 

و إذا أردت أن تمشط لحيتك : فخذ المشط بيدك اليمنى ، وقل : بسم الله ، وضع المشط على أم رأسك .

 ثم تسرح مقدم رأسك ، وقل : اللهم حسن شعري وبشري ، وطيب عيشي ، وأفرق عني السوء . ثم تسرح مؤخر رأسك . وقل : اللهم لا تردني على عقبي ، واصرف عني كيد الشيطان و لا تمكنه مني . ثم سرح حاجبيك ، وقل : اللهم زيني بزينة أهل التقوى .

 ثم تسرح لحيتك من فوق ، وقل : اللهم سرح عني الغموم والهموم ووسوسة الصدور . ثم أمر المشط على صدغك .

 ثم امسح وجهك بماء ورد : فإني أروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم يرهق وتقضى حاجته ، ولا يصيبه قتر ولا ذلة .

وإذا لبست الخف أو النعل : فابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى ، وإذا أردت لبسه ، فقل : بسم الله والحمد لله ، اللهم صل على محمد و آل محمد ، اللهم وطئ قدمي في الدنيا والآخرة وثبتهما على الإيمان ، ولا تزلهم يوم زلزلة الأقدام ، اللهم وقني من جميع الآفات والعاهات والأذى .

و إذا أردت أن تنزعهما فقل : اللهم فرج عني كل هم وغم ، ول تنزع عني حلة الإيمان .

 وإذا أردت الخروج من منزلك فقل : بسم الله ول حول ولا قوة إلا بالله ، توكلت على الله ، فإنك إذا قلت هذا : نادى ملك في قولك : بسم الله هديت أيها العبد ، و في قولك : لا حول و لا قوة إلا بالله وقيت ، و في قولك : توكلت على الله كفيت ، فيقول الشيطان : حينئذ كيف لي بعبد هدي و وقي و كفي . و اقرأ قل هو الله أحد : مرة عن يمينك ، و مرة عن يسارك ، و مرة من خلفك ، و مرة من بين يديك ، و مرة من فوقك ، و مرة من تحتك ، فإنك تكون في يومك كله في أمان الله تعالى .

 

و إذا وضعت رجلك في الركاب فقل : بسم الله و بالله و الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ، الحمد لله الذي سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين ، ومن علينا بالإيمان وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .

 

 فإذا دخلت سوقا من أسواق المسلمين فقل :لا إله إل الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد ، يحيي و يميت و هو حي لا يموت ، بيده الخير و هو على كل شيء قدير ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم ارزقني من خيره وخير أهلها .

واجتهد : أن لا تلقى أخا من إخوانك : إلا تبسمت في وجهه ، وضحكت معه في مرضاة الله ، فإنه نروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :

من ضحك في وجه أخيه المؤمن تواضعا لله جل وعز أدخله الجنة .

 

و إذا رأيت ذميا فقل : الحمد لله الذي فضلني عليك بالإسلام دينا وبالقرآن كتابا ، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولا ونبيا ، وبالمؤمنين إخوانا ، وبالكعبة قبلة. فإنه من قال ذلك : لا يجمع بينه وبينه في النار ، ويعتقه منها .

 

فإذا نظرت إلى أهل البلاء فقل : ثلاث مرات ، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، ولو شاء لفعل ، وأنا أعوذ بالله منها ومما ابتلاك به ، والحمد لله الذي فضلني على كثير من خلقه .

 

وإذا كان لك دين على قوم و قد تعسر عليك أخذه فقل : اللهم لحظة من لحظاتك الكرام تيسر على غرمائي بها القضاء ، وتيسر لي بها منهم الاقتضاء ، إنك على كل شي‏ء قدير .

وإذا وقع عليك دين فقل اللهم : أغنني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك . فإنه نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو كان عليك مثل صبير دينا ، قضاه الله عنك ـ والصبير جبل باليمن يقال : لا يرى جبل أعظم منه ـ وروي أكثر : من الاستغفار ، وأرطب لسانك : بقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر .

وإذا أردت سفراً : فاجمع أهلك ، وصل ركعتين ، وقل : اللهم إني أستودعك ديني و نفسي و أهلي و ولدي و عيالي .

 

فإذا اشتريت متاعا أو سلعة أو جارية أو دابة فقل : اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك ، فاجعل لي فيه رزقا ، اللهم إني ألتمس فيه فضلك فاجعل لي فيه فضلا ، اللهم إني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسعة رزقك ، فاجعل لي فيه رزقا واسعا وريحا طيبا هنيئا مريئا ، يقولها ثلاث مرات .

 

فإذا دخلت على سلطان تخاف شره فقل : اللهم إني أسألك خير فلان و أعوذ بك من شره ، وأسألك بركته وأعوذ بك من فتنته ، اللهم اجعل حاجتي أولها صلاحا وأوسطها فلاحا وآخرها نجاحا .

 

و إذا كان لك إلى رجل حاجة فقل : خيرك بين عينيك وشرك تحت قدميك ، وأنا أستعين بالله عليك ، تقول ذلك مرارا .

وإذا أصبت بمال فقل : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك وفي قبضتك ناصيتي بيدك تحكم ما تشاء و تفعل ما تريد ، اللهم فلك الحمد على حسن قضائك وبلائك ، اللهم هو مالك ورزقك وأنا عبدك خولتني حين رزقتني ، اللهم فألهمني شكرك فيه والصبر عليه حين أصبت وأخذت ، اللهم أنت أعطيت وأنت أصبت ، اللهم لا تحرمني ثوابه ولا تنسني من خلفه في دنياي وآخرتي ، إنك على كل شي‏ء قدير ، اللهم أنا لك وبك وإليك ومنك لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا .

وإذا أردت أن تحرز متاعك : فاقرأ آية الكرسي واكتبها و ضعها في وسطه ، واكتب أيضا ، { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } يس9، لا ضيعة على ما حفظ الله ، { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } التوبة129، فإنك قد أحرزت إن شاء الله ، فلا يصل إليه سوء بإذن الله .

 

فإذا رأيت الأسد : فكبر في وجهه ثلاث تكبيرات ، وقل الله أعز وأكبر و أجل من كل شيء أكبر ، وأعوذ بالله مما أخاف وأحذر .

فإذا نبحك الكلب فاقرأ : يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إلى آخرها .

وإذا نزلت منزلا تخاف فيه السبع فقل : أشهد أن لا إله إل الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شي‏ء قدير ، أعوذ بالله من شر كل سبع .

و إن خفت عقربا فقل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر ، من شر كل ذي شر ، ومن شر ما ذرأ وبرأ ، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم .

و إذا كرهت أمرا فقل : حسبي الله و نعم الوكيل .

و إذا دخلت منزلك :فسلم على أهلك ، فإن لم يكن فيه أحد فقل : بسم الله وبالله ، والسلام على رسول الله والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

 و اتق في جميع أمورك : وأحسن خلقك ، وأجمل معاشرتك مع الصغير و الكبير ، وتواضع مع العلماء وأهل الدين ، وأرفق بما ملكت يمينك ، وتعاهد إخوانك و سارع في قضاء حوائجهم .

و إياك : و الغيبة ، و النميمة ، و سوء الخلق مع أهلك و عيالك .

 

و أحسن مجاورة من جاورك : فإن الله يسألك عن الجار ، و قد نروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن الله تبارك و تعالى أوصاني بالجار حتى طننت أنه يرثني ، و بالله التوفيق [64]

 

يا طيب : آداب كريمة وأدعية جميلة حسنة تقرب من الله تعالى وتجعلنا معه دائما وفي كثير من أحوال الحياة ، وهذه من أهما ، هنيئا لمن يوفق له ويجعلها معه في جواله فيراجعها في أوقتها المناسبة المذكورة ، وأسأل الله التوفيق لنا جميعا .

 

آداب الإمام الرضا العملية وخلقه الحسن :

 

عرفت يا طيب : عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بعض المعارف القيمة في الآداب العلمية الكريمة ، والعلوم الشريفة للأخلاق الحسنة في البحث السابق ، وإنها بحق عين التجلي لبيان حقائق هدى الله ودينه القيم التي تجعل الإنسان في كل حال معه وفي عبوديته ، وحتى ليكون من الذاكرين لفضله ولكرمه ولطلب خيره والمزيد من نعمه والمحافظة عليها بكل سيرته وسلوكه ، وإنها بحق تمثل نور كمال المؤمن وبما لا تجده في دين من أديان الدنيا الكتابية وغيرها .

وإن حقائق الدين المرضي لله : هو المنقول عن أئمة الحق عليهم السلام ، وهذه كانت بعض معارف تعليم الإمام الثامن علي بن موسى الرضا من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، للأخلاق الحسنة والظهور بالآداب الكريمة مع خالق الكون والمنعم الأبدي ، والتزين بكرمه وفضله والظهور بنعمه بما يحب ويرضى أمام خلقه ، وترين آداب كريمة وخُلق حسن يتوق له العارفون ويرنوا لتعلمه المؤمنون ، ويرجوا التوفيق لحفظها والتحلي والتجلي بها الطيبون ، ويا حبذا لو يوفقنا الله للتحلي والتجلي بها لنكون معه تعالى في كل حين كإمامنا وآله الكرام.

ويا طيب : بعد المعرفة العلمية وآداب الهدى الإلهي الدينية للتحقق بعبوديته تعالى وإظهار الإخلاص له في كل حال حتى في حال التجمل والتزين والظهور ، وبهذه المعارف الكريمة التي تبعدنا عن الرياء والسمعة والشرك ، نأتي لذكر بعض أحوال الإمام وسيرته في خلقه الحسن ومكارم أخلاقه الشخصية مما نقل عنه عملا ، لنراه ذلك الإمام المتعبد لله بكل حال له ، وأسأل الله أن يرزقنا معرفته والتحلي بآدابه والظهور بها إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

تجمل الإمام الرضا بخاتمه ونقشه :

عن يونس ، عن الرضا عليه السلام قال : قال :

(( نقش خاتمي : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ))[65].

وذكر المجلس : نقش خاتمه عليه السلام ( وليّي الله )[66] .

قاله : في خبر آخر لهرثمة بن أعين في وفاته عليه السلام ، والظاهر أنه من كلام الصدوق رحمه الله وقد مضى في نقش خاتم أبيه عليهما السلام أنه كان يتختم بخاتم  أبيه وأنه كان نقشه " حسبي الله "[67]

عن يونس بن عبد الرحمن قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام : عَنْ نَقْشِ خَاتَمِهِ وَ خَاتَمِ أَبِيهِ .قَالَ عليه السلام : نَقْشُ خَاتَمِي : مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِي : حَسْبِيَ اللَّهُ ، وَ هُوَ الَّذِي كُنْتُ أُخَتِّمُ بِهِ [68].

وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في حديث : أَنَّهُ أَرَاهُ خَاتَمَ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ، وَفِيهِ وَرْدَةٌ وَ هِلَالٌ فِي أَعْلَاهُ[69].

يا طيب : لا مانع من وجود عدة خواتم للإمام عليه السلام وعلى كل واحد منه نقش مخصوص لأسم من أسماء الله الحسنى ، إما في زمان واحد أو في أزمنة مختلفة ، وهو يتختم به حساب حاله والظروف الموجبة للتختم بهذا الخاتم صاحب الذكر المخصوص ، ولعل كان خاتمه الأول هو الخاص به دائما وهو ختمه الذي يختم به على كتبه ورسائل ، وكان يلبس خاتم أبيه  

معه أو في أوقات مخصوصة .

 

 

تجمل الإمام الرضا بالعطر وتطيبه بالبخور :

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : الطِّيبُ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ [70].

وعن محمد بن الوليد الكرماني قال : قلت لأبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد ـ عليهم السلام : ما تقول في المسك ؟

فقال عليه السلام : إن أبي ـ علي بن موسى ـ أمر ، فعمل له مسك في بان بسبع مائة درهم .

 فكتب إليه الفضل بن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلك .

 فكتب إليه : يا فضل أما علمت أن يوسف صلى الله عليه وهو نبي كان يلبس الديباج مزرداً بالذهب ، ويجلس على كراسي الذهب ، فلم ينقص ذلك من حكمته شيئ ؟

قال : ثم أمر فعملت له غالية بأربعة آلاف درهم [71].

عن معمر بن خلاد قال :  أمرني أبو الحسن الرضا عليه السلام فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر ، فأمرني : أن أكتب في قرطاس آية الكرسي وأم الكتاب والمعوذتين ، وقوارع من القرآن ، وأجعله بين الغلاف والقارورة . ففعلت ، ثم أتيته ، فتغلب به وأنا أنظر إليه[72] .

 

عن ابن أسباط ، عن الحسن بن الجهم قال :

 خرج إلي أبو الحسن عليه السلام فوجدت منه رائحة التجمير [73].

عن الحسن بن الجهم قال:رأيت أبا الحسن عليه السلام يدهن بالخيري[74].

عن الحسن بن الجهم قال :

 دخلت على أبي الحسن عليه السلام وقد أختضب بالسواد [75].

عَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

الْحِنَّاءُ بَعْدَ النُّورَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ وَ الْبَرَصِ [76].

دخل الرضا عليه السلام الحمام فقال له بعض الناس : دلكني فجعل يدلكه فعرفوه ، فجعل الرجل يستعذر منه ، وهو يطيب قلبه ويدلكه[77]

وعَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ:

 ثَلَاثٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ : الْعِطْرُ ، وَأَخْذُ الشَّعْرِ ، وَكَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ[78] .

 

وعَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام :

 يَسْتَعِطُ بِالشَّلِيثَا وَ بِالزَّنْبَقِ الشَّدِيدِ الْحَرِّ خَسْفَيْهِ ، قَالَ : وَكَانَ الرِّضَا عليه السلام أَيْضاً يَسْتَعِطُ بِهِ ، فَقُلْتُ : لِعَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ لِمَ ذَلِكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ الْمُتَطَبِّبِينَ فَذَكَرَ أَنَّهُ جَيِّدٌ لِلْجِمَاعِ[79] .

وعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ :

التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَ الْعَطْسَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [80].

 

وعَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ :

 مَنْ خَرَجَ فِي حَاجَةٍ : وَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِمَاءِ الْوَرْدِ لَمْ يَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لَا ذِلَّةٌ .

 وَ مَنْ شَرِبَ : مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ يُرِيدُ بِهِ التَّوَاضُعَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ الْبَتَّةَ .

 وَ مَنْ تَبَسَّمَ : فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً وَ مَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ[81] .

وعن أحمد بن محمد البزنطي قال قال أبو الحسن الرضا عليه السلام كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول :

لَا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ .

فَقُلْتُ : مَا مَعْنَى ذَلِكَ .

فَقَالَ عليه السلام : ذَلِكَ فِي الطِّيبِ يُعْرَضُ عَلَيْهِ .

 وَ التَّوْسِعَةِ فِي الْمَجَالِسِ مَنْ أَبَاهُمَا كَانَ كَمَ قَالَ[82] .

 

تجمل الإمام الرضا بلباسه وفرشه :

وعن أبي عباد قال : كان جلوس الرضا عليه السلام :

في الصيف على حصير .

وفي الشتاء على مسح .

 ولبسه : الغليظ من الثياب ، حتى إذا برز للناس تزين لهم [83].

في التهذيب عن سليمان الجعفري قال :

رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يصلي في جبة خز [84].

 

سيرت الإمام في بيته ومع حشمه :

عن ياسر الخادم ، قال :  كان الرضا عليه السلام إذا خلا جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير ، فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم .

 وكان عليه السلام : إذا جلس على المائدة لا يدع صغيرا ول كبيرا حتى السائس والحجام إلا أقعده معه على مائدته [85].

 

وعن الصولي قال : حدثتني جدتي أم أبي واسمها عذر قالت :

اشُتريت مع عدة جوار من الكوفة ، وكنت من مولداتها ، قالت : فحملنا إلى المأمون فكنا في داره في جنة من الأكل والشرب والطيب وكثرة الدنانير ، فوهبني المأمون للرضا عليه السلام ، فلما صرت في داره فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم .

 وكانت علينا قيمة تنبهنا من الليل ، وتأخذنا بالصلاة ، وكان ذلك من أشد ما علينا ، فكنت أتمنى الخروج من داره إلى أن وهبني لجدك عبد الله بن العباس ، فلما صرت إلى منزله كأني قد أدخلت الجنة . 

قال الصولي : وما رأيت امرأة قط أتم من جدتي هذه عقلا ول أسخى كفاً ، وتوفيت في سنة سبعين ومائتين ولها نحو مائة سنة ، فكانت تسأل عن أمر الرضا عليه السلام كثيرا ؟  فتقول :

ما أذكر منه شيئا إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي [ النيئ ] ، ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا .

 وكان عليه السلام : إذا صلى الغداة وكان يصليها في أول وقت ، ثم يسجد فلا يرفع رأسه إلى أن ترتفع الشمس ، ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب . 

ولم يكن أحد يقدر أن يرفع صوته في داره كائنا من كان إنم كان يتكلم الناس قليلا .

 وكان جدي عبد الله يتبرك بجدتي هذه ، فدبرها يوم وهبت له ، فدخل عليه خاله العباس بن الأخنف الحنفي الشاعر فأعجبته ، فقال لجدي : هب لي هذه الجارية ، فقال : هي مدبرة ، فقال العباس بن الأخنف : 

يا عذر زين باسمك العذر ــ ــ وأساء لم يحسن بك الدهر[86]

 

وعن إبراهيم بن العباس قال :

 ما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحدا بكلامه قط .

 وما رأيت قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه .

 وما رد أحدا عن حاجة يقدر عليها .

 ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط.

 ولا اتكأ بين يدي جليس له قط .

ولا رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط .

 ولا رأيته تفل قط .

 ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط ، بل كان ضحكه التبسم .

و كان : إذا خلا ونصبت مائدته ، أجلس معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس .

وكان : قليل النوم بالليل كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أولها إلى الصبح.

و كان : كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ، و يقول : ذلك صوم الدهر .

و كان : كثير المعروف و الصدقة في السر ، و أكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة ، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدق[87] .

عن علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا ياسر الخادم قال :

لما كان بيننا و بين طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن عليه السلام ، فدخلنا طوس و قد اشتدت به العلة ، فبقينا بطوس أياما فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين ، فلما كان في آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذاك اليوم .

فقال لي عليه السلام : بعد ما صلى الظهر يا ياسر ما أكل الناس شيئا ؟

قلت : يا سيدي من يأكل هاهنا مع ما أنت فيه .

فانتصب عليه السلام ثم قال : هاتوا المائدة و لم يدع من حشمه أحد إلا أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحداً ، فلما أكلوا قال : ابعثوا إلى النساء بالطعام ، فحمل الطعام إلى النساء .

 فلما فرغوا من الأكل أغمي عليه و ضعف ، فوقعت الصيحة [88].....

 

وعَنِ الإمام الرِّضَا عليه السلام قَالَ :

صَاحِبُ النِّعْمَةِ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّوْسِعَةُ عَنْ عِيَالِهِ[89] .

عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام : يَقُولُ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ قُوتِ عِيَالِهِ فِي الشِّتَاءِ وَ يَزِيدَ فِي وَقُودِهِمْ [90].

 

 

 

أحاديث الإمام الرضا في الطعام والمائدة :

عن ياسر الخادم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

السَّخِيُّ : يَأْكُلُ طَعَامَ النَّاسِ لِيَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ .

وَالْبَخِيلُ : لَا يَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ النَّاسِ لِئَلَّا يَأْكُلُو مِنْ طَعَامِهِ[91] .

 

و عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض الأهوازيين عن الرضا عليه السلام قال :

إِنَّ فِي الْجَسَدِ عِرْقاً يُقَالُ لَهُ الْعَشَاءُ ، فَإِذَ تَرَكَ الرَّجُلُ الْعَشَاءَ لَمْ يَزَلْ يَدْعُو عَلَيْهِ ذَلِكَ الْعِرْقُ حَتَّى يُصْبِحَ ، يَقُولُ : أَجَاعَكَ اللَّهُ كَمَا أَجَعْتَنِي ، وَ أَظْمَأَكَ اللَّهُ كَمَا أَظْمَأْتَنِي ، فَلَا يَدَعَنَّ أَحَدُكُمُ الْعَشَاءَ وَلَوْ لُقْمَةً مِنْ خُبْزٍ ، وَلَوْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ[92].

 

عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ :

مَنْ أَكَلَ فِي مَنْزِلِهِ طَعَاماً فَسَقَطَ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ فَلْيَتَنَاوَلْهُ .

وَمَنْ أَكَلَ فِي الصَّحْرَاءِ أَوْ خَارِجاً فَلْيَتْرُكْهُ لِطَائِرٍ أَوْ سَبُعٍ[93] .

 

عن عبد السلام بن صالح الهروي عن الرضا عليه السلام في حديث قال :

وَ كَانَ عليه السلام : خَفِيفَ الْأَكْلِ ، خَفِيفَ الطَّعْمِ[94] .

 

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ :

الْحِمَّصُ جَيِّدٌ لِوَجَعِ الظَّهْرِ وَ كَانَ يَدْعُو بِهِ قَبْلَ الطَّعَامِ وَ بَعْدَهُ [95].

 

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال :

إِذَا أَكَلْتَ فَاسْتَلْقِ عَلَى قَفَاكَ ، وَ ضَعْ رِجْلَكَ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى [96].

وعنه عمن ذكره قال رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام : إِذَا تَغَدَّى اسْتَلْقَى عَلَى قَفَاهُ . وَ أَلْقَى رِجْلَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى [97].

عن يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : لَا تَقْطَعُو الْخُبْزَ بِالسِّكِّينِ ، وَ لَكِنِ اكْسِرُوهُ بِالْيَدِ خَالِفُوا الْعَجَمَ [98].

عن يعقوب بن يقطين قال قال أبو الحسن الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : صَغِّرُوا رُغْفَانَكُمْ فَإِنَّ مَعَ كُلِّ رَغِيفٍ بَرَكَةً [99].

 

عن يعقوب بن يقطين قال رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام : يَكْسِرُ الرَّغِيفَ إِلَى فَوْقٍ [100].

 

عن محمد بن علي الهمذاني أن رجلا كان عند الرضا عليه السلام : بِخُراسَانَ فَقُدِّمَتْ إِلَيْهِ مَائِدَةٌ عَلَيْهَا خَلٌّ وَ مِلْحٌ ، فَافْتَتَحَ بِالْخَلِّ .

قَالَ الرَّجُلُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ أَمَرْتُمُونَا أَنْ نَفْتَتِحَ بِالْمِلْحِ .

فَقَالَ عليه السلام : هَذَا مِثْلُهُ ـ يَعْنِي الْخَلَّ ـ وَ أَنَّ الْخَلَّ يَشُدُّ الذِّهْنَ وَ يَزِيدُ فِي الْعَقْلِ [101].

 

عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

فَضْلُ الشَّعِيرِ عَلَى الْبُرِّ كَفَضْلِنَا عَلَى النَّاسِ .

مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَ قَدْ دَعَا لآِكِلِ الشَّعِيرِ وَ بَارَكَ عَلَيْهِ ، وَ مَا دَخَلَ جَوْفاً إِلَّا وَ أَخْرَجَ كُلَّ دَاءٍ فِيهِ ، وَ هُوَ قُوتُ الْأَنْبِيَاءِ وَ طَعَامُ الْأَبْرَارِ ، أَبَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ قُوتَ أَنْبِيَائِهِ إِلَّا شَعِيراً [102].

 

عن محمد بن عمرو عن الرضا عليه السلام قال: نِعْمَ الْقُوتُ السَّوِيقُ إِنْ كُنْتَ جَائِعاً أَمْسَكَ وَ إِنْ كُنْتَ شَبْعَاناًهَضَمَ طَعَامَكَ [103].

عن إبراهيم بن بسطام عن رجل من أهل مرو قال :

بعث إلينا الرضا عليه السلام : وَ هُوَ عِنْدَنَا يَطْلُبُ السَّوِيقَ ، فَبَعَثْنَا إِلَيْهِ بِسَوِيقٍ مَلْتُوتٍ فَرَدَّهُ ، وَ بَعَثَ إِلَيَّ أَنَّ السَّوِيقَ ، وقال : إِذَا شُرِبَ عَلَى الرِّيقِ جَافّاً أَطْفَأَ الْحَرَارَةَ وَ سَكَّنَ الْمَرَارَةَ ، وَ إِذَا لُتَّ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ[104] .

 

عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَالَ قَالَ لَنَا الرِّضَ عليه السلام :

 أَيُّ الْإِدَامِ أَجْزَأُ ، فَقَالَ بَعْضُنَا : اللَّحْمُ ، وَ قَالَ بَعْضُنَا : الزَّيْتُ ، وَ قَالَ بَعْضُنَا : اللَّبَنُ ، فَقَالَ هُوَ : لَا بَلِ الْمِلْحُ ، لَقَدْ خَرَجْتُ إِلَى نُزْهَةٍ لَنَا وَ نَسِيَ الْغِلْمَانُ الْمِلْحَ ، فَذَبَحُوا لَنَا شَاةً مِنْ أَسْمَنِ مَا يَكُونُ ، فَمَا انْتَفَعْنَا مِنْهَا بِشَيْ‏ءٍ حَتَّى انْصَرَفْنَا [105].

عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

إِذَا اكْتَهَلَ الرَّجُلُ فَلَا يَدَعْ أَنْ يَأْكُلَ بِاللَّيْلِ شَيْئاً ، فَإِنَّهُ أَهْدَأُ لِلنَّوْمِ وَ أَطْيَبُ لِلنَّكْهَةِ[106] .

وعن الرضا عليه السلام عن آبائه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  إِذَا أَكَلْتُمُ الثَّرِيدَ فَكُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ فَإِنَّ الذِّرْوَةَ فِيهَا الْبَرَكَةُ  [107].

 

وعن الحسين بن خالد عن علي بن موسى الرضا ع عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ الْبَيْتَ اللَّحِمَ وَ اللَّحِمَ السَّمِينَ .

فقال له بعض أصحابنا : يا ابن رسول الله إنا لنحب اللحم و ما تخلو بيوتنا عنه فكيف ذلك ؟

فَقَالَ عليه السلام : لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِنَّمَا الْبَيْتُ اللَّحِمُ الَّذِي تُؤْكَلُ لُحُومُ النَّاسِ فِيهِ بِالْغِيبَةِ ، وَ أَمَّا اللَّحِمُ السَّمِينُ فَهُوَ الْمُتَجَبِّرُ الْمُتَكَبِّرُ الْمُخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ [108].

 

 

الإمام وإطعامه الطعام لمواليه وضيفه وشيعته :

عن معمر بن خلاد قال : كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا أكل ، أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته ، فيعمد إلى أطيب الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شيء شيئاً ، فيوضع في تلك الصحفة ، ثم يأمر بها للمساكين ، ثم يتلو هذه الآية : { فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 011) }البلد ، ثم يقول :

علم الله عز وجل : أن ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة ، فجعل لهم السبيل إلى الجنة ، بإطعام الطعام [109].

 

وعن عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل بلخ قال :

كنت مع الرضا عليه السلام في سفرة إلى خراسان : فدعا يوم بمائدة له ، فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم .

 فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة .

فقال عليه السلام: مه : إن الرب تبارك وتعالى واحد ، والأم واحدة والأب واحد ، والجزاء بالأعمال [110].

 

وعن ياسر الخادم قال : أكل الغلمان يوما فاكهة ، فلم يستقصو أكلها ورموا بها .  فقال لهم أبو الحسن عليه السلام : سبحان الله إن كنتم استغنيتم ، فإن أناسا لم يستغنوا ، أطعموه من يحتاج إليه [111].

عن ياسر الخادم ونادر جميعا قالا: قال لنا أبو الحسن صلوات الله عليه :

إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون ، فلا تقوموا حتى تفرغوا .

 ولربما دعا بعضنا ، فيقال: هم يأكلون .

 فيقول : دعوهم حتى يفوغوا.

 

 وروى عن نادر الخادم قال :  كان أبو الحسن عليه السلام إذا أكل أحدنا لا يستخدمه حتى يفرغ من طعامه . 

وروى نادر الخادم قال : كان أبو الحسن عليه السلام يضع جوزينجة على الأخرى ويناولني[112] .

 

يا طيب : مر عن الإمام الرضا عليه السلام بعض البيان لقضائه حوائج المؤمنين والاهتمام بهم في باب بيان مكارمه ومعجزاته وغيره ، وهذه بعض آخر ويأتي.

عن الإمام الرضا عليه السلام بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : من حق الضيف أن تمشي معه ، فتخرجه من حريمك إلى الباب[113].

عن عبيد بن أبي عبد الله البغدادي عمن أخبره قال :

نزل بأبي الحسن الرضا عليه السلام ضيف ، وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج ، فمد الرجل يده ليصلحه ، فزبره أبو الحسن عليه السلام ، ثم بادره بنفسه فأصلحه ثم قال :

إنا قوم لا نستخدم أضيافنا[114] .

عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : دخلت إلى أبي الحسن الرض صلوات الله عليه وبين يديه تمر برني  ، وهو مجد في أكله يأكله بشهوة ، فقال : يا سليمان ادن فكل .

 قال : فدنوت فأكلت معه وأنا أقول له : جعلت فداك إني أراك تأكل هذا التمر بشهوة .  فقال عليه السلام: نعم إني لأحبه . 

قال : قلت : ولم ذاك ؟

قال عليه السلام : لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان تمرياً ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام تمرياً ، وكان الحسن عليه السلام تمرياً ، وكان أبو عبد الله الحسين عليه السلام تمرياً ، وكان سيد العابدين عليه السلام تمرياً ، وكان أبو جعفر عليه السلام تمرياً ، وكان أبو عبد الله عليه السلام تمرياً ، وكان أبي تمرياً ، وأنا تمري ، وشيعتنا يحبون التمر لأنهم خلقوا من طينتنا .

 وأعداؤنا : يا سليمان يحبون المسكر ، لأنهم خلقوا من مارج من نار [115].

 

 

كرم الإمام الرضا وتصدقه :

يا طيب : قد مر أعلاه بعض كرمه وإخراجه لطيب مائدته وحاله مع ضيوفه وغلمانه ، ومر بعض الوقائع الحاكية عن كرمه في فصل المعجزات ويأتي شيء منها في الفصول الآتية :

 عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال :

 مر رجل بأبي الحسن الرضا عليه السلام ، فقال له : أعطيني على قدر مروءتك ، قال عليه السلام : لا يسعني ذلك .

 فقال : على قدر مروءتي .

قال عليه السلام : أما إذا فتعم ، ثم قال : يا غلام أعطه مائتي دينار . 

وفرق عليه السلام : بخرسان ماله كله في يوم عرفة .

 فقال له الفضل بن سهل : إن هذا لمغرم .

 فقال عليه السلام : بل هو المغنم ، لا تعدن مغرما ما ابتعت به أجرا وكرماً [116].

 

وعن اليسع بن حمزة قال : كنت أنا في مجلس أبي الحسن الرض عليه السلام أحدثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له : السلام عليك يا بن رسول الله ، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهم السلام ، مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي م أبلغ به مرحلة ، فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي والله عليَّ نعمة ، فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك ، فلست موضع صدقة .

 فقال له عليه السلام : اجلس رحمك الله ، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا ، وبقي هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا .

فقال : أتأذنون لي في الدخول ؟ فقال له : يا سليمان قدم الله أمرك .

 فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ، ثم خرج ورد الباب ، وأخرج يده من أعلى الباب وقال : أين الخراساني ؟

 فقال : ها أنا ذا .

 فقال عليه السلام : خذ هذه المأتي دينار ، واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني ، واخرج فلا أراك ولا تراني . 

ثم خرج فقال سليمان : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت ، فلما ذا سترت وجهك عنه ؟

فقال عليه السلام : مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته .

 أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله :  المستتر بالحسنة ، تعدل سبعين حجة ، والمذيع بالسيئة مخذول ، والمستتر بها مغفور له  .

أما سمعت قول الأُول ـ أي القدماء الذين تقدم عهدهم ـ :

متى آته يوما لأطلب حاجة       رجعت إلى أهلي ووجهي بمائة[117]

 

 معاملة الإمام مع الأجير :

عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : كنت مع الرضا عليه السلام في بعض الحاجة ، فأردت أن أنصرف إلى منزلي ، فقال لي : انصرف معي ، فبت عندي الليلة ، فانطلقت معه فدخل إلى داره مع المغيب ، فنظر إلى غلمانه يعملون بالطين أواري الدواب أو غير ذلك ، وإذا معهم أسود ليس منهم .

 فقال عليه السلام : ما هذا الرجل معكم ؟قالوا : يعاوننا ونعطيه شيئا .

 قال : قاطعتموه على أجرته لا ؟

فقالوا : لا هو يرضى منا بما نعطيه .

 فأقبل عليهم يضربهم بالسوط وغضب لذلك غضبا شديدا.

فقلت : جعلت فداك لم تدخل على نفسك ؟

فقال عليه السلام : إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته .

 واعلم  : أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ، ثم زدته لذ الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته إلا ظن أنك قد نقصته أجرته .

 وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته حمدك على الوفاء ، فإن زدته حبة عرف ذلك لك ، ورأى أنك قد زدته[118] .

و في عيون الأخبار بأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء عن الرضا عليه السل عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 إِنَّ اللَّهَ غَافِرُ كُلِّ ذَنْبٍ : إِلَّا مَنْ أَحْدَثَ دِيناً ، وَ مَنِ اغْتَصَبَ أَجِيراً أَجْرَهُ ، أَوْ رَجُلٍ بَاعَ حُرّاً [119].

 

 

إخراج الإمام حقوق ماله :

عن البزنطي قال : ذكرت للرضا عليه السلام شيئا .

فقال عليه السلام : اصبر فإني أرجو أن يصنع الله لك إن شاء الله .

 ثم قال عليه السلام : فوالله ما ادخر الله عن المؤمنين من هذه الدنيا خير له مما عجل له فيها ، ثم صغر الدنيا ، وقال : أي شيء هي ؟

ثم قال : إن صاحب النعمة على خطر ، إنه يجب عليه حقوق الله فيه ، والله إنه ليكون على النعم من الله عز وجل ، فما أزال منها على وجل ، وحرك يده ، حتى أخرج من الحقوق التي تجب لله عليَّ فيها .

 قلت : جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا ؟

قال : نعم ، فأحمد ربي على ما من به عليَّ [120].

 

الإنفاق وطلب الرزق والظهور بالنعم :

عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: دَخَلَ عَلَيْهِ مَوْلًى لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ أَنْفَقْتَ الْيَوْمَ شَيْئاً ، قَالَ : لَا وَ اللَّهِ .

فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : فَمِنْ أَيْنَ يُخْلِفُ اللَّهُ عَلَيْنَا ، أَنْفِقْ وَ لَوْ دِرْهَماً وَاحِداً [121].

وعن أبو علي الأشعري رفعه قال قال الرضا عليه السلام :

 إِسْرَاجُ السِّرَاجِ : قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ يَنْفِي الْفَقْرَ [122].

عن زكريا بن آدم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:

الَّذِي يَطْلُبُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ مَا يَكُفُّ بِهِ عِيَالَهُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [123].

و عن أبيه عن أبي الصلت الهروي قال إن المأمون قال للرضا عليه السلام : يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك و علمك و زهدك و ورعك و عبادتك و أراك أحق بالخلافة مني ؟

 فَقَالَ الرِّضَا عليه السلام : بِالْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفْتَخِرُ ، وَ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا أَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ شَرِّ الدُّنْيَا ، وَ بِالْوَرَعِ عَنِ الْمَحَارِمِ أَرْجُو الْفَوْزَ بِالْمَغَانِمِ ، وَ بِالتَّوَاضُعِ فِي الدُّنْيَا أَرْجُو الرِّفْعَةَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ [124].

يا طيب : وسيأتي تمام الخبر في محله وسبب قبوله لولاية العهد ومر بعض البيان في الباب الثالث .

 

وقال الإمام الرضا عليه السلام : لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

لا تلبسوا لباس أعدائي ، ولا تطعموا مطاعم أعدائي ، ولا تسلكو مسالك أعدائي ، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي .

وقال الصدوق رحمه الله : لباس الأعداء : هو السواد .

ومطاعم الأعداء : النبيذ المسكر والفقاع ، و الطين و الجري من السمك المارماهي والزمير والطافي ، وكل ما لم يكن له فلوس من السمك ، ولحم الضب والأرنب والثعلب ، وما لم يدف من الطير ، وما استوى طرفاه من البيض ، والدبى من الجراد ، وهو الذي لا يستقل بالطيران والطحال.

ومسالك الأعداء : مواضع التهمة ، ومجالس شرب الخمر ، والمجالس التي فيها الملاهي ، و مجالس الذين لا يقضون بالحق ، و المجالس التي يعاب فيه الأئمة عليهم السلام والمؤمنون ، ومجالس أهل المعاصي والظلم والفساد والقمار ، وقد بلغني أن في أنواع الفقاع ما قد يسكر كثيره ، و ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام[125] .

يا طيب : ذُكر للإمام الرضا وآله الكرام في تعريف دين الله المنزل على جدهم ، كثير من الأحكام حول المكاسب المحرمة والعادات والخلق المحرم والمخالف للمروءة في اللباس والأكل وغيره بل كل ما يجب ، وجمعتها الكتب الفقهية والرسائل العملية لعلمائنا ، فمن أحب المزيد عليه مراجعتها ، والحديث الشريف ذكر لكلي المحرم ، وشرحه الصدوق راوي الحديث بعض الشيء ولم يستوعب كل ما حُرم ، كم لم نذكر كل ما حل والآداب في العقائد والعبادات والمعاملات ، وذكر التفصيل موكول إلى محله ، وختمنا بهذا الحديث لنعرف أنه طلب الحلال والظهور به هو الذي يجب أن يكون سبيلنا كإمامنا لا غير .

ويا طيب : هذه بعض أحوال الإمام الرضا عليه السلام الشخصية ومعارفه العليمة والعملية التي تصب في طلب العبودية لله ، والتي يرينا بها آداب التصرف الحسن والسلوك الكريم في كل أحواله ، في مظهره الخارجي وهيئته وزينته ومع آهل بيته وخدمه وحشمه وضيفه وشيعته ومواليه وأجيره وفي طلبه للرزق وغيرها مما عرفت ، وتراه في كلها عليها السلام يطلب بها عبودية لله وما يرضيه عنه ويعلمنا الكون معه سبحانه وفي تطبيق هداه في كل سيرة وسلوك ، فكان عليه السلام حقا قدوة وأسوة في كل شيء له .

فهذه يا طيب : كانت بعض آداب الإمام الرضا عليه السلام وأخلاقه الحسنة في نفسه ومع آله من مواليه ومحبيه ، وله عليه السلام آداب كثيرة يعرف به الدين وما يخرج الإنسان من المعصية وهجر حدود الله في كل أحواله للعبودية والإخلاص له بكل دينه ، وعن علم ومعرفة ويقين في كل شيء من عباداته ومعاملاته التي سنه الله تعالى لعباده حتى يقيم به صلاحهم ويؤدبهم فيحسن تأديبهم .

وإن الإمام الرضا عليه السلام : توفرت له بعض الفرص والسعة في تعريف الأحكام والاتصال به من قبل الناس والحكام ، وتمت له مجالس ومناظرات عرّف بها الدين وتعاليمه وآدابه وخلقه الحسن لا يسع المجال لذكرها كلها هنا بكل علمه وعملها ، وسيأتي بعضها في نقل أقواله وكيفية جوابه وسؤاله عليه السلام في جزء خاص ، وقد عرفت علمه الواسع وجهاده في الأبواب السابقة مع معانديه وغيرهم ، والآن نتعرف في الأبواب الآتية على أهل بيته وخاصته ، وعلى أصحابه ورواة الحديث عنه .

وأسأل الله أن يعرفنا إمامنا : حتى ليحسبنا من مواليه بكل هداه الحق وسيرة وسلوك من تعاليم دينه القيم ، والذي تجلى به إمامنا المصطفى المختار لهداية العباد بعد آبائه الكرام وجده سيد المرسلين ، حتى كان سبط نبي الرحمة الثامن الرضا عليه السلام شارح ومبين لما أنزل الله تعالى على خاتم رسله ، فيجعلنا وإياكم سبحانه متحققين بإخلاص له بكل مظاهر دينه القيم ، ونطلب بذلك رضاه وعبوديته بم يحب ويرضى ، وبعيدين عن كل تكبر ورياء وسمعه وحب شهرة وغيرها مما يُبعد عن التوجه والإخلاص له سبحانه ، إنه ولي التوفيق وهو أرحم الراحمين ، وصلى الله على نبين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

ويا طيب : لمعرفة ما ذكرنا نراجع صحيفة الإمام الرضا الكاملة في الروابط الآتية .

 

 

 

 

 

 

شهادة الإمام وتغسيله ودفنه ومبلغ سنه

 

تقديم الأخبار كيفية شهادته :

يا طيب : مرت أهم الأسباب التي دعت المأمون أن يتخلص من الإمام ويزيحه عن ولاية العهد والتي عرفتها في الفصل السابق ، وأن الخبيث أختار في التخلص من وزيره الفضل بالقتل في الحمام في مكيده دبرها كما عرفت ، وأختار أن يقتل الإمام بالسم مع اعترافه بفضل بل وبإمامته ولكن الحسد والحرص والعجب دعته لفعله المشين هذا .

في هذا الفصل : ستقرأ عن معجزة الإمام في استشهاده ودفنه وعلمه عليه السلام السابق في كيفية سمه وقتله ، وكان أجل الإمام قد أتى بأمر الله تعالى وما من إنسان إلا وله أجل ، فلذا ترى الإمام يتناول السم مع علمه بأنه سيسم ، امتثال لأمر الله تعالى وعلمه السابق بكيفية شهادته ، فترى الإمام الصابر الراضي بأمر الله يتناول السم ويَظَهر للناس صدقه وصدق أجداده الذين أخبروا باستشهاده بسم في طوس من أرض خراسان ولا بأس في ذكر رواية وإن كانت تخص أبيه ولكنها تصدق مع جميع الأئمة والنبي صلاة الله وسلامه عليهم  .

 

عن الحسن ابن أحمد المالكي عن عبد الله بن طاووس قال :

 قلت للرضا عليه السلام : إن يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليهما ؟

 قال : نعم ، سمه في ثلاثين رطبة .

 قلت له : فما كان يعلم أنها مسمومة ؟

 قال : غاب عنه المحدث ، قلت : ومن المحدث ؟

قال : ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة عليهم السلام ، وليس كلما طلب وجد .

ثم قال : إنك ستعمر فعاش مائة سنة .

رجال الكشي ص 503 في حديث ، بحار الأنوارج45ص66ب3ح86 .

يا طيب : وطبعا المحدث هو الروح الذي يؤيد به الله تعالى الإمام والمذكور في سورة القدر ، حيث أن الملائكة تتنزل على المؤمنين والروح تحفه أعظم الملائكة ، ويتنزل على النبي والأئمة الأطهار صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، والحديث هذا يحل مسألة علم الإمام بموته ، ولكنه حين الشهادة قد لا يتوجه لما يريد من سمه دقائق شرب السم ، ثم يعرف كل شيء ويخبر عنه من شهادته ، سواء قبل الشهادة أو كيفيتها وكيف يدفن ، والبحث في علم الإمام موجود في بحوث الإمامة العامة .

 

الأحاديث عن استشهاد الإمام وفضل زيارته :

 نذكر الأخبار الحاكية:عن استشهاده في خراسان ، والتي وردة أن أجداده الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ، بل مرت كثير من الأخبار الحاكية عن علمه عليه السلام باستشهاده في طوس خراسان ، في الفصل الحادي عشر ما كان بينه عليه السلام وبين هارون وولاته واتباعه لعنهم الله ، وحكاية الإمام عن دفنه قرب هارون ، وفي الفصل الخمس عشر والسادس عشر بإخبار المأمون بمدفنه عليه السلام ، وسنذكر هنا بعض الأخبار الأخرى ، كما ستأتي كثير من الأخبار في الفصول القادمة كفصل فضل زيارته عليه السلام .

 

أخباره وأخبار آبائه عليهم السلام بشهادته:

عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرض عليه السلام أنه  ، قال له رجل من أهل خراسان :

يا ابن رسول الله :  رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله  في المنام ، كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟

فقال له الرضا عليه السلام : أنا المدفون في أرضكم ، وأن بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي و طاعتي ، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجى ، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والأنس .

 ولقد حدثني أبي عن جدي : عن أبيه عليهم السلام ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤي الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة .

أمالي الصدوق ص 64 . وتراه في عيون أخبار الرضا ج 2 ص 257 . 

بيان : قال الجزري في الحديث ( فاطمة بضعة مني ) البضعة بالفتح القطعة من اللحم ، وقد تكسر أي إنها جزء مني كما أن القطعة من اللحم ( جزء من اللحم ) . بحار الأنوارج45ص283ب19ح1.

 

عن الهروي قال :

 سمعت الرضا عليه السلام يقول : والله ما منا إلا مقتول ( أو ) شهيد .

 فقيل له : فمن يقتلك يا ابن رسول الله ؟

قال : شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة.

ألا فمن زارني في غربتي : كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صديق ومائة ألف حاج ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحشر في زمرتن ، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا .

 أمالي الصدوق ص 63 . وتراه في عيون أخبار الرضا ج 2 ص 256 . 

بيان : قال الجزري في حديث كعب بن مالك ( ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة ) بكسر الضاد مفعلة من الضياع أي الإطراح والهوان ، كأنه فيه ضائع . 

وقال الجوهري : ضاع الشيء أي هلك ، ومنه قولهم فلان بدار مضيعة مثال معيشة . بحار الأنوارج45ص283ب19ح2.

 

أحاديث الإمام الصادق في شهادته:

عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 ستدفن : بضعة مني بأرض خراسان ، لا يزورها مؤمن ألا أوجب الله عزوجل له الجنة وحرم جسده على النار .

 عيون أخبار الرضا ج 2 ص 255 . أمالى الصدوق ص 62 .   

يا طيب : سيأتي أكثر أخبار هذا الباب في باب المزار ، وأثبتن بعضها في أبواب ما صدر عنه عليه السلام في طريقه إلى خراسان ، وبعضها في باب كيفية قبوله عليه السلام ولاية العهد وبعضها في أحوال خروجه من المدينة .

 بحار الأنوارج45ص284ب19ح3.

 

أحادث الإمام عن شهادته :

عن الحسن بن الجهم قال :

 حضرت : مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام - وذكر أسؤلة القوم والمأمون عنه عليه السلام جواباته عليه السلام وساق 

الحديث إلى أن قال :

 فلما قام الرضا عليه السلام : تبعته فانصرف إلى منزله ، فدخلت عليه ، وقلت له : يا ابن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك ؟

فقال عليه السلام : يا ابن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني ، فانه سيقتلني بالسم ، وهو ظالم لي أعرف بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله صلى الله عليه وآله فاكتم هذا علي مادمت حيا . 

قال الحسن بن الجهم : فما حدثت بهذا الحديث إلى أن مضى الرض عليه السلام بطوس مقتولا بالسم .

ودفن : في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي قبر هارون إلى جانبه.

عيون أخبار الرضا ج 2 ص 00 2 - 202 ، بحار الأنوارج45ص284ب19ح3.

 

الأقوال في يوم شهادة الإمام وسببها  :

يا طيب : عرفت مختصر في حياته الشريفة في الفصل الأول تختص بميلاده الشريف ، وهنا أقوال أخرى نذكرها للفائدة وهي تختص بيوم شهادته عليه السلام ، ولتعرف الظلم الذي وقع على أهل البيت عليهم السلام ، مع أنهم كانوا ولاة عهد وأئمة دين وخلفاء حقيقيين لله رب العالمين وسيد المرسلين في الأرض ، وكان على الأمة أن تقلدها أمورهم ليسيروا بهم على صراط مستقيم لكل هدى ونعيم تام ، إلا أن الناس انحرفوا عنهم ، بل هجروهم وخافوا حتى أن يكتبوا تأريخهم الشريف بالكامل .

 فهذا الإمام الرضا عليه السلام : مع أنه كان ولي عهد وعرفه الداني والقاصي وسجلت له كثير من المناظرات والمحاجات ، ولكنه عليه السلام مع ذلك أنه قد اختلفوا في يوم وفاته بل في سنة وفاته فضلا عن اليوم والشهر ، وإن كان المشهور هو في أخر صفر ، وذلك لما كان من خوف الناس من التجاهر في إعلان الحداد التام وبم يناسب شأنهم الكريم عند الله ورسوله والمؤمنين ، وبالخصوص في أيام الظلمة من الحكام ، ولذا لم يسجل يوم لهم محدد للوفاة وله قدوة عليه السلام ببعض بأبيه وأجداده الكرام أسوة حسنه .

 ولكن الله مع ذلك : عرفنا الحق ، وكان الاختلاف في يوم وفاتهم سبب لمعرفتهم وذكر مناقبهم وفضائلهم مع في أيام متعددة ، وبهذا نعرف أنه حتى هذ الاختلاف في يوم مولدهم الكريم أو يوم استشهادهم ، كان عناية من الله تعالى في عدم إظهار يوم مخصص لتكريمهم مع كثرة المحيطين بهم من طلبة العلم ورواة الحديث وما نقلوا عنهم من العلوم والمعارف في كل مجال لتعاليم الدين .

ولهذا نذكر الإمام : ونقيم له مجالس عزاء في أيام مختلفة ، فنذكر فيه مناقبه وفضائله وكرامته وكرامة آبائه عليهم السلام وأبناءه المعصومين ، فنعرفهم ونتيقن الحق ونعرف كثير من معالم ديننا بذكر سيرتهم وسلوكهم ، وكان يوم وفاتهم عليهم السلام عند كل أتباع النبي وآله وشيعتهم الطيبين يوم طلب علم وتحصيل لأكرم معرفة في الوجود ، فضلا عن كونه يوم حزن وغم لتجدد الذكريات الأليمة التي مر بها أهل البيت عليهم السلام .

وقد عرفت : بعض الأقوال  في استشهاده عليه السلام ، وهذه أقول أخرى تجمعها خمسة أيام ينقل أنه استشهد فيها وهي أنه عليه السلام :

الأول : استشهد في 17 السابع عشر من شهر صفر .

الثاني : استشهد في آخر صفر وهو الأشهر .

والثالث : استشهد في شهر رمضان لتسع بقين منه .

والرابع : استشهد في رمضان لسبع بقين منه  .

والخامس : استشهد في الثالث والعشرين من ذي القعدة .

وبعض من ذكر هذه الأقوال أعلاه :

قال في كشف الغمة :

قبض عليه السلام بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباد :

في آخر صفر .

 وقيل : إنه توفي في  شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاث ومائتين ، وله يومئذ خمس وخمسون سنة .

 وكانت مدة إمامته وخلافته لأبيه عشرين سنة . 

وكانت في أيام إمامته : بقية ملك الرشيد ، وملك محمد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما ، ثم خلع الأمين واجلس عمه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوما ، ثم اخرج محمد ثانية وبويع له ، وبقي بعد ذلك سنة وسبعة أشهر ، وقتله طاهر . بن الحسين ، ثم ملك المأمون : عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة واستشهد عليه السلام في أيام ملكه .

458 بحار الأنوارج45ص3ب1ح4 عن كشف الغمة ج 3 ص 90 .

 وقال الحافظ عبد العزيز

توفي في  خلافة المأمون بطوس ، وقبره هناك ، سنة مائتين وستة.

ويقال :

وقبض بطوس : في سنة ثلاث ومائتين ، وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سنة .

كشف الغمة ج 3 ص 90، بحار الأنوارج45ص3ب1ح3.

في الإرشاد :  قبض الرضا عليه السلام بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومائتين وله يومئذ خمس وخمسون سنة ، وكانت مدة خلافته وإمامته وقيامه بعد أبيه في خلافته عشرين سنة .

الإرشاد ص 285 ، بحار الأنوارج45ص292ب21ح1 .

 

 

وصف كيفية استشهاد الإمام ودفنه :

يا طيب : إن المأمون الحاكم العباس سافر مع أبيه هارون الرشيد إلى خراسان ، وقد أوصى هارون بالخلافة بعد الأمين تكون للمأمون ، ولكن لما توفي الرشيد في طوس خراسان ، وتولى الحكم الأمين في بغداد ، عزل المأمون وهو في خراسان ، فتعصى المأمون في خراسان وكون جيش وقاتلا أخيه فقتله واستولى على الحكم ، فانقلب عليه بني العباس ، وشعر بالوحدة ، فحاول أن يأتي بأقرب الناس له من قريش من بني هاشم من بني عمومته ، لإن العباس كان عم النبي محمد والإمام علي صلى الله عليهم وسلم .

فدعا الإمام الرضا عليه السلام : من المدينة إلى خراسان وجعله ولي لعهد ، وكانت هناك عدت أسباب دعت المأمون العباسي لسم الإمام ، بعد أن استتبت له الأمور ومال للرجوع إلى بغداد ، وأراد الاتصال بباقي أخوته وأقاربه من بني العباس ، فكان يصعب عليه أن يجلب ودهم وهو قد جعل الخلافة في غيرهم ، فتخلص من وزيره فقتله في حمام ،  وسم الإمام الرضا عليه السلام وهو ولي عهده ، وسار خالي السرب إلى بغداد وأتصل بهم وجمعهم وجعل ولاية العهد لأخيه المؤتمن والمعتصم بعده .

هذا ملخص الأسباب الداعية لشهادة الإمام : وهناك تفصيل وبيان واسع لأمور أخرى دعت للتخلص منه تضاف لما عرفت ، تجدها في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، ولكن هنا ننقل مختصر من الأقوال في شهادته عليه السلام ، وعظم الله أجوركم .

 

الأحداث الواقعة في استشهاد الإمام الرضا عليه السلام :

عرفنا إن الإمام الرضا عليه السلام :كان يخبر عن كيفية استشهاده عليه السلام ، بل كان يخبر بذلك آباءه الكرام بل جده الأكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكما سيأتي شيء من ذكرهم لاستشهاده بالسم في فصل ثواب زيارته عليه السلام .

 ولعلم الإمام عليه السلام : بكيفية وفاته ، كان يذكر كل تفاصيله قبل استشهاده ، والإمام بعلمه بهذا ولأمر الله تعالى الذي عرفه كيفية شهادته كان عليه التسليم لهذا التقدير الإلهي ، وبهذا نال رضا الله تعالى بأعلى درجة ممكنة لبشر في زمانه ، بل كان مع سادات الشهداء من أجداده الكرام وأبناءه ، لأنه عليه السلام كان مخير وله الامتناع ، ولكنه مع ذلك كان يعلم أن منزلة الإمامة التي هو فيها وإخبار الله له وما ألهمه الله بهذه المعرفة كانت موجبة له للتسليم لأمر الله تعالى ، وذلك لكي ينال درجة الرضا من الله وأشرف درجة من درجات الشهادة عليه السلام .

وهذا وصف لشهادة الإمام عليه السلام وإنا لله وإنا إليه راجعون .

هرثمة بن أعين يصف استشهاد الإمام الرضا عليه السلام :

عن هرثمة بن أعين قال :كنت ليلة بين يدي المأمون حتى مضى من الليل أربع ساعات ثم أذن لي في الانصراف ، فانصرف ، فلما مضى من الليل نصفه قرع قارع الباب فأجابه بعض غلماني .

 فقال له : قل لهرثمة : أجب سيدك .

قال : فقمت مسرعا وأخذت علي أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرض عليه السلام فدخل الغلام بين يدي ودخلت وراءه .

فإذا أنا بسيدي عليه السلام : في صحن داره جالس . 

فقال : يا هرثمة .

 فقلت : لبيك يا مولاي .

فقال لي : اجلس فجلست فقال لي : اسمع وع يا هرثمة ، أوان رحيلي إلى الله تعالى ولحوقي بجدي وآبائي عليهم السلام وقد بلغ الكتاب أجله ، وقد عزم هذا الطاغي على سمي في عنب ورمان مفروك .

 فأما العنب : فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب .

 وأما الرمان : فإنه يطرح السم في كف بعض غلمانه ، ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبه في ذلك السم . 

وإنه سيدعوني : في ذلك اليوم المقبل ، ويقرب إلى الرمان والعنب ، ويسألني أكلهما فآكلهما ، ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء .

فإذا أنا مت : فسيقول أنا اغسله بيدي .

فإذا قال ذلك : فقل له عني بينك وبينه ، إنه قال لي لا تتعرض لغسلي ولا لتكفيني ولا لدفني ، فانك إن فعلت ذلك عاجلك من العذاب ما أخر عنك ، وحل بك أليم ما تحذر ، فانه سينتهي . 

قال : فقلت : نعم يا سيدي .

قال : فإذا خلى بينك وبين غسلي فسيجلس في علو من أبنيته ، مشرفا على موضع غسلي لينظر ، فلا تعرض يا هرثمة لشيء من غسلي حتى ترى فسطاطا أبيض قد ضربت في جانب الدار .

 فإذا رأيت ذلك : فاحملني في أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه ، ويكون من معك دونك ، ولا تكشف عن الفسطاط حتى تراني فتهلك .

فانه سيشرف عليك ويقول لك : يا هرثمة  أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله ، فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى ، وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس ؟ . 

فإذا قال ذلك فأجبه وقل له : إنا نقول إن الإمام لا يحب أن يغسله إلا إمام فإن تعدى متعد وغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله ، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبو الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسله أبنه محمد ظاهرا مكشوفا ولا يغسله الآن أيضا إلا هو من حيث يخفى .

فإذا ارتفع الفسطاط: فسوف تراني مدرجا في أكفاني ، فضعني على نعش واحملني. 

فإذا أراد أن يحفر قبري : فانه سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري ولا يكون ذلك أبدا ، فإذا ضربت المعاول نبت عن الأرض ولم ينحفر منه شيء ، ولا مثل قلامة ظفر ، فإذا اجتهدوا في ذلك وصعب عليهم .

فقل له عني : إني أمرتك أن تضرب معولا واحدا في قبلة قبر أبيه هارون الرشيد ، فإذا ضربت نفذ في الأرض إلى قبر محفور وضريح قائم . 

فإذا انفرج ذلك القبر : فلا تنزلني إليه حتى يفور من ضريحه الماء الأبيض  فيمتلئ منه ذلك القبر ، حتى يصير الماء مع وجه الأرض ، ثم يضطرب فيه حوت بطوله فإذا اضطرب فلا تنزلني إلي القبر إلا إذا غاب الحوت وغار الماء .

 فأنزلني في ذلك القبر : وألحدني في ذلك الضريح ، ولا تتركهم يأتوا بتراب يلقونه علي فان القبر ينطبق بنفسه ويمتلئ .

قال : قلت : نعم يا سيدي .

 ثم قال لي : احفظ ما عهدت إليك واعمل به ، ولا تخالف ، قلت : أعوذ بالله أن أخالفك أمرا يا سيدي  .

قال هرثمة : ثم خرجت باكيا حزينا فلم أزل كالحبه على المقلاة ( المقلاة : وعاء من نحاس أو خزف يقلى فيه الطعام ، يقال : هو على المقلاة من الجزع ) لا يعلم ما في نفسي إلا الله تعالى . 

ثم دعاني المأمون : فدخلت إليه فلم أزل قائما إلى ضحى النهار .

 ثم قال المأمون : امض يا هرثمة إلى أبي الحسن فاقرأه مني السلام ، وقل له تصير إلينا أو نصير إليك ؟ 

فان قال لك : بل نصير إليه ن فتسأله عني أن يقدم ذلك .

قال : فجئته فإذا اطلعت عليه .

قال لي : يا هرثمة أليس قد حفظت ما أوصيتك به ؟

قلت : بلى ، قال : قدموا نعلي فقد علمت ما أرسلك به .

 قال : فقدمت نعله ومشى إليه ، فلما دخل المجلس قام إليه المأمون قائما فعانقه ، وقبل بين عينيه ، وأجلسه إلى جانبه على سريره ، وأقبل عليه يحادثه ساعة من النهار طويلة .

 ثم قال : لبعض غلمانه : يؤتى بعنب ورمان . 

قال هرثمة : فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر ، ورأيت النفضة - رعدة النافض من الحمى أو غيره  ـ قد عرضت في بدني ، فكرهت أن يتبين ذلك في فتراجعت القهقرى حتى خرجت فرميت نفسي في موضع من الدار . 

فلما قرب زوال الشمس : أحسست بسيدي قد خرج من عنده و رجع إلى  داره ثم رأيت الآمر قد خرج من عند المأمون بإحضار الأطباء والمترفقين .

 قلت ما هذا . فقيل لي : علة عرضت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام فكان الناس في شك وكنت على يقين ، لما أعرف منه . 

قال : فلما كان من الثلث الثاني من الليل علا الصياح ، وسمعت الوجبة من الدار فأسرعت فيمن أسرع ، فإذا نحن بالمأمون مكشوف الرأس محل الأزرار قائما على قدميه ينتحب ويبكي .

 قال : فوقفت فيمن وقفوا وأنا أتنفس الصعداء ، ثم أصبحنا فجلس المأمون للتعزية ، ثم قام فمشى إلى الموضع الذي فيه سيدنا عليه السلام .

فقال : أصلحوا لنا موضعا فإني أريد أن اغسله فدنوت منه فقلت له ما قاله سيدي بسب الغسل والتكفين والدفن .

 فقال لي : لست أعرض لذلك ، ثم قال : شانك يا هرثمة . 

قال : فلم أزل قائما حتى رأيت الفسطاط قد ضرب ، فوقفت من ظاهره وكل من في الدار دوني ، وأنا أسمع التكبير والتهليل والتسبيح ، وتردد الأواني وصب الماء وتضوع الطيب الذي لم أشم أطيب منه .

قال : فإذا أنا بالمأمون قد أشرف علي من بعض علالي داره .

 فصاح بي : يا هرثمة أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله ؟ فأين محمد بن علي ابنه عنه ؟ وهو بمدينة الرسول وهذا بطوس بخراسان ؟ 

قال : قلت له : يا أمير المؤمنين إنا نقول إن الإمام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله ، فان تعدى متعد فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعده ، بأن غلب على غسل أبيه ، ولو ترك أبو الحسن علي ابن موسى الرضا عليها السلام بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهرا ولا يغسله الآن أيضا إلا هو من حيث يخفى . 

قال : فسكت عني ثم ارتفع الفسطاط ، فإذا أنا بسيدي عليه السلام مدرج في أكفانه فوضعته على نعشه ، ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع من حضر .

ثم جئنا إلى موضع القبر : فوجدتهم يضربون بالمعاول دون قبر هارون ليجعلوه قبلة لقبره والمعاول تنبو عنه لا تحفر ذرة من تراب الأرض . 

فقال لي : ويحك يا هرثمة أما ترى الأرض كيف تمتنع من حفر قبر له ؟

فقلت : يا أمير المؤمنين إنه قد أمرني أن أضرب معولا واحد في قبلة قبر أمير المؤمنين أبيك الرشيد لا أضرب غيره .

 قال : فاذا ضربت يا هرثمة يكون ماذا ؟

 قلت : إنه أخبر أنه لا يجوز أن يكون قبر أبيك قبلة لقبره ، فان أنا ضربت هذا المعول الواحد نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره وبان ضريح في وسطه .

 فقال المأمون : سبحان الله ما أعجب هذا الكلام ولا عجب من أمر أبي الحسن ، فاضرب يا هرثمة  حتى نرى . 

قال هرثمة : فأخذت المعول بيدي فضربت في قبلة قبر هارون الرشيد فنفذ إلى قبر محفور ، وبان ضريح في وسطه ، والناس ينظرون إليه .

 فقال : أنزله إليه  يا هرثمة .

فقلت : يا أمير المؤمنين إن سيدي أمرني أن لا أنزل إليه حتى ينفجر من أرض هذا القبر ماء أبيض فيمتلئ منه القبر ، حتى يكون الماء مع وجه الأرض ، ثم يضطرب فيه حوت بطول القبر ، فإذا غاب الحوت وغار الماء ، وضعته على جانب قبره ، وخليت بينه وبين ملحده .

 قال : فافعل يا هرثمة ما أمرت به . 

قال هرثمة : فانتظرت ظهور الماء والحوت ، فظهر ثم غاب وغار الماء والناس ينظرون إليه ثم جعلت النعش إلى جانب قبره ، فغطي قبره بثوب أبيض لم أبسطه ثم أنزل به إلى قبره بغير يدي ولا يد أحد ممن حضر ، فأشار المأمون إلى الناس أن هالوا التراب بأيديكم فاطرحوه فيه .

 فقلت : لا تفعل يا أمي رالمؤمنين قال : فقال : ويحك فمن يملؤه ؟

فقلت : قد أمرني أن لا يطرح عليه التراب وأخبرني أن القبر يمتلئ من ذات نفسه ، ثم ينطبق ويتربع على وجه الأرض ، فأشار المأمون إلى الناس أن كفوا. 

قال : فرموا ما في أيديهم من التراب، ثم إمتلا القبر وانطق وتربع على وجه الأرض .

فانصرف المأمون : وانصرف ودعاني المأمون وخلابي .

ثم قال : أسألك بالله يا هرثمة لما أصدقتني عن أبي الحسن عليه السلام قدس الله روحه بما سمعته منك .

 فقلت : قد أخبرت أمير المؤمنين بما قال لي .

فقال : بالله إلا ما قد صدقتني عما أخبرك به غير الذي قلت لي .

قلت : يا أمير المؤمنين ! فعما تسألني ؟

 فقال : يا هرثمة ، هل أسر إليك شيئا غير هذا ؟

 قلت : نعم ، قال : ما هو ؟

قلت : خبر العنب والرمان .

 قال : فأقبل المأمون يتلون ألوانا يصفر مرة ويحمر أخرى ويسود أخرى ثم تمدد مغشيا عليه ، فسمعته في غشيته وهو يهجر .

 ويقول : ويل للمأمون من الله ، ويل له من رسوله ، ويل له من علي ، ويل للمأمون من فاطمة ، ويل للمأمون من الحسن والحسين ، ويل للمأمون من علي بن الحسن ، ويل له من محمد بن علي ، ويل للمأمون من جعفر بن محمد ، ويل له من موسى بن جعفر ، ويل له من علي ين موسى الرضا هذا والله هو الخسران المبين ، يقول هذا القول ويكرره . 

فلما رأيته : قد أطال ذلك وليت عنه ، وجلست في بعض نواحي الدار .

قال : فجلس ودعاني فدخلت إليه وهو جالس كالسكران.

فقال : والله ما أنت أعز علي منه ولا جميع من في الأرض والسماء ، لئن بلغني أنك أعدت بعد ما سمعت ورأيت شيئا ليكونن هلاكك فيه . 

قال : فقلت : يا أمير المؤمنين إن ظهرت على شيء ذلك مني ، فأنت في حل من دمي .

قال : لا والله أو تعطيني عهدا وميثاقا على كتمان هذا وترك إعادته ، فأخذ علي العهد والميثاق وأكده علي .

قال : فلما وليت عنه صفق بيده .

وقال : { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول ، وكان الله بما تعملون محيطا  (108)} النساء .

وكان للرضا عليه السلام : من الولد محمد الإمام .

وكان يقال له : الرضا ، والصادق والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين .

عيون أخبار الرضا ج 2 ص 245 - 250 . 

 بيان : نبت عن الأرض أي ارتفعت ، ولم تؤثر فيها من قولهم نبا الشيء عني أي تجافى وتباعد ، ونبا السيف إذا لم يعلم في الضريبة ، قوله ( والمترفقين ) أي  الأطباء المعالجين برفق ، قال الجزري : في الحديث أنت رفيق والله الطبيب أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه وهو الذي يبرءه ويعا فيه ( والجبة ) صوت السقطة ، و ( العلالي ) جمع العلية بالكسر وهي الغرقة .

 بحار الأنوارج45ص293ب21ح8 .

ويا طيب : البحث الكامل لكل من شاهد شهادة الإمام وأوصافهم من مثل أبو الصلت وياسر الخادم وغيرهم ، أو صلاة الإمام الجواد عليه وأحاديث أخرى تجدها إن شاء الله في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، واسألكم الدعاء والزيارة وعظم الله أجوركم .

المصدر والبحث الكامل للجزء الأول من صحيفة الإمام الرضا على الموقع الآتي :

 

 

 

 

زيارة مختصرة للإمام الرضا :

الصَّلَاةُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام :

اللَّهُمَّ: صَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا .

الَّذِي : ارْتَضَيْتَهُ ، وَ رَضِيتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ .

اللَّهُمَّ : وَ كَمَا جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ ، وَ قَائِماً بِأَمْرِكَ .

وَ نَاصِراً : لِدِينِكَ، وَشَاهِداً عَلَى عِبَادِكَ.

وَ كَمَا : نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ ، وَ دَعَا إِلَى سَبِيلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .

فَصَلِّ عَلَيْهِ : أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ ، مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ .

إِنَّكَ : جَوَادٌ كَرِيمُ  .

 

 

زيارة الإمام الرضا الكاملة:

عن الشيخ محمد بن الحسن بن الوليد وهو من مشايخ الصدوق في جامعه فقال :

إذا أردت زيارة الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل :

اللهم طهرني وطهر لي قلبي ، واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك والثناء 

عليك ، فانه لا قوة إلا بك ، اللهم اجعله لي طهورا وشفاء . 

وتقول حين تخرج :

 بسم الله وبالله وإلى الله ، وإلى ابن رسول الله ، حسبي  الله توكلت على الله ، اللهم إليك توجهت ، وإليك قصدت ، وما عندك أردت . 

فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل :

اللهم إليك وجهت وجهي ، وعليك خلفت أهلي ومالي وما خولتني ، وبك وثقت فلا تخيبني ، يا من لا يخيب من أراده ، ولا يضيع من حفظه ، صل على محمد وآل محمد واحفظني بحفظك فانه لا يضيع من حفظت . 

فإذا وافيت سالما فاغتسل وقل حين تغتسل :

اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح لي صدري ، وأجر على لساني مدحتك ومحبتك والثناء عليك ، فانه لا قوة إلا بك ، وقد علمت أن قوة ديني التسليم لأمرك ، والاتباع لسنة نبيك ، والشهادة على جميع خلقك ، اللهم اجعله لي شفاء ونورا إنك على كل شيء قدير . 

والبس أطهر ثيابك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتسبيح والتمجيد وقصر خطاك . 

 

وقل حين تدخل :

 بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأشهد أن عليا ولي الله . 

وسر حتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل :

اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأنه سيد الأولين والأخرين ، وأنه سيد الأنبياء والمرسلين ، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك أجمعين ، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك . 

اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عبدك وأخي رسولك الذي أنتجبته بعلمك ، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك ، والدليل على من بعثته برسالتك وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . 

اللهم صل على فاطمة بنت نبيك ، وزوجة وليك ، وام السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، الطهر الطاهرة المطهرة التقية النقية الرضية  الزكية سيدة نساء العالمين ، وأهل الجنة أجمعين ، صلاة لايقوى على إحصائها غيرك .

اللهم صل على الحسن والحسين سبطي نبيك ، وسيدي شباب أهل الجنة القائمين في خلقك ، والدليلين على من بعثت برسالتك ، ودياني الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك . 

اللهم صل على علي بن الحسين ، عبدك القائم في خلقك ، والدليل على من بعثت برسالتك ، وديان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك سيد العابدين . 

اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك وخليفتك في أرضك ، باقر علم النبيين . 

اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق ، عبدك وولى دينك ، وحجتك على خلقك أجمعين الصادق البار . 

اللهم صل على موسى بن جعفر ، عبدك الصالح ، ولسانك في خلقك ، الناطق بعلمك ، والحجة على بريتك . 

اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى ، عبدك وولي دينك ، القائم  بعدلك ، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين ، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك . 

اللهم صل على محمد بن علي ، عبدك ووليك . القائم بأمرك ، والداعي  إلى سبيلك .

اللهم صل على علي بن محمد، عبدك و ولي دينك ( وحجتك على خلقك أجمعين)

اللهم صل على الحسن بن علي ، العامل بأمرك ، القائم في خلقك ، وحجتك المؤدى عن نبيك وشاهدك على خلقك ، المخصوص بكرامتك ، الداعي إلى طاعتك وطاعة رسولك ، صلواتك عليهم أجمعين . 

اللهم صل على حجتك ووليك القائم في خلقك صلاة تامة نامية باقية تعجل بها فرجه وتنصره بها وتجعلنا معه في الدنيا والآخرة . 

اللهم إني أتقرب إليك بحبهم ، وأوالي وليهم ، وأعادي عدوهم ، فارزقني بهم خير الدنيا والآخرة ، واصرف عني بهم شر الدنيا والآخرة ، وأهوال يوم القيامة . 

 

ثم تجلس عند رأسه وتقول :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض ، السلام عليك يا عمود الدين .

 السلام عليك يا وارث آدم صفي الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله .

 السلام عليك يا وارث محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين ، وحبيب رب العالمين رسول الله ، السلام عليك يا وارث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولى الله ، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك ي وارث أبي محمد الحسن ، السلام عليك يا وارث أبي عبد الله الحسين .

 السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد العابدين ، السلام عليك يا وارث محمد بن علي ، باقر علم الأولين والآخرين ، السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار الأمين، السلام عليك يا وارث أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم الحليم.

السلام عليك أيها الشهيد السعيد المظلوم المقتول ، السلام عليك أيها الصديق الوصي البار التقي ، أشهد أنك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين .

 السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، إنه حميد مجيد ، لعن الله امة قتلتك ، لعن الله أمة ظلمتك ، لعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور والبدعة عليكم أهل البيت . 

 

ثم تنكب على القبر وتقول :

 اللهم إليك صمدت من أرضي ، وقطعت البلاد رجاء رحمتك ، فل تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي ، وارحم تقلبي على قبر ابن أخي رسولك صلواتك عليه وآله بأبي أنت وأمي أتيتك زائرا وافدا ، عائذا مما جنيت على نفسي ، واحتطبت على ظهري ، فكن لي شافعا إلى الله تعالى يوم حاجتي وفقري وفاقتي ، فلك عند الله مقام محمود وأنت عند الله وجيه . 

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر و تقول :

اللهم إني أتقرب إليك بحبهم وولايتهم ، أتولى آخرهم بما توليت به أولهم ، وأبرأ من كل وليجة دونهم اللهم العن الذين بدلوا نعمتك واتهموا نبيك وجحدوا آياتك ، وسخروا 

بإمامك ، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد ، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة عليهم ، والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمان . 

ثم تحول عند رجليه وتقول :

صلى الله عليك يا أبا الحسن ، صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك صبرت على الأذى وأنت الصادق المصدق ، قتل الله من قتلك بالأيدي والألسن .

ثم ابتهل في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسن والحسين ، وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله ثم تحول عند رأسه من خلفه وصل ركعتين تقرأ في إحداهما يس وفي الأخرى الرحمان ، وتجهد في الدعاء والتضرع . 

وأكثر من الدعاء لنفسك و لوالديك ولجميع إخوانك وأقم عند رأسه ما شئت ، ولتكن صلاتك عند القبر .

 وأخرج الزيارة بتفاوت يسير صاحب المزار الكبير فيه ص 181 - 182  بحار الأنوار ج95 ص44 ـ 48ب 5ح 1، 2 عن عيون الأخبار ج 2 ص 267 - 270 ، كامل الزيارات ص 309

 

 

بعض ما رثي به الإمام:

دعبل الخزاعي يرثي الإمام الرضا :

عن الصولي ، عن هارون بن عبد الله المهلبي عن دعبل بن علي قال :

جاءني خبر موت الرضا عليه السلام وأنا بقم فقلت قصيدتي الرائية : 

أرى أميـــة معـــذورين أن قـتلــوا ـــ ولا أرى لبنــي العباس مـن عــــذر

أولاد حـــرب ومروان وأسرتــــــهم ـــ بنو معيــــط ولاة الحقـــد والوغر

قوم قتلتم على الإسلام أولهـــــم ـــ حتى إذا استمسكوا جازوا على الكفــــر

أربــع بطوس على قبر الزكـــي به ـــ إن كنت تربــــع من دين على وطر

قبران في طوس خير الناس كلهم ـــ وقبر شــــرهم هــذا من العبـــــــــر

ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما ـــ على الزكي بقرب النجس من ضرر

هيهات كل امــــرئ رهن بما كسبت ــ ــ له يــــداه فخــــذ ما شئت أو فذر

أمالي الصدوق ص 660 و 661 ، عيون أخبار الرضا ج 2 ص 251 ، بحار الإنوارج45ص318ب22ح3.

 

 رثاء عبد الله الخريتي للإمام عليه السلام :

كتاب المقضب لابن عياش :

 عن عبد الله بن محمد المسعودي ، عن المغيرة ابن محمد المهلبي قال :

أنشدني عبد الله بن أيوب الخريتي الشاعر ، وكان انقطاعه إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفاة أبيه الرضا عليهما السلام : 

يا ابن الذبيح ويا ابن أعراق الثرى ــ ــ طابت أرومته وطاب عروقا

يا بن الوصي وصي أفضل مرسل ــ ــ أعني النبي الصادق المصدوقا

ما لف في خــرق القـوابـــل مثلـه ــ ــ أســـد يلف مع الخريــق خريقا

يـــا أيها الحبــل المتين متى أغــد ــ ــ يوما بعقوتـــه أجـــده وثـيـقــــا

أنا عائــــذ بك في القيــامة لائــذ ــ ــ أبغــــي لديــك من النجاة طريقا

لا يســـــبقني في شفاعتـــكم غدا ــ ــ أحــــد فلســــت بحبكم مسـبوقا

يا ابـــن الثمانيـــة الأئمـة غربــوا ــ ــ وأبـــا الثلاثــة شرقوا تشريقا

إن المشـــــارق والمغــارب أنتم ــ ــ جــــاء الكتــــاب بذلكم تصديقا

بيان : ( الأرومة ) بالفتح الأصل ، و ( العقوة ) الساحة وم حول الدار ، و ( تغريب الثمانية ) لعله كناية عن وفاتهم ، كما أن تشريق الثلاثة كناية عن كونهم ظاهرين أو بمعرض الظهور ، والتغريب كناية عن سكناهم غالبا أو ولادتهم في بلاد الحجاز ويثرب ، وهي غربية بالنسبة إلى العراق فالتشريق ظاهر . 

بحار الإنوارج45ص322ب22ح7.

 

عن الهروي قال :

سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسى الرض عليه السلام قصيدتي التي أولها : 

مدارس آيات خلت من تلاوة ــ ــ ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي : 

خروج إمام لا محالة خارج ــ ــ يقوم على اسم الله والبركات

يميز فينا كل حق وباطل ــ ــ ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الامام ؟ ومتى يقوم ؟ 

فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الارض من الفساد ويملاها عدلا .

 فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاه عدلا كما ملئت جورا .

 وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت :

 ولقد حدثني أبي عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وآله قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟

فقال : مثله مثل الساعة ( لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً)الأعراف : 187.

 عيون أخبار الرضا ج 2 ص 265 و 266 ،كشف الغمة ج 2 ص 164 ، وهكذ تراه في إكمال الدين ج 2 ص 43 و 44 .. بحار الأنوارج45ص237ب17ح6.

وفي كفاية الطالب عن محمد بن عبد الله بن حمزة ، عن عمه الحسن ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي مثله . بحار الأنوار: جزء51ص145ب8ح4 ، هذا .

وهذا قسم من القصيدة المتعلق بظهور أمامنا الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف التي أنشدها دعبل رحمه الله أمام الإمام الرضا عليه السلام :

 

فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد ـــ ـــ تقـــطع قلبــي أثرهم قطعات

خروج إمـــام لا محـالـة خــارج ـــ ـــ يــقـوم على اسـم الله والبركات

يميز فينـا كـل حــق وبــاطل و ـــ ـــ يجزى على الإحسـان والنعمات

ويلعن فذ الناس في الناس كلهـم ـــ ـــ إذا ما دعـا ذاك ابن هـن وهنات

فيا نفسي طيبي ثم يا نفـس فاب ـــ ـــ شري فغيـر بعيد كل ما هـو آت

ولا تجزعي من مدة الحور إنني ـــ ـــ كأني بها قـــــد آذنـــت بشتات

فان قرب الرحمن من تلك مدتي ـــ ـــ وأخر في عمري ووقت وفات

شــفيت ولم اترك لنفسي ريـــبة ـــ ـــ ورويــت منـهم منصلي وقنات

* ــ وأنا خادمهم : خادم علوم آل محمد عليهم السلام جامع هذ الكتاب ومؤلفه الشيخ حسن جليل حردان الأنباري ، قد أضفت لهذا القسم من القصيدة نثرا منظوما وليس موزونا كالشعر ، ما يناسب زماننا الحاضر مشير لأهم أحداثه وواجبي فيها ، فإن أصبت فأرجو من سيد ومولاي الإمام الرضا عليه السلام أن يقبل مني كم قبل من دعبل ، وإن قصرت فأرجو أن يرفعني عنده بمنه  ـــ*

أخذ بثارات النبي وآله وشيعة لهم ـــ ـــ مـن ناصـب ظـالم لحقهم عات

طالب بذلك رضا الجبــار وعلـوه ـــ ـــ ومعتقـد بنصـرهـم فـوز نجات

ومدمــر لظلـم أمريكا وبني صـه ـــ ـــ يون وللعمـلاء أتباعهم وللنمات

وشانئ لكـل غاصب حق وأثــم وـــ ـــ كـل غاشـم لا يذعـن للنصفـات

ناصــر إمـام الحـق باســط العـدل ـــ ـــ بقية الله عنـده للجــور نقمـات

مذل فنـون الكـفر والظلـم ولأهـل ـــ ـــ الشـرك والنفـاق عنـده جولات

وللإسلام وأهـله كل عـــز وفخـر ـــ ـــ وخيـر أعده الرحمان للدولات

فيا رب ثبت إخلاصي للنبي وآله ـــ ـــ واكحــل ناظـري بآخـر ولات

ويا رب طيب وطهر روحي بهـم ـــ ـــ وأقـبــل عملي وزكـي صفات

 

 

 

حكم ومواعظ قصار عن الإمام الرضا عليه السلام

 

لكم يا طيبين : مواعظ الإمام ببليغ الكلام وقصار الحكم ، عن كتاب تحف العقول الشيخ الثقة الجليل الأقدم أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني رحمه الله في كتابه تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في باب ما روي عن الإمام الهمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، وذكره عنه العلامة محمد باقر المجلسي قدس الله سره في كتابه بحار الأنوار الجامعة  لدرر أخبار الأئمة الأطهار في الجزء 71 ، والجزء 78 ص 334في الباب 26 ح1 والمختص بمواعظ الرضا عليه السلام.

 

1 - قال الرضا عليه السلام :

لا يكون المؤمن مؤمنا : حتى تكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه صلى الله عليه وآله ، وسنة من وليه عليه السلام . فأما السنة من ربه فكتمان السر ، وأما السنة من نبيه صلى الله عليه وآله فمداراة الناس ، وأم السنة من وليه عليه السلام فالصبر في البأساء والضراء . 

2 - وقال عليه السلام : صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله . 

3 - وقال عليه السلام : ليس العبادة الصيام والصلاة ، وإنم العبادة كثرة التفكر في أمر الله . 

4 - وقال عليه السلام : من أخلاق الأنبياء التنظيف . 

5 - وقال عليه السلام : ثلاث من سنن المرسلين : العطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة . الإحفاء : القص . والطروقة : الجماع . وفى بعض النسخ  وإخفاء السر  . 

6 - وقال عليه السلام : لم يخنك الأمين ، ولكن ائتمنت الخائن . 

7 - وقال عليه السلام : إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم ، فأنفذ أمره وتمت إرادته . فإذا أنفذ أمره رد إلى كل ذي عقل عقله ، فيقول : كيف ذا ومن أين ذا .

 

8 - وقال عليه السلام : ما من شئ من الفضول إلا وهو يحتاج إلى الفضول من الكلام . 

9 - وقال عليه السلام : الأخ الأكبر بمنزلة الأب . 

10 - وسئل عليه السلام عن السفلة فقال : من كان له شيء يلهيه عن الله . 

11 - وكان عليه السلام : يترب الكتاب ، ويقول : لا بأس به ، وكان إذا أراد  أن يكتب تذكرات حوائجه كتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكر إن شاء الله ، ثم يكتب ما يريد .

 يترب أي يجعل عليه التراب ليجفه . ترب وأترب الشيء : جعل عليه التراب ، قيل الكتاب تتريب الكتاب علامة للتواضع ، وسيأتي معناه في بعض الفصول الآتية .

12 - وقال عليه السلام : إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنه ، وإذ كان غائبا فسمه . 

13 - وقال عليه السلام : صديق كل امرؤ عقله ، وعدوه جهله . 

14 - وقال عليه السلام : التودد إلى الناس نصف العقل . 

15 - وقال عليه السلام : لا يتم عقل امرؤ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال : 

الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ، ولا يمل من طلب العلم طول دهره ، الفقر في الله أحب إليه من الغنى ، والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه ، والخمول أشهى إليه من الشهرة.

 ثم قال عليه السلام : العاشرة وما العاشرة ، قيل له : م هي ؟ قال عليه السلام : لا يرى أحدا إلا قال : هو خير مني وأتقى .

 إنما الناس رجلان : رجل خير منه وأتقى ، ورجل شر منه وأدنى ، فإذا لقى الذي شر منه وأدنى قال : لعل خير هذا باطن وهو خير له ، وخيري ظاهر وهو شر لي . وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خيره ، و حسن ذكره ، وساد أهل زمانه . 

16 - وسأله رجل عن قول الله : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه (3) }الطلاق ؟

فقال عليه السلام : للتوكل درجات : منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك ، فما فعل بك كنت راضيا وتعلم أنه لم يألك خيرا ونظرا. وتعلم أن الحكم في ذلك له ، فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه . ومن ذلك الإيمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه وإلى أمنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها .

 ألا في الأمر : قصر وأبطأ وترك الجهد ومنه يقال :  لم يأل جهدا أي لم يقصر.

17 - وسأله أحمد بن نجم  : عن العجب الذي يفسد العمل ؟

 فقال عليه السلام : للعجب درجات : منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا . ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله ، ولله المنة عليه فيه . 

18 - قال الفضل قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام :

يونس بن عبد الرحمن يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب .

قال عليه السلام : لا ما أصاب ، إن الله يعطي الإيمان من يشاء فمنهم من يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مستودعا عنده ، فأما المستقر فالذي ل يسلبه الله ذلك أبدا ، وأما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه . 

19 - وقال صفوان بن يحيى : سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعباد فيها صنع ؟

قال عليه السلام : لا .

قلت : لهم فيها أجر ؟ قال عليه السلام : نعم طول عليهم بالمعرفة ، وتطول ـ امتن ـ عليهم بالصواب.

20 - وقال الفضيل بن يسار : سألت الرضا عليه السلام عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة ؟

 قال عليه السلام : هي والله مخلوقة – أراد خلق تقدير لا خلق تكوين - . 

ثم قال عليه السلام : إن الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة ، والتقوى أفضل من الإيمان بدرجة ، واليقين أفضل من الإيمان بدرجة ، ولم يعط بنو آدم أفضل من اليقين .

21 - وسئل عن خيار العباد ؟ فقال عليه السلام : الذين إذ أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبرو ، وإذا غضبوا عفوا . 

22 - وسئل عليه السلام : عن حد التوكل ؟ فقال عليه السلام : أن لا تخاف أحدا إلا الله. 

23 - وقال عليه السلام : من السنة إطعام الطعام عند التزويج . 

24 - وقال عليه السلام : الإيمان أربعة أركان :

 التوكل على الله ، والرضا بقضاء الله ، والتسليم لأمر الله ، والتفويض إلى الله ، وقال العبد الصالح ـ مؤمن آل فرعون  ـ : { وأفوض أمري إلى الله فوقاه الله سيئات ما مكروا (44) } غافر. 

25 - وقال عليه السلام : صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها ، وقال : في كتاب الله : {  ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى (266)} البقرة  . 

26 - وقال عليه السلام : إن من علامات الفقه : الحلم والعلم ، والصمت باب من أبواب الحكمة . إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير (حق ) . 

27 - وقال عليه السلام : إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله . 

28 - وقيل له : كيف أصبحت ؟ فقال عليه السلام : أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا تدري م يفعل بنا . 

29 - وقال عليه السلام : خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشيء من الدنيا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة في أرومته ـ أصله ـ ، والكرم في طباعه ، والرصانة في خلقه ، والنبل في نفسه ، والمخافة لربه . 

30 - وقال عليه السلام: ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهم عفوا. 

31 - وقال عليه السلام : السخي يأكل من طعام الناس ليأكلو من طعامه ، والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه . 

32 - وقال عليه السلام : إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دين كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله . 

33 - وقال عليه السلام : يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء : تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت . 

34 - وقال له معمر بن خلاد : عجل الله فرجك . فقال عليه السلام . يا معمر ذاك فرجكم أنتم ، فأما أنا فو الله ما هو إلا مزود فيه كف سويق مختوم بخاتم . 

35 - وقال عليه السلام : عونك للضعيف أفضل من الصدقة . 

36 - وقال عليه السلام : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه خصال ثلاث : التفقه في الدين . وحسن التقدير في المعيشة . والصبر على الرزايا . 

37 - وقال عليه السلام لأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري : يا داود إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله ، وإن لكم علينا حقا . فمن عرف حقنا وجب حقه ، ومن لم يعرف حقنا فلا حق له . 

38 - وحضر عليه السلام : يوما مجلس المأمون وذو الرآستين حاضر ، فتذاكروا الليل والنهار وأيهما خلق قبل صاحبه . فسأل ذو الرآستين الرضا عليه السلام عن ذلك ؟ 

فقال عليه السلام له : تحب أن أعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك ؟ فقال : أريده أولا من الحساب ، فقال عليه السلام : أليس تقولون : إن طالع الدنيا السرطان ، وإن الكواكب كانت في أشرافها ؟ قال : نعم .

قال : فزحل في الميزان ، والمشتري في السرطان ، والمريخ في الجدي ، والزهرة في الحوت ، والقمر في الثور ، والشمس في وسط السماء في الحمل ، وهذا لا يكون إلا نهارا . قال : نعم . قال : فمن كتاب الله ؟

 قال عليه السلام : قوله : { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار  أي أن النهار سبقه (40) } يس  . 

39 - قال علي بن شعيب : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فقال لي :  يا علي بن حسن ، من أحسن الناس معاشا ؟ قلت : يا سيدي أنت أعلم به مني . فقال عليه السلام : يا علي بن حسن معاش غيره في معاشه . 

يا علي من أسوء الناس معاشا ؟ قلت : أنت أعلم . قال : من لم يعش غيره  في معاشه .  

يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية ما نأت ـ بعدت ـ عن قوم فعادت إليهم . 

يا علي إن شر الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده . 

40 - وقال له عليه السلام : رجل في يوم الفطر : إني أفطرت اليوم على تمر وطين القبر . فقال عليه السلام : جمعت السنة والبركة . 

41 - وقال عليه السلام لأبي هاشم الجعفري : يا أبا هاشم العقل حباء ـ عطية ـ من الله ، والأدب كلفة ـ بالاكتساب والسعي ـ ، فمن تكلف الأدب قدر عليه ، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا . 

42 - وقال أحمد بن عمر والحسين بن يزيد : دخلنا على الرض عليه السلام فقلنا : إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغير فادع الله أن يرد ذلك إلينا ؟

فقال عليه السلام : أي شيء تريدون تكونون ملوكا ؟ أيسركم أن تكونوا مثل طاهر وهرثمة وإنكم على خلاف ما أنتم عليه ؟

فقلت : لا والله ما سرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه . 

فقال عليه السلام : إن الله يقول : { اعملوا آل داود شكر وقليل من عبادي الشكور (11) } سبأ ، أحسن الظن بالله ، فإن من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه ، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مئونته ونعم أهله ، وبصره الله داء الدنيا ودواءها ، وأخرجه منه سالما إلى دار السلام . 

43 - وقال له ابن السكيت : ما الحجة على الخلق اليوم ؟

 فقال عليه السلام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه . فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب .  

44 - وقال عليه السلام : لا يقبل الرجل يد الرجل فإن قبلة يده كالصلاة له  . 

وفي الكافي ج 2 ص 185 بإسناده عن رفاعة بن موسى عن أبى عبد الله عليه السلام 

قال : لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا يد رسول الله أو من أريد به رسول الله صلى الله عليه وآله . 

45 - وقال عليه السلام : قبلة الأم على الفم ، وقبلة الأخت على الخد ، وقبلة  الإمام بين عينيه . 

46 - وقال عليه السلام : ليس لبخيل راحة ، ولا لحسود لذة ، ولا لملوك وفاء ، ولا لكذوب مروءة .

انتهى ما نقل عن تحف العقول

47ـ سئل الرضا عليه السلام : عن طعم الخبز والماء ؟

فقال : طعم الماء طعم الحياة ، وطعم الخبز طعم العيش .

مناقب آل أبى طالب  ج 4 ص 353 . الأنوارج45ص99ب7ح15.

48ـ عن العباس بن المأمون ، عن أبيه قال :

قال لي علي بن موسى الرضا عليهما السلام ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الأيام علي ذوي الأدوات الكاملة ، واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على  أهل المعرفة .

أمالي الطوسي ج 2 ص 98 ، بحار الأنوارج71ص345ب26ح2.

 

49ـ عن محمد بن عبيدة قال : دخلت على الرضا عليه السلام فبعث إلى صالح بن سعيد فحضرنا جميعا فوعظنا ثم قال :

إن العابد من بني إسرائيل لم يكن عابدا حتى يصمت عشر سنين ، فإذا صمت عشر سنين كان عابدا ثم قال : قال أبو جعفر عليه السلام : كن خيرا ل شر معه ، كن ورقا لا شوك معه ، ولا تكن شوكا لا ورق معه ، وشرا لا خير معه ، ثم قال إن الله تعالى يبغض القيل والقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال .

 ثم قال : إن بني إسرائيل شددوا فشدد الله عليهم قال لهم موسى عليه السلام : اذبحوا بقرة ، قالوا : ما لونها ، فلم يزالوا شددوا حتى ذبحوا بقرة يملا جلدها ذهبا ـ لغلائها ـ.

 ثم قال : إن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : إن الحكماء ضيعوا الحكمة لما وضعوها عند غير أهلها .

بحار الأنوارج71ص345ب26ح3 عن الاستبصار.

 

عن فقه الرضا عليه السلام باب حق النفوس من باب الديات .

50ـ  سلوا ربكم : العافية في الدنيا والآخرة ، فإنه أروي عن العالم أنه قال :  العافية  : المُلك الخفي : إذا حضرت لم يؤبه ـ يلتفت ـ لها ، وإن غابت عرف فضلها.

 51ـ واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات :

ساعة لله لمناجاته ، وساعة لأمر المعاش ، وساعة لمعاشرة الأخوان الثقاة والذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن ، وساعة تخلون فيها للذاتكم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات : لا تحدثوا أنفسكم بالفقر ، ولا بطول العمر ، فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل ، ومن حدثها بطول العمر حرص ، اجعلوا لأنفسكم حظا من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال ، وما لم يثلم المروءة ولا سرف فيه ، واستعينوا بذلك 

على أمور الدنيا فإنه نروي : ليس منا من ترك دنياه لدينه ، ودينه لدنياه .

52ـ وتفقهوا في دين الله فإنه أروي : من لم يتفقه في دينه ما يخطئ أكثر مما يصيب ، فإن الفقه مفتاح البصيرة ، وتمام العبادة ، والسبب إلى المنازل الرفيعة ، وحاز المرء المرتبة الجليلة في الدين والدنيا ، فضل الفقيه على العباد كفضل الشمس على الكواكب ، ومن لم يتفقه في دينه لم يزك الله له عملا  . 

53ـ وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : لو وجدت شابا من شبان الشيعة لا يتفقه لضربته ضربة بالسيف .

وروي غيري عشرون سوطا ، وأنه قال :  تفقهوا وإلا أنتم أعراب جهال  . 

54ـ وروي أنه قال :  منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة الأنبياء في بني إسرائيل  . 

55ـ روي : أن الفقيه يستغفر له ملائكة السماء وأهل الأرض والوحش والطير وحيتان البحر 

56ـ وعليكم بالقصد في الغنى والفقر ، والبر من القليل والكثير ، فإن الله تبارك وتعالى يعظم شقة التمرة حتى يأتي يوم القيامة كجبل أحد . 

57ـ إياكم والحرص والحسد فإنهما أهلكا الأمم السالفة ، وإياكم والبخل فإنها عاهة لا تكون في حر ولا مؤمن ، إنها خلاف الإيمان .

58ـ عليكم بالتقية ، فإنه روي : من لا تقية له لا دين له  ، وروي  تارك التقية كافر  وروي  اتق حيث لا يتقى ، التقية دين منذ أول الدهر إلى آخره  وروي  أن أبا عبد الله عليه السلام كان يمضي يوما في أسواق المدينة وخلفه أبو الحسن موسى فجذب رجل ثوب أبي الحسن ثم قال له : من الشيخ فقال : لا أعرف تورية لم يقل لا أعرفه ـ . 

59ـ تزاوروا تحابوا وتصافحوا ولا تحاشموا فانه روي  المحتشم والمحتشم ـ المتغاضبان ـ في النار  .

60ـ لا تأكلوا الناس بآل محمد فإن التأكل بهم كفر .

61ـ لا تستقلوا قليل الرزق فتحرموا كثيرة .

62ـ عليكم في أموركم بالكتمان في أمور الدين والدنيا فإنه روي  أن الإذاعة كفر  وروي  المذيع والقاتل شريكان  وروي  ما تكتمه من عدوك فل يقف عليه وليك 

63ـ لا تغضبوا من الحق إذا صدعتم ، ولا تغرنكم الدنيا فإنه لا تصلح لكم كما لا تصلح لمن كان قبلكم ممن اطمأن إليها .

64ـ وروي : أن الدنيا سجن المؤمن ، والقبر بيته ، والجنة مأواه ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، والنار مأواه  . 

65ـ عليكم : بالصدق وإياكم والكذب فإنه لا يصلح إلا لأهله .

66ـ أكثروا من ذكر الموت فإنه أروي  أن ذكر الموت أفضل العبادة  .

67ـ وأكثروا من الصلاة على محمد وآله عليهم السلام والدعاء للمؤمنين والمؤمنات في آناء الليل والنهار فإن الصلاة على محمد وآله أفضل أعمال البر ، واحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم ، فإنه ليس شيء من الأعمال عند الله عز وجل بعد الفرائض أفضل من إدخال السرور على المؤمن . 

68ـ لا تدعوا العمل الصالح والاجتهاد في العبادة اتكالا على حب آل محمد عليهم السلام ،  لا تدعوا حب آل محمد عليهم السلام والتسليم لأمرهم اتكالا على العبادة ، فإنه لا يقبل أحدهما دون الآخر . 

69ـ واعلموا أن رأس طاعة الله سبحانه التسليم لما عقلناه ، وما لم نعقله ، فان رأس المعاصي الرد عليهم ، وإنما امتحن الله عز وجل الناس بطاعته لما عقلوه وما لم يعقلوه إيجابا للحجة وقطعا للشبهة .

70ـ واتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ، ولا يفوتنكم خير الدني فإن الآخرة لا تلحق ولا تنال إلا بالدنيا . 

بحار الأنوارج71ص346ب26ح4 .

 

وعن فقه الرضا عليه السلام أواخر باب مكارم الأخلاق .

71ـ نروي : أنظر إلى من هو دونك في المقدرة ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوجب الزيادة ، واعلم أن العمل الدائم  القليل على اليقين والبصيرة ، أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين والجهد ، واعلم  أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع ، ولا جهل أضر من العجب ، ولا تخاصم العلماء ولا تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم ـ تتركهم ـ .

72ـ ونروي : من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة  .

73ـ وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال : رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ، وأيم الله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا أعز ولما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء . 

74ـ وأروي عن العالم أنه قال :  عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الأمانة  وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله ، صلوا في عشائركم ، وصلوا أرحامكم ، وعودوا مرضاكم ، واحضروا جنائزكم ، كونو زينا ولا تكونوا شينا ، حببونا إلى الناس ، ولا تبغضونا ، جروا إلينا كل مودة ، وادفعوا عنا كل قبيح ، وما قيل فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فم نحن كذلك ، الحمد لله رب العالمين  . 

75ـ ويروى : أن رجلا قال للصادق السلام والرحمة عليه : ي ابن رسول الله فيم المروءة فقال : ألا يراك [ الله ] حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك . 

بحار الأنوارج71ص348ب26ح5 .

 

وفي كتاب كشف الغمة قال الآبي في نثر الدرر :

76ـ سئل الرضا عليه السلام عن صفة الزاهد ؟ 

فقال : متبلغ بدون قوته ، مستعد ليوم موته ، متبرم بحياته . 

77ـ وسئل عليه السلام عن القناعة فقال : القناعة تجتمع إلى صيانة النفس وعز القدر ،   وطرح مؤن الاستكثار ، والتعبد لأهل الدنيا ، ولا يسلك الطريق القناعة إلا رجلان إما متعلل ـ متعبد ـ يريد أجر الآخرة ، أو كريم متنزه عن لئام الناس . 

78ـ وامتنع عنده رجل من غسل اليد قبل الطعام ، فقال : اغسلها والغسلة الأولى لنا ،  وأما الثانية فلك ، فإن شئت فاتركها .

79ـ قال عليه السلام : في قول الله تعالى :  فاصفح الصفح الجميل غافر : 84  قال : عفو بغير عتاب .

80ـ وفي قوله تعالى : { خوفا وطمعا (13) } الرعد ، قال خوف للمسافر ، وطمعا للمقيم . 

بحار الأنوارج71ص349ب26ح6 عن كشف الغمة  ج 3 ص96،99 .

 

81ـ وقال عليه السلام : الأجل آفة الأمل ، والعرف ذخيرة الأبد ، والبر غنيمة الحازم ،  والتفريط مصيبة ذوي القدرة ، والبخل يمزق العرض ، والحب داعي المكاره ، وأجل الخلائق وأكرمها : اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقيق أمل الأمل ، وتصديق مخيلة الراجي ، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة يكثر الباكين بعد الوفاة .

بحار الأنوارج71ص356ب26ح12.

 

ومن تذكرة ابن حمدون قال عليه السلام:

82ـ وقال عليه السلام : لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراء البغي .

83ـ وقال : الناس  ظربان : بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد .  

بحار الأنوارج71ص349ب26ح7 عن كشف الغمة ج 3 ص 100 .

 

وذكر في كتاب الدرة الباهرة : قال الرضا عليه السلام :

 84ـ من شبه الله بخلقه فهو مشرك ، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر . 

85ـ وقال عليه السلام : من طلب الأمر من وجهه لم يزل فإن زل لم تخذ له الحيلة . 

86ـ وقال عليه السلام : الأنس يذهب المهابة ، والمسألة ـ المسكنة ـ مفتاح في البؤس . 

87ـ وأراد المأمون قتل رجل فقال له عليه السلام : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال عليه السلام :  إن الله لا يزيد بحسن العفو إلا عز ، فعفا عنه . 

88ـ وقال عليه السلام : اصحب السلطان بالحذر ، والصديق بالتواضع ، والعدو بالتحرز ،  والعامة بالبشر . 

89ـ وقال عليه السلام : المشيئة الاهتمام بالشيء ، والإرادة إتمام ذلك الشيء .

بحار الأنوارج71ص356ب26ح10 عن كتاب الدرة الباهرة.

 

90ـ عن أيوب بن نوح قال : قال الرضا عليه السلام :

سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء : من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه ، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه ، ومن أستحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه ، ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه ، ومن تعوذ بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهز بنفسه ، ومن ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه .

بحار الأنوارج71ص356ب26ح11 عن كنز الكراجكي ص 150.

 

91ـ وقال عليه السلام : الاسترسال بالأنس يذهب المهابة . 

92ـ وقال عليه السلام : من صدق الناس كرهوه . 

93ـ وقال عليه السلام للحسن بن سهل : وقد عزاه بموت ولده : التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة . 

94ـ وقال عليه السلام : إن للقلوب إقبالا وادبارا ونشاطا وفتور ، فإذا أقبلت بصرت  وفهمت ، وإذا أدبرت كلت وملت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطه ، واتركوها عند أدبارها وفتورها . 

 

في كتاب العدد القوية :ومن كتاب النزهة قال : مولينا الرض عليه السلام :

95ـ من كثرت محاسنه مدح بها واستغنى التمدح بذكرها .

 96ـ من لم تتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه وانتظر به أن يصلحه شر .

97ـ طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة .

98ـ لا يختلط بالسلطان في أول اضطراب الأمور ـ يعني أول المخالطة ـ .

99ـ كفاك من يريد نصحك بالنميمة ما يجد من سوء الحساب في العاقبة .

100ـ وقال عليه السلام : لا خير في المعروف إذا رخص .

101ـ وقال بعض أصحابه : روي لنا عن الصادق عليه السلام أنه قال :  لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين  فما معناه ؟

 قال : من زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى عباده فقد قال بالتفويض . قلت : يا ابن رسول الله والقائل به مشرك ؟ فقال : نعم .

ومن قال بالجبر فقد ظلم الله تعالى ، فقلت : يا ابن رسول الله فما أمر بين أمرين ؟  فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به ، وترك ما نهوا عنه .

102ـ وقال وقد قال له رجل : إن الله تعالى فوض إلى العباد أفعالهم ؟ فقال : هم أضعف من ذلك وأقل ، قال : فجبرهم ؟ قال : هو أعدل من ذلك وأجل ، قال : فكيف تقول ؟ قال : نقول : إن الله أمرهم ونهاهم وأقدرهم على م أمرهم به و نهاهم عنه . 

103ـ سأله عليه السلام الفضل بن الحسن بن سهل : الخلق مجبورون ؟ قال : الله أعدل من أن يجبر ويعذب ، قال : فمطلقون ؟ قال : الله أحكم أن يهمل عبده ويكله إلى نفسه . 

 

من كتاب الدر قال عليه السلام :

 104ـ اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم فلا تنفروه عنكم بمعاصيه بل استديموها بطاعته وشكره على نعمه وأياديه ، واعلموا أنكم لا تشكرون الله بشيء بعد الإيمان بالله ورسوله ، وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمد عليهم السلام أحب إليكم من معاونتكم لأخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنات ربهم فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله .

 105ـ من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم عقل .

 106ـ وصديق الجاهل في تعب ، وأفضل المال ما وقي به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق ، وإذ رضي لم يدخله رضاه في باطل ، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقه .

 107ـ الغوغاء قتلة الأنبياء ، والعامة اسم مشتق من العمى ، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال  بلهم أضل سبيلا  .

108ـ التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلته بقلب سليم ، لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه ، إن أتى إليه سيئة واراه بالحسنة ،  كاظم الغيظ ، عاف عن الناس ، والله يحب المحسنين .

 بحار الأنوارج71ص352ب26ح59.

109ـ عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه ، وفقير فخور .

عيون أخبار الرضا : ج 2 ص 28 . بحار الأنوار ج89 كتاب الزكاة .

110 – في عيون أخبار الرضا ص 198 بالأسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل المؤمن عند الله عز وجل كمثل ملك مقرب ، وإن المؤمن عند الله عز وجل أعظم من ذلك ، وليس شيء أحب إلى الله من مؤمن تائب ، أو مؤمنة تائبة .

بجار الأنوار ج6ب19 عفو الله وغفرانه.

ويا طيب : : إن للإمام كلمات وخطب واحتجاجات وتفسير لآيات القرآن الكريم وبيان لأحكام الشريعة وحدودها ، تتضمن من الكلام البليغ والحكم التي ل يسعها كتاب مختص بها ، فكيف بكتاب جمعنا في شيء مما وصل إلينا من سيرته وحياته عليه السلام .

وما ذكرناه : بعض الأقوال البليغة ومعاني الحكمة والتي صغر لفظها وكبر معناها ، وحددناه بمائة وعشر لتوافق عدد كلمة (( علي )) عليه السلام ، وإن ساعدنا التوفيق سوف نفرد كتاب في حكم الإمام علي بن موسى ( الرضا ) عليه وعلى آبائه آلاف التحية والصلاة والسلام ، أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ويغفر لنا ولكم ولوالدينا ولوالديكم إنه سمع عليم .

 

 

 

فهرس صحيفة الإمام :

يا طيب : أعلاه بعض البحوث من صحيفته ولكم مختصر لفهرسها :

 

مختصر فهرس صحيفة الإمام :

من موسوعة صحف الطيبين

صحيفة الإمام الرؤوف و أنيس النفوس العطوف أبو الحسن علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب عليهم السلام

فهرس صحيفة الإمام الرضا عليه السلام في 500 صفحة

الباب الأول : اسم الإمام الرضا ونسبه وولادته ومدة عمره :

الباب الثاني : زمان ومدة إمامة الإمام الرضا والنص عليه :

الباب الثالث : جهاد الإمام الرضا  لإبطال مذهب الطائفة الواقفية:

الباب الرابع : سعة علم الإمام الرضا وشموله وإقرار العلماء بفضله

الباب الخامس : الإمام الرضا يثبت إمامته في الكوفة والبصرة

الباب السادس : مكارم الإمام الرضا وشأنه المعجز بفضل الله عليه

الباب السابع : مواعظ الإمام الرضا ببليغ الكلام وقصار الحكم:

الباب الثامن : ما أنشد الإمام الرضا من الشعر في الحكم :

الباب التاسع : نتعلم من الإمام الرضا عبودية الله بإخلاص المتيقنين :

الباب العاشر : مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام وآدابه الحسنة

الباب الحادي عشر :  أحوال الإمام الرضا مع آله ومناط حبهم وفضله

الباب الثاني عشر : قصص للإمام الرضا مع صحبه والرواة عنه وشأنهم

www.alanbare.com/8/1

 

الفهرس المفصل لصحيفة الإمام :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين

 ولعنة الله الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

موسوعة صحف الطيبين في       أصول الدين وسيرة المعصومين

الجزء الأول من صحيفة الإمام الرضا عليه السلام 

مفصل فهرست محتويات صحيفة الإمام علي الرضا  بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب عليهم السلام

عنوان صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام :1-4

 المقدمة : الإمام الرضا عليه السلام فخر الحضارة الإسلامية :5

  الملاك الحقيقي لأحسن القصص في الحضارة والتأريخ :

أحسن القصص الإسلامية في حياة الإمام الرضا عليه السلام :

عملنا في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ومصادر أحاديثها :

 

الباب الأول

 اسم الإمام الرضا ونسبه وولادته ومدة عمره : 19

  اسم الأمام ونسبه عليه السلام :

كنية الإمام الكريمة وألقابه الشريفة :

العبرة والعضة في اسم الإمام الرضا وآله الطاهرين :

أم الإمام الرضا عليهما السلام وبعض أحوالها :

أسماء وألقاب أم الإمام الرضا عليهم السلام :

العبرة والعضة : في أسماء أمهات الأئمة :

أحوال تشرف أم الإمام بأبي الإمام  في المدينة المنورة :

ولادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام :

العبرة والعضة في تعدد الأقوال في مواليد الأئمة ووفياتهم :

كيفية ولادة الإمام عليه السلام :

وفات الإمام الرضا ومجمل ما عمر به الدنيا  : 41

 +

الباب الثاني

 زمان ومدة إمامة الإمام الرضا والنص عليه :43

  زمان إمامة الإمام الرضا عليه السلام ومدتها :

كلام طيب في معنى الإمامة وضرورتها  : 

الإشارة لإمامة علي بن موسى من جده الصادق :

النص على إمامة الإمام الرضا من أبيه عليهم السلام :

النص على الإمام الرضا في زمن ولادته وصباه :

النص على الإمام الرضا في زمن شبابه عليه السلام :

النص على الإمام الرضا في أواخر عمر أبيه والوصية له :

خلاصة البحث في الإمامة الخاصة للإمام الرضا عليه السلام : 72

 

+

الباب الثالث

 جهاد الإمام الرضا  لإبطال مذهب الطائفة الواقفية:75

البحث الأول: تعريف معنى الوالقفية وأسباب ظهورهم ومعتقداتهم

أولاً : تعريف معنى الوقف والطائفة الواقفة :

ثانيا : تحليل أسباب ظهور الطائفة الواقفة :

ثالثا : فرق الواقفة ومعتقداتهم وأقوالهم :77

البحث الثاني : تحذير الإمام الصادق والكاظم من الواقفية

 وأول من أظهر القول بالوقف :

أولا : الإمام الصادق يحذر من الواقفية قبل ظهورهم :

ثانيا: الأمام موسى الكاظم يحذر ممَن سيقف على إمامته:

ثالثاً : أول من أظهر الاعتقاد بالوقف وأسبابه :88

+

البحث الثالث

أدلة وفاة الإمام الكاظم وبطلان قول الواقفية96

أولا : الإمام الرضا يبين موت والده عليهم السلام :

ثانيا: كلام الشيخ الطوسي في وفاة الإمام الكاظم  :

البحث الرابع

بجهاد الإمام الرضا للواقفة رجع أغلبهم للحق ولُعن المبطلون :

وفي البحث طبقتان :100

الطبقة العليا : الإمام الرضا يُرجع بعض الواقفية  للهدى  للحق :

الأولى : مع داود الرق كل الأئمة قائمون بأمر الله :

الثانية : ثبات  البيزنطي بفضل الإمام الرضا  :

الثالثة : تصديق حسين بن عمر بإمامة الرضا :

الرابعة : جزم حسين بن بشار بإمامة الرضا :

الخامسة : شهادة عبد الله بن المغيرة بإمامة الرضا :

السادسة : محمد بن إسحاق بدعاء الإمام يرجع للحق :

سابعها : أسماء طائفة من المؤمنين الراجعون للحق :110

 الطبقة السفلى : الذين أصروا على المعصية فدخول النار:

الأولى: الإمام مع المغرور بفكره حسين بن مهران:

الثانية : مع أبن حمزة وابن السراج وابن المكاري:

الثالثة:بن أبي سعيد المكاري الذي أطفأ الله نوره :117

 البحث الخامس

الإمام الرضا وأبنائه يعرفون المؤمنين ضلال الواقفية ويلعنوهم

أولا : أسماء بعض الواقفة وسوء حالهم :

الأولى: رأس الواقفية البطائني وجماعته حمير مشركون:

الثانية : الخاسر للدارين احمد بن أبي بشر السراج :

الثالثة : موت حمزة بن بزيع على الزندقة :

الرابعة : الممطور قاسم القرشي الكاذب :

الخامسة:أعداء الله أبن حمزه وابن مهران وابن أبي سعيد:

ثانيا:الإمام يحذر من ضلال الوقفة وزندقتهم:

ثالثا : أهم آيات أهل الضلال تنطبق على الوقفة:

رابعا : الإمام الجواد يبين إن الواقفية نصاب وحمير :

خامسا : الإمام العسكري يجيز لعن الواقفية :128

 خاتمة : بحث الواقفية في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام فيه دروس إيمان ومواعظ وعبر .. تقديم :

 أولاً : سبب عقد باب الواقفة في صحيفة الإمام الرضا :

ثانياً: خبر كريم يعرفنا فضل المؤمنين بالإمام :

الثا : خسران الواقفة درس لكل من عاند أئمة الحق :

رابعا : دروس إيمان وإخلاص للمتعظ بحال الواقفة :133

 

 +

الباب الرابع

 سعة علم الإمام الرضاوشموله وإقرار العلماء بفضله139

  بحث عام في علم الإمام عليه السلام :

بعض الأقوال في سعة علم الإمام الرضا :

ما سأل الإمام الرضا عن شيء إلا علمه عليه السلام :

اليقطيني يجمع عن الإمام ثمانية عشر ألف مسألة :

جميع العلماء يقرون للإمام بالعلم والفضل :

الإمام شرفته تقوى الله وطاعته كآبائه الكرام فأيدهم سبحانه :

شرف الإمام لتقواه ولطاعته الله :

الإمام يخبر عن المحدث الذي يؤيدهم بأمر الله :

الإمام معلم العباد هدى الله والشاهد عليهم ولهم :

كلام للإمام في القضاء والقدر :

الإمام يعلم حكم الله حين عجز العلماء :

الإمام شأنه العدل والقسط في كل سيرته :

الإمام تعرض عليه أعمال شيعته :153

 

 +

الباب الخامس

 الإمام الرضا يثبت إمامته في الكوفة والبصرة 155

 الله يؤيد الإمام بكل ما يثبت إمامته وشرح مسألة طي الأرض :

الإمام الرضا يثبت إمامته في البصرة والكوفة

 

+

الباب السادس

 مكارم الإمام الرضا وشأنه المعجز بفضل الله عليه  179

بيان وأدلة لمعجزات الأئمة وسعة علمهم :

أحاديث مكرمات : الإمام الرضا وقصصه الحسنة :

المكرمة الأولى : الإمام يكرم الريان بن الصلت وفق نيته :

الثانية : الإمام يخبر الطاهري بزوال ما يهمه :

الثالثة : الإمام يعطي الماء لعبد الله القمي قبل طلبه :

الرابعة : الإمام يُعلم محمد بن جعفر الولاية لا تتم له :

الخامسة : الإمام يخبر بقتل المأمون للأمين :

السادسة : الإمام يخبر عن زمان قتل الأمين :

السابعة : الإمام يخبر البيزنطي بتفسير الآيات :

الثامنة : الإمام يخرج الماء لأصحابه :

التاسعة : الإمام يخبر ابن أبي كثير بإمامته :

العاشرة : الإمام يقضي دين الغفاري ويكرمه :

الحادية عشر : الإمام يخبر الحسن بن بزيغ بما يولد له :

الثانية عشر : الأمام يخبر أبن المغيرة بالهداية لدين الله :

الثالثة عشر : الإمام يخبر بقراءة الكتاب كما يريد صاحبه :

الرابعة عشر : الإمام الرضا عليه السلام يخبر عن عمره :

الخامسة عشر : الإمام يخبر أن عبد الله ليس بإمام :

السادسة عشر : الإمام يعطي للعباسي سؤله :

السابعة عشر : الإمام يخبر عن نزول المطر :

الثامنة عشر : الإمام يخبر عن تولد ولد صالح لمهران :

التاسعة عشر : الإمام يخبر الفضيل بشفائه من بعض مرضه :

العشرون : الإمام يخبر عن الدفتر في محمل :

الحادية والعشرون : الإمام يرشد المصري للخير :

الثانية والعشرون : الإمام يخبر عن تنعم الكرخي بأولاده :

الثالثة والعشرون : الإمام يأمر رجل بالوصية :

الرابعة والعشرون : الإمام يخبر بمسائل ابن الحسين الوشاء :

الخامسة والعشرون : الإمام يناجي الزهرائي :

السادسة والعشرون : الإمام يعلم الصيرفي السلامة :

السابعة والعشرون : الإمام يخبر بقتل هرثمة :

الثامنة والعشرون : الإمام يأخذ مصحفه المشروح الخاص :

التاسعة والعشرون : الإمام يخبر عن سبب موت الزبيري :

الثلاثون : الإمام يخبر إن السلاح عنده :

الحادية والثلاثون : الإمام يكرم بعض أصحابه بسبيكة :

 الثانية والثلاثون : الإمام يكشف عن ذهب :

الثالثة والثلاثون : الإمام يسيل الذهب من بين يديه :

الرابعة والثلاثون : الإمام يخبر عن حسن عاقبة عبد الله :

الخامسة والثلاثون : الإمام يخبر عن ثواب المرض :

السادسة والثلاثون : يخبر عن مولود وأسمه :

السابعة والثلاثون : الإمام يخبر أن الحمل ذكر وأنثا :

الثامنة والثلاثون : الإمام يخبر عن عدم رجوعه من خراسان :

التاسعة والثلاثون : يخبر أن الوشاء رأى رسول الله في المنام :

الأربعون : الإمام يبين إمامته بكلامه مع ابن لغزالة :

الحادية والأربعون : الإمام يدعو رجل لإمامته فيرجع الحق :

الثانية والأربعون : الإمام يخبر الفضل عن كيفية العمل بالهدية :

الثالثة والأربعون : الإمام يخبر عن مؤمن وصلاح حاله :

الرابعة والأربعون :الإمام يخبر عن علة قبوله ولاية العهد للمأمون :

الخامسة والأربعون : الإمام يعطي دعبل الخزاعي ما يحتاجه :

السادسة والأربعون : الإمام ينصح بن المسيب لكي لا يقتل :

السابعة والأربعون : الإمام من آل محمد أعطي ما أعطي داوود :

الثامنة والأربعون : الإمام يخبر الجعفري بمقام الإمامة :

التاسعة والأربعون : الإمام يخبر بموت البطائني وحاله :

الخمسون : الإمام يستبين شعر النبي من غيره :

الحادية والخمسون : الإمام يبني حوض في نيسابور فيُتبرك به :

الثانية والخمسون : الإمام يده تضيء :

الثالثة والخمسون : لإمام يصحح خواطر البزنطي :

الرابعة والخمسون : الإمام يدخل والريح ترفع له الستر :

الخامسة والخمسون : الإمام يخبر عن وفاته :

السادسة والخمسون : الإمام يكشف زينب الكذابة :

السابعة والخمسون : الإمام يخبر عن جواز لبس الملحم :

الثامنة والخمسون : الإمام يرد الجارية :

التاسعة والخمسون : الإمام يخبر عن جماع الصادق بوضوء :

الستون : الإمام الرضا يزوره الإمام الكاظم :

الحادية والستون : الإمام يعطي الماء للجعفري :

الثانية والستون : الإمام يبين إمامته للواقفية :

الثالثة والستون : الإمام يخبر بحلول أجل مؤمن والغفران له :

الرابعة والستون : الإمام يخبره سيعمر فيعش مئة :

الخامسة والستون : الإمام يخبره بالمسائل كأبيه :

السادسة والستون : الإمام يعلم باستشهاد والده :

السابعة والستون : الإمام تصله هدايا أبن أسباط :

الثامنة والستون : الإمام يعلمنا الإيمان وتسلم عليه الملائكة :

التاسعة والستون : الإمام أعلم من أهل اللغات بلغاتهم :

السبعون : الإمام يعرف لغة الحيوانات والطيور :

خاتمة الباب مكارم الإمام تعرفنا محل هدى الله وفضله : 243

 

 +

الباب السابع

 مواعظ الإمام الرضا ببليغ الكلام وقصار الحكم:247

 علمنا وعملنا بنور حكم وهدى الإمام الرضا عليه السلام :

نص أحاديث حكم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام :

 

+

الباب الثامن

 ما أنشد الإمام الرضا من الشعر في الحكم : 275

 أجمل الشعر وأعذبه برواية الإمام الرضا عليه السلام :

شعر في الأجل تمثل به الإمام الرضا عليه السلام :

الإمام يروي شعر في الحلم والجهل والصديق والسر :

الإمام عليه السلام يروي : أنى يكون وليس ذاك بكائن :

شعر في الأجل والإعذار والسخاء والزمان والاغترار والعفة:

الإمام ينشد شعر في الشيب :  286

 

+

الباب التاسع

 نتعلم من الإمام الرضا عبودية الله بإخلاص المتيقنين : 287

 مقدمة : الإمام يعبد لله بإخلاص المتيقنين :

البحث الأول : أحاديث الإمام تهبنا اليقين بعبودية لله :

أولا : معنى الإخلاص حتى اليقين وآثاره :

ثانياً: كيفية تحصيل إخلاص العبودية لله بالتفكر بأمره :

ثالثاً : بعض الأعمال العبادية الفكرية وآثارها وفضلها :

الأولى : الصلاة  وحدودها :

الثاني : قراءة القرآن المجيد في الصلاة وفضلها :

الثالث : فضيلة ذكر الله والصلاة على نبينا :

الرابع : فضيلة سجدة الشكر والأذكار فيها :

الخامس : فضل الدعاء والتحقق به :

البحث الثاني : حال الإمام الرضا في عبوديته لله :

قائد المأمون يصف عبادة الأمام عليه السلام :

صلاة الإمام وصومه وصدقته :

الإمام يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة :

الإمام لا يشرك بعبادة ربه أحداً :

الإمام يُعيّد بعض أصحابه ويدعوا له :

لدعاء الإمام يسقط حجر على بكار :

الإمام يدعوا على البرامكة :

الإمام يدعوا على المأمون :

كلام طيب نختم به الباب التاسع :333

 

+

 

الباب العاشر

 مكارم أخلاق الإمام الرضا عليه السلام وآدابه الحسنة 335

 معارف للإمام في الخلق الحسن وتطبيقه لآداب الدين.

البحث الأول :

  الإمام الرضا يعلمنا مكارم الأخلاق والآداب الحسنة.

الموضوع الأول : فضل مكارم الأخلاق : وفيه مطالب :

أولها : أحاديث عن الإمام الرضا في حُسن الخلق :

ثانيها :أحاديث عن الإمام الرضا في مكارم الأخلاق :

ثالثها :أحاديث عن الإمام الرضا في السخاء والمعروف :

الموضوع الثاني : تعاليم وأدعية للآداب الحسنة :

البحث الثاني :

  آداب الإمام الرضا العملية وخلقه الحسن :

أولاً : تجمل الإمام الرضا بخاتمه ونقشه :

ثانياً : تجمل الإمام الرضا بالعطر وتطيبه بالبخور :

ثالثاً : تجمل الإمام الرضا بلباسه وفرشه :

رابعاً : سيرت الإمام الرضا في بيته ومع حشمه :

خامساً : بعض أحاديث الإمام الرضا في الطعام والمائدة :

سادساً : الإمام الرضا وإطعامه الطعام لمواليه وضيفه وشيعته :

سابعاً : في كرم الإمام وتصدقه :

ثامنا : في المعاملة مع الأجير :

تاسعا : إخراج الإمام عليه السلام لحقوق ماله :

عاشرا : الإنفاق وطلب الرزق والظهور بالنعم :377

 

 +

الباب الحادي عشر

  أحوال الإمام الرضا مع آله ومناط حبهم وفضله381

 فيه بحثان :

البحث الأول : وجوب محبة آل الرضا بمقدار شأنهم معه . 

أولاً : أحاديث للإمام الرضا في إمامتهم وولايتهم :

ثانياً : أحاديث للإمام الرضا في حبهم وتوليهم  :

ثالثاً : في فضل شيعتهم ومن أخلص لهم المودة :

البحث الثاني : سيرة الإمام مع أهل بيته وعترته :

أولاً:  الأقوال في عدد أولاد الإمام وبناته وأسمائهم :

ثانياً : وصية الإمام الكاظم للإمام الرضا عليه السلام :

ثالثاً : حال الإمام الرضا مع أخوته :

إبراهيم أخوا الإمام يقر بتقدمه عليه  :

أخبار زيد أخوا الإمام :

أخبار أحمد أخو الإمام :

رابعا : أخبار أعمام  الإمام الرضا عليه السلام معه :

خامساً : أخبار الإمام مع أقاربه وعشيرته :

أخبار محمد من ولد الإمام الحسن :

أخبار جعفر العلوي من ولد الحسين والي المدينة :

أخبار محمد ابن إبراهيم بن طباطبا :

أخبار العباس من ولد العباس عله السلام :

أخبار عن بعض العلويين :

مسك الأخبار : معرفة علي من ولد الحسين والخضر بالرضا :429

 

+

الباب الثاني عشر

 قصص للإمام الرضا مع صحبه والرواة عنه وشأنهم433

  تمهيد : يعرف أهم بحوث الباب وسبب عقده :

البحث الأول :

معارف للإمام الرضا في تعليم الدين وتبليغه :

الموضوع الأول : ضرورة معرفة الإمام الحق ومعارفه الإلهية :

الموضوع الثاني : يجب أخذ هدى الله من أصحاب أئمة الحق :

الموضع الثالث : حرمة مخالفة أهل البيت ومن عادهم ضل :

البحث الثاني :

قصص للإمام الرضا مع أصحابه والرواة عنه تعرفنا شأنهم :

الموضوع الأول :

أحوال بعض أصحاب الإمام الرضا وشأنهم الكريم معه :

حسن الأنباري :

 أحمد البزنطي :

داود الرقي :

حسن الواسطي :

محمد بن أبي عباد :

عمران القمي :

أحمد الحلال :

محمد بن خالد :

 واصل مع الإمام :

محمد بن عيسى ويونس آل يقطين :

زكريا بن آدم :

معروف الكرخي :

الموضوع الثاني :

أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وتوثيقهم :

فهنا أقسام في التوثيق ومعارفه :

القسم الأول : توثيق يونس بن عبد الرحمن :

القسم الثاني : توثيق مختصر لبعض أصحاب الإمام الرضا :

أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني البزنطي :

أحمد بن محمد بن عيسى  الأحوص :

الحسن السراد :

حسين الأهوازي :

صفوان بن يحيى :

محمد بن أبي عمير :

يعقوب بن يزيد بن حماد الأنباري :

يونس بن يعقوب :

القسم الثالث : توثيق مختصر لخواص الإمام الرضا :

القسم الرابع : أسماء الثقاة وغيرهم من أصحاب الإمام الرضا :

ذكر من وثقه العلامة الحلي وقبل قوله ولم يجد فيه ذم :

المجهول الحال والمتروك والمتوقف به العلامة أو غيره :

الموضوع الثالث:

من أنكر الحق وعادا إمام زمانه فكان مذموما ملعونا:

القسم الأول : أسماء لطوائف من هجر الحق فضل : وهم :

الصائفة الأولى : الثقاة من الفطحية :

الطائفة الثانية : الواقفية :

الطائفة الثالثة : المذمومون والمتهمون بالغلو :

القسم الثاني : بعض قصص المنحرفين عن الحق :

هشام بن إبراهيم العباسي :

أحمد بن سابق نصر بن صباح :

محمد بن الفرات :

فارس بن حاتم القزويني :

زياد بن مروان القندي الأنباري :

الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني :

أحمد بن حنبل :

مِسك الصحيفة : نتيجة العلم الحق بالأعمال الصالحة :

أولاً : حكم وعبر ومواعظ في صحيفة الإمام الرضا :

ثانيا : مجلس للإمام الرضا يكرم به الطيبين :

ثالثا : معرفة الحق والعمل به لنكون من أهله :504

 

 فهرست صحيفة الإمام الرضا :               509 _ 522

 

 

محاضرة بمناسبة ميلاد الإمام الرضا عليه السلام  27ذيحجة 1428 هـ

 تم الكلام فيها مختصرا عن اسمه ونسبه ولقبه وكناه وعن ولادته وإمامته وعن علمه وأحواله مع الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد ودفاع الإمام عن المذهب الحق وولايته وإمامته وكانت المحاضرة في الليلة 11 / 11 ذي قعده / 1428

 ملحق كتابي مختص بالمحاضرة سماع المحاضرة بصيغة mp3

 

+

محاضرة في بيان حديث الإمامة وفضلها والإمام وخصائصه

عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو يشمل معارف كريمة

عن تعريف الإمامة والإمام وما لهما من الشأن الكريم من الله في عباده

 

اللهم أسألك بحق الإمام علي بن موسى الرضا وآله الطيبين الطاهرين

اسلك بي صراطهم المستقيم واجعلني معهم في كل هدى ونعيم

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن جليل حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

 

 

 

 

من وده وآله وتبعهم وزارهم عارفا بحقهم له من الله رضا

 

معنى رضا القبول والمحبة للعطاء :

رِضّا : ضدُّ السَّخَطِ ، رضا به حبه قبله أختاره فرح مسرور به مستحسن له ، ضد سخطه ومقته وكرهه غاضب عليه محزون به ماقت له ، من تبع الإمام الرضا وآله عليهم السلام له من الله تعالى الرضا والمحبة فيجعله من الصالحين ويصلح له كل أموره ، ورضي له الجنة وأرضاه بعطائه ، وجزاه الله كل نعيم دائم وخير أبدي وسعادة تامة وجمال وكمال حسن بهي سني ، لحبه لأولياء الله الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار وطاعتهم ، وأنه رضيهم أئمة وولاة لأمر لهداه ، وعبد الله بما تعلم منهم وشكرهم حين زارهم وسلم وصلى عليهم وتوجه لله عندهم واستغفره عندهم وطلب الإخلاص له بهدى صراطهم المستقيم ، فرضي الله عنه فجعلها تحت رعايته وعنايته ومدده لكل ما يصلح شأنه ويحسن حاله معه ، وبما يوصله لكل خير وبركة ، ورضى عن الله عطائه وثوابه وغفرانه والجنة ونعيمها .

رضا : رَضِّيَ رَضو رَضى فعل ثلاثي لازم متعد بحرف رَضيتُ أَرْضَى اِرْضَ ، مصدر رِضىً رِضْوانٌ مَرْضاةٌ ، و رَضيَ بـ ، رضِيَ على ، رضِيَ عن يَرضَى ،  ارْضَ رِضًا ورِضًى ورُضوانًا ورِضوانًا ورِضاءً ، فهو راضٍ ورَضٍ ورَضِيّ ، والمفعول مَرْضُوّ ومَرْضِيّ ، فهو راضٍ والجمع رُضاة ، وهو رَضِيٌّ والجمع أرْضِيَاءُ ، وهو رَضٍ و الجمع رَضُون ،وهي رَضِيَة ، والشيءُ مَرْضِيٌّ ورضِيٌّ .

رضِي  الله عنه : عبارة تعقب أسماء الصحابة وذوي المكانة الدينية أو فاعل خير ، بِنَفْسٍ رَضِيَّةٍ عَنْ طِيبِ خاطِرٍ ، رَضِيَهُ له رآه أهلاً له ، و رضي منه كذا اكتفى به ، رضِيه صديقًا ، رضِي به صديقًا ، رضِي عليه صديقً ، رضِي عنه اختاره وقبِله َحبَّه ، رضِي بحكم الله سلَّم واقتنع ، رضِي بما آتاه اللهُ قنَع ، رَضِي فلانٌ فلانةً زوجةً له اختارها ورآها أَهْلاً له مناسِبة له ، و أَرْضاهُ‏ أَعطاهُ ما يُرْضِيهِ‏ ، و تَرضَّاهُ‏ طَلَبَ‏ رِضاهُ‏ بحمدٍ ؛ و تَرضَّاهُ‏ أَرْضاهُ‏ بَعْدَ جهدٍ ، و رَضِيتُ‏ به‏ رِضًا اخْتَرْته ، و رَضِيهُ‏ لهذا الأَمْرِ رآهُ أَهْلًا له ، فهو مَرْضُيٌ مَرْضُوٌّ ‏، بضمِّ الضَّادِ ، و ارْتَضاهُ‏ لصُحْبَتِهِ و خِدْمَتِهِ‏ اخْتارَهُ و رآهُ أَهْلًا ، و تراضَياهُ‏ وَقَعَ به‏ التَّراضِي‏ ومنه الحديث : إنَّما البَيْعُ عن‏ تَراضٍ ، وقوله تعالى : { إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ‏ } أَي أَظْهَرَ كلُّ واحِدٍ منهم‏ الرِّضا بصاحِبِه و رَضِيةُ ، و اسْتَرْضاهُ طَلَبَ إليه أَنْ‏ يُرْضِيَهُ‏ ، طَلَبَ رِضاهُ مُوافَقَتَهُ اِسْتِحْسانَهُ ، رِضا  النَّاسِ غايَةٌ لا تُدْرَكُ ، نَزَعَ مِنْهُ مالاً مِنْ دونِ رِضاهُ .

رَضِيتُ‏ بالله ربا .. : قنعت به و لا أطلب معه غيره إلا ما أحبه ورضيه.

رِضا  النَّفْسِ : اِطْمِئْنانُ النّفْسِ ، عَنْ رِضىً بِطيبِ خاطِرٍ أَيْ تَعْبيرٌ عَنِ الْمُوافقَةِ والارْتِياحِ ، نظَر بعين  الرِّضا  قَبِل الشيءَ عن طيب نَفْس .

الرِّضا : هو القبول والحب بما ساقه إليه القضاء والقدر ، وهو نهاية التوكُّل وقبول كلّ شيء عما آتاه الله تعالى من خير أو بلاء .

سريعُ : الرِّضا و الغضب ، ذو طبع حسَّاس .

رِضْوانَ : خازِنُ الجنَّةِ ، رِضْوان‏ جَبَلٌ‏ ؛ و رَضْوَى‏ جبل بالمدينة ، وبَلَدٌ.

و المُرْتَضَى ‏: لَقَبُ أَميرِ المُؤْمِنين عليِّ بنِ أَبي‏ طالِبٍ عَلَيْهِ‏ السَّلَامُ‏ .

و الرَّضَويُّون‏ : أَوْلادُ عليِ‏ الرِّضاعَلَيْهِ‏ السَّلَامُ‏ مِن العَلَويِّين ؛ و أَيْضاً أَهْلُ مَشْهد الرِّضا عَلَيْهِ‏ السَّلَامُ‏ .

و الشَّرِيفُ‏ الرَّضِيّ‏ : هو محمدُ بنُ الحَسَنِ المُوسَوِيُّ مؤلف نهج البلاغة ، و أَخُوه الشَّرِيفُ‏ المُرْتَضى‏ مرجع الشيعة بعد المفيد وقبل الطوسي رحمهم الله .

 

 

رضا الله والرضا عنه :

يا طيب : رضا الله تعالى في طاعته وترك معصيته ، ولا يتم إل بمعرفة هدى الله ممن أوجب الله طاعتهم ومودتهم وجعلهم هداة للصراط المستقيم وكرمهم برضاه ، وقد عرفنا الله سبحانه بهم بأنه تعالى طهرهم وطيبهم وصدقهم وأمر بالصلاة والسلام عليهم والاستغفار عندهم ، وهم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وبيانه :

يا طيب : إن نبي الرحمة كذبته قريش والعرب وبعد جهد جهيد وقول بإحسان ودعوة بالحكمة والموعظة الحسنة حتى قنع به ورضي بالإسلام دينا قسما كبير منهم ، وبعضهم دخل الإسلام ولم يرضه قلبا وإنما خوف حد السيف أو فوات الغنائم ، وكانوا يؤذي النبي الأكرم قسم من المنافقين حتى أنزل فيهم سورة كاملة وأكثر من ثلاثمائة آية ، وأمر الله نبيه بالصبر والثبات على تبليغ هداه حتى يفتح الله له ، فقال له تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي  لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ

وَاصْبِرْ حَتَّىَ  يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109) } يونس .

وقال الله تعالى : لسيد المرسلين أنه إن بلغ هدى الله صابر وعبده بما علمه مخلصا ، سوف يرضيه ، فقال : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ  وَأَطْرَافَ النَّهَارِ

 لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } طه .

بل الله وعد نبيه بأنه سوف يرضيه فقال له :

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) ... وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)  } الضحى .

والنبي الأكرم : عاش في بيت عمه أبو طالب أبو الإمام علي 17 سبعة عشر سنة ، حتى تزوج خديجة فأغناه الله بمالها ، وليس له أحد إلا بنته فاطمة وبعلها وزوجها علي بن أبي طالب وذريته الحسن والحسين وأولادهم صلى الله عليهم وسلم ، فهو يكن لهم النبي أشد الرضا والحب والمودة ويرضا لهم كل خير وأشد النعيم ، وهو نعيم الولاية لأمر الله والخلافة له والوصاية على دين الله وتبليغ هداه والمحافظة عليه ، ولذا الله كرمه بهم وطهرهم معه وأزال عنهم كل شك وشرك وشبه ، بل مخلصين له الدين وأمرنا بالصلاة والسلام عليهم والتسليم لهم معه في آية الصلاة عليه ، وبهذا علما وعملا جعل الله كمال دينه وتمام نعمته ورضاه سبحانه بالإسلام هدى يتعبد به ، حين يتبع الثقلين القرآن والعترة ، فأمر الله نبيه في يوم الغدير أن يقيم علي أبن أبي طالب ولي للدين بعده وخليفته ثم آله بعده ، فكرمه الله بأن يعرف العباد حديث الثقلين القرآن والعترة وأنهم من تمسك بهم لن يضل في خطبة يوم الغدير ، وأنزل الله بإن رضاه بمبايعة ومتابعة علي بن أبي طالب والحسن والحسين وآلهم المعصومين بعده ، فأنزل سبحانه :

{  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وَرَضِيتُ لَكُمُ

الإِسْلاَمَ  دِينًا (3) } المائدة .

والله سبحانه : كما كرم النبي لخالص العبودية ، كرمه بتوفيق علي بن أبي طالب عليه السلام لأشد العبودية والإخلاص له وعرفه في كثير من الآيات بأنه صادق مخلص وأنه نفس النبي كما في آية المباهلة ، وفي آية الإنفاق بالله والنهار والسر والعلن ، وعرفه بالولاية في آية إنما وليكم الله ورسوله ... والذين يؤتون الزكاة وهم راكعون ، وفي آية رجال صدقوا فيما عاهدوا الله عليه وهي نزلت في غزوة الخندق عندما قتل صنديد الأحزاب عمرو بن ود ، حتى قال النبي الأكرم ضربت علي يوم الخندق تساوي عبادة الثقلين ، وغيرها من الأحاديث الكثيرة ، وأفضل آية بعد آية كمال الدين والمباهلة ، هي قول الله في حق علي بن أبي طالب حين بات في فراش النبي حين هاجر ، وهي قوله تعالى :

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء

 مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)  } البقرة .

فالرضا من الله تعالى : حقا حين يكون المؤمن قد تبع من رضيه الله ، وهم سيد المرسلين وسيد الوصيين والأولياء علي بن أبي طالب وآلهم الطيبين الطاهرين ، فهم هدى الدين علما وعملا وخلقا وصفاتا ، فعندها من تعلم منهم وأطاعهم وعبد الله بهدى تعاليمهم ، يرضى الله عبوديته له بما تعلم وعمل ، ويكون بحق حصل على رضوان الله لأنه تبع من رضي لهم أئمة وولاة وهداة له ، ولذا قال الله تعالى :

{ أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ

كَمَن بَاء  بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)

 هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ  (163) } آل عمران .

فيا طيب : بما عرفت تعرف أن من تبع النبي وآله فقد فاز برضوان الله لأنه تبع الصادقين وهم آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، لأنه حقيقة رضا الله بهم وبما علموه وهدوا له ، وإلا من يتبع من غصب حقهم ومن خالفهم ولم يطعهم ولم يأخذهم أئمة هدى وهم الصادقون والله أمر بإتباع الصادقين ، وقد عرفت أن الله أنزل في يوم المباهلة تصديقهم وبيوم الخندق بغزوة الأحزاب قوله تعالى :

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُو تَبْدِيلًا ( 23)} الأحزاب ، ويوم الأحزاب لم تكن حرب إلا مبارزة علي عليه السلام ، فهو الرجل الصادق المعاهد على الوفاء بنصر النبي والثبات على دينه ، كما جاء بالحديث عنه أنه تعاهد هو وعتبة بن الحارث بن عم النبي وأبن عمه وحمزة عمه وجعفر أخيه أن لم يسلموا النبي أبدا ، وهم قضوا نحبهم  وهو كان باقي بعدهم ، فشرى بنفسه رضى الله فرضيه الله وهو رضوانه كما عرفت ، ومن يرضى به و بآله أئمة هدى وعبد الله مخلصا بتعاليمهم فهو ممن يرجى له رضا الله ، ورضا الله تعالى ، هو الفوز العظيم والغاية الكبرى والأمل الحسن التام الكامل البهي وبه النور والحياة الأبدية الخالدة السعيد ، ولذا قال الله تعالى : { قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا

 رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) } المائدة .

وقال الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُو آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ  أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } المجادلة .

ويا طيب : بهذا تعرف إن الصادق من تبع الصادقين الذين رض الله عنهم ، فله الرضا الأكبر والفوز العظيم من الله ، وهذا غاية الخلقة ونهاية كمال النعيم والسعادة للإنسان ، وإلا فمن لم يتبع هدى المنعم عليهم بالصراط المستقيم وتبع مخالفهم تقليدا لسلفه فله السخط من الله والغضب لأنه تبع من أضله متعمد ، وحب من ظلم من رضيهم الله قاصد وباغي متجبر ، والسلام على من أتبع الهدى ، وأسأل الله لي ولكم رضا الله ونعيمه التام حتى يجعلنا مع النبي وآله في أعلى أعليين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

آيات أهل رضا الله :

يا طيب : إن رضا الله تعالى هو ثوابه ونعيمه للمؤمنين ، كم أن سخطه هو عقابه وعذابه للكافرين والمنافقين والمشركين والضالين متعمدين بعد أن قامت عليهم الحجة ، وإن رضاه تعالى لا يعني أنه يتغير حاله ووضعه وتبين عليه آثار وعوارض خاصه ، لأن التغير والتبدل والزيادة والنقصان من صفات المخلوقين وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وتقدس عنه سبحانه .

ويا طيب : جاءت أحاديث كثيرة تعرفنا أن رضا الله تعالى يتم بمتابعة أولياءه المصطفين الطيبين الطاهرين ، المنعم عليهم بهدى الصراط المستقيم ، وعبوديته بتعاليمهم مخلصين له الدين ، وإلا كما عرف التعلم ممن خالفهم فضلا عمن حاربهم فهو فيه السخط والغضب من الله تعالى ، وبهذا المعنى جاءت أحاديث كثيرة منه :

عن ابن عباس رضي الله عنه‏ : في قوله تعالى‏ : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)} البقرة.

قال : نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام حين بات على فراش رسول الله حيث طلبه المشركون.

وعن ابن عباس رضي الله عنه‏ قال‏ : في علي بن أبي طالب‏ عليه السلام لما انطلق النبي صلى الله عليه وآله إل الغار فأنامه النبي في مكانه ، و ألبسه برده ، فجاءت قريش تريد أن تقتل النبي .

فجعلوا : يرمون عليا و هم يرون أنه النبي ، و قد ألبسه النبي برده ، فجعل يتضور ، فنظروا فإذا هو علي ، فقالوا : إنك لنائم ، ولو  كان صاحبك ما تضور ، لقد استنكرنا ذلك منك.

تفسير فرات الكوفي ص65ح31 ، 33.

و قوله‏ تعالى : { وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي‏ نَفْسَهُ‏ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ‏ }

قال : ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، و معنى يشري‏ نفسه‏ أي يبذل .

 و قوله‏ تعالى : { ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً } .

قال : في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .

تفسير القمي ج1ص71 البقرة الآيات 207 الى 217 .

 

وفي حديث طويل عن الإمام علي عليه السلام ناشد في المهاجرين والأنصار في زمن عثمان ، فمنه : ....

قال : أنشدكم الله ، أ تعلمون أن الله عز و جل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية ، و إني لم يسبقني إلى الله عز و جل و إلى رسوله أحد من هذه الأمة ، قالوا : اللهم نعم .

قال : فأنشدكم الله ، أ تعلمون حيث نزلت : { وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏ (100) } التوبة . وَ { السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (10) } الواقعة .

 سئل : عنها رسول الله ؟

فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء و أوصيائهم فأن أفضل أنبياء الله و رسله و علي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم أ تعلمون حيث نزلت‏ : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ (59) } النساء .

 و حيث نزلت‏ : { إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ (55) } المائدة .

و حيث نزلت‏ :  { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّ يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ لَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً (16) } التوبة .

 قال الناس : يا رسول الله خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ، فأمر الله عز و جل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسر لهم من الولاية ، م فسر لهم من صلاتهم و زكاتهم و صومهم و حجهم .

فنصبني للناس : بغدير خم ، ثم خطب و قال :

أيها الناس : إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري ، و ظننت أن الناس تكذبني‏ ، فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ، ثم أمر فنودي ب الصلاة جامعة ، ثم خطب فقال :

أيها الناس : أ تعلمون أن الله عز و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين ، و أنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : قم يا علي ، فقمت .

فقال : من كنت مولاه فعلي هذا مولاه ، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه .

فقام سلمان فقال : يا رسول الله ولاء كما ذا ؟ فقال : ولاء كولايتي‏ ، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه .

فأنزل الله تعالى ذكره‏ :

 { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

 وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وَ رَضِيتُ لَكُمُ‏ الْإِسْلامَ‏ دِيناً (3) } المائدة ، فكبر النبي صلى الله عليه وآله و قال :

الله أكبر : تمام نبوتي‏ ، و تمام دين الله ولاية علي بعدي .

فقام : أبو بكر و عمر ، فقالا : يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي ؟ قال : بلى فيه ، و في أوصيائي إلى يوم القيامة .

قالا : يا رسول الله بينهم لنا ؟

قال : علي أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمتي و ولي كل مؤمن بعدي .

ثم ابني الحسن : ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد .

القرآن معهم : و هم مع القرآن ، لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي .

فقالوا كلهم : اللهم نعم ، قد سمعنا ذلك ، و شهدنا كما قلت سواء .

و قال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت‏ و لم نحفظه كله و هؤلاء الذين حفظوا أخيارنا و أفاضلنا .

فقال عليه السلام : صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ .

أنشد الله : من حفظ ذلك من رسول الله ، لما قام فأخبر به .

فقام : زيد بن أرقم ، و البراء بن عازب‏ ، و أبو ذر و المقداد و عمار ، فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول النبي ، و هو قائم على المنبر و أنت إلى جنبه ، و هو يقول :

يا أيها الناس : إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم و القائم فيكم بعدي ، و وصيي و خليفتي و الذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرنه بطاعته و طاعتي ، و أمركم فيه بولايته و إني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق و تكذيبهم ، فأوعدني‏ لتبلغنها أو ليعذبنني .

أيها الناس : إن الله أمركم في كتابه بالصلاة ، فقد بينته لكم ، و بالزكاة و الصوم و الحج فبينتها لكم و فسرتها .

و أمركم بالولاية : و إني أشهدكم أنها لهذا خاصة ، و وضع يده‏  على علي بن أبي طالب ، ثم لابنيه بعده ، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن و لا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي .

أيها الناس : قد بينت لكم مفزعكم بعدي ، و إمامكم بعدي ، و وليكم و هاديكم .

و هو أخي : علي بن أبي طالب ، و هو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم و أطيعوه في جميع أموركم ، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه و حكمته ، فسلوه و تعلموا منه ، و من أوصيائه بعده ، و لا تعلموهم و لا تتقدموهم و لا تخلفو عنهم .

فإنهم : مع الحق و الحق معهم لا يزايلونه و لا يزايلهم ، ثم جلسوا.......

كتاب سليم بن قيس الهلالي ج2ص643ح11 .

يا طيب : عرفت بهذا إن الإمام علي وآله عين رضا الله تعالى ، ولك المزيد :

 

 

أحاديث الرضا للمرتضى :

يا طيب : عرفت في البحوث السابقة ، آيات الرضا من الله للنبي وآله وبالخصوص لأمير المؤمنين وآهل الطيبين الطاهرين بل ولشيعتهم ومن يتمسك بهم ، ولكم يا طيبين بعض أحاديث الرضا ، وقد عرفت أن رضا رسول الله هو رضا الله ، وإن رسول الله في الأحاديث الآتية يترضا بها أمير المؤمنين ، والشيعة إن والوهم بحق إلا يرضون أن يكونون معهم ، نعم ، تدبر الأحاديث الآتية :

 

عن عكرمة صاحب ابن عباس قال : لما حج معاوية نزل المدينة فاستؤذن لسعد بن أبي وقاص عليه ، فقال لجلسائه: إذا أذنت لسعد و جلس ، فخذوا من علي بن أبي طالب ، فأذن له ، و جلس معه على السرير .

قال : و شتم القوم أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فانسكبت عينا سعد بالبكاء.

 فقال له معاوية : ما يبكيك يا سعد ، أ تبكي أن يشتم قاتل أخيك عثمان بن عفان .

قال : و الله ما أملك البكاء ، خرجنا من مكة مهاجرين حتى نزلن هذا المسجد يعني مسجد الرسول ، و كان فيه مبيتنا و مقيلنا ، إذ أخرجنا منه و ترك علي بن أبي طالب فيه ، فاشتد ذلك علينا و هبنا نبي الله  أن نذكر ذلك له .

 فأتينا عائشة فقلنا : يا أم المؤمنين ، إن لنا صحبة مثل صحبة علي ، و هجرة مثل هجرته ، و إنا قد أخرجنا من المسجد و ترك فيه ، فلا ندري من سخط من الله ، أو من غضب من رسول الله ، فاذكري له ذلك فإنا نهابه ، فذكرت ذلك لرسول الله .

فقال لها : يا عائشة ، لا و الله ما أنا أخرجتهم ، و لا أن أسكنته ، بل الله أخرجهم و أسكنه .

و غزونا خيبر : فانهزم عنها من انهزم .

فقال نبي الله صلى الله عليه و آله :

 لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله، فدعاه و هو أرمد ، فتفل في عينه ، و أعطاه الراية ، ففتح الله له.

و غزونا تبوك : مع رسول الله ، فودع علي النبي على ثنية الوداع ، و بكى .

فقال له النبي صلى الله عليه و آله : ما يبكيك ؟

فقال : كيف لا أبكي و لم أتخلف عنك في غزاة منذ بعثك الله تعالى ، فما بالك تخلفني في هذه الغزاة .

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :

 أَ مَا تَرْضَى‏ يَا عَلِيُّ

أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ؟

فقال علي عليه السلام:

 بَلْ رَضِيتُ.

الأمالي ص171م6ح287- 39 .

 

وعن محمد : بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه، عن جده قال :

قال رسول الله : لعلي :

  أَ مَا تَرْضَى

أنك خير أمتي في الدنيا و الآخرة، ، و أنك أخي و وارثي.

المسترشد ص290ح105 .انظر المعجم الكبير للطّبرانيّ ج 1، ص 319 رقم الحديث: 949. و المستدرك للحاكم النّيسابوريّ ج 3 ص 14.

 

عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام قال :

شكوت : إلى رسول الله ص حسد من يحسدني ، فقال : يا علي :

أَ مَا تَرْضَى‏ :

 أَنَّ أَوَّلَ أَرْبَعَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَنَا وَ أَنْتَ ، وَ ذَرَارِيُّنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا .

 وَ شِيعَتُنَا : عَنْ أَيْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا .

الخصال ج1ص254ح128.

ويا طيب : إن من يحبهم يدعى معهم ، ألا ترضا ؟ فصبرا بني الكرام .

 

وعن محمّد بن سليمان الكوفيّ : في حديث المؤاخاة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 أمّا ترضى : يا عليّ ، أن أكون أخاك ؟

قال ابن عمر: و كان عليّ جلدا شجاعا .

 قال: بلى يا رسول اللّه .

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

أنت أخي : في الدّنيا و الآخرة.

 في المناقب ج 1 ص 319 .عن  ناصح، عن زكريا، عن أنس، قال : اتكأ النبي صلى الله عليه و آله على علي عليه السلام فقال :

 يَا عَلِيُّ :

 أَ مَا تَرْضَى

 أَنْ تَكُونَ أَخِي وَ أَكُونَ‏ أَخَاكَ‏ ، و تكون وليي و وصيي و وارثي ، تدخل رابع أربعة الجنة: أنا و أنت و الحسن و الحسين و ذريتنا خلف ظهورنا، و من تبعنا من أمتنا عن أيمانهم و شمائلهم .

قال: بلى يا رسول الله .

الأمالي  للطوسي ص332م12ح666- 6 .

اللهم رضا برضا : إنا رضينا بهم أئمة وسادة وقادة فارضنا لهم إن على كل شيء قدير ، ويا طيب من رضوا عنه بتوفيق الله رضا عنه الله تعالى ، فتابع البحث .

 

يا طيب : وهذا حديث فيه زيارة تشرح معنى أنهم رضا الله ومن يزورهم ويسلم عليهم في رضا الله تعالى :

عن علي بن حسان عن‏ الإمام الرضا عليه السلام قال : سئل أبي عن إتيان قبر الحسين عليه السلام فقال : صلوا في المساجد حوله ، و يجزئ في المواضع كلها ، أن تقول :

 السَّلَامُ : عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَ أَصْفِيَائِهِ ، السَّلَامُ عَلَى أُمَنَاءِ اللَّهِ ، وَ أَحِبَّائِهِ السَّلَامُ عَلَى أَنْصَارِ اللَّهِ وَ خُلَفَائِهِ ، السَّلَامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى مَسَاكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى مُظَاهِرِي أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ ، السَّلَامُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ .

السَّلَامُ : عَلَى الْمُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ‏ .

السَّلَامُ : عَلَى الْمُمَحَّصِينَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى الْأَدِلَّاءِ عَلَى اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ ، وَ مَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ ، وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ , وَ مَنْ تَخَلَّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى مِنَ اللَّهِ .

أُشْهِدُ اللَّهَ : أَنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ ، وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

هذا يجزئ : في الزيارات كلها ، و تكثر من الصلاة على محمد و آله ، و تسمي واحدا واحدا بأسمائهم ، و تبرأ إلى الله من أعدائهم ، و تختار لنفسك من الدعاء ما أحببت و للمؤمنين و المؤمنات .

الكافي ج4ص579ح2 باب القول عند قبر أبي الحسن موسى و أبي جعفر الثاني وما يجزئ من القول عند كلهم عليهم السلام .

ويا طيب : بهذا نعرف أنه بهم نعرف عظمة الله وهداه بحق المعرفة ، فهم لهم رضا الله ولمن تبعهم .

عن صندل : عن سورة بن كليب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

 يا سورة : كيف حججت العام ؟

قال : قلت : استقرضت حجتي، و الله إني لأعلم أن الله تعالى سيقضيها عني ، و ما كان أعظم حجتي إلا شوقا إليك ، بعد المغفرة ، و إلى حديثك .

قال : أما حجتك فقد قضاها الله من عندي ، ثم رفع  مصلى تحته، فأخرج دنانير، و عد عشرين دينارا ، و قال: هذه حجتك.

 و عد : عشرين دينارا، و قال: هذه معونة لك ، تكفيك حتى تموت .

قلت : جعلت فداك، أخبرني ، أن أجلي قد دنا ؟

قَالَ: يَا سُورَةُ :

 أَ مَا تَرْضَى‏ :

أَنْ تَكُونَ مَعَنَا وَ مَعَ إِخْوَانِكَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ؟! قلت : نعم .

قال صندل : فما لبث إلا بقية الشهر حتى مات‏.

دلائل الإمامة ص257ح185/ 21 .

 

 

أحاديث الحشر مع المرضيين :

يا طيب : هذه عدة أحاديث تثبتنا على الرضا عن الله بما أختار لنا من الأئمة المرضيين ، وتخرج الإنسان من الإيمان المستعار ، فأحفظ وداوم عليه أو على واحد منها على الأقل :

 

قال الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال:

 رَضِيتُ‏ : بِاللَّهِ‏ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَ بِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِيَاءَ .

كان حقا : على الله ، أن يرضيه يوم القيامة.

بشارة المصطفى ص192 .

 

أو تقول بعد كل صلاة فريضة :

 رَضِيتُ‏ : بِاللَّهِ‏ رَبّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَبِيّاً ، وَ بِعَلِيٍّ إِمَاماً ، وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ مُحَمَّدٍ ، وَ جَعْفَرٍ ، وَ مُوسَى ، وَ عَلِيٍّ ، وَ مُحَمَّدٍ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ الْحَسَنِ ، وَ مُحَمَّدٍ الْخَلَفِ الصَّالِحِ ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّةً وَ سَادَةً وَ قَادَةً ، بِهِمْ أَتَوَلَّى وَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ أَتَبَرَّأُ .

المصباح للكفعمي ص25ف5 .

وعن محمد بن سليمان الديلمي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ، فقلت له : جعلت فداك إن شيعتك تقول :

 إن الإيمان مستقر و مستودع‏ .

 فعلمني شيئا : إذا أنا قلته ، استكملت الإيمان ؟

قال قل : في دبر كل صلاة فريضة .

رَضِيتُ‏ : بِاللَّهِ‏ رَبّاً ، وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً ، وَ بِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً ، وَ بِعَلِيٍّ وَلِيّاً وَ إِمَاماً ، وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .

اللَّهُمَّ : إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً ، فَارْضَنِي لَهُمْ‏ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.

تهذيب الأحكام ج‏2ص109ب8 ح412- 180 .

 

أو نقول :

اللَّهُمَّ : تَوَفَّنِي عَلَى الْإِيمَانِ بِكَ ، وَ التَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَ الْوَلَايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَ الِائْتِمَامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدِ ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذَلِكَ يَا رَبِّ .

أَصْبَحْتُ : عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ ، وَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ ، وَ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ، وَ دِينِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .

اللَّهُمَّ : أَحْيِنِي مَا أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ ، وَ تَوَفَّنِي عَلَيْهِ‏، وَ ابْعَثْنِي عَلَيْهِ إِذَا بَعَثْتَنِي ، وَ اجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، لَا أَقَلَ‏ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

رَضِيتُ‏ : بِاللَّهِ‏ رَبّاً ، وَ بِالْإِسْلَامِ دِيناً ، وَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ نَبِيّاً ، وَ بِالْقُرْآنِ كِتَاباً ، وَ بِعَلِيٍّ إِمَاماً ، وَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ‏ ، وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، وَ الْخَلَفِ الصَّالِحِ‏ ، أَئِمَّةً وَ سَادَةً وَ قَادَةً .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْهُمْ أَئِمَّتِي وَ قَادَتِي فِي الدُّنْيَ وَ الْآخِرَةِ .

 اللَّهُمَّ : أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ ، وَ أَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ ، وَ فِي كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ ، وَ فِي كُلِّ عَافِيَةٍ وَ بَلَاءٍ ، وَ فِي الْمَشَاهِدِ كُلِّهَ وَ لَا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً لَا ، أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ .

فَإِنِّي بِذَلِكَ رَاضٍ يَا رَب‏ .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج1ص206 .

 

رضا الله للمؤمنين في الجنة :

يا طيب : كلنا نطلب رضا الله وهو ثوابه ، وعرفته أنه يتم بطاعته بصراط من أنعم عليهم بهدى الصرط المستقيم ، وإلا من خالفهم وأتباعه لا حظ له معهم ، ولذا :

قال الإمام علي عليه السلام في حديث طويل يخاطب كميل بن زياد رحمه الله ومنه .... : يا كميل ، إن كلا يصير إلى الآخرة ، و الذي نرغب فيه منها رِضَا اللَّهِ‏ ، وَ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ الَّتِي يُورِثُهَا مَنْ كانَ تَقِيًّا .

يا كميل : من لا يسكن الجنة ، فبشره بعذاب أليم‏ و خزي مقيم .

يا كميل : أنا أحمد الله على توفيقه و على كل حال ، إذا شئت فقم .

تحف العقول ص175 .

ويا طيب : عرفنا إن من يطيع الله تعالى  بهدى من رضيهم هداة لدينه وصدقهم ، يكون ختامته الجنة وهي غاية المؤمنين المتقين والمخلصين والموقنين وكل عباد الله المسلمين ، لكن عرفت شرطها بموالاة أولياء الله ، فلننظر رضا الله تعالى في الجنة وبعض نعيمها :

عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال : إذا صار أهل الجنة في الجنة ، و دخل ولي الله إلى جناته و مساكنه ، و اتكأ كل مؤمن منهم‏ على أريكته ، حفته خدامه ، و تهدلت‏  عليه الثمار ، و تفجرت حوله العيون ، و جرت من تحته الأنهار ، و بسطت له الزرابي ، و صففت له النمارق‏ ، و أتته الخدام- بما شاءت شهوته من قبل أن يسألهم ذلك .

 قال عليه السلام : و يخرج عليهم الحور العين من الجنان ، فيمكثون بذلك ما شاء الله .

ثم إن الجبار : يشرف عليهم ، فيقول لهم : أوليائي و أهل طاعتي و سكان جنتي في جواري ، ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه ؟

 فيقولون : ربنا و أي شيء خير مما نحن فيه ، نحن فيما اشتهت أنفسنا و لذت أعيننا من النعم في جوار الكريم . قال: فيعود عليهم‏ القول ، فيقولون : ربنا نعم ، فأتنا بخير مما نحن فيه .

 فيقول لهم تبارك و تعالى :

رضاي عنكم :

و محبتي لكم

 خير و أعظم مما أنتم فيه .

 قال : فيقولون : نعم يا ربنا

رضاك عنا و محبتك لنا ، خير لنا و أطيب لأنفسنا ، ثم قرأ علي بن الحسين ع هذه الآية  { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها- وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ

وَ رِضْوانٌ‏ مِنَ‏ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏ (72) } التوبة .

تفسير العياشي ج2ص96ح88 .  تهدلت الثمرة : تدلت أي تعلقت و استرسلت قربهم ، الزرابي جمع الزربية : الفرش و البساط ذو الخمل . و روي عن المؤرج أنه قال في قوله تعالى :{ وَ زَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } قال زرابي النبت: إذا اصفر و احمر و فيه خضرة، و قد ازرب ، فلما رأوا الألوان في البسط و الفرش شبهوها بزرابي النبت. و النمارق : الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون و فتحها .

 

 

بيعة الرضوان للمرتضى :

يا طيب : تكلمنا عن رضا الله عن أهل البيت ومن أخلص الود لهم وأطاعه بهداهم ، ولعله يخطر ، للبعض أن كل من بايع رسول الله تحت الشجرة ويقال لها بيعة الرضوان ، يدخل في رضا الله لتصريحه برضا الله عن المؤمنين المبايعين له ، والله قبل من المؤمنين البيعة المخلصين الود له ويطيعوه بكل ما أمرهم ، أم من ينقلب وينكث بعده أو أنه كان منافق يتربص الدوائر بالنبي حين البيعة فليس له رضا من الله تعالى ، وإن ممن كان في بيعة الرضوان أنقلب على النبي وآله وحرمهم حقهم بالولاية ونكث بيعة الغدير ، بل بعد بيعة الرضوان لما فر وهرب في غزوة حنين ، بل وفي غزوة خيبر ، وخص الله علي بن أبي طالب بالثبات ومن أقر له بالولاية ، والحديث في بيان هذا المعنى كثير ، ولكن نختصر بما يناسب فنذكر شرط الله في بيعة الرضوان ، وشيء من الآيات والمعارف التي تبين حقيقة بيعة الرضوان ولمن هي :

قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَ يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ

فَمَن نَّكَثَ

فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ

 وَمَنْ أَوْفَى بِمَا  عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرً عَظِيمًا (10) .....

لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ

فَعَلِمَ مَا فِي  قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) } الفتح .

يا طيب : الله سبحانه رضى عن المؤمنين دون المنافقين والناكثين بالفرار وخلافة سيد المرسلين بدون ، ثم عرف الله إن من رضي عنه أنزل عليه السكينة والثبات ، وإن المؤمن مخصوص بالسكينة لا يفر ، وهذا مصداقه غزوة حنين إذ فر المسلمون إلا علي والنبي وجماعة من بني هاشم ، وهو قوله تعالى :

{ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ  فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ

إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا

 وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ

 ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25)

 ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا  وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (26) } التوبة .

فالمؤمن صاحب السكينة : مع رسول الله هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، لأنه ثبت في هذه الغزوة ، والأول والثاني والثالث وغيرهم هربا مع من هرب ، فلم يثبتوا فنكثوا وتخلفوا عن العهد والسكينة لمن رضي الله عنه.

كما أنه كان بعد بيعة الرضوان : كان فتح خيبر ، والنبي أعطى الراية الأول والثاني ورجعوا يثبط بعضهم بعض ويخوفه فلم يفتح الله لهم ، وفتحه علي بن أبي طالب حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

وقال المفيد رحمه الله : وغيره الكثير عامة وغاصة ما معناه : لما كان في يوم خيبر من انهزام من انهزم ، و قد أهل لجليل المقام بحمل الراية ، فكان بانهزام من نصب نفسه خليفة أول بعد الرسول ، من الفساد ما لا خفاء به على الألباء ، ثم أعطي صاحبه الراية الثاني بعده فكان من انهزامه مثل الذي سلف من الأول ، و خيف في‏ ذلك على الإسلام و شأنه ما كان من الرجلين في الانهزام ، فأكبر ذلك رسول الله ، و أظهر النكير له و المساءة به .

ثُمَّ قَالَ : مُعْلِناً لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلً يُحِبُّهُ‏ اللَّهُ‏ وَ رَسُولُهُ وَ يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ كَرَّاراً غَيْرَ فَرَّارٍ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ.

فَأَعْطَاهَا : أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ‏ .

الإرشاد ج‏1ص64 .

 

ويا طيب : عرف الله أنه هناك من ينقلب ويخرج من رضا الله إلى سخط الله بعد وفاة الرسول فقال سبحانه : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ  انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) } آل عمران .

وهذا كله : يعرفنا أن صاحب بيعة الرضا من فتح الله عليه في خيبر حيث أخبر الله تعالى في بيعة الرضوان ، والتي كان بعدها فتح خيبر على يد علي بن أبي طالب دون من هرب ولم يفلح حين أخذ الراية وجاء منهزما كالأول والثاني في خيبر ومن كان تحت أمرتهم ، وكذا في حنين وهروبهم ، الفتح بالآيات والسكينة هي لعلي بن أبي طالب بعد النبي دون غيره .

كما أن انقلابهم : أوضح من الشمس ، حيث أقصوا أمير المؤمنين عن خلافة بعد أن عرفه النبي في كثير من المواقف وبالخصوص في غدير خم ، بل مهدو لمن يحاربه بعدهم ويقتل آل النبي وسلطوه على المسلمين ، ولذا كنا نؤكد بأن من خالف النبي وآله الثقلين في أي واحد منهم أمير المؤمنين أو الحسن والحسين وحاربهم ، ومن مهد لهم وغصب حقهم فليس له رضا من لله بل لمن تبع وأعان ونصر النبي وآله وكان معهم ، فضلا  آيات كثيرة كالمباهلة والتطهير وآيات الولاية والإمامة وغيرها .

ويا طيب : ما ذكرنا من معارف الرضا ورضا الله ببركة الكلام عن الإمام الرضا عليه السلام لقليل ، ويبقى كلام كثير في معاني الرضا بالقضاء والقدر ، وكيف تكون القناعة والرضا عنها وأحوالها ، ولا يسعها هذا المختصر ، ولكن بالتدبر في حياة الأئمة عليهم السلام تعرف معنى الرضا عن الله والرضا بقضائه وقدره عندهم وفي تعالميهم ، فتعرف لا رضا لله إلا بمتابعتهم والتعبد له بما علموه من هدى الله تعالى .

 

 

أحاديث في الرضا عن الله :

يا طيب وهذا بعض الأحاديث في رضا الله :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏ المؤمن إذا تاب و ندم فتح الله عليه في الدنيا و الآخرة ألف باب من الرحمة و يصبح و يمسي على رضا الله‏ .

جامع الأخبار للشعيري ص87ف45 .

 

و روي‏ : أن رجلا كتب إلى الحسين بن علي عليه السلام : ي سيدي أخبرني بخير الدنيا و الآخرة ؟

فكتب إليه‏ : بسم الله الرحمن الرحيم‏ ، فإنه من طلب رض الله‏ بسخط الناس كفاه الله أمور الناس ، و من طلب رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، و السلام.

روضة الواعظين ج2ص443 .

 

وقال الإمام علي في غرر الحكم :

رضا الله‏ سبحانه مقرون بطاعته . رضا الله‏ سبحانه أقرب غاية تدرك . في رضا الله‏ غاية المطلوب . من طلب رضا الله‏ بسخط الناس رد الله ذامه من الناس حامدا. إن التقوى منته رضا الله‏ من عباده و حاجته من خلقه فاتقوا الله الذي ان أسررتم علمه و ان أعلنتم كتبه . توخ رض الله‏ و توق سخطه و زعزع قلبك بخوفه. تحر رضا الله‏ برضاك بقدره. تحر رضا الله‏ و تجنب سخطه فإنه لا يد لك بنقمته و لا غناء بك عن مغفرته و لا ملجأ لك منه إلا اليه. علامة رضا الله‏ سبحانه عن العبد رضاه بما قضى به سبحانه له و عليه. ملاك الخواتم ما أسفر عن رضا الله‏ سبحانه .

 

و عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل‏ : { ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَ كَرِهُو رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ‏ (28) } محمد .

قال : كرهوا عليا عليه السلام .

 و كان علي : رضا الله‏ و رضا رسوله ، أمر الله بولايته يوم بدر ، و يوم حنين ، و ببطن نخلة ، و يوم التروية ، نزلت فيه اثنتان و عشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله  عن المسجد الحرام ، و بالجحفة و بخم .

تأويل الآيات الظاهرة فص 569 سورة محمد آية 28 .

 

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخل النبي ص على فاطمة و عليها كساء من جلد الإبل و هي تطحن، فدمعت عيناه- فقال: يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة.

قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ : { وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى‏ } .

شواهد التنزيل ج2ص445ح14، 15- 1110 .

ويا طيب : وجاء في تفسيرها هي الشفاعة ، وأن النبي لا يرضى أن يدخل من أهل بيته ومن تبعهم النار ، بل رضاه لهم بالجنة وعرفت الأحاديث في هذ المعنى ، وإنه ليرضى بأن من ظلمهم يدخل النار وبالخصوص من حارب فاطمة الزهراء ومنعه حقها وبعلها وغصبه خلافة رسول الله ، وحاربه في الجمل وصفين والنهروان وحارب الحسن والحسين ومن تبعهم ، ولا يرضا بمن ظلمهم مهما كان فضلا عمن خالفهم ولم يعبد الله بهداهم ، والله تعالى ، قال :

 

خطبة الإمام الحسين عليه السلام أثناء توجهه إلى العراق‏ :

ثم قام خطيبا فقال : الحمد لله ، و ما شاء الله‏ ، و لا قوة إلا بالله‏ ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، و ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، و خير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني و أوصالي يتقطعه عسلان‏ ( ذئاب) الفلوات بين النواويس و كربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا ، و أجربة سغبا (جائعة ) لا محيص عن يوم خط بالقلم .

رِضَى اللَّهِ : رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ .

 نصبر على بلائه : و يوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته‏ ، و هي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه و ينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته و موطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل فإني راحل مصبح إن شاء الله‏ .

مثير الأحزان ص41.

 

عن ابن سنان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ، إن أباك كان يقول في الحج ، يحسب له بكل درهم أنفقه ألف . فما لمن : ينفق في المسير إلى أبيك الحسين عليه السلام ؟

 فقال : يا ابن سنان ، يحسب له بالدرهم ألف و ألف ، حتى عد عشرة ، و يرفع له من الدرجات مثلها .

 وَ رِضَا اللَّهِ‏ : خَيْرٌ لَهُ ، وَ دُعَاءُ مُحَمَّدٍ ، وَ دُعَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ عليهم السلام ، خَيْرٌ لَهُ.

بحار الأنوار ج98ص50ب8ح1

يا طيب : بهذا عرفنا أن رضا الله مقرون بطاعة من رضى الله عنهم وعرفنا رضاه عن النبي وآله في كثير من الآيات والأحاديث عن رسوله نصا قطاع وتلويحا وتأويلا وتفسيرا بما لا مجال للشك في رضاه عنهم وعمن عبده بما علموه من الهدى ، وأن سخطه على من خالفهم فضلا عم قاتلهم ، وإن الإنسان يحشر مع من يحب ، ومن حب قوما كان معهم وشاركهم في علمهم وأعمالهم .

وأسأل الله الرضا : لكم ولنا ، وأن يجعلنا مع النبي وآله في أعلى مقام الرضا عنده ، فإنه أرحم الراحمين .

 

 

*****

 

 

وبشارة من مبشر و بشير ومن تركهم ناكر ونكير له رضا

لأن من طاعوا آل النبي أهتدوا مو مثل الي گلوبهم ملويه

 

معنى رضّا دقا وكسرا :

رضا : رَضَّا دقا وكسرا وفتا ونعنا ، و رضَّ فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتحِ لاتّصالِه بألفِ الاثنينِ ( منكر ونكير ) ، والألفُ ألف الاثنين ضميرٌ متّصلٌ مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ رفعٍ فاعلٌ ، فمنكر ونكير لمن لم يقر بإمامة وولاية آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، فيحاسب في القبر ويضرب ضربة يخرج لبنه من منخريه ويفتح له باب إلى النار ، ومبشر وبشير يحاسبان المؤمن حقا فيبشرانه بالجنة والرضوان  .

رضّ : رضض رضرض فعل الرض مثناه رَضَّا ، رَضَّ رضض رَضَضْتُ يَرُضّ ارْضُضْ رُضَّ  رَضًّا فهو راضّ ، والمفعول مرضوض ورَضيض ، رضَّ  الشَّيءَ كسرَه دقَّه وضربه بشدة ، الرَّضّ‏: الدَّقّ ، و رَضَضْتُ‏ عِظامَه كسَرتها، و ارْتضّتْ‏ تكسّرت ، و رضَّ الشَّيءَ كسرَه دقَّه وضربه رضض رض : دَقَّها وَطَحَنَه طَحْناً خَشِناً جَريشاً ، و الرَّضْرَاضُ ما دق من الحصى و رُضَاضُ الشيء بالضم فتاته وكل شيء كسرته فقد رَضْرَضْتَهُ ـ و الرَّضْراضةُ : حِجارة تَرَضْرَضُ‏ على وجه الأَرض أَي تتحرّك و لا تَلْبَثُ، أَي تتكسّر، ؛ و رُضاضُ‏ الشيء: فُتاتُه ، و الماء يجري على‏ الرَّضراض‏ و هو الحصى الصغار، و الحصى يترضرض عن أخفافهنّ وحوافر الخيل ، رضه بالعراقي نعن اعظامه ضربة دقه دگه ، ومن المجاز سمعت ما نزل بك فَفَتَّ كَبِدي ورضَّ عظامي .

 

 

 

 ناكر ونكير رضا ضلوع الملوي :

يا طيب : ذكرت عدة روايات وكلها تصب في معنى واحد ، في أن الميت حين يفرد في قبره يأتياه ملكان ، وحسب حاله وإيمانه وشدته ، أو حسب كفره وشركه ونفاقه وشدته ، فإما بأحسن صورة وبجمال فائق أو دونه فيلطفان به ويسألانه عن إيمانه بالله ورسوله وعن الإمام في زمانه وعن ماله وكسبه وإنفاقه ، كما أنه تحيط به أعماله فإما تساعده وتعينه أو تسلمه و تكون وبال عليه ، وعلى كل حال فإن أجاب الملكان بحق وصدق فيفتحان له باب إلى الجنة البرزخ ، وينقل بروحه وببدن مناسب لذلك العالم ويمرح في حضائر جنته ومقامتها حسب شدة الإيمان وأعماله ، أو لا يستطيع الجواب وليتلجلج لسانه فلا تفتحت عقدة لسانه بالحق فيضرباه ضربة شديدة يتعذب به و يفتح له باب إلى نار البرزخ وينتقل بروحه لعذابها ، كما وقبل هذا تفاصيل في كيفية الموت تبحث بالمعاد.

ويا طيب : وحينها يسمى ملكي السؤال للمؤمن مُبَشِّرٌ و بُشَيْرٌ لأنهما يشرانه بالجنة ونعيمها ونجاته من كل سوء وضر وشر ، وللكافر وأمثاله يسمى ملكي سؤالهم مُنْكَرٌ وَ نَكِيرٌ  ، أو  نَاكِرٌ وَ نَكِيرٌ  لأنه كان منكر للحق وأهله وناكر لفضل لله ونعيم هداه ، فيسمعاه منكر من القول ويضربانه ضربة تنعنع عظامه وترضرضها وإن كان شديد الكفر أو النفاق و ناصبي فيشتعل قبره نار ويعذب بها إلى يوم القيام ، وتفاصيل البحث واسعة تبحث بالمعاد ولا يسعها هذا المختصر ، ولكن نذكر بعض الأحاديث .

قال أبو عبد الله الشيخ المفيد رضي الله عنه : جاءت الآثار الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله ، أن الملائكة تنزل‏ على المقبورين فتسألهم عن أديانهم ، و ألفاظ الأخبار بذلك متقاربة ، فمنها :

أن ملكين لله تعالى : يقال لهما ناكر و نكير ، ينزلان على الميت فيسألانه عن ربه و نبيه و دينه و إمامه ، فإن أجاب بالحق سلموه إلى ملائكة النعيم ، و إن ارتج‏ ( أي استغلق عليه الكلام ولم يستطع الإجابة ) عليه سلموه إلى ملائكة العذاب .

و قيل‏ في بعض الأخبار :

إن اسمي الملكين : اللذين ينزلان على الكافر ، ناكر و نكير .

و اسمي الملكين : اللذين ينزلان على المؤمن ، مبشر و بشير.

و قيل : إنه إنما سمي ملكا الكافر ناكرا و نكيرا ، لأنه ينكر الحق ، و ينكر ما يأتيانه به و يكرهه .

و سمي : ملكا المؤمن مبشرا و بشيرا ، لأنهما يبشرانه بالنعيم ، و يبشرانه من الله تعالى بالرضا و الثواب المقيم .

و أن هذين الاسمين : ليسا بلقب‏ لهما ، و إنهما عبارة عن فعلهم ....

 و قد قلنا فيما سلف : إنه إنما ينزل الملكان على من محض الإيمان محضا ، أو محض الكفر محضا ، و من سوى هذين فيلهى عنه‏ ..

و ليس ينزل الملكان : إلا على حي ، و لا يسألان إلا من يفهم المساءلة و يعرف معناها ، و هذا يدل على أن الله تعالى يحيي العبد بعد موته للمساءلة ، و يديم حياته لنعيم إن كان يستحقه ، أو لعذاب إن كان يستحقه ، نعوذ بالله من سخطه و نسأله التوفيق لما يرضيه برحمته‏ .

تصحيح اعتقادات الإمامية ص 99 .

 

وعن سيعد بن المسيب عن الإمام علي بن الحسين عليه السلام في خطبة له : أيها الناس : اتقوا الله و اعلموا أنكم‏ إليه ترجعون ، فتجد كل نفس‏ م عملت‏ في هذه الدنيا من خير محضرا ، و ما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمد بعيدا ، و يحذركم الله نفسه‏ .

ويحك يا ابن آدم : الغافل ، و ليس بمغفول عنه .

يا ابن آدم : إن أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك‏ ، و يوشك أن يدركك ، و كأن قد أوفيت أجلك و قبض الملك روحك ، و صرت إلى قبرك وحيد .

فرد إليك : فيه روحك ، وَ اقْتَحَمَ عَلَيْكَ فِيهِ مَلَكَانِ :

 نَاكِرٌ وَ نَكِيرٌ

 لمساءلتك و شديد امتحانك .

 ألا و إن أول ما يسألانك : عن ربك الذي كنت تعبده ، و عن نبيك الذي أرسل إليك ، و عن دينك الذي كنت تدين به ، و عن كتابك الذي كنت تتلوه ، و عن إمامك الذي كنت تتولاه ، ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته ، و مالك من أين اكتسبته ، و فيما أنت أنفقته ، فخذ حذرك و انظر لنفسك .

 و أعد الجواب : قبل الامتحان و المساءلة و الاختبار .

فإن تك مؤمنا : عارفا بدينك ، متبعا للصادقين ، مواليا لأولياء الله ، لقاك الله حجتك و أنطق لسانك‏ بالصواب و أحسنت الجواب ، وَ بُشِّرْتَ بِالرِّضْوَانِ وَ الْجَنَّةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ اسْتَقْبَلَتْكَ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّيْحَانِ .

و إن لم تكن كذلك : تَلَجْلَجَ لِسَانُكَ ، وَ دَحَضَتْ حُجَّتُكَ ، وَ عَيِيتَ عَنِ الْجَوَابِ‏ ، وَ بُشِّرْتَ بِالنَّارِ ، وَ اسْتَقْبَلَتْكَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، بِنُزُلٍ مِنْ حَمِيمٍ وَ تَصْلِيَةِ جَحِيمٍ .

و اعلم : يا ابن آدم ، أن من وراء هذا أعظم و أفظع و أوجع للقلوب ، يوم القيامة ، ذلك يوم ....

الكافي ج8ص72ح29 .

 

وعن يحيى بن عبد الله قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

 ما على أهل الميت منكم‏: أَنْ يَدْرَءُوا عَنْ مَيِّتِهِمْ لِقَاءَ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ ؟

قلت : كيف يصنع ؟

قال عليه السلام : إذا أفرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به ، فيضع فمه عند رأسه ثم ينادي بأعلى صوته ، يا فلان بن فلان أو يا فلانة بنت فلان ، هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه .

من شهادة : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن محمد عبده و رسوله سيد النبيين ، و أن عليا أمير المؤمنين و سيد الوصيين ، و أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله حق ، و أن الموت حق ، و أن البعث حق‏ ، و أن الله يبعث من في القبور .

قَالَ فَيَقُولُ : مُنْكَرٌ لِنَكِيرٍ ، انْصَرِفْ بِنَا عَنْ هَذَا فَقَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ .

الكافي ج3ص200ح11 .

 

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

إن المؤمن : إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره يزدحمون عليه حتى إذا انتهى به إلى قبره ، قالت له الأرض : مرحبا بك و أهلا أم و الله لقد كنت أحب أن يمشي علي مثلك لترين ما أصنع بك فتوسع له مد بصره .

و يدخل عليه : في قبره ملكا القبر ، و هما قعيدا القبر .

منكر و نكير :

 فيلقيان : فيه الروح إلى حقويه فيقعدانه .

و يسألانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : الله ، فيقولان : ما دينك ؟ فيقول : الإسلام ، فيقولان : و من نبيك ؟ فيقول : محمد صلى الله عليه وآله ، فيقولان : و من إمامك ؟ فيقول : فلان .

قال عليه السلام : فينادي : مناد من السماء ، صدق عبدي ، افرشو له في قبره من الجنة ، و افتحوا له في قبره بابا إلى الجنة ، و ألبسوه من ثياب الجنة ، حتى يأتينا و ما عندنا خير له .

ثم يقال له : نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها .

 

 قال عليه السلام : و إن كان كافرا ، خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره تلعنونه ، حتى إذا انتهى به إلى قبره .

 قالت له الأرض : لا مرحبا بك و لا أهلا ، أما و الله لقد كنت أبغض أن يمشي علي مثلك ، لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم ، فتضيق عليه حتى

تلتقي جوانحه‏

( الجوانح الاضلاع التي تحت الترائب و هي مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر ) .

قال عليه السلام : ثم يدخل عليه ملكا القبر ، و هما قعيد القبر :

منكر و نكير .

قال أبو بصير : جعلت فداك يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة ؟ فقال : لا .

قال عليه السلام :  فيقعدانه ، و يلقيان فيه الروح إلى حقويه .

فيقولان له : من ربك‏ ، فيتلجلج‏ ، و يقول : قد سمعت الناس يقولون ، فيقولان له : لا دريت ، و يقولان له : ما دينك ؟ فيتلجلج ، فيقولان له : لا دريت ، و يقولان له : من نبيك ؟ فيقول : قد سمعت الناس يقولون ، فيقولان له : لا دريت ، و يسأل : عن إمام زمانه ؟

قال عليه السلام : فينادي مناد من السماء ، كذب عبدي‏ ، افرشو له في قبره من النار ، و ألبسوه من ثياب النار ، و افتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا ، و ما عندنا شر له .

فيضربانه‏ : بمرزبة ، ثلاث ضربات .

 ليس منها ضربة :

إلا يتطاير قبره نارا .

 لو ضرب : بتلك المرزبة جبال تهامة ، لكانت رميما .

و قال أبو عبد الله عليه السلام : و يسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا و الشيطان يغمه غما .

قال : و يسمع عذابه من خلق الله إلا الجن و الإنس .

قال : و إنه ليسمع خفق نعالهم‏ ، و نقض أيديهم .

و هو قول الله عز و جل : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ  فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27)} إبراهيم .

 

 

ويا طيب : الأحاديث في هذا المعنى من بشارة المؤمن من أول قبض الروح وفرحه وسروره بما يرى من ملائكة تسلم عليهم وحضور آل محمد عليهم السلام عنده وتوديعه لقبره بالتحية والسلام والملائكة حوله حاملين الهدايا والورود والرياحين حافين به مكرمين له ومستأنسين به ، وهو مسرورا بهم مستبشر بكل خير ، وكل شيء يبشره بالسعادة والكرامة والتحية والإكرام والرضا من الله تعالى .

وأما الكافر والمنافق والنواصب : فهم من أول لحظة الموت يسوئهم كل شيء وكل ما يرون من ضرب الملائكة لوجوههم وأدبارهم حين قبض الروح ، ومن تعنيفهم له ، والتشديد عليه حتى يضغط في قبره ، وسؤاله منكر ونكير وضربه وفتح باب له إلى النار ويعذب بها حتى تقوم الساعة .

ويا طيب : شرح أحول الموت والقبر والسؤال فيه والقيامة وشؤونه والجنة والنار وتفاصيلها في صحيفة المعاد ، وهذا مختصر ما يناسب شرح شطر الأبوذية بمعنى رضّا لروحه وبدنه إن كان لا يقبل النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، وبرض لا تقوم له الجبال ولا كل شيء مخلوق فيعذب المنكر للنبي وآله وشأنهم الكريم ولم يطع الله بهداهم ذو الصراط المستقيم ، وقد قامت عليه الحجة فأنكرها وتمسك بأعدائهم ومن خالفهم ، ونصر فكرهم وقياسهم وضلالهم ، فابتعد عن الحق وأهله والصادقين وكلامهم الصادق الحق المبين ، والذي شرفهم الله به رب العالمين .

 وأسأل الله تعالى : لي ولكم كل خير الدنيا والآخرة والحياة والممات على ما أحيى وأمات عليه النبي محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ومن تبعهم من المخلصين لله الدين بهداهم الحق اليقين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

==

 

نص الأبوذية مختصر :

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

سلام على الإمام علي رضا

من زاره  و أله الله عنه رضا

والعافه منكر ونكير له رضا

وهذا مصير الگلوبهم ملوية

 

 


[1] الكافي ج2ص16باب الإخلاص ح3.

[2] الكافي ج2ص52باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان ح5.

[3] وسائل‏ الشيعة ج1ص66ب11ح145 .

[4] وسائل‏ الشيعة ج1ص115ب28ح288.

[5] فقه الإمام الرضا ص379ب105.

[6] فقه الإمام الرضا ص381ب106

[7] الكافي ج2ص55باب التفكر ح4 .

[8] الكافي ج2ص59باب فضل اليقين ح9 .

[9] فقه الإمام الرضا ص380ب106.

[10] عيون‏ أخبار الرضا ج1 ص 131 ح28 .

[11] عيون‏ أخبار الرضا عليه السلام ج1 ص 131 ح27 .

[12]تهذيب‏ الأحكام ج2ص 242ب12ح26 .

[13] من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج1ص210ح637 . وسائل‏ لشيعة ج4ص43ب12ح4469 الكافي ج 3ص265باب فضل الصلاة ح6.

[14] وسائل‏ الشيعة ج4ص8ب1ح4382 .

[15] وسائل ‏الشيعة ج6ص300ب4 وجوب الذكر في الركوع و السجود ح8023 .

[16] من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج1ص310 باب وصف الصلاة من فاتحتها إلى خاتمتها ح926 .

[17] وسائل‏ الشيعة ج6ص217ب27 استحباب ختم القرآن في كل شهر مرة أو في كل سبعة أيام أو في خمسة أو في ثلاثة ح7773 .

 

[18] ثواب ‏الأعمال ص6 ثواب من قال لا إله إل الله بشروطها .

[19] ثواب‏ الأعمال ص162 . وسائل الشيعة ج7ص217ب47 استحباب قول لا حول و لا قوة إلا بالله ح 9153.

[20] الكافي ج2ص494 باب الصلاة على النبي محمد و أهل بيته ح18. وسائل ‏الشيعة ج7ص201ب41 استحباب الصلاة على محمد و آله كلم ذكر الله ح9110 .

[21] ثواب الأعمال ص156 .

[22] وسائل ‏الشيعة ج7ص194ب34 استحباب الإكثار من الصلاة على محمد و آله عليهم السلام و اختيارها على ما سواها ح9093.

[23] وسائل‏ الشيعة ج7ص203ب42 وجوب الصلاة على النبي كلما ذكر و وجوب الصلاة على آله مع الصلاة عليه ح9118 .

[24] من لا حضره الفقيه ج1ص332باب سجدة الشكر و القول فيهاح970 .

[25] وسائل‏ الشيعة ج7ص5ب1 ح8562.

[26] وسائل‏ الشيعة ج7ص9ب2استحباب إطالة سجدة الشكر وإكثار السجود ح8570 .

[27] وسائل ‏الشيعة ج7ص9ب2 ح8571 .

[28] من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج1ص332 باب سجدة الشكر والقول فيها ح973 .

[29] الكافي ج2ص468باب أن الدعاء سلاح المؤمن ح5 .

[30] الكافي ج 2ص469 باب أن الدعاء يرد البلاء و القضاء ح4 . وسائل‏ الشيعة ج7ص36ب7 جواز الدعاء برد البلاء المقدر ح8644

[31] ثواب‏ الأعمال ص160 . الكافي ج2ص476 باب إخفاء الدعاء ح1. وسائل‏ الشيعة ج7ص63ب22  استحباب الدعاء سرا و خفية و اختياره على الدعاء علانية ح8733 .

[32] ثواب الأعمال ص61 . وسائل‏ الشيعة ج7ص116ب43 استحباب الدعاء للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات ح8891 .

[33] وسائل‏ الشيعة ج7ص84ب32 ح8792 .

[34] وسائل الشيعة ج7ص29ب2 استحباب الإكثار من الدعاء ح8624 .

[35] وسائل‏ الشيعة ج7ص47ب12 استحباب رفع اليدين بالدعاء ح8684 .

[36] الكافي ج2ص579 باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا و الآخرة ح9 .

[37] الكافي ج2ص504 باب الاستغفار ح3. وسائل‏ الشيعة ج7ص176باب23 استحباب الإكثار من الاستغفار ح9046 .

[38] الكافي ج2ص542باب الدعاء إذا خرج الإنسان من منزله ح7.

[39] وسائل‏ الشيعة ج7ص103ب37 استحباب التوسل في الدعاء بمحمد و آل محمد ح8853 .

[40] وسائل ‏الشيعة ج7ص142ب64 تأكد استحباب الدعاء للحامل بجعل الحمل ذكرا سويا و غير ذلك ما لم تمض أربعة أشهر ح8951 .

[41] راجع عيون أخبار الرضا ج 2  ص 180 183 ، بحار الأنوارج45ص91ب7ح7. وسائل‏الشيعة  ج4ص55ب13ح4496 ، وروى أقساما منه في الأبواب المناسبة لها .

[42] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 184 ، بحار الأنوارج45ص91ب7ح4. وسائل‏الشيعة ج1ص90ب20ح213 .

[43] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 183 و 184 ، بحار الأنوارج 45 ص170 ب14 ح7 وص91ب7ح5. وسائل‏ الشيعة ج1ص90ب20ح212 .

[44] وسائل ‏الشيعة ج4ص99ب30ح4618 . وفي ج4ص360ب8ح5392 .

[45] الكهف110 المصدر الكافي ج 3 ص 69 ، بحار الأنوارج45ص104ب7ح30. وسائل ‏الشيعة ج1ص476ب47ح1266.

[46] وسائل ‏الشيعة ج1ص478ب47ح1269.

[47] الكافي ج 4 ص 181 . بحار الأنوارج45ص105ب7ح33.

[48] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 224 ، بحار الأنوارج45ص84ب5ح3 .

[49] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 225 ، كشف الغمة ج 3 ص 137 ، بحار الأنوارج45ص85ب5ح4 .

[50] عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ص 173 و 174 ، بحار الأنوارج45 ص82ب5ح2 .

[51] مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 345 و 346. وقال صاحب البحار رحمه الله : الزبر : الزجر والمنع والانتهار . ويقال :  دمدم عليه : إذا كلمه مغضبا ، والزعق : الصياح ، واستفحل الأمر : أي تفاقم وعظم ، وقاعة الدار : ساحتها ، ولعل المراد أهل الميدان من الأجامرة ، والعثة : العجوز والمرأة البذية والحمقاء ، والرثة : بالكسر المرأة الحمقاء  وفلان رث الهيئة أي سيئ الحال ، وفي مناسبة لفظ السمانة للغباوة والتهتك خفاء إلا أن يقال سمي به لتسمنه من الشر ، ولعله كان سمامة من السم ، والطغام كسحاب أوغاد الناس ، وأسلا دهقان مرو أي أرضاه وكشف همه . بحار الأنوارج45ص84ب5ح2 .

[52]عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج1ص281ح25 .

[53]عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص12ب31ح41 .

[54]عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص12ب39ح96 ، 97 ، 98.

[55] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص39ـ41ب39 حديث108ـ109.

[56]عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص12ب31ح104 ، 105 ، 106 ، 107.

[57]عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص49ب31ح194.

[58] فقه الإمام ‏الرضا عليه السلام ص 353 ب95 مكارم الأخلاق و التجمل و المروءة و الحياء و البر و صلة الأرحام و غير ذلك من الآداب .

[59]  فقه‏ الإمام الرضا عليه السلام ص 362-97 باب السخاء .

[60]فقه الإمام الرضا عليه السلام ص 373باب 103.

[61]عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص184ب44ح27.

[62] فقه ‏الإمام الرضا عليه السلام  ص 395 -  باب 114 باب الزي والزينة.

[63] فقه ‏الإمام الرضا عليه السلام  ص 394 -  باب 113 الحجامة والحلق.

 

[64] فقه ‏الإمام الرضا عليه السلام ص 397ـ401   - باب 115 الآداب .

[65]الكافي ج 6 ص 473 ،  بحار الأنوارج45ص2ب1ح1.

[66]بحار الأنوارج45ص7ب1ح10.

[67]بحار الأنوارج45ص9ب1ح13.

[68] وسائل ‏الشيعة ج5ص100ب62 استحباب نقش الخاتم وما ينبغي أن يكتب عليه وجواز نقش صورة وردة و هلال فيه ح 6035.

[69] وسائل ‏الشيعة ج4ص443ب46 جواز لبس الخاتم الذي فيه صورة أو تمثال وردة أو هلال أو حيوان أو طير و الصلاة فيه ح5666 .

[70] وسائل‏ الشيعة ج2ص142ب89 استحباب التطيب ح1746 .

[71]الكافي ج 6 ص 516 و 517. بحار الأنوارج45ص103ب7ح25.

[72]الكافي ج 6 ص 516. وسائل‏ الشيعة ج2ص151ب97 استحباب التطيب بالمسك و العنبر و الزعفران و العود و ما ينبغي كتابته من القرآن ح1778 .بيان : قال الفيروز آبادي ( قوارع القرآن ) الآيات التي من قرأها أمن من الشياطين الأنس والجن كأنها تقرع الشيطان ، بحار الأنوارج45ص103ب7ح26. 

[73]الكافي كتاب الزي والتجمل باب البخور ح 3 ، راجع ج 6 ص 518 .  بحار الأنوارج45ص104ب7ح27.

[74]الكافي ج 6 ص 522 ، وهو صدر حديث ، بحار الأنوارج45ص104ب7ح28.

[75]الكافي ج 6 ص 480 وهو صدر حديث .   بحار الأنوارج45ص103ب7ح24.

[76] وسائل‏ الشيعة ج2ص74ب35 ح1527 .

[77]مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 362 ، بحار الأنوارج45ص99ب7ح16.

[78] وسائل ‏الشيعة ج2ص103ب59 استحباب جز الشعر و استئصاله ح1619 .

[79] الكافي ج6ص524باب دهن الزنبق ح2.

[80] وسائل ‏الشيعة ج7ص259ب11 كراهة التثاؤب والتمطي الاختياريين خاصة في الصلاة حديث 9274 .

[81] وسائل ‏الشيعة ج12ص120ب84 استحباب التبسم في وجه المؤمن ح15821

[82] وسائل ‏الشيعة ج12ص102ب69 كراهة إباء الكرامة كالوسادة و الطيب و المجلس ح15761 .

[83]الإمام الرضا عليه السلام ج2ص179ب44ح1. المسح - بالكسر البلاس يقعد عليه - والكساء من شعر كثوب الرهبان ، بحار الأنوارج45ص89ب7ح1 .

[84]بحار الأنوارج45ص91ب7ح5.

[85] عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص195ح24 ، وسائل ‏الشيعة ج24ص265ب13 كراهة عزل مائدة للسودان و الخدم و الموالي في الخلوة ح30505 ، بحار الأنوارج45ص164ب14ح5.

[86]الإمام الرضا عليه السلام ج2ص179ب44ح3 . بحار الأنوارج45ص89ب7ح2.

[87]عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص184ب44ح7، بحار الأنوار ج45ص91 ب7ح4.

[88]عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص241 ب62 ذكر خبر آخر في وفاة الرضا عليه السلام عن طريق الخاصة ح1 . وسائل‏ الشيعة ج24ص 266ب13 كراهة عزل مائدة للسودان و الخدم و الموالي في الخلوة ح30507 .

[89] الكافي ج4ص11باب كفاية العيال و التوسع عليهم ح5.

[90] الكافي ج4ص13باب كفاية العيال و التوسع عليهم ح14.

[91] الكافي ج4ص41 باب معرفة الجود و السخاء ح10 .

[92] وسائل ‏الشيعة ج24ص329ب46 كراهة ترك العشاء و لو بكعكة أو لقمة أو شربة ماء ح30683 .

[93] الكافي ج6ص298باب نوادر ح15.

[94] وسائل‏ الشيعة ج4ص244ب2 كراهة الشبع و الأكل على الشبع ح30448 . 

[95] وسائل‏ الشيعة ج25ص126ب67 أكل الحمص المطبوخ ح31403.

[96] وسائل ‏الشيعة ج24ص376ب74 استحباب الاستلقاء و وضع الرجل اليمنى على اليسرى بعد الأكل ح30822 .

[97] وسائل‏الشيعة ج24ص377ب74 ح30824 .

[98] وسائل ‏الشيعة ج24ص392ب84 أنه لا يجوز أن يوطأ الخبز و لا ينبغي أن يقطع إلا إذا لم يكن أدم فيجوز القطع ح30861 .

[99] وسائل‏ الشيعة ج24ص394ب86 ح30869 .

[100] وسائل‏ الشيعة ج24ص394ب86 ح30870 .

[101] وسائل ‏الشيعة ج24ص407ب96 . استحباب الافتتاح بالخل و الختم به أو الابتداء بالملح و الختم بالخل ح30911 .

[102] وسائل ‏الشيعة ج25ص12ب2 ح31002

[103] وسائل ‏الشيعة ج25ص17ب4 ح31017 . السويق دقيق مقلي يؤخذ من الحنطة والشعير .

[104] وسائل ‏الشيعة ج25ص18ب5 ح31021 .

[105] وسائل‏ الشيعة ج25ص82ب41 الملح ح31253 .

[106] وسائل‏ الشيعة ج24 ص332ب48 ح30695 .

[107] وسائل ‏الشيعة ج24ص367ب65 ح30797 .

[108] وسائل ‏الشيعة ج15ص380ب59 تحريم التجبر و التيه و الاختيال ح20804 .

[109]كتاب المحاسن 392 ، الكافي ج4ص52 باب فضل إطعام الطعام ح12 ، بحار الأنوارج45ص97ب7ح11. وسائل ‏الشيعة ج24ص292ب26 استحباب إطعام الطعام ح30582 .

[110]بحار الأنوارج45ص101ب7ح18 عن الكافي ج8ص230ح296 ، وسائل ‏الشيعة ج24ص264ب13 كراهة عزل مائدة للسودان و الخدم و الموالي في الخلوة ح30504 .

[111]الكافي ج 6 ص 297 ، بحار الأنوارج45ص102ب7ح21.

[112]الكافي  ج 6 ص 298 . وجوزينجه معرب جوزينه ، وهي ما يعمل من السكر والجوز ، منه رحمه الله في المرآة ، بحار الأنوارج45ص102ب7ح22.

[113] عيون‏ أخبار الإمام الرضا عليه السلام  ج2ص70ح323 .

[114]الكافي ج 6 ص 283 ، الكافي ج6ص283باب كراهية استخدام الضيف خ2. بحار الأنوارج45ص102ب7ح20،22. وسائل ‏الشيعة ج24ص316ب37 كراهة استخدام الضيف و تمكينه من أن يخدم ح30642 .

[115]الكافي ج 6 ص 345 و 346 ، بحار الأنوارج45ص102ب7ح23.

[116]كتاب المناقب ج 4 ص 360 وص 361 ، بحار الأنوارج45ص99ب7ح16.

[117]الكافي ج 4 ص 23 و 24 ، بحار الأنوارج45ص101ب7ح19.

[118]توضيح : قال الجوهري : ومما يضعه الناس في غير موضعه قولهم للمعلف ( أرى ) وإنما الارى محبس الدابة ، وقد تسمى الاخية أيضا أريا وهو حبل تشد به الدابة في محبسها ، والجمع الاواري يخفف ويشدد .

الكافي ج 5 ص 288، بحار الأنوارج45ص106ب7ح34.

[119] وسائل ‏الشيعة ج16ص55ب79 ح20964 .

[120]الكافي ج 3 ص 502 .  بحار الأنوارج45ص105ب7حديث32.

[121] الكافي ج4ص44 باب الإنفاق ح9 .

[122] الكافي ج6ص532ح13.

[123] وسائل‏ الشيعة ج17ص67ب23 وجوب الكد على العيال من الرزق الحلال حديث22002 .

[124] وسائل الشيعة  ص17ج203ب48 جواز قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة و الخوف و جواز إنفاذ أمره بحسب التقية ح22349 .

 

[125]عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ح51.

 


 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم
صحيفة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

عليه السلام

وشرح معنى رضا

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

لتصفح صحيفة  الإمام الرضا عليه السلام على الانترنيت ملف ويب قابل للاختيار منه و للنسخ ثم اللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/8

ملف بي دي أف قابل للقراءة والمطالعة :

www.alanbare.com/8.pdf

أستمع يا طيب لسيرة ومختصر حياة الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام وتعرف على بعض شأنه الكريم

www.alanbare.com/8/8.mp3

و أستمع للمحاضرة يا طيب مشكورا : حديث حقائق وفضل الإمامة والإمام عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وهو يشمل معارف كريمة عن تعريف الإمامة والإمام وما لهما من الشأن الكريم من الله في عباده

نص الحديث :

ملف بي دي أف صالح للمطالعة على الحاسب والجوال

www.alanbare.com/8/8h.pdf

 

أو تصفح الحديث والأقتباس منه بالنسخ ونشره باللصق على المواقع الاجتماعية كواتساب وفيس بوك وغيرهما ..

www.alanbare.com/8/8h

لتصفح صحيفة الإمام الرضا عليه السلام على الانترنيت صفحة تقابل الاختيار و النسخ منها ثم اللصق في المواقع الاجتماعية :

>جزء الشهادة ومعنى أبوذية مرو :

>www.alanbare.com/8/sh
ملف بي دي أف قابل للقراءة والمطالعة :

www.alanbare.com/8sh.pdf

الجزء الأول معنى رضا وتعاليمه وسيرته

مكتبة الإمام الرضا عليه السلام للنسخ

www.alanbare.com/8/8m

المكتبة كتاب الكتروني بي دي أف

www.alanbare.com/8/8m.pdf

  ف ✐

  ✺ ت