بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -

❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة فاجعة هدم مراقد البقيع

في 8 شوال

يا طيب : في هذه الصفحة فاجعة هدم مراقد البقيع الغرقد في المدينة المنور وفيها قبور ومراقد الصحابة وزوجات النبي وبالخصوص مراقد أئمة الحق من آل محمد عليهم السلام ، لكي تطمس معالم الدين وآثاره ، وتعريف قادة وأئمة للدين جدد ، ولو جاء بعد سبعمائة سنة أو ألف سنة بعد البعثة ، مثل الناصبي الحاقد ابن تيمية وابن عبد الوهاب ، وغيرهم مثل ابن عثيمين وغيره ، ويجعلون كلامهم حجة ودين ....

صحيفة هدم مراقد البقيع في 8 شوال
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

صفحة فاجعة هدم مراقد البقيع

معنى البقيع الغرقد

صفحة فاجعة هدم مراقد البقيع في المدينة المنورة
رحم الله الشيخ الأنباري إذ قال :

سلام على أئمة مرقدهم في بقيع

لمن والاهم جنة فيها بستان بقيع

و من عاداهم منافق متلون بقيع

ترك الثقلين وعبد أفكار الوهابية

أو

سلام الله على الشجرة الطيبة أئمة مرقدهم في بقيع

لمن والهم جنة الإيمان الحق و رضا الله و بستان بقيع

ومن عاداهم وهدم صروحهم منافق متلون فهو بقيع

ترك الثقلين الطاهرين وحجة الله وعبد أفكار الوهابية






سلام الله على الشجرة الطيبة أئمة مرقدهم في بقيع

معنى بقيع الغرقد :

بقيع : البَقِيع الغرقد اسم مَقْبرة أَهل المدينة المنورة ، وهو قرب المسجد النبوي الشريف ، وفيه محل قبور ومراقد وأضرحة أجساد أربعة من سادة الوجود و أولياء الله وحججه على المؤمنين ، وخلفاء رسول الله المطهرين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، ومراقدهم جنب بعض ، أولهم الإمام الثاني المجتبى الحسن بن علي بن أبي طالب ، والثاني الإمام الرابع زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والثالث الإمام الخامس الباقر محمد بن علي بن الحسين ، والرابع الإمام السادس الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين صلى الله عليهم وسلم ، كما دفن فيه الصحابة والتابعين وإلى اليوم محل دفن أهل المدينة .

البَقِيعُ : المكانُ المتَّسِعُ في‏ الأَرْضِ ، وهو اسم البُقْعَةُ من الأرض واحدة البِقاعِ ، وهو المَوْضِعُ الذي فِيهِ أُرُومُ الشَّجَرِ مِنْ ضُرُوبٍ شَتَّىوأصوله، و لا يُسَمَى‏ بَقِيعاً إلّا و فيه الشَّجَرُ متنوع و فيه أصولها ، به سُمِّيَ‏ بَقِيعُ‏ الغَرْقَدِ و قَدْ وَرَدَ في الحَدِيثِ بكثرةٍ ، و هي مَقْبَرَةٌ مَشْهُورَةٌ بالمَدِينَة ، و بقِيعُ‏ الغَرْقَدِ بمدينَةِ النبىِّ صلى اللّهُ عليه وآله و سلَّمَ كان ذَا شَجرٍ متنوع متلون ويكثر فيه شجر الغرقد ، و زَالَ الشجر ، و بَقِىَ الاسمُ .

وغَرْقَد : اسم جمع غَرْقَدَة ، والغَرْقَدُ بوزن الفرقد ، شَجَرٌ عِظَامٌ‏ من العِضاه ، وشجرته تسمو من متر إِلى ثلاثة من الفصيلة الباذنجانية ، ساقها وفروعها بيضٌ تشبه العَوسج في أَوراقها اللَّحمية وفروعها الشائكة ، وأَزهارها الطويلة العُنق عَبقةَ الريح بيضاء مخضرَّة طيب الرَّائحة ، وثمرتها مخروطة تؤكل ، وتُسمَّى أَيضًا الغردق .

يا طيب : إن عثمان بن‏ مظعون‏ رحمه الله وهو قرشي قديم الإسلام، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، هاجر الهجرتين و شهد بدرا و كان رضي الله عنه ممن حرم الخمر في الجاهلية، و قال أشرب ما يضحك بي من دوني، قيل هو أول من دفن بالبقيع‏، و أول من مات من المهاجرين بالمدينة، و أول من تبعه من أهل النبي صلى الله عليه وآله ابنه إبراهيم‏ ، ثم فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليها السلام ، وعند ضريحها دفن أحفادها الأئمة الطيبين الطاهرين والمنتجبين المصطفين الأخيار وحجج الله على العباد ، وكانت على مراقدهم أضرحه وقباب ومنائر ، هدمها أعداء آل البيت عليهم السلام ، لكي يحرفوا العباد عن معرفتهم وهداهم ، ويعينوا أئمة ووعاظ من أختار لهم المشرك المستعمر والكافر المستكبر عندما أحتلوا البلاد الإسلامية في القرن العشرين ، فجاء بالوهابية و أئمة دين ضلال يفتون وفق فكر بين أمية وأعداء آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، كأبن تيمية وأبن عبد الوهاب ومن يعينوه من مفتي حكمهم ، فيوافقهم لكل تصرف لهم ويكفر من يخالفهم أو يخرج عليهم يطلب العدل والصلاح ، ولذا نذكر مختصرا عن أئمة الحق ثم نبين ، أهمية البقيع وضرورة بناء مراقد روضة أئمة البقيع‏ عليهم السلام بالمدينة الطيبة الأئمة عليهم السلام :


 

أهمية تعريف الأئمة وبناء مراقدهم :

يا طيب :  صحيفة البقيع هذه ، أخترنا بيانها وفق أبوذية ، ونشرح أبياته وسيأتي في شرح الشطر الأخير بيان ، يوم الفاجعة الكبرى التي حلت بالإسلام وأهله بهدم مراقد وصرح أهل البيت في البقيع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعزيكم يا أخواني الطيبين الموالين ، بمناسبة حلول فاجعة هدم صروح الإسلام ، وتخريب محل مفاخر عز المخلصين ، ونقض منار محل أماجد المؤمنين ، وأئمة الهدى و الدين ، وهم آل نبينا الأكرم محمد و خلفائه وأوصياءه بالحق الطيبين الطاهرين .

والمصطفين الأخيار : من الله تعالى لبيان معارف عبوديته وشؤون عظمته وحقيقة تعاليم الإسلام بعد سيد المرسلين ، و بما يحب سبحانه ويرضى وكما أمر وشرع بغير قياس ولا استحسان .

وهم : أهل الصراط المستقيم لكل نعيم بهدى واقعي مبين ، لكي لا يختلف الناس بعد نبي الرحمة ، ولكي يعتصم بهم المؤمنون من ضلال المنافقين والمتفيقهين ووعاظ السلاطين .

فهي مراقد : السبط المجتبى الحسن بن علي بن أبي طالب ، وعلي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي بن الحسين الباقر ، وجعفر من بمحمد بن علي بن الحسين الصادق ، الذرية الطبية لسيد الأنبياء وخاتمهم أبناء فاطمة سيدة نساء العالمين وعلي سيد الوصيين .

وهم : سادة أهل الجنة أجمعين والمخلدون في الجنان رب العالمين صلى الله عليهم وسلم.

ورحم الله : من أستنكر هذا الفعل الخبيث لأذناب الاستعمار ، ودعا وسعى إلى بنائها وإعادة صروح أهل الإسلام ليعرف المؤمنون أهل الدين وأئمة الهدى ، ولتبقى منارا يشع العصمة من الضلال حين يعرف أهل الدين ورجاله الطيبين الطاهرين الصادقين ، وحصنا يتقي به المؤمنون شر أهل الضلال والكفر والمنافقين وكيدهم ومكرهم .

فلذا هنا : أولا سنبين مختصر عن حياة أئمة الحق في بقيع الغرقد ، ثم نعرف النفاق ممن يدعي حبهم ويهدم مراقدهم ، ثم نبين سبب عدائهم لأهل البيت عليهم السلام .


 

مختصر حياة الإمام المجتبى :

أسم السيد السبط المجتبى أبو محمد : الحسن بن علي بن أبي طالب ، سيد شباب أهل الجنة ، وريحانة رسول الله ، وهو المعصوم الرابع بعد جده سيد المرسلين رسول الله ، وبعد أمه سيدة النساء فاطمة الزهراء ، وبعد أبيه سيد الوصيين علي بن أبي طالب ، فهو الإمام الثاني بعد أبيه الإمام الأول علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو خليفته وخليفة الله وجدة رسول الله على خلقه .

ولد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام :

في يوم : 15 شهر رمضان سنة 3 للهجرة .

ورحل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وله 7 سبع سنين وأشهر، وقيل : ثمان سنين .

وعاش بعد رسول الله: 40 أربعين سنة .

فعاش مع أبيه علي بن أبي طالب بعد رسول الله : 30 ثلاثين سنة .

وقام بالأمر بعد أبيه عليه السلام والإمامة وعمره : 37 سبع وثلاثون سنة.

وأقام في بالحكومة : ستّة أشهر وثلاثة أيّام .

ووقع الصلح : بينه وبين معاوية في سنة 41 إحدى وأربعين .

وإنّما هادنه : بعد أن طعن في فخذه وخانه قواد جيشه وأغلب من غرهم معاوية عليه لعنة الله بالمال فباع دينه له .

وخرج الإمام الحسن عليه السلام : إلى المدينة وأقام بها 10 عشر سنين ، وهي مدة إمامته عليه السلام .

ومضى إلى رحمة الله تعالى : على الأشهر في يوم 7 صفر ، وقيل يوم 28 صفر ، أي لليلتين بقيتا من صفر سنة 50 خمسين من الهجرة .

وله من العمر الكريم : 47 سبع وأربعون سنة وأشهر شهيداً بالسم مظلوماً.

سمّته : زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دسّ إليها من حملها على ذلك ، وضمن لها أن يزوّجها من يزيد أبنه ، وأوصل إليها مائة ألف درهم ، فسقته السمّ ، ولم يفي معاوية لها ، وقال لمن أرسلته ليفي لها : لم نرضها للحسن نرضيها ليزيد .

وبقي عليه السلام : مريضاً أربعين يوماً .

وتولّى : أخوه الإمام الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ، ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع انظر:

إرشاد المفيد 2 : 15 ، مناقب ابن شهر آشوب 4: 42 ، مقاتل الطالبيين : 73، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 49 أصول الكافي ج1ص385 ب115 .

 

وكان بذل معاوية : لجعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي ابنة أم فروة أخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار ، وإقطاع عشرة ضياع من سقي سورا وسواد الكوفة ، على أن تسم الحسن عليه السلام وتولى الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد .

راجع المناقب ج 4 ص 28 و 29 بحار الأنوار ج44ص136ب22 .

 

وكان على مرقده الشريف : في المدينة المنورة في بقيع الغرقد ، قبة شامخة هدمها آل سعود والوهابية ، ممن لم يحترم سادة الخلق وأهل الجنة ، ولكي لا يعرف الناس أكرم خلق الله والمطهرون الطيبون الواجب مودتهم ، فيتيه العباد ويأخذوا دينهم حتى من أعداء آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وليحاولوا أن يطمسوا معالم الإسلام وأهل هداه ممن يجب طاعته ومودة والولاية له والتسليم والسلام والصلاة عليه بل والاستغفار عنده كما أمر الله تعالى ، فإن تم لهم ذلك يعرفوا من يشاؤوا أئمة دين لهم من أتباع واشياع بني أمية ومن يقدسهم وليضلوا العباد ويقروا لهم حكومة الجبر وعيشة الملوك المترفة كمعاوية وبني مروان وغيرهم ، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون والكافرون والمنافقون الضالون .

ويا طيب : تفاصيل حياته الكريمة وشؤونه الجليل تجدها في صحيفة في موسوعة صحف الطيبين ، اكتب 2/ بعد عنوان الموسوعة تجده إن شاء الله .


 

 

مختصر حياة الإمام السجاد :

اسم حجة الله : وخليفة رسول الله بعد أبائه الطيبين الطاهرين ولي أمره في عباده ،  الإمام الثالث والمعصوم الخامس : أبو محمد السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت محمد سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم ، وهو سيد العابدين وقرة عين الناظرين ، سيد أهل زمانه وإمام الخلق بالحق بعد آباءه الطاهرين ، ولكم يا طيبين مختصر من حياته وتجد تفاصيلها في صحيفة .

 

أسم الإمام ونسبه ومختصر في أدوار حياته عليه السلام :

قال الطبري في دلائل الإمامة :

و نسبه : علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن عبد مناف ، بن عبد المطلب ، بن هاشم .

و يكنى : أبا محمد ، و أبا الحسن ، و أبا بكر ، و الأول أشهر و أثبت .

و لقبه : السجاد ، وزين العابدين ، وسيد الساجدين .

ويلقب أيضا : ذو الثفنات ، لأنه كان من طول سجوده ، و شدة عبادته ، و نحافة جسمه ، أثر السجود في جبهته و هرأ جلدها ، فكان يقصه حتى صار كثفنة البعير من جهات الجبهة .

ولقبه المتهجد : و الرهباني ، و زين العابدين ، و سيد العباد ، و السجاد ، وسيد الساجدين.

و كان له خاتم : نقشه : شقي و خزي قاتل الحسين .

و بوابه : يحيى ابن أم طويل ، المدفون بواسط ، قتله الحجاج ، و قيل : أبو خالد الكابلي‏ .

دلائل‏ الإمامة ص80.

  

وقال الطبري في دلائل الإمامة :

معرفة ولادة أبي محمد علي بن الحسين عليه السلام :

قال أبو محمد الحسن بن علي الثاني :

ولد علي : في المدينة ، في المسجد في بيت فاطمة ( في 5 شهر شعبان ) .

سنة : 38 ثمان و ثلاثين من الهجرة ، قبل وفاة جده أمير المؤمنين .

فأقام : مع جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : 2 سنتين .

و مع عمه الحسن : 10 عشر سنين .

و مع أبيه بعد وفاة عمه : 10 عشر سنين .

و بعد ما استشهد أبوه : 35 خمسا و ثلاثين سنة ، وهي مدة إمامته .

فكانت أيام إمامته : ملك يزيد بن معاوية ، و ملك معاوية بن يزيد ، و ملك مروان بن الحكم ، و ملك عبد الملك بن مروان ، و ملك الوليد بن عبد الملك .

و قبض بالمدينة : في المحرم ، عام 95 خمسة و تسعين من الهجرة  ( شهادته في 25 محرم الحرام ) .

و قد كمل عمره : 57 سبعا و خمسين سنة .

و كان سبب وفاته : أن الوليد سمه ، و دفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن عليهم السلام  .

دلائل‏ الإمامة ص80.

ويا طيب : كانت على مرقده الطاهر ضريح وقبة تحكي صرح الدين وعلو منزلة ولي أمر الله ، فهدمها الوهابية ليطمسوا معالم الهدى ويعرفوا ، أبن تيمية وابن عبد الوهاب أئمة بدل عنه وبدل آله الطيبين الطاهرين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وروج لأئمة الضلال أصحاب المطامع فأضلوا من يهوى الدنيا وزينتها ويخدع بزخرفها من القول والمال ، و تفاصيل حياته وكثير من المعارف عنه ورسالة الحقوق والصحيفة السجادية وكثير من أحاديثه تجدها في موسوعة صحف الطيبين ، أكتب أسمه في البحث في أول صفحة تجد صفحات كثيرة تتحدث عنه وعن معارفه عليه السلام .

 


 

مختصر حياة الإمام الباقر :

اسم حجة الله : وخليفة رسول الله بعد آبائه الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار و الإمام الخامس والمعصوم السابع الملقب بـ الباقر وباقر العلم والمكنى بـ أبو جعفر : محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهو ولي أمر الله في عباده بعد آبائه الكرام :

ولد عليه السلام : في المدينة المنورة ، في يوم : 1 رجب سنة 57 للهجرة ، في زمن جده الإمام الحسين عليه السلام ، وكان عمره 4 سنوات حين حضر كربلاء .

وعاش مع والده علي بن الحسين عليه السلام : 34 سنة .

وكانت مدة إمامته بعد والده عليهم السلام : 19 سنة .

واستشهد الإمام الباقر عليه السلام في : 7 ذي الحجة سنة 114 هـ .

وعمره الشريف حدود : 57 سنة .

ومرقده الطاهر : في البقيع تلو عمه الإمام الحسن وأبيه علي بن الحسين عليهم السلام وجنبهم ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا وكان على مرقده ومرقد أبيه وعم أبيه قبة وضريح تحتها يزار هدمه أئمة الضلال .

و كان في سني إمامته : ملك بني أمية من بني مروان : الوليد بن يزيد ، و سليمان ،  و عمر بن عبد العزيز ، و يزيد بن عبد الملك ، و هشام أخوه ، و الوليد بن يزيد و إبراهيم أخوه ، و في أول ملك إبراهيم قبض .

و قال أبو جعفر بن بابويه : سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد و قبره ببقيع الغرقد.

المناقب ج4ص211. بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13 .

عدد أولاد الإمام الباقر عليه السلام : أولاده سبعة ، سيدهم جعفر الإمام ، و كان يكنى به أبو جعفر.

 وعن المناقب : إن الباقر عليه السلام ، هاشمي من هاشميين ، و علوي من علويين ، و فاطمي من فاطميين ، لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليه السلام ، و كانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي .

و كنيته : أبو جعفر لا غير .

وألقاب الإمام : باقر العلم ، و الشاكر لله ، و الهادي ، و الأمين ، و الشبيه : لأنه كان يشبه رسول الله ، وأشهر ألقابه : الباقر .

وعن عمرو بن شمر قال : سألت جابر الجعفي فقلت له : و لم سمي الباقر باقرا ؟ قال  عليه السلام : لأنه بقر العلم بقرا ، أي شقه شقا ، و أظهره إظهارا .

المناقب ج4ص211. بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13 .

وكان على خاتم محمد بن‏ علي‏ :‏ ظني بالله حسن ، و بالنبي المؤتمن ، و بالوصي ذي المنن ، و بالحسين و الحسن . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام 79ح168.


<

مختصر حياة الصادق :

اسم الإمام السادس والمعصوم السابع : وحجة الله على خلقه وولي أمره فيهم وخليفة رسول الله ووصيه على أمته ومعلم هداهم بعد آبائه الكرام ، سيدنا ومولنا الملقب بـ الصادق والمكنى بـ أبي عيد الله : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة الله وسلامه وملائكته وجميع خلقه الطيبين .

واسم أمه : العالمة الجليلة الفاضلة :

أم فروة بنت القاسم بن محمد .

قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام في حق أمه :

وكانت أمي : ممن آمنت واتقت وأحسنت ، والله يحب المحسنين  ـ

 

كنى الإمام عليه السلام :

كنيته : أبو عبد الله وهي أشهر كناه وإذا جاء في الأحاديث ففي الغالب يقصد هو إلا أن توجد قرينة صارفة ، ويكنى أيضا : أبا إسماعيل ، والخاص أبو موسى.

وألقابه : الصادق ، والفاضل ، والطاهر ، والقائم ، والكافل ، والمنجي .

وإليه تنسب  : الشيعة الجعفرية ، لأن أسمه جعفر عليه السلام .

ولد عليه السلام بالمدينة : في 17 ربيع الأول يوم ولادة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  ، سنة 83  ثلاث وثمانين من الهجرة .

ومضى عليه السلام :  في 25 شوال سنة ثمان وأربعين ومائة .

وله من العمر : 65 خمس وستون سنة .

أقام فيها مع جده وأبيه : 12 اثنتي عشرة سنة .

ومع أبيه بعد جده : 19 تسع عشرة سنة.

وبعد أبيه عليه السلام أيام إمامته : 34 أربعا وثلاثين سنة .

وكان في أيام إمامته عليه السلام : بقية ملك هشام بن عبد الملك وملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وملك يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص ، وملك إبراهيم بن الوليد ، وملك مروان بن محمد الحمار .

ثم صارت المسودة ـ إي عامة الناس ـ من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة 132 اثنتين وثلاثين ومائة ، فانقضى ملك بني أميه ، وملك بني العباس ، وأولهم أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الملقب بالسفاح ، أربع سنين وثمانية أشهر ، ثم ملك أخوه أبو جعفر عبد الله الملقب بالمنصور ، إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا .

 وتوفي الصادق عليه السلام : بعد عشر سنين من ملكه _ أي في 25 شوال سنة 148 عن عمر يناهز 65 خامسة وستين سنه قضها الإمام وحجة الله على خلقه في تربية أكبر جمع من العلماء ، ودفن بالبقيع ، مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام . في أدعية شهر رمضان : وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو المنصور .

إعلام الورى ص 266، بحار الأنوار ج43ص8 ب 1ح17. الإقبال ص 345 .

والإمام أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام : هو ورئيس المذهب الشيعي في القرن الثاني ، لأنه في زمانه ، بأمر المنصور تكون المذهب المالكي وأبو حنيفة ، ثم في زمن هارون تكون المذهب الشافعي ، ثم الحنبلي ، وكثير من المذاهب وحصرها المتوكل الناصبي بأربع عرفتها ، و الشيعة عرفوا بمذهب الجعفرية نسبة له عليه السلام وتجد في المحاضرات الإسلامية في موسوعة صحف الطيبين بحوث عن تكون المذاهب الإسلامية فراجعها .

 


زيارة أئمة البقيع :

يا طيب : من آداب الزيارة الكون على غسل والطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيب المشي حتى وصول المرقد على الهدوء والسكينة والذكر والاستغفار والصلاة والسلام على النبي وآله ، والأستاذان للدخول ونحو ذلك .

وإذا أتيت القبور بالبقيع مراقد الأئمة عليهم السلام : فقف عندهم واجعل القبر بين يديك ثم تقول :

 

السلام عليكم : أهل التقوى ، السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا ، السلام عليكم أيها القوام في البرية بالقسط ، السلام عليكم أهل الصفوة ، السلام عليكم آل رسول الله ، السلام عليكم أهل النجوى .

اشهد أنكم : قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله ، وكُذبتُم وأُسئ إليكم فغفرتم .

 وأشهد أنكم : الأئمة الراشدون المهتدون ، وأن طاعتكم مفروضة ، وأن قولكم الصدق ، وأنكم دعوتم فلم تجابوا وأمرتم فلم تطاعوا .

وأنكم : دعائم الدين وأركان الأرض ، لن تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كل مطهر ، وينقلكم من أرحام المطهرات ، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء ، طبتم وطاب منبتكم .

من بكم علينا : ديان الدين ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلاتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا ، إذ اختاركم الله لنا ، وطيب خلقنا بما من علينا من ولايتكم ، وكنا عنده مسمين بعلمكم ، معترفين بتصديقنا إياكم .

وهذا مكان : من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جنى ورجى بمقامه الخلاص ، وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى ، فكونوا لي شفعاء ، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا واتخذوا آيات الله هزوا واستكبروا عنها .

ثم ترفع رأسك وتقول :

يا من هو : قائم لا يسهو ودائم لا يلهو ومحيط بكل شيء ، لك المن بما وفقتني وعرفتني بأئمتي ، بما أقمتني عليه إذ صد عنه عبادك ، وجهلوا معرفته واستخفوا بحقه ومالوا إلى سواه ، فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به ، فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا ، فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني فيما دعوت ، بحرمة محمد وآله الطاهرين وصلى الله عليه محمد وآل محمد.

ثم ادع لنفسك بما أحببت.

و في التهذيب قال بعد تمام الخبر : ثم تصلي ثمان ركعات إن شاء الله تعالى ، و  في المزار الكبير بعد قوله واستكبروا عنها : ثم ترفع رأسك وتقول : يا من هو قائم  لا يسهو .

كامل الزيارات ص 53 ، بحار الأنوار 100ص204.

ويا طيب : أسألكم الدعاء والزيارة وأسأل الله القبول لكم ، وتوجد زيارات يومية للأئمة عليهم السلام والصلاة عليهم صلاة لكل منهم  ومعارف عنهم ، تجدها في صحفهم عليهم السلام .

 

*****


لمن والهم جنة الإيمان الحق و رضا الله و بستان بقيع

 

معنى بستان بقيع :

بقيع : البَقِيع اسم المكان المتسع أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى،  أي فيه أَشجار مختلفة ، و تنوع شجر البستان بألوان وفواكه مختلفة ، و بساتين المؤمن بقع الكتب ، والمكتبات العامة والخاصة ، والمساجد والحسينات ودور العبادة ، وبستان المؤمن وثوابه ومحل سكنه بقع الجنة و بقيعها الواسع جدا ، وفيه أشجار كثيرة مخلفا أكلها ، والبُقْعَة ُ: مِنَ الأَرْضِ القِطْعَةُ منها و تُضَمُّ الباءُ في الأكثر فتُجْمَعُ على‏ بُقَعٍ‏ مثلُ غُرْفَةٍ و غرفٍ و تُفْتَحُ فتُجْمَعُ على بِقَاعٍ و البقاع‏ مواضع يَسْتَنْقِعُ فيها الماء ، والبقاع منطقة في لبنان .

قال الله تعالى : { نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي  الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ (30) } القصص . و هي القطعة من الأرض علي غير الهيئة بجنبها.

وَ فِي الْحَدِيثِ‏ : إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ بَكَتْ عَلَيْهِ‏ بِقَاعُ‏ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَيْهَا .

 

الجنة وبقيع بساتينها :

ويا طيب : إن الله سبحانه وتعالى عرف اختلاف الألوان في كثير من الآيات ، وقد عرفت اختلاف الألوان يعني يدل على البقع ، وكذا اختلاف الفواكه وتنوعها يدل على اختلاف لونها ولو تجمع كل شجرة بفاكهتها تكون مختلفة الألوان وتكون بقع ، وكل بقعة لمجموعة أيضا بقع كبيرة ، وتكون بقيع ، وبالخصوص البساتين ، وفي القرآن يعبر عن البستان بالجنة في كثير من الآيات .

 فإما اختلاف الألوان : المكون للبقع ففي قوله تعالى :

 { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء  فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)  وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) }  فاطر .

ويا طيب : اختلاف الألوان في الجبال وشجرها يكون بقع وبقيع :

وأما تسمية البستان بجنة ففي قوله تعالى :

{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ  وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) ....} الكهف .

وكذا سمى البستان جنة في قوله تعالى : { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) ... } القلم .

ووجود الحدائق المختلفة : كالبستان يكون جنة في الأرض وبقع متجاورة ، كما في قوله تعالى : { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ  وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء  فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ  قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ  حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ  وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (62) } النمل .

 

ويا طيب : إذا عرفنا أن حدائق الأرض وبساتينها والأنهار وحدائقها وما يحفها يكون بقع وبقيع وهو جنة .

فلنتعرف على : ما للمؤمن من جنات فيها بقع وأنهار تكون بقيع بستان له في الآخرة في ثواب الله تعالى ، وإن كان الإيمان ومعرفة الهدى الحق هو جنة الروح وبه اطمئنان القلب وراحة للنفس ، ولا يعرفها إلا من عرف الحق وعبد الله مخلصا له الدين ، ولا يكون إلا عند من أنعم الله عليهم بالصراط المستقيم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين وهم أئمة الحق ، ومن يخالفهم وضل عنه فليس بشيء من النعيم ولا له جنة وبستان إلا شجرة الزقوم ، ولنعرف هذا فلنتدبر .

وإما بقع وبقيع الجنة : في الآخرة للمؤمنين أهل الهدى الحق ، فهو في قوله تعالى :  {  قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ

جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا  وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) } آل عمران .

وقال الله تعالى : { أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن  تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) .... لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ  رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ (198) }  } آل عمران .

وقال الله سبحان :{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ  وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا  مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ (31)

 الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُم ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) } النحل .

وقال الله تعالى : يصف المتقين بأن لهم بقع والوان مختلفة في بساتين جنتم وفي مجلسهم بأحسن الألوان :{ إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51)

 فِي  جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52)

يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ  عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى  وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) } الدخان .

ويا طيب : لما عرفنا أن المؤمن الذي يتقي يكون طيب ويعمل طيب وله طيبات الدنيا محللة والآخرة خالصة من دون الكافرين والمنافقين والمشركين ، فتختلف في الآخرة بقع العباد حسب طيبهم وإيمانهم وشجرهم ، ولذا قال الله سبحانه :

{ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ (23)

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ( 24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (إبراهيم25)

 وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ  كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ  فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27)  } إبراهيم .

وبهذا ميز سبحانه : بقع العباد وبقع سكنهم بل وبقع وأنواع وجودهم بالطيب والخبث ، ولهم جزاء مناسب لكل طائفة ، وبعد أن عرفنا البقعة المباركة للمؤمنين وشجرهم الطيب ، وهو من تولى النبي وآله الطيبين الطاهرين ، فلنعرف مصير من يخالفهم ويتبع الشجرة الملعونة الخبيثة لبني أمية ومن لف لفهم ، فقال الله تعالى :

{ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً  لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) } الإسراء .

كما أن أتباع الشجرة الخبيثة : والملعونة لبني أمية كما في كل التفاسير وهم فتنة العباد، و لهم شجرة الزقوم وبقيع النار في الآخرة كما قال الله سبحانه وتعالى :

{ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ  (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ  (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) } الصافات .

وكذا قال الله تعالى : { إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ  الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ  إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ  الْكَرِيمُ (49) } الدخان .

ويا طيب : خير مثال يصف الله فيه حال الطرفين ، نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ومن تبعهم واستقى نور الهدى منهم ، وأعدائهم ومن خالفهم وعاداهم وحاربهم وأتباعهم ، وشجرهم وبقع أحوالهم والنور المحيط بهم ليكون ألوانهم ، هو قوله تعالى :

{ اللَّهُ  نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ

 يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ

 يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي  اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ  وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)

 رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ  وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)

 وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ

 كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ

يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ  اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ  مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا  لَهُ مِن نُّورٍ (40) } النور .

ويا طيب : والشجرة المباركة والطيبة هي نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وفي بيوتهم نور الهدى والإيمان الحق ولهم كوثر الخير ، لأنهم بحق عبدوا الله كما هداهم ، ومن خالفهم فهو في ظلمات الضلال فما له من نور ، وعرفت جنة وجحيم الطرفين وبقعهم ، وجعلنا الله في كوثر الخير والنعيم الدائم مع المنعم عليهم نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، وأبعدنا وكفانا الله شر أعدائهم ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

ويا طيب : شرحنا آية النور بتفصيل كريم في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، فمن أحب فليراجعها يرى ما يسره إن شاء الله ، ونكتفي بهذا البيان لبستان المؤمن وجنة وجوده وبقعها المباركة ، وكفانا الله من نافق وضل عن أهل البيت عليهم السلام ، وهو يدعي حبهم ويتبع أعدائهم ومن خالفهم ولا يأخذ دينه منهم ، بل يعادي من حب آل محمد صلى الله عليهم وسلم وأقتدى بهم ، مثلهم من هدم مراقد أئمة البقيع وصرح المجد المعرف لأئمة الحق والهدى الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار ، وعرف غيرهم أئمة وأقتدى بضلالهم وأضل من تبعه  .

 

أحاديث مناسبة للبقاع والشجر والبستان :

يا طيب : لمعرفة أن حب النبي وآله هو التمسك بهم ، ومودتهم وطاعتهم والعلم والعمل بمعارفهم ، وهو المقرب لله تعالى وهو صراطه المستقيم ونعيم هداه وجنته ، ولا ينفع عمل من يوالي أعدائهم ويعمل بفكرهم وقياسهم واستحسانهم ، فضلا عن الابتعاد عنهم وبغضهم وهدم قبورهم لينسى أهل البيت ويعبد أفكار أئمة ضلال غيرهم والدفاع عنهم ، فإن الله تعالى يحب من أصطفى وأختار وجعله ولي لأمره وراسخا بعلم كتابه ومطهر مثله وأمر بوده ، والصلاة والسلام عليه والاستغفار عنده ، لا هدم مراقده وصرف الناس عنه لغيره مبغضا له ، ولمعرفة هذا المعنى نذكر من الأحاديث ما هو مناسب للشجر والبستان والبقاع :

وقال الإمام علي في تعريف رسول اللّه و آل بيته‏ :

حَتَّى أَفْضَتْ كَرَامَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: إِلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَأَخْرَجَهُ:

مِنْ أَفْضَلِ الْمَعَادِنِ مَنْبِتاً : وَ أَعَزِّ الْأَرُومَاتِ‏ مَغْرِساً ، مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي صَدَعَ‏ مِنْهَا أَنْبِيَاءَهُ وَ انْتَجَبَ‏ مِنْهَا أُمَنَاءَهُ .

عِتْرَتُهُ خَيْرُ الْعِتَرِ : وَ أُسْرَتُهُ خَيْرُ الْأُسَرِ .

وَ شَجَرَتُهُ خَيْرُ الشَّجَرِ : نَبَتَتْ‏ فِي‏ حَرَمٍ‏ ، وَ بَسَقَتْ فِي كَرَمٍ ، لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ ، وَ ثَمَرٌ لَا يُنَالُ .

فَهُوَ : إِمَامُ مَنِ اتَّقَى ، وَ بَصِيرَةُ مَنِ اهْتَدَى ، سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوْؤُهُ ، وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ ، وَ زَنْدٌ بَرَقَ لَمْعُهُ ، سِيرَتُهُ الْقَصْدُ ، وَ سُنَّتُهُ الرُّشْدُ ، وَ كَلَامُهُ الْفَصْلُ ، وَ حُكْمُهُ الْعَدْلُ .

 أَرْسَلَهُ : عَلَى حِينِ‏ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ‏ ، وَ هَفْوَةٍ عَنِ الْعَمَلِ ، وَ غَبَاوَةٍ مِنَ الْأُمَمِ‏ .

اعْمَلُوا : رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، عَلَى أَعْلَامٍ بَيِّنَةٍ ، فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ‏ .

نهج البلاغة ص137خ93 .

فنبي الرحمة : هو شجرة النور وآله معه وشيعتهم معهم ، فهم في الجنة في بقعة نور العلا يحفون بهم ، وهم خلاف بقعة أعدائهم المظلمة في نار جهنم ، ولذا جاء :

عن مينا : مولى عبد الرحمن بن عوف الزهري قال: قال لي عبد الرحمن يا مينا ، أ لا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت : بلى .

قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ :

 أَنَا شَجَرَةٌ : وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا ، وَ عَلِيٌّ لِقَاحُهَا ، وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا ، وَ مُحِبُّوهُمْ مِنْ أُمَّتِي وَرَقُهَا رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .

 

ورحم أبو يعقوب البصرائي إذ فقال‏:

يا حبذا دوحة في الخلد نابتة

ما مثلها نبتت في الخلد من شجر

المصطفى أصلها و الفرع فاطمة

ثم اللقاح على سيد البشر

و الهاشميان سبطاه لها ثمر

و الشيعة الورق الملتف بالثمر

انى بحبهم أرجو النجاة غدا

و الفوز في زمرة من أفضل الزمر

هذا مقال رسول اللّه جاء به‏

أهل الرواية في العالى من الخبر

الأمالي للمفيد ص245م19ح5 .

وأما البقاع :

عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين عليه السلام :

أَيُّ الْبِقَاعِ‏ أَفْضَلُ ؟

فقلت : الله و رسوله و ابن رسوله أعلم .

فقال : إِنَّ أَفْضَلَ الْبِقَاعِ‏ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ .

وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا : عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ ، أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ، يَصُومُ النَّهَارَ وَ يَقُومُ اللَّيْلَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ .

وَ لَقِيَ اللَّهَ : بِغَيْرِ وَلَايَتِنَا ، لَمْ يَنْفَعْهُ شَيْئاً .

المحاسن ج1ص91ب16ح43 .

 

وعن علي بن رئاب قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول‏:  إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وَ بِقَاعُ‏ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَيْهَا ، و أبواب السماء التي كان يصعد بأعماله فيها ، و ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء .

قرب الإسناد ص303ح1190 .

 

وفي تفسير العسكري قال عليه السلام :

إن الله عز و جل : يبعث يوم القيامة عباده أجمعين و إماءه، فيجمعهم في صعيد واحد فينفذهم‏ البصر، و يسمعهم الداعي، و يحشر الليالي و الأيام ، وَ تُسْتَشْهَدُ الْبِقَاعُ‏ وَ الشُّهُورُ عَلَى أَعْمَالِ الْعِبَادِ.

 فمن عمل صالحا : شهدت له جوارحه وَ بِقَاعُهُ‏، و شهوره، و أعوامه‏ و ساعاته، و أيامه. و ليالي الجمع و ساعاتها و أيامها، فيسعد بذلك سعادة الأبد .

و من عمل سوءا : شهدت عليه جوارحه، وَ بِقَاعُهُ، و شهوره و أعوانه، و ساعاته و أيامه‏ و ليالي الجمع و ساعاتها و أيامها، فيشقى بذلك شقاء الأبد.

ألا فاعملوا اليوم‏ : ليوم القيامة، و أعدوا الزاد ليوم الجمع يوم التناد، و تجنبوا المعاصي، فبتقوى الله يرجى الخلاص .....

التفسير ص654.

ويا طيب : من أفضل الأعمال هو إعمار المراقد المطهرة للنبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، وتعهدها بالعناية والرعاية والاحترام والتقديس بالسلام على مضاجعهم وأرواحهم والصلاة عليهم والاستغفار فيها ، والتقرب إلى الله بها ، وهي عبادة لله بما أمر وطاعة لأولياء أمره وما أحب لهم من الكرامة في الدنيا والآخرة ، وخسر وخزي من هجرهم فضلا عمن هدم قبورهم وأستهان بمقامهم ومراقدهم ، ولمعرفة هذا المعنى تدبر هذا الحديث الحاكي عن البقاع المقدسة في الدنيا والآخرة .

 

عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز قال : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ،  فقلت له :

يا ابن رسول الله : مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَهُ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .

وَ عَمَرَ تُرْبَتَهُ ؟

قال عليه السلام : يا أبا عامر ، حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عن علي عليهم السلام :

 أن النبي صلى الله عليه وآله قال له : و الله لتقتلن بأرض العراق و تدفن بها .

قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِمَنْ زَارَ قُبُورَنَا .

وَ عَمَرَهَا  :وَ تَعَاهَدَهَا .

فَقَالَ لِي : يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قَبْرَكَ وَ قَبْرَ وُلْدِكَ .

بِقَاعاً : مِنْ بِقَاعِ‏ الْجَنَّةِ .

 وَ عَرْصَةً : مِنْ عَرَصَاتِهَا .

و إن الله : جعل قلوب نجباء من خلقه ، و صفوته من عباده تحن إليكم ، و تحتمل المذلة و الأذى فيكم .

 فَيَعْمُرُونَ قُبُورَكُمْ .

 وَ يُكْثِرُونَ : زِيَارَتَهَا ، تقربا منهم إلى الله ، مودة منهم لرسوله .

أولئك : يا علي ، المخصوصون بشفاعتي ، و الواردون حوضي .

و هم : زواري غدا في الجنة

يَا عَلِيُّ : مَنْ عَمَرَ قُبُورَكُمْ وَ تَعَاهَدَهَا .

فكأنما : أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس .

و من زار قبوركم : عدل ذلك له ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام ، و خرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه .

 فأبشر : و بشر أولياءك و محبيك من النعيم ، و قرة العين بما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر .

و لكن حثالة من الناس : يعيرون زوار قبوركم بزيارتكم ، كما تعير الزانية بزناها ، أولئك شرار أمتي ، لا نالتهم شفاعتي و لا يردون حوضي .

تهذيب الأحكام ج6ص22ب7 ح50- 7 .

 

نعم يا طيب : من هدم قبور آل محمد عليهم وحاول طمس معالم آثارهم ، لكي لا يعرفوا ويسلم ويصلى عليهم ويظهر لهم المودة ويقتدي بهم من يعرفهم من المؤمنين ، هم حثالة من أذناب الكفار واليهود ومن نصبهم وقواهم من الاستعمار وأختارهم ، لطمس معالم الدين وجعل أئمة النواصب والمبغضين لأهل البيت من أولياء بني أمية أئمة له ولمن تبعه ، وأعانه بالمال والوسائل والإعلامية ، ولكن هيهات فإن لله تعالى متم نوره ولو كره المشركون والكافرون والمنافقون ، وعرف العباد من هم أئمة الحق إلا من كان على قلبه حجاب وهو كالحجارة أو أشد قسوة ، فتركهم وترك نور هداهم وخرب بقاعهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

*****


ومن عاداهم وهدم صروحهم منافق متلون فهو بقيع

ترك الثقلين الطاهرين وحجة الله وعبد أفكار الوهابية

 

البقيع المتلون المنافق :

بقيع : كل ملون ومخلوط وما كثرت ألوانه وثبتت له فكونت بقعه ، فهو متأصل البقع وهو بقيع ، و الأبْقَع الأبرص وأيضا السّرابُ ، وكل متلون متأصل في التلون وثابت عليه فهو أبقع وبقيع ، وبالخصوص المتلون في دينه وعقائده ولسانه ومتغير في ظاهره وباطنه وأفضل أسم له أنه هو المنافق ، وبالخصوص من يدعي أنه يحب أهل البيت من آل محمد عليهم السلام بلسانه وظاهره ، ويحب ويتبع ويوالي أعدائهم ومن خالفهم وقاتلهم ويحب قتل شيعتهم ومن يتبع آل النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وخير مثال لبقيع المنافق هو هدم صرح أهل البيت في جنة البقيع الغرقد .

وبقيع : أبقع ، بقِعَ يَبقَع بَقَعًا فهو أَبْقَعُ ، الأبقع ما اختلف لونه البَقَعُ‏ و البُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ ، وأبقع  فيه سواد وبياض ، بقِع الجِلدُ ونحوُه خالطَ لونَه لونٌ آخر . وهو صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بقِعَ ، ومنه بقّع  الثّوب ونحوه جعله ذا بقعٍ  لطَّخه لوَّثه ، أو وسّخه ، و بقَّع الصِّبغُ الثّوبَ .

 و الباقعةُ : الداهية رجل‏ باقِعةٌ ذو دَهْيٍ ، و بُقِعَ‏ الرَّجلُ : رُمِيَ بكَلامٍ قَبِيحٍ، و الباقِعة عند العرب :الطائر الحَذِر المُحْتال الذي يشرب الماء من‏ البقاع‏، ، ولا يَرِدُ المَشارِعَ و المِياهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن يُحْتالَ عليه فيُصاد ثم شُبِّه به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال ، وبالخصوص من يستخدم المكر والحليلة والخداع لنيل مقاصده ، فيظهر بمظهر الإيمان والصلاح والخيرين ، حتى يأخذ ما يضمره في باطنه من لنيل المنافع والمطامع بغير حق ،  والغراب الأَبْقَعُ الذي فيه سواد وبياض وهو مكروه و يتشاءم منه .

 و يُقَالُ: مَا أَدْرِي أَيْنَ‏ سَقَعَ و بَقَعَ‏، أَيْ أَيْنَ‏ ذَهَبَ، كَأَنَّهُ قالَ: إلَى أَيِ‏ بُقْعَةٍ من‏ البِقَاعِ‏ ذَهَبَ، لا يُسْتَعْمَلُ إلّا في الجَحْدِ. والمنافق ممن أستيقن الإيمان وجحد العمل به ، بل وعمل بخلافه ، وخير مصداق له هم من أدعى حب أهل البيت من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، ولكنه يتبع ويعمل وفق هوى وفكر من خالفهم وحاربهم وقاتلهم وقتلهم ، ويطيع أعداء النبي وآله بكل وجوده مع ادعائه لحب النبي وآله .

ومثالهم الحقيقي : هو من هدم المراقد المقدسة لآل النبي الأكرم في بقيع الغرقد ، ويمنع من السلام والصلاة عليهم كما أمر الله ، ويحارب من يستغفر الله عندهم كما علم سبحانه للعباد ، في قوله تعالى :

 

معنى باقعي النفاق وصفاتهم :

نعم يا طيب : إن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمرنا بأن نأتي النبي الأكرم وآله ليستغفر لنا بل وأمرنا بوده وآله ذوي القربى المقربين ، والصلاة والسلام عليهم  ، وفي حياتهم ومماتهم وهم أحياء عند ربهم يرزقون ، كما في قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ  لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ

 وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ

فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ

وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ

لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا  رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا  مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) } النساء .

وقال الله تعالى { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى  النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } الأحزاب .

والله تعالى هو الذي أمرنا : بأن نصلي على النبي وآله كما في أحاديث الطرفين ، ولكن القوم قطعوا الصلاة عليه فقط ، وحرموا وقطعوا الصلاة عن الآل ، بل وعادوهم ولا يذكرهم معه بل إن ذكرهم يستعجل ويبلعها أو يذكر معهم غيرهم ممن لم يُعلم ولم يُأمر بذكره فضلا من ذكر من عاداهم معهم ، فضلا من أن يزورهم ويصلي ويسلم ويستغفر الله عندهم ، فنافق وهدم صروحهم لكي لا يعرفوا فيسلم عليهم ويصلى عليهم ويستغفر عندهم .

وما هذا إلا : عين النفاق والبقع المتأصل الثابت في الإسلام ولم يدخل الإيمان في قلبه ، وظاهرة غير باطنه ، ويدعي حبهم ولا يعمل بما أمر الله في حقهم من المودة ولا يعترف بتطهيرهم ، ويحاول بكل علمه وعمله أن يدخل معهم أعدائهم ومن أقصاهم وحاربهم معهم ، سواء في الصلاة والسلام عليهم أو في التطهير ويجعلهم أهل البيت دون أئمة الحق من آل النبي والقربى الأقربين وهم فاطمة والحسن والحسين وأبناء الحسين من الذرية الطيبة الطاهرة ، ولمعرفة هذا المعنى تدبر البحث الآتي :

يا طيب : قد جاءت آيات وكثيرة في القرآن المجيد تعرف أن فيمن يدعي الإسلام هناك من لم يؤمن بل منافق ، يظهر الإيمان ويضمر الكفر وخلاف تعاليم الدين ويعمل بكل باطل وضلال وظلم ، وقد خص الله أكثر من ثلاثمائة آية في كتابه تعرف المنافقين ، ففي سورة الفاتحة عرف أن هناك منعم عليهم بصراط الهدى المستقيم ، وهناك غيرهم ضال مغضوب عليه ، و في سورة البقرة بعدها يعرف الله في خمس آيات المؤمنين ، ثم آيتين الكافرين ، ثم في أكثر من أربعة عشر آية تعرف المنافقين ، بل يستمر بعد قصة آدم يعرف نفاق بني إسرائيل ويحذر المسلمين أن يكونوا مثلهم ، بل خصص سورة كاملة باسم المنافقين في القرآن الكريم ، وغيرها آيات النفاق كثيرة جدا فيه .

ولولا كثرة المنافقين : وشدة وطأتهم وشأنهم الكبير في تخريب الدين ، وادعاء الإيمان والعمل بخلاف ما يرضي الله ، لما خصص هذا العدد الضخم من الآيات في بيان وجودهم ، وقد عرفت وجودهم في البحث السابق بأن هناك شجرة طيبة وأتباع لها ، وشجرة خبيثة وأتباع لها ، وهم بين المسلمين وهم المنافقين .

وخير مثال لهم : هو من يدعي حب النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، ثم يحاربهم في الجمل وصفين والنهروان ، ومن مهد لهم وأطاعهم ، فهم يدعون الإيمان ويظهرون النفاق عملا بحربهم لوصي النبي وسيد العباد بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآله آل النبي الأكرم صلى الله عليهم وسلم وهم سادة الوجود في الدنيا الآخرة ولهم أحسن بقاعها.

يا طيب : إن من سنة الله سبحانه الاختبار للعباد ، ولا يكفي أن يدعي المسلم الإيمان ولم يعمل بحقائقه من حب المؤمنين والنبي وآله الطيبين الطاهرين كما أمر بمودة القربى للنبي في آية المودة  ، وبغض الكافرين والمنافقين ، ولذا قال الله تعالى :

{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ  فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ  يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)

وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ  الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) } آل عمران .

فالله سبحانه : يعلم حقائق العباد ، ولكن ليظهر حقيقتهم و واقعهم علما وعملا ، وقد بين الله تعالى أن من المسلمين يطمع بالدنيا وزينتها فهو مع خيراتها إن حصل عليها تبعها حق أو باطل ، فينقلب عن أئمة الحق لما عند أئمة الضلال من المال وزينة الدينا ولذا قال الله تعالى :

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ  خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ

وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) } الحج .

وبالخصوص تجلت : حقيقة النفاق عند و بعد مغتصب الخلافة من آل النبي ، والله حكى بأنه هناك من ينقلب ويظهر حقيقته التي تبع بها النبي الأكرم .

ولذا قال الله تعالى :

 { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ 

انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا

 وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) } آل عمران.

ويا طيب : لا يشكر الله من يخالف ما أمر من مودة القربى والصلاة والسلام عليهم والاستغفار عندهم ، وإنما يشكر من ثبت على حبهم وولائهم وأقترف الحسنات بطاعتهم والعلم والعمل بما هدوا له وسار على صراطهم المستقيم لنعيم الله وبقيع بساتين الهدى والجنة ، وهذا هو معنى ما قال الله تعالى :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى 

وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) } الشورى .

فشكر الله : للمؤمن الذي يود القربى للنبي صلى الله عليهم وسلم ، ويسلم ويصلي عليهم ويستغفر عندهم حين يزورهم ، لا من يهدم مراقدهم ويمنع الناس من معرفتهم ، بل ويعاقب ويقتل من يحبهم ويتبعهم ، وكفانا الله وأياكم شر أعداء آل محمد ، وجعلنا الله من شيعة النبي وآله صلى الله عليهم ومن يحبهم ويواليهم ويقتدي بهم ويطيعهم ويصلي ويسلم عليهم ويزورهم ويستغفر الله تعالى عندهم ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 


قصة هدم مراقد أئمة البقيع :

 

قل للذي أفتى بهدم قبورهم

سوف تصلى في القيامة ناراً

أعلمــت أي مراقـد هدمتها

هي للملائــك لا تزال مزاراً

 

لا حول ولا قوة إلا بالله : قام اتباع بن عبد الوهاب وحكامهم الذين يوحي لهم المستعمرون الصليبيون ، والذين يمدونهم بالسلاح والمال والتخطيط الخبيث لحرف المسلمين للمذهب الباطل والضال لأبن تيمية وترويجه بكل وسيلة ، بعد إن كفروا جميع مذاهب المسلمين المتعارفة في ذلك الزمان ، ومكنوهم بالاستيلاء على حرم الله ورسوله بعد أن سالت كثير من دماء المسلمين وتسلطوا عليهما ، فهدموا مراقد الصالحين في مكة والمدينة في سنة  1221 للهجرة النبوية المصادف سنة 1806 ميلادي ، وسرقوا كل ما موجود في خزائن المسجد الحرام والنبوي والمراقد المقدسة في مكة والمدينة بما في ذلك مراقد أئمة البقيع عليهم السلام ، ومن تلك السنة منع الحج من باقي البلاد الإسلامية  .

ثم يا طيب : من سنة 1233 للهجرة النبوية المباركة أي في سنة 1818 ميلادي ، وبعد عدة حروب انتصر قادة والي مصر محمد علي باشا  عليهم وطردوهم من جميع أراضي الحجاز وبدد شملهم وبني جميع ما خربه إذناب الصليبيون الوهابية ، وبنيت مراقد آل محمد عليهم السلام في البقيع بأحسن وجه وعادة للشموخ مفاخر المسلمين وصروح عزهم وقربهم لله تعالى ، وعادة أمر الحج والزيارة كما كان عليه قبل الغزو الصليبي بيد الوهابية.

وفي سنة : 1343هجرية أي في سنة 1925 ميلادي جاءت مرة أخرى الوهابية بدعم استعماري صليبي وفكر تخطيطي صهيوني لتستولي على الحجاز بما في ذلك الحرمين الشريفين مكة والمدينة ، وهدمت مرة أخرى مراقد الأولياء الصالحين لصحب نبينا محمد وآله عليهم الصلاة والسلام ، وبالخصوص في يوم 8 شوال في سنة 1344 للهجرة هدمت المراقد الطاهرة لأئمة البقيع وهم الحسن بن علي ـ  وعلي بن الحسين بن علي ـ ومحمد بن علي ابن الحسين ـ وجعفر ابن محمد بن علي بن الحسين ـ عليهم السلام ، ومراقد أزواج النبي وأعمامه وأصحابه .

ولحلول هذه الذكرى : المحزنة والمناسبة الأليمة والفعل اللئيم والحدث المشين الذي يدل على خبث عامليه وسوء سريتهم ، نتقدم بقلوب يعصرها الألم الحزن بخالص العزاء والتسلية لمقام صحاب العصر وإمام زماننا الحجة بن الحسن العسكري عجل الله فرجه الشريف ، ولجميع المسلمين وبالخصوص اتباع  نبينا محمد وآله عليهم السلام ، لما حل بالإسلام وأهله من التحريف المبين في دين الله وتشويه معالمه بخزعبلات ومناكير فتاوي  وأفعال الوهابية ، وابتداعهم مذهب ودين جديد في الإسلام باسم السلف أو الوهابية و التيمية ، وإنكارهم لجميع شعائر الله والوسيلة لرضوانه ، جاعلين يوم تهديم مراقد آل محمد عليهم السلام في 8 شوال يوم لذكرى للتهديم الكبير والتخريب العظيم الذي حل بدين الله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 


قصيدة للأميني بالمناسبة :

لكم يا طيبين : مقتطفات من قصيدة لآية الله السيد محسن الأمين العاملي قدس الله سره ، رتبناها لما يناسب هذا المختصر وأضفنا لها ثلاث أبيات لربط مقاطعها وبعض الكلمات ومن أراد معرفتها بالكامل الرجوع لنص القصيدة المسماة ب ( العقود الدرية في رد شبهات الوهابية ) والملحقة بكتابه الموقر المسمى ب ( كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب )ـ .

قال رحمه الله :

يا قبـــة بثرى البقيــــــع منيعــة

شأت الفراقد والسهى في المصعد

ولقبـــة الأفــلاك دون منــــالها ـــ ـــ شـــــأو الضليع غدا وسير المجهد

شـــــعت بها أنــــوار آل محمد ـــ ـــ بســنا على طـــول الزمـــان مخلد

مــن كـل فــذ في البريـــة مغـتـذ ـــ ـــ در النبــوة بالإمــامــة مـرتـــدي

في بقعـة ودت نجــوم سـمائها ـــ ـــ في الأرض من حصبائها لو تغتدي

والشمـس ترمقـها بناظر حاســد ـــ ـــ ويـــرد عنها البــدر مـقـلـة أرمـد

كــف الثريــا قاصــر عن نيلها ـــ ـــ أبــداً وعنهـا الشمـس قـاصـر اليد

تعتــز بالفضـل العظيم المعتلي ـــ ـــ وتطـول بالشـــرف القديــم الأتـلـد

عاثت بشــــامخها أكف جفاتهــم ـــ ـــ يا للإباء والديـــن عـيـث المفســد

هــدمـت معاولهم رفيـــع بنائها ـــ ـــ ومحــت محاسـنها بذاك المعهــــد

عجبـــاً لأحــداث الزمان وما أتت ـــ ـــ فـــذئابـه داســت عرينـة ملبــد

أ معـالــم الإســلام تمحى جهرة ـــ ـــ والمســلمون بمنظــر وبمشـــــهد

ـــ ــــ ـــــ ــــــ ـــــ ــــ ـــ

قــــم وأبك منتحباً ما قـــد حل بال ـــ ـــ إســــلام من وهن وفرط تبدد

أبنـــاؤه متشاكسون عــــــراهـم ـــ ـــ محلولــــة ما بـينهم لم تعقــــــد

زرعوا وكان الغير حاصد زرعهم ـــ ـــ يا ويح أيدٍ زرعها لم تحصد

وملكـــوا أمــس يقوض ملكهـــم ـــ ـــ أبــــداً بسيــــف عنهم لم يغمــد

فرحــــون باســــم ممــلك لكنه ـــ ـــ لســــواه كالمملـــوك والمستعبـد

ويـقــوم فيهــم ويســـمى مصلحاً ـــ ـــ بين البريــة وهــو عين المفسد

أو مرشداً وهو أحوج الأقوام لو ـــ ـــ عقـل الأمور إلى أتباع المرشد

معبــــوده إمــا هــوى أو درهــم ـــ ـــ فســوى الدراهـــم لم يعـبـــــد

أو مــن يثيـر ضغائناً في ما بينهم ـــ ـــ كــــادت تماث كأنها لم توجد

ويقـــوم باسم الدين يوقــد نارها ـــ ـــ بغيـــاً ولولا بغيـــه لم توقــــــد

يقــلي أخــاه به ويظهــر بغضــه ـــ ـــ ويقـــوم مفترياً عليه ويعتــدي

في كـل عاربــة لهم حصن يخـر ـــ ـــ ب بعد حصن بالخراب مهـدد

في كل ناحيـــة لهم شـــمل يــبـدد ـــ ـــ بعد شــمل قــبل ذلك مبــــدد

لم يكفي ما حل بالإســــلام من ـــ ـــ ضيم تذوب له صخور الجلمـــد

وتقســــم المستعمرين بــــلاده ـــ ـــ ووقوف سطوتهم لـه بالمرصــد

وتتابـــع الحملات من أطرافــه ـــ ـــ قصــداً لهـــــدم أساسه المتوطد

حتى أتت بســــافل نجد تبتغي ـــ ـــ نكأ القـــــروح وفعل ما لم يحمد

جاءت مقوضــة لــدين محمـــد ـــ ـــ وزعمت تنفي عنــــه كل مجدد

جاءت لتهـــدي الناس وهابيـة ـــ ـــ كلا وهل يهديك غيـــر المهتدي

من عصبـــة فيها الجمــود سجية ـــ ـــ لم يــلف فيها قط من لم يجمد

لولا المساعي الأجنبية ما اغتدى ـــ ـــ في الناس لابن تيمية مقتدي

(( نشــرت مذهبه زوراً وضلاله ـــ ـــ وقتلت أقـوام المسلمين بكل يد

بيد أقوام وحيها وتدبير أمورها ـــ ـــ بفكر صليبي وصهيوني ردي

فلم تبقى أرضاً لتصبر مؤمن ـــ ـــ إلا صروح لصحب وآل محمد)) ــ ـــ ــــ ـــــ ــــ ـــ ــ

لم يبقى غير قبور آل النبي محمد ـــ ـــ شيدت أنوارها في بقيع الغرقد

وقبـــور آباء النبــــي وصحبــه ـــ ـــ بوجـــودها للإســــلام عز ممهد

فإذا محــت ما شيــد من بنيانها ـــ ـــ لم يبقى في الإسلام صـرح مشيد

مـا قبـر أحمد عندهم أمسى سوى ـــ ـــ صنــم لقــد ضلت ولما تهتدي

كلا لعمـــر الله هـــدم قبورهــم ـــ ـــ هـــدم لصــرح بالفخــار ممــرد

قـــد حاولــت والله مكمل نـــوره ـــ ـــ إطفــــاء نور ســــاطع لم يخمد

جــرت على الإســـلام أعظم ذلـة ـــ ـــ بفعـــالها وأتــت بكل تمـــــرد

ساءت جميــــع المســلمين بفعالها ـــ ـــ ورمـــت قلوبها بحـــر موقـد

ســـاءت أمام المســـلمين محمـــدا ـــ ـــ وإليــــه في قرباه لم تتــــودد

ســاءت إله العـرش فيهم فاغتـدت ـــ ـــ منه بمنــزلة القصــي المبعــد

لم يكف ما صنعــت بهم أعداؤهم ـــ ـــ بحياتهــم من كل فعـــل أنكـــد

حتى غدت بعد الممات خوارج ـــ ـــ في الظلم بالماضين منهم مقتدي

لم تحفــظ المختـــار في أولاده ـــ ـــ وســـواهم مــن أحمــد لم يـــولد

وهـــم الأئمة للورى والعترة ال ـــ ـــ الهـــادون حقاً قـدوة للمقـتــدي

لم تحفظ المختــــار في آبائـــه ـــ ـــ من أصيـــد متفـرع من أصـــيد

لم تحفظ المختــــار في أعمامه ـــ ـــ من كل قــــرم بالعــلا متفـــرد

لم تحفظ المختـــار في أصحابـــه ـــ ـــ وهــم الذين بهم غدونا نقتدي

لم تحفــــظ المختـــار في أزواجه ـــ ـــ ولهـــــن منه حرمة لم تجحد

هــدمت قبابــاً فوقهــم قد شـيـدت ـــ ـــ معقـودة من فوق أشرف مرقد

فـوق الإمــام السيد الحسن الزكي ـــ ـــ ابن النبي ابن الإمام الســــيد

والعابد الســـجاد زيــن العابديــن ـــ ـــ بن الحســـين الراكع المتهجد

والباقــر العلم ابنــه والصادق ال ـــ ـــ قــول المفضل جعفر بن محمد

والســيد العبــاس عـــم محمــد ـــ ـــ رب المفـــاخر والعــلى والسؤدد

والحبر عبــد الله حبر الأمــة ال ـــ ـــ بحر الخضم ومرشد المسترشد

وصحابة الهادي الذين بنصرهم ـــ ـــ للــــدين قد فازوا بأعذب مورد

والناصــر المختار والــد طالب ـــ ـــ عـــم النبي وحمـــزة المستشهد

والمطعــم الحجاج عفواً سيد ال ـــ ـــ بطحــاء معطي الرفد للمسترفد

وخديجـــة الغراء أم المــؤمنين ـــ ـــ ومن ســـمت شــرفاً مقام الفرقد

والطــهر آمنــة وعبـــــد الله يا ـــ ـــ لله لليــــوم الفظيــــع الأســــــود

وأمام طيبــــة مالك وضــريح ـــ ـــ إسماعيل نجـــل الصادق المتعبد

وقــوم لهم أســمى مقــام أدركوا ـــ ـــ  قصــب السباق به برغم الحسد

ســـبقوا البريــة في الفضائل من ـــ ـــ مســود قد غدا ما بينهم ومسود

ولهم من النسب الصراح صراحة ـــ ـــ شرف قد اشتركوا به في القعدد

مــن كــل فــذ مالــه من مشــبه ـــ ـــ أو كــل نــدب في الفضائل مفرد

ولأمهـــات المــــؤمنين مكانـــة ـــ ـــ حكمـــت ببــر في الورى وتودد

وبقبـــر حـــواء وهدم ضريحها ـــ ـــ باب المذمـــة عنهم لــم يوصـد

أم الأنــــام تعـــق بعد وفاتـــها ـــ ـــ مــن فعــــل أبنـــاء عليها تعتدي

ســـلوا بـــذلك نســــل آدم كلــــه ـــ ـــ ولآدم جــــــاءوا بمــا لم يحمد

سبب معاداة الوهابية للشيعة الإمامية :

يا طيب : إن الخلاف بين لحق والباطل ، يرجع للزمن الأول بين ابليس وآدم ، وبين قابيل وهابيل ، وأستمر على طول الزمان بين المؤمنين من جهة والكافر والمشركين والمنافقين من جهة أخرى ، إلى زمان نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ومن عاداه ، وبالخصوص ظهر بعد وفاته فزادوا المنافقين ، الكفار والمشركين منعة وقوة ، لأن الإمام علي عليه السلام في غزوات النبي وحروبه مع الكفار في بدر وحنين وأحد والخندق وغيرهن قتل كبار الأقوام الكافرة ، ثم من أسلم بالقوة في فتح مكة المكرمة وبعدها ، كثر المنافقون حتى أن أعداء النبي وآله صلى الله عليه وسلم تمكنون من غصب الخلافة ثم شنوا الحروب على آله صلى الله عليهم وسلم ، كما في حرب الجمل قامت بها عائشة وقريش ، وصفين قام بها معاوية وأهل الشام ، والنهروان من الخوارج ، وهكذا بقي العداء بين أتباع الإمام علي عليه السلام وآله آل محمد صلى الله عليهم وسلم وأئمة الحق منهم وشيعتهم ، وبين من خالفهم من الحكام وأتباعهم  ، ويخف العداء والجهر به مرة ويخبو ومره يؤجج ويشتعل.

ولكن في عصرنا الحاضر : يرجع الخلاف وشدته بين أتباع النبي وآله وأعدائهم ،  لاختيار الاستعمار الحديث مذهب بن تيمية وتسليطه على شبه الجزيرة العربية ، فجاء بابن عبد الوهاب وآل سعود وسلطهم على الناس ودعم مذهبهم وفكرهم بكل الوسائل والمال ، فتهافت عليهم المنافقون وأضلوا العباد ، والآن تكاد تمحى المذاهب السنية القديمة ويصفو الجو لمذهب الوهابية وتأييدهم ، وأنتج القاعدة وداعش ومصائبهم ، ولكي نعرف قصة تكوين مذهب الوهابية وسيدهم أبن تيمية ، نذكر قصتهم بعنوان .

عالمي الشرق والغرب ابن المطهر و ابن تيمية :

عالم الشرق :

 ابن المُطَهَّر رحمه الله :  هو الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر  ،  والمعروف ب جمال الدين أبو منصور…. الأسدي الحلي والشهير ( بالعلامة ) .

ولد رحمه الله : في الثلث الأخير من ليل 27 رمضان 648 للهجر المباركة في مدينة الحلة والمعروفة في العصر القديم ب ( بابل ) في وسط العراق ، وتوفي سنة 736 للهجر النبوية ودفن في جوار أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام .

 نشأ : بين عائلة علمية،  كانت تحظى في زمانها بالزعامة الدينية الشيعية

 وتقدم : في ريعان شبابه على أقرانه وعرف فضله علماء عصره ، وله مؤلفات كثيرة ـ وحصل : على زعامة المذهب الشيعي بعد وفات خاله المحقق الحلي .

 وفي زمانه :  دخل السلطان المغولي محمد - المعروف بخدا بنده - في الإسلام واعتنق المذهب الحنفي وكانت عاصمة ملكه طوس شمال شرق إيران .

 ثم حدث :  أن عرضت له مسألة فجمع لها فقهاء المذاهب الأربعة ، فاختلفوا و أطالوا البحث ، فلم يرضه ما سمعه منهم .

 فذكر له أحد وزرائه : عالم الشيعة ابن المطهر .

 فقالوا له : إن له مذهب باطلاً .

فقال : حتى يحضر . وبعث إليه .

 فقدم عليه أبن المطهر : من الحلة يحمل معه كتابين قد ألفهما في طريقه .

 أحدهما : منهاج الكرامة في الإمامة .

 والثاني : نهج لحق وكشف الصدق .

 ثم جمع له السلطان : علماء المذاهب ، ودارت بينهما المناظرات والمباحثات في قصة مشهورة ، نقلت الكتب قسماً منها .

 وقد طار صيتها : في جميع البلاد الإسلامية حيث كانت هذه المناظرات عدة أيام ، وكان النصر فيها لأبن المطهر بالأدلة والبراهين القاطعة التي أعجبت الملك والحاضرين ، وحينها أعلن الملك وقسم من الحاضرين تشيعهم واعتنقوا مذهب الإمامية وأصبحوا (جعفرية) نسبة للإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن آبي طالب عليهم السلام ، أستاذ الأئمة الأربعة مالك وأبو حنيفة وابن حنبل والشافعي .

 هذا من جانب : والجانب الآخر.

 

عالم الغرب :

 ابن تيمية :هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ،  المعروف ب تقي الدين أبو العباس ابن تيمية …. الحراني ثم الدمشقي ، وحران مدينة بين الموصل وحلب والآن في القسم التركي الكردي .

 ولد بحران : سنة 661 للهجرة من بيت حمل لواء المذهب الحنبلي أكثر من قرن من الزمن في مدينة حران ،  وبعد السادسة من عمره حمله أبوه مع أسرته هرباً من الغزو التتري و نزل دمشق ، وافرد له كرسي بجامع دمشق يدرس فيه ، و أسندت أليه مشيخة دار الحديث السكرية في القصاعين محل سكناه .

 وأما الابن احمد : فقد برز وحصل على كرسي والده بعد وفاته،  ولم يكن على وفاق مع المذاهب الإسلامية الثلاثة الحنفي والشافعي والمالكي ولا شيوخ الصوفية .

 وكتب كتب : في الرد على قضاتهم وله منازعات معهم أدت إلى سجنه عدة مرات ، باعتباره منحرف عن السنة والتوحيد .

 وفي سنة 710 هجري : تجددت له معهم أمور أدت إلى اعتقاله في قلعة السلطان ، وبعد أيام أُعطي قاعة حسنه و أموال تكفيه ، وبقي بجانب السلطان في القلعة حتى توفي فيها سنة 728 للهجرة .

 ولم يتزوج : طول حياته البالغ 68 سنة ، ودفن في مقابر الصوفية في دمشق.

هذا ملخص : من حياة العلمين ، علم الشرق الشيعي ، وعلم الغرب الحنبلي ، طبعاً شرق وغرب بالنسبة لسكناهم ومحل تواجدهم بالنسبة للبلاد الإسلامية ،  حيث كان يسكن أحدهم العراق العلوي ، والآخر الشام والمسجد الأموي .

 

 

وأما العلاقة بين العلمين :

يا طيب : إن ابن تيمية لما سمع بالمناظرات التي دارت في محضر سلطان الشرق ، وتشيع سلطان إيران وتشيع قسم من أهلها بعد أن كانت سنية بلا منازع ، كأنه تأسف إذ لم يكن حاضرا ليناقش ابن المطهر ، فسعى حتى حصل على كتابه الأنف الذكر أقصد :

منهاج الكرامة في الإمامة

فرد عليه بكتاب سماه :

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية

وقد أسهب فيه وأطال : فتخالف الكتابين في كل شيء فيهما .

 وحشا فيه : كل شيء مخالفاً لابن المطهر كأنهم في دينين مختلفين ـ وتحامل عليه للغاية فلم يألو سب أو تهمة إلا ولصقها به .

 و وصل به الأمر : إلى تفضيل يزيد بن معاوية وأبيه معاوية وجميع بني أمية ، على الحسين بن علي وأبيه وجميع بني هاشم ، بل تعدا حتى على النبي الأكرم وسلب عنه كل جاه وعلو مقام عند الله تعالى ، واعتقد أنه لا ينفع ولا يضر حتى بإذن الله تعالى ولا شفاعة له.

 وخالف فيه : حتى معتقدات المذاهب الإسلامية الأخرى في التوحيد من ناحية التشبيه والتجسيم النبوة والشفاعة ، ورد الأحاديث التي أستشهد بها بن المطهر والمذكورة في الكتب الصحاح عند باقي المذاهب الإسلامية ، حتى اعترضه كثير ممن حكم على الكتاب من المذاهب الإسلامية الباقية ، بل وضلل ابن تيمية .

 

اتباع الخصمين في زمانهما :

يا طيب : في القرن السابع الهجري وتقريباً في الأواسط ما بين ظهور السلام العزيز وزماننا الحاضر ،  كانت حادثة في حياة علمين واجتمعا فيها .

 كان أحدهم : في شرق المعمورة الإسلامية ، والآخر في غربها .

 أحدهم الشرقي الشيعي : وهو بن المطهر المعروف بالعلامة حيث في زمانه جعل سلطانة على مذهبه فشيعه ، كما وأن الشيعة تعده أحد أعلامها الأفذاذ ، وتحترم مزاره فضلاً عن كتبه وأراءه .

والآخر الغربي الحنبلي : المعروف بابن تيمية ، هو اصبح على دين سلطانه حيث

 حرم الخروج : على الحاكم ولو كان فاسق ظالم ، فاحترمه السلطان وأجلسه معه في قلعته مع ما أثير ضده ، وبموته بعد مدة نسي وكان في ذمة التأريخ لا رأي له يحترم حتى من اتباع المذهب الحنبلي فضلاً عن غيره ، ولا يعتد بأقواله ولا يلتفت لكتبه ومؤلفاته .

ويا طيب : ولما كان كل إناء للذي فيه ينضح ، ففي زماننا الحاضر القرن الرابع عشر للهجرة ، نرى نتيجة البحث وما حصل عليه كلاً من العلمين .

عالم الشرق أبن المطهر رحمه الله :

أثمرت جهوده : فأصبحت حكومة إيران شيعية كشعبها وعلمائها وكان الانتصار فيه لابن المطهر في الشرق .

 وأما في الغرب : فسوريا حكامها علويين وكذا كثير من شعبها ، وحصل لابن المطهر فيها نصيب ، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان لم يعترفا بإسرائيل .

 وجاءت الحكومتين : بعد جهاد مرير للاستعمار وكثير من أحرار العام يؤيدوهما ، فحصلت لبذرته قيم ومعارف تهز العالم بعنوان شيعية ، وكذا حصل له نصيب في شعب لبنان كحزب الله فهم شيعة يحترمونه ، والعراق فهو نصيبه وأبنه وهو أحد مفاخره وله في كل بلد شيعي حب مفرط وتقدير لجهوده الغراء .

 

علم الغرب ابن تيمية :

فله في زماننا الحاضر : حكومة في الجزيرة العربية ، متملقة لإسرائيل بل يعبدون أفكار حكامها الصهاينة علما وعملا ، ولا يجرؤون على مخالفتها ، وهم عملاء للأجنبي لأنه جاء بهم بالقوة وسلطهم ليستفيد منهم في مآربه ، ولا تقيم لتطبيق مبادئه وزنا عملا فهم يرتكبون حتى ما لا يرضى به لأنفسهم وقد يحرموه لغيرهم ، وله قسم من شعب وعلماء سوء متملقين للحكومة وسلاطينها ، ولكن تسموا باسم غيره وهابية وكأنه لم يكن أبا شرعيا لهم ، لأنه محمد بن الوهاب هو الذي أحيى فكره وجعله مذهب بأمر الكفار والاستعمار ، وذلك لأنه أشد شراسة في مخالفة النبي وآله ويدعوا لبغضهم وعدائهم وتكفيرهم وكل معارفهم لا يقيم لها وزنا ، بل يحرم حتى زيارة قبوره بل يحرم السلام والصلاة عليهم فضلا عن الاستغفار عندهم .

 وبقي الأحرار : من المؤمنين وهم كثره ، يرون وجود الوهابية وآل سعود بذرة سيئة للاستعمار الذي أختار مذهب منحرف لعالم فاسد مذهبه ولم يحترمه مسلمون عصره ، فدعمه الكفار والمشركين والمنافقين والنفعيين ، بكل فكرهم وجهودهم حتى ينشرونه ويروجون له بكل أفكارهم الخبيثة ، فكان له الثمرة الثانية ، في أفغانستان فأوجد همج رعاع لا يقيمون للحضارة وزنا ، ولا للمبادئ الإسلامية معنى ، فكانوا حكام بلا شعب وشعب بلا حكومة ، حتى تخلصوا منهم بعدما شملت ناره من نصبهم ولهم وجود في أفغانستان وإن لم يحكم ، وينال شرهم الأبرياء بين فترة وأخرى.

 وجاءت الحكومتين : نتيجة بذور زرعها الاستعمار على يد مجدد مذهب ابن تيمية المسمى ب ابن عبد الوهاب فكانت وهابية وإن لم يعترف الأب بدعوة ابنه ،  أو فقل وهابية يهودية غربية تحيي فكر ابن تيمية ، المعادين لآل محمد صلى الله عليهم وسلم .

ويا طيب : في سنة 2014 ميلاد صارت ثمرة أخرى لابن تيمية وابن أبن له ، وهم داعش وسموا اسمهم الدولة الإسلامية ، في شمال سوريا والعراق وليبيا ومناطق أخرى ، فحرقوا الأخضر واليابس ودمروا البلاد والعباد ، والحمد لله وأنا أكتب هذه السطور بدت تتلاشى بانتصار الحشد الشعبي الذي أفتى بتكوينه مرجع الشيعة السيد السيستاني حفظه الله وأيده الشعب فأنتصر ، وخلص من شرهم حتى البلاد السنية ، وأجتمع منهم معه من لم يرضى بظلم داعش .

 

فالآن يا طيب : في هذه الأيام و على ساحات الحوار على الإنترنت ، وفي المرئي التلفاز ، بل وفي كل مكان من المواقع الاجتماعية ، فكل حوار تراه على ساحات المناقشة ويقودها الشيعة (وأنا منهم أو أنت ) فله أساس في كتاب :

 منهاج الكرامة في الإمامة لأبن المطهر

 أو يعبر بشكل أو بآخر عن ما جاء فيه .

 وكل حوار : يقوده الوهابية ولا ادري إن كنت منهم أو لا فله أساس في كتاب

 منهاج السنة لأبن تيمية

 أو يعبر عنه بشكل أو بآخر عما جاء فيه  .

وإذا أردت يا طيب : أن تعرف أكثر من ما ذكرنا من مختصر في تاريخ نشوء الوهابية ، راجع الكتب المؤلفة بكثرة في شؤونهم وضلالهم ، و لكل شيء أسباب وجذور وأصول وفروع ، ولكي تحكم بعين الإنصاف وتطلع على حقيقة الأمور من غير غش وخداع ـ

 فهذا كأنه كان : استمرار لما دُون في كتاب :

 النزاع والتخاصم بين بني أمية وبني هاشم

 لمؤلفه : المقريزي

و هذا مقال : سبب النزاع والتخاصم بين الوهابية والشيعة

منتزع مما قرأته : من كتاب ابن تيمية لصائب عبد الحميد ، ومقدمة نهج الحق وكتب أخرى تجدها على موقع مركز الأبحاث العقائدية ، فجزى الله كتابها خيرا والدال على الخير كفاعله ، وسأضع موقع بين يديك بين كثير من الكتب في هذا المعنى ، وإن أحببت عقائد الشيعة وما هم عليه من الأفكار ، فراجع موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين لخادم علوم آل محمد عليهم السلام الشيخ حسن جليل الأنباري حفظه الله ورحمه ، فإنه فيه خالص عقائد الشيعة واعتقاداتهم ومعارف هداهم ، أو راجع الغدير والمراجعات والعبقات وإحقاق الحق وكتب أخرى كثيرة لأعلام الشيعة ومفاخرهم .


دعوة لإقامة محافل هدم البقيع وأسبابه :

يا طيب : بمناسبة ذكرى هدم مراقد أئمة الحق والصحابة والصالحين من السابقين والتابعين ، وبالخصوص أئمة البقيع السلام ، فلابد أن تحيى هذه المناسبة المفجعة الأليمة ، وتبين أسبابها ، ويعقد مؤتمر يبين أسباب تخلف المسلمين ، وطرق الصهاينة والصليبين لهدم الدين ، فيبحث أولا  :

عن وسائل تقدم الدين :

يا طيب : لابد للمسلمين من أيام يبحثون فيها عن كيفية التعاضد والتعاون من أجل تقدم المسلمين وتجمعهم من أجل توحيد الكلمة ، وبحث السبل التي تساعد الإسلام من أجل التقدم والتطور في بحوثه والمستجدات التي تحصل في العصر الحاضر من كيفية التبليغ وفق الوسائل الحديثة والمتطورة ، وما هي السبل التي تساعد نشر الإسلام والطرق التي تروج الدين الحنيف ، وما هي الأمور المناسبة لكل وقت .

وقد خُصصت : بعض المؤتمرات الإسلامية الرسمية لتجمع قادة المسلمين وحكامه ، وما يتبعها من المؤتمر الإسلامي لرؤساء الدول الإسلامية وما شبهها .

كما أن هناك أيام : يجتمع فيها القادة المتدينون والمفكرين المسلمين من الكتاب والباحثين والمحققين والعلماء ، ومثلها ما يكون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأيام من 12ربيع الأول إلى 17 منه والمصادفة للمولد النبوي الشريف ، ومثله ما يحصل من التجمعات في المبعث الشريف في رجب لقراءة وتلاوة القرآن المجيد ، وأمثالهم ما يعقد في بعض البلاد الإسلامية .

ومثل تلك المؤتمرات : الباحثة أو الجامعة للمسلمين بشكل ما ، سواء في مراسم البحث وتبادل وجهات النظر أو لقرأت القرآن وغيرها ، قد تساعد تآلف المسلمين وتعاضدهم وتساند نشر دينهم .

وكل ذلك حسن : وإن كان دون المستوى المؤمل من قبل المسلمين والذين يتوقون لإقامة دولة إسلامية موحدة كبرى ، والتي يحكمها دين الله في كل أبعادها ، سواء الممهدة لظهور الإمام المهدي المنتظر أو نفس دولته المباركة . هذا .


 

 

ثانيا البحث عن أسباب تخلف الدين :

وكذلك يحتاج المسلمون : لأيام يبحثون فيها عن أسباب تخلف المسلمين وما هي الأمور التي جعلتهم ينحرفون عن المعتقدات الدينية ، ويتساهلون بالإسلام وشعائره وأهدافه ، ويتنازل أبنائه عن مبادئه أمام المبادئ المبتذلة للأديان الأخرى أو للمعتقدات اللادينية ، وللمذاهب والكتاب المنحرفون والعلمانيون  .

كما ويجب : أن تبحث الأسباب التي جعلت عدم المبالاة بتعاليم الدين والرجوع لغيرها من التعاليم الأخرى العلمانية ، والفاسقة وأخلاقها البعيدة عن العفة والهدى.

 كما ويبحثون : الدسائس التي يحيكها الصهاينة والصليبيون والمنافقون وأذناب الاستعمار ، والطرق التي ينفذون منها داخل المجتمعات الإسلامية .

فتكون هذه البحوث : ممهدة وموطأه للبحوث السابقة الداعية لتقدم المسلمين وتطورهم ونفوذ تعاليم الإسلام السامية في المجتمعات الأخرى ، وتحد من تخلف الإسلام في المعتقد عند أبنائه وفي بلاده .

وإن أفضل الأيام : المناسبة للبحث عن الأسباب التي حرفت الإسلام عن مساره الصحيح وتخلف الإسلام في نشر مبادئه الإلهية ، هي الذكرى الحزينة للأيام التي هدمت فيها المراقد الطاهرة الأمة البقيع عليهم السلام . وهي أيام التخريب في 8شوال سنة 1944 ميلادي .

 فتكون الأيام : من 8شوال وما بعدها من كل سنة أيام البحث وعقد المؤتمرات والاجتماعات والندوات ، للتحقيق والتقرير والتدوين لسبل الوقوف أمام الزحف الهدام للدين الوهابي المنحرف ، والذي يخرب أساس الإسلام وينقض بناءة الشامخ في نفوس أبناءه  ، فتكون حلول الأيام الحزينة التي هدمت فيها محال شعائر الله ، وأماكن التقرب إليه ، والتي دل فيها الفعل في هذا اليوم على العمل الذي استهان به أذناب الصهاينة والصليبين بمشاعر عبادة الله وعبوديته والتوجه إليه في الاعتداء على المراقد الطاهرة لأئمة البقيع والمشاهد المشرفة في حرم الله ورسوله في مكة والمكرمة والمدينة المنورة ، أيام لرفع الظلم الذي وقع على الإسلام وأهله وتقف أمام زحفه .

فيكون حلول : هذه الذكرى الأليمة التي فجع بها الإسلام وأهله والتي كانت في يوم هدم المراقد الطاهرة لأئمة البقيع لآل النبي وصحبه الكرام ، يوم البحث والتحقيق عن الأسباب التي تهدم الإسلام وتخرب الدين في بلاد المسلمين ، ليتصدى لها ويقف أمامها وينبه الناس والمتدينون لعدم الوقوع فيها .

فتبحث في هذه الأيام : من 8 شوال فما بعدها أهم الأسباب والدواعي التي دعت لتخلف الإسلام في أرضه عند أبنائه ، كما تبحث فيها وسائل الكفار والمشركين والمنافقين التي ينفذون منها لإغراء ضعفاء المسلمين في المعتقد ، وتبحث عن أهم السبل التي تقف أمام هذا الزحف الصهيوني الصليبي المبطن باسم الإسلام ، والبدعة التي يتستر بها المذهب المنحرف للوهابية التي يدعمها الاستعمار الحديث والصهاينة والصليبيون، وكشف كل سبلهم وطرقهم الهدامة سواء بهذا الاسم أو بغيره.

فأسال الله تعالى : أن ينبه المتصدون من القادة العلماء وأصحاب الشوكة من المؤمنين المتدينين ، وينتبهوا لهذا الخطر الذي أخذ ينخر الإسلام من الداخل ، ويعدوا له العدة للوقف أمام هذا الزحف الخطير الذي أخذ من الإسلام وأهله قسم لا ستهان به ، وحرفهم عن الحق والنظر إليه ، فيبحثوا عن خططه وأسبابه والطرق التي ينفد منها وفيها في جسد الأمة الإسلامية .

وعندها : يضعون الوسائل والسبل المانعة أمام هذا الزحف المدمر للإسلام وأهله ويوقفوه عند حده ، ويرجعوه إلى نحر مدبريه فينقلب عليهم ، ويسفه أحلامهم ، ويجعل عملهم هباء منثورا ، ويصان الإسلام وأهله وبلاده من الحملات الهدامة والتخريبية التي يشنها أعداء الإسلام بيد أبناءه عليه ، وتتحول عليهم بعد أن تعرف طرقهم وأساليبهم . ونسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين ويحفظ علماء الدين .

ويخذل الكفار والمنافقين ورحم الله من قال آمين.

 


كتب ومصادر تبين الوهابية وعقائد الإمامية :

يا طيب : توجد كتب كثيرة ترد العقائد الباطلة للوهابية ، وتجدها حين البحث في الانترنيت ، وقد نشر مركز الأبحاث العقائدية ، أهم الكتب التي ترد بدع الوهابية وتسفه معتقداتهم وتبين بطلان مذهبهم ومنها :

من محمد بن عبد الوهاب إلى ابن تيمية  وفيه 16 كتاب وهي كالتالي

وقابلة للتنزيل  :

http://www.aqaed.com/

السيد محمد حسن القزويني الحائري : البراهين الجلية في رفع تشكيكات الوهابية

أبوبكر بن محمد الحصني الدمشقي : دفع الشبه عن الرسول والرسالة

الشيخ غلام رضا كاردان : الرد على شبهات الوهابية

عبد الله الاحسائي :  الرد على الفتوى

العلامة محمد جواد البلاغي : الرد على الوهابية

شاه فضل رسول قادري : سيف الجبار

محمد عاشق الرحمن القادري : سيوف الله الأجلة وعذاب الله المجدي

السيد مرتضى الرضوي : صفحة عن آل سعود الوهابيين

الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي : الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية

 أحمد بن زيني دحلان : فتنة الوهابية

السيد عبد الله محمد علي : معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية للرد على خرافات  الدعوة الوهابية

السيد مرتضى الرضوي : ملحق البراهين الجلية

الشيخ جعفر كاشف الغطاء : منهج الرشاد لمن أراد السداد

الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء : نقض فتاوى الوهابية

محمد جواد مغنية : هذه هي الوهابية

الشيخ محمد علي السنقري الكردستاني : الوهابيون والبيوت المرفوعة

وهذه أربعين مناظرة من الموقع المذكور

http://www.aqaed.com/

 

في ضمن كتب العقائد على شبكة رافد :

http://www.rafed.net/

في صفحتي : الكتب ، ونقل الملفات قسم الكتب:

الانتصار ( أهم مناظرات الشيعة في شبكات الإنترنت ) سبعة أجزاء

عصمة الأنبياء

الدرر السنية في الرد على الوهابية خمسة أجزاء

نقض فتاوى الوهابية

الرد على الوهابية

مناظرات في الإمامة ـ العقائد

تنزيه الشيعة الاثني عشرية عن الشبهات الواهية

الزيارة والتوسل

 

وفي موقع المصدر لتنزيل الكتب

 في الصفحات التالية مجموع فيها كثير من الكتب الشيعية وفيها مجموع ما في المواقع الشيعية فمن أراد الاطلاع عليها يمكنه الذهاب للموقع المذكور وينزلها وهنا فهرس قسم من الكتب المذكورة في هذا الموقع المبارك نذكر قسم منها ما له علاقة بهذه المناسبة الأليمة.

 

الردود على الوهابية

الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء : نقض فتاوي الوهابية

العلامة المجاهد آية الله الشيخ محمد البلاغي : الرد على الوهابية

حسن عبد الله : وقفة مع الجزائري في نصيحته إلى كل شيعي

أحمد ابن ابي الضياف : اتحاف اهل الزمان

داود بن السيد سليمان البغدادي النقشبندي : المنحة الوهبية في رد الوهابية

شيخ الإسلام احمد بن زيني دخلان الشافعي : الدرر السنية في الرد على الوهابية

 

حقيقة الوهابية

 عبدالله القحطاني : هؤلاء هم الخوارج

شيخ الإسلام احمد بن زيني دخلان الشافعي فتنة الوهابية

جميل افندي صدقي الزهاوي : الفجر الصادق في الرد على منكري التوسل

مالك ابن الشيخ داود : الحقائق الإسلامية في الرد على الوهابية

حسن السقاف :  تناقضات الألباني الواضحة

حسن عبد الله : الرد على الشبكة السلفية في افتراءاتها

 

المكتبة الاسلامية الثقافية :

أكذوبة تحريف القرآن

محمد المعلم الحقيقة المظلومة

السيد محمد حسن القزويني الحائري : البراهين الجلية في رفع تشكيكات الوهابية

الشيخ غلام رضا كاردان : الرد على شبهات الوهابية

عبد الله الاحسائي الرد على الفتوى التي اصدرها عبدالله الجبرين

شاه فضل رسول قادري سيف الجبار

محمد عاشق الرحمن القادري : سيوف الله الأجلة وعذاب الله المجدي

الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي : الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية

السيد عبد الله محمد علي : معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية للرد علىخرافات الدعوة الوهابية

السيد مرتضى الرضوي : ملحق البراهين الجلية في رفع تشكيكات الوهابية

 

وفي مركز الأبحاث العقائدية :

كتب وأبحاث بأقلام المهتدين إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام

الدكتور محمد التيجاني : ثم اهتديت

الدكتور محمد التيجاني : لأكون مع الصادقين

الدكتور محمد التيجاني : فسئلوا أهل الذكر

الدكتور محمد التيجاني : الشيعة هم أهل السنة

الهاشمي بن علي رمضان : الصحابة في حجمهم الحقيقي

عبد المجيد : بلون الغار بلون الغدير

صائب عبد الحميد : تاريخ السنة النبوية

مروان خليفات النبي ومستقبل الدعوة

السيد محمد العمدي:  واستقر بي النوى 

سيرة البعض من المستبصرين

 

كتب الأبحاث العقائدية و النقاشات المذهبية

الصفحة الأولى

مركز الرسالة مطارحات في الفكر و العقيدة

مركز الرسالة خلافة الرسول بين الشورى و النص

السيد علي الحسيني الميلاني : الرسائل العشرة

السيد عبد الحسين شرف الدين : المراجعات

الإمام عبد الحسين : شرف الدين أبو هريرة

الشيخ جعفر السبحاني : الزيارة في الكتاب والسنة

الشيخ جعفر السبحاني : رؤية الله في ضوء الكتاب والسنة

أحاديث من كتب السنة زيارة النبي في السنة النبوية

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي : تدوين السنة الشريفة

الشيخ محمد بن علي الكراجي : القول المبين عن وجوب مسح الرجلين

علي الشهرستاني : وضوء النبي (ص) الجزء الأول

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي:  كاملة في الدفاع عن القرآن الكريم

علي الشهرستاني منع تدوين الحديث اسباب و نتائج

عبد الصمد شاكر : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة

 عبد الله الحسن :مناظرات في العقيدة و الأحكام - الجزء الأول

 عبد الله الحسن مناظرات في العقيدة و الأحكام - الجزء الثاني

علي الشهرستاني وضوء النبي (ص) الجزء الثاني

 السيد حسن الحسيني  الإبادة لحكم الوضع على حديث ذكر علي (ع) عبادة

 

السيد حسن الحسيني إتمام النعمة بتصحيح حديث علي (ع) باب دار الحكمة

الدكتور أحمد عز الدين الإمامة والقيادة

آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي رسالة مختصرة في الأئمة الاثناعشر (ع)

 العلامة محمد جواد البلاغي رسالتان في البداء

الشيخ محمد باقر الالهي القمي الروض الفسيح في بيان الفوارق بين المهدي والمسيح

العلامة عبد الحسين الأميني السجود على التربة الحسينية

الشيخ محمد رضا المظفر السقيفة

 لطف الله الصافي صوت الحق ودعوة الصدق

فارس تبريزيان الحسون عثمان بن مظعون

العلامة عبد الحسين الأميني إيمان أبي طالب

السيد طالب الحسيني الرفاعي عقيدة أبي طالب

الشيخ محمد الحسين المظفر علم الإمام

كتب الأبحاث العقائدية و النقاشات المذهبية

الصفحة الثانية

العلامة عبد الحسين الأميني المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير

الإمام عبد الحسين شرف الدين مسائل فقهية

السيد علي نقي الحيدري مذهب أهل البيت عليهم السلام

فارس تبريزيان الحسون : المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد

السيد جعفر مرتضى العاملي : المواسم والمراسم

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي : هوية التشيع

السيد عبد العزيز الطباطبائي : موقف الشيعة من هجمات الخصوم

الدكتور السيد علاء الدين أمير القزويني  :زواج المتعة في كتب أهل السنة

الشهيد الثالث القاضي نور الله التستري  :نهاية الإقدام في وجوب المسح على الأقدام

الإمام شرف الدين الموسوي : أجوبة مسائل جار الله

السيد حسن الحسيني آل مجدد الشيرازي : الأرائج المسكية في تفضيل البضعة الزكية

الإمام شرف الدين الموسوي : إلى المجمع العالمي بدمشق

أكرم عبد الكريم ذياب : التشيع والوسطية الإسلامية

السيد ثامر هاشم حبيب العميدي : تطبيق المعايير العلمية 

السيد محسن الأمين : الحصون المنيعة في الرد على صاحب المنار

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في أحاديث المقلوبة في مناقب الصحابة

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في الأحاديث الواردة في الخلفاء

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في حديث أصحابي كالنجوم

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في حديث الاقتداء بالشيخين

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في حديث خطبة علي بنت أبي جهل

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في حديث الوصية بالثقلين الكتاب والسنة

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في خبر تزويج أم كلثوم من عمر

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في صلاة أبي بكر

السيد علي الحسيني الميلاني : رسالة في المتعتين

القاضي نور الله التستري الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة

أبو محمد الخاقاني : مع الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب

 

كتب الأبحاث العقائدية و النقاشات المذهبية

الصفحة الثالثة

السيد مرتضى المهري : دفع أباطيل الكاتب

العلامة السيد سامي البدري : شبهات و ردود ( في الرد على شبهات أحمد الكاتب)

السيد حسن الحسيني آل مجدد الشيرازي : النصال الخارقة لنحور المارقة

السيد حسن الحسيني آل مجدد الشيرازي : نقض رسالة الحبل الوثيق في نصرة الصديق

من اعداد مركز الأبحاث العقائدية مناظرات على مر العصور من الكتب و الأسفار

 الدكتور الشيخ أحمد الوائلي : دفاع عن الحقيقة

الشيخ علي آل محسن : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة

مرتضى الحاج سيد محمد الموسوي : مع رجال الفكر في القاهرة

 الشيخ محمد جواد مغنية : الشيعة في الميزان

مجموعة باحثين  :احتجاج أمير المؤمنين (ع) على من غصب الخلافه

السيد حسن الحسيني : اتمام النعمة بتصحيح حديث علي (ع) باب دار الحكمة

العاملي الانتصار : ( أهم مناظرات الشيعة في شبكات الانترنيت ) ستة أجزاء

 

السيد محمد باقر الصدر : أهل البيت تنوع أدوار و وحدة هدف

السيد جعفر مرتضى العاملي : الغدير و المعارضون له 

الشيخ محمد مهدي الآصفي مدخل إلى دراسة نص الغدير

العلامة السيد مرتضى العسكري : معالم المدرستين ثلاثة أجزاء

العلاّمة المحقّق جعفر السبحاني : رسائل و مقالات مواضيع فلسفية وكلامية وفقهية وفيها الدعوة إلى التقريب بين المذاهب

للمجتهد الاكبر الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء : الأرض و التربة الحسينية

 الشيخ عبدالله الحسن : مناظرات في الإمامة

 الشيخ باقر شريف القرشي : في رحاب الشيعة

 العلاّمة المحقّق جعفر السبحاني : الاعتصام بالكتاب و السنة

محمد تقي الحكيم : السنة في الشريعة الإسلامية

محمد جعفر شمس الدين : دراسات في العقيدة الإسلامية .

 _

صحيفة ذكر علي عليه السلام في صحيفة الإمام علي وهي محاورة على الانترنيت في موقع صحف الطيبين .

وكتب أخرى كثيرة : تعرف الحق وأهله .

ويا طيب : توجد كتب أخرى في العقائد وجميع بحوث أصول الدين والتفسير والتاريخ والسيرة والحديث والفقه والرجال وغيرها من الأبواب الأخرى ، من أراد المزيد فعليه بمراجعة المواقع المذكورة ، فستجد المزيد من الكتب لم نذكرها هنا لكي لا نخرج عن الموضوع والاختصار .

وأسأل الله : أن يوفقنا لكل خير ويرينا الحق حقا فنتبعه ، ويرينا الباطل باطلا فنجتنبه ، ويجعلنا نسير على صراطهم المستقيم الهادي لكل نعيم تحقق به النبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، وأسأله أن يحشرنا وينشرنا معهم وعلى سيبلهم وصراطهم المستقيم ، ويبعدنا عن المغضوب عليهم والضالين من أعدائهم ومن حاربهم وحارب شيعتهم وممن أعانهم ، إنه لطيف رحيم وهو على كل شيء قدير ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 


قصة تكوين المذاهب

من الزمن الأول إلى زماننا

ملمعة بسجع منثور

 

يا طيب : تجد في هذا النص المنثور الملمع بالسجع ، تأريخ تكون أهم المذاهب الإسلامية ، وكيفية تكونها وأثر الحكام في وجودها ونشرها ، وأهم الحكومات الإسلامية التي حكمت الدول الإسلامية وكان لها أثرا مباشر في تنقل المذاهب وإتباع الناس لها ، كما يوجد شرح بمحاضرات صوتية تفصل هذه القصيدة المنثورة ، وإن كان إلقاءها قبل القصة بأكثر من عشر سنوات ، في غرفة الحق على برنامج البالتوك ، وقبل ظهور البرامج الاجتماعية على الجوال ورواجها .

وأما القصة : فهذه بين يديك تدبر فيها وأنشرها وأجرك على الله تعالى لتعريفكم الهدى الحق ومحله وأهله :

يا طيب قصة المذاهب عجيبة هذا كلام جميل فيها فاسمعه

بعد النبي كل من عينه الخلفية تطيعه أغلب الناس و تتبعه

و لا يعين الحكام أئمة للمساجد و الولاة في المدن إلا أمّعة

خاضعا ويعينهم على عداء النبي وآله ولهداهم لابد أنه ودعه

فعينوا من أعانهم على غصب خلافة الوصي و للأول بايعه

و هجم على بيت فاطمة الزهراء بالسيوف و بالنيران المولعه

وأسقطوها و محسنها مدمات تبكي مصيبتها ساجدة وراكعه

ناهيك عن الصفعة و السوط و دملج اليد و الباب المدفعه

و لهيبها و كسر الضلع بـمقبض السيف بأشد ضربة موجعه

واخرجوا عليا و من معه مكرهين لبيعتهم والسيوف مشرعه

من يوم السقيفة و الشورى و جمل الناكثين و صفين وعوعة

اقصد معاوية و نهروان الخارجين وقصصهم مشهورة ومروعه

فقتلوا الولي في محرابه و خذلوا السبطين في كل أمر و واقعة

و سموا الحسن وقتلوا الحسين و آله بكربلاء في اكبر فاجعه

وسبوا آل النبي وداروا بهم أياما مقيدين في بلاد الله الواسعة

يريدون بهم الانتقام من النبي و بدر وحنين وخيبر والتشنعة

فشتموا وأطنبوا بسب عليا وآله بخطبهم سبعون سنة وسابعه

وفي الجمعة وأضاف آل مروان الحجاج وقتل زيد ومن معه

فخربوا بأفعالهم الخبيثة دين الراضي بهم وكل تابع لهم وتابعه

فضلا عن قادتهم وولاتهم وأئمة مساجدهم ومن لدينه بائعه

و يكتم فضل آل النبي وينشر كاذبا مناقب من عينه و بلعه

ولأربعة حكام أوائل ولأمهم ولأبي هريرة وما حدثه و شرعه

فصارت الناس همج مذاهب كثيرة مغشوشة منتشرة متنوعه

و بمرور الزمان بقى الأغلب على مذاهب أموت بها مولعه

و خرج الأمر عن تدبير الولاة و عن الحاكم و كل من شبعه

وعن قاضي القضاة وعن الخليفة وعن كل من عينه ودلعه

وأشتد الخلاف بين الرعية  كلا يصوب مذهبا هو قد تبعه

و لا يطيعوا من عين الحاكم فقيها عدله وبجد قواه و بايعه

فلابد من مكر و حيلة تخلصهم من كثرة  مذاهب متربعة

و بعد مائة وخمسون سنة و العباد أهوائهم شتى متصدعة

أسس المنصور مذهبي المالكي والحنفي وحفيده بعده تبعه

فأسس هارون مذهبي الشافعي و الحنبلي بأمواله الملمعة

و بالترغيب و الترهيب و بكل حيلة و بالخطب المفرقعة

ليبعدوا الناس عن مذهب جعفر الصادق وعن مَن شايعه

لأنه مذهبه صحيح صادق حق كريم وما أحلاه و أروعه

وقد كثر أتباعه الجعفرية وصار العباد على إيمان به مجتمعه

فأشتد الفتق على الحاكم و صارت المذاهب بعابع تخرعه

حتى حكم المتوكل الضال الناصبي مرقص المخنثين البايعة

لدينها و شرفها بالسخرية وبالسب لصدّيقة بهداها بارعه

و بغناء لهم جاء الأصلع البدين أمير المؤمنين و متصارعة

مضحكيه بالاستهزاء بسيد الوصيين وآله الأنوار الساطعة

وهدم قبر الحسين وخرب بيوت حوله وأوامره للزوار مانعه

فجده منصور قتل عشرات من الآل وأوليائهم ما أضبعه

وسم الصادق وأبيه سجن الكاظم سنين و شهيدا له نعه

وقتلوا السادة وآلاف الشيعة وأثمر ببنيه حقد نصب زرعه

فهذا المعادي للمصطفى وأهله أختار مذاهب أهل الدعه

والمخالفة للصادقين المعصومين حقا و لكل هداهم  نازعه

ولأفكار نواصب مفارقي آل علي بالتأليف والنشر متبرعه

وبكيد شديد المكر وبالعداء لهم وبكل أمر و حيلة مروعه

و أمر سلطان قاطع رأس كل من لم يقلد المذاهب الأربعة

التي كوّنها أبوه و جده ثم أعطى و ولى التابع لها و شجعه

و حرّم غيرها و عاقب وجلد من خالفها حتى دنو مصرعه

فأطاعه الكثير ممن أخافه العذاب المهين و هدده و روعه

فصار الناس أغلبهم على أحد أربع مذاهب مؤيّدة موزعه

وكثير من الناس صاروا لفكرهم عبيد طائعة وقشمرة ملطّعه

لحطام وزخرف دنيا زائله و لأحد مذاهب القياس مسارعه

و تركوا مذهب جعفر الصادق والآل و أنورهم المشعشعة

من هدى النبي المصطفى جدهم والمرتضى أصله و مفرعه

إلا الطيبين الخيرين نهلوا وشربوا من دين عذب صافي منبعه

و حفظوا الهدى الصادق عن الهوى وضلاله وسوء مواضعه

و استقرت مذاهب خمسة واحد و أربعة الف سنة موشّعه

و اكثر من بعد المتوكل تقوى مذاهب و تضعف في ضعه

وبينها تدور مدارة وفتن و انتقال لها بأمر الحاكم و منافعه

إيران السنية تتشيع ومصر الشيعية تتسنن و التاريخ راجعه

غاصبي خلافة المرتضى بعد المصطفى ثم ولاية علي الرائعة

أموية عباسية بويهية حمدانية فاطمية أدريسية دنيا متزعزعه

علوية زيدية أيوبيه عبيدية عثمانية صفوية كلا لغيره شالعه

وبعد ألف وثلاثمائة سنة في جزيرة العرب يا لها من معمعه

قد تمادى غير الشيعة فتبعوا أضل شيطان و أفكاره المُقنّعه

و التي جاء بها الكفار في الأزمنة المتأخرة و بمكرهم مصنعه

و بفكر ابن تيمية المخالف لكل هدى حق و سنّة مُتبعه

وشديد النصب و العداء للنبي وآله بكل فكره من مرضعه

و جدده المستخرب بخدع و خرابيط وهابية ضالة مبتدعه

فكون المذهب الوهابي وهدم مراقد الصحابة وبنائهم شلعه

أساسا وفكرا وشدد النصب وكفّر زائر النبي والسلام منعه

وقصر ثوب وطول لحية وقص شاربهم والرب للسماء طلعه

والتسليم والخضوع للصهيونية ولأوامرها بعشرة أصابع وقعه

وبأموال نفط وبحكم آل سلول روج له مشرك وكافر وطبّعه

فأوجد منهم بعد فترة القاعدة و بيدهم الغدر رباه و سبعه

و روجه له في أفغانستان وفي اليمن وسوريا ومصر ثم وسعه

للنيجر ولليبيا والصومال وفي كل البلاد منهم الناس فازعه

من القتل واغتيال وتفجير وتفخيخ وبلاء للعباد كالقارعة

ثم خلق منهم داعشي لئيم النفس لصرح الإسلام صدّعه

و جاء جمعه بالقتل والتخريب وبالأهوال العظيمة المُفجّعه

على السنة وعلى الشيعة و على الراجي منهم جم المنفعه

وظلّم ونغص الدنيا على ناصره فضلا عمن حاربه وتعتعه

حتى جاءت فتوى الدفاع  للسيد الجليل الكريم السميدعه

بحشد شعبي مقدس شريف نبيل فقارعه حتى قمعه و ركّعه

وعرّف الهدى الحق ومحله و لضلالهم كله زلزله و ضعضعه

و هدم أركان نفاقهم أين ما كان محله و بلاده  و موضعه

وكل مغصوب من أرض العراق وطني العزيز تناوله و رجعه

وبكل كرامة وشهامة حفظه  وبناه بعزم  وبهمة عالية أينعه

وقطع دابر كل عميل ردي خائن للأمانة وما هدر وضيعه

وبالغصص والهموم والحسرات والأحزان جعل عزاءه ولوّعه

فهنيئا المجد التليد و فخره للحشد الشعبي الكريم و لمرجعه

وسلام الله على شهيد الحشد قُدس ما أنبله وأشرفه وأرفعه

حي وروحه في مقامات العلى مسرورة فرحه سعيدة مودعه

و يستبشرون بروح و ريحان و نعيم جنة عالية جميلة واسعه

و أسأل الله لجريح الحشد عافية عاجلة  كاملة تامة ناصعه

و شفاء سريعا وصحة و راحة وبالرفاه والأمن والبنين ناجعه

و الحمد لله على موالاتنا للنبي و آله حمدا أبدي  لا نقطعه

و بتفضيل الله للآل الغر الميامين نفوسنا واقعا راضية قانعه

تصلي على النبي و آله صلاة كثيرة متوالية مترادفه شاسعه

تشع أنوارها للموالين جميعهم  كنور شمس الضحى الطالعة

فصلي يا طيب على الرسول وآله صلاة بصوت عالي رافعه

وبأنورها تطيب و تطهر نفوسنا و تنبل مرتاحة لطيفة باخعه

وتطمئن بها دائما أبدا وبفضل الله علينا لا نرى النار اللافعه

لأنها أعدت للدواعش و للوهابية  كل أهوال الجحيم الاذعه

و عليكم سلام الله ربنا و رحمته و بركاته أبدا مترادفه شارعه

ومن الشيخ حسن الأنباري سلام كريم لكم و تحية متواضعه

وبالمودة لكم يا طيبين خاشعة وبحب خاضعة ودائمة متتابعه

ولكل من سمع كلام حسَن الحسِن فتحققه بحق و بتدبر راجعه

فوجد أمثاله في موسوعة صحف الطيبين وبشوق وجد طالعه

فأبصر دين الله ونبيه وآله ونعيم الهدى وصدّق روائعه وبدائعه

 

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتحياتي لكم

 


 


عناوين مفيدة :

هنا تجد يا طيب القصيدة مكتوبة

مع محاضرة عن تكوين المذاهب

للاقتباس والنسخ

www.alanbare.com/6/g

وهنا للمطالعة على الجوال والحاسب

www.alanbare.com/6/g.pdf

 

المحاضرات في تكوين المذاهب :

 مداخلة ثم محاضرة : في بيان تكوين المذاهب الإسلامية الأربعة :

ومتى نشأت المذاهب ،  ومتى تمت كتابة الحديث في الصحاح الستة ، وبيان حقائق تشكيل المذهب الوهابي وتأريخ تكوينه على يد بن تيمية ، بسبب تحامله على كتاب ألفه العلامة الحلي رحمه الله مع ذكر قصته ، ثم بيان كيف هجر الناس لابن تيمية وعاداه السنة قبل الشيعة لرفضه برده أكثر ما يُسلمه المسلمون كلهم ، وسجن حتى مات في سجنه ولم يعمل بمذهبه أحد ، ثم حتى جاء الاستعمار ونشره بتوسط آل السعود ومن تبعه من الوهابية وذكر بعض تأريخهم وهدمهم مرقد البقيع .

تنزيل المحاضرة الأولى مختصرة 8 ثمان دقائق على كوكل درايف

https://drive.google.com/file/d/0BzQSGz-qSyihZllzckpkU0Q3MzA/view?usp=drive_web

أو من هنا على موسوعة صحف الطيبين

www.alanbare.com/6/mzhb1.mp3

+أو+

والملف الصوتي الثاني شرح للأول وبيان تفصيل له هو المحاضرة التامة في 45 دقيقة على كوكل درايف.

https://drive.google.com/file/d/0BzQSGz-qSyihbnFwajc5Qm5zM0E/view?usp=drive_web

 

أو من هنا على موسوعة صحف الطيبين

www.alanbare.com/6/mzhb.mp3

 

محاضرة :

المحاضرة بمناسبة وفاة الإمام الصادق عليه السلام  في يوم 25 شوال سنة 1428 هجري  ويمكن الاستفادة منها في أي وقت :عنوان المحاضرة : الإمام الصادق عليه السلام وتحقق المذهب الجعفري باسمه الكريم : وتحقق نشوء المذاهب وكتابتهم للحديث بعد عصره وعدم الرواية عنه ومخالفته بأمر حاكم زمانه  ظلما لأنفسهم وبعدا عن دين الله ومعرفة الحق وأهله

نزل المحاضرة وأسمعها بمدة 45 دقيقة على كوكل درايف :

https://drive.google.com/file/d/0BzQSGz-qSyihRkZqZU9xa1lsSm8/view?usp=drive_web

 أو من هنا على موسوعة صحف الطيبين

www.alanbare.com/6/6sh.mp3

 

صحيفة البقيع

تأليف إعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

لتصفح صحيفة البقيع على الانترنيت ملف ويب قابل للاختيار منه و للنسخ ثم اللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/8sh

كراس بي دي أف قابل للقراءة والمطالعة :

www.alanbare.com/8sh/8sh.pdf

 

تأليف وإعداد
أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وآله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
https://www.alanbare.com





  ف ✐
  ✺ ت