سلام الله على الشجرة الطيبة أئمة مرقدهم في بقيع
معنى بقيع الغرقد :
بقيع : البَقِيع الغرقد اسم مَقْبرة أَهل المدينة المنورة ، وهو قرب المسجد النبوي الشريف ، وفيه محل قبور ومراقد وأضرحة أجساد أربعة من سادة الوجود و أولياء الله وحججه على المؤمنين ، وخلفاء رسول الله المطهرين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، ومراقدهم جنب بعض ، أولهم الإمام الثاني المجتبى الحسن بن علي بن أبي طالب ، والثاني الإمام الرابع زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والثالث الإمام الخامس الباقر محمد بن علي بن الحسين ، والرابع الإمام السادس الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين صلى الله عليهم وسلم ، كما دفن فيه الصحابة والتابعين وإلى اليوم محل دفن أهل المدينة .
البَقِيعُ : المكانُ المتَّسِعُ في الأَرْضِ ، وهو اسم البُقْعَةُ من الأرض واحدة البِقاعِ ، وهو المَوْضِعُ الذي فِيهِ أُرُومُ الشَّجَرِ مِنْ ضُرُوبٍ شَتَّىوأصوله، و لا يُسَمَى بَقِيعاً إلّا و فيه الشَّجَرُ متنوع و فيه أصولها ، به سُمِّيَ بَقِيعُ الغَرْقَدِ و قَدْ وَرَدَ في الحَدِيثِ بكثرةٍ ، و هي مَقْبَرَةٌ مَشْهُورَةٌ بالمَدِينَة ، و بقِيعُ الغَرْقَدِ بمدينَةِ النبىِّ صلى اللّهُ عليه وآله و سلَّمَ كان ذَا شَجرٍ متنوع متلون ويكثر فيه شجر الغرقد ، و زَالَ الشجر ، و بَقِىَ الاسمُ .
وغَرْقَد : اسم جمع غَرْقَدَة ، والغَرْقَدُ بوزن الفرقد ، شَجَرٌ عِظَامٌ من العِضاه ، وشجرته تسمو من متر إِلى ثلاثة من الفصيلة الباذنجانية ، ساقها وفروعها بيضٌ تشبه العَوسج في أَوراقها اللَّحمية وفروعها الشائكة ، وأَزهارها الطويلة العُنق عَبقةَ الريح بيضاء مخضرَّة طيب الرَّائحة ، وثمرتها مخروطة تؤكل ، وتُسمَّى أَيضًا الغردق .
يا طيب : إن عثمان بن مظعون رحمه الله وهو قرشي قديم الإسلام، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا، هاجر الهجرتين و شهد بدرا و كان رضي الله عنه ممن حرم الخمر في الجاهلية، و قال أشرب ما يضحك بي من دوني، قيل هو أول من دفن بالبقيع، و أول من مات من المهاجرين بالمدينة، و أول من تبعه من أهل النبي صلى الله عليه وآله ابنه إبراهيم ، ثم فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليها السلام ، وعند ضريحها دفن أحفادها الأئمة الطيبين الطاهرين والمنتجبين المصطفين الأخيار وحجج الله على العباد ، وكانت على مراقدهم أضرحه وقباب ومنائر ، هدمها أعداء آل البيت عليهم السلام ، لكي يحرفوا العباد عن معرفتهم وهداهم ، ويعينوا أئمة ووعاظ من أختار لهم المشرك المستعمر والكافر المستكبر عندما أحتلوا البلاد الإسلامية في القرن العشرين ، فجاء بالوهابية و أئمة دين ضلال يفتون وفق فكر بين أمية وأعداء آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، كأبن تيمية وأبن عبد الوهاب ومن يعينوه من مفتي حكمهم ، فيوافقهم لكل تصرف لهم ويكفر من يخالفهم أو يخرج عليهم يطلب العدل والصلاح ، ولذا نذكر مختصرا عن أئمة الحق ثم نبين ، أهمية البقيع وضرورة بناء مراقد روضة أئمة البقيع عليهم السلام بالمدينة الطيبة الأئمة عليهم السلام :
أهمية تعريف الأئمة وبناء مراقدهم :
يا طيب : صحيفة البقيع هذه ، أخترنا بيانها وفق أبوذية ، ونشرح أبياته وسيأتي في شرح الشطر الأخير بيان ، يوم الفاجعة الكبرى التي حلت بالإسلام وأهله بهدم مراقد وصرح أهل البيت في البقيع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعزيكم يا أخواني الطيبين الموالين ، بمناسبة حلول فاجعة هدم صروح الإسلام ، وتخريب محل مفاخر عز المخلصين ، ونقض منار محل أماجد المؤمنين ، وأئمة الهدى و الدين ، وهم آل نبينا الأكرم محمد و خلفائه وأوصياءه بالحق الطيبين الطاهرين .
والمصطفين الأخيار : من الله تعالى لبيان معارف عبوديته وشؤون عظمته وحقيقة تعاليم الإسلام بعد سيد المرسلين ، و بما يحب سبحانه ويرضى وكما أمر وشرع بغير قياس ولا استحسان .
وهم : أهل الصراط المستقيم لكل نعيم بهدى واقعي مبين ، لكي لا يختلف الناس بعد نبي الرحمة ، ولكي يعتصم بهم المؤمنون من ضلال المنافقين والمتفيقهين ووعاظ السلاطين .
فهي مراقد : السبط المجتبى الحسن بن علي بن أبي طالب ، وعلي بن الحسين زين العابدين ، ومحمد بن علي بن الحسين الباقر ، وجعفر من بمحمد بن علي بن الحسين الصادق ، الذرية الطبية لسيد الأنبياء وخاتمهم أبناء فاطمة سيدة نساء العالمين وعلي سيد الوصيين .
وهم : سادة أهل الجنة أجمعين والمخلدون في الجنان رب العالمين صلى الله عليهم وسلم.
ورحم الله : من أستنكر هذا الفعل الخبيث لأذناب الاستعمار ، ودعا وسعى إلى بنائها وإعادة صروح أهل الإسلام ليعرف المؤمنون أهل الدين وأئمة الهدى ، ولتبقى منارا يشع العصمة من الضلال حين يعرف أهل الدين ورجاله الطيبين الطاهرين الصادقين ، وحصنا يتقي به المؤمنون شر أهل الضلال والكفر والمنافقين وكيدهم ومكرهم .
فلذا هنا : أولا سنبين مختصر عن حياة أئمة الحق في بقيع الغرقد ، ثم نعرف النفاق ممن يدعي حبهم ويهدم مراقدهم ، ثم نبين سبب عدائهم لأهل البيت عليهم السلام .
مختصر حياة الإمام المجتبى :
أسم السيد السبط المجتبى أبو محمد : الحسن بن علي بن أبي طالب ، سيد شباب أهل الجنة ، وريحانة رسول الله ، وهو المعصوم الرابع بعد جده سيد المرسلين رسول الله ، وبعد أمه سيدة النساء فاطمة الزهراء ، وبعد أبيه سيد الوصيين علي بن أبي طالب ، فهو الإمام الثاني بعد أبيه الإمام الأول علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو خليفته وخليفة الله وجدة رسول الله على خلقه .
ولد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام :
في يوم : 15 شهر رمضان سنة 3 للهجرة .
ورحل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : وله 7 سبع سنين وأشهر، وقيل : ثمان سنين .
وعاش بعد رسول الله: 40 أربعين سنة .
فعاش مع أبيه علي بن أبي طالب بعد رسول الله : 30 ثلاثين سنة .
وقام بالأمر بعد أبيه عليه السلام والإمامة وعمره : 37 سبع وثلاثون سنة.
وأقام في بالحكومة : ستّة أشهر وثلاثة أيّام .
ووقع الصلح : بينه وبين معاوية في سنة 41 إحدى وأربعين .
وإنّما هادنه : بعد أن طعن في فخذه وخانه قواد جيشه وأغلب من غرهم معاوية عليه لعنة الله بالمال فباع دينه له .
وخرج الإمام الحسن عليه السلام : إلى المدينة وأقام بها 10 عشر سنين ، وهي مدة إمامته عليه السلام .
ومضى إلى رحمة الله تعالى : على الأشهر في يوم 7 صفر ، وقيل يوم 28 صفر ، أي لليلتين بقيتا من صفر سنة 50 خمسين من الهجرة .
وله من العمر الكريم : 47 سبع وأربعون سنة وأشهر شهيداً بالسم مظلوماً.
سمّته : زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دسّ إليها من حملها على ذلك ، وضمن لها أن يزوّجها من يزيد أبنه ، وأوصل إليها مائة ألف درهم ، فسقته السمّ ، ولم يفي معاوية لها ، وقال لمن أرسلته ليفي لها : لم نرضها للحسن نرضيها ليزيد .
وبقي عليه السلام : مريضاً أربعين يوماً .
وتولّى : أخوه الإمام الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ، ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع انظر:
إرشاد المفيد 2 : 15 ، مناقب ابن شهر آشوب 4: 42 ، مقاتل الطالبيين : 73، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 49 أصول الكافي ج1ص385 ب115 .
وكان بذل معاوية : لجعدة بنت محمد بن الأشعث الكندي وهي ابنة أم فروة أخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار ، وإقطاع عشرة ضياع من سقي سورا وسواد الكوفة ، على أن تسم الحسن عليه السلام وتولى الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه وقبره بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد .
راجع المناقب ج 4 ص 28 و 29 بحار الأنوار ج44ص136ب22 .
وكان على مرقده الشريف : في المدينة المنورة في بقيع الغرقد ، قبة شامخة هدمها آل سعود والوهابية ، ممن لم يحترم سادة الخلق وأهل الجنة ، ولكي لا يعرف الناس أكرم خلق الله والمطهرون الطيبون الواجب مودتهم ، فيتيه العباد ويأخذوا دينهم حتى من أعداء آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وليحاولوا أن يطمسوا معالم الإسلام وأهل هداه ممن يجب طاعته ومودة والولاية له والتسليم والسلام والصلاة عليه بل والاستغفار عنده كما أمر الله تعالى ، فإن تم لهم ذلك يعرفوا من يشاؤوا أئمة دين لهم من أتباع واشياع بني أمية ومن يقدسهم وليضلوا العباد ويقروا لهم حكومة الجبر وعيشة الملوك المترفة كمعاوية وبني مروان وغيرهم ، ولكن الله متم نوره ولو كره المشركون والكافرون والمنافقون الضالون .
ويا طيب : تفاصيل حياته الكريمة وشؤونه الجليل تجدها في صحيفة في موسوعة صحف الطيبين ، اكتب 2/ بعد عنوان الموسوعة تجده إن شاء الله .
مختصر حياة الإمام السجاد :
اسم حجة الله : وخليفة رسول الله بعد أبائه الطيبين الطاهرين ولي أمره في عباده ، الإمام الثالث والمعصوم الخامس : أبو محمد السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت محمد سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم ، وهو سيد العابدين وقرة عين الناظرين ، سيد أهل زمانه وإمام الخلق بالحق بعد آباءه الطاهرين ، ولكم يا طيبين مختصر من حياته وتجد تفاصيلها في صحيفة .
أسم الإمام ونسبه ومختصر في أدوار حياته عليه السلام :
قال الطبري في دلائل الإمامة :
و نسبه : علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن عبد مناف ، بن عبد المطلب ، بن هاشم .
و يكنى : أبا محمد ، و أبا الحسن ، و أبا بكر ، و الأول أشهر و أثبت .
و لقبه : السجاد ، وزين العابدين ، وسيد الساجدين .
ويلقب أيضا : ذو الثفنات ، لأنه كان من طول سجوده ، و شدة عبادته ، و نحافة جسمه ، أثر السجود في جبهته و هرأ جلدها ، فكان يقصه حتى صار كثفنة البعير من جهات الجبهة .
ولقبه المتهجد : و الرهباني ، و زين العابدين ، و سيد العباد ، و السجاد ، وسيد الساجدين.
و كان له خاتم : نقشه : شقي و خزي قاتل الحسين .
و بوابه : يحيى ابن أم طويل ، المدفون بواسط ، قتله الحجاج ، و قيل : أبو خالد الكابلي .
دلائل الإمامة ص80.
وقال الطبري في دلائل الإمامة :
معرفة ولادة أبي محمد علي بن الحسين عليه السلام :
قال أبو محمد الحسن بن علي الثاني :
ولد علي : في المدينة ، في المسجد في بيت فاطمة ( في 5 شهر شعبان ) .
سنة : 38 ثمان و ثلاثين من الهجرة ، قبل وفاة جده أمير المؤمنين .
فأقام : مع جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : 2 سنتين .
و مع عمه الحسن : 10 عشر سنين .
و مع أبيه بعد وفاة عمه : 10 عشر سنين .
و بعد ما استشهد أبوه : 35 خمسا و ثلاثين سنة ، وهي مدة إمامته .
فكانت أيام إمامته : ملك يزيد بن معاوية ، و ملك معاوية بن يزيد ، و ملك مروان بن الحكم ، و ملك عبد الملك بن مروان ، و ملك الوليد بن عبد الملك .
و قبض بالمدينة : في المحرم ، عام 95 خمسة و تسعين من الهجرة ( شهادته في 25 محرم الحرام ) .
و قد كمل عمره : 57 سبعا و خمسين سنة .
و كان سبب وفاته : أن الوليد سمه ، و دفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن عليهم السلام .
دلائل الإمامة ص80.
ويا طيب : كانت على مرقده الطاهر ضريح وقبة تحكي صرح الدين وعلو منزلة ولي أمر الله ، فهدمها الوهابية ليطمسوا معالم الهدى ويعرفوا ، أبن تيمية وابن عبد الوهاب أئمة بدل عنه وبدل آله الطيبين الطاهرين من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وروج لأئمة الضلال أصحاب المطامع فأضلوا من يهوى الدنيا وزينتها ويخدع بزخرفها من القول والمال ، و تفاصيل حياته وكثير من المعارف عنه ورسالة الحقوق والصحيفة السجادية وكثير من أحاديثه تجدها في موسوعة صحف الطيبين ، أكتب أسمه في البحث في أول صفحة تجد صفحات كثيرة تتحدث عنه وعن معارفه عليه السلام .
مختصر حياة الإمام الباقر :
اسم حجة الله : وخليفة رسول الله بعد آبائه الطيبين الطاهرين المصطفين الأخيار و الإمام الخامس والمعصوم السابع الملقب بـ الباقر وباقر العلم والمكنى بـ أبو جعفر : محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهو ولي أمر الله في عباده بعد آبائه الكرام :
ولد عليه السلام : في المدينة المنورة ، في يوم : 1 رجب سنة 57 للهجرة ، في زمن جده الإمام الحسين عليه السلام ، وكان عمره 4 سنوات حين حضر كربلاء .
وعاش مع والده علي بن الحسين عليه السلام : 34 سنة .
وكانت مدة إمامته بعد والده عليهم السلام : 19 سنة .
واستشهد الإمام الباقر عليه السلام في : 7 ذي الحجة سنة 114 هـ .
وعمره الشريف حدود : 57 سنة .
ومرقده الطاهر : في البقيع تلو عمه الإمام الحسن وأبيه علي بن الحسين عليهم السلام وجنبهم ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا وكان على مرقده ومرقد أبيه وعم أبيه قبة وضريح تحتها يزار هدمه أئمة الضلال .
و كان في سني إمامته : ملك بني أمية من بني مروان : الوليد بن يزيد ، و سليمان ، و عمر بن عبد العزيز ، و يزيد بن عبد الملك ، و هشام أخوه ، و الوليد بن يزيد و إبراهيم أخوه ، و في أول ملك إبراهيم قبض .
و قال أبو جعفر بن بابويه : سمه إبراهيم بن الوليد بن يزيد و قبره ببقيع الغرقد.
المناقب ج4ص211. بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13 .
عدد أولاد الإمام الباقر عليه السلام : أولاده سبعة ، سيدهم جعفر الإمام ، و كان يكنى به أبو جعفر.
وعن المناقب : إن الباقر عليه السلام ، هاشمي من هاشميين ، و علوي من علويين ، و فاطمي من فاطميين ، لأنه أول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين عليه السلام ، و كانت أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي .
و كنيته : أبو جعفر لا غير .
وألقاب الإمام : باقر العلم ، و الشاكر لله ، و الهادي ، و الأمين ، و الشبيه : لأنه كان يشبه رسول الله ، وأشهر ألقابه : الباقر .
وعن عمرو بن شمر قال : سألت جابر الجعفي فقلت له : و لم سمي الباقر باقرا ؟ قال عليه السلام : لأنه بقر العلم بقرا ، أي شقه شقا ، و أظهره إظهارا .
المناقب ج4ص211. بحار الأنوار ج46 ص216ب1ح13 .
وكان على خاتم محمد بن علي : ظني بالله حسن ، و بالنبي المؤتمن ، و بالوصي ذي المنن ، و بالحسين و الحسن . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام 79ح168.
<
مختصر حياة الصادق :
اسم الإمام السادس والمعصوم السابع : وحجة الله على خلقه وولي أمره فيهم وخليفة رسول الله ووصيه على أمته ومعلم هداهم بعد آبائه الكرام ، سيدنا ومولنا الملقب بـ الصادق والمكنى بـ أبي عيد الله : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الصلاة الله وسلامه وملائكته وجميع خلقه الطيبين .
واسم أمه : العالمة الجليلة الفاضلة :
أم فروة بنت القاسم بن محمد .
قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام في حق أمه :
وكانت أمي : ممن آمنت واتقت وأحسنت ، والله يحب المحسنين ـ
كنى الإمام عليه السلام :
كنيته : أبو عبد الله وهي أشهر كناه وإذا جاء في الأحاديث ففي الغالب يقصد هو إلا أن توجد قرينة صارفة ، ويكنى أيضا : أبا إسماعيل ، والخاص أبو موسى.
وألقابه : الصادق ، والفاضل ، والطاهر ، والقائم ، والكافل ، والمنجي .
وإليه تنسب : الشيعة الجعفرية ، لأن أسمه جعفر عليه السلام .
ولد عليه السلام بالمدينة : في 17 ربيع الأول يوم ولادة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سنة 83 ثلاث وثمانين من الهجرة .
ومضى عليه السلام : في 25 شوال سنة ثمان وأربعين ومائة .
وله من العمر : 65 خمس وستون سنة .
أقام فيها مع جده وأبيه : 12 اثنتي عشرة سنة .
ومع أبيه بعد جده : 19 تسع عشرة سنة.
وبعد أبيه عليه السلام أيام إمامته : 34 أربعا وثلاثين سنة .
وكان في أيام إمامته عليه السلام : بقية ملك هشام بن عبد الملك وملك الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وملك يزيد بن الوليد بن عبد الملك الملقب بالناقص ، وملك إبراهيم بن الوليد ، وملك مروان بن محمد الحمار .
ثم صارت المسودة ـ إي عامة الناس ـ من أهل خراسان مع أبي مسلم سنة 132 اثنتين وثلاثين ومائة ، فانقضى ملك بني أميه ، وملك بني العباس ، وأولهم أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الملقب بالسفاح ، أربع سنين وثمانية أشهر ، ثم ملك أخوه أبو جعفر عبد الله الملقب بالمنصور ، إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا .
وتوفي الصادق عليه السلام : بعد عشر سنين من ملكه _ أي في 25 شوال سنة 148 عن عمر يناهز 65 خامسة وستين سنه قضها الإمام وحجة الله على خلقه في تربية أكبر جمع من العلماء ، ودفن بالبقيع ، مع أبيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام . في أدعية شهر رمضان : وضاعف العذاب على من شرك في دمه وهو المنصور .
إعلام الورى ص 266، بحار الأنوار ج43ص8 ب 1ح17. الإقبال ص 345 .
والإمام أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام : هو ورئيس المذهب الشيعي في القرن الثاني ، لأنه في زمانه ، بأمر المنصور تكون المذهب المالكي وأبو حنيفة ، ثم في زمن هارون تكون المذهب الشافعي ، ثم الحنبلي ، وكثير من المذاهب وحصرها المتوكل الناصبي بأربع عرفتها ، و الشيعة عرفوا بمذهب الجعفرية نسبة له عليه السلام وتجد في المحاضرات الإسلامية في موسوعة صحف الطيبين بحوث عن تكون المذاهب الإسلامية فراجعها .
زيارة أئمة البقيع :
يا طيب : من آداب الزيارة الكون على غسل والطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيب المشي حتى وصول المرقد على الهدوء والسكينة والذكر والاستغفار والصلاة والسلام على النبي وآله ، والأستاذان للدخول ونحو ذلك .
وإذا أتيت القبور بالبقيع مراقد الأئمة عليهم السلام : فقف عندهم واجعل القبر بين يديك ثم تقول :
السلام عليكم : أهل التقوى ، السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا ، السلام عليكم أيها القوام في البرية بالقسط ، السلام عليكم أهل الصفوة ، السلام عليكم آل رسول الله ، السلام عليكم أهل النجوى .
اشهد أنكم : قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله ، وكُذبتُم وأُسئ إليكم فغفرتم .
وأشهد أنكم : الأئمة الراشدون المهتدون ، وأن طاعتكم مفروضة ، وأن قولكم الصدق ، وأنكم دعوتم فلم تجابوا وأمرتم فلم تطاعوا .
وأنكم : دعائم الدين وأركان الأرض ، لن تزالوا بعين الله ينسخكم من أصلاب كل مطهر ، وينقلكم من أرحام المطهرات ، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء ، طبتم وطاب منبتكم .
من بكم علينا : ديان الدين ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلاتنا عليكم رحمة لنا وكفارة لذنوبنا ، إذ اختاركم الله لنا ، وطيب خلقنا بما من علينا من ولايتكم ، وكنا عنده مسمين بعلمكم ، معترفين بتصديقنا إياكم .
وهذا مكان : من أسرف وأخطأ واستكان وأقر بما جنى ورجى بمقامه الخلاص ، وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى ، فكونوا لي شفعاء ، فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا واتخذوا آيات الله هزوا واستكبروا عنها .
ثم ترفع رأسك وتقول :
يا من هو : قائم لا يسهو ودائم لا يلهو ومحيط بكل شيء ، لك المن بما وفقتني وعرفتني بأئمتي ، بما أقمتني عليه إذ صد عنه عبادك ، وجهلوا معرفته واستخفوا بحقه ومالوا إلى سواه ، فكانت المنة منك علي مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به ، فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا ، فلا تحرمني ما رجوت ولا تخيبني فيما دعوت ، بحرمة محمد وآله الطاهرين وصلى الله عليه محمد وآل محمد.
ثم ادع لنفسك بما أحببت.
و في التهذيب قال بعد تمام الخبر : ثم تصلي ثمان ركعات إن شاء الله تعالى ، و في المزار الكبير بعد قوله واستكبروا عنها : ثم ترفع رأسك وتقول : يا من هو قائم لا يسهو .
كامل الزيارات ص 53 ، بحار الأنوار 100ص204.
ويا طيب : أسألكم الدعاء والزيارة وأسأل الله القبول لكم ، وتوجد زيارات يومية للأئمة عليهم السلام والصلاة عليهم صلاة لكل منهم ومعارف عنهم ، تجدها في صحفهم عليهم السلام .
*****