هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْحَقُّ

النور الرابع والعشرون

الْحَقُّ : هو الوجود الواجب المحقق بنفسه أو حسب شأنه .

والله تعالى هو الحق : لأنه هو الوجود الثابت المستقل بنفسه والذي لا يزول ولا ينقصه شيء فيحده ، فهو في كل وجوده وصفاته عين الواقع ونفس الوجود الكامل الغني الذي لا باطل فيه يحوجه لغيره أو للظهور بغير الحق .

فالله تعالى هو الحق : الذي يوجد كل شيء حق لا باطل فيه ولا لغو في غايته ، ويحققه في محله المناسب ويعطيه المقام المناسب لشأنه ، ويمده بما يرفعه عنده ويزكي وجوده حتى يبين به الحق ،  فهو الحق : الذي يحقق كل شيء بالحق ، ولا باطل في فعله ولا عبث ولا لهو ولا لعب في كل ما يوجده بل ويهديه لأحسن غاية وينعم عليه.

 والله هو الحق ومحق الحق : وآخذ لكل محق حقه ، ومعطيه خيره وبركاته ونعيمه وهداه ، ولا ظلم في ساحة فعل الرب سبحانه أبدا ، بل لا يتصور ولا يفرض له ، لأنه من يفعل الباطل والظلم واللغو واللهو إما محتاج له أو جاهلا بموطن الحق ، والله هو الغني الحميد العليم الحكيم الحليم الحفيظ الحق ، وله الأسماء الحسنى بمطلق الكمال وتجليه على من يستحق بحسب شأنه وطلبه حين توجهه إليه ، فهو الحق حقا .

 ومن يتجلى عليه الحق بتجلي خاص : يكون دينه الحق ومنطقه الصواب وهداه حق ويكون على صراط مستقيم ، وهم المنعم عليهم بتبليغ دينه وهم الفائزين برسالته والقابلين للحق منه ، سواء بحفظ الحق فيها أو تبليغها وتعليمها والعمل بها ، ومن خالفهم يكون على باطل ، وهذا حال نبينا وآله الكرام ومن تبعهم بإحسان فإنهم على الدين والمذهب الحق ، ومن عاداهم وخالفهم على الباطل والضلال .

فخير البشر الذي تلبسوا بهذا الاسم اللهي الشريف الحق : وتحلوا وتجلوا بالحق بفضل الله عليهم ، هم نبينا وآله الطيبين الطاهرين ، فهو الحق :

{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}النور.

و قال الله لنبينا الحق : {فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ } النمل79 .

وقال نبينا لعلي بن أبي طالب خليفته بالحق :

( علي مع الحق و الحق مع علي ، وعلى لسانه يدور حيث ما دار علي[7]) ، وقد تواترت رواية هذه الحديث وراجع إحقاق الحق للمرعشي النجفي ، أو راجع عبقات النور أو المراجعات ، أو راجع صحيفة ذكر علي عبادة من موسوعة صحف الطيبين ، بل الله تعالى صدق كل آل النبي في آية المباهلة ولعن من يخالفهم لأنهم كاذبون ، والكذب أول وأصل الباطل ومنه ينبع كل ضلال وخلاف الحق ، فلعن الله من يعاندهم في آية المباهلة ، وأمر المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين .

 والمؤمن : إذا كان يحب الله فلابد أن يتصف بالعلوم والأعمال والصفات الحقة ولا يرضى بالباطل والعبث وللهو ، فلا يعلم إلا حق ، ولا يفكر إلا بحق ، ولا توهم ولا يتخيل ولا يتصور إلا حق ، ولا يُعلم ولا ينطق ولا يقول إلا حق ، ولا يسمع ولا يجلس في مجلس إلا يقال فيه الحق ويدحض به بالباطل قدر الإمكان ، وكذا يجب عليه أن يدافع عن الحق وينصر الحق ويدين بدين الحق ، بل يبحث عن الحق ويعرف أهله ويكون معهم ويتبعهم ، ولا يرضى بالباطل وأهله ولا يكون معهم ولا ينصرهم .

فالمؤمن : يعلم بحق إنه يجب أن يكون في عقله ونفسه وذاته وتصرفه وسيره وسلوك في مسير الحق ومتحلي ومتجلي بالحق ، فيكون حينها بحق محلا لتجلي الاسم الإلهي الحق عليه ، فيبين فيه بقوله وبعمله وبكل تصرف له ، فيكون متجلي منه الحق وظاهر فيه ومنه على غيره ، ونسأل الله أن يجعلنا في حق ومع الحق وأنصارا للحق بحق أسمه الحق ، ورحم الله من قال آمين يا ربنا الحق .

 

[7] الصراط المستقيم ج1ص274ب8 .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها