هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الْحَسِيبُ

النور الخامس والعشرون

الْحَسِيبُ : ذو الحسب ممن تعد له مفاخر في نفسه أو بنسبه فيكتفي بها في الشرف والفضل ، والحسيب : الكافي أو المحاسب والحاسب .

والله الْحَسِيبُ : لأنه تعالى هو الكمال المطلق الحق وهو ذو الجمال والجلال والسناء والبهاء والنور الحق ، والعليم القدير الحي الغني الكامل المطلق الصرف وله الأسماء الحسنى والصفات العليا أزلا وأبدا سرمدا ، وهو الأول والأخر والظاهر والباطن ، وهو الأحد الواحد الصمد والأكرم الأعلى , ولا مفخرة لأحد لا بفضله ، فهو الحسيب الماجد ، وهو حَسب وحسيب كل شيء فيمده بنعمه وبكل خير ويحفظه من النقص ويوصل له ما يحتاجه ، وكفى بالله حسيبا وحافظا ، و إن الله كان على كل شي‏ءٍ حَسِيباً ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وحسبك الله ، وحسبي الله أي يكفيني لأن علمه بحالي يغنيه عن مقالي ، ويكفيني ما أهمني وممن يريد بي شرا .

فالله تعالى هو الحسيب الحق : و لعلمه تعالى المطلق بكل شيء ، فقد حسب له ما يكونه ويوجده ويوصله لهداه ولغايته ، ويحدد أجله بما يستحق شأنه وكرامته في الوجود ، وهو تعالى لا يخفى عليه فكرة ولا علم ولا عمل ولا صفة ، وعالم بكل خُلق وطاعة ومعصية وكل كبيرة وصغيره فقد أحصاها ، وهو المجازي والمثيب على الإيمان والعلم والعمل ، ولكل شيء بما يستحق بحق ، وقد حسب له حتى الذرة من شأنه وما يستحق من الثواب والمفاخر حسب إيمانه وعمله وما يستحق من النعيم الذي يجب أن يصله ، فيثيب كل عبد ويجازيه بما حسب له الله الحسيب سبحانه .

ومن تجلى عليه الله الحسيب بتجلي خاص : جعله أشرف أهل الأرض مفاخرا وحسبا ، ولا تعد مفاخره ومكارمه وجماله وحُسن آدابه وعظيم خُلقه وفضائله ومناقبه في نفسه وفي حسبه في الآباء والأمهات ، وفي الوجود الحق الواقعي في كل مراتبه من أول تجليه من الأسماء الحسنى وظهورها في التكوين في مراتب الجبروت والملكوت ودرجاتها في عالم الغيب وفي تنزله في عالم الأرض ، حتى يكون هو وآله ذرية بعضها من بعض تحت رعاية الله تعالى أنبياء وأوصياء ، وهذا ما خص به نبينا وآله صلى الله عليه وآله وسلم ، والذين لهم مفاخر الوجود ونعيمه وفضل الله الحق بحق في أنفسهم وبكل شيء ينتسب لهم ، حتى لمن يؤمن بهداهم ويطيع الله بدينهم ، يلتحق بهم في دار الكرامة والمقامة فيحيط بهم في المقام المحمود والدرجات العلى في نعيم أبدي لا يبلى ولا ينقصه شيء ، ومن عاندهم ومنع من هداهم فالله حسبه ويحسب له ما يؤلمه ويعذبه بنار لهيبها لا يطفئ ، وحينها لا ينفعه حسب ولا نسب إذ يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه . و لمعرفة حقائق الحديث : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي ، راجع صحيفة الإمام الحسين عليه السلام .

وتجلي الله الحسيب : في نبينا وآله الكرام أئمة الحق ، تراه مشهود في حالهم وسيرهم وسلوكهم في إطاعتهم الله وحسابهم مع الناس في هداه وإقامة الحق والعدل فيهم ، ونشر الخير والفضيلة لهم وبكل قول حكيم موزون محسوب تأثيره في النفوس على طول السنين ، فكان تأثيرهم وهداهم يشع على كل من يحاسب نفسه ليرى حقيقة دينه ومعتقده ، فلا يجده إلا عندهم فيتبعهم ويقتدي بهم .

والمؤمن : فخره بإطاعة ربه وحسبه دينه وتوليه لأئمة الحق ، وحسبه الله ونعم الوكيل له ، وحينها يكون محاسبا لنفسه فلا يفوته من أمرها شيء ، بل يكون متوجه لربه بكله، ويشعر بنعمه وهداه يحيط بوجوده أين ما حل، فلا يغفل عنه لحظه ، ويعمل الصالحات لنفسه ويساعد غيره ويحتسبه عند الله . والمؤمن : يحاسب نفسه قبل أن يحاسب فيجد في الطاعة والعمل لدينه ويستغفر ويتوب إلى ربه من قصوره وتقصيره ، كما يحسب حقه ولا يتجاوزه لحق غيره ، ويتقن فعله ويتوكل على الله ويرجو فضله ، فيكون هو حسبه ويكفيه ما يهمه ، ويوصله لكل خير وكرامة ولأشرف المفاخر.

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها