هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

السُّبُّوحُ

النور الثالث والأربعون

السُّبُّوحُ : هو المنزه والمطهر والبعيد والبريء من النقص والحاجة .

والله تعالى هو السُّبُّوحُ الحق : والمنزه والمطهر والبعيد عن كل حد وعد ونقص وحاجه ، فهو الغني المطلق وهو حقيقة الوجود الذي له الكمال والجمال والجلال المطلق في كل وجوده وصفاته فسبحانه وتعالى وهو القدوس ، ولذا أدبنا أن نقول :

 سبحان الله : أي تنزيه لله عما لا يليق به ، ومعناه ، تسبيحا لله : سبحت تسبيحا لله ، أي : نزهته تنزيها ، وسبحان : مصدر بمعنى التسبيح وهو التنزيه والتطهير من النقص وسبحانه أنزهه ، وإشارة للوجود الغني المطلق في كل كماله وما يعبر عنه بالأسماء الحسنى والصفات العليا ، كما انه منزه ومطهر في فعله من الباطل واللهو والعبث والظلم ، ولذا سبحانه مع كبرياءه يفعل بالحكمة ويوجد لغاية وبأحسن صورة وإتقان ممكن ، والخلل والنقص والحد للمخلوقات لكون سعتها لا تتحمل أكثر من هذا التجلي للكمال من الأسماء الحسنى الإلهية.

ومن تجلى عليه الله السبوح تجليا خاص : خلصه من كل نقص وعيب وحاجة لموجود غيره ، وجعله منزه وكامل في نفسه ودينه ووهبه النعيم الأبدي التام ، وهذا كان شأن الأنبياء وبالخصوص نبينا محمد وآله صلى الله عليهم وسلم ، إذ طهرهم وصلى عليهم وسلمهم تسليما من كل ما يشين المؤمن وأئمة المسلمين بأحسن تطهير مؤكد ، وبأعلى تجلي تام يطيقه ممكن من نور أسماءه الحسنى سبحانه وتعالى .

 والمؤمن : عليه أن ينزه الله من كل نقص وحد في ذاته وصفاته وأفعاله وعن الظلم للعباد وعن الباطل في فعله ، وقول سبحان الله كلما يرى من عجيب خلقه وكماله فيخلص له، ويتنـزه عن كل شين ورذيلة ومعصية وعدوان يبعد عنه سبحانه.

ويا طيب : إن الله تعالى سبوح قدوس وهو السبحان وسبحانه المطهر المنزه عن كل نقص ، وتعالى عن كل حاجه ، لأنه الغنى الكامل والمقدس عن كل  باطل ولهو وظلم ، وإن تسبيح الله وتقديسه : كما هو تسبيح ذاتي فهو يتم أيضا بنفي الشريك والولد والصفات الزائدة عن الذات وتبرئته من العيب وتطهيره عما لا يليق بساحته المقدسة وجودا وصفاتا وفعلا كما عرفت من شؤون العظمة .

وإن التسبيح جاء في آداب الله لعباده في القرآن: وقد ذكرنا معارفه في الجزء الأول من صحيفة الكاملين وقصة تسبيح الكائنات، وفي الاسم الحميد نعرف بأنه كل شيء يسبح بحمد الله ولكن لا نفقه تسبيحهم ، وكل موجود يسبح بوجوده وبحسب شأنه ، والله العالم بحاله وتجلى له بما يناسبه ويأتيه مسبحا كل شيء طوعا وفردا .

وإن التسبيح : كما هو سبحان الله أو للمبالغة نقول السبوح أو القدوس ، فهو يطلق على التهليل والتحميد والتهليل والتكبير ، والتسبيحات الأربعة هي:

 سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله وأكبر .

وهي فيها معنى التوحيد التام الكامل ، لأن سبحان الله : أي لا نقص له أبدا ومنزه عن الحاجة بما له من الكبرياء والعظمة فلا يفعل باطلا ، وما ذلك إلا لأنه الغني في ذاته فهو الحميد والمحمود ، فلذا نقول : الحمد لله : على ظهور الخلق وكل نعم نور تجلي الأسماء الحسنى والصفات العليا بالعدل والإحسان في كل شيء ، وبأحسن ما يمكن أن يوجد به كل موجود ، وبحسب شأنه اللائق به وكماله الذي يستحقه سواء في بادئ الخلقة له ، أو مع اختيار لما يحب من شأنه كالإنسان المشرف بمعرفة عظمة الله وبوجوب طاعته ليتكرم بنور الأسماء الحسنى بأجمل وأبها ونور تجلي لها في الكمال والجمال والحسن والبهاء . ومن كان كاملا غنيا مطلقا لا يحد أبد ، فهو وحده لا شريك له وله كل كمال وجمال ولا غيره مستقل بوجوده ، فلا إله إلا الله ، ومع هذه المعرفة بالأسماء الحسنى والصفات العليا ، فإن الله اكبر من أن يوصف ويحاط به علما .

ويوجد بحثا واسعا في قصة تسبيح الكائنات في موسوعة صحف الطيبين لمن يحبه تعالى.

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها