هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الطَّاهِرُ

النور السابع والأربعون

الطاهر : هو الخالي من النجس المنزه عن النقص والعيب .

والله هو الطاهر الحق : لأنه منزه عن كل نقص وعيب وحد ولا يتصورا في حقه شيء من الشرك والنجس والرجس أو غيرها مما يشين المخلوق ، هو تعالى الطاهر المقدس من أن ينال ذاته التي لها كل كمال وجود أي حد وعد وما يخالف الحسن والبهاء والكمال والجمال والكبرياء والعظمة والجلال ، فهو الوجود الكامل الذي لا نقص فيه وله كل غنى ، وهو الطاهر المطهر وطهر وتنزه عن كل ما يشين ذاته المقدسة ويحوجها لشيء ، بل هو الطاهر في صنعه وخلقه للخلق فلم يخلق لحاجة ولا جعل خلقه محتاج لغيره ، وجعل كل شيء طاهر فيه إلا ما نجسه الإنسان والجنس من الحيوان وحتى هذا جعل لطهارته سبيل ، ولم يكن بالذات بل عرضا في الغالب .

ومن تجلى عليه الله الطاهر بالتطهير الخاص : جعله أعلى الناس إيمانا وأعرف خلقه بشؤون عظمته وكان أخلص موحد لله ومولى الموحدين وسيدهم ، وتجلى له بأعلى وأتم ما يمكن من نور أسماءه الحسنى ، فيجعله نبي أو نبينا مرسلا أو وصي نبي وإمام مفترض الطاعة ، وطابق علمه عمله ، وصدق قوله فعله ، فيكون مطهر بتطهير الله له ، وخير من تجلى عليه الله بالطهر والتطهير بحقيقة أسمه الطاهر هم الأنبياء فطهرهم في إيمانهم ودينهم وعلمهم وعملهم وصفاتهم وبالخصوص نبينا وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين وجعل هذا يتلى في كتابه المجيد بآية التطهير ، وجعلهم راسخون بعلم كتابه لأنه ورثهم علم الكتاب ويشهد لهم تصديقهم في كثير من مواضع كتابه المجيد ، وبالخصوص لأنهم طاهرون مثله كما قال الله تعالى :

 { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)} الواقعة .

{ إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً (33) } الأحزاب .

 والمؤمن : يجب أن يطهر فكره من كل شك وشبهة في إيمانه وتوحيده بالله تعالى ويتبع الطاهرين الذين طهرهم الله حتى تطهر ذاته وصفاته وأفعاله ، وإلا من لم يتبع ظهور طهارة الله في الوجود التي تشمل طهارة الروح من الشرك والإخلاص له بتوحيده بالحق ، ومعرفة معارف هداه الطاهرة لدينه القيم من كل مدسوس من فكر الضالين ، لو غسل بدنه ألف مرة باليوم وصلى وصام وعمل بكل شيء يسميه دين الله ، وليس يأخذه من المطهرين فهو ليس بطاهر كان من كان معلم دينه إذا لم يكن له شهادة من الله أنه طهره ، وبالخصوص من هجر وعادى المطهرين وحرف الناس عنهم فهو ليس بطاهر بل وسخ في فكره ودينه وكسيف في فعاله ، كما إن على المؤمن أن يُعلم التطهير للناس بتعريفهم توحيد الله الحق الطاهر ويعرفهم بالمطهرين الذين طهرهم الله ليأخذوا دينهم منهم ، وعند ذلك ينفعه تطهير البدن وإتباع السنن الإلهية في التطهير الفعلي بعد التطهير الفكر والإيماني بمعارف الحق ، فيكون في طهور على طهور ونور على نور .. ، قد طهر بذاته وصفاته وأفعاله وبدنه ومحيطه .

ويا طيب : جاءت معاني للتطهير كريمة تدل على عناية الله بخلقه ، فبالإضافة لطاهرة الوجود المخلوق بالأصالة وكل شيء يدل على تطهيره مما يشينه تكوينا حسب شأنه وهداه ، فقد جاءت معاني للطهارة الظاهرية لأحكام المياه وتطهيرها للمتنجسات عرضا ، أو طهارة الوضوء وتطهير الثياب والغسل وغيرها من الأحكام الطهارة العملية في كتب الرسائل العملية للعلماء فراجعها ، وإنه الطهارة الداخلية الروحية والطهارة الظاهرية بعدها في الشأن ، وهما متلازمتان ، وإن الطهارة الظاهرية وإن كانت حسنه ولكنها لا تنفع بدون الروحية الدينية التي يرضاها الله الطاهر العدل سبحانه .

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها