هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية

الجليل

النور التسعون

الجليل : ذو الشأن الكبير و العظيم القدر ، والذي يُجل ويكبر بره وجوده أو أخذه ومنعه ، فيرجى حقا وواقعا ثوابه ويخاف بجد عقابه .

والله تعالى هو الجليل حقا : فإنه تعالى له كمال غير متناهي ولا يوصف بوصف إلا بما وصف به نفسه ليعلمنا عظمته وعلو شأنه ، فسبحانه الذي سبق في العلو فلا شيء أعلى منه ، وعظم في الوجود فلا شيء أعظم منه ، وكبر فلا شيء أكبر منه ، ووصفه الله بالأسماء الحسنى لا لتحديده ولا لقياسه بخلقه الفقير له بكل وجوده وبقاءه وبكل شيء له ، بل لنعرف إنه له كل مجد وعز وعلو وشأن عظيم فوق ما يحيط به العقل ، وأعظم وأكبر وأجل وأعز من أن يتناوله الفكر بالتحديد والوصف ، أو ينال كرمه بغير أذنه ، فسبحان من رب جليل عظيم كبير علي، وهو الجليل الحق ،  عَزَّ وَ جَلَّ ، جَلَّ جَلَالُهُ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالأكرم .

فهو الجليل: العظيم الرفيع القوي القاهر والذي لا يوصف بنقص وحاجة أبدا.

والله تعالى ذو الجلال والأكرم حقا : فإذا تجلى بعظمته ومجده وعزه ونور شيء من أسماءه الحسنى يجعل الوجود محققا بها حقا ، فيكرم الشيء أو العبد حتى يكون له شأن جليل وكبيرا عظيما ، ويجب على العباد احترامه وتجليله كما جلل البيت العتيق والحجر الأسود وبيت المقدس ، بل بيوت العبادة وأمر بتطهيرها وتوقيرها والظهور بالمظهر الحسن عندها ، وهذا لجماد .

فكيف من تجلى الله الجليل الواسع العظيم الكبير : لعبد مؤمن قد ظهر له بالجلال ليكرمه ويعظمه ويمجده بين خلفه كلهم وفي جميع مراتب وجوده ، فإنه يظهر له نور بهي بكل كرم وجود ، فيجعله أحسن عباده نصيبا وله الشأن الكريم عنده لا يقاس به خلقه ، بل يكون قدوة وأسوة لهم ، فسبحان الجليل الجواد .

فالله الجليل تعالى إذا تجلى على عبد بالتجلي الخاص : جعله عظيم الشأن كبير الهمة والنور ، علي المنزلة عنده ، فيهبه هداه ، ويجعل طاعته من طاعته ، وحبه من حبه ، ودينه عنده ، وهو يُعلم شؤون عظمته ومجده ، فيجلله بالكرامة والعز الأبدي ، ولكل من تبعه بحق فصار معه ، وهذا ما خص الله به الأنبياء وأوصياءهم .

وخير من تجلى الله الجليل عليه فجلله بالكرامة : نبينا الأكرم محمد وآله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، وكل من تبعهم في دينهم ، ولذا خصهم بأكرم دين وأعلى تعاليم نزلت من رب العالمين ، والتي بها يعرف شؤون عظمته ومجده وطاعته وعبوديته والإخلاص له ، فظهروا بها بأعظم مظهر حسّنه الله وثنى عليه وكرمه بفضله ، حتى جعل ذكرهم ذكره تعالى وعبوديته تعرف بتعليمهم وعبادتهم وكيفية تحققهم بها .

 فصاروا مظهر لجلاله في خلقه : وأفضل من تحقق بالهيبة والبهاء والحسن والنور في كل وجودهم وصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم ، وقد عرفت شأن أهل البيت عند الله تعالى في آية المودة والمباهلة وسورة الكوثر والدهر والأنفال ، وغيرها مما خصهم به من الكرامة في الإمامة والولاية على دينه وعباده حتى يسيروا بهم على صراط مستقيم لكل نعيم حق في الدنيا والآخرة ، وليصل من يقتدي بهم لأحسن سعادة وأكرم بهاء فيجل في الدنيا والآخرة عند الله ، بل يرتفع في الكرامة والإيمان من يخلص لله بهدى أئمة الحق حتى يرضاه عبدا كريما يحبه الله ، ويحب الله ورسوله وآل النبي وكل من يؤمن بهدى الله الحق ، فيعظم قدره ويجل شأنه ومجده وحقيقته ظاهرا وباطنا أبدا .

 والمؤمن : جليل القدر والشأن لأنه ثقة صدوق صالح حسن الإيمان مخلص الهدى والعبادة والطاعة لله تعالى ، ويعلم إن الله أجل وأعظم وأكبر وأوسع وأكرم وأعز من أن يوصف ، أو يؤخذ منه شيء ليس برضاه ، ولا أنه يمكن بغير هداه الحق ودينه القيم الذي وسع الحياة كلها أن يطاع أو يعبد ، فلذا يعرف إن الله إذا كرم عبد كرمه بحق لكون اتبع الحق وعمل به عن إيمان وإخلاص له ، ولا يعمل السيئات ويتوب منها ، فيكون له شأن كبير ومقام جليل عند الله في الدنيا والآخرة ، حتى ليكون كما ورد :

عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ ، وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ .

 وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ ، وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ  [48].

وعَنْ عَلِيِّ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قال :

 لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي بِلَادِهِ خَمْسُ حُرَمٍ :

حُرْمَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله ، وَ حُرْمَةُ آلِ رَسُولِ الله عليهم السلام ، وَ حُرْمَةُ كِتَابِ الله عَزَّ وَ جَلَّ  ، وَ حُرْمَةُ كَعْبَةِ الله ، وَ حُرْمَةُ الْمُـؤْمِـنِ  [49].

وعن إبراهيم بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 المؤمن أعظم حرمة من الكعبة [50].

و روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : نظر إلى الكعبة فقال : مرحبا بالبيت ما أعظمك ، و أعظم حرمتك على الله .

و و الله للمؤمن أعظم حرمة منك ، لأن الله حرم منك واحدة ، و من المؤمن ثلاثة : ماله و دمه و أن يظن به ظن السوء .

 و قال صلى الله عليه وآله وسلم : من آذى مؤمنا فقد آذاني ، و من آذاني فقد آذى الله عز و جل ، و من آذى الله فهو ملعون في التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان .

 و قال صلى الله عليه وآله وسلم : مثل المؤمن كمثل ملك مقرب ، و إن المؤمن أعظم عند الله و أكرم عليه من ملك مقرب ، و ليس شي‏ء أحب إلى الله من مؤمن تائب و مؤمنة تائبة . و إن المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل في أهله و ولده [51].

وعن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن العبد المؤمن ليكرم على الله عز و جل ، حتى لو سأله الجنة و ما فيها أعطاها إياه و لم ينقص ذلك من ملكه شي‏ء ، و لو سأله موضع قدمه من الدنيا حرمه . و إن العبد الكافر ليهون على الله عز و جل لو سأله الدنيا و ما فيها أعطاها إياه و لم ينقص ذلك من ملكه شي‏ء ، و لو سأله موضع قدمه من الجنة حرمه . و إن الله عز و جل ، ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ، و يحميه كما يحمي الطبيب المريض [52].

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال الله عز و جل : عبدي المؤمن لا أصرفه في شي‏ء إلا جعلت ذلك خيرا له ، فليرض بقضائي ، و ليصبر على بلائي ، و ليشكر على نعمائي ، أكتبه في الصديقين عندي [53].

و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل عمل سبعمائة ضعف ، و ذلك قول الله عز و جل يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ .

وقال عليه السلام :

 إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض .

و قال عليه السلام : إن المؤمن ولي الله ، يعينه و يصنع له ، و لا يقول على الله إلا الحق ، و لا يخاف غيره . و قال عليه السلام : إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان ، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه ، و الذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترق [54].

فإنه : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : إِنَّ الله جَلَّ جَلَالُهُ :

إِذَا رَأَى أَهْلَ قَرْيَةٍ قَدْ أَسْرَفُوا فِي الْمَعَاصِي ، وَ فِيهَا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ نَادَاهُمْ جَلَّ جَلَالُهُ ، يَا أَهْلَ مَعْصِيَتِي ، لَوْ لَا مَنْ فِيكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَحَابِّينَ بِجَلَالِي الْعَامِرِينَ بِصَلَاتِهِمْ أَرْضِي ، وَ مَسَاجِدِي ، وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ خَوْفاً مِنِّي ، لَأَنْزَلْتُ بِكُمْ عَذَابِي ثُمَّ لَا أُبَالِي [55].

والعبد الطيب يكون من المؤمنين حقا : وله كل كرامة وشأن جليل عزيز من الله سبحانه ، وذلك حين يعرف عظمة الله وجلاله ، وعظيم أخذه وعزيز جوده وكرمه ، فيعرف الله بالله وإنه العظيم الأعظم الأعز الأجل الأكرم ، وهو الجليل الذي يهب الجلال لمن يشاء كيف يشاء فيجله كما جلل المؤمنين وعظمهم ، ويعرف شأنه العظيم وقدره الكبير الجليل في كل شيء خلقه ، و كما عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ حين قال قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام :

إِنِّي نَاظَرْتُ قَوْماً ، فَقُلْتُ :  لَهُمْ إِنَّ الله جَلَّ جَلَالُهُ أَجَلُّ وَ أَعَزُّ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ بَلِ الْعِبَادُ يُعْرَفُونَ بِالله . فَقال : رَحِمَكَ الله .

وبهذه المعرفة يتوجه المؤمن لله التواب الجليل الجواد : بكل وجوده فيستغفره ويطلب كرمه وجوده وعظيم الشأن والمنزلة والقدر عنده ، وكما جاء في هذا الدعاء الجامع للمعاني كريمة ، والتي طالما ذكرناها في هذه الصحيفة ، وبينا بها تجلي نور أسماء الله الحسنى بالعدل والإحسان وعظيم رأفة الله ولطفه ورحمته وكرمه للمؤمنين وحبه لهم ولمن خصهم بكرامته الخاصة من أئمتهم وأولياء أمورهم ، فإنه في هذا الدعاء من معارف عظيمة في تعريف شأن جلال الله وجوده وعدم أخذه لأنه حليم كريم تواب ، فيكون من يتدبر به له معارف جامعة لكل معاني الأسماء الحسنى شرحا وبالخصوص للتواب والجليل والجواد الاسم الآتي شرحه فتدبره يا طيب :

ذكر في جامع الأخبار : ما رويناه بعدة طرق و رواه أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري بسنده عن الإمام زين العابدين إذا فرغ من صلاة العيدين استقبل القبلة و إذا فرغ من الصلاة يوم الجمعة قال :

يا من يرحم من لا يرحمه العباد : و يا من يقبل من لا تقبله البلاد ، و يا من لا يحتقر أهل الحاجة إليه ، و يا من لا يخيب الملحين عليه ، و يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه ، و يا من يحتبي [يجتبي‏] صغير ما يُتحف به ، و يشكر يسير ما يعمل له .

و يا من يشكر على القليل ، و يجازي بالجليل .

و يا من يدنو إلى من دنا منه : و يا من يدعو إلى نفسه من أدبر عنه ، و يا من لا يغير النعمة ، و لا يبادر بالنقمة ، و يا من يثمر الحسنة حتى ينميها ، و يا من يتجاوز عن السيئة حتى يعفيها ، انصرفت الآمال دون مدى كرمك بالحاجات .

 و امتلأت بفيض جودك أوعية الطلبات ، و تفسخت دون بلوغ نعتك الصفات ، فلك العلو الأعلى فوق كل عال ، والجلال الأمجد فوق كل جلال .

كل جليل : عندك صغير ، و كل شريف في جنب شرفك حقير ، خاب الوافدون على غيرك ، و خسر المتعرضون إلا لك ، و ضاع الملمون إلا بك ، و أحدب المنتجعون إلا من انتجع فضلك .

بابك مفتوح للراغبين ، و جودك مباح للسائلين : و إغاثتك قريبة من المستغيثين ، لا يخيب منك الآملون ، و لا ييأس من عطائك المتعرضون ، و لا يشقى بنقمتك المستغفرون ، رزقك مبسوط لمن عصاك ، و حلمك متعرض لمن ناواك ، عادتك الإحسان إلى المسيئين ، و سنتك الإبقاء على المعتدين حتى لقد غرتهم أناتك عن النزوع ، و صدهم إمهالك عن الرجوع ، و إنما تأنيت بهم ليفيئوا إلى أمرك ، و أمهلتهم ثقة بدوام ملكك .

 فمن كان من أهل السعادة : ختمت له بها ، و من كان من أهل الشقاوة خذلته له ، كلهم صائرون إلى حكمك ، و أمورهم آئلة إلى أمرك ، لم يهن على طول مدتهم سلطانك ، و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك ، حجتك قائمة و لا تدحض ، و سلطانك ثابت لا يزول ، فالويل الدائم لمن جنح عنك ، و الخيبة الخاذلة لمن خاب منك ، و الشقاء الأشقى لمن اغتر بك ، ما أكثر تصرفه في عذابك ، و ما أطول تردده في عقابك ، و ما أبعد غايته من الفرج ، و ما أقنطه من سهولة المخرج ، عدلا من قضائك لا تجور فيه ، و إنصافا من حكمك لا تحيف عليه ، فقد ظاهرت الحجج ، و أبليت الأعذار ، و قد تقدمت بالوعيد ، و تلطفت في الترغيب ، و ضربت الأمثال ، و أطلت الإمهال ، و أخرت و أنت مستطيع للمعاجلة ، و تأنيت و أنت ملي‏ء بالمبادرة ، لم تكن أناتك عجزا ، و لا إمهالك وهنا ، و لا إمساكك غفلة ، و لا أنظارك مداراة ، بل لتكون حجتك أبلغ ، و كرمك أكمل ، و إحسانك أوفى ، و نعمتك أتم ، و كل ذلك كان و لم تزل ، و هو كائن و لا تزول .

 نعمتك أجل : من أن توصف بكلها ، و مجدك أرفع من أن يحد بكنهه ، و نعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها ، و إحسانك أكثر من أن تشكر على أقله ، و قد قصر بي السكوت عن تحميدك ، و فههني الإمساك عن تمجيدك ، و قصاري الإقرار بالحسور عن تمجيدك بما تستحقه ، و نهايتي الإمساك عن تمجيدك بما أنت أهله ، لا رغبة يا إلهي بل عجزا ، فها أنا ذا يا إلهي أؤمك بالوفادة ، و أسألك حسن الرفادة.

 فصل على محمد و آله : و اسمع نجواي ، و استجب دعائي ، و لا تختم يومي بخيبة ، و لا تجبهني بالرد في مسألتي ، و أكرم من عندك منصرفي ، و إليك منقلبي ، إنك غير ضائق بما تريد ، و لا عاجز لما تسأل ، و أنت على كل شي‏ء قدير ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم [56].

ولمعرفة المزيد يا طيب: من شأن نبينا وآله والمؤمنين المحبين لهم راجع صحيفة ذكر علي عبادة ، أو راجع كتاب بشارة المصطفى لشيعة المصطفى ، أو المؤمن ، أو صحيفة الطيبين من موسوعة صحف الطيبين ، غيرها من الكتب التي تبين شأن المؤمن وحقوقه الكريمة وما له من الشأن وما عليه مما يجب أن يُشرف به نفسه من الخصال الكريمة .

كما وأنه يا طيب : تم البحث في صفات الجمال والجلال ومعانيها في الباب الأول من الجزء الأول من شرح الأسماء الحسنى ، وعرفنا إن الأسماء الحسنى الجمالية هي التي تختص بفيض الجمال بنور الرحمة والرأفة واللطف وما يوجب من نور المكرمات والمجد للعبد المؤمن وعلى ما يشرق عليه نورها ، وإن نور الجلال هو نور الكبرياء والعظمة ، وكنا هنا نعبر عنها بالقبض عن تنزل الفيض على العبد العاصي وكفار والمنافقين والمشركين والمعاندين والطغاة وأهل الضلال المغضوب عليهم .

ولكن عرفت في هذا الشرح : إن لنور الجلال مهابة وعزة ومجد وشأن كريم حين يكون لرفع المؤمن وعلوه ، وهي بالمشابهة بالضد في ما يشرق من الجمال على العصاة ، فقد عرفنا للاستدراج والإمهال والإتمام الحجة ، ولذا يكون نور الجلال على المؤمن جمال لرفع الشأن بأي صورة كان تضييق أو ليختبر و لرفع الشأن في الجزاء ، فهو لهو خير وبركة ومنع عن المنافر له وما يمنع الجمال عنه ، كما أن الجمال للعاصي عذاب وبأي صورة كان يملى له ليزداد أثما أو للمنع عنه مباشرة .

كما أنه عرفت : أن بعض الفلاسفة يطلقون نور الجمال والأكرم على نور الرحمة واللطف ، ونور الجلال على الصفات السلبية السالبة للحاجة والمبينة لتنزيه للذات المقدسة ، وهذا يصدق بوجه يراد به أنه تعالى لعلوه وغناه المطلق يسلب عنه كل حاجه ، وأنه هو السبوح القدوس ، فراجع البحث في الباب الأول أو أنتظر تمام البحث وتفصيله في صحيفة العارفين إن شاء الله .

   وإنك يا طيب تعلم أن : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)

 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالأكرم }الرحمن27 .

 فأطلب منه أن يجللك برحمته ونور أسماءه الحسنى كلها أبدا ، وبأحسن تكريم خصه بأوليائه ، وشأن شريف أعده لأحبائه ، وإن يجعلنا وإياكم من الأبرار وأهل الجلالة بنور كرمه حتى يلحقنا بأكرم خلقه شأنه عنده ، صلى الله عليهم وسلم ، فسبحانه جلل جلاله حليم تواب جليل كريم جواد .

 


[48] الكافي  ص359ج2ح2 .

[49] الكافي ص107ج8 ح82.

[50] الخصال ص27 ج1ح95 .

[51] روضة الواعظين ص293ج2.

[52]المؤمن ص1ب21.

[53] المؤمن ص 22 ح48 .

[54] المؤمن ص29ح 53 ، 54 .

[55] وسائل‏ الشيعة ج16ص92ب94ح21067 .

[56] جمال‏ الأسبوع  ص 423 ف43 .  

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها