هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية : الجزء الثالث
الْعَظِيمُ
النور السابع والتسعون

الإشراق الثالث  :

الله العظيم بعظمة تجلى نور أسمائه في السماء الدنيا :

سبحان ربي العظيم وبحمده وهو العلي العظيم الحي القيوم السميع العليم : له ما في السماوات وما في الأرض مُلكا صرفا يدبره برحمته ، وهو الولي الحميد الحي القيوم على كل شيء ، فمن يظهر بنور الله ويتوجه له يزيده ويجعل له نورا عظيما في نفسه وفي محيطه أبدا ، وشافي من غير نقص من نور كرمه وفضله ورحمته ولطفه ، فيجعله بأحسن نور وأعظمه ملكا بل ملكوتا بل جبروتا .

وهذا ما يعطيه التدبر الواقعي في عظمة الله في خلقه وهداه : فنرى ربوبيته وتدبيره للكون كله ولكل شيء فيه ، سواء علِمنا وعرفنا حقيقته الكائنات والكون كله وتدبرنا به أو لا لم نحط به علما ولم نعرفه ، بل تدل عليه القوانين الحاكمة فيه لدقة خلقه سبحانه وحسنه المتقن في كل شيء فيه ، حتى عرفنا بحق إنه يوصل كل شيء لأحسن وأتم كمال ممكن يمكن أن يحصل عليه مخلوق مفضل مكرم من عند الله العظيم ، فيهبه العظمة والمجد بنفسه ومع محيطه بما يجعله متناسقا حقا بذاته وصفاته وأفعاله ومنسجم مع غيره ، و بأوسع وأعظم وأعلى نور يمكن أن يناسب شأنه وهيئته وحجمه ووزنه وزمانه ومكانه في الوجود والكون مادام يطلب نور الله ولم يتعصى .

وهذا ما يجب التدبر به لمعرفة عظمة الله : من خلال معرفة عظمة الكون الواسع الذي وسع كرسيه السماوات والأرض وله العرش العظيم ، فيوصل من يطلبه لمقام صدق عند مليك مقتدر حقا ، فيحيط بأعظم خلق الله وأجله شأنا وملكا ، وله يكون أكرم نور مما نزل من فيض أسماءه الحسنى العظمى ، حتى يحيط بنبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين الشهداء الصديقين فيكون معهم من الصالحين .

وذلك إذا عرفنا معرفة عظمة الله بحق وشأن الخلق ومراتبه في العظمة : أي حين نعرف بحق إن الله سخر ما في السماوات والأرض للإنسان المؤمن حقا ، وبالخصوص أشرف رسله وأئمة دين الله الديان الشكور ، وبه يُكرم الإنسان المؤمن الطيب الطاهر حقا فيجعل له مالكا عظيما بأعظم ما نزل من نور الله العظيم .

وهذا التدبر في عظمة الله : هو المرجو بحثه في هذا النور بكل مشارقه ، ولذا قبل الدخول في عظمة الكون كله نذكر بعض التدبر في شيء من خلق الله في الأرض ، ثم نسلك في بحث الكون الواسع ، وبعده نبحث في الجبروت وهداه النازل بإذن الله على المصطفين الأخيار من أعظم خلق الله ، فتدبر به يا طيب .

 

الإشعاع الأول :

عظمة الخلق في الأرض داعية لتسبيح ربنا العظيم :

إذا عرفنا إن الله لا يحاط به علما لعظمته وعلوه : نتدبر بعظيم خلقه لأنه :

{ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ العظيم }الشورى4.

وقبل السلوك في السماء الدنيا وما فوقها : لنتعرف على شيء من عظمتها ، نذكر عظم خلق الله في الأرض الواجب التفكر بها لنعرف تجلي عظمة الله في خلقه ، فنسبحه ونقدسه ونؤمن بأنه ذو فضل عظيم فنرجو كل نور تجلى من أسماءه الحسنى ونتحقق به بما يحب ويرضى ، فنخلص له بدينه الحق ونشكره حقا ، فيلطف بنا بكل كرامة وبركة تجلى من مجد العزة ، فيهب لنا من نوره الواسع بكل عظمة وجلال شافي ، وذلك إن أخلصنا له واقعا بصراطه المستقيم .

ولكي نصل لهذه المعاني بيقين : نذكر بعض شيء مما عرفنا سبحانه من آيات العظمة والمقدرة المتجلية منه لنا في الأرض ومحيطها ، وفي خلق الليل للراحة ، والنهار للمعاش ، والسماء التي فيها الأرض المسخر فيها من نعم الله التي لا تحصى لنا ، ومكننا منها لنسبحه ونقدسه ، فنعد أنفسنا لنحصل على نعيمه الأبدي بأعظم نور ، ولمعرفة هذه المعاني من غير تفصيل نذكر بعض الآيات ونترك التفصيل بعض الشيء لأسم الله اللطيف ، وبهذا نتهيأ لمعارف سعة السماء الدنيا وما فيها من كواكب ونجوم فنعرف على بعض المعاني العظيمة في خلق الله ، حتى نتيقن ضرورة تسبيح العظيم وما مظهر من تجليه ، فنشتاق لأن نكون تحت حيطته وبأجمل عظمة ، وقد قال الله تعالى :

{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ

لآياتٍ ِلأَولِي الأَلْبَابِ (190)

الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النار (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النار فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192)

رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) } آل عمران .

بهذا الكلام الطيب الحسِن قال الله العظيم سبحانه : إن العاقل يتدبر في السماء والأرض ليعرف إنها مخلوقة بالحق ، ولا باطل فيها ، وإنه هناك نداء في كل شيء يدعوا للإيمان به وبالخصوص وجود أعظم خلقه الأبرار المخلصون الذين اصطفاهم ومكنهم من بره ، فعلمنا أن نطلب منه الكون منهم ومعهم في الإيمان الآن وبعد الوفاة ، ولكن قبل التدبر بعظمتهم وندائهم للإيمان ، نتدبر بالكون الذي يطالبنا بالإيمان بالله والإتباع للأبرار لنعرف حقائق الإيمان بالله حسب جلال الله وشأنه العظيم ، ولذا ننظر بما أمرنا أولا من التدبر بخلقه في الأرض ثم في السماء ثم العرش ، وهذا أمر التدبر بالأرض ثم يأتي الباقي ، وقال الله العظيم :

{ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ  (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ  (20)

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) }الغاشية .

فكل شيء في الكون خلق من خلق الله العظيم : وملكا له ، وليس لأحد يمكن أن يدعي أنه خلق شيء لا إبل ولا سماء ولا جبال ولا أرض ، تدير بها تعرف كما في الآيات الآتية ، إن كل شيء مخلوق لله العظيم : أنظر لمني الإنسان فإنه بفضل الله تمكن من تحصيل القوة عليه ولم يخلقه هو ، بل كان الإنسان آلة مُعدِة له وجامع له من مواد خلقها الله ومكنه أن تكون به ، فيزرعه في زوجته فينموا مخلوقا مثله ، فلا هو خلقه ولا أبوه خلقه ، بل الخالق الذي له ملك السماوات والأرض هو الذي خلقه ، وهكذا خلق له الأشجار والثمار وكل شيء ، وبما يشابه فعله ولكل خلق خصوصياته .

 فمن آمن وسبق كان معلم للدين : وأبر معلم لبر الله وللإيمان به فيختصه ببره أو يلحق بمن جعله الله معلما لدينه ، وبما علم المقربون الأبرار يتسابق المؤمنون في درجاتهم في تسبيح الله وتقديسه وطلب نور العظمة منه ، فيعظم وجودهم وملكهم في الآخرة ، ولمعرفة هذه المعاني تدبر في كتاب الله التكويني والتدويني تعرف ما يرشدنا الله إليه لكي نتوجه له ، ونتفكر في خلق السماوات والأرض بالحق ، فنطلب نوره بدينه الحق ونشكره لطفه بنا وما كرمنا به من نعمه ، وليشفينا من كل حاجة بل يجعلنا في نور عظيم ، فتدبر سورة الواقعة وهذا قسم منها :

{ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذكَّرُونَ (62)

 أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَتَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67)

أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ (70)

 أَفَرَأَيْتُمُ النار الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73)

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العظيم (74)

فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76).

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78)

لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80)

أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)

فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلاَ إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)

فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89)

وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلاَمٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)

 وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ(94)

 إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)

 فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العظيم (96) }الواقعة .

فهذه تعاليم الرب العظيم : يطالبنا أن نؤمن به عن علم ومعرفة ويعرفنا ويرشدنا لعظمته لكي نسبحه باسمه العظيم ، فإنه كل شيء بقدرته خلق وهو كريم لكي يكرمنا فنكون من المقربين أو أصحاب اليمين ، ولا نكون من أصحاب الشمال الضالين المكذبين ، فإنه عذاب الله عظيم وسيعرف حين تبلغ الحلقوم إنه لا يستطيع أن يرجع نفسه ، وهذا بيان لعجز الإنسان وعظمة الخالق ، وحينها للمعاند عذاب الحميم ويصلى جحيم لأنه لا يقبل معارف عظمة الله التي تهدي بكتاب مطهر بطاهرين طهرهم وجعلهم أبرار يعلمون حقائق الإيمان بالله تعالى ، فمن آمن وتدبر بعظيم خلق الأرض وما فيها وبنفسه ، فضلا عن مواقع النجوم لا يسعه إلا أن يؤمن بالله تعالى ، وبعد إن عرفنا بعض التدبر في الأرضيات وكيف مكننا منها والداعي حقا لتسبيح الله العظيم ، نتدبر بمعرفة أعلى ونتفكر بعلم السماء الدنيا وما فيها من النجوم التي كان القسم بها عظيم ، وإنه كما كان التدبر بالأرض وما فيها عظيم يدعو لتسبيح العظيم سبحانه .

 

 

الإشعاع الثاني :

بالآيات والأرقام الفلكية نعرف عظمة السماء الدنيا ونجومها :

يا طيب : تفكرنا بشيء يسير مما في الأرض وبعض ما فيها وأنفسنا ، فعرفنا عظمة الله الذي سخر لنا ما في الأرض و ما في السماء ، من خلقنا وخلق الليل والنهار والنبات والأرض ، وجعلنا لنا كتاب هادي مطهر يهدون به المطهرون الأبرار ، وذلك لكي نسبح الله العظيم ، وسيأتي تدبر كريم في بعض جزيئات الكون والأرض ومكوناتها ، لنعرف به مع كون الخلق عظيم فهو أيضا ظريف وجميل ، وتأتي لطافت الخلق في نور اللطيف الآتي لمعارف الذرة وغيرها من خلق الله المركب منها ، ومعارف أخرى في شرح قول الإمام علي عليه السلام :

 وَ لَوْ فَكَّرُوا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ وَ جَسِيمِ النِّعْمَةِ

لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ وَ خَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [5]. وفي غيره من آيات الله تعالى .

ولكن هنا نتدبر في عظمة السماء الدنيا : ونجومها وكواكبها الدالة على عظمة الخالق سبحانه ، لنعرف بعض عظمة العظيم ، فنتوجه له بشوق وبحب له ولفضله العظيم المختص بالعظماء ، ونطلبه بدين الأبرار الطاهرون الذي رزقهم من نور عظمته أعظمه إشراقا ، وبكل يقين نتوجه له حتى نتحقق بنور عظيم من فضله وشافي لكل ما نطلبه من غير أي نقص ، فنذكر التدبر في السماء بتفصيل واسع عظيم يدل ويبرهن للطيب المنصف حقا على عظمة الخالق العظيم ، وقبل أن نذكر التحقيق العلمي نذكر آيات تعرفنا هذا الشأن لضرورة التدبر في خلق الله العظيم في السماء والنجوم بل بسعة الكون الأدنى ، ثم بعده نعرج لمعرفة أعظم في ملكوت الكرسي والعرش والهدى الإلهي النازل لعباده ليعظموا عنده بنور يخصهم به العظيم من كل بر وكرم تجلى منه :

قال الله تعالى :

{ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)

وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) } الذاريات .

قد مهد لنا الله العظيم الأرض : لكي نسبح باسمه العظيم وبكل اسم عظيم له ، فإنه حتى السماء التي بناها رب العزة بما لا يمسه نصب ولا لغوب هو لكي نتوجه له ، حيث تتزن الأرض بوجودها بين هذه المجموعة من الكواكب والنجوم ، وتتهيأ ليكون فيها ليل ونهار ولكي يكون فيها برد ودفئ وشجر ينموا مختلفا أكله وألوانه كما عرفنا في كثير من الآيات الكريمة ، وهنا ليس مورد آيات المقدرة وما سخر الله من نعمه لنا في الأرض والسماء كلها بالتفصيل ، بل نذكر بعض منها ولمعرفة هذا راجع كتب مختصة في الإعجاز القرآني في الكون وبالأرقام وغيرها من دقة الصنع وحسنه ، بل نذكر هنا بعض مهم مما يعرفنا عظمة الله في الكون الواسع بعد إن عرفنا ما مهد لنا في الأرض في سورة الواقعة .

 وعرفنا بالتمهيد ضرورة التسبيح باسم ربنا الله العظيم : الذي مكننا من كل شيء ، ونقيم دينه بما يحب ويرضى ، وبمثله سبحانه يعرفنا أغراض من تمهيده للأرض لنا بل والسماء وغرض تسخيره لعظيم نعمه لنا ، وذلك لكي نقيم شكره ونسبحه ونقدسه بإقامة دينه الحق ، وبهذا نصل لأعلى سعادة ونور عظيم في وجودنا وملكنا ، وكما عرفت وستعرف عظيم ملك المؤمن عند الموت والقيامة والجنة في آخر بحث نور العظيم واللطيف والشافي ، وقال الله العظيم بكلام جامع في قوله تعالى :

{ قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُو يُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ (31)

الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ

وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ (32)

وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَار (33)

وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لاَ تُحْصُوهَ

 إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34)}إبراهيم.

وإذا عرفنا : هذا التسخير للفلك في المجموعة الشمسية ونعمه التي لا تحصى فيها لكي نسعد بإقامة دينه العظيم ، فنشكره ليلطف بنا وليشفينا من كل نقص في تدبير أنفسنا وملكها وما يوجب عظيم راحتها في الذات والمجتمع ، والملك صرفه والاستفادة منه ، وبأحسن وجه ممكن يحقق لنا النعيم بالعدل والإحسان ، والذي يدل عليه الرب العظيم في خلق الكون ونعمه ودقته وحسنه وإتقانه وتدبيره وهداه لخلقه العظيم ، نتدبر الآن بعد ما عرفت بعض التدبر في الأرض وما فيها ، نتدبر بما سخر لنا في عظيم الكون ونجومه وسعة لنسبح الله العظيم ولنقيم دينه بما يحب من هداه العظيم ، حيث قال الله العظيم يعرفنا عظمة خلقه :

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)

 وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } الواقعة76.

{ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ

وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ   إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } النحل12 .

ولمعرفة عظمة ما سخر لنا العظيم : لنعقل فنؤمن بالعظيم ونسبحه بكل وجودنا ، نذكر معلومات فلكية لتقارير أعددتها أعظم المراصد الفلكية في العالم كهابل أو وكالات ناسى ومراكبها الفضائية وغيرها ، والآن علماء الفلك قد تخصصوا بعلوم الفلك حتى أعدوا له كليات في معظم جامعات الدنيا ودراساتها العليا ، بل حتى عد من أعظم التخصص في العلوم هو علم الفلك ، وأعلى مختبرات يصرف فيها المال الهائل هي المراصد والمراكب الفضائية ، ولنعرف بعض ما قالوا نذكر ما ذكر في موقع الأرقام لتعريف سعة الكون ونجومه المسخر لنا:

 

قال في كتاب عالم الأرقام [6]:

تعريف بعض الوحدات الفلكية الوحدة الفلكية فقال :

 تستخدم الوحدة الفلكية عادة للمسافات بين الكواكب ومثال ذلك :

يقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس :

بنحو 150 مليون كلم ، أي 1,5 × 810 كلم .

المسافة بين الشمس : وأورانوس : 19,18 وحدة فلكية ، وبينها وبين زحل : تبلغ 9,54 ، وبينها وبين نبتون : 30,07 ، وبينها وبين بلوتو : 39,44 وحدة فلكية أي : 6 × 910   ، وهذه الأرقام حسب ترتيبها ، إذا ما قيست كوحدة فلكية هي : 20 ، 10 ، 30 ، 40 وحدة فلكية .

 

السنة الضوئية :

المسافة التي يجتازها الضوء في عام واحد في الفراغ :

والسنة الضوئية سنة مسافات ، وليست سنة زمنية . ففي السنة الضوئية هذا العدد من الكيلومترات 365 يوماً ، مضروبة في 24 ساعة ، مضروبة في 60 دقيقة ، مضروبة في 60 ثانية ، مضروبة في 300 ألف كيلومتر (وهي سرعة الضوء في الثانية) . وقد بدأ استخدام هذه الوحدة عام 1888 .

فتكون سرعة الضوء : هي 186 ألف ميل في الثانية ، أو 3 ×810 متر/ثانية . ويجتاز ضوء الشمس مسافة 93 مليون ميل حتى يصل إلينا . وبذلك يستغرق ضوء الشمس حوالي 8 دقائق حتى يصل إلينا ، أي (150 × 610/300 × 310) = 500 ثانية ، ما يعادل 8،33 دقيقة .

على حين أن أقرب نجم إلينا تصل أشعته في 4 سنوات .

 وهناك نجوم لا تصلنا أشعتها إلا بعد 100 مليون سنة !

وبكلام أكثر دقة في تعريف الوحدة الفلكية :

فإن أقرب النجوم إلينا بعد الشمس يبعد عنا نحو 4,2 سنة ضوئية ، أي نحو 40 بليون كلم تقريباً ما يعادل 300000 وحدة فلكية .

طول محور مجرتنا الأكبر قُدّر بنحو : ( 100000 ) مائة ألف سنة ضوئية ، ويقدّر طول محورها الأصغر بنحو 10 آلاف سنة ضوئية (في المتوسط).

 ( تعادل السنة الضوئية 9461 مليار (بليون) كيلومتر ، أي نحو 9 ملايين مليون كلم ، كما تم ذكره في الأرقام الفلكية :

( أقرب نجم إلينا يبعد عن الأرض نحو 25 مليون مليون ميل ) .

 ـ أقول يا طيب : أرقام لمسافات خارقة وعظيمة جدا ، فتدبر في عظمة فعل الخالق سبحانه ، تدبر في سفرة بعيدة بين مدينتين لو تكون مشيا ثم تدبر بزمان سيارة وطائرة وبأسرع ما أكتشف من وسائل تراها أرقام مذهلة وزمان لا يكفي له عمرنا مليون مرة، وهذا تدبُر في الكون والسماء الدنيا فتدبر بما يأتي في الكون الأعلى ـ .

 

 أما الفرسخ النجمي أو الفلكي :

وهو وحدة لقياس المسافات بين النجوم والمجرّات تعادل :

 ثلاث سنوات ضوئية وثلاثة أعشار السنة ( 3,3 تقريباً ) .

( واستخدمت منذ عام 1888 م ) ، فيعادل : 30857  مليار كيلومتر  أو : 3,26  سنة ضوئية بالضبط أو 206265 وحدة فلكية .

( لا أحد يستطيع أن يتحرك بسرعة الضوء أو يتجاوزها ، ويستحيل على جسم مادي أن يخترق حاجز الضوء ) . وتذكر يا طيب :

إن السنة الضوئية سنة مسافات وليست سنة زمنية . ففي السنة الضوئية هذا العدد من الكيلومترات 365 يوماً ، مضروبة في 24 ساعة ، مضروبة في 60 دقيقة ، مضروبة في 60 ثانية ، مضروبة في 300 ألف كيلومتر وهي سرعة الضوء في الثانية .

فالفرسخ الفلكي أو النجمي :

هو وحدة قياس فلكية بين النجوم البعيدة والمجرّات والسُّدُم :

تعادل ما يقطعه الضوء في 3,26 سنة، أي حوالي 31 مليون مليون كلم.

وأقرب النجوم إلين : ألفا القنطور على مسافة 1,3 برسك ( فرسخ فلكي أو فْرلك ) ، والدب الأكبر على مسافة 21 برسك ، والردف على مسافة 600 برسك ، والذنب على مسافة 500 برسك . وتساوي 10 كيلو فرسخ فلكي بالكيلومتر ، أي الرقم 3 ملحقاً بسبعة عشر صفراً تقريباً أي :

000 000 000 000 000 300  وهكذا تقفز الأعداد في علم الفلك إلى شطحات تسبق الخيال ، وتقاس المسافات بأرقام تنقضي الآجال قبل إحصائها . . .

 

نماذج من أحوال الأجرام السماوية بالأرقام :

الأرض :الكتلة : 5,98 × 2410 كلغ وفقاً لأحدث  تقدير .

الحجم : 1,083 × 2710 سم مكعب .

مساحة اليابس : 1,49 × 810 كلم2 ، أي 29,2% .

مساحة المحيطات : 3,61 × 810 كلم2  70،8% .

حجم المحيطات ك 1,37 × 910 كلم مكعب .

( وتحتوي كل كيلو متر مكعب على أكثر من 1810 طن من المياه ) .

الكتلة الجوية : 5,27 × 1810 كلغ .

الـقـمـر :

متوسط المسافة بين الأرض والقمر : 3,844 × 510 كلم , أي 60 مرة نصف قطر الأرض (384 ميغامتر) .

الكتلة القمرية : 6,7 × 2210 كلغ , أي 0,012 من كتلة الأرض .

 

الشمس :

 قطر الشمس = 1,39 × 610 كلم أو 8,64 × 510 ميل .

كتلة الشمس = 1,99 × 3010 كلغ ما يقارب 2 × 2710 طن

 أي 333 ألف مرة مثل كتلة الأرض أو 99% من كتلة المنظومة الشمسية .

تفقد الشمس من وزنها يومي 360  مليار طن .

وعلى الرغم من هذا التناقص الهائل في كتلة الشمس ، والذي قدّر في إحصاء آخر بحوالي (1/10000 كتلتها × 1,5 مليار سنة ) فإن الزمن المقدّر لمستقبل عمرها واستمرارها مصدراً للطاقة والحياة هو ما يقرب من 15 مليار سنة , أي نحو ضعف ما مضى من عمرها حتى الآن .   

 

الـمـجـرّة :

درب التبانة أو اللبانة : وهي المجرّة التي يتألف منها نظامنا الشمسي وفيها نحو 1110 نجم .

طولها حوالي 100 ألف سنة ضوئية ومعدل سماكتها 6 آلاف سنة ضوئية .

 ومن المجرّات ما يصل طولها إلى 200 مليون سنة ضوئية .

 أي 2 × 810 سنة ضوئية .

 ( تشكّل المجرّة أ – م 87 الأكثر لمعانا في الكون .

 جزءاً من مجموعة العذراء البعيدة 52 مليون سنة ضوئية عن الأرض .

 والتي تضم أكثر من مائة مليون نجم.

 وفي وسطها يقع ثقب أسود  هائل الحجم :

تصل كتلته إلى 5,6 بليون مرة كتلة الشمس ) .

 

 الكون المرئي :

يبلغ نصف قطر الكون : بحساب أينشتاين 35 بليون سنة ضوئية .

أما بذرة المادة الأصلية التي نشأ منها الكون المرئي في الفضاء السحيق ، فتغطي مسافة 64 مليار تريليون كيلومتر ( أي الرقم 64 وأمامه21 صفراً ) وعمرها الوسطي 15 مليار سنة . وظهرت في الوجود بعد 300 ألف سنة من الدويّ أو الانفجار العظيم الذي رافق خلق الكون .

 

الأبعاد الفلكية :

تبعد الشمس عن الأرض حوالي 1,5 × 910 كلم ( 150 مليون كيلومتر ) أي ما يعادل الوحدة الفلكية أو الفضائية ، وهي بالتحديد متوسط البعد بين الأرض والشمس ، ويساوي 149,5 مليون كلم تقريباً ، ويبلغ بعد بلوتو من الشمس نحو 40 وحدة فلكية أو 6 × 910 كلم .

تمتد المجرّات إلى ما لا نهاية ، ويبلغ بُعد أقربها إلينا ملياري مليار من الكيلومترات . ولا بد من وحدة مسافات جديدة غير الوحدة الفلكية للكلام عن الترتيب الهندسي للنجوم ، هذه الوحدة : هي السنة الضوئية التي تعادل 63300 وحدة فلكية أو 0,307 فرسخ فلكي ، وتساوي المسافة التي يقطعها الضوء في الثانية وهي 3 × 810 كلم .

وأقرب نجم للشمس القنطور أو الطلمان يبعد عنها ما يزيد على أربع سنوات ضوئية .

يبعد نجم ذنب الإوزّة عنا حوالي 650 سنة ضوئية ( تحتوي مجرّتنا درب التبانة على ما يزيد على 1110 نجمة من هذه النجوم ) .

وتقرب سماكة مجرّتنا في وسطها من 410 سنة ضوئية ، بينما يبلغ طولها من جانب إلى آخر 510 سنة ضوئية ( مئة ألف ) .

 يبلغ طول بعض المجرًات 2 × 710 سنة ضوئية من طرف إلى آخر .

وأقرب مجرًة كبيرة لمجرّتنا تبعد عنا مسافة 2 × 610 سنة ضوئية تقريباً .

 نسبة المسافات في الكون من نواة الذرة إلى أبعد الأشياء عنا 4010 .

 لكن ماذا هناك خارج حدود علم الفلك الحالي ؟

هل يمتد الكون إلى اللانهاية ؟ أم قد يكون مقوّسًا بطريقة غريبة فيكون قريباً من السديم الذي يبدو الأبعد عنا ؟

 نصف قطر الكون المرئي وفقاً لنظرية أنيشتاين في النسبية يبلغ :

35 بليون سنة ضوئية ، والكون في توسع مستمر ، مع هذا ، يقدّر قطره حالياً بحوالي مائة ألف مليار مليار كلم .

 ( الكون محدود العمر ، متغير ومتطور في حالته الفيزيائية وفي شكله ، غير متجانس في توزيع المادة عبر فضاء ليس إقليدي الهندسة ( فهو رباعي الأبعاد ـ هذا إذا عرفوا نهاية العالم الأدنى ما تحت السماء وحدوده ، وإنهم فعلا يقرون بالعجز ـ) ، وفي توسع مستمر . يقدّر قطره بحوالي مائة ألف مليار مليار كلم .

 وما زال الكون يموج بالكثير من الأسرار : والطلاسم ويبوح من وقت إلى آخر بعض منها ، فقد اكتشفت مؤخرا أجسام معتمة في الكون يعادل حجم بعضها حجم الكرة الأرضية ألف مرة ، وهي كتل غير مرئية ، تعتبر ضرورية لإحداث الحركة المحسوبة في الكون وتكفي لوقف تمدّد الكون في وقتٍ ما في المستقبل .

يا طيب : هذا كان بعض الكون الأدنى وعالم الشهادة ، وهي معرفة حتى أرقامها يتيه فيها الإنسان العادي الغير متخصص ويضيع الحساب عليه ، ويقر بالعجز الخبير وبكل وجوده يقول لخلق الله العظيم:
 ما عرفناك حق معرفتك  ، فكيف تُعرف عظمة الله بحق فهو بمعرفته أعجز بمال لا يتصور أصلا ،فلا يحاط به علما أبدا أبدا. وهو العظيم حقا في فعله ولذا لا يحاط بوصفه، ولا يوصف إلا ما عرفت بكلام الله وأولياءه في أول البحث.

جدول لبعض أبعاد الكون الرادوي ( الإشعاع الفلكي ) :

زمن انتقال الضوء والموجات الرادوية

البعد بالأميال

النجوم أو المجرّات ومشكلاتها

أكثر من مليار سنة

5 × 2110 ميل

نجوم رادوية غير معلومة الذاتية

800 مليون سنة

5 × 2110 ميل

الجاثيp أبعد سديم رادوي

    الدجاجة p أقوى من سديم :

550 مليون سنة

3 × 2110 ميل

رادوي معروف

40 مليون سنة

2,5 × 2010 ميل

مجرّة بيضية

مليونا سنة

1,5 × 1910 ميل

سديم المرأة المسلسلة ( أقرب مجرّة لولبية ) .

 مسافات فلكية لنجوم بعيدة وقريبه :

200 ألف سنة

1,5 × 1810 ميل

سحب ماجلّان أقرب السدم المجرية الخارجية

30 ألف سنة

2 × 1710 ميل

بقعة ساخنة رادوية

عشرة آلاف سنة

6 × 1610 ميل

ذات الكرسي p بقايا نجوم

4 سنوات تقريباً

2,5 × 1310 ميل

أقرب نجم مرئي

40 دقيقة

500 مليون ميل

المشتري – الكوكب الرادوي

8 دقائق

93 مليون ميل

الشمس

¼ دقيقة

220 ألف ميل

القمر

1/1000 من الثانية

200 ميل

الأيونوسفير

الأيونوسفير : جو مؤيّن : طبقة مؤيّنة من جوّ الأرض يتراوح ارتفاعها ما بين 60 كلم و 600 كلم [7].

 

كلام في عظمة الكون الواسع وأبعاده العظيمة بنحو آخر :

يا طيب : هذا كلام آخر من موقع آخر على الانترنيت ولكاتب آخر ، وبأسلوب جميل آخر نتعرف به على عظمة الخالق العظيم وفعله العظيم في الكون الأدنى ، وسعته وعجائب ما موجود فيه من المساحة العظيمة ، حتى تأتي معاني أخرى في عظمة الكون الأعلى لعالم الكرسي والعرش وما بعده وما فيه ، فسبحان الخالق الذي لا يحاط بخلقه ، والذي جل وتعالى عن لحظات خطرات القلوب ، حتى أذعنت بعظمته وحده لا شريك له سبحانه ، وذلك لما أراها من عظيم خلقه وحسنه ودقته ، سواء التدبر بالكون الواسع الأدنى كما في هذا الإشعاع أو السابق ، أو في الكون الأعلى وهدى الله كما سيأتي ، أو في دقائقه وصفائه كما يأتي في نور أسماء الله الحسنى اللطيف والشافي ، فتدبر البحث متسلسلا لتعرف خلق الخالق العظيم فترجوه وتتخلق بأسمائه الحسنى بما يحب ويرضى فتنال منه الملك العظيم .

وقد كتب : رهين الماضي في منتدى عربيات : سلسلة حلقات الإعجاز القرآني أخذها عن كتاب متخصص بالإعجاز ـ فنذكر قسما منه بتصرف طفيف كإضافة بعض العناوين وترتيبه بما يناسب بحثنا هذا ـ فقال :

إنما يخشى الله من عباده العلماء :

{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة29 .

سوف نتكلم اليوم : عن السماء وآياتها الباهرات ، وأسرارها المحيرات ، ونجومها الزاهرات ،  كم من خضعت لها الأعناق ، وخشعت من هولها الأفئدة  ، ووقف عندها الفؤاد مذهولا ، والقلب مبهورا في هدير كوني صاخب وهاتف :

بأن الله ليس له شريك .

وقف العالم الإنجليزي : ( جيمس جينز ) يشرح الأبعاد الهائلة للمجرات والنجوم ، والإعجاز البارز في كل زاوية من جوانب الكون ، حتى انهمرت الدموع من عينه ، ووقف شعر رأسه خشوعا وانبهار من شأن الخالق العظيم .

ولما قرئ عليه قول الله تعالى :

{ إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر28 . صاح بأعلى صوته : هذه الآية في القران حقيقة ، أكتبوا عني شهادة هذا وحي من عند الله  .

 

طيب تعالوا نتأمل قليل في الكون :

نحن نعيش : في جزء بالغ الضآلة ، من مجموعة شمسية بالغة الضآلة ، من مجرة كونية بالغة الضآلة ، لا تحتوي إلا على مئة ألف مليون شمس ، تعد شمسنا من أصغرها حجم ....عدد قليل صح لسه ما شفتوا شيء سبحان الله ؟!

هذه هي مجرتنا المتواضعة والصغيرة الحجم والتي لا تحتوي إلا على 100,000,000,000 نجم .

{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ } الواقعة79  .

هذا الرقم : كيف يُقرئ المهم مئة ألف مليون ، اسم مجرتنا : درب التبانة ، نوعها حلزونية ،  ذات اذرع .

 

إما نحن بمجموعتنا الشمسية فلا نكاد نرى أصلا :

ويقول الله تعالى : { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَ (28) ـ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَِلأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) } النازعات ـ .

وعندما تكون السماء صافية : نستطيع أن نرى بالعين المجردة خمسة ألاف من النجوم ، ولكن هذا العدد يتضاعف إلى أكثر من 2000,000 من النجوم حين يستعمل تلسكوبا عاديا ، وأقوى تلسكوب في العالم : هو الذي يوجد في مرصد مأونت بالومار في أمريكا ، ويستطيع أن يشاهد بلايين من النجوم .

إن الفضاء الكوني فسيح جدا : تتحرك فيه الكواكب لا حصر لها بسرعة خارقة ، بعضها يواصل رحلته وحده ، ومنها أزواج تسير مثنى مثنى ، ومنها على مجموعات .

 بل الأرض التي نحن فوقه : تتحرك بسرعة هائلة جدا ، ولقد أمرنا الله أن ننظر في مخلوقاته :

{ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)

وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) } الغاشية .

وقال اعز من قائل : { قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ (101) } يونس .

مجرة مدلين العملاقة : ومجرتنا بالنسبة لها قزما ، لا وزن له ، علما بأن السماء تحوي بلايين المجرات ، والتي تعد مدلين من أصغرها حجما .

وإن أقرب المجرات إلينا : تبعد حوالي 10 ملايين سنة ضوئية ، ومجرات النجوم التي يقع فيها نظامنا الشمسي تدور حول محورها بحيث تكمل دورة واحدة في 200،000،000 سنة ضوئية . وشمسنا تدور في هذه النظام الرائع بسرعة : 600.000 ميلا في الساعة أي 500 سنة للماشي في الثانية .

أليست الشمس تجري قال الله تعالي : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ } يس41.

أليست تجري : سبحان الله : وهناك ألاف من الأنظمة سرعتها هائلة جدا ، ويكون في علمك إن أثناء حركة الشمس ، اللي في مجرتنا المجموعة الشمسية ، والتي هي شمسنا هذه التي نراها تجر معها الأرض والكواكب والنجوم الأخرى في هذه السرعة ، وإحنا ولا حاسين ، و بعدين راح اذكر لكم سرعة الأرض عشان تدرون أننا فعلا ما نحس في سرعتها الهائلة .

{ الله الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ

 وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي ِلأَجَلٍ مُسَمًّى

يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }الرعد2.

 

خلق الله العظيم السماء وكائناتها من دخان يدل على عظمته :

 نظرية السديم في برج الجوزاء  :

قال الله تعالى القرآن العظيم : يكشف أشد وأعجب خفايا هذه الكون :

{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ

فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) } فصلت . بنظرية السديم في برج الجوزاء :

توجد فيه سحابة هائلة من الدخان : حيث تولد فيها النجوم ، أي انفجار يحدث في الكون ، تتكون منه نجوم أخرى ، فمثلا البراكين اللي في الأرض بعضها ، تشكل يابسة على سطح البحر عند انفجارها وتجمدها .

قال عالم الطبيعة الأمريكي ( جورج ايرل ديفيس ) :

تأملوا في نظريته : لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه ، فأن معنى ذلك انه يتمتع بأوصاف الخالق ، وفي هذا الحال سوف نؤمن ، بأن الكون هو الله ، ولكن إلهنا هذه سوف يكون عجيبا ، إلها ً غيبيا وماديا في نفس الوقت .

 أنني أفضل : أن أؤمن بذلك الله الذي خلق العالم المادي ، وهو ليس بجزء من هذا الكون ، بل هو حاكمه ومدبره ومديره ، بدلا من هذا الاعتقادات الغبية .

 انظر كيف اعترف : على إن هناك خالق يدير هذه النظام العجيب ، بل نظريته ردت على أهل الملاحدة الذين يقولون :

 أن الطبيعة هي خلقت نفسها بذاتها سبحان الله :

{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ الله السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } الروم8.

 

والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون :

علماء الفلك : اليوم في حالة من الذهول ، بل الآلف الملايين من المجرات ، وعلى أبعاد فلكية فوق وفوق التصور ، مجرات لا تهدا ، اقل عدد هذه المجرة هي مجرتنا الصغيرة ، وتحتوي على مئة ألف مليون نجم .

إن كوننا هذا فسيح جدا : ولنأخذ مثال لو طائرة خيالية تسير بسرعة 1،000،000 سنة ، سوف نلاحظ أن هذه الكون يتوسع ، أي بعد ما تصل الطائرة مسافة 1،300،000،000 سنة ، ستجد أن هذه المسافة الكونية ضعفين ، و لن تستطيع الطائرة الوصول إلى نطاق معين ، ولن أن تدور حول هذا الكون ، بل سوف تواصل رحلتها في نطاق هذا التوسع ، والعلماء في حالة ذهول ، والله يقول :

 { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الذاريات47 .

البروج في المجرات الكونية كلا في فلك يسبحون :

المجرات الكونية : تتألف من مجموعات لا تحصى من الكواكب والنجوم ،  وتسمى البروج ، وبيانه :

إن حركة الأرض حول الشمس منضبطة : وتمام الانضباط ، بحيث لا يمكن أن يحدث أدني تغير في سرعة دورانها ، والقمر يتبع في حركته الأرض ، وكلهم يدورون في فلك ، ويرى العلماء الفلك ، أن مجرات النجوم يتداخل بعضها في بعض دون حدوث أي تصادم ، أي خلق هذا سبحانك ربي .

{ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ

كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) }الأنبياء .

وبعضها المجرات تحدث لها اصطدامات ، وقد رصد العلماء لمجرتين في اصطدام هائل مما أدى الى خروج طاقة فوق التصور تترامى في الكون الشاسع .

ويقدر العلماء : إن هذه الكون المرئي فقط يتكون من خمسمائة مليون من مجاميع النجوم مضروبا في هذه العدد الخيالي 500،000،000،000،000 من الملايين ، وفي كل مجموعة يوجد مئة مليار من النجوم . وإن اقرب مجموعة من النجوم إلين : هي التي نراها في الليل على شكل خيوط بيضاء دقيقة ، تضم حيزا مداه مئة ألف سنة ضوئية .

 ونحن سكان الأرض : نبعد عن مركز المجموعة بمقدار 30 ألف سنة ضوئية ، وهذه المجموعة جزء من مجموعة كبيرة تتألف من 17 مجموعة ، وقطر هذه المجموعة الكبيرة مليونان من السنين الضوئية ، والله تعالى يقول :

{ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ   فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِير }سبأ45 .

 

اشرح صدرك بهدى العظيم وإلا يضيق كمن يصعد في السماء :

قال الله تعالى : { فَمَنْ يُرِدْ الله أَنْ يَهدِيَهُ

 يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ومَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ الله الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام125 . سبحان الله : من علم محمد صلى الله عليه وآله وسلم العلاقة بين صدر الإنسان والصعود في السماء .

ذلك الذي أكده علم الفضاء : وشهدت به التجارب الواقعة مما أدى إلى اختراع سترة الفضاء ، والتي تتكلف ما يزيد عن مليوني دولار لحماية الصاعد في السماء ، وهذا ما اخبر به القرآن العظيم في القرن السابع ميلادي ، حيث لا يدري احد شيئا عن الفضاء .

 

مهد العظيم الكون كله بليله ونهاره لنبغي فضله ونشكره:

قال الله تعالى : { وَهُوَ الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ (71)

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) } القصص .

آيات الله مبصرة في كوكب عطارد نهار عطارد نهار أبدى محترق :

كوكب عطارد وسطحه : الملتهب في نهاره الطويل والمحرق ، فلو كنت عليه في النهار لرأيت الشمس تكاد تكون ثابتة في السماء لا تتحرك ، حتى تبلغ درجة حرارة سطحه 700 درجة ( أعلى من درجة حرارة انصهار الرصاص ).

في يوم طويل حارق : مقداره 176 يوما من أيامنا ، لا تغرب الشمس فيها ، أما الأعجب فان طول السنة عليه يعادل 88 يوما ارضيا .

فيومه الواحد : يستمر عامين كاملين في جحيم دون غروب ، إنها النعمة الربانية والتي نطقت بعظم فضلها ، وقال الله عز وجل :

{ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }القصص73 . سبحانك ربي العظيم والشكر لك . ولو انتقلنا إلى كوكب الزهرة : سوف تجد اليوم هناك 30 يوم من أيامنا ، أما السنة 7 شهور من أشهرنا .

 

كل الكون الأدنى في فلك يسبحون لمستقر لهم :

{ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) } يس .

طيب : لو نتأمل في الأرض ، وكم سرعتها وما حجمها وما حجمك أنت يا الإنسان ، سوف ترى الأعاجيب في هذا الكون ، تعالوا معي إلى الأرض ، الأرض تدور من جهة الغرب إلى الشرق عكس عقارب الساعة ، وتطلع عليها الشمس من الشرق إلى الغرب ، سرعة دوران الأرض حول الشمس مئة وستة الألف وثلاثمائة كيلو في الساعة  يعني 30 كيلو في الثانية ، أما دوران الأرض حول نفسها 1600 كيلو في الساعة ، ويحدث منها حركة الليل و النهار الأرض تدور حول نفسها ، و القمر يدور حولها ولأرض والقمر يدوران حول الشمس.

ولأرض وكل الكواكب : التي تدور حول الشمس تتحرك مع الشمس ، لأن الشمس تجري في درب التبانة ، والشمس تجر الأرض والقمر والكواكب معها ، وكل أقمار الكواكب في سرعة خيالية 500 سنة للماشي في الثانية ، أي 300 كيلو في الثانية ، وسرعة مجرتنا 600 كيلو في الثانية يعني مليون وثلث مليون ميل في الساعة ، وحنا ولا حاسين فيها، تجري باتجاه برج الجوزاء هذه من حقائق العلم اليوم.

حجم الشمس إلى الأرض : بالنسبة للشمس واحد على مليون مليون ارض عشان تساوي ارض واحدة وبرج الجوزاء يساوي الشمس 100 مليون مرة .

أما سديم المرآة المسلسلة : حجمه بالنسبة للشمس مليون مليون مليون مليون مليون مرة ، والنور بسرعته الهائلة يحتاج أن يقطع طريق درب التبانة يحتاج 400 ألف سنة سرعة النور .

هناك مجرات : تبعد عنا مسافة 100 بليون سنة ضوئية حجم الكون الذي نعرفه مليون تريلون تريلون سنة ضوئية مكعبة ، أرقام خيالية ، اتساع الكون ما هو ببطء ، نحن نتحرك ونبتعد عن باقي الكون بسرعة تريلون ألف بليون سنة ضوئية مكعبة كل دقيقة فتخيل هذه الحركة وهذه الاتساع[8] .

ويا طيب قال الإمام علي عليه السلام في غرر الحكم يلخص الكلام في تعريف عظمة الخالق سبحانه :

العلم كنز عظيم لا يفنى .

ما أهول اللهم ما نشاهده من ملكوتك .

 و ما أحقر ذلك ، فيما غاب عنا من عظيم سلطانك [9].


[5] نهج ‏البلاغة ص270 منها في صفة خلق أصناف من الحيوان .

[6] المصدر : كتاب عالم الأرقام لمؤلفه د. محمد زكي الأيُّوبي

[7] المصدر : موقع الأرقام على الانترنيت من كتاب عالم الأرقام لمؤلفه د. محمد زكي الأيُّوبي.

[8]مأخوذ مما كتبه رهين الماضي في منتدى عربيات سلسلة حلقات الإعجاز القرآني أخذها عن كتاب متخصص بالإعجاز ، وتوجد عدت كتب بالكون وسعته والفلك فراجع ما تحب منها تجد حقائق ما ذكرنا بل قد يتوسع البحث عندك بما لم نذكره هنا فتعرف حقا عظمة  الخالق له ثم أعلم أنه مسخر لأكرم خلقه وإن أكرم خلقه له ملك أوسع .

[9] غرر الحكم ص42 ح65 . غرر الحكم ص83 ح 1319.

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها