هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين / شرح الأسماء الحسنى الإلهية : الجزء الثالث

الشَّافِي
النور التاسع والتسعون

الإشراق الرابع :

ظهور نور الله الشافي في التقوى لرفع ودفع الأمراض  النفسية :

يا شافي : جللنا بنور الهدى وصراطه المستقيم عند المنعم عليهم ،
 وأبعدن عن المغضوب عليهم لضلالهم وأكفنا شر كل ذي شر ومن يريد بنا سوء :

{ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصراط المستقيم (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) } الفاتحة .

{ بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) } الفلق . { بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (الناس3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الجنة وَ النَّاسِ (6) } الناس .

يا طيب بنور الله الشافي : قبل أن نتكلم عن ظهور نور الله الشافي ، في كتاب الله والمنعم عليهم بالصراط المستقيم بفضل الله في الإشراق الآتي ، نتكلم في هذا الإشراق وفي إشعاعه الأول : عن أمور كريمة بها يحصل لنا الكمال الروحي النفسي والعلمي بل والبدني والعملي ، وبأعلى نور للمجد الشافي العظيم المتجلي بلطف الله علينا من كل نور الأسماء الحسنى ، كما وبها نبتعد إن أمراض وبلايا روحية يسببها الضلال والمعاصي التي تبعدنا عن الصراط المستقيم ، ثم نتمم البحث في إشعاع ثاني وثالث : ذاكرين لأهم الأمراض الروحية والعلمية والعملية الواجب التوقي منها لنبقى تحت نور الله الشافي ، ثم يأتي طريق الوصول للطاعات في الإشراق الآتي إن شاء الله حين نتكلم عن ظهور نور الله الشافي في الثقلين ، حتى ندخل معهم الجنة إن شاء الله في إشراق بعده ، وبه نختم بحث شرح الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة :

 

الإشعاع الأول :

ظهور نور الله الشافي للمتقي المطيع بأعلى كمال دافع للنقص :

يا الله الشافي : بنورك اهتدينا وعليك توكلنا ولك وحدك عبدنا فتقبل منا :

يا طيب : بعد أن عرفنا ظهور نور الله الشافي في الكون بكل نور أسماءه الحسنى ، وأن المزيد من الكرامة للداعي بها ، وعرفنا آثار ظهور نور الله الشافي في تفاصيل بعض الكائنات والأعمال بعد أن يفسد حال الإنسان لإسرافه وعدم الحمية في الإشراق السابق ، وأنه كان غالب البحث فيه في الحمية من الأمراض وشفائها في البدن .

 حان هنا لنحتمي من الأمراض الروحية بالطاعات : وبمعارف تقربنا لله وتقوينا على أمراض الروح فنغلبها ولا نقترب منها في هذا الإشعاع ، فنتعرف على تعاليم هدى شافي يُعرفنا فضل الله الشافي لنا وبكل ما نحتاجه من مظاهر الكرامة ، وبه نتعرف على مظهر أخر من مظاهر نور الله الشافي في الطاعات والأعمال الحسنة التي توجب الكمال التام الأبدي في كل نعيم شافي للروح ، وتخلصنا من كل مرض روحي أبدي إن شاء الله ، فنختار بعض الأحاديث التي تعرفنا ضرورة التعقل والتقوى وإطاعة الله بكل ما يحب ويرضى ، فنرى نور الله الشافي في الهدى التام ، في هذه الأحاديث الكريمة التي تعرفنا سبل الحمية وطلب الكمال في مواضيع مختصرة ، وأسأل الله أن يجعلها شافية في بيان تجلي نوره الشافي في الهدى الحق الذي علمه أولياءه .

ظهور نور الشافي في العلم والعقل :

قال الإمام علي عليه السلام : خذوا : من كل علم أحسنه ، فإن النحل يأكل من كل زهر أزينه ، فيتولد منه جوهران نفيسان ، أحدهما فيه شفاء للناس و الآخر يستضاء به . العقل شفاء ، إن كلام الحكيم : إذا كان صوابا كان دواء ، و إذا كان خطاء كان داء. العلم حياة وشفاء . مجالسة الحكماء: حياة العقول وشفاء النفوس[49].

ظهور نور الشافي في التقوى والابتعاد عن الهوى وكل حرام :

قال مولى الموحدين وصي رسول رب العالمين الإمام علي عليه السلام :

مخالفة الهوى شفاء العقل . لا يكونن أفضل ما نلت من دنياك : بلوغ لذة و شفاء غيظ ، و ليكن إحياء حق و إماتة باطل . إن من شغل نفسه بالمفروض عليه ؛ عن المضمون له ، و رضي بالمقدور عليه و له ؛ كان أكثر الناس سلامة في عافية ، و ربحا في غبطة ، و غنيمة في مسرة . المواعـظ شفاء لمن عمل بـها[50] .

الاستغفار دواء الذنوب . داووا الغصب بالصمت ، و الشهوة بالعقل .
عـجـبـت لمن عرف دواء دائه ، كيف لا يطلبه‏ ، و إن وجده لم يتداو به ؟!!

دواء النفس : الصوم عن الهوى و الحمية عن لذات الدنيا .

داووا بالتقوى : الأسقام ، و بادروا بها الحمام ، و اعتبروا بمن أضاعها ، و لا يعتبرن بكم من أطاعها . من انتظر العافية  صبر . الصبر على البلاء أفضل من العافية في الرخاء . الحسود لا شفاء له [51].

سلوا الله سبحانه العافية : من تسويل الهوى و فتن الدنيا .

إن العافية : في الدين و الدنيا لنعمة جليلة و موهبة جزيلة

شيئان : لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما ؛ الشباب ، و العافية .

داووا : الجور بالعدل ، و داوو : الفقر بالصدقة و البذل .

سوسوا : أنفسكم بالورع ، و داوو : مرضاكم بالصدقة [52].

ذكر الله دواء أعـلال النفوس . سلوا الله العفو و العافية و حسن التوفيق [53].

ظهور نور الله الشافي في التعاليم والآداب الإسلامية الكريمة :

يا طيب : والطاهر من الغل والحسد وكل ما يعبد عن الله بنور الله الشافي ، إن هذه المواضيع المتنوعة هي تذكرة مجالي نور الله الشافي في التكوين والهدى الشامل لكل شيء ، فترى فيه نور من تجليه يوصلنا لأعلى كمال ويرفع عنا أدنى نقص في الروح فضلا عن البدن ، وبعد أن عرفنا في الإشراق السابق ما يوجب الحمية ويداوي البدن فيرنا نور الله الشافي في التكوين لمادي ، كان هذا الإشراق بمظاهر أشعته بيان لنور الله الشافي للروح ، بل ما يوجب لها الكمال بالطاعات والآداب الإسلامية والأخلاق الإيمانية العظيمة اللطيفة الشافية ، ونحن نتذكر المهم منها مما فيها تصريح أو تلوح بيّن لأسم الله الشافي ، وإلا بحوث الأخلاق والآداب والطاعات كثيرة وواسعة ونحن اخترنا ونختار ما يفي بالغرض في بيان نور الله الشافي إن شاء الله ، وبه نتذكر ما ينفعنا كمؤمن بفضل وإحسان وكرم نور الله الشافي لكل ما نحتاجه علما وعملا :

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : حُسْنُ الْبِشْرِ يَذْهَبُ بِالسَّخِيمَة[54] .

و عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : تَصَافَحُوا فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ [55].

وعَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يَبْلُغُ ، بِصَاحِبِهِ دَرَجَـةَ الصَّائِـمِ الْقَائِـمِ [56].

و عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّوْمِ فِي الْحَضَرِ ؟ فَقَالَ : ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ : الْخَمِيسُ مِنْ جُمْعَةٍ ، وَ الْأَرْبِعَاءُ مِنْ جُمْعَةٍ ، وَ الْخَمِيسُ مِنْ جُمْعَةٍ أُخْرَى ، وَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : صِيَامُ شَهْرِ الصَّبْرِ ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، يَذْهَبْـنَ بِبَلَابِـلِ الصُّـدُورِ ، وَ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ ، إِنَّ الله عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِه [57].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما هلك : مال في بر و لا بحر إلا بمنع الزكاة ، حصنوا أموالكم بالزكاة ، و داووا مرضاكم بالصدقة ، و ردوا أبواب البلاء بالدعاء [58]. وعنه صلى الله عليه وآله سلم: إن المعروف يمنع مصارع السوء ، و إن الصدقة تطفي غضب الرب ، و صلة الرحم تزيد في العمر و تنفي الفقر ، و قول : لا حول و لا قوة إلا بالله ، فيه شفاء من تسعة و تسعين داء ، أدناها الهم [59].

عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَنِ الزُّهْدِ ؟ فَقَالَ عليه السلام : عَشَرَةُ أَشْيَاءَ :

فَأَعْلَى دَرَجَةِ الزُّهْــدِ أَدْنَى دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، وَ أَعْلَى دَرَجَةِ الْوَرَعِ أَدْنَى دَرَجَةِ الْيَقِينِ ، وَ أَعْلَى دَرَجَةِ الْيَقِينِ أَدْنَى دَرَجَةِ الرِّضَا ، أَلَا وَ إِنَّ الزُّهْدَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ الله عَزَّ وَ جَلَّ : { لِكَيْلا تَأْسَـوْا عَلى‏ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُـوا بِما آتاكُمْ } [60].

وقال مولى الموحدين عليه السلام :

فَإِنَّ تَقْوَى الله :

 دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِكُمْ ، وَ بَصَرُ عَمَى أَفْئِدَتِكُمْ ،
 وَ شفاء
مَرَضِ أَجْسَادِكُمْ ، وَ صَلَاحُ فَسَادِ صُدُورِكُمْ ،
وَ طُهُورُ
دَنَسِ أَنْفُسِكُمْ ، وَ جِلَاءُ عَشَ أَبْصَارِكُمْ ،
وَ أَمْنُ فَزَعِ جَأْشِكُمْ ، وَ ضِيَاءُ سَوَادِ ظُلْمَتِكُمْ ،
 فَاجْعَلُوا طَاعَةَ الله :

شِعَار دُونَ دِثَارِكُمْ ، وَ دَخِيلً دُونَ شِعَارِكُمْ ،
وَ لَطِيف
بَيْنَ أَضْلَاعِكُمْ ، وَ أَمِير فَوْقَ أُمُورِكُمْ ، وَ مَنْهَل لِحِينِ وُرُودِكُمْ ،
وَ شَفِيعاً لِدَرَكِ طَلِبَتِكُمْ ، وَ جُنَّةً لِيَوْمِ فَزَعِكُمْ ،
وَ مَصَابِيحَ لِبُطُونِ قُبُورِكُمْ ، وَ سَكَناً لِطُولِ وَحْشَتِكُمْ ، وَ نَفَساً لِكَرْبِ مَوَاطِنِكُمْ .

فَإِنَّ طَاعَةَ الله : حِرْزٌ مِنْ مَتَالِفَ مُكْتَنِفَةٍ ، وَ مَخَاوِفَ مُتَوَقَّعَةٍ ، وَ أُوَارِ نِيرَانٍ مُوقَدَةٍ . فَمَنْ أَخَذَ بِالتَّقْوَى : عَزَبَتْ عَنْهُ الشَّدَائِدُ بَعْدَ دُنُوِّهَا ، وَ احْلَوْلَتْ لَهُ الْأُمُورُ بَعْدَ مَرَارَتِهَا ، وَانْفَرَجَتْ عَنْهُ الْأَمْوَاجُ بَعْدَ تَرَاكُمِهَا ، وَأَسْهَلَتْ لَهُ الصِّعَابُ بَعْدَ إِنْصَابِهَا ، وَهَطَلَتْ عَلَيْهِ الْكَرَامَةُ بَعْدَ قُحُوطِهَا ، وَتَحَدَّبَتْ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ بَعْدَ نُفُورِهَا [61].

من كتاب زهد أمير المؤمنين عليه السلام عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال :

توقوا الذنوب : فما من بلية أشد و أفظع منها ، و لا يحرم الرزق إلا بذنب حتى الخدش و النكبة و المصيبة ، قال الله عز و جل : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30) } الشورى.

 أكثروا ذكر الله : على الطعام ، و لا تطغوا ، فإنها نعمة من نعم الله و رزق من رزقه ، يجب عليكم فيه شكره و حمده ، أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها ، فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها ، من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل ، إياكم و التفريط فتقع الحسرة حين لا ينتفع بالحسرة .

 إذا لقيتم عدوكم في الحرب : فأقلوا الكلام ، و أكثروا ذكر الله عز و جل ، و لا تولوهم الأدبار ، فتسخطوا الله و تستوجبوا غضبه .

 من أراد منكم : أن يعلم كيف منزلته عند الله ، فلينظر كيف منزلة الله منه عند ارتكاب الذنوب ، فإن كانت منزلة الله عنده عظيمة ، بحيث تمنعه منها ، فكذلك منزلته عند الله [62].

 

 

الإشعاع الثاني :

ظهور نور الله الشافي في وصايا الإمام علي لكميل :

يا شافي : أظهر أعلى نور أسماءك الحسنى فينا وبأكمل وجه جللت به الصالحين :

يا طيب بنور الله الشافي : بكل هداه وتعاليم دينه وآدابه التي عرفها للمؤمنين ، وبسبيل من رعاهم واصطفاهم وأختارهم فأنعم عليهم بهداه ذو الصراط المستقيم ، قد عرفنا في الإشعاع السابق بعض الآداب التي تحلينا بالتوجه لله الشافي تعالى بعد أن تذهب ضغائن قلوبنا فنتجلى بالمعروف والخُلق الحسِن ، وبالتقوى متخلين عما يبعدنا عن نور الله الشافي وتجعلنا مستعدين له ، وبهذا تحلى الطاعات وتكون معدة بل موجبة ليظهر نور الله الشافي علينا وأجمل وأعلى توفيق يوجب التوجه له بكل تعاليم هداه .

وبهذا السبيل : نتحقق بالكمال التام الذي فيه شفاء من كل مرض روحي و عقلي وفكري ، بل ويبعد ويلهي عن المرض البدني حتى لا يكون له أهمية مهما كان ، بعد أن شغلنا الله الشافي بالتوجه له وحبه وانتظار رحمته الظاهرة في كل شيء فيه صلاح للعبد المؤمن وبأي ظرف وحال كان ، فتتساوى عندنا الأحوال مادمنا في طاعة الله وبالتقوى متقوين على الطاعة ومبتعدين عن المعصية بكل أنواعها .

ولكم نور الله الشافي : الظاهر بوصية للإمام علي عليه السلام يوصي بها كميل بن زياد ، فيها وصفة لدواء حقيقي يشفي روح من عمل بها قبل البدن ، وهي وصية من وصايا كثيرة له عليه السلام ، وتشتمل على آداب إسلامية كريمة ومعرفة لأخلاق ربانية عظيمة لطيفة شافية ، أدب بها الله رسوله ، ورسوله وليه ، ووليه صاحبة وهكذا يتحقق بها المؤمنون الطيبون علما وعملا وتعليما وسيرة وسلوكا ، فترى نور الله الشافي في الكمال بكل مظهر حقيقي متجلي لهم ومنهم ، وأسأل الله نورها الشافي لكم ولنا ، وبها نتعرف على مظهر كريم من مظاهر نور الله الشافي في الآداب الحسنة :

عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن زيد بن أرطاة قال : لقيت كميل بن زياد و سألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ؟

فقال : أ لا أخبرك بوصية أوصاني بها يوما ، هي خير لك من الدنيا بما فيها ؟

 فقلت : بلى .

قال : قال لي علي عليه السلام :

يا كميل بن زياد : فسم كل يوم باسم الله ، و لا حول و لا قوة إلا بالله ، و توكل على الله ، و اذكرنا ، و سم بأسمائنا ، و صل علينا ، و استعذ بالله ربنا ، و ادرأ عن نفسك و ما تحوطه عنايتك ، تكف شر ذلك اليوم .

يا كميل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدبه الله عز و جل .

 و هـو أدبـنـي .

 و أنا أؤدب المؤمنين ، و أورث الأدب المكـرمـيـن .

يا كميل : ما من علم إلا و أنا أفتحه ، و ما من سر إلا و القائم يختمه .

يا كميل : ذرية بعضها من بعض ، و الله سميع عليم .

يا كميل : لا تأخذ إلا عنا ، تكن منا .

يا كميل :ما من حركة ، إلا و أنت محتاج إلى معونة فيها إلى معرفة .

يا كميل :إذا أكلت الطعام ، فسم باسـم الله ، الذي لا يضر مع اسمه شي‏ء ، و هـو الشفاء من جميع الأسـواء .

يا كميل :إذا أكلت الطعام فواكل به ، و لا تبخل به ، فإنك لم ترزق الناس شيئا ، و الله يجزل لك الثواب بذلك .

يا كميل :أحسن خلقك ، و ابسط إلى جليسك ، و لا تنهرن خادمك .

يا كميل :إذا أكلت فطول أكلك ، يستوف من معك ، و يرزق منه غيرك .

يا كميل :إذا استوفيت طعامك ، فاحمد الله على ما رزقك ، و ارفع بذلك صوتك ، ليحمده سواك ، فيعظم بذلك أجرك .

يا كميل :لا توقرن معدتك طعاما ، و دع فيها للماء موضعا ، و للريح مجالا .

يا كميل : لا تنفذ طعامك فإن رسول الله ص لم ينفذه .

يا كميل :لا ترفعن يدك من الطعام إلا و أنت تشتهيه ، فإذا فعلت ذلك فأنت تستمرئه .

يا كميل : صـحــة الجسم ، من قلة الطعام ، و قلة الماء .

يا كميل : الـبـركـة في المال ؛ من إيتاء الزكاة ، و مواساة المؤمنين ، و صلة الأقربين ، و هم الأقربون لنا .

يا كميل :زد قرابتك المؤمن ؛ على ما تعطى سواه من المؤمنين ، و كن بهم أرأف ، و عليهم أعطف ، و تصدق على المساكين .

يا كميل :لا تردن سائلا ؛ و لو بشق تمرة ، أو من شطر عنب .

يا كميل : الصدقة تنمى عند الله .

يا كميل :حُسن خُلق المؤمن التواضع ، و جماله التعطف ، و شرفه الشفقة ، و عزه ترك القال و القيل .

يا كميل :إياك و المراء ، فإنك تغري بنفسك السفهاء إذا فعلت، وتفسد الإخاء.

يا كميل:إذا جادلت في الله تعالى فلا تخاطب إلا من يشبه العقلاء وهذا ضرورة.

يا كميل :هم على كل حال سفهاء ، كما قال الله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) } البقرة .

يا كميل :في كل صنف قوم أرفع من قوم ، فإياك و مناظرة الخسيس منهم ، و إن أسمعوك فاحتمل ، و كن من الذين وصفهم الله تعالى بقوله : { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) } الفرقان .

يا كميل : قل الحق على كل حال ، و وازر المتقين ، و اهجر الفاسقين .

يا كميل : جانب المنافقين ، و لا تصاحب الخائنين .

 يا كميل : إياك إياك و التطرق إلى أبواب الظالمين ، و الاختلاط بهم ، و الاكتساب منهم ، و إياك أن تطيعهم ، و أن تشهد في مجالسهم بما يسخط الله .
   يا كميل :إن اضطررت إلى حضورها فداوم ذكر الله تعالى ، و التوكل عليه ، و استعذ بالله من شرهم و أطرق عنهم ، و أنكر بقلبك فعلهم ، و اجهر بتعظيم الله عز و جل و أسمعهم فإنهم يهابوك و تكفي .

يا كميل :إن أحب ما أمت العباد إلى الله تعالى بعد الإقرار به و بأوليائه ، التجمل و التعفف و الاصطبار .

يا كميل :لا بأس بأن لا يعلم سرك .

يا كميل: لا ترين الناس افتقارك واضطرارك ، واصطبر عليه احتسابا تعرف بستر.

يا كميل : أخوك أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة، ولا يغفل عنك عند الجريرة ، ولا يخدعك حين تسأله ، ولا يتركك وأمرك حتى يعلمه ، فإن كان مميلا أصلحه.

يا كميل :المؤمن مرآة المؤمن ، يتأمله ، و يسد فاقته ، ويجمل حالته .

يا كميل : المؤمنون إخوة ، و لا شي‏ء آثر عند كل أخ من أخيه .

يا كميل :إذا لم تحب أخاك فلست أخاه .

يا كميل :إنما المؤمنون من قال بقولنا ، فمن تخلف عنا قصر عنا ، و من قصر عنا لم يلحق بنا ، و من لم يكن معنا ، ففي الدرك الأسفل من النار .

يا كميل : كل مصدور ينفث ، فمن نفث إليك منا بأمر و أمرك بستره ، فإياك أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، فإذا لم يكن لك توبة ، فالمصير إلى لظى .

يا كميل : إذاعة سر آل محمد لا يقبل الله تعالى منها ، و لا يحتمل عليها أحدا .

يا كميل :و ما قالوه لك مطلقا ، فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا .

يا كميل:لا تعلم الكافرين أخبارنا، فيزيدوا عليها فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها.

يا كميل :لا بد لماضيكم خير من أوبة ، و لا بد لنا فيكم من غلبة .

يا كميل : سيجمع الله لكم خير البدء و العاقبة .

يا كميل : أنتم ممتعون بأعدائكم ، تطربون بطربهم ، و تشربون بشربهم ، و تأكلون بأكلهم ، و تدخلون مداخلهم ، و ربما غلبتم على نعمتهم ، إي و الله على إكراه منهم لذلك ، و لكن الله عز و جل ناصركم و خاذلهم ، فإذا كان و الله يومكم و ظهر صاحبكم ، لم يأكلوا و الله معكم ، و لم يردوا مواردكم ، و لم يقرعوا أبوابكم ، و لم ينالوا نعمتكم ، أذلة خاسئين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلا .

يا كميل : احمد الله تعالى و المؤمنون على ذلك ، و على كل نعمة .

يا كميل : قل عند كل شدة : لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، تكفها ، و قل عند كل نعمة : الحمد لله ، تزد منها ، و إذا أبطأت الأرزاق عليك : فاستغفر الله ، يوسع عليك فيها .

يا كميل : إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضى ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة و الناس أجمعين، وسلم تكف مئونة إبليس والشياطين معه ولو أنهم كلهم أبالسة مثله.

يا كميل : إن لهم خداعا و شقاشق و زخاريف و وساوس و خيلاء ، على كل أحد قدر منزلته في الطاعة و المعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة .

يا كميل : لا عدو أعدى منهم ولا ضار أضر منهم ، أمنيتهم أن تكون معهم غدا إذا اجتثوا في العذاب الأليم ، لا يفتر عنهم شرره و لا يقصر عنهم خالدين فيها أبدا .

يا كميل : سخط الله تعالى محيط بمن لم يحترز منهم باسمه و نبيه و جميع عزائمه و عوذه جل و عز و صلى الله على نبيه و آله و سلم .

يا كميل : إنهم يخدعونك بأنفسهم ، فإذا لم تجبهم مكروا بك و بنفسك ، و بتحسينهم إليك شهواتك ، و إعطائك أمانيك و إرادتك ، و يسولون لك و ينسونك ، و ينهونك و يأمرونك ، و يحسنون ظنك بالله عز و جل حتى ترجوه ، فتغتر بذلك ، و تعصيه ، و جزاء العاصي لظى .

يا كميل : أحفظ قول الله عز و جل : { الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)}محمد . و المسول الشيطان ، و المملي الله تعالى .

يا كميل : اذكر قول الله تعالى لإبليس لعنه الله : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64)} الإسراء .

يا كميل : إن إبليس لا يعد عن نفسه ، و إنما يعد عن ربه ، ليحملهم على معصيته ، فيورطهم .

يا كميل : إنه يأتي لك بلطف كيده ، فيأمرك بما يعلم أنك قد ألفته من طاعته لا تدعها ، فتحسب أن ذلك ملك ، و إنما هو شيطان رجيم ، فإذا سكنت إليه ، اطمأننت على العظائم المهلكة التي لا نجاة معها .

يا كميل : إن له فخاخا ينصيها ، فاحذر أن يوقعك فيها .

يا كميل : إن الأرض مملوءة من فخاخهم فلن ينجوا منها إلا من تثبت بنا ، و قد أعلمك الله عز و جل أنه لن ينجو منها إلا عباده ، و عباده أولياؤنا .

يا كميل : و هو قول الله عز و جل : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ (65) } الإسراء . و قوله عز و جل : {  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) } النحل .

يا كميل : أنج بولايتنا من أن يشركك في مالك و ولدك كما أمر .

يا كميل :لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون ، و يصومون فيداومون ، و يتصدقون فيحسبون أنهم موفقون .

يا كميل :أقسم بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  يقول : إن الشيطان إذا حمل قوما على الفواحش ، مثل : الزناء و شرب الخمر و الربا ، و ما أشبه ذلك من الخنى و المآثم ، حبب إليهم العبادة الشديدة ، و الخشوع و الركوع و الخضوع و السجود ، ثم حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار ، و يوم القيامة لا ينصرون .

يا كميل : ( الإيمان ) إنه مستقر و مستودع ، فاحذر أن تكون من المستودعين .

يا كميل : إنما تستحق أن تكون مستقرا ، إذا لزمت الجادة الواضحة التي لا تخرجك إلى عوج ، و لا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه و هديناك إليه .

يا كميل : لا رخصة في فرض ، و لا شدة في نافلة .

يا كميل : إن الله عز و جل لا يسألك إلا عما فرض ، و إنما قدمنا عمل النوافل بين أيدينا ، للأهوال العظام و الطامة يوم المقام .

يا كميل : إن الله أعظم من أن تزيله الفرائض و النوافل ، و جميع الأعمال و صالح الأموال ، و لكن من تطوع خيرا فهو خير له .

يا كميل : إن ذنوبك أكثر من حسناتك ، و غفلتك أكثر من ذكرك ، و نعمة الله عليك أكثر من كل عمل .

يا كميل : إنه لا تخلو من نعمة الله عز و جل عندك و عافيته ، فلا تخل : من تحميده و تمجيده و تسبيحه و تقديسه و شكره و ذكره على كل حال .

يا كميل : لا تكونن من الذين قال الله عز و جل : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا الله فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) } الحشر . و نسبهم إلى الفسق أولئك هم الفاسقون .

يا كميل : ليس الشأن أن تصلي وتصوم و تتصدق الحشر ، إنما الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي ، وعمل عند الله مرضي ، وخشوع سوى إبقاء للحد فيها .

يا كميل : عند الركوع و السجود و ما بينهما ، تبتلت العروق و المفاصل حتى تستوفي إلى ما تأنى من جميع صلواتك .

يا كميل : انظر فيم تصلي ، إن لم يكن من وجهه و حله ، فلا قبول .

يا كميل :إن اللسان يبوح من القلب ، و القلب يقوم بالغذاء ، فانظر فيما تغذي قلبك و جسمك ، فإن لم يكن ذلك حلالا لم يقبل الله تسبيحك و لا شكرك .

يا كميل : افهم و اعلم أنا لا نرخص في ترك أداء الأمانات لأحد من الخلق ، فمن روى عني في ذلك رخصة فقد أبطل و أثم ، وجزاؤه النار بما كذب ، أقسم لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي قبل وفاته بساعة مرارا ثلاثا : يا أبا الحسن أد الأمانة إلى البر و الفاجر ، فيما قل و جل ، في الخيط و المخيط .

يا كميل : لا غزو إلا مع إمام عادل ، و لا نفل إلا مع إمام فاضل .

يا كميل : أ رأيت لو أن الله لم يظهر نبيا ، و كان في الأرض مؤمن تقي ، أ كان في دعائه إلى الله مخطئا أو مصيبا ؟ بلى و الله مخطئا حتى ينصبه الله عز و جل و يؤهله .

يا كميل : الدين لله ، فلا تغترن بأقوال الأمة المخدوعة التي ضلت بعد ما اهتدت ، و أنكرت و جحدت بعد ما قبلت .

يا كميل : الدين لله ، فلا يقبل الله تعالى من أحد القيام به إلا رسولا أو نبيا أو وصيا .

يا كميل : هي نبوة و رسالة و إمامة ، و ما بعد ذلك إلا متولين و متغلبين و ضالين و معتدين .

يا كميل : إن النصارى لم تعطل الله تعالى ، و لا اليهود و لا جحدت موسى و لا عيسى ، و لكنهم زادوا و نقصوا و حرفوا و ألحدوا ، فلعنوا و مقتوا ، و لم يتوبوا و لم يقبلوا .

يا كميل : إن أبانا آدم عليه السلام لم يلد يهوديا و لا نصرانيا ، و لا كان ابنه إلا حنيفا مسلما فلم يقم بالواجب عليه ، فأداه ذلك إلى أن لم يقبل الله له قربانا ، بل قبل من أخيه فحسده و قتله ، و هو من المسجونين في القلق الذين عدتهم اثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين ، والقلق لأسفل من النار ، ومن بخاره حر جهنم وحسبك فيما حر جهنم من بخاره .

يا كميل : نحن و الله الذين اتقوا و الذين هم محسنون .

يا كميل : إن الله عز و جل كريم رحيم عظيم حليم ، دلنا على الخلافة و أمرنا بالأخذ بها ، و حمل الناس عليها ، فقد أديناها غير مختلفين ، و أرسلناها غير منافقين ، و صدقناها غير مكذبين ، و قبلناها غير مرتابين ، لم يكن لنا و الله شياطين نوحي إليها و توحي إلينا ، كما وصف الله تعالى قوما ، ذكرهم الله عز و جل في كتابه ، فاقرأ كما أنزل : { شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (112) } الأنعام .

يا كميل : الويل لهم فسوف يلقون غيا .

يا كميل : لست و الله متعلقا حتى أطاع ، و ممتنا أعصى ، و لا مهانا لطغام الأعراب ، حتى انتحل إمرة المؤمنين أو ادعى بها .

يا كميل : نحن الثقل الأصغر ، و القرآن الثقل الأكبر ، و قد أسمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و قد جمعهم فنادى فيهم الصلاة جامعة يوم كذا و كذا ، و أياما سبعة وقت كذا و كذا ، فلم يتخلف أحد فصعد المنبر :

فحمد الله : وأثنى عليه ، ثم قال : معاشر الناس إني مؤد عن ربي عز و جل ، و لا مخبر عن نفسي ، فمن صدقني فلله صدق ، و من صدق الله أثابه الجنان ، و من كذبني كذب الله عز و جل ، و من كذب الله أعقبه النيران ، ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه و رأسي إلى صدره ، و الحسن و الحسين عن يمينه و شماله ؟

ثم قال : معاشر الناس ، أمرني جبرائيل عليه السلام عن الله تعالى ، أنه ربي و ربكم ، أن أعلمكم : أن القرآن الثقل الأكبر ، و أن وصيي هذا و ابناي ، و من خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياهم الثقل الأصغر ، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ، ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر ، كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما و بين العباد .

يا كميل : فإذا كنا كذلك ، فعلام تقدمنا من تقدم و تأخر عنا من تأخر .

يا كميل : قد بلغهم رسول الله رسالة ربه ونصح لهم ولكن لا يحبون الناصحين .

يا كميل : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي قولا ، و المهاجرون و الأنصار متوافرون يوما بعد العصر ، يوم النصف من شهر رمضان ، قائما على قدميه فوق منبره : علي و ابناي منه الطيبون مني ، و أنا منهم ، و هم الطيبون بعد أمهم ، و هم سفينة من ركبها نجا ، و من تخلف عنها هوى ، الناجي في الجنة ، و الهاوي في لظى .

يا كميل : الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، و الله ذو الفضل العظيم .

يا كميل : علام يحسدوننا ، و الله أنشأنا من قبل أن يعرفونا ، أ فتراهم بحسدهم إيانا عن ربنا يزيلوننا ؟!!

يا كميل : من لا يسكن الجنة ، فبشره بعذاب أليم ، و خزي مقيم ، و أكبال و مقامع و سلاسل طوال ، و مقطعات النيران ، و مقارنة كل شيطان ، الشراب صديد ، و اللباس حديد ، و الخزنة فضضة ، و النار ملتهبة ، و الأبواب موثقة مطبقة ، ينادون فلا يجابون ، و يستغيثون فلا يرحمون ، نداؤهم يا مالك ليقض علينا ربك ، قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق و لكن أكثرهم للحق كارهون .

يا كميل : نحن و الله الحق ، الذي قال الله عز و جل : { وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ (71)} المؤمنون .

يا كميل : ثم ينادون الله تقدست أسماؤه بعد أن يمكثوا أحقابا ، اجعلنا على الرجاء ، فيجيبهم اخسئوا فيها و لا تكلمون .

يا كميل : فعندها ييأسون من الكرة ، و اشتدت الحسرة ، و أيقنوا بالهلكة و المكث ، جزاء بما كسبوا و عذبوا .

يا كميل : قل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين .

يا كميل : أنا أحمد الله على توفيقه إياي و المؤمنين و على كل حال ، إنما حظا من حظا بدنيا زايلة مدبرة ، فافهم تحظى بآخرة باقية ثابتة .

يا كميل : كل يصير إلى الآخرة ، و الذي يرغب منها رضا الله تعالى ، و الدرجات العلى من الجنة التي لا يورثها إلا من كان تقيا .

يا كميل : إن شئت فقم [63].

 

 

الإشعاع الثالث :

ظهور نور الله الشافي في بيانه والدافع لأمراض الروح قبل وقوعها :

اشْفِنِي يَا شَافِي : لا شفاء إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شفاء لَا يُغَادِرُ سُقْماً ، شفاء مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسُقْمٍ . يَا شَافِيَ كُلِّ بَلَاءٍ ، يَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَيَا كَاشِفَ مَا يَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ .

اللهمَّ لَكَ الحَمْدُ : غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ ، شَدِيدَ العِقابِ ذا الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ .

 يا طيب بنور الله الشافي : بعد أن عرفنا ظهور نور الله الشافي فيما يوجب الكمال والحمية من أمراض الروح ، نتدبر نور الله الشافي الدافع للنقص من الأرواح وظلمات النفس ويبعدها عن حصولها بغفلة أو إسراف ، فيرتفع بفضل الله الشافي فسادها ويتحقق كمالها قبل حصوله ، وذلك بالعلم بما نهانا الله الشافي منه ، وهي الخبائث والسيئات التي يجب أن لا نقترب منها ، وذلك لعلمنا بأن الله أحل الطيبات من الرزق ودلنا على العمل الصالح ، ولم يحرم إلا الخبائث والعمل الطالح ، وعرفنا كل ما يقربنا من الجنة ويزيدنا حُسنا ، وحرم علينا كل سيء يقرب من النار أو يدخل فيها ، وهذا التجلي لنور الله الشافي بالهدى التام الواسع الشامل لجميع جوانب الحياة الفردية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وبأعلى معارف القيم الفاضلة والأخلاق الحسنة والسنن الكريمة التي لا تبدل ، وبها كل صلاح للعباد فردا وأسرة ومجتمع ودولة .

ويا طيب : بعد ما عرفنا أمور الحمية من الأمراض الروحية بالطاعات والتقوى في الإشعاع الأول ، وما يجب مراعاته أولا من التوجه لله الشافي بأهم الطاعات وفق الصراط المستقيم المبعد عن خدع الشيطان الرجيم في الإشعاع الثاني ، فهنا في هذا الإشعاع نتمم البحث فنتذكر ذكرى تنفع المؤمنين وتعرفنا ما يجب أن نبتعد عنه من السيئات والذنوب ، وبهذا نتشفى من كل مرض دون الجنة في الدارين ، فنذكر حديثين وإن طالا ، فقراءتهما للمؤمن بالعمرة مرة فيه شفاء ودفع للداء قبل الوقوع به :

ظهور نور الله الشافي من الذنوب قبل وقوعها :

ذكر الصدوق في معاني‏ الأخبار بالإسناد عن أبا خالد الكابلي يقول سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول :

الذنوب التي تغير النعم : البغي على الناس ، و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف ، و كفران النعم ، و ترك الشكر ، قال الله عز و جل : { إِنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (11) } الرعد  .

و الذنوب التي تورث الندم : قتل النفس التي حرم الله قال الله تعالى : { وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله (151) }الأنعام . و قال عز و جل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ، و ترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، و ترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، و ترك الوصية ، و رد المظالم ، و منع الزكاة حتى يحضر الموت و ينغلق اللسان .

و الذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف بالبغي ، و التطاول على الناس ، و الاستهزاء بهم ، و السخرية منهم .

و الذنوب التي تدفع القسم : إظهار الافتقار ، و النوم عن العتمة و عن صلاة الغداة ، و استحقار النعم ، و شكوى المعبود عز و جل .

و الذنوب التي تهتك العصم : شرب الخمر ، و اللعب بالقمار ، و تعاطي ما يضحك الناس من اللغو و المزاح ، و ذكر عيوب الناس ، و مجالسة أهل الريب .

و الذنوب التي تنزل البلاء : ترك إغاثة الملهوف ، و ترك معاونة المظلوم ، و تضييع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

و الذنوب التي تديل الأعداء : المجاهرة بالظلم ، و إعلان الفجور ، و إباحة المحظور ، و عصيان الأخيار ، و الانطباع للأشرار .

و الذنوب التي تعجل الفناء : قطيعة الرحم ، و اليمين الفاجرة ، و الأقوال الكاذبة ، و الزناء ، و سد طرق المسلمين ، و ادعاء الإمامة بغير حق .

و الذنوب التي تقطع الرجاء : اليأس من روح الله ، و القنوط من رحمة الله ، و الثقة بغير الله ، و التكذيب بوعد الله عز و جل .

و الذنوب التي تظلم الهواء : السحر ، و الكهانة ، و الإيمان بالنجوم ، و التكذيب بالقدر ، و عقوق الوالدين .

و الذنوب التي تكشف الغطاء : الاستدانة بغير نية الأداء ، و الإسراف في النفقة على الباطل ، و البخل على الأهل و الولد و ذوي الأرحام ، و سوء الخلق ، و قلة الصبر ، و استعمال الضجر ، و الكسل ، و الاستهانة بأهل الدين .

و الذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، و خبث السريرة ، و النفاق مع الإخوان ، وترك التصديق بالإجابة ، و تأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، و ترك التقرب إلى الله عز و جل بالبر و الصدقة ، و استعمال البذاء و الفحش في القول .

و الذنوب التي تحبس غيث السماء : جور الحكام في القضاء ، و شهادة الزور ، و كتمان الشهادة ، و منع الزكاة ، و القرض ، و الماعون ، و قساوة القلوب على أهل الفقر و الفاقة ، و ظلم اليتيم و الأرملة ، و انتهار السائل و رده بالليل ‏[64].

يا طيب : إن الله أدبنا بمن اصطفاهم لتربية عباده وإعطائهم وصفات كاملة تبعدهم عن كل شر وسيئ وخبيث وطالح ، والحديث أعلاه عرفنا أسس الأمراض الروحية بل والبدنية والمادية للملك وأسبابها ببيان مختصر لكنه شافي ، ومن يتعافى من الذنوب أعلاه فهو في نور الشافي الذي وفقه لدفع كل مرض قبل حصوله، وإلا عرفت أن نور الله الشافي ظاهر في كل الأسماء الحسنى ، وأعلاه ظهورا في الأسماء التي تهب الكمال التام من الغنى والثروة العلمية والمادية والصحية في الروح والبدن ، بل كلها .

ولكن يا أخي في الإيمان : إن ظهور نور الشافي الرافع للنقص بعد الوقوع به بغفلة ، وارتكاب أمور توجب المرض الدائم في النار ، أو من قبل كعقاب الموت والبرزخ ويوم القيامة ، هو بطون نور الشافي بلطف عظيم في اسم الله التواب والستار والعفو والغفار ، وقد عرفت شرح هذه الأسماء الحسنى الكريمة فيما سبق ، وبها نتشافى مما نقع فيه من الذنوب .

 ولكن هنا في هذا الإشعاع : نتعرف على الشفاء الروحي من الأمراض قبل حصولها ، ونبقى في نور الله الشافي ولا نخرج منه، فنذكر بالإضافة لما عرفت حديثا طويلا لو يطالعه المؤمن مرة بالعمر ، لكان مؤثرا في نجاته ، إن كان من المخلصين في حب نور الله بكل ما يتجلى من الأسماء الحسنى ، فينتبه لما يصيبه أو أصابه من الغفلة في وقوعه في بعض الأمراض الروحية ، فيعرف هل له مرض من الأمراض التي ذكرها الحديث السابق أو الآتي ، فيعرف مرضه ويتداوى بالرجوع للأسماء الكريمة المناسبة لحالة ، سواء بالتوبة أو طلب الكمال بأداء الحقوق المناسبة لما قصر به ، فيتحقق بنورها والدخول تحت حيطتها بالتوبة والإنابة لله الشافي من كل نقص طاعة وعيب معصية بفضله الشافي سبحانه وتعالى ، ويتم بالرجوع إليه بما يوجب الدخول تحت حيطة نور الشافي الكامن في اسم الله الحسن التواب والعفو والغفور كما عرفت شرحها .

وهذا يا أخي الطيب : حديث كريم يعرفنا ما يجب أن نتوب منه إن تورطنا بغفلة ، أو تقصير في بعض المعاصي الموجبة للعذاب لا سامح الله ، والأمراض المضعفة والمنزلة لمرتبة الإيمان والهابطة لدرجته ، فبمعرفتها نعرف مما يجب أن نتوب منه ونطلب الشفاء من تبعاته ، وإلا من لم يعرف مرضه لا يمكنه أن يتشفى منه ولا التخلص من تبعاته .

 بل هو من باب ظهور نور الله الشافي الدافع للمرض الروحي بالحمية والوقاية بمعرفة مواطنه ومحل الأعمال والسجايا الموبوءة لنبتعد عنها ، وهذا بفضل ما عرفنا الله الشافي في بيان هداه بكل سبيل سواء طاعات ومستحبات أو المحرم و مكروه .

كما وأنه بفقرات الحديث الناهية : بمفهومها نعرف المستحب أو الواجب أو المباح الحسن ، والذي يكون في خلاف النهي أو بما فيها من المعنى المكروه أو المحرم السيئ ، ولمعرفة تفاصيلها راجع كتب الرسائل العملية لمرجع تقليدك الذي تقلده في فروع الدين ، وذلك بعد معرفة عناوينها إن لم يكن تفصيلها في هذا الحديث .

ظهور نور الله الشافي بتعليم محل الأمراض وما يجب أن نتوقى منه :

فلنتدبر يا طيب : ما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه لنجتنبه :

عن الحسين بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال :

نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 عن الأكل على الجنابة ، و قال : إنه يورث الفقر .  و نهى : عن تقليم الأظافير بالأسنان .  و عن السواك في الحمام .  و التنخع في المساجد .  و نهى : عن أكل سؤر الفأر .  و قال : لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها ركعتين .

 و نهى : أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق .  و نهى : أن يأكل الإنسان بشماله ، وأن يأكل و هو متكئ . و نهى : أن تجصص المقابر و تصلى فيها . و قال : إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته .  و لا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الإناء ؛ فإنه مجتمع الوسخ .

و نهى : أن يبول أحد في الماء الراكد ؛ فإنه منه يكون ذهاب العقل . و نهى : أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعل و هو قائم .

و نهى : أن يبول الرجل و فرجه باد للشمس أو للقمر . و قال : إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة .

و نهى : عن الرنة عند المصيبة . و نهى : عن النياحة و الاستماع إليها .و نهى : عن إتباع النساء الجنائز .

و نهى : أن يمحى شي‏ء من كتاب الله عز و جل بالبزاق أو يكتب منه . و نهى : أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا ، و قال : يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة و ما هو بعاقدها . و نهى : عن التصاوير ، و قال : من صور صورة كلف به يوم القيامة أن ينفخ فيها و ليس بنافخ . و نهى : أن يحرق شي‏ء من الحيوان بالنار . و نهى : عن سب الديك ، و قال : إنه يوقظ للصلاة . و نهى : أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم . و نهى : أن يكثر الكلام عند المجامعة ، و قال : منه يكون خرس الولد .

 و قال : لا تبيتوا القمامة في بيوتكم و أخرجوها نهارا ، فإنها مقعد الشيطان ، و قال : لا يبيتن أحدكم و يده غمرة ، فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه . و نهى : أن يستنجي الرجل بالروث .

و نهى : أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء و كل شي‏ء تمر عليه من الجن و الإنس حتى ترجع إلى بيتها . و نهى : أن تتزين المرأة لغير زوجها ، فإن فعلت كان حقا على الله عز و جل أن يحرقها بالنار . و نهى : أن تتكلم المرأة عند غير زوجها و غير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه .  و نهى : أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب ، و نهى : أن تحدث المرأة المرأة مما تخلو به مع زوجها  ، و نهى : أن يجامع الرجل مستقبل القبلة و على طريق عامر ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين . و نهى : أن يقول الرجل للرجل زوجني أختك حتى أزوجك أختي .

ونهى : من إتيان العراف وقال: من أتاه و صدقه فقد برأ مما أنزل الله على محمد.

و نهى : عن اللعب بالنرد ، و الشطرنج ، و الكوبة ، و العرطبة يعني الطبل ، و الطنبور ، و العود .

 و نهى : عن الغيبة و الاستماع إليها . و نهى : عن النميمة و الاستماع إليها ، و قال : لا يدخل الجنة قتات يعني نماما . و نهى : عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم .

و نهى : عن اليمين الكاذبة ، و قال : إنها تترك الديار بلاقع ، و قال من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عز و جل و هو عليه غضبان إلا أن يتوب و يرجع .

و نهى : عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر . و نهى : أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام ، و قال لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر . و نهى : عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله ، و نهى : عن تصفيق الوجه . و نهى : عن الشرب في آنية الذهب و الفضة . و نهى : عن لبس الحرير و الديباج و القز للرجال ، فأما النساء فلا بأس . و نهى : أن تباع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر . و نهى : عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب ، و الزبيب بالعنب ، و ما أشبه ذلك ن يعني بيع التمر بالزبيب ، و ما أشبه ذلك .

و نهى عن بيع النرد و الشطرنج و قال : من فعل ذلك فهو كأكل لحم الخنزير.

و نهى : عن بيع الخمر : و أن تشترى الخمر ، و أن تسقى الخمر ، و قال : لعن الله الخمر ، و عاصرها ، و غارسها ، و شاربها ، و ساقيها ، و بائعها ، و مشتريها ، و آكل ثمنها ، و حاملها ، و المحمولة إليه ، و قال : من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما ، و إن مات و في بطنه شي‏ء من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال ، و هو صديد أهل النار ، و ما يخرج من فروج الزناة ، فيجتمع ذلك في قدور جهنم ، فيشربها أهل النار ، فيصهر بها ما في بطونهم و الجلود .

و نهى : عن أكل الربا . و شهادة الزور . و كتابة الربا ،  و قال : إن الله عز و جل: لعن آكل الربا ، و موكله ، و كاتبه ، و شاهديه .

و نهى : عن بيع و سلف . و نهى : عن يعين في بيع . و نهى : عن بيع ما ليس عندك .  و نهى : عن بيع ما لم يضمن . و نهى مصافحة الذمي . و نهى : أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في المسجد . و نهى : أن يسل السيف في المسجد . و نهى : عن ضرب وجوه البهائم . و نهى : أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم ، و قال : من تأمل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك . و نهى : المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة .

و نهى : أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود . و نهى : أن يصلي الرجل في المقابر و الطرق و الأرحية و الأودية و مرابط الإبل (الخيل) و على ظهر الكعبة .

و نهى : عن قتل النحل . و نهى : عن الوسم في وجوه البهائم .

 و نهى : أن يحلف الرجل بغير الله ، و قال من حلف بغير الله فليس من الله في شي‏ء . و نهى : أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله ، و قال من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها يمين فمن شاء بر و من شاء فجر .

و نهى : أن يقول الرجل للرجل لا و حياتك و حياة فلان .

و نهى : أن يقعد الرجل في المسجد و هو جنب . و نهى : عن التعري بالليل و النهار . و نهى : عن الحجامة يوم الأربعاء و الجمعة . و نهى : عن الكلام يوم الجمعة و الإمام يخطب ، فمن فعل ذلك فقد لغي و من لغي فلا جمعة له .

و نهى : عن التختم بخاتم صفر أو حديد . و نهى : أن ينقش شي‏ء من الحيوان على الخاتم . و نهى : عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس و عند غروبها و عند استوائها . و نهى : عن صيام ستة أيام يوم الفطر و يوم الشك و يوم النحر و أيام التشريق .

و نهى : أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم ، و قال : اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم . ونهى : عن البزاق في البئر التي يشرب منها .

 ونهى : أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته .

و نهى : عن الهجران ، فإن كان لا بد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك النار أولى به .

و نهى : عن بيع الذهب و الفضة بالنسية . و نهى : عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن . و نهى : عن المدح ، و قال : أحثوا في وجوه المداحين التراب .  و قال  من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له أبشر بلعنة الله و نار جهنم و بئس المصير ، و قال من مدح سلطانا جائرا و تخفف و تضعضع له طمعا فيه كان قرينه إلى النار ، و قال رسول الله : قال الله عز و جل : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النار(113)}هود ، و قال : من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم .

 و من بنى بنيانا : رياء و سمعة ، حمله يوم القيامة من الأرض السابعة و هو نار تشتعل ، ثم يطوق في عنقه ، و يلقى في النار فلا يحبسه شي‏ء منها دون قعرها إلا أن يتوب ، قيل : يا رسول الله كيف يبني رياء و سمعة ؟ قال : يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ، و مباهاة لإخوانه .

 و قال : من ظلم أجيرا أجرة أحبط الله عمله ، و حرم عليه ريح الجنة ، و إن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام .

و من خان جاره شبرا من الأرض ، جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب و يرجع .

ألا و من تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا ، لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عليه بكل آية منها حية تكون قرينه إلى النار ، إلا أن يغفر الله له ، و قال : من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما ، أو آثر عليه حبا للدنيا و زينتها ، استوجب عليه سخط الله ، إلا أن يتوب ، ألا و إنه إن مات على غير توبة حاجه القرآن يوم القيامة ، فلا يزاله إلا مدحوضا .

ألا و من زن : بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ، ثم لم يتب ، و مات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاث مائة باب ، تخرج منه حيات و عقارب و ثعبان النار ، فهو يحترق إلى يوم القيامة ، فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه ، فيعرف بذلك و بما كان يعمل في دار الدنيا ، حتى يؤمر به إلى النار ، ألا إن الله حرم الحرام ، و حد الحدود ، و ما أحد أغير من الله ، و من غيرته حرم الفواحش . و نهى أن يطلع الرجل في بيت جاره ، و قال : من نظر إلى عورة أخيه المسلم ، أو عورة غير أهله متعمدا ، أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين ، و لم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ، إلا أن يتوب .

 و قال : من لم يرض بما قسم الله له من الرزق ، و بث شكواه و لم يصبر و لم يحتسب ، لم ترفع له حسنة ، و يلقى الله و هو عليه غضبان ، إلا أن يتوب .

و نهى : أن يختال الرجل في مشيته ، و قال : من لبس ثوبا فاختال فيه ، خسف الله به من شفير جهنم ، و كان قرين قارون ، لأنه أول من اختال ، فخسف الله به و بداره الأرض ، و من اختال فقد نازع الله في جبروته .

 فقال : من ظلم امرأة مهرها ، فهو عند الله زان ، يقول الله عز و جل : يوم القيامة ، عبدي زوجتك أمتي على عهدي ، فلم توف بعهدي ، و ظلمت أمتي ، فيؤخذ من حسناته ، فيدفع إليها بقدر حقها ، فإذا لم تبق له حسنة ، أمر به إلى النار ، بنكثه للعهد ، إن العهد كان مسئولا .

و نهى : عن كتمان الشهادة ، و قال : من كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق ، وهو قول الله عز وجل : { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) } البقرة .

و قال رسول الله : من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ، و مأواه جهنم و بئس المصير . و من ضيع حق جاره فليس منا ، و ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، و ما زال : يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا ، إذا بلغوا ذلك الوقت أعتقوا ، و ما زال : يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة ، و ما زال : يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا .

ألا و من استخف بفقير مسلم ، فقد استخف بحق الله ، و الله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب .

و قال : من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة و هو عنه راض .

و قال : من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز و جل ، حرم الله عليه النار ، و آمنه من الفزع الأكبر ، و أنجز له ما وعده في كتابه في قوله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) } الرحمن .

ألا و من : عرضت له دنيا و آخرة ، فاختار الدنيا على الآخرة ، لقي الله يوم القيامة و ليست له حسنة يتقي بها النار ، و من اختار الآخرة على الدنيا و ترك الدنيا ؛ رضي الله عنه ، و غفر له مساوي عمله .

ومن : ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار، إلا أن يتوب ويرجع.

و قال : من صافح امرأة تحرم عليه ، فقد باء بسخط من الله . و من التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من النار مع الشيطان فيقذفان في النار .

و من : غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ، و يحشر يوم القيامة مع اليهود . لأنهم أغش الخلق للمسلمين .

و نهى : رسول الله  أن يمنع أحد الماعون ، و قال : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ، و وكله إلى نفسه ، و من وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله .

 و قال : أيما امرأة آذت زوجها بلسانها ، لم يقبل الله منها صرفا و لا عدلا ، و لا حسنة من عملها حتى ترضيه ، و إن صامت نهارها و قامت ليلها ، و أعتقت الرقاب ، و حملت على جياد الخيل في سبيل الله ، و كانت أول من يرد النار ، و كذلك الرجل إذا كان لها ظالما .

ألا و من لطم : خد مسلم أو وجهه ، بدد الله عظامه يوم القيامة ، و حشر مغلولا حتى يدخل جهنم ، إلا أن يتوب . و من بات : و في قلبه غش لأخيه المسلم ، بات في سخط الله و أصبح كذلك ، حتى يتوب .

و نهى : عن الغيبة ، و قال : من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه . و نقض وضوءه . و جاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة ، يتأذى به أهل الموقف ، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله .

و قال : من كظم غيظا و هو قادر على إنفاذه ، و حلم عنه ، أعطاه الله أجر شهيد ، ألا و من تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس ، فردها عنه ، رد الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا و الآخرة ، فإن هو لم يردها و هو قادر على ردها ، كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة .

و نهى : رسول الله عن الخيانة ، و قال : من خان أمانة في الدنيا ، و لم يردها إلى أهلها ، ثم أدركه الموت ، مات على غير ملتي ، و يلقى الله و هو عليه غضبان .

و قال : من شهد شهادة زور على أحد من الناس ، علق بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار .

 و من : اشترى خيانة ، و هو يعلم ، فهو كالذي خانها . ومن : حبس عن أخيه المسلم شيئا من حق ، حرم الله عليه بركة الرزق ، إلا أن يتوب .

ألا و من : سمع فاحشة ، فأفشاها ، فهو كالذي أتاها .

و من : احتاج إليه أخوه المسلم في قرض ، و هو يقدر عليه ، فلم يفعل ، حرم الله عليه ريح الجنة .

ألا و من : صبر على خلق امرأة سيئة الخلق ، و احتسب في ذلك الأجر ، أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة . ألا و أيما امرأة لم ترفق بزوجها ، و حملته على ما لا يقدر عليه و ما لا يطيق ، لم تقبل منها حسنة و تلقى الله و هو عليها غضبان .

ألا و من : أكرم أخاه المسلم ، فإنما يكرم الله عز و جل .

و نهى رسول الله : أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم ، و قال : من أم قوما بإذنهم و هم به راضون فاقتصد بهم في حضوره ، و أحسن صلاته بقيامه و قراءته و ركوعه و سجوده و قعوده ، فله مثل أجر القوم و لا ينقص من أجورهم شي‏ء . ألا و من أم قوما : بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة ، و لم يحسن في ركوعه و سجوده و خشوعه و قراءته ، ردت عليه صلاته و لم تجاوز ترقوته ، و كانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته ، و لم يقم فيهم بحق ، و لا قام فيهم بأمر .

و قال : من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه ، أعطاه الله عز و جل أجر مائة شهيد ، و له بكل خطوة أربعون ألف حسنة ، و يمحى عنه أربعون ألف سيئة ، و يرفع له من الدرجات مثل ذلك ، و كأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا .

و من كفى ضريرا : حاجة من حوائج الدنيا ، و مشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته ، أعطاه الله براءة من النفاق ، و براءة من النار ، و قضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، و لا يزال يخوض في رحمة الله عز و جل حتى يرجع ، و من مرض يوما و ليلة ، فلم يشك إلى عواده ، بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن ، حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع .

و من سعى لمريض : في حاجة قضاها أو لم يقضها ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، فقال رجل من الأنصار : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ، فإن كان المريض من أهل بيته ، أ و ليس ذاك أعظم أجرا إذا سعى في حاجة من أهل بيته ؟ قال : نعم .

ألا و من فرج عن مؤمن : كربة من كرب الدنيا ، فرج الله عنه اثنتين و سبعين كربة من كرب الآخرة ، و اثنتين و سبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص .

 قال : و من يبطل على ذي حق حقه ، و هو يقدر على أداء حقه ، فعليه كل يوم خطيئة عشار .

ألا ومن علق سوطا : بين يدي سلطان جائر ، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار ، طوله سبعون ذراعا ، يسلط الله عليه في نار جهنم وبئس المصير .

و من اصطنع إلى أخيه معروفا : فامتن به ، أحبط الله عمله ، و ثبت وزره ، و لم يشكر له سعيه ، ثم قال : يقول الله عز و جل ، حرمت الجنة على المنان ، و البخيل ، و القتات : و هو النمام .

ألا ومن تصدق بصدقة: فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة، ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شي‏ء  .

و من صلى على ميت : صلى عليه سبعون ألف ملك ، و غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، فإن أقام حتى يدفن و يحثى عليه التراب ، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر ، و القيراط مثل جبل أحد .

ألا من ذرفت عيناه من خشية الله : كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة ، مكلل بالدر و الجوهر ، فيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر .

ألا و من مشى : إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، و يرفع له من الدرجات مثل ذلك ، و إن مات و هو على ذلك ، وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه  في قبره ، و يؤنسونه في وحدته ، و يستغفرون له حتى يبعث .

ألا و من أذن محتسبا : يريد بذلك وجه الله عز و جل ، أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد ، و أربعين ألف صديق ، و يدخل في شفاعته أربعون ألف مسي‏ء من أمتي إلى الجنة ، ألا و إن المؤذن إذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، صلى عليه تسعون ألف ملك ، و استغفروا له ، و كان يوم القيامة في ظل العرش ، حتى يفرغ من حساب الخلائق ، و يكتب ثواب قوله : أشهد أن محمدا رسول الله ، أربعون ألف ملك ، و من حافظ على الصف الأول ، و التكبيرة الأولى ، لا يؤذي مسلما ، أعطاه الله من الأجر ما يعطى المؤذنون في الدنيا و الآخرة .

 ألا و من : تولى عرافة قوم ، حبسه الله عز و جل على شفير جهنم ، بكل يوم ألف سنة ، و حشر يوم القيامة ، و يداه مغلولتان إلى عنقه ، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله ، و إن كان ظالما هوى به في نار جهنم ، و بئس المصير .

و قال : لا تحقروا شيئا من الشر و إن صغر في أعينكم ، و لا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم ، فإنه لا كبير مع الاستغفار ، و لا صغير مع الإصرار .

قال محمد بن زكريا الغلابي : سألت عن طول هذا الأثر شعيبا المزني ، فقال : يا عبد الله سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ، فقال حدثني : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و خط علي بن أبي طالب عليه السلام [65].

يا طيب : لنذهب لصراط تحصيل نور الله الشافي ، ونتيقن قولهم فيما ذكروا من الداء والدواء الشافي من الأمراض البدنية والروحية ، فندخل معهم بعد المعرفة الجنة .


[49] غرر الحكم ص 46ح185. ص 52ح396 . ص 85ح610. ص 62ح752 . ص 430ح 9790 .

[50] غرر الحكم ص64ح821. ص69ح971 . ص103ح1816. ص 224ح 4528.

[51] غرر الحكم ص195ح3821 . ص 216ح 4253. ص 232ح 4651. ص 235ح 4718. ص 274ح 6021. ص 281ح  6254. ص 282ح 6271. ص 300ح 6817.

[52] غرر الحكم ص 306ح 7003. ص 324ح 7523. ص 324ح 7532. ص 343ح 7854. ص 395ح 9148.

[53]غرر الحكم ص 188ح 3619. ص 192ح 3747.

[54] الكافي ج2ص103باب حسن البشر ح6. السخيمة : الموجدة في النفس من الحقد والغضب وما يوجب البعد.

[55] الكافي ج2ص183ح18 . المصافحة تهب بالغل وما يوجب الحسد والحقد والبعد عن الأخوان المقصرين .

[56] الكافي ج2ص103 باب حسن الخلق حديث 18.

[57] الكافي ب4ص92ح6 .

[58] الجعفريات ص53.

[59] قرب ‏الإسناد ص37. الجعفريات ص188 .

[60] الكافي ج2ص128باب ذم الدنيا و الزهد فيها حديث 4 .

[61] نهج ‏البلاغة ص312 الوصية بالتقوى .

[62] مكارم‏ الأخلاق ص147ف3.

[63] بشارة المصطفى ص24 .

[64] معاني ‏الأخبار ص270ح2 .

[65] الأمالي ‏للصدوق ص : 423 م66ح1 . ومن‏ لا يحضره ‏الفقيه ج4ص3 ح4968.

 

   

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.msn313.com

يا طيب إلى أعلى مقام صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة شرح الأسماء الحسنى رزقنا الله نورها