بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في أصول الدين وسيرة المعصومين
صحيفة التوحيد الإلهي / الثانية / للكاملين /

التحكم بالصفحة + = -

تكبير النص وتصغيره


لون النص

أحمر أزرق أخضر أصفر
أسود أبيض برتقالي رمادي

لون الخلفية


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

المقدمة
أحمد الله وأصلي على نبينا وآله فيها وأُعرف صحيفة التوحيد


الحمد لله والصلاة على أشرف خلقه نبينا وآله :

الحمد لله رب العالمين : الأول قبل الإنشاء ، والأخر بعد فناء الأشياء ، والعليم القادر والحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، والواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، والذي شهد لنفسه وشهدت له ملائكته وأولي العلم من خلقه بقيامه بالقسط والعدل ، وإذا أراد شيء قال له كن فيكون ويجعل له أسباب وعلل ، فقدر الخلق وأوجده ، وأحكم ما سواه فأتقنه ، وعدل ما صنعه فأحسنه ، وبالحق لما يستحقه جعل منتهاه ، وكل موجود حسب حاله واستعداه أعطاه ، ولما فيه صلاحه بالتكوين والتشريع رباه ، ولغايته هداه ، وبالخصوص خلاصة الوجود وما ذرى ، والذين أنعم عليهم نعم لا تحصى ، وهي للمؤمن تدوم وتبقى ، وجعل لهم الهداية بخاتم الأنبياء المصطفى ، وبإطاعته وعبادة الله بدينه كل المنى ، وعليهم أتم نعمته وبالإسلام لهم رضا ، وخص لمن أخلص له كل نعيم وغنى ، وسعادة وراحة خالدة لا تبلى.

فالصلاة والسلام : على خلاصة العباد وأفضل المؤمنين بالله المصطفين الأخيار ، من أنبياء الله ورسله وأولياءه ومعرفي دينه الأطهار ، وبالخصوص خاتمهم وسيدهم ، وأفضل موجود وأحسنهم ، نبينا الكريم الذي جعله الله سراج منيرا وبشيرا نذيرا ، وكان في ما أنزل عليه في كتابه المعجز الخالد ليوم القيامة وفي سنته كل الهدى ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين هم أوصياء له وبحق خلفاء ، والمحافظين على دينه بكرامة من الله له ولهم ولنا ، وأصبح نعيم الهداية منهم يؤخذ بصراط مستقيم ليوم الدين ، وبالله يستعين المؤمن حتى يتأسى بهم ويقتدي فيكون من حزب الله المفلحين الغالبين ، ولكن بشرط أن لا يوالي غيرهم من أهل الضلال الذين هم عن رحمة الله وكرامته مبعدين .

موسوعة صحف الطيبين وصحيفة توحيد الله تعالى :

وأما بعد : فهذه صُحف أسأل الله أن تكون مطهرة ، ومرفوعة عند الله في بيان أصول الدين مكرمة ، وفيها ما يجب معرفته من عقائد المسلمين وسيرة أئمة الحق المعصومين ، وسميتها ( موسوعة صحف الطيبين ) ، وكان أولها صحيفةالتوحيد ، وهذه هي بين يد طيب يطلب معرفة الله وطاعته وهو له من المحبين ، وجعلتها بأسلوب سهل متيسر الفهم للطالبين ، وفيها أهم ما يصبوا له أهل معرفة توحيد الله رب العالمين ، وبالخصوص في جزءها الثاني هذا الذي خُصص للكاملين من المؤمنين الطيبين ، وهي كما سترى لها بيان محكم بأسلوب عصري جميل سهل المنهل ، شارعة لكي يُغترف ما فيها من علم مذاقه في العقل والقلب أحلى من العسل ، وبإذن الله بها تحصل معرفة تطمئن بها النفس التي في بحثها منصفة ، فتكون لمعارف أصول دين الله من الإيمان به وتوحيده وما يترتب عليه بيقين متعلمة وعارفة .

فإنه يا أخي : قد كتبت قبلها صحيفةالتوحيد الأولى وهي مختصرة تخص براعم الوجود واليافعين ، وفيها قصص وحكايات في معارف التوحيد ويدل عليها العقل والعرف والوجدان وآداب الدين ، وقبلها كتبت مقالا في باب التوحيد من كتاب هذه أصول ديني ، وهذه الصحيفة الثانية من التوحيد وهي للكاملين ، وفيها مطالب تخص المعرفة وأدلة التوحيد ومعارف عامة في الأسماء الحسنى ، وتكملها صحيفة الأسماء الحسنى التي نشرح فيها تسعة وتسعين أسما من أسماء اللهتعالى ، ثم تأتي بعدها صحيفة في التوحيد تكون صحيفةالتوحيد الثالثة وهي للعارفين ، وتكملها صحيفة إن شاء الله تعرفنا معارف في أمور التكوين ، وما يجب أن يعمله بعد العلم بمعارف التوحيد المؤمنين الطيبين ، وفيها قسم في التوكل على الله وتفويض الأمر إليه ، وقد يتعدى الجزء الثاني لصحيفة في مواعظ ترغبنا بالإخلاص والطاعة لرب العالمين ، وإن كتبنا في هذا المجال صحيفة باسم صحيفة الطيبين بدل صحيفة الأبرار والمقربين ، وأسأل الله تمام ما شرعنا فيه ودونا.

فيا طيب: أنظر في صحيفةالتوحيد هذه بتدبر وعاين مطالبها بتمعن ، فإن فيها دليل محكم لمعرفة ما يمكننا من الإيمان بتوحيد خالقنا المعبود ، وبرهان حسن لمعرفة أشرف وأكمل معارف الوجود ، فإنها غاية ما يطلبه المحبون لمعرفة وطاعة وعبادة رب العالمين ، وخلاصة ما علّمه في معارف توحيده الله ربنا ونبيه المصطفى وآله الأخيار الطبيين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

دعاء ورجاء وتوسل بالله ليوفقنا وليرضى عنا :

فأسأل الله : أن ينفعنا بهذه الصحيفة وبكل ما دوناه في موسوعة صحف الطيبين ، ويرضى بالإيمان بما فيها عنا ، ويؤيد صدق مطالبها ويقبلها اعتقاداً كاملاً لنا ، فيا إلهي إني بذلت في هذه الصحف كل ما يمكن من معرفتي وسعيي ، وبينت يا إلهي ما يمكنني من ضرورة توحيدك بكل جهدي ، فشرحت في هذه الصحيفة الأصل الأصيل لديني وما يجب عليَّ من الإيمان بمذهبي ، والذي فيه كل عز أرجوه منك يا ربي وكرامة ومجد يكون لأخواني المؤمنين ولي ، فإني طلبت بها يا أرحم الراحمين طاعتك ورضاك عليَّ ، وعبادة بينت فيها هداك وكل إخلاص لك لديَّ ، فتقلبها يا ربي خالصة لك يا كريم فإنك أرحم الراحمين .

الإهداء لمولاي وإمام زماني الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه :

 وأهدي يا ربي : هذه الصحيفة التي فيها خلاصة إيماني بك وأفضل أعمالي ، لسيدي ومولاي الحجة محمد بن الحسن العسكري ، فإنه بأمرك كان إمام زماني وسيد أهل الأرض وصار المهدي ، والذي بطاعته وبالإقرار بولايته يتم كل ما يترتب على الإيمان بك والهدى ، فيا ربي بإيماني بمعرفته بالإمامة يكون لنا رضاك ونأمل رحمتك بكل ما يرتجى ، فما أجمل لطفك يا إلهي إذ لم تتركنا بدون هادي لصراطك المستقيم ، وتمت نعمتك علينا وصار لدينا مذهب ودين قويم ، إذ عرّفته لنا بأنه بقية صالحة من سيد المرسلين ، وخليفة له علينا بعد آباءه الطيبين الطاهرين ليوم الدين ، فكان هو العصمة والملاذ والمرتجى لإقامة العدل وعز المؤمنين، فأرجو أن تدعوني به يوم يدعى كل أناس بإمامهم يا رب العالمين.

فيا سيدي ومولى : يا بن السادة المقربين ، يا بن الهداة المهديين والأطايب المطهرين ، ويا صاحب البيت المرفوع بذكر الله ليوم الدين ، يا حجة ابن الحسن يا صاحب الزمان سلام الله عليك وعلى آبائك الطيبين الطاهرين ، وأنا في مناسبة يوم ميلادك الشريف في 15شعبان سنة 1423 أدون هذه المقدمة لصحيفةالتوحيد من أصول ديني ، وخلاصة ما علمنا الله بكم وهدانا لمعرفته وتوحيده بفضلكم ، فأشهد لي بالإيمان والعمل بالإخلاص لله بما كتبت فيها ، وبكل أعمالي اليوم ويوم يدعونا الله ربنا بكم ، وهو يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، فإن أقر بالإيمان بكل ما فيها من الدين والهدى ، وأعترف وأقر بالتسليم والوفاء والنصيحة والولاية والإمامة لكم ولآلكم .

فيا ربي ويا إلهي : أقبل إلينا بوجهك الكريم أكرم الوجوه ، واقبل تقربنا بوليك وآله إليك ، وأنظر إلينا نظرة رحيمة نستكمل به الكرامة عندك ، ثم لا تصرفها عنا بجودك ، واسقنا ووالدينا وإخواننا في الإيمان من حوض جده صلى الله عليه وآله وسلم ، وبكأسه وبيده ريا رويا هنيئاً سائغا لا ظمأ بعده أبدا ، برحمتك يا ارحم الراحمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .