بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -

❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة عبد العظيم الحسنى

رحمه الله

وتجد فيها حياة السيد الكريمة وآدابه وأخلاقه وسيرته وسلوكه ورواياته

ورابط صفحته الكريمة
www.alanbare.com/abdalazem
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com/abdalazem/abdalazem.pdf

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

 صحيفة السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله

صحيفة السيد عبد العظيم الحسنى رحمه الله
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب

معنى ري

 صحيفة السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

السلام على السيد عبد العظيم في ري

زائره كزائر عمه الحسين أجره فرات ري

و المهتدي به فهو في دينه في نعمة ري

ومتمسك بغصن الإيمان من آل الزچية




 


السلام على السيد العالم عبد العظيم الحسني في ري

معنى مدينة ري :

ري : مدينة متصلة البناء بطهران عاصمة الجمهوري الإسلامية الإيرانية ، وهي قديمة وكانت تعرف كل هذه المنطقة في شمال وسط إيران وجنوب الجبل دماوند والذي تغطية الثلوج طول السنة بمنطقة ري لوفرة المياه التي ترويها، وري صارت اسم على مسمى حين حل فيها ورواها العلم السيد الجليل والعالم الرباني والفاضل المقدس أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين عليه السلام ، وذكر أنه ولد يوم 4 ربيع الثاني سنة 173 هـ في المدينة المنوّرة ، وتوفي سنة 252 للهجرة ، والآن له في ري مقام شامخ يناطح عنان السماء ، ورفيع عالي رائع البنيان ، وله قبة مذهب ومنائر ، وقربه مراقد لسادات آل محمد وعلماءهم  ، وتحيطه أصحن كثيرة ، وفيها حوزة لطلبة العلوم الدينية ، وجامعة متنوعة التخصص في العلوم الإسلامية ، و مؤسسة مباركة كبيرة باسم دار الحديث ، وقد تم فيها تحقيق كثير من كتب الروائية وكتبت فيها موسوعات في معارف القرآن والعقائد وسيرة أهل البيت عليهم السلام ، وكلها برعاية سادن الحضرة آية الله محمدي الري شهري حفظه الله .

 

تعريف مدينة ري :

يا طيب : مدينة ري كبيرة طرأت عليها أحوال وظروف متعددة حسب الزمان والظروف ، وسكنها ملوك وعمروها ونالتها حروب وفتن فخربتها .

قال الإصطخري في المسالك والممالك :

والري : مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها ، إلا أن نيسابور أكبر عرضة منها ، فأما اشتباك البناء والبساتين والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله الغالب على بنائها الطين .

ومن الجبال : المذكورة بهذه الكورة جبل دنباوند ، جبل مرتفع ، بلغني يرى من خمسين فرسخاً لارتفاعه ، وما بلغني أن أحدا ارتقاه ، ويتحدث في خرافات الفرس أن الضحاك حي في هذا الجبل ، والسحرة من جميع أقطار الأرض تأوي إليه .

المسالك والممالك للإصطخري ص 72 .

 

وقال اليعقوبي في كتاب البلدان :

الرَّيُّ : ومن كان قصده إلى الري خرج من مدينة الدينور إلى قزوين ، ثم سار من قزوين ثلاث مراحل على جادة الطريق .

والريُّ : على جادة طريق خراسان، واسم مدينة الريّ المحمدية، وإنما سميت بهذا الاسم لأن المهدي نزلها في خلافة المنصور، لما توجه إلى خراسان لمحاربة عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي ، وبناها ، وبها ولد ( هارون ) الرشيد.

 لأن المهدي : ( الخليفة العباسي بن المنصور ) أقام بها عدة سنين ، وبنى بها بناءً عجيباً ، وأرضع نساء الوجوه من أهلها الرشيد.

 وأهل الري : أخلاط من العجم وعربها ، افتتح الريَّ قرظة بن كعب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب ، سنة 23 ثلاث وعشرين للهجرة .

 وشرب أهلها : من عيون كثيرة ، وأودية عظام ، وبها وادٍ عظيمٍ يأتي من بلاد الديلم ، يقال له نهر موسى ، ولكثرة مياه البلد كثرت ثماره وأجنته ، وأشجاره ؛ وله رساتيق وأقاليم ، وبه ضياع اسحاق بن يحيى بن معاذ ، وضياع أبي عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون ، وهما جميعاً من أهل الريّ ، ومبلغ خراجه عشرة آلاف ألف درهم .

البلدان ص19 .

 

وقال الحموي في معجم البلدان :

وٍ حكى الجوهري : رَوِيتُ من الماء بالكسر أروى ريّا وروَى مثل رِضىً ، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وَأعلام المدن ، كثيرة الفواكه والخيرات ، وهي محط الحاج على طريق السابلة ، وقصبة بلاد الجبال ،  بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخاً ، وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخاً ، ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخاً ، إلى زنجان خمسة عثر فرسخاً..

 قال بطليموس في كتاب الملحمة : مدينة الرَي طولها خمس وثمانون درجة ، وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون ، وارتفاعها سبع وسبعون ، تحت ثمان عشرة درجة من السرطان ، خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس ، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ، ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بُلعَ .

ووجدت : في بعض تواريخ الفرس ، أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركب عليها آلات ليصعد إلى السماء ، فسخر الله الريح حتى عَلَت به إلى السحاب ، ثم ألقته فوقع في بحر جرجان ، فلما قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل ، فلما وصل إلى موضع الري .

قال الناس : بَري آمَد كيخسرو ، واسم العجلة بالفارسية ري ، وأمر بعمارة مدينة هناك ، فسميت الرَي بذلك .

قال العمراني : الرَي بلد بناه فيروز بن يزدجرد ، وسماه رام فيروز ثم ذكر الرَي المشهورة بعدها ، وجعلهما بلدتين ولا أعرف الأخرى.

فأما الرَي المشهورة : فإني رأيتها وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق ادكم الملمع بالزرقة مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض ، وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرعُ لا ينبت فيه شيء وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها . ، واتفق أنني اجتزتُ في خرابها في سنة 617 للهجرة ، وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب ، إلا أنها خاوية على عروشها .

فسألت رجلاً : من عقلانها عن السبب في ذلك ؟

فقال : أما السبب فضعيف ، ولكن اللّه إذا أراد أمرا بلغه .

 كان أهل المدينة : ثلاث طوائف شافعية وهم الأقل ، وحنفية وهم الأكثر ، وشيعة وهم السواد الأعظم ، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة ، وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلا شيعة وقليل من الحنفيين ، ولم يكن فيهم من الشافعية أحد ، فوقعت العصبية بين السنة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعية ، وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف ، فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ، ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعية هذا مع قلة عدد الشافعية إلا أن الله نصرهم عليهم ، وكان أهل الرستاق وهم حنفية يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يعنهم ذلك شيئاً حتى أفنوهم ، فهذه الحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية ، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محال الري ، ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه ، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودورهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أْهلها:

الري دارٌ فارغَه ... لها ظلال سابغه

على تيوس ما لهم ... في المكرُمات بازغَهْ

لا يَنفُقُ الشعر بها ... ولو أتاها النابغة

معجم البلدان ج2ص378 .

يا طيب : والري الآن جزء من طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدد نفوس العاصمة عشرة ملايين نسمة وكلهم شيعة إلا من يأتي زائرا من غيرهم ، والحمد الله الذي نصر الشيعة ولو بعد حين .

ويا طيب : و ري الآن تعد محلة أو مدينة من مدن طهران العاصمة ، وفيها مرقد مقدس للسيد الجليل والعالم الكبير عبد العظيم الحسنى كما سترى حياته وعلمه ، والري تسمى سابقا كل ما تحت جبلها الكبير التي لا تغيب عن قممه الثلوج في الشتاء والصيف ، بل تشمل ري كل المناطق المحيطة بها شمال وسط إيران الآن حتى قم كانت تعد منها وتابعة لها .

ومن ينسب : لمدينة ري يقال له رازي ، والآن في سنة 2017 ميلادي أي 1438 للهجرة قمري و 1385 هجري شمسي ومن ثلاثين سنة قبل سادن روضة السيد عبد العظيم الحسن لقبة ري شهري ، و شهر بالفارسي مدينة والياء للنسبة ، يعني الرازي أو رييّ على نسبة غير متعارفة ولكن القياس له لولا ثقل توالي الياء ، أي المنتسب لمدينة ري .

 

ابن سعد والري :

ويا طيب : وحسن وخيرات مدينة ري والطمع والحرص عليها  هو الذي أدخل عمر بن سعد بن أبي وقاص النار وأغراه بالعصيان على إمام زمانه وسيد شباب أهل الجنة ، فقاد جيشا لطاغية زمانه الفاسق الجائر ، فيه ثلاثون الف راجل وفارس ورامي ومساعد لهم بأمر عبيد الله بن زياد وأميره يزيد بن معاوية عليهم لعنة الله والناس أجمعين ، وقد قال فيها شعرا :

يا طيب : في يوم عاشوراء في كربلاء سنة 61 للهجرة :

قال الخوارزمي في المقتل : ثمّ تكلّم برير بن خضير الهمداني : وكان من زهّاد الذين يصومون النهار ويقومون الليل ، فقال : يا بن رسول الله ! ائذن لي أن آتي هذا الفاسق عمر بن سعد فأعظه لعلّه يتّعظ ويرتدع عمّا هو عليه .

فقال الحسين عليه السلام : ذاك إليك يا برير ، فذهب إليه حتّى دخل على خيمته ، فجلس ولم يسلّم .

 فغضب عمر وقال : يا أخا همدان ! ما منعك من السلام عليّ ، ألست مسلماً أعرف الله ورسوله وأشهد بشهادة الحق ؟

 فقال له برير : لو كنت عرفت الله ورسوله كما تقول لما خرجت إلى عترة رسول الله تريد قتلهم ، وبعد ، فهذا الفرات يلوح بضفافه ويلج كأنّه بطون الحيّات ، تشرب منه كلاب السواد وخنازيرها ، وهذا الحسين بن علي وإخوته ونساؤه وأهل بيته يموتون عطشاً وقد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوه ، وتزعم أنّك تعرف الله ورسوله .

 فأطرق عمر بن سعد : ساعة إلى الأرض ، ثمّ رفع رأسه .

وقال : والله يا برير ! إنّي لأعلم يقيناً أنّ كلّ من قاتلهم وغصبهم حقّهم هو في النّار ، لا محالة ، ولكن يا برير ! أفتشير عليّ أن أترك :

ولاية الري : فتكون لغيري ، فوالله ما أجد نفسي تجيبني لذلك ، ثمّ قال :

دعاني عبيدالله من دون قومه _  إلى خطّة فيها خرجت لحيني

فوالله ما أدري و إنّي لحائر _ أُفكّر في أمري على خطرين

أأترك ملك الريّ والريّ منيتي _ أم أرجع مأثوماً بقتل حسين

وفي قتله النّار التي ليس دونها _ حجاب وملك الري قرّة عيني

فرجع برير إلى الحسين وقال : يا بن رسول الله ! إنّ عمر بن سعد قد رضي لقتلك بولاية الري ....

مقتل الحسين للخوارزمي ص 127 . وأضاف الطريحي في المنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بـالفخري المجلس 4ج2 ص2 ، ثمّ قال : يا أخا همدان:

 إنّ نفسي : لأمّارة بالسّوء ما تحسن لي ترك مُلك الرّي ، وإنّي إذا قتلت حُسيناً أكون أميراً على سبعين ألف فارس .

 

علماء من ري :

الرَّيُ‏ : بِالْفَتْحِ مِنْ عِرَاقِ الْعَجَمِ ، و النِّسْبَةُ إِلَيْهِ رَازي .

بزيَادِة : زَاي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ .

النسبة إلى الريّ : رازيّ‏ ، فزادوا النون و الزاي ، و لذلك نظائر، مثل الركن الذي يلي اليمن، اليماني تخفيف الياء، و هو منسوب إلى اليمن، و القياس أن يُقال : يمني ، فزادوا فيه الألف عوضاً عن إحدى يائي النسب ، فلو شدّدوا جمعوا بين العوض و المعوّض عنه ، و لا ينبغي ذلك ، و وجّهه بأنّ الألف فيه زائدة ، كما قالوا في النسب إلى صنعاء صنعاني ، ومثله يجري في الرازي .

وبرز من علماء الري : ولقب بالرازي كثير من العلماء ، وأولهم وأعلاهم نقيبة وفضل :

 أبو جعفر محمد ابن يعقوب الكليني الرازي : مؤلف الكافي وهو من الفقهاء والمحدثين نزل بغداد في باب الكوفة في درب السلسلة ، وتوفي بها في سنة 323 للهجرة ، وله فيها مرقد مقدس يزوره المؤمنون .

 ابو الفتوح الرازي : حسين بن علىّ بن محمّد الخزاعي مؤلّف تفسير روض الجنان و روح الجنان وتوفي في حدود 559 للهجرة ، ومرقده في حضرة السيد عبد العظيم .

منتجب الدين الرازي : ابو الحسن على بن عبيد اللَّه بن بابويه من علماء القرن الخامس .

 عالم رشيد عبد الجليل الرازي : فقيه متكلم .

نجم الدين الرازي : أبو بكر، عبد اللّه بن محمّد الأسدي صاحب مرصاد العباد المتوفى 654 ه

أبو بكر محمّد بن زكريّا بن يحيى الرازيّ : الطبيب والفيلسوف المعروف الذي توفّي سنة 320 .

ابن فارس الرازي : اللغوي .

فخر الدين الرازي : المفسر المعروف .

قطب الدين الرازي : الفيلسوف .

نجم الدين الرازي : العالم الصوفي .

المنطقي الرازي القرن 4 شاعر.

بندار الرازي : 401 شاعر.

الغضائري الرازي : 426 شاعر.

أبو بكر الجصاص الرازي أحمد بن علي 370 فقيه حنفي.

عبد الرحمن الصوفي الرازي : عالم فلك.

وغيرهم الكثير .....

 


 

صحيفة السيد

عبد العظيم الحسني

أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين عليه السلام

 

وفيها تأريخ حياته من أسمه ونسبه وشأنه الكريم وذكر أحاديث رواها عن الأئمة المعصومين عليهم السلام مباشرة أو عن رواة عنهم مع بعض الشرح

حتى وفاته ( شهادته )

ومحل مرقده الشريف

 

المقدمة : هذه صحيفة :

 المقدس الرباني والعابد الزاهد أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد ذكر أنه ولد يوم 4 ربيع الثاني سنة 173 هـ في المدينة المنوّرة ، وتوفي سنة 252 للهجرة .

 ويلقب : بـ الحسني العلوي الفاطمي المحمدي الهاشمي ، من نسب سادة أهل التكوين وعظماء الدين المبين .

فهو : السيد الفاضل الجليل ، والعالم الحليم النبيل ، والصابر الكريم ذو التحصيل ، و العارف الورع العابد ، و المتكلم المتبحر الزاهد ، و الفقيه العارف الرائد ، و الفاضل التقي ذو السدائد ، ، عظيم القدر  حسن السيرة ، عالي العقيدة  قوي الكلام ، المحدث البارع في التفسير ، و الفقيه القدير النحرير ، من قدماء محدثي أهل الحق الإمامية ، والثقة المعتمد لأولياء الله وحججه العلية .

 المعاصر : للأئمة المعصومين ، والمصاحب لهم ، عاصر في أول عمره الإمام الكاظم ، ورى هن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، والإمام أبو جعفر الثاني محمد الجواد عليه السلام وأكثر حديثه عنه ، ثم التحق بالإمام أبو الحسن علي الهادي وحدث عنه وعرض دينه عليه وأمر بالأخذ منه، وتوفي في حياته فأمر عليه السلام بزيارته .

و هو : شيخ في الإمامية في ري في زمانه ، وأحد المعلمين وناشر معالم الدين في أرض مهجره وفي الغربة عن أهله وخلانه ، المجاهد المبتعد عن الأوطان بسبب جور أهل العصيان والطغيان ، المنجي لأوليائه من الضلال والذل والخذلان ، المعرف لمعارف الهدى ، المبتعد عن أهل الدنية والردى ، ناصر الدين الحق الأعلى ، ومعلم معارف الصدق الأولى ، وهذا ما ستراه متجلي في حياته وأحاديثه فتدبر بها يا طيب تعرف في حقه من الحقائق أكثر وأعلى من هذا  .

يا طيب : إن الأحاديث في الغالب تشمل في نصوصها ومحتواها ومفهومها أكثر من موضوع واحد ، وقد يتنوع فيشمل العقائد و التفسير والفقه والأخلاق أو يختص بواحد منها في مسألة معينة خاصة ، ولكي لا نكرر الأحاديث نذكر الحديث كاملا في باب واحد بما يخص أهم موضوع الحديث ولا نكرره ولا نقطعه مواضيع  فنقسهم على عدة أبواب فيتشتت الحديث .

لأنه الغرض : نقل أحاديث السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله ، ليس كتابة كتاب في التفسير أو الأخلاق أو العقائد أو الفقه ، على أنه ما من حديث في التفسير والعقائد والأخلاق إلا ويستنبط منه حكم فقهي ، ولذا سنذكر ما ذكره في الوسائل من أبواب ذكر فيها أحاديثه وفي عنوان الباب ترى حكما فقهي مختصا به ، وإن كان مورده في تفسير آية أو في العقائد ، كما أن بعض الأحاديث في العقائد ومثلا الحديث الآتي يمكن أن يستنبط منه عدة أحاكم في الوجب والاستحباب والحرمة  والكراهة والإباحة والآداب الإسلامية وأبواب أخرى في تأريخ الحديث وسنده وقصص المعصومين وغيرها من الأبواب .

كما أنه : نذكر الحديث كاملا بسنده ، ليكون الحديث شاملا كاملا بما هو ، لأنه مختص الكتاب براوي للحديث جليل القدر ، وليتدبره المتخصصون بحياته الكريمة وظروفه وكل ما يحيط بأحاديثه الشريفة ، وليعرف الرواة عنه وعمن روى ، وبالخصوص المعصومين الذين عاصرهم عليهم السلام .

ويا طيب : من عجائب التوفيق لأحاديث السيد عبد العظيم ، أن كل أحاديثه المروية عنه صحيحة أو موثوقة ، فضلا عن كون محتواها معمول به في بابه أو في عدة أبواب حسب سعته وشموله ، ولم أرى فيها ما يخالف عقائد الإمامية الحقة أو ما ذكروا في الفقه والأخلاق والآداب العلمية والعملية والأبواب الأخرى .

كما أنه : ننقل أولا عنه ما ذكره الكليني والصدوق والمفيد والطوسي رحمهم الله في أهم كتب الشيعة المتقدمة ، وقد نضيف بعض من نقل عنهم لبيان نوع الباب الذي ذكروا فيه الحديث لمعرفة أهميته وشأنه وبابه .

فيا طيب : ما ستجده في هذا الكتاب عن السيد الجليل العابد الورع مع أنه مروي عنه ، إلا أنه لم تناله يد التحريف فيخرج عن العمل به في مسائل الدين ومعارفه ، بل كل الأحاديث بروايته وبمن روى عنه مقبولة عند علمائنا فقها وعقائدا وبكل ما تحتويه من معنى ومفهوم .

ولهذا يا طيب : سترى أنه حقا يقال أنه مستحب التدبر بهذه الأحاديث وتعلمها وتعليمها والعلم والعمل بها ، بل ونشرها وترويجها بين المؤمنين ، لتُعرف تعاليم الإسلام الحقة وشأن هذا السيد الجليل القدير ، والعارف الكريم والعابد الزاهد والفقيه النحرير ، والمفسر والمستفسر من أئمة الحق وراوي أحاديثهم ومعلم هداهم ولهم نصير.

كما يا طيب : سنذكر في المستقبل إن وفقنا الله تعالى إحصاء و فهرس لمن روى عنهم وروا عنه وعدد أحاديثه ، لكي لنرى اعتماد الرعيل الأول من المحدثين على ما حدث به ورواه ، وإنه كان مرضي ومعتمد ومقبول الحديث عندهم ، وبكل ما به من هدى وتعاليم دين .

ونبدأ أولا : بأقوال العلماء فيه وتعريف نسبه ، ثم  في أحاديث العقائد المروية عنه ، ثم باقي المواضيع الأخرى وسنضع لكل حديث عنوان مناسب لأهم موضع فيه ، وأسأل الله التوفيق لكم ولنا ، وأن يجعلنا جميعا من العالمين بالهدى الحق الذي فيه وفي كل معارف الدين والعاملين بها ، ومخلصين له سبحانه ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


 

مدة عمره المبارك :

يا طيب : هو أبو القاسم عبد العظيم ، بن عبد اللّه ، بن علي ، بن الحسن ، بن زيد ، بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين عليه السلام .

فهو : بعد خمسة آباء متسلسلين يتصل بالإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وبعد أربعة آباء يتصل بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وسنذكر بعضا من شأنهم ومختصرا من حياتهم فيما يأتي إن شاء الله .

وقد ذكر بعض المؤلفين :

ولد : السيد عبد العظيم الحسني قدس سره في 4 ربيع الثاني سنة 173 هـ .

وإن وفاته : في 15 شوال سنة 252 للهجرة .

وعلى هذا يا طيب :

وإن عمره الشريف : يقدر بـ  79 سنة و 7 أشهر 11 يوما : أي

من 4 / 4 / 173 إلى  15 / 10 / 252 = 11 / 7 / 79

وهذا القول : لم يروى في الكتب القديمة ، ولكن قدرنا وقبلناه ، من خلال تتبع رواياته ، فنرى أنه عاش من زمن :

إمامة : الإمام الكاظم عليه السلام 10 عشرة سنوات لأنه استشهد الإمام في 183 للهجرة .

و في إمامة : الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام 20 سنة لأن الإمام استشهد في سنة 203 للهجرة ، ولذا لا يستبعد أن يكون قد روى السيد عبد العظيم عن الإمام الرضا عليه السلام مباشرة ، لأنه يكون عمر 30 سنة .

وفي إمامة : الإمام محمد بن علي الجواد 17 سنه ، وروى عنه الكثير .

وفي إمامة : الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام 32 سنة ، أي قبل شهادة الإمام الهادي بـ  2 بسنتين ، وأجمل أحاديثه حديث عرض الدين ، وإن زيارته تعادل زيارة الإمام الحسين عليه السلام .

ويا طيب : على كل حال هذا التقدير لعمره الكريم على ما ذكروا من سنة ولادته ووفاته ، وفصلناه لمدة حياته في زمان الأئمة عليهم السلام للتقريب ، ولتفهم زمن معاشرته المعصومين وروايته عنه .

وعلى كل حال : فعلا في زماننا تحتفل في كل سنة تولية وإدارة الروضة وسدنة الصحن الشريف لضريح مرقده المقدس في كل سنة بهاتين المناسبتين أي في :

مولده : 4 ربيع الثاني من كل سنة فيحتفل بمولده الشريف ، لتخليد ذكراه ولتعريف شأنه الكريم ، وقراءة المدائح والثناء عليه ، وبيان معارفه وتعاليمه ونشرها ، بل تولية مرقده وأوقافها لها إدارة مباركة قوية ، حتى أنشأت حوزة كريمة ، وجامعة لتدريس العلوم الدينية كبيرة ، ومؤسسة قديرة باسم دار الحديث نشرت كثير من الكتب بل والموسوعات في مختلف العلوم الدينية ، وتقدر كل من ينشر عندها من المؤلفين ، وبكل سنة تخصص مواضيع للنشر وتعطي هدايا لمن يشارك عندهم ، وتستمر برامجهم لمدة أسبوع محتفلين به وناشرين لمعارف أهل البيت عليهم السلام ، ومن جملة برامجهم :

وفي 15 شوال : يقام العزاء ويحيى ذكره أيضا بمناسبة وفاته رحمه الله وأسكنه فسيج جنانه ، وكما تتبع له: مؤسسات خيرة كثيرة ومنها في تحفيظ القرآن وتعليم تفسيره ، وفي تعليم معارف أهل البيت عليهم السلام ، أو خدمية في مجلات الحياة الاجتماعية وطبية وغيرها .


 

تعريفه وأجداده الكرام

 

يا طيب : السيد الجليل المرضي دينا وعلما وعملا وخلقا وأدبا عند الأئمة المعصومين هو : عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى بن سيد الأوصياء علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم

وتجد حياة أجداده : سيد المرسلين المصطفى ، وسيد الأوصياء المرتضى ، وسيد النساء الزهراء ، وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن المجتبى في صحفهم من موسوعة صحف الطيبين ، ونذكر مختصرا عن باقي أجداده :

 

الإمام الحسن المجتبى عليه السلام :

ولد عليه السلام : في المدينة المنورة سنة 3 للهجرة ، وأستشهد في 7 صفر سنة 50 للهجرة ومدة إمامته 10 سنوات ، ومدة عمره الشريف 47 سنة ، فخلفه في الإمامة والميراث أخيه الإمام الحسين عليه السلام سيد شباب أهل الجنة وتجد حياته في عدة أجزاء في موسوعة صحف الطيبين ، وأما الميراث في الصدقات والأبناء فكان وارثه :

 

ابنه الأكبر زيد ، لإن الإمام الحسن عليه السلام كان له من الأولاد كما ذكرهم الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد :

أولاد الحسن بن علي عليهما السلام : خمسة عشر ولدا ذكرا وأنثى :

زيد بن الحسن وأختاه أم الحسن وأم الحسين : أمهم أم بشير بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجية .

والحسن بن الحسن : أمه خولة بنت منظور الفزارية .

وعمرو بن الحسن وأخواه القاسم وعبد الله ابنا الحسن : أمهم أم ولد .

وعبد الرحمن بن الحسن : أمه أم ولد .

والحسين بن الحسن : الملقب بالأثرم وأخوه طلحة بن الحسن وأختهما فاطمة بنت الحسن ، أمهم أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي .

وأم عبد الله وفاطمة وأم سلمة ورقية بنات الحسن عليه السلام : لأمهات أولاد شتى .

فأما زيد بن الحسن رضي الله عنه : فكان على صدقات رسول الله .

ومات زيد : وله تسعون سنة ، فرثاه جماعة من الشعراء وذكروا مآثره وبكوا فضله .

فأما الحسن بن الحسن : فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا ، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام في وقته وكان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين بن علي عليهما السلام الطف ، فلما قتل الحسين وأسر الباقون من أهله، جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسرى .....

مقاتل الطالبيين : 180 ، الأغاني 21 : 115 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ج44ص167ح3 .

ويا طيب : فجده الرابع ، أو الأول بعد الإمام الحسن عليه السلام :


 

 

زيد بن الحسن المجتبى:

يا طيب : عرفت أن أكثر أولاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام هو زيد وإن السيد عبد العظيم من نسله المبارك :

وقال يوسف الشامي في الدر : فصل في ذكر زيد بن الحسن عليه السّلام‏ :

أمّا زيد : فكان جليل القدر ، كريم الطبع ، كثير البرّ ، مدحه الشعراء، و قصده الناس من الآفاق لطلب فضله .

و ذكر أصحاب السير : أنّ زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ، فلمّا ولي سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامله بالمدينة : أمّا بعد فإذا جاءك كتابي هذا فاعزل زيدا عن صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ادفعها الى فلان بن فلان - رجلا من قومه - و أعنه على ما استعانك عليه ، و السلام.

فلمّا استخلف : عمر بن عبد العزيز ، إذا كتاب قد جاء منه : أمّا بعد فإنّ زيد بن الحسن شريف بني هاشم و ذو سنّهم ، فإذا جاءك كتابي هذا ، فأردد إليه صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ، و أعنه على ما استعانك عليه ، و السلام .

 

و في زيد بن الحسن يقول محمّد بن بشير الخارجي:

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة _ نفى جدبها و اخضرّ بالنبت عودها

و زيد ربيع الناس في كلّ شتوة _ إذا أخلفت أنواؤها و رعودها

حمول لأشناق الديات كأنّه _ سراج الدجى إذ قارنتها سعودها

 و مات زيد بن الحسن : و له تسعون سنة ، و رثاه جماعة من الشعراء ، و ذكروا مآثره ، و بكوا فضله ، فممن رثاه قدامة بن موسى الجمحيّ حيث يقول:

فإن يك زيد غالت الأرض شخصه _ فقد بان معروف هناك وجود

و أن يك أمسى رهن رمس فقد ثوى _ به و هو محمود الفعال فقيد

سميع الى المعترّ يعلم أنّه _ سيطلبه المعروف ثمّ يعود

و ليس بقوّال و قد حطّ رحله _ لملتمس المعروف أين تريد

إذا قصّر الوغد الدنيّ نما به _ إلى المجد آباء له و جدود

مناكيد للمولى محاشيد للقرى _ و في الروع عند النائبات اسود

إذا انتحل العزّ الطريف فانّهم _ لهم إرث مجد ما يرام تليد

إذا مات منهم سيّد قام سيّد _ كريم يبني بعده و يشيد

 و العقب : من ولد زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام من رجل واحد ، و هو الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام.

 الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ص516.

 

 

وقال السيد الخوئي رحمه الله :

زيد : بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أبو الحسن الهاشمي ، من أصحاب السجاد عليه السلام ، رجال الشيخ  .

قال الشيخ المفيد قدس سره في باب ذكر ولد الحسن بن علي عليهما السلام من إرشاده :

 وكان : أسن ، وكان جليل القدر ، كريم الطبع طريف النفس ، كثير البر ، ومدحه الشعراء ، وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله ، وذكر أصحاب السيرة ، أن زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله . .

 ومات : زيد بن الحسن وله تسعون سنة.

ولم يدع الامامة : ولا ادعاها له مدع من الشيعة ولا غيرهم .

 وكان : مسالما لبني أمية ، ومتقلدا من قبلهم الاعمال ، وكان رأيه التقية لأعدائه والتآلف لهم والمداراة  .

وقال السيد المهنا : في كتاب عمدة الطالب في المقصد الاول من الأصل الثالث في ذكر عقب أمير المؤمنين عليه السلام :

وكان زيد : يكنى أبا الحسين ، وقال الموضح النسابة : أبا الحسن ، وكان يتولى صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله

وتخلف : عن عمه الحسين ، فلم يخرج معه إلى العراق ، وبايع بعد قتل عمه الحسين ، عبدالله بن الزبير لأن أخته لأمه وأبيه كانت تحت عبدالله بن الزبير .

قاله أبو نصر البخاري . . وكان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا عاش مائة سنة ، وقيل خمسا وتسعين ، وقيل تسعين ، ومات بين مكة والمدينة ، بموضع يقال له حاجز ، وكان وفاة زيد بن الحسن رضي الله عنه ، سنة عشرين ومائة  .

وفي البحار : المجلد 46 ، ص 329 ، ح 12 ، باب أحوال أصحاب الباقر عليه السلام وأهل زمانه ، روى عن الخرائج والجرائح رواية طويلة تتضمن معارضة زيد ابن الحسن ، الباقر عليه السلام ، وذهابه إلى عبدالملك وسعيه في قتل الباقر عليه السلام ، ونسبة السحر إليه ومباشرته لقتله بأركابه السرج المسموم ، إلا أن الرواية مرسلة ، على أنها غير قابلة للتصديق ، فإن عبدالملك لم يبق إلى زمان وفاة الباقر عليه السلام جزما ، فالرواية مفتعلة .

 معجم رجال الحديث ج8 ص 351 رقم4858  .

 

وقال يوسف المزي :

زيد : بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني.

 روى : عن أبيه وجابر وابن عباس رضي الله عنهم .

وروى عنه : ابنه الحسن وعبد الرحمن بن أبي الموال ، وعبد الله بن عمرو بن خداش ، وعبد الملك بن زكريا الأنصاري ، وأبو معشر ، ويزيد بن عياض بن جعدبة ، وذكره ابن حبان في الثقات و، كان من سادات بني هاشم وكان يتولى صدقات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة ، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله أما بعد فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذو سنهم مات وهو ابن تسعين قلت مات في حدود العشرين ومائة.

تهذيب التهذيب ج3ص407رقم 742 .

 

أعقاب زيد بن الحسن عليه السلام :

أما أبو الحسين زيد : بن الحسن بن علي بن أبي طالب  عليه السلام ، فهو أكبر سنا من أخيه الحسن المثنى ، إلا أنه لما تأخر عن متابعة عمه الحسين عليه السلام لا جرم أخروه في المرتبة .

قال البخاري : توفى وهو ابن مائة سنة وأقل ، وعقبه من رجل واحد .

الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية ص11 .

 

وقال النمازي في المستدرك :

لبابة : بنت عبيدالله بن عبّاس بن عبدالمطّلب ، تزوّجها العبّاس بن امير المؤمنين عليه السلام ، فولد له منها عبيدالله وفضل ، وكانت جميلة عاقلة ، وبعد شهادة العبّاس عليه السلام .

تزوّجها : زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام .

 فولد له منها نفيسة والحسن .....

مستدرك سفينة البحار ج9ص217 .

 

 

الحسن بن زيد :

يا طيب : الجد الثاني بعد الإمام الحسن للسيد عبد العظيم ، هو الحسن :

قال الشيخ الطوسي في رجاله :

الحسن : بن زيد بن الحسن بن علي بن أبى طالب عليه السلام ، المدني الهاشمي .

رجال الطوسي ج1ص152رقم 4 .

 

قال السيد الخوئي رحمه الله :

 الحسن : بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، المدني الهاشمي ، من أصحاب الصادق  عليه السلام ، رجال الشيخ  .

وقال السيد : أحمد بن المهنا في عمدة الطالب ، في المقصد الاول في ذكر عقب :

أبي الحسن زيد بن الحسن : ويكنى الحسن بن زيد أبا محمد .

كان : أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي ، وعمل له على غير المدينة أيضا ، وكان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى ، انتهى .

معجم رجال الحديث ج5ص233رقم2841 .

 

وقال بن أبي الحديد في الشرح :

و ما رواه المبرد قال : لما ولي الحسن بن زيد بن الحسن المدينة ، قال : لابن هرمة إني لست كمن باع لك دينه رجاء مدحك ، أو خوف ذمك ، فقد رزقني الله عز و جل بولادة نبيه صلى الله عليه وآله الممادح و جنبني المقابح ، و إن من حقه علي ألا أغضي على تقصير في حق الله .

و أنا أقسم بالله : لئن أتيت بك سكران ، لأضربنك حدا للخمر ، و حدا للسكر ، و لأزيدن لموضع حرمتك بي ، فليكن تركك لها لله عز و جل تعز عليه و لا تدعها للناس فتوكل إليهم ، فنهض بن هرمة وهو يقول :

نهاني ابن الرسول عن المدام _ و أدبني بآداب الكرام‏

و قال لي اصطبر عنها و دعها _ لخوف الله لا خوف الأنام‏

و كيف تصبري عنها و حبي _ لها حب تمكن في عظامي‏

أرى طيب الحلال علي خبثا _ و طيب النفس في خبث الحرام

الكامل للمبرد ج1ص262. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج15ص169 .

 

وله أحاديث كثيرة منها : وقال أبن بطريق في العمدة بسنده : .. حدثنا أبو أنس حدثنا:

الحسن : بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : حدثني خارجة بن سعد قال : حدثني سعد بن أبي وقاص قال :

كانت : لعلي عليه السلام مناقب لم تكن لأحد ، كان :

يبيت : في المسجد .

 و أعطاه : الراية يوم خيبر .

و سد الأبواب : إلا باب علي .

 عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار ص179رقم276 . مناقب ابن المغازلي ص 253وفيه حدثنا أبو أويس.

 

وقال النمازي في المستدرك :

نفيسه : بنت الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام .

السيّدة الجليلة : تزوّجها إسحاق بن جعفر الصّادق عليه السلام.

 وهذه : توفّيت بمصر سنة 208. قبرها مزار معروف بإجابة الدعاء عند مزارها .... و حكي : أنّ الشيخ أبا المواهب الشاذلي رأى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : يا محمّد إذا كان لك إلى الله تعالى حاجة فانذر لنفيسة الطاهرة ولو بدرهم يقضي الله تعالى حاجتك.

مستدرك سفينة البحار ج10ص120 وذكر فضلها وشأنها الكريم .

 

وقال يوسف الشافي في الدر :

و العقب : من ولد الحسن بن زيد بن الحسن في سبعة رجال، أسماؤهم:

القاسم بن الحسن بن زيد ، و عليّ بن الحسن بن زيد ، و إسماعيل بن الحسن بن زيد ، و إبراهيم بن الحسن بن زيد ، و زيد بن الحسن بن زيد، و عبد اللّه بن الحسن بن زيد ، و إسحاق بن الحسن بن زيد .

 الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ص516 .

 

وقال الفخر الرازي في الشجرة المباركة :

وهو أبو محمد الحسن : وهو أول من لبس السواد من العلوية ، وكان أمير المدينة من قيل المنصور ، وتوفى في سنة ثمان وسنين ومائة ، وبلغ من السن ثمانين سنة ، أدرك المنصور والمهدي والهادي والرشيد .

وله من الأبناء المعقبين سبعة :

أبو محمد القاسم ، أمه أم سلمة بنت الحسين الاثرم ابن الحسن بن علي .

 وأبو الحسن علي : مات في حبس المنصور .

 وأبو طاهر زيد ، وأبو إسحاق إبراهيم ، وأبو زيد عبد الله ، وأبو الحسن إسحاق ، وأبو محمد أسماء وهو أصغر أولاده المعقبين . وكان له ابن آخر اسمه محمد انقرض عقبه.

أما القاسم : بن الحسن بن زيد، فهو أكثرهم عقبا ، وله من الأبناء المعقبين اثنان: محمد البطحاني الأكبر، وعبد الرحمن الشجري.

وقيل : له ولد ثالث اسمه حمزة وأعقب . وولد رابع اسمه الحسن وأعقب أيضا.

والصحيح المتفق أنه ليس من أولاده معقب إلا محمد وعبد الرحمن.

الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية ص11 .

 

 

علي بن الحسن بن زيد :

يا طيب : الجد الثالث للسيد عبد العظيم بعد الإمام الحسن عليه السلام ، هو علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، ويكون جده المباشر ، أي أبو أبيه عبد الله .

قال أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل : علي بن الحسن بن زيد .

وعلي : بن الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب عليه السلام ويكنى أبا الحسن.

وأمه أم ولد : تدعى أمة الحميد.

كان أبو جعفر ( المنصور الدوانيقي العباسي ) حبسه مع أبيه الحسن بن زيد لما سخط عليه ، وصرفه عن المدينة وأقامه للناس ، فلم يزل علي محبوساً مع أبيه حتى مات في الحبس.

ولما ولي المهدي : أطلق الحسن بن زيد ، وله خبر طويل قد وضعناه في موضعه من كتابنا الكبير، إذ كان هذا ليس مما يجري مجرى من قتل في معركة أو غيرها فيذكر خبره ها هنا.

مقاتل الطالبيين ص106 .

 

قال البيهقي في اللباب :

علي : بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، أمه أم ولد يقال لها : أم الحميد .

 كان محبوساً : في سجن الهاشمية ، يضرب بالسياط حتى مات ، وقبره بشاطئ الفرات .

وهو يوم قتل : ابن ست و عشرين سنة .

قيل : صلى عليه بنو الحسن في السجن مع القيود .

لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ص29 .

 

وقال البخاري في السر :

قال  : وعبد الله بن علي بن الحسن بن زيد أمه أم ولد .

 وعبد العظيم : ابن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد .

أبو القاسم : الزاهد العالم المدفون بالري في مسجد الشجرة .

والحسن : بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد .

 قال : العمرى النسابة أعقب ، وقال أبو اليقظان ما أعقب .

سر : وبالحجاز من ولد أحمد بن عبد الله ... الحسن بن علي ابن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد .

 قال  : أبو على محمد بن همام : حدثني عقبة بن عبيد الله بن علي:

 عن الحسن ابن علي العسكري عليه السلام : أنه سأل عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى .

فقال عليه السلام : لولاه لقلنا ما أعقب علي بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي عليه السلام .

 سر  قال : ولد عبد العظيم بن عبد الله ، محمد بن عبد العظيم بن عبد الله وكان زاهدا كبيرا .

سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري ص 24 .

 

قال الفخر الراز في الشجرة المباركة :

أعقاب : علي بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام .

أما علي : بن الحسن بن زيد بن الحسن .

فعقبه : من رجل واحد : عبد الله ....

وأثبت السيد : أبو الحسن البطحاني له ابنا آخر اسمه إسماعيل ، و له أعقاب بالري ، ولم يوافقه أحد .

وأعقب من رجلين :

 عبد العظيم : بطبرستان .

 وقتل : بالري .

ومشهده : بهما معروف ومشهور .

 وأحمد : له عقب كثير أجمع على صحتهم العلماء إلا البخاري.

أما عبد العظيم : فلا أعرف من عقبه إلا ابنه محمد .

أما أحمد : بن عبد الله بن علي، فله ثلاثة معقبون:

القاسم، وعبد الله المعروف ب(دردار) ومحمد أبو عبد الله ساطورة، و لهم أعقاب كثيرة.

أما القاسم : بن أحمد، فله ابنان معقبان: محمد أبو عبد الله عقبه بالكوفة، والحسين أبو عبد الله نقيب الحسنيين بالكوفة، وله أعقاب بها.

أما عبد الله دردار : ابن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن، فله ابن واحد معقب: محمد أبو علي بأبهر، لم يذكر السيد أبو العز الحسني الهمداني من ولد على بن الحسن بن زيد غيره، وله أعقاب كثيرة منهم رؤساء أبهر.

أما محمد ساطوره، فعقبه من رجل واحد: عبد الله أبو علي الساطوره، وعقبه من رجل واحد محمد أبو عبد الله، له أعقاب كثيرة بابهر وزنجان وطبرستان وهمدان.

وهم الذين : جعلهم السيد أبو العز بني محمد بن عبد الله دردار ابن أحمد بن عبد لله بن علي بن الحسن بن زيد.

والأصح المعتمد أنهم من أولاد ساطورة، لا من أولاد دردار.

فمنهم : محمد أبو طالب الرئيس بأبهر ابن عيسى أبي زيد بن محمد بن عبد الله ساطورة ابن محمد ساطورة.

فرغنا من عقب علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.

الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية ص17 .

 

 

وقال المروزي في الفخري : أعقاب زيد بن الحسن عليه السلام

وأما علي : بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

فانتهى عقبه : إلى القاسم الشبيه بالنبي بالكوفة ويقال له السبيعي.

وعبد الله المعروف ب دردار ، أمه أشترية.

وأبو عبد الله : محمد ساطورة ، له أبو علي عبد الله الملقب ب ساطورة وله ابنان :

 وهم بنو : أحمد : بن عبد الله بن علي بن الحسن الأمير .

وعمهم : عبد العظيم أبو القاسم الزاهد المدفون بالري في مشهد الشجرة لا عقب له .

و للقاسم الشبيه : خمسة بنين، أعقب منهم أربعة: أبو القاسم الحسين النقيب بالكوفة لبني الحسن، له أولاد أحدهم: أبو محمد القاسم السبيعي الشاهد بالكوفة، وكان من أعيان السادة، له عقب بالكوفة ومصر.

وأبو عبد الله محمد بن القاسم الشبيه، له عقب بالكوفة وبغداد، لا أعرف منهم غير أحمد الأسود ابن علي بن أحمد الأزرق الأسود ابن أحمد بن محمد هذا.

الفخري في أنساب الطالبيين ص12 .

 

وقال السيد الخوئي :

علي بن الحسن بن زيد :

روى : عن مشمعل ، وروى عنه معاوية بن حكيم . الفقيه : الجزء 4 ، باب

ميراث الزوج والزوجة ، الحديث 666 .

معجم رجال الحديث ج12ص263رقم8012 . باب ميراث الزوج والزوجة.


 

 

عبد الله بن علي بن الحسن :

يا طيب : عرفنا أن عقب علي بن الحسن ابن زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام ، وهو  الشهيد ، كان من أبنه عبد الله وهو أبو عبد العظيم _ وهو الأب الرابع من بسلسلة اتصاله بالإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، ومن أبنه الآخر أحمد ، وأحمد أخ عبد العظيم ، والنسل المنتشر بكثرة منه ، وذكر له ولد ثالث اسمه محمد أيضا لا عقب له ، وروى عنه أبناءه وأحفاده رضوان الله عليهم روايات تدل على فضله وعلمه .

قال الشيخ الطوسي في رجاله :

 عبدالله : بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبى طالب عليه السلام والد عبد العظيم.

رجال الطوسي ج1ص96باب العين رقم 5 / 3096.

قال السيد الخوئي في رجاله :

عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد : ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام  ، والد عبدالعظيم ، من أصحاب الصادق عليه السلام ، رجال الشيخ ( 5 ) .كذا في الرجال المطبوع ، ولكن بقية الكتب الرجالية لم تحكه عنه .

معجم رجال الحديث ج11ص 280رقم 7021 .

 

قال الفخر الراز في الشجرة المباركة :

وعرفت أنه قال :  أما علي : بن الحسن بن زيد بن الحسن .

فعقبه : من رجل واحد : عبد الله ....

وأعقب ( أي عبد الله بن علي ) من رجلين :

 عبد العظيم : بطبرستان ، وقتل بالري ، ومشهده بهما معروف ومشهور.

 وأحمد : له عقب كثير أجمع على صحتهم العلماء إلا البخاري.

أما عبد العظيم : فلا أعرف من عقبه إلا ابنه محمد .

أما أحمد : بن عبد الله بن علي، فل ثلاثة معقبون:

القاسم، وعبد الله المعروف ب(دردار) ومحمد أبو عبد الله ساطورة، و لهم أعقاب كثيرة.

أما القاسم : بن أحمد، فله ابنان معقبان: محمد أبو عبد الله عقبه بالكوفة، والحسين أبو عبد الله نقيب الحسنيين بالكوفة، وله أعقاب بها.

أما عبد الله دردار : ابن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن، فله ابن واحد معقب: محمد أبو علي بأبهر، لم يذكر السيد أبو العز الحسني الهمداني من ولد على بن الحسن بن زيد غيره، وله أعقاب كثيرة منهم رؤساء أبهر.

أما محمد ساطوره، فعقبه من رجل واحد: عبد الله أبو علي الساطوره، وعقبه من رجل واحد محمد أبو عبد الله، له أعقاب كثيرة بابهر وزنجان وطبرستان وهمدان.

وهم الذين : جعلهم السيد أبو العز بني محمد بن عبد الله دردار ابن أحمد بن عبد،لله بن علي بن الحسن بن زيد.

والأصح المعتمد : أنهم من أولاد ساطورة، لا من أولاد دردار.

فمنهم : محمد أبو طالب الرئيس بأبهر ابن عيسى أبي زيد بن محمد بن عبد الله ساطورة ابن محمد ساطورة.

فرغنا من عقب علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.

الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية ص17 .

 

وقال المروزي في الفخري :

و بنو : أحمد : بن عبد الله بن علي بن الحسن الأمير .

و بنو السييعي، وهو القاسم.

 وبنو الدردار، وهو عبد الله. وعبد الله المعروف ب دردار ، أمه أشترية.

وبنو ساطورة، وهو محمد. وأبو عبد الله : محمد ساطورة ، له أبو علي عبد الله الملقب ب ساطورة وله ابنان .

 وثلاثتهم : بنو أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام.

وعمهم : عبد العظيم أبو القاسم الزاهد المدفون بالري في مشهد الشجرة لا عقب له.

الفخري في أنساب الطالبيين ص12 .

 

وقال البيهقي في اللباب :

محمد : بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد، لا يعرف له عقب.

لباب الأنساب والألقاب والأعقاب ص 37 .

 

ويا طيب : ستأتي روايات عن السيد عبد العظيم عن أبيه ، كما يروي أحفاده من أحمد عن أبيهم عن جدهم عبد الله رحمهم الله .

قال القاسمي في الجداول :   حمزة بن أحمد، عن أبيه، عن جده، وعنه عبد العظيم، هو حمزة بن أحمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى للعلامة عبد الله بن الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي ج1ص351 .

 

 

عبد العظيم بن عبد الله

يا طيب : عبد العظيم هو الخامس بسلسلة الذرية الطيبة من الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، أي بخمسة آباء يتصل بالإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وعرفة أنه عاصر أربعة أئمة عليهم السلام ، وهم الإمام الكاظم والرضا والجواد والهادي عليهم الصلاة والسلام .

وكما عرفت : انه الفخر الرازي ذكر أنه شهيدا أي قتل في الري من بلاد طبرستان ، على اعتبار الري مدينة من طبرستان ، كما وذكر أن له ولد اسمه محمد ، وسيأتي تأكيد ذكره بنصه مختصرا مرة أخرى لتثبيت المعرفة وللتدبر فيه ، ولنذكر باقي الأقوال المعرفة له قدس سره :

 

قال الفخر الرازي :

وأعقب ( أي عبد الله بن علي ) من رجلين :

 عبد العظيم : بطبرستان ، وقتل بالري .

 ومشهده بهما : معروف ومشهور .

 وأحمد : له عقب كثير أجمع على صحتهم العلماء إلا البخاري.

أما عبد العظيم : فلا أعرف من عقبه إلا ابنه محمد .

أما أحمد : بن عبد الله بن علي، فل ثلاثة معقبون ....

الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية ص17 .

وقال المروزي في الفخري :

عبد العظيم : أبو القاسم الزاهد المدفون بالري في مشهد الشجرة لا عقب له.

الفخري في أنساب الطالبيين ص12 .

 

قال النجاشي :

عبد العظيم : بن عبد الله ، بن علي‏ ، بن الحسن ، بن زيد ، بن الحسن ، بن علي بن أبي طالب عليهم السلام‏ .

 أبو القاسم : عليه السلام .

له كتاب : خطب أمير المؤمنين عليه السلام .

قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله :حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال:

كان عبد العظيم : ورد الري هاربا من السلطان ، و سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي .

 و كان : يعبد الله في ذلك السرب ، و يصوم نهاره ، و يقوم ليله .

و كان : يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره ، و بينهما الطريق .

و يقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام .

فلم يزل : يأوي إلى ذلك السرب ، و يقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليهم السلام ، حتى عرفه أكثرهم .

 فرأى : رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى الله عليه و آله .

قال له : إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ، و يدفن عند شجرة التفاح ، في باغ ( أي بستان ) عبد الجبار بن عبد الوهاب ، و أشار إلى المكان الذي دفن فيه.

 فذهب الرجل : ليشتري الشجرة و مكانها من صاحبها .

فقال له : لأي شيء تطلب الشجرة و مكانها . فأخبر بالرؤيا .

فذكر : صاحب الشجرة ، أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا .

و أنه قد جعل : موضع الشجرة ، مع جميع الباغ ، وقفا على الشريف ، و الشيعة يدفنون فيه .

فمرض عبد العظيم : و مات رحمه الله .

فلما جرد : ليغسل ، وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه .

فإذا فيها : أنا أبو القاسم ، عبد العظيم ، بن عبد الله ، بن علي ، بن الحسن ، بن زيد ، بن الحسن ، بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

 أخبرنا : أحمد بن علي بن نوح قال : حدثنا الحسن بن حمزة بن علي قال : حدثنا علي بن الفضل قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الروياني أبو تراب قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله : بجميع رواياته .

 رجال النجاشي صفحة 248 رقم 653 . بحار الأنوار ج‏99ص268ب2 فضل زيارة عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه حديث 3 .


 

 

رسالة الصاحب بن عباد عنه :

يا طيب : هذه رسالة لأبي القاسم صاحب بن اسماعيل بن عباد الوزير بن الوزير بن الوزير الديلمي رحمه الله المتوفى سنة ۳۸۵ هـ ، في حق السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله ، قال الشيخ النوري في المستدرك عن سنده :  و إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني :

محمّد بن موسى ابن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني و كان مرضيا .

و عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن أبي عبد اللّه، عن سهل بن زياد الآدمي، عنه و تقدم في رجال السند الأوّل.

و علي بن أحمد هو : الدقاق الذي يروي عنه الصدوق كثيرا مترضّيا ، و هو من مشايخ الإجازة .

و قد صرّح : السيد المحقق الكاظمي في العدة : أن ترضي الأجلّاء عن أحد و ترحمهم عليه ما كان ليكون إلّا عن ثقة يرجع إليه الأجلّاء .

  عدة الكاظمي ج1ص134 و 135.

و محمّد بن أبي عبد اللّه هو: محمّد بن جعفر الأسدي، و قد مرّ في (لو) أي رقم 36 .

و أما سهل بن زياد : فيأتي في (شه) رقم 305.

 

و أمّا عبد العظيم :

فهو : من أجلّاء السادات ، و سادة الأجلّاء ، نقتصر في ذكر حاله على نقل رسالة من الصاحب بن عبّاد وصلت إلينا بخطّ بعض بني بابويه ، تاريخ الخطّ: سنة ستّ 510 عشرة و خمسمائة ، صورتها :

قال الصاحب رحمة اللّه عليه :

سألت : عن نسب عبد العظيم الحسني ، المدفون بالشجرة ، صاحب المشهد قدّس اللّه روحه ، و حاله و اعتقاده و قدر علمه و زهده، ، و أنا ذاكر ذلك على اختصار و باللّه التوفيق:

هو : أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه و على آبائه السّلام ، ذو ورع و دين ، عابد معروف بالأمانة ، و صدق اللهجة ، عالم بأمور الدين ، قائل بالتوحيد و العدل ، كثير الحديث و الرواية .

يروي : عن أبي جعفر محمّد بن علي بن موسى ، و عن أبنه أبي الحسن صاحب العسكر عليهم السّلام ، و لهما إليه الرسائل .

و يروي : عن جماعة من أصحاب موسى بن جعفر، و علي بن موسى عليهما السّلام .

و له كتاب : يسميه كتاب يوم و ليلة .

و كتب : ترجمتها روايات عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني.

و قد روى عنه : من رجالات الشيعة خلق ، كأحمد بن أبي عبد اللّه البرقي  ، و أحمد بن محمّد بن خالد ، و أبو تراب الروياني  .

و خاف من السلطان : فطاف البلدان على أنه قيج ، ثم ورد الري، و سكن بساربانان ، في دار رجل من الشيعة في سكّة الموالي،  و كان يعبد اللّه عزّ و جل في ذلك السرب ، يصوم النهار و يقوم الليل ، و يخرج مستترا فيزور القبر الذي يقابل الآن قبره ، و بينهما الطريق، و يقول: هو قبر رجل من ولد موسى ابن جعفر (عليهما السّلام) و كان يقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من الشيعة حتى عرفه أكثرهم.

فرأى رجل من الشيعة : في المنام كأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال :

إنّ رجلا من ولدي : يحمل غدا من سكة الموالي ، فيدفن عند شجرة التفاح ، في باغ عبد الجبار بن عبد الوهاب ، فذهب الرجل ليشتري الشجرة ، و كان صاحب الباغ رأى أيضا رؤيا في ذلك ، فجعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا على أهل الشرف و التشيع يدفنون فيه ، فمرض عبد العظيم رحمة اللّه عليه و مات ، فحمل في ذلك اليوم إلى حيث المشهد.

 

فضل زيارته :

 دخل بعض أهل الري : على أبي الحسن صاحب العسكر عليه السّلام .

فقال عليه السلام : أين كنت ؟

فقال : زرت الحسين صلوات اللّه عليه.

 فقال عليه السلام : أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين صلوات اللّه عليه.

 

وصف علمه :

روى أبو تراب الروياني قال : سمعت أبا حمّاد الرازي يقول:

دخلت : على ( الإمام الهادي ) علي بن محمّد عليه السّلام بسرّ من رأى ، فسألته عن أشياء من الحلال و الحرام ، فأجابني فيها .

فلمّا ودّعته قال لي : يا أبا حمّاد .

إذا أشكل : عليك شيء من أمر دينك بناحيتك.

 فسل عنه : عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني ، و اقرأه منّي السّلام .

 

ما روى عنه في التوحيد :

 روى علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد ابن أبي عبد اللّه البرقي، قال : حدثني عبد العظيم الحسني - في خبر طويل- يقول : إ

نّ اللّه تبارك و تعالى : واحد ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ } ، و ليس بجسم و لا صورة، و لا عرض و لا جوهر ، بل هو مجسّم الأجسام و مصوّر الصور، خالق الأعراض و الجواهر  .

ةعبيد اللّه بن موسى الروياني : عن عبد العظيم ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت للرضا عليه السّلام :

 ما تقول : في الحديث الذي يروي الناس ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ، أنه قال: بأن اللّه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟

فقال : لعن اللّه المحرفين الكلم عن مواضعه ، و اللّه ما قال رسول اللّه ذلك .

 إنّما قال : إنّ اللّه عزّ و جلّ ينزّل ملكا إلى سماء الدنيا ليلة الجمعة .

 فينادي : هل من سائل فأعطيه، و ذكر الحديث .

 

و بهذا الإسناد عن الرضا عليه السّلام في قوله :

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى  رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) } القيامة.

قال : مشرقة ، منتظرة ثواب ربّها عزّ و جلّ  .

 

ما روي عنه في العدل :

روى علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد ابن أبي عبد اللّه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن علي بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليهم السّلام :

 قال : خرج أبو حنيفة من عند الصادق جعفر بن محمّد عليهما السّلام ، فاستقبله موسى عليه السّلام .

 فقال : يا غلام ممّن المعصية ؟

فقال : لا تخلو من ثلاث :

 إمّا أن تكون : من اللّه عزّ و جلّ و ليست منه  ، فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لم يكتسبه .

 و إمّا أن تكون : من اللّه و من العبد و ليس كذلك‏ ، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف .

و إمّا أن تكون : من العبد و هي منه ، فإن عاقبه اللّه‏ فبذنبه ، و إن عفا عنه فبكرمه وجوده .

 

و روى عبيد اللّه بن موسى، عن عبد العظيم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السّلام :

 ثمانية أشياء : لا تكون إلّا بقضاء اللّه و قدره : النوم ، و اليقظة ، و القوّة ، و الضعف ، و الصحّة ، و المرض ، و الموت ، و الحياة .

ثبّتنا اللّه : بالقول الثابت من موالاة محمّد و آله ، و صلّى اللّه على سيّدنا رسوله محمّد و آله و أجمعين ، هذا آخر الرسالة .

 

وأضاف النوري في المستدرك :

و قول الصدوق : هنا و في كتاب الصوم من الفقيه :

و كان مرضيّا : أي كان دينه صحيحا ، و الأصحاب يرضون حديثه و يعملون به ، كذا في شرح المجلسي ، و الظاهر أنّ هذا الوصف مأخوذ من الآية الشريفة و هي قوله:

{ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ }، و لذا استعمل في باب الشهادات.

ففي الباقري المروي في التهذيب : شهادة الأخ لأخيه تجوز إذا كان مرضيّا و معه شاهد آخر .

و في تفسير الإمام عليه السّلام : عن أمير المؤمنين عليه السّلام في قوله تعالى : { مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء  (282)} البقرة .

قال : ممّن ترضون دينه و أمانته و صلاحه و عفّته ، و تيقّظه فيما يشهد به ، و تحصيله و تمييزه ، فما كل صالح مميّز و لا محصّل ، و لا كلّ محصّل مميّز صالح ، فانقدح أنّ هذه الكلمة تدل على الوثاقة الكاملة.

 

مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل الخاتمة ج‏4ص403رقم 173 قعج . قيج : معرب بيك منه قدس سره ( يا طيب : الظاهر اسم مدينة أو المقصود كوچ بالفارسي أي رحل لعدة مدن ، فهو رحالة ومهاجر ) . السرب : حفير تحت الأرض و قيل : بيت تحت الأرض ، أي السرداب ، الباغ : كلمة فارسية معناها: البستان . إلى هنا ورد في رجال النجاشي مع بعض الاختلاف.

 

قال الصدوق والطوسي :

قال الصدوق رحمه الله : بيان الطريق إلى عبد العظيم‏ بن عبد اللّه الحسنيّ‏ :

و ما كان فيه : عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ .

فقد رويته : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي اللّه عنه ، عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ و كان مرضيّا .

و رويته : عن عليّ بن أحمد بن موسى رحمه اللّه عن محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ ، عن عبد العظيم‏ .

 

قال الشيخ الطوسي رحمه الله في الفهرس :

 عبد العظيم بن عبد اللّه‏  العلوي الحسني.

له كتاب : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل محمّد بن عبد اللّه الشيباني، عن أبي جعفر محمّد بن جعفر بن بطّة، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عبد العظيم.

و مات عبد العظيم بالري، و قبره هناك.

فهرست كتب الشيعة و أصولهم و أسماء المصنفين و أصحاب الأصول للطوسي ص348 رقم 549 .

 

قال العلامة وابن داود والفخار:

 عبد العظيم : بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ، أبو القاسم ، له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام ، كان عابدا ورعا . له حكاية تدل على حسن حاله ذكرناها في كتابنا الكبير. قال محمد بن بابويه : إنه كان مرضيا .

خلاصة الأقوال للعلامة الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ص276رقم 12، مشيخة الفقيه 4: 468.

 

وقل بن داود في رجاله :

 عبد العظيم : بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن على بن أبي طالب عليه السلام أبو القاسم عن النجاشي : عابد ورع كان مرضيا.

رجال ابن داود ص131رقم 963 .

 

وقال الفخار :

عبد العظيم : بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ابو القاسم، عده الشيخ رحمه اللّه تارة من اصحاب الهادي، و اخرى من أصحاب العسكريّ عليهما السلام .

 كان زاهدا كبيرا : من علماء أهل البيت عليهم السلام المرضيين، و اعتبره المرحوم المامقاني في درجة كبيرة من الوثوق ، راجع رجال الطوسيّ: 417 و 433 و النجاشيّ: 186- 187 و فهرست الطوسيّ 147 و سر السلسلة العلوية: 24 و المامقاني: 157/ 2 .

و قد عرف : الآن بشاه عبد العظيم ، مدفون بمسجد الشجرة في الري على ثلاثة أميال من طهران ، و قبره مزار معروف هناك، و مكانته عظيمة، و نص الامام العسكريّ عليه السلام على فضل زيارته ، و قد كتبت عن حياته رسالتان الأولى للمرحوم الحجة الشيخ محمّد علي الأردوبادي مخطوطة، و الثانية: لعزيز اللّه عطاردي القوجاني فارسية مطبوعة في طهران سنة 1383 في 296 صفحة.

إيمان أبي طالب للفخار الموسوي ص: 77  .

 

 

قال المير داماد :

وقال السيد مير داماد رحمه الله في الرواشح :

 أبو القاسم عبد العظيم عبد الله الحسني :

من الذائع الشّايع : انّ طريق الرّواية من جهة ابى القسم عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنى المدفون بمشهد الشجرة بالري رض تعالى عنه وأرضاه ، من الحسن .

 لأنه : ممدوح غير منصوص على توثيقه .

 و عندي : أن الناقد البصير و المتبصّر الخبير يستهجنان ذلك ، و يستقبحانه جدّا .

و لو لم يكن له : الّا حديث عرض الدّين ، و ما فيه من حقيقة المعرفة .

و قول سيّدنا : الهادي أبي الحسن الثالث عليه السلام له :

 يا ابا القاسم : انت وليّنا حقا ، مع ماله من النسب الظاهر و الشّرف الباهر ، لكفاه ، اذ ليس سلالة النّبوة و الطّهارة كأحد من النّاس اذا ما آمن و اتّقى‏ .

و كان عند ابائه الطّاهرين : مرضيّا مشكورا .

فكيف : و هو صاحب الحكاية المعروفة ، الّتي قد اوردها النجاشي في ترجمته ، و هي ناطقة بجلالة قدره و علوّ درجته ، و في فضل زيارته روايات متظافرة ، و قد ورد :

من زار قبره وجبت له الجنّة .

و روى الصّدوق : أبو جعفر بن بابويه في كتاب ثواب الاعمال مسندا .

فقال : حدثني علىّ بن احمد قال حدّثنا حمزة بن القسم العلوى رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار عمن دخل على ابى الحسن علىّ بن محمّد الهادي عليه السلام  من أهل الرّى .

قال دخلت على أبي الحسن العسكري عليه السلام : فقال اين كنت ؟

قلت : زرت الحسين عليه السّلام .

فقال : أما انّك لوزرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار قبر الحسين عليه السلام .

 و لأبي جعفر بن بابوية : كباب أخبار عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنى ، ذكره النّجاشي في عد كتبه .

و بالجملة : قول ابن بابويه و النجاشي و غيرهما فيه ، كان عابدا ، و دعا مرضيّا ، يكفى في استصحاح حديثه فضلا عما اوردناه ، فإذا الاصحّ الارجح و الاصوب الأقوم ، أن يعدّ الطّريق من جهته صحيحا و في الدّرجة العليا من الصّحة و اللّه سبحانه اعلم .

‏الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإمامية للسيد ميرداماد ص51 الراشحة 5 .

 

 

وقال المجلسي محمد تقي رحمه الله:

و ما كان فيه : عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عظيم الشأن جليل القدر، و يظهر جلالة قدره من رواياته.

ويا طيب : ثم ذكر عنه روايات منها زيارته وحديث زدني مع الإمام الجواد عليه السلام ثم قل :

فتفكر : في هذه الكلمات الوجيزة ، حتى ينكشف لك العلوم الإلهية.

 و كان مرضيا : أي كان في دينه صحيحا و الأصحاب يرضون حديثه و يعملون به، و الطريقان قويان كالصحيح و كان طرق المصنف إلى كتابه كثيرة كما يظهر من كتبه.

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج14ص164 .

 

 

قال السيد الخوئي :

عبد العظيم :

روى عن ابن أذينة ، وروى عنه أحمد . الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب في نكت ونتف من التنزيل في الولاية 108، الحديث 61.

وروى عن :  بكار، وروى عنه أحمد بن مهران، الحديث 60، من الباب المذكور. وروى عن الحسين بن مياح ، وروى عنه أحمد، الحديث 62، من الباب المذكور أيضاً. وروى عن محمد بن الفضيل، وروى عنه أحمد، الحديث 64 ، من الباب ، وروى عن هشام بن الحكم، وروى عنه أحمد، الحديث 63 ، من الباب المزبور أيضاً.

أقول : عبدالعظيم في إسناد هذه الروايات هو عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني الآتي .

6591: عبد العظيم بن عبد اللّه بن على:

قال النجاشي : عبد العظيم بن عبداللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو القاسم، له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام.

 قال أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه : حدّثنا جعفر بن محمد أبو القاسم، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمد ابن خالد البرقي ، قال : كان عبدالعظيم ورد الريّ هارباً من السلطان، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكّة ... وذكر القصة كما مر عن النجاشي ، وقال :

أقول : كذا في جملة من نسخ النجاشي، ولكن في نسخة السيد التفريشى، والميرزا ، والمولى القهبائي في ذكر نسبه : سقوط كلمة بن علي بين كلمة زيد وكلمة بن الحسن ، وهو الصحيح  كما في العنوان .

الحسن ابن حمزة بن علي قال : حدّثنا علي بن فضل، قال: حدّثنا عبيد اللّه بموسى الروياني أبو تراب قال: حدّثنا عبدالعظيم بن عبداللّه بجميع رواياته .

وقال الشيخ ( الطوسي ) 549 : عبدالعظيم بن عبداللّه العلوي الحسني ، له كتاب أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل محمد بن عبداللّه الشيباني ، عن أبي جعفر ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عنه. ومات عبدالعظيم بالريّ وقبره هناك .

وعدّه في رجاله : في أصحاب الهادي و العسكري عليهما السلام ، قائلاً : عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رضي اللّه عنه .

كذا في الرجال المطبوع : وأما رجال السيد التفريشي و الميرزا و المولى القهبائي فهي متفقة على عدّه في أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام.

لكنّ الميرزا : نسب عدّه في أصحاب الجواد عليه السلام إلى نسخة ، وقال الميرزا والمولى القهبائي :عند عدّه في أصحاب الجواد عليه السلام.

 عبدا لعظيم : ابن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

وعند عدّه : في أصحاب الهادي عليه السلام : عبدالعظيم ابن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، يروي عنهما عليهما السلام ، وروى عنه سهل بن زياد الآدمي وأبو تراب عبيد اللّه الحارثي .

وقال السيد التفريشي : روى عنه سهل بن زياد الآدمي ، وأبو تراب عبيد اللّه الحارثي (د) (دي) (جخ) .

قال الصدوق: الفقيه : الجزء 2، باب صوم يوم الشكّ ، في ذيل الحديث 355، وهذا حديث غريب لا أعرفه إلاّ من طريق عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني المدفون بالرّي في مقابر الشجرة ، وكان مرضياً : رضي اللّه عنه.وسيجيئ مثل ذلك عن المشيخة.

روى عبدالعظيم الحسنى : عن الحسن بن الحسين العمري ، وروى عنه محمد بن خالد البرقي . كامل الزيارات: الباب 25، في ما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بنز كريا عليهما السلام، الحديث 10.

روى : عن عمر بن رشيد، وروى عنه عبيد اللّه بن موسى. تفسير القمّي سورة الجاثية، في تفسير قوله تعالى : { قل للّذين آمنوا يغفروا للّذين لا يرجون أيّام اللّه } .

ثمّ إنّ الصدوق روى : عن علي بن أحمد، قال: حدّثنا حمزة بن القاسم العلوي: رحمه اللّه ؤ ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عمّن دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام، من أهل الرىّ قال :

دخلت : على أبي الحسن العسكري عليه السلام فقال: أين كنت ؟

قلت : زرت الحسين عليه السلام،.

 قال: أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين عليه السلام.

ثواب الاعمال: في ثواب زيارة قبر عبدالعظيم الحسني بالري.

ورواه جعفر بن قولويه : عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمد بن يحيىالعطّار، عن بعض أهل الرىّ. كامل الزيارات: الباب 107، في فضل زيارة قبر عب دالعظيم بن عبداللّه الحسنى، الحديث 1.

أقول: هذه الرواية تنافي ما تقدّم عن الشيخ في رجاله، من عدّ عبدالعظيم، من أصحاب أبي محمد عليه السلام، لكن الرواية ضعيفة لجهالة الراوي عن الامام عليه السلام، وقد تقدّم عدم ثبوت ذلك عن الشيخ.

ثمّ إنّ المحدّث النوري : قدّس سرّه : ذكر في شرح المشيخة، في الفائدةالخامسة من الخاتمة، في ترجمة عبدالعظيم من طريق الصدوق، من مستدركه، رسالة عن الصاحب بن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم .

 وفيها : روى أبو تراب الروياني قال : سمعت أبا حمّاد الرازي يقول : دخلت على علي بن محمد عليهما السلام ، بسرّ من رأى فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها فلما ودّعته قال لي : يا حماد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني واقرأه مني السلام (وانتهى).

أقول: هذه الرواية أيضاً ضعيفة ولا أقلّ من جهة الارسال.

ثمّ إنه حكي عن الشهيد الثاني : قدّس سرّه : أنه قال في تعليقته على الخلاصة: هذا هو عبدالعظيم المدفون في مسجد الشجرة في الريّ وقبره يزار، وقد نصّ على زيارته الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال: من زار قبره وجبت له الجنّة ، روى ذلك بعض النسّابين.

أقول: المتحصّل من كلمات أصحابنا أنّ عبدالعظيم لم يدرك الرضا عليه السلام ، فضلاً عن أن يكون متوفّى في حياته ، فما ذكره بعض النسّابين وهم جزماً ، فهذه المرسلات غير قابلة للتصديق .

نعم في كتاب الاختصاص، في موعظة نافعة رواها عن عبدالعظيم قال : وروى عن عبد العظيم ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

 قال : يا عبدالعظيم أبلغ عني أوليائي السلام... الحديث.

فإن مقتضى هذه الرواية : ادراك عبدالعظيم الرضا عليه السلام ، إلاّ أنه لا اعتماد عليها، ولا أقلّ من جهة الارسال .

 والذي يهوّن الخطب : أنّ جلالة مقام عبدالعظيم وإيمانه وورعه غنية عن التشبّث في إثباتها بأمثال هذه الروايات الضعاف .

عبدالعظيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: يا عبدالعظيم أبلغ عني أوليائي السلام... الحديث.

فإن مقتضى هذه الرواية ادراك عبدالعظيم الرضا عليه السلام، إلاّ أنه لا

وطريق الصدوق إليه: محمد بن موسى بن المتوكّل : رضي اللّه عنه ؤ، عن علي بن الحسين السعد آبادى، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي، عن عبدالعظيم ابن عبد اللّه الحسني وكان مرضياً.

وأيضاً: علي بن أحمد بن موسى : رحمه اللّه ؤ، عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفى، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبدالعظيم.

والطريق الاوّل صحيح : وإن كان فيه علي بن الحسين السعد آبادي ، لانّه ثقة على الاظهر، ولكن طريق الشيخ ضعيف بأب المفضّل وبابن بطّة.

طبقته في الحديث‏

روى بعنوان عبدالعظيم بن عبداللّه : عن أبي الحسن عليه السلام، وروى عنه أحمد بن محمد بن خالد. الكافي: الجزء 5، كتاب النكاح 3، باب خطب النكاح 44، الحديث6. وروى عن محمد بن الفضيل، وروى عنه أحمد بن مهران. الكافي: الجزء 1، كتابالحجّة 4، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 108، الحديث 58. وروى عن يحيى بن سالم، وروى عنه أحمد بن مهران، الحديث 57، من الباب المتقدّم.

ووقع بعنوان عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني : في إسناد جملة من الروايات تبلغ اثنين وعشرين مورداً.

فقد روى : عن أبي جعفر، وأبي جعفر الثاني، وأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام، وعن ابن أبي عمير، وإبراهيم بن أبي محمود، والحسن بن الحسين العرني، والحسن بن محبوب، وسهل بن سعد، وعلي بن أسباط، ومالك بن عامر، ومحمد بن الفضيل، وموسى بن محمد، وموسى بن محمد العجلى.

وروى عنه أحمد بن محمد، وأحمد بن محمد بن خالد، وأحمد بن مهران، وسهل بن جمهور، وسهل بن زياد.

وروى بعنوان عبد العظيم بن عبداللّه بن الحسن العلوى، مرفوعاً عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله، وروى عنه النوفلى. الكافي: الجزء 2، كتاب العشرة 4، بابا لجلوس 21، الحديث 1.

وروى بعنوان عبدالعظيم بن عبداللّه العلوى، عن الحسن بن الحسين العرني، وروى عنه سهل بن جمهور. الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب بناء المساجد 48،الحديث 6، والتهذيب: الجزء 3، باب فضل المساجد والصلاة فيها، الحديث 726.

وروى عن الحسين بن على، وروى عنه أحمد بن أبي عبداللّه. الكافي: الجزء 3،كتاب الزكاة 5، باب من تحلّ له الزكاة فيمتنع من أخذها 44، الحديث 2.

وروى بعنوان عبدالعظيم الحسنى، عن علي بن أسباط، وروى عنه أحمد ابن مهران.الكافي: الجزء 1، كتاب الحجّة 4، باب التسليم وفضل المسلمين 95، الحديث 8.

معجم رجال الحديث ج11قسم الرجال القرّاء ص 2156رقم 6588 .

قال أستاذنا السبحاني :

قال أستاذنا آية الله جعفر السبحاني حفظه الله : في موسوعة أصحاب الفقهاء :

 عبد العظيم الحسني توفي في سنة 252 للهجرة ، وهو :

عبد العظيم : بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى بن علي أمير المؤمنين عليهم السلام ، العالم الربّاني السيد أبو القاسم العلوي الحسني.

أختص : بالإمام أبي جعفر الجواد عليه السلام، وأخذ عنه الفقه والحديث.

كما صحب : الإمام أبا الحسن الهادي عليه السلام ، وروى عنه يسيراً .

وروى أيضاً عن : إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ، والحسن بن محبوب السرّاد ، وعلي بن أسباط بن سالم الكندي ، ومحمد بن الفضيل، وموسى بن محمد العجلي، وآخرين.

روى عنه : أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، وأحمد بن مهران شيخ الكليني ، وسهل بن زياد الآدمي ، وأبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني ، وغيرهم .

وكان رحمه الله : محدثاً، فقيهاً ، صوّاماً قوّاماً ، زاهداً ، جليل القدر ، ذا منزلة رفيعة عند الاِمامين عليمها السَّلام .

روى له : الكليني في الكافي ، والصدوق في من لا يحضره الفقيه ، والطوسي في تهذيب الاَحكام ، جملة من الروايات بلغت خمسة وثلاثين مورداً.

وقد عرض : عبد العظيم الحسني أُصول عقيدته وما يدين به ، على الاِمام الهادي  عليه السلام ، فبارك له الاِمام عليه السلام عقيدته .

 قائلاً :

يا أبا القاسم : هذا واللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

ولمّا جهدت : الحكومة العباسية في ظلم العلويين ومطاردتهم ، هرب عبد العظيم إلى الري ، وسكن في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، منصرفاً إلى العبادة والتهجد .

وكان : يخرج مستتراً فيزور قبراً كان قريباً منه ،  ويقول : هو قبر رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام ، فلما توفّي المترجَم دُفن في موضع مقابل لذلك القبر .

رُوي : أنّ أبا حماد الرازي ، قصد الاِمام الهادي عليه السلام إلى سامراء مستفتياً ، فلما أجابه عليه السلام ، أشار عليه بالرجوع إلى عبد العظيم الحسني إن أشكل عليه شيء وهو بالري .

صنّف المترجم : كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام .

وله عدّة روايات : في أمالي الصدوق ، و عيون أخبار الرضا و أمالي الطوسي.

موسوعة أصحاب الفقهاء للسبحاني رقم 969 عبد العظيم الحسني .

 

يا طيب : للعلماء في كتب الرجال في تجليله وبيان فضله وعلو مقامة كلمات كثيرة ، نكتفي منها بما ذكرنا ، و بعد أن عرفنا بعض المعرفة عن السيد الجليل ، فلنذكر بعض ما وفقنا الله تعالى له من معرفة بعض رواياته ، ونصنفها حسب العقائد والأصول والفقه والأدعية وغيرها من الأبواب المناسبة لمعناها ومحتواها بقدر الإمكان معتمدين على أكثر مطالب كل حديث ونشير له إن كان يناسب موضعا آخرا ، وأسأل الله التوفيق .

 

ويا طيب : عرفنا في بعضها أنه كما عن الفخر الرازي وهو من أهل ري كما واضح في نسبه ، أن السيد عبد العظيم قدس سره أن قتل هناك فيعني أنه شهيد ، لما عرفت أنه هاجر من مظلم الحكام لهذه البلاد ، ويساعد على شهادته ما سترى من أحداث ووقائع زمانه .

كما عرفت : أنه له ولد أسمه محمد ، فيمكن أن نعرف أن كنيته أبو محمد ، وله كنية ثانية أشتهر بها ، فهو أبو القاسم ، وهي الكنية التي وجدت في جيبه والتي فيها نسبه ، كما كناه بها أبو نصر البخاري والرازي والنجاشي وكل من ذكر شيئا عن حياته ، ويكفي أنه كناه بها الإمام الجواد والإمام الهادي عليهم السلام كما سيأتي في رواية عرض الدين وغيرها ، و ما ذكر بعدم معاصرة للإمام الرضا عليه السلام بعيد ، فإنه قد كان عمره حين شهادة الإمام 30 ثلاثون سنة، كما روايات أخذ الدين عنه وفضل زيارته مشهورة مسلمة بين الأصحاب والعلماء السابقين وعملوا بها .

 

 

ملوك زمانه وسبب هجرته

 

يا طيب : بعد أن عرفنا السيد عبد العظيم وشأنه الكريم وسلسلة نسبه الشريف ومجد آبائه الكرام ، فلنذكر بعض أحوال ملوك زمانه ، وسبب هجرته إلى ري إلى أن توفي أو أستشهد رحمه الله فيها ، قبل أن نذكر ظروف زمانه ، نشير كعناوين لبعض ما جرى من الظلم والتشريد والقتل لآل علي بن أبي طالب عليه السلام من جور بني العباس فضلا عن جور بني أمية ، ونذكرها مختصرة كعناوين يطول شرحها ولا يسعها هذا المختصر .

 

ملوك بني العباس :

يا طيب : بدأت دولة العباسيين، بالدعوة للرضا من آل محمد ، بعد أن بايعوا آل الحسن في المدينة وانتشروا بالبلاد ، فاستجاب للدعوة أبو مسلم الخراساني وغيره الكثير حتى أزالوا دولة بني أميه ، و قد سلم الحكم لأبي العباس السفاح وأخوته وتنكروا لبني الحسن بن الحسن المجتبى ولم يراعوا حقهم ، ثم عدوا عليهم يستهينون بهم ، وبالخصوص في زمن المنصور العباسي أخو السفاح فوقعت وقعت فخ وقتل فيها كثير من آل الحسن المجتبى عليهم السلام ، وقبض على قسم آخر فقتلوا في السجن ، ونجى منهم من لم يطالب بحقه ، وهم من بني زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام ، كما عرفت بأن قسم منهم تولى لهم الولاية في المدينة .

ولكن يا طيب : بمرور الأيام وتوالي الخلفاء تنكر بنو العباس لجميع بني الحسن والحسين عليهم السلام وآذوهم بأشد الأذية ، فالمنصور سم الإمام الصادق عليه السلام وقتل الكثير من آل الحسن ، وهارون سجن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، وأبناء هارون المأمون بعده سم الإمام الرضا عليه السلام ، ثم بعده المعتصم أخوه سم الإمام الجواد عليه السلام ، ثم المتوكل بن المعتصم بعده أستقدم الإمام الهادي من المدينة فحبسه ثم جعله تحت الإقامة الإجبارية في محلة العسكر حتى سمي هو وأبنه الحسن عليهم السلام بالعسكري ، هذا .

وكذلك : كانوا الحكام العباسيين يضيقون على كل شيعي فضلا عن أئمتهم وقادتهم ، وبالخصوص العلويين والسادة الأشراف ، فلذا كانوا يفر آل محمد عليهم السلام وبالخصوص ذريته الأشراف إلى بقاع الأرض ، فسكنوا كل البلاد ، من المغرب العربي إلى مصر واليمن والى إيران وما أحاطها حتى الهند وباكستان الآن وبلاد ما وراء النهر من خراسان وأفغانستان، وبعض السادة الأشراف أقاموا ثورات وأسسوا دول في المغرب العربي كالأدارسة والفاطميين وفي يمن الزيديين ، وفي إيران وشماله الدولة العلوية وغيرها الكثير من الثورات حتى ملكوها في فترات طولية متعددة وفي عدة مناطق منها ، و في الكوفة والبصرة والمدينة وغيرها من المدن الكثير ، وقد لا تجد في سنة من السنين إلا من يطلب العدل والإصلاح منهم ويحب أن يقوم بالعدل فيفلح مرة ويملك فتره أو لم يؤسس دولة، هذا .

ويا طيب : عاصر السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله بناء على أن ولادته في سنة 173 هـ حتى شهادته سنة 252 هـ من ملوك بني العباس تسعة :

هارون الرشيد هلك سنة 170 ، والأمين 193 ، و المأمون 198 ، والمعتصم 218 ، والواثق 220 ، والمتوكل 232 ، و المنتصر 247 ، والمستعين 248 ، والمعتز 252 .

وكان يا طيب : في أواخر زمن السيد عبد العظيم الحسني حكومة المتوكل ابن المعتصم بعد أخوه الواثق ، أي من سنة 232 إلى 247 ، وكان أخبثهم لأنه كان متجاهر بالعداء لأمير المؤمنين وآله بكل شدة ، حتى أنه أجبر الناس في كل البلاد بوجوب أتباع أحد المذاهب الأربعة المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي وحصر المذاهب فيها وحرم غيرها ، وعاقب على من يتبع غيرهم بأشد العقوبات ، وبالخصوص مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وضيق على العلويين وآل محمد أشد التضييق ، فلذا تفرق السادة الأشراف : في زمان المتوكل أشد التشتت في البلاد والهروب من ظلمه ، ومنهم السادة الحسنيين ، فأسسوا دولتهم في طبرستان حتى شملت الري وقم وما والاها .

وبعض ما فعله المتوكل :

قال أبو الحسن الشيباني في الكامل :

ثم دخلت سنة :

ست وثلاثين ومائتين : ....

ذكر ما فعله المتوكل : بمشهد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، في هذه السنة .

أمر المتوكل : بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام ، وهدم ما حوله من المنازل والدور ، وأن يبذر ويسقى موضع قبره ، وأن يمنع الناس من إتيانه .

فنادى بالناس : في تلك الناحية ، من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق ، فهرب الناس وتركوا زيارته ، وخرب ، وزرع .

وكان المتوكل : شديد البغض لعلي بن أبي طالب عيله السلام ، ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله ، بأخذ المال والدم .

وكان من جملة ندمائه : عبادة المخنث ، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ، ويكشف رأسه وهو أصلع ، ويرقص بين يدي المتوكل ، والمغنون يغنون :

قد أقبل الأصلع  البدين خليفة المسلمين

يحكي بذلك : عليا عليه السلام ، والمتوكل يشرب ويضحك .

ففعل ذلك يوما : والمنتصر حاضر ، فأومأ إلى عبادة يتهدده ، فسكت خوفا منه .

فقال المتوكل : ما حالك ، فقام وأخبره .

فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين ، إن الذي يحكيه هذا الكلب ، ويضحك منه الناس ، هو ابن عمك ، وشيخ أهل بيتك ، وبه فخرك ، فكل أنت لحمه إذا شئت ، ولا تطعم هذا الكلب وأمثال منه .

فقال المتوكل : للمغنين ، غنوا جميعا

غار الفتى لابن عمه 

رأس الفتى في حر أمه

فكان هذا : من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل .

وقيل إن المتوكل : كان يبغض من تقدمه من الخلفاء ، المأمون والمعتصم والواثق في محبة علي وأهل بيته .

وإنما كان : ينادمه ويجالسه جماعة ، قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي .

منهم : علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي وعمرو بن فرخ الرخجي ، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية ، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة .

كانوا يخوفونه : من العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم ، والإعراض عنهم ، والإساءة إليهم .

ثم حسنوا له : الوقيعة في أسلافهم ، الذين يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان .

الكامل في التاريخ لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني ج6ص109 . تاريخ ابن الوردي زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي سنة الوفاة 749هـ ج1 ص 215 .

 

 

هجرت السيد وأحوال الري :

ويا طيب في هذا الزمان : ما بين سنة إلى 232 إلى 247 يرجح أن هاجر عبد العظيم الحسني إلى الري بل إلى طبرستان ثم سكن الري ، وفي هذا التأريخ كانت هناك ثورة وتجمع للعلويين ، وبالخصوص بدأت تتكون دولة بني أخيه العلوية حتى تمكنت في سنة وفاته أو ما بعده بقليل ، ولكون دعوتهم سرية ، فلذا جاء في الأخبار التي عرفتها عن النجاشي أنه كان في يسكن سرداب أحد الشيعة في ري حتى توفي رحمه الله سنة 252 للهجرة على ما ذكر ، ولمعرفة هذا نذكر بعض ما قال أهل التأريخ .

 

 

قال أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني :

 لما ولى المتوكل : تفرق آل أبي طالب في النواحي .

فغلب : الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد على طبرستان ونواحي الديلم.

وخرج بالري : محمد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين يدعو إلى الحسن بن زيد ، فأخذه عبدالله بن طاهر فحبسه بنيسابور، فلم يزل في حبسه حتى هلك .

حدثني بذلك احمد بن سعيد قال : حدثني يحيى بن الحسن وام محمد ابن جعفر رقية بنت عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي .

 وكان ممن خرج معه : عبدالله بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر ابن أبي طالب.

ثم خرج من بعده بالري : أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب، يدعو إلى الحسين بن زيد.

وخرج الكوكبي : وهو الحسين ابن احمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبدالله الارقط بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب.

ولهؤلاء اخبار:  قد ذكرناها في الكتاب الكبير لم يحمل هذا الكتاب إعادتها لطولها، ولانا شرطنا ذكر خبر من قتل منهم دون من خرج فلم يقتل.

مقاتل الطالبيين للأصفهاني ج1ص91 .


 

 

 

الدولة العلوية بالري وطبرستان :

ويا طيب : في الفترة التي تواجد فيها السيد عبد العظيم في الري كانت بداية لتكوين الدولة العلوية ويقال أنها زيدية نسبة لجده زيد بن الحسن المجتبى عليه السلام لأن أحفاده من قام بها ، ولأنه على فكرة أن من قام بالسيف فهو يقول بمقالة زيد بن علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وإلا فهم في الفروع والأصول على مذهب الإمامية الاثني عشرية ، و هم من أرسل الدعاة لليمن فتكونت الدولة الزيدية فيها ، و إن من قام بتكوين الدولة العلوية هم من أحفاد أعمام السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله ، وفي هذا المقال نتعرف على أحول ثورتهم وحال مدينة الري في زمانهم ، بالخصوص في زمان شهادة أو وفاة السيد .

و يا طيب : سترى أن نشوء الدولة العلوية زمن وفاة أو شهادة السيد عبد العظيم رحمه الله ، وإنه قبل وفاته وحينها لم تكن بعد وإنما هي في حالة الدعوة والتكوين ، فلذا كان مطلوبا من الحكومة كل داعي لنقض الحكومة ومن يقرب لهم وبالخصوص علمائهم ، وأول تكونها في الري وتمكنها بعد شهادته ، وبالخصوص شمالها في مناطق ما بعد الجبل شمال الري أي في طبرستان والديلم ، وهما الآن يعرفان بمحافظة مازندران وفيها مدينة آمل وساري ، كما أن الديلم تشمل كلار دشت والمدن المحيطة بها حتى محافظة رشت وغيرها ، وهي منطقة جبلية وفيها سهول ومدنها متصل ببعض تقريبا وتحيط مدنها الغابات وجبال عالية تفصلها عن ري التي تقع جنوبها ، أما شمال طبرستان والديلم فيحيطها بحر الخزر ، وكانت مدينة الري والآن هي محافظة طهران ومدينة الري قسما منها ، كلها تتبع حكومة آل طاهر وهم عمال العباسيين من زمن المأمون ثم هم عمال وولاة هذه البلاد شمال إيران ووسطها لمن أتى بعده من حكام زمان العباسيين إلى ما يقارب سنة 290 للهجرة ، ولكن كانت تحدث ثورات فتخرج منهم بعض المناطق ثم يستعيدونها حتى فنوا ، والآن فلنتعرف على أحول الري وما يحيطها من قيام الثورات العلوية وتكوين دولتهم في طبرستان والديلم والري ، وتذكر أن زيد بن الحسن القائم بالثورة ، هو من أحفاد أعمام السيد عبد العظيم وهو يعيش هذه الظروف ، وما ترى تخفيه عند بعض الشيعة لأنه كان في زمان تسلط حكام آل طاهر على ري ومحاربتهم لأحفاد بني عمومته .

 

تأريخ الدولة العلوية وأحوالها :

قال الشهرستاني في الملل : رجال الزيدية :

 والداعي ناصر الحق : الحسن بن علي بن الحسن بن زيد ابن عمر بن الحسين بن علي .

والداعي الآخر صاحب طبرستان : الحسين بن زيد ابن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليهما السلام.

الملل والنحل ص 45 .

وكما عرفت : إن إسماعيل بن الحسن بين زيد  أخ للشهيد بالحبس علي بن الحسن بن زيد وهو والد عبد الله أبو عبد العظيم .

وإن تسميتهم بالزيدية : لرجوعهم لزيد بن الحسن المجتبى عليه السلام ، ولأنهم قاموا بالسيف وكان يعتبر مبدأ لزيد بن علي بن الحسين عليه السلام ، وهم إمامية في الأصول والفروع .

 

و قال في تأريخ الزيدية :

الداعي إلى الله الإمام : الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الإمام زيد بن الإمام الحسن السبط عليهم السلام.

 مولده  219ه ، وفاته 270ه و ظهوره 25رمضان 250هـ.

بدأ دعوته : في أيام المتوكل العباسي 232-247هـ  في طبرستان ، فتمكن من السيطرة عليها ـ أيام المستعين العباسي 247-252هـ ـ عام 250ه ، وهو مؤسس الدولة العلوية بطبرستان التي استمرت فترة طويلة من الزمن، وقد امتدت خلافته عشرين عاماً ، وكان عادلاً حسن التدبير، وكانت بينه وبين الجنود العباسية وقعات كثيرة كان له النصر فيها عليهم.

وتمكن الإمام : الحسن بن زيد في مدة ثلاثة أعوام من رمضان 250هـ حتى ذي الحجة 253هـ من مد نفوذه إلى جميع طبرستان رويان، جالوس، والري إلى قسم هام من الديلم، وطرد العمال العباسيين ودخل مدينة آمل .

وأمر : بعد أن استقر في طبرستان والديلم بعمارة المشهدين المقدسين: مشهد الإمام علي عليه السلام، ومشهد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام، وكان يأمر إلى الحجاز والعراق بألف ألف درهم تفرق على ضعفة آل محمد  وبعث دعاته في الآفاق.

أئمة أهل البيت الزيدية - أئمة الزيدية خارج اليمن عباس محمد زيد ص40 رقم 21 .

 

 

يا طيب : الكلام أعلاه مختصرا ويشعر الكلام بصفاء الملك لهم حتى في الري ، ولكن سترى أنه بعد شهادة عبد العظيم الحسني ملكوا الري بالإضافة للديلم وطبرستان ، و كان في بدايته السيد في الري وفيها حروب ولم تستقر الري للعلوين في زمان السيد عبد العظيم ، وكان آل طاهر من طرف المأمون وأخوته المتوكل وأبناءه من طرفهم هم المستولين على جميع إيران من خراسان إلى جنوبها ، ولهذا كان السيد في زمان وفاته متخفي بل يدعو بالسر للهدى الحق ولم يعلن دعوته أو نصر بني عمومته علنا لخوف ظلم ولاة بني العباس في زمن المعتز بن المتوكل لأنه خلع أخيه المستعين في بداية سنة 252 هـ.

 وقد عرفت : إن سنة 252 هي سنة وفاة أو شهادة السيد عبد العظيم ، وإن كان من قبلها بسنوات قد سكن ري ، وكانت في الري وجبلها وما بعد من طربستان ومدنها أمال وساري حتى كلار دشت سالوس اسمها الآن چالوس أو شالوس ، وأما بلاد الديلم فهي الآن تنكابن رامسر ولاهجان ورشت إلى قرب قزوين وزنجان وأذربايجان ، حروب بين الحسن بن زيد من أحفاد أولاد عمومة السيد عبد العظيم ، وعمال آل طاهر وهم ولاة على شمال إيران ووسطها من خراسان طبرستان وري وقم وما ولاها وهم تابعين للحكومة العباسية في بغداد ، وتفصيل هذا بهذا الكلام :

 

ذكر الطبري في تأريخ الأمم والملوك : في هذه السنة ( 250 للهجرة ) كان خروج الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على ابن أبى طالب في شهر رمضان منها  ذكر الخبر عن سبب خروجه ، حدثني جماعة من أهل طبرستان وغيرهم .

أن سبب ذلك : كان أن محمد بن عبد الله ابن طاهر لما جرى على يده ما جرى من قتل يحيى بن عمر ، ودخول أصحابه وجيشه الكوفة بعد فراغهم من قتل يحيى ، أقطعه المستعين من صوافي السلطان بطبرستان قطائع ، وأن من تلك القطائع التي أقطعها قطيعة فيما قرب من ثغري طبرستان مما يلى الديلمي ، وهما كلار وسالوس كان بحذائها أرض لأهل تلك الناحية فيها مرافق منها محتطبهم ومراعى مواشيهم ومسرح سارحتهم ، وليس لاحد عليها ملك وإنما هي صحراء من موتان الأرض غير أنها ذات غياض وأشجار وكلا .

فوجه فيما ذكر لي : محمد بن عبد الله بن طاهر أخا لكاتبه بشر بن هارون النصراني ، يقال له جابر بن هارون لحيازة ما أقطع هنالك من الأرض ، وعامل طبرستان يومئذ سليمان بن عبد الله خليفة محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ، أخو محمد ابن عبد الله بن طاهر ، والمستولى على سليمان والغالب على أمره محمد بن أوس البلخي وقد فرق محمد بن أوس ولده في مدن طبرستان ، وجعلهم ولاتها وضم إلى كل واحد منهم مدينة منها ، وهم أحداث سفهاء قد تأذى بهم وبسفههم من تحت أيديهم والرعية ، واستنكروا منهم ومن والدهم ومن سليمان بن عبد الله سفههم وسيرهم فيهم ، وغلظ عليهم سوء أثرهم فيهم بقصص يطول الكتاب بشرح أكثرها .

ووتر مع ذلك فيما ذكر لي : محمد بن أوس الديلم ، بدخوله إلى ما قرب من بلادهم من طبرستان ، وهم أهل سلم وموادعة لأهل طبرستان على اغترار من الديلم بما يلتمس بدخوله إليهم بغارة ، فسبى منهم وقتل ، ثم انكفئ راجعا إلى طبرستان ، فكان ذلك مما زاد أهل طبرستان عليه حنقا وغيظا ، فلما صار رسول محمد بن عبد الله وهو جابر بن هارون النصراني إلى طبرستان لحيازة ما أقطعه هنالك محمد ، عمد فيما قيل لي جابر بن هارون إلى ما أقطع محمد بن عبد الله من صوافي السلطان ، فحازه وحاز ما أتصل به من موات الأرض التي يرتفق بها أهل تلك الناحية فيما ذكر ، فكان فيما رام حيازته من ذلك الموات الذى بقرب من الثغرين اللذين يسمى أحدهما كلار والآخر سالوس .

وكان في تلك الناحية يومئذ : رجلان معروفان بالبأس والشجاعة وكانا مذكورين قديما بضبط تلك الناحية ممن رامها من الديلم ، وبإطعام الناس بها وبالأفضال على من ضوى اليهما ، يقال لاحدهما محمد وللآخر جعفر ، وهما ابنا رستم أخوان ، فأنكرا ما فعل جابر بن هارون من حيازته الموات الذي وصفت أمره ومانعاه ذلك ، وكان ابنا رستم في تلك الناحية مطاعين فاستنهضا من أطاعهما ممن في ناحيتهما لمنع جابر بن هارون من حيازة ما رام حيازته من الموات الذى هو مرفق لأهل تلك الناحية فيما ذكر ، وغير داخل فيما أقطعه صاحبه محمد بن عبد الله ، فنهضوا معهما ، وهرب جابر بن هارون خوفا على نفسه منهما وممن قد نهض معهما ، لإنكار ما رام جابر النصراني فعله .

 فلحق بسليمان بن عبد الله بن طاهر : وأيقن محمد وجعفر ابنا رستم ومن نهض معهما ، في منع جابر عما حاول من حيازة ما حاول حيازته من الموات الذي ذكرت ، بالشر .

وذلك أن عامل طبرستان كلها : سليمان بن عبد الله ، وهو أخو محمد بن عبد الله ، وعم محمد ابن طاهر بن عبد الله عامل المستعين على خراسان وطبرستان والري والمشرق كله يومئذ .

فلما أيقن القوم بذلك : راسلوا جيرانهم من الديلم ، وذكروهم وفاءهم لهم بالعهد الذى بينهم وبينهم وما ركبهم به محمد بن أوس من الغدر والقتل والسبي ، وأنهم لا يأمنون من ركوبه إياهم بمثل الذي ركبهم به ، ويسألونهم مظاهرتهم عليه وعلى من معه ، فأعلمهم الديلم أن ما يلي أرضهم من جميع نواحيها من الأرضين والبلاد إنما عمالها إما عمال لطاهر ، وإما عمال من ينجد آل طاهر ، إن احتاجوا إلى انجادهم ، وإن ما سألوا من معاونتهم لا سبيل لهم إليه إلا بزوال الخوف عنهم من أن يؤتوا من قبل ظهورهم إذا هم اشتغلوا بحرب من بين أيديهم من عمال سليمان بن عبد الله ، فأعلمهم الذين سألوهم المظاهرة على حرب سليمان وعماله ، أنهم لا يغفلون عن كفايتهم ذلك حتى يأمنوا مما خافوا منه ، فأجابهم الديلم إلى ما سألوهم من ذلك ، وتعاقدوا هم وأهل كلار وسالوس على معاونة بعضهم بعضا على حرب سليمان بن عبد الله وابن أوس وغيرهم ممن قصدهم بحرب .

ثم أرسل ابنا رستم : محمد وجعفر فيما ذكر إلى رجل من الطالبيين المقيمين ، كانوا يومئذ بطبرستان ، يقال له : محمد بن إبراهيم يدعونه إلى البيعة له ، فأبى وامتنع عليهم ، وقال لهم : لكنى أدلكم على رجل منا هو أقوم بما دعوتموه إليه مني .

فقالوا : من هو ؟

فأخبرهم : أنه الحسن بن زيد ، ودلهم على منزله ومسكنه بالري ، فوجه القوم إلى الري عن رسالة محمد بن إبراهيم العلوى إليه من يدعوه إلى الشخوص معه إلى طبرستان ، فشخص معه إليها فوافاهم الحسن بن زيد ، وقد صارت كلمة الديلم وأهل كلار وسالوس ورويان على بيعته ، وقتال سليمان بن عبد الله واحدة ، فلما وافاهم الحسن بن زيد بايع له ابنا رستم ، وجماعة أهل الثغور ورؤساء الديلم كجايا ولا شام ووهسودان بن جستان ، ومن أهل رويان عبد الله بن ونداميد وكان عندهم من أهل التأله والتعبد ، ثم ناهضوا من في تلك النواحي من عمال ابن أوس فطردوهم عنها فلحقوا بابن أوس وسليمان بن عبد الله ، وهما بمدينة سارية .

وأنضم إلى الحسن بن زيد : مع من بايعه من أهل النواحي التي ذكرت لما بلغهم ظهوره بها ، حوزية جبال طبرستان كما صمغان وفادسبان وليث بن قباذ ، ومن أهل السفح خشكجستان بن إبراهيم بن الخليل بن ونداسفجان ، خلا ما كان من سكان جبل فريم ، فإن رئيسهم كان يومئذ والمتملك عليهم قارن بن شهريار ، فإنه كان ممتنعا بجبله وأصحابه ، فلم ينقد للحسن بن زيد ولا من معه حتى مات ميتة نفسه ، مع موادعة كانت بينهما في بعض الاحوال ومحاببة ومصاهرة ، كفا من قارن بذلك من فعله عادية الحسن بن زيد ومن معه .

ثم زحف الحسن بن زيد : وقواده من أهل النواحي التي ذكرت نحو مدينة آمل ، وهى أول مدن طبرستان مما يلى كلار وسالوس من السفح ، وأقبل ابن أوس من سارية إليها يريد دفعه عنها ، فالتقى جيشاهما في بعض نواحي آمل ونشبت الحرب بينهم ، وخالف الحسن بن زيد وجماعة ممن معه من أصحابه موضع معركة القوم إلى ناحية أخرى فدخلوها ، فاتصل الخبر بدخوله مدينة آمل بابن أوس وهو مشتغل بحرب من هو في وجهه من رجال الحسن بن زيد ، فلم يكن له هم إلا النجاء بنفسه واللحاق بسليمان بسارية .

فلما دخل الحسن بن زيد آمل : كثف جيشه وغلظ أمره وانقض إليه كل طالب نهب ومريد فتنة من الصعاليك والحوزية وغيرهم ، فأقام فيما حدثت الحسن بن زيد بآمل أياما حتى جبى الخراج من أولها واستعد ، ثم نهض بمن معه نحو سارية مريدا سليمان ابن عبد الله ، فخرج سليمان وابن أوس بمن معهما من جيوشهما فالتقى الفريقان خارج مدينة سارية ، ونشبت الحرب بينهم فخالف الوجه الذي التقى فيه الجيشان بعض قواد الحسن بن زيد إلى وجه آخر من وجوه مدينة سارية فدخلها برجاله وأصحابه ، فانتهى الخبر إلى سليمان بن عبد الله ومن معه من الجند ، فلم يكن لهم هم غير النجاء بأنفسهم .

 ولقد حدثني جماعة : من أهل تلك الناحية وغيرها ، أن سليمان بن عبد الله هرب وترك أهله وعياله وثقله وكل ما كان له بسارية من مال وأثاث وغير ذلك بغير مانع ولا دافع ، فلم يكن له ناحية دون جرجان ، وغلب على ما كان له ولغيره بها من جنده الحسن بن زيد وأصحابه ، فأما عيال سليمان وأهله وأثاثه فانه بلغني أن الحسن بن زيد أمر لهم بمركب حملهم فيه حتى ألحقهم بسليمان وهو بجرجان ، وأما ما كان لأصحابه فان من كان مع الحسن بن زيد من التبع انتهبه .

فاجتمع للحسن بن زيد : بلحاق سليمان بن عبد الله بجرجان ، أمر طبرستان كلها ، فلما اجتمعت للحسن بن زيد طبرستان ، وأخرج عنها سليمان بن عبد الله وأصحابه .

 

وجه إلى الري : خيلا مع رجل من أهل بيته .

يقال له الحسن بن زيد : فصار إليها ، فطرد عنها عاملها من قبل الطاهرية ، فلما دخل الموجه به من قبل الطالبيين الري ، هرب منها عاملها .

فاستخلف بها : رجلا من الطالبيين ، يقال له : محمد بن جعفر ، وانصرف عنها ، فاجتمعت للحسن بن زيد مع طبرستان الري إلى حد همذان .

وورد الخبر بذلك : على المستعين ، ومدبر أمره يومئذ وصيف التركي ، وكاتبه أحمد بن صالح بن واليه خاتم المستعين ووزارته ، فوجه اسماعيل بن فراشه في جمع إلى همذان ، وأمره بالمقام بها وضبطها أن يتجاوز إليها خيل الحسن بن زيد ، وذلك أن ما وراء عمل همذان كان إلى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وبه عماله وعليه صلاحه .

فلما استقر : بمحمد ابن جعفر الطالبي القرار بالري ، ظهرت منه فيما ذكر أمور كرهها أهل الري .

فوجه : محمد بن طاهر بن عبد الله قائدا له من قبله ، يقال له : محمد بن ميكال ، وهو أخو الشاه ابن ميكال في جمع من الخيل والرجالة إلى الري .

فالتقى : هو ومحمد بن جعفر الطالبي خارج الري

فذكر : أن محمد بن ميكال ، أسر محمد بن جعفر الطالبي وفض جيشه .

ودخل الري : فأقام بها ودعا بها للسلطان ، فلم يتطاول بها مكثه .

حتى وجه الحسن بن زيد : إليه خيلا ، عليها قائد له من أهل اللارز ، يقال له : واجن ، فلما صار واجن إلى الري ، خرج إليه محمد بن ميكال ، فاقتتلا ، فهزم واجن وأصحابه محمد بن ميكال وجيشه ، والتجأ محمد بن ميكال إلى مدينة الري معتصما بها ، فاتبعه واجن وأصحابه حتى قتلوه .

وصارت الري : إلى أصحاب الحسن بن زيد .

فلما كان يوم عرفة : من هذه السنة بعد مقتل محمد بن ميكال .

ظهر بالري : أحمد بن عيسى بن علي بن حسين الصغير ابن على بن حسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وادريس بن موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب ، فصلى أحمد بن عيسى بأهل الري صلاة العيد ، ودعا للرضى من آل محمد .

فحاربه : محمد بن علي بن طاهر ، فهزمه أحمد بن عيسى فصار إلى قزوين .

تاريخ الأمم والرسل والملوك- الطبري ج5ص362.

 

 

يا طيب : عرفنا أن وفاة أو شهادة السيد عبد العظيم في 252 للهجرة في الري وقد سكنها من قبل بفترة قد تطول لعشرة سنوات أو كثر بعشرة أخرى متنقلا مدن طبرستان أمال والري ، وكان الإمام الهادي عليه السلام يرجع الشيعة إليه ، وإن ما جرى من الأحداث أعلاه وما ستعرفه كله في زمن تواجده في طربستان والري وبالخصوص في أواخر حياته ، ولا يبعد مشاركته فيها ورجوع المؤمنين له مستفتين أو مشاورا لهم ، ولنتابع الأحداث عن مؤرخا آخر :

 

وقال النويري في نهاية الإرب :

ذكر أخبار الدولة العلوية بطبرستان الداعي إلى الحق الحسن بن زيد :

كان ظهور هذه الدولة : في سنة 250 خمسين ومائتين في خلافة المستعين بالله ، وأول من ظهر منهم الداعي إلى الحق :

 الحسن : بن زيد بن محمد ابن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وكان سبب ظهوره أن محمد بن عبد الله بن طاهر لما ظفر بيحيى بن عمر ، أقطعه المستعين بالله من صوافي السلطان بطبرستان ، قطائع منها قطيعة بقرب ثغر الديلم ، وهي كلار وسالوس ؛ وكان بجوارها أرض يحتطب منها أهل تلك الناحية ، وترعى فيها مواشيهم ليس لأحد عليها ملك ، إنما هي موتان ، وهي ذات عيون وأشجار وكلأ ....  .

يا طيب : ثم ذكر ما ذكره الطبري وأضاف شعرا وأختصر مواضع وأطال غيرها ، لا يزيد في القصة شيء فلم نذكره .

نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري ج25ص 46.

ويا طيب : سنذكر باقي ما ذكره .

وذكر القصة بن خلدون : بتفصيل الأسماء ونسبهم كاملا في تأريخه فلم نذكره هنا لأنه يطيل الكتاب فراجعه ، فقال : الخبر عن دعاة الديلم والجبل من العلوية وما كان لهم من الدولة بطبرستان للداعي وأخيه أولا ثم للاطروش وبنيه ..

تاريخ ابن خلدون ج4ص22 .

 

وقال المسعودي رحمه الله : ظهور الحسن بن زيد العلوي :

وفي خلافة المستعين : وذلك في سنة خمسين ومائتين .

ظهر ببلاد طبرستان : الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللهّ تعالى عنهم ، فغلب عليها وعلى جرجان بعد حروب كثيرة وقتال شديد ، وما زالت في يده إلى أن مات سنة سبعين ومائتين .

وخَلَفَه أخوه : محمد بن زيد فيها إلى أن حاربه رافع بن هرثمة ، ودخل محمد بن زيد إلى الديلم في سنة سبع وسبعين ومائتين، فصارت في يده ، وبايعه بعد ذلك رافع بن هرثمة وصار في جملته ، وانقاد لدعوته ، والقول بطاعته، وكان الحسن بن زيد ومحمد بن زيد يدعوان إلى الرضا من آل محمد .

وكذلك مَنْ طرأ بعدهما ببلاد طبرستان  : وهو الحسن بن علي الحسني المعروف بالأطروش و ولده .

 ثم الداعي : الحسن بن القاسم الذي قتله أسفار بطبرستان ، وكان الحسن بن القاسم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب وقد أتينا على خبر سائر آل أبي طالب بطبرستان ، ومن ظهر منهم بالمشرق والمغرب وغير ذلك من بقاع الأرض إلى هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة - في كتابنا أخبار الزمان ، وإنما نذكر في هذا الكتاب لمعاً من سائر ما يجب ذكره ، لئلا يخلو هذا الكتاب من ذكرهم.

 

 

ظهور محمد بن جعفر :

وظهر في هذه السنة : وهي سنة 250 خمسين ومائتين ، بالري محمد بن جعفر بن الحسن ، ودعا للحسن بن زيد صاحب طبرستان ، وكانت له حروب بالري مع أهل خراسان من المسودة ، فأسر وحمل إلى نيسابور إلى محمد بن عبد اللّه بن طاهر ، فمات في محبسه بنيسابور .

مروج الذهب للمسعودي ج2ص104 .

 

 

وقال الصفدي في الوافي :

 الحسن بن زيد : بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب الزيدي الأمير ، ظهر بطبرستان وهزم جيوش الخليفة ، ودخل الري ثم مات ، وقام بالأمر من بعده أخوه محمد بن زيد ، وكانت وفاة الحسن في حدود السبعين ومائتين .

 وخطب للحسن هذا : بالخلافة في بلاد الديلم وطبرستان في سنة خمسين ومائتين وذلك في خلافة المستعين ، وكانت طبرستان وبلاد الديلم بأيدي أولاد طاهر بن الحسين فأخرجهم منها ، وملك الري أيضاً .

 وله في التواريخ : وقائع مشهورة وسيرٌ حسنةٌ مشكورة .

 وكان : مهيباً عظيم الخلق ...

 وكان : جواداً كريماً ، ممدحاً ، ذا ناموس في الدين .

وهو الذي يقول فيه : محمد ابن إبراهيم الجرجاني لما افتصد وسيرها إليه مع هدايا ، من الخفيف :

إنما غيب الطبيب شبا المب _ ضع عندي في مهجة الإسلام

سرت الأرض حين صب عليها _ دم خير الورى وأعلى الأنام

 وكان : أديباً شاعراً عارفاً بنقد الأشعار .

 قال الصولي : حدثني إبراهيم بن المعلى قال : أنا أحترس من محمد ابن زيد إذا امتدحته لعلمه بالأشعار ، وكذلك من أخيه الحسن بن زيد :

 ولما حبس الصفار : أخاه محمد بن زيد بنيسابور ، قال الحسن بن زيد ، من البسيط :

نصفي أسيرٌ لدى الأعداء مرتهنٌ ... يرجو النجاة بإقبالي وإدباري

وقد تقدم ذكر محمد بن زيد في مكانه في المحمدين فليطلب هناك

 وقال الحسن أيضاً : من السريع :

لم نمنع الدنيا لفضل بها ... ولا لأنا لم نكن أهلها

لكن لنعطى الفوز من جنة ... ما إن رأى ذو بصرٍ مثلها

هاجرها خير الورى جدنا ... فكيف نرجو بعده وصلها

 وقال : من الوافر :

وما نشر المشيب علي إلا ... مصافحة السيوف لدى الصفوف

فأنت إذا رأيت علي شيئا ... فمكتسب من ألوان السيوف

 

 وقال : من الطويل :

إذا مت فانعيني إلى البأس والندى ... وخيلين خيلي مأزق ورهان

وقولي جزاك الله بالبر رحمةٌ ... وصلى عليك الروح والملكان

فقد كنت تغشى البأس من حيث يتقى ... فهلا فداك الموت كل جبان

ولي إبلٌ إن غبت لم تخش ثائرا ... وتعرف أقصى العمر حين تراني

على أن حد السيف منها معودٌ ... توقى مهازيلي بنحر سماني

الوافي في الوفيات للصفدي ج4ص136 .

 


 

 

أحواله في الري زمان ثورة العلويين :

يا طيب : أنه كان كثير من العلويين وبالخصوص الحسنيين في ري وطبرستان ، وإنهم كانوا يدعون للرضا من آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، وإن في سنة 250 للهجرة حتى شهادة عبد العظيم سنة 252 ه ، بل لسنة 255 لم تستقر في الري دولة لهم ، وإنما كانت فترة قصيرة وأسر وقتل مؤسسها في الري ، ولكن أفلح بتكوين الدولة زيد بن علي رحمه الله في طبرستان والديلم ثم بعد شهادة السيد عبد العظيم تمكن من حكومة الري ، ولذا كان يتخفى ويظهر السيد ، وبالخصوص حين تراجع كلام الفخر الرازي بأنه كان في طبرستان وقتل واستشهد في الري ، ولكن عرفت أن أغلب علمائنا يذكرون أنه توفي بعد مرض الم به ، ولعله جراحات حرب ، وعلى كل أمر دفن بصورة مجللة كريمة في باغ أي بستان وقفت له ولشيعته كرامة وحبا له ممن كان عندهم .

 

قال المسعودي في مروج الذهب :

ظهور محمد بن جعفر :

وظهر في هذه السنة : وهي سنة خمسين ومائتين ، بالري محمد بن جعفر بن الحسن ، ودعا للحسن بن زيد صاحب طبرستان ، وكانت له حروب بالري مع أهل خراسان من المسودة ، فأسر وحمل إلى نيسابور إلى محمد بن عبد اللّه بن طاهر ، فمات في محبسه بنيسابور .

مروج الذهب للمسعودي ج2ص104 .

 

وقال النويري في نهاية الأرب :

ثم ظهر بالري في سنة خمسين ومائتين أيضاً :

أحمد بن عيسى : بن علي بن حسين الصغير بن علي بن حسين ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

وإدريس بن موسى : بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فصلى أحمد بن عيسى بأهل الري صلاة العيد ، ودعا إلى الرضا من آل محمد .

فحاربه : محمد بن علي طاهر ، فانهزم ابن طاهر وصار إلى قزوين .

ثم مسك أحمد : في سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، وسير إلى نيسابور ، وكان الذي ظفر به عبد الله بن عزيز .

وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين :

رجع سليمان : بن عبد الله بن طاهر إلى طبرستان بجمع كثير ، ففارقها الحسن بن زيد ولحق بالديلم ، ودخلها سليمان وقصد سارية ، وأتاه أهل آمل وغيرهم ، منيبين مظهرين الندم يسألون الصفح ، فلقيهم بما أرادوا ، ونهى أصحابه عن القتل والنهب .

ثم فارقها سليمان : وعاد الحسن بن زيد إليها ، فسار مفلح إليه من قبل موسى بن بغا في سنة خمس وخمسين ومائتين ، وحاربه فانهزم الحسن ولحق بالديلم ، ودخل مفلح آمل وأحرق منازل الحسن ، وسار إلى الديلم في طلبه ، ثم كتب إليه موسى بن بغا بالقدوم عليه إلى الري ، فسار إليه ثم سار إلى سامرا .

نهاية الأرب في فنون الأدب شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري ج25ص 46 .

فهذه يا طيب : أهم أحوال أوضاع مدينة الري الدي أستشهد أو توفي فيها السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله ، وكانت في أشد الظروف صعوبة وحرب وقتال بين العلويين والعباسيين ، وسيطرة العباسيين وعمالهم آل طاهر في زمانه على مدينة الري ، مما جعله يتخفى عند الشيعة حتى رحيله إلى الرفيق الأعلى رحمه الله وأسكنه فسيج جنانه .

 


 

 

 

عداء الحكام للعلوين وشهدائهم :

يا طيب : عرفنا أن السيد الجليل والمحدث البارع والمفسر القدير والعالم المدقق والباحث المصيب للحق ، والورع الزاهد ، والعابد المخلص ، والثقة المؤيد من أئمة الحق ، أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، ممن عاصر أربعة من الأئمة ، وهو ثقة الأئمة عليه السلام وأظهروا وحبهم له ، كما سترى :

الإمام الكاظم عليه السلام : ولم يروي عنه مباشرة بل بالواسطة عن رواة ، والإمام الرضا عليه السلام وروى عنه رواية وأوصاه بوصية للشيعة ، والإمام الجواد عليه السلام وأكثر رواياته عنه وأختص به ويخاطبه بكنيته يا أبا القاسم ، والإمام الهادي عليه السلام وروى عنه وذكره بأحسن الخصال والفضل والتوثيق والعلم ، كما مر وسيأتي ذكر مفصلا لرواياته ، والتي تدل على علمه وفضله وشأنه ، وتحقيقه وتدقيقه بأمور دينه ، وحب الحفاظ عليه بأحسن صورة ممكنة تقربه لله تعالى وتجعله من المخلصين .

كما أنه عاصر : من الملوك بني العباسيين تسعه كما مر ذكرهم وسني ملكهم في أول البيان لملوك زمانه ومر ذكر نصب المتوكل وعدائه لأهل البيت عليهم السلام ، وخبث رأيه ، وإن هجرة السيد عبد العظيم وكثير من العلويين إلى الري  كانت في زمانه ، كما أن شهادة أو وفاة السيد كانت في زمن أبنه المعتز سنة 252 للهجرة .

 

ويا طيب : بعد أن عرفنا هذا التفصيل لنسبه الشريف ، ولأقوال العلماء فيه وتوثيقه وأحوال زمانه حين شهادته ، من أحوال الملوك وملك بني عمه لطبرستان وللديلم .

 

يا طيب : فلنتعرف على أمر مهم تكلم عنه علماء الشيعة في آخر حياته ، وهو أنه كان مختفي في سرداب في مدينة الري في محلة من محلات الشيعة .

وقد عرفت : أنه في أخر زمانه سنة 250 كان ثورة بني أعمامه في طبرستان والديلم وهي شمال مدينة الري ولم تكن الري تحت ملكهم بعد ، وهو كان هارب من المتوكل وأبناءه وعدائه وظلمه للعلويين في كل مكان .

ويضاف : لما يدعو السيد للتخفي أنه بالإضافة لعداء المتوكل وطلب العلويين في كل مكان ، قيام أحفاد أعمام السيد بالثورة في أقرب منطقة لمحل سكنة ، مما يدعوه للتخفي ، وبالخصوص هو كبيرهم بعمره وعلمه وعمله ، فكان الشيعة تتوارد عليه تستقي منه علوم أهل البيت ويوصيهم الأئمة بالأخذ منه والتعلم من معارفهم الهدى الحق  ، سرا كما عرفت ، وإنه لم يعرفهم نسبه إلا الخاصة ، حتى وفاته وشهادته وحصول المعجزة بالإخبار به ، مع الورقة في جيبه لتأكيد علو درجته .

ويا طيب : لعله كونه متخفي قد يدل على قلة الشأن أو بعض عدم الشجاعة بالظهور العلني والدعوة ، ولكن لما عرفت إن من تطلبه السلطات ويعرف شدة ظلمهم ، وإنه القتل الحتمي في معرفة مكانه ، يحق له التخفي عقلا وعرفا ووجدانا ، وأنه شرعا لا يجوز له تسليم نفسه للسلطة الظالمة حتى تقتله أو تسجنه ، فجب عليه الهجرة والتخفي ، وإن السيد عبد العظيم رحمه الله كان إنسانا فاضلا عالم بأمور الدين والدنيا ، وعارف بأحوال زمانه ، فإنه رأى أفضل مكان له هو الري ، وعند جماعة مخلصين مؤمنين من الشيعة ، فينشر حديثه ويعلمهم ، وينصر ويدعو لمن يقوم من أهله ليقيموا الحق ويدحضوا  الباطل ويرفعوا الظلم والجور عن المؤمنين وبالخصوص أشرف وأنبل خلق الله من السادة العلويين الكرام من أئمة الحق وأمثاله من الأشراف .

ويا طيب : لكي نعرف شدة من طلب الحق من السادة العلويين ، وحب إقامة حكومة العدل ، وبعضهم وفق لفترة معتد بها ، وقارع الظلمة وزعزع أركانهم وشغلهم بأنفسهم عن القيام بالجور .

نذكر أسماء : الشهداء من العلويين الثوار ، سواء بالقتل أو بالسجن والغدر ، لنعرف أن الداعي إن من لم يكن له أنصار ولا يستطيع بما معه من المؤمنين بالقيامة بطلب حقه وحق دينه ، عليه أن يدعو لهدى الله ويعرف تعاليمه سرا ، ويجب عليه أن يتخفى إن طلبته الحكومة والسلطات ، وبالخصوص إذا تيقن القتل والسجن بالظهور .

يا طيب : ذكر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين ، من أخبار 500 خمسمائة نفر من آل أبي طالب ممن قتل سواء بمعركة أو في السجن أو الاغتيال بالسم ، ولحد وفاته سنة 356 للهجرة ، وقد تقدم أخبار 60 ستون شهيد من آله قبله ، وفقط في فترة أربعة أو ستة أجداد ، وفي زمانه وقد عاصر منهم رحمه من ولادته حتى شهادته ، أكثر من 50 شهيد وسجين ، فضلا عن مشرد ومهاجر وراحل عن الديار خوفا من ظلم العباسيين وعمالهم وجور السلاطين ومن يعاديهم ممن ينصب العداء لآل محمد عليهم السلام .

وبهذا يا طيب : تعرف أنه كان حقه التخفي في أيام جور السلطان ، وأن يدعو الله سرا في سرداب أيام ظلم الظالمين وطلبهم للمتقين والأشراف من آل محمد عليهم السلام ، ونذكر أسماء الشهداء الذين ذكرهم أبو الفرج ومن كان السبب في قتلهم أو حبسهم ، لتعرف أن كان ضروري له التخفي والدعوة سرا :

 

الشهداء قبل ولادة السيد :

1  جعفر بن أبي طالب رحمه الله .

2  محمد بن جعفر بن أبي طالب رحمه الله.

علي بن أبي طالب عليه السلام .

الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .

الحسين بن علي عليه وعلى أصحابه الصلاة والسلام .

6  مسلم بن عقيل بن أبي طالب .

7  علي بن الحسين (الأكبر) .

8  عبد الله بن علي بن أبي طالب .

9  جعفر بن علي بن أبي طالب .

10  عثمان بن علي بن أبي طالب .

11  العباس بن علي بن أبي طالب .

12  محمد بن علي بن أبي طالب (الأصغر) .

13  أبو بكر بن علي بن أبي طالب .

14  القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

15  عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

16  عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

17  عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (الأكبر) .

18  محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

19  عبيد الله بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

20  عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب .

21  جعفر بن عقيل بن أبي طالب .

22  عبد الله بن عقيل بن أبي طالب (الأكبر) .

23  محمد بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .

24  عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب .

25  محمد بن أبي سعيد الأحول بن عقيل بن أبي طالب .

26  أبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

27  عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (الأصغر) .

28  عبيد الله بن علي بن أبي طالب .

29  عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب .

30  زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

31  يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

32  عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

33  عبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب .

34  عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

35  عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

 

من قتل منهم في الدولة العباسية .

أيام أبي العباس السفاح

أيام أبي جعفر المنصور

39  عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب  .

40  الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

41  إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

42  علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

43  عبد الله بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

44  العباس بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

45  إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

46  محمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

47  علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

48  محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أخوهم لأمهم وأعانهم .

49  ابن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

50  محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

51  الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

52  عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (الأشتر) .

53  إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

54  الحسين بن زيد بن علي بن أبي طالب .

55  موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

56  علي بن الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب .

57  حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

 

أيام المهدي العباسي :

59  علي بن العباس بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

60  عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

 

أيام الهادي العباس :

62  الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (صاحب فخ) .

63  سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

64  الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

65  عبد الله بن إسحق بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

 

الشهداء المعاصرون للسيد عبد العظيم :

أيام هارون الرشيد العباسي :

67  يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

68  إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

69  عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ابن الأفطس) .

70  محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

71  الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .

72  العباس بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

73  موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

74  إسحق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

 

أيام الأمين بن الرشيد :

أيام المأمون بن الرشيد :

77  محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

78  الحسن بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

79  الحسن بن إسحاق بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

80  محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

81  علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر .

82  محمد بن إبراهيم بن إسماعيل، بن طباطبا ، بن إبراهيم بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب .

83  محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

 

زمان أبو السرايا في الكوفة والبصرة :

85  عبد الله بن جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب .

86  علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب (الرضا) .

87  محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب .

 

أيام المعتصم بن هارون العباس :

89  محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب .

90  عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب .

 

 أيام الواثق بن هارون :

أيام المتوكل بن هارون الناصبي :

93  محمد بن صالح بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

94  محمد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين

95 القاسم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

96  أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

97  عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب .

أيام المنتصر :

أيام المستعين :

100  يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .

101  الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (الحرون) .

102  محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

أيام المعتز :

104  إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

105  الحسن بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

106  جعفر بن عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

107  أحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

108  عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

109  جعفر بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين

110  إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي

111  أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب

 

 

 

شرح مختصر لأخر ثلاثة شهداء في أخر عصر السيد عبد العظيم :

وقتل بالري : جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ، في وقعة كانت بين احمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن ابي طالب ، وبين عبد الله بن عزيز ، عامل محمد بن طاهر بالري .

وقتل : إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيدالله بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي . وأمه أم ولد . قتله طاهر بن عبد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين .

وحبس الحرث بن اسد عامل ابي الساج بالمدينة : احمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في دار مروان ، فمات في محبسه .

مقاتل آل أبي طالب عليه السلام علي بن الحسين بن محمد، المعروف بأبي الفرج الأصفهاني الفهرس.

فيا طيب : من يرى أكثر من خمسين شهيدا وسجينا وكثير من المشردين من أهل بيته ، وهو مع بني عمومته في أشد الظروف والمناوشة والحرب مع أعوان السلطان ، فحق له أن يتخفى ويدعو سرا ، وهذا على قول أغلب علمائنا ، وقال الفخر الرازي كما عرفت كان في طبرستان ، ثم قدم ري فاستشهد كما عرفت نص كلامه ، فرحمه الله يوم ولد ويوم أنتقل إليه ويوم يبعث حيا ، وصلاة الله وسلامه عليه .

 

تخفي السيد للتقية :

يا طيب : بعد أن عرفنا أحول السيد وظروفه في دولة الظالمين وما قتلوا من آله الطيبين من السالفين والمعاصرين له ، نتيقن أنه كان يجب عليه التخفي للدعوة للدين ، وأن يتقي الظهور لهم ، وبالخصوص وكثير من آله كانوا محاربين للحكام الظالمين ممن نصب العداء لهم .

ووجوب التخفي : كان واجب عليه عقلا وعرفا وشرعا ، ويمارسه كل البشر أين ما كانوا ، وقد رخص له الدين بل أوجبه الله تعالى على من يخاف على نفسه وماله أو الضرر بالمؤمنين سواء بمالهم أو دمهم .

ويا طيب : الضرورات تقدر بقدرها ، فإنه إذا بلغ الدم فلا تقية فيه ، ولا يصح السكوت إن كان السكوت يوجب سفك دمه ، كما لا يصح الإفصاح والظهور بأمر إذا كان يتسبب بسفك دم بغير حق لغيره .

وفي هذا المعنى للتقية : آيات كريمة وروايات شريفة كثيرة ، وكتبت كتب ورسائل ومقالات كثيرة ، ونذكر مختصرا في هذا المعنى.

 

قال الشيخ المفيد : التقية كتمان الحق ، و ستر الاعتقاد فيه ، و مكاتمة المخالفين ، و ترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا ، وفرض ذلك إذا علم بالضرورة أو قوي في الظن ، فمتى لم يعلم ضررا بإظهار الحق و لا قوي في الظن ذلك لم يجب فرض التقية .

و قد أمر الصادقون عليهم السلام : جماعة من أشياعهم بالكف و الإمساك عن إظهار الحق و المباطنة و الستر له عن أعداء الدين ، و المظاهرة لهم بما يزيل الريب عنهم في خلافهم ، و كان ذلك هو الأصلح لهم ، و أمروا طائفة أخرى من شيعتهم بمكالمة الخصوم و مظاهرتهم و دعائهم إلى الحق لعلمهم بأنه لا ضرر عليهم في ذلك .

فالتقية : تجب بحسب ما ذكرناه ، و يسقط فرضها في مواضع أخرى على ما قدمناه .

تصحيح اعتقادات الإمامية ص137.

 

ويا طيب : يكفي قوله تعالى : { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (195) } البقرة .

وقوله تعالى : { إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً (22) } آل عمران .

فيكفي في التقية : وضرورتها ما عرفت ، وبها نعرف ضرورة تخفي السيد عن الظالمين ومن يريد به سوءا ، فضلا عن ذكر قصة عمار بن ياسر حين أكره ، وقد عذره الله لأن قلبه مطمئن بالإيمان ، وكذا فرار أهل الكهف من قبل حين خافوا حاكم زمانهم ، بل خوف موسى عليه السلام وهو نبي مرسل وفراره من فرعون حتى وصل إلى مدين وقصته مع شعيب فيها حتى رجع بإذن الله ونصره على فرعون ، وكذا قصة مؤمن آل فرعون وهو يكتم إيمانه ، بل وقصة نبينا الأكرم حين خروجه وهجرته متخفي من مكة المكرمة إلى المدينة .

كما أن الأحاديث : عن العترة الطاهرة بتفسير كتاب الله بضرورة التقية وكتمان الحق عن الأشرار حين سلطتهم وقدرتهم ، وبالخصوص حفظ النفس والعرض بل والمال ، قد تواترت وكثرة حتى عد ملعون من يتسبب بهتك حرمة النفس أو المؤمنين ، بل عدة التقية هي الحسنة لأنه حفظ المؤمن والمؤمنين ومالهم وعرضهم ، والإذاعة هي السيئة لأنه فيها هلاك المؤمن أو المؤمنين ولحوق الشر بهم .

ولذا السيد عبد العظيم رحمه الله : في هذه الأحداث التي عرفت بعض تفصيلها ، ومن تداول الأيام بين المؤمنين والظالمين من بني العباس وأعوانهم ، وما عرفت من قتلهم لآله ، وحلول الثورة في الري وما يقاربها من المدن سواء كان مشاركا فيها كثائر أو معلم هدى ، فحين تسلط الظالمين كان من حقه أن يتخفى في بيوت المؤمنين ولا يظهر نفسه للطغاة حين تسلطهم يلفتك به .

ويا طيب : بعد أن عرفنا بعض الشيء عن ظروف زمان السيد عبد العظيم قدس سره ونسبه وأحواله ، فلنتدبر في معارفه القيمة ، ولنتعرف على علوم هدى بينها تنير المؤمنين أعلى معارف الدين المبين ، وأسأل الله التوفيق .

 

 

 

 

أحاديث وروايات ومعارف

السيد عبد العظيم

قدس سره

 

يا طيب : بين يديك الكريمتين كل ما وجدناه من الأحاديث المروية عن السيد الجليل والتقي الورع أبو القاسم عبد العظيم الحسني قدس سره ، سواء رواها مباشرة عن الأئمة عليهم السلام أو وقع في سندها راويا لها عن رواة عن الأئمة عليهم السلام ، وقد قسمناها إلى مواضيع أساسية من العقائد والتفسير والفقه والأخلاق وما يتفرع عليها ، وإن كان قد مر قسما يسير منها في التوحيد والعدل وغيره في رسالة الصاحب بن عباده رحمه الله عنه ، أو روايات الرجوع له وزيارته وغيرها ، فتدبر فيها وتعبد لله بمعارفها ، فإنها معتبرة وعمل بها السابقون من الإمامية ، وهي عالية المعاني وفي أكرم مجالات الدين وقيمة ، وفيها بيان الهدى الحق فيما تتعرض له من العلوم ، وأسأل الله لكم ولي التوفيق للعمل بها وتطبيقها مخلصين له الدين ، فإنه أرحم الراحمين وهو ولي التوفيق ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

أحاديث السيد في العقائد

يا طيب : هذه أحاديث العقائد من أصول الدين الخمسة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد ، والمروية عن السيد عبد العظيم الحسني رحمه الله ، وأهمها بل أشملها وأروعها هذا الحديث المبين لخلاصتها كلها ، فتدبر به مشكورا :

حديث عرض الدين :

يا طيب : هذا الحديث ذكرناه في صحيفة مراتب الإيمان ، وهو مروي عن السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله عن الإمام علي الهادي عليه السلام ، و فيه علم معارف دين وهدى عالية جدا ، وبها يتم الإيمان ، والنجاة من الضلال ، وترينا سبيل معرفة دين الله ، وأهم ما يجب أن نؤمن به من معرفة عظمته سبحانه ، وولاة أمره ، وضروريات الدين ، ومع كماله وتمامه فيما يجب من المعرفة بالدين ، فهو حديث مختصر ، ويغني بمعرفة عن كثير من الكتب المطولة والمفصلة في معارف أصول الدين ، إذ فيه كلياته وأهمها وبجمل مختصرة ومعارفها علية قيمة كريمة ، فتدبره وأحفظه ، ويا ليت يحفظ لطلاب المدارس والأبناء ، وقد وضعنا له أسئلة مع أجوبة نكتبها لنعرف أهم ضروريات الإيمان مما يجب من الدين الإسلامي الحنيف :

ذكر الصدوق رحمه الله في التوحيد و الأمالي : حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه الله ، و علي بن عبد الله الوراق جميعا ، قالا : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ  : دخلت على سيدي :

دَخَلْتُ : عَلَى سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم الصلاة والسلام :

فلما بصر بي قال لي :  

 مَرْحَباً بِكَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، أَنْتَ وَلِيُّنَا حَقّاً .

 قال : فقلت له : يا أبن رسول الله إنني أريد أن أعرض عليك ديني ، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل .

 فقال :  هَاتِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ .

 فقلت إني أقول :

إن الله تبارك وتعالى : واحد ليس كمثله شيء .

خارج : عن الحدين ، حد الإبطال ، وحد التشبيه .

وأنه : ليس بجسم ، ولا صورة ، ولا عرض ، ولا جوهر .

بل هو : مجسم الأجسام ، ومصور الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، ورب كل شيء ، ومالكه ، وجاعله ، ومحدثه .

وإن محمداً : عبده ورسوله ، وخاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة .

 وأقول : إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت يا مولاي .

فقال الإمام علي الهادي عليه السلام :

ومن بعدي الحسن أبني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟

قال فقلت : وكيف ذلك يا مولاي ؟

 قال :  لأنه لا يرى شخصه ، ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلا ، كما ملئت جوراً وظلماً  .

قال : فقلت : أقررت .

 وأقول : إن وليهم ولي الله ، وعدوهم عدوا الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله .

 وأقول :

 إن المعراج حق .

والمساءلة في القبر حق .

وإن الجنة حق ، والنار حق .

والميزان حق .

وإن الساعة آتية لا ريب فيها .

وإن الله يبعث من في القبور .

 وأقول :

إن الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.

فقال علي بن محمد عليه السلام :

 يا أبى القاسم :

هَذَا وَاللَّهِ : دِينُ اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِعِبَادِهِ.

فَاثْبُتْ عَلَيْهِ : أَثْبَتَكَ اللَّهُ‏ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ.

 

ذكره الصدوق في التوحيد ب2ص81ح37. والأمالي ص338م54ح24.وفي صفات الشيعة ص 48 ح68 . وفي كمال الدين و تمام النعمة ج2ص379ب37ح1 .  وذكر أيضا في كفاية الأثر ص286 . روضة الواعظين ج1ص31 . وكشف الغمة في معرفة الأئمة ج2ص525ف2 . وذكر قسما منه الحر العاملي في وسائل الشيعة ج‏1ص21ب1 باب وجوب العبادات الخمس الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد . وفي وسائل الشيعة ج16ص240ب33 باب تحريم تسمية المهدي عليه السلام و سائر الأئمة عليهم السلام و ذكرهم وقت التقية و جواز ذلك مع عدم الخوف حديث 21461- 9 .

 

اللهم:  ثبتنا معه ، واجعلنا مع نبينا وآله الكرام صلاتك وسلامك عليهم ، إنك أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين . ويا طيب : هذه أسئلة على الحديث ويأتي الجواب بعدها ، فحاول أن تجيب عليها ، وطبق الإجابة مع الإجابة التي تأتي بعد الأسئلة وأسأل الله التوفيق لكم ولنا والثبات على الولاية ومعارف الهدى عند آلهم الطيبين الطاهرين وأصحابهم النجباء :

 

أسئلة على الحديث :

الأول : الحديث في هذه المرتبة الإيمانية عمن روي وعلى من عرض الراوي أهم معارف دينه وضرورياته ؟

الثاني : كيف وحد الراوي الله سبحانه وتعالى ؟

الثالث : كيف وصف الراوي الله سبحانه بأسمائه الحسنى ونزهه عن الحد؟

الرابع : ما هي الصفات السلبية التي وصف الله سبحانه بها ؟

الخامس : كيف وصف الله سبحانه في صفاته الفعلية ؟

السادس : كيف وصف الراوي النبوة وأظهر إيمانه بها ؟

السابع : منَ هم الأئمة الذين ذكرهم الراوي وبما ذكّره الإمام ؟

الثامن : هل أخر الأئمة يُرى ويحل ذكر اسمه وما يفعل حين يظهر؟

التاسع : ما هو شأن مَن يتولى الأئمة وعدوهم ومن يطيعهم ويعصيهم؟

العاشر : ما هو حكم الإيمان بالمعراج والمسائل بالقبر والجنة والنار والميزان؟

الحادي عشر : ما هي الفرائض الواجبة بعد الولاية ؟

الثاني عشر : على أي دين يكون من أجاب على هذه الأسئلة بأجوبة صحيحة ؟

 

أجوبة الأسئلة :

الأول : الراوي هو : عبد العظيم الحسني رحمه الله ، ومرقده في مدينة ري التابعة لطهران ، ولمعرفته بدين الله وهداه ولولايته لأئمة الحق فضلا عن نسبه الذي يرجع للإمام الحسن عليه السلام ، ولأنه كما جاء في الحديث : من لم يستطع زيارتنا فليزور صالح موالينا ، وجاء حديث عن الإمام الهادي عليه السلام في حقه وخاص به : إن من زار عبد العظيم الحسني في ري كمن زار الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، وأن الإمام المعروض عليه الدين لمعرفة صحته ، هو الإمام العاشر علي بن محمد الهادي عليه السلام .

ويا طيب : يستحب أن يحفظ نص الحديث فإنه جميل وعالي في معارف الإيمان ، وإن الإيمان بمعرفة الله بهذه المواصفات معرفة تامة ، وهكذا معرفة ما عرف من الإمامة والأئمة عليهم السلام ، وباقي معارف أصول الدين من النبوة والمعاد الحق ، وبه النجاة والثبات على الدين إن شاء الله وفي مرحلة عالية متقدمة .

الثاني : قال السيد رحمه الله في وصف عظمة الله وبيان توحيده :

 إن الله تبارك وتعالى : واحد ليس كمثله شيء .

الثالث : قال السيد رحمه الله : في إثبات صفات الله له سبحانه بأنها عين ذاته المقدسة ، أي إن الله له الأسماء الحسنى فلا نبطل كما يقول المبطلون أن الله لا يوصف بصفه ، ولكن له صفاته الذاتية سبحانه وليست صافته تعالى زائدة على ذاته المقدسة ، أو مخلوقة له فتحده كما في صفات المخلوقات حيث تحددهم وتعددهم وتميزهم عن البعض ، بل صفاته تعالى متحد مع الذات ومتحدة مع بعضها وتميزها في المفهوم دون الوجود الذاتي .

 فهو تعالى خارج عن الحدين : حد نفي الصفات بل له صفات ، وعن حد إثبات صفات زائدة عليه تحده مثل المخلوقين ، فصفاته الذاتية مثل العليم والحليم والأسماء الحسنى التي يأتي ذكرها في المرتبة الإيمانية السادسة وغيرها ، وهي في وصفها له يكون الوصف كما قال السيد :

 خارج من الحدين ، حد الإبطال ، وحد التشبيه .

الرابع : قال السيد رحمه الله في وصف الله بالصفات السلبية :

 وأنه : ليس بجسم ، ولا صورة ، ولا عرض ، ولا جوهر .

الخامس : قال السيد رحمه الله في وصف الله سبحانه بالصفات الفعلية :

بل هو : مجسم الأجسام ، ومصور الصور ، وخالق الأعراض والجواهر ، ورب كل شيء ومالكه ، وجاعله ، ومحدثه .

السادس : وصف إيمانه بالنبوة بقوله مشروحا : وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، وخاتم النبيين ، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة.

السابع : وصف الراوي عبد العظيم الحسني رحمه الله إيمانه بالإمامة :

 إن الإمام والخليفة وولي الأمر بعد رسول الله : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي ، ثم أنت يا مولاي : ـ أي علي بن محمد الهادي ـ .

فقال الإمام علي الهادي عليه السلام : ومن بعدي الحسن أبني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟

الثامن : قد ذكر الإمام العاشر علي الهادي عليه السلام في آخر الأئمة المهدي عجل الله فرجه وهو الخلف لأبنه الحسن العسكري بما قال :

 أنه عليه السلام : لا يرى شخصه ، ولا يحل ذكر باسمه حتى يخرج و يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما .

التاسع : وأقر أنه يجب الإيمان بأن أئمة الحق : وليهم ولي الله ، وعدوهم عدوا الله ، وطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله .

العاشر : يجب أن نؤمن بأن : المعراج حق ، والمساءلة في القبر حق ، وإن الجنة حق ، والنار حق ، والميزان حق ، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ، وإن الله يبعث من في القبور .

الحادي عشر : إن الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .

الثاني عشر :  من يجيب بأجوبة صحيحة ويعتقد بها يكون كما قال الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام ،  لأبي القاسم عبد العظيم الحسين رحمه الله :

 يا أبي القاسم :

 هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

اللهم :  ثبتنا معه ، واجعلنا مع نبينا وآله الكرام صلاتك وسلامك عليهم ، إنك أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

يا طيب : إنه حديث جميل وفيه كثير من معارف الدين أصولا وفروعا ، مع جمال عباراته البليغة في بيان أحسن معارف الإيمان وأهم ضرورياته وأولياته ، فإن استطعت فأحفظه ، ولا أقل راجعه عدة مرات لترسخ هذه المعارف في نفسك الطيبة وروحك الطاهرة وعقلك الوقاد بمعرفة الحق وأهله وطلبه والإيمان به ، وشكر الله سعيك وجعلنا الله وإياكم مع نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين في الدنيا والآخرة .

ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

يا طيب : معرفة الله بفضله وبتوفيق منه ، وهي أس الإيمان ، وبعدها تأتي معارف أصول الدين وفروعه وتفصيلها ، وإن مَن يعرف عظمة الله تعالى وحكمته وتدبيره يقر مذعنا أنه لم يترك عباده بدون ولي دين ، وهذا الإقرار في هذا الحديث أو في دعاء اللهم عرفني نفسك مثلا ، معناه كسورة الفاتحة نقر بعظمة الله ، و نطلب منه الهداية لصراط المنعم عليهم بالاستقامة ، فلا تقصر بحفظه .

 

 

حديث تنزيه الله تعالى :

يا طيب : هذا حديث كريم في تنزيه الله عن الحركة في المكان والزمان ، وإن الله سبحانه لا ينزل ولا يصعد ولا يحاط به علما ، وإنما بكلمة كن يسخر كل شيء ، ويدعو عباده لطاعته بما أحب سبحانه وتعالى :

قال الشيخ الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضوان الله عليه قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى أبو تراب الرؤياني :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن إبراهيم بن أبي محمود قال :

 قلت لِلرِّضَا عليه السلام : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه‏ قال :

إن الله تبارك و تعالى : ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ؟

فقال عليه السلام : لعن الله المحرفين‏ الكلم عن مواضعه ، و الله ما قال رسول الله كذلك .

إنما قال صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا ، كل ليلة في الثلث الأخير ، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي :

 هل من سائل فأعطيه ؟

هل من تائب فأتوب عليه ؟

هل من مستغفر فأغفر له ؟

يا طالب الخير : أقبل ، يا طالب الشر أقصر .

فلا يزال : ينادي بهذا ، حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء .

حدثني بذلك : أبي ، عن جدي ، عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الأمالي للصدوق ص410م64ح5 . التوحيد ص176ب28ح7 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص126ب11ح21 . من لا يحضره الفقيه ج1ص421ح1240 . وسائل الشيعة ج7ص388ب44 باب استحباب الإكثار من الدعاء و الاستغفار و العبادة ليلة الجمعة ح9658- 1 .

وذكر المجلسي محمد باقر رحمه الله : و روى عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني ، العظيم الشأن ، المدفون بالري ، المندوب زيارته‏ ، عن إبراهيم بن أبي محمود الثقة قال : قلت للرضا عليه السلام .. إلى آخره :  الظاهر : أنهم قرئوا بفتح الياء يَنزل الدال على نزول الله و حركته و تجسمه ، و لهذا لعنهم و نسبهم إلى التحريف ، لأن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قرأه بضم الياء يُنزل الدال على إنزاله تعالى الملك ، و يكون قوله عليه السلام ملكا مراده صلى الله عليه و آله و سلم ، و يمكن أن يكون تحريفهم باعتبار إسقاط الملك أيضا ، و الملكوت المملكة .

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج2ص586 .

 

 

معنى سبحان الله :

ذكر الصدوق رحمه الله في التوحيد : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي:

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن علي بن أسباط ، عن سليمان مولى طربال ، عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام :

عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ( سُبْحانَ اللَّهِ‏ ) ما يعني به ؟

قال عليه السلام : تَنْزِيهَهُ.

التوحيد للصدوق ص312ب45ح3 . وقال المازندراني رحمه الله : قال : تنزيهه : عن النقائص و المعايب و غيرهما ممّا لا يليق بجناب الحقّ و ساحة القدس ، مثل الضدّ و الندّ و الشريك و النظير و التشابه بالخلق و الاتّصاف بالصفات و التكيّف بالكيفيّات و إنّما حذف متعلّق التنزيه للدّلالة على التعميم.

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج4ص32 .

ويا طيب : مر حديث عرض الدين وكيف نزه الله بذكر بعض أهم الصفات التنزيهية السالبة لكل نقص عن الله تعالى .

 

حديث في العدل :

يا طيب : هذا حديث في بيان عدل الله عز وجل ، وما يثيب ويجازي على المعصية أو العفو ، وإنها وإن كان الله يمد العبد بنعمة ليقوى على العلم والاختيار والعمل ، ولكنه العبد يعصيه بما قواه ، وبين الإمام علي الهادي عليه السلام عن آباءه عليهم السلام ، كيف تكون المعصية من العبد وكيف يكون جزاءها بالعدل أو العفو عن المعصية بفضل الله تعالى ، وبرواية السيد الجليل العالم عبد العظيم الحسني رحمه الله :

ذكر الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد السناني المكتب رضوان الله عليه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ : بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنِ الْإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عليه السلام قَالَ :

خرج أبو حنيفة : ذات يوم من عند الصادق عليه السلام ، فاستقبله موسى بن جعفر عليه السلام ،  فقال له : يا غلام ممن المعصية ؟

فَقَالَ الإمام الكاظم عليه السلام : لَا تَخْلُو مِنْ ثَلَاثَةٍ :

 إِمَّا أَنْ تَكُونَ : مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ لَيْسَتْ مِنْهُ ، فَلَا يَنْبَغِي لِلْكَرِيمِ أَنْ يُعَذِّبَ عَبْدَهُ بِمَا لَمْ يَكْتَسِبْهُ .

وَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ : مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنَ الْعَبْدِ ، فَلَا يَنْبَغِي لِلشَّرِيكِ الْقَوِيِّ أَنْ يَظْلِمَ الشَّرِيكَ الضَّعِيفَ .

وَ إِمَّا أَنْ تَكُونَ : مِنَ الْعَبْدِ ، وَ هِيَ مِنْهُ ، فَإِنْ عَاقَبَهُ اللَّهُ فَبِذَنْبِهِ ، وَ إِنْ عَفَى عَنْهُ فَبِكَرَمِهِ وَ جُودِهِ .

الأمالي للصدوق ص410م64ح4 . التوحيد ص 96 ب5 ح2 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص138ب11ح37 .

يا طيب : سيأتي حديث آخر في بيان عدة معاني في أمور العدل الإلهي وهو أكثر تفصيلا في تفسير الآيات القرآنية الآتية فتابعه.

يا طيب : مر في حديث العرض والولاية بعض المعرفة عن النبوة والإمامة وضرورة الإيمان بهما كما يجب الإيمان بالله وعدله وجزاءه في يوم القيامة ، وهذه بحوث في أهم مسائل العقائد وأصول الدين ، وهنا يتمم البحث بخصوص مسائل النبوة والإمامة وإن كانت لا تنفك عن التوحيد والعدل ، لأن الإيمان بها بأمر الله تعالى ولابد من الإيمان به سبحان وبثوابه وعقابه حتى يتيقن العبد أنه لابد ممن اصطفاهم الله تعالى لدينه وأختارهم للسير بعباده على صراط مستقيم إلى نعيم هداه وحقيقة عبوديته ، وحينها المنصف حين يبحث لا يجد إلا نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين بعدة بعدت أدلة قرآنية وأحاديث نبوية بل وبالأدلة الوجدانية والعقلية والعرفية ، وهنا في هذا البحث يتم بيان بعض أهمية النبوة والإمامة وضرورة الإيمان بهما وآثاره وثوابه وعقابه فتدبر .

 

صلاة إبراهيم الخليل على النبي وآله:

قال الصدوق رحمه الله في العلل : حدثنا أحمد بن محمد بن الشيباني رضي الله عنه قال  حدثنا محمد بن أحمد الأسدي الكوفي  عن سهل بن زياد الآدمي:

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول‏ :

إِنَّمَا اتَّخَذَ اللَّهُ‏ عَزَّ وَ جَلَ‏ : إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ، لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ .

علل الشرائع ج1ص34ب32ح3 .وسائل الشيعة ج7ص194ب34 باب استحباب الإكثار من الصلاة على محمد و آله عليهم السلام و اختيارها على ما سواها حديث 9095- 9 .

 

حديث معرفة الإمام :

قال الصدوق رحمه الله : عن أبيه رحمه الله قال حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : وَ كَانَ مَرِيضاً ، عن محمد بن عمر عن حماد بن عثمان ، عن عيسى بن السري اليسري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 مَنْ مَاتَ : لَا يَعْرِفُ إِمَامَهُ .

مَاتَ " مِيتَةً جَاهِلِيَّةً .

قال أبو عبد الله عليه السلام :

أَحْوَجُ : مَا يَكُونُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ ، إِذَا بَلَغَ نَفْسُهُ هَكَذَا .

و أشار : بيده إلى صدره ، فقال : لَقَدْ كُنْتُ عَلَى أَمْرٍ حَسَنٍ .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص205 . المحاسن ج1ص92ح46 .

يا طيب : وقد قال الله تعالى : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ

فَمَنْ أُوتِيَ  كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي  الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } الإسراء .

ومن يضل : عن الإمام الحق وعن معرفته وأتباعه ضل السبيل والصراط المستقيم للمنعم عليهم بهدى الله ، فهو جاهل حتما حين حياته ومماته ، ومن عرف الإمام الحق وتبعه فقد أهتدى ، وهذا ما نسأله في الفاتحة في كل يوم عشر مرات في الصلاة عند قراءتها ، وبالتدبر لا يمكن التيقن بأحد خالف آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وقد طهرهم الله وصدقهم بالمباهلة وجعلهم كوثر الخير والبركة ، وأدلة الإمام في حقهم كثيرة جدا .

 

الكل مسؤولون عن الولاية :

ذكر الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا عن آبائه : عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أبا بكر مني بمنزلة السمع ، و إن عمر مني بمنزلة البصر ، و إن عثمان مني بمنزلة الفؤاد .

قال عليه السلام : فلما كان من الغد ، دخلت إليه ، و عنده أمير المؤمنين عليهم السلام ، و أبو بكر و عمر و عثمان .

فقلت له : يا أبت ، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم ، ثم أشار إليهم .

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : هم السمع و البصر و الفؤاد ، و سيسألون عن وصيي هذا ، و أشار إلى علي بن أبي طالب.

ثم قال : إن الله عز و جل يقول : { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ( 36) } الإسراء .

 ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : وَ عِزَّةِ رَبِّي ، إِنَّ جَمِيعَ أُمَّتِي لَمَوْقُوفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَسْئُولُونَ عَنْ وَلَايَتِهِ .

 و ذلك قول الله عز و جل : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم  مَّسْئُولُونَ (24)} الصافات.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص 313ب28ح86 . وفي معاني الأخبار ص387 ح23 بهذا السند عن الإمام الحسن عليه السلام .


حديث أسماء فاطمة :

ذكر الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثني علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : حدثني الحسن بن عبد الله بن يونس ، عن يونس بن ظبيان قال : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ عليه السلام :

‏ لِفَاطِمَةَ عليها السلام : تِسْعَةُ أَسْمَاءٍ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

فَاطِمَةُ : وَ الصِّدِّيقَةُ ، وَ الْمُبَارَكَةُ ، وَ الطَّاهِرَةُ ، وَ الزَّكِيَّةُ ، وَ الرَّضِيَّةُ ، وَ الْمَرْضِيَّةُ ، وَ الْمُحَدَّثَةُ ، وَ الزَّهْرَاءُ .

ثم قال : تدري لأي شي‏ء سميت فَاطِمَةَ ؟

 قلت : أخبرني يا سيدي ؟

قال : فُطِمَتْ مِنَ الشَّرِّ .

قال ثم قال : لو لا أن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام تَزَوَّجَهَا ، لما كان لها كفو على وجه الأرض إلى يوم القيامة ، آدم فمن دونه .

الأمالي للصدوق ص592م86ح18 . الخصال ج2ص414ح3 . علل الشرائع ج1ص178ب142ح3 . دلائل الإمامة ص79ح19 .

يا طيب : لإن من عرف حقها وحرمتها ، عرف حق آلها بعلها وأولادها وصدقهم ، وكان معهم وهم لا يفترقون عن رسول الله ، ولذا هي تعصم من الضلال وعقاب النار وهما أشر الشر ، وتدل على الهدى الحق وهو الخير والنعيم الصدق .

 

أدلة أفضيلة الإمام علي :

قال الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص : عن أحمد بن الحسن قال :

حدثنا عبد العظيم‏ بن عبد الله قال :

قال هارون الرشيد : لجعفر بن يحيى البرمكي ، إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني ، فيحتجون عن بعض ما يريدون .

فأمر جعفر المتكلمين : فأحضروا داره ، و صار هارون في مجلس يسمع كلامهم ، و أرخى بينه و بين المتكلمين سترا ، فاجتمع المتكلمون و غص المجلس بأهله ، ينتظرون هشام بن الحكم .

فدخل عليهم هشام : و عليه قميص إلى الركبة ، و سراويل إلى نصف الساق ، فسلم على الجميع ، و لم يخص جعفرا بشيء .

فقال له رجل من القوم : لم فضلت عليا على أبي بكر .

و الله يقول‏ : { ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا (40) } التوبة .

 فقال هشام : فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت ، أ كان لله رضى أم غير رضى ؟ فسكت .

فقال هشام : إن زعمت أنه كان لله رضى ، فلم نهاه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : { لَا تَحْزَنْ } أَ نهاه عن طاعة الله و رضاه ، و إن زعمت أنه كان لله غير رضى ، فلم تفتخر بشي‏ء كان لله غير رضى ، و قد علمت ما قد قال الله تبارك و تعالى حين قال‏ :

{ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‏ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏ (26) } الفتح .

و لكنكم : قلتم و قلنا و قالت العامة ، الجنة اشتاقت إلى أربعة نفر ، إلى علي بن أبي طالب، و المقداد بن الأسود، و عمار بن ياسر ، و أبي ذر الغفاري.

فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

و قلتم و قلنا و قالت العامة : إن الذابين عن الإسلام أربعة نفر : علي بن أبي طالب ، و الزبير بن العوام ، و أبو دجانة الأنصاري ، و سلمان الفارسي .

فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة .

و قلتم و قلنا و قالت العامة : إن القراء أربعة نفر : علي بن أبي طالب ، و عبد الله بن مسعود ، و أبي بن كعب ، و زيد بن ثابت .

فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

و قلتم و قلنا و قالت العامة : إن المطهرين من السماء أربعة نفر : علي بن أبي طالب ، و فاطمة ، و الحسن ، و الحسين .

 فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

و قلتم و قلنا و قالت العامة : إن الأبرار أربعة نفر : علي بن أبي طالب ، و فاطمة ، و الحسن ، و الحسين .

 فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

و قلتم و قلنا و قالت العامة : إن الشهداء أربعة نفر : علي بن أبي طالب ، و جعفر ، و حمزة بن عبد المطلب ، و عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .

فأرى صاحبنا : قد دخل مع هؤلاء في هذه الفضيلة ، و تخلف عنها صاحبكم ، ففضلنا صاحبنا على صاحبكم بهذه الفضيلة.

قال : فحرك هارون الستر ، و أمر جعفر الناس بالخروج ، فخرجوا مرعوبين .

و خرج هارون إلى المجلس فقال : من هذا ابن الفاعلة ، فو الله لقد هممت بقتله و إحراقه بالنار .

الاختصاص ص96 .

يا طيب : هذا حديث كريم في الإمامة وبيان حق أولياء الله تعالى ، وعد أهم فضائلهم ومناقبهم التي لا يتساوى معهم فيها أحد فضلا إن تجمع له مثلهم ، وترى كلها لأهل البيت وأولياءهم وبالخصوص أمير المؤمنين عليه السلام .

 

تعريف أولي الأمر :

ذكر الصدوق رحمه الله في كمال الدين : حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، عن عبد الله بن موسى :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حدثني صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت : على سيدي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام :

فقلت له : يا ابن رسول الله : أخبرني بالذين فرض الله عز و جل طاعتهم و مودتهم ، و أوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟

 فقال لي : يا كنكر ، إن أولي الأمر الذين جعلهم الله عز و جل أئمة للناس ، و أوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم الحسن  ثم الحسين  ابنا علي بن أبي طالب ، ثم انتهى الأمر إلينا ، ثم سكت .

فقلت له : يا سيدي ، روي لنا عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ، أن الأرض لا تخلو من حجة لله جل وعز على عباده ، فمن الحجة والإمام بعدك ؟

قال عليه السلام : ابني محمد ، و اسمه في التوراة باقر ، يبقر العلم بقرا ، هو الحجة و الإمام بعدي ، و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السماء الصادق .

فقلت له : يا سيدي ـ فكيف صار اسمه الصادق ، و كلكم صادقون ؟

قال عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عليهم السلام ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فسموه الصادق ، فإن للخامس من ولده ، ولدا اسمه جعفر ، يدعي الإمامة اجتراء على الله و كذبا عليه ، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عز و جل ، و المدعي لما ليس له بأهل ، المخالف على أبيه ، والحاسد لأخيه ، ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عز و جل .

ثم‏ بكى علي بن الحسين عليه السلام : بكاء شديدا .

ثم قال عليه السلام : كأني بجعفر الكذاب ، و قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله ، و المغيب في حفظ الله ، و التوكيل بحرم أبيه ، جهلا منه بولادته ، و حرصا منه على قتله إن ظفر به ، و طمعا في ميراثه ، حتى يأخذه بغير حقه .

قال أبو خالد : فقلت له : يا ابن رسول الله و إن ذلك لكائن ؟

فقال عليه السلام : إي و ربي إن ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة ، التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله .

قال أبو خالد : فقلت : يا ابن رسول الله ثم يكون ما ذا ؟

قال عليه السلام : ثم تمتد الغيبة ، بولي الله عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول الله و الأئمة بعده .

يا أبا خالد : إن أهل زمان غيبته ، القائلين بإمامته ، و المنتظرين لظهوره ، أفضل من أهل كل زمان ، لأن الله تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ، ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله بالسيف .

أولئك : المخلصون حقا ، و شيعتنا صدقا ، و الدعاة إلى دين الله عز و جل سرا و جهرا .

و قال علي بن الحسين عليه السلام : انتظار الفرج من أعظم الفرج .

كمال الدين و تمام النعمة ج1ص319ب31ح2 .إعلام الورى بأعلام الهدى ص407ف2 . قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص365ف15ح438 .

يا طيب : هذا الحديث يعرف أولي أمر الله تعالى وحججه والأئمة كلهم إلى الحجة عجل الله تعالى ظهور وما يستحب العمل به من انتظار فرجه ، وهو يقرب من حديث العرض للدين.

 

تصديق الله للإمام علي :

ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدثني أبي قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ الرَّازِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِالرَّيِّ : عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

قُلْتُ : أَرْبَعاً أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقِي بِهَا فِي كِتَابِهِ :

قُلْتُ : الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (30) } محمد .

قُلْتُ : مَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا  يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ (39) } يونس.

قُلْتُ : قَدْرُ ، أَوْ قَالَ : قِيمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ : فِي قِصَّةِ طَالُوتَ‏ : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (247) } البقرة .

قُلْتُ : { الْقَتْلُ يُقِلُّ الْقَتْلَ } .

فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ : { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ  أُولِيْ الأَلْبَابِ (179) }البقرة  .

الأمالي للطوسي ص494م17ح1082- 51 .

 

أم سلمة يوم مقتل الحسين :

ذكر الشيخ المفيد رحمه الله في الأمالي : قال أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا أحمد بن محمد الجوهري قال : حدثنا الحسن بن عليل العنزي ، عن عبد الكريم بن محمد قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ :

عن الحسن بن الحسين العرني ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال:

أصبحت يوما : أم سلمة رحمها الله تبكي.

فقيل لها : مم بكاؤك ؟

فقالت : لقد قتل ابني الحسين عليه السلام الليلة .

و ذلك أنني : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، منذ قبض إلا الليلة .

فرأيته : شاحبا كئيبا .

قالت فقلت : ما لي أراك يا رسول الله شاحبا كئيبا ؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم : ما زلت الليلة أحفر قبورا للحسين و أصحابه.

الأمالي للمفيد ص319م38ح6 . الأمالي للطوسي ص90م3ح140- 49 .

 

يا طيب : اتفقت روايات كثيرة تعرف رواية أم سلمة وبكائها وإخبارهم عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه واحده منها ، وهو بيان معجز لما عرف عنها وتسجيل رؤيتها ومطابقتها لما جاء من أخبار يوم مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، وفيها بيان لمقت الله ورسوله لفعل الظالمين له .

وأما أن : رسول الله صلى الله عليه وآله يحفر قبورهم ، فهو بيان لمقام الإمام وصحبه السامي وشأنهم الكريم عنده في عالم الملكوت والجبروت ، وتهيئة مكانهم قربه والاهتمام بقدومهم عليه ، كما فيه بيان لحقيقة تهيئة مكانهم في الأرض وشأن محل مراقدهم وأهمية احترامه وتقديسه ، وهي رواية تنظم لكثير من الروايات المعرف لشأن الإمام الحسن عليه السلام وعلو قدره ، بل وشأن كربلاء وتربتها وما فيها من البركة ، كما يدل على أنه سيسهل الأمر على من يباشر من أهل الأرض في حفر الأرض ودفنهم كلا في محله المخصص له ، ومن المسلم إن رسول الله ينزل وتحفه الملائكة وكل الصالحين ، فهو سيد أهل الجبروت والملكوت بإذن الله ، وقد ذكرنا في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام تفاصيل دفن الإمام وصحبه عليهم السلام .


 

 

الإمام الكاظم يشفع لرجل :

وقال الشيخ الصدوق رحمه الله : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عليهم السلام قال:

دَخَلَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام : على هارون الرشيد ، و قد استخفه الغضب على رجل .

فَقَالَ لَهُ عليه السلام : إِنَّمَا تَغْضَبُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، فَلَا تَغْضَبْ لَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ .

الأمالي للصدوق ص19م6ح2 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص292ب28ح44 . وسائل الشيعة ج16ص147ب8  باب وجوب الغضب لله بما غضب به لنفسه حديث21204- 4 وفيه و قد استخفه الغضب على رجل ، فأمر أن يضرب ثلاثة حدود . فقال ..

 

اسم علي الرضا :

قال الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال‏ : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عَن سليمان بن حفص المروزي قال :

كان موسى : بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام :

 يُسَمِّي وَلَدَهُ عَلِيّاً : الرِّضَا .

وَ كَانَ يَقُولُ : ادْعُوا إِلَيَّ وَلَدِيَ الرِّضَا .

وَ قُلْتُ : لِوَلَدِيَ الرِّضَا .

وَ قَالَ لِي : وَلَدِيَ الرِّضَا .

وَ إِذَا خَاطَبَهُ قَالَ‏ : يَا أَبَا الْحَسَنِ‏  .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص13ب2ح2 .

يا طيب : في الحديث بيان لإمام الإمام الرضا عليه وعناية أبيه الكاظم عليه السلام به ، وهو أيضا يدل على ضرورة أن يبر الآباء أبنائهم واحترامهم لكي تتكون لهم شخصية قوية ويحترمهم الناس أيضا ، وكذلك نتيجته بر الأبناء للآباء ولو بعد حين ، فيحسن العمل بمعنى الحديث في التربية وتكنية الولد واحترامه .

 

الإمام الرضا يجيب شاعر :

قال الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : حدثني معمر بن خلاد و جماعة :

قالوا : دخلنا على الرضا عليه السلام .

فقال له بعضنا : جعلنا الله فداك ، ما لي أراك متغير الوجه .

فقال عليه السلام : إني بقيت ليلتي ساهرا متفكرا ، في قول مروان بن أبي حفصة :

أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ‏ _ لِبَنِي الْبَنَاتِ وِرَاثَةُ الْأَعْمَامِ‏

ثم نمت : فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادة الباب .

 و هو يقول‏ :

أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ‏ _ لِلْمُشْرِكِينَ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ‏

لِبَنِي الْبَنَاتِ نَصِيبُهُمْ مِنْ جَدِّهِمْ _ وَ الْعَمُّ مَتْرُوكٌ بِغَيْرِ سِهَامٍ‏

مَا لِلطَّلِيقِ وَ لِلتُّرَاثِ وَ إِنَّمَا _ سَجَدَ الطَّلِيقُ مَخَافَةَ الصَّمْصَامِ‏

قَدْ كَانَ أَخْبَرَكَ الْقُرْآنُ بِفَضْلِهِ‏ _ فَمَضَى الْقَضَاءُ بِهِ مِنَ الْحُكَّامِ‏

إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ الْمُنَوَّهَ بِاسْمِهِ‏ _ حَازَ الْوِرَاثَةَ عَنْ بَنِي الْأَعْمَامِ‏

وَ بَقِيَ ابْنُ نَثْلَةَ وَاقِفاً مُتَرَدِّداً _ يَبْكِي وَ يُسْعِدُهُ ذَوُو الْأَرْحَامِ‏

 

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص175ب43ح2 . المراد بالطليق العباس أسر وأطلق وكذلك أطلق في فتح مكة . الصمصام: السيف الصارم.و الضمير في بفضله يرجع الى عليّ عليه السلام . و المراد بابن نثلة العباس رحمه الله. و في بعض النسخ يرثى بدل يبكى .

 

الإمام الرضا يعض المأمون :

وقال المفيد رحمه الله في الاختصاص قَالَ عبد العظيم الحسني :

كَتَبَ الْمَأْمُونُ : إِلَى الرِّضَا عليه السلام ، فَقَالَ : عِظْنِي .

فَكَتَبَ عليه السلام إِلَيْهِ :‏

إِنَّكَ فِي دُنْيَا لَهَا مُدَّةٌ _ يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ‏

أَ مَا تَرَى الْمَوْتَ مُحِيطاً بِهَا _ يَسْلُبُ مِنْهَا أَمَلَ الْآمِلِ‏

تُعَجِّلُ الذَّنْبَ بِمَا تَشْتَهِي‏ _ وَ تَأْمُلُ التَّوْبَةَ مِنْ قَابِلٍ‏

وَ الْمَوْتُ يَأْتِي أَهْلَهُ بَغْتَةً _ مَا ذَاكَ فِعْلَ الْحَازِمِ الْعَاقِلِ‏

الاختصاص ص97 .

 

عبد العظيم يبلغ عن الرضا :

قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإختصاص : وَ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ :

 يَا عَبْدَ الْعَظِيمِ‏ : أَبْلِغْ عَنِّي أَوْلِيَائِيَ السَّلَامَ ، و قل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، و مرهم بالصدق في الحديث ، و أداء الأمانة .

وَ مُرْهُمْ : بالسكوت ، و ترك الجدال فيما لا يعنيهم ، و إقبال بعضهم على بعض ، و المزاورة ، فإن ذلك قربة إلي .

وَ لَا يَشْتَغِلُوا أَنْفُسَهُمْ : بتمزيق بعضهم بعضا ، فإني آليت على نفسي إنه من فعل ذلك و أسخط وليا من أوليائي ، دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب ، و كان‏ في الآخرة من الخاسرين .

وَ عَرِّفْهُمْ : أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِمُحْسِنِهِمْ ، و تجاوز عن مسيئهم ، إلا من أشرك به ، أو آذى وليا من أوليائي ، أو أضمر له سوءا ، فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه ، فإن رجع ، و إلا نزع روح الإيمان عن قلبه ، و خرج عن ولايتي ، و لم يكن له نصيبا في ولايتنا ، و أعوذ بالله من ذلك .

الاختصاص ص247 . بحار الأنوار ج71ص230ب 15 حقوق الإخوان و استحباب تذاكرهم و ما يناسب ذلك من المطالب حديث2 .

 

فضل زيارة الإمام الرضا :

ذكر الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضوان الله عليه قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا أبو سعيد الحسن بن أبي زياد الآدمي الرازي قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ‏ :

 مَا زَارَ أَبِي عليه السلام : أَحَدٌ ، فَأَصَابَهُ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ بَرْدٍ أَوْ حَرٍّ ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ.

الأمالي للصدوق ص654م94ح1 . وسائل الشيعة ج14ص560ب82 باب استحباب زيارة قبر الرضا 19822- 25 ,

 

قال الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام قال:

 ضَمِنْتُ : لِمَنْ زَارَ أَبِي عليه السلام بِطُوسَ ، عَارِفاً بِحَقِّهِ ، الْجَنَّةَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص256ب66ح7 .وسائل الشيعة ج‏14ص556ب82 باب استحباب زيارة قبر الرضا حديث19811- 14.

 

وقال الصدوق رحمه الله في العيون : وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ في الحديث السابق :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قلت لأبي جعفر محمد بن علي عليه السلام :

 قد تحيرت : بين زيارة قبر أبي عبد الله عليه السلام ، و بين زيارة قبر أبيك عليه السلام بطوس ، فما ترى ؟

فقال لي : مكانك ، ثم دخل و خرج ، و دموعه تسيل على خديه .

فَقَالَ عليه السلام : زُوَّارُ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَثِيرُونَ ، وَ زُوَّارُ قَبْرِ أَبِي بِطُوسَ قَلِيلُون َ.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص256ب66ح8 . وسائل الشيعة ج‏14ص563ب85 باب استحباب اختيار زيارة الرضا عليه السلام على زيارة الحسين عليه السلام حديث 19831- 3 .

قال الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال : حدثني سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيَّ عليه السلام يَقُولُ‏ :

أَهْلُ قُمَّ : وَ أَهْلُ آبَةَ ، مَغْفُورٌ لَهُمْ .

لِزِيَارَتِهِمْ : لِجَدِّي عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام بِطُوسَ .

أَلَا وَ مَنْ زَارَهُ : فَأَصَابَهُ فِي طَرِيقِهِ قَطْرَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، حَرَّمَ اللَّهُ جَسَدَهُ عَلَى النَّارِ.

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏2ص260ب66ح22 . وسائل الشيعة ج14ص558ب82 باب استحباب زيارة قبر الرضا 19816- 19 .

 

 

خصائص قائم آل محمد :

يا طيب : مر حديث عرض الدين على الإمام الهادي عليه السلام ، وفيه بعض التعريف للإمام الحجة وغيبته وظهوره وعده وضرورة انتظار الفرج ، وهذه أحاديث كريمة تعرف كثير من خصائصه وأخوال ظهوره ، فلنتدبرها :

قال الصدوق رحمه الله : حدثنا محمد بن أحمد الشيباني‏ رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عليه السلام :

 إني لأرجو : أن تكون القائم من أهل بيت محمد ، الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما  .

فقال عليه السلام : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ما منا إلا و هو قائم بأمر الله عز و جل ، و هاد إلى دين الله .

و لكن القائم : الذي يطهر الله عز و جل به الأرض من أهل الكفر و الجحود ، و يملؤها عدلا و قسطا .

هو الذي : تخفى على الناس‏ ولادته ، و يغيب عنهم شخصه ، و يحرم عليهم تسميته  .

و هو : سمي رسول الله ، و كنيه .

و هو الذي : تطوى له الأرض ، و يذل له كل صعب .

وَ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ : مِنْ أَصْحَابِهِ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ، ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مِنْ أَقَاصِي الْأَرْضِ .

و ذلك قول الله عز و جل‏ : { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) }البقرة .

 فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ : هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ ، أَظْهَرَ اللَّهُ أَمْرَهُ .

فَإِذَا كَمَلَ لَهُ : الْعَقْدُ ، وَ هُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ ، خرج بإذن الله عز و جل ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز و جل .

قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ : فقلت له : يا سيدي و كيف يعلم أن الله عز و جل قد رضي ؟

 قال : يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة ، أخرج اللات و العزى فأحرقهما .

كمال الدين و تمام النعمة ج2ص377ب36ح2 . كفاية الأثر ص281 .إعلام الورى بأعلام الهدى ج2ص243ف2 . الإحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2ص449 .

 

غيبة القائم وسببها :

قال الصدوق رحمه الله في الكمال : حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي قال:

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال :

 لِلْقَائِمِ مِنَّا : غَيْبَةٌ أَمَدُهَا طَوِيلٌ .

كَأَنِّي بِالشِّيعَةِ : يَجُولُونَ جَوَلَانَ النَّعَمِ فِي غَيْبَتِهِ ، يَطْلُبُونَ الْمَرْعَى فَلَا يَجِدُونَهُ .

أَلَا فَمَنْ : ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَى دِينِهِ ، وَ لَمْ يَقْسُ قَلْبُهُ لِطُولِ أَمَدِ غَيْبَةِ إِمَامِهِ .

فَهُوَ : مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

ثُمَّ قَالَ عليه السلام : إِنَّ الْقَائِمَ مِنَّا إِذَا قَامَ ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ .

فَلِذَلِكَ : تَخْفَى وِلَادَتُهُ ، وَ يَغِيبُ شَخْصُهُ.

كمال الدين و تمام النعمة ج1ص303ب26ح14 .إعلام الورى بأعلام الهدى ص426ف2 .

 

 

انتظار الفرج والظهور :

ذكر الصدوق رحمه الله في كمال الدين : حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا أبو تراب عبد الله بن موسى الروياني قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ : بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني قال :

 دخلت : على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام : و أنا أريد أن أسأله عن القائم أ هو المهدي أو غيره؟

فابتدأني فقال لي : يا أبا القاسم ، إن القائم منا هو المهدي ، الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، و يطاع في ظهوره ، و هو الثالث من ولدي .

و الذي بعث : محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ، و خصنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم ، حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا و عدلا ، كما ملئت جورا و ظلما .

و إن الله تبارك و تعالى : ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام ، إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا ، فرجع و هو رسول نبي .

ثم قال عليه السلام : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .

كمال الدين و تمام النعمة ج2ص377 ب36ح1 . كفاية الأثر ص280 .إعلام الورى بأعلام الهدى ص435ف2 .

 

المنتظر مع المهدي :

ذكر الكليني رحمه الله : عن الحسين‏ بن علي العلوي، عن سهل بن جمهور .

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن الحسن بن الحسين العرني، عن علي بن هاشم ، عن أبيه :

عن أبي جعفر عليه السلام قال:

مَا ضَرَّ : مَنْ مَاتَ مُنْتَظِراً لِأَمْرِنَا ، أَلَّا يَمُوتَ فِي وسَطِ فُسْطَاطِ الْمَهْدِيِ‏ ، أَوْ عَسْكَرِهِ .

الكافي ج2ص252ب84ح959/ 6 . من عرف حقّ أهل البيت ، و قال بوجود الإمام المهديّ و أنتظر ظهوره ، لا يضرّه أن لا يدرك الإمام ويعاصر المهديّ و لا يموت في فسطاته أو في عسكره ، فإنّه يدرك ويحصل على تلك الفضيلة لمناصريه في عصره ، و ينال تلك الكرامة والأجر والثواب بحسب الواقع لتسليمه له وانتظار فرجه محتسبا أمره إلى الله ، ولم يسلم أمره لأعداء أهل البيت ومخالفيهم ومعانديهم .

 

ويل للمرتاب بالغائب :

ذكر النعماني رحمه الله : حدثنا محمد بن همام قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن عصام قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ : عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام ، أنه سمعه يقول‏ :

إِذَا مَاتَ : ابْنِي عَلِيٌّ ، بَدَا سِرَاجٌ بَعْدَهُ .

ثُمَّ خَفِيَ :

 فَوَيْلٌ : لِلْمُرْتَابِ ، وَ طُوبَى لِلْغَرِيبِ الْفَارِّ بِدِينِهِ .

ثُمَّ يَكُونُ : بَعْدَ ذَلِكَ أَحْدَاثٌ ، تَشِيبُ فِيهَا النَّوَاصِي ، وَ يَسِيرُ الصُّمُّ الصِّلَابُ‏ .

ثم علق على الحديث : أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر الخلق الكثير و الجم الغفير و لم يبق عليه ممن كان فيه إلا النزر اليسير ، و ذلك لشك الناس و ضعف يقينهم و قلة ثباتهم على صعوبة ما ابتلي به المخلصون الصابرون و الثابتون و الراسخون في علم آل محمد عليهم السلام ، والراوين لأحاديثهم هذه ، العالمون بمرادهم فيها ، الدارون‏  لما أشاروا إليه في معانيها ، الذين أنعم الله عليهم بالثبات و أكرمهم باليقين- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ .

الغيبة للنعماني ص186ح37 . ومعنى : سير الصم الصلاب : كناية عن شدة الامر و تغير الزمان حتّى كأنّ الجبال زالت عن مواضعها ، أو عن تزلزل الثابتين في الدين عنه. و يعني أهل الدراية و الفهم لمغزى كلامهم و مقاصد ألفاظهم و تعابيرهم .

العناء للتارك آل محمد :

ذكر الكليني رحمه الله : عن بعض أصحابنا ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن مالك بن عامر، عن المفضل بن زائدة ، عن المفضل بن عمر قال:

قال أبو عبد الله عليه السلام :

 مَنْ دَانَ اللَّهَ‏ : بِغَيْرِ سَمَاعٍ عَنْ صَادِقٍ‏ ، أَلْزَمَهُ اللَّهُ‏ أَلْبَتَّةَ إِلَى‏الْعَنَاءِ .

و مَنِ ادَّعى‏ : سَمَاعاً مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي فَتَحَهُ اللَّهُ ، فَهُوَ مُشْرِكٌ .

 و ذلِكَ الْبَابُ : الْمَأْمُونُ‏ عَلى‏ سِرِّ اللَّهِ الْمَكْنُونِ .

الكافي ج2ص266ب78ح981/ 4 . البتة قطعا ، والعناء المشقة والتعب ـ وفي الغيبة للنعماني ص134ح18 ، وفيه الزمه التيه إلى العناء ، الصلف و الكبر و الضلال و الحيرة، فهو مفعول ثان لألزمه . وسائل الشيعة ج27ص82ب8 باب وجوب العمل بأحاديث النبي ص و الأئمة ع المنقولة في الكتب المعتمدة و روايتها و صحتها و ثبوتها حديث 33268- 23 . وسائل الشيعة ج27ص128ب10 باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ع فيما يقول برأيه و فيما لا يعمل فيه بنص عنهم عليهم السلام حديث 33393- 12 .

قال المولى المازندراني رحمه الله : قوله عليه السلام : ألزمه اللّه البتة إلى العناء : العناء : بالفتح المشقة اسم من عناه يعنيه ، و المراد بها المشقة الأخروية و الشقاوة الأبدية ، و في لفظ البتة اشعار بأن الالزام مقطوع به لا رجعة فيه .

قوله عليه السلام : فهو مشرك : لان من جعل للإمام شريكا كان كمن جعل للنبي شريكا ، و من جعل للنبي شريكا كان كمن جعل للّه تعالى شريكا .

و أيضا : من رد امام اللّه تعالى و أخذ إماما آخر ، فقد ضاد اللّه تعالى في أمره ، و من ضاده فهو مشرك .

و أيضا : من اتخذ إماما آخر ، فكأنه اتخذ إلها ، فهو مشرك .

قوله : و ذلك الباب المأمون ؛ ذلك : اشارة إلى الباب الّذي فتحه اللّه تعالى و هو مبتدأ ، و الباب المأمون ؛ خبره ، و يحتمل أن يكون : ذلك الباب مبتدأ ، و المأمون ، خبره و الجملة كالتعليل للسابق.

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج6ص 335 .

تعجب عبد العظيم :

قال الصدوق رحمه الله في العيون : و حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن محمد القطان قال : حدثنا عبد الله بن موسى الروياني أبو تراب :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده‏ عليهم السلام :

أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْبَاقِرَ : جمع ولده ، وفيهم عمهم زيد بن علي عليه السلام.

 ثم أخرج إليهم : كتابا بخط علي عليه السلام ، و إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 مكتوب فيه : هذا كتاب‏ من الله العزيز الحكيم‏ .

حديث اللوح : إلى الموضع الذي يقول فيه‏ :

و أولئك : هم المهتدون‏ .

ثم قال في آخره : قال عبد العظيم :

العجب : كل العجب ، لمحمد بن جعفر و خروجه .

و قد سمع : أباه عليه السلام يقول هذا و يحكيه .

ثم قال‏ : هذا سر الله و دينه و دين ملائكته ، فصنه إلا عن أهله و أوليائه .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص45ب6ح4 . كمال الدين و تمام النعمة ج1ص313ب28 .إعلام الورى بأعلام الهدى ص395ف2 .

يا طيب : محمد بن‏ جعفر الصادق‏ السلام عم الإمام الرضا عليه السلام ، و قيل كان ملقبا بالديباج و كان شجاعا كريما سخيا.

و في بعض كتب السير : أنه كان يرى رأى الزيدية في أن الامام من نسل فاطمة عليها السلام من يخرج بالسيف ، فخرج في سنة تسع و تسعين و مائة على المأمون فًغلب بعد المحاربة و أخذ و بعث الى المأمون و هو في خراسان ، فعززه و أكرمه و مات في جرجان عند توجه المأمون الى بغداد فدخل المأمون بنفسه في قبره و دفنه .

شرح الكافي للمولى صالح المازندراني ج7ص277ح9 .

 

سبب عداء الشيعة :

ذكر الصدوق في العلل : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن سليمان بن سفيان ، عن صباح الحذاء ، عن يعقوب بن شعيب قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام :

 من أشد الناس : عليكم ؟

فقلت : كل الناس ، فأعادها علي . فقلت : كل الناس .

فقال : أ تدري لم ذاك ؟ قلت : لا أدري .

قال عليه السلام : إن إبليس :

دعاهم : فأجابوه ، و أمرهم فأطاعوه .

وَ دَعَاكُمْ : فَلَمْ تُجِيبُوا ، وَ أَمَرَكُمْ فَلَمْ تُطِيعُوا .

 فَأَغْرَى : بِكُمُ النَّاسَ .

علل الشرائع ج2ص598ب385ح46 .

 

أبتعد عن النواصب :

ذكر الصدوق في العلل : وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن حرب عن شيخ من بني أسد يقال له عمرو ، عن ذريح ، عن أبي عبد الله قال :

 أصاب : بعيرا لنا علة ، و نحن في ماء لبني سليم .

فقال الغلام : يا مولاي أنحره .

قال : لا تريث ، فلما سرنا أربعة أميال .

قال : يا غلام انزل فانحره ، و لأن تأكله السباع لأحب إلي من أن تأكله الأعراب.

علل الشرائع ج2ص599ب385ح48 . يا طيب : لعله هؤلاء الأعراب كانوا نواصب ، وإلا كانوا مخالفين له وكان يطعمهم وينفق عليهم ، وقيل له في ذلك ، قالوا لو كانوا موافقين لقاسمناهم الأموال . وذكره الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة ج9ص417ب21 باب جواز الصدقة على المجهول الحال بالقليل و استحبابها على من وقعت له الرحمة في القلب و عدم جواز الصدقة على من عرف بالنصب أو نحوه .

 

حب الله والنبي وآله :

قال الصدوق رحمه الله في العلل : حدثنا محمد بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمد بن خالد :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن الفضل عن شيخ من أهل الكوفة عن جده من قبل أمه و اسمه سليمان بن عبد الله الهاشمي قال :

سمعت محمد بن علي يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  للناس و هم مجتمعون عنده‏ :

أَحِبُّوا اللَّهَ : لِمَا يَغْدُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ .

وَ أَحِبُّونِي : لِلَّهِ تَعَالَى .

وَ أَحِبُّوا قَرَابَتِي : لِي .

علل الشرائع ج2ص599ب385ص52 .

 

 

حديث الضحضاح :

قال بن فخار الموسوي رحمه الله في الإيمان : و أخبرني بنحو من هذا الحديث السيد الإمام أبو علي عبد الحميد بن عبد الله التقي العلوي الحسيني النسابة رحمه الله ، بإسناده إلى الشريف النسابة المحدث أبي علي عمر بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، و كان الشريف أبو علي هذا يعرف بالموضح و كان ثقة جماعا جامعا ، و يقال له ابن اللبن و هو كوفي معروف ، قال روى الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه :

 

بإسناده له أن عبد العظيم بن عبد الله العلوي الحسني المدفون بالري ، كان مريضا :

 يكتب : إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام عرفني يا ابن رسول الله عن الخبر المروي : أن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه .

فَكَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليه السلام :

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، أَمَّا بَعْدُ :

فَإِنَّكَ : إِنْ شَكَكْتَ فِي إِيمَانِ أَبِي طَالِبِ ، كَانَ مَصِيرُكَ إِلَى النَّارِ  .

إيمان أبي طالب للفخار الموسوي ص: 77 ، وذكر في الهامش اخرج شيخنا الأميني هذا الحديث في الغدير: 395/ 7 مصدره كتابنا هذا، و ضياء العالمين لأبي الحسن الشريف الفتوني و هو كتاب مخطوط توجد نسخة منه في مكتبة الحجة الشيخ حسن ابن العلامة الشيخ محسن الجواهري في النجف الأشرف.

 

قاتل الأنبياء وأبناءهم ولد زنا :

قال ابن قولويه جعفر بن محمد : حدثني أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله ، و عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بن عبد الله بن علي الحسني : عن الحسن بن الحسين العمري ، عن الحسين بن شداد الجعفي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

‏ لَا يَقْتُلُ : الْأَنْبِيَاءَ وَ أَوْلَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، إِلَّا وَلَدُ زِنًا .

كامل الزيارات ص79ب25ح10.

 

 

‏ملعون المقاتل للإمام علي :

قال بن شاذان رحمه الله : حدثني الشريف أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي رحمه الله قال : حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال : حدثني حماد بن مهران قال‏ :

 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا محمد بن كثير قال : حدثني إسماعيل بن زياد البزاز ، عن أبي إدريس ، عن رافع  مولى عائشة قال :

 كنت غلاما : أخدم عائشة ، فكنت إذا كان النبي صلى الله عليه وآله عندها قريبا أعاطيهم .

قال : فبينما النبي عندها ذات يوم ، و إذا داق يدق الباب ، فخرجت إليه ، فإذا جارية معها طبق مغطى .

قال : فرجعت إلى عائشة فأخبرتها ، فقالت : أدخلها ، فدخلت فوضعته بين يدي عائشة ، فوضعته عائشة بين يدي النبي ، فجعل يتناول منه و يأكل ، و خرجت الجارية .

فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لَيْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ ، وَ إِمَامَ الْمُتَّقِينَ ، يَأْكُلُ مَعِي .

فقالت عائشة : و من هو يا رسول الله المجتمعة فيه هذه الخصال .

 فسكت : ثم أعاد الكلام مرة أخرى ،

 فقالت عائشة : مثل ذلك فسكت النبي .

فجاء أحد : و دق علينا الباب ، فخرجت إليه .

فَإِذَا هُوَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .

 قَالَ : فَرَجَعْتُ ، وَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ : عَلِيٌّ عَلَى الْبَابِ .

فَقَالَ : أَدْخِلْهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ مَرْحَباً وَ أَهْلًا بِكَ‏ ، لَقَدْ تَمَنَّيْتُكَ مَرَّتَيْنِ ، حَتَّى لَمَّا أَبْطَأْتَ عَلَيَ‏ .

سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ : أَنْ يَأْتِيَنِي بِكَ ، أجْلِسْ وَ كُلْ ، فَجَلَسَ وَ أَكَلَ مَعَهُ.

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله : يَا عَلِيُ‏ ، قَاتَلَ اللَّهُ مَنْ قَاتَلَكَ ، وَ عَادَى مَنْ عَادَاكَ .

فقالت عائشة : وَ مَنْ يُقَاتِلُهُ وَ مَنْ‏ يُعَادِيهِ .

قَالَ : أَنْتِ وَ مَنْ مَعَكِ مَرَّتَيْنِ ، أَيْدِيهِمْ أَيْدِيهِمْ مَعَكِ مَرَّتَيْنِ ، تَرْضَيْنَ بِذَلِكِ وَ لَا تُنْكِرِيهِ .

 مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين و الأئمة ص75المنقبة 43 . و اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ص246ب82 ، و غاية المرام 18 ح 16، و ص 45 ح 56 و ص 620 ح 20.التحصين التحصين لابن طاووس ص576ب28 .

 

 

آيات مؤولة بالإمامة

يا طيب : القرآن الكريم هو ما بين الدفتين والله سبحانه وتعالى حافظ عليه بأئمة الحق المعصومين من آل محمد بعد نزوله على سيد المرسلين صلى الله عليهم وسلم ، وقد بينا مفصلا في صحيفة سادة الوجود بشرح كريم واسع ، أهمية ودور الإمام علي عليه السلام في الحفاظ عليه نصا ومعنى وشرحا وتفسيرا وتأويلا وما يراد من ظاهره وباطنه ، وإن قطعا القرآن الكريم هو ما بيد المؤمنين الآن لم يغير ولا يبدل ، وبحمد الله هذا هو الذي نص عليه جميع علماء الشيعة ومفسريهم ونصوص روايات أهل البيت عليهم السلام الكثيرة في هذا المعنى .

وأما ما يذكر : من التأويل والباطن والشرح ببيان أعلى مصاديق الآيات ، هذا هو التفسير الحق وأعلى شأن النزول المراد من آيات القرآن الكريم وتفسيرها ، وإلا بدون معرفة حقائق تأويلة وباطنه أو جريانه ، تكون الآية بدون بيان المصداق الحق والكامل التام لها ، و مهما علا بيانها وأحكمت بلاغتها وشرح معناها وفسر مفهومها ، يكون تفسير وبيان نقاص وساكت عن الحق وما يراد منها.

فمثلا : إن فسرنا { أهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } الفاتحة ، وذكرنا أنواع الصراط في الدنيا والآخرة ولم نعرف المنعم عليهم حقا بأعلى مصداق ، يكون تفسير ناقص مهما فسرنا سورة الفاتحة كلها ولو أطلناه مجلدات فإنه لا ينفع ويكون سكوت عن الحق ، ولا يكفي أن نقول هم المهتدون الغير ضالون ، وهم مثلا الأنبياء ، لأنه الأنبياء يجب الإيمان بهم ولكن منسوخة تعاليمهم وشريعتهم ، نعم هم منعم عليهم في زمانهم بتطبيقهم لشريعتهم .

 فحتما في الإسلام : هناك جمع منعم عليهم يجب أن نقتدي بهم ونسير على طريقتهم ونسلك صراطهم وهم منعم عليهم بهدى الصراط المستقيم حقا بأعلى كمال وتعليم وبيان وتطبيق وعبودية عمل ، ويكون كل من خالفهم ضال مغضوب عليه ، فمن هم ؟ فهذا ما يجب أن نعرفه ، وهذا ما تبينه أحاديث التأويل من الراسخون بعلم الكتاب وهم آل محمد عليهم الصلاة والسلام ، ويجب أن نعرف أنهم يقولون التفسير والشرح والتأويل والبيان كله من عند الله تعالى ، وبتعليم الله تعالى وبوحي نزل به جبرائيل على سيد المرسلين .

فنفس الآيات : نصا نازلة ، وتأويلها وشرحها أيضا نازل وإن لم يكن الآن في نفس نص القرآن ، لأنه شرح وتفسير وتأويل ومراد النص موكول للنبي ومن علمه بحق ، ومنهم يعرف معنى وتأويل وتفسير نص الكلام وفحواه ، وعدم ذكره لا يخرج القرآن من حكمته لأنه موكول بيانه للنبي ووصيه وخليفته بالحق ، وهذا مثل عدم تفصيل عدد ركعات الصلاة وكيفية الحج والخمس والزكاة وغيرها من تعاليم الدين الموكول أمرها إلى بيان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله .

ويا طيب : ما ستراه هنا من تأويل الآيات هو بيان لأعلى مصداقها وأهمه وأفضله وأكرمه ، وإن كان يشرح ويفسر بأنه هكذا نزلت أي نزل تفسيرها معها وشرح تأويلها حين نزولها ، لا أنه القرآن حرف ، نعم من لم يقبل ما يشرح النبي وآله قد أنحرف عن المعنى وأبتعد عن ما أراد الله من النص المنزل وكيف يجب أن يفهم ويتعبد له به إيمانا .

 فيا طيب : تدبر معاني الآيات بنصها ، و بأعلى مصداق وأكمل حقيقة فرد لها ، والنازل على النبي الأكرم مع النص ، وكان بيانه عليه وعلى آله فيما يأتي ، وفي سندها السيد الجليل عبد العظيم رحمه الله :

 

الأئمة متوسمون وهم السبيل :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن ابن أبي عمير قال : أخبرني أسباط بياع الزطي‏ قال :

كنت : عند أبي عبد الله عليه السلام، فسأله رجل‏ عن قول الله عز و جل : { إِنَّ فِي ذلِكَ‏ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ‏ (75) وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ‏ (76) } الحجر .

قال فقال عليه السلام : نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ‏ ، وَ السَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ‏ .

الكافي ج1ص540ب38ح578/ 1 . المتوسّمون ، أي المفترسون أي العارفون بحقيقة الأمر المعروض عليهم والحاكين عنه . يقال: توسّمتُ فيه الخير، إذا تفرّسته فيه، و رأيت فيه وسمه، أي أثره و علامته . و السبيل طريق الجنّة وهو الهدى الحق الموصل لرضا الله تعالى .

قال المولى المازندراني في شرحه للكافي : قوله  { وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ }

 تفسيره : على ما فسّره عليه السّلام ، أنّ تلك القصة و كيفيّتها و كيفيّة حدوثها و أسبابها و آثارها و وخامة عاقبتها ، لمع سبيل مقيم ثابت دائم لا يندرس و لا يبطل إلى يوم القيامة ، و ذلك السبيل هو الإمامة الثابتة لعترة الرّسول، و ليس المراد به سبيل قرية المعذّبين و آثارها لأنّها غير ثابتة أبدا .

قوله عليه السلام : و السبيل فينا مقيم ، أي السبيل و هو الإمامة ، لأنّها سبيل الحقّ ، و طريق الجنّة مقيم ثابت فينا أهل البيت ، لا يزول و لا يندرس أبدا ، أشار بذلك إلى أنّ المراد بالسبيل الإمام و الإمامة ، لا سبيل القرية كما هو المشهور بينهم .

قوله : الزطّيّ في الصحاح الزّطّ جيل من الناس الواحد الزّطّي مثل الزّنج و الزّنجي و الرّوم و الرّومي، و في المغرب الزّطّ جيل من الهند إليهم ينسب الثياب الزّطّيّة و في النهاية الأثيريّة جنس من السودان و الهنود.

قوله : { إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} ، أي أنّ في ذلك المذكور من الصيحة على قوم لوط ، و جعل عالي مدينتهم سافلها و إمطار الحجارة عليهم ، { لآيات للمتوسّمين } : أي الّذين يتوسّمون الأشياء و يتفرّسون في حقائقها و أسبابها و آثارها ، و يتفكّرون في مباديها و عواقبها و يثبتون في النظر إليها حتّى يعرفوها بسماتها كما ينبغي.

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج5ص336 .

 

 

الإمام علي لا يشركه أحد :

ذكر بن شهر آشوب رحمه الله : قوله تعالى : {  لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) } الزمر ، المراد به أمته .

قال ابن عباس : نزل القرآن بإياك أعني فاسمعي يا جار ، مثل قوله :

{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ  (1) } الطلاق .

قال السيد عبد العظيم و السيد المرتضى : سبب نزول هذه الآية ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما نص على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة في ابتداء الأمر .

جاء قوم من قريش فقالوا : يا رسول الله ، إن الناس قريبو عهد بالإسلام ، و لا يرضون أن تكون النبوة فيك و الإمامة في ابن عمك ، فلو عدلت بها إلى غيره لكان صوابا .

فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله : ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه ، و لكن الله أمرني به و فرضه عليّ .

فقالوا : فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك ، فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش ليسكن إليه الناس ، ليتم لك أمرك و لا يخالف الناس ـ

فنزلت الآية قوله سبحانه : { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم (109) } هود .

نهى الله تعالى : نبيه ، و المراد به أمته ، لأنهم لم يكونوا في شك من عبادة الكفار المقدم ذكرهم .

متشابه القرآن و مختلفه ج2ص14سورة الزمرآية 65فصل في الحبط .

 

 

علي خليفة وإلا يحبط عملك :

قال بن شهر آشوب : عن عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ الْحَسَنِيُّ ، عن الإمام الصادق عليه السلام في خبر :

قال عليه السلام : رجل من بني عدي ، اجتمعت إلى قريش فأتينا النبي .

فقالوا : ، يا رسول الله ، إنا تركنا عبادة الأوثان و اتبعناك ، فأشركنا في ولاية علي ، فنكون شركاء .

فهبط جبرئيل عليه السلام : على النبي صلى الله عليه وآله فقال :

 يا محمد : لئن أشركت ، ليحبطن عملك‏ الآية :

{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) } الزمر .

قال الرجل : فضاق صدري ، فخرجت هاربا لما أصابني من الجهد .

فإذا أنا : بفارس قد تلقاني على فرس أشقر عليه عمامة صفراء ، يفوح منه رائحة المسك.

فقال : يَا رَجُلُ لَقَدْ عَقَدَ مُحَمَّدٌ عُقْدَةً لَا يَحُلُّهَا إِلَّا كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ .

قال : فأتيت النبي فأخبرته .

فقال : هل عرفت الفارس ، ذَاكَ جَبْرَئِيلُ عَرَضَ عَلَيْكُمْ عَقْدَ وَلَايَةٍ ، إِنْ حَلَلْتُمُ الْعَقْدَ أَوْ شَكَكْتُمْ ،كُنْتُ خَصْمَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام ج3ص38 فصل في قصة يوم الغدير .

 

بالولاء لآل محمد الإيمان :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران ،  ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن موسى بن محمد ، عن يونس بن يعقوب ، عمن ذكره :

عن أبي جعفر عليه السلام‏ في قوله تعالى ‏: { وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16) } الجن .

قال عليه السلام : يعني لو استقاموا على‏ ولاية أمير المؤمنين علي‏ و الأوصياء من ولده عليهم السلام ، و قبلوا طاعتهم في أمرهم و نهيهم‏ { لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً } .

يقول : لَأَشْرَبْنَا قُلُوبَهُمُ الْإِيمَانَ .

وَ الطَّرِيقَةُ : هِيَ الْإِيمَانُ بِوَلَايَةِ عَلِيٍ‏ وَ الْأَوْصِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .

الكافي ج1ص546ب30ص589/ 1 . الغدق : الماء الكثير . وفي الكافي ج2ص382ب108ح1126/ 39 .

 و الطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب‏ و الأوصياء عليهم السلام . ويا طيب : لا طريقة أحق وأهدى من الصراط المستقيم لعلي وآله آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وبها يتم الإيمان وكمال الدين وحقيقة العبودية لله تعالى ، وإلا فلا شيء لمن يخالفهم ولا استقامة لمن يضل عنهم ، فمن يحب أن يستقيم على دين الله الحق وهداه الصادق وعبوديته المخلصة ، فلابد له أن يقتدي ويتعلم ويعمل بمعارف آل محمد عليهم السلام ولا يخالفهم في شيء أبدا .

وذكر المولى المازندراني رحمه الله في قوله : يقول عليه السلام :

لأشربنا قلوبهم الإيمان  : إطلاق الماء على الإيمان من باب الاستعارة ، لاشتراكهما في معنى الاحياء ، إذا الايمان سبب لحياة القلوب سيّما الكامل منه ، و هو المقارن للطاعة في الأوامر و النواهي ، كما أنّ الماء سبب لحياة الأرض و نضارتها .

قوله  : فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام :

{ استقاموا } : تفسير الآية على ما ذكره عليه السّلام .

{ إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ } : إقرار بتوحيده و ربوبيّته .

{ ثُمَّ اسْتَقامُوا } على الإقرار بالأئمّة و متابعتهم واحدا بعد واحد ، و العطف بثمّ للدّلالة على تراخي هذا عن ذاك وتوقّفه عليه.

{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ } : عند الاختصار و عند الخروج من القبر و في البرزخ أيضا .

{ أَلَّا تَخافُوا } : من لحوق المكروه .

{ وَ لا تَحْزَنُوا } : من فوات المحبوب لما بكم من أصل جميع الخيرات .

{ وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } : في الدّنيا على لسان الرّسول ، و الإبشار يجي‏ء متعدّيا و لازما ، و نقول : أبشرت الرّجل إبشارا ، إذا أخبرته بما يوجب سروره ، و بشّرته بخير فأبشر إبشارا أي سرّ و الأخير هو المراد هنا .

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج5ص342 .


 

واجب سامع الحديث وناقله :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران رحمه الله .

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ الْحَسَنِيِّ : عن علي بن أسباط ، عن علي بن عقبة ، عن الحكم بن أيمن ، عن أبي بصير ، قال :

سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن قول الله عز و جل :

 { الَّذِينَ  يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ  (18)} الزمر .

( قال ) : هُمُ الْمُسَلِّمُونَ لآِلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذِينَ إِذَا سَمِعُوا الْحَدِيثَ ، لَمْ يَزِيدُوا فِيهِ ، و لَمْ يَنْقُصُوا مِنْهُ‏ ، جَاؤُوا بِهِ كَمَا سَمِعُوهُ .

الكافي ج2ص307ب95ح1025/ 8 .

 

الأئمة من رحمهم الله :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران رحمه الله .

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن علي بن أسباط ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن زيد الشحام قال:

قال لي أبو عبد الله عليه السلام : و نحن في الطريق في‏ ليلة الجمعة : اقرأ ؛ فإنها ليلة الجمعة قرآنا .

 فَقَرَأْتُ : { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (41) إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) } الدخان .

فقال أبو عبد الله عليه السلام : نَحْنُ و اللَّهِ الَّذِي‏ يَرْحَمُ‏ اللَّهُ ، و نَحْنُ و اللَّهِ الَّذِي‏ اسْتَثْنَى اللَّهُ ، لكِنَّا نُغْنِي عَنْهُمْ .

الكافي ج2ص391ب108ح1143/ 56 .

 

الإمام علي أذن واعية :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عن يحيى بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما نزلت‏ :

{ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12) } الحاقة .

قال رسول الله صلى الله عليه و آله : هِيَ‏ أُذُنُكَ يَا عَلِيُّ .

الكافي ج2ص392ب108ح1144/ 57 .

قال المولى المازندراين رحمه الله : قوله :

قال : { وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ } : لما أخبر اللّه تعالى عن اهلاك ثمود و عاد و فرعون و أتباعه ، و قوم لوط و قوم نوح و انجاء أصحابه بحملهم في الجارية .

قال : { لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ } : أي لنجعل لكم هذه الفعلة ، و هي انجاء المؤمنين بحملهم في الجارية و اغراق الكافرين ، أو لنجعل العقوبات المذكورة كلها ، تذكرة للعقوبة و الرحمة بسبب المعصية و الطاعة ، و عبرة لأهل التذكر و التفكر في عاقبة الأمور .

{ وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ } :  أي تحفظها إذن حافظة ، يحفظ ما يجب حفظه و ينبغي ضبطه ، بتذكيره و اشاعته و العمل بموجبه .

قوله : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : هي أذنك يا علي .

 قال صاحب الطرائف قدس اللّه روحه : روى الثعلبي فى تفسير قوله تعالى  { وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ }. قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم : سألت اللّه تعالى أن يجعلها اذنك يا علي .

 قال علي : فما نسيت بعد ذلك شيئا ، و ما كان لي أن أنساه .

 و روى نحو ذلك : ابن المغازلي في كتابه بإسناده إلى النبي ، و نقل بعض المفسرين عن أبى الحسن الواحدي و هو من مشاهير علماء أهل السنة ، أنه قال في تفسيره المسمى بأسباب النزول : ان هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب ، و روى بإسناده عن أمير المؤمنين أنه قال :

ضمنى رسول اللّه : إلى صدره ، و قال : يا على : أمرني ربي أن أقربك مني ، و أعلمك ، و أن كل ما سمعت مني تحفظه و لا تنساه .

 و نقل عن الثعلبي : أنه روى عن بريدة عنه صلى الله عليه وآله وسلم : ان هذه الآية نزلت بعد أن أمره اللّه تعالى بتعليم علي ، و أخبره بأنه يحفظ كل ما يسمعه و لا ينساه .

و عن الحافظ أبى نعيم الاصبهاني : أنه نقل في حلية الاولياء عن رزين ، أنه قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب .

و عن الثعلبى أيضا : أنه روى عن عبد اللّه بن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية ، قال النبي :

اللهم : أجعلها أذن علي ، فما سمع شيئا الا حفظه .

 و ذكره : صاحب الكشاف فيه ، و نقله الطبرسي عن المكحول ، و بالجملة روايات العامة و الخاصة ناطقة بأن هذه الآية نزلت في شأن علي بن أبى طالب عليه السلام ، و اذا كان له من بين الصحابة اختصاص بهذه الفضيلة الشريفة و المرتبة الرفيعة ، كيف يرضى أحد أن تقدم عليه جماعة من الجهلة ، و طائفة من الفسقة ، و اللّه ولي التوفيق ، و منه هداية الطريق .

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج7ص3 .

ويا طيب : ذكرنا في صحيفة سادة الوجود الجزء الأول بحث عميق وروايات كريمة ، تعرفنا كيف كان النبي الأكرم له جلسات يومية خاصة مع الإمام علي وآهل بيته عليهم السلام ، وكان النبي الأكرم يخبره بكل ما نزل وتفاصيل شرح وتفسيره وتأويله وما يريد منه ومصاديقه وحقائق جريانه في الزمان الآتي ، فإن أحببت المزيد فراجعه .


ظالم آل محمد مبدل :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على‏ محمد صلى الله عليه و آله هكذا :

{ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا } آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏ { قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ‏ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏ {رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏  (59)} البقرة .

الكافي ج2ص392ب108ح1145/ 58.

قال المازدراني رحمه الله : قوله : { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا } آل محمد حقهم : و هو الولاية و الخمس و الطاعة و غيرها من حقوقهم على الامة .

قوله : { فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } آل محمد حقهم ، وضع الظاهر موضع الضمير للمبالغة في تقبيح أمرهم ، و الاشعار بأن انزال الرجز و هو العذاب عليهم ، لظلمهم بوضع غير المأمور به موضعه ، و تبديلهم ما يوجب هدايتهم و نجاتهم بما يوجب ضلالتهم و هلاكهم ، و لعل الغرض من نزول جبرئيل بالآية هكذا ، هو الاشعار بأن هذه الأمة يخالفون قول اللّه تعالى فيما يوجب حطة لذنوبهم ، و هو الولاية ، كما خالف بنو اسرائيل أمره بان يقولوا حطة عند دخول الباب سجدا ، و بدلوها بغيرها حذو النعل بالنعل ، و الا فالظاهر أن الآية نزلت في ذم بني اسرائيل بقرينة التفريع ، و قد صرح على بن ابراهيم في تفسير هذه الآية بما ذكره  عليه السلام قال : قوله تعالى  : { وَ قُولُوا حِطَّةٌ } أي حط عنا ذنوبنا ، فبدلوا ذلك ، و قالوا : حنطة .

و قال اللّه تعالى : { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } آل محمد حقهم { رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ } .

شرح الكافي الأصول و الروضة  للمولى صالح المازندراني ج7ص82 .

يا طيب : يريد إنه جرت في بني إسرائيل لتبديلهم ، وأعلى مصداق لها في التغيير والتبديل هو ظلم آل محمد عليهم السلام ، فإن آيات الله تجري لأبد الدهر وتصدق على كل من يحرف كلام الله ولم يعتني بأوامره ، فهو ظالم لغيره أو لنفسه ، وأعلى ظلم هو ظلم آل محمد عليهم السلام وشيعتهم ومن يغصب حقهم .

 

 

لا يغفر لظالم آل محمد :

ذكر الكليني رحمه الله : و بِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا } آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ‏  { لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَ لا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (169)}النساء .

ثم قال‏ : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ‏ رَبِّكُمْ } فِي ولَايَةِ عَلِيٍّ { فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَ إِنْ تَكْفُرُوا } بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ { فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (170) } النساء .

الكافي ج2ص392ب108ح1146/ 59.

قال المولى المازندراني رحمه الله قوله : ان الذين ظلموا ، في سورة النساء { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا } و لعل الاختصار للدلالة ، على أن العطف للتفسير ، مع احتمال عدم نزوله ، يدل على ما ذكره : ما رواه علي بن إبراهيم قال حدثني أبى عن ابن أبي عمير عن أبى بصير عن أبى عبد اللّه عليه السلام أنه قرء هذه الآية هكذا : { الَّذِينَ كَفَرُوا وَ ظَلَمُوا } آل محمد حقهم { لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } و فيه دلالة على أن ذلك نزل قرآنا .

و يقرب من الروايتين : ما ذهب إليه بعض المفسرين ، من أن المراد إن الذين كفروا و ظلموا الناس بصدهم عما فيه صلاحهم و خلاصهم ، لأن من ظلم آل محمد حقهم فقد ظلم الناس ، و هم التابعون له عما فيه صلاحهم و خلاصهم من العذاب .

قوله : { وَ كانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } أي و كان ذلك الحكم المذكور و هو عدم غفرانهم ، و دلالتهم بعد البحث إلى طريق جهنم و خلودهم فيها ، يسيرا على اللّه لا يصعب عليه و لا يستعظمه .

قوله : { فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ } أي فصدقوا خيرا لكم ، هو الولاية ، أو فآمنوا ايمانا خيرا لكم و هو الايمان بالولاية.

قوله : { وَ إِنْ تَكْفُرُوا } بولاية علي { فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ } يعنى ان يكفروا فهو غنى عنكم لا يتضرر بكفركم كما لا ينتفع بإيمانكم ، و المراد بالموصول السموات و الارض و ما فيهن و ما بينهن و ما تحتهن و ما فوقهن و ما يطلق عليه اسم شيء من الكائنات.

شرح الكافي الأصول و الروضة  للمولى صالح المازندراني ج7ص83 .

 

 

الخير في اطاعة الإمام :

ذكر الكليني رحمه الله : أحمد بن مهران رحمه الله ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، عن بكار، عن جابر:

عن أبي جعفر عليه السلام، قال : هكذا نزلت هذه الآية : { وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ } فِي عَلِيٍّ { لَكانَ خَيْراً لَهُمْ (66) } النساء .

الكافي ج2ص393ب108ح1147/ 60.

يا طيب : القرآن كله موعظة وهدى ورحمة ، ولكن أعلى موعظة وأتمها هي معرفة حق علي بن أبي طالب وآله عليهم السلام ، وحينها ينتفع بكل موعظة بالقرآن الكريم ، وإلا ما فائدة من يحب معادي لهم أو ظالم لحقهم ويروج لأفكار صدرت عن غيرهم وتمنع من معرفة حقهم وهداهم وتعاليمهم ويخالفوا أفضل خلق الله ومن طهرهم الله واصطفاهم وصدقهم ، فمن ترك الموعظة بعلي وآله فقد ترك كل مواعظ القرآن الكريم .

 

 

الإمام ينذر بالقرآن :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، عن ابن أذينة ، عن مالك الجهني قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : { وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ (19) } الأنعام .

قال عليه السلام : مَنْ بَلَغَ أَنْ يَكُونَ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، يُنْذِرُ بِالْقُرْآنِ ، كَمَا يُنْذِرُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

الكافي ج2ص393ب108ح1148/ 61.


 

 

الإمام يرى الأعمال :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، عن الحسين بن مياح ، عمن أخبره قال: قرأ رجل عند أبي عبد الله عليه السلام :{ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (105) } التوبة .

 فقال عليه السلام : لَيْسَ هكَذَا هِيَ ، إِنَّمَا هِيَ : وَ الْمَأْمُونُونَ ، فَنَحْنُ الْمَأْمُونُونَ.

الكافي ج2ص394ب108ح1149/ 62 . في مرآة العقول: أي ليس المراد بالمؤمنين هنا ما يقابل الكافرين ليشمل كلّ مؤمن، بل المراد به كمّل المؤمنين و هم المأمونون عن الخطأ، المعصومون عن الزلل، و هم الأئمّة عليهم السلام .

ويا طيب : مسألة عرض الأعمال على إمام زمان كل عصر من الأمور التي تكرر ذكرها في آيات الشهداء في القرآن ، وإن الله يتخذ في كل زمان شهداء للأعمال يشهدون للمؤمنين بصدقهم وطاعتهم وإتباعهم للحق ، ويكذبون من لم يصدقهم لو أدعى الطاعة لهم ، وهذه الآية منها وإن لم تأتي باسم الشهداء ، لأنه يريد به قسم من المؤمنون وهم أئمتهم ممن يرون الأعمال ، ولذا يكون تفسيرها بالمأمونين هدى الله وتطبيقه ، ولنا بحث في معن الشهداء إن شاء الله نضعه في الإمامة وفي صحيفة الثقلين من موسوعة صحف الطيبين .


 

 

 

صراط علي مستقيم :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أَحْمَدُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ:

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : { هذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ } .

الكافي ج2ص394ب108ح1150/ 63.

يا طيب : في نص القرآن الكريم المطبوع هو : { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) } الحجر ، بتنوين الصراط وفتح لام علي ، وهذا لا يمنع أن يكون المراد من الصراط صراط علي ويكون التفسير والشرح والتأويل بضم صراط وكسر لام علي ، فإن الصراط العالي على الله بيانه هو ببيان علي وآله لأنهم المطهرون كما طهر القرآن وهم الراسخون بعلمه وورثته بحق ، فسلوك صراط علي هو الصراط الذي ضمن الله تعالى أن ينجي سالكه ويعلو به للدرجات العلى ، ومن خالفه فهو للشيطان ونصيبه ، لأنه خالف المخلصين .

في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ص252الحجر41 وعن الكافي : ذكر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: تلا هذه الآية هكذا :

{ هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٍ }

 يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، أَيْ طَرِيقَهُ وَ دِينَهُ لَا عِوَجَ فِيهِ .

وقال المولى المازندراني رحمه الله : قوله : قال هذا صراط علي مستقيم : لعله اشارة إلى أن قراءة قوله تعالى في سورة الحجر ، { هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } بتنوين صراط و فتح اللام في علي ، تصحيف .

و أن الحق : هو الاضافة و كسر اللام ، يعني أن الاخلاص ، أو طريق المخلصين طريق علي مستقيم لا انحراف عنه و لا اعوجاج فيه يؤدى سالكه الى المقصود .

 و قرء علي : بكسر اللام من علو الشرف كما صرح به القاضي و غيره ، و فيه خروج عن التصحيف في الجملة و اخفاء للحق ، و لا ينفعهم ذلك بعد تصريح شيوخهم به ، على ما نقله صاحب الطرائف قال :

روى الحافظ : محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده إلى قتادة عن الحسن البصرى قال : كان يقرأ هذا الحرف { صِرَاطُ عَلِيٍ‏ مُسْتَقِيمٌ } .

فقلت للحسن : و ما معناه ؟

قال : يقول : هذا طريق علي بن أبى طالب و دينه،  طريق و دين مستقيم فاتبعوه و تمسكوا به ، فإنه واضح لا عوج فيه .

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج7ص84 .

 

يا طيب : أن المراد الصراط صراط علي عليه السلام ، بأي صورة قرأت الآية ، سواء بالحركات واللفظ بضم الصراط  وإضافة علي ، كقراءة أهل البيت عليهم السلام والحسن البصري وغيرهم أو كما هو مدون الآن ، فإن المعنى لا يتجاوز أهل البيت ويذهب لغيرهم ، ولا لصراط الآخرة دون الدنيا ، ولا أن صراط الله منفصل وغير صراط أهل البيت عليهم السلام ، وآيات القرآن تفسر بعضها بعضا ، وهو نفس الصراط الذي نطلبه من الله في سورة الفاتحة عشر مرات كل يوم في الصلاة ، بأن يهدينا له ، وهو عند المنعم عليهم .

 ولا نعمة : أعلى من تطهير أهل البيت عليهم السلام ، والمباهلة بهم وتصديقهم وجعلهم أولي القربى والحسنة في متابعتهم في آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة وغيرها الكثير ، وهو ما نطلب من الله تعالى كل يوم أن يهدينا إليه ويثبتنا عليه ، ويكون تفسيرها لفظا ومعنى قهرا حتما بعلي وآله آل محمد صلى الله عليهم وسلم .

ويشط : بل يضل من يخالفهم لغيرهم أو يحيل المعنى لمجهول ، أو حتى ينسبه لله تعالى دون أن يعرف أهله والدليل إليه في الدنيا ، ومن هم المنعم عليه بالصراط المستقيم ، والله لم يوحي لكل أحد بل جعل أئمة حق وولاة لأمره يختصهم بتعريف هداه وقد قال سبحانه : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ  قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد ، ولا يعرفنا الهادي ولا صراطه ، وإن من يدعي الإمامة وأنه على الحق مختلفون بينهم حتى صارت مذاهب كثيرة بل الاختلاف بين علماء كل مذهب ، وإن الشيطان أقسم ليغويهم ، والله تحداه بصراط علي ولابد أنه صراط علي أبن أبي طالب ، لا أنه صراط عالي لا ينال ، ولا أنه مجهول المعرفة وخافي من هو الدليل والقائد إليه ، أو أن الله ألزم نفسه ببيانه ولم يبينه ولم يعرف راعيه وسيده من بين عباده المصطفين الأخيار وهو لم يوحي لكل أحد في العباد فيبقى الأمر مشتبه وهذه أمنية الشيطان ، بل يختار أفضلهم ويخصه بعلم هداه وتفسير وتأويل كتابه ، ولذا نقول بل بالبراهين المحكمة نقطع ، وبالأدلة الكثيرة نعتقد ، بإن علي وآله وهم آل النبي هم الصراط المستقيم وسيدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

 ويا طيب : يؤيد هذا المعنى المدون أيضا روايات كثيرة منها :

عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام :

{‏ هذا صِراطٌ عَلَيَ‏ مُسْتَقِيمٌ‏ } .

قَالَ عليه السلام :  هُوَ وَ اللَّهِ عَلِيٌّ ، هُوَ وَ اللَّهِ عَلِيٌّ الْمِيزَانُ وَ الصِّرَاطُ .

بصائر الدرجات ج1ص512ب18ح25 .

عدم الولاية لعلي كفر :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد ، عن عبد العظيم ، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة : عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا : { فَأَبى‏ أَكْثَرُ النَّاسِ } بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ { إِلَّا كُفُوراً (89) } الإسراء.

 قال عليه السلام : و نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا : { وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ } فِي و لَايَةِ عَلِيٍّ { فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ } آلَ مُحَمَّدٍ { ناراً (29) } الكهف .

الكافي ج2ص394ب108ح1151/ 64.

يا طيب : لأن أشد الناس عقوبة هم من ظلم أعلى الصديقين إيمانا ، وهذا بيان لأعلى فرد تنطبق عليه الآيات حقيقة ، وإلا كل ظالم لأي مظلوم فهو إن لم يتب يعاقب بالنار إن أصر وتكون كبيرة ، ولكن أكبر الكبائر ظلم آل محمد عليهم السلام ثم ظلم شيعتهم المؤمنين والمخلصين .

 

كذبوا بآياتنا كلها :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن موسى بن محمد العجلي ، عن يونس بن يعقوب رفعه :

عن أبي جعفر عليه السلام‏ : فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :

{ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا (42) }القمر .  يَعْنِي : الْأَوْصِيَاءَ كُلَّهُمْ .

الكافي ج1ص514ب18ح538/ 2 .

 

الأئمة ينورون المؤمنين :

ذكر الكليني رحمه الله : عن أحمد بن مهران :

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ :

 عن علي بن أسباط و الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي خالد الكابلي قال :

سألت أبا جعفر عليه السلام : عن قول الله تعالى ‏:

 { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا (8) } التغابن .

فقال عليه السلام :

يا أبا خالد : النُّورُ وَ اللَّهِ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ .

يا أبا خالد : لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْوَرُ مِنَ‏ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ  وَ هُمُ : الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ .

وَ يَحْجُبُ اللَّهُ : نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ، فَتُظْلِمُ‏ قُلُوبُهُمْ ، وَ يَغْشَاهُمْ بِهَا .

الكافي ج1ص479ح521/ 4.

 

يا طيب : شرحنا معنى النور في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام مفصلا فراجع إن أحببت معرفة المزيد ، وإن كل شيء خلق من تجلي نور الله تعالى ، والإنسان يشتد نور فطرته بالطاعة لله بمعرفة الحق وأهله والتعلم منهم ثم التعبد له بهداهم ، فمن عرف الإمام الحق تنور بنور الله بالطاعة لله والإخلاص في العبودية ويشتد نوره حسب جده واجتهاده ، ومن خالف أئمة الحق فيفقد حتى نور الفطرة حسب شدة بعده عنهم وعناده لهم .

معاني آيات متنوعة

يا طيب : عرفنا بعض المعرفة الكريمة عن التفسير وتنزيل التأويل لبعض الآيات في الإمامة وفيها بيان لأعلى مصداق وأتم فرد تنطبق عليه ، وإنه بهذا المعنى الكريم كانت نازلة على النبي وبهذا البيان والشرح المروي عن الأئمة عليه السلام ، وهذا معاني لآيات أخرى عنهم عليهم السلام في أبواب متنوعة في مجالات شتى ، في سندها السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله ، فتدبر فيها .

 

آيات خلق الإنسان :

ذكر الكليني محمد بن يعقوب رحمه الله : عن أحمد بن مهران .

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن علي بن أسباط ، عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان ، عن مالك الجهني ، قال :

سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن قول الله عز و جل :

{ أَ وَ لَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) } مريم .

قَالَ : فَقَالَ : لَا مُقَدَّراً وَ لَا مُكَوَّناً .

قال : و سألته عن قوله‏ :  { هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ‏ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) } الإنسان .

فَقَالَ : كَانَ مُقَدَّراً  غَيْرَ مَذْكُورٍ .

الكافي ج‏1ص359ح373/ 6.

 وقال المولى المازندراني رحمه الله : في شرح قوله : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه تعالى :

{ أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ‏ } الهمزة لإنكار السلب أو لتقرير الاثبات .

{ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ }  أي قدّرناه بالإرادة و المشيّة من قبل زمان وجوده ، أو من قبل أن يكون إنسانا ، أو من قبل أن يكون له صورة و مثال في عالم الامكان ، و هذا أنسب لأنّ دلالته على الابداع أظهر .

{ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً } حال عن المفعول .

قال : فقال: لا مقدّرا و لا مكوّنا ؛ بل كان معدوما صرفا ، و فيه دلالة على أنّ المعدوم ليس شيئا ، و إنّما قدّم المقدّر على المكوّن ، و لم يعكس ، مع أنّ العكس أتم فائدة باعتبار أنّ نفي التقدير مستلزم لنفي التكوين ، فليس لنفي التكوين بعده كثير فائدة ، بخلاف نفي التكوين فانّه لا يستلزم لنفي التقدير ، لوجهين :

أحدهما : أنّ المقصود الأصلي هاهنا نفي التقدير ، و نفي التكوين مقصود بالعرض ، و المقصود الأصلي أولى بالتقديم .

و ثانيهما : أنّ التقدير مقدّم على التكوين في نفس الأمر ، فقدّمه في الذكر لرعاية التناسب .

ثمّ المراد بالمكوّن : إمّا المادّة الانسانية مثل النطفة و العلقة و غيرهما ، أو الصورة الانسانيّة الحاصلة بعد تكامل الأجزاء و تمام الأعضاء ، حتّى صارت قابلة لفيضان الرّوح.

قال : و سألته عن قوله : { هَلْ أَتى‏ عَلَى الْإِنْسانِ } الاستفهام للتقرير .

و قال أبو عبيدة : هل هاهنا بمعنى قد .

{ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ } أي طائفة من الزّمان.

{ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً } حال عن الانسان .

فقال : كان مقدّرا غير مذكور ، أشار إلى أنّ النفي راجع إلى القيد ، أي كان مقدّر الوجود ، ذلك الحين عند كونه نطفة أو علقة ، غير مذكور بين أهل الأرض و أهل السماء من الملائكة و غيرهم بالإنسانية ، إذ ما لم تكمل صورته و لم تتمّ أعضاؤه و جوارحه ، و لم يتعلّق به الرّوح الانسانيّة لا يسمّى إنسانا ، و في هذين الحديثين دلالة على تجدّد إرادته تعالى و تجدّد تقديره و تدبيره في خلق الانسان ، و هذا هو المراد بالبداء في حقّه تعالى.

شرح الكافي الأصول و الروضة للمولى صالح المازندراني ج4ص323 .

يا طيب :ظهور الإرادة لأنها من الصفات الفعلية ، وإن الخلق والإنسان منه مع العلم الأزلي به لم تتعلق به إرادة أزلية لأن يظهر في ذلك الحين، بل حدثت الإرادة بوجوده حين قدر وجوده وحين تكوينه وأراد أن يظهر ، أو فقل الإرادة هي عين فعله تعالى وتجلي نوره حسب مشيئته تعالى ، على أن الإنسان في كثير من مراتب الوجود لم يكن شيئا مذكورا ، وبالخصوص في مراتب الأنوار والجبروت وظهوره في مراتب عدة ، وقد بينا شرحا مفصلا لهذا المعنى في صحيفة التوحيد ، وصحيفة سادة الوجود ، وفي صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، وفي صحيفة فاطمة الزهراء في مراتب تولدها وإشراق ظهورها في مراتب التكوين حتى الأرض ، فراجع ، وفي كل المراتب العالية لم يكن الإنسان بما هو إنسان بالدنيا لا مقدرا ولا مذكورا ، ثم قدر في مراتب الملكوت و اُنزل إلى الأرض حين تعلق الروح بالبدن فصار مكونا بوجوده المقدر له ، فالحديث يشير لعدة مراتب للإنسان من قبل تحققه وتقديره وتكوينه ، ثم تحقق وجود الإنسان تقديرا ، ثم تكوينا عينا لا علما وتقديرا فقط ، كما يمكن أن يحمل لم يكن مذكورا بين أهله ومعارفه وأبويه قبل حمله وولادته ثم عرف تقديره حين حمله ، وذكر تكوينا حين تولده وتسميته ، وهذا معنى بسيط لعامة الناس .

 

تفسير آيات العدل :

ذكر الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

 عن عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني رضي الله عنه : عن إبراهيم بن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام :

 عن قول الله تعالى‏ : { تَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17)} البقرة .

فقال : إن الله تبارك و تعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، و لكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر و الضلال ، منعهم المعاونة و اللطف ، و خلى بينهم و بين اختيارهم .

 

قال : و سألته عن قول الله عز و جل‏ : { خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى  سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) } البقرة.

قال عليه السلام : الختم هو الطبع على قلوب الكفار ، عقوبة على كفرهم ، كما قال عز و جل‏ : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ

 بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155)} النساء.

 

 قال‏ : و سألته عن الله عز و جل ، هل يجبر عباده على المعاصي ؟

فقال : بل يخيرهم و يمهلهم حتى يتوبوا .

 

قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون ؟

فقال : كيف يفعل ذلك ، و هو يقول‏ : { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) } فصلت ؟

ثم قال عليه السلام : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال :

من زعم : أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي ، أو يكلفهم ما لا يطيقون ، فلا تأكلوا ذبيحته ، و لا تقبلوا شهادته ، و لا تصلوا وراءه ، و لا تعطوه من الزكاة شيئا .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص123ب11ح16 . الإحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي ج2413 . وذكر الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة ج8ص313ب10 باب اشتراط كون إمام الجماعة مؤمنا مواليا للأئمة و عدم جواز الاقتداء بالمخالف في الاعتقادات الصحيحة الأصولية إلا لتقية ، حديث 10762- 14. و وسائل الشيعة ج9ص228ب7 باب عدم جواز دفع الزكاة إلى المخالف في الاعتقاد الحق من الأصول كالمجسمة و المجبرة و الواقفية و النواصب و نحوهم . وسائل الشيعة ج24ص69ب28 باب إباحة ذبائح أقسام المسلمين و تحريم ذبيحة الناصب و المرتد إلا للضرورة و التقية حديث 30021- 9 ، ومرت مسألة في العدل في أول المواضيع فراجع .

 

أية غفران العارفين :

قال علي بن إبراهيم رحمه الله : حدثنا أبو القاسم قال : حدثنا محمد بن عباس قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال :

حدثنا عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني قال: حدثنا عمر بن رشيد ، عن داود بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام‏ في قول الله عز و جل‏ : { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} الجاثية.

قال عليه السلام : قُلْ لِلَّذِينَ مَنَنَّا عَلَيْهِمْ بِمَعْرِفَتِنَا ، أَنْ يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ، فَإِذَا عَرَّفُوهُمْ فَقَدْ غَفَرُوا لَهُم‏ .

تفسير القمي ج2ص294 .

يا طيب : معرفة الله تتم بمعرفة أئمة لحق لأنه منهم تعرف حقيقة هداه وكيفية عبوديته بما يحب سبحانه ، وأحد أهم المعارف مثل الحديث السابق في العدل ، وإن الله لا يجبر عباده على المعصية كما أنه لم يفوض لهم ، وهي مسألة كريمة في تعريف عظمة الله وعلو شأنه وطريقة معاملته مع عباده وحقيقة الثواب والعقاب ، وإنه يمدهم ليعلموا ويعملوا من غير جبر ولا أنهم مفوضون من غيره ممده يستطيعون عمل شيء ، ولذا أمر الله تعالى المؤمنين أن يتركوا مجادلة المعاندين وأن يعرضوا عنهم ، ويتركوا الجزاء وعقابهم لله ، ولكن إن تعلموا من المؤمنين وتابوا وعملوا فهم قد نالوا المغفرة الحقيقية ولهم ثواب الله ، وإلا سيجازيهم الله تعالى بما كفروا وعاندوا وآذوا رسول الله وآله والمؤمنين  .

 


 

وجوه يومئذ ناضرة :

يا طيب : إن الله سبحانه لا يحاط به علما ، كما أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة ، ولكن العبد كما هنا ينظر ويرجو رحمة الله أن تنزل عليه أو تدفع عنه بلاء معين ، ويوم القيامة المؤمنون ينظرون إلى رحمة الله ويتوقعوها لحسن معرفتهم بالله وعبوديته من قبل في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة يرجون الثواب وفضله ، وهذا حديث يرويه السد الجليل عبد العظيم ، وفيه تفسير ظهور اللفظ في معنيين عن الإمام الرضا عليه السلام ، حيث بين معنى ناضرة أولا من النضارة والإشراق ، في حين فرحها وسرورها بما علمت وعملت عن إيمان به تعالى ، وإنها وجوه تنتظر رحمة الله وثوابه ، فناضرة مشرقة أولا ثم ناظره ترجو وتتوقع رحمة الله :

قال الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه الله قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رحمه الله قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الرؤياني قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ : بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام : عن إبراهيم بن أبي محمود قال :

قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام : في قول الله عز و جل: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى  رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)}القيامة .

قال عليه السلام : يَعْنِي مُشْرِقَةٌ ، تَنْتَظِرُ ثَوَابَ رَبِّهَا .

الأمالي للصدوق ص409م64ح1 . التوحيد ص116ب8ح19 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص114ب11ح2 .

 

معنى أولى لك :

قال الصدوق رحمه الله : حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثني أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني :

عن الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام :  عن قوله عز و جل‏ :

{ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ  فَأَوْلَى (35) } القيامة .

 قَالَ عليه السلام : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : بُعْداً لَكَ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا ، بُعْداً وَ بُعْداً لَكَ مِنْ خَيْرِ الْآخِرَةِ .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص53ب31ح205 .

يا طيب : هذا البعد عن الخير في الدارين لمن لم يصدق بالله وهداه الحق ولم يصلي فيعبده ولم يتصدق بما كرمه الله فيتقرب إليه كما تحكيه سورة القيامة ..


معنى تفثهم في الحج :

قال الصدوق رحمه الله : حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال : حدثنا إبراهيم بن علي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام .

‏ في قول الله عز و جل‏ : { ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)} الحج .

قال عليه السلام : هو الحفوف و الشعث .

قال : و من التفث ، أن تتكلم في إحرامك بكلام قبيح ، فإذا دخلت مكة فطفت بالبيت ، و تكلمت بكلام طيب ، كان ذلك كفارته.

معاني الأخبار ص339ح8 . وقضاء التفث : قيل هو إذهاب الشعث و الدرن و الوسخ مطلقا. و رجل تَفِثٌ أي متغيّر شعث، لم يدّهن و لم يستحد .وسائل الشيعة ج14ص214ب1 باب وجوب أحدهما على الحاج بعد الذبح و استحباب الجمع بين الحلق و تقليم الأظفار و الأخذ من الشارب حديث 19015- 11 .

الحج فرض واجب :

وقال العياشي في تفسيره : عن إبراهيم بن علي عن عبد العظيم‏ بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام :

‏ في قول الله : { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً .. (97)} آل  عمران.

 قال عليه السلام : هذا لمن كان عنده مال و صحة ، فإن سوفه للتجارة ، فلا يسعه ذلك ، و إن مات‏  على ذلك فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام ، إذا ترك الحج و هو يجد ما يحج به .

 و إن دعاه أحد : إلى أن يحمله فاستحيا ، فلا (فلم) يفعل‏ ، فإنه لا يسعه إلا أن يخرج ، و لو على حمار أجدع أبتر ، و هو قول الله : { .. وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ‏ (97)} آل  عمران.

 قال : و من ترك ، فقد كفر .

 قال : و لم لا يكفر و قد ترك شريعة من شرائع الإسلام ، يقول الله : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ  (197)} البقرة .

 فالفريضة : التلبية و الإشعار و التقليد ، فأي ذلك فعل فقد فرض‏ الحج ، و لا فرض إلا في هذه الشهور التي قال الله : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ‏ } .

تفسير العياشي ج‏1ص190ح108 . فرض الحج أداه . وسائل الشيعة ج11ص28ب6 باب وجوب الحج مع الاستطاعة على الفور و تحريم تركه و تسويفه ، حديث 14160- 11 .

 

معنى الرجيم :

ذكر الصدوق رحمه الله في المعاني : حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد :

عن عبد العظيم‏  بن عبد الله الحسني قال :

سمعت : أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول‏ :

 معنى الرجيم : أنه مرجوم باللعن ، مطرود من مواضع الخير ، لا يذكره مؤمن إلا لعنه .

و إن في علم الله السابق : أنه إذا خرج القائم عليه السلام .

 لا يبقى مؤمن : في زمانه ، إلا رجمه بالحجارة ، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.

معاني الأخبار ص139ح1 .

 

 

 

 

أحاديث إيمانية منتوعة

 

عرصة الإسلام ونوره :

ذكر الكليني رحمه الله قال : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد .

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ :

عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عَلَيْهِ السَّلَامُ : عن أبيه ، عن جده صلوات الله عليهم قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

 إن الله : خلق الإسلام ، فجعل له‏ عرصة ، و جعل له نورا ، و جعل له حصنا ، و جعل له ناصرا .

 فأما عرصته : فالقرآن ، و أما نوره فالحكمة ، و أما حصنه فالمعروف ، و أما أنصاره فأنا و أهل بيتي و شيعتنا .

 فأحبوا : أهل بيتي و شيعتهم و أنصارهم.

فإنه‏ لما أسري بي : إلى السماء الدنيا ، فنسبني‏ جبرئيل عليه السلام لأهل السماء ، استودع الله حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى‏ يوم القيامة .

 ثم هبط بي : إلى‏ أهل الأرض ، فنسبني لأهل‏ الأرض ، فاستودع الله عز و جل حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب مؤمني أمتي .

 فمؤمنو أمتي : يحفظون وديعتي في أهل بيتي‏ إلى‏ يوم القيامة .

 ألا فلو أن : الرجل‏  من أمتي عبد الله عز و جل عمره أيام الدنيا، ثم لقي الله عز و جل مبغضا لأهل بيتي و شيعتي‏ ، ما فرج‏ الله صدره إلا عن النفاق‏ .

الكافي ج3ص118ب22ح1538/ 3 . ورواه في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص157 . العَرْصَة : كلّ بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناءٌ .وسائل الشيعة ج15ص184ب4باب استحباب ملازمة الصفات الحميدة و استعمالها و ذكر نبذة منها ح20233- 7 .

 وفي مرآة العقول : فنسبني، أي ذكرني أو وصفني و ذكر نبوّتي و مناقبي .

 و أمّا ذكر نسبه لأهل الأرض : فبالآيات التي أنزلها فيه و في أهل بيته و يقرأها الناس إلى يوم القيامة ، أو ذكر فضله و نادى به بحيث سمع من في أصلاب الرجال و أرحام النساء كنداء إبراهيم عليه السلام بالحجّ. و

 قيل: لمّا وجبت الصلوات الخمس في المعراج، فلمّا هبط عليه السلام علّمها الناس، و كان من أفعالها الصلاة على محمّد و آله في التشهّد؛ فدلّهم بذلك على أنّهم أفضل الخلق؛ لأنّه لو كان غيرهم أفضل لكانت الصلاة عليه أوجب. و الأوّل أظهر. و قيل غير ذلك .

قال المولى المازندراني رحمه الله قوله: إن اللّه خلق الاسلام فجعل له عرصة:

شبه الاسلام : بالدار في الرجوع إليه و السكون فيه و الانس به .

و جعل له عرصة : و هى موضع واسع فيها ، لا بناء فيه .

و جعل له نورا : يرى به ما خفى ، كما أن للبيت نورا .

و جعل له حصنا : يمنع من خروج المصلح عنه و دخول المفسد فيه ، كما أن للدار حصنا مانعا من ذلك .

و جعل له ناصرا : ينصره و يروجه و يتدبر في أمره و اصلاحه ، كما أن للدار ناصرا كذلك .

فأما عرصته فالقرآن : لأن أهله يستريح فيه و يسير إليه ، و أيضا لا يدخل في الدين الا ما يدخل في القرآن ، كما أنه لا يدخل في الدار الا ما يدخل في العرصة .

و أما نوره فالحكمة : لان بالحكمة و هي العلم يظهر أوامر الدين و نواهيه،  و آدابه و أسراره و أما حصنه فالمعروف لأن المعروف و اقامته يوجب‏ حفظه من خروج الحق عنه و دخول الباطل فيه ، و أيضا حفظه يوجب حياة الاسلام و تركه يوجب هلاكه فهو يشبه الحصن .

و أما أنصاره : فأنا و أهل بيتي و شيعتنا ، و لعل المراد بالشيعة من كان تابعا لهم في العلم و العمل ، إذ لا يتصور النصرة بدونهما .

قوله : ثم هبط بي إلى أهل الأرض فنسبني لأهل الأرض .

فان قلت : كيف ذكر نسبه لأهل الأرض ، و المؤمنون به الى يوم القيامة لم يكونوا موجودين في ذلك الزمان ؟

قلت : لعله نادى بقوله : يا أيها الناس هذا محمد بن عبد اللّه رسول اللّه و خاتم النبيين ، فسمع صوته من في ‏أصلاب الرجال و أرحام النساء الى يوم القيامة ، فأجاب من أجاب ، كما نادى خليل الرحمن للحج ، أو أراد بذكر نسبه لأهل الأرض ذكره في القرآن ، فإنهم يسمعونه بطنا بعد بطن و عصرا بعد عصر الى يوم القيامة ، فيحبهم شيعتهم و يبغضهم عدوهم و اللّه أعلم.

 شرح الكافي الأصول والروضة للمولى صالح المازندراني ج8ص138 .

ويا طيب : إن نسبة ونسب أهل البيت عليهم السلام سورة القدر وتلاوتها يوجب ذكره وذكر آله صلى الله عليهم وسلم ، وقد شرحناها في الجزء الأول من صحيفة سادة الوجود مفصلا ، فراجع .

 

 

المرض يحط الذنوب :

قال الشيخ الطوسي رحمه الله : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي قال : حدثنا أبي قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ بِالرَّيِّ قَالَ : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال :

الْمَرَضُ : لَا أَجْرَ فِيهِ ، وَ لَكِنَّهُ لَا يَدَعُ عَلَى الْعَبْدِ ذَنْباً إِلَّا حَطَّهُ .

وَ إِنَّمَا الْأَجْرُ : فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ وَ الْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ .

وَ إِنَّ اللَّهَ : بِكَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ ، يُدْخِلُ الْعَبْدَ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَ السَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ الْجَنَّةَ .

الأمالي للطوسي ص602م27ح1245- 2 . وذكره الحر العاملي في وسائل الشيعة ج1ص56ب6 باب استحباب نية الخير و العزم عليه ح117- 25 .

 

 

خطبة ترصدوا مواعيد الآجال :

و عن الشيخ الطوسي في الأمالي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد بن محمد العلوي قال : حدثني محمد بن موسى الرقي قال : حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي :

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن أبيه ، عن أبان مولى زيد بن علي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن شريح القاضي قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه يوما و هو يعظهم :

تَرَصَّدُوا : مَوَاعِيدَ الْآجَالِ ، وَ بَاشِرُوهَا بِمَحَاسِنِ الْأَعْمَالِ ، وَ لَا تَرْكَنُوا إِلَى ذَخَائِرِ الْأَمْوَالِ ، فَتُخَلِّيَكُمْ خَدَائِعَ الْآمَالِ .

 إِنَّ الدُّنْيَا : خَدَّاعَةٌ صَرَّاعَةٌ ، مَكَّارَةٌ غَرَّارَةٌ سَحَّارَةٌ ، أَنْهَارُهَا لَامِعَةٌ ، وَ ثَمَرَاتُهَا يَانِعَةٌ ، ظَاهِرُهَا سُرُورٌ ، وَ بَاطِنُهَا غُرُورٌ ، تَأْكُلُكُمْ بِأَضْرَاسِ الْمَنَايَا ، وَ تُبِيرُكُمْ بِإِتْلَافِ الرَّزَايَا ، لَهَمَّ بِهَا أَوْلَادُ الْمَوْتِ ، وَ آثَرُوا زِينَتَهَا ، فَطَلَبُوا رُتْبَتَهَا ، جَهِلَ الرَّجُلُ ، وَ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمُولَعُ بِلَذَّاتِهَا ، وَ السَّاكِنُ إِلَى فَرْحَتِهَا ، وَ الْآمِنُ لِغُدْرَتِهَا !

 دَارَتْ : عَلَيْكُمْ بِصُرُوفِهَا ، وَ رَمَتْكُمْ بِسِهَامِ حُتُوفِهَا ، فَهِيَ تَنْزِعُ أَرْوَاحَكُمْ نَزْعاً ، وَ أَنْتُمْ تَجْمَعُونَ لَهَا جَمْعاً ، لِلْمَوْتِ تُولَدُونَ ، وَ إِلَى الْقُبُورِ تُنْقَلُونَ ، وَ عَلَى التُّرَابِ تُنَوَّمُونَ ، وَ إِلَى الدُّودِ تُسْلَمُونَ ، وَ إِلَى الْحِسَابِ تُبْعَثُونَ .

يَا ذَا الْحِيَلِ وَ الْآرَاءِ : وَ الْفِقْهِ وَ الْأَنْبَاءِ ، اذْكُرُوا مَصَارِعَ الْآبَاء ِ، فَكَأَنَّكُمْ بِالنُّفُوسِ قَدْ سُلِبَتْ ، وَ بِالْأَبْدَانِ قَدْ عُرِيَتْ ، وَ بِالْمَوَارِيثِ قَدْ قُسِمَتْ .

فَتَصِيرُ : يَا ذَا الدَّلَالِ وَ الْهَيْئَةِ وَ الْجَمَالِ ، إِلَى مَنْزِلَةٍ شَعْثَاءَ ، وَ مَحَلَّةٍ غَبْرَاءَ ، فَتُنَوَّمُ عَلَى خَدِّكَ فِي لَحْدِكَ ، فِي مَنْزِلٍ قَلَّ زُوَّارُهُ ، وَ مَلَّ عُمَّالُهُ ، حَتَّى تُشَقَّ عَنِ الْقُبُورِ وَ تُبْعَثَ إِلَى النُّشُورِ .

 فَإِنْ خُتِمَ لَكَ : بِالسَّعَادَةِ صِرْتَ إِلَى الْحُبُورِ ، وَ أَنْتَ مَلِكٌ مُطَاع ٌ، وَ آمِنٌ لَا يُرَاعُ ، يَطُوفُ عَلَيْكُمْ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُمْ الْجُمَانُ ، بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ ، لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ .

أَهْلُ الْجَنَّةِ : فِيهَا يَتَنَعَّمُونَ ، وَ أَهْلُ النَّارِ فِيهَا يُعَذَّبُونَ .

هَؤُلَاءِ : فِي السُّنْدُسِ وَ الْحَرِيرِ يَتَبَخْتَرُونَ ، وَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَحِيمِ وَ السَّعِيرِ يَتَقَلَّبُون َ.

هَؤُلَاءِ : تُحْشَى جَمَاجِمُهُمْ بِمِسْكِ الْجِنَانِ ، وَ هَؤُلَاءِ يُضْرَبُونَ بِمَقَامِعِ النِّيرَان .

هَؤُلَاءِ : يُعَانِقُون الْحُورَ فِي الْحِجَالِ ، وَ هَؤُلَاءِ يُطَوَّقُونَ أَطْوَاقاً فِي النَّارِ بِالْأَغْلَالِ ، فِي قَلْبِهِ فَزَعٌ قَدْ أَعْيَا الْأَطِبَّاءَ وَ بِهِ دَاءٌ لَا يَقْبَلُ الدَّوَاءَ.

يَا مَنْ : يُسَلَّمُ إِلَى الدُّودِ وَ يُهْدَى إِلَيْهِ ، اعْتَبِرْ بِمَا تَسْمَعُ وَ تَرَى ، وَ قُلْ لِعَيْنَيْكَ تَجْفُو لَذَّةَ الْكِرَى ، وَ تُفِيضُ مِنَ الدُّمُوعِ بَعْدَ الدُّمُوعِ تَتْرَى ، بَيْتُكَ الْقَبْرُ بَيْتُ الْأَهْوَالِ وَ الْبِلَى ، وَ غَايَتُكَ الْمَوْتُ .

يَا قَلِيلَ الْحَيَاءِ، : اسْمَعْ يَا ذَا الْغَفْلَةِ وَالتَّصْرِيفِ ، مِنْ ذِي الْوَعْظِ وَالتَّعْرِيفِ.

جَعَلَ يَوْمَ الْحَشْرِ : يَوْمَ الْعَرْضَ وَ السُّؤَالِ ، وَ الْحِبَاءِ وَ النَّكَالِ ، يَوْمَ تُقْلَبُ إِلَيْهِ أَعْمَالُ الْأَنَامِ ، وَ تُحْصَى فِيهِ جَمِيعُ الْآثَامِ ، يَوْمَ تَذُوبُ مِنَ النُّفُوسِ أَحْدَاقُ عُيُونِهَا ، وَ تَضَعَ الْحَوَامِلُ مَا فِي بُطُونِهَا ، وَ يُفَرَّقُ بَيْنَ كُلِّ نَفْسٍ وَ حَبِيبِهَا ، وَ يَحَارُ فِي تِلْكَ الْأَهْوَالِ عَقْلُ لَبِيبِهَا ، إِذْ تَنَكَّرَتِ الْأَرْضُ بَعْدَ حُسْنِ عِمَارَتِهَا ، وَ تَبَدَّلَتْ بِالْخَلْقِ بَعْدَ أَنِيقِ زَهْرَتِهَا ، أَخْرَجَتْ مِنْ مَعَادِنِ الْغَيْبِ أَثْقَالَهَا ، وَ نُفِّضَتْ إِلَى اللَّهِ أَحْمَالُهَا .

يَوْمَ : لَا يَنْفَعُ الْجَدُّ إِذْ عَايَنُوا الْهَوْلَ الشَّدِيدَ فَاسْتَكَانُوا ، وَ عُرِفَ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَاسْتَبَانُوا .

فَانْشَقَّتِ الْقُبُورُ : بَعْدَ طُولِ انْطِبَاقِهَا ، وَ اسْتَسْلَمَتِ النُّفُوسُ إِلَى اللَّهِ بِأَسْبَابِهَا ، كُشِفَ عَنِ الْآخِرَةِ غِطَاؤُهَا ، وَ ظَهَرَ لِلْخَلْقِ أَنْبَاؤُهَا ، فَدُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ، وَ مُدَّتْ لِأَمْرٍ يُرَادُ بِهَا مَدّاً مَدّاً ، وَ اشْتَدَّ الْمُثَارُونَ إِلَى اللَّهِ شَدّاً شَدّاً ، وَ تَزَاحَفَتِ الْخَلَائِقُ إِلَى الْمَحْشَرِ زَحْفاً زَحْفاً ، وَ رُدَّ الْمُجْرِمُونَ عَلَى الْأَعْقَابِ رَدّاً رَدّاً ، وَ جَدَّ الْأَمْرُ وَيْحَكَ يَا إِنْسَانُ جَدّاً جَدّاً، وَ قُرِّبُوا لِلْحِسَابِ فَرْداً فَرْداً .

وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ : صَفًّا صَفًّا ، يَسْأَلُهُمْ عَمَّا عَمِلُوا حَرْفاً حَرْفاً ، فَجِي‏ءَ بِهِمْ عُرَاةَ الْأَبْدَانِ ، خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ ، أَمَامَهُمُ الْحِسَابُ ، وَ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ ، يَسْمَعُونَ زَفِيرَهَا ، وَ يَرَوْنَ سَعِيرَهَا ، فَلَمْ يَجِدُوا نَاصِراً وَ لَا وَلِيّاً يُجِيرُهُمْ مِنَ الذُّلِّ ، فَهُمْ يَعْدُونَ سِرَاعاً إِلَى مَوَاقِفِ الْحَشْرِ ، يُسَاقُونَ سَوْقاً .

فَالسَّماواتُ : مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ، وَ الْعِبَادُ عَلَى الصِّرَاطِ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْلَمُونَ ، وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَتَكَلَّمُون َ، وَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ، قَدْ خُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ ، وَ اسْتُنْطِقَتْ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ .

يَا لَهَا مِنْ سَاعَةٍ : مَا أَشْجَى مَوَاقِعَهَا مِنَ الْقُلُوبِ حِينَ مِيزَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ! فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ .

 مِنْ مِثْلِ هَذَا : فَلْيَهْرَبِ الْهَارِبُونَ ، إِذَا كَانَتِ الدَّارُ الْآخِرَةُ لَهَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ .

الأمالي للطوسي ص652م34ح1353- 3 . وعنه في بحار الأنوار ج74ص371ب 14 خطبه صلوات الله عليه المعروفة ح35 .

 

 

أحاديث في الفقه :

 

يا طيب : في ما مر من الأحاديث والآيات يمكن استنباط أحكام فقهية كثيرة ، بكل أنواعها وجوب أو استحباب أو مباح أو مكروه أو محرم ، ، وذكرناها فيما يناسب عناوينها في العقائد أو تحت عنوان تفسير آيات كريمة لنجمع حديثه فيها وتتنوع الأبواب ، وهذه معرفة أخرى في الفقه وأحكامه فتدبر بها :

 

نوعين من السنن :

عن الشيخ الطوسي رحمه الله قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقة قال : حدثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن محمد، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

السُّنَّةُ سُنَّتَانِ :

سُنَّةٌ : فِي فَرِيضَةٍ ، الْأَخْذُ بِهَا هُدًى ، وَ تَرْكُهَا ضَلَالَةٌ .

وَ سُنَّةٌ : فِي غَيْرِ فَرِيضَةٍ ، الْأَخْذُ بِهَا فَضِيلَةٌ ، وَ تَرْكُهَا إِلَى غَيْرِهَا خَطِيئَةٌ .

الأمالي للطوسي ص589م25ح1222- 11 . أي سنة واجبة ، وأخرى مستحبة .

 

معنى المحرمات :

وعن الصدوق رحمه الله في من لا يحضره الفقيه :

رَوَى عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُ‏ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام أَنَّهُ قَالَ‏ :

سألته : عما { أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ (3) } المائدة ؟

فقال عليه السلام : ما ذبح لصنم أو وثن أو شجر ، حرم الله ذلك كما حرم الميتة و الدم و لحم الخنزير ، فمن اضطر غير باغ و لا عاد ، فلا إثم عليه‏ أن يأكل الميتة .

قال فقلت له : يا ابن رسول الله ، متى تحل للمضطر الميتة ؟

قال عليه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام :

 أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سئل ، فقيل له : يا رسول الله ، إنا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة ، فمتى تحل لنا الميتة ؟

قال : ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بقلا ، فشأنكم بها .

قال عبد العظيم : فقلت له : يا ابن رسول الله ، ما معنى قوله عز و جل : { فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ  عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ (173)} البقرة .

قال عليه السلام : العادي : السارق ، و الباغي : الذي يبغي الصيد بطرا أو لهوا لا ليعود به على عياله ، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرا ، هي حرام عليهما في حال الاضطرار ، كما هي حرام عليهما في حال الاختيار ، و ليس لهما أن يقصرا في صوم و لا صلاة في سفر .

 قال فقلت : فقوله عز و جل : { وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا  أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ (3) } المائدة.

قال‏ عليه السلام :

المنخنقة : التي انخنقت بأخناقها حتى تموت‏ .

و الموقوذة : التي مرضت ، و قذفها المرض حتى لم يكن بها حركة .

و المتردية : التي تتردى من مكان مرتفع إلى أسفل ، أو تتردى من جبل أو في بئر فتموت‏ .

و النطيحة : التي تنطحها بهيمة أخرى فتموت‏ .

و ما أكل السبع‏ : منه فمات‏ .

و ما ذبح : على النصب‏ على حجر أو صنم .

إلا ما أدرك : ذكاته ، فيذكى‏ .

 قلت‏ : {  وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ‏ (3) } المائدة.

 قال عليه السلام : كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس ، و يستقسمون عليه بالقداح وكانت عشرة، سبعة لها أنصباء، وثلاثة لا أنصباء لها.

أما التي لها أنصباء : فالفذ ، و التوأم ، و النافس ، و الحلس ، و المسبل ، و المعلى ، و الرقيب‏ .

و أما التي لا أنصباء لها : فالسفيح ، و المنيح ، و الوغد .

فكانوا : يجيلون السهام بين عشرة ، فمن خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها ألزم ثلث ثمن البعير ، فلا يزالون بذلك حتى تقع السهام الثلاثة التي لا أنصباء لها إلى ثلاثة منهم ، فيلزمونهم ثمن البعير ، ثم ينحرونه و يأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا ، و لم يطعموا منه الثلاثة الذين نقدوا ثمنه شيئا .

فلما جاء الإسلام : حرم الله تعالى ذكره ذلك فيما حرم .

فقال عز و جل : {  وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ‏ } يعني حراما.

و هذا الخبر : في روايات أبي الحسين الأسدي رحمه الله ، عن سهل بن زياد ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام ‏.

من لا يحضره الفقيه ج‏3ص 345ح4213 .

 

بيان عن الهامش :  المخمصة : المجاعة، و قوله : ما لم تصطبحوا- الخ أي إذا لم يكن لكم الغداء أو العشاء ، و لم تجدوا بقلا ، حل لكم الميتة فالزموها ، و قال العلّامة المجلسيّ : هذا الخبر روته العامّة أيضا عن أبي واقد عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ، و اختلفوا في تفسيره ، قال في النهاية : فى صبح منه الحديث أنّه سئل متى تحل لنا الميتة ؟ فقال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بها بقلا فشأنكم بها .

 الاصطباح : هاهنا أكل الصبوح و هو الغداء ، و الغبوق: العشاء و أصلهما في الشرب ثمّ استعملا في الاكل ، أي ليس لكم أن تجمعوهما من الميتة ، قال الازهري : قد أنكر هذا على أبي عبيد و فسر أنّه أراد إذا لم تجدوا لبينة تصطبحونها أو شرابا تغتبقونه ، و لم تجدوا بعد عدمكم الصبوح و الغبوق بقلة تأكلونها حلت لكم الميتة، قال: و هذا هو الصحيح. .. أقول: في بعض نسخ الفقيه بالواو في الموضعين فلا يحتاج الى تكلف، و على الحاء المهملة يحتمل أن تكون كناية عن استيصال البقل ، فإن هذا شايع في عرفنا على التمثيل ، فلعله كان في عرفهم أيضا كذلك.

 رواه العيّاشيّ في تفسيره ج 1 ص 75 عن حمّاد عن أبي عبد اللّه عليه السلام. في التهذيب الا ما أدركت ذكاته فذكى. في القاموس: الزلم محركة: قدح لا ريش عليه. ورواه تهذيب الأحكام ج9ص83ب2ح 89 عن أبو الحسين الأسدي عن سهل بن زياد عن عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني .

 وسائل الشيعة ج24ص37ب19 باب أنه لا يحل أكل النطيحة و لا المتردية و لا فريسة السبع و لا الموقوذة و لا المنخنقة و لا ما ذبح على النصب إلا أن يدرك ذكاته حديث 29929- 3 .

 وسائل الشيعة ج24ص213ب55 باب تحريم ما أهل لغير الله به و هو ما ذبح لصنم أو وثن أو شجر حديث 30371- 1 .

وسائل الشيعة ج24ص214ب56 باب عدم تحريم الميتة و الدم و الخنزير و سائر المحرمات على المضطر ضرورة شديدة غير باغ و لا عاد و تحريمها على الباغي و العادي في الضرورة أيضا حديث 30374- 1 .

وسائل الشيعة ج24ص215ب56  باب عدم تحريم الميتة و الدم و الخنزير و سائر المحرمات على المضطر ضرورة شديدة غير باغ و لا عاد و تحريمها على الباغي و العادي في الضرورة أيضا ..وسائل الشيعة ج24ص218ب57 باب تحريم المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع و ما ذبح على النصب إلا ما ذكي و الاستقسام بالأزلام .


 

 

تارك أخذ الزكاة :

قال الصدوق رحمه الله : عن أبيه رحمه الله قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد :

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ : عن عبد الله العلوي عن الحسن بن علي عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 تَارِكُ الزَّكَاةِ : وَ قَدْ وَجَبَتْ لَهُ .

كَمَانِعِهَا : وَ قَدْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ .

الكافي كافي ج7ص190ب 44ح5981 / 2. ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص236 .

وسائل الشيعة ج9ص314ب57 باب كراهة امتناع المستحق من قبول الزكاة و استحيائه بها و تحريم ترك أخذها مع الضرورة إليها ، حديث 12106- 3 . وفي وسائل الشيعة ج9ص314ب57 باب كراهة امتناع المستحق من قبول الزكاة و استحيائه بها و تحريم ترك أخذها مع الضرورة إليها ، وقال أقول : هذا محمول على الكراهة أو على التحريم مع الضر .

 

الصوم للرؤية :

قال الصدوق في الفضائل : حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، عن أبي تراب عبيد الله بن موسى الروياني :

عن عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني : عن سهل بن سعد قال :

سمعت الرضا عليه السلام يقول‏ :

الصوم : للرؤية ، و الفطر للرؤية .

و ليس منا : من صام قبل الرؤية للرؤية ، و أفطر قبل الرؤية للرؤية .

قال فقلت له : يا ابن رسول الله ، فما ترى في صوم يوم الشك ؟

فقال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 لأن أصوم : يوما من شعبان ، أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر رمضان.

فضائل الأشهر الثلاثة ص 63ح45 . من لا يحضره الفقيه ج‏2ص128ح1929 . يا طيب : أي أنه ينوي يوم الشك صوم يوم من شهر شعبان ، فإذا وقع رمضان فيكون بالإجبار فيه ، ولا يصح أن يصومه شاكا بنية مبتدأه .وسائل الشيعة ج‏10ص28ب6 باب عدم جواز صوم يوم الشك بنية الفرض فإن فعل وبان من شهر رمضان وجب قضاؤه ، حديث 12751-9.

 

لا تتيمم بتراب الطريق :

ذكر الكليني رحمه الله عن : الحسن‏ بن علي العلوي ، عن سهل بن جمهور,

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ ، عن الحسن بن الحسين العرني ، عن غياث بن إبراهيم :عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نَهى‏ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتَيَمَّمَ‏ الرَّجُلُ بِتُرَابٍ‏ مِنْ أَثَرِ الطَّرِيقِ

كافي ج5ص186ب40ح4107/ 6.تهذيب الأحكام ج1ص187ب8ح12 . وسائل الشيعة ج‏3ص349ب6 باب كراهة التيمم بتراب يوطأ و تراب الطريق حديث 3837- 2 .

 

الصلاة في المساجد المصورة :

ذكر الكليني رحمه الله : عن الحسن‏ بن علي العلوي ، عن سهل بن جمهور .

 عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيِّ ، عن الحسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن جميع قال : سألت : أبا عبد الله‏ عليه السلام عن الصلاة في المساجد المصورة ؟

فقال عليه السلام : أكره ذلك ، و لكن لا يضركم ذلك اليوم ، و لو قد قام العدل ، رأيتم‏ كيف يصنع في ذلك .

الكافي ج6ص311ب48ح5229/ 6 . تهذيب الأحكام ج3ص259ب25ح46 . وسائل الشيعة ج5ص215ب15 باب كراهة نقش المساجد بالصور و تشريفها بل تبنى جما و جواز كتابة القرآن في قبلتها و كذا ذكر الله حديث6365- 1 .

 

فضل ماء زمزم والسقي :

وذكر الصدوق في العلل : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن السعدآبادي عن البرقي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ : عن الحسن بن الحسين ، عن‏ شيبان ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و هم يجرون دلاء من زمزم .

 فقال : نعم العمل الذي أنتم عليه ، لو لا أني أخشى أن تغلبوا عليه ، لجررت معكم انزعوا دلوا فتناوله ، فشرب منه.

علل الشرائع ج2ص599ب385ح50 .  باب نوادر العلل حديث 50 .

 وسائل الشيعة ج13ص245ب20 باب استحباب الشرب من ماء زمزم و سقي الحاج منه و إهدائه و استهدائه حديث 17662- 5 .


 

 

خطبة النكاح :

ذكر الكافي رحمه الله : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَخْطُبُ بِهذِهِ الْخُطْبَةِ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ‏ : الْعَالِمِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ، مِنْ‏ قَبْلِ أَنْ يَدِينَ لَهُ‏ مِنْ خَلْقِهِ دَائِنٌ ، فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ، مُؤَلِّفِ الْأَسْبَابِ بِمَا جَرَتْ بِهِ الْأَقْلَامُ ، وَ مَضَتْ بِهِ الْأَحْتَامُ‏ ، مِنْ سَابِقِ عِلْمِهِ ، وَ مُقَدَّرِ حُكْمِهِ‏ .

 أَحْمَدُهُ : عَلى‏ نِعَمِهِ ، وَ أَعُوذُ بِهِ مِنْ نِقَمِهِ ، وَ أَسْتَهْدِي اللَّهَ الْهُدى‏ ، وَ أَعُوذُ بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الرَّدى ‏، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ‏ فَقَدِ اهْتَدى ‏، وَ سَلَكَ الطَّرِيقَةَ الْمُثْلى‏ ، وَ غَنِمَ الْغَنِيمَةَ الْعُظْمى‏ ، وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ‏ فَقَدْ حَارَ عَنِ الْهُدى‏، وَ هَوى‏ إِلَى الرَّدى‏ .

وَ أَشْهَدُ : أَنْ لَاإِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَ أَنَ‏ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‏ الْمُصْطَفى ‏، وَ وَلِيُّهُ‏ الْمُرْتَضى ‏، وَ بَعِيثُهُ‏  بِالْهُدى‏ ، أَرْسَلَهُ عَلى‏ حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَ اخْتِلَافٍ مِنَ الْمِلَلِ ، وَ انْقِطَاعٍ مِنَ السُّبُلِ ، وَ دُرُوسٍ‏ مِنَ الْحِكْمَةِ ، وَ طُمُوسٍ مِنْ أَعْلَامِ الْهُدى‏ وَ الْبَيِّنَاتِ ، فَبَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ ، وَ صَدَعَ بِأَمْرِهِ‏ ، وَ أَدَّى الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِ ، وَ تُوُفِّيَ‏ فَقِيداً مَحْمُوداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ .

ثُمَّ إِنَّ هذِهِ الْأُمُورَ : كُلَّهَا بِيَدِ اللَّهِ ، تَجْرِي إِلى‏ أَسْبَابِهَا وَ مَقَادِيرِهَا ، فَأَمْرُ اللَّهِ يَجْرِي إِلى‏ قَدَرِهِ ، وَ قَدَرُهُ يَجْرِي إِلى‏ أَجَلِهِ ، وَ أَجَلُهُ يَجْرِي إِلى‏ كِتَابِهِ ، و { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)} الرعد .

أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ ، جَعَلَ الصِّهْرَ مَأْلَفَةً لِلْقُلُوبِ‏ ، وَ نِسْبَةَ الْمَنْسُوبِ ، أَوْشَجَ‏ بِهِ الْأَرْحَامَ ، وَ جَعَلَهُ رَأْفَةً وَ رَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالَمِينَ .

وَ قَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (54) } الفرقان ، وَ قَالَ : { وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى‏ مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ (32) } النور .

 وَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ : مِمَّنْ قَدْ عَرَفْتُمْ‏ مَنْصِبَهُ فِي الْحَسَبِ‏ ، وَ مَذْهَبَهُ فِي الْأَدَبِ ، وَ قَدْ رَغِبَ فِي مُشَارَكَتِكُمْ ، وَ أَحَبَّ مُصَاهَرَتَكُمْ ، وَ أَتَاكُمْ خَاطِباً فَتَاتَكُمْ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ ، وَ قَدْ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصَّدَاقِ كَذَا وَ كَذَا ، الْعَاجِلُ مِنْهُ كَذَا ، وَ الْآجِلُ مِنْهُ كَذَا ، فَشَفِّعُوا شَافِعَنَا ، وَ أَنْكِحُوا خَاطِبَنَا ، وَ رُدُّوا رَدّاً جَمِيلًا ، وَ قُولُوا قَوْلًا حَسَناً ، وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ وَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ .

الكافي ج10ص697ب44ح9619/ 6 . يدين : أي يخضع و يطيع و ينقاد و يعبد ؛ من الديانة بمعنى الطاعة و التعبّد . الأحتام: جمع الحتم، أي الامور المفروضة المحكمة ، المثلى : تأنيث الأمثل ، كالقصوى تأنيث الأقصى ، يقال: هذا أمثل من هذا، أي أفضل و أدنى إلى الخير. و الطريقة المثلى: التي هي أشبه بالحقّ .الردى : الهلاك . الدروس : العفو و المحو، و كذا الطموس. و صدع بأمره، أي شقّ جماعاتهم بالتوحيد، أو أجهر بالقرآن و أظهر، أو حكم بالحقّ و فصّل الأمر، أو قصد بما أمر، أو فرّق بين الحقّ و الباطل. في الوافي :

الصهر: القرابة تحدثها التزويج. و في اللغة: الصِّهر: حرمة الخُتونة ، وخَتَن الرجل- و هو كلّ من‏كان من قبل المرأة صهره، و أهل بيت المرأة أصهار، و قيل غير ذلك. في الوافي: وشّج التزيين وأوشج به الأرحام أي شبّك بعضهم في بعض، و خلط و ألّف بينهم.   

و النسب. و الحَسَب في الأصل: الشرف بالآباء و ما يعدّه الناس من مفاخرهم، و قال ابن ‏السكّيت: الحسب و الكرم يكونان في الرجل و إن لم يكن له آباء لهم شرف، و الشرف و المجد لا يكونان إلّا بالآباء. والمنصب: هو الأصل و المرجع، و الحسب: ما تعدّه من مفاخر آبائك، المراد بالأدب العلم و الكمالات.

وقال المجلسي رحمه الله  : و في الصحيح ، عن عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام" أي الهادي عليه السلام يخطب بهذه الخطبة،...

روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ج8 ص157 .

 

روايات السيد في الأخلاق

 

يا طيب : الدين كله هدى و العلم والعمل به أخلاق المؤمنين والإيمان به باطنه وظاهره يوجب الفضائل والمناقب والسمت الحسن وكرم السيرة وحسن السلوك ، وكله بين واجب أو مستحب أو مباح وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي محرمه ومكروه ، ولكن نذكر في هذا الباب مما يكون فيه من الأخلاق كتصرف اجتماعي وأخلاق حسنه وآداب فاضلة في المعاملة مع العباد ، وأسأل الله أن يحلينا بها كلها سواء ما مر أو ما يأتي من تعاليم رواها السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله وكل تعاليم الإسلام :

 

أمرين من الله للنبي :

ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال: حدثني أبي قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : حدثنا محمد بن علي الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، عن محمد بن علي أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و آله :

إِنَّا أُمِرْنَا : مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ ، أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ بِقَدْرِ عُقُولِهِمْ .

 قال : وقال النبي صلى الله عليه و آله:

أَمَرَنِي رَبِّي : بِمُدَارَاةِ النَّاسِ ، كَمَا أَمَرَنِي بِإِقَامَةِ الْفَرَائِضِ .

الأمالي للطوسي ص481م17ح1050- 19 .

 

 

جلوس النبي الأكرم :

ذكر الكليني رحمه الله : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن النوفلي‏ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :

كان النبي صلى الله عليه و آله : يجلس ثلاثا :

القرفصا : وهو أن يقيم ساقيه ، ويستقبلهما بيديه‏ ، و يشد يده في‏  ذراعه.

و كان يجثو : على‏ ركبتيه .

و كان يثني : رجلا واحدة و يبسط عليها الأخرى .

 و لم ير : صلى الله عليه و آله متربعا قط.

الكافي ج4ص740ب21ح3722/ 1  .ذكر بعضهم زيادة النوفلي والمراد به البرقي . القرفصاء : أن يجلس على أليتيه و يلصق فخذيه على بطنه و يحتبي بيديه ، و الاحتباء: جمع الظهر و الساقين باليدين أو بعمامة يضعهما على ساقيه، أو يجلس على ركبتيه منكبّاً و يلصق بطنه على فخذيه و يتأبّط كفّيه .و جثا جُثُوّاً و جُثِيّاً: جلس على ركبتيه  يَثْنِي رجلًا واحدة أي يعطفها و يضمّها إلى فخذه، و المراد به التورّك. وفي شرح المازندراني: تربّع في مجلسه: جلس مربّعاً و هو أن يقعد على وركيه ويمدّ ركبته اليمنى إلى جانب يمينه، وقدمه اليسرى إلى جانب يساره، ويمدّ ركبته اليسرى إلى جانب يساره، و قدمه اليسرى إلى جانب يمينه . وسائل الشيعة ج12ص106ب74 باب ما يستحب من كيفية الجلوس و ما يكره منها حديث 15772- 1 .

 

روايته لأهم أعمال المؤمنين :

يا طيب : هذا حديث فيه ثواب أهم أعمال المؤمنين وما يجب عليهم ، وهو أيضا بيان لعلامات الإيمان وأفضل أعمال المؤمنين ، وبالتدبر والإيمان والعمل به يرتفع المؤمن لأعلى أخلاق المؤمنين ، ويرويه السيد الجليل والعالم العابد والموالي المخلص السيد عبد العظيم الحسني عن الإمام علي الهادي عليه السلام ، فتدبره يا طيب وتمعن به جيدا ، وأعمل به وعلمه لمن تحب نجاته من النار وحصوله على النعيم الخالد والسعاد والإيمان والتقى والعبودية لله مخلصا له الدين:

قال الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن الإمام علي الهادي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال :

لما كلم الله عز و جل : موسى بن عمران عليه السلام :

 قال موسى عليه السلام : إلهي ما جزاء ، من شهد أني رسولك و نبيك و أنك كلمتني ؟

قال سبحانه وتعالى : يا موسى تأتيه ملائكتي فتبشره بجنتي ؟

قال موسى : إلهي فما جزاء ، من قام بين يديك يصلي ؟

قال : يا موسى ، أباهي به ملائكتي راكعا و ساجدا و قائما و قاعدا ، و من باهيت به ملائكتي لم أعذبه .

قال موسى : إلهي ، فما جزاء ، من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك ؟

قال : يا موسى ، آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رءوس الخلائق ، أن فلان بن‏ فلان من عتقاء الله من النار .

قال موسى : إلهي فما جزاء ، من وصل رحمه ؟

قال : يا موسى ، أنسي له أجله ، و أهون عليه سكرات الموت ، و يناديه خزنة الجنة هلم إلينا ، فادخل من أي أبوابها شئت .

قال موسى : إلهي فما جزاء ، من كف أذاه عن الناس ، و بذل معروفه لهم ؟

 قال : يا موسى ، يناديه النار يوم القيامة لا سبيل لي عليك .

قال : إلهي ، فما جزاء من ذكرك بلسانه و قلبه .

قال : يا موسى ، أظله يوم القيامة بظل عرشي ، و أجعله في كنفي .

قال : إلهي ، فما جزاء من تلا حكمتك سرا و جهرا .

قال : يا موسى ، يمر على الصراط كالبرق .

قال : إلهي ، فما جزاء من صبر على أذى الناس و شتمهم فيك ؟

قال : أعينه على أهوال يوم القيامة ؟

قال : إلهي ، فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك ؟

قال : يا موسى ، أقي وجهه من حر النار ، و أومنه يوم الفزع الأكبر .

قال : إلهي ، فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك .

قال : يا موسى ، له الأمان يوم القيامة ؟

قال : إلهي ، فما جزاء من أحب أهل طاعتك ؟

قال : يا موسى ، أحرمه على ناري .

قال : إلهي ، فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا ؟

قال : لا أنظر إليه يوم القيامة ، و لا أقيل عثرته .

قال : إلهي ، فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الإسلام ؟

قال : يا موسى ، آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد .

قال : إلهي‏ ، فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها ؟

قال : أعطيه سؤله ، و أبيحه جنتي .

قال : إلهي ، فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك ؟

قال : أبعثه يوم القيامة و له نور بين عينيه يتلألأ .

قال : إلهي ، فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا ؟

قال : يا موسى ، أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه .

قال : إلهي ، فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس ؟

قال: يا موسى ، ثوابه كثواب من لم يصمه.

الأمالي للصدوق ص207م37ح8 .

يا طيب : الإيمان بالله والرسل كلهم واجب ، وكذا الإيمان بأوصيائهم ، وهذه التعاليم لموسى عليه السلام وهو نبي مرسل غير منسوخة ، بل ثابته من أصل تعاليم الإسلام ، ويجب أن نؤمن بها لأنه حكاه عنه إمام معصوم من آل محمد صلى الله عليهم وسلم عن آباءه عن رسول الله ، وفي حديث قدسي ، لأنه مخاطبة من الله وتعاليم منه مباشرة لموسى عليه السلام ، كما أنه لا فائدة من العمل بها بدون الإيمان بنبينا الأكرم وآله الطيبين الطاهرين بعده ، لأنه لا يستطيع أن يتعلمها بدونهم ، فضلا عن باقي تعاليم الدين التي يجب أن تظم إليها .

 

 

وصية النبي للإمام علي :

ذكر الشيخ الطوسي رحمه الله : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي، قال : حدثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي، قال : حدثنا أبي قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال : حدثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدثني أبي موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي جعفر قال : حدثني أبي محمد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال : حدثني أبي الحسين بن علي :

 عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال :

 بَعَثَنِي : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى الْيَمَنِ .

فَقَالَ وَ هُوَ يُوصِينِي :

يَا عَلِيُّ : مَا حَارَ مَنِ اسْتَخَارَ ، وَ لَا نَدِمَ مَنِ اسْتَشَارَ .

يَا عَلِيُّ : عَلَيْكَ بِالدَّلْجَةِ ، فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لَا تُطْوَى بِالنَّهَارِ .

يَا عَلِيُّ : اغْدُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَارَكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا .

الأمالي للطوسي ص136م5ح220- 33.تاريخ بغداد ج3ص54رقم  997 .وسائل الشيعة ج8ص78ب5 باب استحباب الدعاء بطلب الخيرة و تكرار ذلك ثم يفعل ما يترجح في قلبه أو يستشير فيه بعد ذلك حديث10125- 11 . وسائل الشيعة ج11ص366ب10 باب استحباب السير في آخر الليل أو في الغداة و العشي و كراهة السير في أول الليل 15032- 8.


حديث العارفين سلمان وأبو ذر :

يا طيب : هذا حديث تأديب وتربية وتعليم ومعرفة من أفضل صحابة النبي وأحباب أهل البيت ، وبيان معرفتهم وإخلاصهم وتوجههم لله تعالى في كل شيء ، وهذا الحديث يعلمنا معارف قيمة في أهمية وعظمة نعم الله وكيف تصل لنا لنتقوى على أمور الحياة الدنيا ، وإن الله سخر لنا كل شيء ليوصل لنا ما نطعمه ، وما يجب علينا من شكره وحمده على ما كرمنا ، وفي الحقيقة رغيف الخبز وأمثاله من كل نعم الله كم تتداولها العوالم والتحول والتغير ، ويجريها التدبير الرباني حتى تصل لنا سائغة ، ويجب على الإنسان أن لا يبطر ولا يستصغر نعم الله تعالى مهما صغرت ، ويجب أن يشكرة على كل نعمه .

 ولكم هذا الحديث : يرويه السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله عن الإمام الجواد عن آباءه عليهم الصلاة والسلام ، وقد جرى بين أفضل وأكرم وأنبل وأشرف الصحابة ، بل وأخلصهم لعبودية الله بعد أئمة الحق رضوان الله عليهم سلمان المحمدي وأبو ذر العلوي ، وفيه محاورة تعليمية وكلام تأديبي وعلم وعمل تربوي لكيفية الاعتراف بالتقصير والتوبة من أقل حركة وقلة تدبير ، فترى علم سلمان وتفكر أبو ذر وتواضعه للحق والمعرفة ، وإنه كان في غفلة بسيطة مباحة وليس في معصية رحمه الله ، وإنه جاء في الحديث أصدق الناس لهجة أبو ذر ، وإنه رحمه الله أكثر عبادته التفكر ، ولكن لغفلة بسيطة في التفكر والتدبر في أمر الله ، تراه كيف يتواضع ويشكر ويتوب ويرضي صاحبه بكل مودة ومحبة ، ولا ترى في ذرة من التكبر والتجبر والعناد للحق ، مع أنه لم يعصي بل أمر مباح ، ولكنه قد يكون فيه قليل من عدم التدبر أو يشير لنسيان فضل الله عليه ، فتدبر فيه يا طيب ، ولنتعلم ونعلم كل من نحب أهمية شكر الله وحمد على كل نعمه وعدم الغفلة عن مدده وفضله ، وعدم استصغار كرمه ومدده :

 

ذكر الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضوان الله عليه قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى الرؤياني قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ : عَنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ الرِّضَا عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليه السلام قَالَ :

 دعا سلمان : أبا ذر إلى منزله ، فقدم عليه رغيفين .

فأخذ أبو ذر : الرغيفين يقلبهما .

فقال له سلمان : يا أبا ذر ، لأي شيء تقلب هذين الرغيفين ؟

قال : خفت أن لا يكونا نضيجين .

فغضب سلمان : من ذلك غضبا شديدا .

ثم قال : ما أجرأك حيث تقلب هذين الرغيفين ، فو الله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت‏ العرش ، و عملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح ، و عملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب ، و عمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض ، و عمل فيه الرعد و الملائكة حتى وضعوه مواضعه ، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح ، و ما لا أحصيه أكثر .

فكيف لك : أن تقوم بهذا الشكر ؟

فقال أبو ذر :

 إلى الله : أتوب ، و أستغفر الله ، مما أحدثت ، و إليك أعتذر مما كرهت .

الأمالي للصدوق ص442م68ح6 .

 

وأضاف الصدوق رحمه الله في العيون للحديث السابق : بالإضافة لما ذكر وبسند آخر قال حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه : قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى الروياني قال :

حدثنا عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني : عن الإمام محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال :

....

 قال : و دعا سلمان أبا ذر رحمهما الله : ذات يوم إلى ضيافة .

فقدم إليه : من جرابه‏ ، كسرة يابسة ، و بلها من ركوته‏ .

فقال أبو ذر : ما أطيب هذا الخبز ، لو كان معه ملح .

فقام سلمان : و خرج ، و رهن ركوته بملح ،، و حمله إليه .

فجعل أبو ذر : يأكل ذلك الخبز ، و يذر عليه ذلك الملح .

و يقول : الحمد لله الذي رزقنا هذا القناعة .

فقال سلمان : لو كانت قناعة ، لم تكن ركوتي مرهونة .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص52ب31ح203 . .

والجراب : كيس من الجلد ، والركوة إناء الماء .

ويا طيب : هذا حديث جرى بين اثنين من الصديقين ، ولا يمكن أن تكون دعوة على خبز غير ناضج ، لأنه يحسن أن يتكلف لمن يدعو فرد لغذاء ، ولكن كأنه كان معتاد عند مثلهم من الكفاف والعفاف والقناعة ، وإن عرفت لا غضاضة على أبو ذر رحمه الله حين قلب الرغيف ليرى نضجه ، ولكن هذه الغفلة القصيرة عن فضل الله كانت عند سلمان ذنب ، ولذا قيل حسنات الابرار سيئات المقربين ، وإن حساب الخواص غير حساب العوام ، وإن الله تعالى يغفر للجاهل سبعين ذنبا قبل أن يغفر للعالم ، وطبعا يسأل الجاهل لماذا لم تتعلم فإن كان قاصر غير مقصر يغفر له .

وهنا الكلام يا طيب : بين أعظم وأكبر صديقين من الصحابة وهم أعلى عباد الله بعد المعصومين درجة ، فهم أبرار صديقين مقربين بأشد القرب ، ولذا يجري بينهم مثل هذا الكلام ويقرون له ، وإلا لو كان غيرهم لزعل من صاحبه ويقول مثلا تدعوني لخبز غير ناضج ولا ملح له ، ثم تمن عليّ بل قد يعتبره اهانه ويتركه ويخرج مقهورا منه ويهاجره ، ولكنه تذكر كريم من إنسان محمدي وتواضع شريف من أبو ذر العلوي وهو صادق صديق لا أصدق منه لهجة على الأرض طبعا بعد المعصومين ، فتراه يتوب ويستغفر الله ويرى أنه غافل عن نعم الله أو كأنه يشكو الله تعالى لقلة الزاد وخروج عن رسم العبودية ، وبالمناسبة لكم:

 

مختصر في حياة الصديقين :

سلمان المحمدي : هو أبو عبد اللّه ، و أبو الحسن و أبو إسحاق ، أسلم عند قدوم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى المدينة ، و كان عبد لقوم من بنى قريظة فكاتبهم فأدى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله كتابته و عتق ، و أول مشاهده مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله الخندق و قيل في حفره أنّه كان برأي منه ، وكان قبل ذلك متنقل بين الرهبان في عدة بلاد ، وبوصية من أخر القديسين قصد يثرب ينتظر ظهور النبي الأكرم ، فأسر في الطريق وبيع عبدا ، ولما ورد النبي المدينة أسلم ثم ساعد صلى الله عليه وآله في عتقه .

و قد وردت : أخبار كثيرة في فضله كقول النبي الأكرم : سلمان منا أهل البيت ، و أمرني ربى بحب أربعة : على بن أبي طالب و المقداد بن الأسود و أبو ذر الغفاري و سلمان ، و كتب الشيخ النوريّ رحمه اللّه فانه كتب كتابا سماه نفس الرحمن في فضائل سلمان .

توفى سلمان : رضي اللّه عنه بالمدائن في سنة 34 ه عن عمر طويل ، قيل بلغ ثلاثمائة سنة ، و قيل غير ذلك ، و تولى غسله و تجهيزه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، جاءه من المدينة إلى المدائن .

 

أبو ذر الغفاري : اسمه جندب بن جنادة ، وهو صحابي جليل وعالم فاضل وصديق مشهود له بالولاء والفضل ، ومن السابقين إلى الإسلام ، هاجر بعد وقعة بدر، و فيه قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله : ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبى ذر، يعيش وحده، و يموت وحده، و يبعث وحده، و يدخل الجنة وحده. و له مواقف جليلة في الإسلام، نفاه عثمان بن عفان من المدينة الى الشام حين ثقل عليه وجوده لأمره بالمعروف و انكاره المنكر.

و لما حل بالشام : أزداد في دعوته فثقل على معاوية ذلك لما كان يلمسه من استجابة الناس لأبي ذر ، فكتب الى عثمان يطلب ابعاده عن الشام فأجابه بحمله على أصعب مركب ، فسيره مع من يغذ به السير بعنف على قتب بغير وطاء، فأجهده ذلك فما وصل المدينة الا و قد تهرى لهم فخذيه و بلغ منه الجهد.

فجرى بينه : و بين عثمان كلام أغضبه ، فحاول استمالة أبى ذر بالأموال فلم يفلح ، فنفاه إلى الربذة و هي قرية تبعد عن المدينة بثلاثة أيّام قريبة من ذات عرق ، وودعه الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام ، فعاش هناك وحيدا ومات وحيدا رحمه الله ، له أحاديث كريمة في حب أهل البيت عليهم السلام .

 


فضل العمل الحسن :

ذكر الصدوق رحمه الله  : و بهذا الإسناد عن عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن الفضل عن خاله محمد بن سليمان ، عن رجل ، عن محمد بن علي عليه السلام أنه قال : لمحمد بن مسلم‏ ، يا محمد بن مسلم :

لا يغرنك الناس : من نفسك ، فإن الأمر يصل إليك دونهم ، و لا تقطع النهار عنك كذا و كذا.

 فإن معك : من يحصي عليك .

و لا تستصغرن : حسنة تعمل بها ، فإنك تراها حيث تسوؤك .

و أحسن : فإني لم أر شيئا قط أشد طلبا ، و لا أسرع دركا ، من حسنة محدثة لذنب قديم .

علل الشرائع ج2ص599ب385ح49 . وذكره الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة ج1ص117ب28 باب عدم جواز استقلال شيء من العبادة و العمل استقلالا يؤدي إلى الترك حديث 292- 7 . وسائل الشيعة ج15ص312ب43 باب وجوب اجتناب المحقرات من الذنوب ، حديث 20611- 9 .وكان محمد بن مسلم رحمه الله من خواص الإمام الباقر عليه السلام ، وعنده من معارفه ما يشفي الغليل ، فيوصيه أن لا يغره بأن الموالين من الشيعة يجتمعون عنده ويأخذون منه فيأخذه بعض العجب ، وأن عليه بالأعمال الصالحة والحسنة ليفوز بالفلاح ، أي لابد أن يتبع العلم العمل الصالح والعبودية لله مخلصا له الدين .

ملاقاة الإخوان نشرة :

قال الشيخ المفيد رحمه الله : حدثني الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة رحمه الله قال : حدثني أبو الحسن علي بن الفضل قال : حدثني أبو تراب عبيد الله بن موسى‏ قال :

 حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليه السلام  يقول‏ :

 مُلَاقَاةُ الْإِخْوَانِ : نُشْرَةٌ ، وَ تَلْقِيحٌ لِلْعَقْلِ‏ ، وَ إِنْ كَانَ نَزْراً قَلِيلًا.

الأمالي للمفيد ص328م28ح13 .الأمالي للطوسي ص94م3ح145- 54 .


حكمة الله والآداب :

يا طيب : هذا حديث من غرر الأحاديث أيضا ، وفي تعاليم وآداب ومعارف كريمة في أحوال متفاوتة وتفكر كريم في تدبير الخلق وأحوالهم وشؤونهم ، يرويه السيد الجليل عبد العظيم الحسني رحمه الله عن الإمام محمد الجواد عليه السلام ، وكيف يطلب العلم والمعرفة من إمام زمانه :

ذكر الصدوق رحمه الله في الأمالي : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضوان الله عليه قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال : حدثنا أبو تراب عبيد الله بن موسى‏ الروياني :

عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام :

 يا ابن رسول الله : حدثني بحديث عن آبائك عليهم السلام ؟

 فقال عليه السلام : حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 لا يزال : الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا .

قال قلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 لو تكاشفتم : ما تدافنتم .

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

إنكم : لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بطلاقة الوجه ، و حسن اللقاء .

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :

 إنكم : لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 من عتب : على الزمان ، طالت معتبته .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 مجالسة الأشرار : تورث سوء الظن بالأخيار .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

قال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

بئس الزاد : إلى المعاد العدوان‏ على العباد .

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 قيمة :  كل امرئ ما يحسنه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

المرء : مخبوء تحت لسانه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

 فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 ما هلك : امرؤ عرف قدره .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 التدبير : قبل العمل ، يؤمنك من الندم.

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

من وثق : بالزمان ، صرع .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

 فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 خاطر : بنفسه ، من استغنى برأيه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 قلة العيال : أحد اليسارين .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال :  قال أمير المؤمنين :

من دخله العجب : هلك .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

من أيقن بالخلف : جاد بالعطية .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله ؟

فقال : حدثني أبي عن جدي عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين :

 من رضي : بالعافية ممن دونه ، رزق السلامة ممن فوقه .

قال فقلت : حسبي .

الأمالي للصدوق ص446م68ح9 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص53ب31ح204 . يا طيب : هذا حديث كريم ، ويستفاد منه كثير من أحكام الأخلاق وآدب الإسلام ، وقد قسمه الحر العاملي في عدة أبواب منها ما عرفت ومنها في حرمة العجب وغيرها ، ومنها عدم الاستغناء بالرأي في وسائل الشيعة ج12ص41ب22 باب استحباب مشاورة التقي العاقل الورع الناصح الصديق و اتباعه و طاعته و كراهة مخالفته ، 15591- 2 . وسائل الشيعة ج12ص161ب107 باب استحباب طلاقة الوجه و حسن البشر ح15954- 8. وسائل الشيعة ج16ص264ب38 باب تحريم المجالسة لأهل المعاصي و أهل البدع حديث 21524- 16 . وسائل الشيعة / ج‏16 / 288 / 1 - باب استحباب المعروف و كراهة تركه ح21567- 11


 

المجالسة والكلام والسماع :

ذكر الصدوق رحمه الله في العلل : حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن الحسن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي:

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : حدثني علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عليهم السلام قال : قال علي بن الحسين عليه السلام:

 ليس لك : أن تقعد مع من شئت ، لأن الله تبارك‏ و تعالى يقول‏ : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي  آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ  الظَّالِمِينَ (68) } الأنعام .

وَ لَيْسَ لَكَ : أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا شِئْتَ ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ‏ : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (36) }  الإسراء .

و لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو صمت فسلم .

و ليس لك : أن تسمع ما شئت ، لأن الله تعالى يقول‏ : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ( 36) } الإسراء .

علل الشرائع ج2ص605ب385ح80 . مسائل علي بن جعفر ص343ح847 . وسائل الشيعة ج‏15ص171ب2 باب الفروض على الجوارح و وجوب القيام بها حديث 20225- 8 . وسائل الشيعة ج27ص30ب4 باب عدم جواز القضاء و الإفتاء بغير علم بورود الحكم عن المعصومين ح33135- 36 .  وقال أقول:  و تقدم ما يدل على ذلك و يأتي ما يدل عليه و على النهي عن العمل بالظن ،  و المراد من العلم ما يشمل العادي ، و بابه واسع و هو من جملة اليقينيات و لا يطلق عليه الظن لغة و لا عرفا و لا شرعا ، و الدلالات الظنية غير معتبرة إلا مع القرائن الواضحة المفيدة للعلم العادي لما يأتي إن شاء الله.

روايته لحديث الكبائر :

يا طيب : التقوى قوة نفسانية يمتنع بها الإنسان عن الحرام سواء ترك واجب أو ارتكاب محرم ، ويتقوى بها على طاعة الله تعالى ، لأنه من قوى على ترك الحرام خلص من الذنوب والآثام ، وصفت نفسه واستعدت روحه للتحلي بالطاعات والواجبات ونزول البركات عليه من الله تعالى ، فلذا ذكروا أولا التخلية ثم التحلية ثم التجلية ، أولا يخلي المكان من المعاصي والذنوب والآثام بالتوبة والاستغفار وأهمها الكبائر والتي سنعرفها في هذا الحديث الآتي والتي يجب أن نتقيها ونراقب أنفسها جدا بأن لا نقع فيها ، ثم نتحلى بالطاعات وما يقرب لله تعالى ، ثم التجلي بما كرم الله العبد المطيع من فضله عليه ويتجلى بالسكينة والوقار والشاكر لنعمه عليه حامدا له بما وفقه من الطاعة ودعوته للعباد بسيرته وسلوكه ، ويكون داعيا لله تعالى بسيرته وسلوكه وكل تصرف له .

ويا طيب : بعد أن عرفنا بعض شأن الإمام الجواد عليه السلام ، نذكر بعض ما عرفنا مما يناسب التقوى ، وما يخالفها بروايته عن آباءه ، ونذكر بعض الآيات والأحاديث في أهميتها :

قال الشيخ الصدوق رحمه الله : في من لا يحضره الفقية :

عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال :

 حدثني أبو جعفر الثاني عليه السلام قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : دخل عمرو بن عبيد على أبي عبد الله عليه السلام : فلما سلم وجلس تلا هذه الآية :

{ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ  (37) } الشورى، ثُمَّ أَمْسَكَ.

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : ما أسكتك ؟

قال : أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز و جل .

فقال : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائر :

الإشراك بالله : يقول الله : { مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) } المائدة .

و بعده اليأس من روح الله : لأن الله عز و جل يقول : { لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)} يوسف.

ثم الأمن من مكر الله :  لأن الله عز و جل يقول : { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) } الأعراف.

و منها عقوق الوالدين : لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا .

{ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) } مريم .

و قتل النفس : التي حرم الله إلا بالحق ، لأن الله عز و جل يقول:

وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) } النساء إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .

و قذف المحصنة : لأن الله عز و جل يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)}النور.

و أكل مال اليتيم : لأن الله عز و جل يقول: { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)} النساء .

و الفرار من الزحف : لأن الله عز و جل يقول : { وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)  } الأنفال.

و أكل الربا : لأن الله عز و جل يقول : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ  (275) } البقرة .

و السحر : لأن الله عز و جل يقول: { وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ

يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102)ـ } البقرة.

و الزنا : لأن الله عز و جل يقول : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)} الفرقان .

و اليمين الغموس الفاجرة : لأن الله عز و جل يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)} آل عمران .

و الغلول : لأن الله عز و جل يقول : {  وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (161) } آل عمران .

و منع الزكاة المفروضة : لأن الله عز و جل يقول : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} التوبة.

و شهادة الزور : و كتمان الشهادة ، لأن الله عز و جل يقول : { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)} البقرة.

و شرب الخمر : لأن الله عز و جل يقول :  {َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) } المائدة، لأن الله عز و جل : نهى عنها ، كما نهى عن عبادة الأوثان  :{ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) } ـ الحج.

و ترك الصلاة متعمدا :

 أو شيئا مما فرض الله عز و جل : لأن رسول الله قال :

 مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً : فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ  .

 وقال تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) } مريم. { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ

 يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ

وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ

وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ

فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) } الأعراف.

و نقض العهد : و قطيعة الرحم : لأن الله عز و جل يقول :

{ وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ

 وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ

وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (الرعد25) } .

قال فخرج عمرو : و له صراخ من بكائه ، و هو يقول : هلك من قال برأيه و نازعكم في الفضل و العلم .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص285ب28ح33 . من لا يحضره الفقيه ج3ص563ح4932 . علل الشرائع ج2ص391ب131ح1 . الكافي ج3ص702ح2466/ 25.  وسائل‏ الشيعة ج15ص318ب46 ح20629 . وسائل الشيعة ج15ص318ب46 باب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها ، حديث 20629- 2 .

يا طيب : هذا حديث كريم ، يبين أهم الذنوب التي بجب أن نتقيها ، وهي التفصيل المؤكد بآيات القرآن الكريم ، وأسأل الله لكم ولي أن يبعدنا عنها ويخلينا منها حتى نتحلى بطاعة الله رضا الله وتتجلى علينا كرامته .

 

قتل المؤمن من الكبائر :

ذكر الصدوق في العلل : حدثنا محمد بن موسى قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حدثني محمد بن علي‏ عن أبيه عن جده عليهم السلام قال :

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :‏ قَتْلُ النَّفْسِ : مِنَ الْكَبَائِرِ.

لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‏ : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ  عَذَابًا عَظِيمًا (93)} النساء .

علل الشرائع ج2ص478ب228ح2 . وقد ذكر كلما توعد الله عليه بالنار فهو من الكبائر .

 

 

عقوق الوالدين من الكبائر :

ذكر الصدوق في العلل : حدثنا محمد بن موسى ، عن علي بن الحسن السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال :

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ : مِنَ الْكَبَائِرِ .

لأن الله تعالى : جَعَلَ الْعَاقَ‏ عَصِيًّا ... شَقِيًّا.

علل الشرائع ج2ص479ب229ح2 . إشارة لقوله تعالى : { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) ... وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) } مريم .وسائل الشيعة ج15ص328ب46 باب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها حديث20656- 27 .

 

قذف المحصنات من الكبائر :

ذكر الصدوق في العلل : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال : حدثنا أحمد بن محمد قال :

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ : عن محمد بن علي عليه السلام قال: حدثني أبي قال : سمعت أبي يقول : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول‏ :

قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ : مِنَ الْكَبَائِرِ ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‏ : { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ  الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) } النور ‏.

علل الشرائع ج2ص480ب231ح2 .

 

سبب ألوان الناس :

ذكر الصدوق رحمه الله في العلل : حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي‏ عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي قال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ‏ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ قَالَ : سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول‏ :

عاش نوح عليه السلام : ألفين و خمسمائة سنة ، و كان يوما في السفينة نائما ، فهبت ريح ، فكشفت عن عورته ، فضحك حام و يافث فزجرهما سام و نهاهما عن الضحك ، و كان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح ، كشفه حام و يافث .

فانتبه نوح عليه السلام : فرآهم و هم يضحكون .

فقال : ما هذا ، فأخبره سام بما كان ، فرفع نوح عليه السلام يده إلى السماء يدعو و يقول :

اللهم : غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا سودان ، اللهم غير ماء صلب ، يافث فغير الله ماء صلبهما .

فجميع السودان : حيث كانوا من حام ، و جميع الترك و السقالبة و يأجوج و مأجوج و الصين من يافث حيث كانوا ، و جميع البيض سواهم من سام .

و قال نوح عليه السلام : لحام و يافث جعل الله ذريتكما خولا لذرية سام إلى يوم القيامة ، لأنه بر بي و عققتماني ، فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة ، و سمة البر بي في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا .

علل الشرائع ج1ص31ح28ح1 .

وعنه قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص85ف4 . وأضاف بنفس الحديث بسنده عن السيد الجليل عبد العظيم :

و أوحى الله تعالى : إلى نوح عليه السلام ، أني قد جعلت قوسي أمانا لعبادي و بلادي و موثقا مني بيني و بين خلقي ، يأمنون به إلى يوم القيامة من الغرق و من أوفى بعهده مني ، ففرح نوح ع و تباشر .

و كان القوس : فيها وتر و سهم فنزع منها السهم و الوتر ، و جعلت أمانا من الغرق .

و جاء إبليس : إلى نوح فقال : إن لك عندي يدا عظيمة ، فانتصحني فإني لا أخونك .

فتأثم نوح : بكلامه و مساءلته ، فأوحى الله إليه أن كلمه و اسأله ، فإني سأنطقه بحجة عليه .

فقال نوح : تكلم .

فقال إبليس : إذا وجدنا ابن آدم شحيحا أو حريصا أو حسودا أو جبارا أو عجولا ، تلقفناه تلقف الكرة ، فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق ، سميناه شيطانا مريدا .

فقال نوح : ما اليد العظيمة التي صنعت ؟

قال : إنك دعوت الله على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة واحدة بالنار ، فصرت‏ فارغا و لو لا دعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا  .

بحار الأنوار ج11ص288ب1ح10 .

يا طيب : هذا الحديث يبين أن المؤمن والذي يعمل صالحا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يرضى بإشاعة الفاحشة ، تناله الحسنة وتسري في ذريته ، وأن دعاء الأب للأبن لبره له أكبر الأثر في توفيقه ونصره ، كما أنه فيه بيان لأهم أخلاق إبليس من الشح والحرص والحسد والتجبر والغطرسة والتكبر والعجلة ، ولذا مثل هذه الأخلاق منهي في الإسلام .

 

ذي كفل من المرسلين :

وذكر الراوندي رحمه الله : و عن ابن بابويه : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ، حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، حدثنا سهل بن زياد الأدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : كَتَبْتُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ أَعْنِي مُحَمَّدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى عليهم السلام :

 أَسْأَلُهُ : عَنْ ذِي الْكِفْلِ ، ما اسمه ، و هل كان من المرسلين ؟

فكتب عليه السلام : بعث الله تعالى جل ذكره مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي ، المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا ، و إن ذا الكفل منهم عليه السلام ،

 و كان : بعد سليمان بن داود ، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود ، و لم يغضب إلا لله عز و جل .

و كان اسمه : عويديا ، و هو الذي ذكره الله تعالى جلت عظمته في كتابه ، حيث قال‏ : { وَ اذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ ذَا الْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (48) }ص .

قصص الأنبياء عليهم السلام للراوندي ص213ب13ح277  في أحوال ذي الكفل و عمران عليهم السلام .

بحار الأنوار ج13ص405ب 17 ح2 .


حدود دار الدنيا :

ويا طيب : وهذا حديث قمة في بيان ضرورة التوجه للآخرة في كل الأمور ، وبالخصوص حين يقتني الإنسان شيء ، فيجب أن يريد به وجه الله تعالى ، وأن لا يسرف ، وإن من يتخذ بيتا كبيرا لابد أن يخرج من حقوقه من إكرام المؤمنين فيه وإقامة مجالس ذكر الله تعالى والأئمة المعصومين ، ويكون محل لاجتماع المؤمنين فيه ، وإلا من يغفل ، فتدبر حدود بيته :

قال الصدوق رحمه الله في الأمالي حدثنا : صالح بن عيسى بن أحمد بن محمد العجلي قال : حدثنا محمد بن محمد بن علي قال : حدثنا محمد بن الفرج الورياني قال : حدثنا عبد الله بن محمد العجلي قال :

 حدثني عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني : عن أبيه ، عن أبان مولى زيد بن علي ، عن عاصم بن بهدلة قال:  

قال لي شريح القاضي‏ : اشتريت دارا بثمانين دينارا ، و كتبت كتابا ، و أشهدت عدولا .

فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : فبعث إلي مولاه قنبرا ، فأتيته ، فلما أن دخلت عليه قال :

يا شريح : اشتريت دارا ، و كتبت كتابا ، و أشهدت عدولا ، و وزنت مالا؟

 قال : قلت : نعم .

قال : يا شريح ، اتق الله ، فإنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك ، و لا يسأل عن بينتك حتى يخرجك من دارك شاخصا ، و يسلمك إلى قبرك خالصا .

فانظر : ألا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها ، و وزنت مالا من غير حله ، فإذا أنت قد خسرت الدارين جميعا الدنيا و الآخرة .

ثم قال عليه السلام : يا شريح ، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار ، أتيتني فكتبت لك كتابا على هذه النسخة ، إذا لم تشترها بدرهمين .

قال : قلت : و ما كنت تكتب يا أمير المؤمنين ؟

قال عليه السلام : كنت أكتب لك هذا الكتاب :

 بسم الله الرحمن الرحيم‏ : هذا ما اشترى عبد ذليل ، من ميت أزعج بالرحيل ، اشترى منه دارا في دار الغرور ، من جانب الفانين ، إلى عسكر الهالكين .

و تجمع : هذه الدار ، حدود أربعة :

فالحد الأول منها : ينتهي إلى دواعي الآفات .

و الحد الثاني منها : ينتهي إلى دواعي العاهات .

و الحد الثالث منها : ينتهي إلى دواعي المصيبات .

و الحد الرابع منها : ينتهي إلى الهوى المردي ، و الشيطان المغوي .

و فيه : يشرع باب هذه الدار .

اشترى : هذا المفتون بالأمل ، من هذا المزعج بالأجل ، جميع هذه الدار بالخروج من عز القنوع ، و الدخول في ذل الطلب .

فما أدرك : هذا المشتري من درك ، فعلى مبلي أجسام الملوك ، و سالب نفوس الجبابرة ، مثل كسرى و قيصر و تبع و حمير ، و من جمع المال إلى المال ، فأكثر ، و بنى فشيد ، و نجد فزخرف ، و ادخر بزعمه للولد ، إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض ، لفصل القضاء ، و خسر هنالك المبطلون‏ .

شهد على ذلك : العقل إذا خرج من أسر الهوى ، و نظر بعين الزوال لأهل الدنيا ، و سمع منادي الزهد ، ينادي في عرصاتها ، ما أبين الحق لذي عينين ، إن الرحيل أحد اليومين ، تزودوا من صالح الأعمال ، و قربوا الآمال بالآجال ، فقد دنا الرحلة و الزوال .

الأمالي للصدوق ص311م51ح10 .روضة الواعظين و بصيرة المتعظين ج2ص446 . وشرح الحديث كل من شرح نهج البلاغة ومنهم منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للخوئيج‏17ص109 ، وغيره .

عليك بما يعنيك :

عن الصدوق رحمه الله : حدثنا علي بن أحمد الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبيد الله بن موسى الروياني‏ :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن سليمان بن جعفر الجعفري قال : سمعت‏ موسى بن جعفر عليه السلام يقول : حدثني أبي ، عن أبيه عن سيد العابدين علي بن الحسين ، عن سيد الشهداء حسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : مر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : برجل يتكلم بفضول الكلام ، فوقف عليه ثم قال عليه السلام :

يَا هَذَا ، إِنَّكَ تُمْلِي عَلَى حَافِظَيْكَ كِتَاباً إِلَى رَبِّكَ .

فَتَكَلَّمْ : بِمَا يَعْنِيكَ ، وَ دَعْ مَا لَا يَعْنِيكَ .

الأمالي للصدوق ص32م9ح4 . وسائل الشيعة ج12ص197ب120 باب كراهة كثرة الكلام بغير ذكر الله حديث 16074- 5 .

 

 

شكر المخلوق :

روى الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و محمد بن أحمد السناني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب رحمهم الله قالوا : حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن محمود بن أبي البلاد قال : سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ‏ :

مَنْ لَمْ يَشْكُرِ : الْمُنْعِمَ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص24ب31ح2 . وسائل الشيعة ج16ص313 ب8 باب تحريم كفر المعروف من الله كان أو من الناس حديث21638- 15 .

 

أهم خصال المؤمن والمسلم :

وذكر الصدوق رحمه الله في المعاني : عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق و محمد بن أحمد السناني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتب  ، كلهم عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ الْحَسَنِيِّ : عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام :

الْمُؤْمِنُ : الَّذِي إِذَا أَحْسَنَ اسْتَبْشَرَ ، وَ إِذَا أَسَاءَ اسْتَغْفَرَ .

وَ الْمُسْلِمُ : الَّذِي يَسْلَمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ .

لَيْسَ مِنَّا : مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص24ب31ح3 . وسائل الشيعة ج12ص127ب86ح15842- 6 باب وجوب كف الأذى عن الجار . البائقة: الداهية و الشر .

 

 

مكروهات التزويج :

قال الصدوق في العيون : حدثنا محمد بن أحمد بن السناني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ قَالَ : حدثني علي بن محمد العسكري عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عليهم الصلاة والسلام قال :

 يكره للرجل : أن يجامع في أول ليلة من الشهر ، و في وسطه ، و في آخره.

فإنه من فعل ذلك : خرج الولد مجنونا ، أ لا ترى أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر و وسطه و آخره .

و قال عليه السلام : من تزوج و القمر في العقرب ، لم ير الحسنى .

و قال عليه السلام : من تزوج في محاق الشهر ، فليسلم لسقط الولد .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج1ص288ب28 . علل الشرائع ج2ص514ب289ح4 . وسائل الشيعة ج20ص115ب54 باب كراهة التزويج و القمر في العقرب و في محاق الشهر حديث 25175- 3 . وسائل الشيعة ج20ص129ب64 باب كراهة الجماع في أول الشهر إلا شهر رمضان فيستحب و يكره في نصف الشهر و في آخره حديث 25215- 6 .

المُحَاقُ : بالضم و الكسر لغة ، ثلاث ليال في آخره لا يكاد يرى القمر فيها لخفائه . ويا طيب : آداب الجماع والتزويج كثيرة ، يمكن مراجعتها في الكتب المختصة ، وفي الرسائل العملية لمراجع التقليد .

 

 

رحم الله الحاملات :

ذكر الصدوق في العلل : حدثنا محمد بن موسى المتوكل رحمه الله قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن محمد بن عمر بن يزيد عن حماد بن عثمان ، عن عمر بن يزيد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :

جاءت امرأة : من أهل البادية إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، و معها صبيان ، حاملة واحدا و آخر يمشي .

 فأعطاها : النبي صلى الله عليه وآله قرصا .

ففلقته : بينهما .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الْحَامِلَاتُ الرَّحِيمَاتُ ، لَوْ لَا كَثْرَةُ لَعْبِهِنَّ ، لَدَخَلَتْ مُصَلِّيَاتُهُنَّ الْجَنَّةَ .

علل الشرائع ج2ص598ب385ح47 . بحار الأنوار ج100ص 227ب2ح18 .


 

 

جزاء النساء العاصيات :

ذكر الصدوق رحمه الله في العيون : حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن محمد بن علي الرضا ، عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليهم وسلم قال :

دَخَلْتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ : على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوجدته يبكي بكاء شديدا .

فقلت : فداك أبي و أمي يا رسول الله ، ما الذي أبكاك ؟

فقال : يا علي ليلة أسري بي إلى السماء ، رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد ، فأنكرت شأنهن ، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن .

و رأيت امرأة : معلقة بشعرها ، يغلى دماغ رأسها .

و رأيت امرأة : معلقة بلسانها ، و الحميم يصب في‏ حلقها .

و رأيت امرأة : معلقة بثدييها .

و رأيت امرأة : تأكل لحم جسدها ، و النار توقد من تحتها .

و رأيت امرأة : قد شد رجلاها إلى يديها ، و قد سلط عليها الحيات و العقارب .

و رأيت امرأة : صماء عمياء خرساء ، في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها ، و بدنها متقطع من الجذام و البرص .

و رأيت امرأة : معلقة برجليها في تنور من نار .

و رأيت امرأة : تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخرها بمقاريض من نار .

و رأيت امرأة : يحرق وجهها و يداها ، و هي تأكل أمعاءها .

و رأيت امرأة : رأسها رأس الخنزير ، و بدنها بدن الحمار ، و عليها ألف ألف لون من العذاب .

و رأيت امرأة : على صورة الكلب ، و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها ، و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع‏ من نار .

 

فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام : حبيبي و قرة عيني ، أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن ، حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟

فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا بنيتي :

أما المعلقة : بشعرها ، فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال .

و أما المعلقة : بلسانها ، فإنها كانت تؤذي زوجها .

و أما المعلقة : بثدييها ، فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها .

و أما المعلقة : برجليها ، فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها .

و أما التي : كانت تأكل لحم جسدها ، فإنها كانت تزين بدنها للناس .

و أما التي : شد يداها إلى رجليها ، و سلط عليها الحيات و العقارب ، فإنها كانت قذرة الوضوء ، قذرة الثياب ، و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض ، و لا تنتظف ، و كانت تستهين بالصلاة .

و أما الصماء العمياء الخرساء : فإنها كانت تلد من الزناء ، فتعلقه في عنق زوجها .

و أما التي : كانت تقرض لحمها بالمقاريض ، فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال .

و أما التي : كانت تحرق وجهها و بدنها ، و هي تأكل أمعاءها ، فإنها كانت قوادة .

و أما التي : كان رأسها رأس الخنزير ، و بدنها بدن الحمار ، فإنها كانت نمامة كذابة .

و أما التي : كانت على صورة الكلب ، و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها ، فإنها كانت قينة نواحة حاسدة .

ثم قال صلى الله عليه وآله :

ويل : لامرأة أغضبت زوجها .

و طوبى : لامرأة رضي عنها زوجها .

عيون أخبار الرضا عليه السلام ج2ص10ب30ح24 . وسائل الشيعة ج20ص213ب117 باب جملة مما يحرم على النساء و ما يكره لهن و ما يسقط عنهن حديث 25457- 7 .

 


 

 

علة نتن الغائط :

قال الصدوق رحمه الله في العلل : حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي :

عن عبد العظيم‏ بن عبد الله الحسني قال : كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليه السلام أسأله عن علة الغائط و نتنه ؟

قال : إن الله عز و جل ، خلق آدم عليه السلام ، و كان جسده طيبا ، و بقي أربعين سنة ملقى .

تمر به الملائكة : فتقول لأمر ما خلقت .

و كان إبليس : يدخل من فيه و يخرج من دبره ، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيب .

علل الشرائع ج1ص275ب183ح2 . وكأنه تفسير لما جاء في الروايات من أن رائحة المعاصي والأعمال القبيحة والشريرة منتنه ، ورائحة الأعمال الصالح والعبادات رائحتها طيبة ، وإن الشيطان وأعماله أين ما كانت تنتن وتخبث الشيء ، وإن كان التفسير العلمي يرجعها للتفاعلات الكيميائية أو غيرها .


 

موعظة للغافل والساهي :

ذكر المجلسي رحمه الله : عن كتاب المسلسلات ، حدثني أبو القاسم علي بن محمد بن علي العلوي قال : سمعت محمد بن أحمد السناني ، سمعت محمد العلوي العريضي يقول :

سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَظِيمِ‏ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيَّ يَقُولُ : سمعت أحمد بن عيسى العلوي يقول : سمعت أبا صادق يقول : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول‏ :

 تمثيل لأبي ذر الغفاري رحمه الله :

أَنْتَ فِي غَفْلَةٍ وَ قَلْبُكَ سَاهٍ _ نَفِدَ الْعُمُرُ وَ الذُّنُوبُ كَمَا هِيَ

جُمَّةً حَصَّلْتَ عَلَيْكَ جَمِيعاً _ فِي كِتَابٍ وَ أَنْتَ عَنْ ذَاكَ سَاهِي

لَمْ تُبَادِرْ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ حَتَّى _ صِرْتَ شَيْخاً وَ حَبْلُكَ الْيَوْمَ وَاهِي

عَجَباً مِنْكَ كَيْفَ تَضْحَكُ جَهْلًا _ وَ خَطَايَاكَ قَدْ بَدَتْ لِإِلَهِي

فَتَفَكَّرْ فِي نَفْسِكَ الْيَوْمَ جَهْداً _ وَ سَلْ عَنْ نَفْسِكَ الْكِرَى يَا تَاهِي

بحار الأنوار ج‏75ص453ب 33 نوادر المواعظ و الحكم ح22 .

ويا طيب : الواهي الضعيف والتافه الذي لا قيمة له ، وتاهي  زيادة الياء لضرورة الشعرتاه : تكبَّر وضلَّ وذهب متحيِّرًا ، قال الله تعالى : { يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الفَاسِقِينَ (26) } المائدة ، وتِيهُ مِنْ حِينٍ لآخَرَ يَشْرُدُ خَيالُهُ ويَضْطَرِبُ عَقْلُهُ ، وتاه الشّخص ، ضلّ الطريق ، ومن يخرج من عز طاعة الله تعالى دخل في ذل معصيته وله بئس المصير ، والعياذ بالله منه.

 

زيارة السيد عبد العظيم

 

يا طيب : جاء حديث كريم يعرفنا شأنه ، وإن في زيارته عليه السلام بيان لعلو قدره وكرامته عند الله ومن خصهم سبحانه بالعصمة وبالولاية والإمامة ، وهذا الحديث يبين شرفه وفضله ، وهو كالحديث السابق في عرض الدين في بيان أنه من الأولياء الصالحين ومن العارفين العاملين والعابدين المخلصين لمدح الإمام له عليه السلام ، كما أنه أرجع الشيعة له كما عرفت ، وإن معارفه ودينه حق صادق ، ويجب أن يتبع لأنه مؤيد من المعصومين عليه السلام ، بل كل أحاديثه قد عرفتها ، فيها علوم جمة واجب العمل بها ، وهذا حديث فضل زيارته وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام بروايته ، ونص الزيارة له رحمه الله ، فتدبرهم يا طيب :

زيارة عبد العظيم كزيارة الحسين :

يا طيب : هذا حديث شريف يبين فضل زيارة السيد عبد العظيم الحسني بالري ، مروي عن الإمام أبو الحسن علي الهادي عليه السلام :

ذكر الصدوق رحمه الله : ثواب زيارة قبر عبد العظيم‏ الحسني بالري‏ :

قال : حدثنا علي بن أحمد قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عمن دخل على أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام من أهل الري قال :

 دخلت : على أبي الحسن العسكري عليه السلام ( أي الإمام علي الهادي).

 فقال عليه السلام : أين كنت ؟

قلت : زرت الحسين عليه السلام .

 قال عليه السلام :

 أَمَا إِنَّكَ : لَوْ زُرْتَ قَبْرَ عَبْدِ الْعَظِيمِ عِنْدَكُمْ .

لَكُنْتَ : كَمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام .

ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ص99.كامل الزيارات لابن قولويه جعفر بن محمد ص324ب107ح1 . وسائل الشيعة ج14ص575ب93 باب استحباب زيارة قبر عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري حديث 19849- 1 .بحار الأنوار ج‏99ص268ب2 فضل زيارة عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه حديث 1 .

 

ثواب المشي لزيارة الحسين :

ويا طيب : هذه رواية عن السيد عبد العظيم في ثواب وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، بل في مقدماتها والسير له وقصده ، ذكر بن قولويه : حدثني أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي :

 عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ : عن الحسين بن الحكم النخعي ، عن أبي حماد الأعرابي ، عن سدير الصيرفي قال :

 كنا عند أبي جعفر عليه السلام : فذكر فتى قبر الحسين عليه السلام .

 فقال له أبو جعفر عليه السلام : مَا أَتَاهُ عَبْدٌ ، فَخَطَا خُطْوَةً ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً ، وَ حَطَّ عَنْهُ سَيِّئَةً.

كامل الزيارات ص134ب49ح7 . وسائل الشيعة ج14ص441ب41 باب استحباب المشي إلى زيارة الحسين ع و غيره ح19557- 5 .

 

بكاء السماء والأرض على الحسين:

وذكر ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين رحمهما الله جميعا ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي محمد بن خالد :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ‏ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ : عن الحسن بن الحكم النخعي ، عن كثير بن شهاب الحارثي قال :

 بينما نحن : جلوس عند أمير المؤمنين عليه السلام في الرحبة ، إذ طلع الحسين عليه السلام ، عليه فضحك علي عليه السلام ضحكا حتى بدت نواجذه .

ثم قال : إن الله ذكر قوما ، و قال‏ : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)} الدخان  .

وَ الَّذِي : فَلَقَ الْحَبَّةَ ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ .

 لَيَقْتُلُنَّ : هَذَا ، وَ لَتَبْكِيَنَّ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ.

كامل الزيارات ص92ب28ح16 .

 

وذكر بن قولويه : و حدثني أبي رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد عن البرقي :

عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ عَنِ الْحَسَنِ : عن أبي سلمة قال :

قال جعفر بن محمد عليه السلام :‏ مَا بَكَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ ، إِلَّا عَلَى يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ، وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام .

كامل الزيارات ص92ب28ح17 .

 

زيارة الحسين ليلة القدر :

ذكر السيد بن طاووس رحمه الله في الإقبال : روينا بإسنادنا أَيضا ، إِلى أَبي المفضّل محمّد بن عبد اللَّه الشيباني قال : حدّثنا عليّ بن نصر السبندنجي قال : حدّثنا عبيد اللَّه بن موسى :

عن عبد العظيم‏ الحسني : عن أَبي جعفر الثّاني في حديث قال :

من زار الحسين عليه السلام : ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان .

وهي اللّيلة : الّتي يرجى أَن تكون ليلة القدر ، و فيها يفرق كلّ أَمر حكيم .

صافحه : روح أَربعة و عشرين أَلف ملك و نبيّ ، كلّهم يستأذن اللَّه في زيارة الحسين عليه السلام في تلك اللّيلة .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص383ب27 . وسائل الشيعة ج14ص474ب53 باب تأكد استحباب زيارة الحسين ليلة القدر و في شهر رمضان خصوصا أول ليلة و آخر ليلة و ليلة النصف حديث 19632- 5 .

 

نص زيارة السيد :

ذكر العلامةمحمد باقر المجلسي رحمه الله في زاد المعاد زيارة شاه عبد العظيم:

 

السَّلَامُ عَلَى : آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ .

السَّلَامُ عَلَى : مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ  وَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ  وَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ  سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَى الْإِمَامَيْنِ الْهُمَامَيْنِ  سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَجْمَعِينَ .

السَّلَامُ عَلَى : سَيِّدِ السَّاجِدِينَ  أَبِي مُحَمَّدٍ  عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ  زَيْنِ الْعَابِدِينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ  مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ  بَاقِرِ عُلُومِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ  جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ  الصَّادِقِ الْبَارِّ الْأَمِينِ ، السَّلَامُ عَلَى أَبِي إِبْرَاهِيمَ  مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ  الْكَاظِمِ  إِمَامِ الْعَارِفِينَ ، السَّلَامُ‏ عَلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا  مَعَاذِ الصِّدِّيقِينَ .

السَّلَامُ عَلَى : أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ التَّقِيِّ جَوَادِ الْعَالِمِينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ  بْنِ مُحَمَّدٍ هَادِي الْمُضِلِّينَ ، السَّلَامُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ  الْحَسَنِ صَفْوَةِ الْمَعْصُومِينَ ، السَّلَامُ عَلَى بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي الْأَرَضِينَ  صَاحِبِ الزَّمَانِ  صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَيْهِ  وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ .

 

السَّلَامُ عَلَيْكَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْلِيَاءِ ، وَ ابْنَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَ ابْنَ الْحَسَنِ الْمُجْتَبَى.

السَّلَامُ عَلَيْكَ : أَيُّهَا السَّيِّدُ الْعَلِيمُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ  يَا عَبْدَ الْعَظِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ  وَ عَلَى رُوحِكَ وَ بَدَنِكَ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : آمَنْتَ بِاللَّهِ  وَ مَلَائِكَتِهِ  وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ ، وَ عَمِلْتَ فِي دِينِ اللَّهِ بِقِسْطَاسِ هِدَايَتِهِ ، وَ تَلَوْتَ كِتَابَ اللَّهِ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، وَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ اقْتَدَيْتَ بِهُدَى آبَائِكَ الْمَعْصُومِينَ ، وَ اسْتَقَمْتَ عَلَى هُدَى أَجْدَادِكَ الطَّاهِرِينَ.

 وَ عَرَضْتَ دِينَكَ : عَلَى إِمَامِ زَمَانِكَ ، فَصَدَّقَكَ ، وَ دَعَا لَكَ.

وَ وَفَيْتَ : بِمِيثَاقِ وَلَايَتِهِمْ ، وَ وَعَيْتَ أَخْبَارَهُمْ ، وَ نَشَرْتَ آثَارَهُمْ ، صِدْقاً وَ عَدْلًا ، وَ عَبَدْتَ اللَّهَ خَالِصاً مُخْلِصاً ، حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ .

فَأُشْهِدُ اللَّهَ : وَ أُشْهِدُ آبَاءَكَ ، وَ الْمَلَائِكَةَ الْحَافِّينَ حَوْلَ مَشْهَدِكَ ، أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ ، وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ ، لَعَنَ اللَّهُ أَعْدَاءَكُمْ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ  لَعْناً وَبِيلًا ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكُمْ مِنْهُمْ .

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ : يَا سَيِّدِي ، مِمَّنْ أُمِرْنَا بِصِلَتِهِ وَ بِرِّهِ ، وَ دُلِلْنَا عَلَى فَضْلِهِ وَ حُبِّهِ ، وَ هُدِينَا إِلَى طَلَبِ الْحَوَائِجِ مِنْ عِنْدِهِ ، فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ ، وَ أَسْأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ ، زَائِراً لَكَ مُنْقَطِعاً إِلَيْكَ ، وَ إِلَى آبَائِكَ عَارِفاً بِحَقِّكَ وَ حَقِّهِمْ ، مُعْتَرِفاً بِعِظَمِ شَأْنِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَهُمْ .

فَأَسْأَلُكَ : أَنْ تَشْفَعَ لِي ، فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي ، وَ رَقَبَةِ وَالِدَيَّ وَ إِخْوَانِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ مِنَ النَّارِ ، وَ الدُّخُولِ فِي الْجَنَّةِ ، مَعَ شِيعَتِكُمُ الْأَخْيَارِ ، وَ قَضَاءِ حَوَائِجِنَا ، وَ شِفَاءِ مَرْضَانَا ، وَ مَغْفِرَةِ مَوْتَانَا ، إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ لَا يَشْقَى مَنْ تَوَلَّاهُمْ ، وَ لَا يَخْسَرُ مَنْ يَهْوَاهُمْ .

فَأَسْأَلُ اللَّهَ : أَنْ يُرِيَنَا فِيكُمُ السُّرُورَ وَ الْفَرَجَ ، وَ أَنْ يَجْمَعَنَا وَ إِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ ، وَ أَنْ لَا يَسْلُبَنَا مَعْرِفَتَكُمْ ، وَ أَنْ يَرْزُقَنَا شَفَاعَتَكُمْ ، إِنَّهُ وَلِيٌّ قَدِيرٌ ، وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

زاد المعاد مفتاح الجنان ص 550 .

 

 

رواية السيد للأدعية والأحراز

 

 

عوذة الإمام الجواد :

ذكر الشيخ الطوسي رحمه في مصباح المتهجد : عوذة يوم الجمعة من عوذ أبي جعفر عليه السلام فقال :‏

أخبرنا جماعة : عن أبي المفضل قال حدثنا أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، قال حدثنا أبي ، قال حدثني :

عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه‏ : أن أبا جعفر محمد بن علي ( الجواد عليه السلام ) كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن ( علي الهادي السلام ) و هو صبي في المهد ، و كان يعوذه بها يوما فيوما :

 

 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ : لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

اللَّهُمَّ : رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ ، وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ ، وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهِ ، كُفَّ عَنِّي بَأْسَ أَعْدَائِنَا ، وَ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ ، وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ ، وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً ، إِنَّكَ رَبُّنَا ، لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا ، وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ .

رَبَّنَا : عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، وَ مِنْ شَرِّ ما سَكَنَ‏  فِي اللَّيْلِ وَ النَّهارِ ، وَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ .

وَ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِينَ ، وَ أَوْلِيَائِكَ ، وَ خُصَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ بِأَتَمِّ ذَلِكَ ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

بِسْمِ اللَّهِ : وَ بِاللَّهِ ، أُومِنُ بِاللَّهِ ‏، وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ ، وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ ، وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِيرُ ، وَ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَ مَنَعَتِهِ‏ أَمْتَنِعُ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ ، وَ مِنْ رَجِلِهِمْ وَ خَيْلِهِمْ ، وَ رَكْضِهِمْ وَ عَطْفِهِمْ ، وَ رَجْعَتِهِمْ‏ وَ كَيْدِهِمْ ، وَ شَرِّهِمْ وَ شَرِّ مَا يَأْتُونَ بِهِ ، تَحْتَ اللَّيْلِ وَ تَحْتَ النَّهَارِ ، مِنَ الْبُعْدِ وَ الْقُرْبِ ، وَ مِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَ الْحَاضِرِ ، وَ الشَّاهِدِ وَ الزَّائِرِ ، أَحْيَاءً وَ أَمْوَاتاً ، أَعْمَى‏ وَ بَصِيراً ، وَ مِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ ، وَ مِنْ شَرِّ نَفْسٍ‏ وَ وَسْوَسَتِهَا ، وَ مِنْ شَرِّ الدَّيَاهِشِ وَ الْحَسِّ وَ اللَّمْسِ وَ اللَّبْسِ ، وَ مِنْ عَيْنِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ .

 وَ بِالاسْمِ الَّذِي اهْتَزَّ بِهِ عَرْشُ بِلْقِيسَ : أُعِيذُ دِينِي وَ نَفْسِي ، وَ جَمِيعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَايَتِي ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ صُورَةٍ وَ خَيَالٍ ، أَوْ بَيَاضٍ أَوْ سَوَادٍ ، أَوْ تِمْثَالٍ‏  أَوْ مُعَاهَدٍ أَوْ غَيْرِ مُعَاهَدٍ ، مِمَّنْ يَسْكُنُ الْهَوَاءَ وَ السَّحَابَ‏ ، وَ الظُّلُمَاتِ‏ وَ النُّورَ ، وَ الظِّلَّ وَ الْحَرُورَ ، وَ الْبَرَّ وَ الْبُحُورَ ، وَ السَّهْلَ وَ الْوُعُورَ ، وَ الْخَرَابَ وَ الْعُمْرَانَ ، وَ الْآكَامَ‏ وَ الْآجَامَ ، وَ الْمَغَايِضَ وَ الْكَنَائِسَ ، وَ النَّوَاوِيسَ وَ الْفَلَوَاتِ ، وَ الْجَبَّانَاتِ ، مِنَ الصَّادِرِينَ وَ الْوَارِدِينَ ، مِمَّنْ يَبْدُو بِاللَّيْلِ وَ يَنْشَرُ بِالنَّهَارِ ، وَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ ، وَ الْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ ، وَ الْمُرْبِئِينَ‏ وَ الْأَسَامِرَةِ ، وَ الْأَفَاتِرَةِ وَ الْفَرَاعِنَةِ ، وَ الْأَبَالِسَةِ ، وَ مِنْ جُنُودِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ ، وَ عَشَائِرِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ ، وَ مِنْ هَمْزِهِمْ وَ لَمْزِهِمْ ، وَ نَفْثِهِمْ وَ وِقَاعِهِمْ ، وَ أَخْذِهِمْ وَ سِحْرِهِمْ ، وَ ضَرْبِهِمْ وَ عَيْنِهِمْ‏ ، وَ لَمْحِهِمْ وَ احْتِيَالِهِمْ ، وَ أَخْلَافِهِمْ‏ .

وَ مِنْ شَرِّ : كُلِّ ذِي شَرٍّ ، مِنَ السَّحَرَةِ وَ الْغِيلَانِ ، وَ أُمِّ الصِّبْيَانِ ، وَ مَا وَلَدُوا وَ مَا وَرَدُوا ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ دَاخِلٍ أَوْ خَارِجٍ ، وَ عَارِضٍ وَ مُعْتَرِضٍ ، وَ سَاكِنٍ وَ مُتَحَرِّكٍ ، وَ ضَرْبَانِ عِرْقٍ ، وَ صُدَاعٍ وَ شَقِيقَةٍ ، وَ أُمِّ مِلْدَمٍ‏ وَ الْحُمَّى ، وَ الْمُثَلَّثَةِ وَ الرِّبْعِ ، وَ الْغِبِّ وَ النَّافِضَةِ ، وَ الصَّالِبَةِ ، وَ الدَّاخِلَةِ وَ الْخَارِجَةِ ، وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إِنَّكَ‏ عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً .

مصباح المتهجد و سلاح المتعبد ج2ص499 . الدعوات للراوندي سلوة الحزين ص105عوذة يوم الجمعة . مهج الدعوات و منهج العبادات لابن طاووس ص 43 حرز لمولانا علي بن محمد النقي عليهما أفضل الصلوات و أكمل التحيات .

 

 

دعاء بعد الصلاة :

ذكر السيد بن طاووس رحمه الله : ما نرويه بإسنادنا إلى أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، فيما رواه بإسناده إلى :

عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالرَّيِّ قَالَ : صلى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان ، فلما فرغ من الصلاة ، و نوى الصيام ، رفع يديه فقال :

اللَّهُمَّ : يَا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبِيرَ ، وَ هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يَا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ، وَ ما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَ تُجِنُ ‏الضَّمِيرُ ، وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .

اللَّهُمَّ : اجْعَلْنَا مِمَّنْ نَوَى فَعَمِلَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ ، وَ لَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ .

اللَّهُمَّ : صَحِّحْ أَبْدَانَنَا مِنَ الْعِلَلِ ، وَ أَعِنَّا عَلَى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا مِنَ الْعَمَلِ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هَذَا ، وَ قَدْ أَدَّيْنَا مَفْرُوضَكَ فِيهِ عَلَيْنَا .

اللَّهُمَّ : أَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ ، وَ وَفِّقْنَا لِقِيَامِهِ ، وَ نَشِّطْنَا فِيهِ لِلصَّلَاةِ ، وَ لَا تَحْجُبْنَا مِنَ الْقِرَاءَةِ ، وَ سَهِّلْ لَنَا فِيهِ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ .

اللَّهُمَّ:  لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا وَصَباً وَ لَا تَعَباً ، وَ لَا سَقَماً وَ لَا عَطَباً .

اللَّهُمَّ : أرْزُقْنَا الْإِفْطَارَ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ .

اللَّهُمَّ : سَهِّلْ لَنَا فِيهِ مَا قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ ، وَ يَسِّرْ مَا قَدَّرْتَهُ مِنْ أَمْرِكَ ، وَ اجْعَلْهُ حَلَالًا طَيِّباً ، نَقِيّاً مِنَ الْآثَامِ ، خَالِصاً مِنَ وَ الْأَجْرَامِ.

اللَّهُمَّ : لَا تُطْعِمْنَا إِلَّا طَيِّباً ، غَيْرَ خَبِيثٍ وَ لَا حَرَامٍ ، وَ اجْعَلْ رِزْقَكَ لَنَا حَلَالًا لَا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَ لَا أَسْقَامٌ .

يَا مَنْ : عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بِالْإِعْلَانِ ، يَا مُتَفَضِّلًا عَلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ .

يَا مَنْ : هُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ خَبِيرٌ عَلِيمٌ .

أَلْهِمْنَا ذِكْرَكَ : وَ جَنِّبْنَا عُسْرَكَ ، وَ أَنِلْنَا يُسْرَكَ ، وَ اهْدِنَا لِلرَّشَادِ ، وَ وَفِّقْنَا لِلسَّدَادِ ، وَ اعْصِمْنَا مِنَ الْبَلَايَا ، وَ صُنَّا مِنَ الْأَوْزَارِ وَ الْخَطَايَا .

يَا مَنْ : لَا يَغْفِرُ عَظِيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ ، وَ لَا يَكْشِفُ السُّوءَ إِلَّا هُوَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَ أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ .

صَلِّ : عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ ، وَ اجْعَلْ صِيَامَنَا مَقْبُولًا ، وَ بِالْبِرِّ وَ التَّقْوَى مَوْصُولًا ، وَ كَذَلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنَا مَشْكُوراً ، وَ حُوبَنَا مَغْفُوراً ، وَ قِيَامَنَا مَبْرُوراً ، وَ قُرْآنَنَا مَرْفُوعاً ، وَ دُعَائَنَا مَسْمُوعاً ، وَ اهْدِنَا لِلْحُسْنَى‏ ، وَ جَنِّبْنَا الْعُسْرَى ، وَ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى ، وَ أَعْلِ لَنَا الدَّرَجَاتِ ، وَ ضَاعِفْ لَنَا الْحَسَنَاتِ ، وَ اقْبَلْ مِنَّا الصَّوْمَ وَ الصَّلَاةَ ، وَ اسْمَعْ مِنَّا الدَّعَوَاتِ ، وَ اغْفِرْ لَنَا الْخَطِيئَاتِ ، وَ تَجَاوَزْ عَنَّا السَّيِّئَاتِ .

وَ اجْعَلْنَا : مِنَ الْعَامِلِينَ الْفَائِزِينَ ، وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ ، حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَنَّا ، وَ قَدْ قَبِلْتَ فِيهِ صِيَامَنَا وَ قِيَامَنَا ، وَ زَكَّيْتَ فِيهِ أَعْمَالَنَا ، وَ غَفَرْتَ فِيهِ ذُنُوبَنَا ، وَ أَجْزَلْتَ فِيهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبَنَا ، فَإِنَّكَ الْإِلَهُ الْمُجِيبُ الْحَبِيبُ ، وَ الرَّبُّ الْقَرِيبُ ، وَ أَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ .

الإقبال بالأعمال الحسنة ج1ص76ف10 . وعنه في مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ج7ص444ب13ح8620- 10 ، الوصب : المرض و الوجع الدائم و نحول الجسم، و قد يطلق على التعب و الفتور في البدن. عطب: هلك. الإصر: الثقل، الذنب.

 

 

 


 

 

زيارته كزيارة الحسين تسقينا معارف و أجرا فراتا ري

 

معنى ري رواه وسقاه :

ري : رَوَى فعل  روَى يَروي أرْوِ رَيًّا ورِيًّا و رِوايةً فهو راوٍ والجمع رُواة ، والمفعول مَروِيّ ، وروَى الزَّرْعَ سقاه وروى أرضًا بمياه الرَّيّ . وروِيَ من يَروَى ارْوَ رَيًّا ورِيًّا  فهو رَيَّانُ والمفعول مَرْوِيٌّ منه ، وكل من يزور المعصومين من آل محمد عليهم السلام ، أو أحد مواليهم المؤمنين حقا ، فله أجرا كريم وبتتبع معارفهم يهتدي للحق ويعرف حقائق الدين الصادق ، وبالخصوص مثل السيد عبد العظيم الحسني قدس الله سره ، فإن جاء بالروايات زيارته كزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، من يزوره يكون قد أعترف بالإمامة والولاية للنبي وآله ويكون قد تبع الحق وصدق الأئمة عليهم السلام ورضي من رضوا له ولياء وهاديا ، ورويت عنه أحاديث كثيرة ومعارف قيمة في تعاليم الهدى وحقائق الدين ، فيرتوي بالهدى من يصدقه ويطيعه ويتبعه ويتعلم ويعمل بمعارف هذا السيد الجليل عليه السلام وقدس الله سره وصلى وسلم عليه ، يروى بأجر الجزيل والثواب الكثير .

وروِي : من الماء ونحوِه شرِب وشبِع حتى ذهب عطشُه ، رويت من هذا الشراب ، رَوِي من النَّوْم .

و رِيُّ  الشَّجَرِ : اِرْتِواؤُها .

 وزارة  الرَّيّ  : الوزارة المسئولة عن تأمين المياه للزراعة والشرب .

روى على الدابة : استقى ، رواه أو له أو عليه : استقى له الماء .

رَوَى  عَلَى البَعِيرِ : اِسْتَقَى .

 رَوَى  البَعِيرَ : شَدَّ عَلَيْهِ بِالرِّواءِ .

رَوَى  الْحَاضِرِينَ : اِسْتَقَى لَهُمُ الْمَاءَ : رَوَى  عَلَى أَهْلِهِ  و رَوَى  لِأَهْلِهِ .

رَوَتِ الأَمْطَارُ الأَرْضَ : سَقَتْهَا .

 رَوَى  الحِكايَةَ : حَكاها .

 رَوَى  الأَخْبارَ : نَقَلَها ، ذَكَرَها  رَوَى  الخَبَرَ عَنْ مَصْدَرٍ مَوْثوقٍ بِهِ .

 رَوَى  الشِّعْرَ : اِسْتَظْهَرَهُ ، نَقَلَهُ .

يَرْوِي الحَديثَ النَّبَوِيَّ : يَسْرُدُهُ ، يَنْقُلُهُ كَما هُوَ عَنْ سَنَدِهِ وَرُواتِهِ .

 

والسيد الجيل عبد العظيم الحسني : فهو يروي نعيم الهدى برواياته الحقة الصادقة ، ويهدي حتى الري بما علم من معارف الدين الصادق بما روى عن أئمة الحق والهدى عليهم السلام .

وكذلك : يروي أجرا عظيما كريما كثير كل من يزوره ويقر له بالطاعة والولاء ، ويسلم عليه ويسلم لهم بما علم ، ويتسلم منه الهدى الذي عرفه ، وهو له تقدير وتقديس واحترام وافر من أئمة أهل البيت عليه السلام ، حتى قال الإمام علي الهادي عليه السلام ، زيارته كزيارة الإمام الحسين عليه السلام ، وبهذا نعرف أن من يزوره ويسلم عليه له أجر جزيل وافر ، وقد بينا بصورة مفصلة فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام في صحيفته المباركة، فمن أحب فليراجع جزء الزيارة.


 

 

العارف و المهتدي به فهو حقا في دينه في نعمة ري

وقد تمسك بغصن الإيمان والإخلاص من آل الزچية

معنى ري المرتوي المنعم :

رَيّ : اسم مصدر روِيَ أي يَعيشُ في  رِيٍّ  في حُسْنِ حالٍ ونِعْمَةٍ ، ومن يتعلم من معارف السيد عبد العظيم الحسني يكون في معارفه في نعمة ومنعم بالهدى الحق ، لأنه تعلم من عالم جليل وفاضل في الهدى والدين مخلص كبير ، زكاه أئمة الحق وعرفوه بالفضل والشأن الكبير ، وقد عرفت شأنه ومعارف علمه .

و ري : روى مرتوي فهو في ري أي في حسن حال و في نعمة وسعادة وجاه وشأن كريم ، يقال هذا ري ، أي إنسان في نعمة ، مرتوي وروي من يلوذ به ومن في حيطته بالخير والبركة والنعيم بما فضله الله ، مثل  الزرع والعشب والشجر والنخل المروي وقد أخضر ورقة ناصعا و أينتعت ثماره سالمة كبيرة وحسن منظره ورائحة طيبة وذلك حين يكون قرب الماء أو يروى بصورة جيدة مناسبة له.

رَويَ : فعل روِيَ  من يَروَى ارْوَ رَيًّا ورِيًّا فهو رَيَّانُ وهى رَيَّا ورَيَّانة ، والجمع رِوَاءً ، والمفعول مَرْوِيٌّ منه . و رَوِيَتِ الماشِيَةُ مِنَ الماءِ : شَرِبَتْ إلى أَنْ شَبِعَتْ . رَوِيَتِ الأَرْضُ : اِسْتَسْقَتْ ماءً كَثيراً . رَوِيَ  النَّبْتُ : تنعَّمَ . رَيّ  : رَيَّا ريا رويا و ريان من شرب وارتوى . و ريان من الأغصان وغيرها الأخضر الناعم . و ريان وجه كثير اللحم ، حسبك من شَبعٍ ورِيّ .

 

 

 

الأبوذية مختصرة ومفصلة :

 

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

السلام على السيد عبد العظيم في ري

زائره كزائر عمه الحسين أجره فراتا ري

و المهتدي به فهو في دينه في نعمة ري

ومتمسك بغصن الإيمان من آل الزجية

 

رحم الله الشيخ حسن الأنباري إذ قال :

السلام على السيد العالم عبد العظيم الحسني في ري

زيارته كزيارة الحسين تسقينا معارف و أجرا فراتا ري

العارف و المهتدي به فهو حقا في دينه في نعمة ري

وقد تمسك بغصن الإيمان والإخلاص من آل الزجية

 

عناوين مفيدة :

صحيفة السيد

عبد العظيم الحسني عليه السلام

وشرح أبوذية ري

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

لكم يا طيبين صحيفة السيد عبد العظيم الحسني عليه السلام مع قابلية الاختيار والاقتباس منها والنسخ واللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/abdalazem

صحيفة السيد عبد العظيم الحسني كتاب الكتروني قابلة للقراءة والمطالعة عل الحاسب والموبايل بصورة جيد

www.alanbare.com/abdalazem/abdalazem.pdf

 





  ف ✐
  ✺ ت