هداك الله بنور الإسلام حتى تصل لأعلى مقام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
 
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين
موسوعة صحف الطيبين في  أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف
الثقافة العامة والأخلاق / صحيفة المسابقة الإيمانية /

 

المعرفة بالمرتبة الإيمانية الـخـــامـســــــة

تأكيد حفظ  أصول الدين وفروعه
وأسماء المعصومين وحديثا عنهم

وأسئلة وأجوبة لتطبيق معارف الأحاديث
 على أصول الدين وفروعه

 

 

مرتبة الإيمان العلمية والعملية التطبيقية:

 يا طيب : بعد أن عرفنا أهم معارف الدين من أصوله وفروعه شرحا وبيانا ، وتطبيقها على كثير من الأفراد التابعة لنفس أصول الدين وفروعه ، وعرفنا أهم حقائقها إيمانا وتصديقا وعلما وعملا .

حان الآن يا طيب : في هذه المرتبة أن نتأكد مما حفظنا ونبدأ بتطبيق علمي عملي بنوع أخر ، وهو أن نقرأ نص الحديث ونحفظه ثم نطبقه على ما عرفنا من أصول الدين وفروعه ، أي إنا نعرف معنى الحديث ثم نرجعه لأصلة ، لا كما كنا نُعرف الأصل والفرع ونشرحه ، بل هنا نقرأ الحديث ونفهمه ثم نقول لأي أصل وفرع يرجع ، ولذا نقوم أولا بحفظ بعض الأحاديث ثم نجيب على أسئل تطلب منا أن نُرجع المعنى للأصول والفروع.

وأعلم يا أخي : إن الأحاديث فيها علوم لمراتب عالية من معارف الإيمان ، ويجب أن ترسخ بالحفظ مع معرفة حقائق الأسئلة والأجوبة .

 وأما التذكرة البسيطة بأصول الدين وفروعه : فبعد أن عرفنا شرحا وافرا عنها في المراتب السابقة سواء في المتن أو في الأجوبة فـ :

 أصول الدين خمسة وهي :

التوحيد ، العدل ، النبوة ، الإمامة ، المعاد .

وفروع الدين عشرة وهي :

  الصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، والخمس ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتولي ، والتبري .

 

 ونحفظ في هذه المرتبة الإيمانية :

 حديثا واحدا عن كل معصوم مع كنيته ولقبه واسمه واسم أبيه :

ثم بالإجابة على الأسئلة نُرجع معنى الحديث لأحد أصول الدين وفروعه :

 

قال : أبو القاسم  رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله:

طلب العلم فريضة على كل مسلم ، ألا إن الله يحب بغاة  العلم[1]. 

الكافي ج1ص30 باب فرض العلم و وجوب طلبه ح1 .

 

 قال : أبو الحسن المرتضى علي بن أبي طالب عليه السلام :

لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالاَْدَبِ ، وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ [2].

نهج ‏البلاغة ص478 الحكم القصار54 .

 

قالت : أم الأئمة و سيدة النساء الزهراء فاطمة بنت محمد عليها السلام:

فرض الله عليكم : الإيمان : تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة : تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة : تزييدا في الرزق ، و الصيام : إثباتا للإخلاص ، و الحج : تشييدا للدين ، و الحق : تسكينا للقلوب ، و تمكينا للدين . و طاعتنا : نظاما للملة ، و إمامتنا : لما للفرقة ...[3].

 الاحتجاج ج1ص97.

 

قال الإمام أبو محمد المجتبى الحسن بن علي عليه السلام :

الخير الذي لا شر فيه : الشكر مع النعمة، والصبر على النازلة [4].

تحف‏ ا لعقول ص234 .

 

قال الإمام أبو عبد الله سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام :

الاستدراج من الله سبحانه لعبده :

 أن يسبغ عليه النعم ، و يسلبه الشكر[5].

  تحف ‏العقول ص246 .

 

قال الإمام أبو محمد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام:

نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة [6].

تحف‏ العقول ص282 .

 

 قال الإمام أبو جعفر الباقر محمد بن علي عليه السلام :

إياك والكسل والضجر : فإنهما مفتاح كل شر .

 من كسل لم يؤدي حقا  ، ومن ضجر لم يصبر على حق[7] .

  تحف‏ العقول ص295 .

 

 قال الإمام أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليه السلام :

الناس سواء كأسنان المشط : والمرء كثير بأخيه .

 ولا خير في صحبة من لم ير لك مثل الذي يرى لنفسه [8].

تحف ‏العقول ص368 . 

 

قال الإمام أبو الحسن الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام :

إياك أن تمنع في طاعة الله ، فتنفق مثليه في معصية الله [9].

 تحف ‏العقول ص408 .

 

قال الإمام أبو الحسن الرضا علي بن موسى عليه السلام :

صل رحمك ولو بشربة من ماء ، وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها ، وقال الله في كتابه : لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى [10].

 تحف ‏العقول ص445 .

 

قال الإمام أبو جعفر الجواد محمد بن علي عليه السلام :

من أصغى إلى ناطق فقد عبده : فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس [11].

 تحف‏ العقول ص456 . 

 

قال الإمام أبو الحسن الهادي علي بن محمد عليه السلام :

مَن جمع لك وده ورأيه ، فأجمع له طاعتك[12] .

تحف ‏العقول ص483 .

 

قال الإمام أبو محمد العسكري الحسن بن علي عليه السلام :

خصلتان ليس فوقهما شيء : الإيمان بالله ، ونفع الأخوان [13].

 تحف ‏العقول ص489 .

 

قال الإمام أبو القاسم المهدي محمد بن الحسن عليه السلام :

فاتقوا الله : و سلموا لنا ، وردوا الأمر إلينا . فعلينا الإصدار ،  كما كان منا الإيراد . ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ، ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى اليسار ، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة [14].

 الاحتجاج ج2ص466 .

 

 

 

 

أسئلة المرتبة الإيمانية السادسة

يا طيب : هذه المعرفة في هذه المرتبة هي معرفة كمالية بها تترقى علوم المؤمن ، وفيها تطبيقات علمية وعملية ، وفيها معارف إيمانية ، فإنه بحفظ أسماء أئمة الحق كلها نعرف ولاة أمرنا ، وبمعرفة حديثا عنهم نعرف كثيرا من المعارف الدينية الإيمانية في الأصول والفروع والأخلاق الكريمة .

فإنه قد اختيرت : الأحاديث لتبدأ من العلم وفضله ثم التوحيد والعدل والإمامة ، وأكدنا على أهم معارف الأخلاق الكريمة وآداب الدين المهمة ، وبالخصوص أصل التولي، ولمن نجعلها مفصلة ليسهل حفظها، ولم نختر الفقهية منها لأنه مر حديثا كريما طويلا في المرتبة الإيمانية السابقة .

ثم بهذه الأحاديث الشريفة : نطبق معاني الأحاديث على أصول الدين وفروعه ، فنرجع المعاني لأحدهما ، بعد أن رسخت في ذهننا معارفها وشرحها . فمن يستطيع عليه أن لا يقصر في الحفظ أولا . ومن ثم فليطبق الجواب على أصول الدين وفروعه :

وأما الأسئلة فهي :

 أكتب يا طيب : كنى ثم ألقاب ثم أسماء أئمة الحق وأسماء آبائهم عليهم السلام ثم أذكر حديثا واحدا عن كل واحد منهم ؟[1]

حديث رسول الله وأمير المؤمنين هل من مقدمات أصول الدين أو الفروع ولماذا ؟[2]

حديث رسول الله وأمير المؤمنين صلى الله عليهم وسلم : هل هو واجب شرعي أو عقلي أو الاثنان معا ؟[3]

حديث الزهراء عليها السلام يختص بأصول الدين أم بفروعه أم الاثنان ؟[4]

حديث إمامي الحق الحسن والحسين عليهم السلام : هل يناسب العدل أم الأمر بالمعروف أم الاثنان ؟[5]

حديث الإمام الحسن عليه السلام : إرشاد لمعارف العدل أم بيان للرضا بقضاء الله وقدره ؟[6]

حديث الإمام الحسين  عليه السلام : بيان لحكمة الله في جزاء خلقه أم لإهمال العباد المنكرون؟[7]

حديث الإمام زين العابدين في أي قسم من فروع الدين يدخل ولماذا؟[8]

حديث الإمام الباقر إرشاد لأصل من أصول الدين أم لفرع منه ؟[9]

حديث الإمام الصادق من أي فروع الدين وهل له علاقة بأصل ديني؟[10]

حديث الإمام الكاظم عليه السلام : لأي أصل ديني يرجع ويشبه وشرح لأي حديث سابق ؟[11]

حديث الإمام الرضا عليه السلام : يدخل في كم فرع من فروع الدين ويرجع لأي أصل ؟[12]

حديث الإمام الجواد عليه السلام لأي أصلين من أصول الدين يرجع؟[13]

حديث الإمام الهادي عليه السلام : لأي أصل م أصول الدين يرجع وبأي الفروع أقرب ؟[14]

حديث الإمام العسكري بأي أصول الدين وفروعه له علاقة ؟[15]

حديث الإمام الحجة المهدي لأي أصول الدين وفروعه يرجع ؟[16]



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

أجوبة الأسئلة للمرتبة الإيمانية السادسة

 

[1] بعدما عرفنا معارف المرحلة السابقة ، نبدأ بحفظ معارف هذه المرتبة ، فنقوم بحفظ وكتابة كنية ولقب كل معصوم ثم اسمه واسم أبيه ، وحديثا عنه .

 [1]

[2] الحديث عن رسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام : من مقدمات أصول الدين ، لأنه بالعلم يعرف المؤمن ربه ويؤمن بعظمة الخالق وعدله ، وأنه يرسل رسل ، ويجعل أئمة ، ويثيب ويجازي يوم القيامة ، كما أن العقل هو النبي الداخلي وحجة الله الأولى على عباده وإلا المجنون لا يكلف ، كما أنه بالآداب يصلح الإنسان ويمكن أن يستمر في مجتمعه وترتاح نفسه ، ثم أنه بالمشاورة لأهل الخبرة والعقلاء وأهل العلم الصالحين حقا ، يصل الإنسان العاقل للعلم بضرورة معرفة الخالق ورسله وأهل دينه لأنه تعلم من أصلح العباد ، فيتعلم منهم ما علمهم الله سبحانه وبه يقيم دينه وهداه خالصا له ، ولهذا يحب الله عباده المؤمنين الصالحين لأنهم طلبوا الحق وتعلموا دينه الصادق من ولاة أمره المصطفين الأخيار الأبرار .[2]

 

[3] حديث رسول الله وأمير المؤمنين صلى الله عليهم وآلهم وسلم : في طلب العلم ، وبيان فضل العقل والآداب والمشاورة :

 واجب عقلي علينا :

 فإنا نعرف هذه الأمور بأنفسنا ، وحسب ما فطرنا الله على ذلك من موهبة العقل والتعلم والتفكر والنظر في علل الأمور والبحث عن أسبابها ، وعن الكمال الحق والتحلي بهداه ، فنراه من عند خالق الوجود وخالقنا ، ويجعله عند أفضل خلقه وأطيبهم وأطهرهم ، فيكرمه بالهدى حقا ويرسله ويجعله ينبئ عن دينه ، فيكون خليفة له وإماما للمؤمنين يعلمهم دينهم ويشرحه بحق ، ومنهم نتعلم فنهتدي ونصلح .

 وطلب العلم واجب شرعي أيضا : وإن كان الوجوب الشرعي هو إرشاد لضروريات العقل ، ويثير ويستخرج دفائن مكنونه المفطور على حب معرفة خالق الكون وهداه وشكره على ذلك ، وإن معارف الدين تعرف من ولاة أمر الله المصطفين الأخيار ، فإنه بالعقل السليم المنصف نصل للإسلام الحق بأعلى إيمان ، فنسلم ونتنعم دنيا وآخرة .

 

[4]  حديث سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام : يبين حكمة الإيمان بأصول الدين وببعض فروعه ، وله تتمة تُبين حكمة كثير من ضروريات الدين وواجباته الأخرى ، فليراجع تمامه في خطبتها في قصة فدك ، وإنه كلام بليغ وأسلوبه رائع راقي ، فإنه يعرفنا أهم معارف الدين وولاته ، و حقائق وأسباب الانحراف عن أهل البيت :

فإن الله بعدما عرّفنا عظمته : بالعقل الباحث عن الهدى الحق لخالق الوجود ، نؤمن به فنتطهر من الشرك .

فالإيمان : هو حقيقة تدعوا وتُظهر طلب الله وهداه وإقامة شكره وعبوديته حقا ، وخير عبودية نتنزه بها عن التكبر هي الصلاة .

فالصلاة : تنهى عن التكبر على عبودية المنعم علينا سبحانه ، لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وعدم إقامة دين الله ، فلذا بالصلاة نتوجه بحقيقة الطهارة مخلصين الدين لله بكل ما نقول فيها : من طلب الهدى الحق للمنعم عليهم والسير على صراطهم المستقيم ، فنعظم الله ونكبره ، ونقر له بأنك أرحم الراحمين ، لم يهملنا بدون رعاية تعلمنا سبيل الحياة وكيفية المسير بها بسلام في المجتمع والأسرة والدولة وكل شيء يخصنا ، فنحب التعاون وبالخصوص مع المؤمنين .

 وبالزكاة : نتعاون فيمدنا الله بنعيمه فينميه وينصر غنينا فقيرنا ، ونسير بسلام لا طمع ولا غل ولا غش ولا جشع ولا ظلم ولا طغيان ، بل تعاون وتباذل وتهادي ومحبة .

والصيام : خير ما يعرفنا حقيقة الجوع والصبر في طاعة الله ونصر المؤمنين ببذل ما يرفع حاجتهم .

ثم الحج : حقا يُشيد به الدين حين يجتمع المؤمنون مخلصين لله ورافضين سبيل الشيطنة ورامين إبليس وفكره وأولياءه بحجر ، فيخلص الحاج ومن يحبهم ، لله الدين ، ويبحثون أمور دينهم حين يجتمعون من كل البلاد لنصر هدى الله الحق ، وإقامة العدل في أرضه وبين جميع عباده في كل البقاع .

وبإطاعة أئمة الحق وولاة أمر الله : يكون اجتماع حق للمؤمنين به يتناصرون ، وبمعرفتهم تتم طاعة الله لأنه نطيع من أختارهم الله واصطفاهم ولا يطمع ضال ولا طاغية ولا معاند للحق بالإمامة ، لأنه غير آل محمد عليهم السلام لا بيان لهم في وجوب إمامتهم وولايتهم وخلافتهم بعد رسول الله .

 ولذا بآل محمد صلى الله عليهم وسلم تلتم الفرق : وعرف الصواب ، وبالتمسك بهديهم لم يتفرق المسلمون طوائف تتناحر بينها وكلا يدعي صدقه ، بل بحب وتولي وقبول ولاية آل محمد بعده صلى الله عليهم وسلم ، نجتمع ونعرف الحق من هدى الله سبحانه وتعالى ، ويقام دينه وعبوديته والعدل والإحسان بما يحب ويرضى .

 ولذا تم تأكيد هذه المعارف : وقلنا بضرورة التعرف على سبيل الدين وولاة أمره وحفظ أسمائهم ، وذلك ليرسخ الإيمان كما عرفنا في المراحل السابقة ونجتمع على هدى واحد حق .. ويراجع باقي الحديث فإنه كريم فيه بيان جميل في علو معارف الله وهداه ، وسلام الله وصلاته على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها ، وجعلنا الله سبحان أن نسير على سر ولايتهم وإمامتهم مؤمنين بكل ما أتى به أبوها وشرحه بعلها وبنوها صلى الله عليهم وسلم .

[3]

 

[5] حديث الإمامين الحسن والحسين عليهم السلام : يناسب العدل من ناحية معناه ، ويناسب الإمامة في أصول الدين باعتباره من وظيفتهم  تعليم الدين ، ويدخل في فرع الدين في فرع التولي وحب أولياء الله  وأنه واجب أمرهم بالمعروف ، فمعناه بيان للعدل ، ومن ناحية قولهما عليهم السلام وتعريفه هو ما عرفت يرجع للتولي .

 

[6] معنى حديث الإمام الحسن عليه السلام : هو بيان للعدل وما يجب من شكر المنعم عقلا ، وتقدم هذا المعنى حتى صار ركن في أفضل أدلة التوحيد ، بأنه من وهب نعم التكوين بالآفاق والأنفس ولائم بينها حتى كانت لنا أجمل الظروف لنعيش ، ليل ونهار ، شمس وقمر ، وتقلب الفصول ، وتنوع الأثمار والأحوال والأجواء ، وتنسيق الوجود مع الإنسان بهذا الجمال والروح بهذه اللطافة ، يجب أن نؤمن بعظمته ونشكره ونعبده سبحانه ، وأنه لا يعقل أن توجد مكونات الكون المختلفة الواسعة بهذا الانسجام ، من غير خالق واحد عالم قادر كريم ، يعلم أسرارنا وينزل لنا هدى حق ، نسعد بمعرفته من ولاة أمره .

وأما الحديث في ناحية الصبر : فهو من قسم الرضا بقضاء الله وقدره ، بأن الله لا يظلم أحد ، فالنازلة والمكروه الذي يصيب العبد : إما لسبب عصيان العبد فيُكفر عنه بمصيبة تصيبه ، أو لرفع منزلته في الجنة لشدة إيمانه ، فإنه فاز حين أُختبر وبان صدقه بصبره والرضا بقضاء الله وقدره . [4]

 

[7] حديث الإمام الحسين عليه السلام : بيان لحكمة خلقه سبحانه فإنه غني عن العباد ولا إهمال في خلقه ، ومن يختار الدنيا يعطيه ما يشاء وما يسعى له ولكن لا آخرة له ، وأما المؤمن ينبه إن خالف حتى يرجع للإيمان ، وفرق بين نِعم الاثنان ، المؤمن يشكر النعم والله يزيده ، وإن ابتلي صبر ورضا عن الله ،  والكافر يلهى بالاستدراج وكثرة النعم عليه من غير شكر ولا أخراج لحقها ، ويعصي الله بنعمه ، فتتم عليه الحجة وينقطع عذره في الآخرة وفيها يؤخذ أخذا شديد بذنبه .[5]

 

[8] حديث الإمام زين العابدين عليه السلام : يدخل في التولي وهو بيان للضرورة الحب في الله ، والله يحب عباده ومن يحبهم .[6]

[9] حديث الإمام الباقر عليه السلام : إرشاد لمعارف العدل وعدم تضييع الحقوق ، وقد يؤديا للخروج من واجبات الدين والدنيا .[7]

[10] حديث الإمام الصادق عليه السلام : يرجع لفرع التولي وحب لأخيك ما تحب لنفسك ، وهو من أسس العدل .[8]

[11] حديث الإمام الكاظم عليه السلام : يرجع للعدل ويكون شرحا لحديث الإمام الحسين عليه السلام .[9]

[12] حديث الإمام الرضا عليه السلام : يرجع للتولي وآداب الدين ، وفيه معارف العدل والإحسان .[10]

 

[13] حديث الإمام الجواد عليه السلام : يرجع للنبوة والإمامة ولمن ينقل علوم الله سبحانه وما شرحه أولياء أمره وأئمة دينه ، فإن كان الناطق ينقل الحق ومعارف عظمة الله وهداه ، يكون هو والمستمع في حال طلب العلم فيحبهم الله ، ويكونوا في عباده كما في الحديث الأول لرسول الله والحديث الثاني لأمير المؤمنين .

و أما من ينقل المنكر والخداع والفسق والفجور والكفر والطغيان ويحسنه للناس ويروجه ، يكون من أئمة الكفر أو وأولياء الطاغوت وإمامهم الشيطان ، فمن يسمع منه ويحبه يكون عابدا له ومتولي لإمامة الشيطان .[11]

 

[14] حديث الإمام الهادي عليه السلام : يرجع للتولي لأولياء الله ويرجع للعدل ، فخلاف الإنصاف والعدل أن تخالف وتمقت من حبك ونصحك وهو صادق يريد خيرك وبرك .[12]

 

[15] حديث الإمام العسكري عليه السلام : يرجع للتوحيد في قسمه الأول ، وللتولي من فروع الدين في قسمه الثاني ، ويرجع للتوحيد لأن من أسس الإيمان هو الحب في الله والبغض في الله .[13]

 

 

[14] [16] حديث الإمام المهدي عليه السلام : يرجع للنبوة واستمرارها بالإمامة ، فإن الله أمرنا بأن نتولى الصادقين والكون معهم ، والتسليم والطاعة لأولي الأمر وأئمة الحق المنعم عليهم بهداه ، ليسلكوا بنا الصراط المستقيم لكل نعيم هدى ودين ودنيا وآخرة ، فإنه كما كان منهم صدور معارف الله ، فيجب أن نورد مناهلهم الروية فنروى معرفة الحق من عظمة الله وهداه ، ولكون حكمة الله أن يغيب وليه فترة وإن طالت لا يحق لنا أن نهجر أئمة الحق وولاة أمر الله .

 فإن الله سبحانه : شرح دين وبينه بإمام ظاهر يباشر الناس لأكثر من مائتين وخمسة وخمسين سنة ، فتمت كل معارفه بأحسن بيان ، وما بقي شيء إلا رعاية وليه للأمة بوجوده حتى لو كان غائبا ، فلا يحق لأحد أن يعدل للباطل ويخالفه لا في سره ولا في علنه ، بل تجب مودة الإمام والتسليم له حتى في غيبته وهذا هو من حقائق دين الله .

 وقد جرب الله سبحانه : أخفاء وليه ، ليختبر العباد في كل الأمم ، كما في غيبة موسى بعد أن واعده ثلاثين ليلة خارج قومه ، فأخذ منهم معه سبعين على الطور ، فزاده الله عشرة أخرى من دون علم قومه ، فقالوا هلك ، فعبد قسم العجل وكان إيمانهم مستعارا ، وقسم ثبت على الإيمان ، أو سياحة عيسى حيث لم يتواجد بين الناس دائما لكثرة معاداة اليهود له والكفار ومنعه من الكلام ، فوشى به للكفار وحاكمهم المخالف له أحد المنافقين المنتسبين لجماعة الحواريين فحاولوا صلبه ، ولكن رفعه الله للسماء ، وينزل حين ظهور الحجة فينصره .

 وإذا عرفنا : ملاك الإمامة في ذرية نبينا كما في آيات التطهير والمودة والمباهلة وأحاديث كثيرة ، فيجب التسليم لهم ، ونؤمن بالغيب في وجود إمام حق ، لأنه قال سبحانه وتعالى :

 { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ
 فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)
 وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } الإسراء ، ولحديث متواتر عند كل المسلمين : من مات ولم يعرف إمام زمانه ماته ميتة جاهلية ، ولهذا يجب أن نعرف أنه لابد من إمام لنا ، ولا أحد يدعي أنه له الإمامة بتنصيب الله وله بينة التطهير والذرية والقربى ؛ إلا آل محمد صلى الله عليهم وسلم، وأخرهم هو الإمام الحجة محمد بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من أنصاره وأعوانه والثابتين على ولايته وإمامته ، إنه ارحم الراحمين ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

ويا طيب : بعد أن عرفنا مراتب إيمانية تخصنا فلندخل في مراتب إيمانية أعلى وإن في كل مرتبة إيمانية درجات حتى في أعلاها ، وإن أكملها وأتمها وأعلاها درجة هي لسيد الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين ، ولمعرفة المزيد من تفاصيل مقام الأنبياء وأئمة الحق راجع شرح اسم الله العظيم واللطيف والشافي ، أو صحيفة النبوة والإمامة وصحيفة سادات الوجود وغيرهن في موسوعة صحف الطيبين ، لنتعرف على فضائل أهل دين الله وقد قال الله تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ  (253) } البقرة. فهذا التفضيل بين الرسل فكيف بغيرهم وقد قال سبحانه : { انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)} الإسراء. وإليك باقي المراتب الإيمانية وأعلم أن فيها درجات أيضا.

 

 

 

تفضل يا طيب إلى المرتبة الإيمانية السابقة  إلى الفهرس العام للمسابقة الإيمانية  إلى المرتبة الإيمانية التالية الثامنة

 

أخوكم في الإيمان بالله ورسوله وبكل ما أوجبه تعالى
و المحب لترحيبكم لهذه المراتب الإيمانية
بالعقل والفكر والبيان وبالقلب والقول باللسان
 
والحفظ والعمل عن إيمان والدوام في السر والإعلان

خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.alanbare.com

يا طيب إلى أعلى مقام في الصفحة صفح عنا رب الإسلام بحق نبينا وآله عليهم السلام


يا طيب إلى فهرس صحيفة المسابقة الإيمانية رزقنا الله نورها وحبورها