بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
موسوعة صحف الطيبين  في      أصول الدين وسيرة المعصومين
صحف الظهور والتجلي  /  صحيفة  سادة الوجود / الجزء الثاني / القسم الأول

تجلي نور الله السيد في سيد الآيات

آية الكرسي

بيان فضائلها وملاك سيادتها وعظمتها وشأنها الكريم
وظهور آثارها وفوائدها في أدوار حياتنا
مصباح الهدى / النور الرابع :

فضل وأهمية واستحباب قراءة آية الكرسي في كل أمور الحياة وشؤونها

تمهيد :

 يعرفنا آثار قراءة آية الكرسي في أدوار حياتنا ومهامها : 

يا طيب : عرفت ثوابا كثيرا لتلاوة وقراءة آية الكرسي ودخولها في أغلب الأعمال المستحبة سواء الأدعية أو الصلوات المستحبة ، وهنا نتعرف على تفاصيل الدخول الفعلي في الأعمال اليومية سواء حين الشروع فيها أو حينها أو بعدها ، وتشمل أكثر أحوال الإنسان من قبل الولادة حتى الجنة ، فضلا عن من المهدي إلى اللحد ، وتدخل آثار قراءة آية الكرسي في حقائق ذات الإنسان الروحية فتهبه الاطمئنان والهدوء والاستقرار والفرح والسرور ، وترفع همه وغمه وحزنه وكل مشاكل فكره ، وتمنع ودفع آثار وساوس الشيطان وأهواء النفس وكل شر لآثار الجن والسحر والحسد والعين وما ينغص حياة الإنسان الروحية والفكرية والعقلية ، هذا .

 فضلا عن آثار قراءة آية الكرسي : في الصحة البدنية والصفات الجسمية ، وترفع أمراض البدن وتهبه القوة والنشاط ، والصبر على المصاعب وتدفع ورفع كل منغص دنيوي يزاحمه ، فتجعل قارئها لا يبالي بمزاحمات أصعب الظروف والأحوال التي تمر به ، و توجب لقارئها ظهور آثار العافية والنضارة والنعيم والصبر والحلم والشجاعة والعفة ، وبالخصوص لمن يداوم عليها فتهبه آثار الكمال والهيبة والبهاء بإذن الله .

بل آثار قراءة آية الكرسي : تتجاوز روح وبدن الإنسان لتكون سببا للمحافظة على المال والأهل والدار والجيران وكل ما يحيط الإنسان المؤمن القارئ لها ، وتكون سبب لدفع شر شياطين الإنس والجن ، وأتباعهم من الطغاة والظلمة والسلطان ، وشر كل ذي شر من الهوام واللصوص والحيوان ، وحتى في النوم فضلا عن اليقظة ، فلا يفزع الإنسان وينام فرحا مسرورا مستبشرا كريما .

بل آثار قراءة آية الكرسي : تكون سبب لجلب الخيرات والبركات ، وتكون سبب لسعة الرزق وقضاء الدين ، ولدفع ورفع العسر ، وتجعل الإنسان المؤمن بحقائقها في يسر وسعه ، والأهم يكون في طاعة وعبودية وفي رض الله سبحانه وتعالى ، فتهبه آثارا كريمة في الروح والبدن والمال والصحة والعافية في النفس والجسم ، والرزق الكريم الطيب في الدنيا والآخرة حتى زينت قبة أمير المؤمنين والزهراء في الجنة، ومن يحبه ويقتدي به يتمناها ويطلب بأن تقرئها له حور العين والولدان المخلدين لتفرحه وتزيده سرور ونظاره .

فيا طيب : في هذا النور سنرى آثار وكرامات قراءة آية الكرسي ، فتعرفنا حقائق من ظهور سيادتها وعظمتها وفضلها ، وشرفها وكرامتها ، حتى لا ترى لشيء من الأعمال والأدعية والطاعات المستحبة أفضل منها ولا أكثر آثارا ، فيحب الإنسان قراءتها دائما ويواظب عليها ما أستطاع ، سواء في حضر وسفر أو صحة وغيرها .

ويا طيب : سنذكر مواضيع كثيرة في هذا النور ولها عناوين مهمة في حياة الإنسان و لتشمله حتى بعد موته ، وقد تكون لهذه الأحوال أدعية وأعمال أخرى ، ولكن كان سبيلنا هنا في هذه الصحيفة هو تعريف ما يخص آثار وثواب قراءة آية الكرسي وكتابتها ولو حتى ما يقارنها ، ومما يحسن استحباب التحقق بأنوارها بالخصوص ونتائجها ، وما يبين علو منزلتها وشرفها بالخصوص دون ما يخص غيرها من الأدعية والسور والآيات ، وإن كانت قد تكون مستقلة مثلها أو معها في جلب بعض أو كل آثار قراءة آية الكرسي وكتابتها ، أو كونها شارحة لمعناها أو ملخصة لقسم من حقائقها .

فلذا : ستكون لنا في هذا النور إشراقات تشع نور خاصة في آثار قراءة وكتابة آية الكرسي في الروح والبدن ، والرزق الدنيوي والأخروي ، مع بيان لشيء من معناها وما يوضح تحقق آثارها في كل موضوع يخصها .

ويكفي كمقدمة لمعرفة : كرائم قراءة آية الكرسي ، أن نذكر حديثا واحدا يعرفنا هذا المعنى ، وبعده نذكر عدة إشراقات ولها أشعة نور ، تعرفنا تفاصيل تأثيرها في جلب الخيرات والبركات ودفع كل مكروه ومضر ، فترينا بركات سيادتها ، قال :

 مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

مَنْ قَرَأَ آية الكرسي : مَرَّةً .

صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْيَا، وَأَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكَارِهِ الْآخِرَةِ.

أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الدُّنْيَا الْفَقْرُ ، وَ أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الْآخِرَةِ عَذَابُ الْقَبْرِ .

وَ إِنِّي لَأَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى صُعُودِ الدَّرَجَةِ [234].

وَ أَمَّا الْأَسْمَاءُ فَفِي آيَةِ الْكُرْسِيِّ خَمْسُونَ كَلِمَةً

فِي كُلِّ كَلِمَةٍ بَرَكَةٌ .

وَ مَنْ قَرَأَ آية الكرسي أَمَامَ حَاجَتِهِ قُضِيَتْ لَهُ[235] .

ومر في إشراق : استحباب تلاوة آية الكرسي بعد كل صلاة بأنه يحفظ في نفسه وآله وماله ، وإنها من أحسن الذكر وأنه لا يواظب عليها إلا صديق وعابد ، ويكون لقارئها أعلى الثواب وأجزله ، فتذكر ما ممر من آثارها وبركاتها وعظمتها وسيادتها في الأنوار السابقة ، أو راجعها أن أحببت اليقين في معرفة كرامتها لتجعلها عونا لك في قضاء ما تحتاجه ولجلب البركات ودفع المضرات ، وللمزيد تدبر هذا النور وإشراقاته .

 


 

الإشراق الأول :

استحباب تلاوة آية الكرسي للولادة والرزق وحفظ المال وللسفر :

يا طيب : رأينا وسنرى آثار كريمة لآية الكرسي في حياتنا ومماتنا ، وقد تكون أعمال أو آيات وسور أخرى في نفس الموضوع لها نفس الآثار أو مشابهة لها ، ولكن عرفت غرضنا هنا في هذا الكتاب وهو صحيفة في بيان سيادة سادة الوجود في التكوين والتدوين ، وآية الكرسي سيد آية القرآن المجيد ، وبحثنا فيها فلنتدبرها :

الإشعاع الأول :

استحباب قراءة آية الكرسي للجنين وعند الولادة :

يا طيب :  عرفنا إن آية الكرسي بنفسها لها مقام عالي وسامي ، إذ هي من خزائن العرش ، ونزلت لكي يتكرم الإنسان بتلاوتها سواء له بنفسه أو تقرأ له وهو حمل جنين في بطن أمه أو بعد رفعه للملكوت الأعلى ، فتحفظه وتوجب له كل خير وبركة ، وإن آداب الزواج والحمل والولادة كثيرة جدا ، وقد يجمعها كتاب كامل ، ولكن عرفت نذكر ما تؤثره سيد آي القرآن آية الكرسي سواء وحدها أو مع سور وآيات معها ، وفي الحقيقة تراها تكون قريبة في معناها وفيها روحها ، فيتأكد أثرهن معها ويقوى تحققه : 

فعن الحسين بن أحمد المنقري عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

إِذَا كَانَ بِامْرَأَةِ أَحَدِكُمْ حَمْلٌ :

 فَأَتَى لَهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ : فَلْيَسْتَقْبِلْ بِهَا الْقِبْلَةَ ، وَ لْيَقْرَأْ آية الكرسي .

وَ لْيَضْرِبْ عَلَى جَنْبِهَا ، وَ لْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَمَّيْتُهُ مُحَمَّداً .

 فَإِنَّهُ يَجْعَلُهُ غُلَاماً ، فَإِنْ وَفَى بِالِاسْمِ بَارَكَ الله فِيهِ .

وَإِنْ رَجَعَ عَنِ الِاسْمِ، كَانَ لِلَّهِ فِيهِ الْخِيَارُ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَخَذَهُ، وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهُ[236].

وفي دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ : عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ :

مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ : فَلْيُؤَذِّنْ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى ، وَ لْيُقِمْ فِي الْيُسْرَى .

فَإِنَّ ذَلِكَ : عِصْمَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ .

وَ إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم : أَمَرَ أَنْ يُفْعَلَ ذَلِكَ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ .

وَ أَنْ يُقْرَأَ : مَعَ الْأَذَانِ فِي آذَانِهِمَا ، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ .

وَ آية الكرسي ، وَ آخِرُ سُورَةِ الْحَشْرِ ، وَ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ ، وَ الْمُعَوِّذَتَانِ [237].

وعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين يقول :

 لمّا دنا ولادة فاطمة : أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ابنة عميس، وأمّ أيمن :

أن ائتيا فاطمة : فاقرءا عندها آية الكرسي .

 و إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ..(أية السخرة ).. و عوّذاها بالمعوّذتين[238].

 


 

الإشعاع الثاني :

 استحباب قراءة آية الكرسي لحفظ النفس والبدن :

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم :

مَنْ قَرَأَ : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ الله الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي  الطَّوْلِ لا إله إلا هو إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) } غافر .

وَ آية الكرسي . حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُمْسِيَ .

وَ مَنْ قَرَأَهُمَا حِينَ يُمْسِي حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُصْبِحَ [239].

ويأتي ما يؤكد هذا : في استحباب تلاوة آية الكرسي حين النوم ليؤمنه الله ويؤمن جيرانه معه .

 

وعَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ :

قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله: مَنْ قَرَأَ : أَرْبَعَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْبَقَرَةِ .

 وَ آية الكرسي  وَ آيَتَيْنِ بَعْدَهَا . وَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا ( أي أخر البقرة ) .

 لَمْ يَرَ فِي نَفْسِهِ وَ مَالِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ ، وَ لَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ .

وَ لَا يَنْسَى القرآن [240].

يا طيب : مر في استحباب تلاوة آية الكرسي بعد كل صلاة ، وأن من يقرئها يحفظ مع ولده وأهله وما يحيطه  ، وفي الحديث العام تدفع عنه ألف مكروه في الدنيا والآخرة ، فتعرف شمولها بنفسها ، وهنا تراها مع غيرها من الآيات ليشتد أثرها .

 

 


 

الإشعاع الثالث :

استحباب قراءة آية الكرسي للحفظ والتذكر والذكاء:

الْحَسَنُ الطَّبْرِسِيُّ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ : عَنْ سَدِيرٍ يَرْفَعُهُ إِلَى الصَّادِقَيْنِ عليهم السلام قَالَا :  تَكْتُبُ بِزَعْفَرَانٍ :

 الْحَمْدَ ، وَ آية الكرسي ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ، وَ يس ، وَ الْوَاقِعَةَ ، وَ سَبَّحَ لِلَّهِ الْحَشْرَ ، وَ تَبَارَكَ ، وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، فِي إِنَاءٍ نَظِيفٍ .

ثُمَّ تَغْسِلُ ذَلِكَ : بِمَاءِ زَمْزَمَ ، أَوْ بِمَاءِ الْمَطَرِ ، أَوْ بِمَاءٍ نَظِيفٍ ، ثُمَّ تُلْقِي عَلَيْهِ مِثْقَالَيْنِ لُبَاناً ، وَ عَشْرَ مَثَاقِيلَ سُكَّراً ، وَ عَشْرَ مَثَاقِيلَ عَسَلًا ، ثُمَّ تَضَعُ تَحْتَ السَّمَاءِ بِاللَّيْلِ ، وَ يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ حَدِيدٌ .

ثُمَّ تُصَلِّي آخِرَ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ : تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ مَرَّةً ، وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ خَمْسِينَ مَرَّةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ صَلَاتِكَ شَرِبْتَ الْمَاءَ عَلَى مَا وَصَفْتُ .

 فَإِنَّهُ جَيِّدٌ مُجَرَّبٌ لِلْحِفْظِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [241].

 

و قال المحقق الطوسي رحمه الله : في آخر رسالة آداب المتعلمين :

 و أقوى أسباب الحفظ : الجد ، و المواظبة ، و تقليل الغذاء ، و صلاة الليل بالخضوع و الخشوع ، و قراءة القرآن من أسباب الحفظ .

قيل ليس شيء أزيد للحفظ :

من قراءة القرآن .

 لاسيما آية الكرسي[242] .

و في مصباح الكفعمي : في بعض الأخبار ، يورث الحفظ : أكل اللحم من ما يلي العنق ، و أكل الحلواء ، و العدس ، و الخبز البارد .

 و قراءة : آية الكرسي [243].

يا طيب: إن آية الكرسي قد تنفرد بما يوجب الحفظ ، و عرفت أن من يقرئها لا ينسى القرآن ، وهذا مما يرينا أنها سبب بقاء ما يحب العبد أن يحيطه الله بما يشاء من العلم فيبقى في نفسه لا ينساه ، ولذا استحب المواظبة على قراءتها ، وهذا يرينا سيادتها.

 

 


 

الإشعاع الرابع :

 استحباب تلاوة آية الكرسي للاستخارة :

يا طيب : قد يحير الإنسان في انتخاب شيء معين ، سواء لشراء حاجة أو سفر أو القيام بعمل أو زواج أو غيرها من الأمور المؤثرة في حياة الإنسان ، ولذا ترى أنه يحسن له الاستشارة وسؤال أهل الخبرة والبحث في حقيقة الأمر أولا ، ثم إن أعياه الأمر ولم يرجح الأحسن وما يحسن أن ينتخبه وما يجب أن يعمله فيحير ما الأفضل ليفعله ، فيلجئ لله سبحانه ويستشيره بالاستخارة ، وقد ذكرت روايات كثيرة في أنواع الاستخارة سواء بكتاب الله أو غيره من الأعمال ، ونحن نذكر من الاستخارة ما فيه يستحب قراءة آية الكرسي سواء منفردة أو مع غيرها ، فتكون سبب لبيان الله من علمه المكنون ما فيه الصلاح والخير للإنسان ، ويحسن به أن يعمل به وبه يقطع أمر تردده وشكه وحيرته :

قال المجلسي في بحار الأنوار : بعد ذكر عدة أنواع من الاستخارة بالمصحف:

 وَ رَوَى لِي بَعْضُ الثِّقَاتِ : عَنِ الشَّيْخِ الْفَاضِلِ الشَّيْخِ جَعْفَرٍ الْبَحْرَيْنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَنَّهُ رَأَى فِي بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا الْإِمَامِيَّةِ ، أَنَّهُ رَوَى مُرْسَلًا عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ : مَا لِأَحَدِكُمْ إِذَا ضَاقَ بِالْأَمْرِ ذَرْعاً :

 أَنْ لَا يَتَنَاوَلَ الْمُصْحَفَ بِيَدِهِ : عَازِماً عَلَى أَمْرٍ يَقْتَضِيهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .

 ثُمَّ يَقْرَأَ : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثَلَاثاً ، وَ الْإِخْلَاصَ ثَلَاثاً ، وَ آية الكرسي ثَلَاثاً ، وَ عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ثَلَاثاً ، وَ الْقَدْرَ ثَلَاثاً ، وَ الْجَحْدَ ثَلَاثاً ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ثَلَاثاً ثَلَاثاً .

وَ يَتَوَجَّهَ بِالقرآن قَائِلًا : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالقرآن الْعَظِيمِ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ ، وَ فِيهِ اسْمُكَ الْأَكْبَرُ ، وَ كَلِمَاتُكَ التَّامَّاتُ ، يَا سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ ، وَ يَا جَامِعَ كُلِّ فَوْتٍ ، وَ يَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يَا مَنْ لَا تَغْشَاهُ الظُّلُمَاتُ ، وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ . أَسْأَلُكَ أَنْ تَخِيرَ لِي : بِمَا أَشْكَلَ عَلَيَّ بِهِ،  فَإِنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَعْلُومٍ غَيْرُ مُعَلَّمٍ ، بِحَقِّ : مُحَمَّدٍ ، وَ عَلِيٍّ ، وَ فَاطِمَةَ ، وَ الْحَسَنِ ، وَ الْحُسَيْنِ ، وَ عَلِي بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ، وَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ، وَ مُوسَى الْكَاظِمِ ، وَ عَلِيٍّ الرِّضَا ، وَمُحَمَّدٍ الْجَوَادِ ، وَ عَلِيٍّ الْهَادِي ، وَالْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ، وَالْخَلَفِ‏ الْحُجَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ .

ثُمَّ تَفْتَحُ الْمُصْحَفَ : وَ تَعُدُّ الْجَلَالَاتِ الَّتِي فِي الصَّفْحَةِ الْيُمْنَى .

ثُمَّ تَعُدُّ بِقَدْرِهَا أَوْرَاقاً ، ثُمَّ تَعُدُّ بِعَدَدِهَا أَسْطُراً مِنَ الصَّفْحَةِ الْيُسْرَى ، ثُمَّ تَنْظُرُ آخِرَ سَطْرٍ ، تَجِدُهُ كَالْوَحْيِ فِيمَا تُرِيدُ إِنْ شَاءَ الله تعالى.

 

وَ قَالَ فِي رِسَالَةِ مَفَاتِيحِ الْغَيْبِ : وَ رَأَيْتُ هَذِهِ الِاسْتِخَارَةَ بِخَطِّ بَعْضِ الْفُضَلَاءِ هَكَذَا :

 يَقْرَأُ آية الكرسي إِلَى هُمْ فِيها خالِدُونَ .

 وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ إِلَى كِتابٍ مُبِينٍ ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يَقُولُ :

اللَّهُمَّ : إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ ، وَ تَفَأَّلْتُ بِكِتَابِكَ ، فَأَرِنِي مَا هُوَ الْمَكْنُونُ فِي سِرِّكَ الْمَخْزُونُ فِي عِلْمِ غَيْبِكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

اللَّهُمَّ : أَرِنِي الْحَقَّ حَقّاً حَتَّى أَتَّبِعَهُ ، وَ أَرِنِي الْبَاطِلَ بَاطِلًا حَتَّى أَجْتَنِبَهُ .

 ثُمَّ يَفْتَحُ الْمُصْحَفَ ، وَ يَصْنَعُ كَمَا مَرَّ.

أي يعد الجلالات الأسماء الحسنى وبعددها يحسب أوراق ، ومن اسطرها بنفس العدد من الجهة اليسرى .

ويا طيب : توجد رواية أسهل قبلها في البحار نذكرها ، ولعله يستحب فيها الصلاة سواء نافلة أو واجبة ، وعرفت أنه في النافلة يستحب أن تقرأ بعد التوحيد والإخلاص آية الكرسي وسورة إنا أنزلناه في ليلة القدر ، أو ما تيسر ، والرواية هي كما في :

كِتَابُ الْغَايَاتِ : لجعفر القمي صاحب كتاب العروس ، و المكارم عن أبي علي اليسع بن عبد الله القمي ، قَالَ :

قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام : إِنِّي أُرِيدُ الشَّيْءَ فَأَسْتَخِيرُ الله فِيهِ ، فَلَا يَفِي وَ لِيَ فِيهِ الرَّأْيُ أَفْعَلُهُ أَوْ أَدَعُهُ ؟

فَقَالَ عليه السلام : انْظُرْ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ أَبْعَدُ مَا يَكُونُ مِنَ الْإِنْسَانِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ ، أَيُّ شَيْءٍ يَقَعُ فِي قَلْبِكَ فَخُذْ بِهِ .

وَ افْتَحِ الْمُصْحَفَ : فَانْظُرْ إِلَى أَوَّلِ مَا تَرَى فِيهِ ، فَخُذْ بِهِ إِنْ شَاءَ الله [244].

 فلا يحتاج لحساب وعد .

 

 


 

الإشعاع الخامس :

 استحباب قراءة آية الكرسي للبس اللباس الجديد :

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : إِذَا كَسَا : الله تعالى الْمُؤْمِنَ ثَوْباً جَدِيداً ، فَلْيَتَوَضَّأْ ، وَ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ : يَقْرَأُ فِيهِمَا :

أُمَّ الْكِتَابِ .

وَ آية الكرسي .

وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ .

وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ .

ثُمَّ لْيَحْمَدِ الله : الَّذِي سَتَرَ عَوْرَتَهُ ، وَ زَيَّنَهُ فِي النَّاسِ .

 وَ لْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَعْصِي اللَّهَ فِيهِ ، وَ لَهُ بِكُلِّ سِلْكٍ فِيهِ مَلَكٌ يُقَدِّسُ لَهُ وَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ وَ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ[245] .

وعن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفْوَانِيُّ فِي كِتَابِ التَّعْرِيفِ :

وَ إِذَا أَرَدْتَ : أَنْ تَلْبَسَ ثَوْب جَدِيداً ، فَخُذْ قُلَّةً مِنَ الْمَاءِ ، فَاقْرَأْ عَلَيْهِ :

 الْفَاتِحَةَ ، وَ التَّوْحِيدَ ، ثَلَاثاً ، وَ آية الكرسي .

وَ صَلِّ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ ، وَ تَذَكَّرِ الْأَئِمَّةَ عليهم السلام .

 ثُمَّ رُشَّ ذَلِكَ الْمَاءَ عَلَى الثَّوْبِ ، ثُمَّ الْبَسْهُ ، وَ صَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ .

 وَ قُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَتَرَ عَلَيَّ ، وَ رَزَقَنِي مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ مِنَ اللِّبَاسِ ، وَ أَسْتُرُ بِهِ عَوْرَتِي [246].

وما أحسن الصلاة بعد اللبس : بنفس الآيات في الحديث أعلاه .

 

 


 

الإشعاع السادس :

 استحباب قراءة آية الكرسي وكتابتها في أعلى الدار :

ذكر الحر العاملي رحمه الله في وسائل الشيعة :

 بَابُ اسْتِحْبَابِ كِتَابَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ دَوْراً .

عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَذْرُعٍ مِنَ الْجِدَارِ ، إِذَا زَادَ ارْتِفَاعُهُ عَنْهَا وَ لَوْ كَانَ مَسْجِداً.

 عَنْ بَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : شَكَا إِلَيْهِ رَجُلٌ عَبَثَ أَهْلِ الْأَرْضِ بِأَهْلِ بَيْتِهِ وَ بِعِيَالِهِ .

 فَقَالَ : كَمْ سَقْفُ بَيْتِكَ ؟ فَقَالَ : عَشَرَةُ أَذْرُعٍ .

فَقَالَ عليه السلام : اذرَعْ ثَمَانِيَةَ أَذْرُعٍ :

ثُمَّ اكْتُبْ آية الكرسي ، فِيمَا بَيْنَ الثَّمَانِيَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ ، كَمَا تَدُورُ ، فَإِنَّ كُلَّ بَيْتٍ سَمْكُهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَذْرُعٍ ، فَهُوَ مُحْتَضَرٌ تَحْضُرُهُ الْجِنُّ ، يَكُونُ فِيهِ مَسْكَنُهُ [247] .

 

وعَنْ يُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

فِي سَمْكِ الْبَيْتِ : إِذَا رُفِعَ ثَمَانِيَةَ أَذْرُعٍ ؛ كَانَ مَسْكُوناً ، فَإِذَا زَادَ عَلَى ثَمَانِيَةٍ .

 فَلْيُكْتَبْ عَلَى رَأْسِ الثَّمَانِ آية الكرسي [248].

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

إِذَا كَانَ الْبَيْتُ فَوْقَ ثَمَانِيَةِ أَذْرُعٍ ، فَاكْتُبْ فِي أَعْلَاهُ آية الكرسي [249].

وَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ قَالَ :

رَأَيْتُ مَكْتُوباً فِي بَيْتِ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام :  آيَةَ الْكُرْسِيِّ :

قَدْ أُدِيرَتْ بِالْبَيْتِ .

وَ رَأَيْتُ : فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِهِ :

 مَكْتُوباً : آية الكرسي [250].

وعن أبي عبد الله عليه السلام : ما من إنسان يبني فوق ثمانية أذرع إلا و يأوي الشيطان فيما فوق ثمانية أذرع .

و الواجب : أن يكتب له فيه آية الكرسي حتى لا يأوي فيه الشيطان [251].

  أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيُّ : فِي كِتَابِ التَّنْزِيلِ وَ التَّحْرِيفِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : كُلُّ سَمْكِ بَيْتٍ جَاوَزَ سَبْعَ أَذْرُعٍ ، مَسْكُونٌ .

 إِلَّا أَنْ يُكْتَبَ فِيهِ : آية الكرسي ، فَإِنْ كُتِبَ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ [252].

يا طيب : الروايات كلها تقول فوق الثمانية تكتب ، والرواية أعلاه ، فوق السبع يكتب ، وعلى كل الأحوال ذكر الشيخ مجيد الحداد في برنامج المناسبات الإسلامية في قسم  الأوزان والمقادير والكفارات :

 الذراع الشرعي : وهو ذراع يد الإنسان المستوي الخلقة وهو ست قبضات من قبضة اليد أي 45.6 سنتيمترا.

ويا طيب يكون تقريبا: ثلاثة أمتار وخمسة وستون سنتيمترا: 3متر و 65 سنتيمترا، وإذا قلنا سبعة فهو ثلاثة أمتار وعشرون سنتيم تقريبا : أي 3متر و20 سنتيمترا .

والحاصل : أنه في كل البيوت الحديث التي فيها صالات عالية ، وبالخصوص في البيوت التي فيها أكثر من طبقة واحد ، فضلا عن شقق العالية في العمارات ، فإنه يستحب أن تكتب آية الكرسي دورها ، لدفع الشيطان ووساوسه ، ولتحصل البركة فيها ، وقد عرفت كثيرا من فضلها وأهمية تلاوتها ، وهنا يستحب كتابتها ، ولا أقل من وضع لوحة مكتوب فيها آية الكرسي ، وإن نفس وجود المصحف الكريم في البيت موجب للبركة ودافع للشياطين كما في الحديث الشريف .

ويا طيب : قد عملنا لوحة جميلة فيها مكتوب آية الكرسي ، وأخرى مكتوب فيها سور التوحيد والفاتحة وإنا أنزلناه ، وتجدها في موسوعة صحف الطيبين ، فيمكن لمن يحب أن يطبعها ويضعها في البيت ، ويحفظها هو وأهل بيته ، فإنه مستحب مؤكد تلاوتها ووضعها على أمامك في البيت .

 


 

الإشعاع السابع :

استحباب قراءة آية الكرسي لتحصيل الرزق وتحقق أسبابه:

يا طيب : إنه من آداب الدين ، هو على الإنسان السعي لتحصيل الرزق ، وإن الله ورسوله والملائكة تحب المجاهد لكسب قوته وقوت عياله ، ولكن في بعض الأحيان قد تصيب الإنسان أمورا تمنعه من طلب الرزق أو تعيق تحقق أسبابه ، وبقراءة آية الكرسي وحدها أو ما يلحق بها من الأدعية والأذكار ، تكون مؤثرة في فتح باب الرزق ، وتيسير العسير من طلب فضل الله والتحقق بكرامته ، وتوجد أدعية كثيرة مستحب قراءتها لطلب الرزق ، نختار منها ما فيها يُستحب قراءة آية الكرسي:

و يا طيب : نذكركم أولا بحديث عام قد عرفته ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

 مَنْ قَرَأَ آية الكرسي : مَرَّةً .

 صَرَفَ الله عَنْهُ أَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْيَا ، وَ أَلْفَ مَكْرُوهٍ مِنْ مَكَارِهِ الْآخِرَةِ .

أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الدُّنْيَا الْفَقْرُ ، وَ أَيْسَرُ مَكْرُوهِ الْآخِرَةِ عَذَابُ الْقَبْرِ ..[253].

 

وفي عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام : بِالْأَسَانِيدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

 إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الْحَاجَةَ : فَلْيُبَكِّرْ فِي طَلَبِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ .

وَ لْيَقْرَأْ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ :

 آخِرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ . وَ آية الكرسي .وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَ أُمَّ الْكِتَابِ . فَإِنَّ فِيهَا قَضَاءَ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ [254].

 

وروي أن رجلا أتى النبي : فشكا إليه أن ما في بيته ممحوق من البركة .

فقال : أين أنت من آية الكرسي .

ما تليت : على طعام ، و لا أدام ، إلا أنمى الله بركة ذلك الطعام و لا دام[255] .

 

وعن النبيّ قال : من خرج من منزله فقرأ آية الكرسي .

بعث الله إليه سبعين ألفا من الملائكة يستغفرون له و يدعون له .

فإذا رجع إلى منزله و دخل بيته : فقرأ آية الكرسي نزع الله الفقر من بين عينيه[256].

 

وعن عبد الرحمن بن عوف : أنه كان إذا دخل منزله قرأ في زواياه :

آية الكرسي[257].

ويا طيب : مرة في بيان نوافل صلاة العشاء ، أنه تستحب صلاة خاصة ، وإنها نافعة لجلب الرزق ، نعيد ذكرها للفائدة عن :

السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُوسٍ فِي فَلَاحِ السَّائِلِ : صَلَاةٌ لِطَلَبِ الرِّزْقِ :

قَالَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

لَا تَتْرُكُوا رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهَا مَجْلَبَةٌ لِلرِّزْقِ :

وَ تَقْرَأُ فِي الْأُولَى : الْحَمْدَ ، وَ آية الكرسي ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ .

وَ فِي الثَّانِيَةِ : الْحَمْدَ ، وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ .

فَإِذَا سَلَّمْتَ : فَارْفَعْ يَدَيْكَ ، وَ قُلِ :  اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ :

يَا مَنْ : لَا تَرَاهُ الْعُيُونُ ، وَ لَا تُخَالِطُهُ الظُّنُونُ ، وَ لَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ .

يَا مَنْ : لَا تُغَيِّرُهُ الدُّهُورُ ، وَ لَا تُبْلِيهِ الْأَزْمِنَةُ ، وَ لَا تُحِيلُهُ الْأُمُورُ .

يَا مَنْ : لَا يَذُوقُ الْمَوْتَ ، وَ لَا يَخَافُ الْفَوْتَ .

يَا مَنْ : لَا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَ لَا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ .

صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ هَبْ لِي مَا لَا يَنْقُصُكَ ، وَ اغْفِرْ لِي مَا لَا يَضُرُّكَ .

 وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا ، وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ .

 وَ قَالَ عليه السلام : مَنْ صَلَّاهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ [258].

 

و مر في موضوع : إشعاع قراءة آية الكرسي والتوسل لله بأهل البيت لرفع الحزن والهم والدين ، صلاة فيها آية الكرسي والتوسل لله بالقرآن وآل البيت لقضاء الدين وشر السلطان ، وإنه لما عمل الصلاة وما يلحقها من الدعاء قد قضى دينه وصلح له سلطانه وعظم يساره ، فراجعها .

 

كما أنه جاء في أحاديث شريفة : تعرفنا أسباب لفتح باب الرزق ، منها :

 إن غسل الإناء : وكسح الفناء مجلبة للزرق ، وكذلك التخلل بعد الأكل .

 

وهذه صلاة أخرى نذكرها وليس فيها آية الكرسي للرزق ، وإن كان في ما ذكر كفاية لمن يحب أن يفتح له باب الرزق بالدعاء ، قال في بحار الأنوار :

صَلَاةُ الرِّزْقِ : عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله عَنْ جَبْرَائِيلَ عليه السلام :

يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ : يَقْرَأُ فِي الْأُولَى ، الْحَمْدَ مَرَّةً ، وَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

وَ فِي الثَّانِيَةِ : الْحَمْدَ مَرَّةً ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، كُلَّ وَاحِدَةٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ [259].

 

وعَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : ادْعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فِي الْمَكْتُوبَةِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ :  يَا خَيْرَ الْمَسْئُولِينَ ، وَ يَا خَيْرَ الْمُعْطِينَ .

ارْزُقْنِي وَ ارْزُقْ عِيَالِي مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ ، فَإِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [260].

 

وعَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ : أَرْبَعَةٌ لَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ دَعْوَةٌ :

الرَّجُلُ : جَالِسٌ فِي بَيْتِهِ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ، فَيُقَالُ لَهُ : أَ لَمْ آمُرْكَ بِالطَّلَبِ .

وَ رَجُلٌ : كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ ، فَدَعَا عَلَيْهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : أَ لَمْ أَجْعَلْ أَمْرَهَا إِلَيْكَ .

وَ رَجُلٌ : كَانَ لَهُ مَالٌ ، فَأَفْسَدَهُ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي ، فَيُقَالُ لَهُ : أَ لَمْ آمُرْكَ بِالِاقْتِصَادِ ، أَ لَمْ آمُرْكَ بِالْإِصْلَاحِ .

 ثُمَّ قَالَ : { وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً }

وَ رَجُلٌ : كَانَ لَهُ مَالٌ فَأَدَانَهُ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَ لَمْ آمُرْكَ بِالشَّهَادَةِ [261].

ويا طيب : توجد أدعية أخرى كثيرة تجدها في الباقيات الصالحات لمفاتيح الجنان ، والبحار ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم قال :

 من فتح على نفسه باب مسألة ، فتح الله عليه باب فقر .

أكثروا الاستغفار : فإنه يجلب الرزق ، قدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا [262]..

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : و اطلبوا الرزق ، فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ، و هي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده [263]. وعرفت أن تستحب آية الكرسي حين الخروج .

وعن الأصبغ بن نباتة أن عليا عليه السلام : سئل عن قول الله عز و جل : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ، قال : السماوات و الأرض و ما فيهما من مخلوق في جوف الكرسي ، و له أربعة أملاك يحملونه بإذن الله .

فأما الملك الأول : ففي صورة الآدميين ، و هي أكرم الصور على الله ، و هو يدعو الله و يتضرع إليه ، و يطلب الشفاعة و الرزق لبني آدم ....[264].

وسيأتي بتمامه إن شاء الله : في بيان سعة الكرسي عند تفسير الآية ، وإن أدعية طلب الزرق كثيرة ، والأحاديث التي تدعوا لطلب الرزق بعد التوكل على الله أكثر .

 


 

الإشعاع الثامن :

 استحباب قراءة آية الكرسي لقضاء الدين :

يا طيب : مر في أحاديث التوسل بالأئمة وآية الكرسي أحاديث تعرف صلاة يتلى فيها آية الكرسي نافعة في قضاء الدين ، وكذا الأحاديث السابقة التي توجب فتح باب الرزق تكون سبب بإذن الله من للتمكن المال وقضاء الدين ، ونذكر منها هنا  :

قال في مكارم الأخلاق : صَلَاةٌ أُخْرَى لِلدَّيْنِ ، أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ :

يَقْرَأُ فِي الْأُولَى : فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً ، وَ الْفَلَقَ عَشْرَ مَرَّاتٍ .

وَ فِي الثَّانِيَةِ : الْفَاتِحَةَ مَرَّةً ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ عَشْرَ مَرَّاتٍ .

 وَ آية الكرسي عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وَ آمَنَ الرَّسُولُ .. إِلَى آخِرِهِ (البقرة )عَشْرَ مَرَّاتٍ.

فَإِذَا سَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ يَقُولُ : عَشْرَ مَرَّاتٍ :

 سُبْحَانَ الله : أَبَدَ الْأَبَدِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ ، سُبْحَانَ الله الْفَرْدِ الصَّمَدِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ ، الْمُتَفَرِّدِ بِلَا صَاحِبَةٍ وَ لَا وَلَدٍ .

وَ فِي الثَّالِثَةِ : الْفَاتِحَةَ مَرَّةً ، وَ أَلْهَاكُمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

وَ فِي الرَّابِعَةِ : الْفَاتِحَةَ مَرَّةً ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ     ،   و إِذَا زُلْزِلَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .

فَإِذَا فَرَغَ سَجَدَ : وَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ :

اللَّهُمَّ : إِنِّي أَسْأَلُكَ التَّيْسِيرَ فِي كُلِّ عَسِيرٍ ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .

ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَ يَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ : فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ، وَ هو الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ [265].

و عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ رِبَاطٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ :

مَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ : فَيَنْوِي قَضَاءَهُ :

 كَانَ مَعَهُ مِنَ الله عَزَّ وَ جَلَّ  : حَافِظَانِ يُعِينَانِهِ عَلَى الْأَدَاءِ عَنْ أَمَانَتِهِ .

فَإِنْ قَصَرَتْ نِيَّتُهُ : عَنِ الْأَدَاءِ قَصَرَا عَنْهُ مِنَ الْمَعُونَةِ بِقَدْرِ مَا قَصَرَ مِنْ نِيَّتِهِ [266].

 


 

الإشعاع التاسع :

 استحباب قراءة آية الكرسي لحفظ المتاع وحرزه :

فقه الإمام الرضا عليه السلام : وَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُحْرِزَ مَتَاعَكَ :

 فَاقْرَأْ : آية الكرسي . وَ اكْتُبْهَا وَ ضَعْهَا فِي وَسَطِهِ .

وَ اكْتُبْ أَيْضاً : { وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ } لَا ضَيْعَةَ عَلَى مَا حَفِظَهُ اللَّهُ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله لا إله إلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هو رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .

فَإِنَّكَ قَدْ أَحْرَزْتَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِ سُوءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ [267].

 

وفي حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين :

 مَنْ قَرَأَ : قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ، قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً .

 وَ مِثْلَهَا إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ، وَ مِثْلَهَا آية الكرسي ، مَنَعَ مَالَهُ مِمَّا يَخَافُ [268] .

 

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

ادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ لِلْآبِقِ ، وَ اكْتُبْ فِي وَرَقَةٍ .

اللَّهُمَّ : السَّمَاءُ لَكَ ، وَ الْأَرْضُ لَكَ ، وَ مَا بَيْنَهُمَا لَكَ ، فَاجْعَلْ مَا بَيْنَهُمَا أَضْيَقَ عَلَى فُلَانٍ مِنْ جِلْدِ جَمَلٍ ، حَتَّى تَرُدَّهُ عَلَيَّ ، وَ تُظْفِرَنِي بِهِ .

 وَ لْيَكُنْ حَوْلَ الْكِتَابِ ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ مَكْتُوبَةً مُدَوَّرَةً .

 ثُمَّ ادْفِنْهُ : أَوْ ضَعْ فَوْقَهُ شَيْئاً ثَقِيلًا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ يَأْوِي فِيهِ بِاللَّيْلِ  [269].

وسيأتي استحباب قراءة : آية الكرسي في حفظ المتاع عند الكلام عن دفع الشياطين .

 

 


 

 

الإشعاع العاشر:

 استحباب قراءة آية الكرسي لشراء الدابة ولكروبها :

رَوَى عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ :

مَنِ اشْتَرَى دَابَّةً : فَلْيَقُمْ مِنْ جَانِبِهَا الْأَيْسَرِ ، وَ يَأْخُذُ نَاصِيَتَهَا بِيَدِهِ الْيُمْنَى ، وَ يَقْرَأُ عَلَى رَأْسِهَا :

فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَ آخِرَ الْحَشْرِ .

 وَ آخِرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ : قُلِ ادْعُو الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ، وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ .

 فَإِنَّ ذَلِكَ أَمَانُ تِلْكَ الدَّابَّةِ مِنَ الْآفَاتِ[270].

 

وفي الأمالي للصدوق‏ : عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ : أَمْسَكْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِالرِّكَابِ ، وَ هو يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ .

فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمْتَ .

قَالَ : نَعَمْ يَا أَصْبَغُ ، أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ الله كَمَا أَمْسَكْتَ لِي ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ تَبَسَّمَ ، فَسَأَلْتُهُ كَمَا سَأَلْتَنِي ، وَ سَأُخْبِرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي .

أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم : الشَّهْبَاءَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَ تَبَسَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ الله ، رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمْتَ .

فَقَالَ صلى الله عليه وآله: يَا عَلِيُّ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَرْكَبُ .

 ثُمَّ يَقْرَأُ : آية الكرسي .

 ثُمَّ يَقُولُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إله إلا هو الحي القيوم وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ .

 إِلَّا قَالَ السيد الْكَرِيمُ : يَا مَلَائِكَتِي ، عَبْدِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي ، فَاشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ [271].

يا طيب : توجد أدعية أخرى للركوب في البر أو في البحر وكل وسيلة فراجع .

 


 

الإشعاع الحادي عشر :

 استحباب قراءة آية الكرسي للخروج من البيت و للسفر :

يا طيب : توجد روايات كثرة للسفر ودفع مخاطره ، وإن في كل زمان هناك قطاع طرق ولصوص وحوادث الحيوانات ، وخصوصا في السابق .

وأما الآن : فحوادث السفر بالسيارة وغيرها ، تفوق حوادث الحروب والأمراض ، وإنه من يتابع الحوادث ومستشفيات الطوارئ ، يرى العجب من كثرة حوادث السفر ، ونسأل الله أن يحفظ المؤمنين في مقامهم وسفرهم ، بل في خروجهم اليومي للعمل، وبالخصوص من يستخدم السيارة أو يكون مكانه بعيد نسبينا عن محل سكنه .

وقد لا تجد عائلة : أو فرد لم يرى أو لم يسمع أو لم يكن مما يمسه شيء من الدعم والانقلاب وحوادث السيارات والدراجات النارية والوسائل الأخرى، فضلا عن ركوب الحيوانات ، وإنه لابد للمؤمن حين الخروج من البيت سواء للعمل أو للسفر أو للحاجة أو لأي أمر ، ولكي يأمن المخاطر أن يقرأ دعاء ولو بسيط ، ولذا جاءت أحاديث كثيرة لكي يحفظ الإنسان من حين خروجه حتى رجوعه لسكنه ، وعرفت أنه حتى في بيته يستحب أن يكتب آية الكرسي ، وسنذكر أحاديث كثيرة لأهمية الموضوع ، وفي هذه الأحاديث الآتية في بعضها تكفي قراءة آية الكرسي ، أو تتخير منها ما تحب حسب طول السفر وقصره واهتمامك بنفسك ومن يكون معك .

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ عليه السلام :

يَا عَلِيُّ : إِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ تُرِيدُ حَاجَةً .

فَاقْرَأْ آية الكرسي ، فَإِنَّ حَاجَتَكَ تُقْضَى إِنْ شَاءَ الله [272].

مكارم الأخلاق : مَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ عِنْدَ خُرُوجَهُ :

بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى الله .

وَ يَقْرَأُ : الْحَمْدَ ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ، وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ :

مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، وَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَ عَنْ يَمِينِهِ ، وَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَ فَوْقِهِ ، وَ تَحْتِهِ .

وَ إِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى بَيْتِهِ : فَلْيَقُلْ حِينَ يَدْخُلُ :

بِسْمِ الله وَ بِاللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّ الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ .

ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِهِ : إِنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ أَهْلٌ .

 فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ ، فَلْيَقُلْ : بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ .

السَّلَامُ : عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ الْهَادِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالحينَ [273].

 

وعَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ موسى عليه السلام قَالَ :

يَا صَبَّاحُ : لَوْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ إِذَا أَرَادَ سَفَراً .

 قَامَ عَلَى بَابِ دَارِهِ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ الَّذِي يَتَوَجَّهُ لَهُ :

فَقَرَأَ الْحَمْدَ : أَمَامَهُ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ .

وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ : أَمَامَهُ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ .

وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ : أَمَامَهُ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ .

وَ آية الكرسي : أَمَامَهُ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ .

ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ : أحْفَظْنِي وَ أحْفَظْ مَا مَعِي ، وَ سَلِّمْنِي وَ سَلِّمْ مَا مَعِي ، وَ بَلِّغْنِي وَ بَلِّغْ مَا مَعِي ، بِبَلَاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ .

لَحَفِظَهُ الله : وَ حَفِظَ مَا مَعَهُ ، وَ سَلَّمَهُ وَ سَلَّمَ مَا مَعَهُ ، وَ بَلَّغَهُ وَ بَلَّغَ مَا مَعَهُ .

 أَ مَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ : يُحْفَظُ وَ لَا يُحْفَظُ مَا مَعَهُ ، وَ يَبْلُغُ وَ لَا يَبْلُغُ مَا مَعَهُ ، وَ يَسْلَمُ وَ لَا يَسْلَمُ مَا مَعَهُ .

 قُلْتُ : بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ [274].

 

قَالَ السيد عَلِيُّ بْنُ طَاوُوسٍ : فِي كِتَابِ أَمَانِ الْأَخْطَارِ ، وَ رُوِيَ :

أَنَّهُ إِذَا وَقَفَ عَلَى بَابِ دَارِهِ ، سَبَّحَ تَسْبِيحَ الزَّهْرَاءِ عليه السلام .

وَ قَرَأَ : الْحَمْدَ ، وَ آية الكرسي ، كَمَا قَدَّمْنَاهُ ، وَ قَالَ :

اللَّهُمَّ : إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي ، وَ عَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَ مَالِي وَ مَا خَوَّلْتَنِي ، وَ قَدْ وَثِقْتُ بِكَ فَلَا تُخَيِّبْنِي ، يَا مَنْ لَا يُخَيِّبُ مَنْ أَرَادَهُ ، وَ لَا يُضِيعُ مَنْ حَفِظَهُ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ أحْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللَّهُمَّ بَلِّغْنِي مَا تَوَجَّهْتُ لَهُ وَ سَبِّبْ لِيَ الْمُرَادَ ، وَ سَخِّرْ لِي عِبَادَكَ وَ بِلَادَكَ ، وَ ارْزُقْنِي زِيَارَةَ نَبِيِّكَ وَ وَلِيِّكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَ جَمِيعِ أَهْلِ بَيْتِهِ ،  وَ مُدَّنِي بِالْمَعُونَةِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِي ، وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي ، وَ لَا إِلَى غَيْرِي ، فَأَكِلَّ وَ أَعْطَبُ ، وَ زَوِّدْنِي التَّقْوَى ، وَ اغْفِرْ لِي فِي الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَوْجُهَ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ .

وَ تَقُولُ أَيْضا : بِسْمِ الله وَ بِاللَّهِ وَ تَوَكَّلْتُ عَلَى الله ، وَ اسْتَغَنتُ بِاللَّهِ ، وَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَى الله ، وَ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ، رَبِّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ ، وَ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، لِأَنَّهُ لَا يَأْتِي بِالْخَيْرِ إِلَهِي إِلَّا أَنْتَ ، وَ لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا أَنْتَ ، عَزَّ جَارُكَ وَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ وَ عَظُمَتْ آلَاؤُكَ وَ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ .

فقد روي : أن من خرج من منزله مصبحا و دعا بهذا الدعاء ، لم يطرقه بلاء حتى يمسي و يئوب إلى منزله ، و كذلك من خرج في المساء و دعا به لم يطرقه بلاء حتى يصبح و يئوب إلى منزله[275].

وهذا الدعاء : ومر مثله مستحب للخروج للزيارة ويمكن أن يقرأ مطلقا .

عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام : أَ يُكْرَهُ السَّفَرُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَيَّامِ الْمَكْرُوهَةِ ، الْأَرْبِعَاءِ وَ غَيْرِهِ .

 فَقَالَ عليه السلام : افْتَتِحْ سَفَرَكَ بِالصَّدَقَةِ ، وَ اقْرَأْ آية الكرسي إِذَا بَدَا لَكَ[276].

الْمِصْبَاحُ، وَ الْإِخْتِيَارُ وَ غَيْرُهُمَا : فَإِذَا أَرَدْتَ التَّوَجُّهَ فِي يَوْمٍ قَدْ حُذِّرَ مِنَ التَّصَرُّفِ فِيهِ ، فَقَدِّمْ أَمَامَ تَوَجُّهِكَ قِرَاءَةَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ، وَ آية الكرسي ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ ، مِنْ قَوْلِهِ : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ...... إِلَى آخِرِ السُّورَةِ [277].

 

وقال في مَجَالِس ابْنِ الشَّيْخِ : عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُلَقَّبِ بِأَبِي نُوَاسٍ قَالَ :

 قُلْتُ لِلْعَسْكَرِيِّ عليه السلام ذَاتَ يَوْمٍ : يَا سَيِّدِي قَدْ وَقَعَ إِلَيَّ اخْتِيَارَاتُ الْأَيَّامِ عَنْ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ عليه السلام ، مِمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ عليه السلام ، فِي كُلِّ شَهْرٍ ، فَأَعْرِضُهُ عَلَيْكَ ؟

  فَقَالَ لِي : افْعَلْ . فَلَمَّا عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَ صَحَّحْتُهُ .

قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي : فِي أَكْثَرِ هَذِهِ الْأَيَّامِ قَوَاطِعُ عَنِ الْمَقَاصِدِ لِمَا ذُكِرَ فِيهَا مِنَ النَّحْسِ وَ الْمَخَاوِفِ ، فَتَدُلُّنِي عَلَى الِاحْتِرَازِ مِنَ الْمَخَاوِفِ فِيهَا فَإِنَّمَا تَدْعُونِي الضَّرُورَةُ إِلَى التَّوَجُّهِ فِي الْحَوَائِجِ فِيهَا .

فَقَالَ لِي يَا سَهْلُ : إِنَّ لِشِيعَتِنَا بِوَلَايَتِنَا لَعِصْمَةً ، لَوْ سَلَكُوا بِهَا فِي لُجَّةِ الْبِحَارِ الْغَامِرَةِ ، وَ سَبَاسِبِ الْبِيدِ الْغَائِرَةِ ، بَيْنَ سِبَاعٍ وَ ذِئَابٍ وَ أَعَادِي الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ ، لَأَمِنُوا مِنْ مَخَاوِفِهِمْ بِوَلَايَتِهِمْ لَنَا ، فَثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ أَخْلِصْ فِي الْوَلَاءِ لِأَئِمَّتِكَ الطاهرين ، وَ تَوَجَّهْ حَيْثُ شِئْتَ ، وَ اقْصِدْ مَا شِئْتَ إِذَا أَصْبَحْتَ.

 وَ قُلْتَ ثَلَاثاً :

 أَصْبَحْتُ اللَّهُمَّ : مُعْتَصِماً بِذِمَامِكَ الْمَنِيعِ الَّذِي لَا يُطَاوَلُ وَ لَا يُحَاوَلُ ، مِنْ كُلِّ طَارِقٍ وَ غَاشِمٍ ، مِنْ سَائِرِ مَا خَلَقْتَ ، وَ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَ النَّاطِقِ ، فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِبَاسٍ سَابِغَةٍ ، وَلَاءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، مُحْتَجِزاً مِنْ كُلِّ قَاصِدٍ إِلَى أَذِيَّةٍ بِجِدَارٍ حَصِينٍ ، الْإِخْلَاصِ فِي الِاعْتِرَافِ بِحَقِّهِمْ ، وَ التَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَمِيعاً ، مُوْقِناً أَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَ مَعَهُمْ وَ فِيهِمْ وَ بِهِمْ ، أُوَالِي مَنْ وَالَوْا ، وَ أُجَانِبُ مَنْ جَانَبُوا ، فَأَعِذْنِي اللَّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا أَتَّقِيهِ ، يَا عَظِيمُ حَجَزْتُ الْأَعَادِيَ عَنِّي بِبَدِيعِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ، إِنَّا جَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ .

وَ قُلْتَهَا عَشِيّاً ثَلَاث : حَصَلْتَ فِي حِصْنٍ مِنْ مَخَاوِفِكَ وَ أَمْنٍ مِنْ مَحْذُورِكَ .

فَإِذَا أَرَدْتَ التَّوَجُّهَ : فِي يَوْمٍ قَدْ حَذَرْتَ فِيهِ ، فَقَدِّمْ أَمَامَ تَوَجُّهِكَ :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، وَ آية الكرسي ، وَ سُورَةَ الْقَدْرِ ، وَ آخِرَ آيَةٍ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ .

 وَ قُلْ : اللَّهُمَّ بِكَ يَصُولُ الصَّائِلُ ، وَ بِقُدْرَتِكَ يَطُولُ الطَّائِلُ ، وَ لَا حَوْلَ لِكُلِّ ذِي حَوْلٍ إِلَّا بِكَ ، وَ لَا قُوَّةَ يَمْتَارُهَا ذُو قُوَّةٍ إِلَّا مِنْكَ ، بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَ خِيَرَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَ عِتْرَتِهِ ، وَ سُلَالَتِهِ عَلَيْهِ وَ عليهم السلام ، صَلِّ عَلَيْهِمْ ، وَ اكْفِنِي شَرَّ هَذَا الْيَوْمِ وَ ضَرَرَهُ ، وَ ارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَ يُمْنَهُ ، وَ اقْضِ لِي فِي مُتَصَرَّفَاتِي بِحُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، وَ بُلُوغِ الْمَحَبَّةِ ، وَالظَّفَرِ بِالْأُمْنِيَّةِ ، وَ كِفَايَةِ الطَّاغِيَةِ الْغَوِيَّةِ ، وَ كُلِّ ذِي قُدْرَةٍ لِي عَلَى أَذِيَّةٍ ، حَتَّى أَكُونَ فِي جُنَّةٍ وَ عِصْمَةٍ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَ نَقِمَةٍ ، وَ أَبْدِلْنِي مِنَ الْمَخَاوِفِ أَمْناً ، وَ مِنَ الْعَوَائِقِ فِيهِ يُسْراً ، حَتَّى لَا يَصُدَّنِي صَادٌّ عَنِ الْمُرَادِ ، وَ لَا يَحُلَّ بِي طَارِقٌ مِنْ أَذَى الْعِبَادِ ، إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ الْأُمُورُ إِلَيْكَ تَصِيرُ ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [278].

 

فَقَدْ رُوِيَ : أَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ مُصْبِحاً :

 وَ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ لَمْ يَطْرُقْهُ بَلَاءٌ حَتَّى يُمْسِيَ أَوْ يَئُوبَ ، وَ كَذَلِكَ إِنْ خَرَجَ فِي الْمَسَاءِ : وَ دَعَا بِهِ لَمْ يَطْرُقْهُ بَلَاءٌ حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ يَئُوبَ إِلَى مَنْزِلِهِ .

ثُمَّ اقْرَأْ :

قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وَ إِنَّا أَنْزَلْنَا ، وَ آية الكرسي .

وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَ أَمِرَّهَا عَلَى جَمِيعِ جَسَدِكَ وَ تَصَدَّقْ بِمَا يَسْهُلُ عَلَيْكَ، وَقُلِ :

اللَّهُمَّ : إِنِّي اشْتَرَيْتُ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ ، سَلَامَتِي وَ سَلَامَةَ سَفَرِي وَ مَا مَعِي .

اللَّهُمَّ : أحْفَظْنِي وَ أحْفَظْ مَا مَعِي ، وَ سَلِّمْنِي وَ سَلِّمْ مَا مَعِي ، وَ بَلِّغْنِي وَ بَلِّغْ مَا مَعِي بِبَلَاغِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ .

 ثُمَّ تَقُولُ : لا إله إلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لَا إِلَهَ إِلَّ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، سُبْحَانَ الله رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطيبين.

اللَّهُمَّ : كُنْ لِي جَاراً مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ .

بِسْمِ الله : دَخَلْتُ ، وَ بِسْمِ الله خَرَجْتُ ، اللَّهُمَّ : إِنِّي أُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْ نِسْيَانِي وَ عَجَلَتِي ، بِسْمِ الله ، وَ مَا شَاءَ اللَّهُ فِي سَفَرِي هَذَا ، ذَكَرْتُهُ أَمْ نَسِيتُهُ .

 اللَّهُمَّ : أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى الْأُمُورِ كُلِّهَا ، وَ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَ الْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللَّهُمَّ : هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا ، وَ اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ ، وَ سَيِّرْنَا فِيهَا بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ .

للَّهُمَّ : أَصْلِحْ لَنَا ظَهْرَنَا ، وَ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا ، وَ قِنا عَذابَ النَّارِ ، اللَّهُمَّ : إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَ كَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ ، وَ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ ، اللَّهُمَّ : أَنْتَ عَضُدِي وَ نَاصِرِي،  اللَّهُمَّ : اقْطَعْ عَنِّي بُعْدَهُ وَ مَشَقَّتَهُ ، وَ اصْحَبْنِي فِيهِ ، وَ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي بِخَيْرٍ ، وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ [279].

 

 


 

الإشعاع الثاني عشر :

 استحباب تلاوة آية الكرسي للحفظ في السفر من اللصوص والسباع :

في المحاسن : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام قَالَ :

 أَتَى أَخَوَانِ : رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فَقَالَا : إِنَّا نُرِيدُ الشَّامَ فِي تِجَارَةٍ ، فَعَلِّمْنَا مَا نَقُولُ .

قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى الْمَنْزِلِ فَصَلَّيْتُمَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ، فَإِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمَا جَنْبَهُ عَلَى فِرَاشِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ :

فَلْيُسَبِّحْ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ عليها السلام.

 ثُمَّ لْيَقْرَأْ آية الكرسي : فَإِنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى يُصْبِحَ .

وَ إِنَّ لُصُوصاً تَبِعُوهُمْ :

 حَتَّى إِذَا نَزَلَا بَعَثُوا غُلَاماً لَهُمْ لِيَنْظُرَ كَيْفَ حَالُهُمَا نَامَا أَمْ مُسْتَيْقِظَيْنِ ، فَانْتَهَى الْغُلَامُ إِلَيْهِمَا .

وَ قَدْ وَضَعَ أَحَدُهُمَا : جَنْبَهُ عَلَى فِرَاشِهِ.

وَ قَرَأَ آية الكرسي ، وَ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ عليه السلام .

قَالَ : فَإِذَا عَلَيْهِمَا حَائِطَانِ مَبْنِيَّانِ ، فَجَاءَ الْغُلَامُ فَطَافَ بِهِمَا ، فَكُلَّمَا دَارَ لَمْ يَرَ إِلَّا حَائِطَيْنِ مَبْنِيَّيْنِ .

فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : لَا وَ الله مَا رَأَيْتُ إِلَّا حَائِطَيْنِ مَبْنِيَّيْنِ .

فَقَالُوا لَهُ : أَخْزَاكَ الله ، لَقَدْ كَذَبْتَ ، بَلْ ضَعُفْتَ وَ جَبُنْتَ.

 فَقَامُوا : فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا حَائِطَيْنِ ، فَدَارُوا بِالْحَائِطَيْنِ فَلَمْ يَسْمَعُوا وَ لَمْ يَرَوْا إِنْسَاناً ، فَانْصَرَفُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ .

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءُوا إِلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : أَيْنَ كُنْتُمْ .

فَقَالَا : مَا كُنَّا إِلَّا هَاهُنَا وَ مَا بَرَحْنَا .

فَقَالُوا : وَ الله لَقَدْ جِئْنَا وَ مَا رَأَيْنَا إِلَّا حَائِطَيْنِ مَبْنِيَّيْنِ ، فَحَدِّثُونَا مَا قِصَّتُكُمْ .

قَالُوا : إِنَّا أَتَيْنَا رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُعَلِّمَنَا .

فَعَلَّمَنَا :

آية الكرسي : وَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ عليه السلام . فَقُلْنَا .

فَقَالُوا : انْطَلِقُوا لَا وَ الله مَا نَتَّبِعُكُمْ أَبَداً وَلَا يَقْدِرُ عَلَيْكُمْ لِصٌّ أَبَداً بَعْدَ هَذَا الْكلام[280].

 

وَ فِي خَبَرِ نزول آية الكرسي : وكانت هي آيات وسور معلقات في العرش عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

 أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( الكرسي ) ، فَزِعَ إِبْلِيسُ فَأَتَى يَثْرِبَ ، فَسَأَلَ رَجُلًا : هَلْ حَدَثَ اللَّيْلَةَ شَيْءٌ، قَالَ بَلَى : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .

وَ قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عليه السلام :

مَنْ قَرَأَهَا بُنِيَ عَلَيْهِ حَائِطٌ مِنْ حَدِيدٍ [281].

 

وفي مكارم الأخلاق‏ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ :

 مَنْ قَرَأَ آية الكرسي : فِي السَّفَرِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ، سَلِمَ وَ سَلِمَ مَا مَعَهُ .

وَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَسِيرِي عَبَراً ، وَ صَمْتِي تَفَكُّراً ، وَ كلامي ذِكْراً [282].

 

عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :

 إِذَا لَقِيتَ السَّبُعَ : فَاقْرَأْ فِي وَجْهِهِ آية الكرسي .

وَ قُلْ لَهُ : عَزَمْتُ عَلَيْكَ بِعَزِيمَةِ الله ، وَ عَزِيمَةِ مُحَمَّدٍ ، وَ عَزِيمَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَ عَزِيمَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَ الْأَئِمَّةِ الطاهرين مِنْ بَعْدِهِ ، فَإِنَّهُ يَنْصَرِفُ عَنْكَ إِنْ شَاءَ الله . قَالَ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا السَّبُعُ قَدِ اعْتَرَضَ ، فَعَزَمْتُ عَلَيْهِ وَ قُلْتُ لَهُ : إِلَّا تَنَحَّيْتَ عَنْ طَرِيقِنَا وَ لَمْ تُؤْذِنَا .

قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ قَدْ طَأْطَأَ بِرَأْسِهِ ، وَ أَدْخَلَ ذَنَبَهُ بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَ انْصَرَفَ [283].

يا طيب : توجد قصص وأقوال كثيرة تحكي عن تجربة إن آية الكرسي مفيدة للحفظ ، وبذكرها يطول المقام والكلام ، وكلها مما عرفت من جلب الرزق والعافية والحفظ ودفع ورفع المكروه في السفر وغيره ، فترينا بعض آثارها ، وتعلمنا ملاك سيادتها وشرفها وأهميتها ، وترينا حتى اليقين أنه على المؤمن أن يؤمن بها ، وعليه أن يحفظها ويكتبها في قلبه قبل داره ، وفي عقله علما وإيمانا بها قبل أن يتلوها لفظا ، ويعرف أنها سيد آيات القرآن وأفضل كلام الله سبحانه ، وأعظمه .

وإنه يستحب مؤكدا : تلاوتها في كل حال ، وبالخصوص في مهام الأمور ، وعن إيمان بها وما ترينا من توحيد الله وفعله في نزول إذنه بعلمه لمن يشاء من أولياءه ، والذين خصهم بنعيم صراطه المستقيم ، وأنزل عليهم الروح في ليلة مباركة قدر فيها مصالح العباد ، فيعرف المؤمن إتقان الله لصنعه وحفظ الله لدينه وعباده والتكوين خلقا وهدى ، فيعرف أولياء الحق ويسير بصراطهم ويسلك سبيلهم ، ويتعلم معارفهم ليتم له حقائق المعرفة وما أرد الله من الشأن الكريم لآية الكرسي سيد آي القرآن ، وما تعرفه من معارف العظمة لمنزلها ولمن خصهم بمعارفها وعلموها لنا ، فجعلهم سادة العباد إلى يوم الدين .



[234]وسائل‏ الشيعة ج11ص396ب24ح15098/2. تفسير العياشي ج1ص136ح 451 . وفي الأمالي ‏للصدوق  ص98م21ح6. بحار الأنوار ج89ص262ب30ح1 .

[235] بحار الأنوار ج90ص348ب 21.تفسير العياشي ص1ص146ح451 .

[236] الكافي ج6ص11ح1. وسائل ‏الشيعة ج21ب376ب14ح27343.

[237] بحار الأنوار ج101ص126ب4ح86 . دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي ج1ص147.

[238]تفسير أبي حمزة الثمالي ص369ح379. في قوارع القرآن: ح 57، ص 61. الدر المنثور ج‏1ص326 . فيه أمر أم سلمة ، و زينب بنت جحش ، أي تمام آية السخرة .

[239] بحار الأنوار ج89ص302ب68 .

[240] الكافي ج2ص621 ح5 . ثواب ‏الأعمال ص104. جامع ‏الأخبار ص45ف22 .

[241] وسائل ‏الشيعة ج8ص119ب18ح10214 . مكارم ‏الأخلاق ص340 .

[242] بحار الأنوار ج73ص320ب61 . ج88ص369ب2ح24 .

[243] المصباح ‏للكفعمي ص200ف4 .

[244] بحار الأنوار ج88ص243ب4ح5 . مستدرك‏ الوسائل ج4ص301ب31ح4744-1 . ج6ص261ب5.

[245] الكافي ج6ص459 ح5. الخصال للشيخ الصدوق ص624. الخصال ج2ص624. وفي حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام :  بحار الأنوار ج10ص100ب7. مكارم ‏الأخلاق ص102. وسائل ‏الشيعة ج3ص199ب34ح3402 .

[246] مستدرك‏ الوسائل ج3ص 266ب20ح3545-1 .

[247]ا لكافي ج6ص529ح3 . المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي ج2ص609ح15 . الخصال ج2 ص 408 ح8  . وسائل ‏الشيعة ج5ص312ب6ح6640 .

[248]الكافي ج6ص529 ح4 . المحاسن ج2ص609ح11 .

[249]الكافي ج6ص529 ح7.المحاسن ج2ص609ح 12.وسائل‏ الشيعة ج5ص312ب6ح6641.

[250]وسائل ‏الشيعة ج5ص313ب6ح6643. المحاسن ج2ص609ح 13.

[251] مكارم ‏الأخلاق ص127.

[252] مستدرك‏ الوسائل ج3ص455ح3978-1ب5 .

[253]وسائل‏ الشيعة ج11ص396ب24ح15098/2. تفسير العياشي ج1ص136ح 451 .

[254] عيون ‏أخبار الإمام الرضا عليه السلام ج2ص40ب31ح 125 .الخصال ج2ص622. تحف ‏العقول ص113 . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ص72ح 143 . بحار الأنوار ج92ص135ح5ب97 ، جامع‏ الأخبار ص45ف22. مكارم ‏الأخلاق ص 346 . الظاهر : آخر آل عمران خمسة آيات من قوله تعالى: { إن في خلق السماوات والأرض ... (190)....}.

[255]  الدر المنثور في تفسير المأثور ج‏1ص 323.

[256] الكشف و البيان عن تفسير القرآن ج‏2ص229 .

[257] الدر المنثور ج‏1ص324 .عن ابن أبى شيبة و أبو يعلى و ابن المنذر و ابن عساكر .

[258]فلاح ‏السائل ص258ف28 .بحار الأنوار ج84ص106ب5 فضل الوتيرة و آدابها و عللها . مستدرك‏ الوسائل ج6ص 305ب17ح6878-1 .

[259] بحار الأنوار ج88 ص359 .

[260] لكافي ج2ص551ح4 .

[261] وسائل ‏الشيعة ج7ص125ب50ح8908.

[262] تحف‏ العقول ص104 .

[263] الخصال ج2ص616 .

[264] تفسير القمي ج1ص85 .

[265] بحار الأنوار ج88ص360ب2ح20 . مكارم ‏الأخلاق ص335 .

[266] الكافي ج5ص96ح1.

[267] بحار الأنوار ج73ص174ب35ح8 ج100ص100ب1ح41. فقه الإمام ‏الرضا عليه السلام ص399ب115.

[268] الخصال للشيخ الصدوق ص 622 . بحار الأنوار ج10ص94ب7 . ج89ص263ب30.

[269] من لا يحضره الفقيه ج3ص 148ح3545 . وسائل‏ الشيعة ج23 ص109ب74ح29211 .

[270] من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج3 ص201 ح3759 . وسائل الشيعة ج17ص412ب20ح22867.

[271]الأمالي للشيخ الصدوق ص597ح824 / 3. بحار الأنوار ج73ص294ب55ح21 .

[272] مكارم ‏الأخلاق ص  346 . بحار الأنوار ج92ص159ب105 الأدعية لقضاء الحوائج و ..

[273] بحار الأنوار ج73ص168ب34ح8 . مكارم‏ الأخلاق ص345في طلب الحاجة .

[274] الكافي ج4ص283ح1 وج2ص543 ح11 . من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج2 ص271 ح2514 . المحاسن ج2ص350ب9. مكارم ‏الأخلاق ص 245 .

[275] مستدرك‏ الوسائل ج8ص130ب16ح9233-2.

[276]الكافي ج4ص283 ح3 ج8ص273ح408. المحاسن ج2ص348ب8ح22 . من لا يحضره الفقيه ج2ص269ح2405. وسائل ‏الشيعة  ج11ص375ب15. مكارم ‏الأخلاق ص 242 .

[277] بحار الأنوار ج83ص149ب43ح33. الأمالي للشيخ الطوسي ص277م10.

[278]الأمالي‏ للطوسي ص276م10ح29-67.الأمان ص 42ف12 .بشارة المصطفى ص129 . البلد الأمين ص66 . المصباح‏ للكفعمي ص188. مكارم ‏الأخلاق ص277 .

[279] بحار الأنوار ج97ص106ب1ح13 .

[280] المحاسن ج2ص368ب31ح 120 . بحار الأنوار ج73ص246ب48ح34 . ج89ص 266ب30ح11 . الأمان ص137ف4. مكارم ‏الأخلاق ص255 . وسائل‏ الشيعة ج11ص395ب23ح15096.الكافي ج4ص283 ح 1.

[281] مستدرك ‏الوسائل ج4ص335ب44ح4821-23.

[282] بحار الأنوار ج73ص252ب48ح47 . مكارم ‏الأخلاق ص254 في حفظ المتاع .

[283] الكافي ج2ص572ح11. بحار الأنوار ج47ص95ب5ح108 . بحار الأنوار ج92ص142ب103ح5 . عن  المناقب ، وفي كشف ‏الغمة ج2ص188  ، الخرائج ‏والجرائح ج2ص607 . وذكروا له قصة . عدة الداعي ص 279  . المناقب ج4ص 222  .

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.alanbare.com