بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

الدعاء السادس والعشرون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم

 

اللَّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَتَـوَلَّنِي فِي جيرَانِي وَمَوَالِيَّ ، وَالْعَـارِفِينَ بحَقِّنَا ، وَالْمُنَـابِذِينَ لاِعْدَائِنَا ؛ بِأَفْضَلِ وَلاَيَتِكَ ، وَوَفِّقْهُمْ لاقَامَةِ سُنَّتِكَ ، وَالاَخْذِ بِمَحَاسِنِ أَدَبِكَ : فِي إرْفَاقِ ضَعِيفِهِمْ ، وَسَدِّ خَلَّتِهِمْ ، وَعِيَادَةِ مَرِيضِهِمْ ، وَهِـدَايَةِ مُسْتَـرْشِدِهِمْ ، وَمُنَاصَحَةِ مُسْتَشِيرِهِمْ ، وَتَعَهُّدِ قَـادِمِهِمْ ، وَكِتْمَانِ أَسْرَارِهِمْ ، وَسَتْرِ عَوْرَاتِهِمْ ، وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ ، وَحُسْنِ مُوَاسَاتِهِمْ بِالْمَاعُونِ ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِـالْجِـدَةِ وَالاِفْضَـالِ ، وَإعْطَآءِ مَـا يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ .

واجْعَلْنِي اللَّهُمَّ : أَجْزِي بِالاحْسَانِ مُسِيْئَهُمْ ، وَاعْرِضُ بِالتَّجَاوُزِ عَنْ ظَالِمِهِمْ ، وَأَسْتَعْمِلْ حُسْنَ الظّنِّ فِي كَافَّتِهِمْ ، وَأَتَوَلَّى بِالْبِرِّ عَامَّتَهُمْ ، وَأَغُضُّ بَصَرِي عَنْهُمْ  عِفَّةً ، وَألِينُ جَانِبِيْ لَهُمْ  تَوَاضُعاً ، وَأَرِقُّ عَلَى أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً ، وَأسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْبِ  مَوَدَّةً ، وَاُحِبُّ بَقَاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ  نُصْحاً ، وَاُوجِبُ لَهُمْ مَا اُوجِبُ لِحَامَّتِي ، وَأَرْعَى لَهُمْ مَا أَرْعَى لِخَاصَّتِي .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمِّد وَآلِهِ ، وَارْزُقْنِي مِثْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ، وَاجْعَلْ لِي أَوْفَى الْحُظُوظِ فِيمَا عِنْدَهُمْ  ، وَزِدْهُمْ بَصِيْرَةً فِي حَقِّي ، وَمَعْرِفَةً بِفَضْلِي ، حَتَّى يَسْعَدُوا بِي ، وَأَسْعَدَ بِهِمْ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء السابع والعشرون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

 لأهل الثغور

 

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ ، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ ، وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ ، وَبَصِّرْهُمْ مَا لاَ يُبْصِرُونَ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ ، وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ .

وَاجْعَلِ الْجَنَّـةَ : نَصْبَ أَعْيُنِهِمْ ، وَلَوِّحْ مِنْهَا لاِبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ ، وَمَنَازِلِ الْكَرَامَةِ وَالْحُورِ الْحِسَانِ ، وَالاَنْهَارِ الْمُـطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الاَشْرِبَـةِ  ، وَالاَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ ، حَتَّى لاَ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالادْبَارِ ، وَلا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَار .

اللَّهُمَّ : افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ ، وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ ، وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ ، وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ ، وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ ، وَامْلاْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ ، وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ ، وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ ، وَشَـرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ، وَنَكِّـلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ ، وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ .

 اللَّهُمَّ : عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ ، وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ ، لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلاَ لارْضِهِمْ فِي نَبَات .

 اللَّهُمَّ : وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الاسْلاَمِ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ  ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ ، وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ ، وَلاَ تُعَفَّرَ لاَِحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ .

اللَّهُمَّ : اغزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـة مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَة مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ ، حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ ، قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً أ، َوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ .

 اللَّهُمَّ : وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ ، مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ ، وَالتُّـرْكِ وَالْخَزَرِ ، وَالْحَبَشِ وَالنُّـوبَةِ ، وَالـزِّنْـج والسَّقَالِبَةِ ، وَالدَّيَالِمَةِ ، وَسَائِرِ اُمَمِ الشِّرْكِ الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ ، وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ .

اللَّهُمَّ : اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ ، وَ خُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ.

 اللَّهُمَّ : أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الاَمَنَـةِ ، وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ ، وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاحْتِيَالِ ، وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ ، وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الاَبْطَالِ ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ ، بِبَأس مِنْ بَأْسِكَ ، كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْر ، تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ ، وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ ، وَتُفَرِّقُ بهِ عَدَدَهُمْ .

 اللَّهُمَّ : وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ وَأطْعِمَتَهُمْ بِالاَدْوَاءِ ، وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِـالْخُسُوفِ ، وَأَلِـحَّ عَلَيْهَا بِـالْقُذُوفِ ، وَافْـرَعْهَا بِالْمُحُولِ ، وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وَأَبْعَـدِهَا عَنْهُمْ ، وَامْنَـعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ ، وَالسُّقْمِ الالِيمِ .

 اللَّهُمَّ: وَأَيُّمَا غَاز غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ ، أَوْ مُجَاهِد جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ ، لِيَكُونَ دِينُكَ الاعْلَى ، وَحِزْبُكَ الاقوَى ، وَحَظُّكَ الاوْفَى ، فَلَقِّهِ الْيُسْرَ ، وَهَيِّئْ لَهُ الامْرَ ، وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ ، وَتَخَيَّرْ لَهُ الاصْحَابَ ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ ، وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ ، وَأَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ ، وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ ، وَأَثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ ، وَتَوَلَّه بِالْعَافِيَةِ ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ ، وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ .

وَاجْعَلْ : فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ ، وَظَعْنَهُ وَإقَامَتَهُ،  فِيْكَ وَلَكَ ، فَإذا صَافَّ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ ، فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ ، وَصَغِّرْ شَأنَهُمْ فِي قَلْبِهِ ، وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُـمْ ، وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ ، فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ ، وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ ، فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ ، وَبَعْدَ أنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الاسْرُ ، وَبَعْدَ أن تَأمَنَ أطرَافُ المُسْلِمِينَ ، وَبَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ .

 اللَّهُمَّ : وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ ، أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد ، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً ، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً ؛ فَأَجْرِ لَهُ : مِثْلَ أَجْرِهِ ، وَزْناً بِوَزْن ، وَمِثْلاً بِمِثْل ، وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً ، يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به ، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ .

 اللَّهُمَّ : وَأَيُّمَا مُسْلِم أَهَمَّهُ أَمْرُ الاِسْلاَمِ ، وَأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ ألشِّرْكِ عَلَيْهِمْ ، فَنَوَى غَزْواً أَوْ هَمَّ بِجهَـاد فَقَعَدَ بِـهِ ضَعْفٌ أَوْ أَبطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إرَادَتِهِ مَانِعٌ ، فَاكْتُبِ اسْمَـهُ فِي الْعَابِـدِينَ ، وَأوْجبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ ، وَاجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَـدَآءِ وَالصَّالِحِينَ .

 اللَّهُمَّ : صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحَمَّد ، صَلاَةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ ، صَلاَةً لاَ يَنْتَهِي أَمَدُهَا ، وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَـا ، كَأَتَمِّ مَـا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَد مِنْ أَوْلِيـآئِكَ ، إنَّـكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيْدُ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الثامن والعشرون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

مُتفَرِّغاً إلى اللهِ عزّوجلّ

 

اللَهُمَّ : إنِّي أَخْلَصْتُ بِانْقِطَاعِي إلَيْكَ ، وَأَقْبَلْتُ بِكُلِّي عَلَيْـكَ ، وَصَـرَفْتُ وَجْهِي عَمَّنْ يَحْتَـاجُ إلَى رِفْدِكَ ، وَقَلَبْتُ مَسْأَلَتِي عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ ، وَرَأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إلَى الْمُحْتَاجِ ، سَفَهٌ مِنْ رَأيِهِ وَضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ .

 فَكَمْ قَدْ رَأَيْتُ يَـا إلهِيْ : مِنْ اُناس طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا ، وَرَامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِوَاكَ فَافْتَقَرُوا ، وَحَاوَلُوا الارْتِفَاعَ فَاتَّضَعُوا ، فَصحَّ بِمُعَايَنَةِ أَمْثَالِهِمْ حَازِمٌ ، وَفَّقَهُ اعْتِبَارُهُ ، وَأَرْشَدَهُ إلَى طَرِيقِ صَوَابِهِ بِاخْتِبَارِهِ .

فَأَنْتَ يَا مَوْلايَ : دُونَ كُلِّ مَسْؤُول مَوْضِعُ مَسْأَلَتِي ، وَدُونَ كُلِّ مَطْلُوب إلَيْهِ وَلِيُّ حَاجَتِي .

 أَنْتَ الْمَخْصُوصُ : قَبْلَ كُلِّ مَدْعُوٍّ بِدَعْوَتِي ، لاَ يَشْرَكُكَ أَحَدٌ فِي رَجَائِي ، وَلاَ يَتَّفِقُ أَحَدٌ مَعَكَ فِي دُعَائِي ، وَلاَ يَنْظِمُهُ وَإيَّاكَ نِدَائِي .

لَكَ يَا إلهِي : وَحْدَانِيَّةُ الْعَدَدِ ، وَمَلَكَةُ الْقُدْرَةِ الصَّمَدِ ، وَفَضِيلَةُ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ، وَدَرَجَةُ الْعُلُوِّ وَالرِّفْعَةِ ، وَمَنْ سِوَاكَ مَرْحُومٌ فِي عُمْرِهِ ، مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِ ، مَقْهُورٌ عَلَى شَأنِهِ ، مُخْتَلِفُ الْحَالاَتِ ، مُتَنَقِّلٌ فِي الصِّفَاتِ .

فَتَعَالَيْتَ : عَنِ الاشْبَاهِ وَالاضْـدَادِ ، وَتَكَبَّـرْتَ عَنِ الامْثَـالِ وَالانْدَادِ ، فَسُبْحَانَكَ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

 

الدعاء التاسع والعشرون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

إذا قتر عليه الرِّزق

 

اللَّهُمَّ : إنَّكَ ابْتَلَيْتَنَا فِي أَرْزَاقِنَا بِسُوءِ الظَّنِّ ، وَفِي آجَالِنَا بِطُولِ الامَلِ ، حَتَّى الْتَمَسْنَا أَرْزَاقَكَ مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقِينَ ، وَطَمِعْنَا بِآمَالِنَا فِي أَعْمَارِ الْمُعَمَّرِينَ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَهَبْ لَنَا يَقِيناً صَادِقاً تَكْفِينا بِهِ مِنْ مَؤونَةِ الطَّلَبِ ، وَأَلْهِمْنَا ثِقَةً خَالِصَةً تُعْفِينَا بِهَا مِنْ شِدَّةِ النَّصَبِ .

 وَاجْعَلْ : مَا صَرَّحتَ بِهِ مِنْ عِدَتِكَ فِي وَحْيِكَ ، وَأَتْبَعْتَهُ مِنْ قِسَمِكَ فِي كِتَابِكَ ، قَاطِعاً لاهْتِمَامِنَا بِـالرِّزْقِ الَّـذِيْ تَكَفَّلْتَ بِهِ ، وَحَسْمَاً لِلاشْتِغَالِ بِمَا ضَمِنْتَ الْكِفَايَةَ لَهُ ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ الاصْـدَقُ ، وَأَقْسَمْتَ وَقَسَمُكَ الاَبَرُّ الاَوْفى :

 ( وَفِي آلسَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )

ثُمَّ قُلْتَ : ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالاَرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُوْنَ ) .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في المعونَةِ على قضاءِ الدَّيْنِ

 

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَهَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ مِنْ دَيْن تُخْلِقُ بِهِ وَجْهِي ، وَيَحَارُ فِيهِ ذِهْنِي ، وَيَتَشَعَّبُ لَهُ فِكْرِي ، وَيَطُولُ بِمُمَارَسَتِهِ شُغْلِي .

 وَأَعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ :  مِنْ هَمِّ الدَّيْنِ وَفِكْرِهِ ، وَشُغْلِ الدَّيْنِ وَسَهَرِهِ .

فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَعِذْنِي مِنْهُ .

 وَأَسْتَجيرُ بِكَ يَا رَبِّ : مِنْ ذِلَّتِهِ فِي الْحَيَاةِ ، وَمِنْ تَبِعَتِهِ بَعْدَ الْوَفَاةِ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَجِرْنِي مِنْهُ ، بِوُسْع فاضِل أَوْ كَفَاف وَاصِل.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَاحْجُبْنِي عَنِ السَّرَفِ وَالازْدِيَادِ ، وَقَوِّمْنِي بِالْبَذْلِ وَالاقْتِصَـادِ ، وَعَلِّمْنِي حُسْنَ التَّقْدِيرِ .

 وَاقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ : عَنِ التَّبْذِيرِ ، وَأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الْحَلاَلِ أَرْزَاقِي ، وَوَجِّهْ فِي أَبْوَابِ الْبِرِّ إنْفَاقِي ، وَازْوِ عَنِّي مِنَ الْمَالِ ، مَا يُحْدِثُ لِي مَخْيَلَةً ، أَوْ تَأَدِّياً إلَى بَغْي ، أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْهُ طُغْيَـاناً .

 اللَّهُمَّ : حَبِّبْ إلَيَّ صُحْبَـةَ الْفُقَرَآءِ ، وَأَعِنِّي عَلَى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الْصَّبْرِ ، وَمَـا زَوَيْتَ عَنِّي مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ ، فَاذْخَرْهُ لِيْ فِي خَزَائِنِكَ البَاقِيَةِ ، وَاجْعَلْ مَا خَوَّلْتَنِي مِنْ حُطَامِهَا ، وَعَجَّلْتَ لِي مِنْ مَتَاعِهَا ، بُلْغَةً إلَى جِوَارِكَ ، وَوُصْلَةً إلَى قُرْبِكَ ، وَذَرِيعَةً إلَى جَنَّتِكَ ، إنَّكَ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ، وَأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيْمُ .

 

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية