بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

الدعاء الحادي والثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في ذكر التوبة وطلبها

 

اللَّهُمَّ : يَا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الْوَاصِفِينَ ، وَيَا مَنْ لاَ يُجَاوِزُهُ رَجَاءُ الرَّاجِينَ ، وَيَا مَنْ لاَ يَضِيعُ لَدَيْهِ أَجْرُ الْمُحْسِنِينَ ، وَيَا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعَابِدِيْنَ ، وَيَا مَنْ هُوَ غَايَةُ خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ .

 هَذا مَقَامُ : مَنْ تَدَاوَلَتْهُ أَيْدِي الذُّنُوبِ ، وَ قَادَتْهُ أَزِمَّةُ الْخَطَايَا ، وَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ ، فَقَصَّرَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطَاً ، وَ تَعَاطى مَا نَهَيْتَ عَنْهُ تَعْزِيراً .

كَالْجاهِلِ : بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إحْسَانِكَ إلَيْهِ .

حَتَّى إذَا انْفَتَحَ لَهُ : بَصَرُ الْهُدَى ، وَتَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحَائِبُ الْعَمَى ، أَحْصَى مَا ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَفَكَّرَ فِيمَا خَالَفَ بِهِ رَبَّهُ ، فَرَأى كَبِيْرَ عِصْيَانِهِ كَبِيْراً ، وَجَلِيل مُخالفَتِهِ جَلِيْلاً .

 فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ : مُؤَمِّلاً لَكَ ، مُسْتَحْيِيَاً مِنْكَ ، وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إلَيْكَ ، ثِقَةً بِكَ ، فَأَمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِيناً ، وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إخْلاَصَاً ، قَدْ خَلاَ طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوع فِيهِ غَيْرِكَ ، وَأَفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُور مِنْهُ سِوَاكَ ، فَمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيْـكَ مُتَضَرِّعـاً ، وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إلَى الارْضِ مُتَخَشِّعَاً ، وَطَأطَأَ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً ، وَأَبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خَضُوعاً ، وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ مَا أَنْتَ أَحْصَى لَهَا خُشُوعاً .

وَاسْتَغَاثَ بِكَ : مِنْ عَظِيمِ مَاوَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ ، وَقَبِيحِ مَا فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ ، مِنْ ذُنُوب أدْبَرَتْ لَذَّاتُهَا فَذَهَبَتْ ، وَأَقَامَتْ تَبِعَاتُهَا فَلَزِمَتْ .

 لا يُنْكِرُ يَا إلهِي : عَدْلَكَ  إنْ عَاقَبْتَهُ ، وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ ; لاِنَّكَ الرَّبُّ الْكَرِيمُ الَّذِي لا يَتَعَاظَمُهُ غُفْرَانُ الذَّنْبِ الْعَظِيم .

اللَّهُمَّ : فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جئْتُكَ مُطِيعاً لاِمْرِكَ فِيمَا أَمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعَاءِ ، مَتَنَجِّزاً وَعْدَكَ فِيمَا وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الاجَابَةِ ، إذْ تَقُولُ :

( اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) .

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَالْقَنِي بِمَغْفِـرَتِكَ ، كَمَا لَقِيتُكَ بِـإقْرَارِي ، وَارْفَعْنِي عَنْ مَصَارعِ الذُّنُوبِ ، كَمَا وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي ، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَمَا تَأَنَّيْتَنِي عَنِ الانْتِقَامِ مِنِّي .

 اللَّهُمَّ : وَثَبِّتْ فِي طَاعَتِكَ نِيَّتِيْ ، وَأَحْكِمْ فِي عِبَادَتِكَ بَصِيـرَتِي ، وَوَفِّقْنِي مِنَ الاَعْمَالِ لِمَا تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطَايَا عَنِّي ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّد عليه السلام إذَا تَوَفَّيْتَنِي .

 اللَّهُمَّ : إنِّي أَتُـوبُ إلَيْـكَ فِي مَقَامِي هَذَا مِنْ كَبَائِرِ ذُنُوبِي وَصَغَائِرِهَا ، وَبَوَاطِنِ سَيِّئآتِي وَظَوَاهِرِهَا ، وَسَوالِفِ زَلاَّتِي وَحَوَادِثِهَا ، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَة ، وَلاَ يُضْمِرُ أَنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَة .

 وَقَدْ قُلْتَ يَا إلهِي:  فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ ، إنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِكَ ، وَتَعْفُو عَنِ السَّيِّئآتِ ، وَتُحِبُّ التَّوَّابِينَ ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَمَا وَعَدْتَ ، وَأعْفُ عَنْ سَيِّئآتِي كَمَا ضَمِنْتَ ، وَأَوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَمَا شَـرَطْتَ .

وَلَـكَ يَـا رَبِّ شَـرْطِي : أَلاّ أَعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ ، وَضَمَانِي أَلاّ أَرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ ، وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعَاصِيكَ .

اللَّهُمَّ : إنَّكَ أَعْلَمُ بِمَا عَمِلْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا عَلِمْتَ ، وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إلَى مَا أَحْبَبْتَ .

اللَّهُمَّ : وَعَلَيَّ تَبِعَاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ ، وَتَبِعَاتٌ قَدْ نَسيتُهُنَّ ، وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَـامُ ، وَعِلْمِكَ الَّذِي لا يَنْسَى ، فَعَوِّضْ مِنْهَا أَهْلَهَا ، وَاحْطُطْ عَنّي وِزْرَهَا ، وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَهَا ، وَاعْصِمْنِي مِنْ أَنْ اُقَارِفَ مِثْلَهَا.

 اللَّهُمَّ : وَإنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إلاَّ بِعِصْمَتِكَ ، وَلا اسْتِمْسَاكَ بِي عَنِ الْخَطَايَا إلاَّ عَنْ قُوَّتِكَ ، فَقَوِّنِي بِقُوَّة كَافِيَة ، وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَة مَانِعَة .

 اللَّهُمَّ : أَيُّما عَبْد تَابَ إلَيْكَ ، وَهُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فَاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ ، وَعَائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ،  فَإنِّي أَعُوذُ بِكَ أنْ أَكُوْنَ كَذلِكَ ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هَذِهِ تَوْبَةً لا أَحْتَاجُ بَعْدَهَا إلَى تَوْبَة ، تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ مَا سَلَفَ ، وَالسَّلاَمَةِ فِيمَـا بَقِيَ .

 اللَّهُمَّ : إنِّي أَعْتَـذِرُ إلَيْـكَ مِنْ جَهْلِي ، وَأَسْتَـوْهِبُـكَ سُوْءَ فِعْلِي ، فَـاضْمُمْنِي إلَى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً ، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِ عَافِيَتِكَ تَفَضُّلاً .

اللَّهُمَّ : وَإنِّي أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ مَا خَالَفَ إرَادَتَكَ ، أَوْ زَالَ عَنْ مَحَبَّتِـكَ ، مِنْ خَـطَرَاتِ قَلْبِي ، وَلَحَـظَاتِ عَيْنِي ، وَحِكَايَاتِ لِسَانِي .

 تَوْبَةً : تَسْلَمُ بِهَا كُلُّ جَارِحَة عَلَى حِيَالِهَا مِنْ تَبِعَاتِكَ ، وَتَأْمَنُ مِمَّا يَخَافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ أَلِيْمِ سَطَوَاتِكَ .

اللَّهُمَّ : فَارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَاضْطِرَابَ أَرْكَانِي مِنْ هَيْبَتِكَ ، فَقَدْ أَقَامَتْنِي يَا رَبِّ ذُنُوبِي مَقَامَ الْخِزْيِ بِفِنَائِكَ ، فَإنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أَحَدٌ، وَإنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأَهْلِ الشَّفَاعَةِ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَشَفِّعْ فِي خَطَايَـايَ كَرَمَكَ ، وَعُدْ عَلَى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ ، وَلاَ تَجْزِنِي جَزَآئِي مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ ، وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ ، وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيز تَضَرَّع إلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ ، أَوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ .

 اللَّهُمَّ : لاَ خَفِيرَ لِي مِنْكَ ، فَلْيَخْفُرْنِيْ عِزُّكَ ، وَلا شَفِيعَ لِيْ إلَيْكَ ، فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ ، وَقَدْ أَوْجَلَتْنِي خَطَايَايَ،  فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ ، فَمَا كُلُّ مَا نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْل مِنِّي بِسُوْءِ أَثَرِي ، وَلاَ نِسيَان لِمَا سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي ، وَلكِنْ لِتَسْمَعَ سَمَاؤُكَ وَمَنْ فِيْهَـا ، وَأَرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْهَا مَا أَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ ، وَلَجَـأتُ إلَيْكَ فِيـهِ مِنَ التَّوْبَـةِ ، فَلَعَـلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي ، أَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَىَّ لِسُوءِ حَالِي فَيَنَالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَة أَ، سْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعَائِي ، أَوْ شَفَاعَـة أَوْكَدُ عِنْـدَكَ مِنْ شَفَاعَتِي ، تَكُونُ بِهَا نَجَاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزَتِي بِرضَاكَ .

اللَّهُمَّ : إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ ، فَأَنَا أَنْدَمُ اْلنَّادِمِينَ ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنَابَةً،  فَأَنَا أَوَّلُ الْمُنِيبينَ ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفَارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ ،  فَإنَي لَكَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ .

 اللَّهُمَّ : فَكَمَا أَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ ، وَضَمِنْتَ الْقَبُولَ ، وَحَثَثْتَ عَلَى الدُّعَـآءِ وَوَعَدْتَ الاجَابَةَ .

 فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدِ وَآلِهِ ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَلاَ تَرْجِعْني مَرجَعَ الغَيبَةِ منْ رَحْمَتِك ، إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ عَلَى الْمُذْنِبِينَ ، وَالرَّحِيمُ لِلْخَاطِئِينَ الْمُنِيبِينَ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تَشْفَعُ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَوْمَ الْفَاقَةِ إلَيْكَ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ، وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الثاني والثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

بعد الفراغ من صلاة اللّيل لنفسه في الاعتراف بالذنب

 

اللَّهُمَّ : يَا ذَا الْمُلْكِ الْمُتأبِّدِ بِالْخُلُودِ ، وَالْسُلْطَانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُود وَلاَ أَعْوَان ، وَالْعِزِّ الْبَاقِي عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ ، وَخَوَالِي الاَعْوَامِ ، وَمَوَاضِي الاَزْمَانِ وَالايَّامِ ، عَزَّ سُلْطَانُكَ عِزّاً : لا حَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّة ، وَلاَ مُنْتَهَى لَهُ بِآخِرِيَّة ، وَاسْتَعْلَى مُلْكُكَ عُلُوّاً : سَقَطَتِ الاشْيَاءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ ، وَلاَ يَبْلُغُ أَدْنَى مَا اسْتَأثَرْتَ بِـهِ مِنْ ذَلِكَ ، أَقْصَى نَعْتِ النَّـاعِتِينَ .

ضَلَّتْ فِيْـكَ الصِّفَاتُ : وَتَفَسْخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ ، وَحَارَتْ فِي كِبْرِيِائِكَ لَطَائِفُ الاوْهَامِ ، كَذلِكَ أَنْتَ اللهُ الاَوَّلُ فِي أَوَّلِيَّتِكَ ، وَعَلَى ذَلِكَ أَنْتَ دَائِمٌ لا تَزُولُ .

 وَأَنَا الْعَبْدُ : الضَّعِيْفُ عَمَلاً ، الجَسِيْمُ أَمَلاً ، خَرَجَتْ مِنْ يَدِي أَسْبَابُ الْوُصُلاَت إلاّ مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ  ، وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الامَالِ إلاّ مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ ، قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ ، وَكَثُرَ عَلَيَّ مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلَنْ يَضِيْقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ وَإنْ أَسَاءَ ، فَاعْفُ عَنِّي.

أللَّهًمَّ : وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى خَفَايَا الاَعْمَالِ عِلْمُكَ ، وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُور دُونَ خُبْرِكَ ، وَلاَ تَنْطَوِي عَنْكَ دَقَائِقُ الاُمُورِ ، وَلاَ تَعْزُبُ عَنْكَ غَيِّبَاتُ السَّرَائِرِ ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ لِغِوَايتِي فَأَنْظَرْتَهُ ، وَاسْتَمْهَلَكَ إلَى يَوْمِ الدِّيْنِ لاِضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ ، فَأوْقَعَنِيْ .

وَقَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ : مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوب مُوبِقَة ، وَكَبَائِرِ أَعْمَـال مُرْدِيَـة ، حَتَّى إذَا قَـارَفْتُ مَعْصِيَتَـكَ ، وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخْطَتَكَ ، فَتَلَ عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ ، وَتَلَقَّانِي بكَلِمَةِ كُفْرهِ ، وَتَوَلَّى الْبَراءَةَ مِنِّي ، وَأَدْبَرَ مُوَلِّيَاً عَنِّي ، فَأَصْحَرنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً ، وَأَخْرَجَني إلى فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً ، لاَ شَفِيعٌ يَشْفَعُ لِيْ إلَيْـكَ ، وَلاَ خَفِيـرٌ يُؤْمِنُنِي عَلَيْـكَ ، وَلاَ حِصْنٌ يَحْجُبُنِي عَنْكَ ، وَلاَ مَلاَذٌ أَلْجَأُ إلَيْهِ مِنْكَ .

 فَهَذَا مَقَامُ : الْعَائِذِ بِكَ ، وَمَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ ، فَلاَ يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ ، وَلا يَقْصُـرَنَّ دونِي عَفْوُكَ ، وَلا أكُنْ أَخْيَبَ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ ، وَلاَ أَقْنَطَ وفُودِكَ الامِلِينَ ، وَاغْفِرْ لِي إنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ .

 اللَّهُمَّ : إنَّكَ أَمَرْتَنِي فَتَرَكْتُ ، وَنَهَيْتَنِي فَرَكِبْتُ ، وَسَوَّلَ لِيَ الْخَطَأَ خَاطِرُ السُّوءِ فَفَرَّطْتُ ، وَلا أَسْتَشْهِدُ عَلَى صِيَامِي نَهَـاراً ، وَلاَ أَسْتَجِيرُ بِتَهَجُّدِي لَيْلاً ، وَلاَ تُثْنِي عَلَيَّ بِإحْيَائِهَا سُنَّةٌ ، حَـاشَا  فُرُوضِـكَ الَّتِي مَنْ ضَيَّعَها هَلَكَ ، وَلَسْتُ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِفَضْلِ نَافِلَة ، مَعَ كَثِيرِ مَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ ، وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ إلَى حُرُمَات انْتَهَكْتُهَا ، وَكَبَائِرِ ذُنُوب اجْتَرَحْتُهَا ، كَانَتْ عَافِيَتُكَ لِي مِنْ فَضَائِحِهَا سِتْراً .

وَهَذَا مَقَامُ : مَنِ اسْتَحْيَى لِنَفْسِهِ مِنْكَ ، وَسَخِطَ عَلَيْهَا ، وَرَضِيَ عَنْكَ ، فَتَلَقَّاكَ بِنَفْس خَاشِعَة ، وَرَقَبَة خَاضِعَة ، وَظَهْر مُثْقَل مِنَ الْخَطَايَا ، وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إلَيْكَ ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ رَجَـاهُ ، وَأَحَقُّ مَنْ خَشِيَـهُ وَاتّقـاهُ ؛ فَاعْطِنِي يَا رَبِّ مَا رَجَوْتُ ، وَأمِنِّي مَا حَذِرْتُ ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةِ رَحْمَتِكَ إنَّكَ أكْرَمُ الْمَسْؤُولِينَ .

 اللَّهُمَّ : وَإذْ سَتَـرْتَنِي بِعَفْوِكَ ، وَتَغَمَّـدْتَنِي بِفَضْلِكَ ، فِي دَارِ الْفَنَاءِ بِحَضرَةِ الاكْفَاءِ ، فَأَجِرْنِي مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ الْبَقَاءِ ، عِنْدَ مَوَاقِفِ الاشْهَادِ : مِنَ المَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَالرُّسُلِ الْمُكَرَّمِينَ ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ، ومِنْ جَار كُنْتُ اُكَاتِمُهُ سَيِّئآتِي ، وَمِنْ ذِي رَحِم كُنْتُ أَحْتَشِمُ مِنْهُ فِي سَرِيرَاتِي ، لَمْ أَثِقْ بِهِمْ رَبِّ فِي السِّتْرِ عَلَيَّ .

 وَوَثِقْتُ بِكَ رَبِّ : فِي الْمَغفِرَةِ لِيْ ، وَأَنْتَ أوْلَى مَنْ وُثِقَ بِهِ ، وَأَعْطَف مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ ، وَأَرْأَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ،  فَارْحَمْنِي .

 اللهُمَّ : وَأنتَ حَدَرْتَنِي مَاءً مَهِيناً مِنْ صُلب ، مُتَضَائِقِ الْعِظَامِ ، حَرِجِ الْمَسَالِكِ إلَى رَحِم ضَيِّقَة ، سَتَرْتَهَا بِالْحُجُبِ ، تُصَرِّفُنِي حَالاًَ عَنْ حَال ، حَتَّى انْتَهَيْتَ بِيْ إلَى تَمَامِ الصُّورَةِ ، وَأَثْبَتَّ فِيَّ الْجَوَارحَ ، كَمَا نَعَتَّ فِي كِتَابِكَ :

نُطْفَةً ، ثُمَّ عَلَقَةً ، ثُمَّ مُضْغَةً ، ثُمَّ عِظَاماً ، ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظَامَ لَحْماً ، ثُمَّ أَنْشَأتَنِي خَلْقَاً آخَرَ كَمَا شِئْتَ .

 حَتَّى إذَا احْتَجْتُ إلَى رِزْقِكَ : وَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ غِيَـاثِ فَضْلِكَ ، جَعَلْتَ لِي قُـوتـاً ، مِنْ فَضْلِ طَعَام وَشَرَاب أَجْرَيْتَهُ لاِمَتِكَ الَّتِيْ أَسْكَنْتَنِي جَوْفَهَا ، وَأَوْدَعْتَنِي قَرَارَ رَحِمِهَا .

 وَلَوْ تَكِلُنِي يَا رَبِّ : فِي تِلْكَ الْحَـالاتِ إلَى حَوْلِي ، أَوْ تَضْطَرُّنِي إلَى قُوّتي لَكَانَ الْحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلاً ، وَلَكَانَتِ الْقُوَّةُ مِنِّي بَعِيدَةً ، فَغَذَوْتَنِي بِفَضْلِكَ غِذَاءَ البَرِّ اللَّطِيفِ  ، تَفْعَلُ ذَلِكَ بِي تَطَوُّلاً عَلَيَّ إلَى غَايَتِي هَذِهِ ، لاَ أَعْدَمُ بِرَّكَ وَلاَ يُبْطِئُ بِي حُسْنُ صَنِيعِكَ

 وَلاَ تَتَأكَّدُ : مَعَ ذَلِكَ ثِقَتِي ، فَأَتَفَرَّغَ لِمَا هُوَ أَحْظَى لِيْ عِنْدَكَ ، قَدْ مَلَكَ الشَّيْطَانُ عِنَانِي ، فِي سُوءِ الظَّنِّ،  وَضَعْفِ الْيَقِينِ ، فَأَنَا أَشْكُـو سُوْءَ مُجَـاوَرَتِهِ لِي ، وَطَـاعَةَ نَفْسِي لَـهُ ، وَأَسْتَعْصِمُـكَ مِنْ مَلَكَتِهِ .

وَأَتَضَـرَّعُ إلَيْكَ:  فِي أَنْ تُسَهِّلَ إلَى رِزْقِي سَبِيلاً .

 فَلَكَ الْحَمْدُ : عَلَى ابْتِدَآئِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسَامِ ، وَإلْهَامِكَ الشُّكْرَ عَلَى الاحْسَانِ وَالاِنْعَامِ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَسَهِّلْ عَلَيَّ رِزْقِي ، وَأَنْ تُقَنِّعَنِي بِتَقْدِيرِكَ لِيْ ، وَأَنْ تُرْضِيَنِي بِحِصَّتِيْ فِيمَا قَسَمْتَ لِيْ ، وَأَنْ تَجْعَـلَ مَـا ذَهَبَ مِنْ جِسْمِيْ وَعُمُرِيْ فِي سَبِيْلِ طَاعَتِكَ ، إنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ .

 اللَهُمَّ : إنِّي أَعُوذُ بِكَ مَنْ نَار ، تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى مَنْ عَصَاكَ ، وَتَوَعَّدْتَ بِهَا مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ  ، وَمِنْ نَار نورُهَا ظُلْمَة ، وَهَيِّنُهَا أَلِيمٌ ، وَبَعِيدُهَا قَرِيبٌ ، وَمِنْ نَار يَأْكُلُ بَعْضَهَا بَعْضٌ ، وَيَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض ، وَمِنْ نَار تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِيماً ، وَتَسْقِي أَهْلَهَا حَمِيماً  ، وَمِنْ نَار لاَ تُبْقِي عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إلَيْهَا ، وَلاَ تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَهَا ، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَاسْتَسْلَمَ إلَيْهَا ، تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَيْهَا مِنْ أَلِيْمِ النَّكَالِ وَشَدِيدِ الْوَبَالِ .

 وَأَعُوذُ بـكَ : مِنْ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهَهَا ، وَحَيّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا ، وَشَرَابِهَا الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَ وَأَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا ، وَيَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ ، وَأَسْتَهْدِيْكَ لِمَا باعَدَ مِنْهَا وَأَخَّرَ عَنْهَا .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَأَجِرْنِي مِنْهَا بِفَضْل رَحْمَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثَرَاتِي بِحُسْنِ إقَالَتِكَ ، وَلاَ تَخْذُلْنِي يَا خَيْرَ الْمُجيرِينَ ، إنَّكَ تَقِي الْكَرِيهَةَ ، وَتُعْطِي الْحَسَنَةَ ، وَتَفْعَلُ مَا تُرِيـدُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ.

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، إذَا ذُكِرَ الابْرَارُ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، صَلاَةً لاَ يَنْقَطِعُ مَدَدُهَا ، وَلاَ يُحْصَى عَدَدُهَا ، صَلاَةً تَشْحَنُ الْهَوَآءَ ، وَتَمْلاُ الارْضَ وَالسَّماءَ .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَرْضَى ، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعْدَ الرِّضَا ، صَلاَةً لا حَدَّ لَها وَلاَ مُنْتَهَى ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الثالث والثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

 في الاستخارة

 

اللَّهُمَّ : إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاقْضِ لِيْ بِالْخِيْرَةِ ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ الاخْتِيَارِ ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ ذَرِيعَةً إلَى الرِّضَا بِمَا قَضَيْتَ لَنَا ، وَالتَّسْلِيْمِ لِمَا حَكَمْتَ .

 فَأزِحْ عَنَّا : رَيْبَ الارْتِيَابِ ، وَأَيِّدْنَا بِيَقِينِ الْمُخْلِصِينَ ، وَلاَ تَسُمْنَا عَجْزَ الْمَعْرِفَةِ عَمَّا تَخَيَّرْتَ ، فَنَغْمِطَ قَدْرَكَ ، وَنَكْرَهَ مَوْضِعَ رِضَاكَ ، وَنَجْنَحَ إلَى الَّتِي هِيَ أَبْعَدُ مِنْ حُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، وَأَقْرَبُ إلَى ضِدِّ الْعَافِيَةِ .

 حَبِّبْ إلَيْنَا : مَا نَكْرَهُ مِنْ قَضَائِكَ ، وَسَهِّلْ عَلَيْنَا مَا نَسْتَصْعِبُ مِنْ حُكْمِكَ ، وَأَلْهِمْنَـا الانْقِيَـادَ لِمَا أَوْرَدْتَ عَلَيْنَـا مِنْ مَشِيَّتِكَ حَتَّى لاَنُحِبَّ تَأخِيْرَ مَا عَجَّلْتَ ، وَلاَ تَعْجيْلَ مَا أَخَّرْتَ ، وَلا نَكْرَهَ مَا أَحْبَبْتَ ، وَلا نَتَخَيَّرَ مَا كَرِهْتَ .

وَاخْتِمْ لَنَ : بِالَّتِي هِيَ أَحْمَدُ عَاقِبةً ، وَأكْرَمُ مَصِيراً ، إنَّكَ تُفِيدُ الْكَرِيمَةَ ، وَتُعْطِي الْجَسِيمَةَ ، وَتَفْعَلُ مَا تُرِيدُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الرابع والثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

إذا ابتلى أو رأى مبتلى بفضيحة بذنب

 

اللَّهُمَّ : لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ  ، وَمُعَافَاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ .

 فَكُلُّنَا : قَدِ اقْتَرَفَ الْعَائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ ، وَارْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ فَلَم تَفْضَحْهُ ، وَتَسَتَّـرَ بِالْمَسَاوِي فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ .

 كَمْ نهْي لَكَ : قَدْ أَتَيْنَاهُ ، وَأَمْر قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْنَاهُ ، وَسَيِّئَة اكْتَسَبْنَاهَا ، وَخَطِيئَة ارْتَكَبْنَـاهَا .

كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا : دُونَ النَّاظِرِينَ ، وَالْقَادِرَ عَلَى إعْلاَنِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ، كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ ، وَرَدْماً دُونَ أَسْمَاعِهِمْ .

 فَاجْعَلْ : مَا ستَرْتَ مِنَ الْعَوْرَةِ ، وَأَخْفَيْتَ مِنَ الدَّخِيلَةِ .

وَاعِظاً لَنَا : وَزَاجِراً عَنْ سُوْءِ الْخُلْقِ ، وَاقْتِرَافِ الخَطِيئَـةِ ، وَسَعْياً إلَى التَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ ، وَالطَّرِيْقِ الْمَحْمُودَةِ ، وقَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ  ، وَلاَ تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ عَنْكَ ، إنَّا إلَيْكَ رَاغِبُونَ  ، وَمِنَ الذُّنُوبِ تَائِبُونَ .

وَصَلِّ : عَلَى خِيَرَتِكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَلْقِكَ ، مُحَمَّد وَعِتْـرَتِهِ الصِّفْـوَةِ مِنْ بَرِيَّتِـكَ الطَّاهِرِينَ  ، وَاجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ وَمُطِيعِينَ كَمَا أَمَرْتَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الخامس والثلاثون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في الرِّضا إذا نظر إلى أصحابِ الدُّنيا

 

الْحَمْدُ للهِ : رِضىً بِحُكْمِ اللهِ ، شَهِدْتُ أَنَّ اللهَ قَسَمَ مَعَايِشَ عِبَادِهِ بِالْعَدْلِ ، وَأَخَذَ عَلَى جَمِيْعِ خَلْقِهِ بِالْفَضْلِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلاَ تَفْتِنِّي بِمَا أَعْطَيْتَهُمْ ، وَلا تَفْتِنْهُمْ بِمَا مَنَعْتَنِي ، فَأحْسُدَ خَلْقَكَ ، وَأَغْمِطَ حُكْمَكَ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَطَيِّبْ بِقَضَائِـكَ نَفْسِي ، وَوَسِّعْ بِمَـواقِعِ حُكْمِكَ صَدْرِي .

 وَهَبْ لِي الثِّقَةَ : لاُِقِرَّ مَعَهَا بِأَنَّ قَضَاءَكَ لَمْ يَجْرِ إلاَّ بِالْخِيَرَةِ ، وَاجْعَلْ شُكْرِي لَكَ عَلَى مَا زَوَيْتَ عَنّي ، أَوْفَرَ مِنْ شُكْرِي إيَّاكَ عَلَى مَا خَوَّلْتَنِي .

وَاعْصِمْنِي : مِن أنْ أظُنَّ بِذِي عَدْم خَسَاسَةً ، أَوْ أَظُنَّ بِصَاحِبِ ثَرْوَة فَضْلاً ، فَإنَّ الشَّرِيفَ مَنْ شَرَّفَتْهُ طَاعَتُكَ ، وَالْعَزِيزَ مَنْ أَعَزَّتْهُ عِبَادَتُكَ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَمَتِّعْنَا بِثَرْوَة لاَ تَنْفَدُ ، وَأَيِّدْنَا بِعِزٍّ لاَ يُفْقَدُ ، وَأَسْرِحْنَا فِيْ مُلْكِ الاَبَدِ ، إنَّكَ الْوَاحِدُ الاَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ .

 

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية