بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

 

الدعاء السادس

وكان من دعائه عليه السلام

عند الصباح و المساء

 

أَلْحَمْدُ للهِ : الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ ، وَمَيَّزَ بَيْنَهُمَا بِقُدْرَتِهِ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا حَدّاً مَحْدُوداً ، وَأَمَداً مَمْدُوداً  ، يُولِجُ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا فِي صَاحِبِهِ ، وَيُولِجُ صَاحِبَهُ فِيهِ .

 بِتَقْدِير مِنْهُ : لِلْعِبَادِ ، فِيمَا يَغْـذُوهُمْ بِـهِ ، وَيُنْشئُهُمْ عَلَيْـهِ .

فَخَلَقَ لَهُمُ : اللَّيْـلَ لِيَسْكُنُوا فِيْهِ مِنْ حَرَكَاتِ التَّعَبِ ، وَنَهَضَاتِ النَّصَبِ ، وَجَعَلَهُ لِبَاساً لِيَلْبَسُوا مِنْ رَاَتِهِ وَمَنَامِهِ ، فَيَكُونَ ذَلِكَ جَمَاماً وَقُوَّةً ، وَلِيَنَالُوا بِهِ لَذَّةً وَشَهْوَةً .

 وَخَلَقَ لَهُمُ : النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فِيهِ مِنْ فَضْلِهِ ، وَلِيَتَسَبَّبُوا إلَى رِزْقِهِ ، وَيَسْرَحُوا فِي أَرْضِهِ ، طَلَباً لِمَا فِيـهِ نَيْلُ الْعَاجِلِ مِنْ دُنْيَاهُمْ ، وَدَرَكُ الاجِلِ فِيْ اُخْراهُمْ . بِكُلِّ ذلِكَ يُصْلِحُ شَأنَهُمْ ، وَيَبْلُو أَخْبَارَهُمْ وَيَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ فِي أَوْقَاتِ طَاعَتِـهِ ، وَمَنَازِلِ فُـرُوضِهِ ، وَمَوَاقِعِ أَحْكَامِهِ ، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى .

اللَّهُمَّ : فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَافَلَقْتَ لَنَامِنَ الاِصْبَاحِ ، وَمَتَّعْتَنَابِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهَارِ ، وَبَصَّرْتَنَا مِنْ مَطَالِبِ الاقْوَاتِ، وَوَقَيْتَنَا فِيهِ مِنْ طَوارِقِ الافاتِ.

أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَتِ الاَشْياءُ كُلُّهَا بِجُمْلَتِهَا لَكَ : سَمَاؤُها وَأَرْضُهَا وَمَا بَثَثْتَ فِي كُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا ، سَاكِنُهُ وَمُتَحَرِّكُهُ ، وَمُقِيمُهُ وَشَاخِصُهُ ، وَمَا عَلا فِي الْهَواءِ ، وَمَا كَنَّ تَحْتَ الثَّرى .

أَصْبَحْنَا فِي قَبْضَتِكَ : يَحْوِينَا مُلْكُكَ وَسُلْطَانُكَ وَتَضُمُّنَا مَشِيَّتُكَ ، وَنَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِكَ ، وَنَتَقَلَّبُ فِيْ تَدْبِيرِكَ .

 لَيْسَ لَنَا مِنَ الامْرِ : إلاّ مَا قَضَيْتَ ، وَلا مِنَ الْخَيْـرِ إلا مَـا أَعْطَيْتَ.

وَهَذَا يَوْمٌ : حَادِثٌ جَدِيدٌ ، وَهُوَ عَلَيْنَا شَاهِدٌ عَتِيدٌ  ، إنْ أحْسَنَّا وَدَّعَنَا بِحَمْد ، وَإِنْ أسَأنا فارَقَنا بِذَمّ .

اللَّهُمَ : صَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِـهِ ، وَارْزُقْنَـا حُسْنَ مُصَاحَبَتِهِ ، وَاعْصِمْنَا مِنْ سُوْءِ مُفَارَقَتِهِ ، بِارْتِكَابِ جَرِيرَة ، أَوِ اقْتِرَافِ صَغِيرَة أوْ كَبِيرَة . وَأجْزِلْ لَنَا فِيهِ مِنَ الْحَسَناتِ ، وَأَخْلِنَا فِيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ. وَامْلا لَنَا مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ : حَمْداً وَشُكْراً ، وَأجْراً وَذُخْراً ، وَفَضْلاً وَإحْسَاناً .

اللَّهُمَّ : يسِّرْ عَلَى الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ مَؤُونَتَنَا ، وَامْلا لَنَا مِنْ حَسَنَاتِنَا صَحَائِفَنَا ، وَلاَ تُخْزِنَا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمَالِنَا .

 اللَّهُمَّ : اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ سَاعَة مِنْ سَاعَاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبَادِكَ  ، وَنَصِيباً مِنْ شُكْرِكَ،  وَشَاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ .

للَّهَّمَ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  ، وَاحْفَظْنَا مِنْ بَيْنِ أيْدِينَا وَمِنْ خَلْفِنَا ، وَعَنْ أيْمَانِنَا وَعَنْ شَمَائِلِنَا  ، وَمِنْ جَمِيْعِ نَوَاحِيْنَا ، حِفْظاً عَاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، هَادِياً إلَى طَاعَتِكَ ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِكَ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَوَفِّقْنَا فِي يَوْمِنَا هذا ، ولَيْلَتِنَا هذِهِ ، وَفِي جَمِيعِ أيّامِنَا ، لاسْتِعْمَالِ الْخَيْرِ ، وَهِجْـرَانِ الشَرِّ ، وَشُكْـرِ ألنِّعَمِ ، وَاتّبَـاعِ السُّنَنِ ، وَمُجَانَبَةِ البِدَعِ ، وَالامْرِ بِـالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهيِ عَنِ الْمُنْكَرِ و، َحِياطَةِ الاسْلاَمِ ، وَانْتِقَاصِ الْبَاطِلِ وَإذْلالِهِ ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ وَإعْزَازِهِ  ، وَإرْشَادِ الضَّالِّ  ، وَمُعَاوَنَةِ الضَّعِيفِ وَإدْرَاكِ اللَّهِيْفِ .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْهُ أيْمَنَ يَوْم عَهِدْنَاهُ ، وَأَفْضَلَ صَاحِب صَحِبْنَاهُ  ، وَخَيْرَ وَقْت ظَلِلْنَا فِيْهِ . وَاجْعَلْنَا مِنْ أرْضَى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْـلُ وَالنَّهَارُ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِكَ ، وأَشْكَـرَهُمْ لِمَا أوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ ، وَأقْوَمَهُمْ بِمَـا شَرَعْتَ مِنْ شَرَائِعِكَ  ، وَأَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْيِكَ.

اللَهُمَّ : إنِّي اشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً ، وَاُشْهِدُ سَمَاءكَ وَأَرْضَكَ ، وَمَنْ أَسْكَنْتَهُما مِنْ مَلائِكَتِـكَ،  وَسَائِرِ خَلْقِكَ ، فِي يَوْمِي هَذَا  ، وَسَاعَتِي هَذِهِ  ، وَلَيْلَتِي هَذِهِ  ، وَمُسْتَقَرِّي هَذَا  ، أنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ الِذَّي لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ قَائِمٌ بِـالْقِسْطِ  ، عَدْلٌ فِي الْحُكْم  ، رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ  ، مَالِكُ المُلْكِ رَحِيمٌ بِالْخَلْقِ  ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ  ، حَمَّلْتَهُ رِسَالَتَكَ فَأدَّاهَا ، وَأَمَرْتَهُ بالنُّصْحِ لاُِمَّتِهِ فَنَصَحَ لَهَا .

 اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، أكْثَرَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ ، وَآتِهِ عَنَّا أَفْضَلَ مَا آتَيْتَ أَحَداً مِنْ عِبَادِكَ ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ وَأكْرَمَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِيائِـكَ عَنْ امَّتِهِ .

 إنَّـكَ أَنْتَ : الْمَنَّانُ بِالْجَسِيمِ ، الْغَـافِر لِلْعَظِيمِ  ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيم  ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الاَخْيَارِ الانْجَبِينَ .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء السابع

وكان من دعائه عليه السلام

 اذا عَرَضت له مهمّة أو نزلَتْ ملّهمة و عند الكرب

 

يَا مَنْ : تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ  ، وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ  ، وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إلَى رَوْحِ الْفَرَجِ  ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِـكَ الصِّعَابُ ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاسْبَابُ  ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ ، وَمَضَتْ عَلَى إرَادَتِكَ الاشْياءُ  ، فَهْيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ  ، وَبِإرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ .

 أَنْتَ : الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ ، وَأَنْتَ الْمَفزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ ، لاَيَنْدَفِعُ مِنْهَا إلاّ مَا دَفَعْتَ  ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إلاّ مَا كَشَفْتَ .

وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ : مَا قَدْ تَكَأدَنيَّ ثِقْلُهُ  ، وَأَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ  ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ ، وَبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إليَّ ، فَلاَ مُصْدِرَ لِمَا أوْرَدْتَ  ، وَلاَ صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ  ، وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أغْلَقْتَ  ، وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ  ، وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ  ، وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ .

فَصَلَّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَافْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ  ، وَاكْسِرْ عَنِّيْ سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ  ، وَأَنِلْيني حُسْنَ ألنَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ  ، وَأذِقْنِي حَلاَوَةَ الصُنْعِ فِيمَا سَاَلْتُ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً .

 وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ .

 فَقَدْ ضِقْتُ : لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً  ، وَامْتَلاتُ بِحَمْلِ مَا حَـدَثَ عَلَيَّ هَمّاً  ، وَأنْتَ الْقَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَامُنِيتُ بِهِ  ، وَدَفْعِ مَاوَقَعْتُ فِيهِ  ، فَافْعَلْ بِي ذلِـكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ  ، يَا ذَا العَرْشِ أ الْعَظِيمَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء الثامن

وكان من دعائه عليه السلام

في الاستعاذةِ مِنَ المِكارِهِ وَسَيِّئِ الاخلاق ومَذامِّ الافعالِ

 

اللَّهُمَّ : إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجَـانِ الْحِرْصِ  ، وَسَوْرَةِ الغَضَبِ ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ ، وضَعْفِ الصَبْرِ ، وَقِلَّةِ الْقَنَاعَةِ ، وَشَكَاسَةِ الْخُلُقِ  ، وَإلْحَاحِ الشَّهْوَةِ  ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ ، وَمُتَابَعَةِ الْهَوَى ، وَمُخَالَفَةِ الْهُدَى ، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ ، وَتَعَاطِي الْكُلْفَةِ  ، وَإيْثَارِ الْبَاطِلِ عَلَى الْحَقِّ ، وَالاصْرَارِ عَلَى الْمَـأثَمِ  ، وَاسْتِصْغَـارِ الْمَعْصِيَـةِ ، وَاسْتِكْثَارِ الطاعَةِ ، وَمُبَاهَاةِ الْمُكْثِرِينَ  ، وَالازْرآءِ بِالْمُقِلِّينَ  ، وَسُوءِ الْوِلاَيَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدِينَا ، وَتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعَارِفَةَ عِنْدَنَا  ، أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظَالِماً  ، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً  ، أَوْ نَرُومَ مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ ، أَوْ نَقُولَ فِي الْعِلْمِْ بِغَيْرِ عِلْم .

وَنَعُـوذُ بِـكَ : أَنْ نَنْطَوِيَ عَلَى غِشِّ أَحَد  ، وَأَنْ نُعْجَبَ بِأَعْمَالِنَا  ، وَنَمُدَّ فِي امَالِنَا  ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ السَّرِيرَةِ  ، وَاحْتِقَارِ الصَّغِيرَةِ  ، وَأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطَانُ  ، أَوْ يَنْكُبَنَـا الزَّمَانُ  ، أَوْ يَتَهَضَّمَنَا  ، السُّلْطَانُ.

وَنَعُوذُ بِكَ : مِنْ تَنَاوُلِ الاِسْرَافِ  ، وَمِنْ فِقْدَانِ الْكَفَـافِ .

وَنَعُوذُ بِـكَ : مِنْ شَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ ، وَمِنَ الْفَقْرِ إلَى الاَكْفَاءِ ، وَمِنْ مَعِيشَة فِي شِدَّة ، وَمَيْتَة عَلَى غَيْـرِ عُدَّة .

 وَنَعُـوذُ بِكَ : مِنَ الْحَسْرَةِ الْعُظْمى ، وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى ، وَأَشْقَى الشَّقَآءِ وَسُوءِ المئآبِ  ، وَحِرْمَانِ الثَّوَابِ  ، وَحُلُولِ الْعِقَابِ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَعِذْنِي مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَجَمِيـعَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

الدعاء التاسع

وكان من دعائه عليه السلام

في الاشتياقِ إلى طَلَبِ المغفرةِ من الله جلّ جلالُهُ

 

اللَّهُمَّ:  صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَصَيِّرْنَـا إلَى مَحْبُوبِكَ مِنَ التَّوْبَةِ ، وَأَزِلْنَا عَنْ مَكْرُوهِكَ مِنَ الاصْرَارِ .

 اللَّهُمَّ : وَمَتَى وَقَفْنَا بَيْنَ نَقْصَيْنِ فِي دِين أَوْ دُنْيَا فَأَوْقِعِ النَّقْصَ بِأَسْرَعِهِمَا فَنَاءً  ، وَاجْعَلِ التّوْبَةَ فِي أَطْوَلِهِمَا بَقَاءً . وَإذَا هَمَمْنَا بِهَمَّيْنِ يُرْضِيكَ أَحَدُهُمَا عَنَّا ، وَيُسْخِطُكَ الاخَرُ عَلَيْنَا  ، فَمِلْ بِنَا إلَى مَا يُرْضِيْكَ عَنَّا  ، وَأَوْهِنْ قُوَّتَنَا عَمَّا يُسْخِطُكَ عَلَيْنَا ، وَلاَ تُخَلِّ فِي ذلِكَ بَيْنَ نُفُوسِنَا وَاخْتِيَارِهَا ; فَإنَّهَا مُخْتَارَةٌ لِلْبَاطِلِ إلاَّ مَا وَفَّقْتَ ، أَمَّارَةٌ بالسُّوءِ إلاّ مَا رَحِمْتَ .

 اللَّهمَّ : وَإنَّكَ مِنَ الضَّعْفِ خَلَقْتَنَا  ، وَعَلَى الْوَهْنِ بَنَيْتَنَا  ، وَمِنْ مَهِين ابْتَدَأتَنَا  ، فَلاَ حَوْلَ لَنَا إلاّ بِقُوَّتِكَ ، وَلا قُوَّةَ لَنَا إلاّ بِقوَّتِكَ  ، ولاقُوَّةَ لنا إلاّ ابِعَوْنِكَ ، فَأيِّدْنَا بِتَوْفِيقِكَ ، وَسَدِّدْنَا بِتَسْدِيدِكَ ، وَأعْمِ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا عَمَّا خَالَفَ مَحَبَّتَكَ ، وَلا تَجْعَلْ لِشَيْء مِنْ جَوَارِحِنَا نُفُوذاً فِي مَعْصِيَتِكَ .

 اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ هَمَسَاتِ قُلُوبِنَا وَحَرَكَاتِ أَعْضَائِنَا  ، وَلَمَحَاتِ أَعْيُنِنَا  ، وَلَهَجَاتِ ألسِنَتِنَا ، فِيْ مُوجِبَاتِ ثَوَابِكَ  ، حَتَّى لاَ تَفُوتَنَا حَسَنَةٌ نَسْتَحِقُّ بِهَا جَزَآءَكَ  ، وَلا تَبْقَى لَنَا سَيِّئـةٌ نَسْتَوْجِبُ بِهَا عِقَابَكَ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء العاشِرُ

وكان من دعائه عليه السلام

 في اللّجأَ إلى الله

 

اللّهُمَّ : إن تَشَأْ تعفُ عَنّا فَبِفضْلِكَ  ، وَانْ تَشَأْ تُعَذِّبْنا فَبَعدْلِكَ .

فَسَهِّلْ لَنَا : عَفْوَكَ بِمنِّكَ ، وَأَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكَ بِتَجاوُزكَ ; فَإنَّهُ لاَطاقَةَ لَنَا بَعدِكَ ، وَلاَنجاةَ لاحَد دُوْنَ عَفْوِكَ .

 يا غَنِيَّ الاغْنياء : هَا نَحَنُ عِبادُكَ ، وَأَنَا أَفْقَراء ، إليْكَ فَأجْبُرْ فاقَتَنا بِوُسْعِكَ ، ولاتَقْطَعَ رَجَاءنا بِمَنْعِكَ فَتَكُوْنَ قد أَشْقَيْتَ مَنِ اسْتَسْعَدَ بِكَ  ، وَجَرَمْتَ مَنِ آسْتَرْفَدَ فَضْلَكَ . فَإلى مَنْ حيْنئذ مُنْقَلَبُنَا عَنْكَ ، وإلى أيْنَ مَذهَبُنَا عن بَابِكَ ؟

سُبْحَنَكَ : ها نَحْنُ المضْطُّرون الذّينَ أَوْجَبْتَ إجابَتَهُمْ ، وَأهْلُ السُّوْء الذّيْنَ وَعَدْتَ الْكَشْفَ عَنْهُمْ .

 وَأَشْبَـهُ الاَشْياءِ : بِمَشِيَّتِـكَ  ، وَأَوْلَى الامُورِ بِكَ فِيْ عَظَمَتِكَ ؛ رَحْمَةُ مَنِ اسْتَرْحَمَكَ ، وَغَوْثُ مَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ .

 فَارْحَمْ : تَضَرُّعَنَا إلَيْكَ ، وَأَغْنِنَا إذْ طَرَحْنَـا أَنْفُسَنَا بَيْنَ يَـدَيْكَ .

 اللَّهُمَّ : إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شمِتَ بِنَا ، إذْ شَايَعْنَاهُ عَلَى مَعْصِيَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلا تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إيَّاهُ لَكَ ، وَرَغْبَتِنَا عَنْهُ إلَيْكَ .

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
 
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية