بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين

الصحيفة السجّاديّة

إملاء الإمام السجاد عَلِيِّ بْن الْحُسَين عليه السلام

الدعاء السادس والأربعون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في يوم الفِطر إذا انصرف من صلاته قام قائماً

ثمّ استقبل القِبْلَةَ وفي يوم الجمعة فقال :

 

يَا مَنْ يَرْحَمُ  : مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبَادُ ، وَيَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لا تَقْبَلُهُ الْبِلاَدُ ،  وَيَا مَن لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ ، وَيَا مَنْ لا يُخَيِّبُ الملِحِّيْنَ عَلَيْـهِ ، وَيَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَليهِ .

وَيَا مَنْ : يَجْتَبِي صَغِيرَ مَايُتْحَفُ بِهِ ، وَيَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ ، وَيَا مَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيْلِ ، وَيُجَازيْ بِالْجَلِيلِ ، وَيَا مَنْ يَدْنُو إلَى مَنْ دَنا مِنْهُ ، وَيَا مَنْ يَدعُو إلَى نَفْسِهِ مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ ، وَيَا مَنْ لا يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ ، وَلا يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ ، وَيَا مَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا.

انْصَرَفَتِ الامَالُ : دُونَ مَدى كَرَمِكَ بِالحَاجَاتِ ، وَامْتَلاَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبات ، وَتَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِـكَ الصِّفَاتُ ، فَلَكَ الْعُلُوُّ الاعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَال ، وَالْجَلاَلُ الامْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَل ، كُلُّ جَلِيْل عِنْدَكَ صَغِيرٌ ، وَكُلُّ شَرِيف فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ .

 خَابَ الْوَافِدُونَ : عَلَى غَيْرِكَ ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إلاَّ لَكَ ، وَضَاعَ الْمُلِمُّونَ إلاّ بِكَ ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُـونَ إلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ .

 بَابُكَ : مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ ، وَجُودُكَ مُبَـاحٌ لِلسَّائِلِينَ ، وَإغاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيْثِينَ ، لاَ يَخِيبُ مِنْـكَ الامِلُونَ ، وَلاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ ، وَلا يَشْقَى بِنَقْمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ .

 رِزْقُكَ : مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ ، وَحِلْمُكَ مُعْتَـرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ .

 عَـادَتُكَ : الاحْسَـانُ إلَى الْمُسِيئينَ ، وَسُنَّتُـكَ الابْقَـاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ ، حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ ، وَصَدَّهُمْ إمْهَالُكَ عَن النُّزُوعِ ، وَإنَّمَا تَأَنَّيْتَ بهمْ لِيَفِيئُوا إلَى أَمْرِكَ ، وَأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ .

 فَمَنْ كَانَ : مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَهُ بِهَا ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَهُ لَهَا ، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ إلَى حُكْمِكَ ، وَأُمُورُهُمْ آئِلَة إلَى أَمْـرِكَ ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُـولِ مُـدَّتِهِمْ سُلْطَانُـكَ ، وَلَمْ يَـدْحَضْ لِتَـرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ .

حُجَّتُكَ : قَائِمَةٌ لاَ تُدْحَضُ ، وَسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لا يَزُولُ ، فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ ، وَالْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ ، وَالشَّقاءُ الاشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ ، مَا أكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ ، وَمَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِيْ عِقَابِكَ ، وَمَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ ، وَمَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ .

عَدْلاً : مِنْ قَضَائِكَ لاَ تَجُورُ فِيهِ ، وَإنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ ، فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ ، وَأَبْلَيْتَ الاعْذَارَ ، وَقَـدْ تَقَدَّمْتَ بِـالْوَعِيْـدِ ، وَتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيْبِ ، وَضَرَبْتَ الامْثَالَ ، وَأَطَلْتَ الاِمْهَالَ وَأَخَّرْتَ  وَأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلْمُعَاجَلَةِ ، وَتَأَنَّيْتَ وَأَنْتَ مَليءٌ بِالْمُبَادَرَةِ .

 لَمْ تَكُنْ : أَنَاتُكَ عَجْزاً ، وَلا إمْهَالُكَ وَهْناً ، وَلاَ إمْسَاكُكَ غَفْلَةً ، وَلاَ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً ، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ أَبْلَغَ ، وَكَرَمُكَ أكمَلَ ، وَإحْسَانُكَ أَوْفَى ، وَنِعْمَتُكَ أَتَمَّ ، كُـلُّ ذلِكَ كَانَ وَلَمْ تَزَلْ ، وَهُوَ كائِنٌ وَلاَ تَزَالُ  .

 حُجَّتُكَ : أَجَلُّ مِنْ أَنْ توصَفَ بِكُلِّهَ ، وَمَجْدُكَ أَرْفَـعُ مِنْ أَنْ تُحَدَّ بِكُنْهِهِ ، وَنِعْمَتُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا ، وَإحْسَانُكَ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ ،  وَقَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ ، وَفَهَّهَنِي الامْسَاكُ عَنْ تَمْجيدِكَ ، وَقُصَارَايَ الاقْرَارُ بِالْحُسُورِ لاَ رَغْبَةً ـ يا إلهِي ـ بَلْ عَجْزاً ، فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ ، وَأَسأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ .

 فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ ، وَاسْمَعْ نَجْوَايَ ، وَاسْتَجِبْ دُعَائِي،  وَلاَ تَخْتِمْ يَوْمِيَ بِخَيْبَتِي ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي ، وَأكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي وَإلَيْكَ مُنْقَلَبِي ، إنَّكَ غَيْرُ ضَائِق بِمَا تُرِيْدُ ، وَلاَ عَاجِز عَمَّا تُسْأَلُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيْرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء السابع والأربعون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

يوم عرفة

 

الْحَمْدُ للهِ : رَبِّ الْعَالَمِينَ .

 اللَّهُمَّ : لَـكَ الْحَمْدُ ، بَدِيْعَ السَّموَاتِ وَالاَرْضِ ، ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، رَبَّ الاَرْبَابِ وَإلهَ كُلِّ مَألُوه ، وَخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوق ، وَوَارِثَ كُلِّ شَيْء ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَـيْءٌ ، وَلا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْء ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء مُحِيطٌ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء رَقِيبٌ .

 

أَنْتَ الله : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الاَحَـدُ الْمُتَوَحِّدُ، الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ.

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ ، الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ ، الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، العَلِيُّ الْمُتَعَالِ ، الْشَدِيْدُ الْمِحَـالِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الـرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الْكَرِيمُ الاَكْرَمُ ، الدَّائِمُ الادْوَمُ .

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الأوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَد، وَالاخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَد.

وَأَنْتَ اللهُ : لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الدَّانِي فِي عُلُوِّهِ ، وَالْعَالِي فِي دُنُوِّهِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، ذُو الْبَهَاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .

وَأَنْتَ اللهُ : لاَ إلهَ إلاّ أَنْتَ ، الَّذِي أَنْشَأْتَ الاشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخ ، وَصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثال ، وَابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَآء .

نْتَ الَّذِي : قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيراً ، وَيَسَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَيْسِيراً ، وَدَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيْراً .

وَأَنْتَ الَّذِي : لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ ، وَلَمْ يُؤازِرْكَ فِي أَمْرِكَ وَزِيرٌ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ وَلا نَظِيرٌ .

أَنْتَ الَّذِي : أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ ، وَقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ ، وَحَكَمْتَ فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ ,

أَنْتَ الَّـذِي : لا يَحْوِيْـكَ مَكَانٌ ، وَلَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ ، وَلَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ وَلا بَيَانٌ .

أَنْتَ الَّذِي : أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء عَدَدَاً ، وَجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْء أَمَداً ، وَقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْء تَقْدِيْراً .

أَنْتَ الَّذِي : قَصُرَتِ الاوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ ، وَعَجَزَتِ الافْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ  ، وَلَمْ تُدْرِكِ الابْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ .

أَنْتَ الَّذِي : لا تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً ، وَلَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً ، وَلَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً .

أَنْتَ الَّذِي : لا ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ ، وَلا عِدْلَ فَيُكَاثِرَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ .

أَنْتَ الَّـذِي : ابْتَدَأ وَاخْتَـرَعَ ، وَاسْتَحْدَثَ وَابْتَـدَعَ ، وَأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ .

 

سُبْحانَكَ : مَا أَجَلَّ شَأنَكَ :

 وَأَسْنَى فِي الامَاكِنِ مَكَانَكَ ، وَأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرقَانَكَ .

سُبْحَانَكَ : مِنْ لَطِيف مَا أَلْطَفَكَ ، وَرَؤُوف مَا أَرْأَفَكَ ، وَحَكِيم مَا أَعْرَفَكَ .

 سُبْحَانَكَ : مِنْ مَلِيْك مَا أَمْنَعَكَ ، وَجَوَاد مَا أَوْسَعَكَ ، وَرَفِيعِ مَا أَرْفَعَكَ ، ذُو الْبَهاءِ وَالْمَجْدِ ، وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْحَمْدِ .

سُبْحَانَكَ : بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ ، وَعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِين أَوْ دُنْيا وَجَدَكَ .

سُبْحَانَكَ : خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرى فِي عِلْمِكَ ، وَخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ ، وَانْقَادَ لِلتَّسْلِيْمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ .

سُبْحَانَكَ : لاَ تُجَسُّ ، وَلاَ تُحَسُّ ، وَلاَ تُمَسُّ ، وَلاَ تُكَادُ ، وَلاَ تُمَاطُ ، وَلاَ تُنَازَعُ ، وَلاَ تُجَارى ، وَلاَ تُمارى ، وَلاَ تُخَادَعُ ، وَلاَ تُمَاكَرُ .

سُبْحَانَكَ : سَبِيلُكَ جَدَدٌ ، وَأَمْرُكَ رَشَدٌ ، وَأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ .

سُبْحَانَكَ : قَوْلُكَ حُكْمٌ ، وَقَضَآؤُكَ حَتْمٌ ، وَإرَادَتُكَ عَزْمٌ .

سُبْحَانَكَ : لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ .

سُبْحَانَكَ : قاهِرَ الاَرْبَابِ ، بَاهِرَ الايآتِ ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ ، بَارِئ النَّسَماتِ .

 

لَكَ الْحَمْدُ : حَمْدَاً يَدُومُ بِدَوامِكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ .

وَلَكَ الْحَمْدُ : حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِد ، وَشُكْراً يَقْصُرُ عَنْهُ شُكْرُ كُلِّ شَاكِر .

حَمْداً : لاَ يَنْبَغِي إلاَّ لَكَ ، وَلاَ يُتَقَرَّبُ بِهِ إلاَّ إلَيْكَ .

حَمْداً : يُسْتَدَامُ بِهِ الاَوَّلُ ، وَيُسْتَدْعَى بِهِ دَوَامُ الاخِرِ .

حَمْداً : يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الاَزْمِنَةِ ، وَيَتَزَايَدُ أَضْعَافَاً مُتَرَادِفَةً .

حَمْداً : يَعْجِزُ عَنْ إحْصَآئِهِ الْحَفَظَةُ ، وَيَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْهُ فِي كِتابِكَ الْكَتَبَةُ .

حَمْداً : يُوازِنُ عَرْشَكَ المَجِيْدَ ، وَيُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ .

حَمْداً : يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُهُ ، وَيَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَآء جَزَآؤُهُ .

حَمْداً : ظَاهِرُهُ وَفْقٌ لِبَاطِنِهِ ، وَبَاطِنُهُ وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ فِيهِ .

حَمْداً : لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَهُ ، وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ سِوَاكَ فَضْلَهُ .

حَمْداً : يُعَانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيْدِهِ ، وَيُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعَاً فِي تَوْفِيَتِهِ.

حَمْداً : يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ ، وَيَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُهُ مِنْ بَعْدُ .

 حَمْداً : لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إلَى قَوْلِكَ مِنْهُ ، وَلاَ أَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ .

حَمْداً : يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِهِ ، وَتَصِلُهُ بِمَزِيْد بَعْدَ مَزِيْد طَوْلاً مِنْكَ .

حَمْداً : يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ ، وَيُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ .

 

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد :

 الْمُنْتَجَبِ ، الْمُصْطَفَى ، الْمُكَرَّمِ ، الْمُقَرَّبِ ، أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ ، وَبارِكْ عَلَيْهِ أَتَمَّ بَرَكاتِكَ ، وَتَرَحَّمْ عَلَيْهِ أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً زَاكِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً نَامِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمَى مِنْهَا ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً رَاضِيَةً ، لاَ تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَهَا .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إلاَّ بِهَا ، وَلاَ تَرى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ ، وَيَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَآئِكَ ، وَلاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِماتُكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيآئِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ، وَتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنّكَ وَإنْسِكَ وَأَهْلِ إجَابَتِكَ ، وَتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ .

رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَآلِهِ ، صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَة سَالِفَة وَمُسْتَأْنَفَة ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ وَلِمَنْ دُونَكَ ، وَتُنْشِئُ مَعَ ذَلِكَ صَلَوَات تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا ، وَتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الاَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ .

رَبِّ صَلِّ : عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لاَِمْرِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ ، وَخُلَفَآءَكَ فِي أَرْضِكَ ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ .

 رَبِّ صَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، صَلاةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ تُحَفِكَ وَكَرَامَتِكَ ، وَتُكْمِلُ لَهُمُ الاَشْيَآءَ مِنْ عَطَاياكَ وَنَوَافِلِكَ ، وَتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وَفَوائِدِكَ . رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا ، وَلاَ غَايَةَ لاَِمَدِهَا ، وَلاَ نِهَايَةَ لاِخِرِهَا .

رَبِّ صَلِّ : عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمَا دُونَهُ ، وَمِلءَ سَموَاتِكَ وَمَا فَوْقَهُنَّ ، وَعَدَدَ أَرَضِيْكَ ، وَمَا تَحْتَهُنَّ ، وَمَا بَيْنَهُنَّ ، صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفى ، وَتَكُونُ لَكَ وَلَهُمْ رِضَىً ، وَمُتَّصِلَةٌ بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً .

 

 اللَّهُمَّ : إنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَان بِإمَام :

 أَقَمْتَهُ : عَلَماً لِعِبَادِكَ ، وَّمَنارَاً فِي بِلاَدِكَ ، بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ ، وَجَعَلْتَهُ الذَّرِيعَةَ إلَى رِضْوَانِكَ ، وَافْتَرَضْتَ طَاعَتَهُ ، وَحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَهُ ، وَأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ (أوَاِمِرِه) وَالانْتِهَآءِ عِنْدَ نَهْيِهِ ، وَأَلاَّ يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ، وَلاَ يَتَأَخَّرَ عَنْهُ مُتَأَخِّرٌ .

فَهُوَ : عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ ، وَكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ ، وَبَهَآءُ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِ ، وَأَوْزِعْنَا مِثْلَهُ فِيهِ ، وَآتِهِ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً ، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً ، وَأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الاعَزِّ ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ ، وَقَوِّ عَضُدَهُ ، وَرَاعِهِ بِعَيْنِكَ ، وَاحْمِهِ بِحِفْظِكَ ، وَانْصُرْهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الاَغْلَبِ ، وَأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وَحُدُودَكَ ، وَشَرَائِعَكَ وَسُنَنَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ .

وَأَحْيِ بِهِ : مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ ، وَاجْلُ بِهِ صَدَأَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ ، وَأَبِنْ بِهِ الضَّرَّآءَ مِنْ سَبِيلِكَ ، وَأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ ، وَامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً ، وَأَلِنْ جَانِبَهُ لاَِوْلِيَآئِكَ ، وَابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ .

وَهَبْ لَن : رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ ، وَتَعَطُّفَهُ وَتَحَنُّنَهُ ، وَاجْعَلْنَا لَهُ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، وَفِي رِضَاهُ سَاعِينَ ، وَإلَى نُصْرَتِهِ وَالْمُدَافَعَةِ عَنْهُ مُكْنِفِينَ ، وَإلَيْكَ وَإلَى رَسُولِكَ صَلَواتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ .

 

 اللَّهُمَّ : وَصَلِّ عَلَى أَوْلِيآئِهِمُ :

الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمْ : الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمْ ، الْمُقْتَفِيْنَ آثَارَهُمْ ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمْ ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلاَيَتِهِمْ ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإمَامَتِهِمْ ، الْمُسَلِّمِينَ لاَِمْرِهِمْ ، الْمُجْتَهِدِيْنَ فِي طاعَتِهِمْ ، الْمُنْتَظِرِيْنَ أَيَّامَهُمْ ، الْمَادِّينَ إلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمْ ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الغَادِيَاتِ، الرَّائِماتِ.

وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ : وَعَلَى أَرْوَاحِهِمْ ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ ، وَأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ ، وَتُبْ عَلَيْهِمْ ، إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

 اللَّهُمَّ : هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ :

يَوْمٌ شَرَّفْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ ، نَشَرْتَ فِيهِ رَحْمَتَكَ ، وَمَنَنْتَ فِيهِ بِعَفْوِكَ ، وَأَجْزَلْتَ فِيهِ عَطِيَّتَكَ ، وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَى عِبَادِكَ .

 

اللَّهُمَّ : وَأَنَا عَبْدُكَ :

الَّذِي : أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ قَبْلَ خَلْقِكَ لَهُ ، وَبَعْدَ خَلْقِكَ إيَّاهُ ، فَجَعَلْتَهُ مِمَّنْ هَدَيْتَهُ لِدِينِكَ ، وَوَفَّقْتَهُ لِحَقِّكَ ، وَعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ ، وَأَدْخَلْتَهُ فِيْ حِزْبِكَ ، وَأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاَةِ أَوْليآئِكَ ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ .

ثُمَّ أَمَرْتَهُ : فَلَمْ يَأْتَمِرْ ، وَزَجَرْتَهُ فَلَمْ يَنْزَجِرْ ، وَنَهَيْتَهُ عَنْ مَعْصِيَتِكَ فَخَالَفَ أَمْرَكَ إلَى نَهْيِكَ ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ وَلاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إلَى مَا زَيَّلْتَهُ ، وَإلَى مَا حَذَّرْتَهُ ، وَأَعَانَهُ عَلَى ذالِكَ عَدُوُّكَ وَعَدُوُّهُ ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيْدِكَ ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ ، وَكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ ـ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ ـ أَلاَّ يَفْعَلَ .

وَهَا أَنَا ذَا : بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِر ، ذَلِيلاً ، خَاضِعَاً ، خَاشِعاً ، خَائِفَاً ، مُعْتَرِفاً بِعَظِيم مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ ، وَجَلِيْل مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ ، لائِذاً بِرَحْمَتِكَ ، مُوقِناً أَنَّهُ لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ ، وَلاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ .

 فَعُدْ عَلَيَّ : بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِهِ عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ ، وَاجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِهِ حَظّاً مِنْ رِضْوَانِكَ ، وَلاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِهِ الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ .

وَإنِّي : وَإنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ ، فَقَد قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ ، وَنَفْيَ الاَضْدَادِ وَالاَنْدَادِ وَالاشْبَاهِ عَنْكَ ، وَأَتَيْتُكَ مِنَ الاَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتى مِنْها ، وَتَقَرَّبْتُ إلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ بِهِ ، أَحَدٌ مِنْكَ إلاَّ بِالتَّقَرُّبِ بِهِ .

 ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذلِكَ : بِالاِنابَةِ إلَيْكَ ، وَالتَّذَلُّلِ وَالاسْتِكَانَةِ لَكَ ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ ، وَالثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ ، وَشَفَعْتُهُ بِرَجآئِكَ الَّذِي قَلَّ مَا يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيْكَ .

وَسَأَلْتُكَ : مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذّلِيلِ ، الْبَائِسِ الْفَقِيْرِ ، الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ .

 وَمَعَ ذَلِكَ : خِيفَةً وَتَضَرُّعاً ، وَتَعَوُّذاً وَتَلَوُّذاً ، لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ ، وَلاَ مُتَعَالِياً بِدالَّةِ الْمُطِيعِينَ ، وَلاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ .

وَأَنَا بَعْدُ : أَقَلُّ الاَقَلِّيْنَ ، وَأَذَلُّ الاَذَلِّينَ ، وَمِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا .

 فَيَا مَنْ : لَمْ يَعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ ، وَلاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ ، وَيَا مَنْ يَمُنُّ بِإقَالَةِ الْعَاثِرِينَ ، وَيَتَفَضَّلُ بإنْظَارِ الْخَاطِئِينَ .

 أَنَا الْمُسِيءُ : الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ ، أَنَا الَّذِيْ أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً ، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً ، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفى مِنْ عِبَادِكَ وَبَارَزَكَ ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وَأَمِنَكَ ، أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ وَلَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ ، أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ ، أَنَا الْقَلِيلُ الْحَيَاءِ ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنآءِ.

بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ : مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِمَنِ اصْطَفَيْتَهُ لِنَفْسِكَ ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَريَّتِكَ ، وَمَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِكَ ، وَمَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَهُ كَمَعْصِيَتِكَ ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاَتَهُ بِمُوالاتِكَ ، وَمَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ .

 تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِيَ هَذَا : بِمَا تَتَغَمَّدُ بِهِ مَنْ جَارَ إلَيْكَ مُتَنَصِّلاً ، وَعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً ، وَتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِهِ أَهْلَ طَاعَتِكَ ، وَالزُّلْفَى لَدَيْكَ ، وَالْمَكَانَةِ مِنْكَ ، وَتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِهِ مَنْ وَفى بِعَهْدِكَ ، وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِيْ ذَاتِكَ ، وَأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ .

وَلاَ تُؤَاخِذْنِي : بِتَفْرِيطِيْ فِي جَنْبِكَ ، وَتَعَدِّي طَوْرِيْ فِي حُدودِكَ ، وَمُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ ، وَلاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإمْلائِكَ لِي،  اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَهُ ، وَلَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِهِ بِي .

 وَنَبِّهْنِي : مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ ، وَسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ ، وَنَعْسَةِ الْمَخْذُولِينَ .

 وَخُذْ بِقَلْبِي : إلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِهِ القَانِتِيْنَ ، وَاسْتَعْبَدْتَ بِهِ الْمُتَعَبِّدِينَ ، وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ الْمُتَهَاوِنِينَ .

وَأَعِذْنِي : مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ ، وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ ، وَ يَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ .

 وَسَهِّلْ لِي : مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إلَيْكَ ، وَالْمُسَابَقَةِ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ ، وَالْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ .

وَلاَ تَمْحَقْنِي : فِيمَنْ تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ ، وَلاَ تُتَبِّرْني فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ .

وَنَجِّنِيْ : مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ ، وَخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوى ، وَأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الاِمْلاءِ ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي ، وَهَوىً يُوبِقُنِي ، وَمَنْقَصَة تَرْهَقُنِي .

وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي : إعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْهُ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَلاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الامَلِ فِيكَ ، فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلاَ تَمْنَحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِيْ بِهِ ، فَتَبْهَظَنِي مِمَّا تُحَمِّلُنِيهِ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ ، وَلاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ ، وَلاَ حَاجَةَ بِكَ إلَيْهِ ، وَلاَ إنابَةَ لَهُ ، وَلاَ تَرْمِ بِيَ رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ ، وَمَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ .

بَلْ خُذْ بِيَدِيْ : مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّدِينَ ، وَوَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِيْنَ ، وَزَلّةِ الْمَغْرُورِينَ ، وَوَرْطَةِ الْهَالِكِينَ ، وَعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِهِ طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وَإمآئِكَ ، وَبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَرَضِيتَ عَنْهُ ، فَأَعَشْتَهُ حَمِيداً ، وَتَوَفَّيْتَهُ سَعِيداً .

وَطَوِّقْنِي : طَوْقَ الاِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ ، وَيَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ ، وَأَشْعِرْ قَلْبِيَ الازْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئاتِ ، وَفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ ، وَلاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إلاَّ بِكَ  عَمَّا لا َ يُرْضِيْكَ عَنِّي غَيْرُهُ .

وَانْزَعْ مِنْ قَلْبِي : حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّة تَنْهى عَمَّا عِنْدَكَ ، وَتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَآءِ الْوَسِيلَةِ إلَيْكَ ، وَتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُبِ مِنْكَ .

وَزَيِّنَ لِيَ : التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمكَ ، وَتَفُكُّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ ، وَهَبْ لِي التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ ، وَأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا ، وَسَرْبِلْنِي بِسِرْبالِ عَافِيَتِكَ ، وَرَدِّنِي رِدَآءَ مُعَافاتِكَ ، وَجَلِّلْنِي سَوابِغَ نَعْمَائِكَ ، وَظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وَطَوْلَكَ ، وَأَيْدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وَتَسْدِيْدِكَ ، وَأَعِنِّي عَلَى صالِحِ النِّيَّةِ وَمَرْضِيِّ الْقَوْلِ وَمُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ .

 وَلاَ تَكِلْنِي : إلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقائِكَ ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِياِئكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ ، بَلْ أَلْزِمْنِيهِ فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لاِلائِكَ ، وَأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ ، وَأَعْتَرِفِ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إلَيَّ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي إلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الْرَّاغِبِينَ ، وَحَمْدِي إيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِيْنَ ، وَلاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فاقَتِي إلَيْكَ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إلَيْكَ ، وَلاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمَعَانِدِينَ لَكَ

 فَإنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ : أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ ، وَأَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ ، وَأَعْوَدُ بِالاحْسَانِ ، وَأَهْلُ التَّقْوَى ، وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ ، وَأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إلَى أنْ تَشْهَرَ ، فَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِما أُرِيدُ ، وَتَبْلُغُ مَا أُحِبُّ ، مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ ، وَلاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ .

 وَأَمِتْنِي : مِيْتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَعَنْ يِمِيِنهِ .

 وَذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ : وَأَعِزَّنِيْ عِنْدَ خَلْقِكَ ، وَضَعْنِي إذَا خَلَوْتُ بِكَ ، وَارْفَعْنِي بَيْنَ عِبادِكَ ، وَأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي ، وَزِدْنِي إلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْراً ، وَأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الاَعْدَاءِ ، وَمِنْ حُلُولِ الْبَلاءِ ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالْعَنَآءِ .

 تَغَمَّدْنِي : فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي ، بِمَا يَتَغَمَّدُ بِهِ الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ ، وَالاخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَناتُهُ ، وَإذَا أَرَدْتَ بِقَوْم فِتْنَةً أَوْ سُوءً فَنَجِّنِي مِنْهَا لِواذاً بِكَ ، وَإذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَة فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِيْ آخِرَتِكَ ، وَاشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا ، وَقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا.

وَلاَ تَمْدُدْ لِيَ : مَدّاً يَقْسُو مَعَهُ قَلْبِي ، وَلاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَها بَهَآئِي ، وَلاَ تَسُمْنِي خَسِيْسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي ، وَلاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي ، وَلاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا ، وَلاَ خِيْفةً أوجِسُ دُونَهَا .

اجْعَلْ هَيْبَتِي : في وَعِيدِكَ ، وَحَذَرِي مِنْ إعْذارِكَ وَإنْذَارِكَ ، وَرَهْبَتِي عِنْدَ تِلاَوَةِ آياتِكَ ، وَاعْمُرْ لَيْلِي بِإيقَاظِي فِيهِ لِعِبَادَتِكَ ، وَتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ ، وَتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إلَيْكَ ، وَإنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ ، وَمُنَازَلَتِي إيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ ، وَإجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ .

وَلاَ تَذَرْنِي : فِي طُغْيَانِي عَامِهاً ، وَلاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِين ، وَلاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَلاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ ، وَلاَ فِتْنَةً لِمَن نَظَرَ ، وَلاَ تَمْكُرْ بِيَ فِيمَنْ تَمْكُرُ بِهِ ، وَلاَ تَسْتَبْدِلْ بِيَ غَيْرِي ، وَلاَ تُغَيِّرْ لِيْ إسْماً ، وَلاَ تُبدِّلْ لِي جِسْماً ، وَلاَ تَتَّخِذْنِي هُزُوَاً لِخَلْقِكَ ، وَلاَ سُخْرِيّاً لَكَ ، وَلاَ تَبَعاً إلاَّ لِمَرْضَاتِكَ ، وَلاَ مُمْتَهَناً إلاَّ بِالانْتِقَامِ لَكَ .

وَأَوْجِدْنِي : بَرْدَ عَفْوِكَ ، و حَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ ، وَرَوْحِكَ وَرَيْحَانِكَ ، وَجَنَّةِ نَعِيْمِكَ ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَة مِنْ سَعَتِكَ ، وَالاجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وَعِنْدَك ، وَأَتْحِفْنِي بِتُحْفَة مِنْ تُحَفَاتِكَ ، وَاجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً ، وَكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَة ، وَأَخِفْنِي مَقَامَكَ ، وَشَوِّقْنِي لِقاءَكَ .

وَتُبْ عَلَيَّ : تَوْبَةً نَصُوح ، لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صِغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ، وَلاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً وَلاَ سَرِيرَةً ، وَانْزَعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَاعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى الْخَاشِعِيْنَ .

وَكُنْ لِي : كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ ، وَحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ ، وَاجْعَلْ لِيَ لِسَانَ صِدْق فِي الْغَابِرِيْنَ ، وَذِكْراً نامِياً فِي الاخِرِينَ ، وَوَافِ بِيَ عَرْصَةَ الاَوَّلِينَ ، وَتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ ، امْلاْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدَيَّ ، وَسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إلَيَّ .

وَجَاوِرْ بِيَ : الاَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَآئِكَ ، فِي الْجِنَاْنِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لاَِصْفِيآئِكَ ، وَجَلِّلْنِي شَرَآئِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لاَِحِبَّائِكَ ، وَاجْعَلْ لِيَ عِنْدَكَ مَقِيْلاً آوِي إلَيْهِ مُطْمَئِنّاً ، وَمَثابَةً أَتَبَوَّأُهَا وَأَقَرُّ عَيْناً .

 وَلاَ تُقَايِسْنِي : بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ ، وَلاَ تُهْلِكْنِي يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ، وَأَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وَشُبْهَة .

وَاجْعَلْ لِي : فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَة ، وأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَواهِبِ مِنْ نَوَالِكَ ، وَوَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الاِحْسَانِ مِنْ إفْضَالِكَ ، وَاجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ ، وَهَمِّيَ مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْتَعْمِلُ بِهِ خَالِصَتَكَ ، وَأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ العُقُولِ طَاعَتَكَ .

 وَاجْمَعْ لِي : الْغِنى ، وَالْعَفَافَ ، وَالدَّعَةَ ، وَالْمُعَافَاةَ ، وَالصِّحَّةَ ، وَالسَّعَةَ ، وَالطُّمَأْنِيْنَةَ ، وَالْعَافِيَةَ .

وَلاَ تُحْبِطْ : حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَلاَ خَلَواتِي بِمَا يَعْرِضُ لِيَ مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ ، وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إلَى أَحَد مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَذُبَّنِي عَنِ التِماسِ مَا عِنْدَ الفَاسِقِينَ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً ، وَلاَ لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً .

وَحُطْنِي : مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ ، حِيَاطَةً تَقِيْنِي بِهَا ، وَافْتَحْ لِيَ أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ ، وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ ، وَرِزْقِكَ الواسِعِ ، إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ .

 وَأَتْمِمْ لِي إنْعَامَكَ : إنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِيْنَ ، وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْرِيْ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَآءَ وَجْهِكَ يَاربَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الابِدِينَ .

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء الثامن والأربعون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

يوم الاضحى ويوم الجمعة

 

اللَّهُمَّ : هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ ، وَالمُسْلِمُونَ فِيْهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ وَالطَّالِبُ وَالرَّاغِبُ وَالرَّاهِبُ ، وَأَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ .

 فَأَسْأَلُكَ : بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ ، وَهَوَانِ مَا سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ ، أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ .

 وَأَسْأَلُكَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَ ، بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ ، وَلَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ ، ذُو الْجَلاَلِ وَالاِكْرَامِ ، بَدِيْعُ السَّمواتِ وَالاَرْضِ ، مَهْمَا قَسَمْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، مِنْ خَيْر أَوْ عَافِيَة أَوْ بَرَكَة أَوْ هُدىً ، أَوْ عَمَل بِطَاعَتِكَ ، أَوْ خَيْر تَمُنُّ بِهِ عَلَيْهِمْ ، تَهْدِيهِمْ بِهِ إلَيْكَ ، أَوْ تَرْفَعُ لَهُمْ عِنْدَكَ دَرَجَةً ، أَوْ تُعْطِيْهِمْ بِهِ خَيْراً مِنْ خَيْر الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ ، أَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي وَ نَصِيبِي مِنْهُ .

 أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَحَبِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ ، وَخِيَاراتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّد الاَبْرَارِ الطَّاهِرِينَ الاَخْيَارِ ، صَلاَةً لاَ يَقْوَى عَلَى إحْصَائِهَا إلاَّ أَنْتَ ، وَأَنْ تُشْرِكَنَا فِي صَالِحِ مَنْ دَعَاكَ فِي هَذَا اليَوْمِ مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَارَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَلَهُمْ ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .

اللَّهُمَّ : إلَيْكَ تَعَمَّدْتُ بِحَاجَتِي، وَبِكَ أَنْزَلْتُ اليَوْمَ فَقْرِي وَفاقَتِي وَمَسْكَنَتِي ، وَإنِّي بِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ أَوْثَقُ مِنِّيَ بِعَمَلِي ، وَلَمَغْفِرَتُكَ وَرَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَتَوَلَّ قَضَآءَ كُلِّ حَاجَة هِيَ لِيَ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا ، وَتَيْسِيرِ ذالِكَ عَلَيْكَ ، وَبِفَقْرِي إلَيْكَ وَغِنَاكَ عَنِّي; فَإنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إلاّ مِنْكَ ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ غَيْرُكَ ، وَلاَ أَرْجُو لاَِمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ سِوَاكَ .

 اللَّهُمَّ : مَنْ تَهَيَّأَ ، وَتَعَبَّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ ، لِوَفادَة إلَى مَخْلُوق ، رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوَافِلِهِ ، وَطَلَبِ نَيْلِهِ وَجَائِزَتِهِ ، فَإلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ كَانَتِ الْيَومَ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي ، وَإعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي ، رَجآءَ عَفْوِكَ وَرِفْدِكَ ، وَطَلَبِ نَيْلِكَ وَجَائِزَتِكَ .

اللَّهُمَّ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَلاَ تُخَيِّبِ الْيَوْمَ ذالِكَ مِنْ رَجَائِي ، يَا مَنْ لاَ يُحْفِيهِ سَائِلٌ ، وَلاَ يَنْقُصُهُ نائِلٌ ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً مِنِّي بِعَمَل صَالِح قَدَّمْتُهُ ، وَلاَ شَفَاعَةِ مَخْلُوق رَجَوْتُهُ ، إلاَّ شَفَاعَةَ مُحَمَّد وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وسَلامُكَ .

 أَتَيْتُكَ : مُقِرّاً بِالْجُرْمِ وَالاِسَاءَةِ إلَى نَفْسِي ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِيْ عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخَاطِئِينَ ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ ، أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ .

فَيَا مَنْ رَحْمَتُهُ : وَاسِعَةٌ ، وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ ، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَعُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَتَعَطَّفْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ ، وَتَوَسَّعْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ .

اللَّهُمَّ : إنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وَأَصْفِيَآئِكَ ، وَمَوَاضِعَ أُمَنائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا ، قَدِ ابْتَزُّوهَا وَأَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ ، لاَ يُغَالَبُ أَمْرُكَ ، وَلاَ يُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِيرِكَ ، كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ ، وَلِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، غَيْرُ مُتَّهَم عَلَى خَلْقِكَ ، وَلا لارَادَتِكَ ، حَتَّى عَادَ صَفْوَتُكَ وَخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّيْنَ ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلاً ، وَكِتابَكَ مَنْبُوذاً ، وَفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أشْرَاعِكَ ، وَسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً .

 اللَّهُمَّ : الْعَنْ أَعْدَآءَهُمْ مِنَ الاَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَمَنْ رَضِيَ بِفِعَالِهِمْ ، وَأَشْيَاعَهُمْ ، وَأَتْبَاعَهُمْ .

اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيْدٌ ، كَصَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَتَحِيَّاتِكَ عَلَى أَصْفِيآئِكَ إبْراهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، وَعَجِّلِ الْفَرَجَ ، وَالرَّوْحَ وَالنُّصْرَةَ ، وَالتَّمْكِينَ وَالتَّأْيِيدَ  لَهُمْ .

 اللَّهُمَّ  : وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالايْمَانِ بِكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَالاَْئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ ، مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .

اللَّهُمَّ : لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إلاَّ حِلْمُكَ ، وَلاَ يَرُدُّ سَخَطَكَ إلاَّ عَفْوُكَ ، وَلاَ يُجِيرُ مِنْ عِقَابِكَ إلاَّ رَحْمَتُكَ ، وَلاَ يُنْجِيْنِي مِنْكَ إلاَّ التَّضَرُعُ إلَيْكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ ، فصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَهَبْ لَنا يَا إلهِيْ مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً ، بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا تُحْيِيْ أَمْوَاتَ الْعِبادِ ، وَبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلاَدِ .

 وَلاَ تُهْلِكْنِي : يَا إلهِي غَمّ حَتَّى تَسْتَجِيْبَ لِيْ ، وَتُعَرِّفَنِي الاِجابَةَ فِيْ دُعَآئِي ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إلى مُنْتَهى أَجَلِي ، وَلاَ تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَلاَ تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي ، وَلاَ تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ .

إلهِي : إنْ رَفَعْتَنِي ، فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِيْ ، وَإنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَإنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي ، وَإنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي ، وَإنْ عَذَّبْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي ، وَإنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ،  أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ .

 وَقَدْ عَلِمْتُ : أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ ، وَلاَ فِي نِقْمَتِكَ عَجَلَةٌ ، وَإنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ ، وَإنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَقَدْ تَعَالَيْتَ يَا إلهِي عَنْ ذالِكَ عُلُوّاً كَبِيراً .

 اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلْبَلاَءِ غَرَضاً ، وَلاَ لِنِقْمَتِكَ نَصَباً ، وَمَهِّلْنِي وَنَفِّسْنِي ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَلاَ تَبْتَلِيَنِّي بِبَلاَء عَلَى أَثَرِ بَلاَء ، فَقَدْ تَرى ضَعْفِي وَقِلَّةَ حِيْلَتِي وَتْضَرُّعِي إلَيْكَ .

 أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ : اليَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ، فصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَعِذْنِي.

وَأَسْتَجِيرُ بِكَ : الْيَوْمَ مِنْ سَخَطِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَأَجِرْنِي.

وَأَسْأَلُكَ أَمْناً : مِنْ عَذَابِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَآمِنِّي .

وَأَسْتَهْدِيْكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاهْدِنِي .

وَأَسْتَنْصِرُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَانْصُرْنِي .

وَأَسْتَرْحِمُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَارْحَمْنِي .

وَأَسْتَكْفِيكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاكْفِنِي .

وَأَسْتَرْزِقُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَارْزُقْنِي .

وَأَسْتَعِينُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَأَعِنِّي .

وَأَسْتَغْفِرُكَ : لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِيْ .

وَأَسْتَعْصِمُكَ : فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ  وَاعْصِمْنِي .

 فَإنِّي لَنْ أَعُودَ : لِشَيْء كَرِهْتَهُ مِنّيْ إنْ شِئْتَ ذالِكَ .

 يَارَبِّ يَارَبِّ : يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاسْتَجِبْ لِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ ، وَطَلَبْتُ إلَيْكَ ، وَرَغِبْتُ فِيهِ إلَيْكَ ، وَأَرِدْهُ ، وَقَدِّرْهُ ، وَاقْضِهِ ، وَأَمْضِهِ ، وَخِرْ لِي فِيمَا تَقْضِي مِنْهُ ، وَبَارِكْ لِي فِي ذالِكَ ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِهِ ، وَأَسْعِدْنِي بِمَا تُعْطِينِي مِنْهُ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَسَعَةِ مَا عِنْدَكَ ، فَإنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ .

وَصِلْ ذَلِكَ : بِخَيْرِ الاخِرَةِ وَنَعِيْمِهَا ي، َا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 [ ثُمَّ تَدْعُو بِمَا بَدا لَكَ .

 وَتُصَلِّي عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، أَلْفَ مَرَّة .

 هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ عليه السلام ] .

 

 

 

ـــ

ــــ

ـــــ

الدعاء التاسع والأربعون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في دفاع كيد الاعداء وردّ بأسهم

 

إلهِي : هَدَيْتَنِي فَلَهَوْتُ ، وَوَعَظْتَ فَقَسَوْتُ ، وَأَبْلَيْتَ الْجَمِيلَ فَعَصَيْتُ .

 ثُمَّ عَرَفْتُ : مَا أَصْدَرْتَ  إذْ عَرَّفْتَنِيهِ  فَاسْتَغْفَرْتُ ، فَأَقَلْتَ  فَعُدتُ فَسَتَرْتَ ، فَلَكَ إلهِي الْحَمْدُ .

تَقَحَّمْتُ : أَوْدِيَةَ الْهَلاَكِ ، وَحَلَلْتُ شِعَابَ تَلَف ، تَعَرَّضْتُ فِيهَا لِسَطَوَاتِكَ ، وَبِحُلُولِهَا عُقُوبَاتِكَ .

وَوَسِيلَتِي إلَيْكَ : التَّوْحِيدُ ، وَذَرِيْعَتِي أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئاً ، وَلَمْ أَتَّخِذْ مَعَكَ إلهاً ، وَقَدْ فَرَرْتُ إلَيْكَ بِنَفْسِي ، وَإلَيْكَ مَفَرُّ الْمُسِيءِ ، وَمَفْزَعُ الْمُضَيِّعِ لِحَظِّ نَفْسِهِ ، الْمُلْتَجِئِ .

 فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ : انْتَضى عَلَيَّ سَيْفَ عَدَاوَتِهِ ، وَشَحَذَ لِيْ ظُبَةَ مُدْيَتِهِ ، وَأَرْهَفَ لِي شَبَا حَدِّهِ ، وَدَافَ لِيْ قَوَاتِلَ سُمُومِهِ ، وَسَدَّدَ نَحْوِي صَوَائِبَ سِهَامِهِ ، وَلَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حِرَاسَتِهِ ، وَأَضْمَرَ أَنْ يَسُومَنِي الْمَكْرُوهَ ، وَيُجَرِّ عَنِّي زُعَافَ مَرَارَتِهِ .

فَنَظَرْتَ يا إلهِيْ : إلَى ضَعْفِي  عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ ، وَعَجْزِي عَنِ الانْتِصَارِ مِمَّنْ قَصَدَنِيْ بِمُحَارَبَتِهِ ، وَوَحْدَتِي فِي كَثِيرِ عَدَدِ مَنْ نَاوَانِيْ ، وَأَرْصَدَ لِيْ بِالْبَلاءِ  فِيمَا لَمْ أُعْمِلْ فِيهِ فِكْرِي ، فَابْتَدَأْتَنِي بِنَصْرِكَ ، وَشَدَدْتَ أَزْرِي بِقُوَّتِكَ ، ثُمَّ فَلَلْتَ لِيَ حَدَّهُ ، وَصَيَّرْتَهُ مِنْ بَعْدِ جَمْع عَدِيْد وَحْدَهُ ، وَأَعْلَيْتَ كَعْبِي عَلَيْهِ ، وَجَعَلْتَ مَا سَدَّدَهُ مَرْدُوداً عَلَيْهِ ، فَرَدَدْتَهُ لَمْ يَشْفِ غَيْظَهُ ، وَلَمْ يَسْكُنْ غَلِيلُهُ ، قَدْ عَضَّ عَلَى شَوَاهُ ، وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً قَدْ أَخْلَفَتَ سَرَاياهُ .

وَكَمْ مِنْ باغ : بَغانِيْ بِمَكَائِدِهِ ، وَنَصَبَ لِيْ شَرَكَ مَصَائِدِهِ ، وَوَكَّلَ بِيْ تَفَقُّدَ رِعَايَتِهِ ، وَأَظْبَأَ إلَيَّ إظْبَآءَ السَّبُعِ لِطَرِيْدَتِهِ ، انْتِظَاراً لانْتِهَازِ الْفُرْصَةِ لِفَرِيسَتِهِ ، وَهُوَ يُظْهِرُ لِيْ بَشَاشَةَ المَلَقِ ، وَيَنْظُرُنِي عَلَى شِدَّةِ الْحَنَقِ .

 فَلَمَّا رَأَيْتَ يَا إلهِي : تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ  دَغَلْ سَرِيرَتِهِ ، وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ ، أَرْكَسْتَهُ لاُِمِّ رَأْسِهِ فِي زُبْيَتِهِ ، وَرَدَدْتَهُ فِي مَهْوى حُفْرَتِهِ ، فَانْقَمَعَ بَعْدَ اسْتِطَالَتِهِ ، ذَلِيلاً فِي رِبَقِ حِبالتِهِ الَّتِي كَانَ يُقَدِّرُ أَنْ يَرَانِي فِيهَا ، وَقَدْ كَادَ أَنْ يَحُلَّ بِيْ لَوْلاَ رَحْمَتُكَ مَا حَلَّ بِسَاحَتِهِ .

وَكَمْ مِنْ حَاسِد : قَدْ شَرِقَ بِي بِغُصَّتِهِ ، وَشَجِيَ مِنِّي بِغَيْظِهِ ، وَسَلَقَنِي بِحَدِّ لِسَانِهِ ، وَوَحَرَنِي بِقَرْفِ عُيُوبِهِ ، وَجَعَلَ عِرْضِيْ غَرَضاً لِمَرَامِيهِ ، وَقَلَّدَنِي خِلاَلاً لَمْ تَزَلْ فِيهِ ، وَوَحَرنِي بِكَيْدِهِ ، وَقَصَدَنِي بِمَكِيدَتِهِ .

فَنَادَيْتُكَ يَا إلهِي : مُسْتَغِيْثاً بِكَ ، وَاثِقاً بِسُرْعَةِ إجَابَتِكَ ، عَالِماً أَنَّهُ لاَ يُضْطَهَدُ مَنْ آوى إلَى ظِلِّ كَنَفِكَ ، وَلاَ يَفْزَعُ مَنْ لَجَأَ إلَى مَعْقِل انْتِصَارِكَ ، فَحَصَّنْتَنِي مِنْ بَأْسِهِ بِقُدْرَتِكَ .

وَكَمْ مِنْ سَحَائِبِ مَكْرُوه : جَلَّيْتَهَا عَنِّي ، وَسَحَائِبِ نِعَم أَمْطَرْتَهَا عَلَيَّ ، وَجَدَاوِلِ رَحْمَة نَشَرْتَهَا ، وَعَافِيَة أَلْبَسْتَهَا ، وَأَعْيُنِ أَحدَاث طَمَسْتَهَا ، وَغَواشي كُرُبَات كَشَفْتَهَا ، وَكَمْ مِنْ ظَنٍّ حَسَن حَقَّقْتَ ، وَعَدَم جَبَرْتَ ، وَصَرْعَة أَنْعَشْتَ ، وَمَسْكَنَة حَوَّلْتَ ، كُلُّ ذَلِكَ إنْعَامَاً وَتَطَوُّلاً مِنْكَ .

وَفِي جَمِيعِهِ : انْهِمَاكاً مِنِّي عَلَى مَعَاصِيْكَ ، لَمْ تَمْنَعْكَ إساءَتِي عَنْ إتْمَامِ إحْسَانِكَ ، وَلاَ حَجَرَنِي ذالِكَ عَنِ ارْتِكَابِ مَسَاخِطِكَ ، لاَ تُسْأَلُ عَمَّا تَفْعَلُ ، وَلَقَدْ سُئِلْتَ فَأَعْطَيْتَ، وَلَمْ تُسْأَلْ فابْتَدَأْتَ ، وَاسْتُمِيحَ فَضْلُكَ فَمَا أَكْدَيْتَ.

أَبَيْتَ يَا مَوْلاَيَ : إلاَّ إحْسَانَاً وَامْتِنَاناً ، وَتَطوُّلاً وَإنْعَاماً ، وَأَبَيْتُ إلاَّ تَقَحُّماً لِحُرُماتِكَ ، وَتَعَدِّياً لِحُدُودِكَ ، وَغَفْلَةً عَنْ وَعِيدِكَ .

 فَلَكَ الْحَمْدُ إلهِي : مِنْ مُقْتَدِر لاَ يُغْلَبُ ، وَذِي أَناة لاَ تَعْجَلُ .

 هَذَا مَقَامُ : مَنِ اعْتَرَفَ بِسبوغِ النِّعَمِ ، وَقَابَلَهَا بِالتَّقْصِيرِ ، وَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالتَّضْيِيْعِ .

اللَّهُمَّ : فَإنِّي أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ ، بِالْمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفِيعَةِ ، وَالْعَلَوِيَّةِ الْبَيْضَآءِ ، وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِهِمَا ، أَنْ تُعِيذَنِيْ مِنْ شَرِّ [ كَذَا وَكَذَا ] فَإنَّ ذَالِكَ لا يَضِيْقُ عَلَيْكَ فِي وُجْدِكَ ، وَلاَ يَتَكَأدُّكَ فِي قُدْرَتِكَ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ .

فَهَبْ لِي يا إلهِي : مِنْ رَحْمَتِكَ وَدَوَامِ تَوْفِيقِكَ ، مَا أَتَّخِذُهُ سُلَّماً أَعْرُجُ بِهِ إلى رِضْوَانِكَ ، وَآمَنُ بِهِ مِنْ عِقَابِكَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

 

ـــ

ــــ

ـــــ

 

 

الدعاء الخمسون

وكان من دُعائِهِ عليه السلام

في الرهبة

اللَّهُمَّ : إنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً ، وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً ، وَرَزَقْتَنِي مَكْفِيّاً .

اللَّهُمَّ : إنِّي وَجَدْتُ فِيمَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ ، وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادِكَ ، أَنْ قُلْتَ : ( يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي مَا قَدْ عَلِمْتَ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي .

 فَيَا سَوْأَتا : مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ ، فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ الَّتِي أُؤَمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ الَّذِي شَمِلَ كُلَّ شَيْء ، لألْقَيْتُ بِيَدِي ، وَلَوْ أَنَّ أَحَداً اسْتَطاعَ الْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ  لَكُنْتُ أَنَا أَحَقُّ بِالهَرَبِ ، وَأَنْتَ لاَ تَخْفَى عَلَيْكَ خَافِيَةٌ فِي الاَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ إلاَّ أَتَيْتَ بِهَا ، وَكَفى بِكَ جَازِياً ، وَكَفى بِكَ حَسِيباً .

اللَّهُمَّ : إنَّكَ طَالِبِي إنْ أَنَا هَرَبْتُ ، وَمُدْرِكِي إنْ أَنَا فَرَرْتُ ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، خَاضِعٌ ذَلِيلٌ رَاغِمٌ ، إنْ تُعَذِّبْنِي فَإنّي لِذلِكَ أَهْلٌ ، وَهُوَ يَارَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ ، وَإنْ تَعْفُ عَنِّي  فَقَدِيماً شَمَلَنِي عَفْوُكَ ، وَأَلبَسْتَنِي عَافِيَتَكَ .

فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ : بِالْمَخْزونِ مِنْ أَسْمائِكَ ، وَبِمَا وَارتْهُ الْحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ ، إلاَّ رَحِمْتَ هذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ ، وَهَذِهِ الرِّمَّةَ الْهَلُوعَةَ ، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ حَرَّ شَمْسِكَ ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ حَرَّ نارِكَ ؟ وَالَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ صَوْتَ غَضَبِكَ ؟

فَارْحَمْنِي اللَّهُمَّ : فَإنِّي امْرُؤٌ حَقِيرٌ ، وَخَطَرِي يَسِيرٌ ، وَلَيْسَ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مِثْقَالَ ذَرَّة ، وَلَوْ أَنَّ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ لَكَ ، وَلكِنْ سُلْطَانُكَ اللَّهُمَّ أَعْظَمُ ، وَمُلْكُكَ أَدْوَمُ مِنْ أَنْ تَزِيدَ فِيْهِ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ ، أَوْ تُنْقِصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْمُذْنِبِينَ . فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَتَجاوَزْ عَنِّي يا ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ ، وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .

 

 

أعدها للعرض على الانترنيت والمبايل
  خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن الأنباري
موسوعة صحف الطيبين
http://www.114.ir
 

 

إلى فهرس الصحيفة السجادية

 إلى الصفحة التالية من الأدعية