بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نرحب بكم يا طيب في

موسوعة صحف الطيبين

في أصول الدين وسيرة المعصومين



التحكم بالصفحة + = -

❀✺✸☼❋❉❈❊

تكبير النص وتصغيره


النص المفضل

لون النص والصفحة
حجم النص

____ لون النص ____

أحمر | أزرق | أخضر | أصفر |
أسود | أبيض | برتقالي | رمادي |

____ لون الخلفية ____




صحيفة المؤاخاة من صحيفة الإمام

عليه السلام

يا طيب هذه صحيفة المؤاخاة : بين أمير المؤمنين ورسول الله ، حين آخا رسول الله بين المهاجرين ، وأخرى في سنة بعد بين المهاجرين أنفسهم ، وفي كلها أخا بينه وبين أمير المؤمني علي بن أبي طالب عليه السلام ، ويا طيب كان يؤاخي بين كل شبيهين في الأخلاق .


عناوين صحيفة المؤاخاة
www.alanbare.com/1/aket
الصحيفة كتاب الكتروني
www.alanbare.com//1/aket.pdf

تأليف
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل الأنباري
موسوعة صحف الطيبين

صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام

صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام

صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام
من هنا
تَنْزِيلُ الصَّحِيفَةُ وَقِرَاءتُها

كتاب الكتروني بي دي اف pdf

جيد للقراءة والمطالعة على الجوال والحاسب


 






تقديم عن الأخوة :

يا طيب : الأخوة الإيمانية عقدت في 18 ذي الحجة في سنة 1 لأولى للهجرة ، وتصادف يوم الغدير الأغر ، وفصلنا البحث فيها موسعا في أبوذية آخي :

ويا طيب : الأخوة على الإيمان وعدمه هي عين الحب في الله والبغض في الله ، ومن يصاحب ويصادق المؤمن يفلح ويفوز ، ويتقوى على طاعة الله ويساعده على معرفة عظمة الله وتعاليمه ، ومن يوآخي العاصي والمشرك والضال والكافر ويرافقه يجره للمعصية ويبعده عن الله ونعيمه في الدنيا والآخرة .

ويا طيب : إن الله جعل المؤمنين أخوة في الدين ولهم حقوق على بعض ، ومنها التناصر على الهدى والطاعة والإعانة على كل شيء من قضاء الحوائج والاحترام ، بالإضافة للحقوق العامة في المعاشرة بين الناس من المجادلة بالحسنى والموعظة الحسنة وحفظ العهد والوعد والأمانة وغيرها من تعاليم الإسلام الحسنة وأخلاقه الفاضلة وآدابه الكريمة مع كل البشر .

ويا طيب : أشتهر بين المؤمنين ، وكان مورد قبول من العلماء حديث أو قول مرسل ، لم يوجد في الأحاديث في الكتب القديمة ، ولكنه مرضي لأنه موافق لآداب الدين الإسلامي ، وهو عقد عهد الأخوة بين المؤمنين في يوم الغدير ، وعمل به الكثير وأشتهر وأنتشر ، وكأنه حديث منقول في الصدور ويتوارثه المؤمنون ، ولأنه في إظهار التأخي والمحبة بين المؤمنين ، والتناصر والألفة بين المتآخين ، والشعور بالقرب والمودة بين المتعاقدين ، والراحة والسلام والأمن والأمان بين المتعاهدين فيه ، ولذا حببه العلماء ونشره الفضلاء ونصه هو :

 

نص عقد الأخوة :

يا طيب : عرفت أن الحديث منقول مرسل لم ينقل في الكتب القديمة ، ولكنه كان مورد للقبول بين المؤمنين والفضلاء ، لما عرفت من إيجابه للمحبة والمودة بينهم ، ويزيد حرمة المتآخين والتناصر والتعاون بينهم ، ويلزم المتعاهدين على التعاون وعدم الفكر بالغدر والخيانة ، فضلا عن عمل الضر والشر والغيبة والتجسس وما شابهه من أعمال أصحاب الشياطين والضالين .

ويا طيب : هذه الأخوة إن عقدت فهي مستمرة ، وحسنة ومقبولة وفيها الطاعة لله تعالى ، والتعاون على البر والإحسان والعدل والإنصاف والأعمال الصالحة و المسارعة بالخيرات والمبرات بين المتآخين ، وإن شاء الله تستمر إلى يوم القيامة ويدخل الجنة المؤمنون معا بشفاعة بعضهم للبعض ولتوليهم صاحبي الأخوة نبي الرحمة وسيد المرسلين وأخيه أمير المؤمنين وآلهم الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

وطبعا ما لم تفسخ الأخوة : وتنتقض بما يخالف مراسم الأخوة الإيمانية وآداب الدين ، فيتنازل عن عنها أحدهم ويهدمها بعمل ما يناقض نص العقد وتعاليم الدين ، فيفسخها والعياذ بالله وتنقلب عداوة لا سامح الله حين يغدر أو يغل أو يخدع أو يمكر أو يتحايل أو يغش أو ينم عليه أو يغتاب من عاهده ، أو يقوم بأعمال مضرة ومشينة وسيئة أخرى ، والتي لم يتنازل عنها المعاهد في العقد ، فإنه في العقد يتنازل عن حقوق الأخوة لا العداوة  ، وكما سيأتي بيان حقوق الإخوان وشرحه في الأحاديث الآتية ، وأما الحديث، فهو :

 

ذكر النوري في مستدرك الوسائل : عن الميرزا عبد الله الأصفهاني في رياض العلماء : في ترجمة السيد الجليل أبي المكارم حسن بن شدقم المدني ، ذكر صورة إجازة العالم الجليل الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي له ، و فيها : و بعد ، فإن السيد الجليل النبيل الإمام الرئيس و ساق مدائحه و فضائله و نسبه و الدعاء له إلى أن قال :

وفق الله محبه و داعيه : نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي لزيارة بيت الله الحرام ، و زيارة قبر نبيه و الأئمة من ولده صلى الله عيهم وسلم ، فاتفق له إدراك الاجتماع بحضرته السنية و سدته العلية ، و كان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في حدود سنة سبع و سبعين و تسعمائة على مشرفها الصلاة و السلام .

و عقد بيني و بينه الإخاء : في ذلك اليوم المبارك ، الذي وقع فيه النص من سيد الأنام على الخصوص بالإخاء في ذلك المقام ، و التمس من الفقير يومئذ أن أكتب له شيئا مما أجازنا الأشياخ .. إلى آخره.

قال النوري قلت : لم نعثر على النص الذي أشار إليه و لا على كيفية هذا العقد في مؤلف ، إلا في كتاب زاد الفردوس لبعض المتأخرين ، قال :

 

في ضمن : أعمال هذا اليوم المبارك :

 و ينبغي : عقد الأخوة في هذا اليوم ( الغدير المبارك ) مع الإخوان :

بأن يضع : يده اليمنى ، على يمنى أخيه المؤمن ، و يقول :

وَاخَيْتُكَ‏ : فِي اللَّهِ وَ صَافَيْتُكَ فِي اللَّهِ ، وَ صَافَحْتُكَ فِي اللَّهِ ، وَ عَاهَدْتُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ ، وَ كُتُبَهُ وَ رُسُلَهُ ، وَ أَنْبِيَاءَهُ وَ الْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِينَ عليهم السلام ، عَلَى أَنِّي إِنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الشَّفَاعَةِ ، وَ أُذِنَ لِي بِأَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَا أَدْخُلُهَا إِلَّا وَ أَنْتَ مَعِي .

فيقول الأخ المؤمن : قَبِلْتُ .

فيقول كلا منهما :

أَسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الْأُخُوَّةِ .

مَا خَلَا الشَّفَاعَةَ وَ الدُّعَاءَ وَ الزِّيَارَةَ .

مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل للنوري ج6ص278ب3ح6843-5. رياض العلماء ص 1 ص 248.

معنى الأخوة الإيمانية :

يا طيب : إن الأخوة التي نقصدها هي الأخوة الإيمانية ، التي تقرب من الله ورسوله والطيبين الطاهرين من آله الكرام صلى الله عليهم وسلم ، وهذه تتم في الحب في الله والبغض بالله تعالى كما سيأتي بعض البيان .

ويا طيب : الشفاعة من الله لمن أرتضى دينه ، وسيد الشفعاء نبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، ويرتضون ويرضون على من يتعلم منهم ويطيع الله بهداهم ، ويسير بصراطهم المستقيم لكل نعيم الله ، كما أن المؤمنين يشفعون بإذن الله لمن أحبوا يوم القيامة ، وأحاديث الشفاعة كثيرة جدا للمؤمنين فضلا عن أئمتهم ، حتى يشفعون ومن يشفعون له يشفع لمن يحب كرامة الله لهم ، كما أن سؤال الدعاء والزيارة وتقليدها مستحب وحسن ورائج بين المؤمنين ، وعلى كل حال عملتهم بالقول أعلاه أم لا فأسألكم الدعاء والزيارة والشفاعة يوم القيامة .

 

آيات الحب في الله والبغض فيه :

يا طيب : عرفت أن شرط الإيمان ومعرفة الحق هو الحب في الله والبغض في الله تعالى ، وهي عين الأخوة الإيمانية ، فنذكر أولا آيات الحب في الله والبغض في الله تعالى ، ثم نذكر تفصيل آيات الأخوة وأنواعها .

قال الله تعالى :

 { لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ

 وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ  فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ

إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً

 وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ  وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ (28)

قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ  وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرً   وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدً بَعِيدًا  وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ  وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ (30)

  قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) } آل عمران .

ويا طيب : على حب الله ورسوله نتبع ونقتدي بالنبي الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ، ومؤاخاته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في يوم الغدير .

 ويا طيب : في أحاديث الشفاعة بأن المؤمنين يشفع لآلاف من العباد يوم القيامة ، كما أن الدعاء بالغيب وتبليغ الأئمة سلام المؤمنين مستحب ، بل يعجل قبول دعاء الداعي لأخية بظهر الغيب ، ويقبل سلامه وصلاته على النبي وآله صلى الله عليهم وسلم لأنه المرء م من أحب ، كما في الآية أعلاه ، ويؤيدها آية المودة لأهل البيت وآية الصلاة عليهم ، وآيات إيتاء ذي القربة والنبي والاستغفار عندهم وطلب الاستغفار منهم لنا ولمن نحب .

كما يا طيب : لا يجوز لنا أن نود من لم يؤمن بالله ورسوله ولا يحبهم ، كنقيض للآية السابقة ، حتى لو كان أخ من أب وأم فضلا عن كونه أخ في الله ، كما قال الله تعالى :

{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ  أَوْ عَشِيرَتَهُمْ

أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ

وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ  خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } المجادلة .

فيا طيب : الدين المودة والمحبة في الله والتولي لأولياء الله والتبري من أعداء الله ، وهي من فروع الدين عملا وإظهارا ، ومن أصوله في العدل والنبوة والإمامة عقائدا وإيمانا .

ويا طيب : وأجمل ما يفسر هذه الآيات الحديث التالي :

ذكر الصدوق بالإسناد : عن علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد الله :

أحبب في الله : وأبغض في الله .

 ووال في الله : وعاد في الله .

 فإنه لا تنال : ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد الرجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك .

وقد صارت : مؤاخاة الناس يومكم هذا ، أكثرها في الدنيا ، عليه يتوادون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا .

فقال الرجل : يا رسول الله ، فكيف لي أن أعلم أني قد واليت و عاديت في الله ، ومَن ولي الله عز و جل حتى أواليه و مَن عدوه حتى أعاديه .

فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إلى علي عليه السلام .

 فقال : أ ترى هذا ؟ قال : بلى .

قال : ولي هذا ولي الله فواله ، وعدو هذا عدو الله فعاده ، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا و لو أنه أبوك و ولدك .

معاني ‏الأخبار 399ح58 .


 

تكملة آيات الحب في الله :

ويا طيب : بعد معرفة الحب في الله ، والموالاة في الله لأوليائه ، وأنه قال الله تعالى في ذلك ليعرف المؤمنين حقا وأئمتهم :

{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُو وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى  وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23)} الشورى.

ويا طيب : اقتراف الحسنة حب النبي وآله ، وهم القربى لأنه قربى غيرهم لا يعلم أنهم عنده معارف وعلوم وهدى الله مناسب لأجر الرسالة بل قد لا يفهم أو غير مؤمن حقا ، ولذا ينحصر إيتاء القرب بآل محمد عليهم السلام ، وحينه من يطيعهم ويأتيهم يضاعف له الحسنة بعلمه وعمله ويغفر له ويشكر سعيه ، وهذا معنى زيارتهم والدعاء عندهم للمؤمنين والصلاة والسلام عليهم ، كما في آية الصلاة بقوله تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى  النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) } الأحزاب.

فنصلي : على النبي وآله ، لأنه في كل الأحاديث جاء بضرورة قرنهم معه ، وإلا لا تقبل الصلاة على النبي بدون ذكر آله معه وإظهار المودة لهم ، فضلا عن الآية السابقة بضرورة ودهم وإظهارها ، كما أمر الله تعالى بأن نأتي النبي ونستغفر عنده ونطلب منه أن يستغفر لنا ، والنبي جعل آله بمنزلته وهم أحياء عند ربهم يرزقون ، كما في قوله تعالى :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ  لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ

 وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا  رَّحِيمًا (64)} النساء .

وطاعة الرسول الأكرم : هو طاعة آله الكرام والصلاة السلام عليهم والاستغفار عندهم لنا ، ولمن قلدنا وطلب منا الزيارة كما في العهد والعقد أعلاه في حديث الأخوة الإيمانية ، فهو يتنازل عن كل الحقوق التي سيأتي بيانها إل الدعاء والزيارة والشفاعة ، فيطلبها منها ونحن أيضا نطلبها منه في العقد.

ويا طيب : ذكرنا في أن العهد والعقد في الحديث باقي ما لم ينقضه أحدهم ، فتدبر جيدا ما قال الله تعالى :

{  وَيَوْمَ نَبْعَثُ  فِي كُلِّ أُمَّةٍ

شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ

وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء

وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ  وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ

 وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى

 وَيَنْهَى عَنِ  الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)

 وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ

وَلاَ تَنقُضُواْ  الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا

وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)

وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي  نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا

 تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ

أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ  إِنَّمَ يَبْلُوكُمُ  اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن  يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (93)

وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ  

فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ  عَظِيمٌ (94)

 وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَ عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (95)  مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ

وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (96) مَنْ  عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) } النحل.

يا طيب : تبدأ الآيات أعلاه ، بذكر الشهداء ، والمقصود شهداء الأعمال من الأنبياء والأوصياء والأئمة في كل زمان لأنه قال من أنفسهم أي يكون الشهيد أي الإمام معهم ، فمن عرف إمامه وولي أمر الله في زمانه ، وأطاعه يشهد له بقبول الحق وسعيه بالعمل به ، ويشهد لشهادته النبي الأكرم فيشفع له بقبول الحق ويرضى الله دينه تكريما له ، وإلا الله أعلم بهم ، ولكن يشهد الشهداء وشفعاء الحق ليعرفنا أنه دينه لا يعرف إلا من اصطفاهم وأختارهم في الدنيا والآخرة ، وشفعهم فيمن عرفهم بالحق فتولاهم وودهم وتعلم منهم وعمل بما هدوه له من دينه القويم القيم .

ثم الآيات تذكر : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وعرفتهم بآية مودة القربى هم قربى النبي المناسب مودتهم لأجر الرسالة ، وبطاعتهم وأتباعهم وحبهم وحب هداهم والعلم والعمل به يحصل الإيمان، والآيات هن تأمرنا بأن نأتيهم فنقر لهم بالطاعة والولاء ، ونبلغهم سلام من أوصانا وقلدنا الدعاء والزيارة ، وبالخصوص من عقدنا معهم عهد في العقد أعلاه في ويوم الغدير مقتدين بالنبي الأكرم وأخيه أمير المؤمنين ، كمنا فصلنا البحث في الأخوة في أبو ذية آخي ، وأبوذية أخي من صحيفة الإمام علي من موسوعة صحف الطيبين .

ويا طيب : بعد هذه المعرفة ، الآيات تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، ونقض العقد والعهد والوعد وبالحقيقة هو نقض الإيمان وحرمة نكث ما ألزمن به أنفسنا لمن وثق بنا ، إما لحسدا لأنه أفضل منا وأربى في الإيمان أو بما فضله الله تعالى، كما حسد الأوائل آل النبي الأكرم ، أو وحقدا أو عداوة على الدين والمتدينين من المؤمنين والعياذ بالله ، وبالخصوص لمن تظاهر بالإيمان فلا يصح له أن يظهر الإيمان ويضمر الغدر والخيانة والخباثة على المؤمنين فيكون عذابه مضاعف لأنه أتخذ دينه وليجة وليجت نفاق ليدخل الضر على من وثق به لتظاهره بالدين .

ويا طيب : هذه الدنيا بلاء واختبار ، فيجب بها العمل الصالح والطاعة لله ولرسوله ولآل النبي بعده ، ومحبة المؤمنين ونصرهم وتأييدهم فيما يرضي الله تعالى وفي كل تعاليم الدين لنفوز برضا الله تعالى ، ولا نجعل الإيمان ينقلب ويتداخل مع الضلال ووساوس الشيطان ، فتزل قدم الإيمان وتتزحلق فتدخل الضلال وأعمال الطغاة والظالمين وتشابههم والعياذ بالله .

وأسأل الله : أن يحيينا الله حياة طيبة مؤمنة ويجزينا أحسن الجزاء جميعا ، ونشكر الله لي ولكم لما عرفنا من الهدى الحق وأهله ، ووفقنا للإيمان به والعلم والعمل به بقدر الاستطاعة ، وأسأله تعالى أن يغفر لنا ولكم ولجميع المؤمنين ، واسألكم الدعاء والزيارة والشفاعة.

وتذكرة يا طيب :

قال الله سبحانه وتعالى :

{ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ  يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (53)

 أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ

 فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ  وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55) } النساء .

ويا طيب : الجماعة الأوائل من المسلمين عاهدوا وعاقد الله والنبي وآله ، ولكنهم انقلبوا بعد وفاة النبي ، وغصبوا حق آل البيت حسدا لهم لم عندهم من الكتاب والحكمة ، ونقضوا العهد باتخاذهم الدين وليجة وإظهار الأيمان حتى غصبوا الخلافة التي هي حق لمن عنده ملك الله العظيم من الكتاب والحكمة ، وهم آل محمد صلى الله عليهم وسلم وهم آل إبراهيم والواجب أن تهواهم القلوب .


 

آيات في الأخوة وأنواعها :

يا طيب : إن الإنسان أخو الإنسان بصورة عامة وكل الناس لآدم وآدم عليه السلام خلق من تراب ، والبشر سواسية في الحقوق ، ولا يصح التعدي على أحد منهم ، مهما كان دينه أو لونه أو مذهبه ، والله يحب العدل والإنصاف والإحسان في كل شيء ، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل بين المؤمنين علاقة محبة ومودة وألفه بها تجتمع كلمتهم وتقوى شوكتهم ويتناصرون على البر والتقوى ، ولا يحق لهم أن يتناصرو على الإثم والعدوان والمعصية ، لأنه يبعد عن الله وتعاليم دينه ، والله تعالى عرف الأخوة الإيمانية بقوله سبحانه :

{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) } الحجرات .

وأجمل ما ذكر الله تعالى : في الأخوة الإيمانية ، وإنه بين المتآخين بالدين منزوع الغل والحسد والضرر والشر وكل خلق رديء ، وأن لهم الأخلاق العالية والآداب الإسلامية الرفيعة الحسنة ، في قوله تعالى :

{ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَ بِالْإِيمَانِ

 وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ  آمَنُوا رَبَّنَ إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (10)}الحشر.

ويا طيب : هذه المودة والألفة والأخلاق الحسنة ، تكون سبب للتمسك بالدين والاعتصام بحبل الله .

ويا طيب : نحن بالعقد الأخوة والتعهد فيها بعد النبي الأكرم ، نكون عين ما أمر الله تعالى في الآية السابقة ، نذهب كل غل وحقد وحسد ، ونطلب لهم كل خير من الدعاء والزيارة وحتى نتعهد معهم بيننا بالشفاعة ، وهم أيضا يدعون لنا ويسألون النبي وآله لأن يغفر لنا الله ويبلغ أئمتنا عنا الطاعة لهم والولاء ويشهدوا لنا بحسن السيرة والصلاة والإيمان بالحق وأهله وحبهم وودهم كما أمر الله تعالى.

ومثل هذا العقد والعهد الإيماني : يمنع الفرقة والاختلاف ، ويجعلنا أخوة ، كما قال الله تعالى :

{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ

وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ

فَأَصْبَحْتُم  بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا

وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) } آل  عمران .

فبفضل الله تعالى : أصبح المؤمنون أخوة ولهم حقوق على بعض ونجو من الهلكة  ، ومن الحقوق حسن الظن بعضهم ببعض وحرمة التجسس والغيبة ، فضل عما عرفت من ضرورة التناصر والإعانة على أمور الدين والدنيا ، و كما قال الله تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ

إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا

وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا

 أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) } الحجرات.

 ويا طيب : هكذا يلتحق بالمؤمنين ، ويستحق هذه الحقوق كل من يتوب ويتوجه لله بالطاعة ، كما قال الله تعالى :

{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ

فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ

وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) }  التوبة.

ويا طيب : كل من يؤمن له حقوق دينية فصلتها الأحاديث الكريمة عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ، وشرحها وفسرها آله وأهل بيت الطيبين الطهرين عليهم السلام بالإضافة لما عرفت ، وسيئاتي ذكرها بالأحاديث .

ويا طيب : كما توجد أخوة دينية إيمانية ، توجد بين المنافقين والكفار والمشركين ، أخوة تناسب حالهم ، كما

قال الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ

 وَقَالُواْ  لإِخْوَانِهِمْ  إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي  قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) } آل عمران .

فمن يتخذ صديق وأخ : ليس بمؤمن يثبطه عن العمل في طاعة الله ، ويكون له مانع من التحقق بتعاليم الله تعالى والتحقق بعبودية ، ويكون له كشيطان ، كما قال سبحانه وتعالى : { الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ   لَوْ  أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168) } آل عمران .

وقال الله سبحانه :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء

 إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ

 وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23)

قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ  وَعَشِيرَتُكُمْ

وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَ وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا

 أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ  وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) } التوبة .

فمن يواخي : من الناس غير المؤمن يكون له سبب لعدم الالتزام بالدين ، ويبعده عن العمل بتعاليم الهدى ، كما أنه يمنع الله تعالى ويحرم الولاية والرفقة لمن يستحب الكفر والفسوق والعصيان ، حتى لو كان أخ أو أب من النسب والعشيرة والولد والزوج فضل عن أخوة الرفقة والصداقة ، وكل إنسان لا يحب الله ورسوله وتعاليمه .

تكملة آيات الأخوة الإيمانية :

يا طيب : وإن وجب عدم الاعتداء والغدر والخيانة للمؤمن وغيره ، ولكنه لا يتخذ رفيق مصاحب من لا يؤمن بالله ورسوله ، ولا يطاع في المعصية وبم يبعد عن الله ، ويجعل الإنسان يطغى على تعاليم الله تعالى وينغمس في الغي والضلال ، كما عرفت، وكما قال الله تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ  اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201)  وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ  ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (202) } الأعراف .

فالمؤمن : له أخوة يبصرونه وينصحوه وينصروه لكي لا يرتكس بالغي والضلال ، وإن كان له أخوة غير مؤمنين فهم يدعوه للتمادي بالغي وعدم التوبة ، ويلحون عليه بارتكاب أنواع المعاصي .

و نتيجة الأخوة الإيمانية : هي الحب في الله تعالى ومن حبهم الله وودهم والبغض في الله لمن عصوه ورفضهم لله لغدرهم وخيانتهم لعقد الأخوة والخلافة والوصاية لأمير المؤمنين وآله من بعده .

 ونتيجة الأخوة الأخرى : التي هي أخوة الشياطين وأصحابهم ، هي كما قال الله تعالى في حق المجرمين والكفار وفرارهم من بعض في الآخرة وهي أشبه بالغدر والخيانة لا يتناصرون :{ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11)

وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12)  وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى (16)} المعارج .

 و{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) } عبس .

وأما أخوة الإيمان : فهم في طاعة الله منعمين بكل ما أعد للمتقين من الأمن والسلام والهدى في الدنيا والآخرة ، ووصفهم بالأخرة بقوله تعالى :

{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَ بِسَلاَمٍ  آمِنِينَ (46)

 وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ

إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47)

 لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا  نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) } الحجر .

جعلنا الله تعالى وإياكم: أخوة على معرفة عظمة الله ويقوين عل طاعته بمعرفة آل محمد صلى الله عليهم وسلم وطاعتهم والاقتداء بهم والسير إليه على منهجهم وصراطهم الحق ، ويجعلنا معهم في الدنيا والآخرة مع الشهداء والصديقين وحسن أوليائك رفيقا ، برحمته فإنه أرحم الراحمين وهو ولي المؤمنين ، وأسألكم الدعاء والزيارة والشفاعة ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


 

أحاديث الأخوة للإمام علي:

يا طيب : وأما الأخ :  فهو إما لأب وأم ، أو في الدين ، أو في الخلق .

وأفضل أخوة هي أخوة الإيمان ، لأنه قال الله سبحانه وتعالى :

 { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ

 إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) } الزخرف .

ويا طيب : أفضل من يعرف الأخوة الإيمانية وحقها أو غيرها ، بعد كلام الله عز وجل ، هو كلام النبي وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، وهذا احاديث تشرح نفسها لمن يتدبرها ويفكر بها ويقرأها على مهل ، ليتعلم منه حقائق الأخوة الإيمانية وحقوقها وواجباتها ، وعلى ما يعرفه عقد الأخوة الإيمانية ، ويرفض غيرها من أخوة أخوان الشياطين والعياذ بالله منهم .

قال : مولى الموحدين و أمير المؤمنين وسيد الوصيين أخو سيد المرسلين ووصيه بالحق وخليفته بالصدق ، في حق الإخوان و آداب الإخوة في الإيمان:

الناس إخوان : فمن كانت إخوانه في غير ذات الله ، فهي عداوة . و ذلك قوله عز و جل : { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا  الْمُتَّقِينَ (67) } الزخرف .

من قلب الإخوان: عرف جواهر الرجال.

أمحض : أخاك بالنصيحة ، حسنة كانت أم قبيحة . ساعده : على كل حال ، و زل معه حيث زال . لا تطلبن منه : المجازاة ، فإنها من شيم الدناءة .

ابذل : لصديقك كل المودة ، و لا تبذل له كل الطمأنينة . و أعطه: كل المواساة ، و لا تفض إليه بكل الأسرار ، توفى الحكمة حقها . و الصديق : واجبه ، ألا يكون أخوك أقوى منك على مودته .

البشاشة : فخ المودة ، و المودة قرابة مستفادة . لا يفسدك الظن : على صديق ، أصلحه لك اليقين .

كفى بك: أدبا لنفسك ، ما كرهته لغيرك.

لأخيك عليك : مثل الذي لك عليه ، لا تضيعن حق أخيك اتكال على ما بينك و بينه ، فإنه ليس لك بأخ من ضيعت حقه .

و لا يكن : أهلك أشقى الناس بك .

أقبل : عذر أخيك ، و إن لم يكن له عذر فالتمس له عذر . لا يكلف : أحدكم أخاه الطلب ، إذا عرف حاجته .

لا ترغبن : فيمن زهد فيك ، و لا تزهدن فيمن رغب فيك .إذ كان للمخالطة :  موضع ، لا تكثرن العتاب ، فإنه يورث الضغينة ، و يجر إلى البغيضة ، و كثرته من سوء الأدب . أرحم أخاك : و إن عصاك ، و صله و إن جفاك . أحتمل : زلة وليك ، لوقت وثبة عدوك .من وعظ : أخاه سرا فقد زانه ، و من وعظه علانية فقد شانه .

من كرم المرء : بكاه على ما مضى من زمانه ، و حنينه إلى أوطانه ، و حفظه قديم إخوانه . كنز الفوائد ج1ص93 .

قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لابن مسعود :

فليكن :جلساؤك الأبرار ، و إخوانك الأتقياء و الزهاد .

لأن الله تعالى قال في كتابه : { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِين‏ } .

مكارم ‏الأخلاق ص45ف4.


 

أحاديث الإمام علي لمن نصاحب

قال أمير المؤمنين عليه السلام : في مصاحبة المؤمنين الممدوحة الخيرة ، وفي الثناء على صحبة العقلاء الحسنة ، كلمات غراء جامعة للحكمة ، ومنتهى في العلم والبلاغة ، وعميقة للمعنى في عين الفصاحة ، كثير الموعظة حسنة النصح جميلة الأسلوب ، معلمة للأخلاق الفاضلة وهادية لأعلى الآداب حتى ليكون المتحقق بها بين رفاقه محبوب .

  ولذا  يستحب : حفظها لمن يحب الخير وصحبة الأخيار ومجالسة العلماء والأبرار ، ويعشق أن يتحلى بأحسن المكارم ويتحقق بأفضل معالم الأحرار .

  ولكي تتحقق يا صاحبي : ما ذكرنا ، بروح مرتاحة ، ونفس مشتاقة ، وعقول للهدى ومعارف صحبة الأخيار تواقة .

ونذكر ما ذكره : معلم الخير ، وخير الخلق بعد سيده سيد المرسلين ، وهو مولى الموحدين عليه السلام .

فتدبر يا طيب : بكل معرفة منها وأنظر فيها بكل تفحص ولا تلهوه عنها ، تستفد علما جما في الصحبة ، وترى معرفة واسعة في العشرة ، وحقائق ما تجب به الرفقة ،.

  قال مولاي وسيدي وإمام الحق علي بن أبي طالب عليه السلام :

أكثر الصلاح : و الصواب ، في صحبة أولي النهى و الألباب .

صاحب العقلاء : تغنم ، و أعرض عن الدنيا تسلم .

صاحب العقلاء : و جالس العلماء ، و اغلب الهوى ، ترافق المل الأعلى .

صحبة : الولي اللبيب ، حياة الروح .

عليك : بمقارنة ذي العقل و الدين ، فإنه خير الأصحاب .

عاشر : أهل الفضل ، تسعد و تنبل .

عمارة القلوب: في معاشرة ذوي العقول .

من صاحب : العقلاء وقر .

مصاحبة العاقل : مأمونة .

الصق : بأهل الخير و الورع ، و رضهم على أن لا يطروك ، فإن كثرة الإطراء تدني من العزة ، و الرضا بذلك يوجب من الله المقت .

جليس : الخير ، نعمة .

خير الاختيار : صحبة الأخيار .

خير الاختيار : موادة الأخيار .

صحبة الأخيار : تكسب الخير ، كالريح إذا مرت بالطيب حملت طيب .

قارن : أهل الخير ، تكن منهم  و باين أهل الشر تبن عنهم .

من : أحسن الاختيار، صحبة الأخيار .

من : حسن الاختيار ، مقارنة الأخيار ، و مفارقة الأشرار .

معاشرة : ذوي الفضائل ، حياة القلوب .

مجالسة : الأبرار ، توجب الشرف .

صاحب : الحكماء و العلماء .

جالس : أهل الورع و الحكمة ، و أكثر مناقشتهم ، فإنك إن كنت جاهلا علموك ، و إن‏ كنت عالما ازددت علما .

جالس الحكماء : يكمل عقلك ، وتشرف نفسك ، وينتف عنك جهلك .

صاحب الحكماء : و جالس الحلماء ، و أعرض عن الدنيا ، تسكن جنة المأوى .

مجالسة الحكماء : حياة العقول ، و شفاء النفوس .

جالس العلماء : يزدد علمك ، و يحسن أدبك ، و تزك نفسك .

جاور العلماء : تستبصر .

خير : من صاحبت ، ذوو العلم و الحلم .

عجبت : لمن يرغب في التكثر من الأصحاب ، كيف لا يصحب العلماء الألباء الأتقياء ، الذين يغنم فضائلهم ، و تهديه وتهذبه‏ علومهم ، و تزينه صحبتهم .

لقاء : أهل المعرفة ، عمارة القلوب ، و مستفاد الحكمة .

ينبغي للعاقل : أن يكثر من صحبة العلماء و الأبرار ، و يجتنب مقارنة الأشرار و الفجار.

بحسن : الصحبة ، تكثر الرفاق .

في حسن المصاحبة : يرغب الرفاق .

من : أحسن المصاحبة ، كثر أصحابه .

اصحب : تختبر .

إغباب : الزيارة ، أمان من الملالة .

أحسن الشيم : إكرام المصاحب ، و إسعاف الطالب .

أحق من أطعته : من أمرك بالتقى ، و نهاك عن الهوى .

إذا طالت : الصحبة ، تأكدت الحرمة .

خير : من صحبته ، من لا يحوجك إلى حاكم بينك و بينه . خير : من صحبت ، من ولهك بالأخرى ، و زهدك في الدنيا ، و أعانك على طاعة المولى .

خالطوا الناس : بألسنتكم و أجسادكم ، و زايلوهم بقلوبكم و أعمالكم .

جالس : الفقراء ، تزدد شكرا .

جالس : الحلماء ، تزدد حلما .

زايلوا : أعداء الله ، و واصلوا أولياء الله .

ليكن : آثر الناس عندك ، من أهدى إليك عيبك ، و أعانك على نفسك .

رب : بعيد ، أقرب من كل قريب .

في كل : صحبة ، اختيار .

قطيعة : العاقل لك ، بعد نفاذ الحيلة فيك. الأطراف : مجالس الأشراف‏ .

غرر الحكم ص429ف1ح9768-9815 .

صدق والله الحق : أمير المؤمنين ، في بيان حقائق الصحبة والأصحاب ، ومن يجب أن نعاشر من أولي الألباب ، وما يحسن لنا من اختيار مرافقة الأخيار ، وما يستحسن لنا من معاشرة أولي النهى والعلم والتقى بافتخار .

ويا صحبي الطيبين الأخيار : توجد كلمات كثيرة ، وغرر أحاديث وفيرة ، في معنى الصداقة ، نذكرها في حينها حين يأتي ما يناسبها ، كما يوجد نهي عن مرافقة الأشرار ليس هنا محل ذكرها أعذنا الله منهم ويأتي في حينه .

وأسأل الله سبحانه وتعالى : أن يجعل صحبتنا في الفيسبوك صحبة من أحسن صحبة الأخيار ، بحق من أختاره لنا نبيا وهو خير الخلق محمد وآله الأطهار الأبرار ، وأن يجعل عشرتنا في طاعته ، وما نعمله ونقوله في رضاه ، سواء إيجاد اللوحة أو مطالعتها وتأييدها ، أو حتى المرور عليها وما نقرأ من شرحها ، فإنه أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .


 

أحاديث الأخيار والأشرار:

يا طيب : هذه أحاديث هي أيضا في أتخاذ الأخوة الإيمانية ، وإلا لا يكون عالم حق ولا غير من لم يكن على هدى النبي وآله صلى الله عليهم وسلم ، وبهذا المعنى قال أهل البيت عليهم السلام :

  قال أمير المؤمنين عليه السلام :

جمع : خير الدنيا و الآخرة ، في كتمان السر ، و مصادقة الأخيار .

و جمع : الشر ، في الإذاعة ، و مؤاخاة الأشرار .

الاختصاص ص 218.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام غرر أحاديث تعرفنا صفات الأخيار :

بحسن الطاعة : يعرف الأخيار .

الزم : الصدق و الأمانة ، فإنهما سجية الأبرار الأخيار .

الإحسان : غريزة الأخيار ، و الإساءة غريزة الأشرار .

أفضل الكنوز : معروف يودع الأحرار ، و علم يتدارسه الأخيار .

الإيثار : سجية الأبرار ، و شيمة الأخيار.

قدم الاختبار : في اتخاذ الإخوان ، فإن الاختبار معمار يفرق بين الأخيار والأشرار .

يغتنم مؤاخاة : الأخيار و يجتنب مصاحبة الأشرار و الفجار

 سنة الأخيار : لين الكلام ، و إفشاء السلام .

لو أن المروءة : لم تشتد مؤنتها و يثقل محملها ، ما ترك اللئام الأغمار منها مبيت ليلة ، و لكنها اشتدت مؤنتها ، و ثقل محملها ، فحاد عنها اللئام الأغمار ، و حملها الكرام الأخيار .

غرر الحكم ص182ح3420.ص 217ح4283. ص382ح8681. ص387 ح8843 . ص396ح9163. ص416ح9492. ص417 ح9545. ص 435 ح9945 . ص258ح5478.

 

 وقال الإمام علي عليه السلام في المعاداة بين الأخيار والأشرار :

دول : الأشرار محن الأخيار .

نفوس : الأبرار الأخيار ، نافرة من نفوس الأشرار .

عادة : الأشرار ، معاداة الأخيار .

من أعظم : مصائب الأخيار ، حاجتهم إلى مداراة الأشرار .

من علامات : الشقاء ، الإساءة إلى الأخيار .

من أقبح : اللؤم ، غيبة الأخيار .

غرر الحكم ص348ح8041 . ص449ح10331 .ص465ح10681. ص466ح10710. ص482ح 11127 .ص221ح4433.

 

وعن الإمام الحسين عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في آثار مجالسة الأخيار والأشرار :

مجالسة الأشرار : تورث سوء الظن بالأخيار .

و مجالسة الأخيار : تلحق الأشرار بالأخيار .

و مجالسة الفجار : للأبرار ، تلحق الفجار بالأبرار .

فمن اشتبه عليكم أمره : و لم تعرفوا دينه ، فانظروا إلى خلطائه ، فإن كانوا أهل دين الله ، فهو على دين الله ، و إن كانوا على غير دين الله ، فلا حظ له في دين الله .

إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول :

من كان : يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فلا يؤاخين كافرا ، و لا يخالطن فاجرا .

و من آخى : كافرا ، أو خالط فاجرا ، كان كافرا فاجرا .

صفات ‏الشيعة ص6ح9 .

وأسأل الله لي ولكم يا أخوتي الأخيار الطيبين : أن يجرنا من النار ، ويرزقنا صحبة الأخيار ، وأن يجعلنا يوم القيامة مع الأبرار ، إنه هو الإله الواحد القهار ، الملك الجبار العزيز الغفار ، وأسألكم الدعاء والزيارة والشفاعة .

 

 


 

 

أحاديث حقوق الإخوان :

قال الإمام الصادق عليه السلام :‏ مصافحة إخوان الدين أصله من محبة الله لهم .

 قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

 ما تصافح أخوان في الله : إلا تناثرت ذنوبهما ، حتى يعود كيوم ولدتهما أمهما ، و لا كثر حبهما و تبجيلهما كل واحد لصاحبه ، إلا كان له مزيد و الواجب على أعلمهما بدين الله أن يزيد صاحبه في فنون الفرائد ، التي أكرمه الله بها ، و يرشده إلى الاستقامة و الرضا و القناعة ، و يبشره برحمة الله ، و يخوفه من عذابه ، و على الأخ أن يتبارك باهتدائه ، و يتمسك بما يدعوه إليه ، و يعظه به ، و يستدل بما يدله إليه ، معتصما بالله ، و مستعينا به لتوفيقه على ذلك .

مصباح الشريعة ص167ب97 .

 

 

وفي فقه الإمام الرضا عليه السلام :

اعلم يرحمك الله : أن حق الإخوان فرض لازم ، أن تفدوهم بأنفسكم و أسماعكم و أبصاركم و أيديكم و أرجلكم و جميع جوارحكم ، و هم حصونكم التي تلجئون إليها في الشدائد في الدنيا و الآخرة .

 لا تباطئوهم : و لا تخالفوهم و لا تغتابوهم ، و لا تدعو نصرتهم و لا معاونتهم ، و ابذلوا النفوس و الأموال دونهم ، و الإقبال على الله جل و عز بالدعاء لهم ، و مواساتهم و مساواتهم في كل ما يجوز فيه المساواة و المواساة ، و نصرتهم ظالمين و مظلومين بالدفع عنهم .

و روي أنه سئل العالم عليه السلام : عن الرجل يصبح مغموم لا يدري سبب غمه ؟

فقال : إذا أصابه ذلك ، فليعلم أن أخاه مغموم ، و كذلك إذ أصبح فرحان لغير سبب يوجب الفرح ، فبالله نستعين على حقوق الإخوان .

و الأخ : الذي تجب له هذه الحقوق ، الذي لا فرق بينك و بينه في جملة الدين و تفصيله ، ثم ما يجب له بالحقوق على حسب قرب ما بين الإخوان و بعده بحسب ذلك.

أروي‏ عن العالم عليه السلام : أنه وقف حيال الكعبة ، ثم قال : ما أعظم حقك يا كعبة ، و و الله إن حق المؤمن لأعظم من حقك.

و روي : أن من طاف بالبيت سبعة أشواط كتب الله له ستة آلاف حسنة ، و محا عنه ستة آلاف سيئة و رفع له ستة آلاف درجة ، و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف و طواف حتى عد عشرة .

الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ص335ب87 .

 

قال رسول الله صلى الله عليه وآله :‏

 إذا آخى أحدكم رجلا .

فليسأله : عن اسمه و اسم أبيه و قبيلته و منزله ، فإنه من واجب الحق و صافي الإخاء ، و إلا فهي المودة الحمقاء.

و روي‏ : أن داود قال لابنه سليمان عليه السلام ، يا بني ل تستبدلن بأخ قديم أخا مستفادا ما استقام لك ، و لا تستقلن أن يكون لك عدو واحد ، و لا تستكثرن أن يكون لك ألف‏ صديق‏.

و أنشد لأمير المؤمنين عليه السلام :‏

 و ليس كثير ألف خل و صاحب‏

و إن عدوا واحدا لكثير.

و روي‏ أن سليمان عليه السلام قال : لا تحكموا على رجل بشيء ، حتى تنظروا إلى من يخادن ، فإنما يعرف الرجل بأشكاله و أقرانه ، و ينسب إلى أصحابه و أخدانه.

أعلام الدين في صفات المؤمنين ص183.


 

 

 

ما جعل الله في الإخاء :

الإمام الصادق عليه اسلام قال : المؤمنون إخوة بنو أب و أم ، فإذا ضرب على رجل منهم عرق ، سهر الآخرون‏ .

وقال عليه السلام : المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذ اشتكى شيئا منه وجد ألم‏ ذلك في سائر جسده , لأن أرواحهم من روح الله تعالى ، و إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع‏ الشمس بها  .

وقال الإمام لصادق عليه السلام : الأرواح جنود مجندة ، تلتقي فتتشأم كما تتشأم الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، و ما تناكر منها اختلف ، و لو أن مؤمنا جاء إلى مسجد فيه أناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد , لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتى يجلس إليه .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : لا و الله ، لا يكون المؤمن مؤمنا أبدا ، حتى يكون لأخيه مثل الجسد ، إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه‏ .

وقال عليه السلام : لكل شيء شيء يستريح إليه ، و إن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى شكله‏  .

وقال عليه السلام : المؤمنون في تبارهم و تراحمهم و تعاطفهم ، كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر و الحمى‏ .

 حق المؤمن على أخيه‏ :

 عن المعلى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما حق المؤمن على المؤمن ؟

قال عليه السلام : إني عليك شفيق ، إني أخاف أن تعلم و ل تعمل ، و تضيع و لا تحفظ .

قال فقلت : لا حول و لا قوة إلا بالله .

قال عليه السلام : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة ، و ليس منها حق إلا و هو واجب على أخيه ، إن ضيع منها حقا خرج من ولاية الله و ترك طاعته ، و لم يكن له فيها نصيب .

أيسر حق منها : أن تحب له ما تحب لنفسك ، و أن تكره له م تكرهه لنفسك .

و الثاني : أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يديك و رجليك .

و الثالث : أن تتبع رضاه و تجتنب سخطه ، و تطيع أمره .

و الرابع : أن تكون عينه و دليله و مرآته .

و الخامس : أن لا تشبع و يجوع ، و تروى و يظمأ ، و تكتسي و يعرى .

و السادس : أن يكون لك خادم و ليس له خادم‏، و لك امرأة تقوم عليك و ليس له امرأة تقوم عليه ـ أن تبعث خادمك يغسل ثيابه و يصنع طعامه و يهيئ فراشه .

و السابع : أن تبر قسمه ، و تجيب دعوته ، و تعود مرضته ، و تشهد جنازته ، و إن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها ، و لا تكلفه أن يسألكه ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك .

 

و عن المعلى‏ مثله و قال في حديثه : فإذا جعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته‏ ، و ولايته بولاية الله عز و جل‏ .

و عن عيسى بن أبي منصور قال : كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام ،  أنا و عبد الله بن أبي يعفور ، و عبد الله بن طلحة .

فقال عليه السلام : ابتداء ، يا ابن أبي يعفور ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز و جل و عن يمين الله عز و جل .

قال ابن أبي يعفور : و ما هي جعلت فداك .

قال عليه السلام : يحب المرء المسلم لأخيه ما يحب لأعز أهله ، و يكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله و يناصحه الولاية .

فبكى ابن أبي يعفور و قال : كيف يناصحه الولاية ؟

قال عليه السلام : يا ابن أبي يعفور ، إذا كان منه بتلك المنزلة ، بثه همه‏ يهم لهمه ، و فرح لفرحه إن هو فرح ، و حزن لحزنه إن هو حزن.

 فإن كان عنده : ما يفرج عنه فرج عنه ، و إلا دعا الله له ؟

قال ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : ثلاث لكم .

 و ثلاث لنا : أن تعرفوا فضلنا ، وأن تطئوا أعقابنا وتنظرو عاقبتنا ، فمن كان هكذا كان بين يدي الله ، فيستضيئ بنورهم من هو أسفل منهم‏ ، فأما الذين عن يمين الله ـ فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم .

فقال ابن أبي يعفور : ما لهم ، فما يرونهم و هم عن يمين الله ؟

قال يا ابن أبي يعفور : إنهم محجوبون بنور الله ، أ ما بلغك حديث أن رسول الله ،  كان يقول : إن المؤمنين عن يمين الله ، و بين يدي الله ، وجوههم أبيض من الثلج ، و أضوأ من الشمس الضاحية ، فيسأل السائل من هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : و الله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن‏ .

 فقال : إن المؤمن أفضل حقا من الكعبة .

و قال : إن المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله ، فلا يخونه و لا يخذله‏ ؟

 و من حق المسلم : على المسلم ، أن لا يشبع و يجوع أخوه ، و لا يروى و يعطش أخوه ، و لا يلبس و يعرى أخوه ، و ما أعظم حق المسلم على أخيه المسلم‏ .

و قال : أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك ، و إذا احتجت فسله ، و إذا سألك فأعطه ، و لا تمله خيرا و لا يمله لك .

 كن له ظهيرا : فإنه لك ظهير إذا غاب فاحفظه في غيبته ، و إن شهد زره و أجلله و أكرمه ، فإنه منك و أنت منه ، و إن كان عاتبا فلا تفارقه حتى تسل سخيمته ، و إن أصابه خير فاحمد الله عز و جل ، و إن ابتلي فأعطه و تحمل عنه و أعنه‏ .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : المؤمن أخو المؤمن ، يحق عليه نصيحته و مواساته ، و منع عدوه منه‏  .

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ما عبد الله بشيء ، أفضل من أداء حق المؤمن‏ .

وقال النبي صلى الله عليه وآله :‏ المسلم أخو المسلم ، ل يخونه و لا يخذله ، و لا يعيبه و لا يحرمه و لا يغتابه‏  .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : إن من حق المسلم إن عطس أن يسمته ، و إن أولم أتاه و إن مرض عاده ، و إن مات شهد جنازته‏ .

وعن الإمام الباقر عليه السلام : أن نفرا من المسلمين خرجو في سفر لهم فأضلوا الطريق ، فأصابهم عطش شديد فتيمموا و لزموا أصول الشجر ، فجاءهم شيخ عليه ثياب بيض ، فقال : قوموا لا بأس عليكم ، هذا الماء .

قال : فقاموا و شربوا فأرووا ، فقالوا له : من أنت رحمك الله ؟

قال : أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله إني سمعته يقول : المؤمن أخو المؤمن عينه و دليله ، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي‏ .

 

وعن سماعة قال: سألته عن قوم عندهم فضول ، و بإخوانهم حاجة شديدة ، و ليس تسعهم الزكاة ، و ما يسعهم أن يشبعوا و يجوع إخوانهم ، فإن الزمان شديد .

فقال : المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه و لا يخذله و لا يحرمه‏ ، و يحق على المسلمين‏ الاجتهاد له و التواصل على العطف‏  المواساة لأهل الحاجة ، و التعطف منكم يكونون على أمر الله ، رحماء بينهم متراحمين ، مهمين‏  لما غاب عنكم من أمرهم ، على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول الله .

 

وعنه قال : سألناه عن الرجل لا يكون عنده إلا قوت يومه ، و منهم من عنده قوت شهر و منهم من عنده قوت سنة ، أ يعطف من عنده قوت يوم على من ليس عنده شيء ، و من عنده قوت شهر على من دونه ، و من عنده قوت سنة على من دونه‏ على نحو ذلك ، و ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه ؟

فقال عليه السلام : هما أمران ، أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة فيه و الأثرة على نفسه ، إن الله عز و جل يقول‏ : { و يؤثرون على‏ أنفسهم و لو كان بهم خصاصة (9) } الحشر ،  و إلا لا يلام عليه‏ ، و اليد العليا خير من اليد السفلى ، و يبدأ بمن يعول‏ .

 

وقال الإمام الباقر عليه السلام : أ يجيء أحدكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ، فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟

فقلت : ما أعرف ذلك فينا .

قال فقال أبو جعفر عليه لاسلام : فلا شيء إذا . قلت : فالهلكة إذا ؟

قال : إن القوم لم يعطوا أحلامهم بعد .

المؤمن ص40ب4 ح 93- 105.

 

 الأمر بالمواساة مع الإخوان ‏:

في تفسير الإمام عليه السلام : و آمرك أن تواسي‏ إخوانك المؤمنين المطابقين لك على تصديق محمد صلى الله عليه وآله ، و تصديقي و الانقياد له و لي ، مما رزقك الله و فضلك على من فضلك به منهم ، تسد فاقتهم ، و تجبر كسرهم و خلتهم ، و من كان منهم في درجتك في ‏الإيمان ساويته‏ في مالك بنفسك ، و من كان منهم فاضل عليك في دينك ، آثرته بمالك على نفسك حتى يعلم الله منك أن دينه آثر عندك من مالك ، و أن أولياءه أكرم عليك من أهلك و عيالك .

و آمرك : أن تصون دينك و علمنا الذي أودعناك و أسرارنا التي حملناك ، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد ، و يقابلك من أجلها بالشتم و اللعن و التناول من العرض و البدن‏ ، و لا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالن ، و يعرض‏ أولياءنا لنوادر الجهال.

التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام ص175 .

 

وعن الإمام العسكري :

و قضاء حقوق : الإخوان‏ أشرف أعمال المتقين ، يستجلب مودة الملائكة المقربين ، و شوق الحور العين.

و إن معرفة حقوق الإخوان‏ : تحبب إلى الرحمن ، و تعظم الزلفى لدى الملك الديان ، و إن ترك قضائها يمقت إلى الرحمن ، و يصغر الرتبة عند الكريم المنان .

وقال : و المعرفة بحقوق الإخوان‏ ، من أفضل الصدقات، و الصلوات و الزكاة و الحج و المجاهدات.

التفسير المنسوب للإمام العسكري ص 321 .


 

زيارة الإخوان :

قال الإمام الصادق عليه السلام : من زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله ، و تنجز ما عند الله ، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه أل طبت و طابت لك الجنة .

 وعن ابن مسكان عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام أودعه ، فقال عليه السلام : يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام ، و أوصهم بتقوى الله العظيم ، و أن يعود غنيهم على فقيرهم ، و قويهم على ضعيفهم ، و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم .

و أن يتلاقوا في بيوتهم : فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرن ، رحم الله عبدا أحيا أمرنا.

يا خيثمة : أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إل بعمل ، و أنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع ، و أن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره‏ .

 

وعن الإمام الباقر عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :‏ حدثني جبرئيل عليه السلام : أن الله عز و جل أهبط إلى الأرض ملك ، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع‏ إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار .

فقال له الملك : ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟  قال : أخ لي مسلم زرته في الله تبارك و تعالى .

قال له الملك : ما جاء بك إلا ذاك ؟

فقال : ما جاء بي إلا ذاك .

فقال : إني‏ رسول الله إليك ، و هو يقرئك السلام و يقول : وجبت لك الجنة.

و قال الملك : إن الله عز و جل يقول :

أيما مسلم : زار مسلما ، فليس إياه زار ، إياي زار ، و ثوابه علي الجنة.

وقال الإمام الصادق عليه السلام : من زار أخاه في الله قال الله عز و جل إياي زرت و ثوابك علي و لست أرضى لك ثوابا دون الجنة.

وعن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول‏ :

من زار أخاه : في جانب المصر ، ابتغاء وجه الله،  فهو زوره‏ ، و حق على الله أن يكرم زوره.

قال رسول الله صلى الله عيه وآله وسلم :‏ من زار أخاه في بيته؟

 قال الله عز و جل له : أنت ضيفي ، و زائري علي قراك‏ ، و قد أوجبت لك الجنة بحبك إياه.

 

وعن إسحاق بن عمار عن أبي غرة قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول :‏ من زار أخاه في الله في مرض أو صحة،  لا يأتيه خداعا و ل استبدالا (خداعا ) وكل الله به سبعين ألف ملك ينادون في قفاه ، أن طبت و طابت لك الجنة ، فأنتم زوار الله و أنتم وفد الرحمن‏ حتى يأتي منزله ,

فقال له : يسير جعلت فداك ، و إن كان المكان بعيدا .

قال : نعم ، و إن كان المكان مسيرة سنة ، فإن الله جواد و الملائكة كثيرة يشيعونه حتى يرجع إلى منزله .

وقال الإمام الصادق عليه السلام : أيما ثلاثة مؤمنين اجتمعو عند أخ لهم يأمنون بوائقه‏ ( دواهيه ) و لا يخافون غوائله ، و يرجون ما عنده ، إن دعوا الله أجابهم ، و إن سألوا أعطاهم ، و إن استزادوا زادهم ، و إن سكتوا ابتدأهم.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام :‏ لقاء الإخوان مغنم جسيم و إن قلوا.

الكافي ج2ص183


 

 

باب تذاكر الإخوان‏:

عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول‏ :

شيعتنا : الرحماء بينهم‏ ، الذين إذا خلوا ذكروا الله ، إن ذكرنا من ذكر الله ، إنا إذا ذكرنا ذكر الله ، و إذا ذكر عدونا ذكر الشيطان.

 

وعن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم ، و ذكرا لأحاديثنا ، و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض‏ ، فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم ، و إن تركتموها ضللتم و هلكتم ، فخذو بها و أنا بنجاتكم زعيم.

 

عن عباد بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني مررت بقاص يقص‏ ، و هو يقول : هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس .

قال فقال أبو عبد الله عليه السلام : هيهات هيهات ...، إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين ، فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا و آل محمد .

قالوا : قفوا فقد أصبتم حاجتكم ، فيجلسون فيتفقهون معهم .

فإذا قاموا : عادوا مرضاهم ، و شهدوا جنائزهم ، و تعاهدو غائبهم ، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس .

 

قال الإمام الصادق عليه السلام : إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد و الاثنين و الثلاثة و هم يذكرون فضل آل محمد .

قال فتقول : أ ما ترون إلى هؤلاء في قلتهم و كثرة عدوهم ، يصفون فضل آل محمد صلى الله عليه وآله .

 قال فتقول : الطائفة الأخرى من الملائكة ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، و الله ذو الفضل العظيم‏ .

 

وعن ميسر عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قال لي أ تخلون و تتحدثون و تقولون ما شئتم ؟ فقلت : إي و الله إنا لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا .

فقال عليه السلام : أما و الله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن ، أما و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم ، و إنكم على دين الله و دين ملائكته فأعينوا بورع و اجتهاد .

 

وعن غياث بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

 ما اجتمع ثلاثة : من المؤمنين فصاعدا ، إلا حضر من الملائكة مثلهم ، فإن دعوا بخير أمنوا ، و إن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم ، و إن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله و سألوه قضاءها .

و ما اجتمع ثلاثة : من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين ، فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم ، و إذا ضحكوا ضحكوا معهم ، و إذا نالوا من أولياء الله‏ نالوا معهم .

فمن ابتلي : من المؤمنين بهم ، فإذا خاضوا في ذلك فليقم و لا يكن شرك شيطان و لا جليسه فإن غضب الله عز و جل لا يقوم له شيء و لعنته لا يرده شي‏ء .

ثم قال عليه السلام : فإن لم يستطع فلينكر بقلبه ، و ليقم و لو حلب شاة أو فواق ناقة  .

 

وعن أبي المغراء قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول‏ : ليس شيء أنكى‏ لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض ؟

قال عليه السلام : و إن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ، ثم يذكران فضلنا أهل البيت ، فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد ، حتى إن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم ، فتحس ملائكة السماء و خزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه ، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.

الكافي ج2ص188 .

 

 

إدخال‏ السرور على المؤمنين‏ :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سر مؤمنا فقد سرني ، و من سرني فقد سر الله.

وقال الإمام الباقر عليه السلام : تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة ، و صرف القذى‏ عنه حسنة ، و ما عبد الله بشيء أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.

 

وقال الإمام الباقر عليه السلام : إن فيما ناجى الله عز و جل به عبده موسى عليه السلام قال : إن لي عبادا أبيحهم جنتي و أحكمهم فيها , قال : يا رب و من هؤلاء الذين تبيحهم جنتك و تحكمهم فيها .

قال عليه السلام : من أدخل على مؤمن سرورا .

ثم قال : إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع‏ به فهرب منه إلى دار الشرك ، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله و أرفقه و أضافه ، فلما حضره الموت أوحى الله عز و جل إليه و عزتي و جلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها ، و لكنه محرمة على من مات بي مشركا ، و لكن يا نار هيديه و لا تؤذيه ، و يؤتى برزقه طرفي النهار ؟ قلت : من الجنة ؟ قال : من حيث شاء الله.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن أحب الأعمال إلى الله عز و جل ، إدخال السرور على المؤمنين.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : قال أوحى الله عز و جل إلى داود عليه السلام ، إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي .

فقال داود : يا رب و ما تلك الحسنة ؟

قال : يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة .

قال داود : يا رب حق لمن عرفك ، أن لا يقطع رجاءه منك.

 

و عن سدير الصيرفي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام‏ في حديث طويل:

 إذا بعث الله المؤمن من قبره : خرج معه مثال يقدم‏ أمامه ، كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة ، قال له المثال : لا تفزع و لا تحزن و أبشر بالسرور و الكرامة من الله عز و جل ، حتى يقف بين يدي الله عز و جل فيحاسبه‏ حسابا يسيرا و يأمر به إلى الجنة ، و المثال أمامه .

فيقول له المؤمن : يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري ، و ما زلت تبشرني بالسرور و الكرامة من الله حتى رأيت ذلك ، فيقول : من أنت .

فيقول : أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدني ، خلقني الله عز و جل منه لأبشرك.

 

وعن لنجاشي‏ و هو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز و فارس فقال : بعض أهل عمله لأبي عبد الله عليه السلام ، إن في ديوان النجاشي علي خراجا ، و هو مؤمن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا . قال : فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام :‏ بسم الله الرحمن الرحيم ، سر أخاك يسرك الله .

قال : فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه و هو في مجلسه ، فلم خلا ناوله الكتاب ، و قال : هذا كتاب أبي عبد الله عليه اسلام ، فقبله و وضعه على عينيه .

و قال له : ما حاجتك ؟ قال : خراج علي في ديوانك ، فقال له : و كم هو ؟ قال : عشرة آلاف درهم .

فدعا كاتبه : و أمره بأدائها عنه ، ثم أخرجه منها ، وأمر أن يثبتها له لقابل .

ثم قال له : سررتك ؟ فقال : نعم جعلت فداك ، ثم أمر له بمركب و جارية و غلام و أمر له بتخت ثياب‏ ، في كل ذلك يقول له : هل سررتك ؟ فيقول : نعم جعلت‏ فداك ، فكلما قال نعم زاده حتى فرغ‏ .

ثم قال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه ، و ارفع إلي حوائجك ، قال : ففعل .

و خرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله عليه السلام : بعد ذلك ، فحدثه الرجل بالحديث على جهته ، فجعل يسر بما فعل .

فقال الرجل : يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي .

فقال : إي و الله لقد سر الله و رسوله.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : من أحب الأعمال إلى الله عز و جل ، إدخال السرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه .

الكافي ج2ص188 .

 

 

قضاء حاجة المؤمن‏ :

 عن المفضل عن أبي عبد الله الصادق قال : قال لي‏ : يا مفضل اسمع ما أقول لك ، و اعلم أنه الحق و افعله و أخبر به علية  إخوانك .

قلت : جعلت فداك و ما علية إخواني ؟

قال : الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم .

قال ثم قال : و من قضى لأخيه المؤمن حاجة ، قضى الله عز و جل له يوم القيامة مائة ألف حاجة ، من ذلك أولها الجنة ، و من ذلك أن يدخل قرابته و معارفه و إخوانه الجنة ، بعد أن لا يكونوا نصابا .

و كان المفضل : إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه ؟

قال له : أ ما تشتهي أن تكون من علية الإخوان ‏.

 

وعن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال :

إن الله عز و جل : خلق خلقا من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ، ليثيبهم على ذلك الجنة ، فإن استطعت أن تكون منهم فكن .

ثم قال لنا : و الله رب نعبده لا نشرك به شيئا .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة ، و خير من حملان‏ ألف فرس في سبيل الله.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام :‏ لقضاء حاجة امرئ مؤمن ، أحب إلى الله من عشرين حجة ، كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف .

 

وعن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك ، المؤمن رحمة على المؤمن ؟ قال : نعم .

قلت : و كيف ذاك ؟

قال : أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة ، فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه و سببها له ، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها ، و إن رده عن حاجته و هو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من الله جل و عز ساقها إليه و سببها له ، و ذخر الله عز و جل تلك الرحمة إلى يوم القيامة ، حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها ، إن شاء صرفها إلى نفسه ، و إن شاء صرفها إلى غيره .

يا إسماعيل : فإذا كان يوم القيامة و هو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له ، فإلى من ترى يصرفها ؟ قلت : لا أظن يصرفها عن نفسه .

قال : لا تظن ، و لكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه .

يا إسماعيل : من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضه له ، سلط الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذب .

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام :‏ من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له‏ ،  كتب الله عز و جل له بذلك مثل أجر حجة و عمرة مبرورتين‏ ، و صوم شهرين من أشهر الحرم ، و اعتكافهما في المسجد الحرام ، و من مشى فيها بنية و لم تقض ، كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة فارغبوا في الخير.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام : تنافسوا في المعروف‏ لإخوانكم و كونوا من أهله ـ فإن للجنة بابا يقال له المعروف ، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا ، فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن ، فيوكل الله عز و جل به ملكين واحدا عن يمينه و آخر عن شماله يستغفران له ربه ، و يدعوان بقضاء حاجته .

 

وقال الإمام الباقر عليه السلام : و الله لأن أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة و رقبة و رقبة و مثلها و مثلها حتى بلغ عشرا ، و مثلها و مثلها  حتى بلغ السبعين ، و لأن أعول أهل بيت من المسلمين‏ أسد جوعتهم و أكسو عورتهم فأكف وجوههم عن الناس ، أحب إلي من أن أحج حجة و حجة و حجة و مثلها و مثلها حتى بلغ عشرا ، و مثلها و مثلها حتى بلغ السبعين.

الكافي ج2ص192 .


 

 

المؤمنين صنفان‏ :

قال الإمام الصادق عليه السلام : المؤمن مؤمنان :

فمؤمن : صدق بعهد الله و وفى بشرطه ، و ذلك قول الله عز و جل : { رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه‏ ، فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا و ل أهوال الآخرة ، و ذلك ممن يشفع و لا يشفع له .

و مؤمن : كخامة الزرع‏ ، تعوج أحيانا و تقوم أحيانا ، فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا و أهوال الآخرة ، و ذلك ممن يشفع له و لا يشفع .

 

وعن خضر بن عمرو : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول‏ : المؤمن مؤمنان :

 مؤمن : وفى لله بشروطه التي شرطها عليه ، فذلك مع‏ النبيين‏ و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ، و ذلك من يشفع و لا يشفع له ، و ذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا و لا أهوال الآخرة .

و مؤمن : زلت به قدم ، فذلك كخامة الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ ، و ذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا و الآخرة ، و يشفع له و هو على خير.

 

وعن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر عليه السلام قال : قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الإخوان‏ ؟

فقال عليه السلام : الإخوان‏ صنفان : إخوان الثقة ، و إخوان المكاشرة .

فأما إخوان الثقة : فهم الكف و الجناح و الأهل و المال ، فإذ كنت من أخيك على حد الثقة ، فابذل له مالك و بدنك ، و صاف من صافاه‏ ، و عاد من عاداه ، و اكتم سره و عيبه ، و أظهر منه الحسن .

و اعلم أيها السائل : أنهم أقل من الكبريت الأحمر .

و أما إخوان المكاشرة : فإنك تصيب لذتك منهم ، فلا تقطعن ذلك منهم ، و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم ، و ابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان .

الكافي ج2ص248 .

 

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

 إياكم و المراء و الخصومة .

 فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان‏ .

 و ينبت عليهما النفاق.

 

وقال الإمام الصادق عليه السلام :

التواصل بين الإخوان‏ :

في الحضر التزاور .

و في السفر التكاتب.

الكافي ج2ص300 .

 

ويا طيب : الأحاديث في الصداقة والأخوة الإيمانية كثيرة جد ، في الجزء الثاني من كتاب الكافي أغلبه في أحوال المؤمنين وأوصافهم والأخوة الإيمانية ، كما أنه جزء كامل في وسائل الشيعة مختص بالعشرة وآدابها ، وأجزاء منها في البحار في هذا الباب ، وكذا في كتب الآداب والأخلاق فمن يحب يراجعها ، وفي ما ذكرنا يكفي ليعرف المؤمن حق أخيه المؤمن عليه .

ويا طيب : أسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير ويجعلكم من أخوة الإيمان الذين يسرون المؤمنين بنقل أحاديث أهل البيت لأخوتهم الطيبين ، ويسروهم علما وعملا ويقضون حوائجهم ، وممن يشفعون لأخوتهم في إيصال كل خير لهم في الدني والآخرة .

ويا طيب : عملت بالقول أو الحديث الذي كان سبب لعقد هذا الكراس بين يديك أو لا ، فأسألكم الدعاء والزيارة والشفاعة  ، وجمعا الله برحمته وفضله على الهدى ومع المنعم عليهم بصراطه المستقيم نبي الرحمة وآله الكرام الطيبين الطاهرين في كل مواقف الدنيا والآخرة وفي الجنة إن شاء الله .

 

 


 

 

عناوين مفيدة :

تقبل الله أعمالكم وشكر سعيكم

روابط مفيدة :

صحيفة الإمام علي عليه السلام

شرح الأخوة

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

لتصفح صحيفة الإمام علي عليه السلام على الانترنيت صفحة ويب يمكن الاقتباس منها و للنسخ ثم اللصق في المواقع الاجتماعية

www.alanbare.com/1

ملف بي دي أف جيد للمطالعة والقراءة

www.alanbare.com/1/1.pdf

الأخوة الإيمانية

صحفة الأخوة الإيمانية للنسخ والنشر في المواقع

www.alanbare.com/1/aket/

صحفة الأخوة الإيمانية ملف بي دي أف للمطالعة

www.alanbare.com/1/aket.pdf

 

صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام

تأليف وتحقيق وإعداد

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موقع موسوعة صحف الطيبين

لحضرتكم يا طيبين صحيفة الإمام علي الهادي عليه السلام

صفحة ويب يمكن الاقتباس منها والنسخ واللصق

www.alanbare.com/10

كتاب الكتروني جيد للمطالعة والقراءة

www.alanbare.com/10/10.pdf

 

ولحضرتكم محاضرة :

سريعة في مختصر حياة وإمامة ومعارف وتعاليم الإمام أبو الحسن الثالث النقي الهادي :  علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام

www.alanbare.com/10/10.mp3

أو رابط صفحة المحاضرة جميلة :

www.alanbare.com/10/h

أو من

www.alanbare.com/10/10.mp3




  ف ✐

  ✺ ت