بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
 والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

الجزء الثامن

نور الإمام الحسين عليه السلام

مصباح هدى
 ذكر الإمام الحسين عليه السلام
 في اليوم العاشر من المحرم في كربلاء

النور الثاني

يتقدم جيش الكفر فيتقدم الحسين وأصحابه بالنصيحة لهم

 

لا إله إلا الله سبحانه وتعالى : ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، لا محيد عن يوم خط بالقلم في رضا الله ، ليقوم فيه آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، في زمان الإمام الحسين عليه السلام ، لتجديد العهد مع معرفة تأريخ الدين وهداه ومسيره وما صار إليه المسلمون ، وما حل بالمؤمنين بسبب فعل الظالمين ، واختيار الإمام الحسين عليه السلام لما أختار الله سبحانه ورسوله له ولآله وتسلميهم له عن رضا والحب للقائه في ملكوته الأعلى سبحانه والكون في نعيمه الأبدي ، ويكون معهم كل من حبهم ويحبهم على طول الزمان .

 

 


 

تذكرة :

عرفنا في أجزاء سابقة خصائص حياة الإمام ومسيره حتى ليلة العاشر :

يا طيب : مر في أجزاء سابقة معارف عن حياة الإمام الحسين عليه السلام ، تعرفنا سر نور تمجيده وطلب معارف هداه ، وجزء يعرفنا ولادته وإمامته ، وجزء آخر يعرفنا سيادته لأهل الجنة وأخلاقه وسيرته وسلوكه في حياته الدنيا .

 وفي الجزء السابق : عرفنا مسيره عليه السلام من يوم رفضه للبيعة لطاغية زمانه يزيد ، وخروجه من المدينة المنور إلى مكة المكرمة ، وعرفنا خصائص المسير والمعجزة لقطعه لهذا الطريق بركبه المبارك وقطار أهله السائر في رضا الله ، وأنه عليه السلام قطع مسير 10 عشرة أيام في 5 خمسة أيام ، وهذا لم يمكن لأحد بفضل الله، وليلتفت للإمام بقدرة الله سبحانه ونصره ، ويعرفنا فضله وكرامته عنده ، وما جعل يصادف يوم خروجه من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة ، لأيام كريمة عزيزة في دين الله ، وقد أشرقت فيها أنوار إلهية كريمة يشرف بما حل بها أهل التكوين، ويعرفهم عنايته بهم ويهديهم بها لدينه الأقوم.

فعرفنا : أن يوم خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة المنورة ، هو يوم مبعث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في يوم 27 سبعة وعشرون رجب ، وكان مبعث رسول الله قبل الهجرة ب 13 بثلاثة عشر سنة ، وكان يوم رفض الإمام الحسين عليه السلام البيعة لطاغية الزمان في 27 رجب سنة 60 ستين للهجرة .

 فيوم رفض البيعة من الإمام الحسين لطاغية الزمان : كان موافق ليوم بعث الحياة للبشرية بهدى الدين في زمان جد الإمام الحسين رسول الله ، وفي يوم خروج الإمام من المدينة نعرف بحق أنه يوم تجديد العهد مع الهدى الإلهي المرسل به جد الحسين رسول الله ، ليكون الناصر الأبدي لهدى الدين سبط رسول الله الحسين عليه السلام وخليفته بحق ووصيه بعد أبيه وأخيه عليه السلام ، ولذا يجدد المؤمنون عهدهم معه في مجالسه .

 وإنه بهذا يا طيب : حقا نعرف أن الإمام : الحسين من رسول الله ورسول الله من الحسين . تولد وبدن وخلق وهدى ومبدأ وعقيدة : ومنهم كل من رضيهم أئمة وهداه وولاة لأمر الله سبحانه ، وخاب وخسر من تخلف عنهم وتوانى عن نصرهم ، فضلا عمن حاربهم أو رضي بمن قاتلهم وقبل دين من يروي عن عدوهم ويعلم فكرهم .

ويا طيب : من  13 ثلاثة عشر سنة قبل الهجرة ، إلى سنة 61 ستين سنة شهادة الإمام الحسين ، يكون العدد 72 اثنان وسبعون سنة ، لأنه لم تتم سنة 61 إحدى وستين ولم يمضي منها أكثر من 10 عشرة أيام ، وأن السنة 13 ثلاثة عشر قبل الهجرة مضى منها ما يقارب نصفها .

فيكون الرقم 72 اثنان وسبعون : هو بعدد الشهداء مع الإمام ، و73 ثلاثة وسبعون يكون معهم الإمام الحسين ، وأيام أو أشهر لطفلة الرضيع، وهذه إشارة بل نص يعرف أن الأيام مختارة لشهادة الإمام ليعرفنا إشراق نوره ، وأنه برعاية الله ، وإن الله يلفتنا لحق سحق ودين هجر ، وتنور بالحسين وآله وصحبه المستشهدون معه في ذلك اليوم المشهود عاشر محرم الزمان كله ، وجدد العهد فيه مع الله كل مَن يحبه ويسير على صراطه المستقيم في كل أرض الله، ولكل متحلي بهداه ومتجلي بنوره عبودية مخلصة لله سبحانه.

 ويا طيب إن يوم وصول الإمام الحسين : إلى مكة المكرمة كان يوم 3 شعبان سنة 60 ، مصادف ليوم ولادته في 3 شهر شعبان سنة 4 أربعة للهجرة ، فيعبر عن تولد الدين ، وظهور الهدى في محل البعثة لرسول الله وحفيد الحسين بعده .

ويا طيب : عرفنا أن خروج الإمام الحسين عليه السلام من مكة المكرمة كان يوم التروية أي يوم 8 / 12 ذي الحجة /  سنة 60 للهجرة .

فكان مدة بقاء الإمام : في مكة المكرمة حدود الثلاثة أشهر وخمسة أيام ، أي شعبان إلا أياما ثلاثة ورجب وشوال وذي القعدة وثمانية من ذي الحجة ، من 3 / 8 شعبان / سنة 60 للهجرة إلى 8 / 12 / 60 للهجرة .

وخروج الإمام الحسين عليه السلام : يوم التروية ، أي يوم فيه يستقي الحجاج الماء من مكة ليأخذوه إلى عرفة ومنى في أيام الحج ، فجعل الإمام حجة عمرة واحل إحرامه وخرج ، ولكنه في كربلاء يوم الثالث منع الماء عليه السلام وطلبوه وحصلوا عليه لكنه نفد ما عندهم اليوم الثامن من المحرم ، فاستشهدوا عطشى من أجل الله سبحانه .

وكان يا طيب : مدة مسير الإمام بثقل آل محمد من مكة إلى كربلاء : 24 يوم ، أي من 8/12/60 ه يوم الخروج من مكة المكرمة ، إلى يوم 2/1/60 ه في كربلاء ، أي الثاني من المحرم ، وهو خلاصة لمسير 12400 ألف نبي ومرسل على طول التأريخ .

 وقد عرفنا : مسير ومراحل ومنازل الطريق والأحداث الواقعة فيه والكلمات التي شرف الإمام الحسين عليه السلام بها الوجود في مسيره في هذا الصراط المستقيم ، وعرفنا ما جرى فيه من أحداث حتى ليلة العاشر من المحرم ليلة الشهادة ، بمعرفة واسعة .

واليوم يا موالي : هو 10 العاشر من المحرم سنة 61 للهجرة ، تجلى نوره المبارك بأعلى ظهور ، ليشرق في قلوب المؤمنين حرارة لا تنطفئ أبدا فتتجلى حبه والاقتداء به :

 

 


 

 

الإشراق الأول :

عدد وإعداد جيش الحق وأهل الهدى وما يقابله من الباطل والضلال:

 قال الشيخ المفيد رحمه الله :

وأصبح الحسين : فعبأ أصحابه بعد صلاة الغداة .

 وكان معه : اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا .

 وقال محمد بن أبي طالب : وفي رواية أخرى اثنان وثمانون راجلا. وقال السيد : روي عن الباقر عليه السلام أنهم كانوا خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل وكذا قال ابن نما.

وقال في الإرشاد وتأريخ الطبري وغيره : فجعل :

زهير بن القين : في ميمنة أصحابه .

وحبيب ابن مظاهر : في ميسرة أصحابه .

 وأعطى رايته العباس : أخاه .

وجعلوا البيوت : في ظهورهم ، وأمر : بحطب وقصب كان من وراء البيوت ، أن يترك في خندق كان قد حفر هناك ، وأن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم .

وقال الطبري : وكان الحسين عليه السلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض كأنه ساقية ، فحفروه في ساعة من الليل ، فجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب والقصب .

 وقالوا : إذا عدوا علينا فقاتلونا ، ألقينا فيه النار كيلا نؤتى من ورائنا وقاتلنا القوم من وجه واحد ، ففعلوا ، وكان لهم نافعا .

 

وقال الطبري في تأريخه : قال أبو مخنف حدثني فضيل بن خديج الكندي عن محمد بن بشر عن عمرو الحضرمي قال :

لما خرج عمر بن سعد بالناس :

كان على ربع أهل المدينة : يومئذ عبدالله بن زهير بن سليم الأزدي .

وعلى ربع مذحج وأسد : عبدالرحمن بن أبي سبرة الجعفي .

وعلى ربع ربيعة وكندة : قيس بن الأشعث بن قيس .

وعلى ربع تميم وهمدان : الحر بن يزيد الرياحي .

فشهد هؤلاء كلهم : مقتل الحسين .

 إلا الحر بن يزيد : فإنه عدل إلى الحسين وقتل معه .

وجعل عمر : على ميمنته : عمرو بن الحجاج الزبيدي .

وعلى ميسرته : شمر بن ذي الجوشن بن شرحبيل بن الأعور بن عمر بن معاوية وهو الضباب بن كلاب .

وعلى الخيل : عزرة بن قيس الأحمسي .

وعلى الرجال : شبث بن ربعي الرياحي .

وأعطى الراية : ذويدا مولاه .

 

وقال الشيخ المفيد في الإرشاد :

 وأصبح عمر بن سعد :  في ذلك اليوم وهو يوم الجمعة ، وقيل يوم السبت ، ونقل القسم الأخير مما ذكرنا أعلاه .

 وقال محمد بن أبي طالب :

 وكانوا نيفا على اثنين وعشرين ألفا .

 وفي رواية عن الصادق عليه السلام : ثلاثين ألف [3].

 


الإشراق الثاني :

الإمام لقدومهم لحربه يدعوا الله ويحذر شمر ويقدم برير ينصحهم :

 

الإشعاع الأول :

دعاء إمام الهدى في أول مقابلة لجيش الضلال :

قال المفيد : وروي عن علي بن الحسين أنه قال :

لما أصبحت الخيل تقبل على الحسين عليه السلام رفع يديه وقال :

اللهَم : أنتَ ثِقَتي في كلِّ كَرْبِ ، ورجائي في كلِّ شدّةٍ .

وأنتَ : لي في كلِّ أمر نزلَ بي ثقةٌ وعُدَّة .

 كمَ : مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فيه الفؤادُ، وتَقِلُّ فيه الحيلةُ.

 ويخذُلُ : فيه الصّديقُ ، ويَشمَتُ فيه العدوُّ .

 أنزلتُه بكَ : وشكوتُه إِليكَ ، رغبةً منِّي إِليكَ عمَّن سواكَ . ففرَّجْتَه : وكشفْتَه .

 وأنتَ : وليُّ كلِّ نعمةٍ ، وصاحبُ كلِّ حسنةٍ ، ومُنتهَى كلِّ رغبةٍ [4] .

يا طيب : منتهى رغبة الإمام الحسين عليه السلام هو الله سبحانه وتعالى ، فنعمه الله برضاه ، ووهبه كرامته ، فجعله مزار عقول المؤمنين قبل قلوبهم ، وفطرة عباده الصالحين قبل استدلالهم ، به يرون محل الدين ، وحقائق هدى رب العالمين علما وعملا ، ومعرفة وفعلا ، وسيرة وسلوك ، فيتوقون لمعارفه ويطبقوها مخلصين لله الدين ، وقد نصر الله الإمام الحسين عليه السلام ، إذ جعله مجددا ذكره لذكر رسول رب العاملين ورسالته ومحلها وما فيها من الهدى والصلاح بكل حقائقه .

فسبحان الله : الذي لا يعجل ، وحلمه الذي أمهل، وحكمة بما أصلح وبه عدل.

 


 

الإشعاع الثاني :

محاورة الحسين والشمر اللعين لرؤية النار حول الخيام :

يا طيب : بعد أن أعد ابن سعد لعنه الله جيشه ، خرجت منه طليعة تستطلع جيش الإمام الحسين والأحوال حول مخيمه الكريم ، ولكي يتثبت ولائهم لطغاة زمانهم ، ويرون الناس جدهم في حرب الإمام والإقدام على قتل عترة آل محمد صلى الله عليهم وصحبهم الكرام ، ولما تقدم هذا القسم اللئيم والخبيث من مقدمة جيش الطغاة :

ذكر في تأريخ الطبري وما يقاربه عن المفيد في الإرشاد : قال أبو مخنف عن عبد الله بن عاصم ، قال : حدثني الضحاك المشرقي قال :

 لما أقبلوا نحون : فنظروا إلى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنا ألهبنا فيه النار من ورائنا ، لئلا يأتونا من خلفنا .

 إذ أقبل إلينا منهم رجل : يركض على فرس كامل الأداة ، فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا ، فنظر إلى أبياتنا ، فإذا هو لا يرى إلا حطبا تلتهب النار فيه .

فنادى : شمر بن ذي الجوشن ، بأعلى صوته .

 يا حسين : استعجلت ، بالنار قبل يوم القيامة ؟

 فقال الحسين عليه السلام : من هذا كأنه شمر بن ذي الجوشن ؟ فقالوا : نعم .

 فقال له : يا بن راعية المعزى أنت أولى  بها صليا .

ورام مسلم بن عوسجة : أن يرميه بسهم .

فمنعه : الحسين عليه السلام من ذلك .

فقال له : دعني حتى أرميه ، فإن الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين ، وقد أمكن الله منه .

  فقال له الحسين عليه السلام :

 لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم بقتال [5].

 


الإشعاع الثالث :

برير يكلم القوم وينصحهم بالكف عن محاربة الإمام الحسين

وقال محمد بن أبي طالب :  وركب أصحاب عمر بن سعد :

 فقُرب : إلى الحسين فرسه ، فأستوى عليه ، وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه ، وبين يديه برير بن خضير .

فقال له الحسين عليه السلام : كلم القوم .

 فتقدم برير فقال : يا قوم ، اتقوا الله ، فإن ثقل محمد قد أصبح بين أظهركم .

 هؤلاء : ذريته ، وعترته ، وبناته ، وحرمه .

فهاتوا : ما عندكم ، وما الذي تريدون أن تصنعوه بهم ؟

فقالوا : نريد أن نمكن منهم الأمير ابن زياد ، فيرى رأيه فيهم .

فقال لهم برير : أفلا تقبلون منهم ، أن يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه ؟

ويلكم يا أهل الكوفة : أنسيتم كتبكم و، عهودكم ، التي أعطيتموها ، وأشهدتم الله عليها .

 يا ويلكم : أ دعوتم أهل بيت نبيكم ، وزعمتم أنكم تقتلون أنفسكم دونهم .

حتى إذا أتوكم : أسلمتموهم إلى ابن زياد ، وحلأتموهم عن ماء الفرات .

بئس ما : خلفتم نبيكم في ذريته .

 مالكم : لا سقاكم الله يوم القيامة ، فبئس القوم أنتم .

فقال له نفر منهم : يا هذا ما ندري ما تقول ؟

فقال برير : الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة .

 اللهم : إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم .

اللهم : ألق بأسهم بينهم ، حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان ، فجعل القوم يرمونه بالسهام ، فرجع برير إلى ورائه [6] .

 


 

الإشراق الثالث :

الإمام يخطب القوم بعدة خطب قبل اشتباكهم ويحاورهم ليكفوا :

الإشعاع الأول

الإمام يخاطبهم بالنصح ويعرفهم نفسه وهو راجل  :

وقال محمد بن أبي طالب :

وتقدم الحسين عليه السلام : حتى وقف بإزاء القوم ، فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنهم السيل ، ونظر إلى ابن سعد واقفا في صناديد الكوفة ، فقال :

 الحمد لله : الذي خلق الدنيا ، فجعلها دار فناء وزوال .

 متصرفة : بأهلها ، حالا بعد حال .

 فالمغرور :من غرته ، والشقي من فتنته .

فلا تغرنكم هذه الدنيا :

فإنها تقطع رجاء من ركن إليها ، وتخيب طمع من طمع فيها .

 وأراكم : قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، وأعرض بوجهه الكريم عنكم ، وأحل بكم نقمته ، وجنبكم رحمته .

 فنعم الرب : ربنا ، وبئس العبيد أنتم !

 أقررتم بالطاعة ، وآمنتم بالرسول محمد صلى الله عليه وآله .

ثم إنكم : زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم .

 لقد استحوذ : عليكم الشيطان ، فأنساكم ذكر الله العظيم .

 فتباً لكم : ولما تريدون .

 إنا لله وإنا إليه راجعون : هؤلاء قوم : كفروا بعد إيمانهم ، فبعدا للقوم الظالمين .

 

فقال عمر : ويلكم كلموه ، فإنه ابن أبيه ، والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا ، لما انقطع ولما حصر ، فكلموه .

فتقدم شمر لعنه الله فقال : يا حسين ما هذا الذي تقول ؟ أفهمنا حتى نفهم ؟

 فقال : أقول : اتقوا الله ربكم ، ولا تقتلوني .

 فإنه : لا يحل لكم قتلي ، ولا انتهاك حرمتي .

فإني : ابن بنت نبيكم ، وجدتي خديجة  زوجة نبيكم .

ولعله قد بلغكم قول نبيكم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

...  إلى آخر ما سيأتي  .

 

 


الإشعاع الثاني :

الإمام الحسين عليه السلام يركب راحلة ويخاطب القوم وينصحهم :

وقال المفيد رحمه الله : بعد ذكره لقدوم القوم ونصحهم :

ودعا الحسين عليه السلام : براحلته فركبها .

ونادى بأعلى صوته : يا أهل  العراق ، وجلهم يسمعون ، فقال :

أيها الناس : اسمعوا قولي ، ولا تعجلوا ، حتى أعظكم بما يحق لكم علي ، وحتى أعذر عليكم .

 فإن أعطيتموني : النصف ، كنتم بذلك أسعد .

 وإن لم تعطوني : النصف ، من أنفسكم ، فاجمعوا رأيكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، ثم اقضوا إلي ولا تنظرون .

 إن وليي الله : الذي نزل الكتاب ، وهو يتولى الصالحين .

 وأضاف الطبري: فلما سمع أخواته كلامه هذا، صحن وبكين وبكى بناته فارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهن أخاه العباس بن على وعلي أبنه ، وقال لهما : أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن ، فلما سكتن ، نرجع لما قال المفيد رحمه الله وهو نفسه في الطبري .

ثم حمد الله وأثنى عليه : وذكر الله بما هو أهله ، وصلى على النبي وعلى ملائكته وعلى أنبيائه ، فذكر من ذلك ما الله أعلم وما لا يحصى ذكره ، فلم يسمع  متكلم قط قبله ولا بعده،  أبلغ منه في منطق  ، ثم قال :

أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا .

 ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا :

هل يصلح لكم : قتلي ، وانتهاك حرمتي ؟

ألست : ابن نبيكم ، وابن وصيه ، وابن عمه ؟

 وأول مؤمن : مصدق لرسول الله صلى الله عليه وآله بما جاء به من عند ربه ؟

أو ليس : حمزة سيد الشهداء عمي ؟

أو ليس : جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي ؟

أولم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي :

 هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟

فإن صدقتموني : بما أقول ، وهو الحق .  والله : ما تعمدت كذبا ، مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ،ويضر به من اختلقه  .

 إن كذبتموني : فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك ، أخبركم .

اسألوا : جابر ابن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك .

يخبروكم : أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلى الله عليه وآله ، لي ولأخي .

أما في هذا : حاجز لكم ، عن سفك دمي ؟ 

فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول.

فقال له حبيب بن مظاهر : والله إني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا .

 وأنا أشهد : أنك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك .

ثم قال لهم الحسين عليه السلام :

فإن كنتم : في شك من هذا ، أ فتشكون أني ابن  بنت نبيكم ؟

فو الله : ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ، ولا في غيركم .

ويحكم : أ تطلبوني بقتيل منكم قتلته ؟

أو مال لكم استهلكته ؟ أو بقصاص من جراحة ؟ 

فأخذوا : لا يكلمونه .

فنادى : يا شبث بن ربعي ، يا حجار بن أبجر ، يا قيس بن الأشعث ، يا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إلي :

أن قد : أينعت الثمار ، واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجند ؟

فقال له قيس بن الأشعث : ما ندري ما تقول .

ولكن : أنزل على حكم نبي عمك ، فإنهم لن يروك إلا ما تحب .

فقال لهم الحسين عليه السلام :

لا والله : لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل .

ولا أقر لكم إقرار العبيد .

ثم نادى : يا عباد الله ، إني عذت بربي وربكم أن ترجمون ، وأعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .

ثم إنه أناخ راحلته : وأمر عقبة بن سمعان بعقلها ، وأقبلوا يزحفون نحوه [7].

 

 

 


 

الإشعاع الثالث :

الإمام يخطب القوم بعد ما أحاطوا به من كل جانب وهو راكب فرس :

خطبة أخرى للإمام الحسين لما أحاطوا بمعسكره :

وفي المناقب [8]روى بإسناده ، عن عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبدا لله بن الحسن ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله قال :

لما عبأ عمر بن سعد : أصحابه ، لمحاربة الحسين بن علي عليهما السلام ، ورتبهم مراتبهم ، وأقام الرايات في مواضعها ، وعبأ أصحاب الميمنة والميسرة .

فقال لأصحاب القلب : اثبتوا ، وأحاطوا بالحسين من كل جانب ، حتى جعلوه في مثل الحلقة .

فخرج عليه السلام : حتى أتى الناس ، فأستنصتهم، فأبوا أن ينصتوا .

حتى قال لهم :

ويلكم : ما عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا قولي ، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد ، فمن أطاعني كان من المرشدين ، ومن عصاني كان من المهلكين .

وكلكم : عاص لأمري ، غير مستمع قولي .

فقد : ملئت بطونكم من الحرام .

وطبع : على قلوبكم .

 ويلكم : ألا تنصتون ؟ ألا تسمعون ؟ 

فتلاوم : أصحاب عمر بن سعد بينهم ، وقالوا : أنصتوا له .

 

فقام الحسين عليه السلام ثم قال :

تبا لكم : أيتها الجماعة وترح ، أفحين استصرختمونا ولهين متحيرين .

 فأصرختكم : مؤدين مستعدين .

سللتم : علينا سيفا في رقابنا ، وحششتم علينا نار الفتن خبأها عدوكم وعدونا .

 فأصبحتم : إلباً على أوليائكم ، ويدا عليهم لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم .

 إلا الحرام : من الدنيا أنالوكم ، وخسيس عيش طمعتم فيه ، من غير حدث كان منا ولا رأي تفيل لنا .

فهلا : لكم الويلات ، إذ كرهتمونا ، وتركتمونا ، تجهزتموها والسيف لم يشهر ، والجاش طامن ، والرأي لم يستحصف .

 ولكن أسرعتم : علينا كطيرة الذباب ، وتداعيتم كتداعي الفراش .

 فقبحا : لكم .

فإنما أنتم : من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام .

 ومحرفي : الكتاب ، ومطفئ السنن .

 وقتلة : أولاد الأنبياء، ومبيري عترة الأوصياء .

وملحقي : العهار بالنسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصراخ أئمة المستهزئين ، الذين جعلوا القرآن عضين .

وأنتم : ابن حرب وأشياعه تعتمدون ، وإيانا تخاذلون .

أجل والله : الخذل فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم ، وتوارثته أصولكم وفروعكم ، وثبتت عليه قلوبكم ، وغشيت صدوركم .

فكنتم : أخبث شيء سنخا للناصب ، واكلة للغاصب .

ألا  لعنة الله : على الناكثين الذين ينقضون الإيمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، فأنتم والله هم .

ألا إن الدعي : ابن الدعي

قد ركز : بين اثنتين بين القلة ( السلة ) والذلة .

وهيهات ما آخذ الدنية .

 أبى : الله ذلك ورسوله .

وجدود طابت ، وحجور طهرت

وأنوف حمية ، ونفوس أبيه

لا تؤثر : مصارع اللئام ، على مصارع الكرام .

 ألا قد أعذرت وأنذرت .

ألا إني : زاحف بهذه الأسرة ، على قلة العتاد ، وخذلة الأصحاب .

 ثم أنشأ يقول : 

فإن نهزم  فهزامون  قدما   وإن نهزم فغير مهزمينا

وما إن طبنا جبن ولكن   منايانا  ودولة آخرينا[9]

ألا : ثم لا تلبثون بعدها ، إلا كريث ما يركب الفرس ، حتى تدور بكم الرحى ، عهد عهده إلي أبي عن جدي .

 فأجمعو : أمركم ، وشركاءكم ، ثم كيدوني جميعا ، فلا تنظرون .

 إني توكلت : على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .

اللهم احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسني يوسف .

وسلط عليهم : غلام ثقيف ، يسقيهم كأسا مصبرة ، ولا يدع فيهم أحدا إلا قتله ، قتلة بقتلة ، وضربة بضربة .

ينتقم لي : ولأوليائي ، وأهل بيتي ، و أشياعي منهم .

فإنهم : غرونا ، وكذبونا ، وخذلونا .

 وأنت ربن : عليك توكلنا ، وإليك أنبنا ، وإليك المصير .

 

ثم قال : أين عمر بن سعد ؟

 دعوا لي عمر ! فدعي له ، وكان كارها لا يحب أن يأتيه .

فقال : يا عمر أنت تقتلني ؟

وتزعم : أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان .

 والله : لا تتهنأ بذلك أبدا ، عهدا معهودا .

فاصنع : ما أنت صانع ، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة .

 ولكأني : برأسك على قصبة ، قد نصب بالكوفة ، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم .

فاغتاظ عمر من كلامه ، ثم صرف بوجهه عنه .

ونادى بأصحابه : ما تنتظرون به ؟ احملوا بأجمعكم إنما هي أكلة واحدة .

ثم إن الحسين دعا بفرس رسول الله المرتجز فركبه ، وعبأ أصحابه .

قال المجلسي أقول : قد روى الخطبة في تحف العقول[10] نحوا مما مر ، ورواه السيد بتغيير واختصار، وستأتي برواية الاحتجاج أيضا في فصل ملحق وقائع العشر من المحرم و خصائصه لوجود بعض العبارات الغير مذكورة هنا، فراجع كلامه في البحار إن أحببت[11]:

يا طيب : إنا لله وإنا إليه راجعون :

نذكر الخطبة أعلاه : برواية بن طاووس في الإحتجاج ، وهي تختصر بعض ما ذكر أعلاه ، وفيها اختلاف ببعض العبارات ، وهي برواية :

مصعب بن عبد الله قال :

لما استكف : الناس بالحسين عليه السلام ، ركب فرسه ، و استنصت الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

تباً لكم : أيتها الجماعة وترحا ، وبؤسا لكم وتعسا حين استصرختمونا ولهين .

 فأصرخناكم : موجفين .

 فشحذتم : علينا سيفا كان في أيدينا ، وحششتم علينا نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألبا على أوليائكم ، ويدا لأعدائكم ، من غير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، ولا ذنب كان منا إليكم  .

فهلا  لكم الويلات : إذ كرهتمونا والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لم يستحصف ، ولكنكم أستسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبى ، وتهافتم إليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها سفها وضلة .

بعدا وسحقا : لطواغيت هذه الأمة ، وبقية الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومطفئ السنن ، ومآخي المستهزئين ، الذين جعلوا القرآن عضين ، وعصاة الأمم ، وملحق العهرة بالنسب ، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ، أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون .

أ فهؤلاء : تعضدون ؟ وعنا تتخاذلون ؟

أجل والله : الخذل فيكم معروف ، نبتت عليه أصولكم وتآزرت عليه عروقكم ، فكنتم أخبث شجر للناظر ، وأكلة للغاصب .

ألا لعنة الله : على الظالمين الناكثين ، الذين ينقضون الإيمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا  .

ألا وإن الدعي : ابن الدعي

قد تركني بين السلة والذلة

 وهيهات له ذلك

هيهات مني الذلة

 أبى : الله ذلك ، ورسوله ، والمؤمنون

 وجدود طهرت ، وحجور طابت .

أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام .

 ألا وإني زاحف : بهذه الأسرة ، على قلة العدد ، وكثرة العدو ، وخذلة الناصر .

ثم تمثل فقال : 

فإن نهزم فهزامون قدما   وإن نهزم فغير مهزمينا[12] .

 

 

 

 

 


 

 

 

الإشراق الرابع :

الإمام يدعوا على قوم ويستنشد آخرين والهمداني يستسقي لهم:

يا طيب : إن الإمام الحسين عليه السلام ، كان في نصحه قد خلد نفسه في بيان الهدى وشرح التقى ، وتفسير معنى الدين فعرف محله القويم عنده وعند آله الطيبين الطاهرين ، وأقام حجة الله عليهم وعلى من تبعهم ما دامت السماوات والأرضين .

وبكلمات : بليغة ، وجمل حكيمة ، جامعة لمعاني الإخلاص والتوحيد ، وما به يهدي لله ولرسوله وما علموه من الدين ، وعرف نفسه بالإمامة والولاية ، وسيادته لأهل الجنة والدنيا ، وخلافة رسول الله ووصايته له ، ووجوب مودته وطاعته .

ولكن كما قال الإمام عليه السلام : ملئت بطونهم من الحرام ، وأستحوذ عليهم الشيطان ، فأنساهم ذكر الله ، وقست قلوبهم حتى كانت أقسى من الحجر ، لا ترق لدين ولا تحب هدى ، ولا تنصاع لإنصاف  ولا تخضع لعدل ، ولم ترجع لحسب  ولم ترعى أدب ، فكانوا بحق عصبت العار والآثام ، وفكر الضلال والظلام ، ويد للطغاة من الحكام ، وحقيقة العاصين المستحلين بكل وجودهم للحرام .

ومن هذه الجموع : البالغة ثلاثون ألف ، لم ينصاع للإمام ويتحول إليه إلا الحر بن يزيد الرياحي ، فقبل الله توبته وصار منار للتائبين واس من مصاديق معارف الدين ، وعدم اليأس من روح الله ممن ينوب لرب العالمين ، وفي رواية عبر ثلاثون ولكن لعدم بيان مكانهم ولا سمع بصولاتهم ، لم نذكر الرواية ، وقيل عبروا ليلة العاشر في رواية مرت .

وأما الباقون : فسترى في حين محاصرتهم للإمام والإمام استنصتهم فنصحهم وعرفه نفسه وشأنه الكريم وولايته بأمر الله سبحانه ، تقدم ثلاثة أو أكثر منهم ليرون شرور أنفسهم وخبث طينتهم وشدة عصيانهم، وليتقربوا لأمراء الفسق والفجور وأهل الطغيان ، فأخذا يجولون قبل القوم ويتكلمون بكلمات خبيثة قبل خطبة الإمام الحسين عليه السلام وبعده ، وقالوا مقالات رجع بإذن الله كيدهم ومكرهم وما أرادوا من السوء بالإمام في نحرهم ببركة دعاء الإمام الحسين عليه السلام عليهم، فتدبر ما حصل بعد خطب الإمام.

 


 

الإشعاع الأول :

الإمام يدعوا على المزني وابن تميم وعلى ابن الأشعث :

وفي أمالي الصدوق :

و أقبل رجل : من عسكر عمر بن سعد على فرس ، يقال له :

 ابن أبي جويرة المزني:

فلما نظر : إلى النار تتقد صفق بيده ، ونادى : يا حسين و أصحاب الحسين .

أبشروا بالنار : فقد تعجلتموها في الدنيا .

فقال الحسين عليه السلام : من الرجل ؟ فقيل : ابن أبي جويرة المزني .

فقال الحسين عليه السلام : اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا .

فنفر به فرسه : و ألقاه في تلك النار ، فأحترق[13] .

 

ثم برز من عسكر عمر بن سعد : رجل آخر ، يقال له :

تميم بن حصين الفزاري ، فنادى : 

يا حسين : ويا أصحاب حسين ، أما ترون إلى ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات ،  والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جزعا .

فقال الحسين عليه السلام : من الرجل ؟ فقيل : تميم بن حصين .

فقال الحسين : هذا وأبوه من أهل النار .

 اللهم : اقتل هذا عطشا في هذا اليوم .

 قال : فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه ، فوطأته الخيل بسنابكها فمات[14].

 

ثم أقبل آخر : من عسكر عمر بن سعد ، يقال له :

 محمد بن أشعث بن قيس الكندي ، فقال :

يا حسين بن فاطمة : أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك ؟

فتلى الحسين هذه الآية :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)

 ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)} آل عمران .

 ثم قال : والله :

إن محمد : لمن آل إبراهيم ، وإن العترة الهادية : لمن آل محمد .

 من الرجل ؟ فقيل : محمد بن أشعث بن قيس الكندي .

 فرفع الحسين عليه السلام : رأسه إلى السماء ، فقال :

اللهم : أر محمد بن الأشعث ، ذلا في هذا اليوم ، لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا .

 فعرض له عارض : فخرج من العسكر يتبرز  ، فسلط الله عليه عقربا فلدغته ، فمات بادي العورة [15]

 


 

الإشعاع الثاني :

يزيد بن الحصين الهمداني يكلم القوم ويستسقي للإمام وآله :

وفي أمالي الصدوق : فبلغ العطش : من الحسين عليه السلام وأصحابه .

فدخل عليه رجل من شيعته يقال له :

يزيد بن الحصين الهمداني :

قال إبراهيم بن عبد الله راوي الحديث : هو خال أبي إسحاق الهمداني ، فقال :

يا ابن رسول الله : تأذن لي فأخرج إليهم فاكلمهم ؟

فأذن له ، فخرج إليهم ، فقال :

يا معشر الناس : إن الله عز وجل بعث محمد بالحق ، بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه ، وسراجا منيرا .

وهذا ماء الفرات : تقع فيه خنازير السواد وكلابها ، وقد حيل بينه وبين ابن رسول الله .

 فقالوا : يا يزيد فقد أكثرت الكلام فاكفف ، فوالله ليعطشن الحسين كما عطش من كان قبله .

 فقال الحسين عليه السلام : اقعد يا يزيد [16].

 


 

الإشعاع الثالث :

الإمام يعرف نسبه للقوم ويذكرهم حرمة قتله :

ثم وثب الحسين عليه السلام : متوكيا على سيفه، فنادى بأعلى صوته ، فقال :

 أنشدكم الله : هل تعرفوني ؟

قالوا : نعم أنت ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسبطه .

 قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد ؟

 قالو : اللهم نعم .

 قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب عليه السلام .

قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما ؟

قالوا : اللهم نعم . 

قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أن سيد الشهداء حمزة عم أبي ؟

قالوا : اللهم نعم .

 قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي ؟

قالوا : اللهم نعم .

 قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله وأنا متقلده؟

قالوا : اللهم نعم.

قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟

قالوا : اللهم نعم .

قال : فأنشدكم الله ، هل تعلمون أن عليا  ، كان : أولهم إسلاماً ، وأعلمهم علماً ،  وأعظمهم حلما ، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟

 قالو : اللهم نعم .

 قال : فبم تستحلون دمي ؟

وأبي : الذائد عن الحوض غدا ، يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء .

 ولواء الحمد : في يد جدي يوم القيامة .

 قالوا : علمنا ذلك كل ، ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا .

فأخذ الحسين عليه السلام :

بطرف لحيته : وهو يومئذ ابن سبع وخمسين سنة ، ثم قال : 

اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا : عزيز ابن الله .

 واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا : المسيح ابن الله .

 واشتد غضب الله على المجوس حين عبدوا النار من دون الله .

 واشتد غضب الله على قوم قتلوا نبيهم .

 واشتد غضب الله على هذه العصابة الذين يريدون قتل ابن نبيهم [17].

 

 


 

الإشراق الخامس

زهير بن القين حين زحف القوم يتقدم ينصحهم :

 

قال أبو مخنف : حدثني على بن حنظلة بن أسعد الشامي ، عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل ، يقال له : كثير بن عبد الله الشعبي ، قال :

لما زحفنا : قِبل الحسين .

 خرج إلينا : زهير بن القين ، على فرس له ذنوب ، شاك في السلاح ، فقال :

يا أهل الكوفة : نذار لكم من عذاب الله ، نذار ، إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ، ونحن حتى الآن إخوة ، وعلى دين واحد ، وملة واحدة ، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف ، وأنتم للنصيحة منا أهل .

 فإذا وقع السيف : انقطعت العصمة ، وكنا أمة ، وأنتم أمة .

إن الله : قد ابتلانا وإياكم ، بذرية نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

 لينظر : ما نحن ، وأنتم عاملون .

إنا ندعوكم : إلى نصرهم ، وخذلان الطاغية عبيدالله بن زياد ، فإنكم لا تدركون منهما إلا بسوء عمر سلطانهما كله ، ليسملان أعينكم ، ويقطعان أيديكم وأرجلكم ، ويمثلان بكم ، ويرقعانكم على جذوع النخل .

 ويقتلان : أماثلكم وقراءكم .

أمثال : حجر بن عدى وأصحابه ، وهانئ بن عروة وأشباهه .

قال : فسبوه ، وأثنوا على عبيدالله بن زياد ، ودعوا له .

وقالوا : والله ، لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه ، أو نبعث به وبأصحابه إلى الأمير عبيدالله سلما .

فقال لهم : عباد الله ، إن ولد فاطمة رضوان الله عليه ، أحق بالود والنصر من ابن سمية ، فإن لم تنصروهم ، فأعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فحلوا بين هذا الرجل وبين ابن عمه يزيد بن معاوية ، فلعمري إن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين .

 

قال : فرماه شمر بن ذى الجوشن بسهم .

وقال : اسكت ، أسكت الله نأمتك ، أبرمتنا بكثرة كلامك .

فقال له زهير : يا ابن البوال على عقبيه ، ما إياك أخاطب ، إنما أنت بهيمة ، والله ما أظنك تحكم من كتاب الله آيتين ، فأبشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم .

فقال له شمر : إن الله قاتلك وصاحبك عن ساعة .

قال : أفبالموت تخوفني :

فوالله : للموت معه ، أحب إلى من الخلد معكم

 قال : ثم أقبل على الناس ، رافعا صوته ، فقال :

عباد الله : لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الخافي (الجافي) وأشباهه ، فوالله لا تنال شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، قوما هرقوا دماء ذريته وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم .

قال : فناداه رجل ، فقال له : إن أبا عبد الله يقول لك :

 أقبل : فلعمري ، لئن كان مؤمن ، آل فرعون نصح لقومه ، وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت ، لو نفع النصح والإبلاغ [18].

 

 


 

 

الإشراق السادس :

الحر بن يزيد الرياحي يلتحق بالإمام الحسين :

الإشعاع الأول :

تقدم الحر بن يزيد الرياحي للتوبة بين يدي الإمام الحسين :

ثم قال المفيد رحمه الله : فلما رأى الحر بن يزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسين عليه السلام ، قال لعمر بن سعد : أي عمر ! أمقاتل أنت هذا الرجل ؟

قال : إي والله ، قتالا شديدا ، أيسره أن تسقط الرؤوس ، وتطيح الأيدي .

قال : أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى ؟

قال عمر : أما لو كان الأمر إلي لفعلت ، ولكن أميرك قد أبى .

فأقبل الحر : حتى وقف من الناس موقفا ، ومعه رجل من قومه ، يقال له : قرة بن قيس .

فقال له : يا قرة هل سقيت فرسك اليوم ؟ قال : لا ، قال : فما تريد أن تسقيه ؟

قال قرة : فظننت والله إنه يريد أن يتنحى ولا يشهد القتال ، فكره أن أراه حين يصنع ذلك .

فقلت له : لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه ، فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه ، فوالله لو أنه أطلعني على الذي يريد ، لخرجت معه إلى الحسين .

فأخذ يدنو من الحسين : قليلا قليلاً .

 فقال له مهاجر بن أوس : ما تريد يا ابن يزيد ؟ أتريد أن تحمل ؟ فلم يجبه .

 فأخذه : مثل الأفكل ، وهي الرعدة .

فقال له المهاجر : إن أمرك لمريب ، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل هذا ، ولو قيل لي : من أشجع أهل الكوفة ؟ لما عدوتك ، فما هذا الذي أرى منك ؟

فقال له الحر : إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار.

 فوالله : لا أختار على الجنة شيئا ، ولو قطعت وأحرقت .

ثم ضرب فرسه : فلحق الحسين عليه السلام .

 فقال له :

جعلت فداك : يا ابن رسول الله ، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع .

 وسايرتك : في الطريق ، وجعجعت بك في هذا المكان ، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة .

والله : لو علمت أنهم ينتهون بك إلى ما أرى ، ما ركبت مثل الذي ركبت .

 وأنا تائب : إلى الله مما صنعت ، فترى لي من ذلك توبة ؟

 فقال له الحسين عليه السلام : نعم يتوب الله عليك ، فأنزل .

فقال : أنا لك فارسا خير مني راجلا ، أقاتلهم على فرسي ساعة ، وإلى النزول ما يصير آخر أمري .

فقال له الحسين عليه السلام : فاصنع يرحمك الله ما بدا لك  .

 

وفي أمالي الصدوق قال : فضرب الحر بن يزيد ، فرسه ، وجاز عسكر عمر بن سعد إلى عسكر  الحسين عليه السلام واضعا يده على رأسه وهو يقول :

اللهم : إليك أنيب ، فتب عليَّ ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيك .

 يا ابن رسول الله : هل لي من توبة ؟

قال عليه السلام : نعم تاب الله عليك [19].

 


 

 

الإشعاع الثاني :

الحر بعد توبته يتقدم ينصح القوم الظالمين :

وفي الأمالي وتأريخ الطبري  عن أبي مخنف :

فاستقدم  الحر : أمام أصحابه ، ثم قال :

 أيها القوم : ألا تقبلون من حسين ، خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم ، فيعافيكم الله من حربه وقتاله .

قالوا : هذا الأمير عمر بن سعد فكلمه .

 فكلمه : بمثل ما كلمه به قبل ، وبمثل ما كلم به أصحابه .

قال عمر : قد حرصت ، لو وجدت إلى ذلك سبيلا ، فعلت .

فقال : يا أهل الكوفة : لأمكم الهبل والعبر .

 أدعوتم : هذا العبد الصالح ، حتى إذا أتاكم ، أسلمتموه ؟

وزعمتم : أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه ؟

أمسكتم : بنفسه ، وأخذتم بكلكله ، وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه إلى بلاد الله العريضة .

فصار : كالأسير في أيديكم ، لا يملك لنفسه نفعا ، ولا يدفع عنها ضرا .

 وحلأتموه : ونساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري ، تشربه اليهود والنصارى والمجوس ، وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابهم ، وهاهم قد صرعهم العطش .

بئس ما خلفتم : محمدا في ذريته ، لا سقاكم الله يوم الظمأ ، فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل .

 فأقبل : حتى وقف أمام الحسين عليه السلام [20].

 

 



[3]  الإرشاد ج2 ص95،  الملهوف ص84 ، بحار الأنوار ج45ب37ص4ح2. تاريخ الرسل والملوك للطبري ج3ص270 . بروايته عن أبو مخنف .

[4] الإرشاد ج2 ص96 ، بحار الأنوار ج45ب37ص4ح2. وفي الكامل في التأريخ : ثم ركب الحسين دابته ، ودعا بمصحف فوضعه أمامه ، ج2ص170.وهذا دعاء مشهور عند آل محمد دعى به النبي الأكرم في يوم بدر ، وهو من أدعية يوم عاشوراء ، ودعى به الإمام الصادق والرضا وغيرهم .

[5]تاريخ الطبري ج4ص321 . الإرشاد ج2 ص96 ، بحار الأنوار ج45ب37ص4ح2.

[6] بحار الأنوار ج45ب37ص5ح2.

[7] الإرشاد ج2 ص97، تاريخ الطبري ج4ص323. بحار الأنوار ج45ب37ص5ـ7ح2. بيان : مات جابر بن عبد الله سنة 74 الظاهر في الكوفة، وأبو سعيد الخدري سنة 64 - 74 وسهل بن سعد هو آخر من مات بالمدينة سنة إحدى وتسعين ، وزيد بن أرقم سنة 66 بالكوفة ، وأنس بن مالك آخر من مات بالبصرة سنة 71 وكان قاطنا بها . يا طيب : إن شمر يعبد الله على حرف ، أي أنه متقلب مره يكون مع جيش الإمام علي ومرة مع معاوية ويزيد ، وإنه قال معنى كلامه لا يدري ما يقول أي لم يفهمه ، وإنه يعبد الله على سبعون حرف أي أنه خبيث متقلب لا يثبت على الحق .

[8]  المناقب ج4ص100 .

[9]قال في البحار : قائلها فروة بن مسيك المرادى قالها في يوم الردم لهمدان من مراد .

وزاد بعدهما في اللهوف ص99 :

إذا  مـا  الموت   رفع   عن    أناس  كلاكله  أناخ بآخرينا

فأفنى ذلكم سـروات  قومى    كما  أفنى  ا لقرون   الأولينا

فـلـو خلد الملـوك إذا  خلدنا    ولو  بقى   الكـرام  إذا بقينا

فقل  للشامتين  بنا   أفيـقوا    سـيلقى  الشامتون كما لقينا

وقد تروى على غير هذا اللفظ كما نقله ابن هشام في السيرة: 

مررن على لفات وهن خـوص   ينازعن  الأعنـة   ينتحينا

فـإن  نَغلـب  فغلابون   قدمـا    وان نغلب  فغـير  مغلبنا

و ما أن  طبنا  جـبن  و لكن   منايانا   وطعمـة  آخرينا

كذاك  الدهـر  دولته  سـجال  تكر صروفه حينا فحينا بحار الأنوار ج45ب37ص8ـ10ح2. السيرة لأبن هشام ج 2 ص 582 .

[10] تحف العقول ص 240 الملهوف ص 85 – 88 ، بيان : القلة : قلة العدد بالقتل ، وفى بعض النسخ : السلة منه رحمه الله .مثيرالأحزان ص54 .

[11] بحار الأنوار ج45ب37ص8ـ10ح2. وقال المجلسي رحمه الله : بحار الأنوار ج45ب76 ـ 77ص4ح2.

 قال الجوهري تقول : تبا لفلان ، تنصبه على المصدر بإضمار فعل أي ألزمه الله هلاكا وخسرانا . والترح بالتحريك : ضد الفرح . والمستصرخ : المستغيث . وحششت النار أحشها حشا : أوقدتها . قوله : جناها أي أخذها وجمع حطبها ، وفي رواية السيد : فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا أقتدحناها على عدوكم وعدونا  .

وقال الجوهري : ألبت الجيش : إذا جمعته ، وتألبوا تجمعوا ، وهم ألب وإلب إذا كانوا مجتمعين ، وتفيل : رأيه أخطأ وضعف ، والجأش : رواغ القلب إذا اضطرب عند الفزع ، ونفس الإنسان ، وقد لا يهمز .

قوله عليه السلام : طامن : أي ساكن مطمئن ، وأستحصف الشيء استحكم ، وشذاذ الناس الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم .

قوله عليه السلام : ونفثة الشيطان : أي ينفث فيهم الشيطان بالوساوس أو أنهم شرك شيطان ، قال الفيروز آبادي : نفث : ينفث وينفث وهو كالنفخ ونفث الشيطان الشعر والنفاثة ككناسة ما ينفثه المصدور من فيه ، والشطيبة من السواك تبقى في الفم فتنفث وفي تحف العقول بقية الشيطان .

قوله عليه السلامجعلوا القرآن عضين ، قال الجوهري : هو من عضوته أي فرقته ، لأن المشركين فرقوا أقاويلهم فيه، فجعلوه كذبا وسحرا وكهانة وشعرا ، وقيل أصله عضهة لأن العضة والعضين في لغة قريش السحر .

قوله عليه السلام : قد ركز : أي أقامنا بين الأمرين من قولهم ركز الرمح أي غرزه في الأرض وفي رواية السيد والتحف : ركن ،بالنون أي مال وسكن إلينا بهذين ، والقلة : قلة العدد بالقتل ، وفي رواية السيد : والاحتجاج السلة : وهي بالفتح والكسر : السيوف .

قوله : فغير مهزمين : على صيغة المفعول ، أي إن أرادوا أن يهزمونا فلا نهزم ، أو إن هزمونا وأبعدونا فليس على وجه الهزيمة ، بل على جهة المصلحة والأول أظهر ، والطب بالكسر العادة ، والحاصل : أنا لم نقتل بسبب الجبن ، فإنه ليس من عادتنا ، ولكن بسبب أن حضر وقت منايانا ودولة الآخرين.

[12] الاحتجاج ص 154 ، بحار الأنوار ج45ب37ص83ح10.بيان : يقال : شمت السيف أغمدته ، وشمته سللته وهو من الأضداد بيان : الدبى : أصغر الجراد ، يقال : جاء الخيل كالدبى فبلغ السيل الربى ، يدل على الكثرة والسرعة .

[13] روضة الواعظين ج1ص184 . بحار الأنوار ج44ص316ب37 .

[14] أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. بحار الأنوار ج44ب37ص317ح1. الحيات : تسير متموجه.

[15] أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. بحار الأنوار ج44ب37ص317ح1.

[16] أمالي الصدوق ص15730ح1.روضة الواعظين ج1ص184. بحار الأنوار ج44ب37ص318ح1.

[17] أمالي الصدوق المجلس  30 ح 1. بحار الأنوار ج44ب37ص318ح1.

[18] تاريخ الطبري ج4ص323 .البداية والنهاية ج8ص179 . الكامل في التاريخ ج2ص171 .

[19] أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. الإرشاد ج2ص99 . بحار الأنوار ج44ب37ص319ح1.تاريخ الطبري ج4ص325 . البداية والنهاية ج8ص180 .الكامل في التاريخ لابن الأثير ج2ص171 .

[20] الإرشاد ج2 ص99 ،مثير الأحزان ج3ص9 . بحار الأنوار ج45ب37ص10ح2. بيان: الهبل : الثكل أي لفقد الأم ولدها تفقد عقلها ولا تعي ما تفعل وتقول ولا شيء من حولها ، والعبر : الموت ، عبر القوم : ماتوا . ويقال : حلات الإبل عن الماء تحلئة إذا طردتها عنه ومنعتها أن ترده . تاريخ الطبري ج4ص325،البداية والنهاية ج8ص180. بدل كلاكله ، بكظمه ، والكلكل : الصدر ، أي أخذتم بصدره كما يأخذ أحد المتخاصمين خصمه ليمنعه المسير ، وهكذا كظمه أي أخذتم بما يغيظه.

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com