بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
 والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

الجزء الثامن

نور الإمام الحسين عليه السلام

مصباح هدى
 ذكر الإمام الحسين عليه السلام
 في اليوم العاشر من المحرم في كربلاء

النور الثالث

حملة  الكفار الظالمين واستشهاد الأخيار الطيبين من أصحاب الحسين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين

إنا لله وإنا إليه راجعون ، والعاقبة لأهل التقوى واليقين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليم العظيم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، لله الأمر من قبل ومن بعد .

 يختار الله سبحانه وتعالى : من عباده الصالحين ، فيرزقهم الشهادة والقتل في سبيله ، ليهبهم ملكه الدائم والنعيم الأبدي ، ويرينا إخلاصهم لنقتدي ونتأسى بهم ، ونعبده مثلهم بإخلاص وفي كل حال وظرف وزمان ومكان ، ولا نخاف لومة لائمة ولا منع آثم ، ولا نطيع ظالم ولا نهاب طاغية ، ولا نعمل بفكر غاشم .

فهذا الدين : يسكب نفسه في كربلاء ليهب العباد العز والإباء ، ونشر عبيقه طيب يعانق أرواح الشرفاء ، فيرى الهدى والدين في كلمات الشهداء ، ويعرف إخلاصهم وإيمانهم ، ويرينا حب الدين والإخلاص في طاعة الله رب العالمين ، فجعلهم الله سبحان مزار قلوب أهل اليقين وعشق المحبين لعباد الله المخلصين ، وقدوة وأسوه لمن يحب الأحرار والطيبين ، وبيان صلاح الهدى والدين ومعارف الله لكل طالب لها من الصادقين .

فيا طيب : بعد ما عرفت من تقدم جيش الكفر في ليلة العاشر من المحرم ، و استمهال الإمام الحسين عليه السلام تلك الليلة ، وهذا صباحها صباح اليوم العاشر:

 تقدم : جيش الكفر بكل قضه وقضيضه ، وبجميع شره وخبثه ، وظلمه وظلامه ، وفسقه وفجوره ، ليهاجم الطيب والطهارة ، وليقتل الخير والصلاح ، والعدل والإيمان ، والحق والإحسان . فأبى الله سبحانه : إلا أن يتم نوره ، فجعل الشهداء أحياء ، ينيرون الوجود خير وبركه ونعيم أبدي، والكفار والظالمين أموات مظلم وجودهم محروق علمهم و عملهم وذوات حقيقتهم وفي نار الله خالدون ، وبعد نصح الإمام لهم فتدبر ما يفعلون:

 


 

 

الإشراق الأول :

حملة جيش ابن سعد الرجس على معسكر الحسين الطاهر:

يا موالي : عرفت أن جيش الكفر أستعد صباحا ونظم صفوفه ، وأخذ يتقدم لحرب الإمام وصحبه وآله الطيبين ، وعرفت أنه تقدم الشمر وكم خبيث مثله ليروا شرهم لقادتهم وخبثهم لجمعهم ، حتى يستحسن فعلهم أميرهم الضال وينقل عملهم لسيدهم الطاغية ، وعرفت محاوراتهم مع الإمام ، ثم إن الإمام الحسين عليه السلام ، استمهلهم حتى يعرفهم هداه ونفسه الذي فيه تجلى دين الله ، وهكذا تقدم من صحب الإمام من نصحهم ، بل حتى الحر بن يزيد الرياحي نصحهم ليمتنعوا عن حرب الإمام وعن قتل آله الكرام ، ويبعدهم عن قتل صحبه النجباء ، وأتباعه النصحاء ، المخلصون في سبيل نشر الهدى ونصره ، والعون له والشهادة في سبيله .

لكنهم : لم تنفع بهم النصيحة ، ولا سماع القول الحسن ، ولا أتبعوا الحق ، ولا التحقوا بالطيب والطهارة والدين والهدى ، فبعدا للقوم الظالمين.

فبعد كلام الإمام الحسين وصحبه عليهم السلام ونصحهم ، أنظر ما يفعلون:

 


الإشعاع الأول :

الإمام يدعو على ابن حوزة فتحوزه فرسه للنار :

قال أبو مخنف : عن عطاء بن السائب ، عن عبد الجبار بن وائل الحضرمي ، عن أخيه مسروق بن وائل ، قال :

كنت : في أوائل الخيل ممن سار إلى الحسين ، فقلت : أكون في أوائلها لعلى أصيب رأس الحسين ، فأصيب به منزلة عند عبيد الله بن زياد .

قال : فلما انتهينا إلى حسين ، تقدم رجل من القوم ، يقال له : ابن حوزة .

فقال : أفيكم حسين ؟ قال : فسكت حسين ؟ فقالها ثانية : فسكت ، حتى إذا كانت الثالثة .

 قال : قولوا له : نعم ، هذا حسين فما حاجتك .

قال : يا حسين أبشر بالنار !

قال : كذبت ، بل أقدم على رب غفور وشفيع مطاع ، فمن أنت ؟

قال : ابن حوزة .

قال : فرفع الحسين يديه حتى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب .

 ثم قال : اللهم حزه إلى النار .

قال : فغضب ابن حوزة ، فذهب ليقحم إليه الفرس ، وبينه وبينه نهر .

قال : فعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس ، فسقط عنها .

قال : فانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقى جانبه الآخر متعلقا بالركاب .

قال : فرجع مسروق ، وترك الخيل من ورائه . قال : فسألته ؟

فقال : لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئاً ، لا أقاتلهم أبدا .

قال : ونشب القتال [21].

 

وأما في رواية الشيخ المفيد رحمه الله قال : وجاء رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن خوزة  (حوزة) فأقدم على عسكر الحسين عليه السلام .

 فناداه القوم : إلى أين ثكلتك أمك ؟

فقال : إني أقدم على رب رحيم ، وشفيع مطاع .

 فقال الحسين عليه السلام لأصحابه : من هذا ؟  

فقيل له : هذا ابن خوزة التميمي . فقال : اللهم : جره إلى النار . فاضطرب به فرسه : في جدول ، فوقع وتعلقت رجله اليسرى في الركاب وارتفعت اليمنى .

 وشد عليه : مسلم بن عوسجة ، فضرب رجله اليمنى فطارت ، وعدا به فرسه فضرب برأسه كل حجر وكل شجر حتى مات ، وعجل الله بروحه إلى النار .

 ونشب القتال : فقتل من الجميع ، جماعة [22].

 وأما تفصيل القتال فهو :

 

 


 

الإشعاع الثاني  :

أبن سعد أول من يرمي جيش الإمام ويرمي الناس بعده :

نادى عمر بن سعد ، : يا دريد ( ذويد مولاه وهو كان على المقدمة) أدن رأيتك :

فأدناها : ثم وضع سهما في كبد قوسه ، ثم رمى .

وقال :  اشهدوا أني أول من رمى الناس .

 ثمّ ارتمى النّاسُ وتبارزوا [23].

 

وبعد ما خطب بهم الحر :

في البداية والنهاية قال : فتقدم عمر بن سعد ، وقال لمولاه :

يا دريد : أدن رايتك ، فأدناها .

ثم شمر : شمر عن ساعده ، ورمى بسهم .

وقال : أشهدوا أنى أول من رمى القوم .

 قال : فترامى الناس بالنبال [24].

 


 

الإشعاع الثالث :

الإمام يأمر أصحابه بإجابة القوم الظالمين فتستمر الحرب ساعة :

وقال السيد ابن طاووس :

فقال عليه السلام لأصحابه :

قوموا رحمكم الله : إلى الموت الذي لابد منه .

فإن هذه السهام : رسل القوم إليكم .

 فاقتتلوا : ساعة من النهار ، حملة وحملة .

حتى قتل : من أصحاب الحسين عليه السلام جماعة [25].

 

وقال محمد بن أبي طالب : فرمى أصحابه كلهم ، فما بقي من أصحاب الحسين عليه السلام إلا أصابه من سهامهم .

قيل : فلما رموهم هذه الرمية .

 قل أصحاب الحسين عليه السلام .

 وقتل : في هذه الحملة ، خمسون رجل [26].

وأول من برز قبل الالتحام للقتال :

 


 

الإشعاع الرابع :

ذو المروءة عبد الله بن عمير أول من يجيب مبارزة كافر  :

وقال المفيد رحمه الله :

وتبارزوا :

فبرز : يسار مولى زياد بن أبي سفيان ( من جيش الكفر ) .

وبرز إليه : عبد الله بن عمير ( من جيش الإيمان ).

 فقال له يسار : من أنت.

 فانتسب له .

فقال : لست أعرفك ، حتى يخرج إلي زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر .

 فقال له عبد الله بن عمير: يا ابن الفاعلة، وبك رغبة عن مبارزة أحد من الناس.

ثم شد عليه : فضربه بسيفه حتى برد .

 وإنه لمشغول بضربه :

 إذ شد عليه سالم : مولى عبيد الله بن زياد .

فصاحوا به : قد رهقك العبد ، فلم يشعر حتى غشيه .

 فبدره بضربة : اتقاها ابن عمير بيده اليسرى ، فأطارت أصابع كفه .

ثم شد عليه : فضربه حتى قتله :

وأقبل : وقد قتلهما جميعا ، وهو يرتجز ، ويقول : 

إن  تنكروني  فأنا  ابن كلب

أنا امرؤ  ذو  مرة  و عصب

ولست بالخوار عند النكب[27]

 


 

الإشعاع الخامس :

معسكر الحسين يحبط هجوم عمر بن الحجاج :

وقال المفيد رحمه الله :  وحمل عمرو بن الحجاج : على ميمنة أصحاب الحسين عليه السلام ، فيمن كان معه من أهل الكوفة .

 فلما دنا من الحسين عليه السلام: جثوا له على الركب، و أشرعوا الرماح نحوهم.

 فلم تقدم : خيلهم على الرماح ، فذهبت الخيل لترجع .

فرشقهم : أصحاب الحسين عليه السلام بالنبل .

فصرعوا : منهم رجالا ، وجرحوا منهم آخرين [28].

 


 

الإشعاع السادس :

الإمام يدعوا على القوم الظالمين فيأتي النصر ولكن يختار الشهادة :

 قال السيد بن طاووس :

 فعنده ( أي بعد ساعة من نهار وقتل حدود الخمسون من صحبه الكرام ) :

 ضرب الحسين عليه السلام يده على لحيته :

 وجعل يقول :

أشتد غضب الله : على اليهود ، إذ جعلوا له ولدا .

 واشتد غضبه : على النصارى ، إذ جعلوه ثالث ثلاثة .

واشتد غضبه : على المجوس ، إذ عبدوا الشمس والقمر دونه .

 واشتد غضبه : على قوم ، اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم .

 أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون .

حتى ألقى الله تعالى ، وأنا مخضب بدمي [29].

 

وعن السيد ابن طاووس قال :

وروي عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال : سمعت أبي عليه السلام يقول :

 لما التقى : الحسين عليه السلام ، وعمر بن سعد لعنه الله ، وقامت الحرب .

انزل النصر : حتى رفرف على  :

رأس الحسين عليه السلام .

ثم خير : بين النصر على أعدائه ، وبين لقاء الله تعالى .

فاختار لقاء الله تعالى .

قال الراوي : ثم صاح عليه السلام :

أما من مغيث يغيثنا لوجه الله

أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله[30] .

لبيك يا أبا عبد الله لبيك : فإن الله أختار لكم ولمن سلك صراطكم المستقيم  نعيم الدنيا والآخرة ، وإنك يا مولاي اخترت ما أختار الله لك ورسوله ، فجزاك الله مقام لا تبلغه إلا بالشهادة ، وجعلكم الله سبحانه سيد شباب أهل الجنة ، وإن استجابت الدعاء تحت قبتك ، والشفاء في تربتك ، والإمامة في ذريتك ، وهدانا الله سبحانه بكم إلى يوم القيامة ، فجزاءك الله خيرا عنا وعن جميع المؤمنين .

يا طيب : إن اختيار الإمام الحسين عليه السلام لمقام الكرامة والهداية وتعليم الهدى الإلهي إلى يوم الدين ، هو نفس اختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عرضت عليه كنوز الأرض وقد خير في عدة مرات، فاختار ما عند الله ، فحقا ما قال نبي الرحمة:

حسين مني وأنا من حسين .

فعن علي بن المغيرة في حديث طويل من .. قال :  سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن جبرائيل عليه السلام : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله ...:

 عند الموت : بمفاتيح خزائن الدنيا ، فقال : هذه مفاتيح خزائن الدنيا بعث بها إليك ربك ، ليكون لك ما أقلت الأرض ، من غير أن ينقصك شيئا [31].

فقال رسول الله : في الرفيق الأعلى .

وعن الإمام موسى بن جعفر عن أمير المؤمنين قال :

 و محمد صلى الله عليه وآله : عرضت عليه مفاتيح خزائن كنوز الأرض .

 فأبى : استحقارا لها ، فاختار التقلل و القربى .

فآتاه الله : الشفاعة ، و الكوثر ، و هي أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ، فوعد الله له المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون و الآخرون‏ .[32]

ويا طيب : مر في مسير الإمام من المدنية جاءه النصر ، وطلبت منه الملائكة والجن نصره ، فطلب ما أختار له الله ، فراجع .

 

 

 

 


 

الإشراق الثاني :

كل من يخرج لقتال القوم يودع الإمام الحسين عليه السلام :

إنا لله وإنا إليه راجعون : فبعد أن قتل جماعة من صحب الحسين في الحملة الأولى والثانية ، فأخذ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام بالمبارزة ، فقال في المناقب :

 وكان كل من أراد الخروج : ودع الحسين عليه السلام ، وقال :

 السلام عليك : يا ابن رسول الله .

فيجيبه : وعليك السلام ونحن خلفك . ويقرأ عليه السلام :

 { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23)}الأحزاب [33].

 

يا طيب : في هذا الإشراق نجعل نور أشعته ، عناوين منتزعة من شعر قاله أشراف أهل الأرض والجنان ، الجالسون الآن ويوم القيامة وفي الجنة على موائد النور مع الحسين ، وهم الأشاوس المغاوير الذين قالوا كلمات حكيمة قيمة حين المبارزة ، فهم الذين يقدموا لله أنفسهم عن عقيدة ، وجاهدوا أعداء الله ورسوله عن حجة ظاهرة ، فننتزع عناوين موضوع مبارزة كل شهم من نفس كلامه أو كلام أبي عبد الله الحسين أو صحبه.

 وذلك : لأن كل طيب يرى في رجز وشعر المجاهدين الذابين عن سيد الشهداء ، رسالة وبيان وعلم أنطقه الله الحق سبحانه على لسانهم وأيدهم به ، لأنهم أخلصوا نياتهم في سبيل الدفاع عن ولاة دينه والهداة لعبوديته سبحانه ، وإن أقوالهم لحقا أنها في قمة المعرفة التي يجب على كل مؤمن نشرها وتبيينها ، ولعلها تساوي أقدامهم ومبارزتهم في قيمتها ، وإن لكلمات حدها أحد من السيف، وبيانها وقيمتها في علو الشهادة والجنة.

فلذا ترى أنصار سيد الشهداء : قد أقدموا على الشهادة عن بصيرة في الهدى ، وعن عقيدة راسخة في الدين ، فكانوا ناشرين للتعاليم الإلهية في كلمات قصيرة ، فاح شذاها من أفواههم الشريفة حين الرحيل إلى الله في أعالي ملكوته ، لا يهابون لقاء أعداء الله  ولم يعتنوا بجمعهم  ولم يرهبهم سلاحهم، بل أثر كلامهم في تلاوم وتوبة قسم منهم.

 


 

الإشعاع الأول :

الحر يجود بنفسه عن الخيرين بلا حيف فيكون حر في الدارين :

وقال محمد بن أبي طالب وصاحب المناقب وابن الأثير في الكامل :

ورواياتهم متقاربة :  إن الحر أتى الحسين عليه السلام فقال :

يا ابن رسول الله : كنت أول خارج عليك .

 فأذن لي : لأكون أول قتيل بين يديك ، وأول من يصافح جدك غدا  .

وإنما قال الحر : لأكون أول قتيل بين يديك ، والمعنى يكون أول قتيل من المبارزين ، وإلا فإن جماعة كانوا قد قتلوا في الحملة الأولى كما ذكر ( يا طيب : الحر أول من يطلب المبارزة من أصحاب الإمام ، و المبارزة السابقة طلبها عبد بن زياد يسار )

 فكان أول : من تقدم إلى براز القوم ، وجعل ينشد ويقول : 

إني  أنا  الحر  ومأوى   الضيف    أضرب في أعناقكم  بالسيف

عن خير من حل بأرض  الخيف    أضربكم و لا  أرى من حيف

وروي : أن الحر لما لحق بالحسين عليه السلام .

 قال رجل : من تميم يقال له يزيد ابن سفيان : أما والله لو لحقته لاتبعته السنان.

 فبينما هو يقاتل : وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه ، وإن الدماء لتسيل .

إذ قال الحصين : يا يزيد هذا الحر الذي كنت تتمناه .

 قال : نعم ، فخرج إليه.

فما لبث الحر : أن قتله ، وقتل أربعين فارسا وراجلا .

 فلم يزل يقاتل : حتى عرقب فرسه .

 وبقي راجلا ، وهو يقول : 

إني أنا  الحر  و نجل الحر     أشجع من ذي لبد هزبر

و لست بالجبان عند  الكر    لكنني  الوقاف عند الفر

ثم لم يزل يقاتل : حتى قتل رحمه الله .

 فاحتمله أصحاب الحسين عليه السلام : حتى وضعوه بين يدي الحسين عليه السلام ، وبه رمق .

 فجعل الحسين : يمسح وجهه ، ويقول :

أنت الحر كما سمتك أمك .

وأنت الحر في الدنيا .

وأنت الحر في الآخرة .

ورثاه رجل من أصحاب الحسين وقيل: بل رثاه علي بن الحسين عليهما السلام:

لنعم  الحر  حر  بني  رياح     صبور عند مختلف  الرماح

و نعم الحر إذ نادى حسينا     فجاد بنفسه عند الصياح

فيا  ربي  أضفه   في  جنان    و زوجه  مع الحور الملاح

وروي أن الحر كان يقول : 

آليت   لا  اُقتل  حتى  أقتلا

أضربهم بالسيف ضربا معضلا

لا  ناقل  عنهم  و لا  معللا

لا عاجز عنهم  و لا  مبدلا

أحمي الحسين الماجد  المؤمل

وقال المفيد رحمه الله :

فاشترك في قتله : أيوب بن مسرح ، و رجل آخر من فرسان أهل الكوفة.

وقال ابن شهر آشوب : قتل نيفا وأربعين رجلا منهم .

وفي مثير الأحزان لأبن نما قال رويت بإسنادي :

و أنه قال للحسين عليه السلام :

 لما وجهني : عبيد الله إليك ، خرجت من القصر :

فنوديت من خلفي : أبشر يا حر بخير ، فالتفت فلم أر أحدا .

فقلت : و الله ما هذه بشارة ، و أنا أسير إلى الحسين .

 و ما أحدث : نفسي بإتباعك .

فقال عليه السلام : لقد أصبت أجرا و خيرا [34].

وفي أمالي الصدوق قال الحر :

يا ابن رسول الله : ائذن لي فأقاتل عنك ، فأذن له ، فبرز وهو يقول : 

أضرب في أعناقكم بالسيف     عن خير من حل بلاد الخيف

فقتل منهم : ثمانية عشر رجلا ، ثم قتل .

 فأتاه الحسين عليه السلام ودمه يشخب ، فقال :

 بخ  بخ ! يا حر ، أنت حر ، كما سميت ، في الدنيا والآخرة .

ثم أنشأ الحسين يقول : 

لنعم الحر   حر  بني  رياح     ونعم الحر مختلف الرماح

ونعم الحر إذ نادى  حسينا     فجاد بنفسه عند الصباح[35]

يا طيب : لا مانع من ذكر الشعر من الإمام وممن رثاه أو غيرهم ، لكل منهم مناسبة ، فإنه شعر كريم المعنى ، يبين إجابته للإمام ولندائه .

يا طيب : ورد في النص عن الإرشاد : أن أحد القوم الظالمين توعد الحر بالقتل ، والحر لما بارزه قتله ، فلنسمع بعض التفصيل عن قصته عن تأريخ الطبري :

قال أبو مخنف : حدثنى النضر بن صالح أبو زهير العبسى :

أن الحر بن يزيد : لما لحق بحسين ، قال رجل : من بني تميم من بني شقرة ، وهم بنو الحارث ابن تميم ، يقال له : يزيد بن سفيان .

 أما والله : لو أنى رأيت الحر بن يزيد حين خرج ، لاتبعته السنان .

قال : فبينا الناس يتجاولون ويقتتلون ، والحر بن يزيد يحمل على القوم مقدما ، ويتمثل قول عنترة :

ما زلت أرميهم بثغرة نحره    ولبانه حتى تسربل بالدم

قال : وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبه ، وإن دماءه لتسيل .

 فقال الحصين بن تميم : وكان على شرطة عبيدالله ، فبعثه إلى الحسين ، و كان مع عمر بن سعد ، فولاه عمر مع الشرطة ، المجففة : ليزيد بن سفيان ، هذا الحر بن يزيد ، الذي كنت تتمنى .

قال : نعم ، فخرج إليه .

فقال له : هل لك يا حر بن يزيد في المبارزة ؟

قال : نعم قد شئت ، فبرز له .

قال : فأنا سمعت الحصين ابن تميم ، يقول : والله لبرز له ، فكأنما كانت نفسه في يده ، فما لبثه الحر حين خرج إليه أن قتله [36].

ويا طيب : مر في النص عن الإرشاد : إن بعد قتله للظالم يزيد الذي كان توعده وبارزه ، وقتل غيره ، إنه : فلم يزل يقاتل : حتى :

عرقب فرسه ، وبقي يقاتل راجلا وهو يقول ما مر :

وأما قصة : عقر فرس السحر ونزوله عنه :

وقال أبو مخنف : حدثنى نمير بن وعلة، أن أيوب بن مشرح الخيواني، كان يقول:

أنا والله : عقرت بالحر بن يزيد فرسه ، حشأته سهما ، فما لبث أن أرعد الفرس واضطرب وكبا .

 فوثب عنه الحر : كأنه ليث ، والسيف في يده ، وهو يقول :

إن تعقروا بي فأنا ابن الحر    أشجع من ذي لبد هزبر

قال : فما رأيت أحدا قط يفرى فريه .

قال : فقال له : أشياخ من الحي ، أنت قتلته ؟

قال : لا والله ما أنا قتلته ، ولكن قتله غيري ، وما أحب إني قتلته .

فقال له : أبو الوداك ولم ؟

قال : أنه كان زعموا من الصالحين ، فوالله لئن كان ذلك إثما ، لأن ألقى الله بإثم الجراحة والموقف ، أحب إلى من أن ألقاه بإثم قتل أحد منهم .

فقال له أبو الوداك : ما اراك إلا ستلقى الله بإثم قتلهم أجمعين .

أرأيت : لو أنك رميت ذا فعقرت ذا ، ورميت آخر ، ووقفت موقفا ، وكررت عليهم ، وحرضت أصحابك ، وكثرت أصحابك .

وحمل عليك : فكرهت أن تفر ، وفعل آخر من أصحابك كفعلك، وآخر وآخر .

كان هذا : وأصحابه يقتلون ، أنتم شركاء كلكم في دمائهم .

فقال له : يا أبا الوداك ، إنك لتقنطنا من رحمة الله ، إن كنت ولي حسابنا يوم القيامة ، فلا غفر الله لك ، إن غفرت لنا .

قال : هو ما أقول لك [37].

 

 


 

 

 

الإشعاع الثاني :

الخيّر سيد القراء برير بن خضير يدافع عن إمامه القرآن الناطق :

قال في المناقب والأمالي :

ثم برز برير بن خضير الهمداني بعد الحر :

 وكان من عباد الله الصالحين ، فبرز وهو يقول : 

أنا  برير و أبي خضير  ليث      يروع   الأسد  عند  الزئر

يعرف  فينا الخير أهل الخير     أضربكم ولا أرى من ضير

كذاك فعل الخير من برير

وجعل يحمل على القوم وهو يقول :

 اقتربوا مني : يا قتلة ، المؤمنين !

اقتربوا مني : يا قتلة ، أولاد البدريين !

اقتربوا مني : يا قتلة ، أولاد رسول رب العالمين ، وذريته الباقين !

وكان برير : أقرأ أهل زمانه ، فلم يزل يقاتل حتى قتل ثلاثين رجلا [38].

وفي مثير الأحزان لأبن نما الحلي : و خرج برير بن خضير ، و كان زاهدا ، يقال له : سيد القراء ، فخرج إليه يزيد بن معقل فاتفقا على المباهلة إلى الله تعالى ، في أن يقتل المحق منهما المبطل ، فقتله برير ، فلم يزل يقاتل حتى قتل [39].

قال أبو مخنف : وحدثني يوسف بن يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس ، وكان قد شهد مقتل الحسين قال :

وخرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة : وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس ، فقال: يا برير بن خضير كيف ترى الله صنع بك ؟

قال : صنع الله والله بي خيرا ، وصنع الله بك شرا .

 قال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذابا ، هل تذكر وأنا أماشيك في بني لوذان وأنت تقول : إن عثمان بن عفان كان على نفسه مسرفا ، وان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل ، وان أمام الهدى والحق علي بن أبي طالب .

 فقال له برير : اشهد أن هذا رأيي وقولي .

فقال له يزيد بن معقل : فإني اشهد انك من الضالين .

 فقال له برير بن خضير : هل لك فلا بأهلك ، ولندع الله أن يلعن الكاذب ، وان يقتل المبطل ، ثم أخرج فلأبارزك .

قال : فخرجا ، فرفعا أيديهما إلى الله يدعو :

انه أن يلعن الكاذب ، وان يقتل المحق المبطل .

ثم برز : كل واحد منهما لصاحبه ، فاختلفا ضربتين ، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا ، وضربه برير بن خضير ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ ، فخر كإنما هوى من حالق .

وان سيف ابن خضير : لثابت في رأسه ، فكأني انظر إليه ينضنضه من رأسه .

وحمل عليه رضا بن منقذ العبدي : فاعتنق بريرا فاعتركا ساعة .

ثم أن برير اقعد على صدره فقال رضا : أين أهل المصارع  والدفاع .

 قال عفيف بن زهير: فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه .

فقلت: أن هذا برير بن خضير القارئ ، الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد.

فحمل عليه : بالرمح ، حتى وضعه في ظهره ، فلما وجه مس الرمح برك عليه ، فعض بوجهه وقطع طرف انفه ، فطعنه كعب بن جابر حتى ألقاه عنه ، وقد غيب السنان في ظهره ، ثم اقبل عليه يضربه بسيفه حتى قتله .

قال عفيف : كأني انظر إلى العبدي الصريع قام ينفض التراب عن قبائه ، ويقول : أنعمت على يا أخا الأزد نعمة لن أنساها أبدا ، قال :

فقلت : أنت رأيت هذا ؟

قال : نعم ، رأى عيني وسمع أذني .

فلما رجع كعب بن جابر ، قالت له امرأته أو أخته النوار بنت جابر :

 اعنت علي بن فاطمة ، وقتلت سيد القراء ، لقد أتيت عظيما من الأمر ، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .

وقال كعب بن جابر ، قصيدة منها :

سلى تخبري عني وأنت ذميمة    غداة  حسين   و الرماح   شوارع

معي  مزني  لم  تخنه   كعوبه    و أبيض  مخشوب الغرارين  قاطع

فجردته في عصبة ليس دينهم    بديني  و إني  بابن  حرب  لقانع

و قد صبروا  للطعن والضرب    حسرا وقد نازلوا لو أن ذلك نافع

فأبلغ  عبيد  الله   أما  لقيته     بأني  مطيع    للخليفة    سامع

قتلت  بريراً   ثم حملت نعمة     أبا  منقذ  لما  دعا  من   يقارع[40]

قال في البحار [41] قال : ثم ذكر له بعد ذلك أن بريرا كان من عباد الله الصالحين .

 وجاءه ابن عم له ، وقال :

 ويحك يا بحير : قتلت برير بن خضير ، فبأي وجه تلقى ربك غدا ؟

  قال : فندم الشقي وأنشأ يقول :

فلو  شاء  ربي ما  شهدت  قتالهم     و لا جعل النعماء  عند ابن جائر

لقد  كان ذا  عارا   عليّ    سبة     يعير  بها   الأبناء   عند   المعاشر

فيا ليت إني كنت في الرحم حيضة     و يوم  حسين  كنت ضمن المقابر

فيا  سوءتا    ماذا  أقول   لخالقي     وما حجتي يوم الحساب  القماطر

ونقل في البحار عن الصدوق: بدل برير بدير ولم يذكره غيره ، وفي الطبعة الحديثة برير ،فقال ثم برز من بعده بدير بن حفير الهمداني وكان أقرأ أهل زمانه وهو يقول : 

أنا بدير وأبي حفير      لا خير فيمن ليس فيه خير

فقَتل منهم : ثلاثين رجلا . ثم قُتل : رضي الله عنه [42].

 


 

 

الإشعاع الثالث :

وهب وأمه وزوجته يدفعون الكرب ويجاهدون القوم دون الطيبين :

ثم برز من بعده : وهب بن عبد الله بن حباب الكلبي .

وقد كانت : معه أمه ، يومئذ .

فقالت : قم يا بني ، فأنصر ابن بنت رسول الله .

فقال : أفعل يا أماه ، ولا اقصر ، فبرز ، وهو يقول : 

إن تنكروني فأنا ابن الكلبي   سوف  تروني  و ترون   ضربي

و حملتي  وصولتي في الحرب   أدرك  ثأري  بعد  ثأر  صحبي

و أدفع الكرب أمام الكرب    ليس جهادي في الوغى باللعب

ثم حمل : فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة .

فرجع إلى أمه وامرأته : فوقف عليهما ، فقال : يا أماه أرضيت ؟

فقالت : ما رضيت ، أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام .

فقالت : امرأته : بالله لا تفجعني في نفسك !

 فقالت أمه : يا بني ، لا تقبل قولها ، وارجع ، فقاتل بين يدي ابن رسول الله ، فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله ، فرجع قائلاً :

إني  زعيم  لك   أم   وهب   بالطعن فيهم تارة والضرب

ضرب  غلام  مؤمن  بالرب   حتى يذيق القوم مر الحرب

إني امرأ  ذو  مرة  و عصب   ولست بالخوار عند النكب

حسبي إلهي من عليم حسبي    إذا انتميت في كرام العرب

فلم يزل يقاتل : حتى قتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا ، ثم قطعت يداه.

فأخذت امرأته عمود : وأقبلت نحوه ، وهي تقول :

فداك أبي وأمي : قاتل دون الطيبين ، حرم رسول الله ، فأقبل كي يردها إلى النساء فأخذت بجانب ثوبه ، وقالت : لن أعود أو أموت معك .

فقال الحسين : جزيتم من أهل بيتي خيرا ! ارجعي إلى النساء رحمك الله ، فانصرفت ، وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه .

 قال : فذهبت امرأته تمسح الدم عن وجهه فبصر بها شمر ، فأمر غلاما له فضربها بعمود كان معه فشدخها وقتلها ، وهي أول امرأة قتلت في عسكر الحسين .

وقال في البحار : رأيت حديث  أن وهب هذا كان نصرانيا فأسلم هو وأمه على يدي الحسين ، فقتل في المبارزة أربعة وعشرين راجلا واثني عشر فارسا ، ثم اخذ أسيرا ، فأتي به عمر ابن سعد فقال : ما أشد صولتك ؟

ثم أمر فضربت عنقه : ورمي برأسه إلى عسكر الحسين عليه السلام ، فأخذت أمه الرأس فقبلته ، ثم رمت بالرأس إلى عسكر ابن سعد ، فأصابت به رجلا فقتلته ، ثم شدت بعمود الفسطاط ، فقتلت رجلين ، فقال لها الحسين

ارجعي يا أم وهب أنت وابنك مع رسول الله ، فإن الجهاد مرفوع عن النساء .

فرجعت وهي تقول : إلهي لا تقطع رجائي .

 فقال لها الحسين عليه السلام : لا يقطع الله رجاك يا أم وهب .

بعد زياد بن مهاصر قال الصدوق في الأمالي : وبرز من بعده وهب بن وهب وكان نصرانيا أسلم على يدي الحسين هو وأمه ، فاتبعوه إلى كربلا ، فركب فرسا ، وتناول بيده عود الفسطاط ، فقاتل وقتل من القوم سبعة أو ثمانية ، ثم أسر ، فأتي به عمر بن سعد فأمر بضرب عنقه فضربت عنقه ورمي به إلى عسكر الحسين عليه السلام .

وأخذت أمه سيفه وبرزت فقال لها الحسين

يا أم وهب : اجلسي ، فقد وضع الله الجهاد عن النساء .

إنك وابنك : مع جدي محمد صلى الله عليه وآله في الجنة [43]

حشرنا الله معكم : وقد مر ذكر مبارزة أبيه وهي أول مبارزة مع مولى لأبن زياد.

وفي تأريخ الطبري : عن أبي مخنف بسنده بعد أن ذكر حرق الخيام :

وخرجت : امرأة الكلبي تمشي إلى زوجها ، حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب .

وتقول : هنيئا لك الجنة .

فقال : شمر بن ذى الجوشن لغلام يسمى رستم ، اضرب رأسها بالعمود .

فضرب رأسها : فشدخه ، فماتت مكانه [44]. إلى رحمة الله وبركاته .

 

 


 

الإشعاع الرابع :

الصيداوي والسلماني وسعد والعائذي يستنقذهم العباس ثم يستشهدوا:

وقال الطبري في تأريخه : فأما :

 الصيداوي عمرو بن خالد .

وجابر بن الحارث السلماني .

 وسعد مولى عمر بن خالد .

 و مجمع بن عبد الله العائذي .

فإنهم : قاتلوا في أول القتال ، فشدوا مقدمين بأسيافهم على الناس ، فلما  وغلوا :

عطف عليهم الناس : فأخذوا يحوزونهم وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد .

فحمل عليهم لعباس بن علي : فاستنقذهم ، فجاءوا قد جرحوا .

فلما دنا منهم عدوهم : شدوا بأسيافهم فقاتلوا في أول الأمر .

 حتى قتلوا : في مكان واحد[45] .

 


 

 

الإشعاع الخامس :

عمرو الأزدي ثم ابنه خالد يبشران برضا الرحمان :

في المناقب : ثم برز من بعده عمرو بن خالد الأزدي وهو يقول : 

إليك  يا  نفس  إلى  الرحمان    فأبشري  بالروح  و الريحان

اليوم  تجزين  على  الإحسان    قد كان منك غابر  الزمان

ما خط في اللوح لدى الديان   لا تجزعي  فكل  حي فإن

و الصبر أحظى لك بالأماني    يا معشر الأزد بني قحطان

وفي مناقب الخوارزمي :

اليوم يا  نفس  إلى   الرحمان   تمضين   بالروح  و الريحاني

اليوم  تجزين على  الإحسان   قد كان  منك  غابر الزمان

ما  خط باللوح لدى الديان   فاليوم  زال  ذاك  بالغفران

لا  تجزعي فكل  حي  فإن   والصبر أحظى لك بالأمان

ثم قاتل : حتى قتل رحمة الله . 

وفي المناقب : ثم تقدم ابنه خالد بن عمرو ، وهو يرتجز ويقول : 

صبرا على الموت بني قحطان   كي ما تكونوا في رضى  الرحمان

ذي  المجد  و العزة  و البرهان   وذي العلى والطول و الإحسان

يا أبتا قد  صرت  في  الجنان   في  قصر   در   حسن   البنيان

ثم تقدم :  فلم يزل يقاتل حتى قتل  رحمة الله عليه [46] .

 

 


 

 

الإشعاع السادس :

سعد التميمي وعمير المذحجي مجدان لدخول الجنة وقتل الكافرين :

وقال محمد بن أبي طالب : ثم برز من بعده سعد بن حنظلة التميمي .

 وهو يقول : 

صبرا على الأسياف والأسنة    صبرا عليها لدخول الجنة

و حور  عين  ناعمات هنه    لمن  يريد الفوز لا بالظنة

يا  نفس  للراحة  فأجهدنه    وفي طلاب الخير فأرغبنه

ثم حمل : وقاتل قتالا شديداً ، ثم قتل رضوان الله عليه[47].

وخرج من بعده عمير بن عبد الله المذحجي وهو يرتجز ويقول : 

قد علمت سعد وحي مذحج     أني لدى الهيجاء ليث محرج

أعلو   بسيفي  هامة  المدجج     و أترك القرن  لدى التعرج

فريسة الضبع الأزل الأعرج

ولم يزل يقاتل : حتى قتله مسلم الضبابي ، وعبد الله البجلي [48].

 


 

الإشعاع السابع :

مسلم بن عوسجة ونافع بن هلال على دين الله والنبي :

وقال في المناقب : ثم برز من بعده ، مسلم بن عوسجة ، وهو يرتجز :

إن تسألوا عني فإني ذو لبد    من فرع قوم من ذرى بني أسد

فمن بغانا حائد عن الرشد    و كافر  بدين  جبار   صمد

ثم قاتل : قتالا شديد.

وقال المفيد وصاحب المناقب بعد ذلك :

وكان نافع بن هلال البجلي يقاتل قتالا شديدا ويرتجز ويقول : 

أنا ابن هلال البَجلي  أنا على دين علي

ودينه دين النبي

فبرز إليه رجل من بني قطيعة ، وقال المفيد : هو مزاحم بن حريث .

 فقال : أنا على دين عثمان [49].

وفي الكامل في التأريخ :

فقال له : أنت على دين شيطان ، ثم حمل عليه فقتله.

وفي مقتل الخوارزمي :

فأخذ نافع ومسلم يجولان : في ميمنة ابن سعد[50] .

 

 


الإشعاع الثامن :

عمر بن سعد ينهى أصحابه عن المبارزة والإمام يبشرهم بالنار :

فصاح عمرو بن الحجاج بالناس : يا حمقى أتدرون من تقاتلون ؟

 تقاتلون : فرسان أهل المصر ، وأهل البصائر .

وقوما مستميتين : لا يبرز منكم إليهم أحد ، إلا قتلوه على قلتهم .

 والله : لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم .

 فقال له عمر بن سعد  لعنه الله : الرأي ما رأيت .

فأرسل : في الناس من يعزم عليهم ، أن لا يبارزهم رجل منهم .

 وقال : لو خرجتم إليهم وحدانا ، لأتوا عليكم مبارزة .

ودنا عمرو بن الحجاج من أصحاب الحسين عليه السلام فقال :

يا أهل الكوفة : ألزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين ، وخالف الإمام .

فقال الحسين عليه السلام : يا ابن الحجاج أعليَّ تحرض الناس ؟

أنحن : مرقنا من الدين ، وأنتم ثبتم عليه ؟

والله لتعلمن أينا المارق من الدين .

ومن هو أولى بصلي النار [51].

 


 

الإشعاع التاسع :

الإمام يحضر بن عوسجة قبل شهادته ويترحم عليه ويبشر بالجنة :

وقال في الإرشاد : ثم حمل عمر وبن الحجاج لعنه الله في ميمنته ، من نحو الفرات على الحسين ، فاضطربوا ساعة ،  فصرع : مسلم بن عوسجة .

وانصرف : عمرو وأصحابه وانقطعت الغبرة ، فإذا مسلم صريع .

وقال محمد بن أبي طالب : فسقط إلى الأرض وبه رمق فمشى إليه الحسين ، ومعه حبيب بن مظاهر ، فقال له الحسين عليه السلام : رحمك الله يا مسلم .

{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)} الأحزاب .

 ثم دنا منه حبيب فقال : يعز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة ، فقال له قولا ضعيفا : بشرك الله بخير .

فقال له حبيب : لولا أعلم أني في الأثر لا حببت أن توصي إلي بكل ما أهمك .

فقال مسلم : فإني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام ، فقاتل دونه حتى تموت . فقال حبيب : لأنعمتك عينا ، ثم مات رضوان الله عليه  .

قال : وصاحب جارية له ، يا سيداه يا ابن عوسجتاه .

فنادى : أصحاب ابن سعد مستبشرين ، قتلنا مسلم بن عوسجة .

فقال شبث بن ربعي لبعض من حوله : ثكلتكم أمهاتكم ، أما إنكم تقتلون أنفسكم بأيديكم ، وتذلون عزكم ، أتفرحون بقتل مسلم ابن عوسجة .

 أما والذي : أسلمت له ، لرُب موقف له في المسلمين كريم ، لقد رأيته يوم آذربيجان قتل ستة من المشركين ، قبل أن تلتئم خيول المسلمين [52].

 


 

الإشعاع العاشر :

جيش الهدى وجيش الضلال يلتحمان حتى منتصف النهار :

وفي الإرشاد وتأريخ الطبري :

 ثم حمل : شمر بن ذي الجوشن في الميسرة ، فثبتوا له وطاعنوه .

وحمل : على الحسين عليه السلام ، وأصحابه من كل جانب .

 وقاتلهم : أصحاب الحسين عليه السلام قتالا شديدا .

 وإنما هم : اثنان وثلاثون فارسا .

فلا يحملون : على جانب من أهل الكوفة ، إلا كشفوهم .

وفي تأريخ الطبري : فلما رأى ذلك : عزرة بن قيس، وهو على خيل أهل الكوفة ، أن خيله تنكشف من كل جانب . بعث : إلى عمر بن سعد ، عبد الرحمن بن حصن.

 فقال : أما ترى ما تلقى خيلي مذ اليوم من هذه العدة اليسيرة ، أبعث إليهم الرجال والرماة .

فقال : لشبث بن ربعي ألا تقدم إليهم ؟ فقال : سبحان الله أتعمد إلى شيخ مصر ، وأهل مصر عامة ، تبعثه في الرماة ، لم تجد من تندب لهذا ويجزى عنك غيري .

قال : وما زالوا يرون من شبث الكراهة لقتاله .

قال وقال أبو زهير العبسى : فأنا سمعته ( أي سمع شبث بن ربعي ) في إمارة مصعب ، يقول : لا يعطى الله : أهل هذا المصر خيرا أبدا ، ولا يسددهم لرشد .

ألا تعجبون : أنا قاتلنا مع على بن أبى طالب ، ومع ابنه من بعده ، آل أبى سفيان خمس سنين .

ثم عدونا : على ابنه ، وهو خير أهل الأرض نقاتله ، مع آل معاوية وابن سمية الزانية . ضلال : يا لك من ضلال .

قال : ودعا عمر بن الحصين بن تميم ، فبعث معه المجففة ، وخمسمائة من المرامية .

فأقبلوا : حتى إذا دنوا من الحسين وأصحابه :  رشقوهم : بالنبل :

فلم يلبثوا : أن عقروا خيولهم .

وصاروا رجالة كلهم .

و قاتلوهم : حتى انتصف النهار .

اشد قتال خلقه الله .

ولم يقدروا : أن يأتوهم إلا من جانب واحد ، لاجتماع أبنيتهم ، وتقارب بعضها من بعض.

فأرسل : عمر ابن سعد الرجال ، ليقوضوها عن أيمانهم وشمائلهم ، ليحيطوا بهم.

 وأخذ الثلاثة والأربعة : من أصحاب الحسين يتخللون ، فيشدون على الرجل وهو يقوض ويعرض وينهب . فيرمونه : عن قريب ، فيعقرونه ويصرعونه فيقتلونه [53].

 


 

الإشعاع الحادي عشر :

ابن سعد يأمر بحرق خيام الإمام :

إنا لله وإنا إليه راجعون : إن عمر بن سعد لما رأى أصحابه لا يستطيعون أن يقوضوا خيم الإمام الحسين ، وإنه من يدخل بين الخيام يقتل أو يعقر أي يجرح فيفر :

قال في تأريخ الطبري عن أبي مخنف :

أمر بها ( بالخيام ) : عمر بن سعد عند ذلك ، فقال :

احرقوها : بالنار .

ولا تدخلوا : بيتا ، ولا تقوضوه .

فجاءوا : بالنار ، فأخذوا يحرقون .

فقال حسين : دعوهم فليحرقوها ، فإنهم لو قد حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا اليكم منها ، وكان ذلك كذلك .

وأخذوا : لا يقاتلونهم إلا من وجه واحد [54].

 

لا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم : الظاهر إنه بقيت بعض الخيم لم تحرق ومنها فسطاط الحسين عليه السلام ، وأنه كان مجموع فيه الأطفال والنساء ، فلذا قال في تأريخ الطبري :

 

وحمل شمر بن ذى الجوشن : حتى طعن فسطاط الحسين برمحه .

 ونادى : عليَّ بالنار ، حتى أحرق هذا البيت على أهله .

 

قال : فصاح النساء وخرجن من الفسطاط .

قال : وصاح به الحسين :  يا ابن ذى الجوشن :

 أنت : تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي ، حرقك الله بالنار .

 

وقال أبو مخنف : حدثني سليمان بن أبى راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال :

قلت لشمر ابن ذى الجوشن : سبحان الله ، إن هذا لا يصلح لك ، أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين ، تعذب بعذاب الله ، وتقتل الولدان والنساء .

والله : إن في قتلك الرجال لما ترضى به أميرك .

قال : فقال : من أنت ؟

قال : قلت : لا أخبرك من أنا .

قال : وخشيت والله ، أن لو عرفني ، أن يضرني عند السلطان .

قال : فجاءه رجل كان أطوع له مني ، شبث بن ربعي ، فقال :

ما رأيت : مقالا أسوأ من قولك ، ولا موقفا أقبح من موقفك ، أمرعبا للنساء صرت . قال : فأشهد أنه استحيا ، فذهب لينصرف .

وحمل عليه : زهير بن القين ، في رجال من أصحابه عشرة .

فشد : على شمر بن ذى الجوشن وأصحابه .

فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها .

فصرعوا : أبا عزة الضبابي فقتلوه ، فكان من أصحاب شمر .

وتعطف: الناس عليهم ، فكثروهم، فلا يزال الرجل من أصحاب الحسين قد قتل.

فإذا قتل : منهم الرجل والرجلان ، تبين فيهم .

وأولئك : كثير ، لا يتبين فيهم ما يقتل منهم [55].

 

 

 

 


 

 

الإشراق الثالث :

الإمام الحسين يصلي ظهر عاشوراء في وسط الحرب  :

 

إنا لله وإنا إليه راجعون : ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم :

يا طيب : جعلك الله من المصلين ، نعم هذا أول وقتها :

دعاء : يجب أن يتحقق به كل مسلم ، ويقدم صلاته في أول وقتها ، فيقتدي بالإمام الحسين عليه السلام ، ويعرف به أهميتها وفضلها وما من أجله قاتل وضحى .

لعله لو قال الإمام عليه السلام : تعلوا نصلي بدون تذكر أحد أصحابه ، لما عرفنا شدة إيمانهم ، وقوة معرفتهم ، وفضل الصلاة وأهميتها بالدعاء لهم بأن يجعلهم من المصلين ، وما أهميتها حتى حقت إقامتها في هذا الظرف والحال وإقامتها جماعة ، ولله حكمته الكريمة في تعريف أولياءه وصحبهم ، وبما فيه خير وصلاح لكل المؤمنين :

وإنه في أول القرآن المجيد : نقرأ سورة الفاتحة والتي بعد أن نمجد الله ونثني عليه ونحمده ونستعين به بتلاوتها، وفي كل يوم عشر مرات ، أدبنا أن نطلب منه طلب واحد مهم بأهمية الصلاة وتكرار الطلب ، وهو طلب الصراط المستقيم عند المنعم عليهم بهداه ، وهؤلاء أولي النعيم مع الإمام الحسين عليه السلام والمتواجدون الآن في المقام العالي ، يسير بهم الإمام لنعيم الله ورضاه ومعهم كل من أقتدى بهم ، وأما من يقاتلهم ورضي بمن قاتلهم فهو من المغضوب عليهم الضالين مهما تسمى من أسماء وعبد من عبادة .

وأما بعد سورة الفاتحة : فالله سبحانه يعرفنا إن المؤمنين المتقين ، هم من يؤمن بالغيب من عظمة الله والملائكة والملكوت والجنة ونعيمها وكل ما عرفنا من غيبه سبحانه ، ولذا ترى صحب الإمام : يطلبون بحق طاعة الله سبحانه ورضاه وهو غايتهم الكبرى ، ويذكرون جنته، وتنطبق عليهم بحق أول آيات السورة البقرة والتي قال فيها سبحانه :

{ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ  وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)

والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)

أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) } البقرة .

فالمفلحون المتقون هم : الإمام الحسين وصحبه الكرام ، فقد صلوا ، والناس يرموهم النبال ، وزكوا بكل شيء يملكوه فقدموا أنفسهم في سبيل الله سبحانه ، بل أنذروا وبلغوا الحق ودافعوا وأمروا بالمعروف ، وقد عرفت كلماتهم الكريمة وتراها في شعرهم :

 وأما من يقاتلهم: ويرضى بمن قاتلهم فهم ، كما قال الله سبحانه بالآيات بعدها:

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى  سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7)

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ  وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9)  فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ  (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ  تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ( 12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ  يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ  مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ  الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16)} البقرة .

بل والآيات بعدها  في السورة تنطبق عليهم فراجعها :

وبحق كان الإمام الحسين عليه السلام وصحبه : المصداق التام للآيات التي تعرف المصلين الصابرين والتالين لكتاب الله وأهل الحكمة والذاكرين لله سبحانه كثيرا والشاكرين له على كل حال ، فهم بعد زمن قصير يقدمون للشهادة ، ويصلون لله وكما قال سبحانه في تعريفهم : { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ  وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151)

فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152)  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ

اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)

وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ  الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم  مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (البقرة156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ  الْمُهْتَدُونَ (157)} البقرة.

ويا طيب : بعد أن عرفنا أهمية الصلاة وفضلها من كتاب الله في بعض الآيات ، وكيف أنه تنطبق على الإمام الحسين وصحبه الكرام ، فلنذكر بعض الأحاديث التي تعرفنا أهميتها ، ولترينا كيف أنها تصدق عليهم بواقع الصدق ، و بحق الحقيقة وعين اليقين :

عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله قال : قلت : أي الأعمال أفضل ؟ قال عليه السلام : الصلاة لوقتها ، و بر الوالدين ، و الجهاد في سبيل الله عز و جل .

فهاهم الصحب الكرام مع إمامهم : يقيمون الصلاة في وقتها ، ويبرون إمامهم وأبو هداهم ، ويجاهدون في سبيل الله ، بل هم يصلون ويزكون بأنفسهم كما :

عن معاوية بن وهب قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم ، و أحب ذلك إلى الله عز و جل ما هو ؟

فقال عليه السلام : ما أعلم شيئا بعد المعرفة ، أفضل من هذه الصلاة .

 أ لا ترى أن العبد الصالح عيسى ابن مريم عليه السالم قال :

 { وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) } مريم [56].

فصلوات الله عليهم ورحمته وهم العارفون المهتدون المصلون ويهتدي بهم كل من حبهم وألتحق بهم ، وإن الصلاة كانت كتابا موقوتا ، و عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال :

الصلاة : قربان كل تقي .  وهاهم المؤمنون حقا : و قرابين الدين كله .

والأتقياء النبلاء : يقيمون الصلاة في أصعب ظرف أقامه الطغاة في حصر سيد البشر وأهل الجنة حتى أستشهد وأصحابه بين أيديهم صبرا ، فلنتعرف على صلاتهم :

 


 

الإشعاع الأول :

الإمام يدعوا لأبي ثمامة ويصلي بأصحابه صلاة الخوف :

فلما رأى ذلك ( دنوهم من الإمام )  أبو ثمامة الصيداوي قال للحسين :

 يا أبا عبد الله : نفسي لنفسك الفداء ، هؤلاء اقتربوا منك ، ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك ، وأحب أن ألقى الله ربي ، وقد صليت هذه الصلاة .

 فرفع : الحسين رأسه إلى السماء ، وقال :

ذكرت الصلاة : جعلك الله من المصلين .

نعم هذا أول وقتها .

ثم قال : سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي .

فقال الحصين بن نمير : إنها لا تقبل .

فقال حبيب بن مظاهر : لا تقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله ، وتقبل منك يا ختار ، فحمل عليه حصين بن نمير ، وحمل عليه حبيب  فضرب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ، ووقع عنه الحصين ،  فأحتوشه أصحابه ، فاستنقذوه .

فقال الحسين عليه السلام:  لزهير بن القين ، وسعيد بن عبد الله :

تقدما أمامي : حتى أصلي الظهر.

 فتقدما أمامه : في نحو من نصف أصحابه ، حتى صلى بهم صلاة الخوف[57].

 


 

الإشعاع الثاني :

سعيد الحنفي يستقبل السهام لكي يصلي الإمام وصحبه :

وفي اللهوف قال : و حضرت صلاة الظهر :

فأمر الحسين عليه السلام : زهير بن القين و سعيد بن عبد الله الحنفي ، أن يتقدما أمامه بنصف من تخلف معه .

 ثم صلى بهم صلاة الخوف .

فوصل إلى الحسين عليه السلام : سهم ، فتقدم سعيد بن عبد الله الحنفي .

 و وقف : يقيه بنفسه ما زال و لا تخطى ، حتى سقط إلى الأرض .

 و هو يقول : اللهم : العنهم لعن عاد و ثمود .

 اللهم : أبلغ نبيك عني السلام ، و أبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإني أردت ثوابك في نصر ذرية نبيك .

 ثم قضى نحبه رضوان الله عليه فوجد به ثلاثة عشر سهم [58].

 

وفي مقتل الخوارزمي العبارة هكذا :

أن سعيد بن عبد الله الحنفي : تقدم أمام الحسين ، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل ، كلما أخذ الحسين عليه السلام يمينا وشمالا ، قام بين يديه.

 فمازال : يُرمى به ، حتى سقط إلى الأرض ، وهو يقول :

اللهم العنهم لعن عاد وثمود ، اللهم : أبلغ نبيك السلام عني ، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح ، فإني أردت بذلك نصرة ذرية نبيك .

ثم مات رضوان الله عليه ، فوجد به ثلاثة عشر سهما ، سوى ما به من ضرب السيوف وطعن الرماح [59] .

 

 

 

 


 

 

الإشراق الرابع :

بقية أصحاب الإمام يدافعون عن ولي أمر الله ودينهم :

لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون : بعد الصلاة تقدم أولي الحجى والنهى ليدافعوا عن أولي القربى ، وكلهم عزم ، وعقيدة ، وإيمان ، ويقين ، واضعين القلوب على الدروع ، والأرواح في الأكف ، و ليدافعوا عن إمامهم ليدعوا به يوم القيامة ، وولي أمر الله فيهم ليكونوا تحت ولاية الله ، فيخرجوا من الظلمات إلى النور ، بل ليخرجوا بإذن الله من تولاهم من الظلمات إلى النور .

فقاموا يتسابقون : فيقدموا أنفسهم لنصر معلم دين الله ، ويروحوا بأرواحهم إلى رضا رب العالمين وراحت الروح واطمئنانها بذكره وعبوديته ، وليهدوا من تولاهم وأقتدى بهم إلى صراطه الله المستقيم ، فينالوا معهم النعيم الدائم المقيم في الدنيا والآخرة .

 نعيم الكرامة : والعز والإباء والشرف والإيمان ، وليكونوا قدوة وأسوة ، فتزورهم الأرواح الطاهرة ، وتترحم عليهم الأنفس الطيبة ، وتحبهم العقول المؤمنة ، وليسير على خطاهم كل المصلحون ، ويتبع آثارهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، فتنتشر منهم معاني المجد ، ومعارف الهدى ، وعلوم الدين ، ويتحلى بها كل المؤمنين الطيبين والطالبين للصلاح والهدى ، والخير والفضيلة ، واطمئنان النفس برضا رب العالمين .

فهنيئا لهم : نصر إمامهم والجنة ورضا الله سبحانه ، ولمن تبعهم وأقتدى وتأسى بهم ، فكان بحق من المؤمنين ، ورافض للكفر والطغيان ، ومبتعد عن عبادة الأوثان من بني الإنسان، وكل ضال ورجيم وشيطان، وكل مبتعد عن حب النبي وآله أحباب الرحمن.

فهاهم : سادة الشهداء بعد إمامهم ، وأكرم خلق الله بعد نبيهم وآله ، وخير الأصحاب وأفضل الأنصار ، يتقدم بقيتهم الباقية ليدافعوا عن الدين ، وينشروا  بشهادتهم هداه ، ويصير إلى نعيم الأبد في رضا الله ، وأول من تقدم بعد الصلاة :

 


 

الإشعاع الأول :

عبد الله اليزني يدافع عن دين الحسين ويفوز عند المؤتمن :

وقال ابن نما ثم قالوا : 

ثم خرج عبد الرحمان بن عبد الله اليزني وهو يقول : 

أنا ابن  عبد الله  من   آل يزن

ديني على دين حسين وحسن

أضربكم  ضرب  فتى من اليمن

أرجو بذاك الفوز عند المؤتمن

  ثم  حمل :  فقاتل   حتى   قتل[60] .

يا طيب : دينه دين الحسين والحسن ، ويطلب الفوز عند المؤتمن بحق ، لأنه يكون مع سيدا شباب أهل الجنة ، ومن عاداهم وحاربهم أين يكون وقد سمع كل من في جيش الكفر قول قائدهم عمرو بن الحجاج كما عرفت ، وهو يقول :

يا أهل الكوفة : ألزموا طاعتكم وجماعتكم .

 ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين ، وخالف الإمام .

وقد قال له الإمام الحسين عليه السلام : والله لتعلمن أينا المارق من الدين .

 


 

الإشعاع الثاني :

ابن قرظة الأنصاري يحمي الإمام ويدافع عن مهجته :

وقال السيد ابن طاووس : فخرج عمر وبن قرظة الأنصاري ، فاستأذن الحسين عليه السلام ، فأذن له ، فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء ، وبالغ في خدمة سلطان السماء ، حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد ، وجمع بين سداد وجهاد ، وكان لا يأتي إلى الحسين سهم إلا اتقاه بيده ، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته ، فلم يكن يصل إلى الحسين سوء حتى أثخن بالجراح .

 فالتفت إلى الحسين وقال :  يا ابن رسول الله أ وفيت ؟

  قال : نعم ، أنت أمامي في الجنة ، فاقرأ رسول الله مني السلام ، وأعلمه أني في الأثر ، فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه .

وفي المناقب أنه كان يقول : 

قد  علمت  كتيبة   الأنصار    أن سوف أحمي حوزة  الذمار

ضرب غلام غير نكس شاري    دون حسين  مهجتي  وداري[61].

وفي مثير الأحزان قوله : و داري ، أشار إلى عمر بن سعد لما التمس منه الحسين عليه السلام المهادنة ، قال : تهدم داري . فقاتل قتال الرجل الباسل و صبر على الخطب الهائل .. . وقال في الكامل في التأريخ : وكان أخوه مع عمر بن سعد ، فنادى :

يا حسين : يا كذاب ابن الكذاب ! أضللت أخي وغررته حتى قتلته !

فقال : إن الله لم يضل أخاك ، بل هداه ، وأضلك .

قال : قتلني الله ، إن لم أقتلك ، أو أموت دونك .

فحمل : واعترضه نافع بن هلال المرادي ، فطعنه ، فصرعه .

 فحمل أصحابه : فاستنقذوه ، فدووي بعد ، فبرأ [62].

 


 

الإشعاع الثالث :

جون الطيب الشريف الحسيب يدافع عن بني محمد :

وقال السيد ابن طاووس : ثم تقدم جون مولى أبي ذر الغفاري  وكان عبدا أسود.

فقال له الحسين : أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلبا للعافية ، فلا تبتلِ بطريقنا .

فقال : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم ، وفي الشدة أخذلكم .

والله : إن ريحي لمنتن ، وإن حسبي للئيم ، ولوني لاسود .

 فتنفس علي بالجنة ، فتطيب ريحي ، ويشرف حسبي ، ويبيض وجهي ؟

لا والله : لا أفارقكم ، حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم .

وقال محمد بن أبي طالب : ثم برز للقتال وهو ينشد ويقول :

كيف يرى الكفار  ضرب الأسود

بالسيف  ضربا  عن  بني   محمد

أذب   عنهم   باللسان   و اليد

أرجو   به   الجنة    يوم   المورد

ثم قاتل : حتى قتل .

فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال :

اللهم : بيض وجهه ، وطيب ريحه .

واحشره مع الأبرار .

وعرف بينه وبين محمد وآل محمد .

 

وروي عن الإمام الباقر عليه السلام : عن علي بن الحسين عليهما السلام :

أن الناس : كانوا يحضرون المعركة ، ويدفنون القتلى .

فوجدوا جونا بعد عشرة أيام .

يفوح منه رائحة المسك رضوان الله عليه .

وقال صاحب المناقب : كان رجزه هكذا : 

كيف يرى الفجار ضرب الأسود      بالمشرفي    القاطع    المهند

بالسيف صلتا  عن  بني  محمد     أذب عنهم  باللسان  و اليد

أرجو  بذاك  الفوز عند   المورد     من  الإله   الأحد   الموحد

إذ لا شفيع عنده كأحمد[63]

يا طيب : جون ومن كان قبله من صحب الإمام الحسين بل كلهم ، في شعرهم يظهرون حب النبي وآله ، وقد قال النبي الأكرم في أحاديث كثيرة وبمعاني وأساليب متنوعة خلاصتها أن حبهم له مراتب ، وأعلاها قد نالها أصحاب الإمام الحسين بجدارة :

فعن عمرو بن أبي المقدام : عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام :

 مثلك : مثل قل هو الله أحد فإنه ، من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، و من قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، و من قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن .

و كذلك : من أحبك بقلبه كان له مثل ثلث ثواب أعمال العباد ، و من أحبك بقلبه و نصرك بلسانه كان له مثل ثلثي أعمال العباد .

 و من أحبك : بقلبه و نصرك بلسانه و يده كان مثل ثواب أعمال العباد [64].

ويا طيب: ذكرنا في جزء ولادة وإمامة الإمام الحسين عليه السلام ، إن الحب في الله والبغض في الله أس الإيمان ، وهذا الحديث الذي عرفته واحد من الأحاديث التي تعرفنا مراتبه وثوابه ، وإن أصحاب الإمام قد استكملوا أعلى مراتبه ، لأنه فضلا عن الحب وإظهاره بكل وجودهم ، فهم ممن أنكر الظلم والمنكر بنفس المرتبة من حقيقتهم ، كما في نفس شعر جون رحمه الله ، وأنظر الحديث الذي يعرف أهل الشأم وحكامهم الطغاة:

عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى الفقيه قال : إني سمعت علي رفع الله درجته في الصالحين ، وأثابه أحسن ثواب الشهداء والصديقين ، يقول : يوم لقينا أهل الشأم :

أيها المؤمنون : إنه من رأى عدوانا ( ظلم ) يعمل به ، ومنكرا يدعى إليه .

 فأنكره بقلبه : فقد سلم وبرئ .

 ومن أنكر بلسانه : فقد أجر ،  وهو أفضل من صاحبه .

ومن أنكر بالسيف : لتكون كلمة الله العليا ، وكلمة الظالمين السفلى :

 فذلك الذي : أصاب سبيل الهدى ، ونور في قلبه باليقين .

 فقاتلوا هؤلاء : المحلين المحدثين المبتدعين ، الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه ، وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه[65] .

ويا طيب: هذا جون في شعره الكريم يعرف هذا المعنى، علما وعملا ، فهو يدافع عن النبي وآله ودينه ، ويذب عنهم فضلا عن قلبه بل بلسانه ويده وسيفه ، فيقدم كل وجوده من أجل محاولة ولو بسيطة لدفع الضيم والقتل عن سبط رسول الله وريحانته وحبيبه ، فجزاه الله خيرا وجعلنا الله معه، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين .

 

 

 


الإشعاع الرابع :

عمرو الصيداوي يدافع عن أمامه والشبامي ينصحهم ويدخلا الجنة :

وقال السيد ابن طاووس : ثم برز عمرو  بن خالد الصيداوي :

فقال للحسين عليه السلام : يا أبا عبد الله ، قد هممت أن ألحق بأصحابي ، وكرهت أن أتخلف ، وأراك وحيدا من أهلك قتيلا .

فقال له الحسين ، : تقدم ، فإنا لاحقون بك عن ساعة .

فتقدم : فقاتل حتى قتل[66].

 

 و قال السيد في اللهوف والطبري في تأريخه والخوارزمي في مقتله :

  وجاء حنظلة بن سعد ( أسعد ) الشبامي : فوقف بين يدي الحسين ، يقيه السهام والرماح والسيوف ، بوجهه ونحره ، وأخذ ينادي :

يا قوم : إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب ، مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود ، والذين من بعدهم ، وما الله يريد ظلما للعباد .

ويا قوم: إني أخاف عليكم يوم التناد، يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم.

يا قوم : لا تقتلوا حسينا ، فيسحتكم الله بعذاب ، وقد خاب من افترى .

 

وفي المناقب : فقال له الحسين : يا ابن سعد إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق .

ونهضوا إليك : يشتمونك وأصحابك .

 فكيف بهم الآن : وقد قتلوا إخوانك الصالحين .

قال : صدقت جعلت فداك ، أفلا نروح إلى ربنا ، فنلحق بإخواننا ؟

فقال له : رح إلى ما هو خير لك من الدنيا وما فيها ، وإلى  ملك لا يبلى .

فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك .

 وجمع بيننا وبينك في جنته .

فقال الحسين : آمين آمين .

 ثم استقدم فقاتل قتالا شديدا .

 فحملوا عليه : فقتلوه رضوان الله عليه [67].

 

 

 

 

 


 

 

الإشعاع الخامس :

الحر الثاني  ابن مهاجر يهجر ابن سعد وينصر الحسين :

في تأريخ الطبري : قال أبو مخنف ، حدثني فضيل بن خديج الكندي :

 أن يزيد بن زياد : وهو أبو الشعثاء الكندي من بنى بهدلة .

جثى على ركبتيه : بين يدي الحسين ، فرمى بمائة ( ثمانية سهام في البحار ) سهم ، ما سقط منها خمسة أسهم ، وكان راميا ، فكان كلما رمى ، قال :

أنا ابن بهدلة فرسان العرجلة

ويقول حسين : اللهم سدد رميته ، واجعل ثوابه الجنة .

فلما رمى بها قام : فقال : ما سقط منها إلا خمسة أسهم ، ولقد تبين لي أنى قد قتلت خمسة نفر ، وكان في أول من قتل ، وكان رجزه يومئذ :

أنا  يزيد  و  أبي  مهاصر     أشجع من ليث بغيل خادر

يا رب إني للحسين ناصر    و لا بن سعد  تارك و هاجر

وكان : يزيد بن زياد بن المهاصر ، ممن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين .

فلما ردوا الشروط على الحسين ، مال إليه.

 فقاتل معه : حتى قتل.

وفي مثير الأحزان :  وخرج يزيد بن مهاجر ( مهاصر) :

فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشاب ، وصار مع الحسين عليه السلام وهو يقول : فذكر الشعر ، لكنه قال وأبي مهاجر .

وكان : يكنى أبا الشعثاء ، من بني بهدلة من كندة [68].

 


 

الإشعاع السادس :

المازني  والغفاري يحمون بني الأخيار من بني الفجار :

وقال صاحب المناقب : فخرج يحيى بن سليم المازني وهو يرتجز ويقول : 

لا ضربن  القوم  ضربا  فيصلا

ضربا شديدا في العداة معجلا

لا عاجزا   فيها  ولا   مولولا

ولا  أخاف  اليوم موتا مقبلا

لكنني  كالليث أحمي أشبلا

ثم حمل : فقاتل حتى قتل رحمه الله [69].

ثم خرج : من بعده قرة بن أبي قرة الغفاري ، وهو يرتجز ويقول : 

قد علمت حقا بنو غفار     و خندف   بعد بني   نزار

بأني بالليث لدى  الغيار     لا  ضربن   معشر   الفجار

بكل  عضب  ذكر بتار      ضرباً وجيعاً عن بني الأخيار

رهط النبي السادة الأبرار

قال : ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله[70].

 

 

 


 

الإشعاع السابع :

مالك بن أنس الكاهلي يطاعن شيعة الشيطان عن شيعة الرحمان :

وخرج  : من بعده ، مالك بن أنس الكاهلي (المالكي) : وهو يرتجز ويقول : 

قد علمت كاهلها و الدودان    و الخندفيون   و قيس عيلان

بأن  قومي   آفة      الأقران    لدى الوغى و سادة  الفرسان

مباشر  و الموت بطعن   آن     لسنا نرى العجز  عن الطعان

آل علي   شيعة     الرحمان    آل  زياد   شيعة   الشيطان

ثم حمل : فقاتل حتى قتل رحمه الله .

فقتل منهم : ثمانية عشر رجلا ثم قتل رضي الله عنه[71] .

يا طيب : في هذه الأبيات وما عن قرة الغفاري قبلها ، كانوا يستشهدون عشائرهم وقبائل العرب ، بأنهم فرسان وطالبون لدين الله الحق ، وهم في نصرة آل محمد وأهل بيت وهم سادة العرب وأهل الجنة ، فهم أهل الحق وفي رعاية الرحمان دون غيرهم ممن يقاتلهم فهم في طاعة الشيطان ، وهذا يرجع لقول الإمام الحسين  ويحكم يا شيعة الشيطان ، إن لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا و ارجعوا إلى أنسابكم إن كنتم أعرابا كما تزعمون وسيأتي ذكر كلامه ، وكما أنتسب لهم في خطبه السابقة ويعرفهم غدرهم.

 


 

الإشعاع الثامن :

الجعفي والحجاج طاب لهم القراع ليلاقوا النبي وآله الطاهرين :

وفي المناقب  : ثم خرج من بعده عمرو بن مطاع الجعفي وهو يقول :

أنا ابن جعف و أبي مطاع    و في   يميني  مرهف  قطاع

و أسمر  في   رأسه   لماع    يرى  له  من   ضوئه   شعاع

اليوم قد  طاب لنا  القراع    دون حسين الضرب والسطاع

يرجى بذاك الفوز والدفاع    عن  حر  نار  حين لا انتفاع

ثم حمل : فقاتل حتى قتل رحمه الله [72].

وقالو: ثم خرج الحجاج بن مسروق ، وهو مؤذن الحسين عليه السلام ويقول:

أقدم حسين هاديا مهديا    اليوم  تلقى   جدك  النبيا

ثم  أباك  ذا   الندا   عليا    ذاك  الذي  نعرفه   وصيا

والحسن الخير الرضي الوليا    وذا الجناحين الفتى الكميا

وأسد الله الشهيد الحيا

ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله [73].

 

 

 

 


 

الإشعاع التاسع :

زهير بن القين يذود عن عترة البر والتقى حتى الشهادة :

ثم خرج من بعده : زهير بن القين رضي الله عنه ، وهو يرتجز ويقول : 

أنا  زهير  و أنا    ابن    القين    أذودكم  بالسيف عن حسين

إن  حسينا    أحد   السبطين     من  عترة  البر  التقي   الزين

ذاك  رسول  الله  غير    المين     أضربكم  و لا أرى من  شين

يا ليت نفسي قسمت قسمين

وقال محمد بن أبي طالب : فقاتل حتى قتل مائة وعشرين رجلا ، فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي ، ومهاجر بن أوس التميمي ، فقتلاه .

فقال الحسين عليه السلام حين صرع زهير :

 لا يبعدك الله يا زهير ! ولعن قاتلك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.

وقال في أمال الصدوق بعد الحر : ثم برز من بعده زهير بن القين البجلي ، وهو يقول مخاطبا للحسين عليه السلام

اليوم نلقى جدك النبيا    وحسنا والمرتضى عليا

فقتل منهم : تسعة عشر رجلا ، ثم صرع وهو يقول : 

أنا زهير وأنا ابن القين    أذبكم بالسيف عن حسين[74]

ويا طيب : في مقتل الخوارزمي وفي تأريخ الطبري : أنه وقف على الإمام الحسين عليه ووضع يده على كتفه ، فأنشد ما قال بن مسروق بن الحجاج الذي تقدمه ، ثم تقدم وأنشده شعره ، وكأنه استحسن المعنى فرواه ، وهو شعر كريم ، فلذا جعل شعره يقاربه في المعنى ، ويتمنى أن يستشهد ليقلى نبي وآله وهو يدافع عن ولي أمر الله فيهم ، ويرى أنه يقدم على أحسن الأعمال ولا كذب في فعله ولا ضلال ولا شين ولا قبح .

 

 

 

 


 

الإشعاع العاشر :

سعد الحنفي يقدم ليلقى احمداً وذا الندى :

ثم خرج سعيد بن عبد الله الحنفي وهو يرتجز :

أقدم حسين اليوم  تلقى أحمدا   وشيخك الحبر  عليا  ذا الندا

و حسنا  كالبدر وافى الأسعدا    و عمك القرم الهمام  الأرشدا

حمزة  ليث  الله  يدعى   أسدا    وذا  الجناحين   تبوأ   مقعدا

في  جنة  الفردوس يعلو صعدا

وقال في المناقب : وقيل : بل القائل لهذه الأبيات هو سويد بن عمر و  بن أبي المطاع قال : فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله [75].

يا طيب : كأن معانيه معاني شعر مسروق بن الحجاج رحمه الله حلت وطابت لأنصار الإمام الحسين ، فقد عرفت أنشدها زهير وتمثل بما يقاربها في المعنى ، وهنا سعد الحنفي أيضا يرتجز بما يقاربها في جمال المعنى وحسن الأسلوب والقافية ، وأبيات الشعر في عين أنه قمة في الحماسة ، تراها تعلمنا وتبين دينهم وأهله ومحله ، فتعرف معاني كريمة من الإقدام حتى لقائهم في الملكوت الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وقد عرفت في كلمة قيمة للإمام الحسين في الجزء السابق حين أراد الخروج من مكة المكرمة قال:

لا محيص عن يوم خط بالقلم : رضي الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، و يوفينا أجر الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله ص لحمته ، و هي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه و ينجز بهم وعده ، من كان باذلا فينا مهجته و موطنا على لقاء الله نفسه ، فليرحل معنا فإنني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى . وقال الله تعالى :

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ..(21) } الطور .

 


 

الإشعاع الحادي عشر:

حبيب بن مظاهر الأسدي أظهر حجة وأصبر وأزكى وأطهر :

قال الصدوق في الأمالي : بعد زهير بن القين :

 ثم برز من بعده : حبيب بن مظهر الأسدي وهو يقول : 

أنا حبيب وأبي مطهر    لنحن أزكى منكم وأطهر

ننصر خير الناس حين يذكر

فقتل منهم أحدا وثلاثين رجلا ثم قتل رضي الله عنه[76] .

وقال أرباب المقاتل : منهم الطبري وغيره :

وأخذ حبيب يقول :

أقسم لو كنا لكم أعدادا      أو شطركم و ليتم أكتادا

يا  شر  قوم  حسبا  وآدا     و يا  أشد  معشر  عنادا

قال : وجعل يقول يومئذ :

أنا  حبيب  و أبي  مظاهر    فارس هيجاء وحرب تسعر

أنتم  أعد   عدة  و  أكثر    و نحن أوفى  منكم  وأصبر

و نحن أعلى  حجة و أظهر    حقا و أتقى منكم وأعذر

وقاتل قتالا شديد : فحمل عليه رجل من بني تميم ، فضربه بالسيف على رأسه فقتله ،  وكان يقال له : بديل بن صريم من بنى عقفان ، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه ، فوقع فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع .

ونزل إليه التميمي : فأحتز رأسه ، فقال له : الحصين إني لشريكك في قتله .

فقال الآخر : والله ما قتله غيري .

 فقال الحصين : أعطنيه أعلقه في عنق فرسي ، كيما يرى الناس ، ويعلموا أني شركت في قتله ، ثم خذه أنت بعد ، فامض به إلى عبيدا لله بن زياد ، فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك إياه . قال : فأبى عليه .

 فأصلح قومه : فيما بينهما على هذا ، فدفع إليه : رأس حبيب بن مظاهر ، فجال به في العسكر ، قد علقه في عنق فرسه ، ثم دفعه بعد ذلك إليه .

فلما رجعوا إلى الكوفة : أخذ الآخر رأس حبيب ، فعلقه في لبان فرسه ، ثم أقبل به إلى ابن زياد في القصر .

فبصر به : ابنه القاسم بن حبيب ، وهو يومئذ قد راهق ، فأقبل مع الفارس لا يفارقه ، كلما دخل القصر دخل معه ، وإذا خرج خرج معه ، فارتاب به .

 فقال : مالك يا بنى تتبعني ؟ قال : لا شيء . قال : بلى يا بني أخبرني ؟

قال له : إن هذا الرأس الذي معك رأس أبي ، أفتعطينيه حتى أدفنه ؟

قال : يا بني لا يرضى الأمير أن يدفن ، وأنا أريد أن يثيبني الأمير على قتله ثوابا حسنا .  قال له الغلام : لكن الله لا يثيبك على ذلك ، إلا أسوأ الثواب .

أما والله : لقد قتلته خيرا منك ، وبكا .

فمكث الغلام : حتى إذا أدرك ، لم يكن له همة إلا إتباع أثر قاتل أبيه ، ليجد منه غرة ، فيقتله بأبيه .

فلما كان : زمان مصعب بن الزبير ، وغزا مصعب باجمير ، أدخل عسكر مصعب ، فإذا قاتل أبيه في فسطاطه ، فأقبل يختلف في طلبه والتماس غرته .

فدخل عليه : وهو قائل نصف النهار ، فضربه بسيفه حتى برد .

قال أبو مخنف : حدثنى محمد بن قيس ، قال :

لما قتل حبيب ابن مظاهر : هد ذلك حسينا ، وقال عند ذلك :

أحتسب نفسي : وحماة أصحابي[77] .

 


 

الإشعاع الثاني عشر :

هلال البجلي يضربهم ليحصل على أمله ويلاقي عمله :

وفي مقتل الخوارزمي : ثم برز هلال بن نافع البجلي وهو يقول :

أرمي  بها  معلمة   أفواقها    و النفس لا ينفعها إشفاقها

مسمومة  تجري بها أخفاقها    ليملأن    أرضها   رشاقها

فلم يزل يرميهم: حتى فنيت سهامه، ثم ضرب يده إلى سيفه فاستله .

وجعل يقول: 

أنا الغلام  اليمني  البجلي    ديني على دين حسين وعلي

إن  اقتل  اليوم  فهذا أملي    فذاك  رأيي و ألاقي عملي

فقتل ثلاثة عشر رجلا : فكسروا عضديه ، واخذ أسيرا ، فقام إليه شمر فضرب عنقه [78].

 

وقال الطبري في تأريخه قال : وكان نافع بن هلال الجملي ، قد كتب اسمه على أفواق نبله ، فجعل يرمى بها مسمومة ، وهو يقول : أنا الجملي أنا على دين علي .

فقتل : اثني عشر من أصحاب عمر بن سعد ، سوى من جرح .

 قال : فضرب حتى كسرت عضداه ، وأخذ أسيرا .

قال : فأخذه شمر بن ذى الجوشن ، ومعه أصحاب له يسوقون نافعا ، حتى أوتي به عمر بن سعد .

 فقال له عمر بن سعد : ويحك يا نافع ، ما حملك على ما صنعت بنفسك .

قال : إن ربي يعلم ما أردت ، قال : والدماء تسيل على لحيته .

وهو يقول : والله لقد قتلت منكم اثني عشر ، سوى من جرحت ، وما ألوم نفسي على الجهد ،  ولو بقيت لي عضد وساعد ، ما أسرتموني .

فقال له : شمر اقتله أصلحك الله .

قال : أنت جئت به فإن شئت فاقتله . قال : فأنتضى شمر سيفه .

فقال له نافع : أما والله إن لو كنت من المسلمين .

 لعظم عليك : أن تلقى الله بدمائنا .

فالحمد لله : الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه فقتله .

قال ثم أقبل شمر : يحمل عليهم وهو يقول :

خلوا عداة الله خلوا عن شمر    يضربهم بسيفه ولا يفر

وهو لكم صاب وسم ومقر

 قال : فلما رأى أصحاب الحسين أنهم قد كثروا ، وأنهم لا يقدرون على أن يمنعوا حسينا ولا أنفسهم ، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه [79].

إنا لله وإنا إليه راجعون : الشمر كأنه لما قتل نافع رحمه الله استسبع وستوحش ، فأقدم يهجم على جيش الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، ويسمي الإمام وصحبه وآله آل رسول الله أعداء الله ، فيا لها من مصيبة ، وعنده ولاية الله عند بن زياد ونصر دين الله نصر معاوية ويزيد وأبي سفيان ومن لف لفهم ، وحقا لو أقر لهم الإمام ولم يبين ظلمهم وجورهم بما أقدم عليه ، لكان المعروف منكر والمنكر معروف .

 


 

الإشعاع الثالث عشر :

جنادة الأنصاري وأبنه يحفظا بيعتهم لإمامهم وعهدهم للنبي وللقرآن:

وفي مقتل الخوازمي : ثم خرج جنادة بن الحارث الأنصاري وهو يقول :

أنا  جناد  و أنا   ابن  الحارث     لست   بخوار و لا   بناكث

عن  بيعتي  حتى  يرثني   وارث    اليوم شلوي في الصعيد ماكث

قال : ثم حمل فلم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله[80] .

إنا لله وإنا إليه راجعون : وهذا وارثه وأبنه يتقدم بعده :

قال : ثم خرج من بعده عمرو بن جنادة وهو يقول : 

أضق الخناق من ابن هند وارمه     من  عامه  بفوارس  الأنصار

و مهاجرين  مخضبين  رماحهم    تحت العجاجة من دم  الكفار

خضبت على عهد النبي محمد     فاليوم  تخضب من دم الفجار

و اليوم تخضب من دماء أراذل     رفضوا  القرآن لنصرة  الأشرار

طلبوا  بثأرهم   ببدر  إذ  أتوا     بالمرهفات  و  بالقنا   الخطار

و الله  ربي  لا  أزال   مضاربا     في  الفاسقين   بمرهف  بتار

هذا على الأزدي حق  واجب     في كل  يوم  تعانق  و كرار[81]

يا طيب: هؤلاء من الأنصار وحفظوا عهدهم مع رسول الله، ويعرفون أن العداء دائم بين الإيمان والكفر وبين الجاهلية والإسلام ، وإن التعانق والحرب بين الحق والباطل مكرر.

 


 

الإشعاع الرابع عشر :

شاب وأمه يقاتلون عن الأمير سرور فؤاد البشير وليس له نظير :

قال : ثم خرج شاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه ، فقالت له أمه :

أخرج يا بني : وقاتل بين يدي ابن رسول الله ! فخرج .

فقال الحسين : هذا شاب قتل أبوه ، ولعل أمه تكره خروجه .

فقال الشاب : أمي أمرتني بذلك ، فبرز ، وهو يقول

أميري حسين  و نعم الأمير

سرور  فؤاد  البشير   النذير

علي   و   فاطمة    والداه

فهل  تعلمون له  من  نظير

له طلعة مثل شمس الضحى

له  غرة   مثل   بدر   منير

وقاتل : حتى قتل ، وجز رأسه ، ورمي به إلى عسكر الحسين عليه السلام .

فحملت أمه رأسه ، وقالت : أحسنت يا بني ، يا سرور قلبي ، ويا قرة عيني .

ثم رمت برأس ابنها رجلا فقتلته ، وأخذت عمود خيمته :

 وحملت عليهم وهي تقول : 

أنا عجوز سيدي ضعيفة

خاوية     بالية    نحيفة

أضربكم  بضربة   عنيفة

دون بني فاطمة  الشريفة

وضربت رجلين : فقتلتهما ، فأمر الحسين عليه السلام بصرفها ودعا لها[82].

تخيروا لنطفكم : فإنها أم جليلة ربته على حب الطيبين الطاهرين وجزاها الله خيرا.

 


 

الإشعاع الخامس عشر :

عابس الشاكري وشوذب يحتسبا نفسهما لعز الهدى :

وقال محمد بن أبي طالب : وجاء عابس بن أبي  شبيب الشاكري معه شوذب مولى شاكر ، وقال : يا شوذب ما في نفسك أن تصنع ؟ قال : ما أصنع ؟

أقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقتل .

قال : ذاك الظن بك ، فتقدم بين يدي أبي عبد الله حتى يحتسبك كما احتسب غيرك ، فإن هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب فيه الأجر بكل ما نقدر عليه .

فإنه لا عمل : بعد اليوم ، وإنما هو الحساب .

فتقدم فسلم على الحسين عليه السلام وقال : يا أبا عبد الله أما والله ما أمسى على وجه الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك ، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم ، أو القتل بشيء أعز علي من نفسي ودمي ، لفعلت .

 السلام عليك يا أبا عبد الله :

 أشهد : أني على هداك وهدى أبيك ، ثم مضى بالسيف ونحوهم .

قال ربيع بن تميم : فلما رأيته مقبلا عرفته وقد كنت شاهدته في المغازي ، وكان أشجع الناس ،  فقلت : أيها الناس هذا أسد الأسود ، هذا ابن أبي شبيب لا يخرجن إليه أحد منكم . فأخذ ينادي : ألا رجل ؟ ألا رجل ؟ 

فقال عمر بن سعد : أرضخوه بالحجارة من كل جنب .

 فلما رأى ذلك : ألقى درعه ومغفره ، ثم شد على الناس ، فوالله لقد رأيت يطرد أكثر من مائتين من الناس ، ثم إنهم تعطفوا عليه من كل جانب ، فقتل . فرأيت رأسه : في أيدي رجال ذوي عدة ، هذا يقول : أنا قتلته ، والآخر يقول كذلك . فقال عمر بن سعد : لا تختصموا هذا لم يقتله إنسان واحد حتى فرق بينهم بهذا القول[83] .

 


 

الإشعاع السادس عشر :

 الغفاريان تقر عينهم بفدائهم ابن رسول الله ولهم أحسن جزاء  :

ثم جاءه عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان ، فقالا : يا أبا عبد الله السلام عليك :

 جئنا : لنقتل بين يديك ، وندفع عنك .

فقال : مرحبا بكما ، أدنوا مني ، فدنوا منه ، وهما يبكيان .

فقال : يا أبني أخي ما يبكيكما ؟

 فوالله إني لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين .

فقالا : جعلنا الله فداك ، والله ما على أنفسنا نبكي .

 ولكن : نبكي عليك ، نراك قد أحيط بك ، ولا نقدر على أن ننفعك .

فقال : جزاكما الله يا ابني أخي ، بوجدكما من ذلك ، ومواساتكما إياي بأنفسكما ، أحسن جزاء المتقين .

ثم استقدما وقال : السلام عليك يا ابن رسول الله .

فقال : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته .

فقاتلا : حتى قتلا.

وفي مثير الأحزان : و تقدم عبد الله و عبد الرحمن الغفاريان و أحدهما يقول:

وبعد حبيب قال الصدوق في الأمالي :

 ثم برز من بعده عبد الله بن أبي عروة الغفاري وهو يقول : 

قد علمت حقا بنو غفار    أني أذب في طلاب الثار

بالمشرفي والقنا الخطار

فقتل : منهم عشرين رجلا ، ثم قتل رحمه الله   [84]

 


 

الإشعاع السابع عشر :

الجابريان يودعون الإمام الحسين عليه السلام :

وفي مثير الأحزان قال : وتقدم :

سيف بن أبي الحارث بن سريع.

 ومالك بن عبد الله بن سريع .

الجابريان - بطن من همدان يقال لهم : بنو جابر - :

أمام الحسين عليه السلام :  ثم التقيا ، فقالا :

عليك السلام : يا ابن رسول الله .

 فقال : وعليكما السلام .

ثم قاتلا : حتى قتلا رحمهم الله .

 

قال في تأريخ الطبري : وجاء الفتيان الجابريان :

سيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد بن سريع، وهما ابنا عم وأخوان لأم[85].

 

 


 

 

الإشعاع الثامن عشر :

قارئ تركي يشق قلب الحاسدين وخد الحسين على خده :

قال في المناقب: ثم خرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام :

وكان قارئا للقرآن .

 فجعل يقاتل:  ويرتجز ويقول : 

البحر من طعني وضربي يصطلي

و الجو من سهمي و نبلي يمتلي

إذا  حسامي  في  يميني  ينجلي

ينشق  قلب   الحاسد   المبجل

فقتل جماعة : فأحتوشوه ، ثم سقط صريعا .

فجاءه الحسين عليه السلام : فبكى .

ووضع خده : على خده .

ففتح عينه فرأى الحسين عليه السلام .

فتبسم :

ثم صار إلى ربه رضي الله عنه [86].

 

يا لها من كرامة : يبكي له الإمام ، وينحني عليه فيضع خده على خده ، وحقه أن يتبسم ويفرح وهو مضرج ومتشحط بدمه ، وفي أصعب ظرف وحال يناله الإنسان من أعداه ، ولكن وقوف سيد الشهداء عليه هون ما نزل به ، فرحمه الله وحشرنا الله معه .

 

 


 

الإشعاع التاسع عشر :

النهشلي يبشر بالفردوس لأنه على هدى الحسين :

وقال ابن نما : حدث مهران مولى بني كاهل قال :

 شهدت كربلا : مع الحسين عليه السلام ، فرأيت رجلا يقاتل قتالا شديدا ، لا يحمل على قوم إلا كشفهم .

 ثم يرجع : إلى الحسين عليه السلام ، ويرتجز ويقول : 

أبشر هديت الرشد تلقى أحمد

في جنة الفردوس  تعلو  صعد

فقلت : من هذا ؟  

فقالوا : أبو عمرو النهشلي ، وقيل : الخثعمي ، فاعترضه عامر بن نهشل أحد بني اللات من ثعلبة ، فقتله واجتز رأسه ، وكان أبو عمرو هذا متهجدا كثير الصلاة .

وجاء في الزيارة الشهداء :

السَّلَامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيِّ [87].

يا موالي : هذا إنسان عارف متدين يشير إلى قول الله سبحانه للآية الملحقة بآية الكرسي : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ   قَد تَّبَيَّنَ  الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ

 فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ  عَلِيمٌ (256)} البقرة . نعم : قد تبين الرشد من الغي ، وهو يصرح بأن الإمام الحسين في موقفه في كربلاء وتقديمه الشهداء لتعريف الحق هو حقيقة الرشد وواقعه ، وإن مَن يهتدي به يحصل على أعلى مقام في الجنة ووسطها وهو الفردوس ، ثم يعلو صعدا في أعلى مقام لها حتى ليكون مع نبي الرحمة ، وقد قال تعالى : { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( 9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) } المؤمنون .

 

 

 


 

الإشعاع العشرون :

أخر الشهداء سويد يثأر لإمامه وهو مثخن بجراحه :

قال السيد ابن طاووس : فتقدم : سويد بن عمرو بن أبي المطاع :

 وكان : شريف ، كثير الصلاة ، فقاتل قتال الأسد الباسل ، وبالغ في الصبر على الخطب النازل ، حتى سقط بين القتلى ، وقد أثخن بالجراح .

فلم يزل كذلك : وليس به حراك ، حتى سمعهم يقولون :

قتل الحسين .

 فتحامل : وأخرج سكينا من خفه ، وجعل يقاتل حتى قتل .

وفي تأريخ الطبري : قال أبو مخنف : حدثني زهير بن عبد الرحمن ابن زهير الخثعمي ، قال :

كان آخر من بقى مع الحسين من أصحابه :

 سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمي.

وقال الطبري : قال أبو مخنف : حدثنى عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال : لما رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ، ولم يبق معه غير سويد بن عمرو بن أبى المطاع الخثعمي ، وبشير بن عمرو الحضرمي ، قلت له يا ابن رسول الله قد علمت ما كان بيني [88]. ومرت قصته في الجزء السابق في الكلام عن قرية شفية وفي ليلة العاشر من المحرم . وسويد عرفت قصة ، وأما بشير لم تذكر قصته ولكن جاء السلام في زيارة الشهداء على بشر بن عمر الحضرمي :

السلام على بشر بن عمر الحضرمي : شكر الله لك قولك للحسين  ، و قد أذن لك في الانصراف ، أكلتني إذن السباع حيا إذا فارقتك ، و أسأل عنك الركبان ، و أخذلك مع قلة الأعوان لا يكون هذا أبدا .

 

 


 

خاتمة النور الثالث : لم يبقى مع الحسين إلا أهل بيته :

قال محمد بن أبي طالب وغيره :

وكان يأتي الحسين عليه السلام الرجل بعد الرجل .

فيقول : السلام عليك يا ابن رسول الله .

فيجيبه الحسين ويقول : وعليك السلام ونحن خلفك ، ثم يقرأ :

مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } الأحزاب 23 .

حتى قتلوا : عن آخرهم رضوان الله عليهم .

ولم يبق مع الحسين : إلا أهل بيته .

 

وهكذا يكون المؤمن يؤثر دينه على دنياه ، وموته على حياته في سبيل الله ، وينصر الحق وإن قتل ، قال سبحانه :

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتً

بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) } آل عمران  .

ولما وقف : رسول الله صلى الله عليه وآله على شهداء أحد ، وفيهم حمزة رضوان الله عليه ، وقال : أنا شهيد على هؤلاء القوم ، زملوهم بدمائهم ، فإنهم يحشرون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دما .

فاللون لون الدم ، والريح ريح المسك .

فهم كما قيل :

كسته القنا حلة من دم   فأضحت لرائيه من أرجوان

جزته  معانقة  الدارعين   معانقة القاصرات الحسان

وروى الناصر للحق عن آبائه رضوان الله عليهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :

أربعة : أنا لهم شفيع يوم القيامة ، ولو أتوا بذنوب أهل الأرض :

 الضارب بسيفه : أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في حوائجهم ، والمحب لهم بقلبه ولسانه[89] .

فسلام الله وصلاته على الحسين وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام ، وجعلنا الله معهم في الدنيا والآخرة ، وسلك بنا صراطهم المستقيم لكل نعيم ، إن أرحم الراحمين ، ورحم الله من قال آمين يا رب العالمين . 



[21] تاريخ الطبري ج4ص328 .الكامل في التاريخ ج2ص172 .

[22] الإرشاد ج2 ص102 ، بحار الأنوار ج45ب37ص13ح2.البداية والنهاية ج8ص181 .

[23] الإرشاد ج2 ص101، كبد : وسط، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.المناقب ج4ص100.

[24] البداية والنهاية ج8ص181 .

[25] الملهوف ص89 ، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.

[26] الملهوف ص89 ، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.

[27] الإرشاد ج2 ص101 ، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.

يا طيب : المرة : المروءة : وهي الرجولة والإنسانية والعفة والشهامة والشجاعة مع الحياء ، والعصب : صلب كثير التعصب . ولست بالخَوَّار: أي لست بالضعيف الذي لا بقاء له على الشدّة . و النكب ، وتنكب : اجتنابك الشيء .

ويا طيب : وفي تأريخ الطبري عن أبو مخنف قال : حدثنى أبو جناب قال :

كان منا رجل : يدعى عبد الله بن عمير ، من بني عليم ، كان قد نزل الكوفة ، واتخذ عند بئر الجعد من همدان دارا ، وكانت معه امرأة له من النمر بن قاسط ، يقال لها : أم وهب ، بنت عبد .

فرأى القوم : بالنخيلة ، يعرضون ، ليسرحوا إلى الحسين . قال : فسأل عنهم ؟ فقيل له : يسرحون إلى حسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 فقال : والله لو قد كنت على جهاد أهل الشرك حريصا ، وإني لأرجو ألا يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم ، أيسر ثوابا عند الله من ثوابه إياي في جهاد المشركين .

فدخل إلى امرأته : فأخبرها بما سمع ، وأعلمها بما يريد .

فقالت : أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ، افعل وأخرجني معك .

قال : فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا ، فأقام معه ، فلما دنا منه عمر بن سعد ورمى بسهم ، ارتمى الناس ، فلما ارتموا ، خرج يسار : مولى زياد بن أبى سفيان ، وسالم مولى عبيد الله بن زياد ، فقالا : من يبارز ليخرج ألينا بعضكم ، .... وباقي القصة كما في المتن .

وفي آخره : فأخذت أم وهب امرأته عمود ، ثم أقبلت نحو زوجها ، تقول له :

فداك أبى وأمي : قاتل دون الطيبين ، ذرية محمد ، فأقبل إليها يردها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه ، ثم قالت : إني لن أدعك دون أن أموت معك .

 فناداها حسين فقال : جزيتم من أهل بيت خيرا ، أرجعي رحمك الله إلى النساء ، فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال ، فانصرفت إليهن . وسيأتي دور أبنه وأمه وزوجته في موضوع آخر تاريخ الطبري ج4ص327.الكامل في التاريخ ج2ص172 .

[28] الإرشاد ج2 ص102 ، بحار الأنوار ج45ب37ص13ح2.

[29] الملهوف ص89ـ90 ، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.

[30] الملهوف ص89 ـ90 ، بحار الأنوار ج45ب37ص12ح2.

[31] الكافي ج8ص130ح100 و ص131ح101 .

[32] بحار الأنوار ج17ص257ب2ح3 . وأنظر الخرائج‏ والجرائح  ج2ص917 . شرح ‏نهج‏ البلاغة ج9ص230شرح الخطبة161.

[33]المناقب ج4ص100 . بحار الأنوار ج45ب37ص13ح2.

 

[34] مثير الأحزان 60 .بحار الأنوار ج45ب37ص13ح2، 1ـ الإرشاد ج2 ص102 . اللهوف ص102م2 . الخيف أي من حج وصلى في مسجد الخيف في منى ، وعند مختلف الرماح تجدوني .

[35] أمالي الصدوق المجلس 30ح1. بحار الأنوار ج44ب37ص319ح1.بخ : كلمة إعجاب وفخر.

[36] تاريخ الطبري ج4ص330 . الإرشاد ج2ص102 . يا طيب : معنى شعر الحر كما في لسان العرب :الثغرة : الناحية من الأرض‏ ، كُلُّ فُرْجَةٍ في جبل‏ ، والثُّغْرَةِ : و هي نُقْرَةُ النحر فوق الصدر ، و نَحْرُ الصدر : أَعلاه . و اللَّبَانُ‏ : وسط الصدر ، وما بين الثَّدْيَين‏ ، وهو ما جرى عليه اللَّبَبُ من الصدرِ؛ أي أَلبُبٍ‏ وهي عُروقٌ متصلة بالقلب . سربل: السِّرْبالُ: القَميص و الدِّرْع‏ ،و كُلُّ ما لُبِسَ فهو سِرْبالٌ، و قد تَسَرْبَلَ به و سَرْبَلَه إِياه. يضربهم وسط صدورهم حتى تصل ضربته عروق القلب فيفور الدم منهم ويغطيهم مثل السربال . وأما معنى المجففة :

 الجفّ : الجمع الكثير من الناس‏ ، و التِّجْفافُ و التَّجْفافُ: الذي يُوضَعُ على الخيل من حديدٍ أَو غيره في الحرب‏ ، والتِّجْفافُ : ما جُلِّلَ به الفرس من سِلاحٍ و آلة تقيه الجِراحَ ، و فرس مُجَفَّفٌ : عليه تجفاف ، و التاء زائدة . و تجفيف الفرس: أَن تُلبسه التجفاف، و قد يلبَسُه الإِنسان أَيضاً .

 وإن الحصين بن نمير جاء لحرب الإمام وهو كان القائد والمسئول على شرطة بن زياد في الكوفة ، فلما قدم كربلاء معهم ، فبالإضافة لقيادة الشرطة جعله عمر بن سعد على المجففة أيضا ، أي على المشاة المدججون بالسلاح والكاملون الأدوات الحربية من لبس الحديد والدروع والخوذ وهم يحملون والسنان والرماح والسيوف ، ومعهم النبالة والرماة ، وهم مدربون معدون للحرب وجفاة أقوياء مختارون منتخبون في الجيش الدائم لكل حاكم ، ولذا يسمون :

بالمجففة : أي في ترس حديدي لا ينالهم السيف والرمح وغيره بسهوله مع كمال عدتهم . وغيرهم :

 المجردة : في الجيش هم من لم تكن لهم عدة المجففة  ، ويقال لمن يجمعون حين الحرب ، وهم أقل من ناحية العدة والسلاح .

 

 

[37] تاريخ الطبري ج4ص333 . يا طيب : عقر فرسه : أي جرح بالسهم أو برمح فهاج فنزل منه راكبه ، والعقر الجرح ، و أَصل العَقْرِ ضَرْبُ قوائم البعير أَو الشاة بالسيف، و هو قائم. ويقال: عَقَرْت به إِذا قتلت مركوبه و جعلته راجلًا  و العواقِرُ ما يَعْقِرُ، و النَّواقِرُ السهامُ التي تُصيب .

 وقول الحر : من ذي لبد هزبر : أي أشجع من الأسد الهزبر الصلب الوثاب .

  وأما قوله: فما رأيت أحدا قط يفرى فريه، فالفري : الشق ، وفريت الشيء بالسيف و بالشفرة : قطعته و شققته ، وتفرى : انشق ،و أفرى أوداجه : شقها ، ولأفرينهم ، لأقطعنهم ، والمعنى أن الحر : كان يفري أعداء الله من جيش عمر بن سعد فري ، أي شق أبدانهم ورؤؤسهم بسيفه .

[38]المناقب ج4ص101 .  بحار الأنوار ج45ب37ص15ح2.

[39] مثير الأحزان ج3ص10 .

[40] مقتل أبو مخنف 127 . تاريخ الطبري ج4ص329 .الكامل في التاريخ ج2ص172 .

ويا طيب : برير الخير ، لأنه كان معلم للقرآن والكل يشهد له ، وجاء في الحديث :

في أمالي الطوسي : وعن الإمام علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

خياركم من تعلم القرآن و علمه . الأمالي للطوسي ج1ص407 ح79 -739 .

وشهد لله بعد رسول الله الإمام الحسين في قوله :

في أمالي الصدوق : فقام الحسين عليه السلام في أصحابه خطيبا فقال :

اللهم : إني لا أعرف أهل بيت أبر و لا أزكى و لا أطهر من أهل بيتي .

و لا أصحابا هم خير من أصحابي . الأمالي‏ للصدوق ص154م30 .

كما مر في حوادث ليلة العاشر  : أن الإمام الحسين عليه السلام خطب أصحابه وقال  :

أثني على الله أحسن الثناء ، و أحمده على السراء و الضراء .

اللهم : إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة ، و علمتنا القرآن .

 و فقهتنا في الدين ، و جعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين .

أما بعد : فإني لا أعلم أصحابا و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أصحابي و أهل بيتي .

فجزاكم الله عني خير الجزاء . روضة الواعظين ج1ص18 .

برير بن خضير الهمداني : كان شجاعاً تابعيّاً ناسكاً قارئاً من شيوخ القرّاء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، له كتاب القضايا والأحكام يرويه : عن أمير المؤمنين وعن الحسن عليهما السلام . وله في الطفّ قضايا ومواعظ تدلّ على قوّة إيمانه. منها: قوله للحسين عليه السلام :

 والله : يا بن رسول الله ، لقد منّ الله بك علينا ، أن نقاتل بين يديك ، فيقطع فيك أعضائنا ، ثمّ يكون جدّك شفيعنا يوم القيامة . مستدرك سفينة البحار .

[41] بحار الأنوار ج45ب37ص16ح2. قال المجلسي رحمه الله بيان : قوله : مزني ، أي رمح مزني . وكعوب الرمح : النواشر في أطراف النبيب . وعدم خيانتها : كناية عن كثرة نفوذها وعدم كلالها .  والغراران : شفرتا السيف ، والحاسر الذي لا مغفر عليه ولا درع . يقال : يوم قماطر بالضم : شديد ، وهنا يحتمل أن يكون وصفا للحساب ، أو وصفا لليوم . وبحار الأنوار ج45ب78ص4ح2.

[42] أمالي الصدوق ص160 30 ح 1. بحار الأنوار ج45ب37ص27ح2. ج44ب37 ص320ح1. يا طيب في الطبعة الحديث برير ، ولا يوجد في الأنصار من أسمه بدير ، بل هو برير.

[43] أمالي الصدوق المجلس ص161مجلس30ح1.  بحار الأنوار ج45ص17ب37 .روضة الواعظين ج1ص187.  وفي مقتل الخوارزمي ج1ص16 ، أكمل الشعر ، وقال مع رسول الله وذريته في الجنة.

[44] تاريخ الطبري ج4ص333 .

[45] تاريخ الطبري ج4ص340 .

[46] المناقب ج4ص 101, بحار الأنوار ج45ص18ب37 ح2 . مقتل الخوارزمي ج2ص17.

[47] بحار الأنوار ج45ب37ص18ح2.بيان قوله : هنه : الهاء للسكت أي هن . وكذا قوله : فأجهدنه . و فأرغبنه . منه رحمه الله . مقتل الخوارزمي ج2 ص 17 .

 ويا طيب : يقدم صابرا معتقدا لمصيره وحسن ثواب الله ، ويعتقد أنه لابد من بذل الجهد حتى يصل لغايته ، وهي رضا الله فيدخله الجنة وكل خير طلبه .

[48] بحار الأنوار ج45ب37ص18ح2. قال المجلسي رحمه الله : ورجل مدجج : أي شاك في السلاح ، ويقال:  عرج فلان : على المنزل ، إذا حبس مطيته عليه وأقام ، وكذلك التعرج ذكره الجوهري ، وقال : قال أبو عمرو : الأزل الخفيف الوركين ، والسمع الأزل الذئب الارسح يتولد بين الذئب والضبع ، وهذه الصفة لازمة له كما يقال الضبع العرجاء ، وفي المثل : هو أسمع من الذئب الأزل  .

وذكر البهبودي محقق البحار : قال في مجمع الأمثال تحت الرقم 1885 " أسمع من سمع ، ويقال : أسمع  من السمع الأزل ، لأن هذه الصفة لازمة له،  والسمع سبع مركب لأنه ولد الذئب من الضبع ، والسمع كالحية لا يعرف الأسقام والعلل ، ولا يموت حتف أنفه ، بل يموت بعرض من الإعراض يعرض له ، وليس في الحيوان شيء عدوه كعدو السمع لأنه أسرع من الطير ، ويقال : وثبات السمع تزيد على عشرين أو ثلاثين ذراعا أقول : وهو شديد السمع يضرب به المثل في ذلك . بحار الأنوار ج45ب78ص4ح2.

يا طيب : يستشهد قومه ويسمعهم ، ويعرفهم نفسه بأنه أنه عند هياج الحرب، فهو كأسد يحرج فريسته أو عدوه في زاوية ومحل فيصطاده ، وإنه يصطاد بالسيف لهامات القوم وهي أعلى رؤوسهم ، وليس كل أحد يبارز إلى من يدعي أنه بطل مدجج بالسلاح ، وإما من يفر فلا يتبعه ، و قَرْنُ الرجلِ: حَدُّ رأْسه و جانِبهُ.  أو أنه يضرب هامة المدجج وأعلى رأسه حتى يصل دماغه ، ويترك القرن وهو جوانب الرأس فيتركه لأنه ضرب بطل يختار المحل القتال من الخصم .

[49]المناقب ج4ص102 .  بحار الأنوار ج45ب37ص19ح2. قال المجلسي رحمه الله : و اللبد : بكسر اللام وفتح الباء جمع اللبدة ، وهي الشعر المتراكب بين كتفي الأسد، ويقال للأسد: ذو لبد.

ويا طيب : مسلم بن عوسجة : يمثل نفسه بأنه مثل الأسد في القوة ومن أعالي نسب ذو أسد أيضا ، وإن من يبغيه ويقصده بشر فهو على غير رشده ، وكافر بدين الله سبحان الذي يجبر الكسير والضرر ، ولمن يقتل في سبيله الجنة ، وإن الله الصمد المقصود بكل حاجة هو طلبته واعتقاده .

وأما صاحبه في القتال : نافع بن هلال ، فهو يصرح بأن دين علي هو دين النبي ، وإن من يخالف دين علي وأبنه الحسين عليهم السلام على دين الشيطان .

[50]الإرشاد ج2ص103 . الكامل في التاريخ ج2ص172 .تاريخ الطبري ج4ص331 . مقتل الخوارزمي ج2ص18.

[51]الإرشاد ج2ص103، إعلام الورى ص244 ف4 . بحار الأنوار ج45ص19ب37 .تاريخ الطبري ج4ص331. يا طيب : إن ابن الحجاج يعترف أن أصحاب الإمام هم فرسان أهل الكوفة وأشرافهم، وإنهم أهل البصائر المهتدون ، وإنهم مستميتين في سبيل دينهم ، فإنه يقول لجماعته اثبتوا وأن لا يرتابوا في دين إمام الباطل يزيد وابن زياد، وهم يعرفون الحسين وآله  الكرام وقربهم من رسول الله وهداه ، وبهذا أجابهم الإمام ، وأنهم هم المارقون من الدين والخارجون من الهدى.و المروق: لخروج من شي‏ء من غير مدخله . و المارقة : الخوارج الذين مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية مروقا .

[52]الإرشاد ج2ص103 ،تاريخ الطبري ج4ص331 ،الكامل في التاريخ ج2ص173 ، بحار الأنوار ج45ص19ب37ح2.  الآية : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23)}الأحزاب . و لأنعمتك عينا : أي نعم أفعل ذلك إكراما لك وإنعاما لعينك. ،والثكل: فقدان الحبيب، و أكثر ما يستعمل في فقدان المرأة ولدها.

[53] الإرشاد ج2ص104 ، تاريخ الطبري ج4ص332 ، بحار الأنوار ج45ص19ب37ح2.

 يا طيب : قد جمعنا هنا بين عبارة الإرشاد والطبري ومقتل الخوارزمي ج2ص18 .

[54] تاريخ الطبري ج4ص333 . مقتل الخوارزمي ج2ص19 .

[55] تاريخ الطبري ج4ص334 . نقل مختصرا في الإرشاد ج2ص104 ، وفي بحار الأنوار ج45ص19 ب37ح2.

[56] الكافي ج2ص158 ح1، ج3 ص 264ح1 .

[57] بحار الأنوار ج45ب37ص21ح2. مقتل الخوازرمي ج2 ص20 ، وتاريخ الطبري ج4ص335 . الختر : أسوأ الغدر وأقبحه ، وشب الفرس : إذا قمص ولعب إذا هيجته . وأحتوش القوم على فلان : أي جعلوه وسطهم . وفي عبارة الطبري يا حمار . وكذا في الكامل في التاريخ ج2ص174 .وذكر أيضا : يا خمّار ؟! فاجعة الطف ج1ص17 ، وكلها تنطبق على هذا اللئيم الخبيث الضال .

يا طيب : إن صلاة الخوف تقصر ، وإن الإمام الحسين عليه السلام كان مسافرا ، وقد و روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : صلاة الخوف و صلاة السفر تقصران جميعا ؟ قال : نعم ، و صلاة الخوف أحق أن تقصر من صلاة السفر ، لأن فيها خوفا . من ‏لا يحضره ‏الفقيه ج1ص464ح1339 ، فتنطبق عليه في غربته بحديها وبكيفيتها في الحرب .

وأما كيفية صلاة الخوف فهي :  كما في الإستبصار : عن حماد عن‏ الحلبي قال :

 سألت أبا عبد الله عليه السلام ، عن صلاة الخوف ؟

قال عليه السلام : يقوم الإمام ، و تجيء طائفة من أصحابه ، و يقومون خلفه ، و طائفة بإزاء العدو ، فيصلي بهم الإمام ركعة ، ثم يقوم و يقومون معه ، فيمثل قائما ، و يصلون هم الركعة الثانية ، ثم يسلم بعضهم على بعض ، ثم ينصرفون فيقومون في مقام أصحابهم . و يجيء الآخرون : فيقومون خلف الإمام ، فيصلي بهم الركعة الثانية ، ثم يجلس الإمام ، فيقومون هم ، فيصلون ركعة أخرى ، ثم يسلم عليهم فينصرفون بتسليمه . الاستبصار ج1ص456ب285ح1 .

 

[58] اللهوف ص 108 المسلك 2 . 

[59] بحار الأنوار ج45ب37ص21ح2. مقتل الخوارزمي ج2 ص 20 .

[60] بحار الأنوار ج45ب37ص22ح2.المناقب ج4ص102 . مقتل الخوارزمي ج2ص21 .

[61] كتاب الملهوف ص 94 - 96 ، بحار الأنوار ج45ب37ص22ح2. مثير الأحزان ص61 . تاريخ الطبري ج4ص330 . بيان : وقال الجوهري : قولهم : فلان حامي الذمار : أي إذا ذمر وغضب حمي وفلان أمنع ذمارا من فلان ، ويقال : الذمار ما وراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه ، قوله : شاري أي شرى نفسه وباعها بالجنة . بحار الأنوار ج45ب78ص4ح2.يا طيب : الكتيبة : الجيش ، والحوزة : الناحية والدار ، وما في تصرفه الإنسان ، والذمار : الأهل والحرم وما يجب حفظه،النكس : المقصر عن غاية النجدة و الكرم والمطأطئ رأسه . المهجة : دم القلب و الروح ، ومنه يقال:  خرجت مهجته، إذا خرجت روحه  ولا بقاء للنفس بعده . فجزاه الله خيرا وجعلنا معه.

[62]تاريخ الطبري ج4ص330 . الكامل في التاريخ ج2ص173 .

[63] كتاباللهوف ص108م2 ، بحار الأنوار ج45ب37ص22ح2. بيان : والمهند السيف المطبوع من حديد الهند ، وأصلت سيفه أي جرده من غمده ، فهو مصلت وضربه بالسيف صلتا وصلنا إذا ضربه به ، وهو مصلت . المناقب ج4ص103 .

[64] المحاسن ج1ص153ب21ح77 . الخصال ج2ص580 التمثيل بمثل قراءة القرآن وقل هو الله  أحد . وفي الأمالي ‏للصدوق ص 33م9 ، الحديث في الإيمان وآخره هكذا :و من أحبك بلسانه و قلبه فقد كمل ثلثا الإيمان و من أحبك بلسانه و قلبه و نصرك بيده فقد استكمل الإيمان.

[65] تاريخ الطبري ج5ص163 . نهج‏ البلاغة ص541ك373.

 

[66]الإرشاد ج2ص105 . كتاب اللهوف ص 94 - 96 ، بحار الأنوار ج45ب37ص23ح2.مثير الأحزان ص64 . مقتل الخوارزمي ج2ص28 .

[67]تاريخ الطبري ج4ص338. ص 96 و 97 ، الملهوف ص 98 ، الكامل في التاريخ ج2ص175 بحار الأنوار ج45ب37ص23ح2.. مقتل الخوارزمي ج2ص 29 . والشبام بطن من همدان الملهوف وهو رتل وأسمعهم آيات من سورة غافر :

{  وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ  يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31)

 وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ  وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) } غافر .

 يا طيب : وقد قال الله سبحانه وتعالى : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ  قَوْمٍ هَادٍ (7) } الرعد ، وإن يوم التناد : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ  كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71) وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي  الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } الإسراء ، ونعم قد أصابهم القتل بعد ثلاثة سنوات فماتت الطغاة وثأر المختار والتوابون ونالتهم حروب كثيرة بعدها .

[68]تاريخ الطبري ج4ص340 . وفي مقتل الخوارزمي ج2ص29 مختصرا ، مثير الأحزان ص62 . بحار الأنوار ج44ب37ص320ح1ج45ص31ح2. الأمالي‏ للصدوق ص161م30ح1 . و الغيل : الأجمة موضع الأسد ، والخادر : الكامن  .

[69] بحار الأنوار ج45ب37ص24ح2. المناقب ج4ص102 .  مقتل الخوارزمي ج2ص21 ، بيان : والفيصل الحاكم والقضاء بين الحق والباطل ، والولولة : الأعوال ، والأشبل جمع الشبل ولد الأسد .

[70] المناقب ج4ص102 . بحار الأنوار ج45ص24ب37 ح2.  يا طيب جد العرب : إبراهيم ، ثم إسماعيل عليهم السلام ، ثم نابــت ، ثم أمين ، ثم يشجب ،  ثم الهميســع ، ثم أدد .  ثم عدنان ، ثم معــد ثم نزار ، و نــزار له عشرة ولد منهم  : مضر ، و أياد ، و ربيعة ، و أنمار .

وإلياس بن مضر : وهو جد قريش وغيرها من قبال العرب . وخندف ، خِنْدِفُ امرأةُ إلياسَ اسمها ليلى بنتُ حُلْوانَ غلبت على نَسَبِ أَولادها منه . و ذكروا أَن إبل إلياسَ انتشرت ليلًا فخرج مُدْرِكةُ في بِغائها فردَّها فسمي مُدْرِكةَ، و خَنْدَفت الأُم في أَثره أَي أَسْرَعَتْ. و قالت لزوجها: ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ في أَثركم، فسميت خِنْدِفَ. وتقسيم النسابين قبائل مضر إلى حيين: خندف وقيس عيلان. الوغى: غمغمة الأبطال في الحرب ، الليث الأسد، والغيار الغارة، عضب قاطع، وذكر حاد .

[71]الأمالي ‏للصدوق ص161م30ح1. مثير الأحزان ص63 .بحار الأنوار ج44ص320ب37 . وفي بحار الأنوار قوله : بطعن آن : أي حار شديد الحرارة ، ودودان : بن أسد أبو قبيلة . وبدل آفة قصم وهو كصرد : من يحطم كل من يلقاه . والكاهل أبو قبيلة من أسد ، و هو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة، و كذا دودان أبو قبيلة منهم ، وخندف مر بيان نسبهم، بمعنى المتبختر ، وقيس أبو قبيلة من مصر ، وهو قيس عيلان ، والعرين مأوى الأسد الذي يألفه ، وفي بعض النسخ العريز وكأنه من المعارزة بمعنى المعاندة والخدر الستر ، وأسد خادر أي داخل الخدر ، ورجل فر : أي فرار ، ويقال : ملك محجب :أي محتجب عن الناس.

[72]الإرشاد ج2ص105 . بحار الأنوار ج45ب37ص25ح2. المناقب ج4ص103 . مقتل الخوارزمي ج2ص22 ، ويقال : أرهفت سيفي أي رققته فهو مرهف ، والأسمر : الرمح ، و سطع : كل شي‏ء ينتشر فينبسط نحو البرق و الغبار و الريح الطيبة ، و تقول: سمعت لوقعه سطعا شديدا، تعني صوت ضربة أو رمية . و خطيب مِسْطَعٌ و مِسْقَعٌ: بليغ متكلم .و القِراعُ و المُقارَعةُ: المُضاربةُ بالسيوف، و قيل: مضاربة القوم في الحرب، و قد تَقارعُوا . ومعنى لا انتفاع أي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

[73] بحار الأنوار ج45ب37ص25ح2. مقتل الخوارزمي ج2ص23 ،الندى ما أصاب من بلل الماء أو غير وندى الخَيْر: هو المعرُوف‏ : السَّخاء و الكرم والجود .  والكمي : الشجاع المتكمي في سلاحه وهو جعفر الطيار ، وحمزة أسد الله الشهيد الحي .

[74] بحار الأنوار ج44ب37ص319ح1.ج45ب37ص25ح2. مقتل الخوارزمي ج2ص24 .تاريخ الطبري ج4ص336 . أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. والمين : الكذب ، والشين : نقيض الزين‏ .

[75] بحار الأنوار ج45ب37ص26ح2. والقرم : السيد . مقتل الخوارزمي ج2ص24. المناقب ج4ص104 . وكلمة الإمام في اللهوف ص60م2 ، ومثير الأحزان ص41 .

[76] أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. بحار الأنوار ج44ب37ص319ح1.

[77] تاريخ الطبري ج4ص335 . مقتل أبو مخنف 145 ، بحار الأنوار ج45ب37ص26ح2. مقتل الخوارزمي ج2ص22 ، وقال المجلسي : الكتد : مثل الكتف : مجتمع الكتفين من الإنسان . والأد : القوة كالأيد ، منه رحمه الله ، ورحم الله حبيب بن مظاهر الأسدي .

[78]مقتل الخوارزمي ج2ص24 ، بحار الأنوار ج45ب37ص27ح2. أمالي الصدوق المجلس 30 ح 1. يا طيب : و أعلمته : بكذا ، أي: أشعرته و علمته تعليما. و سهم أفيق، و أفوق، إذا كان في الفوق، في إحدى زنمتيه ميل أو انكسار.  وخَفَقَ : الفؤَاد و البرْق و السيفُ و الرايةُ و الريح و نحوها ، يَخْفِقُ و يَخْفُقُ خَفْقاً و خُفوقاً و خَفَقاناً و أَخْفقَ و اخْتفَق، كله: اضْطَرب، و كذلك القَلب و السَّراب إذا اضْطَربا. وخَفقت الريح خَفَقاناً، و هو حَفيفُها أَي دَوِيُّ جَرْيِها ، و الخَافِقانِ : أُفُق المشرق و المغرب؛ قُطْرا الهواء . خفَق فلان خَفْقة إذا نام نَومة خفيفة. ورشق : رمي السهام الكثيرة ، وهو يرى سرعة رمية مثل الرمي الكثير والرشق الذي يملأ جو السماء والأرض بأسهم كتب أسمه في أعلى السهام وفوقها عند زلمت المثلث .

[79] تاريخ الطبري ج4ص336 .

[80]مقتل الخوازمي ج2ص25 . بحار الأنوار ج45ب37ص28ح2. الخوار : الرخاوة والانكسار والضعف أمام العدو ، ونكث : نقض العهد ، وهو رحمه الله مقيم حتى يكون شلوه باقي على الأرض صريعا شيهدا ، والشِلو العضو من أعضاء اللحم ، وأشلاء الإنسان أعضاؤه بعد البلى والتفرق.

[81] بحار الأنوار ج45ب37ص28ح2. قوله : من عامه عمه أي متحير ضال وهو ابن هند ، مخضب متغير لون رمحهم بدم الكفار والفجار وأرذل رفضوا القرآن ، والعجاجة : الغبار ، وجاءوا بسلاح وعدة خطيرة حادة ليأخذون بثأر بدر وحنين ويرى أنه واجب عليه قتالهم . وفي مقتل الخوازمي ج2ص25. بدل: من عامه في عقره أي داره، إذ أتوا ، وأنثنوا ، وبدل وكرار وحوار .

[82]المناقب ج4ص104.مقتل الخوارزمي ج2ص25، بحار الأنوار ج45ب37ص27ح2.

[83]تاريخ الطبري ج4ص338 .مقتل الخوارزمي ج2ص26، بحار الأنوار ج45ب37ص27ح2.الإرشاد ج2ص105 .

[84]مقتل الخوارزمي ج2ص21،مثير الأحزان ص58 ، أمالي الصدوق ص161 المجلس 30 ح 1.روضة الواعظين ج1ص187 .  المناقب ج4ص102 . بحار الأنوار ج45ب37ص24ح2 ، ج45ب37ص24ح2.   المشرفية : سيوف نسبت إلى مشارف ، وهي قرى من أرض العرب تدنو من الريف ، والقنا بالكسر جمع قناة ، وهي الرمح ، ورمح خطار ذو اهتزاز ، ويقال : خطران الرمح ارتفاعه وانخفاضه  للطعن .ويا طيب : مر في شعر قرة بن أبي قرة الغفاري في الإشعاع السادس ، ما يقارب هذا المعنى واللفظ في الشعر مع اختلاف يسير ، وقال الطبري في تأريخه ج4ص337 : فجاءه عبد الله و عبد الرحمن ابنا عزرة الغفاريان ، ونسب شعر قرة لهما .

[85]المناقب ج4ص104 . مقتل الخوارزمي ج2ص28 ، تاريخ الطبري ج4ص 337 ، يا طيب الطبري نقل كلام الغفاريان لهما ، ونقل كلام قرة للغفاريان .

[86]المناقب ج4ص104 .مقتل الخوارزمي ج2ص28 ،  بحار الأنوار ج45ب37ص30ح2.

مبالغة قوية بأن البحر من شدة طعنه وضربه يشتعل نار ويشتوي ، فكيف بمن يقابله من الناس ، وإن جو السماء من كثرة رمية بالسهام يمتلئ ، وقد أختار أوسع شيء في السماء والأرض وجعلهما بوسعهما محل لفعله مع عدم قدرتهما على تحمله ولا طاقته ، وهذا حين يحمل حسامه وهو سيفه ويجليه في وجه الأعداء، بل سادتهم وعظمائهم وكبرائهم لحسدهم له ينفري قلبه وينشق فكيف بغيره.

[87]مثير الأحزان 57 . بحار الأنوار ج45ص30ب 37ح2 .و ج45ص70ب37.

[88] الملهوف ص 98 ، بحار الأنوار ج45ب37ص24ح2. والباسل : البطل الشجاع . تأريخ الطبري ج4ص339-340. وزيارة الشهداء بحار الأنوار ج44ص394ب37، وج98ح338ب26 .

[89]مقتل الخوارزمي ج2ص29 ، بحار الأنوار ج45ب37ص31ح2. ومثل الحديث الأخير في الكافي ج4ص60ح9 .

 

 

خادم علوم آل محمد عليهم السلام

الشيخ حسن حردان الأنباري

موسوعة صحف الطيبين

http://www.msn313.com