بسم الله الرحمن الرحيم
ــ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين


كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ 
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

تقديم : صحيفة المعاد الأصل الخامس للدين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين فإنه مالكنا الآن ويوم الدين وفي كل حين وهو أرحم الراحمين

تقديم : الأيمان بالمعاد وأهميته وأنواع بحوثه :
وهنا بحوث ثلاثة :

أولها : كيف نؤمن بالمعاد :
عرفنا إن الإنسان المستقيم الفطرة : بعد تفكره في الآفاق وفي نفسه يجد في أعماقه إيمان بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وتتجلى له عظمة ربه وأنه الكمال المطلق المطلوب الوصول لما عنده من الخير والكرامة ؛ فيبحث عمن يوصله إليه من الأنبياء والمرسلين وما عندهم من تعاليم رب العالمين و بالخصوص ما بلغ به سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيُسلم لرب العالمين .
وكذا يحتم عليه العقل والنقل : أن يتبع خلفاء النبي الحقيقيين و أفضل المختارين وأحباء رب العالمين بالحق وأوصيائه الأئمة من آله الطيبين الذين عندهم حقيقة تعاليم الله بعد نبيه الطاهر ، وأنهم هم الذين اختارهم الله تعالى للحفاظ على الدين على علم على العالمين وطهرهم وأمر بمودتهم وفرض الله تعالى إمامتهم على الناس أجمعين .
فعلى هذا إذا أعتقد الإنسان وآمن بالله وتعاليمه وعمل بها ؛ سار على الصراط المستقيم ، فينتظر أن يحصل جزاء أعماله وثواب طاعاته والقرب من رب العالمين والأنبياء والأئمة وأصحابهم الصالحين في الدنيا وبعد الموت ، فيكون أيمانه بالمعاد واعتقاده في الجزاء في يوم القيامة نوع من السير الطبيعي في الوجود وحالاته وطبيعة طلب الكمال الموجودة في ذات الإنسان وجبلته وذاته .

فلهذا يجب عليه الاعتقاد والإيمان بيوم الدين : ( المعاد ) وجميع ما يتعلق به من المواقف والمشاهد وفضلاً عن الإيمان بما فيه من الجزاء والوعد والوعيد وما يتبعهما من الثواب والعقاب ، وفق ما اخبر به الله تعالى في كتابه الكريم القرآن المجيد ووفق ما بينه النبي الكريم وشرحه آله الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، لا أن يكون أيمانه بالمعاد وأحواله والجزاء ومقداره وفق الخرافات والإسرائيليات وقصص اليهود وغيرهم . هذا بالنسبة للإنسان المؤمن بالله تعالى وبتعاليمه .

وإما الإنسان العادي : فلا ينفك تفكيره عن مصيره بعد الدنيا وحالات الموت وما بعده ، وهل توجد حياة بعد الموت أم لا ؟ وإذا كانت حياة بعد الموت فهل هي بالروح والجسد أم فقط بالروح وما هي مواصفاتها وكيف هي حالاتها ؟ فإن العقل لا يدله على أكثر من إمكان استمرار الحياة وعدم المانع من استمرارها بعد الموت للأنفس والأرواح سواء كانت مجردة أم لها أجسام أخرى ، ولا يكون عنده قطع في وقوع وتحقق الحياة بعد الموت .


ثانيها : أهمية البحث في المعاد :


عرفنا أن الإنسان العادي : في تردد ولا يمكنه الحكم على القطع والبت في تحقق المعاد والحياة بعد الموت ، بل منتهى حكمه هو إمكان الوقوع للحياة بعد الموت ، فيبقى في حيرة وتردد وعدم إطمأنان بمستقبله البعيد وتضيق عليه فترة الحياة في سنوات معدودة ، ويؤد ذلك حرصه على الحياة الدنيا واكتساب لذاتها بكل وسيلة ؛ فيتزاحم مع غيره في طرق ضلال منحرف عن الحق والعدل ، فيستغل غيره أو يستغله من هو أقوى منه ، فيخسران الدنيا والآخرة في معركة واحدة ويسلب منهم الأمن والاطمئنان وراحة البال ، ويكونون في أحسن أحوالهم متشنجة روحهم فضلاً عن أبدانهم ، ومنقبضة أنفسهم وشحيحة على الدنيا وزينتها فيعدم عندهم الإيثار والتضحية والإخلاص والمودة الحقيقية والحب الخاص .

وإما الإنسان المؤمن : فهو على يقين من تحقق الحياة بعد الموت ، بل يقطع باستمرار الحياة وما الموت في اعتقاده إلا انتقال من مكان إلى مكان أخر وسفر يجب عليه أن يعد العدة له ويأخذ له زاد التقوى ، كما يؤمن بتفاصيل لتلك الحياة وأحوالها ومواصفاتها ، ويعدل في دنياه ويسعى لتقديم الزاد لأخرته ، ويكون على حذر في تصرفه لينال رضى الله تعالى في الدنيا والآخرة .


وخلاصة القول : فالإيمان بالمعاد في يوم القيامة من أصول الدين وجب الأيمان به كما بينه سيد المرسلين ويحتمه العقل المؤمن برب العالمين ، وأنه بالإضافة إلى تحصل رضى الله تعالي وحسن جزاءه يحصل الإنسان بالإيمان به على سعادة الدنيا وإطمنئان العيش فيها واستقراره .


ثالثها : أهم بحوث المعاد وهي :
أدلة وجوب تحقق المعاد وضرورته ورد الشبهات المتعلقة به .
بحث تجرد الروح .
كيفية الموت وأحواله والقبر وحسابه.
والبرزخ وأحواله وكيفية العيش فيه .
والنفخ في الصور ، والنشر من القبور وأحوال آخر الزمان .
الحشر في يوم القيامة ومواقفه : من الورود على حوض سيد المرسلين والحساب والميزان والصراط و الشفاعة والجزاء من الثواب والعقاب
ـ وإن كان المناسب لبحث الثلاثة الأخيرة في مبحث العدل الإلهي إلا أنه قد يشار لها هنا ـ .
وكذا يبحث في أصل المعاد عن المستقر الأبدي للإنسان والثواب والعقاب في الجنة والنار ومواصفاتهما وأحوال الإنسان وكيفية عيشته فيهما .
كما انه توجد مباحث أخرى يجدها المتتبع لهذه البحوث في الكتب المختصة في بحث المعاد .
هذا تعريف لأهم مباحث المعاد : وإن وفقنا الله وطال بنا العمر فسوف نكتب لكم بحوث في الميعاد ونضع ما كتبناه في سالف الزمان من بحوثه المسماة ب (( صحيفة المعاد )) ونسألكم الدعاء .
تفضلوا من هنا يا موالين.
إليكم يا أحبتي الطيبين مختصر صحيفة المعاد:


تفضلوا من هنا يا موالين.
إليكم يا أحبتي الطيبين
مختصر صحيفة الأصل الخامس للدين : المعاد .إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ  يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ  كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ 
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
((مختصر في الأصل الخامس للدين المعاد يوم القيامة من مقدماته كالموت والصحية والنشر والحشر والحوض والحساب والشهود والشفاعة والصراط والجنة والنار )) .

وكتبنا قصة في البرزخ وأحواله في سالف الزمان ، وهي جميلة جدا تحكي أحول ثلاث طوائف من الناس ، فإن نضدت حروفها في الكومبيوتر ورتبناها للإنترنيت نجعلها بين أيديكم إن شاء الله وأسأل الله التوفيق لي ولكم .

 

 

 

 

يا طيب : كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ 
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

راجع ما كتبنا من تفاصيل أحوال المعاد في

صحيفة شرح الأسماء الحسنى

وقد جعلنا  أحوال الموت البرزخ آخر اسم الله العظيم
وأحوال القيامة في آخر اسم الله اللطيف
وأحوال الجنة أخر اسم الله الشافي
لأنه لله تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ  أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ 
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

 

 

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ  حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ 
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ  أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ

إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ  يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ  كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ 
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
  أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ  وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 
 أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ 
 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ

 أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ  وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ 
 أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ 
 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ



الراجي لعفوا الله ورضاه
أخوكم في الإيمان
خادم علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة صحف الطيبين